كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
وردت ساشا بالإيجاب وهي تفكر في انها قد تحتاج الى كل قوتها إذا قدّر لها الخروج من هذا المنزل فإنه سيكون عليها ان تسير مسافة طويلة قبل الوصول الى الطريق الرئيسي.
وقالت ساشا :
" سآخذ شريحة من الخبز وبعض اللحم الذي أحضرته معي من المطار ,هل تريد شيئا منه؟".
" لا... شكرا... أفضّل البيض".
ونزع مارك صدريته البيضاء وألقى بها على احد المقاعد وكانت قطرات المطر تلمع فوق وجهه وشعره وأخذ يمسح ذقنه بيده.
ونظرت اليه ساشا واخذت تراقبه وهي تحدث نفسها بأنه كان حتى الآن مهذبا معها ولم يبدر منه ما يدل على غير ذلك.
ثم نظر اليها مارك قائلا:
" إستريحي انت ، وسأتولى انا إعداد كل شيء ، فانت ضيفتي ، لا تنسي ذلك".
ردت عليه ساشا وقد شابت لهجتها سخرية خفيفة:
"وهل اتيحت لي الفرصة لأنسى ذلك؟".
وكانت ساشا تشعر بنوع من الراحة لأنه لم تعد هناك ضرورة للتظاهر بالهدوء والرقة مع مارك وخاصة بعد ما حدث في الكوخ ... حقا كان مهذبا ولكنه شخص مغرور للغاية.
وجلست ساشا الى المائدة وأخذت تراقب مارك وهو يعمل وقد لاحظت كيف غسل يديه جيدا قبل ان يلمس أي شيء.
ثم احضر الطعام الذي طلبته ساشا وهو يقول:
" ساقوم بإعداد الشاي ، أم تفضّلين بعض الشراب مع الطعام؟".
وفكرت ساشا بسرعة أنها في حاجة الى الإحتفاظ بجميع حواسها في حالة تيقظ ولكنها إذار رفضت فربما إمتنع مارك أيضا واكتفى بشرب الشاي ، وربما كان من الأفضل ان تدفعه الى الشراب مما قد يساعدها إذا حاولت الهرب منه .
فردت قائلة:
" سآخذ قليلا من الشراب".
واخرج مارك قنينة رخيصة من خزانة المطبخ ثم ملأ كأسين وضع احدهما امام ساشا ورفع كأسه ليشرب نخبا في صحتها إجترعه حتى الحثالة جرعة واحدة ، أما ساشا فأخذت رشفة صغيرة وهي تفكر في وسيلة تدفع مارك بها الى المزيد من الشراب وأخذت ساشا تضع الزبد على الخبز بينما كان مارك يقوم بإعداد البيض وكان ظهره اليها ، فقالت في لهجة حاولت أن تبدو طبيعية وهادئة:
" هل تريد المزيد من الشراب؟".
فرد مارك بالإيجاب بدون ان ينظر اليها.
إنتهزت ساشا هذه الفرصة لتفرغ معظم ما في كأسها في كأس مارك ثم اضافت اليه المزيد من الزجاجة.
وشعرت ساشا في هذه اللحظة بإضطراب شديد وأخذ قلبها يخفق بعنف وقد جفّ حلقها ولكنها في أي حال نفّذت ما تريد.
وبعد قليل إنتهى مارك من إعداد البيض وجلس امامها الى المائدة وكانت رائحة البيض تفوح شهية وتمنت ساشا لو أنها وافقت عندما سألها إذا كانت تريد أن يعد لها بعضاً منه.
|