جمعت اشياءها ثانية اندفعت الى الممر الى المنزل وارتدت قميصا فوق البيكينى وخرجت من المنزل مسرعة وممسكة بالورقتين . الفيلا التى ينزل بها تخفيها جزئيا شجرة ليمون ضخمة ونبات امريكى معترس وكانت اعلى ممر صخرى وعندما وصلت اليها كانت تلهت وثائرة جدا
كان الباب نصف مفتوح فطرقته بشدة حيث سمعت موسيقى غير مألوفة صادرة من الداخل غريبة جدا تبعث الواحد على النوم . ليست لموزار او بتهوفن وليست من نوع الروك الحديث او الشعبية . وقفت لحظة تشدها الاصوات ثم طرقت الباب
حاولت ان تلتقط انفاسها وهى منتظرة بالباب تنصت الى الموسيقى وكان هناك عزف على الكمان بمرح وبقطع حسية ويساند العزف فرقة الجاز
شعرت بانها مشدوهة فأغمضت عينيها وتنفست بعمق وهدوء
ما من احد جاء الى الباب فطرقت الباب ثانية كان صوت الموسيقى يغطى صوت طرقها الباب . ثم فتحت الباب اكثر وتحركت الى الداخل . عليه اللعنة لن تهبط الى الممر لأن بعدما تحملته من ثورة فى داخلها . فهى بحاجة الى ان تصب جام غضبها .ولسوف تعطيه جرعة كاملة منه.
لمحته بمجرد ان دخلت المنزل فى حجرة جهة اليمين. كان الباب مفتوحا وشاهدته وهو جالس امام ديسك الكمبيوتر المغطى بورق بدت الحجرة كما لو ضربها اعصار فهناك اوراق وكتب فى كل مكان , وصور فوتوغرافية متناثرة على ديسك اخر
لم يلاحظها فكان يضرب على الالة الكاتبة بسرعة تتطاير اصابعه فى حالة شبه طيران على لوحة المفاتيح بخبرة كبيرة
توقفت يداه فجأة ثم استدار بحدة وقال: " ماذا بحق الجحيم؟"
" لا تؤاخذنى لكننى طرقت الباب وما من مجيب . دائما هى مؤدبة وكانت تربيتها تربية عالية وهى ذات سلوك مهذب ولذلك اعتذرت له . قد سيطرت الموسيقى على غضبها.
ازاح الرجل الكرسى الى الخلف وهب واقفا على قدميه مثل نمر مستعد للانقضاض
" لا شك ان تحضرى الى هنا مثل هذا ! ألا ترين اننى قائم بالعمل؟
قالت:
اسفة لازعاجك
قال:
انت لم تزعجيننى يا سيدة لقد دمرت تركيزى!
قالت: " يا للأسف .."
ثم اشار الى الباب قائلا: "اخرجى الان"
حملقت فيه وقالت: " لن ارحل حتى انتهى مما اريد قوله " بكل شجاعة وعناد قالت هذا.
كان الرجل فى مثل حجمها مرتين ثائرا وكانت تعاديه
رفع الرجل حاجبه وقال:
امامك دقيقتان

مدت يدها وهى ممسكة بالورقتين وقالت: " وجدت هاتين الورقتين بين الشجيرات بجوار الشاطئ . اعتقد انهما يخصانك"
اخذ الورقتين منها وحملق فيهما وقال : (( انهما يخصانى . وهل هذا هو سبب حضورك الى هنا وتصرفيننى عن عملى؟ لأجل صفحتين من الورق يمكننى طباعتهما ثانية لو احتجت لهما؟ بالله عليك يا امرأة أليس لديك شئ افضل تقومين به ؟حسن لا وافترض انه ما من عمل لديك
قالت وهى غاضبة((ربما ينبغى ان تسأل نفسك عما اذا كان لديك اى شئ افضل ان تفعله!
قال: (( وما المفروض ان تعنيه؟))
قالت: ((ماذا تظن انك فاعل بالكتابة عنى , بحق الله ؟ كيف تجرؤ على الكتابة عنى؟))
قال : ((اكتب عنك؟))
قالت : ((استطيع القراءة ! واستطيع ان اجمع واحد وواحد معا!))
حملق ثانية وقال: ((آه فهمت هذه الكتابة ليست عنك .هذه رواية بصورة محضة
ثم قالت : (( بالتأكيد انها! انها لها شعر قصير جدا وداكن جدا )) حيث اقتطفت مما كان مكتوبا واضافت: (( كانت نحيفة مثل قطة الازقة)) هل تظن اننى غبية؟))
قال: (( لم يكن لدى رأى بصورة او بأخرى عن براعتك الأدبية ولا اعرف من تكونين؟ ))
كثير من الناس لا يعرفونها وكثير من الناس يعرفونها وان موت باستيان خلق اهتماما جديدا بها. ويمكنها ان تتصور بضعة عناوين جديدة بسهولة. ارملة باستيان تعيش فى فقر ارملة باستيان ذويت فى حزن.اكتشاف ارملة باستيان على جزيرة غامضة.
(( ان كنت صحفى وتكتب عنى فانى احذرك))
(( تحذريننى ؟ لماذا؟ ))
سأقاضيك
قال بهدوء : (( فهمت ولماذا اريد ان اكتب عنك؟
(( لأجل المال ولماذا ايضا؟
انتظرى دقيقة
بالرغم من كل مشاعرها توقفت وواجهته ثم سألها : (( من انت؟))
سألته : (( من انت ؟))
(( ماكسى لوريللو وانت؟
((كاترينا))
قال : (( كاترينا من ؟))
قالت: (( لا يهم ما هذا الذى تكتبه ؟ مقالا؟ فضيحة لصحف الازقة؟
قال : (( رواية))
اى نوع من الروايات؟
مغامرة مؤامرة دولية
(( وانا فيها))

قال : (( لا لست فيها. انت مجرد جزء من الالهام المثير للصورة الذهنية! ))
لم تكن متأكدة اذا كانت غاضبة او تم اهانتها او الاثنين معا
واضاف: (( هذا ليس مجاملة ولا اهانة . انما ببساطة هى حقيقة))
وحملقته جعلتها عصبية مما ضايقها ولم يجعلها الرجال غالبا عصبية
القت نظرة على الصور - مشاهد لرجال مظهرهم ينم عن القسوة, ويرقصون رجل شبه ميت يزحف خلال مستنقع , ومشهد لصحراء به خيام وجمال وبدو رعاة.
ثم استدارت وكفاها من ذلك الرجل الفظ من موسيقى وصوره وروايته وعينيه بنظرتهما الثاقبة. ارادت ان تذهب وتعود الى السلام والامان فى منزلها بحجراته الكثيرة الذى يخلو من الرجال من اى نوع.
وعندما التفتت لتجد الطريق محجوبا بامرأة ضخمة وبيدها صينية. ترتدى المرأة فستانا منقوشا بصور الزهور وتكسو وجهها ابتسامة ودية ردت كاترينا بابتسامة
واخذت جانبا لتدع المرأة تمر.
قالت المرأة ((قهوتك يا سيدى لم اكن اعلم ان لديك زائرة. هل احضر فنجانا اخر؟
ردت كاترينا قبل ان يتمكن ماكس لوريللو من ان يقول شيئا: (( لا اشكرك انى راحلة))
ماكس: (( ليس عليك الذهاب ولتبقى وتتناولى بعض القهوة فتبدد تركيزى وليذهب الى الجحيم وعموما نحن جيران ولا ضرر من ماقشة ودية من جارتى أهناك ضرر؟
لن يحصل على اى معلومات منها لاستخدامها كتدعيم لكتابه
وعليه ان يجد الهامه فى مكان آخر
ولن يحصل عليه منها لو استطاعت مساعدته فى ذلك
ورمقته بنظرة جعلته يضحك بدا غضبه وقد تبدد
قالت: (( انى مشغولة وكان هذا كذبا ومتأكدة انه يعرف هذا واستدارت
وخرجت وعادت الى منزلها
ظلت تلك الليلة فى سريرها تسمع فى ذهنها الحان الكمان الموسيقية
ورؤية العيون الزرقاء الذكية والكلمات على الورق مثلما انطبعت فى ذهنها.
لم تكن مهتمة بالرجال سنوات ثم تزوجت وبالطبع لم تكن مهتمة بالرجال.
كان من المفترض انها كانت مهتمة فى زوجها, وقد كان هذا فى البداية بالتأكيد
وشعرت بوخزة الم كيف احبته! ا
و كانت تتذكر هذا لكن المشاعر كانت من الصعب بقاؤها فى مواجهة الحقيقة : لم يحبها باستيان وكان يتواجد بالكاد لم يكن مهتما بها او بزواجهما, كان مهتما بالنساء الاخريات, وبالصيد , وبالمقامرة واشياء اخرى ممتعة جديدة.
تنهدت كاترينا, تذكر تلك الاشياء كان يقع بها الكآبة ولم تكن تريد ان تكون مكتئبة.
فكل شئ قد انتهى الآن. لقد حضرت الى الجزيرة لتشفى نفسها وتكتسب بعض الوزن
ولتحدد ما هى بفاعلة , وان تتعلم ان تبتسم ثانية ولتكون سعيدة مثلما امرها الطبيب.

ان كل ما تحتاجه كان قليلا من السحر.
كانت راقدة على الشاطئ بعد ظهر اليوم التالى منهمكة فى كتابتها عندما حول انتباهها قدمان كبيرتان شاهدتهما. رفعت رأسها لتشاهد ماكس لوريللو واقفا بهيئته الضخمة ينظر اليها.
ازدادت سرعة نبضها فجلس والقت بكتابها على الرمل.
وقالت: (( هل كان من الواجب عليك ان تباغتنى هكذا؟
ربما اكون مصابة بحالة مرضية قلبية , هل تقدر هذا؟
قال: (( لا , هل أنت؟
قالت : (( لا ))
قال: (( انى سعيد بسماع ذلك ))
وجلس الى جوارها على الرمل يسند ذراعيه على اعلى ركبتيه . وكان يرتدى بنطلون شورت كاكى اللون وقميصا ابيض اللون
انه من الواضح ان حضوره الى الشاطئ لم يكن لأجل السباحة.
واضاف: (( انى اسف لازعاجك ولكن...
قالت: (( انت لم تزعجنى وانما بددت تركيزى))
قال: (( من المفروض ان اعتذر))
قالت: (( اوه من فضلك لا توتر نفسك أليس لديك اى شئ افضل لتفعله من ان تتسكع على الشاطئ؟
قال: (( هناك شئ اود ان اعرفه لماذا انت قلقة جدا من كتابتى عنك؟ ))
قالت : (( انا غير قلقة )) وامسكت بدثار الشاطئ وارتدته حيث كانت على عظامها البارزة.
واخذ يرقبها
ظلت تفكر فى مشهد الحب او بدايته على الاقل. وهو المشهد الذى كتبه لم تستطع ان تطرده من ذهنها , فكان مشهدا فظيعا,.
قال: (( تصريحاتك جعلتنى افكر فى انك ربما من الشخصيات العامة
واذا كنت ثرية مشهورة فلماذا لا تنزلى فى المنتجع؟ ))
لم يكن هذا هو اعادة بالتأكيد على انها توقع انها تنتمى الى الدوائر السامية الشهيرة والثرية
كانت بالطبع كذلك ذات مرة ولكنها لم تعد كذلك
حاولت اخيرا ان تتصور نفسها كذلك...

قالت : (( انا مفلسة ))
قال: (( أيمكننى معرفة من انت؟ ))
قالت كلمات لا يفهم معناها فرمقها بنظرة فاحصة وسألها: (( ما هذا الذى تعنيه؟))
لوحت بيدها وقالت: (( لا شئ لا تهتم))
قال: (( حينئذ ماذا فعلتى حتى اصبحتى فقيرة؟ هل قامرت بثروتك؟
قالت : (( لا باستيان افلح فى هذا دون مساعدتها , وشعرت بأنها لا تميل الى تنوير ماكس لوريللو بهذا الامر.
قال: (( وماذا ستفعلى بحالة فقرك؟ ))
قالت : (( لم اعرف بعد))
واقترح قائلا: (( ربما ينبغى ان تجدى عملا ))
ثم نظر الى الكتاب الذى معها وكيس البلاستيك الذى يحتوى على كعكة بالجوز بجوارها.
كل الاشارات الدالة على حياة الكسل.
قالت موافقة: (( فكرة ممتازة )) واضافت : (( كنت ادرس الامكانيات المتنوعة . وانها تحتاج الى جراح للمخ فى عيادة مايو وقد تم عرض دور لأجلى فى مسلسل تليفزيونى جديد, ولكننى اميل بصورة اكبر نحو العمل فى مؤسسة قانونية كشريكة.
فكرت دائما فى ان اكون محامية مطلقة وربما يكون هذا امر هزلى.
التنقيب فى الحياة الشخصية للآخرين امر اكثر اثارة , ألا تظن ذلك؟ ))
قال: (( ماذا درست فى الكلية ؟ وتجاهل ما قالته
قالت : 0(( تنمية الطفل ))
قال: (( أتريدين ان تكونى مدرسة؟ ))
قالت: (( لا لم تفكر فى ان تكون مدرسة , لقد ارادت ان تكون اما.
كانت تريد ان تكون اما دائما حتى منذ ان كانت صغيرة .
تنمية الطفل شئ مفيد للتجهيز للامومة ووسيلة لشغل الوقت عندما يكون الزوج بالخارج يقامر او مشغولا بسباق السيارات.
ولكنها ها هى الان قد بلغت الخامسة والعشرين وليس لها اطفال
لم يكن باستيان يريد اطفالا.
قال : (( ماذا تفعلى على الجزيرة؟ ))
قالت : (( لقد عرفت بالفعل
اتسكع واقرأ روايات تافهة
ثم اخذت الكعكة وقضمتها