كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 4 - ليل المرايا
- صحيح أنه لا يأتي على ذكر الموضوع إطلاقاً لكنني ظننته قد أخبرك عنها. عندما كان عائداً من حفلة ساهرة في سانتا فاي مع زوجته التي كانت تقود السيارة وقع لهما ذاك الحادث. في ذاك اليوم كانت غاضبة منه لأنه رفض أن تعبث مع الرجال الموجودين في الحفلة أمام أنظار زوجاتهم. كانت تقود السيارة بسرعة مجنونة إلى أن فقدت السيطرة على السيارة فوقع لهما ما وقع. أصيب برايان بإصابات بالغة أبقته في المستشفى ثلاثة أسابيع ترك بعدها المستشفى وهو على ما هو عليه اليوم ولم يعد يستطيع التزلج الذي كان شغوفاً به بسبب كسر أصاب ساقه. أما هي فلم تصب بأذى يذكر لكنها بعد ذلك ما عادت تطيق رؤية وجهه فكان أن طلقها بعد سنة.
ووقفت كارين صامتة تصغي إلى القصة وكره عميق يتولد لديها تجاه تلك المرأة التي لا تعرفها. امتد الصمت بينهما إلى أن قطعته جولي:
- ما هو شعورك تجاه الجرح يا كارين؟
- أنا لا ألوم زوجته على تركها له.
نظرت والدته إليها بحدة، فأردفت:
- لو نظرت إليه كل يوم وأنا أشعر بأنني المسؤولة عمّا حدث. فلن أطيق صبراً على ذلك وأنا التي أحب برايان حباً جماً.
قبّلت جولي كالدويل وجنتها دون أن تقول كلمة واحدة ثم تابعت عملها.
في العاشرة من صباح يوم الأحد اجتمعت المجموعة الصغيرة في غرفة الجلوس الضخمة، وقد شرع القاضي وليم كرينتون، صديق العائلة القديم بالقيام بمراسيم الزواج ليصبحا رسمياً زوجاً وزوجة، عندما أتتها قبلته وفيها أكثر من وعد تلقتها ببسمة صادقة ترقص فيها عيناها الخضروان تعبيراً عما تكنه من حب كبير وقد نسيت لحظتها أنه يريدها فقط إرضاء رغباته الجسدية فقط.
كانت حفلة الأستقبال مناسبة عائلية كبرى، تجمع فيها بعد الظهر كل العاملين في مرتفعات كالدويل احتفالاً بالحدث. بعد ذلك غادر الجميع متمنين لهما السعادة.
رافقته كارين وهو يشرف بنفسه على إغلاق النوافذ قبل الإيواء إلى النوم.
- أتشربين شيئاً؟
- لا... لقد اكتفيت. هل أنت تعب؟
- لا.
- برايان؟
مدت يدها فأمسكها ثم جذبها إلى ذراعيه وهو يسألها برقة:
- هل أنت سعيدة الآن يا كارين؟ أنت متزوجة الآن من رجل ثري جداً وهذا يعني أنك ما عدت بحاجة للتفكير بالسعي وراء القرش. وها أنت ترين كل شيء بما في ذلك وجه زوجك القبيح.
- أرجوك ... أنا لا أفهمك.
- ألا تفهمين؟ اوه... لكنني أفهم يا كارين... أنت لصة كاذبة لذا ستدفعين الثمن بحسب شروطي... ستدفعين ثمن ألسي والشقة التي اشتريتها لكما. لي في ذمتك دين كبير عليك تسديده بدءاً من اليوم.
- أنا لم أكذب عليك عمداً يا برايان. فالتجربة كانت على وشك الانتهاء لذا لم أستطيع البوح لك بالحقيقة... وظننت أنك...
لم يدعها تتم قولها بل أسكتها بقبلة قاسية لم يحدث أن كان لها مثيلاً خلال علاقتهما. كاد يسحقها بعناقه ويحطم أضلاعها، أخذت تدفعه عنها دون جدوى وتقاومه بكل ما أوتيت من القوة، لكن الأمر انتهى بها إلى أن أصبحت طيعة بين ذراعيه وهما يسقطان ببطء إلى الأرض, كانت حركاته قاسية متوحشة. راحت تنظر إلى الكره المطل من هذا الوجه المشوه وهي تضع يديها حوله.
|