لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-05, 08:48 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


‏-5-‏
عند منتصف الليل بدأت ( فاتن ) تشعر بالقلق ..‏
لم يعد ( زكي ) من القرية بعد ، وهو سائق حذر ولا يحب ابدا ان يعود ‏في الظلام . باختصار هو لا يرى جيدا في الظلام .. وهي تذكر يوم رأته ‏يقود السيارة بثقة نحو ترعة على جانب الطريق .. الظلام دامس ‏واللون الاسود يغلف كل شيء .. وهو يدير المقود الى اليمين حاسبا ‏هذه الظلمة امتدادا للطريق .. استغرقت ثانيتين حتى فهمت انه سيفعلها ‏فصرخت بأعلى صوتها :‏
‏-‏ ‏" هذا .. ليس .. احترس .. إنها ترعة ! "‏
لحسن الحظ أحدث كلماته ارد فعل فأعاد المقود الى اليسار في اللحظة ‏الأخيرة ، ولو لم يفعل لغابت السيارة بهما وبالاولاد النائمين في الماء ‏‏..‏
من لحظتها عرف وعرفت انه لا يرى جيدا في الظلام .. نوع من ( ‏العشى الليلي ) ربما .. لكنه تذكر الدرس جيدا وصار من الد اعداء ‏القيادة الليلية ..‏
لماذا تأخر حتى هذا الوقت ؟ لماذا لم يتصل بها ؟ ‏
لقد نسيت كل الاسئلة التي كانت ستوجهها له .. كل الاتهامات ذابت .. ‏لم يعد هنالك الا قلق عميق اصيل .. وحش القلق الجالس في صدرها ‏فوق الحجاب الحاجز بقلبها ويمضغه في تلذذ ..‏
ظلت تجوب الشقة في قلق .. تفتح التلفزيون ثم تغلقه .. تتسلى ببذور ‏اللب قبل ان تلقيها في القمامة .. تفتح المذياع ثم تغلقه .. دخلت غرفة ‏نوم الاطفال لتتامل الصغيرين النائمين .. لا تراهما ملاكين إلا عندما ‏ينامان . . فما عدا هذا هما شيطانان رجيمان ، وقد خطر لها وهي ‏تتأمل وجهيهما انه من المستحيل ان يحدث شيء لـ ( زكي ) .. ما كانا ‏لينامان بهذا السلام .. ولكن .. فجأة بدأت تشعر بالقلق يمزقها .. بل ‏هي متأكدة من ان مكروها دهاه ..‏
اتجهت الى المرآة وراحت تتأمل وجهها المرهق في حقد .. وغمغمت : ‏
‏-‏ ‏" هل فهمت ياحمقاء ؟ إن الله يعاقبك عل إساءة الظن بالرجل .. ‏سوف تحرمين منه ما دام لا يروق لك !"‏
وشعرت برغبة في البكاء .. وفي ذاتها يقين تام بان هذا حدث وهي لا ‏تعرف ما هذا الذي حدث بسبب دخولها غرفته والتفتيش في أوراقه ..‏
لو استطاعت ان تطير .. ان تعبر الأجواء حتى تصل للقرية لتطمئن ‏عليه .. ثم استبد بها الغل .. قالت لنفسها : لو كان سليما بعد هذا كله ، ‏وسبب بقائه هو ان الوقت طال به ، فلم يعد راغبا في القيادة ليلا . . لو ‏اتضح هذا فلسوف تنسفه نسفا .. سيتمنى لو كان قد مات ..‏
تفتح التلفزيون فترى ممثلة مسنة تمسك بمنديل وتتكل عن ( المرحوم ‏زوجها ) باكية .. فيجن جنونها وتغلق التلفزيون .. من اين ياتون بهذه ‏البرامج المقززة ؟ إن التلفزيون يزداد تفاهة هذه الأيام ..‏
خرجت الى الشرفة في الليل البارد وراحت تراقب السابلة والظلام ‏واضواء الشارع .. سوف ترى السيارة في أية لحظة تتوقف أمام البيت ‏ويخرج منها ( زكي ) .. ثم يفتح الحقيبة الخلفية ليخرج السلة التي ‏تحوي البط والارز المعمر والفطير الساخن .. هذه هي التقاليد .. لا بد ‏ان تحمله زوجة أخيه كل هذه الأشياء ..‏
لكن السيارة لم تظهر .. وبدأ القلق يغمرها أكثر فأكثر .. كي فيكون ‏حالها عندما يؤذن الفجر ؟؟ سوف تسمعه هي تضع الكسرولة على ‏رأسها حتما .. لأنها ستكون قد جنت .. ‏
في النهاية اتجهت الى الهاتف .. طلبت أخا زوجها العقيم بالقاهرة .. ( ‏شوكت ) ..‏
جاء صوته المنزعج من الطرف الآخر .. ثم يصرخ في طفل أن يخفض ‏صوت التلفزيون ..‏
‏-" ( زكي ) لم يعد من القرية حتى الآن يا ( شوكت ) .. " ‏
قال في بساطة :‏
‏-" حجة الغائب معه .. لا تقلقي .. لعله أراد المبيت عند عمي ( ‏عبدالواحد ) .. " ‏
‏- " لم يفعلها قط .. ولو فكر ان يفعلها لاتصل بي .. " ‏
المشكلة هي ان هناك جهاز هاتف واحدا فقط في القرية كلها .. لهذا ‏فالاتصال بها ( عملية ) .. فعلا عملية كبرى .. لا تنس اننا نتكلم عن اوائل ‏السبعينات ..‏
بعد نصف ساعة اتصل اخوه فردت في لهفة : ‏
‏-‏ ‏" هيه ؟ هل وجدته ؟ " ‏
‏-‏ وفي اللحظة ذاته كان هو يسال : ‏
‏-‏ ‏- " هيه ؟ ألم يعد بعد ؟ " ‏
هكذا خاب املها من جديد وتوترت اكثر .. قال لها وهو يحاول ان يبدو ‏هادئا : ‏
‏- " الحقيقة انني حائر .. عمي (عبدالواحد ) يقول إنه فارقه في ‏الرابعة عصرا .. هذا يعني انه في الطريق .. " ‏
‏-‏ ‏"طريق ؟ القرية على بعد ساعة إلا الربع لو كانت سيارتك حطاما ‏‏.." ‏
‏-" إن الرجال يعرجون على اصدقائهم او يجلسون في المقهى .. هذه ‏اشياء تحدث .."‏
‏- " إلا زوجي .. انت تعرف انه يفارق البيت كأنه يفارق روحه ، ‏ويعود اليه في اسرع وقت ممكن .. ليس هذا لجاذبيتي الشديدة ولكن ‏بسبب ارتباطه الشديد بغرفة مكتبه واوراقه .. إن اية دقيقة يمضيها ‏بعيدا عن مكتبه هي دقيقه ضاعت من عمره .."‏
فكر قليلا وسب احد الأطفال الذين يأبون النوم .. ثم قال لها :‏
‏-" في الحقيقة اريد ان اريحك لكني قلق مثلك .. لا يوجد ما نفعله ‏الليلة ..مستحيل ان اذهب للقرية للبحث عنه.. الصباح رباح والنهار له ‏عينان .. " ‏
قالت بصوت متهدج : ‏
‏-" لكني سأجن لو انتظرت حتى الصباح .."‏
‏- " لا اعرف ما اقول لك ..لربما طرق الباب الآن .." ‏
شعرت بالامل ينتعش في صدرها كأنما كلماته سحرية ستجعل زوجها ‏يطرق الباب فعلا .. ووضعت السماعة في رضا ..‏
لم تعرف انها نامت .. لم تعرف انها غابت عن الوعي وهي جالسة في ‏الصالة ..‏
وفي المنام رات انها في غرفة النوم .. كان الفراش محتلا لكن ليس ‏بجسد زوجها .. كان هناك كائن مخيف عملاق .. كائن اسود اللون يبدو ‏اقرب الى تمساح كبير يرقد وقد تغطى بالأغطية.. وكان طويلا الى حد ‏ان ذيله كان يتدلى على اأرض .. تذكر انها وقفت الى جواره ومن ‏الغريب انها لم تكن خائفة .. فقط كانت تشعر بالحرج لانها تريد ان تنام ‏ولا تعرف كيف تخبره بكياسة بان ينهض ليوسع لها مكانا ..‏
دنت منه اكثر فوجت لرعبها ان عينيه غير مغلقتين .. عينا التمساح ‏الكبيرتان الزجاجيتان تنظران لها .. هنا فقط قررت ان الوقت غير ‏مناسب لهذا الطلب وقررت ان تفر من الغرفة .. في هذه اللحظة دوى ‏صوت جرس الباب فشعرت بالتوتر والقلق .. لا تعرف معنى ذلك لكنها ‏كانت تريد الفرار بسرعة من صوت الجرس ومن الكيان المخيف الراقد ‏‏..‏
هنا فتحت عينيها فأدركت ان الفجر قد تسلل للمكان .. اين زوجها ؟ لم ‏يعد بعد ..‏
وادركت كذلك ان جرس الباب يدق بلا انقطاع .. إنها احلام المنبه التي ‏تدخل فيها المؤثرات الخارجية عالم الحلم .. بل يتم تلفيق الحلم بالكامل ‏ليناسب هذه المؤثرات ..‏
نهضت فترنحت لفترة لان ضغط دمها انخفض بسبب الوقفة المفاجئة ‏ثم ثابت الى رشدها ..‏
ركضت الى الباب تفتحه وقد أنساها النعاس واجب الحذر ، فلم تسال ‏من .. ورات ان الردهة مظلمة تماما فامتدت يدها في عصبية الى ‏مفتاح النور ..‏
وفي الضوء الخافت استطاعت ان ترى ان القادمين ضابطا شرطة ..‏
وكان يبدو عليهما الارتباك . .

