كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
- استيقظ !
كان صوتها حاداً, وخزت اذن زائرها بأصبعيها , تذكرت انها قد قرأت في مكان ما , وعلى الأرجح في رواية عن التجسس إنه لا توجد طريقة أفضل من ذلك لكشف المتظاهر بالإغماء , لكنه لم يتحرك وببطء هذه المرة هزته برفق حتى تأوه وفتح عينيه بصعوبة . تمتم بما يشبه السؤال واجابته لتهدئ مخاوفه :
- أنت في مأمن في منزلي . سأساعدك.
- شـ... شيلا ؟
فزعت شيلا ؟ هل نطق باسمها ؟ هذا مستحيل . غير منطقي ان يعرف هذا الرجل المجهول اسمها . في الحالة التي يوجد عليها , تعتبر معجزة أحداً وإذا لم يكن غريباً.
كانت تتدلى على جبينه خصلة شعر سوداء , وتحيط وجهه لحية نابتة . تفحصته طويلاً والقلق يملؤها : إنها متأكدة انها لا تعرفه .
قالت له بنبرة آمرة :
- استدر من فضلك , هل أنت جريح؟
تمتم مرة اخرى , ثم بجهد عنيف استطاع بمساعدة شيلا ان يستدير على ظهره. من الواضح ان هذه الحركة قد سببت له ألماً شديداً. إذ تقلصت عضلات وجهه . كانت جبهته ملوثة بالطين كما لو كان قد غاص في الطين, من اين جاء. لأنها لاحظت انه يعاني جرحاً كبيراً في فخذه الايسر . كانت يده موضوعة فوق الجرح ويتأوه بهدوء.منتديات ليلاس
قالت وهي تتقدم نحوه على ركبتيها :
- دعني انظر إلى ذلك.
امسكت يده وأبعدتها ببطء عن الجرح . كان البنطلون الجينز الملوث بالدماء ملتصقاً بساقه . وضعت المصباح على الأرض حتى تستطيع أن ترى اتساع الجرح . كان طويلاً وعميقاً وينزف بغزارة .
امسكت المصباح لتراه جيداً لكنها لم تستطع ان تمنع يدها من الارتعاش وعندئذ رفع الرجل يده , همس بصوت واهن :
- برفق يا فلورانس.
إن المسكين يهذي من شدة ألمه . حاول ان ينهض مرة اخرى لكنه سقط وهو يتأوه وذراعه مثنية فوق صدره . اغلق عينيه وترك رأسه ليسقط جانباً.
قالت دون ان تجد أذنا مصغية , إذ إنه قد فقد وعيه :
- كن هادئاً.
تباً! إن وجهه ذا الملامح الصارمة يبدو داكناً تماماً حتى انه يميل إلى الزرقة . ماذا لو كان يعاني نزيفاً داخلياً ؟ امسكت بغطاء كان فوق الأريكة وغطته به. ثم امسكت بالهاتف, ثم تذكرت ان الحرارة مقطوعة منذ قليل , حاولت دون فائدة ان تتصل بمركز الأعطال.ريحانة
زمجر الرجل فالتفتت إليه شيلا , مكتوفة اليدين , لا تعرف ماذا تفعل . فتح الغريب عينيه وبجهد شاق نهض ببطء , امسك قبضة شيلا واستند إلى الباب . كانت يداه باردتين , قال في تألم:
- أوه , رأسي.
نظرت شيلا إلى الأريكة , إنها صغيرة جداً بالنسبة له . كان ذا جسد ضخم , بالتأكيد هناك حجرة الضيوف . ترددت وهي تعض شفتها , هل فقدت التعقل ؟
لقد استقبلت رجلاً غريباً , ربما كان رجلاً خطراً وهي مستعدة بكل هدوء ان تدعه ينام في منزلها ! لكن هل لديها الخيار؟
هناك عاصفة عاتية في الخارج . اخيراً, قالت لنفسها : إنها لا تستطيع ان تفعل له شيئاً كثيراً , لكنها كانت في نفس الوقت ملاذه الوحيد.
على بعد بضعة أمتار , كانت الكلبة متيقظة وحذرة وعضلاتها بارزة تحت شعرها الأسود الناعم.
|