كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 137 - أسمع همس الجراح - فلورا كيد
أخذت تكرر الكلمات هامسة وكأنها تتلو دعاء ، فتمتم بدوره بإغواء:
- قولي إنك ستتزوجيني.
أمسك معصميها وأبعد يديها عن عينيها، ثم وضعهما على دفء صدره ...
بوحشية غريبة ... شدها إليه. وضع يده تحت ذقنها ورفع رأسها إليه , فأحست بقشعريرة تجتاح كل جسدها.
انزلقت يداه إلى خصرها تجذب جسدها إليه، أما يداها فتسللتا إلى عنقه ، تتحسس بأناملها شعره الأشقر . وهما متعانقان راحا يترنحان من فرط النشوة والسعادة التي غمرتهما كمد بحري في ليلة مقمرة. كان ظلهما الممتد فوق الرمال تحت أشعة الشمس مترنحاً أيضاً.
همس كليف وفمه مدفون في شعرها:
- شعرك كخصل شعر الملائكة في لوحة مقدسة. أيمكن أن تكوني ملاكاً حقاً ... ملاكاً جاء يبعدني عن الجحيم؟ ملاكاً متنكراً بجسد امرأة دافئة ، قدماه حافيتان مغبرتان كمتسولة . للمرة الثالثة أسألك: هل تتزوجنني لنعيش في سعادة إلى الأبد؟
تأوهت الموجات الصغيرة عند الشاطئ، وهمست أوراق الصنوبر معاً وهي تتحرك مع النسيم المفاجئ، وتناهت أصوات الناس فوق المراكب عبر الماء، تذكر ليديا بأنها وكليف ليسا وحدهما على الجزيرة.
احتاجت إلى قوتها كلها لتجذب نفسها بعيداً عنه, فوقفت على قدميها وحدها و كل عصب في جسدها ينتفض احتجاجاً على فراقه ، وقالت ببرود:
- لم أقرأ مطلقاً أن المتسولة كانت سعيدة عندما تزوجت الملك ... ردي لا يزال "لا "أريد أن أكون حبيبتك أو زوجتك.
لمع الغضب الشرير في عينيه، فتراجعت بخوف وارتجفت عضلة فوق خده و ورشح العرق من جبينه وهو يكافح ليسيطر علي تهوره العنيف البادي بوضوح في عينيه.
- هل تتوقعين حقاً أن أصدق هذا بعدما استجبت لي بتلك الطريقة منذ لحظات؟ أنت تريدينني برغبة تفوق رغبتي فيك. أنا أريدك لحياتي في سرائها وضرائها، وما أريده أحصل عليه عادة .
- حسناً ... لن تحصل عليّ، ولن تجبرني على الزواج منك.
- أتظنين هذا؟ حسناً يمكنني أن أحاول، سنطير فوراً إلى كاستريس لترتيب الأوضاع.
- نطير؟ وكيف؟
۔ سنطير على طائرة هازلت وايلد صاحب الجزيرة، أما اليخت فسأتر كه في عهدته حتى نعود بعد الزواج لنتابع رحلتنا معاً.
لم يفسح لها مجالاً للموافقة أو عدمها بل أمسك يدها بيده ، وانطلق بها عبر الأشجار عائداً إلى الطريق يجرها وراءه. رغم محاولاتها الدؤوب لانتزاع يدها من يده، فشلت. فلم يعد لديها أي خيار سوى اللحاق به.
نهاية الفصل
|