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 20-10-05, 03:24 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


‏-6-‏
أنا ايضا جربت صوت جرس الباب بعد منتصف الليل ...‏
خبرتي وخبرة أي انسان مع هذه الأجراس سوداء غالبا .. لهذا يجب ‏ان اقول إنني جريت الى الباب وقلبي يتواثب في ضلوعي .. لم اكن ‏نائما لحسن الحظ .. مستحيل ان اكون نائما في الثانية صباحا .. هذا ‏شيء لا افهمه مع الناس .. إنهم ينامون ليلا ويستيقظون صباحا .. انا ‏اسهر ليلا واعمل نهارا وانام عصرا ..‏
أضأت النور على المدخل ، وقدرت انني سافتح الباب لأحد ثلاثة من ‏رجال الأمن ينظرون لي نظرة بوليسية خالصة ، ثم يقول لي احدهم انه ‏العقيد ( ايمن حمدي ) وان معهم إذنا بالتفتيش .. ثم يدخل احدهم الى ‏غرفة مكتبي ليخرج الميكروفيلم او المنشورات التي لا اعرف انها ‏عندي ، ثم ينظر لي في حزم ويقول : نريدك عندنا يا دكتور بعض ‏الوقت ..‏
فتحت الباب وانا ارتجف لهذا الخاطر .. فوجدت ثلاثة من رجال الأمن ‏ينظرون لي نظرة بوليسية خالصة ، ثم قال لي احدهم انه العقيد ( ايمن ‏حمدي ) وأضاف :‏
‏ -" نريدك عندنا يا دكتور بعض الوقت !!"‏
جف حلقي وتراجعت خطوة .. إنها النهاية إذن .. سأدفع ثمن كل ‏جرائمي .. لكن ما الذي فعلته بالضبط ؟
قال احدهم باسما :‏
‏-" لا داعي للقلق .. إنها استشارة لا أكثر .."‏
استشارة في هذه الساعة ؟
قال آخر وهو يخرج لفافة تبغ من علبتها :‏
‏-" الامر جد مهم .. وقد اتصل العميد ( عادل ) من الإسكندرية واصر ‏على ان تكون معنا .. "‏
هكذا فهمت .. إن ( عادل ) مصر على توريطي .. لكن في أي شيء ‏بالضبط ؟ لا بد ان الامر يتعلق بهذه القضية .. قصة الحروف التي ‏تكتب جوار جثث الموتى ، والتي أرجح ان القاتل هو كاتبها ..‏
هكذا تأهبت للذهاب معهم ثم تذكرت انني عاري القدمين وما زلت ‏بمنامتي .. هكذا طلبت منهم ان يتفضلوا الى ان ابدل ثيابي ..‏
وارتديت ثيابي كما اتفق وانا افكر في مبرر هذه الاستشارة الليلية .. ‏كل شيء يمكن ان يتم في الصباح ..‏
دعك من ان تكون هذه وسيلة لاعتقالي فعلا .. وهذا يعيدني الى حالة ‏البارانويا البوليسية السابقة .. سوف يقبضون علي لأنني طفل شقي ‏أضع إصبعي في انفي واجذب ذيل القط ..‏
خرجت معهم الى هواء الليل البارد .. الحي النائم الغافل فلا شيء ‏يجذب الانتباه الا تلك السيارة المدنية السوداء الواقفة امام باب البناية ‏‏.. فتح لي احدهم الباب الخلفي فجلست .. وسرعان ما انطلقت السيارة ‏‏.. ذلك الطريق الذي عرفته مرارا من قبل .. إنهم متجهون الى مديرية ‏الأمن ..‏
‏*** ‏
كان دخان التبغ يعمي الأبصار في غرفة اللواء ( طلعت ).. وهناك عدة ‏أقداح من القهوة وجو عام من الانفلات يوحي بان جلسة طويلة تمت ‏في هذا المكان ..‏
قال لي اللواء وهو يتثاءب :‏
‏-" إذن ليس لديك ما تضيفه يا دكتور "‏
قلت في خجل :‏
‏-" إذا كان العميد ( عادل ) يعتقد ان لدي ما أضيفه فهذا شانه .. لكني ‏لم ازعم ذات يوم انني خبير جريمة .. وفيما ارى فإن هذه الجرائم ‏مجرد جرائم .. أي انها لا تندرج تحت اية خانة هوارقية .. لكن لو ‏اردت رايي فهذا قتل طقسي ‏Ritual ‎‏ يوحي بالانتماء لجماعة دينية ما ‏‏.. إن انتزاع القلب بالتأكيد نوع من الطقوس .. "‏
قال وهو يطفئ لفافة تبغه ويسعل :‏
‏-" دخنت كثيرا جدا .. كح كح .. ! جماعة دينية ما ؟ ليست مصر ‏خليطا من الأديان يا دكتور .. ليس لدينا الا المسلمون والمسيحيون ‏وجماعات نادرة مسالمة كالبهائيين .. لم يعد هناك يهود .. ليس لدينا ‏يزيديون او قراءون او عبدة شمس او عبدة ( آمون ) .. "‏
‏-" لا أتكلم عن جماعة دينية معينة .. أتكلم عن جماعة تعتقد انها تخدم ‏الدين بذلك .. باختصار اتحدث عن مخابيل "‏
فكر قليلا ثم نهض الى مجموعة الصور المعلقة على الجدار .. صور ‏التقطها خبراء الطب الشرعي وتظهر تلك المجموعة من الجثث .. ‏وكنت قد حفظتها من فرط ما عرضوها علي ..‏
قال كأنما هو يكلم نفسه بصوت عال :‏
‏-" مخابيل .. نعم .. لا احد ينتزع قلب ضحيته إلا إذا كان مخبولا .. ‏وفي كل مرة يكتب كلمة جوارها .. انت تؤمن ان القاتل هو من كتب ‏هذا .. "‏
قلت في ضيق :‏
‏-" هذا واضح .. لا يمكن ان يتصادف ان كل ضحية تقرر كتابة اسم ‏قاتلها في كل مرة .. ثم ان وضوح الحروف واتجاه الكتابة يوحي بيد ‏مختلفة صافية المزاج .. دعك من ان انامل الضحايا كلها غير ملوثة ‏بالدم .."‏
كان هذا ما قاله لي ( عادل ) وقد تبنيته بشدة الى درجة انه صار رأيي ‏الخاص . . وسوف أحطم انف من يجادل فيه ..‏
عاد يكرر ما قلت شارد الذهن :‏
‏-‏ ‏" هم م .. غير ملوثة بالدم .. "‏
‏-‏ قلت : ‏
‏-‏ ‏- " أي أن أيا من القتلى لم يكتب .."‏
تثاءب وقال في شرود : ‏
‏-" هم م .. لم يكتب .."‏
قلت لنفسي ان النعاس قد غلبه على الأرجح ما دام يكرر كل حرف قلته ‏‏.. على كل حال لا أتوقع من البشر ان يكونوا مثلي في ذروة نشاطهم ‏العقلي في الرابعة صباحا .. لكن الامر خطير .. جد خطير .. عندما ‏يقرر لواء ان يسهر ليلته في مديرية الأمن فلا بد ان الامر خطير ..‏
قال وهو يخط اشياء على ورقة :‏
‏-" حسن .. دعنا نرتب الامور .. لدينا سلسلة من حوادث القتل يجمع ‏بينها انها تتم بانتزاع القلب من الصدر .. وان هناك كلمة بالدم جوار ‏القتيل ..‏
اول الضحايا وجدناه في زقاق .. إن اسمه ( مصطفى ابو زينة ) .. ‏باحث في التاريخ في جامعة ( .. ) .. الاسم الذي وجدناه جواره هو ( ‏عباس ) .. ثمة جثة اخرى وجدناها بقربه .. جثة يقال عجوز يدعى ( ‏جلال ) .. يقول التشريح إن البقال توفي بنوبة قلبية .. يبدو انه لم ‏يتحمل الصدمة .. وهذا يجعلنا قادرين على استبعاده من القصة مؤقتا ‏‏.. "‏
تذكرت وجه عم ( جلال ) الطيب .. هذا الرجل بالذات كان يستحق ميتة ‏أخرى .. لم اخبر احدا بأنني كنت اعرفه لكن موته سبب لي غصة لا ‏بأس بها ..‏
واللواء يواصل السرد : ‏
‏-‏ ‏" ثاني الضحايا وجدناه في الإسكندرية .. اسمه ( يوسف ) .. أبو ‏الحسن ) .. مدرس شاب في كلية الآداب .. الاسم الذي وجدوه ‏بجواره هو ( زكي ) ..‏
‏-‏ ‏" ثالث الضحايا وجدوه في قرية قرب القاهرة .. ثمة شونة حبوب ‏هناك ، وقد رآه الخفير يركض ليتوارى في المخزن فلما لحق به ‏وجده ميتا برغم انه ينفي بشدة ان يكون قد راى من يلحق به .. ‏القتيل يدعى ( زكي عبدالرازق ) أستاذ بكلية الآداب قسم تاريخ .. ‏الاسم الذي وجدناه بجواره هو ( يوسف ) .. "‏
‏" ما الذي نستنتجه من هذا ؟"‏
‏-‏ ‏" إنها دائرة .. كل قتيل تجد بجواره اسم القتيل القادم .. هذا هو ‏أسلوب ( الكونت دي مونت كريستو ) .. وعلى الأرجح يتعلق الأمر ‏بالانتقام .."‏
قال في ضيق :‏
‏ -" كما قلت لك قد درسنا هذا الاقتراح مرارا .. لقد قتل ( زكي ) بعد ( ‏يوسف .. وبرغم هذا وجدنا الاسم بجواره .. ثم اننا لم نلق أي قتيل ‏اسمه ( عباس ) .. لاحظ ان اول اسم قرأناه كان ( عباس ) .. "‏
قلت : ‏
‏-‏ ‏" لهذا قلت ( دائرة ) .. لا يجب ان تقرا اسم قتيل ( قادم ) .. يكفي ‏ان تقرأ اسم قتيل ( آخر ) .. سوف تنغلق الدائرة بشكل ما .."‏
ثم عقدت أناملي وقلت مفكرا :‏
‏-" ثم هناك ذلك الطابع الأكاديمي المميز للضحايا .. كلهم يدرس او ‏يبحث .. اثنان لهما علاقة بكلية الآداب والثالث باحث .. هناك كذلك ذلك ‏التخصص في التاريخ .. لو كنت مكانكم لبحثت بعناية عن شخص ‏يدرس التاريخ في الجامعة واسمه ( عباس ) .. اعتقد انه الضحية ‏القادمة بلا تردد .. "‏
نظر إلى احد معاونيه فبادله ابتسامة من طراز ( هؤلاء الهواة ‏يضحكونني ) وقال :‏
‏-" هل تحسبنا لم نفعل ؟ هناك اثنان نتابعهما بعناية .. وفي رأينا أنهما ‏في خطر داهم .. أحدتهما على الأقل .."‏
قلت وان أتساءل في سري عن مدى ما بلغته استنتاجاته :‏
‏-" هكذا يمكن القول ان هناك قاتلا متسلسلا .. وهذا القاتل يحمل كل ‏الأسباب التي تجعله يرغب في قتل مدرسي التاريخ .."
قال ضاحكا :‏
‏-" لا الومه كثيرا على كل حال .. "‏
‏-" وهذا القاتل ككل القتلة المتسلسلين في الواقع يحب ان يترك شيئا ‏يدل على خططه او يدل عليه .. نحن لم نعتد هذا الطراز من القتلة في ‏مصر ، لكنهم في الخارج يعرفون هذه الأساليب جيدا .. لديهم مثلا ( ‏زودياك ) ‏Zodiac ‎‏ الذي كان يرسل بطاقات لرجال الشرطة وما الى ‏ذلك .. يقولون إنها تتجاوز رغبة التفاخر الطفولي .. إنها رغبة ‏ماسوشية في عقاب الذات ، ورغبة في ان يضبط .. أي انه يقدم بنفسه ‏للشرطة الخيط الذي يقود إليه ، لاحظ أننا نتكلم عن نصف مجنون .."‏
‏-" ومن هذا القاتل ؟ هل هو تلميذ يمقت التاريخ ؟ ام هو مدرس ‏جغرافيا ؟ " ‏
‏- " اعتقد ان المراقبة اللصيقة لهذين ( العباسين ) سوف تقود الى ‏القاتل .. " فكر قليلا ثم نظر الى ساعته وهتف :‏
‏-" ياه ! لقد اطلنا عليك يا دكتور .. آسف على إزعاجك لكني قلق فعلا ‏‏.. لم نعتد مقابلة هذا الطراز من الجرائم في مصر ، وبأي ثمن لا اربد ‏ان اسمع عن الجريمة الرابعة .. "‏
ثم نظر الى مساعده وقال :‏
‏-" أعمل على ان يوصلوا الدكتور الى بيته " ‏
وكانت لهجته تقول بوضوح ( شكرا على لا شيء ) .. ولم استطع ان ‏ألومه .. لكن من قال لهم إن علمي ينفع هنا ؟ إن خبراتي مع الموميات ‏والمسوخ لا تسمح لي ابدا بالتعامل مع قاتل حقيقي .. كأن ابنك ‏مريض فتأتي له بأفضل مهندس الكترونيات في العالم .. وتندهش ‏بعدها لان هذا المهندس عبقري لا يستطيع علاج طفل ..‏
وفي السيارة التي شقت شوارع القاهرة في ضوء الفجر الوردي ‏الشاحب ، خطر لي ان الأمر مقلق بحق .. إن ارتفاع أسعار الكهرباء ‏سوف .. ماذا اقول ؟ ما علاقة هذا بالموضوع ؟ آه ! إنني أخرف لا ‏أكثر .. فقدت قدرتي على التفكير السليم لان موعد نومي قد جاء ..‏
وعلى باب البناية شكرت السائق وصعدت إلى شقتي .. ‏
سأنام .. سأنام .. سأنام .‏
ثم أنام ...

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 20-10-05, 10:00 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

wa lal baqiyeh takmelah

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
قديم 20-10-05, 10:06 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2005
العضوية: 345
المشاركات: 14,884
الجنس أنثى
معدل التقييم: ^RAYAHEEN^ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
^RAYAHEEN^ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

امليح عمبتابعها
يعني تعبي ما عمبيروح هدر خخخخخخخ
تقبل مني فائق التحية ،،،

 
 

 

عرض البوم صور ^RAYAHEEN^  
قديم 20-10-05, 10:24 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ابو ارجيله - Chife Operations Officer

البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 86
المشاركات: 354
الجنس ذكر
معدل التقييم: Ala_Daboubi عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Ala_Daboubi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ^RAYAHEEN^ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

la bel3aks wo 3a fikra bel nesbeh eli a7la eshi bel montada 7aliyan hehehehe, esma3i khalas eb3ateeli el qesas DHL wo ekhlasi

 
 

 

عرض البوم صور Ala_Daboubi  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t4679.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 05-01-11 12:16 AM
Untitled document This thread Refback 30-05-10 05:30 PM
Untitled document This thread Refback 04-10-09 04:51 AM
Untitled document This thread Refback 23-07-09 06:26 PM
Untitled document This thread Refback 24-04-09 12:34 AM
Untitled document This thread Refback 06-04-09 10:00 AM


الساعة الآن 09:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية