سألته (( لماذا لا تجعل ايزابيل نباتية ؟ ))
قال (( ما الذى جعلك تقولين هذا ؟ ))
قالت (( لأنك كنت تفكر فيها وكيفية تنميتها , وهذه مجرد فكرة خطرت ببالى . هذا ما يسمى بالالهام , على ما اظن ))
قال (( انت لست نباتية )) وهو ينظر الى اللحم الذى فى طبقه
قالت (( وما علاقة هذا بأى شئ ؟ ))
قال (( مجرد ملاحظة ))
بعدما فرغا من تناول الطعام , تناولا القهوة فى الفيراندا التى كانت مضاءة بلمبات صغيرة وشموع كبيرة . وجلسا يستمتعان بهواء الليل وهدوء البحر الذى يلمع ماؤه فى ضوء القمر.
هناك صندوق ملئ بكتب الاطفال على الارضية بجوار كرسيها ارسلته مارى لو , افضل صديقاتها فى نيويورك لأطفال دار أيتام سان مارى.
التقط ماكس بعض الكتب وتفحصها وقالت:
(( انت تقرأ جيدا جدا ))
قال (0 ما هذه الكتب ؟ ))
قالت (( كتب اطفال . فترى ان بها صورا والحروف كبيرة ))
قال (( نعم . ارى . بعضها رائع . دروس الحياة للتعليم , يجب ان تقرئيها فى وقت ما ))
قالت (0 انا اذهب الى دار الايتام مرتين اسبوعيا واقرأ للأطفال هناك . انهم بحاجة الى بعض الكتب الجديدة , لذلك طلبت من صديقتى مارى لو ان ترسل لى بعضا منها ))
قال (( دار الايتام ؟ ))واصاف (( تلك الدار التى تشيدها الراهبات ؟ ))
قالت (0 نعم ))
أومأ برأسه وتنهدت كاترينا بعمق وقالت (( اظن ان القراءة للأيتام الصغار هو شئ رائع بالنسبة الى ايزابيل لتقو به . انى متأكدة من ان لها حسّا متطورا بالواجب الاجتماعى , انقاذها للبطل وللكل ))
نظر اليها ولكنه فى الحقيقة لم يسمع كلماتها . كان عقله غارقا فى عالمه القصصى مع امرأته الخيالية . ايزابيل النحيفة . التى تقرأ قصصا لأطفال فى الخيال فى دار ايتام من وحى الخيال . ولا شك فى هذا
كان يشرب قهوته وهو شارد الذهن . ولما فرغت القهوة وقف على قدميه استعدادا للرحيل .
بدا انه فى عجلة من امره لأن يذهب الى منزله . لم يكن الأمر صعبا للتنويه بسبب ذلك .
كانت ايزابيل تناديه وهى لا تقاوم
شكرها بصورة اوتوماتيكية بالنسبة للعشاء الرائع وهبط درجات السلم بسرعة . قالت لنفسها : (( كان يجب ان اضربه على رأسه عموما))
حسن لماذا تهتم بذلك ؟ ألم تريده ان يرحل ؟ كان الرجل ضاغطا على اعصابها ولم تكن تحب ذلك.
لم تحب فكرة ان له تأثير على جهازها العصبى.
نظرت من شرفتها فوجدت الضوء على مكتبه . لا بد وانه مع ايزابيل لمنتصف الليل او الليل كله .
همست (0 انى اكرهك يا ايزابيل )) والان لماذا قالت شيئا غبيا مثل هذا ؟

الفصل الثالث


كاترينا لم تشاهد ماكس عدة ايام .
كانت الدنيا هادئة جدا ! تبعث على الاسترخاء !
ذات صباح , جاء يقفز على درجات السلم الى الفيراندا حيث كانت تراجع قائمن جديدة (( اتصالات للاتصال )) - تضم كل الناس الذين ربما يساعدها بالمعلومات بامكانيات العمل المتنوعة التى لديها فى قائمة (( وظائف والامكانيات الحرفية )) أجرت العديد من الاتصالات فى البضعة أيام الماضية واحساسها الجديد بالهدف جعلها تشعر بأنها جيدة . وبدأت أسئلة كصيرة . أى أنواع كتب الطهى شائعة حاليا ؟ هل هناك سوق للأعشاب الطازجة فى المطاعم الكاريبية ؟ وهذا . ان فكرة الاقامة على الجزيرة لازالت مغرية جدا .
ولكنه يبدو من الحمق استكشاف جميع خبراتها قبل اتخاذ القرار النهائى.
ماكس (( متى ستذهبين الى سان مارى ثانية ؟ لم يبد واعيا تمام بالوقت والمكان ومتطلبات الحياة من الكياسة واللطف فى عالم حقيقى.
قالت (( صباح الخير لك أيضا ))
قال (( صباح الخير . ألم أقولها ؟ ))
قالت (( لا لم تقلها . ذهنك مشغول . لقد سألتنى متى انا ذاهبة الى سان مارى ثانية ؟ ))
(( متى تذهبين ؟ ))
(( لماذا تريد ان تعرف ؟ ))
قال (( أريد الذهاب معك ))
ضحكت وقالت (( تريد الذهاب , هل فعلا ؟ ))
قال (0 اريد ملاحظتك عندما تقرأين للأطفال . آخذ بعض الصور ))
قالت (( لا ))
فقال وهو مقطب الجبين (( لأجل خاطر السماء ما هذا التصرف ؟ ))
قالت (0 لا اريد صورى ان تكون فى الصحف المصغرة ))
قال (( لو كنت اريد صورتك لأجل الصحف . هل تظنين أننى أسألك ايها ؟ هل تظنين اننى اريد صورتك الآن . لقطات لك وانت راقدة على الشاطئ بالبيكينى على سبيل المثال ))
كم هو صحيح . وتساءلت لو انه قد اكتشف من هى.
واستمر فى قوله (( انا لا اكتب للصحف الصغيرة . وكفى عن كونك شديدة الارتياب فى الآخرين ))
واستطرد قائلا (0 الآن ما رأيك ؟ ))
قالت (0 لا تأتى وتقحم نفسك . فى مكان خاص بعض الشئ وتأخذ صورا للناس ))
قال (( سأطلب تصريحا من المسؤول عن المكان هناك ايا كان . واطلب منك الان لو تكرمت ان تدعينى التقط لك صورة بينما تقرأين للأطفال ))
قالت (0 لماذا ؟ ))
قالت (( لأننى أحتاج تلك الصور لأفحصها لأجل كتابتى ))
قالت (0 آه نعم , تذكرت الان . الهام مرئى ))
قال (( لن اكتب عنك . أعدك بذلك ))
قالت (( أنت تكتب عن ايزابيل , أنا اعرف ))
لماذا تشعر كما لو أنه يتم استغلالها ؟ لأنها كذلك بالطبع , يتم استغلالها.
قال (( لا اظن ان هذا طلب احمق . وليس كما لو اننى اطلب منك وضعا عاريا , يا الهى ))
ونظر اليها نظرة الذئب وقال (( اذا كان هذا يروق لك بالطبع سأدرس هذا ))
قالت (0 يا رب تموت )) فأخذ يضحك

قال (( وهو كذلك ولتنسى الفكرة , لو تتركينى اذهب معك الى دار الايتام ))
قالت (0 انا لا اعرفك او ما هو نوع الكتاب الذى تؤلفه , ولا اريد اى شئ له علاقة به ))
قال (0 مغامرة ومؤامرة دولية . اخبرتك بهذا . لا دم ولا اشارة هامة اليه . مجرد جريمتى قتل نظيفتين . هذا كل ما فى الأمر , ويمكنك قراءة الكتاب عندما افرغ منه . ويمكنك ان تقاضينى لو اردت ذلك ))
كم هو كريم !
وقالت (( كم كتاب الفت ؟ ))
قال (( هذا هو الكتاب الخامس ))
قالت (( هل تم طباعتهم ؟ ))
قال (( نعم وسيخرج الكتاب الرابع للقراء الشهر القادم ))
قالت (( لماذا لم اعرف اسمك فى عالم النشر ؟ ))
(( هناك آالاف الكتاب وآلاف الكتب هناك . لا يمكنك معرفتهم كلهم ))
(( لماذا لا يكون معك اى من كتبك ؟ ))
قال (( ما هذا ؟ أهو استجواب ؟ ))
قالت (0 نعم و لماذا لم يكن معك اى من كتبك التى قمت بتأليفها ؟ ))
قال (0 أنا لا أحمل كتبى معى أينما ذهبت . علاوة على أننى غادرت فيرمونت على عجلة من أمرى ))
قالت (( فيرمونت ؟ هل هو المكان الذى اتيت منه ؟ ))
قال (0 نعم , وهل تسمحين لى بالتقاط بعض الصور لك وأنت تقرأين للأطفال ؟ ))
شعرت فجأة باحساس القوة وهو احساس لذيذ . انه يريد شيئا منها ولديها القوة لأن ترفض الطلب . ولو رفضت هذا فطبعا لن يكون شيئا لطيفا.

سيكون هذا الامر , حقيقية , شيئا طفوليا وكاترينا ليست شخصا طفوليا فقالت لنفسها سأدعه يأخذ الصور , وشعرت بأنها فى حاجة الى ادخار طاقتها لأمر أكثر اهمية ايا كانت نتيجته.
قالت (0 وهو كذلك , ولطالما لديك تصريح من الأخت برناديت وستعطينى واياهم نسخا من تلك , فسوف يودون ذلك ))
قال (( ما من مشكلة ))
قالت (( طالما تكتب ادبا قصصيا نقيا ))
(( أعدك بشرف الكشافة ))
قالت (( والا سأقاضيك))
(( مفهوم))
((وانا لى اتصالات . ولسوف افوز ))
(( تبدين خطيرة ))
قالت (0 انا كذلك . وانه من الافضل لك ان تصدقنى )) وأضافت
(( سوف اقرأ للأطفال ثانية صباح يوم الجمعة ))
قال (( اشكرك ومقدر هذا ))
وابتسم ابتسامة لطيفة جذابة ومثيرة جدا , وخطيرة جدا.

كان مصورا تماما , محترفا جدا .
وطريقة تحركه والتقاطه الصور من عدة زوايا تركا فيها انطباعا مؤثرا.
كان الاطفال مفتونين بماكس وبكاميراته , والراهبات كن مستمتعات
لقد ادى عملا سحرهم . تجمع الاطفال حول كاترينا تحت ظل شجرة مانجو كبيرة.
اخذ ماكس يمزح معهم مما جعلهم يضحكون , ثم قال لهم بلطف أن يستمعوا الى القصة , وسرعان ما شدتهم القصة التى تقرأها كاترينا عليهم وعندما انتهت حلقة القراءة قال لها ماكس:
(( أنا مدين لك بغذاء . أمن الممكن ان نذهب الى بورت رويال ونجد سبئا هناك لنأكله ؟ )) كان من الصعب عليها ان ترفض ذلك العرض الظريف , لذا قررت الذهاب معه.
قالت (0 اود ذلك )) وشعرت نحوه بشعور متغير وذلك منذ ان راقبته وطريقته الطبيعية مع الأطفال . وهما فى طريقهما استمتعت كاترينا بالمشاهد الطبيعية فى اتجاه العاصمة.
حيث حقول قصب السكر ونخيل جوز الهند , والجبال البركانية على الجانب الآخر المكسوة بالخضرة التى صلبتها الأمطار حيث تكمن قوة الشفاء فى تلك النباتات . انها السحر الأخضر .
انه تفكير مثير جدا.
ماكس : (( هل تقضين كثيرا من الوقت هنا على الجزيرة ؟ ))
كاترينا : (( مرة او مرتان سنويا لمدة اسبوعين . احيانا كانت تأتى بمفردها للهرب . كان باستيان فى احيان اخرى يريدها هنا لو قرر الحضور الى الجزيرة مع مجموعة اصدقاء للغطس والخروج فى قوارب الى البحر. فكان يحتاجها لتكون مضيفة.
ماكس : (( ماذا تفعلين فى نيويورك؟ ))
كاترينا : (( كنت فى الكلية حتى سنتين مضتا , سافرت بعدهما ودرست فى اوروبا , مناهج الطهى واشياء كهذا ))
والتزلج فى سويسرا وزيارة الاصدقاء فى ريو وهونج كونج وعدم التفكير فيما قد يفعله زوجها , كانت تحاول جهدها ألا أنها لم تفلح دائما.
أضافت (( لماذا تركت فيرمونت فى عجلة من امرك؟ ))
نظر اليها فى دهشة
استطردت : (( هذا ما اخبرتنى به منذ يومين . هل كنت تفر من الشرطة او شئ من هذا القبيل؟ ))
(( اسوأ من هذا ))
(( من المباحث الفيدرالية ))
قال (( من النساء ))
مرت عنزة حامل , حاول تجنب الاصطدام بها وهو يلعنها ثم قال : (( شاهدى , النساء من اى نوع يعترضن طريقى ))
قالت (( قلبى يقطر دما من أجلك . وما نوع الكولونيا التى تستخدمها بعد الحلاقة ؟ المسك ؟ ))
قال (( أيمكنك أن تخبرينى ؟ ))
قالت (( لا , انا محصنة ))
قال (( آه , أرى ذلك ))
قالت : (( أنت لا تهتم , لقد حضرت الى الجزيرة لتجنب النساء . أتتذكر؟ ))
(( هذا حقيقى . حسن . حينئذ نحن الاثنان محظوظان . ولا يجب ان اقلق عليك , ولا تقلقى على ))
قالت (( تماما ))
تناولا طعام الغذاء من السمك المقلى وغيره من الأطعمة فى مطعم فندق ملئ بالأنتيكات والأثاث والسجاد وغير ذلك من أيام الاستعمار , وكان المكان رائعا.

سألها ماكس (( هل تحبين الأطفال ؟ ))
قالت (0 نعم , لماذا تسأل ؟ ))
هز كتفيه وقال : (( كان هذا واضحا , الطريقة التى كنت تلعبين بها معهم . أنت طبيعية . أظن اننى اخذت لقطات جيدة ))
تحدثا عن دار الأيتام والأطفال حيث كانت سعيدة معهم , وعن الجزيرة وعن المطعم , الذى يعرفانه فى نيويورك , وكانت المحادثة بينهما سهلة وسلسة .
وكانت تشعر بتوتر غريب يغزو جسدها عندما يكون ماكس قريبا منها . ما من رجل قد أحدث فيها مثل هذا التأثير . كان هناك عمل يجب القيام به . وكان عليها أن تعد خريطة المستقبل واجراء مكالمات هاتفية
كان لديها قائمة (( مكالمات هاتفية لاجرائها ))
وهما فى طريق العودة والمشاهد الخلابة سحرتهم حيث قال ماكس : جنة , كما لو أنه يخمن أفكارها , وكان يشير بذلك الى الجزيرة , وأضاف : (( سلام وهدوء جدا ))
قالت كاترينا (( أظن فيرمونت كانت هادئة ))
قال (( لولا النساء لكتن كذلك ))
قالت (( يبدو انك متحامل على النساء , حينئذ , فماذا أكون أنا ؟ ألم توجه الى الدعوة للخروج معك لتناول طعام الغذاء , ألم أتخذ هذا بمثابة عمل ذا شجاعة كبيرة من جانبك؟ ))
قال (( أنت مختلفة ))
حسن انها تأمل فى ذلك . بدا من الواضح انه يفكر فى النساء كمجموعة من الأفراد المتماثلين
لكن كاترينا كانت مختلفة , تتساءل كيف رأى فيها ذلك.
سألته (0 كيف اكون مختلفة ؟ ))
ظل مدة صامتا . وقال (( لا ادرى ولكننى اعتزم ان اكتشف هذا ))
كانت امرأة غامضة . هذا ماكس ان يبدو انه يفكر فيه . لم تظن نفسها غامضة هى , كاترينا ماكنزى كانت امرأة غامضة ساحرة , كم هذا مثير !