لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-20, 11:07 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

لم تتفوّه أيا منهما بكلمة اعتراض واحدة على تصرفه الفج فكلتاهما تعرفان ردة فعله فى مثل هذه المواقف ... حينما يفقد سيف السيطرة على أعصابه ,فالحل الوحيد للنجاة هو التظاهر بالامتثال لارادته ,,والا فالأمر سيتفاقم للأسوأ.
حينما اقترب من سيارته الفارهة التى صفّها فى مكان بعيد نسبيا أخرج جهاز التحكم عن بعد وضغط زرا مما جعلها تصفّر بنغمة معروفة فهمّ بفتح الباب الأمامى لمها فكان لزاما عليه أن يفلت ريم دون أن يرخى قبضته عن الأخرى ,وفى اللحظة الأخرى شعرت ريم بمن يجذبها مرة ثانية لتصطدم بصدر قوى فرفعت بصرها وجلة فتلاقت أعينهما ... كانت ترتعد كقطة صغيرة حتى تواجهت بعينين لهما زرقة السماء الداكنة ,أصابتها الحيرة والاندهاش .. فكيف لحق بهما بهذه السرعة ؟ قرأت الغضب والغيرة بهما فقست لهجته وهو يصرخ محتجا:
-كيف لكِ أن تخالفيننى وتأتين معه ؟ أانتظرت حتى أدرت لك ظهرى ففضلتِ الهروب معه ؟
قال سيف بعد أن صفق باب السيارة بعنف هادرا:
-اترك ذراعها حالا ,فريم ستأتى معى.
ارتفع حاجبا جاسر بدهشة مصطنعة ولسان حاله يقول ( أرنى ماذا يمكنك أن تفعل ؟ ) بدون أن يتحرك قيد أنملة.
ردّت ريم ببرود وهى تشعر بالاستفزاز الرهيب:
-ألا تعير لرأيى الخاص فيما يحدث لى أدنى اهتمام ؟
أشار سيف للفتاة الذاهلة بينهما وهو يقول بصرامة:
-اصعدى الى السيارة فلا نريد فضائح أخرى , يكفينا ما فعله هذا الأخرق واستجبتِ أنتِ الأخرى له.
-لن ترحل خطيبتى الى أى مكان بدونى ,وأنا كما ترى باقٍ هنا بالحفل ,فتفضل أنت تصحبك السلامة أنت وزوجتك المصون.
ظنّت ريم أنه سيعاند بشدة بعد أن رأت طاقتى أنفه تتسعان بشكل مرعب الا أنه كتم غضبه وقال بحكمة:
-لم تنتهِ الحرب فلا بأس ان انتصرت بهذه المعركة ولا تغتر بأنها الى جانبك الآن فهى تعاقبنى بذلك.
دار حول السيارة ليفتح بابها الآخر ثم يدلف الى مقعد السائق وانطلق يقودها بسرعة غير آبها لخوف رفيقته الواضح.
وريم تتعجب : لماذا يصرّ سيف على لعب دور العاشق الغيور ؟ بينما هى شبه أكيدة من أنها ليست المعنية بهذا الحديث ,عقلها يرفض الانصياع لهذه الفكرة الحمقاء ابن عمها يحاول استغلالها ربما لاثارة غيرة زوجته بهذه الكلمات الكاذبة.
أغمضت عينيها حتى تهرب من حصار عينى معذبها الذى لم تأخذه بها شفقة ولا رحمة خاصة بعدما ألقى سيف بوجهه تلك الكلمات المستفزة ,سمعت صوت تنفسه الحاد قبل أن يقول ببطء وهو يهزها بين يديه عدة مرات:
-افتحى عينيكِ وأجيبينى يا ريم ... هل ما نطق به هذا الأحمق صحيحا ؟
حاولت ألا تستجيب لندائه بيد أن قلبها الخائن تعاطف معه وأصرّ على محاربتها من أجله ,,, فنظرت له بأمل وهى تغمغم:
-أتصدق هذا عنى ؟ هل تظن بأننى جئت الى هنا برغبتى ؟
كان فى صوته رنة ألم حينما أفلتها وقال:
-أخبرينى أنتِ هل تفعلينها ؟
اندست أصابعه فى خصلات شعره المصفف بعناية وأخذت تعبث بها حتى أحالتها لفوضى عارمة فيما هى شاخصة ببصرها الى السماء التى تلتمع بعدد كبير من النجوم فى هذه الأمسية الرائعة ترفض أن تمد له يد العون بالاجابة التى تخفف عنه وتزيل كافة شكوكه التى تتلاعب به الآن كريشة فى مهب الريح , الا أنها أجبرته على النظر الى الآثار الحمراء على بشرتها الصافية ... آثار اصابع قوية ,,, وهى تدفعه بشدة فى صدره تواجهه باتهام آخر:
-أنه يستخدم القوة عمدا لتنفيذ رغباته كما تفعل أنت بالمثل.
بعد فترة صمت دامت قطعها بتمتمة :
-ريم ... للمرة الأخيرة أسألكِ ما الذى يجمع بينك وبين سيف ؟
ما الذى يمنحه هذا الامتياز لديكِ ؟ أعرف بأنكِ تكنين له مشاعرا خاصة لقد شهدت بنفسى على انهيارك بعد علمك بزواجه المفاجئ.
أولته ظهرها حتى لا يرى عبراتها المنسابة على خديها تحرق قلبها قبل بشرتها ,ثم قررت أن تصارحه بالحقيقة ولم يكن هذا قرارا هيّنا على كرامتها الأبيّة فقالت موضحة:
-نحن أبناء عمومة نشأنا سويا ,, والى وقت قريب قبل أن أتعرّف اليك كنت أعتقد أن مآلنا أنا وهو الزواج.
شحب وجهه دفعة واحدة بعد هذا الاعتراف الصريح فأطلق سبة بذيئة أدنت لها جبينها حينما اخترقت اذنيها ولكنها فضلّت اكمال حديثها حتى لا يحدث التباس مرة أخرى:
-ليس لأننا على حب أو حتى على وفاق ,على العكس نحن متنافران كالأقطاب المتشابهة ... الذى دفعنى لهذا الاعتقاد أننى وبعد انهائى لسنوات دراستى بالجامعة انقطعت كل صلة لى بالعالم الخارجى عن محيط عائلتى بعد أن رفض أبى فكرة أن أعمل رفضا قاطعا بحجة الخوف علىّ مما قد أواجهه فى عالم قاسٍ لا يرحم ,ولم يكن لى اصدقاء أو زملاء مقربين جدا منى فأصبحت وحيدة .. لقترة طويلة ... حتى ...
ترددت قليلا بعد أن أحسّت بأن جاسر ربما ملّ حديثها ولم يعد مصغيا لها فهمس يحثها بفضول:
-حتى ماذا ؟
-حتى قررت خوض غمار تجربة الدردشة على الانترنت ولم يكن هذا عن عمد وتخطيط يوم حادثتك لأول مرة ..
قاطعها محاولا اضفاء بعض البهجة على هذا الحديث القاتم قائلا بعزة نفس:
-أنا من بدأ الحوار معكِ وليس العكس صحيح ,أتذكرين ؟
ابتسمت لا اراديا وهى تتمتم:
-حسنا لديك من الكبرياء والغرور ما يكفى لأقتنع بأنك تنتمى لعائلة الشرقاوى.
قال باستغراب:
-وهل كان هناك شكّا فى انتمائى ؟
-ليس بعد أن اختبرت طريقة تعاملك معى وأنت غاضب.
كانت تلومه برقة مؤنبة له فقال معتذرا:
-أنا آسف حقا ولكنى لا أحتمل حينما يتعلّق الأمر بمن أحب.
قالت مردفة وهى تدير رأسها اليه هذه المرة دون أن تحاول التهرّب من نظراته المتفحصة:
-المهم أننى بدأت صفحة جديدة فى حياتى بعد أن اعتدت على تبادل الحديث معك يوميا ووجدت من ينصت لى مهتما بأدق تفاصيلى التافهة ويشاركنى اهتماماتى الصغيرة ولأول مرة أنحى أوهام ارتباطى بسيف جانبا فقد كنت أعتقد أننا سوف نتزوج يوما ما لأننى لن أجد غيره وكما أنه هو شخصيا لم يكن جادا لسنوات بخصوص مسألة الارتباط.
-لم يكن جادا ؟؟ لماذا ؟؟
مطت ريم شفتيها دلالة عدم المعرفة وهى تقول بحيرة:
-لا أعرف بالضبط ,كان ذات يوم شغوفا بفتاة الى درجة كبيرة واعتقدنا جميعا أنه سيتزوجها لا محالة.
-هل تعرفينها ؟
هزت رأسها نفيا فاستطرد متسائلا:
-لماذا اذن اعتقدتِ بأنه ينوى الارتباط بها ؟
أجابت ببديهية:
-لأن رفيق وكريم لم يكفّا يوما عن ازعاجه بنعته بكلمات عن العشق والهوى فتأكّدت بأنه غارق حتى أذنيه فى حبها.
-واذا صدف أنه لم يتزوجها فهذا يعنى أنه قد حدث أمر جلل منعه من الاقتران بمحبوبته.
هتفت مندهشة وهى تبحث فى وجهه عن سر يقينه:
-كيف عرفت ؟
-لأنه حينما يعشق رجل من آل الشرقاوى فأنه لا يتوانى عن الاقتران بحبيبته الا اذا حدث أمر جلل يمنعه عن اتمام الزيجة ,فلم يصدف مرة أن تلاعب واحد منهم بامرأة دق لها قلبه.
-من أخبرك بهذه المعلومة ؟
-جدّى.
-هذا صحيح.
-ولكن هناك شئ لا أفهمه ذلك لا يفسّر ما قمتى به حين أوهمتنى بأنكما مخطوبان فى تلك الليلة حينما قدمنا لحفل التعارف فى الفيلا.
أخذت تبلل شفتيها الجافتين من أثر القلق فاعترفت هامسة:
-لم أكن أكذب فسيف بنفسه تقدّم طالبا يدى فى يوم ونحن باجتماع بالشركة و ... أنا .. كنت أفكّر بالأمر بشكل ... أنت تعرف كنا على خلاف وقتها ..
-لا عليكِ , هذا كله خطئى , وأنا من سيقوم باصلاح الأمر برمته ,ولكن ابن عمك هذا يتمادى كثيرا ,يحاول زجّ نفسه فى كل مايخصّك ولا يدع لى مجالا للشك بأنه يكنّ لك عاطفة قوية.
ربتت على كتفه مهدئة وقالت:
-بعد زواجه من مها أؤكد لك أن شكوكك هذه وهمية يا عزيزى ,فهو لن يقدم على مثل هذه الخطوة الا اذا كان عاشقا حتى النخاع ,فالمعلومة الثانية التى شوف أمدّك بها عن عائلتنا أنه لا يتزوج أحدهم الا عن قصة حب عظيمة كما فعل أخى رفيق هو وأميرة.
ظهر على ملامح وجهه بعض الارتباك حينما تحدثت ببساطة عن زواج أخيها فقال مغيّرا مجرى الحديث:
-تعالى الى الداخل ,فالجميع ينتظروننا.
استسلمت ليده تقودها مجددا الى الداخل بينما يعترف ببساطة:
-أشكر الله على حسن طالعى أننى سمعت صفارة السيارة فلحقت بكم قبل أن ترحلى معه.
نظرت له بشغف قبل أن تسأله:
-وهل كان هذا سيصنع فارقا ؟
أجابها باندفاع:
-لقد أنقذته العناية الالهية منى قبل أن أحطّم فكه بقبضتى اذا كان قد جرؤ على مضايقتك واصطحابك رغما عن ارادتك.
انكمشت بجواره يرتعش جسدها بفعل هبات الريح الباردة فخلع سترته على الفور يحيط بها كتفيها فحاولت الممانعة فصاح
لاعنا بقوة:
-أنت عنيدة للغاية ,لا تخلعيها حتى ندخل فالجو هنا أصبح باردا وأنتِ لا ترتدين ثوبا ملائما لهذا الطقس.
شعرت بالدفء يتسرب الى خلاياها الباردة بمزيج رائع من الأمان والخدر بفعل رائحة عطره المميزة التى علقت بالقماش وهى تشعر بأنه هو من يحتضنها لا سترته فاحمرّت خجلا حينما راودها هذا الخاطر ,أما جاسر فلاحظ تورد وجنتيها وقد ظنّ بأن هذا تأثير شعورها بالدفء فارتخت عضلات جسده المتصلبّة وشعر براحة لا مثيل لها.
وأول ما خطت بقدميها الى داخل البيت أعادت السترة لصاحبها بسرعة فائقة وكانما تخشى أن تحرقها بعد شعورها بارتفاع فى درجة الحرارة جرّاء قربه منها فما أن لمحت عمتها واقفة الى جوار زوجها يتحدثان بحميمية حتى اندفعت نحوهما تنشد الأمان المفقود قبل أن يحاول جاسر الاعتراض على هجرها لرفقته.
وانتهى الحفل بسلام وكان ختامه مسك فقد أوصلها جاسر بنفسه الى المنزل ولم يتركها الا وهى على باب الفيلا حينما فتحت لها سماح بعد عدة طرقات متخبّطة ومنحته ابتسامة وداعية رقيقة بينما وقفت الفتاة ترمقه ببلاهة وهى تراه محدّجا لسيدتها الصغيرة بنظرات عاشقة لا يمكنها أن تسئ تفسيرها .
ترقرق الدمع بعينيها وهى تتذكّر الأيام التى تلتها متواترة على نفس المنوال ,لقد استفاقت من جنة أحلامها الوردية على الواقع ... كيف تسرّعت بقبول الخطبة من جاسر ولو كانت بصفة مؤقتة من أجل مداراة احراجها أمام نظرات الناس ... التى كانت تتابعهما فى ذلك اليوم بفضول وشغف ... ماذا عن قرارها بأن تعيش وفقا لراحتها هى فقط وألا تترك مصيرها بين يدى رجل آخر مجددا ؟ لا تلبث تعود الى حالتها من الشعور بالضعف والوحدة بلا والديها , حينما يعود والدها سترجع الأمور الى نصابها بدون أية مشكلات سوف تشرح له باستفاضة ما جعلها تتمتم بموافقتها وهو وحده سيقوم باللازم من أجلها ,وما خفّف من شعورها الحاد بالذنب أن جاسر هو الآخر قد التزم بوعده لها بالبقاء بعيدا حتى عودة والديها ,بالرغم من الشكّ الذى يساورها بأنه ما قطع على نفسه وعدا كهذا الا استجابة لرغبة والدته التى تهتم كثيرا باتباع الأصول أو ربما لاعلان جدّه بأنه لا يمكن المضى قدما فى مشروع ارتباطهما الا بحضور ولىّ أمرها الا أنها اعترفت لنفسها بأن مؤشره قد ارتفع مؤخرا لقدرته على ضبط نفسه واتبّاع كافة شروط الهدنة التى فرضتها عليه بلمحة سيطرة تمتعت بكل لحظة فيها مكتفيا بأنها ما زالت تضع خاتمه الماسى فى خنصرها دلالة على انتمائها اليه ...وهذا لا يمنع أنه على كل ما يحاول أن يفعله لابهارها فلا رجل مميّز بحياتها سوى أباها .. فالجميع دونه كشفوا عن وجوههم القبيحة بعقلية الذكور المتبجحة بتفكيرها الأنانىّ المتحيّز الذى يكفل لهم كامل الحرية للتصرف دون الاهتمام بغيرهم ,حسنا هى مضطرة للانتظار ومكالمتها الهاتفية الأخيرة لوالدتها كشفت عن قصر هذا الانتظار ... فهما على وشك العودة ... تنهدت أخيرا بارتياح قبل أن تغمض عينيها اللتين لم تجف دمعتهما بعد.

#############

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 11:08 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

اعترف صلاح لنفسه بأن هناء ما زالت لديها القدرة على مفاجئته بصورة عجيبة , بل قادرة على قلب كيانه رأسا على عقب ,بعد لقائهما هذا المساء والذى كشف عن رغبتها بمشاركته لها فى مشروعها الخيرىّ الجديد ... ليس فقط بصفته مستشارا للشئون القانونية ولكن منفذا ومتابعا لكافة الاجراءات الخاصة بادارة المشروع من الألف للياء ,,, أخبرته بأنه لا طاقة لها بتولّى زمام ادارة مشروع ضخم كالذى تنتوى افتتاحه من أجل مساعدة الفتيات اليتيمات من أجل تعلّم حرفة يدوية ومن ثم مساعدتهن لتسويق أعمالهن المختلفة حتى يحصلن على دخل ثابت يعينهن على الحياة.
كان يعتقد فى البداية بأنه مجرد احسان وعطف على فتيات فى مقتبل العمر يتعرضن يوميا لمشكلات لا حصر لها بدءا باستغلالهن لوحدتهن وضعفهن فى أعمال أقل ما يقال عنها أنها قذرة ... سقوطهن فى يدى من لا يرحم لأعمال ربما تكون منافية للآداب أو مخالفة للقانون ,أو على أفضل حال اجبارهن على الزواج بدافع الستر فتقبل احداهن طوعا أو قسرا ,, ولكن هناء قامت بتصحيح المفهوم الخاطئ الذى تكوّن لديه بأنه فى المقام الأول هو مشروع خيرىّ ويهدف للربح بذات الوقت كما أتها تريد انشاء قسم خاص من أجل الفتيات الأصغر سنا لمتابعة هواياتهن المفضلّة ,انشاء مكتبة وملعب صغير يضم ممارسة بعض الرياضات الخفيفة ... والجزء الأكثر اثارة للدهشة ... مساعدة الراغبات منهن فى استكمال دراستها سواء الأساسية وحتى الثانوية أو اللاتى تطمحن من أجل نيل شهادة جامعية أو الالتحاق باحدى المعاهد ,,, قالت هناء بحرقة وهى تسرح بخيالها الى البعيد:
-لا يمكننا اغفال هذا الجزء التكميلى لحياة الفتيات ,,, التعليم وليس فقط محو الأمية بل أتحدث عن حصولهن على مؤهلات متوسطة أو حتى عليا تكفل لهن مستوى معيشى أفضل وأكثر رقيّا ,كما أنها تمنحهن فرصا لا حصر لها فى مجال العمل ,ولا تنكر أنها ستشكّل فارقا فى حياتهن الخاصة بعد الزواج وانجاب الأطفال.
آلمه قلبه من أجلها ... أتراها نادمة على قرار سابق بالاكتفاء بزواج دونا عن استكمال دراستها الجامعية ... يذكر جيدا أنها كانت متفوقة بدراستها وحصلت على مجموع مرتفع بالثانوية العامة ... أهلها لدخول أفضل الكليات على مستوى الجمهورية الا أنها اختارت الالتحاق بواحدة منهن أثارت استياء عمها المتسلّط فى حينها ,ما زال يراها حبيبته الصغيرة بضفائرها الطويلة التى تتدلى على كتفيها ونظرات الحيرة تتجلى فى عينيها .. هل عاد بهما الزمان للوراء حينما فاجأته بقرارها لترك الدراسة حتى تتفرّغ من أجل اسرتها الناشئة ,كان موقنا يومها أنها لم تكن سعيدة بهذا القرار وأنها قبلت له مرغمة .. ولعن صمته وضعفه ذلك اليوم ... لماذا لم يقف الى جوارها يشد من أزرها ؟ بل لماذا لم يمنعها من ارتكاب تلك الحماقة ؟
تخلّى عنها اخلاصا لصديقه الذى تزوجها واحتراما لقدرها الكبير فى قلبه وعقله ,,, هو من دفع الثمن غاليا فيما بعد ,ومن يجزم بأنها لا تفعل بالمثل وربما أزيد ... ان حلمها لاسعاد الآخرين وحمايتهم جزءا من احساسها بانعدام الأمان والثقة .. كاد أن يرفض عرضها فهو ليس بحاجة الى عمل آخر ,لولا رؤيته لرجائها الصامت فى عينيها بألّا يكرّر خطأه السابق ,ومع ذلك طرح سؤاله عليها:
-لماذا لا تستعينين بشخص آخر ؟ أحدا من أقاربك مثلا ؟
-أحتاج الى شخص له خبرة فى الشئون القانونية.
-كان يمكنك اللجوء الى مجدى العمراوى فهو محامٍ ذو شأن عظيم كما أنه قد أصبح فردا من العائلة.
أجابته يائسة:
-أيعنى هذا انك ترفض مساعدتى ؟
نظر مباشرة الى عينيها رافضا أنصاف الحلول ,يبغى الصراحة كلية بلا أسرار وبلا أكاذيب فقال معتدّا:
-لماذا أنا بالذات يا هناء ؟
-ربما لأنك الوحيد الذى لن يتهمنى ثائرا بالجنون ,فأنا قررت وضع ميزانية ضخمة لهذا المشروع ربما تلتهم أكثر من نصف ميراثى ,,, ربما أحتاج الى من يدعمنى دون الخوف من طمع أو جشع .. والأهم لأننى أثق بك ثقة عمياء ,أنت صديق وفىّ.
كانت اعترافاتها تتوالى واحدا تلو الآخر تعدّد له الأسباب وتغمره بسعادة لا مثيل لها ,فعلى مر السنوات ما زالت تكن له كل احترام وتقدير ,أهذا هو ما تريده يا صلاح ؟ أن تظل حبيسا فى خانة الصديق المخلص ؟
-أنا موافق ,بشرط واحد ... لن أمس قرشا من أرباحك سوف أكتفى فقط براتبى الشهرى.
أسقط فى يدها ,,, كيف لم تنتبه لرنة الكبرياء فى صوته معلنا باباء متمنّع عن حق أصيل له ,حاولت بلا جدوى أن تثنيه عن شرطه هذا قائلة بوضوح:
-ولكنك ستبذل جهدا لاقامة هذا المشروع وسوف يستهلك أغلب وقتك ,,, فمن حقك أن تنال جزءا من الأرباح التى يدرّها.
هزّ رأسه بنفى قاطع وهو يقول بصرامة:
-أما أن توافقى على شرطى أو أنسحب نهائيا من الموضوع برمته.
سارعت للموافقة خشية أن يقدم فعليا على الانسحاب فأضاف مستطردا:
-وسوف نضيف هذا البند الى العقد الذى سوف نقوم بالتوقيع عليه ... لا أريد لأى شخص أن يتهمنى باستغلالك.
-لا أحد يجرؤ على مسائلتك كما لا يجرؤ على محاسبتى !
ضاقت عيناه قبل أن يقول بنبرة متهكمة:
-ولا حتى ابنك ! ما هو رأيه أم أنك لم تخبريه بعد بنيّتك ؟
-كريم ... أنه .. لا يملك الا موافقتى على ما أريد ,فأنا أمه وأدرى الناس به ,ربما يعارض فى البداية ولكنه سيتقبّل الأمر بالنهاية.
-أنتِ المسؤولة عن أقوالك.
-ماذا تعنى ؟
-لا أظنّه متقبّلا لوجودى بحياتك.
-حسنا فالأمر متبادل بينكما.
أجاب ببطء :
-أنه ابنك فكيف يمكننى استنكار وجوده بحياتك ؟
-لا أقصد هذا , ما عنيته أنك سبق ورفضت أية علاقة له بهديل.
أشاح بوجهه بعيدا قبل ان يقول بانفلات أعصاب:
-لن أسمح له بأن يتلاعب بمشاعر ابنتى ليتركها بعد ذلك محطّمة بعد أن ينال تسليته.
شهقت هناء بقوة من فسوة اتهامه فطفقت تدافع عن ابنها بحرارة:
-كريم لا يحاول اللعب بعواطفها ... لم يفعلها بسنوات مراهقته أبدا وهو الآن رجل بمعنى الكلمة .. ويمكنك أن تسألها بنفسك ان كان قد حاول تجاوز الحدود ولو بكلمة واحدة ,أتصدّق أنه كان عازما على نية الزواج منها ؟
قطّب جبينه مفكّرا وقد اصابته جملتها الأخيرة بالدهشة فقال متسائلا:
-كيف تكونين أكيدة مما تقولين ؟
-هو أخبرنى بنفسه كما اعترف بحبه لها.
-ربما ... كان هذا قبل أن يعرف ... بطبيعة العلاقة القديمة التى كانت تربطنا ...
قالت بصوت معذب:
-كريم هو الآخر يعانى مثل ابنتك وربما أكثر ,اشعر بأنه بات غريبا عنى ,كما أن غيابه المتكرر عن المنزل صار يقلقنى لأبعد الحدود ,, أننى أفقده يا صلاح كل يوم ... ولا أجد من يعيده لى.
أخذ يدير كلماتها فى ذهنه : أمن الممكن أن يكون عاشقا لابنته فعلا ؟ وهل برفضه السابق حطّم قلبين متحابين كما انهار حبه القديم ؟
قاطعه صوت هناء الآت من بعيد:
-أنت الذى تنتقم منه يا صلاح ,ولكنك لا تدرك فداحة خطئك.
-ولمَ أنتقم من كريم ؟ هل عدتِ لخيالاتك عن كرهى لأبيه ؟
-كلا أنت تنتقم منه بسببى أنا , بحرمانه ممن يحب.
أمسك بيدها دون سابق انذار ليضغط على أطرافها برفق وهو يقول معترفا:
-لا يمكننى أن اؤذى من ينتمى اليكِ فكيف بابنك ؟ أنتِ غالية على قلبى ومقامك لا يمكن المساس به أبدا.
-هل تعدنى بأنك على الأقل لن تمنعهما اذا ما قررا الدفاع عن حبهما واستئناف علاقتهما ؟
ضربت على وتر حساس للغاية فأفلت يدها كالملسوع وقال بصوت غائم:
-ربما ... ينجحان حيث فشلنا نحن.
أغمضت عينيها ببؤس وهى تشعر بشقاء الدنيا يتملّكها ,تدعو الله ألا يكون نصيب ابنها من السعادة كحظها العاثر ... فقدت الحبيب والزوج وفى طريقها لخسارة الابن ...
احترم صمتها لفترة طويلة قبل أن يقول بعمليّة:
-سأحتاج منكِ الى اجراء توكيل لى بخصوص انشاء المشروع ,كما أننا سنضطر الى البحث عن عقــار يصلح لهذا الغرض.
-من الغد سوف أذهب للشهر العقــارى ,ويمكننا أن نستعين بأحد المكاتب للتسويق العقــارى من أجل البحث عن المكان المثالى.
هتف باعجاب واضح:
-ياه لقد خطّطتِ لكل شئ ,هل كنتِ متأكدة من موافقتى لهذه الدرجة ؟
أجابته بمكر:
-ألم أخبرك أن عرضى غير قابل للرفض ؟
رد بمودة :
-بل قولى أننى لا أستطيع أن أرد لكِ أمرا.
ابتسمت له برحابة صدر وقالت بسعادة:
-الله لا يحرمنى وجودك الى جوارى.
منحها ابتسامة صافية بينما ظلّ حائرا ومشتت الفكر هل يستسلم لمشاعره التى سبق ووأدها فهى تعاود محاولة الطفو على السطح من جديد ,وكبتها لن يولّد الا الانفجار.

#############

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 11:09 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

منذ عودتهما من ذاك الحفل المشؤوم وسيف يحاول تجنّب الانفراد بها ولو لأقل من دقيقة واحدة ,لا تصدّق بأنه بعد أن أمطرها بوابل من الكلمات عن حقوقه التى سيحصل عليها منها هى بالذات يوما ما اتخذ لنفسه مكانا للنوم بأريكته الكبيرة التى تنقلب الى فراش على بعد عدة أمتار منها وكأنها تحمل مرضا معديا ,كل مساء يحولّها الى فراش ثم يسحب وسادة صغيرة متلحفا بشرشف نظيف يجلبه من الخزانة ,ليرميه جانبا فى الصباح التالى معيدا الأريكة الى صورتها الأولى حتى لا تعرف سماح التى تقوم بمهام التنظيف يوميا أن هذا الفراش قد ضمّ جسدها وحيدة طوال الليل فزوجها ينأى عنها باصرار ... لم تفهم سماح ببرائتها وسذاجة تفكيرها لماذا تجد صباح كل يوم بغرفة السيد سيف غطاءا جديدا ملقيّا فى سلة الملابس ولا يبدو عليه أية آثار لاتساخ .. بالرغم من أنها هى من تقوم بتغيير ملاءات الفراش بنفسها فلماذا يستخدم هو وعروسه هذه الأغطيّة ثم يقذفونها بحالتها الجيدة ,ما زالت هذه المسألة تحيّرها بشدة ولا تجرؤ على طرح السؤال فربما يعتقدونها وقحة أو فضولية بشأن خاص .. كانت تفرغ محتويات السلال بصمت رهيب لتضعها بالغسّالة الكهربائية الكبيرة الموجودة بغرفة منفصلة بالطابق السفلى.
وبعد مرور أسبوعين وهما على ذات الحال بينما كانت مها تنشغل بمحادثة أنّا شريفة فى غرفة الجلوس التى تصرّ عليها أن تحضر لترافقهم احتساء شاى الظهيرة , فبعد الانتهاء من تناول الافطار مع بقية أفراد العائلة يذهب سيف الى عمله بالشركة فيخرج بعد القاء التحية عليهم وطبع قبلة خفيفة على جبين زوجته من أجل الحفاظ على المظاهر فقط ,ثم يتبعه كريم بعد عدة لحظات شاردا ,وبهذا اليوم كانت السيدة هناء متأنّقة بشكل مبالغ فيه لمجرد تناول وجبة افطار عادية ولكنها بعد أن غادر ابنها استأذنت من حماتها لأن لديها موعدا هاما فتأملتها السيدة شريفة بحب ومودة وأشارت لها بالانصراف مرحبّة بالتغيير الكبير الذى طرأ على ملامح وجهها فقد توردت وجنتاها باحمرار طفيف وصارت عيناها لامعتين ببسمة نابعة من القلب , أن كنتها تستحق أن تنال من اسمها بعض الشئ بعد سنوات الوحدة والترمّل والجفاف ,فلتهنأ بحياتها وترتشف قطرات السعادة.
انضمت مها وريم الوحيدتين الباقيتين الى الجدة شريفة فى غرفة الجلوس الفسيحة وأصرّت ريم أن تنأى بنفسها بعيدا عن هذه الفتاة الدخيلة على حياتهم فى نظرها بينما كانت مها فضولية جدا بخصوص ريم فهى تتساءل عن طبيعة علاقتها بزوجها ... منذ ذلك المساء المشتعل حينما عرفت بزواجهما وثارت بصورة عارمة , ابتسمت لنفسها بسخرية : زوجها ؟ ذاك الذى يتجنّي لمسها أو مجرد الاحتكاك بها بأية صورة ولو كانت مجرد كلمة ( صباح الخير ) التى يحرمها منها وكأنه يعاقبها على جرم ارتكبته ,وماذا كانت تتوقع من هكذا زواج .. بالحيلة والاحتيال .. بالاجبار ,وهل تخيّلت أنه سيف الشرقاوى يمكن أن يكون مجبرا على الزواج منها ؟ حتى ولو تدبرت مسألة العقد المزيّف بصورة احترافية كلّفتها الكثير من نقود التعويض التى نالتها من الشركة ,ولولا هذه الخطة التى وضعتها ما مدّت يدها لقرش واحد من أموالهم القذرة بنظرها ... فهى ثمنا لروح أبيها وحياة أمها وطفولتها الضائعة !
بعد أن فرغت مها من احتساء آخر قطرات الشاى اللذيذ المنكّه بالنعناع الطازج وهمّت بوضع فنجانها على المنضدة بالقرب منها ,فوجئت بزوجها يدلف الى الغرفة كالعاصفة المنذرة وألقى تحية عابرة على جدته وابنة عمه بينما يرمقها هى بنظرات حادة كالسهام اختنقت بالسائل الدافئ فى حلقها حينما شعرت بقبضته الفولاذية فوق معصمها يجذبها بقسوة غير مبررة متجاهلا نظرات جدته المعارضة وشهقة ريم المفزوعة وهو يقول بصوت كالفحيح يجبرها على مواجهته :
-تعالى معى ...
وجرّها خلفه يسد أذنيه عن تساؤلات جدّته المتكررة:
-ماذا بك يا بنى ؟ ماذا حدث ؟
-لا تشغلى بالك يا أنّا ... فقط سنتناقش بأمور خاصة.
وصمّ قلبه عن سماع توسلاتها الصامتة بكبرياء وعزة نفس فهى لن تمنح تلك المتكبّرة الرضا لمجرد محاولتها الاستنجاد بها أو بالجدة الرقيقة لانقاذها من هذا الوحش الرابض فى أعماقه.
ظل على حالته من الغضب والهياج الى أن وصلا الى غرفتهما المشتركة كما أخبرها فى أول ليلة لها بالفيلا ,وشعرت كأنه زمنا طويلا قد مضى منذ تلك الليلة .. فكأنما أفراد عائلته تقبّلوا تواجدها الغير مرغوب فيه واعتادوا على حضورها حتى أن زوجة عمه هناء كانت تعاملها كابنة غائبة لم تنجبها , هل بدافع الشفقة عليها لأنها يتيمة الأبوين ؟ أم بدافع مجهول لا تعرفه ؟
زجّ بها فى ركن بالغرفة ووقف ينظر لها شذرا من علوٍ بينما افترش جسدها الأرض , أنّت بألم من جراء اصطدام ظهرها بالحائط الصلب خلفها الا أن خوفها الذى أخذ يتزايد بعنف كان منبعه نظرات الرجل الجامد الوجه فوقها ,وصاح بغضب وهو يشدّ خصلات من شعرها الذى كان مصفّفا بحرية الى الوراء بينما ينحنى بقامته الطويلة ليضع ذراعه حول خصرها يعتصرها بجموح يجبرها على الوقوف على قدميها بوضع لا تٌحسد عليه :
-أيتها الحقيرة ! ألا يوجد لدنائتك وقذاراتك نهاية ؟ ألا تعرفين التوقّف عند حد معيّن ؟
لم تكن تعرف عمّا يتحدث فشهقت متألمة بقوة وهى تحاول جذب جسدها من براثنه:
-عمّ تتكلم ؟ لا أفهم ... لا أفهم ...
كانت تردد عبارتها من بين صرخات الألم والخوف تستطرد بخفوت:
-ماذا فعلت ؟ أرجوك ...
ابتسم متهكما وهو يقول بصوت متقطع :
-لا تعرف الجميلة ماذا فعلت , أوووه يا له من أداء تمثيلى رائع , أتعرفين أنتِ تستحقين نيل جائزة لدور البراءة المصطنعة الذى تجيدين ادّعائه , ألم يخبرك أحد أن اللعب بالنار يحرق صاحبه أولا قبل الآخرين ؟
نظرت له بعينى غزال تائه مرتعب وقع فى الشباك وأيقن من استحالة نجاته الا اذا استيقظ قلب الصيّاد وتركه يفرّ .. وهذا كان المستحيل بعينه.
-خالد ...
كلمة واحدة حملت لها بعضا من التبرير ,هل عرف بعلاقتهما السابقة ؟ هذا هو سر غضبه اذن ؟
تمتمت :
-خالد ... خطيب ليلى ؟
صفّق لها بحرارة يهنئها على ذكائها الحاد ويمنحها أكثر ابتساماته سوادا وصاح بانتصار:
-برافوو .. عليكِ نور هو بشحمه ولحمه ... حبيبك السابق ... أليس كذلك ؟
وقبل أن تهز رأسها بالايجاب قبض على عنقها الطويل المرمرىّ يضغط على حنجرتها بغضب أعمى وهو يكيل لها الاتهامات واحدا تلو الآخر:
-اذن أنتما تلعبان سويّا ... اتفقتما على اقتسام الغنائم معا ,أنتِ تورطيننى بزواج دافعه الظاهرى الانتقام وباطنه الطمع , بينما هو الخبيث المتدنى يغرر بعواطف الفتاة البريئة التى صارت شريكة هى الأخرى فى ميراث عائلة الشرقاوى.
حاولت ابعاده عنها فقد بدأ الهواء يتناقص برئتيها بصورة مفاجئة ... كانت تختنق ببطء فحرّكت ذراعيها بالفراغ كأنها تستجلب الأكسجين الشحيح من الجو المحيط بهما ... وسيف يتابع مشدوها:
-هكذا المكسب يكون مضاعفا فلم تكتفِ بى أنا , حسنا بدأنا اللعب بأوراق مكشوفة يا حلوتى.
وخفّف احكامه حول عنقها عندما بدأ جسدها ينتفض بقوة من أثر نقص الأكسجين وشعرت بالدوار يكتنفها مسيطرا على عقلها فلم تتمكّن من الحديث وظنّ سيف هو الآخر أنها بصمتها هذا تعلن اعترافها المؤكّد ,حاولت أن تتمسّك بقميصه الذى يلتصق بجسده العضلىّ ... فلفّ ذراعيه حول جسدها يحتضنها قبل أن يحملها ببساطة وكأنها ريشة لا وزن لها وصوته القوى يتردد فى جنبات الغرفة قائلا:
-سأمنحكِ جزءا مما تريدينه حبيبتى وأنال أنا ما حرّمته على نفسى مراعاة لكِ ... لواحدة ظننت أنها تستحق ,وكلما أحاول تصفية نفسى من ناحيتك تفاجئيننى بضربة أقوى ..
وضعها فوق فراشه الذى لم يشاركها فيه منذ زواجهما وألقى بنفسه الى جوارها بينما هى منهوكة القوى يهدّدها الدوار اللعين فتمتمت بصوت ضعيف:
-سيف ... لا .. تفعل هذا , سوف أكرهك حقا!
شخر ساخرا بينما قهقهاته ترتفع مجلجلة:
-هه تودّين التراجع الآن ,, لا يا حبى فات أوان الندم بعد أن أحرقتِ سفنك بالكامل ... كان عليكِ أن تحسبى العدّة لذلك قبل ان تتورطّى معى ... أنتِ تريدين التحدّى وأنا سأعلّمك كيف تتلاعبين برجل مثلى .
قالت وجسدها ساكن لا تقوى على تحريكه:
-أنت .. لا تصدّق بأننى متواطئة مع خالد ! يمكننى أن أشرح لك .
رفع حاجبا قبل أن يندفع قائلا بسخط:
-تواصلين أداءك الردئ من أجل استدرار عطفى ولكنك تجهلين تأثير ذلك علىّ ... أنا متشوّق لمعرفة ما تستطيعين تقديمه لى.
وغاب معها فى لجة بحار من نار الأشواق واللهفة ... وهى تذرف دموعا صامتة تغالب فقدانها للوعى بسبب مرضها فهى مصابة بفقر دم حاد وقد توقفّت عن تناول دوائها الذى سبق وابتاعه لها سيف ,نفس الرجل الذى رعاها بمنتهى الحنان والرقة هو الذى يذيقها العذاب ألوانا وصنوفا شتى ,وقلبها الذى يهفو اليه معلنا احتجاجه على غيابها عن عالم الوعى متمتعا بكل لحظة فى أحضان الحبيب القاسى.
-أنتِ ,,, لى.
همسته العاشقة أيقظت كافة حواسها الغافلة لتشعل بها نارا مستعرة تحرقهما معا.
-أحبك.
أفلتت من بين شفتيها دون ارادة منها فشعرت به متصلبّا لثوانٍ قبل أن يبادلها مشاعره الملتهبة وقد أفلت زمام الأمر من بين ايديهما تماما ,فلم يعد ممكنا التوقّف أو التراجع ...يشقّان طريقهما الملئ بمختلف التناقضات من عشق وكره ,رغبة واعراض ,لهفة وتمنّع ,قسوة وغفران.

###########

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 11:10 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

اتبّع كريم التعليمات بحذافيرها التى ألقاها صديقه أحمد على مسامعه حينما هاتفه لسؤاله عن موقع مكتبه قاصدا ايّاه فى عمل هام ,وأوقف سيارته أمام البناية الصغيرة ليترجّل منها مسرعا قبل أن يتوجّه بنظره الى معالم المكان المحيطة به وهو يتعجّب من اصرار صديقه على البقاء فى هذه المنطقة التى تعد شعبيّة الى حد ما ... تذكّر فى هذه اللحظة منزل هديل البسيط وكونه واقعا بمنطقة مشابهة لها الا أنه يمتلئ بالمودة ويبّث مودة وسكينة فى نفس زائره ...هو مدين لأمه كثيرا وعليه أن يسدّد جزءا من هذه الديون ... غمغم لنفسه بسخرية : ها قد بدأت مشوار التنازلات يا كريم ,وما زلت فى بدايته .. لنرَ ما يخبئه لنا القدر .
استقبلته فتاة رقيقة تبتسم بمودة عرّفت عن نفسها أنها المساعدة الشخصيّة للمدير وكان هو فى انتظاره كما اتفقا ,فقادته نحو غرفة المكتب الخاصة بصديقه وهناك بعد أن نهض أحمد محتفيا بقدومه بترحاب واضح اشار للفتاة قائلا:
-عبير ,, لو سمحتِ ,, أحضرى لنا فنجانين من القهوة ,, من البن الخاص بى ...
حاول كريم أن يبدى اعتراضا وهو يقول بعد أن استرخى بمقعده:
-لا داعٍ لكل هذا يا أحمد ,فلن آخذ من وقتك كثيرا.
-لن نعطّلك نحن يا كريم فأنا أعرف أن وقتك ثمين للغاية.
قالها أحمد قم أردف موجّها حديثه لعبير التى وقفت بأدب جم فى انتظار قرارهما الأخير:
-عبير ..سريعا.
أشارت الفتاة الى عينيها البنيتين الواسعتين بمعنى ( من عيونى ) وهى تشدو بصوتها العذب:
-حاضر ,لن أتأخر فقط بضعة دقائق.
واتخذ أحمد مقعدا مقابلا لصديقه متسائلا بعد انصراف عبير:
-أى ريح طيبة ألقت بك يا ابن الذوات فى طريق العبد الفقير ؟ أتعرف أنها المرة الأولى التى تشرّفنى فيها بهذه الزيارة ؟ لم أصدّق حينما طالبتنى بالعنوان.
كان أحمد يمازحه بخفة ظل معهودة يتقبّلها كريم منه على وجه الخصوص بسعة صدر واريحية حينما يصرّ على مخاطبته بلقب ( ابن الذوات ) ,ومنذ لقائهما الأخير أثناء صلاة الفجر تعدّدت الاتصالات الهاتفية بينهما بصورة شبه يومية حتى وجد لدى أحمد ضالته المنشودة المتمثلة فى مكتبه للتسويق العقــارىّ .
استهلّ كريم حديثه قائلا بجدية:
-أحمد ... بصراحة أريد منك خدمة ولن أثق بأحد سواك ...
-تفضل كلى آذان صاغية.
-ولكن ... هذا شأن خاص جدا , أريد للأمر أن يبقى طى الكتمان.
واشار بمغزى الى الخارج حيث سمعا طرقا على الباب تلاه دخول عبير حاملة لصينية أنيقة رصّت فوقها فنجانين خزفيين تفوح منهما الأبخرة الساخنة المعبّقة برائحة عطرة ثم انحنت برشاقة تضعها أمام الرجلين كاشفة عن صفين من الاسنان اللؤلؤية وهى تقول:
-بالهناء والشفاء .. أية أوامر أخرى ؟
-شكرا يا عبير , أتعبناكِ معنا.
-تعبك راحة , عن اذنكما .
بعد أن غادرت بخفة كما دخلت فجأة وكأنها لم تكن موجودة قال أحمد بصراحة:
-أنها مساعدتى الخاصة ,وهى كتومة للغاية لا يمكنك أن تستخرج منها معلومة واحدة بخصوص العمل.
هز كريم رأسه نفيا وهو يقول بعدم رضا:
- لا يا أحمد , هذا الأمر بينى وبينك فقط .. هذا هو شرطى , أتوافق أم لا ؟
ابتسم أحمد بصخب وهو يقول بلهفة:
-حسنا ,يا صديقى لا تغضب هكذا .. أعدك بأن سرك ببئرعميق لا قرار له.
اقترب منه كريم وقال بصوت خفيض:
-أريدك أن تبحث عن مكان مناسب فى موقع راقٍ يصلح لبناء منزل متسع ..
-وكم هى المساحة المطلوبة ؟
-لا تقل عن خمسمائة مترا مربعا ولا تزيد عن ثمانمائة.
صفّر أحمد بشفتيه انبهارا ,فهو لم يتسلّم من قبل عمل ضخم كهذا ... صاح مستفسرا:
-ألا يمكن البحث عن منزل مشيّد بالفعل ؟
-كلا , أريد أرضا فضاء فقط ... هل تسدّ فى هذه العملية ؟
-طبعا , طبعا يا عزيزى أنت اخترت الأفضل ,ولكن اسمح لفضولى أن يتغلّب علىّ ,,, هل هذه الأرض لك أنت شخصيا أم لصديق ما أو ..
-سوف أشتريها أنا ولكنها سوف تسجّل باسم آخر.
هز أحمد رأسه بتفهم وقال:
-ألا يوجد بأملاك العائلة أرضا تصلح لهذا الغرض ؟
ابتسم كريم بهدوء متوقعّا هذا السؤال فأجاب ببساطة:
-لا أريد هذا المنزل لأحد من أفراد عائلتى لهذا أودّ شراء أرضا جديدة بمواصفات خاصة سوف أبعثها لك برسالة على الهاتف.
ثم استطرد بخبث:
-هل يحتوى جهازك على تطبيق الواتس أب ؟ ام أنك ما زلت عدوا للتطوّر ؟
أجابه أحمد بقهقهة عالية وهو يقول متفكّها:
-بعد أن عيّنت عبير منذ سنتين تغيّر حالى كثيرا يا صديقى.
هتف كريم ممازحا:
-أهكذا الأمر ؟ بارك الله فى عبير ... لقد قامت بفعل المعجزات حقا !
وشاركه صديقه الضحك واحتساء القهوة اللذيذة قبل أن يقول متباهيا بتفاخر واضح:
-أرأيت هذه القهوة الرائعة ليست آخر مميزاتها المتعددة ... دعنى أخبرك بالمزيد عنها.

##########

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 11:12 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

هبطت الطائرة القادمة من رحلة أوروبا فى مطار القاهرة الدولى فى تمام الساعة السابعة مساءا ,وكان الازدحام والصخب يعمّان الميناء الجوى فى مثل هذا التوقيت المتأخر نسبيا ,وما أن وطأت أميرة أرض المطار حتى زفرت ارتياحا وهى تتنسم هواء الليل البارد متأبطة ذراع زوجها الوسيم بفخر واعتداد حيث همست بأذنه قائلة:
-أخيرا عدنا يا حبيبى الى مصر ,لكم أوحشتنى بكل تفاصيلها ,مشتاقة لأعانق أم الدنيا.
رفع حاجبا بتعجب وهو يقول مازحا:
-تعانقين أم الدنيا أم تفتقدين حضن أمك ؟
كورت أنفها بشكل مضحك وهى تقلب شفتيها كالأطفال قائلة بغضب واهن:
-ما بك يا رفيق ؟ فى كل حوار أراك تحرّف كلماتى حتى تحوّل مجرى الحديث ليدور حول أمى ؟
-وهل تركت لى أى مجال لأنفرد بزوجتى ,فحتى فى أشد لحظاتنا خصوصية أجدها محشورة باحدى الزوايا ؟
صاحت أميرة تزجره:
-رفيق ,, ايّاك والحديث هكذا عن أمى.
داعب أرنبة انفها بمحبة بينما يندفعان لعبور البوابة سويا وهو يقول منشرحا:
-أمزح معكِ يا حياتى ,وهل يحلو لنا العيش بدون عمتى الحلوة ؟
ابتسمت بمحبة وهى تشير بسبابتها محذرة قبل أن تقول:
-هذا جيد أنك ثبت الى رشدك وعدت الى الحق.
هز كتفيه قبل أن يقول بخبث:
-ولكننى أشفق عليها من تشتيت انتباهها هنا وهناك ,هذا كل ما فى الأمر.
-ماذا تعنى ؟
-أنسيتِ أنها عروس جديدة ؟ ويستحق مجدى أن توليه جزءا أكبر من اهتمامها ورعايتها بدلا منا .
ضربته بخفة على كتفه وهى تقول بمرح:
-أيها اللئيم ! لا تقلق على العم مجدى فهو الوحيد الذى يستطيع السيطرة على نوبات غضبها كما أنه يجيد التعامل مع أعصابها الثائرة دائما.
-وماذا قلت أنا غير هذا ,فالرجل أولى بالمكافأة , اليس كذلك يا حبى ؟
منحته أحلى ابتساماتها عذوبة ورقة قبل أن تشيح بوجهها تتأمل ما حولها متساءلة :
-ألا ينتظرنا أحد ؟
أشار برأسه نفيا وهو يقول:
-كلا , فلم أخبرهم بموعد الطائرة.
قطبت جبينها عابسة وهى تتساءل:
-ولماذا ؟
-أردت مفاجئتهم بوصولنا ,ثم ماذا اخبرتك سابقا ,, لا تفسدى بشرتك الناعمة بالتقطيب فهو لا يليق بكِ.
سرعان ما تراخت ملامحها العابسة على الفور وهى تتبعه بعد أن أشار لسيارة أجرة بالوقوف ,وأسرع السائق بالنزول ليحمل الحقيبة التى كان يجرها رفيق خلفه ,وفى دقائق معدودة كان يتوجه بهما الى منزل العائلة.
-أتمنى أن أرى التعبيرات المرتسمة على وجوه الجميع حينما نصل فجأة وخاصة ماما , أتصدق يا رفيق أنها فكرة رائعة للغاية.
-أنتِ على الرحب والسعة يا حبيبتى ,ولكن مهلا كيف عرفتى أن عمتى ستكون بالبيت ؟
-هى أخبرتنى بنفسها فى آخرة مكالمة أنها صارت تذهب اليهم يوميا تقضى معظم الوقت برفقتهم .
عقد رفيق حاجبيه بتفكير عميق وهو يتساءل بضيق لم يستطع اخفائه:
-وما الذى يدفعها لترك منزلها ؟
فغرت أميرة فاها دهشة فانتبه هو لفظاظة عبارته فرسم على شفتيه بسمة جذابة وهو يضمها بين ذراعيه ملّطفا ليقول بلهجة أكثر ودّا:
-أعنى كيف تترك مجدى وحيدا وهما ما زالا ببداية زواجهما ؟
أجابته بحيرة وقد استطاع اطفاء نيران غضبها بسرعة فائقة:
-أمى تشكو من الوحدة يا رفيق فعمى مجدى على ما أعتقد يقضى معظم الوقت منشغلا بمتابعة أعماله ,وماما تكره الوحدة فلا بد أنها وجدت سلواها فى قضاء الوقت مع العائلة.
قال رفيق بصوت غائم:
-أتمنى أن يكون هذا هو السبب فعلا ...
-لماذا تكره وجود أمى الى هذا الحد ؟
صاحت تهاجمه بعنف وقد ظنّت أنه يقصد مجيئها الى بيت العائلة بصورة يوميّة ,فلم يتمالك نفسه من كتمان ما يؤرقه عنها بعد أن أخذ يمسّد على بشرتها الحريرية بأطراف أصابعه القوية بحنان وهو يقول موضحا:
-لا أكرهها أبدا بل أننى أحبها كثيرا أليست عمتى ؟ وهى التى أنجبت لى زوجتى الغالية التى أعشقها حد الجنون ,هناك أمر آخر يشغلنى ..
-ما هو ؟
-أشعر بأنهم يجاهدون لاخفاء أمر ما عنّى ,حينما تحدثت الى كريم على الهاتف وسألته عن سيف ولماذا لا يرد على اتصالاتى أجابنى باقتضاب أنه ربما يكون مشغولا على الرغم من تأكيدى عليه بأن يبلّغه رسالتى بأن يهاتفنى فى أسرع وقت ممكن الا أنه الى وقت وصولنا هذا لم يكلمنى.
-ربما يكون مشغولا فعلا ولم يجد وقتا .
-حتى ولو لدقائق من أجل محادثة تليفونية ؟
-لا أدرى !
-وريم أيضا ... صوتها يشوبه الحزن ,سألتنى متى يعود والدىّ من السفر وحينما قلت لها : لا علم لى بموعد رجوعهما أغلقت هاتفها بدون حتى أن تودّعنى.
ابتسمت من اهتمام زوجها المبالغ فيه بأدق التفاصيل ,هذه هى طبيعته التى لا يد له فيها وهى تحبه كما ما هو عليه ولكنها أشفقت عليه من القلق الذى استبدّ به قالت تخفّف عنه بتربيتة على ظاهر يده :
-ربما انقطع الخط أنت تعرف كم يصبح الارسال ضعيفا أحيانا.
-ربما تكون مجرد هواجس ,, أعترف بأننى أشعر بالذنب لغيابى عنهم كل هذه الفترة الطويلة تاركا الأعمال فوق رؤوسهم .
تساءلت بمرارة بداخلها : هل يشعر زوجها بالندم لأنه استجاب الى رغبتها بمد رحلتهما الى شهر ثانٍ ؟ ولكنهما يملكان كل الحق باجازة طويلة بعد كل ما مرّا به من أحداث سابقة ,نجحت فى أن تنحّى عن صوتها أى أثر للحزن وقالت تتصنّع المرح:
-على كل حال لقد عدنا , ومنذ الغد سوف نذهب الى العمل ويمكنك أن تسمح لهما بفترة من الراحة بينما نتحمّل نحن كافة المسؤوليات.
سحب يدها من حضنها ورفعها نحو شفتيه يقبّلها بقوة وهو يقول بامتنان:
-هكذا هى زوجتى الحبيبة وشريكة عمرى لا تتخلّى عنى أبدا.
-نحن معا الى الأبد فى السراء والضراء.
اختبرا السراء سويا ,ولم يعلما أن فى انتظارهما اختبار أشد وأكثر صعوبة مما يعتقدان.

#########

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية