لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-08, 03:38 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل العاشر))
وفي صباح اليوم التالي علم الجميع بأن (نايف) منع (بشاير) من الالتحاق بالجامعة منعا نهائيا ، البعض رثى لها والبعض الآخر تشفى وبعضهم يرى بأنه مهما فعل فلا بد أن يوصف تصرفه بالحكمة لأنه (نايف) ، نعته البعض بالمستهتر ولكنه لم يجرؤ على ان ينقض قراره أو أن يقول ذلك في وجهه ، وهكذا مر يوم التقديم للجامعات يحمل فرحة من اكمل تسجيله وحسرة (بشاير) على المستقبل الذي ضاع .
_ بس هذي يا ماجد ...
_ يعني موافق يا خالي ....
تهللت أسارير خاله الوقور :
_ غالي والطلب رخيص وأنا خالك ... تبيها الحين خذها ...
_ تسلم ... (ويقبل رأسه) ... يا بعد قلبي والله ...
يقاطعهم (فارس) الذي كان يراقب ما يحدث :
_ يبه حتى أنا أبي أتزوج ...
_ ههههههههه ... انت اخلص درس بالاول وتبشر بالعرس ...
أجاب بلؤم :
_ هذا ماجد ما خلص درس !
_ أفففف ... كبرك أنا ... لا تصير قطاع رزق ...
_ خل أقوم أشوف هم جهزوا القهوة ولا بعد ...
_ ما أبي قهوة مشكور ...
_ لا تستانس مو لك يا النسيب ... حق أبو مزعل اللي بيسير على أبوي اليوم ... (وانصرف) ...
_ إلا لا ابوك ولا امك كلموني ...
(ماجد) بخجل حزين :
_ يعني أنا ما أسد يا خالي ...
_ لا والله كفو وأنا خالك ... (ابتسم) ... زين اللي أنت اللي جيت لو غيرك كان رديته ... هذي الفرحة والله ... فرحة ناصر والحين فرحتك ...
_ خالي ...
_ سم ...
بخجل شديد :
_ أبوي موافق ... بس أمي اللي ما رضت ... تقول ...
رفع يده يقاطعه :
_ أدري وش تقول أمك ... ما عليه وانا خالك اعذرها ... هي من سالفة خالك فواز وهي شايلة الغل ...
_ بس منال ما لها ذنب ...
_ عاد وش تسوي بعقول الحريم الناقصة ...
وبخجل أشد :
_ خالي ... أقول لأبوي علشان المهر ..
_ وش مهره ؟... خلاص منال لك ... وأنا أعطيها اللي يكفيها ...
_ يا بعد راسي يا خالي ... (وينهض ليقبل رأس خاله بفرحة مضاعفة) .
دخل (فارس) المطبخ ، وجد والدته كالعادة تشرف على إعداد الغداء ، و(منال) كانت تعد مع الخادمة قهوة الضحى لوالدها ، اتجه نحو اخته وهو يرقص حاجبيه ويترنم بأغنية :
_ مبروك ... مبروك ... مبروك ... مبروك ... (حمل صينة القهوة وانصرف) ...
(أم فارس) باستغراب :
_ شفيه الولد ؟!
(منال) باستغراب أكثر وهي تهز كتفيها :
_ ما أدري ...
وفي غرفتها التي لم تفارقها منذ أسبوع كانت تتحدث في الهاتف ، والدموع تتساقط دون توقف :
_ ما أدري أول مرة أحس إني عاجزة يا أنوار ...
_ بصراحة نايف حيل دكتاتوري ... الله يعين مريم عليه ...
_ هي زوجته مجبورة تسمع كلامه ... أنا ليش يتدخل بحياتي ويهدمها ...
_ شنو نسوي حكم القوي على الضعيف ... ما تذكرين شلون خلا مضاوي تتزوج سيف وهو مريض وأمك مو راضية وضيع شباب المسكينة ... ولا بدريه طين عيشتها علشان يزوجها لأحمد هالصايع ...
_ والحل يا انوار ... مو قادرة أظل كذا وأحس احلامي كلها ضاعت ...
_ بدر كلمه وقال لا أحد يتدخل بهالموضوع ... ودلال قالت لمشعل يكلمه بس تعرفين كلهم يخافون منه ... قطيعة صاير لنا هتلر ...
_ الله يأخذ عمره وأفتك منه ...
_ ومتعب !... درى ؟!
_ ساره تقول أنه عصب ... وكل ما أدق على بيتهم يشيل التلفون وأسكره ... أحس أني إذا كلمته بأبكي ... ما أبي أحسسه بقلة الحيلة ... (تنهدت بحسرة) ... حسبي الله عليك يا نايف ...
_ تكرهينه ؟!
_ مووووووووووت ... والله لو أشوفه لقطعه ... (تنهدت أنوار بحسرة) ... وأنتي نونو ... أخبار الحبيب ؟!
_ قطيعة ... حبته القرادة إن شاء الله ...
_ ههههههههههههه ... يا أنا وياج علينا حقد مو طبيعي ...
_ على الأقل أنتي أرحم مني ... هالعلة ناصروه راح أعيش معاه ... وعععع ... الله يعيني بس ...
_ ههههههههههههههههههه ... نونو حبيبتي أقلمي نفسك ... ترى والله ناصر حليو ...
_ لا حلت دنياه إن شاء الله ... مليق حده ... يرفع الضغط ... وأحسه إنسان فاسد ...
_ هههههههههههههه ... فاسد هاه! ... قولي يالله (عملك إيه يا بت !) ...
_ هذا اللي ناقص (يعملي وأعمله) ... أحسن أدخل أصابعي بعيونه ... أصلا من يوم الملكة القشرة ما شفته ولا سمعت عنه ...
_ ما حدد العرس للحين ... أنوار ... أخاف تحسف الرجال ؟!
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ...
وظلت (بشاير) تضحك من سفاهة إبنة عمها .
انتشر خبر خطبة (ماجد) ل(منال) في أرجاء المنزل الكبيرة ، تراوحت ردات الفعل بين الفرح والاستغراب ، أما هي فجلست في غرفتها منعزلة تبكي الزمان وتشكي للجدران عن ظلم لا تعرف له أساس يا ربي العايلة كلها تكرهني ... انحرمت من أمي ... تحملت وزر ذنب ما لي يد فيه ... حتى الدراسة الله ما قسم إني أكملها والسبب هالنفسية الزفت ... كل نظراتهم تتهمني ... كل تصرف منهم يحسسني إنهم قرفانين مني ... حتى أبوي !... الله يسامحك يبه والله ما لي ذنب ... ولا أمي شهالقلب اللي لها ؟!.. معقولة نستني ... الله لا يسامحك دنيا وآخرة خليتني أحس بالنقص وين ما اتجهت ... يا ربي والله شبعت من العذاب لين قلت بس ... والحين جاي هالبزر يكمل علي ... ليش يبه ؟!.. ليش توافق ؟!... أسبوع وبيمل مني ويرجعني وأنا مكسورة أكثر ماني مكسورة ... ماجد أعرفه دلوع ... على باله الزواج لعبة ... الله يعيني عليك يا عمة ... أنتي من غير شي كارهتني)...
ودي أبكي لين ما تبقى دموع ودي أشكي لين ما يبقى كلام
من جروح صارت بقلبي تلوع ومن هموم احرمت عيني المنام
وفي الصالة كانت تتحدث في الهاتف :
_ هـــــــاه ... (وانتقع لون وجهها) ... (نظرت أمها نحوها بخوف ، وكذلك والدها) ... طيب حصة ... أكلم ماما وأدق عليك ... أوكي !... باي يا قلبي ... باي ...
_ عمى خرعتوني ... خالك فيه شي ؟!
_ استهدي بالرحمن ... (التفت نحو ابنته المرعوبة) ... شعندها بنت خالك يبه ؟!
_ مــــ ... (ونظرت نحو والدتها بخوف) ... مـــــاجــ... ماجد ... ماجد خطب منال يبه ...
الأم برعب :
_ وشو ؟!
_ وحصة تقول خالي عطاه ...
تنهد الأب ونظر نحو زوجته بتشفي وهو يعود لأوراقه :
_ كل آفة وفوقها آفة ...
_ طيب ... والله ما يفرح فيها ... أنا أعلمه شلون يتحداني ...
_ يمـــــــــه ... (ولكن امها انصرفت لا تأبه لأحد ، فنظرت نحو والدها وهما يائسين) ...
وفي منزل (أبو نايف) كانت الأصوات تتعالى وهو يغط في قيلولته :
_ تعوذي من الشيطان يا عمة ...
_ روح قعد أبوك يا نايف ... (كانت تتنفس بصعوبة وهي لا تزال واقفة) ...
(أم نايف) تمسك كتفيها لتجلس :
_ بالهداوة ... كل شي بالهداوة يا أم ماجد ...
كانت (حصة) والصغار يسترقون السمع لهذه المسرحية الدرامية وهم على الدرج ، (منال) خرجت من المطبخ وهي متفاجئة :
_ هاه !... جت ام الدواهي ... اموت وأعرف شمسويه لولدي يا بنت مزنة ...؟!
_ عمــــــــــــــــــه ... منـــــــــــــــال ... روحي داخل ...
صراخ (نايف) انقذ الموقف الحرج ، دخلت (منال) المطبخ والدموع تتساقط من مآقيها التي لا تجف (كل مرة عمتي تتحاشاني ... أول مرة تنفجر فيني كذا ... الله يسامحك يا ماجد) ، ولا زال الصراع في الصالة :
_ يا جماعة قولوا لا إله إلا الله ... (كانت مريم تهز طفلها الصغير الذي زاد بكاءه من توتر الأجواء) ...
_ لا إله إلا الله ... (جلست العمة وجلسوا معها) ... ترضى ؟!... ترضى يا نايف ولدي يطلع عن شوري ...
(أم فارس) بحيادية :
_ يا ام ماجد ... وشو طلع عن شورك ؟!... الولد يبي بنت خاله ... ليش مكبرة السالفة ...
بصوت قاطع كالسيف :
_ حصة إيه أزوجه من باكر ... منال لا ...
فقد (نايف) أعصابه :
_ هاه ... عمــــــــه ... شفرق منال عن حصة الله يهداك ؟!
_ وش تسون ؟!
ارتعدت فرائص (حصة) و(مشاعل) و(فارس) و(فلاح) الصغير وأخذ كل منهم يصدم بالآخر حتى هربوا من أمام والدهم بصمت ودون ان ينطقوا بكلمة ، نزل (أبو نايف) السلم وهو يستمع لبقية هذا النقاش ، فقاطع صوته الجهور الجلسة المنعقدة :
_ حيا الله أم ماجد ... حيا الله أختي ...
سلمت عليه وقد تلاشت صلابتها لتتحول إلى انكسار عميق :
_ هلا بأخوي اللي ما عاد يسمع شوري ...
_ آفااااا وأنا أخو حصة ... أدري فيك زعلانة ؟!... مالج إلا طيبة الخاطر إن شاء الله ... اجلسي ... اجلسي تعوذي من إبليس ... (نظر نحو البقية) ... خلونا لحالنا ... (وبدأ الكل بالانصراف بهدوء) ... نايف ... خلك يا أبوك ...
_ تامر يبه ... (وجلس معهم) ...
التفت إلى أخته :
_ الحين أنتي وش اللي مزعلك ؟!
_ ليش تزوجه ؟... ولدي عصاني يا أخوي ... وطول لسانه علي ...
_ غصبن عن خشمه يجي يحب راسك ويستسمح منك ...
_ لا تعطيه بنتك !
_ هاه ... حصة لعب عيال هو ؟!... الولد جاني وأنا عطيته ...
_ هذا انت قلتها ... ولد ... والله مجود مو مال زواج ...
_ حصـــــــــة ... شهالكلام ؟!... أنا موافق وعبدالله موافق والولد يبي البنت ... ليش تطولين السالفة ؟!
بيأس :
_ أنا ما أبيها ...
بصرامته المعهودة :
_ ومن متى أنا أسمع رأي الحريم إن شاء الله ...!
_ بس يا أخوي ...
رفع يده يقاطعها :
_ خلاص ... الولد عطيته البنت ... والملكة بكرا إن شاء الله ... والمهر وقلت لماجد لا يشيل همه ... يعني سالفتنا اخلصت ...
بحدة مقهورة :
_ أنا ما أحضر ... لا ملكة ولا عرس ...
وقف بقامته المديدة :
_ والله كيفك ... مو متعطل ... أنتي ما احد قوى عينك إلا عبدالله وسواياه ... (وانصرف مشمئزا من تصرفات أخته) ...
التفت والدموع تملئ عينيها :
_ عجبك إلا يسويه أبوك ... ؟!
حدق فيها (نايف) بيأس (يا شين عقول الحريم) .
اما في مجلس (أبو بدر) ، كانت (شريفة) وبقية الشباب في جلسة عائلية تعبق برائحة القهوة :
_ صج يا مجود ؟!...(كانت فرحتها لا توصف) ...
_ إيه والله يا خالتي ...(كانت ابتسامته تتسع) ... خالي قال لي لا تشيل هم ...
(مشعل) بخبث :
_ هب يا وجهك !... كم عمرك أنت ؟!
(ماجد) بكل براءة وتحدي :
_ 17 سنة ... (وحين رأى استهزاء مشعل) ... وثلاث شهور ... ليش مو بعينك ...!
_ الله يغربل ابليسك ... أنا لو متزوج من زمان عندي ولد كبرك ... (التفت نحو بدر) ... ولا بدر حفيده يطلع كبرك ...(ضحك الجميع) ...
أجابته ملامح (بدر) البشوشة :
_ ما عليك منه ... مبروك يا أبو عبود ...
اصطبعت ملامحه الحلوة بلون الخجل الدافئ :
_ الله يبارك فيك ...
(شريفة) كانت تنظر نحو ابن أختها وتتأمله ، كان لا يزال غضا ، طفلا وجد شيئا جديدا يبهر عيناه :
_ بس مو توك صغير يا ماجد ؟!
توترت ملامحه (شفيهم هذولا علي : صغير صغير) :
_ لا خالتي لا صغير ولا شي ... الملكة بكرا ... وأقول لخالي الزواج بعد أسبوعين ...
ضحك (بدر) وغص (مشعل) بفنجان قهوته :
_ يمه منك ... مشفوح أنت ؟
_ محتر يا البطة ...
سألت (ِشريفة) :
_ أقول مجود ... (وعبست ملامحها) ... أمك شقالت ؟!
احتسى فنجانه بهدوء :
_ عطتني كف ... واطردتني من البيت ... وشكلها ما تبي تشوفني بعد ... (نظر بدر نحو عمته التي بادلته نظرة الحزن والألم على مصير هذا الشاب) ...
_ هههههههههههه ... كل هذا علشان بنت ... صج إنك مراهق ...
سخرية (مشعل) الحلوة قشعت جو الكآبة بعيدا :
_ والله عاد منووووله تستاهل ... صج طلع عندك ذوق يا مجود ...
_ والله خالة ... (طار من فرحه) ... يا بعد رأسي والله ... (وقبل رأسها) ..
ضحك الجميع ، ودخلت عليهم (أم بدر) سلمت على (ماجد) وبعد ان علمت باركت له ، ثم جلست بجانب (بدر) الذي قال :
_ شفتي يا يمه ... هالماجد طلع مو هين ؟!
_ وحنا على بالنا دلوع ...
_ دلوع بعينك يا البطة ... (التفت نحو بدر وبجدية) ... عاد الباقي عندك يا أبو شوق ... تكفى ...
_ هههههههههه ... بدأ الرجال ... قول شعندك ؟!
_ أبي وظيفة ... عندك بالبنك !
_ والمدرسة ؟!
_ من صجك تبي أروح المدرسة ... لا يبه خلاص ما في مدرسة ...
(أم بدر) بمأساوية :
_ لا تترك الدراسة يمه ...
(مشعل) بجدية :
_ إلا صج يمه شكله يفشل ... منال بكرا تقعده ... (وبصوت ناعم " مجود حبيبي قوم روح المدرسة ولا تنسى تكتب واجب العلوم الأستاذ راح يهاوشك")... هههههههههه ... ما تسوى عليك ... يا أبو عبود ...
ضحك الجميع ، واكفهر وجه (ماجد) :
_ ترى حدك مليق ... (والتفت لبدر) ... هاه بدر شقلت ؟
_ ما أقدر يا ماجد ... الشغل بالبنك يبيله خبرة وشهادة ... كله حسابات وإدارة أموال ...
قاطعه (مشعل) :
_ وانت حتى فراش ما تصلح ...
يكمل (بدر) كلامه :
_ ليش ما تشتغل مع نايف ؟! كلم عمي أبو أحمد وما راح يردك ...
_ انا ما أبي أشتغل مع نايف ... يكرف كرف ... وعصبي بعد ... وملتزم يزهق الواحد ...
ضحك (مشعل) :
_ هههههههه ... وأنا أشهد ... شفت الضيم معاه ...
واندهش (بدر) :
_ يعني الحين أنا السربوتي ...؟!
_ هههههههه ... كسر فيك يا بدر ..
_ أنت يا البطة لا تشيش ... يا أبو شوق ... أنت حتى وجهك يجيب العافية ... تقعد مبتسم ... تنام مبتسم ... حتى مرة كنت تهاوش فهد وأنت مبتسم ... (ابتسم بدر من كلامه) ... مو مثل نايف ... تقول ضابط ... حتى مع عياله مكشر ... وجهه يخرع ...
_ الحين نايف يخرع ...؟! (شريفة وهي تنظر لهم بنص عين) ...
(أم بدر) ولا تزال بقايا الضحكة مرسومة في وجهها :
_ والله عاد كلكم ما فيكم اللي بزين نايف ... الله يحفظه لشبابه يا رب ...
_ إيه والله حتى انا مرة عشقته ... بس عيا لا يتزوجني ...(ضحك الجميع من كلام مشعل) ...
ووافق (بدر) بقلبه الكبير على ان يعطي (ماجد) وظيفة في البنك الذي يعمل فيه بحكم نفوذه ونفوذ عائلته في هذا البنك ، مرت الملكة وسط فرحة (ماجد) الغامرة رغم عدم حضور والدته ومنعها (ريم) من أن تحضر ، ولان (ماجد) قد اختطف الأضواء في يوم ملكته استعجل في زواجه واتفق مع خاله على أن يكون زواجه مصغرا بعد أسبوع وفي منزل خاله ، اشترى له والده شقة راقية واشترط أن لا يخبر (السلطات العليا حتى لا يثير المشاكل بينهما) ، (نايف) تكفل بمصاريف شهر العسل الذي اختار (ماجد) أن يقضيه في باريس .

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 03:40 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الحادي عشر))
وبعد أسبوع إمتلىء البيت الكبير من المعازيم الرجال والنساء ، كانت الفرحة الغامرة تخرج من كل زواية في هذا البيت ، الكل سعيد والكل فرح ، مباركات الرجال لا تنتهي ، ومجلس النساء انقلب رأسا على عقب من تأثير أصوات الموسيقى .
_ صلاح !... جيب لي عصير ... عطشت ... (كان ينظر لمشعل الذي انهى آخر كوب للعصير وهو جالس بجانبه) ...
ابتسم لابن عمه الذي يجلس على كرسيه الفخم وهو في أبهى حلته :
_ تبشر ... معرسنا ... (وانصرف) ...
اقترب منه (فهد) :
_ والله صرت رجال يا مجود ...
_ رجال غصبن عنك ...
(مشعل) ولا زال ينظر في الكأس الفارغ :
_ من قدك ... بشت ... ورزة ... (غمز له) ... وعروس ...
_ اذلف زين ... (وأشاح بوجهه عنه) ...
وفي زاوية أخرى ، يميل (نايف) على (بدر) الجالس بجانبه :
_ لو زافين أختك على احمد مع ماجد اليوم مو أحسن ...؟!
تنهد (بدر) :
_ لا حول ... نايف أنت ما تمل من هالسالفة ؟!
_ ولا راح امل ... الحقير ولد جلوي على باله يقدر يرجعها ... انتم ليش ما تفهمون ؟!
_ أقولك البنت ما تبيه ... ما تبيه يا نايف ...
_ وشو اللي ما تبيه ... مو على كيفها ...
تنهد (بدر) لطالما كان يكره هذا الاستبداد الذي يسير فيه (نايف) شوؤن العائلة :
_ أستغفر الله العظيم ... (وانصرف بعيدا عن الحاح نايف) ...
_ زعل !... بسيطة يا بدر ...
وفي المطبخ الذي كانت تجهيزات هذا العرس المصغر قد أحالته لفوضى عارمة :
_ والله تكسر الخاطر ... ليش ما سو لها عرس مثل الناس ؟!
أجابت (أم فارس) بحزن :
_ ماجد مستعجل ... وعمك وتعرفينه يا مريم ... أصلا من اللي بيهتم بالعرس ؟!... وام المعرس نفسها مو حاضرة ...
_ والله منال مسكينة ... من وعت على هالدنيا ما شافت منها إلا الحزن ...
_ الله يهنيها إن شاء الله ... ويسخر لها ماجد ...
_ آآآآآآآمين ...
دخلت (مشاعل) المطبخ :
_ يمـــــــه ... خالتي أم نايف تقول جيبوا الحلا ... القهوة بتبرد ...
_ زين ... نادي وحدة من البنات الصغار ... خلي حصة وعهود يجون ...
_ مو راضين ... تبين هالدعلتين يهدون الرقص ...
_ خلاص نادي بشاير وأنوار ...
_ زين ... (وانصرفت) ...
(سعود) بلحيته الكثيفة ووجهه الأسمر ولباسه المتواضع ، بطبعه لم يكن يحب حفلات أعراس العائلة الباذخة ، كان يرى في كل ذلك إسرافا وتبذيرا ، تقدم بهيئته الدينية ليهنئ (ماجد) :
_ مبروك يا ماجد ...
_ الله يبارك فيك يا أبو عبدالعزيز ... الفال لك إن شاء الله ...
_ زين اللي كملت نص دينك ... الزواج تعفف للبني أدم ...
_ إيه والله ... فانا قلت أسمع كلام ربي والدين أحسن من الفرفرة بالشوارع ...
(فهد) و(صلاح) ناظرا في بعضهما ليضحكا بشدة بعد ان انصرف (سعود) فما دخل الزواج بالفرفرة بالشوارع (ماجد ما يعرف يصف الكلام أبدا) :
_ وانت متى النية ؟
ناظر (ناصر) الذي كان شاردا في ابن عمه :
_ وشو ؟!
(نايف) كان يعلم بان (ناصر) كان يتهرب :
_ العرس ... ما لك نية عليه ؟!... أشوفك ساكت ...
اخفض رأسه :
_ تو الناس ...
_ ملكت عالبنت ولطعتها ... ناصر انت ما انت صغير ...
ناظر (نايف) بحزن :
_ وعلى شنو أستعجل يعني ...
_ لا تصير مأساوي ... أنت تزوجت البنت وخلصنا ...
_ ما أقدر يا نايف ... ما أقدر ... أحس أني راح أظلمها ...
_ واللي قبلها ...
غضب (ناصر) :
_ نايف شفيك ؟... انوار بنت عمنا ...
_ الحاصل ... كلهم حريم ... وخلاص ما له داعي تفتح الموضوع معاها أصلا ...
تنهد (ناصر) بيأس ساخر :
_ هذا زواج يا نايف ... وانوار بنت عمي يعني مو إذا ضاقت اخلاقي منها أقدر أطلقها ... الموضوع غصبن عني راح ينفتح ...
_ والحل ..!
_ اصبر علي يا نايف ...
_ ناصر ...(ويميل نحوه اكثر) ... غير السنة ما أقدر أصبر عليك ... ملكت على أنوار ومو حلوة بحقنا تطول كذا قدام الناس ... وانت ادري فيك ودك تظل كذا العمر كله ...
_ لا تضغط علي يا نايف ...
_ خل سوالف الضمير وما ضمير على جنب ... أضغط عليك أنا أحسن ما يضغطون عليك أبوي وعماني ...
تنهد (ناصر) لقد أوقعه عناد (أنوار) في مشكلة لا حل لها .
_ إنتي ليش ما رحتي مع أختك ؟! ...
كانت (شريفة) قد سحبت (نوف) في زاوية بعيدة عن أصوات الموسيقى :
_ عمة شفيك ؟!... راحت معاها مريم ... وهاه ... (تأشر نحوها) ... شوفيها كاشخة ومستانسة ...
_ تدرين ان مريم ما تعرف لسوالف المشاغل والكشخة ... أنا لو أدري ما أخذتها معاي أنا وانوار وبدريه ... بس قلت أختها الكبيرة موجودة ...
_ يووووووووه ... عمة خلاص لا تسوين لي سالفة ...
_ يا نوف حرام عليك ... (وبنبرة حزينة) ... هذي أختك ... مو كافي ما سولها عرس ... ولا عمتك وسواياها ...
_ لا تخافين عليها ... هذي هي أخذت ماجد ... مزيون وأصغر منها لا ويموت فيها بعد ... (وانصرفت) ...
_ أستغفر الله ...
_ عمــــــــه ... شوي ...(كانت بشاير تحمل صينية الحلا وهي خارجة من المطبخ) ...
_ شتبين انتي بعد ...؟!
_ اسم الله الرحمن الرحيم ... عمه شفيك ؟!
_ انتم ليش ولا وحدة فيكم راحت مع منال ...!
_ هاه ... وين ؟!
_ المشغل يعني وين ...
_ مدري ...
_ يوووووووووووووه ... (وانصرفت شريفة وهي تبكي منال التي كانت على الهامش بالنسبة لكل أفراد العائلة بقصد أو بدون قصد) ...
ودخل المجلس كان نحيفا جدا لكنه صاحب طلة ملفتة وكبرياء حلو ولكن ذلك الفراغ الذي كان يرتسم في عينيه يعطيه جاذبية خالدة ، منذ زمن طويل لم يره أحد بهذه الهيئة الأنيقة ، لقد رسخ في خيالهم (أحمد) السكير العربيد ، حتى أنهم نسوا (أحمد) الرجل الفاتن :
_ حيا الله أبو حميد ...
_ هلا ناصر شلونك ؟!
اقترب منهم (راشد) :
_ غريبة ... يبي ينزل مطر اليوم ...
_ هاهاهاي ... ضحكتني يا خفيف ... (واتجه نحو ماجد) ...
_ أحمد ! ... (كانت فرحته مدهوشة) ...
_ مبروك يا أبو عبود ...
واحتضه كانه يحتضن طفل صغير دون ان يأبها بمن حولهما ، حاول (ماجد) ألا يبكي (كان يعلم بان أحمد لن يغيب عنه في مثل هذا اليوم !) :
_ ما كنت متوقع تجي ؟!
قرص وجنته كأنه لا زال طفلا :
_ آآآآآآفا ...
واتجه نحو أعمامه ووالده قبل روؤسهم وجلس بينهم ، التفت له (أبو نايف) :
_ زين اللي جيت صاحي ...!
ابتسم (أحمد) ولم يرد ، كان يعلم بأن أسلوب حياته لا يعجب أحدا في العائلة ، كان يعلم بأنه يعيش حياة مقلوبة ، هو نفسه لم يكن يشعر بالرضى مما يفعل من مخالفة الله وإرهاق نفسه ، لكنه كان يشعر بالفراغ ، الفراغ الذي يحسه في روحه وسوف يطبق على أنفاسه ذات يوم .
وبعد قليل اقتربت (مريم) من (منال) التي كانت تجلس بكامل زينتها وسط بنات العائلة ونسائها :
_ منال ... نايف يبيك ... (وامسكت بها لتتجه إلى الباب الكبير الذي كان يقف خلفه نايف) ...
_ يالله منال ... إلبسي عباتك علشان اوديك أنتي وماجد بيتكم طيارتكم الساعة أربع الفجر ... يالله تلحقون ترتاحون ...
التفت نحو عمتها (شريفة) التي اقتربت منها :
_ عمــــه ...
أنجدتها وأمسكت بكتفيها :
_ إن شاء الله نايف ... دقيقة وجاين وراك ... (وانصرف) ...
وبتوسل :
_ عمه ... روحي معاي ...
_ أكيد أبروح معاك ...
وانصرف العروسان وبدأ البقية بالانصراف تباعا :
_ أنوار ... تكفين نامي عندنا اليوم ...
_ والله ما أقدر ... أحس أني تعبانة ... مرة ثانية إن شاء الله ... إلا حصة كلمتي ريم ؟!
_ كلمتها العصر ... مسكينة مقطعة روحها بكي ...
_ تعالي أنتي نامي عندي ...
_ يمــــه ... تبين نايف يذبحني ...
_ وليش إن شاء الله ... بيتنا ديسكو وأنا ما أدري ...
_ يقول بيت عمي أبو بدر كله شباب عيب تنامون فيه ...
_ يا سلام على هتلر ...
_ هههههههههههههههههه ... اسكتي لا يسمعك بس ...
_ حصة تكفين كلميه على موضوع بشاير والله كاسرة خاطري ...
_ شنو ؟!... انا أكلم نايف ... اسكتي بس ...
_ يوووووووووو ... شفيكم كلكم تخافون منه ؟!
_ كلميه أنتي إذا شجاعة ... ولا أقولك خلي رجلك يكلمه يمون عليه أكثر واحد بالعايلة ...
_ منو ؟!
_ ناصر يا الهبلة ؟!
وأنقذها نداء أمها حتى يعيدهم (سعود) إلى المنزل .
_ شقتكم تهبل يا ماجد ...
واتجهت بعد جولتها السريعة وبعد أن أدخلت (منال) لغرفتها إلى (ماجد) و(نايف) اللذان وقفا في المدخل :
_ إيه عاد الوالد ماقصر ...
سألت باستغراب :
_ أبوك حضر اليوم ؟!
_ إيه حضر ... بس اكيد من وراء السلطات العليا ... (وضحكوا) ...
(نايف) بارهاق واضح :
_ مو تنسى ماجد وتروح عليكم نومة ... رحلتكم الساعة أربع ... مشعل بيمر عليكم ويوصلكم عطيته إجازة بكرا الصبح ...
_ ما أوصيك على منال يا ماجد ...
(ماجد) وهو يشير لعينيه :
_ بعيوني يا خالة ...
_ يا شين سوالف الحريم ... عمة إخلصي عندي شغل بكرا ... يبي يأكلها هو ..!
وجر عمته وهي تعدل من غطاء وجهها حتى يخرجا :
_ زين ... زين ... مع السلامة مجود ...
_ ههههههههههه ... مع السلامة ... (وأغلق الباب خلفهما) ...
فتح باب غرفتهما ، وجدها تعلق عبائتها في مكان مناسب ، أخفضت عينيها حين ظل ينظر نحوها ، اتجهت إلى السرير وجلست ، تقدم منها وجلس بجانبها :
_ مبروك ... (ابتسم هو وأخفضت هي رأسها) ... جوعانة ؟! ... (هزت رأسها بالنفي) ... في مطعم قريب ...أكلهم حلو ... أروح أجيب لنا منه عشا ... شرايك ؟!
لم ترفع رأسها :
_ أنا ما أبي ... إذا انت جوعان روح ...
_ لا خلاص إذا أنتي ما تبين أنا ما أبي ... أصلا انا تعشيت بعرسنا ... (رفعت نظرها إليه ووجدته ينفخ صدره لمجرد ذكر "عرسنا" ) ... ماشاء الله تدرين إنك حلوة حيل ... (اقترب منها أكثر وهو يتفرس في ملامح وجهها الذي أخفضته) ... أنا كنت ...
قاطعته وهي تكبح دموعها :
_ مـــ ... ماجد ...!
_ هلا ... ؟!
_ أنــــا تعبانة ... وأبي أنام ... (كانت متأكدة من رفضه) ...
_ إيه صح مبين عليك ... خلاص قومي بدلي ملابسك ونامي ... رحلتنا الساعة اربع مشعل بيوصلنا المطار ... أنا شبعان نوم ... أطلع برا أسهر على التلفزيون علشان ما تروح علينا نومة ... وأنتي خذي راحتك ... تصبحين على خير ... (واتجه نحو الباب) ...
فكرت (منال) : (هذا شفيه هذرة !) .
_ منـــــــــال ... (وصل إلى الباب ثم التفت نحوها ، رفعت نظرها إليه متوقعة) ... حلو البشت علي ...؟!... (واتسعت ابتسامته) ...
انتبهت إلى أنه لا زال بكامل ملابسه حتى البشت ،هزت رأسها موافقة وهي تبتسم ، خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه وانهارت هي على السرير (يا ربي شاللي بليتني فيه ؟!) .

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 03:42 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الثاني عشر))
وفي الوقت المناسب كانا على متن طائرة متجهة إلى باريس ، نزلا في فندق راق في ضواحيها المشمسة ، دخلت (منال) لتستحم بعد هذه الرحلة المتعبة وحين خرجت بروبها القطني الذي أحكمت ربطه ، وجدته يغط في النوم كطفل صغير ، كان لا يزال بكامل ملابسه ودون غطاء (يا حليله أمس سهر ينطر الرحلة واليوم سوى نفسه رجال وظل قاعد علشان ما اخاف ؟!) ، اقتربت منه ووضعت الغطاء فوقه برقة وجلست بجانبه تتفرس في ملامح وجهه (سبحان الله نسخة من ريم ... شكله بنت مو ولد ... ما شاء الله حلو ... (وابتسمت) ... بس صغير ... صغير حيل ... شاللي حدك على هالزواج يا ماجد ؟!) ، أغلقت الانوار وطلبت طعاما خفيفا وظلت تتابع التلفاز بهدوء.
ورن الهاتف فقطع عليها متابعة برنامجها المفضل نهضت نحوه غاضبة :
_ أففففففف ... آلووووووووووووووو ...
_ أعوذ بالله ... خلي عندك ذوق ... وردي على التلفون بأدب ولو مرة وحدة ...
ضاق خاطرها منذ ان سمعت صوته :
_نعم ...
_ ههههههههههههههههههههه ... السلام عليكم ...
بتردد :
_ وعليكم السلام ...
_ شلونك انوار ؟!
_ ما لك شغل ...
_ هههههههههههههه ... إيه جذي رجعتي أنوار اللي أعرفها ...
_ انت لا تعرفني ولا انا اعرفك ... يقولون إنك ولد عمي ... وبس ...
_ وأنتي زوجتي وأنا زوجك ... لا تنسين ...
التزمت الصمت لانه كان محقا ، واحترم هو صمتها :
_ فهد وين ؟!
_ ما أدري ... عنده جوال ليش ما تتصل عليه ...؟!
_ مغلق ...
_ يمكن بالنادي ... اتصل على ماجد أكيد معاه ..
_ ههههههههههههه ... أخبارك قديمة ... ماجد الحين غرقان بالعسل ... عقبالنا إن شاء الله ...
عضت على شفتيها (أنا ليش نسيت؟!) ، وأكمل هو يتصنع الغضب من صمتها :
_ قولي إن شاء الله ...
ردت بحدة :
_ لا إن شاء الله ...
_ هههههههههههه ... يا حليلك يا انوار اسلوبك يوسع الصدر ... أكيد صلاح مع فهد خليني أتصل عليه ... بس حبيت أرفع ضغطك شوي وأستانس ... يالله باي يا قلبي ... (واغلق الهاتف)...
ظلت تنظر إلى السماعة وهي تستشيط غضبا (يستانس لما يرفع ضغطي!)
وفي الفندق الباريسي لم يستيقظ (ماجد) إلا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، عقد حاجبيه وهو ينظر إلى ساعته (يالله كل هذا نوم ؟!) ، ثم جحظت عيناه ونهض مسرعا وهو يتذكر الفتاة التي أصبحت مسؤولة منه ، وارتاح لما وجدها نائمة على الأريكة ، اتجه إلى الحمام وأخذ حماما دافئا ، وحين خرج اتجه نحوها وحاول أن يسحب الريموت كنترول من يدها لكنها استيقظت فاعتدلت بجلستها :
_ سووووووري ... خوفتك ...؟!
_ لا عادي ...
_ ليش نايمة هنا ؟!
_ كنت أتابع التلفزيون ... وبعدين كنت تعبان و ...
قاطعها وهو يقف :
_ إيه والله نمت نوم حمار ... ههههههههههه ... جوعانة ؟
_ لا عادي ...
_ شرايك تبدلين ملابسك ونطلع نتفطر ... نتغدا ... يوووووووه ... نتعشى ... ههههههههههه ... شفيني ضيعت ؟!
ابتسمت من حماقته :
_ الحين !... الوقت متأخر ...
_ لا عادي حنا مو بالسعودية ... هنا الناس تسهر للصبح ...
_ لا ما أبي ... (من صجه يبني أدوج معاه بهاليول!) ...
_ يووووووووووه ... قومي يالله ... (وظل يسحبها حتى تقف) ... منال تكفين ...
استسلمت لالحاحه المضحك :
_ زين ...(وأطلقت يدها منه) ...
_ منوله ... البسي بنطلون وبلوزة طويلة ... علشان تأخذين راحتك ... وإذا ركضت تركضين معاي ...( نظرت نحوه باستغراب "يركض وأركض معاه شفيه هذا !")
كان لا يزال في مكتبه ، أنهى الأوراق التي بين يديه مبكرا لكنه لا يشعر برغبة في النوم ، بل لا يشعر بالرغبة في الذهاب لغرفته ، أو ربما لا يرغب برؤية (مريم) أو سماع صراخ طفلها الصغير ، ابنة عمه التي لم يشعر منذ أول يوم في زواجهما بأي رابط يجمع بينهما ، لكنه هو أصلا لا يؤمن بهذه الروابط بين الرجل والمرأة فالرجل رجل والمرأة إمرأة لذلك استمر زواجه من (مريم) طوال تلك السنوات ، إذا لماذا لا يفهم (ناصر) أن المرأة تستطيع ان تتحمل أي شئ من أجل زوجها ! ، لماذا يأزم موضوع زواجه بيديه ؟! ، (ذنب بنات العايلة كلها برقبته) وابتسم وهو يتذكر كلامها (لو تدرين باللي سويته بأنوار شراح تقولين يا بشاير ؟!) ، وعقد حاجبيه وهو يتذكرها ، لطالما كان صاحب الرأي السديد في العائلة ، لم يجد أبدا معارضة لقرارته من أحد ، حتى (بدريه) في رفضها ل(أحمد) لم تتحداه بل ظلت ترفض بكل هدوء ، اما هي فدفعته لأقصى درجات التصلب ولأقصى درجات العناد ، كان يريد أن يكسر بأسها ويقهر نفسها الجموحة لفعل كل ما لا يخطر على باله ، وكم أحس بالنشوة العارمة وهو يكسر شوكتها ، لطالما استمتع بهزيمة منافسيه في السوق الشرسة ، لكن هزيمة إمرأة حديدية أجمل طعما، ابتسم وأمسك جواله:
(شلون الجامعة يا بنت عمي ؟... سمعت إنك متأزمة !.. تعيشين وتأكلين غيرها ... بس إدعي ما تكون من ايدي) <<< وأرسلها للرقم اللي اتصلت عليه منه
وفي المطعم الباريسي كانا يتناولان الطعام :
_ شفيك ؟!... الأكل مو عاجبك ؟!.. (لاحظ توترها) ...
_ لا بس ... من زمان ما سافرت ... ومو متعودة أطلع بدون غطوة ...
_ هههههههههههههه ... خليني كذا فرحان ...
_ ليش ؟!
_ لأنني أكل وأنا مقابل وجهك اللي يجنن ...
انصدمت (منال) من تعليقه الذي يبدو بريئا بالنسبة له واخفضت رأسها :
_ منـــــــــــــال ... (رفعت له رأسه) ... أنا آسف ...
_ ليش ؟!...(هذا اول اعتذار تحصل عليه في حياتها) ...
أخفض رأسه بخجل :
_ لأني ما سويت لك عرس ... بس والله مو بيدي ... انتي تعرفين ظروف زواجنا ... و ...
قاطعته (منال) والشفقة عليه جعلت الدموع تسبح في عينيها :
_ عادي ماجد ... خلاص ... (وابتسمت له من كل قلبها لأول مرة ما دفعه هو للابتسام بصدق كعادته) ...
وعلى السرير في غرفة (أنوار) :
_ احلفي ...
_ شوفي بنفسك ... (وتمد لها الهاتف) ...
وجحظت عينا (أنوار) وقد قرأت الرسالة الالكترونية :
_ يمــــــــــــــه ... (وقذفت الهاتف في حضن بشاير) ... بصراحة نايف يخوف ... شنو ردتي عليه ...؟!
_ ولا شي ... ربط لساني الكلب ... شتبني أقوله يعني ...؟!
_ هههههههههههههههههه ... والله ما أحد قدر يربط لسانك غير نايف ...
وفتح الباب :
_ انتم ليش حابسين حالكم هنا ... ليش ما تنزلون تقعدون معانا ...؟!
(أنوار) بلؤم :
_ أسرار عندك مانع ...؟!
_ يعني مسويات علي حريم ... ما أقول إلا مالت عليكم ... أروح أقعد مع بدريه ودلال ونوف أصرف لي ... (وهمت بالانصراف) ...
وبخبث :
_ عهووووووده ... مري على المجلس بطريقك ... بس سوي نفسك بريئة مو تهابدين ...
_ وليش إن شاء الله ... شايفتني الأخ أنوار كله رازة فيسي بمجلس الرياجيل ...
_ والله كيفك !... بس ترى حبيب القلب مرتز من الظهر عندنا كانه قلبه حاس إنكم بتجون اليوم ...
(عهود) وكأن الأرض قد مادت بها :
_ هــــــــــــــــاه ...!
علقت (بشاير) :
_ ههههههههههههههههههههه ... تصرقعت البنت ... حرام عليك يا أنوار ...
_ خليها ما تصير خوش بنت إلا إذا جبنا طاري صلاحووو ...
_ صلاحووو بعينك زين ... (وهمت بالانصراف) ...
_ سوت نفسها زعلانة ... ترى ندري بحركاتك ... والله لأتصل على فهد أخليه يطرده وحريمتك تشوفينه ... (لكن عهود انصرفت) ...
_ هههههههههههه ... آه يا بطني ... هههههههههه ... حرام عليك يا انوار فشلتيها ... الله لا يأمنك على سر مسلم ...
_ خل تولي زين ... اثنينهم مهبل ... مسوين روميو وجوليت ... وما في أحد ما يدري فيهم ... فضيحة الله يقطعهم ...
_ هههههههههههههههههه ... كيفهم خليهم يحبون ويشبعون حب ... شعليك منهم ... غيرانة ؟!
_ هذا اللي ناقص ... أصلا أختك هذي وريموه بنت عمتي عليهم مياعة ... يااااااااو ...
_ على طاري ريم ... كلمتيها ؟!
_ لا والله من عرس ماجد ما كلمتها ...
_ مسكينة تلقينها منقهرة ...
_ أكيد ... بصراحة عمتي سوالفها سوالف وحدة ما تستحي ...
_ هههههههههههههههههه ... إنتي شفيها ألفاظك كذا ؟! ... ما أقول إلا الله يعين ولد عمي ... صام صام وفطر على بصلة ... هههههههههههههههه ...
_ هاهاهاهاهاي ... سخيفة ... (وضربتها بالوسادة) ...
وفي مكتبه :
_ علي مو تنسى ... ترى ضروري الأوراق يجهزون قبل سفرة ناصر ...
_ إن شاء الله أبو عبدالرحمن ... (ورن جواله ، وانصرف السكرتير) ...
_ هلا متعب !
_ هلا أبو عبدالرحمن ... شلونك ؟!
_ بخير عساك بخير ... يا حيا الله ولد الخالة !...
_ تحيا يا بعدي ... على طاري الخالة ترى من جد زعلانة عليك ...
_ هههههههههه ... أدري إني مقصر ... بس مالها إلا طيبة الخاطر إن شاء الله ...
_ المهم ... أنت بالبيت اليوم ...؟!
_ والله الأهل طالعين بيت عمي أبو بدر ... بس انا اليوم مخلص شغلي بدري وشكل نايف بيعطيني إفراج ... هههههههه ... خير بغيت شي ...!
_ الخير بوجهك ... أبيك بموضوع ... امر عليك الساعة سبع إن شاء الله ...
_ حياك الله ... جيب طلال معك ... من زمان عنكم ...
_ وبجيب الوالد بعد ... هههههههههههه ... يالله فأمان الله ...
_ حياكم الله ... مع السلامة ... سلم على خالتي ...
_ يوصل ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 03:45 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(( الفصل الثالث عشر))
ودخلا غرفتهما :
_ ههههههههههههههه ... شفتيه ؟! ... عصب علينا ... (كان يترنح ضاحكا) ...
_ ماجد والله فشلة ... يكسر الخاطر ... هو شغلته كذا ...
ارتمى على الأريكة منهكا :
_ امحق شغلة ... ملبسينه لبس يفشل ولا باروكة شعره ... ههههههههههههههه ...(وانفجر ضاحكا) ...
جلست بجانبه :
_ هذا علشان عصر النهضة ... يبون السياح يعيشون في نفس الزمان ...
ناظر فيها حائرا :
_ ههههههههههههه ... والله مو فاهم ولا شي ...
كانت تعرف ذلك :
_ المفروض ما تعلق عليه ... تخيل ضاربك والله ما أحد يفكك ...
_ يخسي ... وبعدين أنا علقت عليه بالانجليزي ...
_ بس هو فهم إنك تعلق عليه ... (فكرت) ... غريبة ليش ما تعرف تتكلم فرنسي ؟!
_ هههههههههههههههههههه ... لا يا قلبي أنا ثقافتي english ...
_ بس عمي عبدالله خريج فرنسا ... صح ؟!
_ صح ... بس انا ما درست بفرنسا ... ريومه ثقافة فرنسية ...
_ صح ... (وظلت تتأمل فيه ، صار لهما الآن ثلاثة أيام مع بعضهما ، كيف اعتادت عليه بهذه السرعة ، كيف بدأت تذوب الحواجز التي حاولت ان تضعها بينهما ... ولماذا! ، وقطع تفكيرها صوت جوال ماجد) ...
_ هذا أبوي ... (وقفزت الفرحة إلى وجهه) ... هلا يبه ... الحمد الله بخير ... مستانس ... مستانس حدي ... (ونظر نحو منال بفرح أخجلها) ... والله الزواج شي يبه ... حتى النوم نسيناه ... ههههههههههههههه ... يبـــــــــــه ... (توسل له بخجل واصطبغ وجه منال بالدم) ... والله عطنياها ... هلا ريومه ... يا قلبي عادي ... شلونك إنتي ؟!... اشتقتي لي ... يا بعد عمري والله ... حتى انا ... (وبدأ يغني) :
حبيية قلبي وشلونك ؟
تراني فدوة عيونك !
( وضحك وهو يكمل حديثه ، وظلت منال تلتهمه بنظرات الدهشة ، لماذا هو رقيق لهذه الدرجة ؟! ، لماذا قال انه فرح (وانا ما عطيته وجه من اول يوم لنا مع بعض) ؟! ، لماذا بينه وبين أخته كل هذه الروابط (أخواني عمرهم ما دلعوني) ؟! ، لماذا ينتزع صوته قلبي من مكانه ليسقط في بئر لا أملك له سبيلا ؟! (يا قلبي يا ماجد) ...) .
_ منال !... (ومد لها الجوال فانتبهت) ... ريم تبي تكلمك ... (فأخذته) ...
_ آلووو ... هلا ريم ... (كانت تغالب دموعها في عينيها لأنها اكتشفت بأنها غبية .. وغبية جدا) ... الحمد الله زينة ... الله يبارك فيك ... لا عادي ... تسلمين يا عمري ... إيه مستانسة ... (ورفعت نظرها إلى ماجد برهبة) ... هلا عمي ... الحمد الله بخير ... لا ماجد ما يعذبني (أنا اللي عذبته يا عمي !) ... سلامتك عمي ... إن شاء الله ... (وأشار لها ماجد ان تعطيه الجوال) ... هذا ماجد يبيك عمي ...!
وأخذ منها الجوال :
_ هاه أبو ماجد تحرشها علي !... آفا عليك مكسر رأسها انا ...(ويغمز لها بعينه وهو يبتسم ) ... مو مثل بعض الناس يخافون من المدام ... هههههههههههه ... (ليش يا ماجد ؟ ليش يعذبني طيبك معاي ؟) ... أجل سلم يبه ... (استدرك) ... بوس رأس أمي ... بس لا تقول لها مني البوسة ... خلها منك أطيب ... هههههههههههههههه ... بايات ... (ماجد انت مو غشيم أجل ليش ما جبرتني يا ماجد ليش ؟!) ... يا حليله أبوي ... آآآآآآآآآآآه ... (وتمدد على الأريكة وهو يضع ذراعه خلفها وهي صامتة) ... أحس حالي متكسر ... مشينا مشي اليوم ... بكرا رجولنا راح تصبح مورمة ... أحس ميت جوع ... أبي أطلب أكل ... شنو تبين ؟!
كانت لا تزال تنظر في وجهه بدهشة وانكسار ورغبة في جلد نفسها مئة مرة :
_ على ذوقك ... انا بأخذ شور ... (وانصرفت مسرعة إلى الحمام أغلقت الباب خلفها ، وانهال سيل دموعها الصامتة دون توقف ) .
وعند باب المطبخ الخلفي المطل على مجلس الرجال وقفت (عهود) :
_ دحومي ... تعال ...
جاء وقد قاطعت لعبه بالكرة مع البقية :
_ ثتبين ؟
_ منو بالمجلس ...؟!
وظل يعد على أصابعه وهو يتذكر :
_ عمي فهد ... وعمي ثلاح ... وعمي ثعود ...
_ سعـــــــــود ... خلاص روح العب إنت ؟!
ودخلت مسرعة وهي تهرب فاصدمت بدلال :
_ اسم الله الرحمن الرحيم ... شفيك ؟! ... (ابتسمت بخبث) ... شتسوين هنا ؟!
ابتلعت ريقها :
_ ولا شي ... بس ضايق خلقي ...
_ وين انوار وبشاير ؟!
_ طردوني ...
_ آآآآها ... وجيتي تدورين التعاليل عند كوماري وديفا ...؟!
وخرجت هاربة وهي غاضبة من سخرية شقيقتها وربما من فشلها في رؤيته .
كانت تتناول طعامها بهدوء وهي تنظر نحوه من حين إلى أخر ، كان يبدو جائعا وهو يتناول الطعام كطفل صغير بكلتا يديه :
_ الحمد الله ... (فمه كان ممتلئا) ... يا حلو الشبعة ... (نهض ليغتسل في الحمام) ...
ونهضت هي لتجلس على السرير ولا زالت بروب حمامها ولا زال شعرها مبللا ، حين خرج ابتسمت له كان لا يزال يرتدي جينزه وقميصه السماوي المقلم وقد خلع حذائه ، تمدد على السرير بجانبها وهو يغمض عينيه ولا زال يتلذذ بطعامه :
_ ماجد ... تبي تنام ...؟!
_ تعبان حدي ...
_ بس تو الوقت ... الحين الظهر ...
_ أنا أصلا ما أعرف صبح من ليل ... متى ما جتني النومة نمت ...
_ وانا ...؟!
فتح عينيه والتفت برأسه نحوها :
_ شفيك ؟!
ابتسمت بدلال :
_ تخليني بروحي ؟!
_ أخسي ... تبيني أقعد معاك ... خلاص أقعد ... (واعتدل ليجلس بجنبها وهو يبتسم ووخزت الدموع عينيها هي ، فزاد ذلك من اصرارها) ...
_ ماجد ... انا حلوة ؟!
_ هههههههههههه ... ايه والله ما شاء الله عليك ... حلوة حيل ...
_ شنو أحلى شي فيني ...؟!
_ اممممممممممم ... (ودار بعينيه على وجهها) ... أحلى شي ... أحلى شي ... شعرك ... (لا يا ماجد ! كاد قلبها ان ينفجر) ... ولا مرة فتحتيه قدامي ... إلا اليوم ... هههههههههههه ... علشان سبحانة يعني ...؟!
_ اليوم مو حلو ... مبلل ... بكرا أسوي له استشوار واخليه دايم مفتوح ...
_ إيه أحسن ... تدرين الشعر الطويل روعة ... ريم كله تقص شعرها ... وأنا أهاوشها ... (انا وريم يا ماجد ... آآآخ بس ... صج بزر ) ...
_ يعني ما تبيني أقص شعري ...؟!
_ لا ... تكفين منال ... لا تقصينه ...
ابتسمت لرجائه (ليش تترجى أنت لو تقولي اذبحي نفسك أسويها وأنا منطمة) :
_ خلاص ... ما أقصه ... ماجد !
_ هاه ...
_ أنت ليش تزوجتني ؟!
_ ما أدري ... (وكأنه يقسم في محكمة) ... والله أنا لما شفتك بالمجلس ذاك اليوم ما كنت أقصد ... بس ما توقعت في أحد بالمجلس ...
ابتسمت لاحساسه بالذنب تجاه لا شي :
_ أدري ... بس ما جاوبت على سؤالي ؟!
_ منال اسمعي ... انا ما أعرف أتفلسف ... بس زواجنا ...(حاول ان يعبر كما يفكر فيه) ... ما أدري والله ... يمكن علشان أحبك ... ( لا ... لا ... لا ... كفاية يا ماجد ... انا هالكلمة ما سمعتها من أي احد في حياتي ... ليش ؟!... ليش ؟!... منك انت بالذات ... وفي هالوضع الغريب ... وبكل هالحنية اللي بصوتك) ...
_ صوتك حلو ... (استغرب) ... لما غنيت لريم ؟!
_ ههههههههههههههه ... ريم تحب أغنيلها هذي الأغنية دايما ... كل ما تشوف خشتي تقول غن لي أغنيتي ...
_ وأنا ؟!... (استغرب أيضا) ... أبي أغنية مثل ريم ...
_ خلاص أخصص لك أغنية ... امووووووووت فيها ... وكل ما تشوفين خشتي قول لي أغنيها لك ... هههههههههههههه ...
ابتسمت وهي تغالب دموعها :
_ أوكي ...
تنحنح ثم ترنم بصوته الشجي وهو يرمقها بنظراته الشجية :
يا بعدهم كلهم !... يا سراجي بينهم !...
عطني من دنياك حبك !... واترك الباقي لهم !...
ياللي انفاسك دفايا !... لمسة ايدينك شفايا !...
يكفي بس تبقى معايا !... منهو من بعدك مهم !...
ياخذون اللي يبونه !... كل هالعالم وكونه !...
الا قلبك يتركونه !... لا تمسه ايدهم !...
تختفي الشمس وضياها !... وترحل القمرة وسناها !...
ينتهي العالم وراها !... انت تغني عنهم !...
لم تعد تستطيع أن تحتمل ، هذا الشاب الصغير قد سلب منها كل إرادة للصبر والتجلد ، لقد أوصلها إلى آخر حدود الألم وأخر حدود الشكوى منه ، لقد مرت سنوات عمرها وهي لم تشعر بأقل ذرة من الاهتمام ، بأدنى درجة من الاعتبار لذاتها او لوجودها ، فلماذا معه تشعر بأنها مهمة ؟! ، بأنه سوف يموت إن تركته دقيقة واحدة ؟! بانه سوف يضل طريقه لو بقي دونها ، فذرفت الدموع ذرفتها غزيرة وحارة وأخفضت رأسها وشهقات نحيبها تكاد تقتلها :
_ منال !... شفيك ؟!... (اقترب منها وهو يحاول أن يرفع وجهها إليه ويمسح هذه الدموع المنهمرة بلا توقف) ... ليش تبكين ؟... منال ؟!
وضمته ، ضمته بقوة ، تعلقت بعنقه ، ودفنت رأسها في صدره وهي تشهق ، كانت تريد أن تشعر بالسلام الذي لطالما حلمت به ، تريد أن تشعر بالثبات الذي لطالما افتقدته وهي ريشة تلعب بها الأقدار كيفما تشاء ، تريد أن تشعر بأنها تنصهر حتى الموت في إنسان يشعرها بالألم المفرح كما يفعل ماجد .
وعلى الهاتف :
_ يا النذلة ... ليش ما قلت لي ؟!
_ ههههههههههههههه ... شنو أسوي يعني ... اتصلت عالبيت ماري قالت (كلو يروه) ...
_ لا والله ... في شي اسمه جوال يا ذكية ...
_ يا فضيحة ... تبين أقولك وانتي في بيت عمك ... بشاير متعب بيجي يخطبك ... علشان تقومين تروقصين ... وتفشلينا قدام خلق الله ...
_ هاهاهاهاي ... يا سخيفة ...
_ إلا جد ... راشد كلمك بالموضوع ؟!
كانت الفرحة قد أخذت منها كل مأخذ منذ أن سمعت بهذا الخبر :
_ لما رجعنا من بيت عمي ... راشد قال لأمي ... ما كلمني انا ...
_ يالله يا بشورة ... مو مصدقة إنك أخيرا بتصيرين مرت أخوي ...
_ ولا انا يا ساره ... بس ما تحسين إن متعب استعجل ... هو توه توظف ... وظروفه المادية ما تسمح ...
_ لا عادي ... أبوي بيساعده ... والخير كثير إن شاء الله ... هو من درى بسالفة ولد عمك والجامعة وهو مختبص ... سوى نفسه طرزان وقرر ينقذ الأميرة الحسناء ...
_ هههههههههههههههههههه ... الله يلعن إبليسك ...
_ لا تشوفين وجهه يا بشاير ... تقولين خاطب الأميرة ديانا ...
_ هاهاهاهاي ... أكيد بيفرح ... موتي قهر ...
_ عاد من الحين ... علمك يأصلك ويتعداك ... ما تشترين غرض للعرس من دون إشرافي ... رجلي على رجلك في كل خطوة بالسوق ... خصوصا الحاجات اللي بالي بالك ... أعرف ذوق أخوي وراح أعين وأعاون ...
_ وجع إن شاء الله ...
_ لا تسوين نفسك مستحية ... مو علينا هالسوالف ...
وهكذا قضت (بشاير) هذه الليلة ، تحلم بحبيبها (متعب) الذي سوف ينقذها من براثن هذه العائلة التي لا تحترم منها إلا القليل القليل ، ينقذها من (نايف) الذي هدم المستقبل والأحلام ، وعدها (متعب) بأنه دائما سيكون الشئ الجميل في حياتها وقد كان ولا زال ، سوف يتزوجان قريبا ، ينشأن معا عائلة يتمتع كل أفرادها بالحرية ويغمرهم الحب الذي لا ينتهي ، سوف تدرس وتتعلم كل ما تحب (وما لك علي سلطة يا نايف ، متعب ... ومتعب وبس اللي له حكم علي؟!) .
واستيقظت من النوم ، لا تدري منذ متى وهي نائمة ، لكن وسادتها كانت قد غرقت بالدموع ، رفعت رأسها والتفتت خلفها وجدته جالسا كما تركته قبل ان يرهقها البكاء وتغط في النوم ، استندت على كوعها كما يفعل وابتسمت له :
_ للحين قاعد ...؟!
لم يجب ، كان لا يزال يرتجف ، لا يزال يشعر بها تنتفض بين ذراعيه ، لا يزال يشعر بأحشائه تتقطع من نحيبها ، كان مراهقا لم يختبر أبدا مثل هذه المشاعر من قبل :
_ منـــــ ...
_ اششش ... (واقتربت منه وهي تضع اصبعها على فمه لتسكته كانت تعلم بأنه سيعتذر كما يفعل دائما) ... ( وغاص في عينيها غاص حتى أحس بأنه غرق) ... ماجد اسمعني ... أنت تحبني ... صح ؟... (هز رأسه بالايجاب) ... وانا زوجتك وانت زوجي ... صح ؟! ...
_ صح ...
ابتسمت بدلال :
_ وانت تقول إني حلوة وشعري حلو ... صح ... (هز رأسه بالايجاب أيضا) ... ليش ولا مرة بستني ؟! ... (أخفض رأسه) ... أنت ما تبي تبوسني ؟!
رفع رأسه بصدمة :
_ بلى ... (ثم أخفض رأسه) ... بس استحيت منك ....
ابتسمت (منال) وهي تضمه مرة أخرى دون خجل ، ابتسمت من سذاجته ، من خجله ، من براءته الحلوة ، من رعشة جسده النحيل وهو في أحضانها التي أقسمت بأنها ستكون دائما ملاذه من كل شيء .
_ ولد مساعد بن عدهان ؟!
_ إيه عمي ... شقلت ؟!
كان المجلس منعقدا لمناقشة خطبة (متعب) ل(بشاير) .
(نايف) وهو يحتسي فنجان قهوته :
_ خله يولي ... قوله ما عندنا بنات ...
_ نايــــــف ... ترى الرجال ولد خالتي ... وبصراحة ما عليه كلام ...
(سيف) بوجهه الشاحب :
_ خلاص يا راشد ... توكل على الله ...
(أبو نايف) كان قي لحظة تفكير :
_ أسأل عيال عمك ... يمكن واحد منهم خاطره فيها ... ما ودي البنت تطلع برا عن عيال عمها ...
_ بدر ومو راضي يتزوج ... وسعود له ريم من وهم صغار ... وأحمد وله بدريه ... والباقين كلهم أصغر منها ...
(نايف) بعدم اكتراث :
_ زوجها عزيز ...
يقاطعه (سيف) :
_ نايف ... أنت تدري أن عبدالعزيز ما يبي يتزوج من بناتنا ... أصلا هو ما يفكر بالزواج الحين خير شر ...
_ ما عليك من هذرته ... دق عليه يا نايف ... خله يجيني الحين ...
(فارس) وهو لا يزال يدير القهوة على الجالسين حتى يسقيهم :
_ يبه ... عزيز قبل يومين خلصت إجازته ... ورجع لندن ...
_ دق عليه ... اكلمه وهو هناك ...
(راشد) بملل :
_ عمي ... عزيز حتى لو رضى ... هو ما يبي زواج الحين ... وعلى ما يخلص دراسة ... سالفته راح تطول ... وما أبي يحرجني قدام خالتي وعيالها ...
_ ولد خالتك هذا شنو شغلته ؟
_ موظف ... يمكن بوزارة ... بس أي وزارة ما أدري ؟!
ابتسم باستهزاء :
_ حلو ... داش على طمع الأخ ...!
(فارس) بجدية أضحكت الجميع :
_ يبــــــه ... زوجني بشاير ... مرة مزيونة ؟!
ضربه (راشد) على رأسه :
_ ووجع ... إن شفتك داخل على خواتي مرة ثانية يا ويلك ... (وبعد أن أنهى فنجانه) ... عمي ... شقلت ؟!
تنهد العم ، و(نايف) بحزم :
_ راشد ... طيعني ولا تزوجها ...
(راشد) بضعف :
_ بس ...
_ لا بس ... ولا شي ... إذا مستحي من ولد خالتك أنا أكلمه ... ننطر شوي البنت بعدها صغيرة ... يمكن يجيها نصيب احسن ...
نظر نحو عمه :
_ نايف معاه حق ... بنتنا بنت عز ... والولد ما هو من ثوبنا ... وبنات الحلال واجد ...
_ شوركم وهداية الله ...
وفي غرفتها :
_ ليش يمه ؟!
_ ما أدري ... أخوك يقول عمك ونايف مو راضين ... وحنا على كلمة عمك ما لنا كلمة ...
وغصت بغيضها ... (نايف هذا بيسود عيشتي) :
_ يمه ... متعب ولد أختك ؟!
_ ولد أختي ومعزته من معزة ولدي ... بس انتي بنت أهلك ... وزواجك بايدهم مو بايدي ولا بايد أختي ...
وبيأس :
_ خالتي بتزعل ...!
_ بزران حنا ! ... خالتك تدري إن الزواج قسمة ونصيب ...
(عهود) بتردد :
_ بشاير موافقة ... ليش هم ما يوافقون ...!
الأم بشك يخالجها نحو ابنتها :
_ والله ما أدري ... انتي ليش كل هالزعل ... لا يكون عاشقته بس ؟
(بشاير) برعب :
_ وشو عشقه يمه !... انا بس أقول علشان خالتي ...
_ خالتك ما لك شغل فيها ... أنا اكلمها ... (وخرجت وهي تغلق الباب خلفها وفي قلبها يعتمل شك بدأ يتولد) .
قذفت (بشاير) نفسها منتحبة بين ذراعي (عهود) :
_ شفتي ... شفتي يا عهود ... حتى متعب بيحرموني منه ...
تفجرت دموع (عهود) أيضا لضياع أحلام أختها التي كانت تنسجها طوال حياتها :
_ تعوذي من الشيطان يا قلبي ... يمكن خالتي تقدر تقنع راشد ...
رفعت وجهها الملئ بالدموع :
_ تقول لك نايف مو راضي ... وانا من وين ما أروح ألقاه وراي ... كله منه ... كله منه ... (وبحثت عن جوالها حتى وجدته) ...
_ على منو ؟!
_ أكلمه... أتفاهم مع هالمتخلف ...
سحبت (عهود) الجوال برعب :
_ بشاير بلا فضايح ...
_ وشو فضايح يا عهود ... والله أذبح نفسي ... والله إن احرموني منه أذبح نفسي .... هذا متـــــــــــــــــعب يا عهود ... متــــــــــــــــــــــــــــعب ..!
(بشاير) كانت متطرفة في كل شئ ، في الحب في الحقد في الغضب وفي كل مشاعرها ، إما الأقصى أو الأدنى ، لم يكن لديها أي حلول وسطى .
وعلم الجميع بخطبة (بشاير) وبفشلها ، البعض رأى بأن (متعب) لا يستحقها فكان من الأفضل رفضه ، والبعض الآخر لم يهتم ، (متعب) أحس بالفشل وبالضياع ، الحلم الذي نسجاه معا كانت خيوطه واهية ، واهية جدا .
_ لا حول الله ... وش له يقطع نصيب البنت ؟!
وأكملت (أم بدر) احتساء شايها :
_ والله يا عمة ... أمي تقول راشد ما في بلسانه غير (ما له نصيب عندنا ماله نصيب) ... ولما اسألته عن السبب قال عمي ونايف مهوب براضين ...
(أنوار) والقهر يتأكلها :
_ أففففففففف ... نايف هذا شفيه ... ماسك على الكل ... وما أحد مرتاح منه ...
ضحكت (بدريه) بألم :
_ الله يعين بشاير ... الظاهر خلص مني ... وهالسنة الدور عليها ...
وجاءها صوت (سعود) من خلف الباب ، فمنذ زواج (مشعل) وهو يعد دخول المنزل محرم عليه :
_ بدريه ... تعالي عطي أبوي الابرة ...!
_ إن شاء الله ... جاية ... (وضعت فنجان شايها وانصرفت) ...
(أنوار) بحسرة :
_ ايه والله مسكينة بشاير ... الجامعة وحرمها منها ... والحين بيحرمها من متعب ...!
جحظت عينا (دلال) وهي تضربها بكوعها ، (أم بدر) باستغراب :
_ وش اللي يحرمها منه يمه ... الرجال بداله رجال ... وبشاير ألف من يتمناها ...
(أنوار) باستدراك وهي تفرك بطنها المتألمة :
_ إيه يمه ... أنا قصدي نصيبها يعني ... يحرمها من نصيبها ...
وجاءها صوته عبر الهاتف ، تعلم أنه يكون موجودا في هذا الوقت :
_ آلووووووو ...
_ متعب ... (ومنعتها شهقتها) ... !
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يغمض عينيه كان يحس بالانكسار انكسار القلب قبل أي شئ آخر :
_ خلاص يا بشاير لا تبكين ...
_ متعب ... والله ... والله الموضوع ... مو بيدي ... ودي أذبح نفسي ...
_ أستغفري ربك ... أدري أنه مو بيدك ... بس هذا النصيب يا بشاير ... شنو نسوي يعني .؟!
_ كل شئ راح ... راح يا متعب ...
_ راشد قال لي ... ويمكن معاه حق ... يمكن أنا ما أناسبك ... الظاهر اللي يطالع لفوق صج تنكسر رقبته ...
استغربت ردة فعله ، (متعب) كان دائما يهيم بها ويسمعها ما لا يخطر على بال ولا على أذن ، فلماذا في طريق الضياع لا يحارب من أجلها ؟! ، لماذا تحس الآن بأنه رجل يشبه كل الرجال ، يحب لكنه لا يستنشق هذا الحب حتى الموت ، الحب عنده مصير ونصيب قد ينتهي وتستمر الحياة ، لماذا لا يحس بانعدام الوزن والوجود والحياة الآن ... كما تفعل هي :
_ متعب ... ليش صاير انهزامي ؟!
ابتسم من لغتها التي عرف بأنه سيفتقدها :
_ هالموضوع ما فيه انهزامي ولا مو انهزامي ... فيه هل انا مقبول ولا مرفوض ... يحق لي ولا ما يحق لي ...
مسحت دموعها بعنادها الذي كان يحبه :
_ انت تدري أنك صاحب الحق الوحيد فيني ...
وكان منكسرا :
_ للأسف كنت أستمتع بهالحلم ... والواقع الحين يقول لي ... مستحيل ...
_ متعب ...!...(كان الرجاء والبكاء يختلطان في صوتها) ...
_ تدرين إني بسافر الشهر الجاي ؟!
_ أدري ... قالت لي سارا ...
_ كنت مفكر لو الله قسم ... أخذك معاي لمصر ... وتكملين دراسة هناك ... شكلي راح أطول بالدورة ...
_ متعب ... تكفى حاول مرة ثانية ... كلم راشد ...
ضحك بألم :
_ هههههههه ... بشاير الله يهداك لعبة هي ...
_ خلاص ... بس ترجع تلقاني أستناك ...
ابتسم لعنادها الذي لا ينتهي :
_ لمتى يعني ؟!
_ لآخر العمر ...
كان يشك بكلامها ، بل لا يشك بأن الحياة ستعلمها ذات يوم ألا تعطي وعدا لن تستطيع تنفيذه :
_ تحلفين يا بشاير ...
_ وراسك الغالي يا متعب ... ما يبوني أتزوجك ... والله ما يتهنى فيني غيرك ...
وظل يحلم بوميض الأمل الذي لاح .
وسافر (متعب) في دورة عمل إلى مصر ، عاد (ماجد) و(منال) من شهر عسلهما وهما غارقان بالحب والحنان حتى الأذان ، فتحت الجامعات والمدارس أبوابها وبدأ عام دراسي جديد :
_ شفيك تهابدين ؟... الله يفشلك زين ... تعالي هنا ... (وسحبها ليقفا في زاوية) ...
_ عمى ... شفيك ؟!
_ انا أبي أعرف ... خمس ساعات نفرفر ... ولا شي عجبك ؟!... وليش تعيبين على البضاعة قدام الناس ... لا وبوجه البياع ... ما تستحين انتي ؟!
_ والله ما احد قال لهم ... كله مياعة وقلة حيا ...
_ أنا أبي أعرف انت شنو تبين بالضبط ؟.. (وبعد تفكير) ...انا منو قال لي أتبلش وأجي معاك ...
_ فهــــــــــــد ...
جحظت عينا (أنوار) من وراء غطائها ، واقترب هو منهم بعد ان ابتعد عن رفاق كانوا معه :
_ قوة ...
_ هلا ناصر ... شلونك ؟!... (وتبادلا السلام) ...
_ تمام ... شعندك ؟... تتسوق للجامعة ؟
_ والله انا تسوقت من أسبوع ... (ونظر لشقيقته بملل) ... بس حرمك المصون توها تتذكر أنها بتروح الجامعة بكرا ...
_ هههههههههههههه ... شلونك انوار ؟!
ردت من دون رغبة :
_ زينة ... (وابتعدت لتنظر في نافذة محل قريب) ...
_ الله يعينك عليها ... يا هي علة ... !
_ ههههههههههههههههه ... هذي وهي التوم حقك ؟!
_ يا أخي خبلة ... كل شي مو حلو ... وحق بنات ... تبي تروح الجامعة بدشداشة الأخت ...
_ هههههههههههههههههههههه ... اسمع مدامك تعبت ... (ووضع يده على كتف فهد) ... أرجع البيت وأنا أتسوق معها ...
_ هاه ... لا يبه ... (ونفض كتفه عنه) ...
_ هههههههههههه ... وجع ... وشو لا يبه ... ترى هي حرمتي ...
_ أدري بس للحين ما صار رسمي ...
_ أقول يالخبل ... ترى أنا أشورك من ذوقي لا أكثر ولا أقل ...
بتردد :
_ إخواني ما يرضون ...
تنهد (ناصر) وأخرج جواله ليتصل :
_ هلا أبو شوق ... بخير عساك بخير ... أقول ترى أنا لقيت فهد وانوار بالسوق ... وبضل معها ... فهد تعب ... بس تخلص أرجعها ... يا أخي كيفي حرمتي ... أعوذ بالله منك ... ما في ثقة يعني ...ههههههههه ... لا تخاف أرجعها صاغ سليم ... عاد والله متى كيفي ... ههههههههههههه ... إن شاء الله ... يالله سلام ...
كان فهد يراقب المكالمة باهتمام :
_ شقال بدر ...؟!
_ ما سمعت يعني ...
وبراحة كبيرة :
_ أجل فكيتني منها ... اختنقت من الزحمة ... خل أروح لربعي أحسن ... باي ... (وانصرف راكضا) ...
_ فـــــــــــــهد ... (واقتربت من مكانهم وهي تبحث عن فهد) ...
_ لقيتي شي ؟!... (واقترب منها) ...
بتردد جاوبته :
_ إيه ... فهد وينه ؟!
أمسك بذراعها :
_ تعالي ... ورينياه !... (نفضت يدها منه بسرعة لكنه تجاهلها ودفعها لتسير أمامه ) ...
_ شو مدام عجبوكي التي شيرتات ؟!...(البائع اللبناني كان يمسك بها بيده) ...
أجابه (ناصر) :
_ ايه ... لو سمحت ... حاسبني عليهم ..
ابتعدت منه مسرعة :
_ أنت شتبي ؟!
صوتها كان عاليا :
_ هههههههههههه ... أشششششش ... فضيحة أنتي ؟! ...
_ اتفضل أستاز ... (ومد له الكيس) ...
_ شكرا ... (حاسبه ناصر ، وسحب ذراعها لينصرفا) ...
المجمع الكبير كان مزدحما ، وحركته كانت سريعة منعت دهشتها من ان تزول ، وفي منتصف طريق خال نفضت يدها منه :
_ هيه ... أنت ؟! ... وين على الله ؟!
_ ههههههههههه ... وجع قصري صوتك ... ترى حنا بسوق ...
_ أستغفر الله ... (وانصرفت عنه) ...
أمسك ذراعها :
_ هههههههههههههه ...وين ...؟!
نفضت يدها مرة أخرى :
_ يووووووووووووووه ... ترى والله إن شافك فهد ما يصير طيب ...
_ لا والله ...!
واقترب منهم حارس الأمن المصري :
_ خير يا مدام ... فيه حاجة ؟! ... (كان ينظر لناصر بشك) ...
تلعثمت (انوار) ، اجاب (ناصر) بحزم :
_ شكرا ما فيه شي ... الظاهر مدامتي تعبت من التسوق ... (وامسك يدها) ... يالله حبيبتي خل أرجعك البيت ... (وسار وهي معه ، ثم التفت للحارس المستغرب) ... شكرا ...
وفي المواقف عند سيارته ، كانت تنتفض رعبا وهي تنفض يدها منه :
_ ناصــــــــــر !... (كان يضع الكيس في المقعد الخلفي) ...
_ ههههههههههههههههه ... انثبري ... أبي أقعد معاك شوي ... سويتي لي فضيحة ... ما تسوى علي ؟!
_ وفهد ... وين فهد ؟!
تنهد براحة لانها ستغضب :
_ فهد راح لربعه ... وانت شريتي اللي تبين ... نتعشى في مطعم ... وأوصلك لبيتكم ...
انصدمت وهي تفتح فاها وقلبها يضرب بقوة :
_ أروح معك ... لا يبه ...
_ وليش تنافضين ... وحش أنا ... ؟!
_ أخواني بيذبحوني ...
ابتسم من توترها من خوفها من انتفاض جسدها الصغير :
_ أحوسهم لك وانا ناصر ...
_ تخسي ... (نظر إليها بغضب ، فتراجعت) ... ترى هذولا أخواني ...
_ تصدقين ما أدري ... يالله اركبي ...
_ ما أبي ...
_ أنوار ... فهد راح ... وبدر بيقول لأهلك إنك معي ... يعني ما أحد راح يفكر يجي يأخذك ... اركبي معاي أحسن ... (كان يستند على باب السيارة المفتوح) ...
بعناد :
_ الحين ادق على سعود ...
وفتحت حقيبة يدها لتبحث عن جوالها ، وطال الأمر بينما بقي (ناصر) يتأملها باستمتاع ، ورجفت يداها (أكيد نسيت االجوال ... بسيارة فهد ... يا ويلك مني يا فهيدان الكلب !) .
_ نمشي ..
لهجته استفزتها :
_ والله لو أضل لبكرا ... ما أركب معك ...
هز كتفيه ، والتفت لجهة السائق ففتح بابه :
_ والله كيفك ...
أحست بالخوف (من صجه هذا ؟! أضل بالسوق بروحي ؟!) :
_ ناصر !... (ولما التفت لها من مكانه) ... عطني جوالك ؟!
ابتسم بسخرية :
_ والله شاطرة ... (بلهجة غبية) ... إذا ما تنازلين تركبين معاي ... جوالي ما يتنازل ويخليك تكلمين فيه ...
_ أفففففففففففففففففففففففففففففف ... (انتفض جسدها بغباء ، وابتسم ناصر فرحا ، فتحت الباب الخلفي وجلست مقهورة) ...
_ سواقك أنا ؟!... (كان يعدل وضع غترته في المرآة ) ... تعالي يمي ...
_ أحمد ربك رضيت أركب معاك ...
شغل سيارته وهو يبتسم :
_ الحمد الله يا رب ...
ازداد غضبها :
_ ودني بيتنا ...
_ لا ... نتعشى اول ...
_ ما أبي أتعشى ...
_ خلاص انا أتعشى وانت طالعيني ...
_ لا والله ...
_ إيه والله ...
_ والله لا أعلم أبوي بسوياك ...
ضحك وهو يهز يده بعد ان سار بسيارته :
_ ههههههههههههه ... هو أنا سويت شي ... (التزمت الصمت وقد احمر وجهها) ...
أدار المسجل فخرج صوت (سعد علوش) يصدح بقصيدة :
الطايش اللي محتمينه ... ما ولوه !!!
كل العيون اللي تحبه ... باعته !!!!
اغلى شهوده ساع ما ابيع ... احجدوه !!!
واوفى شموعه يوم قفا ... ماعته !!!
يا اهل السخافة واللقافة ... جنبوه !!!
خلوه يخطي دامني .. شماعته !!!
خلوه يجمد ويتبعثر ... كل ابوه !!!
ما دامني في حكمه وفي ... طاعته !!!
لانه خليط من التغاضي ... والنبوه !!!
ومواقفه تبنى على ... قناعته !!!
باسي ولو تضايقه ما قال ... اوووه !!!
وقساوته آخر دلع ... مياعته !!!
مدلع خلقة وناسه .. دلعــــــــوه !!!
والنفس ما تشبع به اليا ...جاعته !!!
يغيب ويدري ان المعاليق ... افقدوه !!!
ويرجع بصوت جعلني ... ما ناعته !!!
لا بث رقمه شاشة الجوال ... اتــــــــــوه !!!
واقول يا رب تبارك ... ساعته !!!
جوالي ليا من دق وقال ... الــــــــــووو !!!
تذوب اذانيا على ... سماعته !!!
لبيه يا كلماته ولا فض ... فــــــــوه !!!
اموت في روح كف ... واستماعته !!!
لا تنشدوني ليه احبه ... انشدوه !!!
حبه مجببني سبب ... وداعته !!!
من كثر ما احبه احب ... امه وابوه !!!
بالمختصر احبهم ... جمــــــــــــــــــــالته !!!
ابتسم ناصر دون شعور وهو يركز مع كلمات القصيدة ، استفزت حركته انوار بشكل كبير " شنو يعني ؟... قصده انا طايشة ... أكيد قاصد يحط هالقصيدة " ، سألت بغضب :
_ ليش تضحك ؟
تجاهل سؤالها حتى لا تغضب :
_ أقول أنوار ... أي كلية دخلتي ؟!
كانت قد كتفت يديها الغاضبتين إلى صدرها :
_ ما لك شغل ...
وبغباء مصطنع :
_ أعرف ... دخلتي آداب ؟!
_ أجل ... ليش تسأل ؟!... عبط ...
_ وجع ... أنتي صج يبيلك تأديب ...
_ ما أنطر منك أدب ...(غمز لها وهو يعض على شفته مبتسما ليقاوم رغبته في قطع لسانها) .

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 03:50 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ارادة الحياة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

((الفصل الرابع عشر))
وفي شقتهما الخلابة كانت ترتب خزانتهما فسمعت صوت جرس الباب :
_ لحظة ... لحظة ...
_ قوة يا عروس ...
_ هلا عمة ... (وضمت عمتها بشوق) ... وحشتيني موت ...
_ إمسكي بس ... إمسكي ... (ومدت لها الأكياس التي كانت تأخذها من السائق فتمدها لها) ... يا كذابة ... احد يشوف ماجد ... ويتذكرني ... (وغمزت لها بخبث) ... خلاص روح قاسم ...
_ وليش مكلفة على نفسك يا عمة ... (وانصدمت ممن دخل خلف عمتها) ... ريـــ ... ريم ؟!
_ قوة يا مرت أخوي ... (وضمتها ريم برقتها المفرطة) ...
_ هـــ ... هلا ريم ... شلونك ؟
_ أنا تمام ... أنت شلونك ؟
_ هاه ... منول بنظل واقفين عالباب ؟
_ شدعوه عمه ... حياكم تفضلوا ... (ودخلن ليجلسن على المقاعد الوفيرة) ...
وفي كبينة مطعم راق ، كان يتناول عشاءه الفاخر بشهية كبيرة وهو يستمتع بانتظارها وغضبها الذي لم تعد تستطيع أن تكبح لجامه وهي ترفض تناول عشاءها :
_ نزلي الغطوة طيب ... ما من غريب !
_ حريمتك ...
_ هههههههههههههههههههه ... الله والوجه عاد ... ترى شايف الخشة من قبل ... ولا نسيتي ... (وغمز بعينه وهو يبتسم) ... ولا أقول ... أخاف حركات ... وما أبيك تشوف وجهي إلا ليلة عرسنا ... ههههههههههههههههه ...
_ الله لا يجيبه !
_ وشو ؟!
_ ولا شي ... (كانت تعلم بأنه يستدرجها حتى تقول كلمة "عرسنا")
_ هههههههههههههههههههههه ... لا تجبريني أتهور وأسوي سواة ماجد ... وأخليه الأسبوع الجاي ...
_ على كيفك ...
_ أجل على كيفك ... (وابتلع لقمته وهو يتلذذ) ... كولي ... لا تدلعين وتسوين فيها كرامة وخرابيط ... أدري فيك ميتة جوع ...
_ أففففففففففففففففففففففففففففف ... (وغادرت نحو السيارة فاضطر أن ينهي عشاءه وهو يضحك ليلحق بها) ...
وفي شقة ماجد ، كانت أصوات الضحكات تتعالى في الصالة :
_ إلا صج سفيرة النوايا الحسنة ... وين حطيتي الرحال هالمرة ؟... (كان يجلس بجانب خالته وهو يحتضنها) ...
_ تتطنز أنت ووجهك ... (وتدفعه عنها) ...
_ ههههههههههههههههه ... أمزح ... والله أمزح ... (ويقترب يحتضنها ويقبلها) ... شفيك صايرة زعول ...؟
_ خالتي لا تزعلين من مجود ... هذا هو وهذي سوالفه ...
تصنع هيئة الغضب :
_ هيه إنتي !... شنو مجود ... ترى زوجتي موجودة ... (ونظر نحوها وابتسم ، كانت تراقب الموقف بصمت وهي تكتشف براءة ماجد أكثر فأكثر) ...
_ عادي انا أكبر منك ... ويحق لي أدلعك ...
_ أفففففففففففففففففففف ... متى هالمعقد ينوي ... ويخلصنا من مياعتك ...
سألت بخجل :
_ منو المعقد ؟!
_ منو هاه ... تسوين نفسك غشيمة ... الله يعينك عليه ... بيطلع هالدلع هذا من عيونك ... ههههههههههههههه ... خالة تخيلي ريم تصير داعية ... أستغفر الله مو لايق ... هههههههههههههههههههههه ... (وضحكت معه الخالة) ...
_ أروح أحط العشا ... (ونهضت) ...
_ إيه والله منول ... حدي جوعان ...
_ إن شاء الله ... (وفي قلبها : يخسي الجوع يا قلبي) ...
_ منول أجي أساعدك ... (وانصرفت ريم خلفها) ...
التفتت له خالته :
_ بجيبون خدامة ...؟!
_ هاه ... مدري ... منال ما قالت لي ...
وضعت يدها على يده (أنت وجه زواج يا ماجد ؟!) :
_ خلاص أنا أكلم نايف يجيب لكم وحدة ... منال مو متعودة عالخدمة ...
وفي المطبخ وقفت (ريم) وهي لا تعرف ما تفعل ففضلت ألا تفعل شيئا ، (منال) كانت تضع العشاء الجاهز الذي جلبه (ماجد) في الأواني :
_ شقتكم روووووووعة ...
_ ذوق عمي ...
_ أدري ... قال لي بابا ..
سألت بتردد :.
_ ريم ... شلون عمتي ...؟!
_ زينة ... بس للحين زعلانة على ماجد ...
اكفهر وجهها فابتسمت بألم :
_ زين اللي خلتك تزورينا اليوم ؟!
_ ما تدري ... (رفعت عينيها باستغراب) ... خالتي شريفة كانت نايمة عندنا من أمس ... كلمت نايف وقال لها إنكم بتجون اليوم ... فقلنا لأمي إننا بنروح السوق ... وجيناكم ... بصراحة ماجد وحشني مووت ... وقلت أشوف بنت خالي ومرت أخوي وأبارك لها ...
ابتسمت بصدق من رقة هذه الشابة وأسلوبها الناعم :
_ تسلمين يا قلبي ...
وفي طريق العودة أصرت أيضا على الركوب في المقعد الخلفي :
_ زين جذي ... ما خليتيني اكمل عشاي ... يا ويلك من أمي ...
_ والله ما احد قال لك تجيبني معاك ... (ورن هاتفه النقال) ...
_ هلا بدر ...(يا فشلة بدر يدري إني معاه) ... يوووووووووه ... يا أخي شفيكم ما عندكم ذوق انتم ... خلصنا سوق ... وخلصنا عشا بعد ... مو على كيفك ... يا أخي حرمتي وأنا حر ...(على كيفك انت ووجهك) ... ههههههههههههههههههه ... لهدرجة عمتي ما عندها ثقة فيني ...(يا سواد ليلي أمي بعد) .... (ونظر إليها عبرالمرآة) ... حنا لو نفتك من هالعجايز حنا بخير ...(عمى بعينك تدعي على أمي) ... أشوف إذا شبعت أرجعها ... (شبعت زمهرير إن شاء الله) ... يا أخي خلاص ... ما تسوى علي هالطلعة ... قلها دقيقة وهي عندها ... سلام ...(وأغلق الهاتف) ...
_ أنت شلون تقول لبدر كذا ؟
_ شنو قلت ؟! ... (كان يريد أن يحرجها) ...
_ اللي قلته ...
_ شنو اللي قلته ...؟!
_ ما أدري ...
_ ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
وفي قلبها كانت تغلي غيظا (عمى يا السخيف) .
_ هاه شقال ؟
_ يمه ... الله يهداك بيأكلها هو ...
وجلست الام ثائرة :
_ حسبي الله عليك يا أنواروووه ... أنا أوريك ... ولا فهيدان ... بسيطة ...
وجلس (بدر) مستغربا ثورتها :
_ يمه شفيك ؟!.... تراه زوجها ... وناصر دق علي وأستأذن مني ...
ردت (بدريه) التي كانت تمشط شعر (شوق) :
_ ولو يا بدر ... المفروض ما تطلع معاه ...
_ يا يمه ... هو ما دخل عليها للحين ... عيب اللي سواه معاها ... صج ناصر طاح من عيني ...
_ أستغفر الله العظيم ... يمه ... ناصر رجال وما ينخاف منه ... ورع هو الله يهداك ؟!... لا يروح فكرك بعيد ...
وتمنت الأم أن يكون كلام ابنها صحيحا :
_ بروح أنام أنا ... يالله شواقة نروح ننام ؟!...(وابتسم لوجه طفلته الحلو) ...
_ لا بابا ... أنا نام ايند عمه بدليه ... (ضحكت بدريه وهي تحتضنها) ...
_ يا سلام ... مو ملاحظة إن صار لك يومين تنامين عند عمه بدليه ؟!
_ ههههههههههههه ... بدر خلاص أنت تعبان روح نام وخلها عندي الليلة ...
_ أوكي ... (وقبل طفلته بوحشية تمتلئ شوقا ) ... يا خاينة ... يالله تصبحون على خير ...
_ وأنت من أهله ...
ونظرت بدريه نحو والدتها التي لم ترد بل شردت بأفكارها في عالم مخيف .
_ عمة خلك تنامين عندنا اليوم ؟! ...
(منال) كانت تقف عند الباب تودعهم و(ماجد) خلفها :
_ يمه يا العيارة ... أظل شسوي أزرع بصل !...(أخفضت منال رأسها) ... أنتي ورجلك عرسان ... أنا وين وجهي ؟!
_ إيه صح خالة ... ما نبي عذال الليلة ...
التفتت له برعب وصدمة من جرأته :
_ مـــــــــــــــــــــــــاجد ...
_ شنو شقلت ؟
_ ههههههههههههههههههههههه ... وهو صاج ولد أختي ...
_ خالة يالله لا نتأخر ...! ... ترى السوق سكر من زمان ... (ونظرت لخالتها برجاء) ...
_ زين ... زين ... يالله مع السلامة ...
_ مع السلامة ... (وأغلقت منال الباب خلفهم واتكأت عليه بغضب وهي تحملق في ماجد) ...
سأل ببراءة :
_ شنو ؟...
_ ليش قلت كذا قدام عمتي وريم ...؟!
_ شنو قلت ؟
_ مــــــــاجد ...
_ زين عادي يعني ... (واقترب منها يحتضنهاوهو يبتسم) ... أنا إنسان صريح ... أنت ليش ما تحبين الصراحة؟!... تخيلي خالتي قعدت عندنا ... والله بنطلع هبالنا قدامها ... ههههههههههههههه ...
أجابته بحزم :
_ والله ... أجل نام برا الغرفة اليوم ... (وابتعدت عنه وانصرفت نحو الغرفة) ...
_ لا ... لا ... منول ... (وسار خلفها كالطفل وهو يمسك بها) ... منولتي ... تكفين ... (وحين وقفت وهي تنظر في وجهه) ... توبة ... (ووضع إصبعا على شفته) ... والله توبة ... آخر مرة ... بعد إذا جانا أحد حتى ما أطالع فيك ... تكفين ... منال والله سوري ... لا تزعلين ...
تنهدت بعمق :
_ ماجد حبيبي ... (ووضعت كفها على خده وغاصت في عينيه) ... مرة ثانية لا تسولف على اللي يصير بينك وبيني قدام أحد ... عادي طالع لي ... وابتسم لي ... بس لا تتكلم في الأشياء الخاصة ... هالأشياء لازم تبقى بيني أنا وياك وبس ... ما أحد يدري فيها ... فاهم ...
_ والله قلت لك توبة ... بعد ما أعيدها ...
وابتسمت (منال) له ... لزوجها ... لطفلها الصغير الذي أدركت أنها غرقت في حبه .
وعلى الهاتف :
_ سخيف يا بشاير ... رفع ضغطي ... بغيت اموت من ملاقته ...
_ هههههههههههههه ... امحق زوجة والله ...
_ تخيلي أمي هزئتني تهزئية محترمة ... انا شكو ؟!... ليش ما تهزئه هو ... ولا شنو ؟... وين رحتوا وشنو سوى لك ... يخسي إلا هو ... أصلا حتى الغطوة ما رميتها ولا خليته يشوف وجهي ...
_ هههههههههههههههههههه ... والله حرام اللي تسوينه بناصر ...؟
_ حرام هاه ... إذا كاسر خاطرك خذيه إنتي ؟
تنهدت (بشاير) :
_ يا ليتني حبيت ناصر ... على الأقل شجاع ... وعنده موقف ...
_ آآآآآآآآآآفا ... وروميو بن عدهان وين راح ؟!
_ اسكتي بس ... صدمني صدمة عمري ... تخيلي سافر لمصر ...! ...وخلانا معلقين كذا ... ما توقعته انهزامي ...
_ يعني شنو تبينه يسوي ... خطبك ورفضوه ...
_ ولو ... المفروض يحاول مرة واثنين وثلاثة ... ما يستسلم ... حسسني إن كل شي حلمنا فيه كان تافه ... بالنسبة له على الأقل ...
_ وكرامته يا بشاير ...
_ في الحب ما فيه كرامة ... ما أقول إلا هذولا الرجال ... كل حبهم كلام في كلام ...
_ يعني الحين ما تحبينه ؟!
_ أكذب عليك إذا قلت لك ما أحبه ... طبعا للحين أموت فيه ... بس انكسر جانب حلو منه في نفسي ...
_ لا تتفلسفين ترى والله نعسانة ومو قاعدة أجمع ...
_ ههههههههههههههههههههههههههههه ... أوكي ... أجل تصبحين على خشة ناصر ...
_ وعععععععععععع ... فال الله ولا فالك ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... حرام عليك والله ناصر قمر ...
_ أففففففففففففففففففففف ....تصبحين على خير ...
_ هههههههههههههههههههههههه ... وإنتي من أهله ...
وهكذا مرت الأيام كفاح وجهاد في العمل وفي الدراسة وفي الحب ، وجاء الشتاء وجاءت معه رحلات البر ، فتخرج شبه الجزيرة عن بكرة أبيها تستنشق عبق الصحراء ومرونة الرمال ورائحة الماضي التي لا زالت تفوح من كل جزء في أجسادنا ، لا زلنا وحتى ونحن في القرن الواحد والعشرين نشتاق لتلك الصحراء القاحلة ربما في جيناتنا ما يجعلنا نرتبط بهذه القفار الحالكة فلم نتركها منذ الجاهلية وحتى الآن وإلى الأبد :
_ من زمان عن هالجو اللي يرد الروح .... (ويتنهد أبو احمد) ...
يجيبه (أبو نايف) :
_ والله هذا انتم ... أنا دوم ما أفارق البران ...
يسأل (مشعل) وهو يجمر النار :
_ إلا صج عمي ... شلون يجيك خلق تطلع البر بالصيف ؟!
اجابه والده :
_ وينا عن البر يعني ... طول عمرنا عشنا فيه صيف وشتا ... قل تعودنا عالكسل بس ...
ودخل (فارس) وخلفه (سعد) إلى بيت الشعر المفتوح :
_ يبه ... الدبابات وينهم ؟
أجابهم (مشعل) الذي طارت عليه جمرة من النار :
_ وجع ... توكم واصلين ... اركدوا شوي ...
يسأل (أبو أحمد) :
_ وصلاح ومبارك وينهم ... خل يشغلون لكم الدبابات ...
(ٍسعد) بحزن :
_ عمي الدبابات مو بالمخيم ...
جاء (فلاح) الصغير من خلفهما ليرتمي في أحضان جده :
_ يبه ... الدبابات وين ؟!
_ ههههههههههههههههههههههه ... (يقبله بحب) ... وحتى إنت بعد ... الدبابات نايف موديهم صيانة ... مشعل يبه شوف أخوك وينه ...؟!
_ إن شاء الله عمي ... (ويرفع هاتفه ليتصل) ....
_ هلا مشعل ...
_ هلا أبو فلاح ... وينك ؟!
_ بالشركة ...
_ يا أخي كلنا في إجازة ... مقابل الطوف انت ؟!...
_ هههههههههههههههه ... عندي كم شغلة أخلصها وأجي ...
_ زين البزارين دوخونا عالدبابات ...
_ اسم الله أمداهم ... توهم واصلين ... عالعموم أنا قلت لبدر يجيبهم لكم ...
_ بدر هنا ...
_ ايه صح ... بيطلعون بكرا من الكراج ...
_ أقول ... (والتفت للصبيان) ... نايف يقول السنة الجاية يمكن تلعبون بالدبابات ...
واستمع (نايف) لصرخات خيبة الأمل الصغيرة وهي تبتعد :
_ هههههههههههههه ... حرام عليك ليش تحطمهم ...
_ حلوة أشكالهم وهي محطمة ... تحسسني بالانتعاش ...
_ طيب ... الكل موجود ...
_ عائلتنا عن بكرة أبيها ...
_ على خير ... فأمان الله ... سلم على اللي عندك ...
_ في امان الكريم ...
وفي خيمة النساء كانت سفرة الحلويات والقهوة ممتدة وعامرة وأصوات فتيات العائلة ونسائها تملأ المكان :
_ هـــــــــــــــيا ... (وتمد يدها) ... قرب لي صينية الحلا اللي مسويتها ...
سدت (حصة) الجالسة بجنبها أذنها :
_ طيب ... ليش تصيحين ...؟! ... فجرتي أذني ...
ضحكت (هيا) :
_ هههههههههههههههههههههه ... خذي ... كلي الي بفمك أول ... (هزت دلال رأسها لان فمها كان فعلا مليئا) ...
(نوف) بخوف :
_ دلال شوي شوي ... شفيك مشفوحة ؟!
_ يعني أنا أكل لحالي ... ترى أكل عن روحين ...
(أنوار) وهي تضع يدا على رأسها :
_ حنا يومك على روح وحدة مأكلتنا ... الدور على روحين الله يعينا ... (وضحك الجميع) ...
وفي زاوية النساء سألت (أم فارس) :
_ إلا أم ناصر ... ما لها نية طلعة معانا هالسنة ؟!
أجابتها (أم بدر) :
_ تدرين فيها ما تحب طلعات البر ... وناصر مسافر من اسبوعين ...
تنهدت (أم راشد) :
_ لو مضاوي وسيف طالعين اليوم ... ورادين بيتهم بالليل ...
(أم نايف) بحزم :
_ والله أخاف على وليدي ... يصير له شي بهالبران ؟!
(شريفة) بشفقة :
_ بس مضاوي تموت عالبر ... وصار لها ثلاث سنين ما طلعت ... كان طالعة اليوم ورادة بالليل ما كان صار شي ...
(أم أحمد) وهي ترشف شايها :
_ خليها عند رجلها ... لا حنا ولا البر بننفعها ... إلا أم ماجد وينها ؟!
ضحكت (أم بدر) :
_ راحت مع بدر يم الحلال ..





--------------------------------------------------------------------------------

(( الفصل الخامس عشر ))
وفي المدى الذي لا نهاية له كانتا تستمتعان بالسير :
_ هههههههههههههههههههههههه ... احلفي بس ...
_ والله ... صدتهم كانوا عند حوض السباحة ... ومسوين رومانسية مالت عليهم ... يا شين الحب عالبطات ...
_ هههههههههههههههههههههههه ... وشنو قالوا ؟!
_ أختك الهبلة سوت نفسها مستحية ... ولا أخوي ... (تقلده : أنوار اطلعي برا قطعتي علينا الجو خل نكمل) ... الله يقرفه ... طاح من عيني ...
_ هههههههههههههههههههههههه ... شعليك فيهم ... زوجته وبكيفه !
_ بكيفه عندهم جناح شكبره ... مو على عينك يا تاجر ... البيت فيه عيال وبنات ... مفضح الله يغربلهم ...
_ هههههههههههههههههههه ... !... (وانتبهت لتغير لون ابنة عمها) ... شفيك ؟!
_ هذي سيارة جاية عندنا ...!
_ وين ؟... (والتفتت فرأت السيارة قد اقتربت كثيرا) ... تغطي أكيد واحد من العيال ...
ولبسن أغطية الوجه ، توقفت السيارة بجانبهن ، وترجل منها صاحبها كان يلف شماغه حول رأسه ويرتدي نظارته الشمسية السوداء :
_ السلام عليكم ...
(بشاير) التزمت الصمت بعد ان عرفته ، فردت (أنوار) :
_ هلا ... وعليكم السلام ...
_ شعندكم ؟!
_ نتمشى ...
_ بس مبعدين ...؟!
_ بنرجع الحين ... (ورن هاتفه) ...
_ هلا مشعل ... هذا أنا عند المخيم ... أبوي شعنده ؟! ... طيب الحين أنا عندكم ... تبشر يالله ... هههههههههههه ... طيب .... (أغلق هاتفه والتفت نحو الفتاتان) ...اركبوا معاي ...
_ لا أبو فلاح ... بنرجع مشي ...
_ مثل ما تبون ... بس لا تتأخرون ... (ركب سيارته وابتعد عنهن) ...
_ شفيك ؟... (وضربتها بكوعها) ... انخرستي ؟!
عبرت بصدق :
_ شفته وانقهرت يا انوار ...
_ هههههههههههههههههه ... تذكرتي سوالفه معاك ...
تنهدت وهي تنظر إلى حيث سارت سيارته :
_ ليش ... أنا نسيت ...
_ بس تصدقين ... ولد عمنا هذا شي ... قمررررررررر ... (وحركت حاجبيها) ...
رفعت حاجبيها باستغراب :
_ شوي وتقولين فيه قصيدة ...
_ وانا صاجة ... شوفيه ما شاء الله رزة ... كانه آل باتشينو في فيلم العراب ...
سخرت من كلامها :
_ ايه صاجة ... آل باتشينو لابس دشداشة وشماغ ...
_ ههههههههههههههههه ... امشي بس ... امشي ... خلينا نرجع المخيم لا يسوي نايف فينا سوالف المافيا صج ... (وعدن للمخيم) ...
وفي خيمة الرجال ، سأل (أبو احمد) :
_ أبو فلاح ... أخبار الصفقة ؟
_ تمام يا عمي ... هذا هو ناصر بكرا ولا بعده راجع من باريس ...
يعلق (أبو نايف) وهو يشرب من فنجانه :
_ يرجع بالسلامة إن شاء الله ... تعب ناصر بهالصفقة ...
_ وانا أشهد ... الصفقة الجاية الدور على مشعل ...
غص (مشعل) بفنجانه :
_ لا نايف ... تكفى ... تدري إني ما أحب السفر ...
ضحك (أبو أحمد) :
_ هههههههههههههههه ... ما تحب السفر ... ولا ما تبي تبعد عن حرمتك ...
(مشعل) وهو لا زال حزينا :
_ أنا بعد تعبت ... ما أطلع من الدوام إلا المغرب ... راشد يسافر ...
علق (راشد) ليقهره :
_ أنا سافرت المرة اللي طافت ...
تأفف (أبو بدر) :
_ الحين وش جاب طاري الصفقات وضيقة الخلق ... خلونا نستانس ... وأنت علامك يا مشعل ... هم قالوا لك بتسافر بكرا ...
ضحك الكل من كلام (أبو بدر) ومن ملامح (مشعل) البائسة من مجرد ذكر العمل ، إلا هو كان يستمع لحديثهم لكنه في عالم آخر (معقولة يا ربي ... معقولة اللي يصير ... وش أسوي أنا الحين ... ليه ؟!... ليه يا ربي كذا ؟ّ... ليه ؟... أستغفر الله العظيم بس) ...
_ بدر !... (أخرجه صوت نايف من شروده) ... شفيك ؟!
_ ولا شي ... (وابتسم) ... سرحان بالجو ... (آآآآآآآآآآخ يا نايف ... لو تدري باللي أدري فيه ... وش بيصير لك يا ولد عمي؟!) ...
وفي الخيمة المخصصة للبنات :
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ...
_ حصوووووووووه ... ومرض انثبري ....
ودخلت (عهود) :
_ ووجع ... شفيكم ؟!
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههه .... عهود شوفي ....! ههههههههههههههههههههههههه ...
وانفجرت (عهود) بالضحك وهي تجلس بجانب (حصه) .
_ صج أنكم غبيات ... (ووضعته في حقيبتها) ...
ولا زال الضحك مستمرا ، دخلت (أنوار) وخلفها (بشاير) :
_ شفيكم ؟.. رقاصات انتم ... ترى نايف هنا ... وصوتكم جد عالي ... (ولا زال الضحك مستمرا) ...
_ عهود ووجع ... حصه !... (وانتبهت بشاير لوجه ريم المصبوغ بالأحمر) ... ريم شفيكم ؟
أجابت (حصة) وهي لا زالت تضحك وتتمدد فوق (عهود) :
_ ريـــ .... ريــــــــــــ... ريم ... جايبه معها ...هههههههههههههههههههه ... استشوار ... ههههههههههههههههههه ...
حاولت (أنوار) و(بشاير) ان تكتما الضحكة ، (ريم) بخجل :
_ والله نسيت ... كل ما أرتب شنطتي أحط الاستشوار اول شي ... نسيت إننا طالعين البر ...
وانفجرت (أنوار) بالضحك ، (بشاير) حاولت أن تتماسك :
_ عادي ريومة ... كلنا ننسى ... (وسحبت أنوار خارجا ، ثم انفجرت ضحكتها) ... مسكينة ... هههههههههههههههه .... فشلوها ...
_ ههههههههههههههههههه ... استشوار ... ههههههههههههههههه ... لو يدري مشعل بس ... هههههههههههههههه ... والله ليخلي سعود مصخرة ...
_ ههههههههههههههههههههه ... حرام لا تقولين له ... بتحرجينها ...
_ هههههههههههههههههه ... أنا ما راح أقول شي ... بس أقص يدي إذا ما صارت ريم سالفة المخيم بعد شوي ... حصة وعهود ما راح يخلون أحد ما يقولون له ...( وكان معها حق ...) ...
كان يحب الليل أكثر من أي وقت آخر ، رغم الحزن الذي يغشاه ورغم الأوجاع التي يستنهضها في النفس ، ورغم ألف سؤال وسؤال يطرح نفسه في هذا الجو البهيم ... كان يعشقه ، والليل في الصحراء ألذ وأطيب وأكثر شقاءا ووجعا ، سار متدثرا بمعطفه الأسود الطويل وهو يغطي وجهه بشماغه (لطمة) ويمسك عصاه الرقيقة في يده يضرب بها الأرض :
يا الهموم اللي علي اثقل من حمول .. الركايـــــــــــــــــــــب !!
ساعد الله قلبي اللي مرتكي لحمول .. همــــــــــــــــــــــي !!
ويا الظروف اللي علي ومنين ما اوجه .. صعايــــــــــب !!
يا كثر ما اني مسحت الدمع منها براس .. كمــــــــــــــــــي !!
ويا الجروح اللي يجي هذا وذاك العام .. طايـــــــــــــــب !!
كل ما هبت ظروف الوقت شمي .. واستشمــــــــــــــــــــــي !!
من عرفت العلم والضحكات ننهبها .. نهايـــــــــــــــــــب !!
لا تغافلنا الزمن قمنا على الضحكة .. نسمــــــــــــــــــي !!
وان ضحك وجه الزمن تلقى مثل شرواي ..هايـــــــــــــب !!
(( ايه )) اهابك يا زمن وان سقت ضحكاتك .. لفمــــــــــــي !!
منك انا وان زنت بعيوني يا ابو وجهين .. تايـــــــــــــب !!
ادري انك لا ضحكت القاك طاعن ولد .. عمـــــــــــــي !!
هي أيضا كانت تحب الليل ، تحبه لأنه ستار ...على آثام الفكر قبل أثام الفعل ، فيه تستطيع أن تجلد قلبها آلاف المرات دون ان يراها أحد ودون أن يشعر بها أحد ، فيه تستطيع ان تبكي أحلامها التي ضاعت ، وتستطيع ان تشتاق ل(متعب) دون أن يحاسبها أحد :
والله واحشنــــــــــــــــــــي موووووووت !!
أخاف بعدك أمووووووووووووت !!
قلبي لو من حديد ... ذاب وانت بعيد !!
لو خسرتك حبيبي ... شلون احب من جديد ؟!!
وين القى وفـــــــــــا ؟!!... او احس بدفــــــــا ؟!!
ظلمة بعدك حياتي ... كل شي بيها اختفى !!
روحي يمك حبيبي ... وبإيدك اتمنى امووووت !!
وين الاقي الحنان ؟... يعني معقولة هــــــــان !!
ما خدعنا بعضنا !!... الزمن بينا خــــــــان !!!
وينك انت واجيك ؟!!... واغفا ما بين ايديك !!
لو شفتني حبيبي !!.. حالي يصعب عليك !!
اخاف ابكي ودموعي !!... بيها اغرق وامووووت !!
ليلي بعدك طويل !!... عالبعد ما لي حـــــــيل !!
تدري شوقي اللي بيا !!... ينتهي مستحيل !!
شسوا بيا هواك ؟!!... قلبي يمشي وراك !!
ياللي ماخذني مني !!.. منهو مني خذاك ؟!!
قلبي يتمنى يوصل يمك انت و ... يمــــــــــــــــــــوووت !!!
_ السلام عليكم ...(وسقطت من يدها زجاجة الماء وهي تقف مرعوبة لتقابل وجهه بعد أن أفزع سكونها صوت سلامه الهادر) ...
وظلت عيناه تفترسان وجهها بدهشة مرتابة ، صحيح أن الظلام الحالك كان يحيط بهما ، وصحيح أن خفقات قلبه المتسارعة قد شوشت حاسة البصر في عينيه ، لكن انعكاس أنوار المخيم البعيد على جانب من وجهها مكنته من أن يلتهمها بعينيه دون خوف ، كانت تبدو شابة ، سمراء ذات بشرة ندية ، لها عينان وحشيتان تتربص بمن ينظر نحوها حتى تسحقه كالزبدة الذائبة ، و ... استدركت وضعها فلفت شالها الحريري حول وجهها بسرعة .
_ إنتي منو ؟! ... (لم يشعر بأنه فقد إرادته امام احد كما فعل قبل قليل) ...
تحدته وسارت تتجاوزه لتعود للمخيم وهي صامتة :
_ هيــــــــــــــــــــه !... (ارتعدت فرايصها لأول مرة "هذا شفيه صوته يخرع" فالتفتت) ... أكلم حالي انا ...؟!
_ أنا بشاير !... (وقفزت كل مشاعرها التي اختزنتها له طوال أيام القهر التي عانتها منه إلى عينيها) ...
ابتسم من حقدها الواضح :
_ هلا والله ... شلونك ؟!
_ بخير ...(ورفعت حاجبها) ... وما أظن يسرك الحال ؟
_ ههههههههههههههه ... آآآآآآفا يا بنت عمي ... هذي هقوتك فيني ...؟!
ناظرته بسخرية مرة وهمت بالانصراف :
_ بشاير ! ...(التفتت له) ... شنو كنتي تسوين هنا ؟!
_ أبد ... جالسة ...(ورفعت حاجبها استهزاءا) ... ولا ممنوع ؟!
_ هههههههههههههههه ... لا عادي ... حلو الواحد يوسع صدره ... (ووضع يده على صدره) ... بعد الضيقة !
تحداها استهزاءه من أزمتها التي ذاقت منها الأمرين :
_ نايف !...(ولما نظر في عينيها) ... أنت ليش سويت معاي اللي سويته ؟!
تنهد براحة :
_ لأن اللي كنت تبين تسويه غلط ... وأنتي الغلط منك مو مسموح ...
ابتسمت بألم :
_ والغلط اللي سويته إني ما طعت أوامرك ... صح ؟!
احتدت نظرته نحوها :
_ خطا ... إنتي طعتيني ... والدليل إن اللي أبيه صار ...
_ تدري أنه مو برضاي ...
_ بالطيب بالغصب ... المهم صار ...
_ واستمتعت باحساس الرجولة لما قهرتني ...؟!
كان يريد أن يصفعها ، لكنه أخفض رأسه وظل يضرب بعصاه الأرض :
_ الرجولة هاه !... ليش أحد قال لك أن عندي نقص من هالناحية ؟! ... (وتطاير شرر نظراته نحوها) ...
_ طبعا ... كل تصرفاتك ؟!
_ إيه ... خربت حياة مضاوي ونكدت على بدريه ... والكل معطيني أكبر من حجمي ...
لم يرتف لها جفن من تكراره لمصطلحات استخدمتها قبلا ما زرع في قلبه الدهشة منها :
_ وانضمت للقائمة حياتي ...
_ هههههههههههههههههه ... هذا أحلى ما في القائمة ... (وظلت صامتة) ... روحي المخيم ... ولا تمشين لحالك بالليل مرة ثانية ...
_ نايف !... ما تلاحظ أن الموضوع يحتاج نتناقش فيه أنا وياك ...؟!
أدهشته جرئتها :
_ أي موضوع ؟!
_ موضوعي ... واللي تسويه بحياتي ...
أخفض رأسه وقد فرغ صبره :
_ مو مجبر إني أخذ رأيك باللي أسويه ؟!
صرخت وقد فرغ صبرها هي الأخرى :
_ على الأقل عطني مبررات ... أنت اللي تسويه غلط .. وقاعد تفرض هالغلط علي ... لا تظن إني بصبر للنهاية ...!
_ يا سلام ... وإذا خلص الصبر .... وش بتسوين يعني ؟!
_ نايف ... لا تصير متخلف معاي ... الكل قادر يهضم قراراتك ... أنا ما أقدر ... إنك تضغط علي هذا مو حل ...
_ بشـــــــــــــــــــــــــــاير ... (استفزته لهجتها الجريئة لأقصى حدود تحمله) ... روحي المخيم ترى صبري له حدود ... وإلا وبالله العظيم ...
لكنها قاطعته دون أدنى اهتمام :
_ لا تحلف على شي ... كل اللي أبيه نهيت عليه وخلصت ... طول عمرك حقير ... حرمتني من كل شي ... مستقبلي ... دراستي ... كل هذا علشان شنو ؟! ... عقلك المريض وأفكارك المتخلفة ... ضيعت حياتي يا نايف ... قهرتني على كل شي حلو بحياتي ... حتى منه حرمتني ... حتى ... (ولعنت لسانها المتهور) ...
عقد حاجبيه وكل كلمة تخرج من فمها تقذف في دمه مئة جمرة وجمرة :
_ منو اللي حرمتك منه ؟!
لكنها تركته وانصرفت مسرعة نحو المخيم ، وظل كالخيل الصافة تتأكله الحيرة ويفترسه الشك من اعتراف فتاة هي إبنة عمه ... عرضه ... وشرفه ...
وفي الغد انضم لهم (ناصر) عائدا من رحلته الميمونة في باريس ، كان الكل جالسا في بيت الشعر المفتوح على مصراعيه ، ورائحة القهوة العربية تعبق في كل نواحيه :
_ ناصر يبه ... وشلون أمك ؟!
_ بخير عساك بخير ... تسلم عليكم ...
_ ما لها نية تطلع هالسنة ؟!
_ لا والله يا عمي ... تدري فيها ما لها بالبران خير شر ...
وسأل (مبارك) :
_ ناصر ... زرت الكوفي اللي قلت لك عليه ؟!
_ إيه زرته ... (وأكمل احتساء فنجانه) ... وفتحي يسلم عليك ... يا حليلهم اهله خوش ناس ...
سأل (فهد) :
_ منو هذا فتحي ؟!
_ هذا فتحي ... واحد تونسي ... تعرفت عليه في النت ... وقال لي انه أبوه فاتح كوفي بباريس وهم أصلا عايشين هناك ... فقلت لناصر يمرهم ... ويسلم عليهم ...
_ يبه مبارك ... رح انت وفهد شوف عمك أبو أحمد وينه فيه ...
_ إن شاء الله يبه ... (وانصرف هو وفهد) ...
علق (راشد) وهو يجمر نار القهوة :
_ عمي ... كلهم راحوا مع مشعل يم الحلال قبل شوي ... أصلا هم ما يجون المخيم غير حزة النوم ...
ضحك (ناصر) :
_ يا حليله مشعل ... صاير المرافق الرسمي لهالشياب ؟!
_ لا تشوفه ... يا هم كارفينه كرف ... (واستمر ضحكهم) ...
ومال (ناصر) نحو الرجل الصامت بجانبه :
_ علامك ؟!
_ وشو ؟!
_ دخانك طالع كانك تنين ...
_ ما في شي ... (وعاد يهز فنجانه بيده وهو شارد) ...
_ هاه !... نايف علامك انت وبدر متأزمين ...؟!
_ بدر ؟!
_ ايه بدر ...
وعاد لشروده (خلني بهمي يا ناصر ... لا اني فاضي لبدر ولا لغيره) ...
وفي زاوية من الخيمة التي لزمتها منذ ليل البارحة دون أن يزور جفنها نوم :
_ من صجك ؟!...(وضربت ساعد ابنة عمها غير مصدقة) ...
_ وش أسوي يا أنوار ؟ّ! ...(لأول مرة رأت دموع الرهبة وملامح الخوف في وجهها) ...
_ الله يأخذك ... يعني لازم يفلت لسانك ...؟!
_ هو استفزني ... وإنتي تعرفيني لا عصبت ...
_ بس ما توصل إنك تقولين له هالكلمة يا بشاير ... لو يذبحك الحين ... ما أحد يلومه فيك ...
وفكرت :
_ يسويها ... هو أصلا حاقد علي ...
_ أففففففففففففففف ... شوفي مهما صار لا تطلعين من الخيمة ... فاهمة ؟!
_ بدون لا تقولين ... أصلا حابسة نفسي من أمس ...
_ واحبسيها لين نرجع الرياض ...أو يروح نايف ... وأنا بقعد معاك ...
ابتسمت من وراء دموعها :
_ بعدي يا بنت عمي ... (وضمتها) ...
_ ما سوينا شي ... حسبي الله عليك بتحرمينا من وناسة البر ... والسبة لسانك هاللي متبري منك ...
_ عدال يا أم لسان ينقط سكر ...(وتذكرت) ... ايه صح ... قبل شوي عهود قالت لي أنه بعلك المصون رجع من السفر ...
_ قديمة .. أدري ... أجل بنحبس معاك علشان سواد عيونك ...
وخلف الخيام كانوا يمسكون بها بطريقة وحشية ، هذا يدفعها والآخر يسحبها من رأسها على أمل ان تتحرك دون أن تصدر هذا الصوت المزعج :
_ عبدالرحمن وخر ... ترى هي إذا شافتك تعصب ... (صرخ فارس وهو يعقد حاجبيه) ...
ويتعلق (عبدالرحمن) بها أكثر :
_ ما أبي ... مو بث انتم ... أثلا هي تحبني ...
(سعد) بيأس وهو يمسك بقدر صغير :
_ فارس ... الحين وشلون ؟!... نحلبها هنا ...؟!
(خالد) ببراءته الحلوة :
_ انتم ما تعرفون ... خالتي أم نايف تعرف تجيب حليب من النعجة ...
ضربه (سعد) :
_ إذلف ... ورح يم أمي ... (وراح الصغير يبكي) ...
(فارس) بملل :
_ أعوذ بالله من البزارين ...
وتقترب منهم (عهود) غاضبة وخلفها (أمل) الباكية :
_ هيه أنتم وش تسون ؟! ... (وشهقت وهي تنظر نحو النعجة) ... وش تسون بهالمسكينة ... ؟!
رد (فارس) بعناد :
_ ما لك شغل ... عمي أبو أحمد عطانا النعجة وقال هذي لكم ...
وتبعه (سعد) :
_ إيه صح ... عمي أبو أحمد قال لنا لا تجون يم الحلال وعطانا النعجة ...
_وخروا زين ... وخروا ... سعد وخر ... (قذفته وسحبت الحبل من يده وأطلقته من رقبتها) ...
صرخ (فارس) :
_ لا تفكينها ... نبي نحلبها ...
_ لا والله ... ما تعرفون تحلبونها أصلا ... وبعدين تعال ليش ضارب أمل ...؟!
(أمل) ولا زالت تفرك عينيها :
_ إيه عمه هو ضربني هو وسعد ... بس خالد ما ضربني ...
ووقفت وهي تتهددهم :
_ وليش تضربونها ؟!
_ هي كله تتهاوش مع عبدالرحمن ... ازعجونا ... بعدين هي ليش ما تروح تلعب مع البنات ...
_ فارسوووووا ... اسمع إن ضربتها مرة ثانية يا ويلك ... فاهم ...؟!
ولم يستمع لها أحد لأن النعجة هربت فركض الكل خلفها :
_ عمـــــــــــــــــــى ... (وظلت تفرك يدها التي جرحت حينما سحب فارس الحبل منها بقوة وهو يريد أن يمسك بالنعجة) ...
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... شفيك أنت والنعجة ؟!
_ صلاح !
وابتلعت فرحتها قبل أن تفضح أمنياتها برؤيته منذ يوم أمس .
_ إيه صلاح ... (واقترب منها) ... شلونك ؟!
ابتسمت وغطى وجهها اللون الأحمر فأخفضته :
_ بخير ... أنت شلونك ؟
_ طيب ... ومو طيب ...
_ ليش ؟!
_ حبيبتي ... شـــ...
لكنها قاطعته :
_ لا تقول حبيبتي ...
_ آآآآآآآآآآآفا ... ليه أنتي مو حبيبتي ...؟!
_ بلى ... بس لا تقول ... عيب ...
_ وش اللي عيب ... الحين واقفة معاي ... وكاشفة الوجه ... وأحبك وتحبيني ... جت على كلمة حبيبتي ... وصارت عيب ...
سألته بدهشتها البريئة :
_ يعني اللي نسويه كله عيب ؟!
_ عهود ... شرايك نتمشى ونسولف أحسن من الوقفة هنا ...؟
_ لا ما أبي ... يشوفنا أحد ما تسوى علينا ...
_ عهود ... حبيبتي ...
وبصوت كله رجاء :
_ صــــــــــلاح ...
وابتسم من دلعها :
_ تجيك الايميلات اللي أوديها ...؟
ابتسمت :
_ إيه ...
_ شرايك فيها ؟!
_ حلوة ...
_ حلوة بس ؟!
_ صــــــــــــلاح ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... طيب روحي داخل قبل لأحد يشوفك ...
ابتسمت له وانصرفت :
_ عهــــــــــــــــــــــــــــود ... ترى بتظلين حبيبتي ... (وأرسل لها قبلة في الهواء) ...
ضحك من ارتباكها ودخلت وهي تشتعل من نار الخجل :
_ وش هالحركات ؟!
_ يمــــــــــــــــــــــــــه ... (وقفزت فزعا وهي تدخل الخيمة) ... عمى خوفتيني ...
_ لا تضيعين السالفة ؟!
_ وش تبين إنتي ؟
_ عهـــــــــــــــود !
_ ووجع ... (وجلست) ... كنت قاعدة مع البزارين وهو جاء ... والله فجأة ...
_ لا والله ... (واقتربت لتجلس بجانبها) ... وهالبوسات والضحك ...
_ والله ما باسني ...!
_ واللي سواه ؟
_ يووووووووووووووووه ... يا أنوار ... أنتي تدرين فيني أنا وصلاح ...
_ عهود ... اللي سويته غلط ... واقفة مع الولد كاشفة الوجه و كركرة وسوالف لا ويرسلك بوسات الأخ ... والله كأنكم متزوجين ...
_ أنوار لا تكبرين السالفة ...
_ اللي سويته حرام وغلط وانتي تدرين ... تخيلي شايفكم واحد من العيال ولا من عماني ...
_ أنوار بس محاضرات ... والله ترى شبعانة...
_ لو إنك شبعانة ... كان ما غلطتي ... شوفي عهود ... تحبون بعض ما يخالف ... بس حبوا بشرف ... مو كذا ...فاضحين بعض فضيحة قشرا ما فيه أحد ما يدري فيكم ... شوفي الحب وش سوى ببشاير لا تعيدين نفس الغلطة ترى الدنيا ما لها امان ... خلاص إذا مستعجلين خليه يملك عليك ... ماجد أصغر منه وتزوج !... بس حركات الهبال هذي اتركوها عنكم ...
_ طيب ... توبة والله توبة انوار ... بعد ما أعيدها ...
ابتسمت لها :
_ طيب ... بس ترى بتكونين تحت إطلاق السراح المشروط ...(وغلظت صوتها) ... بصراحة انا واحد ما عندي ثقة بجنس حواء كله ...
_ هههههههههههههههههههه ... ما أقول إلا الله يعين ناصر ... خير شر ما فيك ذرة رومانسية ...
_ عمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى وش جاب طرياه الحين ... (وضربتها) ...

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, للكاتبة كليوباترا نجد, سلامة رماحك اللي جرحها غالي, سلامة رماحك اللي جرحها غالي لكاتبة كليوباترا نجد, كليوباترا نجد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية