كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الخامس )
- ذاك هو منزلي.
واشار الى منزل رائع قريب فابتسمت جوزي ابتهاجاً. بدأت الاسابيع الثلاثة القادمة تبدو اكثر إشراقاً.
حاولت جوزي ان تخفف من سرعة دقات قلبها وهي ترفع يدها لتدق الباب الخلفي لمنزل كينت .
قالت عندما ظهر امامها " مرحباً"
حاولت ان تبتسم لكنها وجدت ان شفتيها اصبحتا كالمطاط , حالها في ذلك حال ساقيها .
تأملها للحظة ثم اجاب " مرحباً"
لم يعبس ولم يقطب حاجبيه بل رمقها بنظرة حذرة . تملكها الارتياح واملت ان يكون كينت الفظ والعدائي قد رحل الى الابد , إذ احبت اكثر كينت الذي يضحك ويمازحها .ريحانة
نظر وراءها وسأل " هل كل شيء على ما يرام ؟"
- نعم , طبعا, أنا ...
لقد نسي . ارادت ان تضرب الأرض بقدمها احتجاجاً وارادت ان تصفعه . ارادت ان تبكي من شدة خيبة املها. كانت تتطلع إلى هذا طيلة النهار و... وقد نسي .
لكنها لم تضرب الأرض بقدمها ولم تصفعه كما لم تبك بل تابعت محاولاتها لرسم ابتسامة على وجهها وقالت " اليوم هو يوم الاثنين"
ضاقت عيناه وتجولتا على وجهها وكأنه يبحث عن آثار ضربة شمس ما , ثم قال بتمهل وكأنه يوافق طفلاً على كلامه " هذا صحيح "
ولم يساعدها تصرفه هذا على التخلص من رغباتها الطفولية , فأخذت نفساً وعدت حتى ثلاثة قبل ان تقول " وعدت بإعطائي دروساً في الشطرنج "
ضرب جبينه بكفه وقطب فتراجعت جوزي خطوتين إلى الخلف وصاحت به وهي تكبح جماح قدمها التي تاقت لتضرب الارض ويديها اللتين ارادتا ان تسددا له صفعة " لا تفعل هذا "
ازداد تقطيبه وسألها " افعل ماذا؟"
- نبدو على هذا النحو, تعود إلى لعبة الرجل ذي الشخصيتين .
ودفعها الكبرياء الى رفع ذقنها قبل ان تضيف " اعرف انك لست زميلاً لي في العمل , واعلم حتى انك لست صديقي , لكن يمكننا على الاقل ان نتصرف بطريقة حضارية مع بعضنا البعض ونستمتع بلعب الشطرنج سرياً, ألا يمكننا ذلك؟"
- يمكننا ذلك بالتأكيد.منتديات ليلاس
- امضينا وقتاً بالأمس.
- نعم .
تمنت لو يظهر المزيد من الحماسة . وجرجر قدميه سائلاً" اما من كيك بالشوكولا ؟"
ابتسم لكن الابتسامة لم تصل إلى عينيه . تلعثمت وترددت طويلاً قبل ان تجيبه بالنفي ثم تذكرت رد فعله في آخر مرة احضرت فيها الحلوى وسألته " ألم يكفك ما أكلته بالأمس ؟"
- لا , ابداً.
هذه المرة شقت الابتسامة طريقها إلى عينيه فوجدت جوزي نفسها تتنفس بسهولة أكبر ووعدته " الاثنين المقبل "
كان عليه ان يجد طريقة للتملص من وعده هذا.
|