لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-18, 01:09 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


جافى النوم عيون شريفة هانم فى هذه الليلة , فنهضت معتدلة وهى تستند الى عكازها الخشبى الذى تلجأ له فى بعض الأحيان حين تخذلها قوتها كما يحدث معها الآن , وراحت تتجول فى أنحاء غرفتها التى تشبه جناحا فاخرا بفندق على أعلى مستوى , وكانت مقسمة الى جزءين الأول يحتوى على غرفة نوم والثانى يشمل غرفة لاستقبال الضيوف , وحماما واسعا , وبينهما جدار فاصل غير مكتمل.
وجدت نفسها تتجه نحو دولابها الخاص وتفتح درجا صغيرا قابعا بداخله علبة كبيرة تضم صورا فوتوغرافية قديمة فأخذته بحرص واستلقت على الشيزلونج الوثير الذى ترتاح عندما تتمدد عليه اذا ما خاصم جفونها النوم كما يحدث ليالِ طوال , بيد مرتعشة بدأت تنسق صور ذكرياتها السعيدة بالترتيب الزمنى لها كما كان مطبوعا على ظهرها.
رأت صورة زفافها من عبد العظيم الشرقاوى – زوجها المتوفى – والذى استمر ما يقرب من الستين عاما , مرا خلالها بالكثير والكثير من السعادة والشقاء , كما يقال يوم حلو ويوم مر , ولكنها تذكرت أن الأيام المرة قد بدأت تتعدى حدودها لتتوغل وتصير أعواما طويلة حتى محت ذكرى أيام الهناء القصيرة التى عاشتها.
ثم ابتسمت بحنان حين تعمقت بالصورة التى ضمت أبناءها الأربعة : ابنها البكرى محمد وهو فى الخامسة عشرة من عمره يافعا منتصب القامة يشبه والده كثيرا , ولاى جواره يقف عادل الأصغر فى أبنائها الذكور متفردا وهو يفتقر الى قوة الشخصية التى كان يتحلى بها وجدى الابن الأوسط وكان فى العاشرة من عمره يحمل بين ذراعيه الابنة الوحيدة لها وهى بعمر يتجاوز العام بعدة أشهر وتتعلق بشدة بأخيها وكأنها تخشى من ضوء الكاميرا المسلط عليهم.
وبدأت تضع الصورة تلو الأخرى حتى كان آخرهم الصورة الحديثة الملونة التى يجتمع فيها ولديها الذين بقيا على قيد الحياة وأبنائهما الثلاثة , بينما اندس كريم وسطهم كمن يبحث عن ملجأ له.
هذه الصورة ينقصها الكثير , عليهم بالتقاط صورة أخرى تضم ابنتها وحفيدتها العائدة.
وحين تذكرت فريال ابنتها المدللة شعرت بغصة فى حلقها , كانت قد هجرتهم هذه الابنة قبل خمسة وعشرين عاما بعد نفى أخيها وجدى من العائلة لتلحق بمنفاها الاختيارى بعيدا عن تسلّط والدهم الشرس, ملقية بكل سبل الراحة والرفاهية تحت قدميها لا يوقفها ترجى ولا تؤثر بها دمعة.
كانت قد أقسمت ألا تطأ قدميها هذه الفيلا طالما كان والدها على قيد الحياة , والعجيب بهذا الأمر أن زوجها لم يقم بحرمان ابنته من الميراث كما كان متوقعا من قبل الجميع فحتى ابنة وجدى التى نشأت بعيدا عنهم منبوذة كوالدها كانت عمودا هاما فى بناء الوصية التى تركها المرحوم – باذن الله – وقد أسعدها انضمامها لهم تحت مظلة العائلة فى رعاية ابنها الكبير.
قد يشبه محمد والده فى الكثير من ملامح وجهه القوية والتى تتسم بالسلطة والقسوة ولكنها يحمل قلبا طيبا يحب الخير للجميع وقد حاول من قبل اثناء والده عن قراره بحرمان أخيه عندما تجرأ ووقف بوجهه رافضا العودة لزوجته الأولى - ابنة عمه هناء - وتمسّك بزوجته الثانية مهجة , التى قابلتها هى لمرة واحدة عندما أحضرها الى الفيلا يوم زواجهما.
وأخرجت من طيات الصندوق الحريرية صورة مخبأة تضم زوجين سعيدين محبين يتطلعان بلهفة لاستقبال نسيم الحرية , كانت مهجة تقف الى جوار زوجها وجدى وعيناها تقرآن آيات العشق الأبدى.
تأملتها السيدة شريفة بتمعن وكأنها تحاول أن تطبع ملامح وجهه الدائرى البض وتجد أن لبنى ابنتها لا تشبهها البتة بل قد ورثت عن أبيها لون عينيه وأنفه الجميل , وأخذت منها هى الشعر الحريرى البنى عندما كانت شابة فى مقتبل العمر.
وتنهدت بحرقة على ايام شبابها الضائع , ثم أخرجت صورة أخرى مطوية وقد ظهرت عليها معالم القدم وكأنما بهتت لشعورها بالوحدة والنسيان وتأملت الفتى البهى الطلعة واقفا بشموخ ينظر باستهتار الى الكاميرا ولسان حاله يقول : أنا سأظل على حالى وان لم يرق لكم هذا فلتضربوا رؤوسكم بأقرب حائط لن أتغير ابدا , وفكرت أنه لم يتغير أبدا, وظل على عناده حتى النهاية.

*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:11 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل السادس


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:44 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



الفصل السابع




عندما اختلت لبنى بنفسها فى غرفتها الجديدة التى لم تعتد عليها بعد , كانت تشعر وكأنها فى حلم غريب , انها ما زالت بغرفة نومها القديمة فى شقة خالتها حيث تفترش الأرض على السجادة المدورة التى تغطى أكثر من نصف مساحة الغرفة بألوانها المبهجة وملمسها الناعم حيث كانت متعودة على الجلوس وقراءة رواياتها المفضلة تندمج مع أبطالها الخياليين وتنسج لحياتها فصلا بقراءاتها حتى تحتل صدر الرواية وتطرد البطلة لتفوز فى النهاية هى بحب البطل , هل تستطيع أن تحول الأحلام الى أرض الواقع ؟
اتصلت بخالتها مديحة , تلك السيدة التى تكفلت برعايتها منذ وفاة والديها , وقد أحسنت معاملتها بل كانت تعتبرها الابنة التى لم تنجبها , فقد كانت متزوجة من رجل طيب يعمل بوظيفة وكيل وزارة ولم يكن يملك الكثير فاحتملت معاناة الحياة معه وأنجبت له ابنا واحدا هو حسام الذى يكبرها بستة أعوام , تذكرت شجارهما الدائم وعدم توافق ميولهما الواضح , لم يرث طيبة أمه ولا كياسة أبيه.
كان يحلو له أن يضايقها عندما كانت مراهقة , وأصبح ينتقد تصرفاتها متدخلا فى كل كبيرة وصغيرة عندما دخلت الجامعة , وحمدت ربها عندما تزوج بعد أقل من سنة من خطبته لزميلته بالعمل فأصبحت لا تراه الا نادرا.
جاءها الصوت الحنون الذى طالما هدأها فى لياليها المرهقة التى أضناها السهر والصداع القاتل الذى يصيبها من حين لآخر:
-ل.. لؤلؤتى ... كيف حالك يا حبيبتى؟
-بخير يا خالتى , أنا فقط أردت الاطمئنان عليك
-أنا قلقة عليك , هل كل شئ على ما يرام؟
ابتسمت لبنى لنفسها بمرارة وقد غص حلقها بالكلمات فأبت أن تخرج لتريح قلب السيدة الرؤوف , ولكنها قمعت بداخلها الرغبة الملحة بالبكاء وتنحنحت لتقول بصوت شبه ثابت وبقوة لم تعهدها فى نفسها :
-لا تشغلى بالك , فجميع من تسببوا بالأذى لأمى ولى سينالون ما يستحقون.
حذرتها خالتها من مخططها الانتقامى:
-لا يسبب الانتقام سور شعور مؤقت بالراحة , بعدها .. لن تنعمى بالراحة أبدا, لم لا تصفحين ؟
-أصفح ؟ بهذه السهولة والبساطة بعد عمر ضائع ؟
-لا عليك فأنت الآن مشوشة التفكير ولن تتخذى القرار المناسب , أتوسل اليك أن تؤجلى أى فعل حتى تهدأ نفسك وتنقشع الغيوم من ذهنك
كانت لبنى قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه مهما كلفها , فلم يعد لديها ما تخسره , فقدت وظيفتها , بيت السيدة التى رعتها , حبيبها , راحة بالها.
-أنا مضطرة أن أغلق معك لأننى أسمع طرقا على بابى , الى اللقاء.
-فى رعاية الله يا ابنتى , حماك الله من كل شر.
وكان هناك من يقف ببابها منتظرا اجابتها بفارغ الصبر , فوضعت هاتفها الجديد على المنضدة بجوارها ونهضت مرتجفة وهى تحاول استعادة شتات روحها الممزقة قبل أن تواجه القادم.
كانت ريم ابنة عمها تنتظرها بمرح فائق وهى تدلف الى الغرفة وتقول بصوت عالٍ:
-أين ذهبتى ؟ لقد قلقت عليك , أيمكن أن نجلس لنتحدث معا بعض الوقت؟
لم تنتظر اجابة الفتاة المذهولة أمامها بل اتخذت مجلسا على الأريكة الفخمة المصنوعة من القطيفة واتخذت وضع القرفصاء لتبدو مرتاحة وكأنها تنوى البقاء بغض النظر عن موافقة ابنة عمها, فلم تملك لبنى الا أن تجلس بجانبها وهى تشعر برغبة فى افراغ ما بداخلها من شحنات التوتر وقد ملأت ريم جو الغرفة بالروح الايجابية.
-طبعا تفضلى ولو أننى أرى أنك قد سبق واتخذت قرارك
نظرت لها ريم بغموض لم يلبث ان تحول لضحكة عابثة كشفت عن صفى من الأسنان المنتظمة البيضاء أصافت لجمال ابتسامتها روعة وبهاءاً , ثم اعتذرت منها :
-أنا آسفة لتطفلى عليك هكذا , ولكننى لا أجد من أتحدث اليه فى هذا المنزل , ولم أصدق حظى الحسن لأجدك الى جوارى ونحن تقريبا فى نفس السن , أليس كذلك؟
-ما هو عمرك؟
-خمسة وعشرين عاما
ضربت لبنى كفا بكف ريم وهى تقول بمرح:
-بصرة!
مما اكد لريم بالفعل صدق ظنها.
أخذت القريبتان تتحدثان بعفوية وطلاقة كأنهما قد نشأتا سوية ولم تفصلهما السنوات البعيدة عن المعرفة , ولم تجمد ثلوج الجفاء قلبيهما النابضين بالحياة , وقد انفتح لها قلب لبنى فريم تجسد معانى الأخوة التى حرمت منها لبنى بابتعادها عن مركز العائلة.


***********

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:45 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


فى جناحها الخاص بها هى وزوجها جلست السيدة منى وهى تشعر بالغيظ يتآكلها من تصرف هناء الغير متوقع , فبعد دخول ابنة زوجها الغائبة الى موقع متميز بالعائلة والترحيب الحافل الذى نالته ظنت هى أنها ستتحالف معها لأجل أن تحققا انتصارا عليها وتفوزا بأكبر قدر من التركة , انها تشعر بأن هناء تخطط لشئ أهم وأعظم بدون أن تحاول لفت الانتباه اليها , يا لها من متفذلكة تريد النيل من ابنة غريمتها التى حرمتها من التمتع بكونها زوجة وجدى الشرقاوى وابنة عمه وأم وحيده , وتحاول تأمين مستقبل ابنها , بيد أنها رفضت الاقتناع بمحاولة تقريب وجهات النظر بين ابنها وريم ابنة عمه , فقد أرادت منى أن تضع خططا للزواج تؤمن لابنها حظا وافرا بزواجه من لبنى , وفى ذات الوقت تبعد رفيق عن نيل الحظوة الكبرى اذا ما فكر فى الارتباط بابنة عمه.
خرج السيد عادل – زوجها – من الحمام المجاور لغرفة نومهما وهو يتثاءب بكسل , لطالما كرهت منه ضعفه وقلة طموحه وتساءلت فى نفسها لماذا كان عادل الابن الأكثر خيبة بين اخوته فمحمد الأخ الأكبر مثلا لا ينقصه الطموح والسعى وراء اثبات الذات منذ أن كان شابا صغيرا لم يتجاوز عمره العشرين عاما , وكان بمثابة الظل للشرقاوى الكبير – جده – ومن بعدها أبيه , فتشرب منهما حب العمل والحفاظ على مجد الامبراطورية العظيمة التى تكونت على مر الزمان وصارت كالأخطبوط تتمدد بسرعة فائقة وتتوسع بدون حدود.
أما عن وجدى – رحمه الله – فلم يكن مولعا بالمال والسلطة ولكنه كان ذا قلب من ذهب , فهى تذكر جيدا كيف كان ساعيا وراء مشاعره متجاهلا أى أعراف أو تقاليد فترك زوجته الأولى وابنه من أجل امرأة أخرى دق لها قلبه , ورفض التخلى عنها مضحيا بكل غالِ ونفيس .
وجاء الدور على فريال – الأخت الوحيدة – لزوجها فعندما تزوجت من عادل منذ ما يقرب من الثلاثين عاما , كانت فريال ما زالت فتاة فى مقتبل العمر مدللة فاتنة تنال كل ما تشتهيه وكان والدها يعاملها كالأميرة بل لقد كان يطلق عليها بالفعل لقب ((أميرة الشرقاوية )) وأحيانا كانت ترى حماها القاسى الشديد القوى الشكيمة وهو ينحنى بخفة ليلاطف ابنته الغالية على قلبه وكان يتنازل من أجلها عن بعض من أوامره الصارمة والتى لم يكن يجرؤ أيا من اخوتها الذكور على مناقشتها.
الا أن تذكرت ما حدث لها بعد زواجها من الرجل الذى أحبته بدون رضا والدها فكان أن غضب عليها اشد غضب وتبدلت معاملته على نحو مائة وثمانين درجة , فكانت مثار شفقة الجميع لما نالها على يد أبيها من عقاب.
وقام بعد ذلك بارسالها الى الخارج حتى تستكمل دراستها ويتخلص من رؤيتها يوميا فتثير فى نفسه الضيق لما قامت به , وكانت هى قد أقسمت ألا تعود لهذا البيت أبدا طالما كان أبوها حيا , والأن فقط استطاعت أن تأتى لتمكث معهم رافضة أى تواصل معها من أى نوع , حتى من أمها السيدة شريفة التى وقفت عاجزة أمام جبروت وطغيان زوجها وهى تراه يفرقها عن أبنائها الواحد تلو الآخر , غير عابئ بلهفة الأم بداخلها على ضناها , وكان ممنوعا منعا باتا أن تذكر سيرة وجدى أو فريال طوال فترة حياتها هنا لم ترى حماها منفعلا كما كان يوم علم بزواج ابنته من ابن عمها دون ارادته , فى حين أنه كان الساعى نحو تزويج ابنه وجدى من ابنة عمه هناء ولم تعرف منى اذا كانت هناء سعيدة بزواجها من وجدى أم لا فيبدو عليها أنها قد ارتاحت عندما ترك المنزل وأقام مع زوجته الثانية مبتعدا عن كل ما يربطه بالعائلة حتى ابنه البكرى كريم.
كان هذا فى صالح ابنها سيف , أن تحاول هى تكوين جبهة مع هناء ضد رفيق ابن محمد , فاذا اعتمدت على زوجها عادل فى انقاذ الموقف عليها أن تصبر للأبد , تخطط هى لتزويج سيف الى لبنى وتبقى ريم من نصيب كريم.
وحتى لو أخبرت عادل بما يدور فى ذهنها فلن يوافق على مخططها وسيقول لها " دعى الملك للمالك " فهو متواكل لا يحب أن يحفر فى الصخر بيديه مكتفيا بوظيفة غير لائقة بشركات أبيه تاركا الادارة بأكملها من نصيب محمد وابنه رفيق اللذين استوليا على كل شئ من الألف للياء حتى ابنها الوحيد ليس عارفا ببواطن أمور الشغل وتسيير الأعمال واضعين له حدا بتواجده فى قسم العلاقات العامة بحجة أن هذا هو مجال تخصصه, ناكرين عليه حقا أصيلا فهو من الورثة الشرعيين.
ولكنها عادت فتذكرت كريم الذى يتولى الأمور القانونية بالشركة الرئيسية ويشرف على بقية المحامين الصغار الذين يعملون لصالحهم فى الفروع الأخرى , ولكنه مع ذلك يعرف بواطن الأمور وجميع الخفايا التى يتولاها رفيق بدون علم العائلة , فعليها أن تدبر خطة محكمة حتى يخلو لها الجو هى وابنها الذى لا يدرى شيئا عن أفكارها المتآمرة , ولن تحاول اخباره فى هذه المرحلة الحرجة حتى لا يقف بطريقها فعلى الرغم من كل شئ هو متعلق جدا بعائلة أبيه ويحب كريم ورفيق كأخين فقد نشأ الثلاثة بهذا البيت وترعرعوا فى كنف جدهم الذى لم يكن يفرق بينهم فى المعاملة وهى شاهدة على ذلك , وتمنت لو دامت الأمور كما كانت فى عهد حماها فلم يكن يملك أيا منهم معارضته فى أى قرار يتخذه حتى حماتها لم تملك يوما أن تناقشه ولو فى قرار يخص أولادها وحياتهم الشخصية.
-بم تفكرين ؟
ألقى عليها عادل هذا السؤال عندما خاطبها ولم ترد عليه فانتفضت من شرودها وهى متضايقة أنه قد قطع عليها استرسال حبل ذكرياتها
-لا شئ , ماذا تفعل ؟ هل ستنام ؟
قالتها وهى تراه يتمدد على السرير المزدوج بغرفتهما
-نعم سأنام , هل هناك ما يمنع أن أرتاح ولو قليلا فى غرفتى؟
كان الجفاء مسيطرا على علاقتهما منذ سنوات طويلة بعد أن كان السبب فى حرمانها من القدرة على انجاب اخوة لسيف وما أثر على حياتها بالسلب بعد أن عانت من نظرات الاشفاق من جميع من حولها.
-لا يوجد ما يمنع , أنا سأترك لك المكان بحاله لتستطيع أخذ حريتك فى النوم.
وقامت لتخرج من الغرفة وصفقت الباب خلفها بعنف فلم تسمع همسه وهو يقول بضعف وتخاذل
-يا ليتك تغادرين حياتى الى الأبد.
ثم أغمض عينيه بقوة حتى يمحو أى أثر لها من ذهنه فيصفو فكره ويستسلم لسبات نوم عميق.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:49 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


كانت هناء جالسة فى الشرفة بجانب هادئ منها يظلله الاشجار الوارفة بحديقة الفيلا والتى يمتد عمرها لعشرات السنين منذ أن قام الشرقاوى الكبير بانشائها , وعادت بذاكرتها للوراء حين كانت فتاة صغيرة تلهو بشرفات المنزل وتختبئ هى وأخوها من أبناء عمومتهم الذين يكبرونهما فى العمر ويحاولون الامساك بهما وهم يلعبون (الاستغماية) , كانت تكبر أخاها بعامين كاملين ولكنها ما زال أصغر أبناء عمها يفوقها بعام واحد , فكانت تخشى كثيرا من خشونتهم فى اللعب وعنفهم القابل لالحاق الأذى بهما , وكان جدهم دائما ما يقف الى صف الأطفال الأقل سنا , وعرف عنه نزاهته وعقله الكبير فى موازنة الأمور , لماذا كانت تشعر هناء فى طفولتها البعيدة بالوحدة حتى وهى محاطة باهتمام من حولها فقد توفت والدتها وهى تلد أخاها الصغير وعاش والدها بعدها عازفا عن الزواج بأخرى وعازفا عن الحياة نفسها , تاركا رعاية الصغيرين لأمه الحنون التى كانت تنهل عليهما بعطف خاص كثيرا ما أثار غيرة عمها عبد العظيم الذى كان يرى أنه تبالغ فى تدليلهما وتخصهما بمميزات أكثر من أبنائه الذكور الا أن ابنته فريال كانت الاثيرة لدى الجد الكبير برقتها وجمالها الأخّاذ ولانها كانت الحفيدة الأخيرة وكما يقال (آخر العنقود سكر معقود) فكانت حلاوة روحها تفوق جمالها الخارجى.
لا مجال لالقاء اللوم على أبيها فيما آلت اليه حياتها من مسار خاطئ , منذ البداية كانت تعرف أنها بلا سند منذ توفى جداها , وبقيت فى رعاية زوجة عمها – السيدة شريفة – والتى لن تنسى أبدا معاملتها اللطيفة لها وحبها الذى أغدقته عليها بدون حساب كما لو كانت ابنتها هى , ولولا وجودها لكان عمها قد أحال حياتها الى جحيم لا يطاق , فأصبح يعاملها بقسوة محاولا وضعها بطبقة غير الطبقة التى ينتمى لها أبنائه , وكان اباها دائما صامتا أمام شكواها ليس لضعف بداخله ولكن لفتور شعوره تجاه البشر عامة وأبنائه خاصة , كانت تشعر بأنه يلوم أخاها على موت والدتهما فكان يعتبره السبب فى هذا الحرمان ممن كان يعشقها بجنون ويرتشف معها رحيق الحياة.
ولن تنسى يوم زفافها الى وجدى ابن عمها ولا توسلها الى عمها حتى لا يتمم هذه الزيجة فقد كانت صغيرة جدا على مثل هذا الارتباط , ولا تعى من الحياة الا مشاعر طفولية بريئة , وهى لا تنكر أنها كانت تشعر بميل نحوه الا أن مشاعرها الوليدة تجاهه قد ماتت لحظة اعلان زواجهما , والذى كان يضمن لعمها سكوتها عن نصيبها بالميراث فى المستقبل وحقه بتولى ادارة الأعمال كاملة بدون منافسة , وحتى ولو رفضت فما كان سيحدث أكثر من أن يتنازل أبوها عن حقهما بكل هدوء وبساطة فما فعلته كان أن حمت نفسها وأخاها من الغدر بهما والقائهما خراج وسط العائلة بعد وفاة أبيها التى جاءت باسرع مما تخيلت فقضت على أى احتمال لها بالسعادة فى وضعها الجديد كزوجة أو أم.
ولم يخفف عنها أبدا احتواء وجدى لمشاعرها واهتمامه المتزايد باحتياجاتها حتى صار يعاملها كملكة بعد أن عرف بحملها المؤكد , لا تنكر أنها قد ساهمت بتصرفاتها الحمقاء ومشاعرها الفاترة فى تحويل حبه لها الى ذكرى مرة أصبح يحاول نسيانها فكان يسافر كثيرا ويبذل جهدا خرافيا للمحافظة على صورة الزواج السعيد عندما يضطر الى المبيت بالمنزل معها , وبعد أن أنجبت كريم , اعتقدت أنه يمكنها اصلاح ذات البين , بعد أن اطمأنت الى أنها قد ثبتت قدميها فى اساس هذا الصرح , بينما صار وجدى شخصا غريبا عنها لا تعرفه أبدا , وكان قد اتخذ قراره بالابتعاد نهائيا عنها.
لماذا عادت هذه الفتاة الضالة الى حظيرة العائلة بعد غياب طويل جعلها تنسى وجودها من الأساس , وهى مدركة أنها غير مذنبة بما حدث فقد كانت فى علم الغيب عندما توطد الخصام مع زوجها حتى مهجة – زوجته الثانية – لم تكن تكرهها أو على الأقل لم تكن تعتبرها غريمة لها , ولا تدرى لما أثارت رؤيتها للبنى المشاعر القديمة بالحقد تجاه هذه العائلة التى سلبتها كل ما كانت تعتز به , كرامتها , شبابها , حقها بالميراث , والأهم شعورها كانسانة سوية , لم يصمد أمام جبروت عمها سوى ناجى ... وقد ذهب الى الأبد ولن يعود مجددا.


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية