كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 4 - ليل المرايا
تناولتا وجبة خفيفة بينما كان الظلام يوشك على القدوم. ذهبت كارين إلى غرفتها مع ألسي وبوتش فاستلقت فوق السرير وهي تفكر ببرندا وأريك: إنهما الآن أفضل حالاً مما كانا عليه منذ سنة عندما انهارت برندا بعد موت روبين. ولكنها بعد فترة، وبعد أن عرفت ما تقوم به كارين لأجلهما بدأت حالتها تتحسن وعادت إلى عملها وقد صدمتها فواتير الطبابة التي خلّفها لهما موت ولدهما، فنذرت كارين نفسها لمساعدتهما في دفع الديون على الرغم من معارضتهما. وإذا نجحت في كسب الجائزة التي رشحها لها إيربي فسيستطيعون عندها دفع ما تبقى من الديون. إضافة إلى تمويل مؤسسة أبحاث تُعنى بالأطفال المرضى بالمرض الذي اصاب روبين.
سمعت باباً يصفق في مكان ما من المنزل، فجلست كارين تصغي لوقع خطوات عبر ردهة المدخل، ثم أغلق باب آخر. وقادتها ألسي إلى المطبخ، حيث أجابتها سالي على سؤالها:
- أجل يا كارين إنه هنا. لكنه مبلل ومغطى بالوحل، هلا هيّأتِ له مكاناً على الطاولة أرجوك. هل أنت جائعة؟
- لا.. معدتي ممتلئة بما تناولناه منذ قليل.
حضّرت له طبقاً وفنجاناً وفضية عند طرف الطاولة. وأخرجت الزبدة والحليب من البراد. فسيحتاج إلى قهوة سالي القوية كي تنشطه بعد الإرهاق الذي لا بدّ تملكه من العمل الذي امتد من الخامسة صباحاً إلى هذه الساعة التي تقارب السابعة مساءً.
واستدارت عندما سمعت وقع خطوات عند الباب وابتسمت :
- برايان؟
- مرحبا ًكارين. إنه طقس يفسد العطل؟
وأخذ يتحدث بهدوء عن السيول، وعن نقل الماشية إلى أمكنة مرتفعة، وجرّ الأشجار المخلوعة من جذورها عن الطرقات، واستبدال النوافذ في بعض منازل العمال في المزرعة. وأضاف:
- منزلنا هنا لم يعاني كثيراً من الأضرار، فالأمر لم يتعدَّ تضرر بعض الألواح الخشبية. كيف أعصابك اليوم؟ بعد هذه الليلة المزعجة؟
- لا بأس، أظن أن بوتش تحتج إلى مهدئ أعصاب، وكذلك ألسي التي لم تكن سعيدة بما حدث.
- أجل ... لاحظت هذا.
وضعت سالي الطعام أمامه، ثم لمست يد كارين وهي تضع فنجان قهوة أمامها فقال برايان:
- ما رأيك ببعض الحلوى؟
-لا , لقد تناولنا الطعام منذ وقت طويل.
- هل أنت متأكدة ؟ الحلوى ما زالت طازجة ساخنة .
فابتسمت له دون ان تجيب , فأردف بعد ان تناول قليلاً من السمك :
- هل اخبرتك سالي ان هذا السمك اصطاده من النهر على حدود مزرعتنا ولداها يوم أمس.ريحانة
- لا لم تخبرني , لقد أكلتا اللحم , فلماذا أنت السمك؟
- أنا رجل عامل , وسالي تعتني بي جيداً.
سمعت صوت كرسيه يتحرك :
- سنتناول بعض الشراب في غرفة الجلوس.
امسك لها كرسيها ثم ساعدها ليذهبا إلى اغرفة حيث اجلسها فوق الأريكة . اخذت تصغي إلى صوت تحركاته وهو يصب الشراب ويضع أكواب الثلج فيها . تنهد وهو يضع الكأس البارد في يدها .ريحانة
- من المؤكد أننا نستفيد من المطر, ولكنني اتمنى ان لا يشتد أكثر . تقول الأخبار إن الطقس غداً بارد وغائم إنما دون امطار , سأعمل غداً إلى ما بعد الظهر وكم أكره تركك وحدك.
|