كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الثالث )
اختلطت رائحة الحلوى المخبوزة للتو مع شذى عطرها الزكي. لم يستطع ان يتذكر متى كانت آخر مرة تعرض فيها لمثل هذا الاغراء. لكنه قال في حدة " اخطأت في التقدير"
متماسك. يجب ان يبقى متماسكاً وقوياً.
تباً! تبدو الحلوى لذيذة . لذيذة إلى حد خطر, مثلها تماماً. وتملكه شعور بأنه قد يعتاد طهيها . والحق يقال إنه قد يعتاد عليها ولا يمكن لهذا ان يحصل , سيخذلها .. كما خذل...
التمع الذهب في عينيها فجأة . وارتعش ذقنها وهي تقول " لم تمانع حين تناولت الكيك بالشوكولا ذاك اليوم. امضينا نصف ساعة سارة جداً حول قالب الحلوى ذلك "
هذا ما حصل تحديداً. ولهذا السبب يجب ألا يتكرر الأمر مجدداً .
- اسمعي يا آنسة بيترسون .
- جوزي.
- أنا لست ممرضة زميلة لك ولست صديقك . أنا الرجل الذي استأجرت منه كوخاً مدة شهر وهذا كل ما يجمعنا معاً. هل فهمت؟
اتسعت عيناها لفظاظته وتحرك فمها لتتمكن اخيراً من ان تقول من دون تفكير" ألا تشعر ابداً بالوحدة؟"
- لا.
لم يعد يشعر بالوحدة , معظم الوقت على أي حال.
- إذن كيف يمكنك ذلك؟
ورفعت الطبق وكأن الحلوى ستعطيها الرد الذي تحتاجه" كيف يمكنك ان تعيش وحدك هنا طيلة الوقت ولا تمانع؟"
لاحظ ان سؤالها ليس مجرد سؤال نابع عن فضولية تافهة, فقد ارادت ان تعرف. ولعلها تحتاج لأن تعرف . وافترض انه بدأ مسيرته تماماً مثلها الآن.
لم يكن يبحث عن التواصل الانساني طبعاً إذ نأى بنفسه عن ذلك منذ البداية . لكنه حفر الخشب وصقله تماماً كما تحضر هي الحلوى. شغل نفسه بالماشية والأكواخ والحفر حتى اتخذت الأيام شكلاً خاصاً بها.
لذا, لم يكن بحاجة لأن يأتي امثالها الآن ويعكرون صفو ايامه, ويجعلنه يتوق إلى امور لا يمكن ان تحصل.
هزت رأسها وقالت " لا يمكن ان تكون من البشر"
تمنى لو كان هذا صحيحاً.منتديات ليلاس
- كلنا نحتاج الناس.
- صدقيني العلاقات العابرة والفقيرة ليست ضرورية لراحتي.
شحب وجهها عند سماع كلماته هذه فاشمأز من نفسه أكثر. وقال لها بحدة " ما الذي يجري بيننا برأيك ؟ سترحلين بعد شهر"
همست " صديقان "
ضحك مصدراً صوتاً خشناً جرح حلقه وتركه جافاً. يجب ان يتخلص منها. يمكنها ان تأسر أي رجل بعينيها الحزينتين والذهبيتين. سينتهي الأمر بدموع منهمرة , دموعها هي. وعندئذ سيكره نفسه أكثر.
تراجعت خطوة إلى الخلف ومن ثم خطوة اخرى فيما شحب وجهها أكثر . وقالت " أنت رجل كريه, لا تطاق , أتعلم هذا؟"
نعم , هذا ليس بجديد عليه لكن جوزي لم تكن مهيئة لهذا.ريحانة
- جربي المتجر الكبير في مارتين غولي.
وأشار برأسه إلى الطبق الذي تحمله في يديها قبل ان يردف " قد يرغبون في طلبية او اثنتين "
|