كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 4 - ليل المرايا
قال بصوت بارد بعد أن تمالك نفسه وعادت إليه رباطة جأشه:
- حقاً, يدهشني أنك ما زلت تذكرين وجهي.
دس ذراعه بذراع كارين ثم استدار قائلاً:
- أرجو أن لا تعلقي طويلاً في سانتا فاي.
جذب كارين معه وهو يسير خارجاً من غرفة الطعام. أحست بالغضب الهادىء داخله وهما يسيران عبر الردهة إلى غرفتهما.
وضبا الثياب بصمت ثم حمل الحقيبة إلى السيارة. أغلقت الباب ثم خرجت لتساعده في تنظيف الثلج عن نوافذ السيارة. لكن الثلج كان يتجمع ثانية بنفس السرعة التي كان يزيلانه. وساعدها في الصعود إلى مقعدها ثم استدار إلى المقود فقالت:
- هل تشعر برغبة في القيادة في هذا الطقس؟
- أجل ستصبح السيارة دافئة بعد لحظات.
راحت تراقبه وهو يقودها بينما العرق يبلل وجهه. كادت السيارة تنحرف لو لم يسارع إلى السيطرة عليها. ولما أصبح البيت على مرمى البصر رأت الارتياح قد علا وجهه.
حضّرت سالي لهما القهوة ثم أوصلتها لهما إلى غرفة الجلوس.
- أنت وسيم يا برايان... وأنا سعيدة جداً .قالت سالي
ابتسم وهو يأخذ طبق البسكويت الذي قدمته له:
- شكراً لك.
قالت له كارين :
- تبدو تعباً.
- أنا مرهق وأنت؟
- أرهقتك القيادة أما أنا فكنت مستريحة أضف إلى ذلك أنك مازلت ضعيفاً إثر العملية.
كان عليها أن تقول شيئاً قبل أن يخنقها هذا الشيء:
- لودي جميلة جداً.
- أجل... إنها جميلة.
كان صوته بارداً وقاسياً كالصخر.
استدار نحو النافذة، ولكنها علمت أنه قد فهم ابعد مما قصدت.
وعندما عاد بأتجاهها بدا وكأنهما لم يذكر اسم لودي إطلاقاً.
- أعتقد أن الخير في أن آوي إلى الفراش باكراً مباشرة بعد العشاء.
تلك الليلة نامت وحدها وهذا نادراً ما يحدث.
أمضت أيامها في لف الهدايا أو في السير مع ألسي والفرس السوداء حيث كان ينضم إليها الكلب بولدن الذي كان يتبع ألسي كظلها. أما برايان فلم تكن تعرف كيف يقضي أوقاته فهو منذ مجيئه لم يغازلها أو يلامسها حتى ظنت أنه قد يحلها من زواجهما في وقت قريب ما إن يتماثل وجهه إلى الشفاء. كان الجرح قد أخذا بالتلاشي وهو في طور الشفاء التام. وهذا يعني أنه سيعود وسيماً كما كان وسيحاول استعادة لودي.
قال لها يوم الأحد عند الفطور:
- سأزور الطبيب ليزيل بقايا الجرح. وأنا أعتقد أنها ستكون المرة الأخيرة التي اقصده فيها. قد لا أعود باكراً.
- سأقلك إلى البلدة بنفسي.
- لا. شكراً. لا حاجة لبقائك طوال النهار منتظرة.
- قد تكون تعباً عند العودة.
- سأتدبر أمري.
بهذه الطريقة أسكتها وهي تشعر بالإحباط سارت نحو النافذة فرأته يخرج سيارة الكرايزلر من الكراج, فتعجبت لماذا لم يستخدم الشيروكي التي يفضلها عادة ام لعله سيقابل لودي بهذه السيارة الفخمة. تركت هذه الفكرة في قلبها حملاً ثقيلاً.
|