لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-05, 09:27 AM   المشاركة رقم: 276
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

la nihayeh 3'air motawaqa3a nihaaaa2iyaaaaaaaan

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 15-12-05, 10:01 AM   المشاركة رقم: 277
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اهم شي عندي انو هالقصة خلصت

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 16-12-05, 12:07 AM   المشاركة رقم: 278
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



أسطورتهم ‏
ما وراء الطبيعة ‏
د. أحمد خالد توفيق
‏1 ‏


الشارع ده كنا ساكنين فيه زمان ..‏
كل يوم يضيق زيادة عن ما كان ..‏
اصبح الآن بعد ما كبرنا عليه ..‏
زي بطن الأم مالناش فيه مكان ..‏
أغنية قديمة لفريق المصريين ‏
كلمات ( صلاح جاهين ) ‏
‏*** ‏
‏( فاتن ) و ( ممدوح ) و ( عاطف ) يلعبون ..‏
لقد انتهت أيام المدرسة ن وهناك ذلك الشعور الساحر بأن الكون قرر ان يتجمل ‏اليوم ، وان يعتذر عن فظاظته السابقة .. حقا لا توجد إمكانيات سخية للهو ، لكن ‏خيال الأطفال قادر على كل شيء .. هذه الصالة الكئيبة في بيت ( ممدوح ) والتي ‏تغمرها الشمس من تلك النافذة ذات الزجاج المصنفر ، لعبت مع الأطفال دور شاشة ‏السينما التي شهدت كل شيء ممكن .. كم من يوم صارت فيه هذه الصالة بحرا يعج ‏بأسماك القرش ، ثم تحولت بمعجزة ما إلى ميدان حرب تتناثر فيه أشلاء القتلى ، ‏ثم غدت بيتا يلعبون فيه ( عريس وعروس ) حيث مائدة الطعام والأطباق وغرفة ‏الضيوف ، ثم صارت دغلا تتوارى فيه الفهود خلف الأشجار ..‏
كل شيء ممكن .. لا توجد قيود .. لا قواعد للعبة ..‏
فقط ينتهي كل شيء حينما تظهر القدمان الكبيرتان المتشقتتان لأحد الكبار في خف ‏أو حذاء أو حافيتين ، وهو يجرهما جرا الى ساحة الحرب او الدغل او بيت ‏العروسين ، ليعلن ان على ( فاتن ) و ( عطف ) ن يعودا لأن الغداء ينتظرهما ..‏
تتوسل ( فاتن ) ان يتركوها بعض الوقت.. تريد ان تتناول غداءها هنا .. لكن ‏صرامة أوامر الكبار لا تتزحزح .. دعك ـ بالطبع ـ من لحظات الخلاف بين أمها وأم ‏‏( ممدوح ) ، حينما تقرر ام منهما ان جارتها ثرثارة كذوب مغرورة ، وأن امثالها ‏يجب ان يجلدن بالسياط .. من ثم يصدر أمر حظر التجوال وتمر أيام عدة قبل ان ‏تعود المياه لمجاريها ..‏
رائحة صينية البطاطس داخل الفرن ، وصوت الدجاج الذي يتشاجر على السطح ، ‏وتلك النملة العملاقة الي يطلقون عليها ( حرامي الحلة ) على مدخل الدار ، ومذاق ‏الفراولة ( الشليك ) في الطبق لمعدني الذي جلبته لهم أم ( ممدوح ) .. كل هذا ‏الغعالم الثري من تفاصيل الحواس والذي افلت منا نحن الكبار للأبد..‏
‏*** ‏
الشارع ده أوله بساتين .. ‏
وآخره حيطة سد ..‏
ليا فيه قصة غرام ..‏
ما حكيتش عنها لأي حد ..‏
من طرف واحد وكنت سعيد أوي ..‏
بس حراس الشوارع حطوا للحدوته حد ..‏
‏*** ‏
‏( فاتن ) و ( ممدوح ) و ( عاطف ) يلعبون ..‏
‏( عاطف ) هو أصغرهم سنا .. ونحن متفقون على ان الاطفال ساديون بطريقة ‏مخيفة .. كل ما هو جميل او رقيق يجب ان يعذب او يحرق او يدمر او يبدد .. ولما ‏كان ( عاطف ) طفلا بريئا هشا في الخامسة فإن اخته ( فاتن ) وصديقه ( ممدوح ) ‏قررا ان يحيلا حياته الى جحيم عن طريق المقالب والسخرية .. وكان هذا البائس لا ‏يملك إلا ان يصرخ ويهرع إلى ام ( ممدوح ) في المطبخ ليشكو لها قسوة ابنها ، ‏فتكتفي المرأتان بان تقول كل منهما وهي تكافح المخاط الذي يسل من أنفها بفعل ‏البصل :‏
ـ" لا تضايقا ( عاطف ) يا اولاد .. لو سمعت شكوى أخرى لمنعته من اللعب معكما ‏‏!"‏
وهو عقاب فريد من نوعه لا يبدو أنه يؤذي احدا سوى ( عاطف ) لذا سرعان ما ‏يقرر ان يصمت لدى المقلب التالي ..‏
في هذا اليوم كان ت( فاتن ) في دارها تقرأ قصة مصورة لهما :‏
ـ" ونظر الساحر الى المقعد .. وركز بصره بقوة .. وهنا بدأ المقعد يرتفع .. ويرتفع ‏‏.. ويرتفع .."‏
على صفحات المجلة كانت صورة جميلة بألوان مبهجة ، لساحر ينظر الى مقعد ‏ويركز بصره بقوة ، فإذا بالمقعد يرتفع ويرتفع ..‏
اتسعت عينا ( عاطف ) بذلك المزيج الذي لا تعرف إن كان رعبا ام انبهارا ، والذي ‏لا تعبر عنه إلا عينا طفل .. فقال ( ممدوح ) :
ـ" هذا ليس خيالا .. أبى يقول إنه رأى هذا المشهد في احد أندية الاسكندرية .."‏
قالت ( فان ) وهي تبتسم بخبث : ‏
ـ" كل واحد منا له هذه القدرة .. هل هي لدية يا ( عاطف )؟"‏
نظر لها ( عاطف ) حائرا .. هو أولا لا يفهم معنى كلمة ( قدرة ) .. لكنه يخشى ان ‏يسأل كي لا يسخر منه .. هز رأسه أن نعم .. ما دم هذا الشيء لديهما فلا بد أنه ‏عنده ..‏
نهضت ( فاتن ) مسرعة وهرعت تفتح باب الشقة ، وقال لـ ( ممدوح ):‏
ـ" لا تلحقا بي .. سأناديكما حين أكون مستعدة !"‏
لم يفهم ( ممدوح ) لكنه قرر أنها تعرف ما تفعله .. مع ( فاتن ) اترك نفسك تماما ، ‏فالفتاة ذكية واسعة الحيلة .. هكذا ظل مع ( عاطف ) يتظاهران بالقراءة ..‏
ـ" تعاليا الى السطح!"‏
هكذا جاء صوتها من نافذة المسقط ..‏
لم ينتظر الصبيان حتى يفهما .. هرعا الى باب الشقة وانسلا قبل ان تسمع الأم ‏خطواتها على الدرج ..‏
أسطح .. قطع القرميد الملقاة والمقاعد المهشمة وعش الدجاج التي تفوح منها ‏رائحة الخبز المختمر .. رائحة ضوء الشمس ( نعم لضوء الشمس في أنف الأطفال ‏رائحة ).. هوائي التلفزيون الصدئ وعالم سحري آخر يعشقونه جميعا ، لكن الكبار ‏يضعون عليه ألف علامة تحذير .. لان الأطفال لا يفعلون شيئا سوى السقوط من ‏أعلى أسطح البيوت ، وهم يفعلون ذلك في ولع جنوني ..‏
كانت ( فاتن ) تقف قرب السور .. وعلى السور المكون من قطع القرميد تراصت ‏عدة علب طعام فارغة .. ربما كانت تحوي فولا او سلامون .. لا احد يعرف او يذكر ‏‏..‏
كانت العلب ستا .. وكانت متراصة بتلك الطريقة التي يتدربون بها على التصويب ‏في أفلام رعاة البقر ..‏
قالت ( فاتن ) وهي تجلس على الارض :‏
ـ جرب يا ( عاطف ) .."‏
سألها وهو يشعر بالخجل من غباوته :‏
ـ" أجرب ماذا ؟"‏
ـ" جرب ان تحركها بعقلك .."‏
بدت عليه الحيرة :‏
ـ" لكني لا اعرف كيف !"‏
غمزة عابرة نحو( ممدوح ) شريكها في كل الجرائم ، ثم قالت لأخيها الساذج :‏
ـ " كلنا يعرف كيف .. ركز تفكيرك وحرك العلبة .. هلم ! يجب ان تتعلم هذا ! هذا ‏سهل !"‏
هكذا جلس الصغير بضمير نقي يحاول ان يفعل كما قالا .. ركز تفكيره أكثر وهو ‏ينظر الى العلب .. ركز وركز .. كل ما كان يبتغيه هو ألا ينال سخريتهما .. هذان ‏الكبيران الناضجان يحركان الأشياء بعقليهما وهو لا .. هذه فضيحة ..‏
ماذا تنتويه ( فاتن )؟ كذا فكر ( ممدوح ) .. ثم نظر إلهيا حيث جلست على الارض ‏‏.. هناك شيء في قبضته اليمنى المطبقة .. دقق النظر أكثر ثم دنا ليقف جوارها ..‏
نعم .. ذلك الخيط الرفيع الذي يخرج من قبضتها .. يتلوى كثعبان شفاف على ‏الأرض .. ثم يغير اتجاهه ليلتف حول مسمار ي السور ويغيب خارجه .. يستطيع ‏ان يراه بعين الخيال يتدلى في الخارج مسافة لا بأس بها ، ثم يرتفع حول قاعدة ‏إحدى العلب بحيث لا يراه أحدهم ..‏
ابتسم وكتم ضحكته .. هذه هي ( فاتن ) الخبيثة التي يعرفها ..‏
ـ" هلم يا ( عاطف ) ! ركز يا ( عاطف )!"‏
وفي اللحظة التالية رآها ( ممدوح ) بطرف عينه تجذب الخيط .. وطارت العلبة ‏لتسقط في الشارع ..‏
أطلق ( ممدوح ) صرخة فرح وركض ليحتضن ( عاطف ):‏
ـ" فعلتها يا ( عاطف ) ! فعلتها !!:"‏
أما ( عاطف ) فكان يضحك ضحكة بلهاء عاجزا عن تصديق ما فعله .. لكن ما تراه ‏بعينيك لا يمكن ان يكون خطأ .. ( فاتن ) ظلت تنظر الى العلب الثابتة وقد فتحت ‏فمها كأنما هي تريد ان تقول شيئا ..‏
هتف ( عاطف ) وهو يتواثب على السطح :‏
ـ" انا فعلتها ! سأنزل لأخبر ماما !!"‏
وهو لم يكن واثقا أي شيء فعله بالضبط .. هو رأى الانبهار في عيني ( ممدوح ) ‏فعرف أنه أنجز شيئا عظيما ..‏
وجرى الى الدرج قبل ان يتمكن أحد من منعه .. فالمفترض انهم لم يفارقوا البيت ‏قط ..‏
بعد رحيله ساد الصمت ثم هتف ( ممدوح ) وهو يضرب على معصم ( فاتن ) ‏فيصدر سوارها صوت ( شخللة ):
ـ" أنت بارعة حقا ! لقد خدعناه !"‏
ظلت شاخصة البصر ترنو إلى العلب ثم قالت :‏
ـ" تلك العلبة التي أسقطها .."‏
ـ" ما بالها ؟"‏
ـ" لم تكن ذات العلبة التي ربطتها أنا !!"‏
وفي يدها رأى الخيط المشدود ..‏
أردفت بذات النظرة الساهمة :‏
ـ" طريقتي كانت فاشلة .. لقد جذبت الخيط فلم يسقط شيء !!"‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-12-05, 11:46 PM   المشاركة رقم: 279
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏2‏


الشوارع حواديت ..‏
حوداية الحب فيها ..‏
وحوداية عفاريت ..‏
‏( واسمعي يا حلوة لما أضحكك ) ..‏
‏*** ‏
‏( فاتن ) و ( ممدوح ) و ( عاطف ) من عالمهما لأن ( فاتن ) كبرت ، ولأن ( ‏ممدوح ) صار صوته خشنا يذكرك بصرير حذائك على الباركيه.. نفس ما حدث لي ‏في بيت خالي عندما لم يعد من حقي أن اعتبر ( عبير ) و ( إلهام ) صديقين طويلي ‏الشعر .. وكنت انا في ذلك الوقت غارقا حتى الأذنين في حب ( إلهام ) ـ سيدة ‏الأقمار السبعة ـ من بعيد بعدما انتهت قصتي مع ( شيراز ) بمفاجأة مخيفة .. حكيت ‏لكم قصة البيت عام 1995 ولن أحكيها ثانية فلا تقلقوا ..‏
كان بيتنا ـ بيت خالي ـ يقع في الشارع المجاور على بعد أمتار لو افترضن أنك ‏ستقفز فوق البيوت كالرجل الوطواط ، أما مع قدرات البشر المحدودة فهو يقع على ‏بعد سبع دقائق تصل فيها لنهاية الشارع ثم تدور عائدا ..‏
كنت أعرف ( فاتن ) وأخاها الأصغر ( عاطف ) ، ولعبت مع ( ممدوح ) عدة مرات ‏في الساحة الخالية في نهاية شارعهم ، وكان حذاؤه ثقيلا وقدمه أثل حتى تذكرك ‏ركلته بركلات البغال ..‏
بالطبع لم تصل صداقتنا الى معرفة تفاصيل صغيرة كقصة مغامرة تحريك العلبة هذه ‏‏.. لم اعرفها إلا بعد فترة طويلة ..‏
لم اعرف ان ( فاتن ) قالت لـ ( ممدوح ) :‏
ـ" لن نسمح لـ ( عاطف ) بأن يتفوق علينا بهذه الموهبة .. دعنا نقنعه بأنه لم ‏يحرك شيئا .."‏
نظر لها في رعب .. لم يتخيل أنها بهذه القسوة ..‏
قالت في إصرار : ‏
ـ" لن اسمح لهذا الصبي بأن يتباهى علينا .. اسمع .. لقد صعدنا هنا كي نسخر منه ‏فلم يتغير شيء .. سننزل تحت ونسخر منه !"‏
نعم كانت بهذه القسوة فعلا ، ولعلها كانت تستخدم جينات أنثوية انتقلت لها منذ ‏زمن سحيق .. من عهد ( سالومي ‏Salome‏ ) التي رقصت حول رأس ( يوحن ‏االمعمدان ‏John the Baptist ‎‏ ) وشجرة الدر التي أعدمت زوجها بالقباقيب ، ( ‏وسميراميس ) التي جعلت زوجها يتنازل لها عن العرض ثم قطعت رأسه ..‏
هكذا نزل الصبيان الى الشقة ليلحقا بالصغير الذي كان واقفا على باب المطبخ يريد ‏أن يكلم أمه .. وسرعان ما جذباه إلى الخارج وهما يوشكان على الانفجار ضحكا ..‏
قالت له ( فاتن ) ضاحكة : ‏
ـ " يا لك من أحمق ! لقد خدعناك تماما !!"‏
وفتحت يدها لتريه أنها تلف الحبل حول كفها ..‏
نظر لها في غباء وقال :‏
ـ" انا أسقطت العلبة من دون أن المسها !!"‏
ـ" بل انا التي فعلت هذا . كنا نمازحك !!"‏
ونظر لها غير مصدق ونظر لـ ( ممدوح ) فرأى أنهما موشكان على فقدان الوعي ‏من الضحك .. كلا .. ليست الحياة بهذه القسوة ولا يجب أن تكون ..‏
وفي غرفته مع ( فاتن ) وقف مسلطا عينيه على بعض اللعب وحاول أن .. حاول ‏أن .. حاول أن .. يحركها ..‏
لا جدوى ! وهذا شيء يعرفه كل المحركين طبعا بدءا بالنصاب ( جيار ) الذي ‏تحدثنا عنه سابقا وانتهاء بالحقيقيين منهم .. هذه الموهبة غير متاحة بضغطة زر ‏‏.. أحيانا تخرج وأحيانا لا .. إنها عنيدة كقط علمته حركة بهلوانية ويرفض أن ‏يؤديها إلا حينما يريد ذلك .. لكن بالنسبة للطفل الغرير كان الجواب واضحا .. لقد ‏خدعاه وما أكثر ما خدعاه !‏
خيبة امل عابرة ثم نسى كل هذا بذاكرة الأطفال التي لا تحتفظ بأي حدث أكثر من ‏خمس دقائق ، وسرعان ما انضم إليهما يبحث عن لعبة جديدة ..‏
وقالت ( فاتن ) لـ ( ممدوح ) :‏
ـ" الواقع أننا أحمقان .. مرة واحدة لا تكفي للحكم .. ربما ـ بعد كل شيء ـ هو لا ‏يملك هذه الموهبة .. لقد أحسنا التصرف !"‏
عرفت هذا كله فيما بعد ..‏
‏*** ‏
الشارع ده رحنا فيه المدرسة ..‏
إللي باقي منه باقي ..‏
واللي موش باقي اتنسى ..‏
كنسوه الكناسين بالمكنسة ..‏
بدموع لحظة أسى ..‏
أنا برضه كمان نسيت ..‏
‏*** ‏
في الصباح كنا نذهب الى المدرسة .. الشارع العجوز الذي حفظ خطواتنا ألف مرة ‏‏..‏
مهما كان رأيك في المدرسة فلا شيء يوحي بالسلام والاستقرار أكثر من منظر ‏تلاميذ ذاهبين في الصباح الى المدرسة .. لوحة اسمها ( الغد ) ..‏
على هذه الناصة ينتظرنا (ممدوح ) .. بينما يكون ( عماد ) و ( مدحت ) معي .. ( ‏عماد ) يمسك بيد ( عبير ) الصغيرة المشاكسة .. بعد قليل تظهر ( فان ) ببذلة ‏الإعدادي الكحلية من بعيد .. لا تقول شيئا لكنها تطلق سراح ( عاطف ) أخاها ‏الصغير ليجري لاحقا بـ ( ممدوح ) يستدير الأولاد مبتعدين بينما أتوقف لحظة ‏متظاهرا بأن رباط حذائي مفكوك.. الحقيقية أنني أنحي لأفكه واربطه ثانية الى ان ‏تظهر ( إلهام ) قادمة من الشارع المجاور .. بشعرها القصير ( آلاجارسون ) الذي ‏يترجمه العقاد بـ ( الغلامة) ويترجمه طه حسين بـ ( المسترجلة ) .. نظرة عابرة ‏تشعرني أن الكون بخير والأفلاك بحالتها ثم أستدير لألحق بالأولاد ، بينما تتأبط ( ‏إلهام ) ذارع ( فاتن ) وترحلان نحو عالمهما القصي البعيد .. مدرسة البنات حيث ‏تجلس صانعات الأحلام معا ، بينما نحن هنا في مدرسة الأولاد نضرب بعضنا حتى ‏الموت ، ونتمرغ في الرمال ، ونتبادل الشتائم طيلة الوقت ..‏
في هذا الصباح أدركت ان ( فاتن ) ليست على ما يرام .. وجهها يبدو كبطن ضفدع ‏تم وضعه فوق المقلاة .. هذه الفتاة لم تنم على الإطلاق ..‏
لم أكن اعرف انها على هذا الحال منذ شهر .. والسبب أن أخاها الصغير ( عاطف ) ‏ما زال يشاركها حجرتها .. و ( عاطف ) ينام مبكرا بينما تظل هي ساهرة تراقب ‏أشياء غريبة تحدث ..‏
الدمى التي تدير رأسها حينما لا تنظر نحوها ..‏
هل هذا شيء صحي ؟
المقاعد التي تزحف على ارض الغرفة ببطء شديد لكن بما يكفي لإحداث صوت .. ‏هل هذا انسب الأجواء للنوم ؟
وماذا عن الأقلام التي تتدحرج من على المكتب في الرابعة صباحا ؟ ‏
وماذا عن ...‏
الحقيقة إنها كانت تعيش اسود ليالي حياتها ومعها حق ..‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 17-12-05, 11:47 PM   المشاركة رقم: 280
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



‏3


الشارع ده شفتك وانتي ماشية فيه ..‏
لابسة جينز وبلوزة وردي وعاملة ديل حصان وجيه ..‏
اتجاهك ف اتجاهي مشينا في ..‏
والشارع ده ضباب وتيه ..‏
بس لازم نستميت !‏
‏*** ‏
بعد مرور بضع ليال قررت ان تخبر أمها ..‏
الأم لم تصدق حرفا بالطبع .. لكنها قرت ان تدخل الغرفة عدة مرات في تلك الليلة ، ‏ولم تكن متأكدة مما إذا كانت ( فاتن ) نائمة أم لا ، لكنها كانت متأكدة من ( عاطف ‏‏) .. وقد وقفت بعض الوقت تتشمم الهواء وتنظر للأشياء ثم غادرت الحجرة ..‏
بعد ساعة أخرى شعرت بقلق فنهضت ..‏
وعلى باب الحجرة سمعت ذلك الصرير المميز لشخص يمشي على الأرض الخشبية ‏‏.. إنها ( فاتن ) بلا شك ذاهبة إلى الحمام .. انتظرت ثم فتحت الباب ودخلت .. ‏الصغيران نائمان كما هما .. لكن ..‏
من اين يأتي هذا الصوت بالضبط ؟
كان المقعد الخشبي الذي تدرس عليه ( فاتن ) يمارس عملا غريبا بعض الشيء .. ‏كان يتسكع ! بكل استهتار ووقاحة المتسكعين يتواثب على رجل واحدة .. قليلة هي ‏المقاعد قليلة الحياء لهذا تعتبر رؤية أحدها شيئا مرعبا ..‏
طبعا ما تراه الأم ليس سوى ظاهرة ( بولترجايشت ) .. والتي يعتقد العلماء أنها ‏نوع من التحريك عن بعد يتم لا إراديا ، لكن من أين لها بـ ( رفعت إسماعيل ) ‏ليخبرها بهذا ؟ إنه الآن في داره مجرد مراهق تعس ينام حالما بعلقة من مدرس ‏من الجغرافيا غدا ، لأنه لم يرسم خارطة آسيا في الكراس ..‏
هكذا أطلقت الأم صرخة لا بأس بها أبدا وأضاءت الضوء ..‏
وفي اللحظة التالية استقر المقعد في براءة على أرجله الأربع ..‏
ونظرت الأم إلى الفراش لتصاب بالهلع من جديد ..‏
كانت ( فاتن ) مستيقظة مفتوحة العينين ، وقد جذبت الملاءة إلى ما أسفل عينيها ‏بالضبط .. وقالت همسا :‏
ـ" هل رأيت ؟ هل تصدقين الآن ؟ "‏
وينظر الأب كعادة الآباء .. جسما عملاقا في منامة من الكستور المخطط بالطول ، ‏وشعرا منفوشا ووجها معكر المزاج .. جبلا من المسئولية والحماية .. والغيظ !‏
ـ" هل جننت حتى تصرخي بهذا الشكل ؟"‏
تكلمت الأنثيان في آن واحد :‏
ـ" المقعد يتحرك من دون ان يلمسه أحد !"‏
هرش الأب رأسه مرتين ثم أعاد السؤال في تؤدة :‏
ـ" المقعد ماذا ؟"‏
ـ" يتحرك ! "‏
كان يعرف أن زوجته هستيرية لكن ليس إلى هذا الحد ، أضف لهذا أن ( فاتن ) ‏كانت ثابتة الجنان إلى حد مخيف .. إلى درجة أنها كانت تذكره بأمه هو شخصيا ..‏
هكذا طلب من الأم ان تتلو بعض آيات القرآن ، وان تبقى الضوء طيلة الليل .. وقدر ‏أن هذا لم يحدث على الأرجح ، وإن حدث فلن يتكرر ..‏
لكن الأمر تكرر في الليالي التالية ، واضطر الاب الى تغيير غرفة الأطفال .. كلا لم ‏تكن حالته المادية تسمح بترك البيت طبعا .. على أن الاشياء المتحركة اقفت أثر ‏الطفلين الى الغرفة الجديدة التي كانت مخصصة لاستقبال الضيوف .. ويبدو أنه ‏جلب أكثر من شيوخ تكلموا عن جني يكمن في الغرفة ويريد النيل من الأطفال .. لا ‏بد أن الكثير من النمل الأحمر والهداهد اليتيمة قد لقت حفتها من اجل هذا ، ولا بد ‏ان اكثر من حجاب كتب بدم الغزال قد استعمل .. طبعا بدون نتائج ثورية ..‏
على كل حال انتهت المشكلة خلال عام ..ونسيها الجميع ..‏
‏*** ‏
لم أدخل طرفا في القصة إلا في يوم 12 إبريل ..‏
كان هذا عيد ميلاد ( عاطف ) .. إن بلوغ الطفل تسعة أعوام لحدث بالغة الأهمية ‏حقا ، وكما تقول أغنية الأطفال الأجنبية : " انا لست حتى في الرابعة .. بل إنني ‏اكبر من اربعة اعوام ونصف .. انا في الخامسة من عمري !" هكذا كان ( عاطف ) ‏يشعر بفخر بالغ باعتباره اول من حقق هذا الإنجاز في التاريخ ..‏
كان ابوه واضحا في أنه لن يسمح إلا لرفاقه في الصف بالحضور لكنه اصر على ‏ان يحضر الأولاد الأكبر ( عماد ) و ( مدحت ) و ( رفعت ) و ( ممدوح ) .. إنه ‏يذهب معهم الى المدرسة يوميا ويحبهم .. دعك من فخر الأطفال بأنهم يعرفون من ‏هو أكبر سنا ..‏
هكذا صارت تعليمات الأب اكثر وضوحا .. ( فاتن ) لن تشارك في الحفل .. لو ‏اقتصر الأمر على زملاء ( عاطف ) الأطفال فلا مشكلة .. كان يخاف الفتيان خاصة ‏المراهقين منهم .. هؤلاء الأوغاد بشواربهم غير النامية والحبوب في وجوههم ‏وأصواتهم الشهوانية الخشنة .. إنهم شياطين يدارون ذيولهم في سراويلهم ، ولو ‏أغمضت عينك لحظة لسبل أحدهم عينيه وتظاهر بأنه يحب ( فاتن ) ، وعندها ‏يمتلئ درج الفتاة بالمراسلات العاطفية وترسب في الدراسة ثم تنحرف وتعاقر ‏الخمر .. كان من الآباء الذين يعتبرون الابنة خطرا داهما الى ان تتزوج ..‏
هكذا تم ترتيب الحفل .. سيكون حفلا للذكور فقط ..‏
وبدأنا الوصول .. لم اكن من الطبقة التي تقيم أعياد ميلاد ، ولم اكن قد حضرت ‏الكثير منها ، وقد أعطاني خالي بعض المال لابتاع كرة صغيرة لـ ( عاطف ) حتى لا ‏ادخل خالي الوفاض وسط أولاده .. كنت فقيرا كالفقر نفسه لكني ـ اشهد ـ لم اشعر ‏بلك بشكل جدي قط بسبب خالي ..‏
‏( عبير ) انسحبت الى الداخل لتلقى ( فاتن ) و( إلهام ) والأم ..‏
وتبادلت نظرة مع ( ممدوح ) .. نحن نفهم بعضنا .. كلانا يوجد جزء من قلبه ‏بالداخل .. ( إلهام ) بالنسبة لي و ( فاتن ) بالنسبة له ..‏
وجاء وقت إشعال الشموع .. تسع شموع تنتظر أن نشعلها..‏
جاء والد ( عاطف ) بعلبة ثقاب .. ثم أشعل عودا و ...‏
أمام عيوننا المذهولة راحت الشعلة تنتقل من الشمعة الأولى .. إلى الثانية .. ‏فالثالثة ..‏
لم نقل شيئا ..‏
لم يستطع أحدنا أن يفتح فمه ..‏
المشهد يفوق أية قدرة على الكلام ..‏
لو شئت أن اقرب لك المشهد فتخيل رجلا خفيا يمسك بعود ثقاب خفي ويشعل به ‏شمعة تلو الأخرى ..‏
وحين اشتعلت الشموع التسع شهق الجميع في رعب ..‏
ـ" بسم الله الرحمن الرحيم !!"‏
ـ" هذا سحر !!"‏
هنا قال الأب بلهجة عامية ، عرفت فيما بعد أنها الطريقة التي قرر بها أن يتحاشى ‏الذعر وإفساد الحفل وربما الفضيحة كذلك :‏
ـ" هذه لعبة سحرية .. أنا وحدي أعرف سرها ! ربما اعلمها لكم فيما بعد .. والآن ‏هلا نفخت الشموع وأنهيت هذا السخف يا ( عاطف ) ؟"‏
وبدا في عبارته الأخيرة نفاد صبر يوشك على أن يستحيل صراخا ..‏
ونفخ ( عاطف ) الشموع في حماسة فساد الظلام .. هنا أضيئت الأنوال .. كل هذا ‏جميل ..‏
لكن من فعلها بينما نحن جميعا هنا والنسوة في غرفة أخرى ليس فيها مفتاح النور ‏؟ ‏

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 08:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية