لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


*&* قصـــــص ما ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

تبعا لطلب علاء (( قصص ما وراء الطبيعة وسلسلة القصص الطويلة في هذا المضمار )) فسوف يتم تخصيص هذه الصفحات لنقل القصص الطويلة التي خطتها انامل متخصصون في

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-05, 12:59 PM   6 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Thumbs up *&* قصـــــص ما ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

 


تبعا لطلب علاء (( قصص ما وراء الطبيعة وسلسلة القصص الطويلة في هذا المضمار ))
فسوف يتم تخصيص هذه الصفحات لنقل القصص الطويلة
التي خطتها انامل متخصصون في هذه النوعية من تلك الكتابات
وسوف اعرض في هذه الصفحات الروايات التالية :

(( سلسلة رجل المستحيل ـ للانترنت ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : د/ نبيل فاروق

تدرو احداث هذه السلسة :
(أدهم صبرى)..ضابط مخابرات مصري يرمز له بالرمز (ن-1)..حرف (النون)،يعنى انه فئة نادرة أما الرقم (واحد ) فيعني انه الاول من نوعة هذا لان ادهم صبري رجل من نوع خاص ..فهو يجيد استخدام جميع انواع الاسلحة وهذا بالإضافة إلى إجادته التامة لست لغات حية وبراعته الفائقة في استخدام أدوات التكر(والمكياج) غلى جانب مهارات أخرى متعددة لقد اجمع الكل على أنه من المستحيل أن يجيد رجل في سن (أدهم صبري)كل هذه المهارات.. واستحق عن جدارة ذلك اللقب الذي أطلقته عليه إدارة المخابرات العامة لقب(رجل المستحيل)

====================
((سلسلة ملف المستقبل ـ للانترنت ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : د/ نبيل فاروق

تدرو احداث هذه السلسة :
فى مكان ما من أرض ( مصر ) , وفى حقبة ما من حقب المستقبل , توجد القيادة العليا للمخابرات العلمية المصرية , يدور العمل فيها فى هدوء تام , وسرية مطلقة , من أجل حماية التقدم العلمى فى ( مصر ) , ومن أجل الحفاظ على الأسرار العلمية , التى هى المقياس الحقيقى لتقدم الأمم .. ومن أجل هذه الأهداف , يعمل رجل المخابرات العلمية ( نور الدين محمود ) , على رأس فريق نادر , تم اختياره فى عناية تامة ودقة بالغة .. فريق من طراز خاص , يواجه مخاطر حقبة جديدة , ويتحدى الغموض العلمى , والألغاز المستقبلية .. انها نظرة أمل لجيل قادم , ولمحة من عالم الغد , وصفحة جديدة من الملف الخالد .. ملف المستقبل

==================

(( سلسلة ما وراء الطبيعة - للانترنت ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : د/ أحمد خالد توفيق

تدرو احداث هذه السلسة :
أنا الدكتور (رفعت إسماعيل) طبيب أمراض الدم المتقاعد الثرثار، الذي صدع رءوسكم على الورق بحكايات لا تنتهي .. واليوم هو يصدع رءوسكم على شبكة الإنترنت .. لا أعرف حقاً لكني من طراز قديم جداً.. كلاسيكى جداً.. أؤمن أن ما تعلمته كاف حتى هذه اللحظة، ولم يعد في عقلي متسع لشيء جديد مثل تلك الصناديق البلاستيكية التي يسمونها (كمبيوتر).. ما زلت أجد من الغريب أن يحفظ المرء أسراره وحساباته على شكل إلكترونات.. أو أسلوب (شحنة - لا شحنة) المميز للغة الثنائية Binary.. شحنة قد تمحى فتمحى أسرارك أو تبقى فيطالعها آخرون .. على كل حال ما طُلب مني بسيط .. أنا أحكي القصة، وهناك أصدقاء سيحولون هذه الكلمات إلى شحنات تنتقل عبر أسلاك الهاتف في الفضاء (السايبري).. لا فارق عندي .. أنا إذن احكي بالطريقة العتيقة .. لو كنت في كهف لحكيت قصتي بالإشارة، ولو كنت في سوق (عكاظ) لحكيت قصتي سرداً، ولو كنت في شلة (بلزاك) الباريسية لحكيت قصتي كتابة بريشة أنيقة.. المهم أنني أحكي وانتم تقرءون .. إن هي إلا بضع ساعات نقضيها معاً فدعونا نستمتع بها، ودعونا لا نضيعها في هذه التفاصيل الصغيرة .. أعتقد أنني سأحكي الليلة أسطورة القادم ليلاً.. لماذا هي بالذات ؟.. لأنها تتحدث عن رجل قدم ليلاً.. حسبت هذا واضحاً.. إن القادمين ليلاً نادرون، ودائماً ما تكون ثمة أسباب وجيهة لقدومهم .. بعضها مثير .. وبعضها طريف ..وبعضها مرعب ..

========================

(( سلسلة فانتازيا _ للانترنت ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*


اسم الكاتب : د/ أحمد خالد توفيق
تدرو احداث هذه السلسة :
(عبير عبد الرحمن) مخلوقة عادية إلى حد غير مسبوق .. إلى حد يخطف الأبصار..إنها الشخص الذي نتمنى ألا نكونه حين نتحدث عن أنفسنا .. الشخص الذي لا يتفوق في الجمال أو القوة أو البراعة أو الذكاء.. لكن لابد من شيء ما يميزها وإلا لعاشت وماتت دون أن نسمع عنها .. ثمة أبطال قصص يمتازون بالقوة .. ثمة أبطال يمتازون بالذكاء الخارق ..ثمة أبطال يمتازون بالحظ العاثر.. ثمة أبطال يمتازون بأنهم لا يمتازون بشيء .. ويبدو أن (عبير) من هذه الفئة الأخيرة .. في نقطة واحدة تفوقت (عبير) علينا.. إنها تملك ذلك الخيال الشاسع بحجم المحيط، وتملك فكرة عن أكثر العوالم الخيالية التي أبدعتها قريحة الأدباء والفنانين والسينمائيين ومصممي الألعاب، كما أنها امتلكت ذلك الجهاز الغريب الذي يولد الأحلام، والذي لا يصلح إلا لها في الواقع، وبهذا غدت أول مخلوق بشري يستطيع ارتياد تلك العوالم الساحرة، بل يشارك فيها كذلك ..ومن البديهي أن (عبير) صارت تنتمي لـ (فانتازيا) اكثر مما تنتمي لعالمنا .. وبالنسبة لها لم تعد مشاكل الواقع إلا منغصات تتخلل فترات الحلم الأكبر الدائم في (فانتازيا)... إن (عبير) كريمة النفس، لهذا لن تتركنا هنا وحدنا مع واقع لا يتغير .. سوف تصحبنا معها .. سوف نعبر معها عالم المرآة الساحر مثلما فعلت (أليس) يوماً ما .. سوف تقابل ـ ونحن معها ـ العبقري المخيف (دستويفسكي) وتجلس في مجلس واحد مع (أرشميدس) و(الخوارزمي) و(أينشتاين).. سوف يشرح لها (فرويد) نظرياته وهو يدخن غليونه الذي أصابه بالسرطان .. سوف تمشي مع (أفلاطون) في بستان مدرسته .. ستحلق مع (طرزان) فوق قمم الأشجار السامقة، وتثب مع الرجل العنكبوت من فوق ناطحات السحاب .. ربما تخدعها الساحرة الشريرة كي تلتهم التفاحة، أو تهدد المقصلة عنقها، ولربما تضع قدميها على تربة المريخ الحمراء، أو تغطس في كرة أعماق الدكتور (بيب).. ربما تفتح قبر (توت عنخ آمون) أو تحارب جحافل المغول .. إنها (فانتازيا) حيث القواعد الوحيدة للعبة هي: لا قواعد .. وحيث الحدود الوحيدة لرقعة الخيال هي: لا حدود .. إن جرس المحطة يدق، والبخار يتصاعد من مدخنة القطار .. والمرشد الملول الذي يرشدها في أنحاء (فانتازيا) يقف نافد الصبر على باب القطار .. فلنتخذ مقاعدنا بسرعة .. لقد حان موعد قصة أخرى .....هذه المرة تقرؤها على شاشة جهاز الإنترنت .

===================


سلسلة ( سافاري ) للانترنت

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : د/ أحمد خالد توفيق
تدرو احداث هذه السلسة :
اسمي (علاء عبد العظيم)...أغلب الظن أن من اهتموا بالوصول إلى هنا يعرفونني فعلاً، لكني أفترض أن هناك من لم يسمع عني قط .. حسن .. بما أن هذا لقاؤنا الأول على الإنترنت حيث تقرأ القصة للمرة الأولى على الشاشة وليس بين صفحات كتاب، فإن الأمر يتطلب احتفالاً صغيراً: سأتكلم عن نفسي ! وحدة (سافاري) هي البطل الحقيقي لهذه القصص، و(سافاري) مصطلح غربي معناه (صيد الوحوش في أدغال أفريقيا) وهو محرف عن لفظة (سفرية) العربية .. لاحظت أن أكثر الأصدقاء يضيفون حرف ألف بين الراء والياء لتتحول الكلمة إلى (سافاراي).. لا أعرف في الحقيقة سبب هذا الخطأ، لكنه خطأ شائع شبيه بتلك الألف الشيطانية التي تظهر بعد واو ليست واو جماعة على غرار (أرجوا الهدوء). ولو كنت ترغب في معرفة النطق الغربي للفظة (سافاري) فلتتخيل أنها (صفري) بفتح الصاد والفاء .. وحدة (سافاري) التي نتكلم عنها هنا لا تصطاد الوحوش ولكنها تصطاد المرض في القارة السوداء، وسط اضطرابات سياسية لا تنتهي وأهال متشككين وبيئة لا ترحم.. الوحدة دولية لكن بطلكم الفقير المعترف بالعجز والتقصير شاب مصري عادي جداً، فقط وجد كثيراً من عوامل الطرد في وطنه فانطلق يبحث عن فرصة في القارة السوداء .. انطلق يبحث عن ذاته .. هناك وجد التقدير .. وجد المغامرة .. وجد الحب..الطبيبة الكندية الرقيقة (برنادت جونز) التي صارت زوجتي .. ثم هناك الفيروسات القاتلة والقبائل المعادية والمرتزقة الذين لا يمزحون، والعلماء المخابيل وارقي الأعضاء .. هناك من العسير أن تجمع شيئين: أن تظل حياً وتظل طبيباً.. لكنك تحاول .. في كل يوم تحاول .. هذه المحاولات هي ما أجمعه لكم وأقصه لكم في شكل قصص .. وقصصي هي خليط عجيب من الطب والميتافيزيقا والرعب والعواطف والسياسة ..! لا أعرف إن كان هناك مجنون آخر قد جرب أن يصب هذا الخليط في كئوس ويقدمها لكم، لكني لم ألق هذا المجنون بعد إلا في مرآتي .. تعالوا نبدأ وسنفهم كل شيء .....

======================

(( سلسلة وجه الحقيقة ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*


اسم الكاتب : د/ تامر إبراهيم
تدرو احداث هذه السلسة :
وجه الحقيقة هل تساءلت يومًا عن ما هو الوجه الحقيقي للحقيقة ؟! .. البعض رأوا هذا الوجه و عادوا ليقصوا علينا ما رأوه , و في هذه السلسلة سنعيش معًا الأحداث المثيرة لهؤلاء الأشخاص , و سنعرف الثمن الذي دفعوه ليعرفوا الوجه الحقيقي .. للحقيقة

=====================

(( اوديسا الرعب ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*


اسم الكاتب : د/ تامر إبراهيم
تدرو احداث هذه السلسة :
رواية من فصول تدور في عوالم الرعب النفسي .. لا ينصح بها للفتيات و لا لمن هم دون الثامنة عشر , و هذا تحذير حقيقي

====================

(( سلسلة جانب مظلم ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : د/ محمد سليمان
تدرو احداث هذه السلسة :
محامي و كاتب قصص رعب ... و قضية واحدة لها جانبان مختلفان .. أحدهما غريب خطر و الآخر .. جانب مظلم .. بالإشتراك مع الدكتور / مع الدكتور تامر ابراهيم


=====================

(( رجل الالغاز ))

*&* قصـــــص ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&*

اسم الكاتب : أ/ شريف شوقى
تدرو احداث هذه السلسة :
من هو رجل الألغاز ؟ إنه نبيل عزمى ضابط المباحث الجنائية الذى اشتهر بالذكاء الحاد والقدرة الفائقة على التحليل والاستنتاج فى حل أصعب القضايا الجنائية وأكثرها تعقيداً.. حتى أصبح يلقب برجل الالغاز.. وذلك لبراعته فى كشف الجرائم الغامضة والقبض على اعتى المجرمين وأذكاهم.. .. وفى كل عدد من أعداد هذه السلسلة سنعيش مع لغز لجريمة غامضة وأحداث مثيرة.. وعليك عزيزى القارئ أن تستخدم عقلك وذكاءك وأنت تقرأ أحداث هذه الروايات الشيقة، لتشارك فى حل هذا اللغز مع رجل الالغاز نبيل عزمى.
=================

يلا علاء اختار ابتدي اباي وحدي
مع العلم انو رايحه انقلهم بعد ما اكتبهم لانو ما فيهم خاصية النقل
ههههههههههههههه
تقبلوا مني فائق التحية ،،،

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  

قديم 17-10-05, 03:04 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

yeeeeeeeeeeeesssssssssssssssssssssssssssslllllllllllllllllll lllllllllllllllllaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaammmmmmmmmmmmm mmmmmooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo ooooooooooooooooooooo


hehehehehehe

aham eshi ref3at esma3eel el 3aha loooooooooooooooool

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 18-10-05, 02:00 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


اوكي علاء بما انك الضاهر مهتم بالدكتور رفعت اسماعيل الختيار
بهالحالة رايحه انتقي رواية من سلسلة روايات ما وراء الطبيعة للدكتور
احمد خالد توفيق والذي كان يحمل تلك الشخصية
في رواياته التي قام بكتابتها
وهي " اسطورة العلامات الدامية "

على فكرة هالروايات رايح يتم كتابتها حرفيا من الصفحات الورقية
التي تقاطرت بها احرف الكاتب مباشرة .
وان شاء الله بعطيها حقها في النقل الصحيح .
==================

أسطورة العلامات الدامية ‏
‏(( ما وراء الطبيعة ))‏
روايات تحبس الأنفاس من ‏
فرط الغموض والرعب والإثارة ‏
د. أحمد خالق توفيق ‏
تمهيد ‏
منذ العام 1960 لم يستيقظ عم ( جلال ) لصلاة الفجر .. وهذا لسبب بسيط ‏جدا هو انه لم ينم قط قبلها ..‏
في ذلك الشارع الضيق الصغير كان الضوء الوحيد ينبعث من بقالته ، ‏وكان هو المكان الوحيد في العالم بالنسبة لسكان الشارع على الأقل الذي ‏تستطيع ان تبتاع منه علبة سردين او شاي او تبغ بعد الثانية صباحا ..‏
إنه مكان دافئ آمن يشبه الفنار للسفن الضالة .. هناك سوف تقترب لتجده ‏جالسا وسط المحل بين البضائع ..‏
موقد الكيروسين بدفئة الجميل وصوته العذب في ليالي الشتاء . والبطانية ‏على كتفيه وصوت ( أم كلثوم ) ينبعث من ذلك المذياع العتيق المربوط ‏بالحبال ..‏
سوف تقف عنده متلذذا بذلك الشعور : ظهرك يرتجف من الصقيع ‏ووجهك ينعم بالدفء .. شعور يبعث فيك القشعريرة مع رغبة عارمة في ‏ان تدخل لتنام بالداخل ، لكن هذا مستحيل لأن المحل ضيق جدا .. وقد ‏رتب هو كل شيء بحيث لا يضطر الى النهوض ابدا ..‏
لكن بقالة عم ( جلال ) من الموضع النادرة في العالم التي تجعلك تشعر ‏بأن الحياة تستحق ان نحياها .. وقد قالت زوجة من ساكنات الشارع :‏
‏-‏ ‏" لو صحوت يوما فوجدت ان هذا الرجل مات ، لشعرت بان العالم ‏قد انهار .. "‏
‏-‏ الرجل نفسه عجوز باسم لم يترك مرضا في كتب الطب الا اتخذه ‏لنفسه كما يقتني هواة النفائس مقتنياتهم ، والى حد ما كنت تشعر ‏بانه يفخر بأمراضه هذه .. انه يحدثك باعتزاز عن النقرس ويحدثك ‏بفخر عن الروماتزم ويحدثك بكبرياء عن داء السكري .. ولو كان ‏ذا ثقافة طبية لاتخذ مرضا غريب الاسم مثل ( التهاب الحيزوب ) او ‏‏( الانسكاب البلوري ) ليضمه لمجموعته ..‏
‏-‏ هكذا يظل الرجل في متجره وحيدا لا تعرف فيما يفكر ولا أية ‏ذكريات يجترها ، ثم يتعالى صوت الأذان من زاوية قريبة فينهض ‏‏.. معجزة ان تراه ينهض كأنك ترى احد ديناصورات ( راي هارى ‏هاوزن ‏Haussen ‎‏) المتخشبة في أفلامه القديمة .. حتى توشك ان ‏تبكي تأثرا لرؤية هذه المعجزة ..‏
‏-‏ إنه يغلق المتجر .. يمشي الى المسجد وهو يردد الأدعية بصوت ‏خفيض .. يؤدي الصلاة ثم ينصرف الى داره .. إنه يعيش بلا ولد ‏مع زوجة عجوز مثله في شقة ضيقة بذات الشارع ..‏
هكذا لن تراه ثانية إلا بعد صلاة الظهر ..‏
أعترف أنني كنت أهيم حبا بهذا المتجر وهذا الرجل .. ‏
بالنسبة لوطواط حقيقي مثلي كنت بحاجة الى شخص مثله ..‏
وهكذا كنت أحيانا استقل سيارتي وسط شوارع المدينة المظلمة الغافية ‏حتى اصل الى هذا الشارع .. وهناك أتوقف عنده وأبتاع شيئا او شيئين ‏لا حاجة لي بهما ، وأتبادل معه كلمات عن ( أم كلثوم ) وعن البرد ‏وعن داء السكري .. لا بد من ان يسألني عن دواء ما لشيء ما ، ‏فأكتبه له على قصاصة ورق .. وانا اعرف يقينا انه لن يبتاع هذا ‏الدواء وأن القصاصة ستضيع خلال خمس دقائق .. ‏
أرمق بشفقة وجهه العجوز الطيب المريض ، ويخطر لي ان هذا الرجل ‏كان طفلا يوما ما وكانت له ام تعلمه المشي وتبدل ثيابه .. كان شيئا ‏نضرا عزيزا . أما اليوم فموته حدث مؤسف لا أكثر . سوف ننساه بعد ‏دقائق ..‏
احيانا كنا نتبادل السعال لا اكثر ، اعترف ان هذه كانت من أعمق ‏المحادثات التي سمعتها في حياتي ..‏
احاينا كنت اقف صامتا لأصغي في تهيب لصوت موقد الكيروسين الذي ‏اعتقد انه يجب ان يضم الى السيمفونيات العالمية .. وأداري اسئلة ‏عديدة .. من اين يبتاعون هذا الاختراع الساحر ؟ كيف يشعلونه ؟ من ‏اين يبتاعون الكيروسين وانا لم ار بائع كيروسين في شارعنا منذ 86 ‏سنة ؟
ثم انصرف وانا اتنهد .. نعم .. اعترف انني احب هذا الرجل بجنون ..‏
‏*** ‏
في ذلك اليوم نهض الرجل كعادته ليقصد المسجد ..‏
اغلق المتجر .. وبدأ زحفه البطيء المتثاقل الى الزاوية في نهاية ‏الشارع .. هناك منعطف بعدها يصل .. والطقس بارد يجعله يلتف اكثر ‏بذلك المعطف الصوفي العتيق ويحكم التلفيعة أكثر حول عنقه .. إنه ‏يتوضأ في المتجر دوما بماء قام بتدفئته لأنه لن ينزع هذه البطانية أبدا ‏إلا في داره .. ‏
لنا الآن ان نتصور الشارع الضيق الصموت .. هناك كلب ضال او ‏كلبان يلتهمان شيئا في لفافة تخلص منها أحد الجيران .. ثم يعوي قط ‏في مكان ما وقد أصابه الهلع فتنطلق الكلاب كالبرق خلفه ..‏
إضاءة عامود النور الخافتة .. المتاجر والمطعم التي تعج بالصخب ‏صباحا وهي الآن غافية كالبشر تماما ..‏
جو يثير الخيال لكن من قال إن عم ( جلال ) يملك أي قدر من الخيال ؟ ‏مناخ يبعث التوجس .. لكن من قال إن الرجل يخشى شيئا ؟ من يرد ‏شيئا من رجل عجوز مثله فيفعل .. لو قتلوه لاختصروا عذاب ‏الشيخوخة .. ولو سرقوه فلا يعنى هذا اكثر من ضياع جهد يومين ..‏
هكذا يواصل مسيرته التي تستغرق عدة قرون نحو المنعطف ..‏
ولكن ما هذا الصوت ؟ هل هي بومة؟ ‏
إ ج ج ج ج ت ت ت و و و ش ش ش ش ش ش !!‏
لا .. ليست بومة .. إنه اقرب الى صوت شخص يئن .. لكن من الذي ‏يصدر صوتا كهذا عندما يئن ؟ ‏
إ ج ج ج ج ت ت ت و و و ش ش ش ش ش ش !!‏
إن اصوت يأتي من مدخل تلك البناية العتيقة التي تحرس زاوية ‏الشارع .. بناية من طابقين نخرين لا يميزها شيء .. لكن الصوت ‏يخرج منها بالذات ..‏
هكذا اقترب أكثر ونظر عبر المدخل بعينين لا تريان ..‏
وهتف بصوته الواهن : ‏
‏-‏ ‏" يا أهل الله !" ‏
لا احد يرد ..‏
عبث في جيب المعطف حتى وجد علبة الثقاب .. يحملها معه دائما ‏برغم انه لا يدخن .. لأنه يشعل سجائر الزبائن الذين يقفون يثرثرون ‏معه .. شليك ! اشتعل العود ..‏
وعلى الضوء المتراقص مد عنقه يتفحص المدخل .. سلحفاة عجوز ‏تطل من درقتها في شك ..‏
وعلى الفور أدرك انه يرى لك السد الراقد على الأرضية .. جد بشري ‏تحيط به بركة صغيرة من الدماء .. ودنا أكثر وقلبه يتواثب بين ‏ضلوعه فرأى المشهد بشكل أوضح لكنه لم يتبين شيئا ذا بال .. عندما ‏نخاف لا نبصر التفاصيل .. فقط نأخذ انطباعا عاما ..‏
ونظر الى الجدار فوجد ان الدم قد تناثر عليه ..‏
وفي ضوء اللهب الراقص استطاع ان يقرأ كلمة كتبت بالدم وبوضوح ‏شديد : ‏
عباس ‏
عند هذه اللحظة كان قلبه قد تحمل الكثير جدا .. إنه ذلك الأمل العاصر ‏الذي يجتاح عظمة القص ويتسلل الى كتفه اليسرى .. سقط العود من ‏يده ..‏
واستند الى الجدار شاعرا بالخطر ..‏
قلبه الذي تحمله خمسة وستين عاما يوشك على ان يعلن الإضراب ..‏
فتح فمه وأطلق بصوته الواهن أعلى انين استطاع ان يصدره ..‏

الجزء الأول ‏
العلامات الدامية ‏
وهذا القاتل ـ ككل القتلة المتسللين في الواقع ـ يحب ان يترك شئا يدل ‏على خططه او يدل عليه .. نحن لم نعتد هذا الطراز من القتلة في مصر ‏، لكنهم في الخارج يعرفون هذه الأساليب جيدا .. لديهم مثلا ( زودياك ‏‏) الذي كان يرسل بطاقات لرجال الشرطة وم اإلى ذلك . . يقولون إنها ‏تتجاوز رغبة التفاخر الطفولي .. إنها رغبة مأسوشية في عقاب الذات ‏، ورغبة في أن يضبط .. أرى أنه يقدم بنفسه للشرطة الخيط الذي ‏يقود إليه .
‏-1-‏
تقول ( فاتن ) : ‏
‏-" بابا يعمل فلا تضايقاه .. "‏
تقول ( فاتن ) : ‏
‏-" بابا عبقري .. هذا هو كل شيئ "‏
تقول ( فاتن ) : ‏
‏-" بابا من العلماء الذين تسمعان عنهم .. " ‏
تقول هذا كله لــ ( رامي ) و ( نهى ) ، فتتسع عينا الطفلين في رهبة ‏ويقرران لا يضايقا اباهما ابدا .. طبعا يبران بهذا القسم ربع ساعة او ‏اقل .. ثم ينتصر شيطان الطفولة ويعودان للصخب .. كان هذا يذكرها ‏بمدمن المخدرات الذي يقسم على التوبة ، فقط الى ان ينخفض مفعول ‏المخدر في دمه ..‏
كانت (فاتن ) تقول هذا لأنها تؤمن ان على الأطفال أن يفخروا بأبيهم ، ‏وكانت تضفي على وجهها كل إمارات الصدق والتهيب ، حتى يقتنع ‏الطفلان ..‏
لكنها حينما كانت تنفرد بنفسها كانت تدرك انها بالغت قليلا .. هي ‏بالفعل لا تستطيع الاعتقاد بان ما يقوم به ( زكي ) بهذه الأهمية ..‏
كان يستيقظ من نوم العصر في السادسة مساءا ، ويقف لحظة أمام ‏باب غرفة النوم يحك شعره المجعد الذي انتثر حول رأسه نصف ‏الأصلع ، ثم يتثاءب كأفراس النهر .. ويتجه الى الحمام .. بعد دقائق ‏يجلس في الصالة يرمق المكان بعينين لا تريان وعلامات النعاس تبدو ‏على كل شيء فيه .. ثم يقول لها بلهجة متعبة آمرة : ‏
‏-" القهوة يا ( فاتن ) .. " ‏
فتهرع الى المطبخ لتعد له القهوة السادة التي يحبها .. تعود له بالقدح ‏فيرتشف منه في وقار وتؤدة ، ثم يضعه جانبا ويقول عبارته الشهيرة ‏‏: ‏
‏-‏ ‏" شكرا يا ستي " ‏
ثم ينهض متثاقلا الى غرفة المكتب .. بعدها ينغلق الباب وتمر ‏الساعات تلو الساعات دون أن يخرج .. وفي العاشرة مساءا تدق ‏الباب لتضع أمامه صحيفة عليها بعض شطائر الجبن ، يلتهمها حيث ‏جلس على الأرض في الغرفة وحوله تتناثر أوراق عتيقة جدا .. سبب ‏جلوسه على الأرض هو نه لا مكان لهذا كله على المكتب ..‏
يلتهم الشطائر ثم يطلب القهوة من جديد ويسأل عن الأطفال .. لقد نام ‏الصغيران طبعا ..‏
تجلس في الصالة تتابع التلفزيون بعض الوقت وتحاول أن تقنع نفسها ‏بأنها سعيدة .. وعند منتصف الليل تدخل فراشها وتنام ..‏
فقط تشعر به في ا لثانية صباحا يندس تحت الملاءات وهو يلهث بردا ‏وإرهاقا .. وبعد قليل يتعالى صوت شخيره ..‏
ليس شخيرا فقط .. أحيانا تسمعه يتكلم أثناء نومه لكنها لا تفهم على ‏الإطلاق ما يقوله .. أصوات مختلطة كزئير الدببة الغافية في بياتها ‏الشتوي .. لكنها تبعث في نفسها رعدة ما .. تقول لنفسها : صاحب ‏هذه الأصوات ليس نقي الضمير .. لا يمكن ان يكون نقي الضمير ..ثمة ‏شيء يثقل كاهله ..‏
وفي السادسة صباحا تنهض .. تعد الطفلين للمدرسة وتعد له الإفطار ‏والقهوة .. يرتدي بذلته ويحمل حقيبة الأوراق وينطلق الى العمل ..‏
إنه استاذ بالجامعة .. أستاذ تاريخ على وجه التحديد .. لا تعرف أي ‏تفاصيل أخرى ، لكنها تقنع نفسها بأنه عبقري وأنه يقوم بأشياء مهمة ‏جدا تجعلها لا تراه على الإطلاق .. ولا تعرفه على الإطلاق ..‏
كانت تحب بيتها بحق .. لهذا كانت على استعداد لقبول الكثير ، لكنها ‏كانت تتمنى ان تشعر بانها تملك شيئا في عالمه .. شيئا واحدا فقط .. ‏والأدهى انها لم تكمل تعليمها ، لهذا لم تستطع قط ان تفهم شيئا على ‏الإطلاق من عالمه .. إنها اشياء مهمة وكفى ..‏
وقد صارحت امها بهذا ذات يوم فقالت لها : ‏
‏-‏ ‏" انت مدللة .. هكذا شأن النساء .. يقضي الزوج جل يومه خارج ‏البيت فتملأ الدنيا صراخا .. يقضي جل يومه ي البيت فتشكو وتبكي ‏‏.. أحمدي الله على أنك تعرفين اين زوجك .. وتعرفين ما يفكر يه ‏بالضبط .. لو لم يهتم بتلك الأوراق لاهتم بالنساء الأخريات .. "‏
‏-‏ لكنها لم تر فارقا كبيرا .. وخطر لها ان زوجها لو اهتم بالنساء ‏الأخريات لبادلها على الأقل بشريا لا يفتقر للإحساس .. ذات مرة ‏سمعت في المذياع قصة راقت لها عن ( الفارابي ) – ام هو ( ‏الجاحظ ) ؟ ـ الذي سكبت حماته محبرته .. فلما سألها عن السبب ‏قالت له :هذه المحبرة اشد خطرا على ابنتي من ألف ضرة ..‏
سمعت هذه القصة فلم تستطع الا ان تنبهر بحكمة هذه المرأة ودقتها ‏في التعبير ..‏
‏***‏
‏ لعل القصة بدأت يوم الثلاثاء الاول من الشهر ..‏
إنه اليوم الذي يسافر فيه الى قريته كل شهر .. هي تعرف هذا لأنه ‏يصادف يوم إجازته .. وقد قررت في ذلك اليوم ان الوقت قد حان ‏لتنظيف الغرفة كما كانت تفعل دوما كل شهر .. مرة كل شهر .. هذا هو ‏أعلى معدل يمكن ان يسمح به ..‏
دخلت غرفة المكتب وراحت تزيل الغبار عن الأرفف والمكتب العتيق .. ‏ثم بدأت تجمع الأوراق المتناثرة ، وخطر لها ان هذه الأوراق عتيقة ‏حقا .. حاولت ان تقرأ الموجود لكنه كان بحروف لاتينية يمكنها ان ‏تقرأها لكنها لا تفهمها .. لكن هناك الكثير من الرسوم التخطيطية .. ‏ثمة دوائر مقسمة تخرج منها أسهم ونجوم واشياء لا يمكن فهمها ..‏
الشيء الغريب هو ان هذه الأوراق متسخة .. هناك من سكب عليها ‏قدحا من الشيكولاته الساخنة يوما ، والدليل هذه البقع البنية الواسعة ‏التي لا تمنع القراءة لكنها لا تجعلها سهلة ..‏
جمعت الأوراق قدر استطاعتها ووضعتها على المكتب .. ثمة شيء ‏وقع على الأرض فانحنت تلتقطه ..‏
آه ! هنا شيء مهم ..‏
صورة بحجم هذا الكتيب . . صورة فوتوغرافية بالابيض والأسود لفتاة ‏‏.هذه الصورة كانت بين الأوراق . و ( فاتن ) على قدر من الحصافة ‏لتعرف ان هذه فتاة حقيقية .. ليست مجرد موديل تم انتزاع صورتها ‏من مجلة ..‏
هكذا جلست ( فاتن ) الى المكتب وهي تشعر بان رأسها يوشك على ‏الانفجار .. فتاة جميلة هي .. شقراء .. على الأرجح هي أجنبية .. وها ‏هي ذي تنظر الى الكاميرا في نظرة متحدية قليلا كأنها تتوعد المصور ‏بالويل ، ومن خلفها يبدو جبل تغطى سفحه الأشجار وكوخ ريفي ‏أوروبي الطابع .. نعم .. لا شك في انها فتاة اجنبية ..‏
قلبت الصورة فوجدت كتابة بحروف لاتينية ما ، وبذلك الخط المائل ‏المتشابك الأنيق مستحيل القراءة الذي يوقع به الغريبون .. كانت على ‏الأقل تعرف كلمة ‏Love ‎‏ وقد أجهدت عينيها بحثا عنها فلم تجدها ‏لحسن الحظ .. لكن من أدارها ان هذه القملة إنجليزية ؟ ربما كانت ‏فرنسية او ألمانية ؟ ‏
ألمانية ؟ ‏
زوجها كان في تلك البعثة الى ( النمسا ) منذ عامين .. هي لا تعرف ‏اين توجد النمسا لكنها في ذهنها تختلط بألمانيا بشكل ما .. الأمور ‏واضحة إذن .. هذه الفتاة قد عرفها حينما كان في النمسا .. ولم يذكر ‏عنها حرفا . اما لماذا يحتفظ المرء بصورة بهذا الحجم لفتاة لا تعنيه ‏في شيء فأمر لا يعلمه إلا الله ..‏
راحت تنظر الى صورة الفتاة مدققة ، وفي كل لحظة تشعر بأنها ‏تعرفها أكثر فأكثر ..‏
وفي النهاية أعادت كل شيء الى مكانه وغادرت الغرفة ..وكان ذهنها ‏يعمل في حماس .. وقررت ان تسأله عنها عندما يعود .. الهجوم ‏المباشر خير وسيلة لان هذا سيفقده القدرة على التأليف .. سوف ‏يرتبك ثم يقول كل شيء ..‏
نظرت لصورته المعلقة في الصالة وقالت بصوت خافت : ‏
‏-‏ ‏" ما الذي رأته فيك ؟ صدقني .. لن تجد امراة اخرى في العالم تراك ‏جميلا سواي .. لن تجد امراة تقبل طباعك الغريبة المملة سواي.. ‏انا لا اعرف عنها حرفا لكني اعرف انها غير صادقة .. أية امرأة ‏تزعم انها معجبة بك هي كاذبة .. كاذبة يا صاحبي ! " ‏
وفتحت جهاز التلفزيون وراحت تتابع فيلما عربيا يحكي عن الخيانة ‏الزوجية.. كان هذا يناسب أفكارها بشدة .. ‏
‏-2-‏
‏(عادل ) ومديرية الأمن في الإسكندرية ..‏
انا بطبعي من الطراز العصبي مرهف الحس ، الذي لا يشعر براحة في ‏هذا الجو .. ولو رأي وجهي في أي قسم شرطة لحسبت أنني جئت ‏لاعترف بقتل ستة او سبعة أطفال أبرياء .. لكن مديرية أمن ‏الإسكندرية تعني بالنسبة لي جزءا مهما من ذاتي : ( عادل ) صديق ‏الصبا الذي صار عميدا الآن ،والذي أفضل لقاءه بعيدا عن البيت ‏لأسباب يعرفها قارئ هذه السلسلة جيدا ..‏
حتى وانت في نهاية الممر تسمع صوته الصاخب .. يتشاجر او يمزح ‏او يهمس .. فهو من هؤلاء الأشخاص الذين يهز همسهم المكان .. ‏تسمع صوته من وراء البارفان فتقول لجندي الحراسة المتشكك على ‏الباب إنك ترغب في لقائه ..‏
عندما تدخل تحمل ما سيحدث لك.. كل هذا الصراخ و ( أهلااااااااااااان ‏‏) التي تستمر لربع ساعة ثم تحمل كل الضربات واللكمات على كتفيك ، ‏وكل القسم المغلظ على انه لن يتركك ..‏
‏-‏ ‏" انت رهن الاعتقال ! نياهاااااااااهاهاهاه ! " ‏
يقوله او هو يقرع الجرس ليطلب لك القهوة .. .. ‏
بعد كل هذا الاستقبال المرعب تجلس وتصارحه بأنك جئت لأنك تشعر ‏بفراغ روح رهيب . أنت بحاجة الى ان ترى خيطا مجرد خيط يذكرك ‏بكيانك القديم ..‏
يسألك عن أحوالك وتسأله عن أحواله وأحوال ( اشرف ) ابنه .. ‏وتشعر بذلك المذاق الأليم اللذيذ لذكريات الماضي ..‏
بعد ربع ساعة من الكلام قال وهو يحك راسك : ‏
‏-‏ ‏" بالمناسبة .. سعيد لأنك جئت الآن .. أردت ان أسالك عن شيء ما ‏‏.. " ‏
ثم مد يده يعبث في الدرج وأخرج مظروفا اصفر حكومي الطابع كئيبا ‏‏.. وقال :‏
‏-‏ ‏" استشارة.. " ‏
سالته باسما : ‏
‏-‏ ‏" هل تسال الصديق ام الطبيب ام خبير الميتافيزيقا ؟ " ‏
قال في عصبية : ‏
‏-‏ ‏" لا يهمني ان كنت اسأل الشيطان ذاته .. المهم أنني اطلب رأيك .. ‏‏" ‏
ثم ناولني مجموعة من الصور الفوتوغرافية كبيرة الحجم .. وعقد ‏أصابعه تحت أذنه ينتظر رأيي ..‏
رأيت في الصور جثة رجل .. طريقة التصوير والزوايا المتعددة توحي ‏بأنها صور التقطها خبراء المختبر الجنائي في مكان حادث ما .. لم ‏استطع تحديد كيفية موت الرجل لان بقعة سوداء كبيرة كانت تحتل ‏موضع صدره .. سوداء تعنى حمراء طبعا لان الصور بالأبيض ‏والأسود .. ‏
عامة كانت ملامح الرجل اقرب الى الرقي .. وثيابه توحي بأنه من ‏الطبقة الوسطى او أعلى قليلا .. وعلى الأرض كانت بقعة من الدم .. ‏بقعة غريب الشكل فعلا .. ‏
على أنني فهمت الامر اكثر في لقطات مقرة .. ان كلمة قد كتبت بهذه ‏البقعة وبوضوح شديد : ‏
‏( زكي) ..‏
كان هذا كل شيء .. ‏
أعدت له الصور ورفعت حاجبي بمعنى التساؤل .. لكنه سألني بدوره ‏وهو يشعل لفافة تبغ : ‏
‏-‏ ‏" رأيك ؟" ‏
قلت وانا أفكر بحثا عن مقلب ما أعده لي : ‏
‏-" لو كان القاتل يدعى (زكي ) لكانت القصة واضحة . . " ‏
نفث سحابة كثيفة من الدخان في هواء الغرفة وسألني : ‏
‏-" والاحتمالات الأخرى ؟ " ‏
‏- " من الممكن ان يكون القتيل ذاته هو ( زكي ) .. " ‏
ابتسم وقال في تهكم : ‏
‏-‏ ‏" لا . .اسمه ( يوسف .. ابو الحسن ) .. وهو مدرس بكلية الآداب ‏جامعة ( ..... ) . " ‏
قلت وانا اعيد التفكير : ‏
‏-" إذن الاحتمال الوحيد هو ان هذا اسم القاتل كما كتبه القتيل .. إن ‏هذا المشهد خالد في الألغاز البوليسية .. وغالبا ما يتضح ان البوليس ‏يقرأ الاسم بشكل خطأ .. حرف ‏M ‎‏ يتضح انه حرف ‏W ‎‏ .. وقعد ما ‏يكونون قد أرهقوا ( مارتن ) البائس طيلة القصة ، يتضح ان ( ‏ونستون ) هو القاتل .. " ‏
أعاد لي الصور وقال : ‏
‏-" ألا يوجد ما يعارض هذه الفكرة ؟ " ‏
تأملت الصور في عناية فلم أر ما يمنع .. قلت له بصراحة انه ( قد غلب ‏حماري ) .. فقال :‏
‏-" لم تكن أنامل القتيل ملوثة بالدم .. راحتاه واضحتان في الصور .. لو ‏كتب اسم قاتله لوجدت الدم على أنامله ، ثم لاحظ الخط كذلك .. " ‏
وأشار بسن قلمه الى الصورة التي تظهر الكلمة وقال : ‏
‏-" خط جميل جدا . . لا أتخيل ان شخصا يلفظ أنفاسه الأخيرة سيراعي ‏قواعد الخط ويكتب الاسم بهذا الوضوح . دعك من ان وضع الجثة يجعل ‏من المستحيل ان يعتدل ليكتب الكلمة في هذا الموضع بالذات . " ‏
قلت في غيظ : ‏
‏-‏ ‏" يا سلام ! يا أخي زحف حتى كتبها ثم انقلب على ظهره ومات .. ‏إن المتحضرين يبدلون وضعهم أحيانا..."‏
كان قد فكر في كل شيء وهذا طبيعي .. ما يثير غيظي هو انه يتوقع ‏ان اصل لمدى التقدم في الاستنتاج الذي بلغه هو نفسه وهو خطأ ‏يكرره البشر كثيرا . تجهد نفسك أياما في قضية ما ثم تتبادل الرأي مع ‏شخص يسمع عنها لأول مرة ، فيشير ذهولك بغبائه وبطء تفكيره ، كل ‏اقتراحاته قديمة غير مبتكرة .. وذا نموذج آخر لظلم الإنسان وافتقاره ‏للعدل .. ‏
قال في ثقة : ‏
‏-" ما كان ليقدر على تبديل وضعه لأنه مات على الفور .. لم توجد ‏فترة احتضار كافية .. " ‏
‏- " والسبب ؟" ‏
اتسعت عيناه في دهشة وقال : ‏
‏-‏ ‏" كيف تسال عن هذا وأنت طبيب ؟ لقد انتزع قلبه من صدره ! ‏حسبتك لاحظت هذا !"‏
‏***‏
‏ قلت له ونحن نتناول الغداء في ذلك المطعم على الكورنيش : ‏
‏-‏ ‏" لم ار جريمة بهذه البشاعة .. لحسن الحظ أنني لم ارها رأي ‏العين .. أشياء كهذه تسمع عنها في قصص الحروب الهمجية ‏القديمة فقط .. "‏
هز رأسه موافقا وأردف : ‏
‏- ولا انا وحياتك .. الأمر يوحي بالكراهية .. الكثير منها .. ليس التمثيل ‏بالجثث بهذه الطريقة من سمات الشخصية المصرية عموما .. حتى ‏القتلة والسفاحين يتحركون تحت سقف لا يجسرون على تجاوزه .. ‏لهذا شعرت ان في الامر ما يتجاوز القواعد المعروفة لنا ورأيت ان ‏أسالك .. " ‏
ثم نظر الى طريق الكورنيش خارج واجهة المطعم البانورامية وسألني ‏‏: ‏
‏-‏ ‏" إذن انت ترى معي ان المقتول لم يفعله ا.. فماذا عن القاتل ؟ " ‏
قلت في ثقة : ‏
‏-" انت لم تترك مخرجا آخر .. لقد فعلها القاتل .." ‏
وتذكرت جريمة مقتل ( شارون تيت ) ممثلة ( هوليوود ) الحسناء . ‏كانت جريمة ساخنة في ذلك العصر .. القصة غريبة واقرب الى مسرح ‏العبث .. هناك مخبول يدعى ( مانسون ) الذي اشتهر باسم ( زعيم ‏الهيبيز ) قام مع اتباعه بمهاجمة بيت الممثلة .. وكانت مذبحة لها ‏وضيوفها وابنها الذي كانت تحمله في بطنها بعد ، وقد نجا زوجها ‏المخرج العالمي ( رومان بولانسكي ) من المذبحة بمعجزة ،لكنه تحول ‏الى عبقري مخبول بعدها .. لقد وجدالبوليس المذبحة ووجد كلمات ‏مكتوبة بالدم على جدران البيت ( الخنازير .. الخنازير ) .. فيما بعد ‏اتضح ان الاخ ( مانسون ) كان يملك نظرية عبقرية .. سوف يرتكب ‏المذبحة فيلصق رجال الشرطة التهمة بالزنوج .. يثور الزنوج ‏ويقضون على البيض .. هكذا يصير الطريق مفتوحا أمامه للسيطرة ‏على أمريكا فالعالم؟ ‏
لا تعجب فعقار الهلوسة ‏LSD‏ قادر على هذا وأكثر ..‏
أفقت على صوت (عادل ) يسألني : ‏
‏-‏ ‏" حسن .. وماذا يجنيه القاتل من كتابة اسم ( زكي ) ؟ ‏
فكرت في رد مستفز يثير غيظه فم أجد أفضل من التالي : ‏
‏-‏ التفسير الوحيد هو ان القاتل يدعى ( زكي ) !"‏
‏-‏ ‏ " انت عبقري !" ‏
‏-‏ ‏" لقد كان فخورا بما قام به لذا وقع على عمله باسمه .. كل فنان ‏أصيل يشعر بهذه الرغبة بمجرد ان ينتهي من لوحته الفنية! " ‏
راح ينظر لي طويلا ولم يعلق ..‏
اعتقد ان الفكرة برغم كل شيء بدأت تروق له..

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 18-10-05, 09:49 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

yeslamo raya7eeeeeeeeeno , i really enjoy this black comedy way of writing , ba7ashish 3ala mos6ala7ato , ba3dain el good part ine mosh qare2ha hai el qesa , tab3i

enti 3am ton2oleeha min el wara2 ?? wela min ma7al tani ???0

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 18-10-05, 10:11 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

علاء
لا انا امس رحت المكتبة جبت تلات روايات للدكتور . احمد خالد توفيق
وجع امس انكسرت ايدي وانا بطبع فيها
طيب رواية ـ مومياء الرعب ابتعرفها !!!!
او ليالي الضبراء والله نسيت اسمهم

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 04:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية