لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

و في نشوة العشق صرنا رماداً في كل صباح أقول لنفسي ، أنا هو الشيطان .. و لكنني سرعان ما أطرد تلك الفكرة اللعينة من رأسي ، و

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 20-10-19, 02:05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

و في نشوة العشق صرنا رماداً


في كل صباح أقول لنفسي ، أنا هو الشيطان .. و لكنني سرعان ما أطرد تلك الفكرة اللعينة من رأسي ، و أنهض ..
لدي الكثير من الذنوب ، أعرف ذلك .. لكنني لست شيطاناً ، ولا أعتقد أن من حولي هم الملائكة .. فقد خُلقنا لنخطئ .. و لكنني أعلم جيداً في قرارة نفسي ، أن الأخطاء لا تشبه بعضها .. و أن منها ما قد يكون لا يغتفر .. و لا زلت حتى اللحظة لا أعلم ، و ربما أدعي الجهل إن كانت أخطائي قابلة للمحو ، و المغفرة ، أم لا ..

و في نشوة العشق صرنا رماداً ، طِيفْ!

الجزء 1


***

السادسة مساءً – مطار روما سيامبينو

جر حقائبه خارجاً من المطار ، يتلفت حوله بريبة رغم أن سُلطان قد حذره من لفت الانتباه ، انتفض بخوف حين لامست يد الرجل الضخم ذاك كتفه ، نظر إليه ، ليقول بصوت جهوري : إنت فهد شهران ؟
هز رأسه بالإيجاب : نعم أنا فهد شهران ..
:تفضل معاي ، السيد عمر بعثنا علشان ناخذك من المطار ..
تقدم رجل آخر ليحمل الحقائب ، بينما سار فهد نحو السيارة بتردد محاولاً أن يخفيه ، ركب فهد في المقعد الخلفي ، أحد الرجال خلف المقود و الآخر إلى جانبه .. سارت السيارة ، و الصمت يعم المكان ، بينما يتأمل فهد ، شوارع روما و أبنيتها ، تلك المدينة التي لم يظن يوماً أنه سيزورها .. في السعودية ، لم يكن يتخيل حتى أنه سيخرج من الرياض إلى جدة .. و ها هو الآن في بلاد بعيدة جداً .. بصوت أفاق فهد من شروده : كل الأمور تمام ؟
صمت فهد لوهلة ، و هو يفكر " ماذا يقصد بسؤاله ؟ أيعقل أن يعرف ذلك الرجل بسبب حضوري إلى روما ؟ و كيف علي أن أجيب ؟ قد حذرني سلطان من التحدث في هذا الأمر إلا مع المعلم الكبير ! "
انتفض مجدداً حين التفت إليه الرجل ، ليقول : وش فيك ما سمعتني ؟ أقول لك كل شي تمام ؟
فهد : ايه ، كل الأمور بخير ..
أعاد ذلك الرجل نظراته إلى الطريق ، بينما يحاول فهد ، أن يفهم مجريات الأمور حوله .. تفاجئ بالرجل يمد له جوالاً و يقول : هذا الجوال لك ، فيه خط و تقدر تكلم اللي تبيه ..
مدّ يده ليأخذه ، لكن " عابِد " أحكم قبضته عليه ، و التفت إليه قائلاً : بس قبل ، تنتبه لأي حرف تقوله على الجوال ، مو أي شي ينقال على الجوال .. مفهوم ؟
هزّ رأسه بالقبول ، ثم أخذ الجوال و أخفاه في جيب بنطاله .. كانت دقائق قليلة حتى وصلوا إلى مكان جميل يحفه الخضار من جميع جوانبه ، لم يرَ فهد مثله ، بحكم ظروف معيشته السيئة التي قضى حياته كلها فيها .. ترجلوا من السيارة جميعاً ، عدنان يحمل الحقائب ، بينما وقف عابد و هو يعدل أزرار بدلته ، و يقول لفهد : تفضل سيد فهد ، المعلم في انتظارك ..
رفع حاجبيه باستغراب من انقلاب أسلوبه في التعامل معه فور وصولهم إلى المنزل .. دخلوا إلى الحديقة ، طاولة تنتصف الحديقة ، يجلس عليها رجل يبدو أنه في بداية الخمسين من عمره ، يضع نظارة طبية يبدو أنه لم يعتد على استعمالها ، يمسك جريدة بين يديه و يتصفحها بتركيز ، إنه يدعي عدم شعوره بدخولنا ، تقدموا أكثر ولا زال الرجل الخمسيني في مكانه ، يرتدي بدلة رياضية بيضاء ، و لكن جسده الأقرب إلى السمنة لا يوحي أنه رياضي ، لكن لا بد أنه يهتم بنفسه نوعاً ما .. كل تلك الأفكار دارت في رأس فهد ، و هو يتقدم من المعلم الكبير " عمر حَربْ " .. وصلوا إلى الطاولة التي يجلس عليها ، وقفوا أمامه ، و قد تعجب فهد من عدم كلام " عابد " معه ، فتح فمه ليتفوه بكلمة ، لكن عابد أسكته بنظرة حادة فهم منها عدم وجوب الكلام !
خلال ثوانٍ ، تبعهم عدنان ، حين وضع حقيبة ملابس فهد خلفه ، و وضع الحقيبة الأخرى الصغيرة فوق الطاولة .. في تلك اللحظة ، طوى عمر الجريدة ، و أنزل نظارته الطبية و وضعهما على الطاولة .. بابتسامة و قبل أن يحيي فهد ، ضرب بيده فوق الحقيبة و قال : يا هلا ، يا هلا " رفع نظره إلى فهد " يا هلا بالحامل و المحمول ..
التزم فهد الصمت ، و هو ينظر إلى عابد ، و كأنه يستأذنه في الكلام ، قال عمر : اتركونا أنا و فهد بروحنا ..
امتثالاً لأمر معلمهم ، تركوا المكان ، نهض بعدها عمر من مكانه ، بابتسامته ذاتها التي لم تترك راحة في قلب فهد ، بحركة غريبة لم يتوقعها فهد ، اقترب عمر منه و احتضنه ، مرحباً بحرارة كأنه يعرفه منذ سنوات طويلة : يا هلا و غلا فيك يا فهد ، يا ولد مشعل ..
ابتعد عنه ، نظر إليه بحب و قال : سبحان الخالق ، كأن اللي واقف قدامي مشعل ..
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه فهد ، و في تلك الأثناء ، تطل فتاة يافعة تبدو أنها في بداية العشرينات ، ترتدي قميصاً أسوداً يصل إلى الركبة ، و من تحته بنطال جينز أبيض اللون ، شعرها قصير إلى رقبتها ، باللون الأحمر الداكن ، ترفع غرتها عن عينها و هي ترى فهد يرخي نظره أرضاً : بابا ، أنا بروح لعيد ميلاد صديقتي ..
عمر : تعالي سلمي على فهد ، هذا ولد عمك مشعل اللي كان يزورنا كل فترة ..
اقتربت بابتسامة استطاع فهد أن يعرف أنها مزيفة ، رفع نظره قليلاً ليراها تمد يدها مصافحة و تقول : أهلاً و سهلاً ، أنا حَسناء ..
قال بارتباك دون أن يمد يده : أهلاً أهلاً ..
بحقد رفعت حسناء نظراتها لوالدها و كأنها تشتكي فهد له ، قال عمر لينقذ الموقف : بابا يلا روحي لصديقتك ولا تتأخري .. انتبهي على نفسك ..
عادت يدها خائبة دون مصافحة ، رمقته بنظرة حادة و خرجت ، سار عمر برفقة فهد ليصلا إلى الكراسي ، عمر : بنتي حسناء انولدت هنا بروما ، و ما عمرها زارت الرياض ، علشان كذا عندها شوي من أطباع الغرب لكن أكيد بحدود ..
التزم الصمت و قد اتضح عليه أنه غير معجب بكلامه ، اقترب عمر من الحقيبة بابتسامة ، فتحها ، و إذا بمبالغ هائلة في الحقيبة ، ابتسم و هو يربت على ركبة فهد و يقول : كفو يا ولد مشعل ، ما خيبت ظنوننا ..
مد يده و تناول رزمتين من المال ، مدهما لفهد و قال : تفضل : هذي حصتك من العملية .. و بالنسبة لأول كمبيالة ، راح أكلم سلطان بخصوصها ..
فهد : ما أبغاه يتصرف بالكمبيالة قبل ما أرجع للرياض .. أبغى أشوف بعيوني ..
عمر : اعتبر اللي تبيه صار .. هالحين قول لي وين حابب تروح ، ولا تقول لي بتقضي الأسبوع هذا في أوتيل من أوتيلات روما لأني مجهز لك جناح خاص فيك هنا .. يعني ماله داعي تكلف نفسك و تأخذ جناح في أوتيل و إنت لسا في بداية شغلك ..
نهض فهد من مكانه : أنا ماني مقتنع إني أقضي أسبوع هنا ، أمي مريضة و تاركها بروحها ، و ما أقدر أبعد عنها أكثر من كذا !
نهض عمر واقفاً إلى جانبه : بدأنا بمخالفة التعليمات ؟ رجوعك بفترة قصيرة ممكن يثير الشبهات .. لازم تقعد أسبوع على الأقل عشان تبعد عنك العين !
فهد : طيب ، أجل اسمحلي و خلي الشباب يوصلوني لأوتيل ، أنا ما راح أكون مرتاح هنا ..
عمر : مثل ما تبي ما راح أضغط عليك ، بس طول هالأسبوع بتقضيه معانا يعني الأوتيل للنوم و بس .. لازم ناخذك جولة في روما ما يصير توصل روما و ما تشوف شي منها ..


،

في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية ، الرياض ، و تحديداً في مركز التحقيق الجنائي ، دخل " يَحيى " إلى الغرفة التي تجمعه بأصدقائه الثلاثة ، ألقى جواله و مسدسه فوق طاولة مكتبه ، و جلس و هو يفرك وجهه بإرهاق واضح ، تساءل عصام : صار شي جديد ؟
هز رأسه بالنفي ، و كان اليأس واضحاً على وجهه ، قال الآخر " إبراهيم " : ماهي أول قضية تنقفل ضد مجهول ، ما أدري إنت ليش هالكثر محمل الموضوع أكبر من حجمه !
يحيى : ما في ولا دليل على القاتل ، هذي أغرب جريمة تمر علي من يوم استلمت الشغل بهالمكان ! و اللي يقهرك إن ولده ماهو سائل ! رحت أشوفه مسافر بروما ..
رفع عصام رأسه و سأل متعجباً : مسافر ؟؟ و بروما ؟
يحيى : مو بس كذا ، الحارة كلها اللي كان ساكنها قالولي إنه انتقل منها .. و قبل لا يسافر بيوم لم أغراضه و طلع ..
إبراهيم : من وين جاب فلوس يسافر روما و يغير بيته ؟؟
يغلق عصام شاشة حاسوبه ، يخرج من خلف مكتبه و يقول : و ترى لمعلوماتكم ، مشعل شهران ما عنده حساب بأي بنك .. كل معلوماتي تقول إنه كان فقير و حاله معدوم !
التفت عصام إلى يحيى : يحيى ، أبوك مو كان صديق عمر حرب ؟ اللي كان يشتغل معاه مشعل ..
باستفهام نظر يحيى إليه : ايه ، المعنى ؟؟
عصام : المعنى أكيد ممكن يكون عنده معلومات تفيدنا .. ليه ما تسأله ؟
يحيى : تبيني أحقق مع أبوي ؟؟ و بعدين أبوي من سنين ما شاف عمر حرب ولا يدرى عنه وش دراه بمشعل ؟
وقف عصام إلى جانبه : يحيى لا تكون حساس بهذي المواضيع ، انت قلت إن أبوك تأثر على موت مشعل ، يعني أكيد يعرف شي بهالخصوص ! ما قلنا إنه أبوك يعرف القاتل بس ممكن يكون عنده معلومات تفيدنا ..
إبراهيم : يحيى ، سوّ مثل ما قال عصام ، و خلي عواطفك برا الشغل ..
رمقهم كليهما بنظرات حادة قبل أن يخرج من المكتب ، ثم خرج دون أن يتفوه بكلمة واحدة ، نظر إبراهيم إلى عصام و قال : قلتلك هذا الولد عاطفي و ما ينفع لطبيعة شغلنا .. ما صدقتني ..
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه عصام : وسع صدرك يا إبراهيم ، يحيى جديد في المهنة ، و شب عمره 27 سنة يعني ما وصل لمرحلتنا من الخبرة و القدرة على التحكم بالنفس ، علشان كذا لازم نتحمله ، و لا تنسى إنك في بداياتك كنت مثله !
تنهد إبراهيم ، و تبين على وجهه أنه غير راض على كلام عصام ، لكنه مجبر على الاقتناع به ..


،

ضحِك بصخب ، و قال و هو ينقل الهاتف من أذنه اليسرى إلى أذنه اليمنى : قلت لك هذا الولد ماهو قليل ، و ذكي .. و مو لازم نضيعه من ايدنا ..
عُمر من الجهة الأخرى : بس اللي فهمته إنه بيتركنا بعد ما ينتهي من موضوع الكمبيالات ..
ينفث سلطان دخان سيجارته : لا تخاف ، اترك هالموضوع عندي ، أنا ما راح أخليه يتركنا .. ولا تنسى ، دخول الحمام مو مثل خروجه ..
عمر : المهم ما نخليه يعتمد على نفسه ، لازم يكون بحاجتنا على طول ، على شان ما يقدر يتخلى عنا ..
سلطان : ما يهمك ، اعتبر فهد شهران صار من فريقنا ، المهم تطمنت إن الأمانة وصلت لك بالسلامة ..
عمر بابتسامة عريضة : ما قصرت .. يلا أخليك الحين ، مع السلامة ..
يغلق عمر الخط ، و هو يرى ابنته تتقدم منه ليستقبلها بابتسامة ، تقترب منه و تطبع قبلة على خده : هلا بحبيبة أبوها ، شلون كان مشوارك ؟
حسناء : الحمدلله كويس انبسطت ..
تقترب منهم " ريم " زوجة عمر ، تجلس إلى جانبهم و تقول : عادي أقطع عليكم قعدتكم الحلوة ؟
عمر : هلا حبيبتي تفضلي اجلسي ... شرآيكم آخذكم نشوف فلم في السينما ، و بعدين نتعشى ..
بدلع تقول حسناء : لا لا بابا أنا تعبااانة مرة بفوت أتروش و أنام .. خليها يوم ثاني ..إذا تبي خذ ريم و روحوا ..
بحماس تقول ريم : أنا قايمة أتجهزز .. لا تغير رأيك ..
تمشي أمامهم مسرعة نحو الداخل ، يلتفت عمر إلى ابنته : وش عندك بكرا بابا ؟
أجابت و هي تفكر : مممم للحين ما خططت لشي معين ، تدري هذا آخر أسبوع قبل الجامعة بسوي كل شي بنفسي ..
عمر و هو يضع يده فوق يدها : ممتااز ، دام كذا ، أبغاك بكرا تاخذين فهد مشاوير يعني يشوف روما الأماكن الحلوة اللي تعرفيها ..
حسناء : لااا بابا أنا تبيني أروح مع هذا المعقّد ؟
عمر : هههههههههه يبه ماهو معقد ، بس العرف و الدين عندهم بالرياض ما يسلمون على حرمة غريبة عنهم ..
حسناء بعدم اقتناع : ولو كان ، مو لازم يكسف بنت حوة مثلي .. عيب ماهو ذوق ..
عمر : يعني بتكسري كلمة أبوكِ ؟
بعد تفكير لم يدم ثوان معدودة : ممم طيب خلاص لأجل عيونك باخذه .. ما يهمك ..
عمر : فديت عيونك ، الحين بتصل عليه و بقول له يكون هنا من بدري ..




في مكان آخر ، يتنقل في جناح الأوتيل ذهاباً و إياباً ، و هو يتأمل الأثاث الفخم ، و الإطلالة الرائعة لشرفة جناحه ، النظافة التي لم يعتد عليها كثيراً في بيته الصغير الذي ترعرع فيه ، رغم أن كل ما حوله يجب أن يشعره بالراحة ، إلا أنه افتقدها منذ ذلك اليوم الذي خرج فيه من بيته الأشبه بقن الدجاج .. رن الجوال كثيراً ، و كان شارداً يتأمل أموراً ليس قادراً على ربطها ببعضها البعض ، و لم يستوعب بعد أن هذه هي رنة جواله ، أجاب في آخر لحظة : آلو .. هلا عمي .. الحمدلله بخير ، مرتاح .. كل الأمور تمام ..
عمر : حبيبي بكرا من بكير جهز نفسك بنتي حسناء بتاخذك جولة في روما ..
رفع حاجبيه متعجباً : بنتك ؟!
عمر : ايه ، اهية أحسن أحد ممكن ياخذك سياحة هنا .. لأنها مو مخلية مكان ما زارته !
فهد : عمي ماله داعي ، ماله داعي تحرجها يعني ، أنا رجال و أدبر نفسي بنفسي ..
عمر : لا لا السياحة بروحك راح تكون مملة ، ما أبي أسمع منك أي أعذار .. مفهوم ؟
تنهّد بملل كان واضحاً لدى عمر أنه يشعر بالتثقل منه و من أوامره ، ثم قال : إن شاء الله خير ..
أغلق سماعة الهاتف ، ليسمع صوت ابنته إلى جانبه تقول : قلت لك هذا رجال معقد ، ما يبي صحيح ؟
عمر : يبه اهو ما يبي يكون ثقيل علينا .. بس خلاص بكرا بيكون هنا ، قومي نامي علشان تكوني مصحصحة بكرا ..
ابتسمت بتعب ، نهضت من مكانها متجهة لغرفتها و هي تتمتم بداخلها : ياربي متى أبوي بيترك عنه هالحركات ..


؛

على الرغم من أنه كان مرهقاً جداً ، و لم يتمتع بساعات من الراحة منذ زمن طويل ، منذ تلك اللحظة التي لا زال يشعر أن الزمن توقف عندها و لم يتحرك بعدها أبداً ، تلك اللحظة التي ألقي فيها والده أمام بيته جثة هامدة ، و رصاصة واحدة استقرت في قلبه كانت هي القاضية ، حين تجمعوا أهل حارته ليساندوه في محنته ، إلا أنهم لم يستطيعوا حتى اللحظة أن يوقظوه من ذلك الكابوس .. لم يكن قادراً على النوم في تلك الليلة ، رغم أنها المرة الأولى التي ينام فيها على سرير مريح و فراش نظيفة ، و وسادة طرية .. لا بد أن جسده قد اعتاد على الأرض ، على برودتها و قساوتها ، فأصبح كل شيء سواها غريب عليه .. تقلب كثيراً ، و الأفكار تتلاحم في عقله ، ما بين الانتهاء من أمر الديون المتراكمة على والده ، و انتشال نفسه و والدته المريضة من وحل الدنيا الفقيرة ، والدته التي اضطر لتركها لأول مرة في حياته ، و ما بين ثأره و بحثه عن القاتل ، إلا أن التفكير طيلة الليل في مكان هادئ كذلك ، لم يوفر له القدرة على التوصل لحل ما .. يعرف أنه قد دخل في طريق لا نهاية له ، و ربما ستكون نهايته مفجعة ، لكن مذاق الطعام القديم أرهق ذائقته ، و ثيابه المهترئة ضجرت منه ، و عجز والدته و مرضها ، كان الحبل الذي يشتد وثاقه على رقبته كل يوم أكثر .. ليجبره أن يسلك ما سلكه والده من قبله ، لكن والده لم يخلّف له سوى الهم ، و الدم ، و الدَّيْن ..!

رفع اللحاف عن وجهه و هو يزفر مللاً ، نهض و جلس على السرير ، تخللت يده في شعره الناعم ، تنفس بعمق و هو يحاول أن يجد حلاً لتلك الليلة التي يبدو أنها غير ناوية على الانتهاء .. أخذ جواله ، بدأ يتنقل بين تلك التطبيقات التي لم يعتقد يوماً أنه سيستخدمها ، دخل إلى تطبيق " التويتر " ، تعرف إلى طريقة التسجيل ، كنوع من الفضول فقط ، و لم يكن يعلم أنه سيجد فيه متنفساً له ..


انتهى ()

بجهّز الجزء الثاني و بنزله فوراً ، لا تحرموني من تفاعلكم و آراءكم ..

سَلام ..

















 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  

 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية