لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-19, 12:06 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة

 


كانت مرتبكة جدا لدى سماع كلماته عن قرب . هي عرفت ان جين قد بهرت عينيه , وانه لصحيح من الفتيات يرتدين اقل مما ترتديه هي الآن كل يوم على شواطئ البحر الابيض المتوسط ,
ولو كانت هي نفسها تاخذ حمام شمس فربما حدق اليها , لكنها لم تكن على الشاطئ , كانت في غرفة النوم , وهي لم تكن هكذا نصف عارية امام رجل .
قد يكون الامر مضحكا في هذا اليوم والعصر , لكنه كان صحيحا , بطريقة ما هي كانت من الطراز القديم مثل امها .
حدق اليها للحظة وعبس كأنها اربكته , ثم اطلق ضحكة خافته وذهب بعيدا .
- حسنا , اسرعي اذن ... بكل تاكيد انت لا تستغرقين كل هذا الوقت عندما تبدلين الثياب دي لورنزو ؟
كانت يداها ترتعشان كثيرا لدرجة انها قلما استطاعت تعديل سحاب الثوب , لكنها اخيرا اصبحت جاهزة .
صعدت الدرجات ببطء وعيناه تحدقان بها , وجدت نفسها تفكر بيأس وكأنها منومة مغناطيسيا , لم تستطع النظر بعيدا ,
وشعرت بان تورد الخداع قد ارتفع ثانية الى خديها , وصل الى جانبيها وقبل ان تتمكن من معرفة قصده , مال الى الامام ودس وردة في شعرها .
عندئذ تراجع وراح يتاملها بعيني ناقد , وابتسامة خافته ترتفع الى زاويتي فمه .
- تباين ساحر .
الح ببرود لم تقدر على منافسته :
- فحمل الوردة على شعرك الحريري . انت تستحقين الانتظار من اجلك , يا جيناتي الصغيرة .
وفيما كانت لا تزال مبهوره تستوعب ما قاله ، بما فيه ملاحظته الأخيرة الغامضة ،
دس يده تحت ذراعها ، وقادها نحو الباب .
كان سائقاً ماهراً ، وهذا طبيعي ، فكرت جوليت وهو يخترق بسيارته السبور حركة السير المسائية بدون صوت .
أرادت أن تسأله إلى أين سيذهبان ، لكنها شعرت أن من الأفضل لها أن تدعي بأنها عرفت ، وحاولت أن لا تنظر بشوق من حولها وهو يقود
السيارة في جزء من المدينة لم تشاهده من قبل . جين ، كانت واثقة ، تعتبر ما يحيط لها أمراً مفروغاً منه تماماً .
بدا رفيقها صامتاً وهو يقود وكانت شاكرة لذلك .
ماذا ستقول لو أن سانتينو بدأ يستجوبها حول الموضوع؟
ستكون عرضه لارتكاب كل أنواع الأخطاء ، وشكوكه ستثار على الفور .
بدون شك قد أخذ يفكر بأنه كان غريباً أن فتاة تعمل في روما وليست لديها معرفة باللغة الأيطالية ، ما لم يكن قد استنتج بأنها كسولة جداًُ لتتعلمها .
وجدت جوليت نفسها تتمنى لو أنها أعلنت عن هويتها من البداية ، وانكرت كل معرفة لها بماريو وبتورطة مع شقيقتها .
وتمنت أيضاً أن لا يكون المطعم عصرياً جداً .
وكلما كان هناك أناس أقل كلما كان أفضل .
وكلما كان المطعم مظلماً كلما كان أفضل أيضاً ، قالت لنفسها .
وجدت جوليت نفسها قبلة أنظار كل العيون وهي تسير إلى الطاولة ، ولم تكن قد أمضت وقتاً كافياً في
روما لكي تعتاد على نظرات وملاحظات الذكور التي تلاحقها .
جلست شاكرة في الكرسي الذي قدمه لها النادل ، وتمنت أن تكون قد استطاعت اخفاء ارتباكها .
اتكأ في كرسية وأطلق عليها نظرة مستعلمة : ( ماذا تريدين أن تأكلي ، يا جانيتا ؟ ستيك بسيط ، ربما ؟).
( بالتأكيد لا ) أنكرت بغضب ، وتركزت عينيها على العربة الضخمة المحملة بالمقبلات التي كان النادل يتجول بها بين الطاولات .
( لا ، ليس في هذه اللحظة ) نظرت حولها ، في محاولة لتغيير الموضوع ، وهي تحاول التهرب من أي حرج لتغيير الموضوع ، وهي تحاول التهرب من أي
حرج شخصي . ( ما أروع المنظر !).
( ألم تكوني هنا من قبل ؟)
رفعت أحد كتفيها بطريقة عريضة : ( ما أعتقد ، لا أتذكر ..)
( المرء يذهب إلى العديد من هذه الأماكن ) أنهى الجملة عنها ساخراً نوعاً ما ،
( أنت رومانية حقيقية ، يا جانينا . لأنني لأعجب لأنك ما زلت تجدن خط السماء رومنطيقياً ).
( أنا لم أقل ذلك ) أجابته بصلابة .
( لا ، لقد قلت ( ماأروع) ، لكنني شاهدت حلماً في عينيك ).
نظرت مرتبكة إلى الخشب المصقول للطاولة التي أمامها .
يبدو أن عليها أن تحترس من عينيها ، وكذلك من لسانها .
كانت المرحلة الرئيسية من الوجبة تتألف من شرائح من لحم العجل المطبوخة على مهل بالصلصة مع فطر صغير ، وهذه كانت مصحوبة بأطباق ضخمة من اللوبياء
الخضراء ، والملفوف الطري . تلذذت جوليت بكل لقمه ، وأطرت على نعومة النبيذ الذي اختاره .
هل أنت مستعدة لقبول الشروط التي قدمتها بدون مزيد من النقاش ؟) سألها فجأة .
( لا) هزت رأسها بسرعة . ( لا - ليست مقبولة تماماً . أظن أنني قد أوضحت ذلك ).
( أنت لم توضحي شيئاً ) كان صوته قاسياً .
( ما الذي تريدينه ؟ مزيد من المال ؟ سيخيب أملك ؟ أنا لن أشترك في مزاد
خاص لمستقبل شقيقي معك . المبلغ الذي عرضته هو أكثر من مسخي ، ,أظن أن أي محام سينصحك به).

