منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   4 - ليل المرايا ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207587.html)

Rehana 30-06-20 07:45 PM

4 - ليل المرايا ( كاملة )
 
https://c.top4top.io/p_1642lmrui1.png

اليوم بنزل اليكم رواية بصراحة جميلة ومختلفة
وهي رواية ليل المرايا
وهي منقولة شاكرة لمن قام على كتابتها واختيارها وكلمعتاد تم تدقيقها من قبلي


الملخص

"هل تتصور أنك لم ترى يوما َألوان الازهار أو البيوت أوالثياب أو أنك لا تعرف معنى السماء الزرقاء لأنك لا تعرف ما هو اللون الأزرق ؟ أنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني تمتعت بنعمة البصر خمسة وعشرين عاما َوكنت قبل ذلك لا أشعر بهذه الهبة التي أغدقها علي ربي".
رائحة الربيع والأحساس به، أعادا كارين انغرام إلى عالم عرفته قبل أن تصاب بالعمى...ولكن هذا،وضعها فجأة في طريق برايان كالدويل ... ولم تكن تدري أن خطوة خاطئة واحدة يمكن أن تغير مجرى حياتها.

Rehana 30-06-20 07:46 PM

رد: 4 - ليل المرايا
 
روابط فصول الرواية

1- عينان في الظلام

2 - عندما يرى القلب

3- يقطف لها النجوم

4 - حب أم شفقة

5 - صيادة فاشلة

6- كوني لي

7- نور العيون

8- جرح الماضي

9 - دفء ذراعيه

10 - حريق القلب

11- خطوط من نار

Rehana 30-06-20 07:51 PM

رد: 4 - ليل المرايا
 
1- عينان في الظلام

كان النسيم العليل يبعث إلى أنفاس كارين مزيجاً من الروائح الفواحة العطرة التي مدت خطواتها بالنشاط لتقطع المنعطفات الأربع المؤدية نحو المكتبة،كان الربيع في "أوماه" أجمل أوقات السنة ففيه الحرارة المعتدلة الناشرة أريجها في الهواء.راح الهواء يعبث بشعرها الأحمر الأصهب فتناثرت منه خصلات متلاحقة على وجهها وكم سحرتها زقزقة العصافير التي حدتها إلى التوقف للأصغاء والأستمتاع بلحن الربيع الخلاب.
نقلت الكتب إلى ذراعها اليسرى ثم تابعت السير وهي تسمع حركة السير المعتادة التي تهدأ نسبياً في مثل هذا الوقت من النهار.لكن خطأ بسيطاً في خطواتها المدروسة جعلها تتعثر إلى الأمام ملتوياً كاحلها ،طائرة كتبها من يدها وزمور سيارة ينطلق قوياً بينما صرير الإطارت يتصاعد حين اصطدم معصمها بقوة بمقدمة السيارة.
تناهى إليها صوت صفق باب،وخطوات مسرعة وسيل من الشتائم أتت كلها معاً يرافقها صوت مزمجر غاضب:
- ألم تري هذا الشيء الضخم الذي يسمى سيارة قبل أن تطأ قدمك هذه الطريق؟ أين عقلك يا هذه؟
وعندما لم تجب، تغير الصوت الغاضب ليسألها بخشونة :
- هل أنتي بخير؟
كان قلبها يخفق في صدرها وجسدها يتكئ على مقدمة السيارة الساخن، بينما صوتها يرتجف وجلاً:
- أظن هذا.

Rehana 30-06-20 07:52 PM

رد: 4 - ليل المرايا
 
تنفس المتحدث الصعداء ليتبعه اتهام آخر:
-أنتم أيها الشباب تركضون في الشارع وكأنكم تمتلكونه.رؤوسكم بين الغيوم، متوقعين أن ينتبه الناس لوجدودكم...كم أتمنى لو أضعك على ركبتي لأصفع مؤخرتك.
وجمدت كارين مكانها، منتظرة مضي التقريع.لكن ذاك الصوت أكمل بنبرة ملؤها نفاذ الصبر والبرودة:
- لو تنحيت قليلاً لأمكنني متابعة الطريق.هذا إذا كنت لا تظنين أنك تغدقين علي بالكثير.
لم يفت كارين ما في نبرته من السخرية:
- هلا أعطيتني كتبي لأستطيع بعدها المضي في طريقي؟
- ماذا؟ أو ألتقط كتبك وأدلك إلى الطريق مع مباركتي..أهذا ما تريدين؟
الصوت كان اكثر عمقاً وأشد غضباً.
- أجل... أرجوك.
ران صمت طويل،يمزجه إحساسها بالعدائية البينة وبالقوة التي ظهرت أوضح عندما أمسكها هازاً إياها صوته الرجولي خرج قاسياً من بين أسنانه.
- التقطي كتبك بنفسك أيتها السيدة الشابة، واشكري ربك لأنني لن أسلمك للشرطة بتهمة التهور في السير وسط الشارع.
تحركت خطواته مبتعدة.لقد سببت له الخوف كثيراً، ولا يمكن أن تلومه على غضبه. فقالت:
- أرجوك لا تتركني هنا.أنا آسفة لأنني خطوت أمامك، ولكنني كنت أتمتع بهذا الصباح الجميل وهذا ما جعلني أخطئ في العد.
- أخطأت في العد؟ أخطأت في العد؟ أتحاولين أيضاً عدم الابتعاد؟
فقالت بهدوء:
- أنا لا أرى ... لذا أعدُّ الخطوات بين منعطف وآخر...لكنني اليوم توقفت عن العد ونسيت كم بقي لي من الخطوات لأصل هذا المنعطف.
أحست بالتفاتة حادة منه وبنظرة دهشة تكاد لا تصدق ما ترى لكن بقليل من الانتباه لاحظ أن هاتين العينين الدعجاوتين لا تنظران اليه مباشرة.
ازدادت فترة الصمت، فقالت على عجل:
- أرجوك ... ناولني الكتب والعكاز الذي سأستخدمه ولو كُسر.
ما عادت تسمع كلمات تبدر منه إنما حركة سريعة تبعها وضع الكتب في يدها الممدودة.
- العكاز لم ينكسر أين تضعينه أفي يدك اليسرى أم اليمنى؟
- في اليسرى لو سمحت.أوصلني إلى المنعطف وسأكون على ما يرام بعدها.
وأمسكتها يداه لتقودها،ثم قال الصوت:
- خذي خطوتين الى الامام ثم صعوداً .
تنفست عميقاً ثم قالت:
- عذراً على ما سببته لك فليس من عادتي الخطأ لكن هذا الصباح...
هزت كتفيها مبتسمة باتجاه الأنفاس التي تسمعها وكانت قد شمت عندما أعطاها العكاز رائحة عطر ذكرتها بعبير ليمون الميلاد.أشعرتها قبضته الثابة على ذراعها وصوته المنبعث بأنه رجل طويل القامة.
- أي مكان تقصدين؟
- أقصد المكتبة الواقعة عند الزاوية التالية.
- وكيف تعرفين أنها عند الزاوية التالية؟
- لقد سرت حتى الآن منعطفين، وهذا يعني أن أمامي منعطفاً آخر أقطعه لأنعطف إلى اليسار خمساً وستين خطوة أُتبعها بخمس عشرة خطوة نحو سلم ثم ست أُخر نحو خمس درجات صعوداً وست عشرة خطوة لأجتاز الباب.

Rehana 30-06-20 07:53 PM

رد: 4 - ليل المرايا
 
ضحكت ثم أردفت:
- هكذا ترى إن علي التركيز وإلا لن أنجح...حُمُّى الربيع تملكتني اليوم .وأنا آسفة.
- بل أنا الآسف..سأوصلك بالسيارة الى المكتبة .
- لا...شكراً، سأكون على ما يرام.
سمعت خطواته تبتعد وبابُ سيارته ينغلق ليهدربعد ذلك محرك السيارة بنعومة.أكملت المسير حتى وصلت إلى مكانها المنشود فقصدت طاولة قرب المكتب ثم راحت أناملها تتحسس الكتابين اللذين قدمتهما لها السيدة لونغمان.كان الأول يتناول موضع تدريس طريقة برايل للعميان والثاني يتحدث عن كيفية الحصول على كلب خاص للعميان.
أخذت تفكر بالإيجابيات التي قد يقدمها لها كلب كهذا كالتغلب على الوحدة التي تُحس بها، لكن الحصول على هذا النوع من الكلاب يكلف مالاً كثيراً والمنظمات التي تعمل في هذا المجال قليلة جداً حتى تكاد تقف عاجزة أمام كثرة المحتاجين إليها، آه لو تستطيع اقتناءه فما أضيق العيش دون فسحة الأمل!
كانت كارين مراسلة جوالة لإحدى الصحف المحلية .تسجل مقالاتها على أشرطة ثم تطبعها على ألآلة الكاتبة الماهرة في استخدامها ولم تكن تعتمد إلا على نفسها مع بعض المساعدة التي يقدّمها لها احياناً تشارل الذي يعمل في الصحيفة معها ولشدّ ما كان يتمنى لو تعتمد عليه أكثر في بعض الأمور.
وأخذت الكتابين معها ثم شقت طريقها بتأن عائدة إلى المنزل وسط الازدحام الكبير الذي يزداد بعد الظهر. وصلت إلى شقتها دون مصاعب تذكر.
وكانت شقتها في بناء من طابقين فيه أربع شقق ،شقتها غرفة نوم وغرفة جلوس ومطبخ صغير إضافة إلى حمام ومكان خاص لوضع الملابس فخورة به لأن فيه الكثير من الرفوف التي تجعلها تميز بين الملابس الموضوعة عليه بواسطة اللمس.كانت جارتها لورا تزورها لترتب لها ألوان الثياب، ولكنها كانت هي نفسها ناجحة تمام في ما تفعل .
لا بد ان ما حدث لها اليوم قد أتعبها.خلعت حذاءها ثم استلقت فوق السرير، تحسست أصابعها ساعتها (البرايل) فوجدت أنها الثالثة والنصف أي موعد الغداء. لكنها وعدت نفسها بتناول الغداء لاحقاً وأدارت وجهها نحو النسيم القادم إليها من النافذة.


الساعة الآن 11:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية