لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-19, 08:57 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايه راااائعه طيف وتشد الإنتباه وأعجبني اسلوبك وسردك
الخالي من الحشو بدايه تبشر بقلم يعد بالكثير
قرأت البارتات الأربعه مع بعض وبعلق عليها مع بعض

فهد واضح إنه ماهو سهل وشخصيه قويه والخوف إنه في سبيل بحثه عن قاتل أبوه وتغيير وضعه يضع مع عمر وسلطان اللي
ما أستبعد أنهم هم وراء قتل أبوه ربما أكتشف عنهم أشياء
ماحبو يعرفها لأن من العيشه اللي كان عايشها أبوه ماله دخل
في أعمالهم والا ماكان بهذا الفقر
والخوف إن فهد يضيع في سبيل تحقيق هدفه لأن عمر وسلطان
ماهم سهلين ويخططون له على ثقيل حتى يمسكون عليه شيء
ويجبرونه على العمل معهم

حسناء لم تعيش حياه سعيده مع والديها والحسنه الوحيده لوالدها
تعليمها الدفاع عن نفسها لأنه عارف المجتمع اللي عايشه فيه وعارف إن له أعداء كثير وممكن ينتقمون منه في بنته ربما
حسناء لا تعرف عن حقيقة أعمال والدها السيئه
حاليا تكره فهد لكن أتوقع تتغير نظرتها له مع الوقت

شهد وحبها لفهد وحب فهد لها والصعوبات اللي تقف في طريق هذا الحب فهل راح يكون فهد من نصيب حسناء أو شهد
الأحداث في البدايه وصعب التوقع

طارق هل راح يتجسس على فهد ويخبر يحيى أو العكس يخبر
فهد عن طلب يحيى

آمنه وعصام الله يكون في عونهم أم عصام ماراح تسكت وهي
ماعرفت نتيجة فحوصات آمنه بتزوج عصام كيف لما تعرف
ربي يعوضهم ويرزقهم بالذريه آمنه حساسه ولو ضغطت عليها أم عصام أكيد بتقلب حياتهم وما أظن تتحمل آمنه وراح تطلب الطلاق خاصه لو تزوج عصام

إبراهيم وجهان
إبراهيم الزواج ماهو لعبه المفروض مايقدم على الخطبه والزواج الا وهو مقتنع بهذه الخطوه وبنات الناس ملهن لعبه وحقل تجارب جيهان واضح إنها عاقله من كلامها لأختها وتصرفها ومالها ذنب حتى يعاملها إبراهيم بهذه الطريقه إبراهيم أناني فكر في نفسه ومافكر في جهان وسمعتها وموقفها بعد مايطلقها والله يعين جهان عليه لأن أتوقع بيتمم الزواج لأجل أمه وإن شاء الله
جهان تقدر تحتويه وتتغير نظرته لها ويحبها وهو يعقل وينسى رشا ويقطع الأمل منها خاصه وهي متزوجه ويستحي على وجهه
ويبطل ينظر لها كل ماقابلها عامل لي طبيب نفسي وعارف من عيونها إنها ماهي مرتاحه وإذا كان أنت وش دخلك فيها

أرجوا أنك تكملين روايتك لأنها تستحق أن تكتمل ولا تحبطين
من قلة الردود وإن شاء الله مع الوقت واستمرارك تلاقي اللي يسرك والمعذره لو ماقدرت أعلق بإستمرار بعد كل بارت لإنشغالي

يعطيك العافيه ومنتظرين باقي الأحداث




و عليكم السلاام و رحمة الله و بركااته ،، شرفتيني و نورتيني فيتامين سي ..
أثلجتِ صدري بتعليقك الجميل و مرورك الراائع ،،
أسعدني إطرائك و مديحِك و هذا شي يشجعني أكثر ، و باذن الله ما راح يكون في إنقطاع و ربي يقدرني أوصل فيها للنهاية ،،

أتوقعع إنك تخربطتِ بين الشخصيات ههههههه ، بس طبيعي كوننا ما زلنا في البدااية ، عصام زوجته مريم ، أما آمنة فهي واالدته اللي تبي تزوجه ..

ربي يعافيكِ و يسلّم أناملك على تعليقك الجميل ،، و إن شاء الله تكون الرواية عند حسن الظن ..

أنرتِ عزيزتي ..

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 01-11-19, 09:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   اهلين طيف
ابد خذي راحتك جزء بالاسبوع راضين بس اهم شي لاتقطعيييييين تكفين

نجي لابطالنا الحين ماقهرني الا مريم يعني احسها ضعيفه ومستسلمه بقووة .. اذا زوجك راضي ويحبك وقالك نعالج ومانيأس لان الطب تقدم حتى الي نسبه الحمل عندها 1% تسوي انابيب وتجيب بدل الواحد اربعه هههعععهه
ابي اعرف انت مستسلمه كذا لييييه ...لو انك تحبين عصام ومتمسكة فيه كان حاربتي علشانه ياأم دميعه ...

فهد وحسناء ...ياخوفي تتعلق حسناء فيه وينسى شهد مع اني مااتوقع ان لفهد نصيب مع شهد ابددددداااا دام ابوها رافضه من الان وهو لسه ماتقدم ...

طيف.. تسلم يمينك احداث غامضه واسرار بانتظاارك نحلها سوا ....



القمر عندنا يا هلا و مرحبا ،، أنرتِ عزيزتي ،، قلبي إن شاء الله ما راح أقطعكم و بكمل معاكم للنهاية و إن شاء الله أكون أنا و روايتي عند حسن ظنكم ..


بالنسبة لمرييم ،، هههههههه أعجبتني " أم دميعة " ،، ممكن إنها شخصية إنهزامية تستسلم بسرعة و تخاف من المغامرة ؟؟
و فهد هل راح يكون في حياته مكان للحب و العواطف ؟؟
هذا ما سنعرفه في الأجزاء القادمة "" نظام سبيستون ههههههههه "

حبيبة قلبي ربي يسعدِك ، أنرتِ ..

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 01-11-19, 09:03 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

" و أجمَل الحب ما تلقاه مختبئاً
خلف العيون حييًّا يرسم الخجلا
يؤجل الموعدَ المشتاقَ مرتبكاً
و قلبهُ خفقاتٌ تعشق العجلا "

-أحمد شوقي

و في نَشوة العشقِ صرنا رماداً ، طِيفْ!


الجزء 5


* قبل البداية : هالبارت في شخصيات جديدة و مهمة بتدخل معانا ،، قلت لكم عشان ما تتخربطوون ..

بسم الله نبدأ،

كتمت حسناء صوت المسجل مع دخولهم إلى ساحة منزلهم ، و قد تغيرت تعابير وجهها التي كانت مبتهجة قبل دقائق ، بطريقة واضحة لاحظها فهد ، الذي كان سيسألها ، لولا تقدم والدها و هو ينظر باستغراب إلى السيارة و يتساءل في داخله عن سبب قيادة فهد لها ، بلهفة تقدم خائفاً من تعرض ابنته لمكروه ما ، نزلوا من السيارة ، تساءل عمر و هو يتقدم من ابنته : يبه وش فيكِ ليش مو إنتِ اللي سايقة ؟
اكتفت بالصمت ، و راسلت عيناه بنظرات تشع ألماً ، لوماً و عتباً ، التفت إلى فهد متسائلاً : فهد صاير معاكم شي ؟
فهد : في أشخاص كانوا ملاحقيننا ، و حاولوا يتعرضولنا بس قدرنا نوقفهم عند حدهم ..
عمر و هو يعرف تماماً أن لا أحد يجرؤ على مس ابنته : صارلك شي يبه ؟
ابتسم فهد : لا تخاف ، عندك بنت تسوى 100 رجال ..
رد له الابتسامة القلقة من صمت حسناء ، بصوت منخفض أقرب إلى الهمس : عن إذنكم أنا فايتة أنام ..
دخلت بحركات سريعة ، يؤلمها أن تسمع تلك الكلمة من فهد ، و من الكثيرين الذين يعتبرون أنها مديحاً لها ، لـِم علي أن أكون بعشر رجال ، أو مئة رجل ؟ ألا يحق لي أن أكون أنثى ؟ أنثى واحدة فقط ؟ لِم أدفع الثمن دائماً يا أبي ، لعداواتك و أعمالك التي تُصِر على تلويثي بها رغماً عني ؟
لِم لا أفعل كما تفعل الإناث ؟ أرتجف خلف ظهر رجل يحميني ؟ يشعر بأنوثتي معه و يحاول حمايتي و المحافظة علي ؟ لم أنت مصر يا أبي على طمس أنوثتي ! ألا تعلم أن أكثر ما يؤلم الفتاة ، هو أن تطعن في أنوثتها ؟

في الأسفل ، دخلوا إلى المكتب ، يبتسم عمر بفخر : بنتي من يومها رافعة راسي ..
تجاهل فهد كلامه ، و تساءل بريبة : مين اللي كانوا ملاحقيننا ؟ ممكن يكونوا عارفين شي ؟
تنهّد عمر : ما أتوقع ، هذي التصرفات أنا أعرف من وراها ، وراح أحاسبه ..
فهد يلتزم الوقوف مكانه : يعني ، مثل ما قالت حسـناء ؟ أعداء ؟
هز رأسه : تقريباً ..
شرد فهد ، و هو يفكر كم من الأعداء بعد ، سيخلق له عمله مع عمر حرْب ! تساءل عمر : وش فيك سارح ؟
فهد بخفوت : ما في شي ..
شبك عمر أصابعه أمام الطاولة : ما تبي تعرف شغلك الثاني ؟
تنهّد فهد ، و أخذ نفساً عميقاً : قلت لك ما في اتفاق لين ننتهي من الكمبيالة الأولى ..
أمال عمر رأسه : مثل ما تبي ..
جلس فهد أمامه : أنا عندي سؤال ، و يا ليت تجاوبني بصراحة ..
عمر : قول .. وش عندك ؟
فهد : أبوي عليه كمبيالات بحوالي 500 ألف ريال ، صحيح ؟
عمر : صحيح .. المعنى ؟
فهد : يعني أبوي كان ماخذ منكم حوالي 500 ألف ريال ، طيب وين صرف هالفلوس ؟
ابتسم عمر : مادري !
فهد بشك : شلون يعني ما تدري ؟ أنا و أمي ما شفنا شي من هال500 ألف ، و عمري ما حسيت إن وضعنا تحسن !
عمر : ما سألت نفسك أدوية والدتك الغالية من وين حصّلها أبوك ؟ ما سألت نفسك شلون قدر أبوك يدرسك في الجامعة ؟؟
فهد و ذات نبرة الشك في صوته : ما أتوقع إن أدوية أمي و دراستي في الجامعة كلفت 500 ألف ريال !!
عمر : والله يا فهد ، أبوك الوحيد اللي يعرف وين راحت الفلوس ، ما تدري وش بيطلعلك مفاجأت بعدين .. صح ؟
فهد : وش تقصد ؟
نهض عمر بابتسامة من مكانه : ما في شي سلامتك .. يلا بقول للشباب يوصلوك ..
ترك فهد مكانه ، ينظر إلى عمر بريبة و يحاول أن يفهم الألغاز في كلماته ، نزل معه إلى الأسفل ، ناوله مفاتيح سيارة حسناء ، رمقه بنظرة أخيرة قبل خروجه ، و رحل برفقة الحرس إلى أوتيله ..

،,


في مكان لا يبعد كثيراً ، وقفا أمامه خائبين ، طأطأوا رأسيهما بخجل لفشلهما في المهمة ، يقف " يـعقـوب " و هو ينظر إليهما بعينين حانقتين ، و صرخة تردد صداها عدة مرات في ذلك المكان شبه المهجور ، تنفس عن غضب بالغ : أغبيـــــــــــــــــــــــااء !
رفع يده و صفع الأول على وجهه صفعة قوية ، اقترب و دفّ الآخر بقوة حتى سقط أرضاً ، و قال بصوت باهت منخفض : اللي صار كان مفاجأة ..
أيده الأول " هِشام " : صحيح ، يا سيد يعقوب كنا مسيطرين عالوضوع بس البنت ماهي سهلة !
بسخرية ، يعقوب : بــنــت ، لا راحت ولا جات ، تسوي فيك كذا إنت و هو ؟؟ مسوي فيها رجال يا سيد شريف ؟
نهض شريف من مكانه ، التزم الصمت و هو يخفض عينيه في الأرض خجلاً ، جلس يعقوب على كرسي وحيد في تلك الغرفة ، تنفّس بقوة و قال : هالحين وش بيخلّصنا من أبوها ؟ الموضوع كلـــه إنقلب علينا بسبب غباءكم !!
هـشام : سيد يعقوب ، خلينا نحاول مرة ثانية ، عالأقل الحين نعرف قدرات الخصم و ما رح نتفاجئ بشي !
يعقوب بسخرية : نعرف قدرات الخصم ؟ و تعرف تتفلسف بعد ؟ انصرفوا من قدامي انتوا الثنين
تصنموا في مكانهما ، تبادلوا النظرات الاستفهامية ، حتى انتفض كليهما من صرخة صوته القوية : انــــصــــــــــرفـــــــــــووا !!
خرجوا كليهما بسرعة ، لا يعرفان إلى أية وجهة عليهما الذهاب الآن ، تنفّس يعقوب بغضب ، أخذ مفتاحه و جوّاله ، و خرج باتجاه سيارته ، غير آبهٍ برجاله اللذان تركهما في مكان مهجور دون أية وسيلة نقل .. ركب سيارته و عقله يفكر في ردة فعل عُمـر حـربْ ، الذي عرف بالتأكيد ماذا حصل ، تحرّك في شوارع روما ، و خلال دقائق ، كانت شاشة هاتفه تضيء برقم غريب ، عرف فوراً أن هذا الرقم ، لـعمر .. بعد تردد لم يدم طويلاً ، فتح يعقوب الخط : آلــو ..
نبرة غاضبة تتضح في صوته من الجهة الأخرى : شـوف يا يعـقـوب ، لا تحسب إني ما دريت باللي صار ، أو ما دريت إنّك إنت ورا اللي صار مع بـنـتي اليـوم ..
يعقوب : وش صـار . و مـنو إنت و منو بنتك أصلاً ؟
قهقه بسخرية : هههههههههه ، و مسوي نفسك مو عارف .. " تحولت نبرته إلى الجدية " ، أنت عارف منو أنا ، بس دام إنك حاولت تلعب معاي في أغلى شي أملكه ، يعني للحين ما تعرف عمر حرب لا عصّب وش يصير ..
ابتسم يعقوب بسخرية ، و التزم الصمت ، أردف عـُمر بنبرة يتضح فيها الغضب : أحذرك يا يعقوب ، إياك ثم إياك تقرب من بنتي ، لأني ساعتها مسـتعد أحـرقك و أحـرق عيلتك ، ولا يرف لي جـفـن ..
ثوانٍ عم فيها الصمت ، قبل أن يغلق عمر الخط ، ألقى بعدها يعقوب الجوال من يده بقوة ، بدأ يضرب المقود بجنون و هو يصرخ : أغبيــــــاااااااااء !!!


،,



الثـانيـة بعد منـتـصف اللـيل ،
تجلس في غرفتها و الظلام يحيط بها من كل جانب ، على الكرسي المقابل للنافذة المطلّة على الحديقة ، يتقلّب عِصام في سريره ، يبدو أنه غير مرتاح في نومه ، تتنهّد بعمق و تنظر إليه بعتب ، تعيد أنظارها إلى النافذة و صراع بين الأفكار يدور في رأسها ..
فَتـَح عصام عينيه بعد أن شَعر أنها ليست نائمة إلى جانبه ، رفع رأسه و نظر إليها ، بصوت يلمؤه النـعاس : مـريم ؟!
التفتت إليه بارتباك ، تساءل : وش فيكِ للحين ما نـمتِ ؟!
مريم بصوت منخفض : ما في شي حبيبي ، ما جاءني نوم ، نام إنت ..
زفـر و هو يناظرها بعتب ، نهض من مكانه ، اقترب منها ، وضع يده على كتفها و قال : نفس الموضوع ؟
أخفضت بصرها أرضاً ، كأنها تجيب على سؤاله ، تنهّد و قال : حبيبتي ما تكلمنا في هالموضوع ؟
مريم : أنا خـايفة ..
انحنى و جلس على ركبته أمامـها ، : من إيش خايفة ؟
مريم : من الأيـام الجـاية !
ظهرت نـصف ابتسامة على شفتيه ، مد سبابته ليلمس بها ذقنها و يرفع وجهها : شلون تخافي و أنا معـاكِ ؟
تلألأت الدموع في محاجر عينيها : خـايفة عليك مني ..
عـقد حاجبيه : شنو قصدك ؟
مـريم : خايفة أظلمك معاي ، أنا أحـبـك عصام ، مابي أحرمك تكون أبـو ! مو ذنبـك ..
ضغط بيده على يدها : الله هو المعطي ، و هو المانـع ، و إذا رب العالمين مو كاتبلي الخلفة خلاص ، الحمدلله على كل شي ..
قفزت دمعتها الأولى ، لتستقر على كفّ عصام ، بصوتٍ مرتجف : بس ربنا شـرع لك الزواج ، و بهالحالة ما تقدر تقول قضاء و قـدر ، لأنك إنت بنفسك رفضت تعالج الموضوع .
عِصام بملل و هو الذي يعجز دائماً عن مواساة شخصٍ باك : مو شايفة إن الكلام بهالموضوع سابق لأوانه ؟
نهض من مكانه ، و أردف : قبل كل هالكلام ، لازم تتعالجي و تآخذي الأدوية ، و بعد كل هالشي لو ما في أمـل ذيك الساعة نقرر !
وقفت هي الأخرى ، بصوت مبحوح : يعني لو ما في أمل ، ما عندك مانع تتزوج صحيح ؟
أطلق ضحكة خفيفة : ههههه ، تدري إنّك حيرتيني ؟ يعني تغاري لا تزوجت ، و بنفس الوقت ما تبيني أظلم نفسي و ما أتزوج !
أخفضت بصرها ثانية و هي تشعر بتشتت مشاعرها ، رفع رأسها مجدداً بطرف سبابته ، مسح دمعها النائم على خدّها ، قبّل جبينها بحنية لم تعتــَد عليها منه ، و قال : نـامي الحين ، و اتركيها على ربنا .. احنا نسوي اللي علينا و نتعالج ، و الباقي عند رب العالمـين ..

،,


سـاعات الليل ، تمر ببطء على عاشق ، و مشتاق ، و متألم .. و تمر كالبرق على متعب يستجدي ساعات النوم و الراحة .. تشرق بعدها شمس نهار آخر ، نعرف جميعاً أنه لن يكون مختلفاً عما سبقه ، إلا أنه صوت العصافير دوماً ، ما يجعل للنهار نغماً آخراً ، و لحناً مختلفاً تماماً في كل مرة ..

دخل يحيى إلى المكتب مبكراً على غير عادته ، يجلس إبراهيم في مكانه ، ولا زال مكان عصام فارغاً ، ينظر يحيى إلى الزاوية الفارغة من المكتب ، و يبدو أنها تُجهّز لأجل شخص ما ، جلس خلف مكتبه ، وضع سلاحه فوق الطاولة ، تساءل موجهاً كلامه لإبراهيم : في موظف جديد ؟
إبراهيم دون أن ينظر إليه : العالم تقول صباح الخير ..
لوى يحيى شفتيه ، ثم قال : صبـــاح الخــير ..
رفع إبراهيم رأسه ، ابتسم : صباح النور ، أكيد ، ناسي إن عزيز معانا ؟!
رفع يحيى حاجبيه : عــزيــز !
إبراهيم : إيه عزيز ، خلاص تكلف رسمياً ، صار زميلنا ..
استند إلى ظهر الكرسي : يا سلام .. رائع ..
خلال ثوانٍ ، دخل عزيز إلى المكتب و هو يحمل بعض الملفات بين يديه ، قال : صباح الخير ..
رد إبراهيم : صباح النور ..
شعر عزيز بتجاهل يحيى له ، لم يعره أي اهتمام ، توجه إلى مكتبه و بدأ يرتب أوراقه و ملفاته ، بينما رمق إبراهيم يحيى بنظرات حادة ، قام هو بتجاهلها ..
إبراهيم ينظر إلى عزيز بابتسامة : إن شاء الله ترتاح معانا في الشغل ..
رد له الابتسامة : إن شاء الله ..
يحيى دون أن يناظره : ترى شغلنا مو سهل .. يبيله إنسان متفرغ و ..
قاطعه عـزيز : عارف ، تراني مو جاي من كلية الرياضة !
ابتسم إبراهيم على سرعة بديهة عزيز في الرد ، تجاهل يحيى ذلك ، و قال لإبراهيم : الحين بقول لعصام ، أبي أفتح ملف قضية مشعل شهران مرة ثانية ..
تأفف إبراهيم بملل : الله يرزقني صبر أيــوب بس ، وش تبي في هالقضية ؟ ليش مصر عليها ؟
عزيـز : كل واحد في بداية شغله يحب يحل قضية بروحه كذا ، لازم ، عشان يكوّن إسمه في عالم التحقيق ..
يحيى بإندفاع : أنا ماني بحاجة أكوّن اسم ، اسمي معروف ، قبل لا تعرف حضرتك كلمة تحقيق أصلاً !
عـزيز : ما قلنا شي ، ترا عادي ، حتى أنا عندي حلم أحل قضية ترفعني في شغلي ..
يحيى ساخراً : طبيعي لأنك للحين بغو في التحقيق ، يبيلك دروس ما تنعد علشان توصل لمرحلتنا .. بس ما عليك دام إنك معانا بتتعلم ، يعني تقريباً تاخذلك حوالي 5 سنين أو أكثر شوي ..
عزيز : يعني إنت بعد بغـو ، مثلي ؟
يحيى : نعـم ؟؟
عزيز بابتسامة ذكيّة : لأنك ما قضيت هنا إلا سنة و نص ،،
إبراهيم يحاول أن يكتم ضحكته و يهمس بينه و بين نفسه : يا سلام ابتدا شغل الضـرايـر ..
تجاهل يحيى الرد عليه ، يقول في داخله : لسانه يبيله قـص !
تنهّد عزيز ، و بلا مبالاة متعمدة قال : على كل حال ، بإتصال مني ، أقدر أجيبلك الموافقة على فتح ملف القضية ، و تتكلف إنت بنفسك فيها ..
التفت إليه يحيى و عيناه بارزتين : وش قـلـت ؟
اكتفى عزيز بابتسامة جانبية و هو يمثل الانشغال في ترتيب أغراضه ، ترك يحيى مكانه و اقترب منه : من جدّك تتكلم ؟
عزيز : تبي تجرّب ؟
رفع يحيى أحد حاجبيه : متى تقدر تجيبلي تكليف رسمي بالقضية ؟
عزيز و ابتسامته ذاتها على وجهه : اليوم ، أو بكرا .. مادري على حسب فضاوتي ..
جلس يحيى أمامه و قال بتلهف : ليش مو اليوم ؟؟؟ بعدين إنت شلون بتجيبها ؟
أشار عزيز بسبابته ليحيى بإشارة تعني " اقترب قليلاً " ، اقترب يحيى ، و قال عزيز بهمس : عمي ..
يحيى : وش فيه عمك ؟
استرخى عزيز إلى ظهر كرسيه : عمي يكون أخو مدير المركز الأمني ، بس مو اخوة بالدم ، بالرضاعة .. فهمت ؟
يحيى : آهــا ، يعني واسطـة ؟
عزيز بابتسامة : عندك مشكلة ؟
يحيى باستفهام : دام إنك مثل ما قلت ، حابب تسوي إنجاز بشغلك ، ليش ما تأخذ القضية ؟
عزيز : ولو ؟ العين ما تعلى عن الحاجب !
ابتسم يحيى لذكاء عزيز في الإجابة ، وقف وقال : خلاص اتفقنا ، أنتظر منك الموافقة ..
إبراهيم من خلفهم : يا شين الصلح لا صار بين الضّرايـر !


،,


روما ،، العاشرة و النصف صباحاً ، جلست في قاعة الانتظار منتظرة قدومه ، و يبدو عليها ذلك اليوم أنها في كامل رضاها ، تقدّم منها فهد مبتسماً ، و قال : صباح الخير ..
رفعت نظرها ، ردت الابتسامة الأولى التي لم تكن مزيفة : صباح النور .
جَلس أمامها ، و قال بضحكة : الله يعطينا خيرِك !
حَسناء رفعت حاجبيها : والله ! الشرهة علي !
فهد : ههههههههه ، أمزح معاكِ ..
ابتسمت : كنت طالعة بفطر و قلت آخذك معاي أحسن ما أفطر بروحي !
فهد : والله مادري وش بتسوّي بروحك بعد سفري ، بتصيري وحيدة و ما عندك ناس ..
حَسناء تنظر إليه بطرف عينها : والله ، لا تخاف عندي جامعة الأسبوع الجاي ..
فهد : تدري شنو ، لو عارفِك حسناء حقة أمس ، كان غيّرت الهديّة ..
حسناء : لـ شو ؟ يعني وش بتجيب بدالها ؟
فهد يكتم ضحكته : كيس ملاكمة مثلاً !
اختفت ابتسامة حسناء من وجهها ، تلك الكلمات اللاذعة التي تجرح أنوثتها ما عادت تحتملها ، نهضت من مكانها و بلهجة جادّة : عن إذنك ..
لحظات حتى استوعب فهد وقع كلامه و تأثيره ، خرج خلفها مسرعاً ، أوقفها بصوته : حَسـناء .. استني شوي !
تنهّدت ، وقفت في مكانها ، وقف هو مقابلها : ضايقتِك ؟
حسناء بغـرور : مو إنت اللي تضايقني ..
فهد : أنا آسف ، ما كان قصدي ..
تحاول التحرّك و هو واقف أمامها كالجدار يمنعها من الحركة : على شنو آسف ، قلت لك ما تضايقني ..
فهد : طيب ليش قمتِ ؟
تأففت : افففف ، غيرت رأيي خلاص مابي فطور ..
ابتعد فهد من طريقها : أنا فعلاً آسف ، ما قصدت أهين أنوثتِك ..
رفعت حاجبها الأيسر و التفتت إليه ، قالت باستنكار : منو إنت عشان تهين أنوثتي أساساً ؟؟ مرة واثق من نفسك !
صمت ، أردفت : الشرهة علي سويت لك قيمة ، و جيت لك ..
أطلقت كلماتها الأخيرة و ذهبت ، تركت فهد في مكانه و على وجهه ابتسامة ساخرة ، في داخله يقول : أتِلك كانت نهايتي يا أبي ؟ أنا الذي لم أرضَ بالهوانِ يوماً ، أقبل الإهانة على يد امرأة ؟ لِم فعلت بي كل ذلك ؟ و لِم لست قادر أنا على الحقد ، أبت نفسي أن تنساك ، لو أبغضك بعد كل ما فعلت بي ، لكنني أعود دوماً و أجدني لا أملك لك إلا شوقي و غفراني .

قادَت سيارتها بسرعة جنونية ، هي الأخرى تلوم والدها الذي جعل منها نصف رجل ، بجسدها و صوتها ، و تحركاتها ، أو تكون النهاية أن يسخر مني رجلٌ لم يحلم يوماً أن يجلس مع فتاة مثلي على طاولة واحدة ؟
وصلت إلى المنزل ، دخلت بحركات سريعة ، لتتلاقى في المدخل مع رِيم ، التي ما إن رأتها حتى ابتسمت بفرحة : حـسناء ، كويس إنّك جيتي ..
حسناء بملل : نعم ؟
ريم : أبغاكِ تشوفي وش حضّرت عشان اليوم ..
حَسناء عاقدة حاجبيها : ايش فيه اليوم ؟
ريم بفرحة : أبغى أبلغ أبوكِ بالحمل ، بس بطريقة غير ..
دخلت حسناء خلفها إلى الصالة ، جلسوا على الصوفا أمام التلفاز ، تساءلت حسناء : شلون يعني غير ؟
ريم : مممم ، أبغى ألبس فستان أبيض ، و أحط هنا بلالين حمرر ، و أجيب جاتو و أكتب عليه إني حامل ..
نهضت حسناء من مكانها ، و بغيظ حاولت إخفاؤه قالت : مرة قديممة ! دوري لِك غيرها !
تركتها ، متجهة إلى غرفتها ، و جدران هذا البيت تضيق عليها ، ستنطبق فوقها يوماً ما لتخنقها ، تشعر أنها تعيش بلا هدف ، تعيش فقط لأن ما كُتِب عليها حتى الآن هو التنفّس ، دون أن تعي معنى حقيقي للحياة !

،,

وقفت أمامه بعينين ذابلتين لقلّة النوم ، نظر إليها و هو يرتدي جاكيته فوق قميصه الأبيض ، تأملها له طال ، غمزها و قال بابتسامة : شعندِك ؟
ابتسمت مرغمة ، بتعب : ما في شي ..
عِصام و هو يضبط تسريحة شعره ، نظر إليها من خلال المرآة : لما أطلع نامي كويس ، أمس ما نمتِ ..
مريم : مـقدر ، بروح لأختي جيهان ، عرسها قريب ، لازم أكون معاها ..
التفت إليها : نامي ساعتين عالأقل ، بعدين روحي لها ، لازم تكوني مرتاحة !
عقد حاجبيه و كأنه تذكر شيئاً : متى العرس ؟
مريم : الجمعة إن شاء الله ..
بنفس الاستغراب : غريب !
سألته مريم : وش الغريب ؟
التفت و هو يرش من عطره : إبراهيم ، ما طلب إجازة عشان العرس ! يعني مو باقي إلا يومين و اهوة ما أخذ إجازة !
ابتسمت مريم : الرجال وش بيجهز لعرسه ؟ كل الضغط على العروس ..
ابتسم و قال بهمس : و لو كان ، أنا قبل 10 أيام من عرسنا أخذت إجازة ..حرمتيني أزورك فيها !
ضحكت مريم و قالت بخجل : عاد هذي التقاليد ، مو لازم تشوفني قبل العرس عشان تشتاق لي ..
عِصام : هههههههه ، أجل كذا ؟ و أنا سألتك ليه ما تبيني أزورك قلتِ مشغوولة ! الحين بعد 3 سنوات زواج تعترفي
مريم : ههههههههههه ، هذي أسرار مو لازم العريس يعرفها ، مثل ما تقول خدع سحرية علشان نخلي الرجال يوله علينا ..
أمسك وجهها بيديه ، اقترب و قبّل جبينها : فديت الضحكة اللي تنور بيتي .. حبيبتي هالفترة ما راح نبلّغ أمي بموضوع العيال ، اتفقنا ؟
عاد وجهها للعبوس ، هزّت رأسها بالموافقة ، قال عصام معاتباً : رجعنا للعبوس ؟ مابي ابتسامتك تفارق وجهك ..
ابتسمت بخفوت ، خرج عصام : يلا سلام ،،
مريم : مع السلامة ..
جلست على سريرها ، تغيّر عصام كثيراً ، طوال 3 سنوات كان جامداً ، بارداً ، حتى أنني كدت أجزم أنه بلا مشاعر ، لِم الآن يا عِصام ؟ أصبحت رجلاً كما اشتهيت طيلة حياتي ، تِلك الحنيّة العذبة في تصرفاتك لم أعتـَد عليها من قبل ، أيكن علي أن أمرض أو أصاب بكُربةٍ حتى أشعر بك في داخلي ؟ لِم قررت أن تزداد جمالاً و حسناً ، حين باتت نهايتنا قريبة ؟ لِم أنت مُصِرٌ على احتراقي ؟ إنك تجعل المهمة أصعب فأصعب ، أرجوك ، توقف عن كونِك جميلاً ، دعني أتركك دون أن ألتفت ، دعني أتعافى منك ولا تصعّب علي الأمر ، فأنت دائي ، و دوائي !


،,

في قصر آخر ، يحفه الجمال من الخارج ، لا يعلم أحد ما بداخله ، صعدت و اليأس واضح على وجهها ، فتحت باب الغرفة ، لفحها هواء المكيف البارد ، و الأجواء الغريبة التي تحب أن تعيش بها تِلك الفتاة ، تجلِس في ظلام ، لا نور حولها سوى نور جهاز حاسوبها ، أحد أفلامها الأجنبية يعرض ، طاولة متحركة أمام سريرها ، جميع أنواع الشوكولاتة و البوشار و الشيبسات ، مع زجاجة كولا كبيرة أمامها ، قالت والدتها بيأس : و بعدين مع هالحالة ؟
أوقفت " سارة " الفيلم مؤقتاً ، نظرت إلى والدتها و قالت بملل : نعم ؟
والدتها " يُسرى " : إلى متى بتظلي حابسة روحك بهالغرفة و على أكل و شرب و أفلام ؟ قومي سوِّ شي مفيـد !
تنهّدت سارة ، رفعت اللحاف عن قدميها ، وضعت اللابتوب جانباً ، نهضت بتثاقل من مكانها ، أخذت جهاز المكيف و أطفأته ، أشعلت النور و قالت : ضيوفِك راحوا؟ يعني أقدر أطلع ؟
يُسرى متكتفة : راحوا من زمان ..
ابتسمت سارة بسخرية : يعني إفراج ... لا تلوميني إني بظل بالغرفة و ما أطلع منها ، إنتِ اللي حابستني فيها ، و تخجلي تقولي قدام العالم هذي بنتي ، قدّام العالم ما عندِك إلا جمانة ، و رهف و حبيب القلب ، غَسّـان !
يُسرى : المسألة مو مسألة أخجل فيكِ ، أنا أبيكِ تحسني من نفسك ، شوفي نفسِك ، إذا تبي تقومي من مكانك تحتاجي ساعة عشان تقومي ! حرام على عمرك ! لسا 27 سنة ، شوفيني أنا عمري 56 سنة و ما هو باين علي ..
سارة : ماهو باين عليكِ ، لأن يَعقوب مرفهّك ، بس أنا ، ما قدر يعطيني فلوس و يقول خذي روحي سوي عملية أشفط هالدهون كلها !
يُسرى بغضب : عيب يا بنت وش هذي يعقوب ! هذا عمك ، بمقام أبوكِ !
سارة بإندفاع : ماهو بمقام أبوي ، و ما في أحد مثل أبوي ..
تنهّدت يسرى و قالت : ماما حبيبتي ، هذي العمليّات اللي قاعدة تتكلمي عنها حراام ، ما سمعتِ عن ناس ماتوا تحت هالعمليات ؟ تبي تموتي نفسك ؟
ضحِكت بسخرية : على أساس إني عايشة ! و بعدين كل هالحراام اللي يسويه عمي يعقوب ، وقفت على عمليـة ؟
يُسرى و قد وصلت حدّها من مناقشة ابنتها العنيدة : سارة خلاص عاد ! وش هالكلام إنتِ تجاوزتِ حدودك ! صدق إنك ما تنعطي وجه !
التزمت سارة الصمت ، أردفت والدتها : عمّك يعقوب جاي اليوم من السفر ، إياكِ تتصرفي بغباء .. و راح تنزلي تقعدي معانا ، هذا يعقوب ماهو غريب ، عمّك أخو أبوك الله يرحمه ، و زوجي .. يعني تحترميه برضاكِ أو غصبن عنك ..
تجاهلت سارة الكلام ، عادت للجلوس مكانها بعد أن أصبحت جامدة بلا مشاعر ، لا يحرّكها غضب أو حزن ، و الفرح بات غريباً عليها ، تِلك الأيام و ما تفعله بقسوتها على من لا يملك حولاً ولا قوة !

،,


دخل عزيز و ابتسامة النصر على وجهه ، اقترب من يحيى ، وضع الورقة أمامه و جلس ، قرأ يحيى الموافقة و الابتسامة تتضح تدريجياً على وجهه ، نهض من مكانه بفرحة : الله عليك يا عـزيز ، فعلاً إنّك قدّها ..
نظرات متسائلة أرسلها عِصام لإبراهيم ، كأنه يتساءل عن سبب اتفاق " زينغو و رينغو " أخيراً ، ضحِك إبراهيم ، قال عِصام بصوت جهوري : خير إن شاء الله شسـالفة ؟
يحيى : عـزيز ، جاب لنا مـوافقة لنفتح قضية مشعل مرة ثـانية ، و أنا المكلّف رسمياً ، و طبعاً عـزيز راح يكون مسـاعدي ..
عِصـام : طيب مبـارك ، بس ممكن أفهم وش مخليك مصر على هالقضية ؟
أخذ يحيى نفساً عميقاً : مادري ، شي في داخلي مخليني أحس إني محتـاج أحـل هالقضيـة .. بعدين هذي بتكون أول قضيّة أستلمها أنـا بشكـل مستقـل ،، يعني إذا بحلّها بيكون إنجـاز عظيم ..
نهض عزيز من مكانه و قال و هو يكـتم ضحكته : يعني كـلامي الصبح كان صحيح ..
يَحيى : كونَك محقق يعني من الطبيعي تتوقع توقعات صحيحة ، و ترى الحين إنت مساعدي ، يعني أقول لك جيب لي قهوة وش تقول ؟
ضحِك عزيز و هو يستشعر المزاح في نبرته : ههههههههه ، أقول لك تآمر يا ابني ..
يحيى بجدية مصطنعة : ابني في عينَك ، لو متزوج بدري كان عيالي كبرك .. يلا أنا بـروح ..
عِصام : وين إنشـالله ؟
يَحيى دون أن يلتفت : عندي شغل ، يلا يا عـزيز ..
خرجوا سويّة من المكتب ، التفت عصام إلى إبراهيم : الله يسترنا من اتفاقهم ، بيخربوا الدنيا !
إبراهـيـم : ههههههههههه ، مالك إلا الدعـاء ..
لحظة صمت ، تساءل بعدها عِصام : إبراهيم ؟ إنت مو زواجك بعد بكرا ؟
عبس وجهه : صحيح ...
عِصام : طيب ، ليش للحين ما طلبت إجازة ؟ في أحد يكون زواجه بعد يومـين و ما يآخذ إجازة ؟
تنهّد إبراهـيـم : مادري ، غالبـاً رح نأجل العرس ..

،،

يُـتـبـَع ...

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 01-11-19, 09:04 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


،,


تنهّد أبو طارق ، و قال بقلّة صبر : هالحين المحقق ما قال لك إن هذا يعتبر شغل ؟
طارق : صحيح ، قال هالكلام ..
أبو طارق : يعني راح يعطونك راتب ..
طارق دون أن ينظر إليه : المعنى ؟
أبو طارق : المعنى ، ليش ما توافق ؟؟
نظرت شهد إلى والدها بقلق ، تبعتها نظرات طارق المحرجة : يبه شلون تبيني أكون جاسوس ، و على مين ؟ على صديق عمري ؟
اقترب منه والده : يبه إذا صديقك هذا مو قاعد يسوي شي غلط ، ما رح تأذيه لو تجسست عليه ! بينما لو قاعد يسوي شي غلط ، و إنت كشفت هالشي بتكون خدمت وطنك ، و بعد بتكـون حميت صديقك من إنه يتورط في الغلط أكثر و أكثر ..
صمت قليلاً ، هز رأسه طارداً لتلك الفكرة من رأسه : لا لا ، ماني مقتنع ، يبه يقدروا يكلفوا أي واحد ثاني ، أنا مـقدر !!
بغضب : يا غــبي ! أكـيد حضرة المحقق ماهو عاجز يجيب ناس تراقبه ، بس اهوة طلب منك إنت لأنك مقرب يعني تقدر تعرف معلومات ما يعرفها غيرك !
طارق : و هذا اللي مخليني راافض ، يبه هذي خيــانة ، شلون أخليه يأمن لي و يقول لي أسراره و أنا أروح أفضحها !!
نهض أبو طارق من مكانه ، نظر إلى شهد و والدتها اللتان تبدوان مؤيدتان لطارق ، اقترب منه و قال : تعال معاي ، خلينا نتكلم برا ..
طارق : وين يبه ، أنا ماني موافق ..
رمقه بنظرة حادة ، قال بلهجة صارمة : قلت لك تعاال معااي ! رح آخذك للشيخ مسعود ، و نقول له كل السالفة ، و إذا ما فيها حرام راح توافق ..
رفعت شهد حاجبيها مصدومة من تفكير والدها ، نظرت إلى والدتها الضعيفة كأنها تتحراها أن تقول شيئاً .. التزم طارق الصمت ، حتى أحكم والده قبضة يده على ذراعه بشدة و قال : يلا مشينا ..
خرجوا سوية ، أطبقوا الباب خلفهم ، التفتت شهد لوالدتها و قالت باحتجاج : عاجبِك يمه أبوي وش قاعِد يسوي ؟؟
تنهّدت والدتها و التزمت الصمت ، أردفت شهد : بعدين منو هذا الشيخ مسعود ؟ واحد دجال مسوي فيها شيخ ، شلون أبوي يصدقه ؟ لا و يأخذ بفتاويه بعد !
قالت والدتها بصوت متعب : لعنة الله على الحاجة ، لو أبوك ماهو محتاج فلوس ما كان ضغط على أخوكِ بهالشغل ..
شهد : حتى لو ، ماهو مبرر ، من متى كانت الحاجة تخلينا نتخلى عن مبادئنا ؟
قطَع عليهما صوت الطرق على الباب ، نهضت شهد عن الأرض ، اقتربت من الباب و قالت : مين ؟
صوت رجولي ضخم جاء من خلف الباب يقول : الأمـن الجـنائي ..
تنفست شهد بغضب ، أخذت حجابها المعلق إلى جانب الباب ، لفته على رأسها بإحكام و فتحت للرجلين اللذين كانا يديران ظهرهما للباب ، التفت يحيى بينما ظل عزيز على وقفته ، أخفض يحيى بصره أرضاً و قال : طارِق موجود ؟
بنبرة حادة و نظرات حانقة : لا ماهو موجود ، و كلفني أبلغك إنه ما يبغى يشتغل معاك ..
رفع حاجبه ، مال بكتفه حتى استند إلى الباب و قال و هو يضع يديه في جيوبه : والله ؟
شهد متكتفة : مثل ما سمعت ، يا ليت تتركونا بروحنا ، احنا مالنا في أحد ..
ظهرت ابتسامة خفيفة ساخرة على وجهه ، قال بلهجة الأمر : ارفعي جوالك و اتصلي عليه ، بلغيه ييجي حالاً ،، أنا أنتظره هنا ..
شهد : بس ..
قاطعها و هو يضع سيجارة في فمه : بدون اعتراض ، الله يرضى عليكِ ..
أدار ظهره ، لتغلق الباب بقوة من جهتها ، تحدّث نفسها بلهجة قد تكون مسموعة لديه : وقـح !
أخرجت جوالها ، رفعت السماعة و اتصلت بطارق ،، سمِعت صوته فقالت : طارِق ، هذا المحقق هِنا ، قال يبيك ، قلتله إنك ما تبي تشتغل معاه بس أصرّ يستناك !
تنهّد طارق و قال بلهجة معاتبة " بهمس " : و إنتِ ليش تكلميه ؟ طيب ، راجـع ..
أغلق الخط ، التفت إلى والده بعد أن وصلا إلى منتصف الطريق : يبـه ، شهد تقول إن يحيى عند البيت ، و يبيني فوراً ،، خلينا نرجـع ..
هزّ رأسه بالموافقة ، ثم قال محذّراً : إياك يا طارق تتصرف بغباوة و تقول ما أبي ، هذي رزقـة و جاتنا ، حـرام ترفس النعمة ..
هزّ طارق رأسه ، يتنهّد بحيرة ما بين إرضاء والده ، و إرضاء ذاته و ضميره ،، خلال دقائق من التفكير المشوّش ، وصلا إلى المنزل ، ليجدا يحيى و عزيز واقفان انتظارهما ، اعتدل يحيى في وقفته : السّلام عليكم ،
طارق و والده : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
يحيى يُشير إلى عزيز : أعرّفكم ، عزيز زميلي ، و مساعدي في القضية ..
تقدّم أبو طارق ، فتح الباب و قال بترحيب : يا أهلاً و سهلاً ، تفضلوا ..
لم تكن تبدو على وجه طارق علامات الرضا ، دخلوا بعد أن تركت شهد و والدته الساحة الخارجية ، و جلسوا في المطبخ ، جلسوا الرجال على الكراسي الصغيرة التي تتوسط الساحة ، تقدّم أبو طارق من المطبخ و همس : ساوي قهوة يبه ..
تأففت شهد بحقد على ذلك الرجل ، نزعت حجاب رأسها و اتجهت نحو الغاز لغلي القهوة ، في الخارج ، يحيى لِطارق : أول شي نبي نفتّش غرفتك ..
طارِق متعجباً : ليش ؟؟
يحيى : لازم نتأكد إن الرجال اللي يشتغل معانا " نظـيـف " ، ما عليه شي ..
وقف طارق متكتفاً و قال بإندفاع : و منو قال إني بشتغل معاكم ؟
رمقه والده بنظرة ، و قال بنبرة حادة : طـارِق !!
وضع يحيى مغلّفاً على الطاولة و قال بابتسامة : والله يا طارِق مهو بكيفك ، هذا تكليف رسمي بهالمهمة ، و امتناعك عن أدائها بيعرضك للمساءلة القانونية ؟
رفع طارق حاجبيه ، انحنى ليتناول المغلف و يقرأ ما بداخله ، بينما التفت يحيى إلى عزيز : قوم فتّش غرفته ،، " وجه كلامه إلى طارق " يا ليت تدلّه غرفتك ..
أخذه طارق ليدله على الغرفة ، دخل عزيز و بدأ التفتيش ، عاد طارق إلى يحيى و قال : يعني بتجبروني ؟
وضع سيجارة في فمه ، أشعلها و قال : مو إجبار ، ممكن تعتبره ، واجِب وطني .. و راح يكون لك مكافأة مرتبة ، و على فكرة إذا أعجبنا شغلك ، ممكن تصير موظف رسمي في جهاز الأمن ،،
طارِق بحدّة : و الثمن صديقي ؟
يحيى : صديقك هذا ، لو مساوي شي ، راح نقبض عليه بمساعدتك ، و بدونها ، لا تحط في بالك إنك بتأذيه ، بالعكس .. هذي مساعدة .. تمنعه يتورط أكثر ..
جَلس طارق : يتورّط ؟ قاعِد تتكلم و كأنك واثق إن فهد متورط في شي !
ظهرت ابتسامة جانبية على شفتيه : بحسب خبرتي كمحقق ، فهـد متورط ، قولاً واحِداً ..
نهض يحيى من مكانه ، و قد تقدّم منه عزيز ، سأله : كل شي تمام ؟
عزيز و أخيراً ظهر صوته : كل شي تمام ،،
التفت يحيى إلى طارق و والده ، و قال بابتسامة : طارِق ، أبيك اليوم عندي في المركز ، عشان أفهمك وش بتسوي ..
هزّ رأسه : إنشالله ،،
يحيى : عن إذنكم ..
أبو طارق : يا حضرة المحقق ما شربتوا القهوة !
وصل إلى الباب ، التفت إليه بابتسامة : مكثور الخير عمي ، مرة ثانية إنشـالله ، سلام ..


،,

مَساء الأربعاء الأول ، و الأربعاء الأخير في روما ،، بعد أن وضّب حقيبته ، رفع السماعة ليتصل بـ عُمـر ، قال : السلام عليكم ،
عُمر : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
فهد : عمي ، أنا غيّرت حجز الطيارة ..
عمر مبتسماً : أكيد عجبتك روما و حابب تقعد يومين زيادة فيها ، صح ؟
فهد مُحرجاً : ههههه ، لا بصراحة ، حجزت الساعة 10 الصبح ، يعني بدال 6 المسا ،،
انكمش وجه عمر ، اختفت ابتسامته : ليش ؟
فهد : ما في شي أسويه طول اليوم ، مليّت ،، برجع لبيتي و أمي ، و أهلي ..
عُمـر : يعني تبي مني أبعثلك السواق الساعة 7 الصبح ؟
فهد : لو سمحت ،،
تنهّد عمر : طيب ، مثل ما تبي .. و تكلمني أول ما توصل السعودية ..
فهد : إن شاء الله ، عمي ،، قول لحسـنا إني آسف ..
عقد عمر حاجبيه : على شنو ؟!
أطبق فهد عينيه : هي عارفة ..
عمر بلهجة حادة : فهـد !! وش مسوي مع بنتي ؟؟
فهد ضحِك : هههههههه لا تخاف ، ما سوّيت شي ، بس مزحت مزحة ثقيلة ..
رفع عمر حاجبيه : والله ؟ و من متى فيه مزح بينك و بين بنتي ؟
فهد و قد استغرب الغيرة المفاجئة في عُمر على ابنته : من يوم ما خليتنا نطلع نلف في روما إجــبــاري ، لا تخاف تراني محترم و عارف حدودي كويس ! سلام ..
أغلق فهد السماعة دون أن يسمع ردّه ، في الجهة الأخرى ، دخل عُمر إلى البيت مستغرباً انطفاء الأنوار في وقت كذلك ، الشموع وحدها تحترق لتنير الصالة الداخلية ، تمتم محدثاً نفسه : ما في كهربا يعني ؟؟ شلون كذا في الحديقة موجودة الكهربا !
دخل إلى الصالة ، تشنّج في مكانه مما رأى ، تختلط البلالين الحمراء و البيضاء مع بعضها ، الورد الأحمر المجفف منثور فوق الأرض ، طاولة يتوسطها قالب جاتو ، تقف ريم بأنوثتها القاتلة ، مرتدية فستاناً أحمراً ضيقاً على رأس الطاولة ، تنظر إليه بابتسامة ، يبتسم عمر و هو الذي لم يعايش أجواءً كتلك منذ زمن طويل ، تقدّم عمر و قال بضحكة : ههههه ، ريمووه وش مسوية ؟
اقتربت منه ، وقفت أمامه و قد فاقته طولاً بحكم الكعب الذي ترتديه ، تلعب بياقة قميصه و تقول بنبرة دلع : حبيبي حبيت أسوي شي جديد في حياتنا ، ما مليت من الروتين ؟
عُمر بخفوت : أنا اللي ملّيت ..
أمسكت بيده و قالت : تعال نقعد ،،
تساءل و هو يمشي برفقتها : بس وش خطرلك ، في مناسبة اليوم ؟؟ إنتِ عارفة إني أنسى فلا تلوميني ..
ضحِكت : ههههههههه حبيبي طبعاً في مناسبة ، بس إنت ما نسيتها لأنك أصلاً ما تعرفها ..
عقد حاجبيه : ما فهمت شلون يعني ؟
أمسكت راحة يده برقّة ، وضعتها بهدوء فوق بطنها و قالت : المناسبة هِنا .
أبعد يده عن بطنها ، اختفت الابتسامة عن وجهه : يعني ؟
هزّت رأسها بابتسامة : أنا حـامل ..
لم تبدو عليه الفرحة كما توقعت ، أدار ظهره و قال : شلون صار كِذا ؟
ريم بتعجب : شلون يعني شلون ؟؟!!
التفت إليها : أنا مو معطيكِ حبوب لمنع الحمل ؟ شلون ؟؟ ما كنتِ تاكلينها ؟
ريم : إلا ! بس ربنا أراد يصير حمل وش أسوي ؟؟
عمر و هو يجلس على الصوفا : إنتِ عارفة إني ماني جاهز الحين لمسألة الأولاد ..
جلست أمامه على ركبتيها و بدأت الدموع تجتمع في عينيها : متى بتصير جاهز ؟؟ أنا عمري صار 37 سنة يعني قربت أفقد الأمل من الخلفة ، و ربي سبحانه ما أراد يقطعني من الضنا ،، إلى متى بنتظرك تجهز ؟؟ 10 سنين متزوجين حارمني من أبسط حقوقي إني أكون أم ، كل سنة تقول لي ماني جاهز ماني جاهز ! متى بتجهز ؟ إلين تنتهي صلاحيتي و تطلقني مثل ما سويت مع حريمك اللي قبل ؟
عُمر بحدّة : ريـــــــم ! 100 مرة قلت لك سيرة حريمي لا تفتحينها !!
نهضت من مكانها ، تكتفت و قالت : ليش ؟؟ مو لازم أخاف على روحي منك ؟ أخاف تظلمني مثلهم ؟
عمر : أنا عمري قصّرت عليكِ بشي ؟
ريم : الفلوس و الهدايا و السفر مو كل شي ،، صحيح أنا عايشة بنعيم ما كنت أحلم فيه ، بس إنت كلّك مو معاي ،، حتى طفل ما تبي مني !
تنهّد عمر و قال : هالحين ماهو وقت العتب و اللوم ، أنا ماني جاهز أربي طفل ،، شوفي حل ..
اتسعت عيناها : حل شنو ؟؟ لا تقول لي إجهاض !
صمت عمر و كان صمته الجواب ، قالت ريم بحدة : مستحيل يا عُمر ، مستحيل !

،,

في الجهة الأخرى من كَوكَـبنا ، جلس مقابلها و هو يشبك أصابعه ببعضها البعض ، سقطت دمعتها الأولى ، حار جداً الدمع إذا ما كتمناه طويلاً ، يسقط ليحرقنا بدلاً من إخماد نيران قلوبنا ، بهمس قالت : هالحين تذكرت تقول هالكلام ؟
أخذ نفساً عميقاً : شوفي يا جيهان ، أنا عارف إني غلطت و ظلمتك لما تقدمت لك و أنا ماني مقتنع بالزواج من أصله ، و ظلمتك أكثر لما انتظرت 4 شهور و ما بلغتك إلا قبل العرس بكم يوم ،، بس قلت أبلغك الحين أحسن ما أظلمك معاي ..
جيهان تحاول أن تعدّل نبرة صوتها المرتجفة : كل هالظلم ، و خايف بعد تظلمني ؟؟ كم مرة قلت لك إني ماني حاسة بحبك ؟ ليش يا إبراهيم ؟
تنهّد : أنا جاهز لكل شي تبيه ، مستعد أكفّر عن ذنبي معاكِ بأي ثمن .. أنا معترف بغلطي ..
ابتسمت بسخرية : أيامي اللي ما نمت فيها و أنا أنتظر منك كلمة ؟ و سمعتي اللي بتسوّد قدام الناس إذا قلنا التغى العرس ؟؟
باندفاع : اللي يقول عنّك كلمة وحدة بقص لسانه !
نهضت جيهان : يا ليت تطلع من المحقق اللي بداخلك مرة وحدة في حياتك ،، واضح إن شغلك في التحقيق حوّلك لجماد ..
تحركت لتخرج ، استوقفها صوته : جيهان ، أنا ما قلت نلغي الزواج ،، أنا أعطيتك الخيار ، نلغيه أو نأجله فترة ، ع بال ما أحس إني استقريت ..
التفتت جيهـان و قالت بسخرية : فكرة ، نأجله 4 شهور ، و بعد 3 شهور و 28 يوم و قبل العرس بيومين تيجي تقول لي والله سامحيني ، ما قدرت ، حاولت .. لا يا إبراهيم ، ما راح أستجدي عواطفك و مشاعرك ، دام إنك ما حبيتني من البداية ، ما راح تطولني في النهاية .
خرجت من المجلس ، اتجهت إلى غرفتها ، خرج هو و نظر خلفه بألم ، لم يكن الحب يوماً عادلاً يا جيهان ، العشق يا جيهان ، الجريمة التي نقترفها جميعاً دون تردد او خوف ، إلا أننا لسنا من ندفع ثمن تلك الجريمة ، إنما يدفعها من حولنا ، و ها أنتِ الآن تدفعين ثمن عشقي لأخرى ، دون أن تعرفي ، يلتف حبل مشنقتي على رقبتك ، و يقتلك أنتِ ، و أنظر أنا إليكِ ، بكل قوتي و ضعفي ، بكل مكري ، و حزني ، ولا أستطيع أن أفعل لكِ شيئاً ، فأنا المجرم و أنتِ المتهمة الوحيدة ، و أنا الظالم المتيقن من براءتك ، و أنا الذي سينفذ حكم الإعدام بكِ ، أيتها الجميلة ..


،,


نَزلت مجبرة بعد تهديدات والدتها الكثيرة لها ، بخطوات بطيئة على الدرج ، صوت ضحكاتهم ينبعث في آذانها و هي تعلم جيداً أن لا مكان لها بينهم ، وصلت إلى الصالة حيث يجلسون ، لم يلتفت أي منهم ، حتى قالت : مَساء الخير ..
بصوت واحد ردوا : مساء النور ..
وقفت سارة تنظر إليهم بنظرات غير مفهومة ، اخواتها جمانة و رهف ، تجلسان كل منهما في طرف محتضنة والدها ، كانت تتمنى لو أن والدها حيّ ، لتجلس في حضنه ساعة واحدة فقط ، قال يعقوب بصوت أجَش و هو يمد يده للمصافحة : تـعـالي يا بـنـت ..
يُسرى بابتسامة : قربي ماما من عمّك حبيبتي ، ما تبي تسلمي عليه ؟
اقتربت سارة ، مدت يدها للمصافحة ، ثنى يعقوب يده و كأنه يقول له " قبليها " ، رفعت نظرها إليه لترى وجهه المتجهّم ، قبّلت يده بغيظ ، وضعتها على رأسها ، انتصبت قامتها و قالت بصوت خافت : الحمدلله على سلامتك عمي ..
تجاهل الرد عليها ، قالت جُمانة : تعالي سارة قعدي معانا ، ليش حابسة روحك فوق ؟
رهف بسخرية : أكيد ما في شي في هالبيت يحملها غير سريرها ، يمكن لو تقعد على الصوفا تكسرها ههههههههههههه ..
ابتسم يعقوب ، نظرت يسرى إلى ابنتها بقلب ملتاع ، التفتت إلى رهف و قالت : عيب عليكِ تكلمي أختك الكبيرة كذا ! احترمي نفسِك !
يعقوب بحدّة : يُسـرى ! وش فيكِ عالبنت ؟ قاعدة تمزح مع أختها وش صار ؟
جُمانة مؤيدة لوالدتها : يبه ماما معاها حق ، يعني رهف صارت 18 سنة و لسا تتكلم مثل الأطفال !
دخل غسّان إلى الصالة فعمّ الصمت ، اقترب من أخته سارة ، وضع يده على كتفها و قبل رأسها : شلونك حبيبتي ؟
ابتسمت له بحب : مشتاقة حبيبي ..
غسّان يمسك بيدها و يجلس معها على الصوفا : جبت لك كل شي طلبتيه مني ، هالحين أخلي السايق ينزل الشناطي ..
بابتسامة : ما أنحرم منك ،،
يَعقوب بنبرة غاضبة : وش طالبة منك ست الحسن ؟ و بعدين تذكرتها و ما تذكرت خواتك ؟
اختفت ابتسامة غسّان : لا يبـه ، ما نسيت أحد .. بس سارة كانت موصيتني على عطور و كريمات جبتهم لها ..
نهضت سارة من مكانها ، و هي تشعر بالغربة في كل مرة تجلس معهم فيها : ربي يسلمك ياخوي ، عن إذنكم ..
اتجهت للصعود إلى غرفتها ، توقفت حين سمعت يعقوب يقول : خير يا آنسة سارة ، القعدة معانا مو عاجبتك ؟
التفتت إليه ، تجاهد نفسها كي تبقى بذلك الثبات و الصلابة أمامهم ، قالت بمكابرة : أبداً مو كِذا ، بس مـالي مكـان بينكـم ، إنتوا عائلة واحدة و ..
قاطعها بقسـوة : طيب طيب يلا مع السلامة ..
صعدت سارة بحركات بطيئة إلى غرفتها ، حتى اختفت عن أنظارهم ، ابتعدت جُمانة عن ذراع والدها بضيق ، قالت يُسرى : خفّـوا شوي عالبنت ! وش مسوية معاكم عشان تعاملونها كذا ؟!
يَعقوب بحدّة : شلون نعاملها ؟ كافي مقعدينها معانا و متحملين مصروفها !
يُسرى : بس هذي بنت أخوك ، و إنت ولي أمرها بعد وفاته ، يعني مجبور فيها ..
تأفف يعقوب و نهض من مكانه : ما تخلوا الواحد يتهنى في سهرة !
تركهم و صعد إلى جناحه ،،

،,

يـتبـَع ...

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 01-11-19, 09:05 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 




،,

تأففت جيهان ، مستلقية في حِجر جدّتها التي تداعب خصلات شعرها البني الطويل ، قالت و هي تنقل سماعة الهاتف من أذنها اليمنى إلى أذنها اليسرى : ما أعرف شي يا مريم ، و اللي يخليكِ ماني قادرة أتكلّم !
تنهّدت مَريم : يعني وش قررتوا ؟ بتأجلوا العرس ؟؟ شلون كِذا و العرس مو باقي عليه إلا يومين ؟
جيهان : إبراهيم يقول عنده ظروف ، و أكثر من كذا ما أعرف شي ..
مريم : طيب حبيبتي ، اللي تبوه ، على راحتكم ..
أغلقت جيهان السمّـاعة ، زَفـَرت بقوة ، التزمت الصمت متجاهلة نظرات أخيها " سُليمان " ، الذي يجلس أمامها و يناظرها بنظرات غير مفهومة ، يهز قدمه اليمنى بتوتر ، دون أن تنظر إليه : سلـّوم ، كافي نظرات !
تكتّف سليمان : أبغى أفهـم بس ، ليش ؟ وش صاير بينكم ؟
جيهان بملل : قلت لك مو صاير شي !
سُليـمان بِشك : جيهان ، إذا إبراهيم مضايقِك بشي قولي ..
قالت جدّتهم " أم طلال " بشيء من الغضب : خلاص يمه قالتلك ما في شي وش فيك ؟
سُليمان : ماني مصدّق هالكلام ..
أم طلال : عيب عليك يعني أختك كذابة ؟
سُليمـان بحرج : العفو جدّة مو القصد ، أنا حاسس إنها مخبية شي ..
أم طلال و هي تلاعب خصلات شعر حفيدتها : خلاص ما عليك منها ، قوم نام بكرا عندك شغل ،،
تنهّد سُليمان بيأس ، ترك الصالة و اتجّه إلى غرفته ، لاحقته جيهان بنظراتها حتى اختفى ، نظرت إلى جدتها بحيرة : جدة ، وش تقولي ؟ محتارة ماني عارفة وش أسوي !
ابتسمت جدّتها بِحُب : أعطيه فرصـة حبيبتي ، خليه يأجّـل العرس مثل ما يبي ، و إذا خلال شهرين ما حسيتي بتغيّر من جهته ، أنا بتصرّف ..
جيهان : شلون بتتصرفي ؟ أنا مابــي أرخّص نفسي قدّامه !
تحسسّت جدتها وجهها بيدها : ما عاش من يرخصك و أنا موجودة ..
ألقت نفسها في حضن جدتها الدافئ الذي كبرت و نَمَت فيه ، قبّلت جدتها رأسها بحنان : إنتِ و اخوانك من ريحة أبوكِ الله يرحمه ، إنتوا اللي صبرتوني على هالحياة بعد ما راح بغمضة عين ، شلون برخصكم و إنتوا أغلى شي عندي ؟
تشبثت جيهان بها كطفل متشبث بأمه : ربي ما يحرمني منّك ، من دونك مادري وش كِنت بسوّي !

،,

ينظرون إليه باستفهام ، بينما انخفض بصره في الأرض خجلاً ، قالت والدته بغيظ : يعني في الآخر سويت اللي في دماغك ؟
إبراهيم بصوت خافت : يمه أنا ما طلّقتها ، أجلت الزواج بس عشان ما أظلمها معاي !
قالت أخته عَروب : من جدّك إبراهيم ؟ يعني بعد ما تجهزنا و حجزنا و اشترينا الفساتين تلغي كل شي ؟
إبراهيم : ما لَـغيــــــت ما لغيييت ! أجلت ، كل الناس تأجل !! وين المشكلة ؟
أخته الأصغر " سَحَر " : بس مو قبل العِرس بيومين ، هذي أول سمعة ، وش بيقولوا الناس ؟
إبراهيم بحدّة : ملاحظين إنكـم قاعدين تحاسبون أخـوكم الكبير ؟
نهضت والدته و قالت بغضب : طبعاً يمه ، أخوكم الكبير ممنوع تحاسبوه حتى لو كان غلطـان ،، يا رب لا تبلانا يا الله !
إبراهيم وقف إلى جانبها : يمه ليش معطية الموضوع أكبر من حجمه ؟
رمقته بنظرة ، أدارت ظهرها و صعدت إلى الأعلى ، تبعتها سَحر ،، تقدّمت منه عَروب ، مسحت على كتفه من الخلف و قالت بهدوء : رشـا السبب ؟
التفت إليها ، نظر إليها باستفهام ، أردفت : احنـا ما قصّـرنا يا إبراهيم ، طلبناها لك ، و أبـوها ما وافـق ، و حتى اهيـة ما كان عندها الجرأة تقول أنا أبـي ولد خـالي ، تزوجّت غيرك و عاشت حياتها ، إلى متى بتظل موقف حياتَك عشانها ؟
جلس على الصوفا منهكاً : في مخيلتي و حياتي اللي بنيتها في عقلي ، كانت اهية الوحيدة اللي مشاركتني كل أحلامي ، شـلون أطلعها و أحط جيهان مكانها ؟
جلست أمامه : طيب ، دام إنك مو قادر تنساها للحين ، ليش تقدّمت لجيهان و خطبتها ؟ ليش ظَلمت البنيّة معاك ؟
هزّ رأسه بجهل : مادري ، يـوم قال لي عِصام عنها ، و إنها أخت زوجته ، قِلت يمكن أتعافى على يـدها ،
قالت عَروب بلوم : بس اللي صار إنك زدت على جروحك يوم ظلمت هالبنت اللي مالـها ذنب بكل شي صـار ..
أخذ نفساً عميقاً : و أنا هالحين صحيت على نفسي ، و إذا بكمّل بهالحال بظلمها أكثر ، أنا تركت لها الخيـار ، إذا تبي نأجـل الزواج ، أو ننفصـل ،، و أتمنى يكون قرارها الانفصـال ، راح تأخذ عن صدري هم كبير ..
ابتسمت عَروب بسخرية : حتى لو طلبت الطلاق ، لا تتخيّل إنها بتكون راضية ، ما في بِنت ترضى تتطلق ، و خاصّة بهالشكل ..
أوشكت على الذهاب ، ناداها إبراهيم : عـَروب ..
التفتت إليه ، قال : جيهان ما تعرف شي عن سالفة رشـا ، و ما أبيـها تعرف ،،
ابتسمت عَـروب : ولــو ؟ عِيب هالكلام !
اقترب منها إبراهيم : عَروب ، اللي مخوّفني إن علاقتك بـ سليمان تتأثر من وراي ..
عَروب : لا تخاف ، سليمـان عاقِل ، ما راح يدخّلني بمشاكلك مع أخته .


،,

أشرق صباح روما الأخير عليه ، لم يكن نائماً ، السـاعة الخامسة و النّصف فجراً ، بدأت العصافير تغرّد ألحانها ، و الشمس تغزل خيوطها ، أنهى صلاة الفجر ، تحمم و تجهّز للذهاب إلى المطار ،،
في بيتهم الواسع ، نزلت حسناء إلى المطبخ بحركات بطيئة ظانّة أن الجميع نِيام ، غَلت كوب قهوتها بهدوء ، دون أن تشعر بذلك الذي تسلل إلى المطبخ خلسة ، قال بحب : صـبـاح الخيير
انتفضت حسناء بخوف ، التفتت لتجد أبيها : يبه ! صباح النور ،، رعبتني ..
ضحِك و اقترب : هههههههههههه ، " قبّل جبينها " ، شعندها حبيبة أبوها صاحية بدري ؟
حَسناء تحرك القهوة : ما في شي ،، بس صرلي نايمة 16 ساعة تقريباً ..
عُمر : ممم ، طيب ، طيارة فهد الساعة 10 ..
التوَت شفتيها : و المطلوب ؟
عمر : ما في شي حبيبتي ، بس ما تبي تودعيه ؟
حسناء باستهجان : أودعه ؟ ليش إن شاء الله من هو ؟ و من متى أعرفه أصلاً ،، درب السلامة الحمدلله إنه بيسافر و بفتك منه !
عمر بابتسامة : أمس كلّمني ، و طلب منّي أوصل لك اعتذاره ..
ارتشفت شفة من القهوة ، رفعت غرّتها بأطراف أصابعها : على شنو ؟
عمر : أنا اللي بسألك ، وش مساوي معاكِ ؟ أجيب خبره لو مضايقك بشي ..
حسناء : مو مساوي شي ، انسى الموضوع ، مزحة بايخة ..
عُمر بجدية : يكون تحاول يتحرّش فيكِ ؟ ترى ولد فقر و بحياته ماهو شايف بنات !
ضحِكت حسناء : افـا يبه ، يتحرش فيني و أسكت له ؟ " بلهجة ساخرة " ما إنت عارف شعندك ،، بنت بمية رجال ..حتى صوتي صار مثل صوت الرجال ،،
اقترب منها و هو يعلم ما تكتمه في داخلها : يبه ، لا تزعلي ، كذا الظروف حكمتنا ..
رفعت رأسها : و لو ريم خلّفت بنت ؟ بتسوي فيها مثل ما سويت فيني ؟ ولا بتتركها تعيش أنوثتها لأني موجودة ؟
ابتسم عمر : بدينا غـيرة ؟ ما في أغلى منّك عندي ،، و بعدين ريم ما راح تجيب لا بنت ، ولا ولد ..
عقدت حاجبيها : وش تقصد ؟
عُمر : أنا ما أبي هالطفل ، و راح تنزله ..
شهقت حسناء : يبـه ! بتقتل ولدك ؟
خرج عمر من المطبخ ، و بلهجة حادة قال : إياكِ تشجعيها على الاستمرار بالحمل يا حسناء ، إياكِ ..


،,



الخميس ، بعد العصر ،

قرَع الجرس مرتين ، ثم أدخل المفتاح في الباب ، من الداخل ، فتحت ياسمين الباب ، ابتسم حين رآها ، قالت بابتسامة : الحمدلله على السلامة سيّد فهد ..
دخل و هو يجر حقائبه إلى مدخل المنزل ، ابتسم : ربي يسلمك ، وين الوالدة ؟
ياسمين تعدّل حجابها : في غرفتها ، تفضل ..
دخل بلهفة إلى غرفة والدته المستلقية فوق سريرها ، التي ابتسمت فرحاً حين رأته داخلاً عليها ، اقترب منها ، جلس أمامها و أخذ يقبّل يدها بحب و شوق ، و تقول هي : الله يرضى عليك يا ولدي الله يرضى عليك ..
فهد : شلونك يمه شلون صحتك ؟
جواهر : نحمد الله و نشكره على الدوام ، انت شلونك وحشتني موت ..
فهد : و إنتِ أكثر يمه .. شلون ياسمين معاكِ ؟ قصّرت في شي ؟
جواهر بعتب : لو كان يهمّك كنت اتصلت ، مو أسبوع كامل ما أدري عنك ولا تدري عني !
فهد بخجل : سامحيني يمه ، حاولت أوصل لك بس ما لقيت طريقة ، إنتِ ما معاكِ جوال ، و رقم ياسمين مو معاي ،، قلت أتصل لطارق و ييجي اهوة يتطمن عليكِ ..
جواهر بنظرة ذات معنى : جاءت شهد ربي يرضى عليها ، و قعدت عندي شوي ..
ابتسم فهد ، يسمع اسمها و يشعر أنها وطنه الي افتقده ، الراحة التي لم يشعر بها في أكثر المدن سحراً ، تساءلت جواهر : يمه ، ما بتقول لي وش كان سبب هالسفرة ؟ و من وين جب فلوس تغير البيت و تجيب سيارة ، و تسافر ؟
أخذ نفساً عميقاً ، ابتسم بارتباك : يمه هالحين مو وقت هالكلام ، قاعدة تاخذي دواكِ بانتظام ؟
جواهر : الله يرضى عليها ياسمين ما قصّرت ، تعطيني الدواء في موعده ..
قبّل جبينها : الحمدلله ، يمه أنا بنسيكِ عيشة الفقر ، كافي طول حياتِك اللي عشتيها بهم و غم مرض و فقر ،، كافي ..
جواهر : يمه أنا أعيش بخيمة طول حياتي ، بس أشوف فهد القديم ،
عقد حاجبيه ، و ابتسم : فهد القديم ؟
جواهر : ايه ، فهـد القديم ، اللي كان على طول مبتسم و يضحك ، و متفائل و يحب الحياة ،، مو فهـد اليوم ، اللي الهموم ماكلة وجهه ، و الشيب بدا يطلع في راسه و لحيته ، و اهوة لسا ما صار ثلاثين سنة ..
ضحِك فهد : ههههههههه ، يمه الشيب هذا وراثة ، أبوي الله يرحمه ما أذكره إلا و اهوة شايب ، من صغره ..
جواهر بجدية : الشيب بكير ، يعني هموم يا ولدي ..
حافظ فهد على ابتسامته : يمه كلنا عندنا هموم ، ما في أحد ما عنده هموم ، " لَقَد خلقْنا الإنسان في كَبَد "
جواهر : ما بتقول لي وش مخبي عني ؟
فهد : ماني مخبي شي يمه ، سلطان و عمر حرب اللي كان أبوي يشتغل عندهم ، كان تارِك عندهم فلوس ، و موصيهم يعطونا هالفلوس بعد وفاته ، و هذا اللي صار ..
نظرت إليه بطرف عينها : هالحين هذا الكلام علي ؟ أبوك من وين معاه فلوس عشان يتركها لنا ؟؟
نهض فهد من مكانه : يمه ، واللي يخليكِ لا تزودينها علي ،، لا تخافي ماني قاعد أسوي شي حرام ، لا تخافي ، أنا بروح أتروش و بعدين أبغى أزور طارق ، تآمرين على شي ؟
جواهر : لا تتأخر علي ..
انحنى ، قبّل جبينها ، تحرّك حتى وصل إلى الباب : صحيح ،، جبتلك معاي شي راح تحبيه ..


،,


يجلِس سلطان في مكتبه السري ، على الحاسوب ، محادثة سكايب مرئية ، بينه و بين عمر ، يقول عمر : مثل ما نبّهتك يا سلطان ، اليوم أبي هالموضوع منتهي ، هذا الولد ماهو سهل ..
سُلطان : ولا يهمّك ، اترك الموضوع علي ..
عمر : عرفت وينه الحين ؟
سُلطان ينفث دخان سيجارته : الرجال اللي يراقبه قال إنه راح لبيته ، و طلع بعد ساعة ،، غالباً راح يكون بطريقه عندي ..
عُمر : طيب ، سكّر هالحين ، و بلغني كل شي أول بأول ..

،,



دخل إلى الغرفة ، الغضب يشع من عينيه ، رغم أنه كان متوقعاً لما سيحدث ، إلا أنه لم يكن يتوقع غضباً كذلك ، كوّر قبضة يده ، لكمه على أنفه ، أسال منه الدم ، نهض و هو يمسح دمه بكم قميصه ، ينظر إليه بنظرات حاقدة ، اقترب و شدّه من قميصه ، و قال بصراخ : قـاعـــد تــلعــب معــاي ؟ مَنت عارف وش ثـمـن اللعب معــاي !!


،,


أطفأ سُلطان الجهاز الصغير أمامه ، يراقب نظرات فهد و عينيه المتسعتين بدهشة ، بلع فهد ريقه ، ابتسم سلطان بخبث : للأسف إن ذكاءك ما نفعك هالمرة ،، تعرف المثل وش يقول ؟ يقول غلطة الشاطر بـألـف ..
فهد بصوت خافت : وش المطلوب الحين مني ؟
سُلطان بنفس اللهجة المستفزة : للأسف إنك مالك خيار ، اللي بقوله ، بيتنفذ .. مفهوم ؟
ضرب الطاولة بكفّه ضربة قوية ، نهض من مكانه و قال : سُلطــااان !

،,

شحب وجهها و اصفر لونها و هي ترى دماً مائل لونه إلى السواد يغطي يديها ، ارتجف فكّها ، بدأت تبكي و تعتصر ألماً بصوتٍ غير مسموع ، بدأ العرق يتصبب من جبينها ، ثم سقطت مغمى عليها .



،,




انتهى

إن شاء الله يكون البارت مُرضي لأذواقكم الجميلة و الرفيعة بطوله ، و أحداثه ،،
كل جمعة إن شاء الله راح يكون لدينا بارت ، و ممكن يصير في الأيام الجاية تعديل على مواعيد الأجزاء ،، بالنسبة للساعة اللي رح ينزل فيها البارت مو محدد ، حال ما يجهز بينزل ،،

لا تبخلوا علي بتعليقاتكم و آراءكم ،، أحبكم ... طِيفْ!

دمتم بودّ ..

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية