كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
" حسناً, كنا متجهات الى جهتك " استمعت ناتاشا بذهول للرقة التي اكتست صوت فلورا ورمت الرجل بنظرة جانبية وهي تستمع لشرح فلورا من حديثها وتلقت بريق عيونه الكهربائي الغاضب , كانت هذه صدمة لها .. تبعتها صدمتها بسماع كلماته الموجهة اليها.
" اذن فقد أتيت الى منزل كليو اخيراً ؟"
الكلمات كانت غير مهينة لكن طريقته بنطقها لم تكن كذلك وخاصة تركيزه على الكلمة الاخيرة . اشتعل الحنق داخلها وادركت الآن بالضبط ما حاولت المرأتان اخبارها به.
" اجل" قالت وقد صمتت على عدم التورط بمعركة كلامية معه, ليس الآن على الاقل . ولهذا فقد ابتسمت ولاحظت تصلب عضلة في فكه وشعرت بالرضى. لقد أتت الى هنا للابتعاد بالذات عن الرجال , اتت لتحظى بالراحة والهدوء لترتيب الكثير من الاشياء داخل عقلها. وإذا ما اعتقد هذا الرجل الصلب انه سيعظها بما عليها ان تفعله فهو سيكون مخطئاً تماماً.ريحانة
" حسناً, من الافضل اذن ان نذهب الى هناك بالرانج روفر " قال واستدار نحو لورا " اعتقد انك والآنسة فلورا تستطيعان الجلوس سوياً في المقعد الامامي . ستجلس الآنسة كليو في الخلف .."
ورماها بنظرة سريعة آخذاً بعين الاعتبار معطفها الفاخر وحذاءها المغطى بالوحل وابتعد بنظره لكن هذا كان كافياً لناتاشا لملاحظة النظرة التي سكنت عيونه .. نظرة الاحتقار المستمتع.
"آه, لكن .." احتجت لورا " لقد حضرنا فقط لإرشاد الآنسة كليو على موقع الكوخ . ما دمت ذاهباً الى هناك" وتلاشى صوت لورا وشعرت ناتاشا بالرعب فجأة . من غير الممكن ان يتركاها الآن .. وحدها معه!.منتديات ليلاس
" أنا واثق ان الآنسة كليو سترحب بمساعدتكما لها بالاستقرار بالكوخ " قال ببطء ووضوح حتى تسمعا كل كلمة , وتنهدت ناتاشا قليلا.ريحانة
" لربما من الافضل آنسة كليو لو تدخلي أنت اولاً ثم اناولك حقائبك . تستطيعين الجلوس على احدى الحقائب , اخشى ان مؤخرة الرانج روفر لم تخصص للمسافرين "
فهمت ما كان يقصده فور دخولها الى السيارة . الحبال وقصبات الصيد والصناديق الصغيرة كانت تملأ المكان وكانت رائحة البنزين والسمك هي المنتشرة . هو لم يفعل ذلك عن عمد , فكرت ناتاشا, لكنها شعرت بالنظرة المستمتعة التي كانت داخل عيونه وهو يساعد المرأتين على الصعود الى المعقد الصغير الى جانبه . بدأت تختبر شعور من عدم الاعجاب العميق نحو هذا الغريب الداكن .. وكانت متأكدة من شيء واحد , ان هذا الشعور كان متبادلاً.
" حسناً , تمسكوا جيداً" قال واختبرت ناتاشا أسوأ رحلة قامت بها بهذا اليوم . لربما كانت قيادته السبب او الطريق ذاتها لكن الرحلة ستنتهي اخيراً دون شك, روما, والراحة كانتا على بعد آلاف السنين الضوئية عنها كما يبدو وهي قابعة داخل السيارة المعتمة والارتجاج والصعود والهبوط يشعرها برغبة بالتقيوء. حدقت بمؤخرة رأسه من مكانها قص الشعر لن يؤذيه دون شك, فكرت , وتساءلت عن لحظة وصولهم الى الكوخ . لم يكن بإمكانها الرؤية بوضوح من مكانها ولكنها ادركت ان المسافة طويلة والمطر ينهمر على زجاج السيارة بقوة الآن ! وغمر ناتاشا شعور هائل بالندم والانزعاج ما الذي كانت تفعله هنا بحق السماء ؟ لو ان كارمن كانت فقط برفقتها ! لاختلف كل شيء ! من المريح جداً وجود صديق حميم قربك للتحدث معه وليخفف عنك . لكن بوجود روبرتو الشاب كشجار لها .. توقفت عند هذا الحد من التفكير لأن السيارة توقفت فجأة وادركت انها قد وصلت اخيراً الى منزلها الذي ستراه للمرة الاولى الآن !
|