قال: (( هذا ما تفعلينه لكنه لماذا؟))
قالت : (( احبها وابتسمت واضافت : ((انا اعوض ما فقدته من وزن))
قال: (( هل انت مريضة؟))
قالت: (( لا ,. لست مريضة))
قال: (( كيف ظللت نحيفة؟ ))
قالت: (( اعانى من لمسة ضغط عصبى وتوتر, وابتسمت واضافت: باستثناءك طبعا فقد رحبت بى ترحيبا ظريفا دافئا فى منزلك امس,
لم يكن هناك توتر على الاطلاق
قال: (( لا احب ان يقلقنى احد عندما اكون قائما بالعمل))
قالت: (( نعم , جاءتنى هذه الفكرة ))
قال: (( لقد جئت الى الجزيرة هربا من كثرة المكالب , والفضوليين , والنساء اللاتى تغيظ حتى استطيع القيام ببعض العمل))
قالت : (( لا تدعنى استبقيك بأى صورة كانت))
قال: (( لا لن ادعك تفعلين ذلك))
قالت: (( ماذا فعلت؟ ))
استدار وقال لها: (( انت تتهربين من اسئلتى))
قالت: (( ذلك اننى ينبغى ان اخبرك عن براعتى الثقافية))
هل يظن انها ستكشف عما بداخلها له , الغريب ؟ ذلك الغريب مع الكومبيوتر
الذى اعترف بأنه كاتب.
حملق فيها وهو صامت لمدة وجيزة.
والرجل يمر بوقت قاس مع شئ لم تكن متأكدة ما هو أو لماذا
واخذ يحك جبهته بيده وقال:
((الدنيا حر ولتأتى الى منزلى لتناول مشروب مثلج))
قالت: (( لا . شكرا , احب الدنيا حر))
كم يتغير تعبيره وذهنه يفكر فى امور نقية.
قال: ((اريد ان اسألك بعض الأسئلة))
قالت: (( انا لا اعمل مقابلات صحفية ))
قال: (( هذه ليست عنك!))
قالت: (( أوه . عمن هذا اذن ؟ ))
قال: (( عن ايزابيل ثم جذبها من يدها وأضاف : ((ألا تأتى ؟ أم أحملك؟ ))

الفصل الثانى

أراد أن يتحدث عن ايزابيل
من كانت ايزابيل؟
كان بنظر الى عينيها مباشرة وهنا واقفان بالقرب من بعضهما , وبدأت تشعر بقلبها يخفق. وشعرت انها ضئيلة بالنسبة لحجمه الضخم حيث كان وزنها اقل من المائة رطل.
فانه بامكانه التقاطها وطيها تحت ذراعيه ويصعد بها خطوات الى منزله دون ان يتعب على الاطلاق.
نظرت الى منزله وشاهدت الخادمة تضع الملابس المغسولة على حبل الغسيل .
حسن فانهما بن يكون بمفردهما وهذا مؤكد على الاقل
قالت ((لقد اخبرتنى فى اول الامر انك جئت الى هنا هربا من الحريم والان تهددنى بأن تجرنى الى اعلى الى عرينك. اجد هذا الامر مربكا
قال (( لماذا انتن يا معشر النساء تجعلن كل شئ معقدا جدا ؟ اننا نتحدث عن طلب بسيط ان تأتى لأجل مشروب ومحادثة قليلة
قالت (0 لم يكن طلبا انه امر لست جيدة فى اتباع الاوامر . علاوة على اننى لا اعرف ايزابيل))
قال (( سأخبرك بكل شئ عنها اثناء المشروب المثلج الذى يستغرق وقتا للانتهاء منه))
قالت (( وهو كذلك . لما لم تطلب ان اذهب معك بصورة لطيفة ؟الاخلاق الجيدة تكون افضل احيانا فى الحصول على ما تريد))
ونظر اليها طويلا وقال (( هل تتفضلين تصعدى لأجل تناول مشروب ؟ اود التحدث اليك . ابتسمت وقالت (( شكرا . نعم اود ذلك))
ثم صعدا الى الفرياندل فى منزله واحضرت مديرة المنزل مسز كوليمور عصيرا وفطيرتين بكريمة البندق
قال (( لماذا انت هنا على الجزيرة ؟ ما الذى يجذبك الى هذا النوع من الحياة المنعزلة؟ ))
قالت (( لماذا تريد ان تعرف ؟ لذا أيمكنك كتابة المزيد عنى فى كتابك ؟ أظن اننا سنتناقش بشأن ايزابيل . من كانت ؟ احدى زوجاتك ام صديقاتك اللاتى تهرب منهن ؟))
قال (( يا الهى . لا , انها امرأة خيالية فى كتابى . ليست انت وهى على خذخ الجزيرة الخيالية))
قالت (( تأكل شيكولاتة بلجيكية وتقرأ روايات تافهة ايضا خيالية . انا اعرف))
قال (( نعم . واريد ان اعرف لماذا هى على هذه الجزيرة . ولماذا هى نحيفة ولماذا لا تفعل شيئا ))كانت تراقبه وهى جالسة فى كرسيها ثم اخذت رشفة من العصير . وكانت الفطيرة حلوة المذاق.
قالت (( اخترعتها . فأنت المؤلف . كل هذا تخيل أدبى . أليس كذلك؟ ))
قال (( أحاول ذلك . ماذا تظنين ما انا فاعل مؤخرا؟ ))
قالت(( لم افكر فى ذلك لأخبرك بالحقيقة. ربما ادهشك ذلك لكنك لم تتخيل افكارى واحلامى))
هذا كذب . لقد نجح فى ان يزحف الى احلامها وافكارها بصورة تضايق ولكنه لم يكن بالامكان منع ذلك.
دق جرس الهاتف فى مكان ما فى حجرة خلفهما .

استأذن قائلا ((عن اذنك)) ثم دخل الحجرة وسمعت صوته (( أهلا ؟ )) ثم تبع ذلك سكون واستمر صوته : ربيكا من اجل الله ! اشتريه على الفور! سأعطيك بطاقة الائتمان واستخدميه ! أعرف ولكن هل كان يجب ان تطلبيننى هاتفيا لأجل كل شئ بسيط؟
كانت جالسة تنصت الى المحادثة الهاتفية وخاصة لريبيكا وما كان هناك شئ يمنعها من ان تقف وتسير الى الفيراندا
ثم قال (( ليس الآن لدى مشكلة مع الكتاب اللعين صدقينى . أنت فى افضل حال بدونى))
كاترينا ضغطت على شفتها , ولم تصدق ذلك . اى شخص يكون فى افضل حال دونه
ثم عاد ماكس بعد فترة الى الفيراندا.
وقال (( أين توقفنا؟))
قالت (( عند شئ عن عدم قدرتك على فهم السبب فى أن هذه المرأة فى كتابك حضرت الى الجزيرة))
قال (( صحيح , نعم , هل سمعت عن عقبة الكاتب؟))
قالت حين أومأت برأسها (( شئ من غلق صنابير الخيال وجفاف الالهام وانتهاء الابتكار والذهن مشتت , لأسابيع وأسابيع . وشهور وشهور . هل هو شئ كهذا؟ هل هذا ما يجعلك جافا ومخبولا وفظا؟ ))
قال (( لقد فهمت الأمر))
قالت (( لم يكن يبدو عندما رأيتك أمس . لقد كنت تكتب مثل رجل هادئ رابط الجأش . حتى أنك اتهمتنى بأننى بددت تركيزك الثمين))
قال (( ان عرقلتى هى عرقلة جزئية وترجع الى المرأة ))
قالت (( ايزابيل النحيفة))
هز رأسه والتقط كأسه وأفرغه.
وأضافت : (( حسن لما لا اساعدك فى الخروج من تلك العرقلة؟ واستطردت قائلة (( ربما حضرت الى الجزيرة لتشفى من صدمة ولتقل انك اكتشفت ان زوجها كان ينام مع امرأة اخرى وهى الان تحاول عقد عزمها اما على الطلاق او لا ))
قال (( هل هو؟))
قالت (( هو ماذا؟))
قال (( هل زوجك ينام مع اخرى وانت تريدين الطلاق؟ ))
ضحكت وقالت (( هل تقدر ذكائى . ألست كذلك؟))

قال (( انى اجيب عن السؤال اللعين وأضاف (( من فضلك ))
تأملت فى سؤاله قليلا ثم قالت:
(0 ليس لدى زوج))
قال (0 مطلقة؟ ))
قالت (0 لا )) واضافت بسرعة (( كنا نتحدث عن ايزابيل وليس عنى ))
قال (0 نعم صحيح))
قالت (( كنت اقترح ان زوجها ربما كان يخدعها وهى ...)
قال (0لا لا احب الشئ عن الرجال المحتالين . وهذا امر شائع . افكر فى شئ اخر سبب اخر شئ مأسوى بصورة أكبر ))
شعرت بوخزة الغضب ولفتت باستيان وهى تتذكره . عليكم اللعنة ايها الرجال المغازلون.
قالت (( وهو كذلك وماذا عن هذا ؟ ربما عائلتها برمتها اكتسحها اعصار وهى التى بقيت بمفردها ومنزلها كومة من النفاية ..)
قال (( لا ))
قالت (( تكون نجمة من نجمات هوليوود ونضب عملها بسبب الشائعات الخبيثة ))
قال (( لا . هذا غير موفق ))
قالت (( ربما يساعد الامر لو اننى عرفت شيئا عن ايزابيل . هل هى لطيفة , جميلة , غبية , وضيعة ؟ وما هو الدور المفروض ان تلعبه فى هذا الكتاب؟ هل هى جاسوسة , مدرسة , مغنية شهيرة ؟ ))
قال (0 لست متأكدا , تلك هى المشكلة . لم تكن حقيقية فى ذهنى . لم افهم تماما شخصيتها))
قالت (( حيث انك فى شك حيالها فاردها من ذهنك وتخلص منها . ولتدعها تقفز من اعلى جرف او شئ كهذا))
قال (( لا لا استطيع فعل ذلك , انى احتاجها))
قال (( لم ؟))
قال (( ايزابيل هى المرأة التى تعيد بطلى الى الحياة من الناحية العاطفية . لم يكن رأيه محببا عن النساء ولكن ايزابيل مختلفة))
قالت (( مختلفة ؟ كيف؟))
قال (( لا اعرف ! المشكلة هى انه ما من خبرة لدى حيال النساء المختلفات))

قالت (( مختلفة فى ماذا؟))
قال (( ولتنسى الأمر))
قالت (0 آه خسارة أخرى فى الحرب بين الذكور والاناث . وهل هذا هو سبب حضورك الى الجزيرة ؟ لتلعق جراحك؟ ))
لم يكن رده مشجعا . فنهضت وقالت (( أظن أننى سأرحل . أشعر اننى لا اضيف اى شئ فى العملية الخلاقة هنا))
هبطت درجات سلم الفيراندا دون انتظار لرده وهى فى الممر نظرت اليه فشاهدته يراقبها.
قادت سيارتها الى دار ايتام سان مارى بعد ظهر هذا اليوم . واتخذت الطريق الساحلى الضيق . وكانت تشعر بنسمة الهواء تداعب وجهها وشعرها القصير جدا الذى لم يتأثر بأى نسمة. كانت قد ذهبت منذ سنتين الى صالون جيوفانى الشهير لتصفيف الشعر فى روما حيث كانت تتطلع الى (( مظهر جديد وها هى فقدت كل شعرها تقريبا الذى كان طويلا كثيفا وحريريا والذى كان يتبى أسفل ظهرها. فقد أقنعها جيوفانى بذلك وان ذلك لن يحول بين هيئة وجهها الرائع واخذ يمتدحها كما لو كانت عملا فنيا . لم تكن تظن ابدا ان جمجمتها وهيكل عظام وجهها يمكن ان تعتبر قطعة فنية مثلما اوضح جيوفانى.
نظرت الى نفسها فى دهشة وتساءلت من هذا المخلوق الجميل ؟ وبدت انها شخص مختلف لكن ذلك لم يغير شيئا فى حياتها. فما زال زوجها يخرج للصيد والمقامرة وظلت وحيدة كما كانت من قبل.