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:07 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة

 


كانت على وشك أن تعترض بأنها ليس لديها محام ، لكن كان عليها أن تعض لسانها بدلاً من ذلك .
لقد كان ممكناً ، أن تكون جين قد أخذت استشارة قانونية ضد تهديدات ، ورشوات هذا الرجل . فكرت جوليت .
( أن فكرتك بالسلوك السخي تختلف عن فكرتي ، يا سنيور )قالت بصوت بارد .
وكانت آسفة لأنه لم يفهم السخرية في كلماتها .
( من الصعب التصديق ، أن الوجه والجسم لملاك يخيفات روح خنجر ذهبي صغير رخيص .
أنني أشفق عليك ، يا عزيزتي . أنت تتجهين نحو التهاسة ، على ما أعتقد ) قال .
نظرت إلى شرشف الطاولة ، وحجبت عينيها برموشها غير راغبة بالسماح له برؤية حنقها الحقيقي .
رأته ينظر إلى ساعته وأحست بأنه يزداد مللاً .
( هيا ، يا جانينا ) قال أخيراً ( لا يمكنك أن تدعي بأنك لم توافقيني إلى هنا الليلة لكي نعقد صفقة .
أم أنك عبثاً تصدقين بأنه يكفيني تمضية المساء أعجب بجمالك ؟
أنت تملئين العين ، بالتأكيد ، ياحلوة ، وأنت تروقين للأحاسيس ، لكنك تتركين قلبي بارداً .
أن عرضي لا يزال قائماً . خذيه أو أرفضيه ).
كأنها في حلم سمعته بردد قيمة المال الذي عرضه على جين . لقد كان باللير الايطالي .
وبالطبع ، وهي ليست خبيرة تماماً لتحويل مبالغ ضخمة إلى ما يعادلها بالجنية الاسترليني ، لكن حتى حساباتها العشوائية كانت كافيه لجعل دماغها يدور .
ماذا كان هذا المال ، على كل حال ، سوى اهانة لجين ؟
( حسناً ، ماذا تقولين ؟) كان صوته حاسماً ، قاطعاً عليها أفكارها .
( لا شيء ، سنيور ، لا شيء يمكنك أن تقوله أو تفعله سيجعلني أتخلى عن ماريو.
أنت ترى ، أنا أحبه ) قالت جوليت .
( حب؟) سأل سانتينو وشعرت بأنها قد تحمصت من وهج الإحتقار في عينيه .
( حتى انني أشك في معرفتك لمعنى الكلمة . أنني بكل تأكيد لن أكرم أية علاقة لك مع مايو أو أي شخص آخر بمثل هذه الكلمة .
ماريو أحمق - لكن اطمئني ، يا سنيوريتا ، أنا لن أسمح له أن يعاني بقية حياته في سيبل حماقته ).
قالت ببرود : ( يبدو أن المبالغة هي صفة أخرى للجنوبي . انني أشك في أن ماريو ير - أن علاقتنا توضع في ذلك الضوء ).
( أوه . لكنه سيفعل ) تكلك بنعومه ، لكن كانت هناك نغمة في صوته جعلتها ترتعش بالرغم من المساء الدافئ .
كأنها تتحرك بأوتار ، ارتفعت يدها ولامست الوردة االراقدة كبقعة دم على بياض بشرتها .
انخفض صوته إلى همسة : ( سأريه - يستعرض خلافاً لكل شك الحقيقة عنك ، يا صغيرة ، وسوف يصدقها .
خذي المال طالما أنت قادرة . أنا لن أعرضه من جديد ).
(أذهب إلى الجحيم ) قالت بثبات . ( وخذ مالك معك).
هز رأسه ، وتسمرت عيناه على عينيها . لم تكن فيهما عاطفة مرئية الآن ،
لكنها أحست بعزم وتصميم قويين لدرجة أنها شعرت بخوف .
( إذا ذهبت إلى الجحيم يا صغيرة . فإنني سوف آخذك معي ، كوني متأكدة تماماً من ذلك ) قال بلطف .
يداها كانت ترتعشان ، لكنها تمالكت نفسها ورفعت ابريق القهوة وصبت مزيداُ من القهوة في كوبها .
وعندئذ شيء ما رفرف متجاوزاً وجهها وهي انكمشت مع صرخة خفيفة ، وأعادت الابريق على الموقد الصغير .
( أوه ، ما هذا ؟)
( مجرد فراشة ) قال بتبرم ( الشموع تجتذبها ).
استطاعت أن ترى الآن فراشة رمادية كبيرة ، ترفرف عاجزة بجناحيها وهي تطير هنا وهناك على الزجاج الواقي من لهب الشمعة .
وفيما كانت تراقبها ، خاطرت الفراشة على مقربة من حافة الغطاء الزجاجي .
( أوه ، أفعل شيئاَ ما ) قالت متوسلة : ( أنها ستتأذى !)
أطلق إليها نظرة طويلة ساخرة ، ثم وضع يده حول الحشرة المكافحة .
( ماذا الآن ؟) سألها . ( هل أقتلها أم أدعها تذهب ؟)
( دعها تذهب . ماذا أيضاً ؟)
نهض وأخذ طريقة عبر الطاولات الأخرى إلى حافة الشرفة . فتح يده ، ورمى الفراشة الخائفة في الظلام .
( الفراشات مخلوقات حمقاء ) قال وهو يأخذ مقعده قبالتها .
( يبدو أنها تستمتع العيش في خطر ، ولهذا السبب يكون وجودها قصيراً . تعلمي منها ، يا صغيرتي .
ابتعدي عن لهيب الشمعة الليلة وأن تأيضاً قد تعيشين لتعلبي بالنارمن جديد ليوم آخر ).
( إذا كنت تحاول تهديدي ) قالت بإعياء .
( فإن ذلك لم ينجح . والآن أود الذهاب إلى البيت ، من قضلك لم يعد لدينا شيء لنقوله لبعضنا ).
تكلمت بشجاعة كافيه ، لكن في الواقع شعرت بملايين الفراشات ترفرف في هلع في أعماقها .
شعرت فجأة بأنها بحاجة ماسة لتكون لوحدها لفترة وجيزة لاستعادة رباطة جأشها ، ونهضت وتمتمت شيئاً ما مبهماً حول غرفة التواليت .
في خلوة غرفة المعاطف الأنيقة ، تهاوت على مقعد مخملي أمام المرآة وحدقت إلى نفسها في المرآة .
الخط المتوازي الذي رسمه بين وضعها ووضع الفراشة كان خطاً كريهاً .
كانت مدركة تماماً بأنه جعلها تشعر بأنه يمسكها في راحة كفه وأنه سيقدم لها الرحمة أو لا كيفما شاء .
( أوه ، توقفي عن ذلك) قالت لنفسها بغضب .
( أنك خالية جداً ) مثل الطعام اللذيذ والنبيذ الفاخر ، كان سانتينو فالوني خليطاً عنيداً بعيداً جداً بالنسبة لمعلمة انكليزية عنيدة من انكلترا ، وهي كانت شاكرة في قلبها ،
قالت لنفسها مدافعة ، بأنها لن تراه ثانية بعد الليلة .
عندما عادت قال لها : ( لقد طلبت قهوة جديد ة ، لأن ما بقي في الأبريق أصبح مراً ).
أنهت جوليت قهوتها وأعادت الكوب إلى الصحن .
وهكذا انتهى كل شيء . كان النادلو ينحنون وبيتسمون لهما وهما يغادرات ، فعرفت أنه دفع الفاتورة في غيابها وأضافت بقشيشاً سخياً .
كانت السيارة دافئة جداً مع أن النافذتين الجانبيتين كانتا مفتوحتين للسماح لنسيم الليل بالدخول .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:08 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة

 


مال سانتينو إلى الأمام وضغط زراً على اللوحة الأمامية وبدأت الموسقى تعزف لحناً شاعرياً ناعماً بطيئاً الذي كان له تأثير منوم عليها .
أرغمت جفنيها الثقيلين على البقاء مفتوحين واستقامت في مقعدها ، ليست هناك من طريقة - لا طريقة بتاتاً فهي بحاجة للنوم .
وجدت أن التثأوب يتهددها من جديد ، فأدارات رأسها لتخفيه، وحدقت يائسة من النافذة . الظلام خارج السيار ، وظلام بداخلها ، والإيقاع الموسيقي الناعم - جميعها احتضنتها بما يشبه
بطانية دافئة مريحة .
وكل ما عليها أن تفعله هو أن تطلق العنان وتسترخي في الظلام : وتغلق عينيها المتعبتين ولا تفكر حتى بالمزيد لأن التفكير،
والتعقل كانا صعبين جداً عندما يكون المرء على وشك النوم .
عبر الضباب الذي كان يغرقها ، ويكتم أنفاسها فسمعته يقول بنعومه لكن مع نغمة باطنية من التسلية الخافتة : ( لماذا تقاومينه ، يا صغيرة ؟ فقط أغمضي عينيك واستمتعي بالركوب ) .
شعرت بفمها يتصلب كأنه ليس فمها ، وصوتها بدا وكأنه آت من البعيد عندما سمعت نفسها تقول ، ( القهوة - ماذا وضعت في القهوة ؟).
ضحكتة ، ساخرة وغامضة ، كانت آخر شيء سمعته وي تغرف النوم .
أخذت تستيقظ ببطء ، ومدت يدها بطريقة آلية لتلتقط الساعة المنبة التي شعرت بأنها أيضظتها من حالة اللاوعي .
لكنه لم يكن الرنين المعتاد للساعة ، والمصباح ، والرواية التي كانت تتصفحها .
وعندما بدأت الشمس تسلل عبر جفنيها اللذين مازلا مغلقين ، قالت لنفسها ( كم أنا غبيه .بالطبع ، أنا مزلت في روما في شقة جين .
لكنني كنت أحلم حول وجودي في الوطن ).
عندئذ فتحت عينيها وكان تفكيرها الأول بأنها كانت لا تزال تحلم .
بالنسبة للغرفة من حولها فهي لم تكن تحمل أدنى شبه بوسائل الراحة في الشقة . كانت غير مألوفه وغريبة تماماً .
نهضت ، وشعرت بأنه كان هماك ألم خفيف في جبهتها ، وعيناها كانت تتجولان في إرجاء الغرفة بهلع متزايد .
هي لم تكن كبيرة ، لكن كان لها جو رهيب وضح في الحال .
ما أعادها إلى الواقع - هو أن الشرشف وغطاء السرير المطرز ، كانا الغطاء الوحيد لديها .
عصف الون إلى وجهها . أن شخصاً ما أحضرها إلى هنا ، وتزع عتها ثيابها ووضعها في السرير ،
ولم تكن لديها أيه فكرة بأن شيئاً من هذا قد حدث ، آخر شيء تتذكره ، أرغمت عقلها ، كان الموسيقى والحركة السريعة للسيارة ، وصت رجل .
ضغطت يديها على خديها الملهبين عندما بدأت الذاكرة تعود بخمول ، وبدأت تستعيد كل ما حدث - متى ؟ الأمسية الماضية ؟
كان من الصعب القول ، لكن بكل تأكيد هي ما كانت لتنام هذه الفترة الطويلة ؟
كان هناك مذاق كريه خافت في فمها ، وبعد لحظة تردد تناولت الابريق الزجاجي لعصير الفاكهة الموضوع على صندةق بجانب السرير وملأت الكوب ، وجرعته
حتى آخر قطرة . كان بارداً لذيذ الطعم ومنعشاً ، وبدأ رأسها يصحو مع كل لحظة تمر .
نظرت يائسة في أرجاء الغرفة . أين الثياب التي كانت ترتديها في الليلة الماضية ؟ سألت نفسها .
لم يكن هناك من شك في عقلها أين كانت ، وأن سانتينو فالوني هو الذي أحضرها إلى هنا .
وتلوت في إعماقها بالخزي والعار عندما فكرت بنفسها عرية عاجزة تحت نظرته الساخرة .
أرادت أن تنزل عن السرير وتبدأ في البحث في خزانة الثياب الضخمة المحفورة بإتقان عن شيء ما ترتديه ، لكن حاجتها إلى لف شيء ما حول جسمها العاري جعلها تتردد ، وهي تشعر بسرعة العطب .
بعد لحظة سحبت غطاء السرير ولفته حول كتفيها مثل معطف غريب من عصر النهضة .
فكرت عندما نزلت عن السرير العالي وداست على سجاة سميكة من جلد الماعز كانت موضوعة فوق الأرضية الخشبية العارية .
كان غطاء السرير أبعد من أن يكون معطفاً كافياً .
أخذ بنزلق عن جسدها وكان ثقيلاً ، لكنها ظلت تمسكه بإحكام لأنه كان كل ما لديها .
لاحت لها الحقيقة الساطعة في اللحظة التي فتحت فيها باب الخزانة الثقيل مع صرير مفصلاته ، ورأت أن أعماقها كانت فارغة .تماماً .
وصلت إلى باب الغرفة فوجدته موصداً . ( أفتح هذا الباب ! صرخت بأعلى صوتها .
( دعني أخرج ، لعنة الله عليك ! أفتح الباب ، هل تسمعني ؟)
بدت كلماتها شجاعة ، وتردد صدى صوتها ، لكن بدون جدوى .
اتكأت على الباب ، وحكمت من الحائط بأنه يجب أن يكون لنوع من قلعة ، وتذكرت شيئاً ما قاله سانتينو في ذلك العشاء المشؤوم في الليلة الماضية .
شيء ما عن قلعة نصفها خراب وجزيرة عبر بحر أرجواني .
رمت طيات الغطاء جانباً بضجر بقدمها العارية ، وسارت نحو النافذة ونظرت إلى الخارج .
بدت بأنها تنظر مباشرة إلى واجهة جرف صخري منحدر ، وكانت واثقة تماماُ ، أن البحر يزحف عند سفحه .
حكمت من موقع الشمس ، قدرت جوليت أن الوقت يجب أن يكون ظهراً .
القت نظرة مرتعشه أخيرة وتخلت عن أية فكرة للتسلق خارج النافذة .
حتى لو استطاعت ، فمثل هذا الهبوط سيكون بعيداً عن منتاول يدها .
تمنت لو أنها تستطيع قياس الوقت بمزيد من الدقة .
هي تعجبت كم مضى من الوقت منذ غادرت المطعم .
عرفت شيئاً واحداً - هي جائعة من جديد عضت على شفتها - لقد حرمت من ثيابها .
هل كان سانتينو فالوني بربرياً لحرمانها من الطعام كذلك ؟
وعندما تأكدت من حقيقة هذا الواقع البارد ، سمعت وقع أقدام تقترب من الباب .
لم تنتظر جوليت لتستعيد غطاء السرير المهجور ، بل أخذت قفزة طائرة الى السرير الضخم ،
وأمسكت الشرشف ولفته لغاية عنقها . في نفس الوقت شعرت بقلق أن الثنايا النحيلة لجسمها كانت تكشف عن مخطط تحت القما ش الناعم .
لكن كان قد فات الأوان للقيام بأي شيء حيال ذلك الآن ، لأن المفتاح كان يصر في القفل وكان الباب يفتح .
دخل سانتينو فالوني إلى الغرفة . كان يرتدي بنطالاً من الجينز وقميصاً ، نصفه مفتوح . وقف ينظر إليها ، ويدات على وركية .
بدت راقدة هناك ، لا تتحرم عضلة فيها ، والشرشف مطوي تحت ذقنها . ابتسم ، والإبتسامة أخبرتها كل شيء .
لقد أخبرتها بأنه يعلم بأنها كانت عارية تماماً تحت الغطاء ، وعرف كيف تبدو بدون ذلك الغطاء ، لأنه شاهدها قبل ساعات فقط .
شعرت بأنها ستحترق من الخجل والعار . لقد كان رديئاً كفاية عندما دخل إلى غرفة النوم في الشقة عندما كانت تبدل ثيابها . لكن هذا - هذا كان أسوأ بكثير .
( أخرج ) قالت من بين أسنانها .
رفع حاجبيه . ( أعتقد من الضوضاء منذ قليل أنك بحاجة إلى رفقة ) .
( ليست رفقتك ) قالت ، بصوت يرتعش من الغضب .
( لن تكون رفقتك ).

ابتسم من جديد ، لكن هذه المرة لم تكن هناك تسلية فيها ، ولاحتى أية معرفة سرية . ( إذن من المؤسف أننا محكومين لبعضنا لنتنزة ) قال وكانت هناك نغمة نهائية في صوتها أخافتها .
بعد لحظة ، قالت : ( لكننا يجب أن لا نكون . ما عليك إلا أن تدعني أخرج من هنا .
أنا لن أقول أي شيء لأي شخص ..) توقفت . كانت على وشك أن تتوسل ، ولكن يجب أن لا تفعل .
لكنه كان يهز رأسه قليلاً ، والإبتسامة تتسع قليلاً .
( الأمل بالخروج من هنا في هذه اللحظة له دوافعه ).
قال بجفاف ، والتهب وجهها عندما أدركت مغزى كلماته . ( لكني آسف فذلك مستحيل ).
( لكن ذلك مدعاة للسخرية !) تسارعت أنفاسها رغماً عنها . حاولت تثبيت نفسها ، لتبقى هادئة ومسيطرة .
وفوق ذلك كله أن لا تدعه يرى أنها كانت على وشك الهلع . ( لايمكنك أن تبقيني هنا ضد إرداتي ).
( مع ذلك فأنت هنا ) قال ببرود .
( أنه خطف ) إعترضت ، وهي تدرك ضعف كلماتها .
( هذه جريمة خطيرة في إيطاليا - أنا أعرف ذلك . سوف يقبضون عليك ، شخص ما سيدرك عاجلاً أم لاحقاً أنك تحتجزني هنا ، ومن ثم ..)
( شخص ما سيدرك فعلاً ) قال ببرود .
( وإنه يجب أن يكون السبب الوحيد لوجود هنا ، صدقيني ) توقف،
وعيناه تحدقان إليها ، ثم قال بنعومه ، ( مايو ).
( إذا كان هو شقيقك ، فيجب أن يعرف إلى أي مدى أنت مستعد لتنفيذ طريقتك الخاصة ، سوف أشرح له ،
وسأخبره بالضبط كل شيء قلته - كل ما فعلته .سنرى عندئذ من سيصدق ).
( سنفعل حقاً ) ابتسم بخفوت .
( خاصه حالما يحين ذلك الوقت ، هو سيكون قد شاهد الصحف ).
أطرق برأسه . ( إنني لأعجب أن شخصاً اعتاد على آلات التصوير مثلك ، ياعزيزتي ، لم يلاحظ أن صوراً التقطت لنا الليلة الماضية في المطعم . وأنا ايضاً اتخذت الاحتياطات قبل أن نذهب الليلة الماضية
بالإتصال هاتفياً بأحد الصحافيين من معارفي وطلبت منه أن يدس خبراً بأننا متجهات معاً إلى الجنوب لعد أسابيع من الشمس والمتعه .
بصراحة هو كان يحسدني على حظي السعيد .أنت موضع تقدير ، يا جنانيا ، أنا لم أشاهد صحف الصباح ، لكن ليس لدي شك بأنك تحتلين أعندة القيل والقال .
وأن النبأ بأنك معي سيكون قد انتشر في كل الإنحاء).
أطلق إليها نظرة ساخرة في المدخل . ( شيء آخريجب أن تدركيه ) يا عزيزتي ) قال بدون مبالاة . ( هذه ليست غرفتك إنها غرفتي ) وبعدها أختفى .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:09 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة

 


بحثت جوليت عن كلمات لترميها إليه وهو ينسحب ، لكن الكلمات لم تسعفها . بعد مرور لحظة أو اثنتين وكانت قد تأكدت بأنه لن يعود ، انقلبت ، ودفنت وجهها في نعومة الوسادة
وأطلقت العنان لانفعالاتها .
بعد لحظة ظهرت امرأة عند المدخل . كانت بدينة ترتدي الأسود وشعرها الرمادي يتدلى على ظهرها ،
وكانت تحمل صينية القهوة وتقدمت من سرير جوليت .
( صباح الخير ، سينيوريتا ، كيف حالك ؟) حيتها .
( مساء الخير ) أجابت جوليت بسخرية .
أخذت جوليت رشفة حذرة من القهوة . لكن هذه المرآ لم تكن هناك مرارة كامنة لتحذيرها . كانت ساخنة وعطرة وهي ما تحتاجه فقط ، ورغما ً عنها وجدت أن روحها المعنوية بدأت بالإرتفاع .
( شكراً ) قالت ، وأشارت إلى القهوة .
أنفجرت انونزياتا بفيض من الإيطالية . وجوليت تضحك وتهز رأسها مشيرة إلى أنها لم تفهم شيئاً .

انهت جوليت قهوتها بتنهيدة ارتياح واعادة الكوب الى الصينية . الشيء التالي للقيام به , كان الحصول على شيء ترتديه فكرت جوليت . استعملت القليل من كلماتها الايطالية والكثير من لغى الاشارة .
فاستطاعت ان تسأل انو نزيتا اذا كانت تعرف اين ثيابها ولراحتها اطرقت المرأة الاخرى برأسها بشكل مثير , وعيناها تضحكان وهي تعبر لها انها في شبابها عرفت مثل هذا الحب .
لم يمض وقت طويل حتى عادت انونزياتا , حاملة معها حقيبة ثياب التي عرفت جوليت انها كانت حقيبتها الخاصة . لكنها عندما اصبحت لوحدها من جديد وتمكنت من فحص المحتويات
وجدت انها كانت خليطا من ثيابها وثياب جين .
لم تكن لديها فكرة كم ستدوم اقامتها الجبرية مع سانتينو , كما توقعت , لك تكن هناك اشارة لمحفظتها الثمينه التي تحتوي على جواز سفرها ودراهمها .
السياسة المثلى . الوحيد فعلا في هذه الظروف تبدو بان تترك هذا الموضوع جانبا , عاجلا او آجلا , وادركت ان ماريو سيصل ويخبر شقيقه بان زواجه قد تم الآن , وبعد ذلك لن يكون لديه من سبب لحجزها لفترة اطول , ما لم يكن هو غاضبا من الخداع لدرجة قتلها ودفنها في الخليج .
فكرت في هلع , شيء واحد كان مؤكدا , هو انها لا تستطيع ان تتخيله بان يكون خاسرا ,
حالما ارتدت ثيابها , شعرت بانها ضائعه نوعا ما . افرغت حقيبة الثياب واعادت ترتيبها باتقان . تجولت بقلق نحو النافذه ونظرت الى الخارج .
البحر تحتها يشع كالزجاج والافق البعيد يتلألأ في الحرارة . ماذا يفترض ان تعمل ؟ البقاء هنا محجوزة حتى يكشف سانتينو الحقيقة ؟ عضت على شفتها .
على كل حال هناك البحر , وحيث يكون بحر , يجب ان يكون هناك شاطئ . هي بكل بساطة سوف تستمر في اجازتها وليذهب سانتينو الى الجحيم .
حالما تمددت على الوسائد , اغلقت عينها , محاولة استعادة رباطة جأشها , لكنها شعرت فجأة بانها لم تكن وحدها . فتحت عينيها , ورات سانتينو واقفا فوقها .
جلست في الحال , ودفنت بشعرها الى الوراء بيد دفاعية , آملة ان لا تظهر اية اشارة ضعف نحوه .
- انني استغرب لأجد انك مازلت في الداخل .
المح بعد لحظة صمت امتدت بينهما :
- ام هل انت خائفة بان شمس كالابريا الدافئة ستحرق بشرتك الجميلة .؟
هزت كتفيها :
- انها معيشتي على كل حال , ياسينور .
بجلس بجانبها على الكنبة , ومد ساقيه الطويلتين امامه وشفتاه تلتويان بشخرية وهو ينظر اليها .
لوحت بيدها لكي تصفعه , وتحطم السخرية من وجهه لكنه كان اسرع منها . اصابعه المتوحشة امسكت معصمها بقوة حتى شهقت , هذه المرة من الألم .
ابتسم :
- انا لا اعتبرك كفأرة , يا جانينا . بالنسبة للرجل , يجب ان تكون هناك دائما تعويضات في وجود امراة جميلة .
مد يدا كسولة وامسك بمعصمها الذي كانت لا تزال تفركه من شدة الألم :
- انت تصتبين بالرضوض بسهولة , ياحلوة ... ذلك شيء سأذكره .
لم تستطع الكلام للحظة , مذهولة من النية الواضحة في ابتسامتها , ثم بصرخة مخنوقة سحبت معصمها , محاولة تجاهل الرعشة الطويلة التي هاجمت جسمها عند ضغط فمه على يدها
لثانية شعرت بإغراء بأن تضع طول الكنبة بينهما , لقد كان قريبا منها لدرجة انها استطاعت ان تشعر بدفء جسمه .
لكنها عرفت ان مثل هذا العمل سيجعلها تبدو حمقاء وبدون كرامة . لكن في نفس الوقت كان عليها ان توضح له انها ليست لعبته .
- افضل ان لا تلمسني .
- لماذا لا ؟
وكأنه يتسلى :
- ليست هناك آلات تصوير او جماهير من المشترين المتهلفين للثياب الغالية كي تختالي وتعطري جسمك , مع ان بشرتك مالسه كالحرير ورائحتك هي رائحة الورود الدافئة . بما انني المشاهد الوحيد , فأعتقد بان ذلك سيكون لمنفعتي .
- حسنا , الامر ليس كذلك .
- لا تحاربي بقسوة ضد غرائزك ياصغيرتي .
الصوت الساخر بجانبها نصحها ببرود .
- ماريو ضائع على أي حال , لذا لن تكسبي شيئا بابعاد جسمك عني .
مد يده وامسك ذقنها بقوة وادار رأسها كي تواجهه :
- هل اطلب من انونزياتا ان توفر على نفسها التعب من اعداد غرفة اخرى لك ؟
اطلقت جوليت صرخة مخنوقة :
- لا ! تمسكت بأطراف بلوزتها وغطت صدرها معترضه :
- لماذا لا ؟
سأل بنعومة :
- قد لااكون على وشك ان اعرض عليك الزواج مثل شقيقي الابله , لكنك لن تجدينني غير سخي اعدك , لماذا تتهربين من شيء نحن كلانا نعلم انه لا مفر منه ؟
هزت رأسها بعنف . رفعت ذقنها وحدقت اليه , وعيناها تلتهبان بالتحدي :
- انا لااشك بانك رتبت كل شيء .
قالت مع رعشة خافته في صوتها لتقترح بانها لم تكن في سيطرة تامة على الوضع وعلى انفعالاتها :
- لكن شيئا واحدا يبدو انك اغفلته من حساباتك هو حقيقة انني اجدك انت وتقربك المهين محتقرين !
الصمت الذي تلى كلماتها الجريئة كان مكهربا .
- اذن انت تجدينني محتقرا , اليس كذلك , يا حلوتي ؟
نهض وقبل ان تتمكن من معرفة قصده مال عليها وامسك بقدميها وجرها الى جانبه , للحظة طويلة تزلزل الارض امسكها وسمح لها بالتعرف على قوته مقابل ضعفها .
لم تستطع جوليت ان تتنفس ولم تستطع ان تفكر , قبضته لم تتراخى لم يكن امامها الا ان تستسلم لطلبه .
كاستجابة لصلاتها , ابتعد الى الطاولة بجانب النافذة حيث كانت هناك زجاجات واكواب على صينية .
رفع احدى الزجاجات وفتحها , وتحول الى حيث وقفت جوليت كانها تحولت الى صخرة , وجهه الاسود بارد وساخر .
- هذا فاتح للشهية , يا صغيرتي .
قال والتسلية الخافته الكامنة في صوته تشدد على الغموض في كلماته :
- لكي تفتح شهيتنا للوجبة اللذيذة القادمة .
خدقت اليه للحظة وهي واقفه هناك , تتهكم على المضيف الودود , ثم سرت رعشة طويلة بطيئة في اوصالها وهي تبتعد , مرغمة ساقيها غير الثابتتين على اخذها عبر الغرفة الى الدرج .
والى الملجأ الهش للغرفة العلوية , وعندما اوصدت يدها القفل الحديدي الكبير للباب , سمعت كأنها في حلم صدى ضحكته التي تسللت وراءها .
جلست على حافة السرير تحدق الى الارض . بجانبها كانت هناك بقايا الغداء الذي احضرته اليها انوتزياتا , على صينيه . لا احد في حياتها امسكها بهذه القوة , قالت لنفسها بخجل , ولم يكن هناك ادنى عزاء لتعلم ان كل هذا في الحقيقة لم يكون لها بل لشقيقتها .
قد تكون ادعت بانها جين , لكن تجاوبها لجاذبيته من البداية كانت كلها مخبئ لها , وهي كانت حمقاء لعدم ادراك ان رجلا بخبرته مع النساء لن يسجل ذلك فتفاعلت طبقا لذلك .
اخر شيء كانت تتوقعه لتفاعلها الخاص ان يكون لتلك العذراء الخايفة , فكرت جوليت , الاثر للابتسامه غير المرغوبة ترتفع الى زاوية فمها الذي لا يزال مرضوضا .
ومع ذلك كان بالضبط ما كانت هي عليه وهو شيء ما لن تتمكن من اخفائه او ادعائه .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:10 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات غادة
افتراضي رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة

 


كان المنظر من غرفة النوم الجديدة مختلفا قليلا , اكتشفت . استطاعت ان تلقي نظرة على الشاطئ الرملي الفضي وبعض الزوارق عليه .
تعجبت اذا كان السمك اللذيذ الذي قد تناولته على الغداء قد تم اصطياده محليا . قررت ان تذهب وتستكشف لاحقا .
عندما وصلت الى الطريق , القت نظرة طويلة على سيارة سانتينو وبحافز عبر المنطقة الصغيرة المرصوفة الى ظل الاشجار لتنظر اليها عن قرب .
شيء ما في عقلها يقول لها بأن سانتينو قد يكون تركها مفتوحه والمفاتيح فيها والخزان مليء بالبنزين , لكن حتى قبل ان يقاوم قفل الباب ضغطها , عرفت انها افرطت في التفاؤل .
كانت برودة المياه صدمة في البداية لجسمها الساخن , لكنها كانت صدمة لذيذة . كانت المياه بلورية صافية فغطست , وسبحت , وعامت .
تمنت لو كان لديها قناعا لتتمكن من استكشاف الاعماق بين الصخور . تسلقت الى صخرة وجلست للحظة تتأمل امواج البحر .
وفيما كانت غارقة في افكارها , شعرت فجأة بأنها لم تعد وحدها . كان سانتينو واقفا خلفها . ظل صامتا للحظة , ثم مد يده وامسك كتفها وازاح القماش عنه :
- دعينا لا نستغفل بعضنا يا جانينا .... كان هناك شيء ما بيننا من اللحظة التي نظر فيها كل منا الى الاخر . انا اعرفه وانت تعرفينه , فدعينا ننسى الافكار الفاضله .
- طعمك مالح .. ليس لديك أي اثر للماكياج , وشعرك يتدلى كأذيال الفئران , ولو لم نكن محاطين بتلك الصخور اللعينه , لكنت اخذتك الآن .
- دعني لوحدي !
همست وكانت على وشك البكاء واقرب الى الهلع . سيكون من السهل عليها ان تستدير نحوه , وتستسلم ليجرها الى جسمه الدافئ .
لكنها عرفت انها اذا افسحت في المجال امام أي من الحوافز الخادعة الدافئة التي تجتاح جسمها فعندئذ ستستيقظ في صبيحة اليوم التالي للخزي والندم .
بالاضافة الى ذلك , ان هي سلمت نفسها له , فإنه سرعان ما سيعرف بأنها ليست جانينا التي بين ذراعيه .
حاجة جوليت المؤلمة لنوع من الخبرة لم تترك امامها مجالا للشك بانه سيطلب وسرعان ما تظهر الخدعة التي لعبتها عليه .
نهضت جوليت على قدميها ، خائفة من أن يحتجزها ، لكنه بقي حيث هو فيما بدأت
هي تهبط إلى الطريق . مع كل خطوة كانت تتخذها ، كانت واعية بأن عينيه تراقبانها .
فكرت جوليت للحظة بأنه سيأتي خلفها ، فاستعدت للهرب ، عندئذ أدركت ، حالما خلع قميصه وسرواله بأنه
فقط يسعد للسباحة ، سار إلى حافة الصخرة ووقف بلا حراك للحظة قبل أن يغطس .وأدركت جوليت بأنه لم يكن
يرتدي أي شيء بتاتاً . أبتعدت مسرعة ، وهي تشعر بالتورد يتسلل إلى وجهها ، ثم أخذت تسير مسرعة .
لم يمضي وقت طويل على دخولها إلى الغرفة ، حتى وجدت سانتينو يدخل إلى الغرفة .
حملها ووضعها على الكنبة . وجلس بجانبها وقبل أن تستطيع الإبتعاد أو الإعتراض ، كانت ذراعاه تشدانها إليه .
كان متوحشاً جداَ ، لكن جوليت أدركت أنه كان فقط غضباً هو الذي يقوده وليس شهــوة .
كان وزن جسمه يضغطها على الوساد الناعمة . يداها صعدتا بينهما في محاولة لإبعاده عنها ، لكن بدون جدوى .
رفع رأسه وحدق إليها ، ورغم أنه كان يزال عابساً ، فقد عرفت أنغضبه قد تلاشى في تلك الهجمة الهائجة الأولى على فمها .
عندما انحنى ثانية فوقها ، قبلته ، ولمسته كان لهما سحر لطيف .
هذه المرة شفتاه لامستا شفتيها بخفة ، وعلى الفور ذلك الشوق الخائن القديم ثار بداخلها لخدعها ،
ويثيرها بهذه الرقة الجديدة غير المتوقعة ، شعرت بخجل أن جسمها كان يكافح صعوداً ليلتقي بجسمه في عطاء غير محكي .
حدق إليها من جديد ، وعيناه تدرسان فمها الممتلىء كأنه لم يرو ظمأه . ثم انحنى وقبلها من جديد .
عندما رفع رأسه أخيراً ، سمعها تطلق أنّة احتجاج لا ارادية ، فضحك ضحكة عميقة في حلقه .
( لا تكوني لجوجة ، يا صغيرتي الحلوة ) كان صوته أعمق وأكثر خشونة مما سمعته من قبل .
( أن لدينا الليل بطوله ، وبالإضافة إلى ذلك ، أنا أريد أن أرقص معك - المتعة التي وعدت نفسي بها منذ فترة طويلة ).
شعرت فجأة بالخجل والحماقة . لم تكن راقصة ، لكن لا أحد يستطيع مقاومة عزف تلك الموسيقى .
بدت وحيدة بغرابة في بركة من الضوء عندما بدأت تتمايل معها ، مستخدمة كتفيها ويديها أولاً ، ثم وركيها وكامل جسمها ، وبدا الإيقاع
أنه أصبح جزءاً منها ، شعرت بكامل جسمها خفيفياً كالهواء وهي ترفع تنورتها بيد ، مستخدمة الامتلاء كأنهما جناحي فراشة
وهي تغطس وتتمايل وتدور في آن واحد مع ضرات الموسيقى .
لكنها لم تكن فراشة ، فكرت حالمه وهي تدور .
كانت عنه تدور إلى مالا نهاية في إثارة خطرة متوهجة .
( عظيم ، يا حلوتي ) تمتم خلف أذنيها . ( لكن هذا ليس ما أقصده تماماً . أريد أن ترقصي لي مثلما رقصت في حفلة فكتوريا ليوتانا .
لا يمكن أن تكوني قد نسيت . أم هل أنعش ذاكرتك ؟).
راحت أصابعة تداعب ظهرها العاري حتى وصلت إلى حافة ثوبها ، ثم استمرت ،آخذه السحاب الطويل معها ،
انزلق الثوب عن كتفيها وانزلق إلى الأرض عند قدميها في بركة متلألئة .
وقفت جوليت للحظة ساكنة ، مصدومة وبلا حراك ، ثم مع صرخة انحنت ولملمت الثوب ، ورفعت طياته لتحمي جسدها العــاري عندما
ادارها لكي تواجهه . ضاقت عيناه بضجر وهو يلاحظ حركتها الغريزية من الحشمة .
( لماذا تزعجين نفسك بإدعاء المزيد ؟) سألها .
( أنت لم تغطي نفسك أمامي - أو أمام ثلاثين آخرين تقريباً - في حفلة فكتوريا ) إبتسم ، لكن الإبتسامة لم تصل إىل عينيه اللتين بقيتا قاسيتين .
( لو أنني نزعت عنك ثيابك عندما كنا نتبادل القبلات منذ لحظات لما تفوهت بالإعتراض ).
أطبقت يده فوق الطيات الرقيقة للقماش الذي ما زالت تغطي به جسدها .
( إنه ثوب جميل ) فال بفر ح.

( لا تدعيين أمزقه ، يا حلوتي ).
استخدمت كل قوة تمتلكها لتتمكن من التراجع .
وهي تضرب يده لاإبعادها . أسودّ وجهه بالغضب وتقدم خطوة سريعة نحوها ، ثم توقف ، وقد بدأ مذهولاً من النظرة في وجهها الشاحب .
( ماذا جرى ؟) سأل .
( يا جنينا الحلوة ، أنا لن ...)
( لا تناديني هكذا ) اعترضت .
كان صوتها منخفضاً لكنه خفق بإخلاص غاضب جعل حاجبيه السوداوين يلتقيان في عبوس غير معقول .
( ولا تلمسني أيضاً . في الحقيقة ، لقد قلت مرة ما يجب أن أقوله ، لقد صليت فقط بأن لا أراك أو أتحدث
إليك ثانيه ) توقفت وأخذت نفساً عميقاً : ( أنا - أنا كذبت عليك ، سينيور ، من البداية . أنا لست جانينا لورانس .
أنا جوليت ، شقيقتها الكبرى من انكلترا ).
وقفت جوليت تنتظر بتوتر انفجار الغضب الذي لا مفر منه . لقد أقنعت نفسها تماماً
أنه هكذا هو ستفاعل عندما تخبره أخيراً بالحقيقة ، وهكذا فإن صرخة الضحك القاسية ، كانت صدمة أرسلت نظرتها الخائفة طائرة في جحود
إلى وجهه .
( لا شك عن قصصك عن الجنيات مفرحة يا عزيزتي ) ، قال .
( لكن هذا ليس هو الزمان ولا المكان للغوص فيها . لقد بدأت تجربين صبري ).
أخذ خطوة أخرى نحوها . كان هناك تهديد ووعيد في كل خط عضلي من جسمه وشعرت جوليت نفسها تنكمش داخلياً ، شاعرة بالرغبة الجبانة
لكي تدير ظهرها وتهرب . مع ذلك في نفس الوقت هي عرفت أن عليها الوقوف في أرضها واقناعه بأنها كانت تقول الحقيقة .
( لا ، يجب أن تصغي ) قالت بسرعة .
تراجعت بعيداً عنه قدر المستطاع وكانت الآن قد وقعت في شرك الظهر العالي للكنبة خلفها .
( لقد ضللتك بإمعان . لقد عرفت أنك اعتقدت بأنني جين ، وتركتك تستمر في اعتقادك لأنني . أريد أن تلحق بها .
لكن محفظتي كانت في غرفة النوم وجواز سفري فيها . ذلك سيقنعك بأنني أقول الحقيقة ).
توقف ، واعتقدت للحظة بأنه سيأخذ بعين الإعتبار ما قالته .
لكن ذلك كان فقط ليخلع جاكيته ويلقيها على ظهر الكرسي .
تبعتها ربطة عنقه ، وهو بدأ يفك أزرار قميصه ، وعيناه الساخرتان تراقبان هلعها المفاجئ وعدم ثبات نفسها .
( المفروض هو أن أسرع إلى روما في الحال للتحقيق في هذا - التلفيق ؟)
هز رأسه وهو يرمي قميصه على الأرض . ( أنا آسف يا عزيزتي ، فأنا لدي - لدي أشياء أفضل للقيام بها .
الآن توقفي عن المماطلة هناك كحورية خائفة ، وتعالب عندي ) أضاف مع لمسة ضجر .
( إن هذا هو ما يريده كلانا ، فلماذا الإدعاء؟) ومد يده آمراً . ( لا تدعيني أحضرك ، يا عزيزتي ) تكلم بخفه .
( يجب أن تصدقني ) قالت جوليت يائسة .
( أنا لست شقيقتي . بكل تأكيد أنت رأيت صورها في المجلات ؟
وتلك - الحفلة التي ذكرتها . أنت رأيتها شخصياً هناك).
( لكن فطرتك الخاصة يجب أن تخبرك ، يا جانينا ، أنه حالما يقوم خبراء الماكياج بعملهم ، فيمكنك أن تكوني أي شخص . لا ، أنت لن تقنعينني ، يا صغيرتي ،
وتساهلي عن هذه التقلصات العذرية يتناقض كل دقيقة ) .
عيناه حامتا فوقها ، وهي تتراجع نحو الكنبة ، خائفة من
اطرائة الشهواني ال1ي رأته فيهما ، سمعته في يضحك بنعومة .
( سلمي نفسك ، يا صغيرة ) قال بلطف .
( لا تجعليني آخذك) .

( سانتينو - أرجوك !) الدموع العاجزة المحبطة تجمعت في عينيها .
( لا - لا تفعل شيئاً سيندم عليه كلانا ..)
ابتسم ( هل تعنين أنني سأكره نفسي في الصباح ؟ كم أنت من الطراز القديم - وغير حقيقية أيضاً .
أنا لن أكره نفسي ، يا محبوبتي ، وأنت لن تكرهينني أيضاً ).
بدون تسرع الغت المسافة الباقية بينهما والقت جسمها المرتعش على جسمه الدافئ ، بسيطرة عادية نزع الثوب من يديها وتركه يسقط على الأرض .
نظر إليها للحظة طويلة ، ثم أخذ نفساً وركع أمامها ، وضغط وجهه على بطنها الناعم.
( سمّي نفسك جوليت إذا شئت ، يا حبيبتي ) همس ، .
( الليلة - هذا الأسم لن يكون غير لائق لك ).
آنّـة خفيفة لم تستطع كبتها ارتفعت في حلقها .
بالرغم منها ، حتى لمسته الخفيفة كانت كافيه لاشعال الحرائق فوقها ، ودماغها توقف عن العمل .
شيء ما في أعماقها ، صوت صغير كان يصرخ في ألم شديد بأنها تريد أن تكون له - نعم - لكن لمصلحتها الخاصة .
وليس لأنه يعتقد بأنها جين . وحتى ذلك الصوت الصغير أصبح أبكماً ، أسكته مد الشوق الذي غمرها .
لم يعد يهمها شيء عندما دست ذراعيها إلى كتفيه ليلتفا حول عنقه وهي تنتظر اللحظة التي سيرفعها فيها بين ذراعيه ويحملها إلى تلك الغرفة الكبيرة ذات السرير العريض .
لكن الصوت الذي كان لا يزال يطرق ، أختلطت معه الآن أصوات ، وسمعت سانتينو يشتم بسرعة وببرود قبل أن يبعدها عنه لكن ليس بلطف .
التقط ثوبها المجعد ورماه إليها : ( ارتديه ، يا صغيرة )
أمرها عندما وجد قميصه ودس ذراعيه فيه .
( يبدو لدينا زواراً ).

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, فراشة تحترق
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية