لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-18, 06:31 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


الفصل الثالث



تشاغل الجميع بانتظار السيد مجدى الذى جلس وسط العائلة وكأنه فردا منها وليس مجرد محامى يقوم بمهمته , فتعجبت لبنى من ردة فعلهم .. هل تخيلت أن رفيقا قد نطق بما سمعته أذناها أم أنها بدأت تهلوس ؟
لم يعجبها طريقة تعاطيه للأمور وسطوته الواضحة كما لم تسترح لنظراته الوقحة التى يوجهها لها من حين لآخر , ما بيدها حيلة فهى عالقة فى هذا المكان حتى تنتهى التمثيلية السخيفة الخاصة بتقسيم الميراث , كانت شبه متأكدة أنها ليست معنية بالأمر ولا بد أن المحامى قد أساء فهم الأمور, ارتأت أن تؤجل تحليلها لما يحدث لأجل غير مسمى.
- بداية دعونا نقرأ الفاتحة لروح السيد المحترم عبدالعظيم - رحمه الله وغفر له - ورفع يديه ليتلو الفاتحة بصوت مسموع وتبعه الجميع , شعرت بأنها ستزعج جدتها ان لم تلتزم بما يفعله الآخرون فلأجل خاطر هذه السيدة العجوز المحبة يهون كل شئ.
بعد أن أنهت التلاوة فى سرها رفعت عيناها لتجد أن رفيقا كان يراقبها خلسة ربما ليتأكد من أنها تشعر بالحزن على رحيل هذا (( الجد )) القاسى الذى لم تعرفه شخصيا وسمعت عنه من خالتها مرارا وتكرارا ولم تكن بالذكرى الحسنة بالطبع
لم تستطع هى ادّعاء الحزن أو تصنّع الدموع بينما اغرورقت عينا الجدة بدموع اللوعة والحزن على الفراق فتعاطفت معها ورق لها قلبها العاصى , أخذت تربت على كتفيها وتحاول تهدئتها (( لن يكون هذا جيدا لصحتك , فتماسكى يا جدتى ))
بعد مرور لحظات تجرّع الأحزان واجترار الذكريات لدى كل فرد من العائلة
قام السيد مجدى بفتح المغلّف الذى يحوى الوصية أمام نظرات الجمع المنتبهة وقرأ بصوت ثابت رجولى بنود الوصية كما نص عليه الشرع فلم يحرم أحدا من نصيبه
ولدهشة الفتاة نالت قسما من تركة هذا الرجل الذى لم يحنو عليها يوما ولا تعرف له صورة الا التى رسمتها فى خيالها لشخص مستبد ظالم عامل أمها كامرأة غانية وطرد أباها من جنته المفترضة وحرمه من العيش فى رغد ونعيم تمتع به كل الجالسين من حولها الآن يتطلعون اليها بمزيج من الحقد والاحتقار.
- لا أريد أى مال من هذه الثروة.
قالتها لتزيح عن كاهلها عبء هذه النظرات
- صدقا لقد جئت حتى أفى بوعدى للسيد مجدى , ولم أكن أنوِ أن أشارككم ميراثكم
- ما هذا الذى تقولينه؟
ردت عليها الجدة بصوت مجروح وقد آلمها رفض حفيدتها لهم
- عفوا جدتى , مع انها المرة الأولى التى أراكم فيها وعلىّ أن أكون صريحة : لقد دخلتم الى قلبى بدون سابق انذار , وأنتِ قبل الجميع , لكننى لن أقبل قرشا واحدا .
رحب الجميع بتواجدها بينهم واعترافا بأنها جزءا من شجرة العائلة ولا بد من تقسيم الثروة كما أمر الله بالاضافة الى ان هذه هى رغبة الجد
لم يقض سعادتها بهذه الحفاوة الا نظرات زوجة أبيها المليئة بالكره والغل , ونظرات رمادية ساخرة تربكها وتسقطها من عليائها .
استطرد المحامى كلمات الوصية :
- وشرط أن يستلم كل فرد نصيبه أن يجتمعوا تحت سقف هذا البيت وأن يظل السيد محمد هو رئيس مجلس ادارة الشركات بحكم أنه الابن الأكبر وبواقع خبرته الطويلة فى هذا المجال .
كادت أن تصرخ متبرمة من طغيان الرجل المتوفى فحتى بعد موته يصر أن يحركهم كعرائس خشبية وتتجمع كل الخيوط بيديه .
- أعتقد أن الآنسة لبنى لن تتنازل لتسكن معنا وسوف تصر على الرفض.
اتهمها رفيق بدون هوادة والتفت الى السيد مجدى ليضيف:
- ما هو التصرف فى مثل هذه الحالة قانونيا ؟
تنحنح الرجل المسئول عن هذا الاجتماع بحرج فلم يكن هذا هو المسار الذى يبغاه ولكن الأمور انفلتت من يده وقبل أن يفكر فى الرد المناسب
- ومن قال أننى سوف أرفض !
فجرت لبنى هذه المفاجأة بقبولها لشرط الوصية
- لن أخذل عائلتى التى غبت عنها سنوات طوال وها قد أتت الفرصة لنغتنمها لاعادة صلة الرحم المقطوعة
حتى هى لم تخطط لمثل هذه الخطبة المزعومة ولعنت رفيق فى سرها فلولا سخريته منها واعلانه برفضها للوصية لكانت بالفعل رفضت هذه المهزلة وعادت بنفس راضية الى أحضان خالتها الدافئة
ضمتها جدتها لصدرها وهى تبتسم برضا واكتفاء
- كنت واثقة من موافقتك فأنت أصيلة ودماء الشرقاوية تسرى فى عروقك
- اذن لقد حسم الأمر , ولتبدأ من الغد بتنفيذ الاجراءات اللازمة
كان هذا هو عمها رئيس مجلس الادارة كما فهمت من لهجته أنه اعتاد أن يلقى الأوامر وينتظر ممن حوله الطاعة التامة فقد التفت اليها :
- حسنا يا ابنتى عليك أن تأتى للعيش معنا ابتداءا من الغد
وقاطعته الجدة التى تاقت لحفيدتها طويلا:
- ولمَ ليس الآن يا بنى ؟ لتذهبى وتوضبى أغراضك فورا
سارت الأحداث سريعة متوالية بدون أن يتركوا فرصة للفتاة المسكينة حتى تدلى برأيها فى أمر يخصها هى
- معذرة يا جدتى ويا عمى , ولكن لا تنسوا بأننى أعيش مع خالتى التى تولت رعايتى بعد وفاة والدىّ ولم يكن لى من معين سواها فلن أستطيع أن أفاجئها برحيلى , يجب أن أذهب لأقنعها بالقبول , كما أنه لدىّ عمل فى الغد لن أقدر على التغيّب هكذا بدون ابداء أعذار
- لن تحتاجى لهذا العمل بعد اليوم . اتركيه
أمرها عمها بحزم
- لا , حتى ولو لم أكن بحاجة اليه ماديا , أنا لن أترك وظيفتى
لم يعجبه مجادلتها له فهو لم يعتد مناقشة أوامره
- لا يصح أن تكونى حفيدة الشرقاوى ووريثته ثم تذهبى لتعملى تحت امرة شخص غريب . ماذا يقول الناس عنّا؟
ذكّرته لبنى بأنها ومنذ خمسة وعشرين عاما حفيدة للشرقاوى وكانت تعمل ولم يتغير شئ بالنسبة لها
- لقد تغيّر الوضع
وأمام اصرار العم ورؤيتها للغم الذى ألقى بظلاله على وجه جدتها المتغضن رأت أنها يمكن أن تجد حلا وسطا يرضى الجميع فأعلنت أنها سوف تتقدم باستقالتها حتى تتمكن من استلام شهادة خبرة بمدة عملها فى المكتب اذا أرادت يوما أن تعود للعمل مرة أخرى
لاقى هذا استحسانا من الجميع وحتى لا تتراجع عن قرارها لو أعادت التفكير قرر العم :
- رفيق , فلتصطحبها غدا الى المكتب حتى تتأكد من انتهاء الأمر على الوجه الأكمل بدون أية مشكلات
بدون أن يترك لهما مجالا للاعتراض الذى بدا على وجهيهما
قال رفيق :
- حاضر يا أبى , لا تقلق ستسير الأمور كما تريد
هو ابن عمها , شقيق ريم الفتاة الناعمة الحلوة التى رأتها تتحدث بألفة وأريحية مع سيف ابن عمها الآخر والذى كان واقفا يرمقها بنظرات مقيّمة
- هيا لتوصلها الى منزل خالتها
ألا يكفى أوامر لهذا اليوم , هذا الرجل لا يكتفى من السلطة
- هل أنت جاهزة ؟
قالها رفيق وهو يتجه نحو الباب دون أن ينتظر جوابها فعليا وكأنه واثقا من لحاقها به
وفى هذه اللحظة تدخل كريم فى الحديث قائلا:
- لو لم أكن قلقا على صحة أمى لكنت قد قمت بتوصيلك يا لبنى
ابتسمت له مشجعة وقد راقتها شخصية أخيها العفوية :
- لا عليك . الأفضل حقا أن تبقى بجوار والدتك
- ولن يمنع هذا من أن لنا غدا حديثا طويلا
- بالطبع فأنا متشوقة للتعرف عليك .. وعلى كل أفراد العائلة
ودعت الجميع باشراق , ووقفت منتظرة بالباب الخارجى فهى لا تعرف سيارة رفيق ولن تجرؤ على الدخول ثانية لتسأل عنها
وهى تتخبط بحيرتها توقفت سيارة فضية من طراز ميتسوبيشى لانسر يبدو أنها أحدث موديل لهذا العام وفوجئت بسائقها يصرخ فيها:
- هيا اركبى ماذا تنتظرين؟
ما أن همت باغلاق الباب ورائها حتى انطلق هو مسرعا بجنون
لم تحاول اخفاء ضيقها وتبرمها من سرعته التى خطفت قلبها وجعلته يهوى فى قدميها , وقد شحب وجهها قليلا:
- أتنوى قتلنا ؟
- ليس الآن
هل كان يعنى أنه يريد ذلك
- اذا كنت متضايقا هكذا من وجودى فكان بامكانك الرفض
- لا أرد لوالدى طلبا , أم أنك معتادة على التمرد ؟
لن ينتهى الجدال بينهما اذا لم تتبع أسلوبا آخر فى المعاملة ستلزم الصمت
- هل أكلت القطة لسانك؟ أم أنك تخططين لأمر ما ؟
ثم قام بوضع اسطوانة فى مشغل الأغانى وانطلق صوت المطرب وهو يخبر حبيبته عن مدى تعلقه بها وبأنها حلم عمره الذى عاش ينتظره
فلم يكن ينتظر اجابة على سؤاله بل كان يقرر واقعا
وتعجبت أنه لم يسألها عن موقع منزلها بل توجه نحو الطريق العام وسلك طريقا فرعيا نحو الجيزة , كان يسير الآن بسرعة معقولة فقد هدأ انفعاله وعاد يركز بنظراته على الطريق غير منتبه لوجودها بجانبه
- اذن قررتى التضحية بخالتك العزيزة من أجل حفنة جنيهات
الى متى سوف يستمر استفزازه لها ؟
- لن أضحى بها ... ولا علاقة للمال بقبولى
- هذا صحيح
كان يهزأ منها
- لقد رفضتى من قبل أى علاقة لك بالعائلة والآن تقبلين بعد أن مات جدى وترك لك ميراثا ضخما يسيل له اللعاب
- ربما أنت تقيس الحياة بمنظورك المادى الخاص ... ولا يعنى هذا أن الجميع مثلك
- ماذا تحاولين أن تقولى يا آنسة ؟ هل تعنين أنك قد تحركت مشاعرك أخيرا ورأفتى بحال جدتك المريضة التى لطالما اشتاقت لرؤيتك فقط بعد أن عرفتى بأمر الميراث؟
لن أصدقك حتى ولو حلفتى بأغلظ الأيمان؟
- لا يهمنى تصديقك فأنت لا تملك قلبا ولا تعترف بالمشاعر الانسانية , أنت آلة صنعت من حديد
- أنت تنتظرين اثباتا على عدم صحة كلامك؟
شعرت بالتهديد فى كلماته المبطنة فتراجعت قليلا فى مقعدها وهى نادمة أنها تسرعت وتفوهت بما أثار غضبه فهى الآن تحت رحمته
- ربما سأخيّب آمالك يا صغيرتى , فأنا لا تلفت أنظارى نوعك من الفتيات الصغيرات اللاتى تدعين البراءة المزيفة
- كيف تجرؤ على اتهامك لى بأننى أمثل دورا ؟
- لقد وصلنا
تنبهت انه يقف أمام العمارة التى تعيش بها ,وانتظرت منه تفسيرا لمعرفته بالعنوان:
- كيف عرفت أين أسكن؟
- انزلى قبل أن أفقد أعصابى
يا له من وسيم متعجرف ولم تنتظر كلمة أخرى منه فنزلت من السيارة وهى تتمنى ألا تراه ثانية
- لا تنسى . سأمر عليك فى تمام الثامنة . لا تتأخرى فلا أحب الانتظار
زفرت بحرقة يوما ما ستجعله ينتظر كثيرا
صعدت درجات السلم الرخامى دون أن تلتفت ورائها ولكنها شعرت بعينيه تراقبانها حتى أطمأن أنها اختفت وراء الباب الحديدى للعمارة فانطلق كالقذيفة بسيارته الفاخرة.
ما أن أولجت مفتاحها فى باب الشقة حتى سمعت حوارا دائرا بين خالتها وابنها حسام , لم يشعر أيا منهما بدخولها الصامت لانشغالهما بمناقشة أمر هام .
لم يكن من عادة حسام أن يزور والدته فى مثل هذا الوقت المتأخر من الليل , فتوجست لبنى من زيارته وقد استشعرت أمرا غير سارا وراء زيارته هذه.
كان صوت خالتها هادئا:
-لن أتخلى عنها يا حسام فليس لها بالحياة سوانا.
رد عليها الابن منفعلا:
-وهل سوف تتخلى هى عن الأموال الطائلة التى سترثها ؟ بالطبع لن تفعل.
-مهما كان قرارها , ولا تنسى بأنهم قد حاولوا سابقا أن يمدوا جسور التواصل ولكننى أنا من رفضت وقطعت جميع حبال الود بينهم.
شعرت لبنى بزلزال عنيف يهز كيانها فتصدعت جدران ثقتها بقريبتها الوحيدة التى كانت تودها وكأنها أمها .
هل معنى كلام خالتها أن عائلة أبيها لم تكن بمثل هذا الجحود الذى أسبغته عليهم وكانوا يحاولون التواصل معها بدون علمها.
هذا يفسر بعضا من تعليقات رفيق اللاذعة عن اجادتها للتمثيل ببراعة فقد ظن ومثله بالتأكيد الآخرون أنها صائدة ثروات سعت اليهم بعد أن أصبحت وريثة.
هم حسام بالرد على والدته عندما لمحا لبنى مسمرة بجوار باب الغرفة وقد ظهرت عليها آثار الصدمة واضحة مما أكد لهما أنها قد استرقت السمع لحديثهما بدون أن ينتبها .
وجرت الخالة نحوها لتحاول رأب الصدع الذى نشأ فى علاقتهما المستقرة ,لكن الفتاة لاذت بالصمت رافعة يديها علامة الرفض لأى تقارب ممكن
-لا أصدق ما سمعته أذناى. اننى ما زلت أتهمهما بالكذب على , لا يمكن أن تفعلى هذا أبدا
حاولت الخالة تهدئتها مجددا وأن تضمها لصدرها بحنان كما اعتادت
-أنت لا تفهمين ما حدث .
- لا أريد تفسيرا فكلامك واضح للغاية , لقد ارتضيت بأنانية أن تحرميننى من عائلتى حتى لا أتركك وحدك .
- لبنى , أنا أحبك وأعتبرك مثل ابنتى التى لم أنجبها.
-حقا؟ انه مثل حب الدبة لصاحبها , فقد قتلتنى بحبك , ومنعتنى من رؤية ما هو خارج دنياك , قصرتنى على مبادئك ورؤيتك للحياة , ولم أدرك بأن للحياة وجوه أخرى.
هل كنتى تعرفين بأن أبى كان متزوجا من أخرى قبل أمى؟
توترت خالتها وقد كانت تعرف بأنها بعد هذه الزيارة لن تعود كما كانت لبنى التى ربتها , وأن الماضى بكل سواده سيصيبها بالأذى الشديد.
-نعم , أعرف
اعترفت بهدوء فما فائدة الانكار؟
-اذن فلم تكن أمى حقا ذلك الملاك كما كنا نراها؟ ولم يكن جدى ظالما لها؟
اتهمت أمها بقسوة وهى غير موجودة لتدافع عن نفسها وتنفى هذه الأكاذيب
-لا كانت ملاكا . أؤكد لك أن الأمر ليس كما يبدو , عندما قابلت أمك والدك كان منفصلا عن زوجته بالفعل ولكنه لم يطلقها بسبب تمسك أبيه بهذا الزواج لأنها ابنة أخيه, كما كانت أما لصبى صغير فآثر جدك أن يظلم أباك ويبعده عن المنزل من أجل خاطرها.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقد شعرت بجفاف فى حلقها كأنه صحراء قاحلة
-ثم تعرف على أمك وكان حبها الأول ولم يخف عنها أدق تفاصيل حياته بل أشركها فى القرار الذى يخص انهاء زواجه من ابنة عمه , وهى التى أصرت على منعه من تطليقها الا اذا كانت هذه هى رغبة زوجته.
-ولكن كان لديه ابن هو أخى , ما ذنبه فى أن يفترق عن أبيه؟
-معك كل الحق , وليس هذا ذنب أمك بل هو تعنت جدك وممانعته لرؤية ابنه طالما اختار ان يتزوج من أخرى , كان على أبيك أن يرضى بأن يعيش فاقدا للحياة وسط عائلته وابنه وثروته الطائلة أو أن يحيا فى ضيق مع من اختارها قلبه .
-وقد فضّل أبى طبعا الخيار الثانى.
أومأت لها برأسها علامة الايجاب وتنهدت فقد عاودتها ذكرى أيام بعيدة
-كانت صغيرة وكلها حيوية ورغبة فى الحب والحياة انتشلته من عالم اليأس والغربة التى كان يعيشها وبعثته الى الحياة من جديد بعد انجابها لك.
تدخل حسام فى الحديث بعد بقائه صامتا وهو يدير دفة الحوار لمجرى آخر:
-ما هو قرارك يا ابنة خالتى العزيزة؟ بالطبع اخترتى الثروة والعز؟
كان كلامه تهكميا وهو يلمح الى أن قرارها مرده الطمع
-قبل أن أستمع لحواركما بالمصادفة كنت قد اتخذت قرارا بمصاحبة خالتى العزيزة الى قلبى لتعيش معى فى العز كما تقول, ولكن يبدو أن الأمور قد اختلفت الآن ..
وتركت جملتها معلقة فى الهواء
-أعتقد أن خالتى الفاضلة لن تمانع فى أن تنتقل للسكن معك الآن فلم يعد لديها ما يشغلها عنك
وكانت تقصد بكلامها أن تذّكره بضيقه لرفض أمه الانتقال لمنزله الذى يضمه وزوجته الحسناء حتى لا تتركها بمفردها فى هذا البيت
-لقد زال المانع وأصبحت حرة
تألمت خالتها كثيرا من لهجتها المتهمة لها وأدركت بأن الأمور قد خرجت عن نطاق سيطرتها فهى تعرف لبنى وعنادها وشدة تمسكها برأيها , ستأخذ وقتا طويلا حتى تصفح عنها وتصفو نفسها , ولكنها واثقة بأن هذا اليوم سيأتى لا محالة , فلتترك الزمان يداوى جراحها ويشفى آلام قلبها المتمزق.
-ما دمتى صامتة فالصمت يعنى الموافقة, ولا تشغلا بالكما فسألملم أغراضى بسرعة وعندما تشرق الشمس لن تجدا لى أثرا بالبيت.
ثم انحنت بطريقة مسرحية ساخرة
-تصبحين على خير يا ... سيدة مديحة
وتصبح على خير يا باشمهندس ..حسام
وأسرعت نحو غرفتها لتبحث عن ملجأ بعيدا عن همومها وأحزانها , كان اليوم عصيبا مليئا بالمفاجآت الغير سارة , وكان أيضا مفترق الطرق بالنسبة لحياتها التى كانت تظن أنها قد استقرت بعد صدمتها مع جاسر وافتراقهما الذى عكّر صفو قلبها البرئ النقى .
وها هى واقعة تحت رحمة شخص أشد قسوة منه , ولا يكن لها الا البغضاء والكراهية والاحتقار .
وسوف تلتقيه فى الصباح الباكر , وعليها أن تتهيأ لمقابلته التى لن تكون بالتجربة البسيطة.
سيصحبها فى طريقها لانهاء علاقتها بكل ما يربطها بالعمل وزملاء العمل بمن فيهم حبيبها السابق.
وقد تخلت عنها من اعتبرتها بمثابة أم ثانية لها عوضها بها القدر عن أمها التى فقدتها .
وحيدة ... منبوذة .... عليها أن تواجه قدرها بنفسها .
غلبها النعاس وهى تصارع أفكارها المتضاربة , وحلمت بنفسها وسط أمواج البحر الغاضبة تصارعها بضراوة وتحاول التشبث بطوق النجاة الذى ألقى اليها ,فشاهدت جزيرة قريبة كانت بمثابة الجنة الوردية فى عينيها الضائعتين وعندما جذبتها من بعيد اليد التى تمسك بحبل النجاة رأت عينان رماديتان قاسيتان فى وجه قد من صخر يرنو اليها بابتسامة انتصار.

***********

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 23-09-18, 07:08 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلمو ايديك يا قمر استمتعت كتير بالبارتين

وما اخفيك سر اتمنيت لو انك كاتبتيها باللهجة المصرية الحلوة والسرد فصحى عادي

بالذات حوار الخالة اتخيلتها متل شخصية كريمة مختار
لووول

اللقاء خالف كل توقعاتي ابدعتِ بتصوير المشهد
و منين طلعلنا رفيق اللي مو رفيق بنوب ..

يستاهل يسموه عنيف متل صديق بسيط اللي بالكارتون ههههههه <<<< تحية لرفاق الكفاح اللي شاهدوه


متشوقة لأعرف كيف راح تعيش بهالبيئة الجديدة وكيف رح تحسن صورتها في عيونهم .


تقبّلي مروري وخالص الود

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 25-09-18, 06:32 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



الفصل الرابع





استفاقت لبنى من نومها غير راغبة بالنهوض من سريرها الدافئ الذى يضم جسدها الفتى , رافضة السماح لأشعة الشمس المتسللة برفق عبر ستائر النافذة الزجاجية أن تزعجها لتستقبل يوما جديدا يخبئ لها المجهول.
عليها أن تتماسك وتحتفظ برباطة جأشها فاليوم ستواجه الوحش ذو الوجه الصخرى الذى لا يبتسم بسهولة وبالرغم من ذلك يظل وسيما جذابا بصورة غير عادية , فله حضورا مميزا يطغى على ما حوله وكأن هالة من السيطرة تشع من عينيه الرماديتين واللتين تشبهان الفضة السائلة .
نفضت صورته التى تطاردها بانزعاج والحاح جعلها تلوم نفسها على الاسراف فى التفكير به .
كان هناك ما يشغلها أكثر , فعليها مواجهة خالتها بعد ليلة أمس العاصفة وأحداثها الكئيبة التى أثّرت على نومها فجعلته متقطعا تتخلله الأحلام المزعجة , واستعادت ذكرى الحلم الذى طارد خيالها ... وعادت لذات العينين اللتين تعذبانها باستمرار, لم تقابله سوى بالأمس ولم يتبادلا سوى الاتهامات , والتفتت الى المنبه بجوارها لتجد عقارب الساعة تشير الى السابعة والنصف , أمامها فقط نصف الساعة لتغتسل وترتدى ثيابها وترتب أغراضها بحقيبة السفر الوحيدة التى تملكها , لقد أخبرها البارحة لا بل أمرها بطريقة غير مباشرة بألا تتأخر عن موعدهما فى الثامنة صباحا.
على كل حال لن تستغرق وقتا طويلا فلا حاجة بها لتناول الافطار مع خالتها , ولن تزعج السيدة نفسها بتحضير الطعام لها بعد مشادتهما , لو فعلت لوفرت عليها عناء الوداع المزعج .
انسلت من غرفتها بخفة القطة متوجهة نحو الحمام .
وعادت منه الى غرفتها فأغلقت الباب برفق وظلت ممسكة بمقبضه حتى لا يحدث صوتا عاليا وهى تكتم أنفاسها.
لا تود ازعاجها بعد الآن , ما أقسى الحياة لقد صارت هى وخالتها غريبتين بعد عشرة أعوام طويلة سويا.
أخذت من أغراضها الأشياء الضرورية فقط فلم تكف حقيبة واحدة لكل متعلقاتها الشخصية .
وفتحت باب غرفتها الذى أحدث صريرا منخفضا وكأنه يعترض عليها وعلى تصرفها الغير اللائق.
-هل سترحلين بدون أن تودعينى؟
لهجة السيدة الرقيقة المعاتبة بهدوء لسعت لبنى بشدة وكأنها ضربتها بسوط من نار
-كلا , أنا فقط لم أشأ أن أسبب لك ازعاجا
-لن ألومك يا لؤلؤتى فلك كل الحق فى غضبك منى , وعليك أن تتذكرى أننى أحبك , وسأنتظرك حتى يهدأ غضبك الجامح.
شعرت الفتاة بالخجل من نفسها ومن تصرفها فتلعثمت بالرد
-أنا ... لا أعرف ماذا حل بى؟
ثم ألقت بنفسها بدون وعى بين أحضانها التى دائما كانت تحتويها عندما تضيق بها الحال وتخفف عنها أحزانها, وقامت خالتها بالمسح على شعرها الناعم الكثيف بأصابع تمرست على هذه الحركة التى تفضلها لبنى كثيرا وتخفف من آلامها.
-لؤلؤتى , علينا أن نتحدث قبل أن ترحلى وتبدأى فصلا جديدا فى حياتك.
وقد أخذت تخبرها بماضى والديها بعد تردد دام لبرهة وتحاول أن تزيل عنها الأوهام التى تعشش برأسها وتستوطن خيالها.
لم يجعلها ما سمعته مرتاحة البال أبدا , بل على العكس أثار لديها رغبة انتقامية عنيفة من هذه العائلة التى ظلمت أمها وحرمتها من الدفء الأسرى والرعاية التى كانت واجبا عليهم تجاهها.
-سأراك لاحقا يا ... خالتى
بالرغم من اعتراف هذه السيدة الذى حوّل مسار حياتها الا انها لا تستطيع أن تقسو عليها فمهما كان لقد تولت رعايتها بكفاءة وحب, وهى التى اختارت أن تترك هذا العش الصغير الدافئ الملئ بالسكينة والهدء لتدخل الى عش الدبابير , غير مبالية بلسعاتهم المؤلمة.

-سأنتظرك مهما طالت غيبتك عنى
واطمأنت الى أن حسام سيأتى لاصطحابها معه الى منزله بعد أن يفرغ من عمله, وستغلق الشقة الى أجل غير مسمى.
انتزعها من دفء الأحضان صوت بوق سيارة يدوى فى أنحاء الشارع الخالى فى مثل هذا الوقت ينم عن فروغ صبر صاحبه.
وأيقنت أنها تأخرت عن موعدها , وضحكت فى نفسها من هذه الكلمة ( الموعد ) , وهل يصح أن تطلق على مقابلتها لهذا المتكبر المغرور موعدا؟
كادت أن تتهور وتتلكأ فى نزولها حتى يمل ويذهب بعيدا ولكنها خشيت من اثارة غضبه فقد يتصرف بطريقة غير متوقعة ربما تؤدى لأذى أكبر لها من مرافقته الى حيث مقر عملها كما طلب منه والده.
كانت حقيبتها ثقيلة الوزن فقد حشرت بها كل ما يلزمها من ضروريات حتى أصبحت تنوء بحملها .
حملتها بيد واحدة وثبتت حقيبة كتفها بيدها الأخرى وهى تتوجه نحو مدخل البيت , ورأته واقفا بسيارته الحديثة وينتظرها بضيق , أدركت انزعاجه من طريقته فى تدخين سيجارته بعصبية على الرغم من أن عينيه كانتا تختفيان وراء نظارة شمسية سوداء فقد لاحظت أنه كان يراقبها وهى تعانى تحت وطأة ثقل حقيبتها ولم يحاول أن يلحق بها عارضا عليها المساعدة كأى رجل محترم حقيقى , بل بدا مستمتعا بمعاناتها واكتفى بأن فتح لها حقيبة سيارته الخلفية بجهاز التحكم عن بعد
-لقد تجاوزت الساعة الثامنة بعشرة دقائق , ألا توجد امرأة تلتزم بموعدها ؟ ما الذى أخّرك كل هذا؟
-ألا ترى أن الحقيبة ثقيلة جدا ولا أستطيع النزول مهرولة بها لألحق بموعد سعادتك!
-آه , هذا التأفف مرده الى أننى لم أعرض عليك حمل حقيبتك التى ملأتها بأغراض لا فائدة منها , كان يكفيك حقيبة أصغر من هذه عشرة مرات , ولكنت وفرت على نفسك وعلىّ كل هذا اللف والدوران.
فكرت لبنى .. كيف يفكر هذا الرجل ؟ ما هذا الالتواء العجيب فى منحنى أفكاره حولها؟ هل يظن أنها تعمدت ملء حقيبتها بالأشياء الغير ضرورية لتجعله يتحمل عبئها؟
-الحقيبة بها أغراضى التى لا أستغنى عنها, والبقية ما زالت بالشقة.
أخذ منها الحقيبة وحملها بيسر وسهولة حسدته عليهما , وألقاها باهمال فى حقيبة السيارة.
-أهى ممتلئة بملابسك القديمة التى لا قيمة لها ؟ أم بها دميتك المفضلة التى لا تنامين بدونها؟
كان يهزأ منها بدون رحمة , بينما أخذ مكانه خلف عجلة القيادة وانتظرها قليلا حتى تغلبت على صدمتها وركبت بجواره فانطلق مسرعا فى الشارع الواسع ليأخذ طريقه الى مقر عملها.
كانت تجهز ردا على تهكمه الغير مستساغ فقالت:
-بالطبع فملابسى لا تقارن بملابس السيد الغالية الثمن والتى تكلّف والدك ثروة طائلة بالاضافة الى أن ثمن سيارتك هذه تكفى لسد جوع نصف أبناء هذا الحى الفقراء.
اصابته فى مقتل لأنه التفت اليها ورمقها بنظرة غاضبة وقد احتقن وجهه من شدة انفعاله:
-استمعى الىّ أيتها الفتاة الحمقاء السخيفة .. اذا أردت السلامة مدة اقامتك لدينا فى البيت فلا بد وأن تتعلمى آداب الحديث وخاصة معى.
ثم ضغط بشدة على مكابح السيارة فأصدرت صريرا مخيفا وكادت هى أن تصطدم بالتابلوه أمامها الا أنها تمسكت بمقعدها بنجاح
-ولا تقومى باستفزازى مرة أخرى لأن ردة فعلى غير مأمونة ولن تعجبك نتائج أفعالك
وتباطأ فى حديثه بصورة متعمدة ليرى تأثير كلامه عليها :
-أولنقل أنك تنتظرى رد الفعل هذا وربما أنت متضايقة لأننى لم أتأثر مثل الاخرين بنظراتك البريئة المصطنعة التى تصوبينها نحوهم فيشعرون على الفور بالانجذاب نحوك
-كفى ! من فضلك احتفظ بتحذيراتك لفتياتك اللواتى يتساقطن تحت قدميك فأنا لست منهن , ولن أكون يوما ما.
-حسنا اذا كنا متفقين ويعرف كلا منا مشاعر الآخر نحوه فعلينا الآن المضى فى طريقنا.
وأكمل فى طريقه بعد أن استعاد سيطرته على نفسه بسرعة بالغة فى حين أنها لم تستطع منع نفسها من الارتجاف بعد أن ألقت كلماتها الغاضبة عليه.
وللمرة الثانية لم يسألها عن الطريق الى المكتب الذى تعمل به وبدا أنه يسلك الطريق الصحيح , هل يعرف هذا الرجل كل شئ !
وأثبت لها أنه ليس خصما هينا , ولن يتوانى عن فعل أى شئ اذا ما حاولت اثارة استفزازه مرة أخرى.
اذا انتهت مهمته اليوم فى هدوء وسلاسة لن تعود مجددا لرؤيته ولن يكون مضطرا لمصاحبتها , فلتتحمل لساعة أخرى وتنتهى هذه المواجهات الدامية بينهما .
-أعتقد أنه يمكنك الانتظار هنا قليلا بينما أنهى أوراقى فى المكتب.
قالتها لبنى وهو منشغل عنها يبحث عن مكان خال لركن سيارته أمام العمارة التى تضم المكتب الذى تعمل به.
كان الصبى الصغير الذى يقف فى هذه البقعة لينظم وقوف السيارات ويستقطع من سائقيها نقودا هى كل مصدره للرزق قد لمح رفيق وهو يتوجه للمكان الخالى بين سيارة السيد فهمى مدير المكتب وسيارة أخرى وأسرع نحوه ليحاول منعه من الوقوف , فأشفقت عليه مما ينتظره اذا حاول الصدام مع هذا الرجل الفولاذى.
أخذ ينقر على زجاج السيارة فتصاعد غضب رفيق حتى وصل الى الذروة وقفز خارجا من سيارته وهو يشير الى لبنى لتتبعه وتحدث الى الفتى الذى كان يرتدى بنطلونا ممزقا من عند الركبة وقميصا متسعا يغطى عظامه البارزة
-أنت يا هذا تعالى الى هنا , خذ وانتبه جيدا للسيارة لا أريد أن يصيبها خدشا صغيرا ولو كان بحجم نملة
ومد يده فى جيب قميصه لينقده ورقة من فئة العشرة جنيهات مباغتا اياه حتى تعجبت لبنى منه فقد ابتلع ما كان سيقوله ككل يوم من أن هذا المكان مخصص للسيد فلان الذى يملك مكتبا بالدور الثالث
كما أنه قد عرف قدر من يحادثه بلهجته الواثقة المسيطرة التى تفيض رجولة وتكبرا.
صعدت معه الى المكتب وهى متوجسة من نواياه
-ألم يكن من الأفضل أن تنتظرنى بالسيارة؟
لم يلتفت ولو بنظرة واحدة لها وأشار لها بمرافقته بصمت وقد وضع أصبعه أمام فمه.
أهانها للمرة العاشرة وهى تشعر بأنها تحت رحمته وكأنه القائد وهى التابع , ان هذا هو شأنها الخاص
-أنا أستطيع التعامل
-حقا! أنا متأكد بأن لك لسانا حادا كالموسى ولكن ما نحتاجه هنا هو الدبلوماسية فقط.
-أنت دبلوماسى!
كانت ترد له الصاع صاعين فانقلب السحر عليها , فتوقف عن متابعة سيره وجذبها من يديها لتواجهه :
-انصتى الىّ يا مصدر الازعاج , أنا مكلف بهذه المهمة شئنا أم أبينا أنا مضطر للتدخل فى شؤونك الخاصة يا حلوة فاغلقى فمك الجميل على لسانك الطويل حتى أنهى المسألة بسرعة وأناقة.
قالت بتململ وقد آلمتها قبضته القوية التى تلهب جلدها الرقيق:
-ألا تستطيع التعامل برفق وآدمية مع البشر؟ اترك يدى انها تؤلمنى
أفلتها وقد انتبه لمعالم الألم المرتسمة على وجهها
-هذا يلقنك درسا بأن تلتزمى فى تعاملك معى بما سبق وأخبرتك به
-يا لك من وقح...
وقبل أن تكمل جملتها صاح بانفعال وصل الى درجة الغليان:
-أنت مصرة على أن ألقنك درسا فعليا .أليس كذلك؟ حسنا أعدك بهذا ولكن لا هذا هو الوقت ولا المكان المناسبين.
تنفست الصعداء بعد أن أنقذتها العناية الالهية من الغضب النارى للتنين.
ما أن دخلا الى المكتب حتى التفتت ليلى اليهما تحدق فى وجه رفيق الأسمر الوسيم وهى لاهية عن وجود لبنى التى ألقت عليها تحية الصباح فتجاهلتها ووجهت حديثها الى الرجل المذهل الذى يرمقها باستعلاء:
-بم أخدمك يا سيدى؟
-أريد مقابلة السيد فهمى لأمر ضرورى
وفوجئت لبنى بها تسأله:
-حالا سأخبره
بالرغم من أنه لا بد وأن يكون لديه موعدا سابقا معه
وقامت على الفور غير متباطئة من مقعدها خلف المكتب لتتوجه نحو غرفة المدير قبل أن تتذكر شيئا فعادت مسرعة لتقف بمحاذاة رفيق وقد اقتربت منه جدا حتى أنها تنسمت عطره الفواح بقوة وسألته:
-أرجو المعذرة ولكن ما اسمك يا سيدى حتى أطلعه عليه؟
-لا عليك فهو ينتظر حضورى , أخبريه بأننى قد جئت من أجل لبنى.
استفاقت السكرتيرة من أحلامها لدى سماعها اسم لبنى وتذكرت وقوف زميلتها بجوار هذا الوسيم , وليس هذا فقط لقد تنبهت الى انها جاءت بصحبته وهو ينوى التحدث الى المدير بخصوص شأنها.
فغمزت لها بسرعة وغادرت بدون أن تلمح نظرة رفيق الممتعضة من تصرفها.
مسكينة أنت يا ليلى , لو تعرفين مع أى رجل تتعاملين لكنت غيرتى من طريقتك كثيرا ... قالتها لبنى فى نفسها
ومرت دقيقة واحدة بدت كأنها دهرا على لبنى حتى خرجت ليلى من غرفة السيد فهمى وهى تشير بيدها لرفيق أن يتقدم للدخول:
-تفضل يا سيدى انه بانتظارك .
تبعته لبنى بصمت وان كان قد أشار لها بعدم الدخول
-انتظرى أنت هنا , لا داعى لتواجدك .
همت بالاعتراض لولا أنها رأته يتحدث الى ليلى ويقول:
-اهتمى براحة صديقتك واسأليها ماذا تشرب؟
- طبعا
خضوع السكرتيرة المبالغ فيه واستسلامها لكل أمر منه أثارغيظ لبنى وكادت أن تخنقها عندما أن اختفى هو بداخل غرفة المدير بعد أن أمرها بأن تنتظره فى مكانها لا تبرحه
-واااو . لبنى من هو هذا الرجل الرائع ؟ أهو خطيبك ؟ هل ستتزوجان قريبا؟
وتدفق سيل من الأسئلة على لسان السكرتيرة الفضولية وأسكتتها لبنى باشارة من يدها:
-رويدك يا ليلى . انه ليس بخطيبى . اطمئنى لقد جئت فقط لتقديم استقالتى
-حسنا اطمأننت بما انه ليس خطيبك , ما زال أمامى فرصة
وغمزت ثانية بعينها حتى استوعبت ما تفوهت به زميلتها
-تقدمين استقالتك من العمل ؟ لماذا؟ هل وجدتى عملا اخر؟ وما دخل هذا الرجل بك؟ هل هو حبيبك ؟
-أوف يا ليلى , أنا لن أجيبك عن أى سؤال أيتها الفضولية , ونصيحة لك لا تتعلقى بحبال الهوى الذائبة , فرفيق لا ينظر اليك ولا الىّ الا بنظرات الاستعلاء فنحن لسنا بمستوى سعادته
-اسمه رفيق , ولكن لديه كل الحق فيبدو عليه الثراء الشديد.
كان هذا هو مقياس ليلى الوحيد لتقييم الرجل طبعا بعد الوسامة.
-حسنا , دعينى أذهب لأودع خالد و...
ترددت قليلا
-وأجمع أغراضى بالمكتب
ولم تنتظر حتى تمطرها زميلتها بسيل آخر من أسئلتها اللحوحة التى لا نهاية لها.
صباح الخير .. أخيرا طلت علينا شمس النهار-
حيّاها زميل العمل البشوش خالد وهو ينظر اليها بمرح مبالغ فيه فلم تفلح فى رسم التكشيرة المصطنعة التى تمازحه بها كل يوم فهو قد بدد قليلا من توترها لهذا اليوم الذى بدأ معها بداية غير مبشرة بالخير, لتقل أن عالمها انقلب رأسا على عقب , هذا هو التعبير الأنسب.
وقبل أن تمنع نفسها دنت من مكتب جاسر وألقت عليه تحية الصباح بهدوء:
-صباح الخير يا جاسر
ولم تنتظر لترى دهشته البالغة ومعالم الحيرة التى ارتسمت بوضوع على وجهه العابس , ولكنه رد عليها :
-صباح الخير, يا لبنى
لم يثر فى نفسها اى مشاعر تلفظه باسمها وهى التى كانت تزداد ضربات قلبها عندما كان ينظر اليها ويحدثها حديثا عاديا
وبدأت تفتح أدراج مكتبها الواحد تلو الآخر ثم تفرغها على سطحه وهى متعجلة حتى لا يسبقها رفيق الى هنا فآخر ما كان ينقصها أن تجده واقفا على رأسها أمام زميليها .
اندهش الرجلان التى كانت واقفة بينهما تعمل بجد وعجلة ولم يمسك خالد لسانه عن التعليق فقد كان يشبه السكرتيرة فى فضولها ان لم يفوقها:
-ماذا تفعلين يا لبنى ؟
-أخلى مكتبى
-ولماذا ؟ هل ستنتقلين الى فرع آخر؟
خمن هو بذكاء وفطنة لم يصب منهما شبرا واحدا
-لا بل سأقدم استقالتى
وقالت تحدث نفسها .. ربما يكون رفيق قد أنهى كافة الاجراءات الآن وأصبحت حرة
فغر خالد فاه تعبيرا عن دهشته الكبيرة فى مشهد يصلح أن يكون فيلما كوميديا بالأبيض والأسود , أما جاسر فقد أسقط فى يده فلم يجرؤ على ابداء مشاعره الحقيقية وأن كان بداخله بركانا يكاد ينفجر فى وجه أول شخص يقابله.
-ألم تنته بعد ؟
وحدث ما كانت تخشاه وتحسب له ألف حساب ها هو الغول واقفا على باب الغرفة التى تتشاركها مع زميليها وهو يستعجلها فهو ينتظر الخلاص منها بفارغ الصبر وشعرت بأن انزعاجه قد ازداد عندما رأى جاسر يحملق فيه وتبادل الرجلان نظرات غير ودية على الاطلاق.
-أكاد أنجز ما تبقى , ان تفضلت وجلست هنا لتنتظرنى قليلا سأكون ممنونة.
شعرت بنفاد صبره وقال وكأنه يعامل طفلة صغيرة:
-ألم أطلب منك البقاء مع ليلى؟
هكذا عرف اسمها , لا بد أنها قد انتظرته لتحاول تجربة سحرها على الوافد الجديد.
تعرف أنهما أصبحا محور اهتمام الجالسين الى جوارها تاركين عملهما ليشاهدا المبارزة الكلامية بينهما.
-فكرت بأن أختصر الوقت فيبدو أنك مستعجلا
لم تشأ أن تقول أنه يبدو متلهفا للابتعاد عنها مثلما هى متشوقة لغيابه.
-لا , يمكننى الانتظار بالطبع
واقترب منها لدرجة أصبحت تشعر معها بانعدام الأمان فقد تجاوز المسافة المسموحة بين أى اثنين ثم وضع يدا على كتفها وهو يقول بجد:
-كنت أسألك انتظارى حتى أساعدك يا عزيزتى
بان الغباء على وجهها الجميل وقد شعرت بأنها لا بد حالمة بما يحدث وأنها تطير فوق السحاب .. هل هو يحاول مغازلتها؟ أم حمايتها؟
استبعدت الاحتمال الأول سريعا وبقى الثانى عالقا بعقلها الذى كان يعمل بسرعة الصاروخ لايجاد تفسير مناسب لتصرفه الغريب يحميها ممن؟
أزاحت يده برفق عن كتفها وشعرت بأن ثقلا كبيرا قد انزاح عن كاهلها فقد كانت ذراعه حقا ثقيلة فوق كتفها النحيل , بينما لم يبد عليه أنه قد تضايق من لفتتها وأصرّ على أن يحمل لها الصندوق الكرتونى الذى عبأته بأغراضها المتناثرة فى كل مكان .
فكرت فى أنه أبعد ما يكون عن موقفه من حقيبتها هذا الصباح.
هل يعانى رفيق من انفصام الشخصية ؟ أم أنه يمثل دور دكتور جيكل الآن؟
-هل انتهى كل شئ؟ هل تقبل السيد فهمى استقالتى ؟
-كل شئ تم انجازه
-هل سيقبل باعطائى شهادة الخبرة؟
-عزيزتى , أنا واثق بأنه يمكننا الانتظار حتى نصبح وحدنا قبل أن نكمل حديثنا الخاص
وحملت نظرته العابثة ألف معنى ومعنى لكلماته المبطنة, وشهقت لبنى عندما رأت تأثير كلماته على رفيقيها وخاصة جاسر الذى رمقها بنظرة احتقار وغيرة.
لو يعرف الحقيقة فقط ! ومن يكون رفيق !
هل ستهتم باخباره؟ لا السؤال الأصح هو هل سيهتم بتفسيرها والأدهى أنه سيظن أنها ما زالت تكن له المشاعر الحميمة.
هل شفيت من داء الحب ؟ استعجبت من نفسها لأنها لم تعد مهتمة بردة فعله.
ربما يستحق أن يتألم ولو قليلا ليتذوق من نفس الكأس التى سبق وأذاقها لها.
دفعها رفيق أمامه بلطف زائد وكأنه يحاول حمايتها من عينى جاسر المؤذيتين وبهذا يؤكد له بما دار فى ذهنه من أفكار غير حقيقية عن طبيعة علاقتها برفيق.
واستغلت هى الفرصة لتثبت هذه الأفكار وتجعلها قيد التنفيذ فابتسمت بحساب لرفيق ودست يدها فى ذراعه وهى تودّع خالد وجاسر معا
-الى اللقاء يا شباب . أراكم على خير, هل نذهب يا عزيزى؟
لوهلة شعرت بعضلات رفيق تتوتر تحت تأثير لمستها الغير متوقعة ورأت ابتسامته تتجمد على شفتيه قبل أن يستعيد سيطرته مرة أخرى ويشد على يدها بينما يده الأخرى مشغولة بحمل الصندوق الخاص بها.
-هيا يا ممثلتى الصاعدة , أهنئك على دورك البارع فقد نجحتى بصب الثلج فوق رأسه بتصرفاتك.
-ماذا تقصد؟
جذبت ذراعها من قبضته الحديدية وهو لم يحاول الاستئثار بها أكثر من هذا ووقفت لتتحداه , وقد نالت ما تتمنى فلم يمهلها حتى أجابها بخشونة:
-هذا المسكين الغارق بغرامك حتى أذنيه؟ لقد لقنته لتوك درسا قاسيا لن ينساه
نسيت أن رفيق لا يعلم بصلتها بجاسر وعلاقتهما السابقة فزل لسانها بالاعتراف:
-جاسر؟ أنت من بدأ هذا كله !
-وأنت لم تعترضى ولا قيد أنملة , فقد راق لك المشهد كثيرا
وفتح حقيبة سيارته ثم ألقى بصندوقها ليجاور حقيبتها قبل أن يغلق الصاج بعنف ويتوجه لمقعد السائق.
تأففت لبنى وهى حائرة لا تجرؤ على الاعتراض ولا تستطيع نفى اللوم الذى يقع عليها لأنها حقا استغلت رفيق لاثارة غيرة جاسر.
مجرد رغبة طفولية لرد الأذى الذى طالها على يديه.
ولكن رفيق لم يكن بالرجل الهيّن الذى يتشكل فى يد امرأة مهما كانت درجة جمالها ودلالها.
ركبت بجواره باستسلام راضية بأن تضع نفسها تحت سيطرته القوية حتى تنال ما تستحقه على فعلتها.
فما فائدة المقاومة الا أن تزداد آلامها حتى يهدأ غضبه المتقد؟
توقعت أن يقود بتهور كالعادة كلما كانت الى جواره , فعاكس توقعاتها وكان هادئا رزينا يتبع ابسط قواعد الأمان والسلامة ثم سألها دون أن ينظر اليها فقد كان منشغلا بالطريق أمامه:
-أين تحبين أن نتناول القهوة؟
لم يكن بالسيارة سواهما فلا بد أنه يتحدث اليها وانعقد لسانها فلم تحر جوابا:
-هل ابتلعت لسانك يا عزيزتى؟
وضغط على حروف كلمة عزيزتى ليذّكرها بمشهدهما التمثيلى القصير فى المكتب .
-لا أرغب بتناول القهوة فأنا لا أحبها.
كذبت على الرغم من عشقها للقهوة التركية ولكنها رغبت فى معاكسته بأى شكل , أرادت أن تثير غضبه أكثر .
-حسنا ولكننى لا أستطيع أن أكمل يومى بدونها , وأنت شئت أم أبيت سترافقيننى.
-تستطيع بالتأكيد الاسغناء عنى ولو لربع ساعة.
حاولت تقليد سخريته منها , محاولة الثأر لكرامتها الجريحة فذرّ هو الملح على جرحها النازف وضغط على نقطة ضعفها:
-بعد أن ساعدتك لتثيرى صديقك التافه أنت مجبرة أن توافقيننى على ما أقوله وأفعله , هذا دين عليك يا حلوة.
لفظة التحبب لم تكن بمحلها فقد قصد أن يهينها بعد ادانته لموقفها من جاسر.
قالت لنفسها ... وما الضرر فى بضعة دقائق يستغرقها ليحتسى قهوته وتنتهى من مرافقتها له الى الأبد.
استسلمت بهدوء لمشيئته:
-لا بأس .
-هكذا تكون فتاتى المطيعة.
هنّأها على استجابتها له فى انتصار أضافه لقائمته الطويلة منذ أن التقاها وهو يملى عليها ارادته فتتحرك كدمية بأصابعه يوجهها أينما شاء.
توقفا عند مقهى شهير يقع بوسط البلد , وأدركت أنه معتاد على التردد عليه عندما رأت ابتسامة النادل وهو يستقبله بترحاب شديد ويقوده الى طاولة منعزلة بعيدا عن ضوضاء الرواد الذين شغلوا معظم الأماكن.
كانت تسير بجانب رفيق عندما شعرت بأعراض الدوار تسيطر على رأسها لتحاول اغراقها فى دوائر صفراء متلاحقة واحساس ببرودة فائقة يتسلل الى اطرافها وأصبح مجرد محاولتها لأن تفتح عينيها هو العذاب بذاته , توقفت فجأة تبحث عما تستند اليه فالتفت رفيق اليها بذات اللحظة ليتلقاها بين ذراعيه القويتين قبل أن تسقط أرضا.
أسندها الى أقرب مقعد لها وأخذ يحاول منعها من أن تفقد الوعى وكان صوته الرجولى العميق غاضبا عنيفا:
-هل تناولت أفطارك اليوم؟
ردت بضعف:
-لا , فقد كنت متعجلة للحاق بك فى الموعد
-أيتها البلهاء الصغيرة , ما ينقصنى طفلة صغيرة فاقدة للوعى بين ذراعىّ.
ثم اشار للنادل بأن يحضر لها افطارا وكوبا من العصير على وجه السرعة.
ناولها كأسا من الماء البارد وأمرها بشربه على الفور فلم تقو على معارضته, وقد أنعشتها قليلا, فيما أخذت تتخيل نفسها بين ذراعيه وفجأة انتفضت بعنف لتبعد هذه الصورة عن ذهنها وقد اعتقد رفيق أنها ترتعش من الارهاق فبدا عليه بعض التعاطف معها.
-هل تشعرين بأنك أفضل قليلا؟
-نعم , شكرا لك
أحضر النادل لها افطارا متكاملا لا ينقصه أى شئ ووضع فنجانا من القهوة التركية ذات الرائحة النفاذة أمام رفيق وانحنى له احتراما ثم انصرف وهو يتمنى السلامة للآنسة.
كانت رائحة الطعام زكية تثير الشهية وكانت هى جائعة جدا فالتهمت معظم ما فى طبقها وتجرعت عصير الفواكه الطازج بنهم .
وراقبها رفيق باهتمام بينما يحتسى قهوته بتمهل واستمتاع.
-هل حقا تخشين اثارة غضبى أكثر من اهتمامك بصحتك ؟
-ليس هذا صحيحا, كانت هناك عدة عوامل ساهمت فيما حدث
-نورينى اذن
هل يطلب منها تفسيرا؟ أم أنه يسخر من جديد؟
-لقد اعتدت أن أتناول افطارى بالمنزل مع .. خالتى , هى من كانت تعده لى.
-آه , فهمت
رنة السخرية من جديد ترددت فى أذنيها
-أنا أستطيع أن أعده لنفسى ولم تكن لدى شهية هذا الصباح.
-أتعنين أن مصاحبتك لى قد سدت شهيتك.
قهقه ضاحكا وهو يستريح فى جلسته أكثر ويشعل سيجارة ليدخنها بأريحية تامة ثم أكمل:
-ولكنك الآن لا يمكنك اتهامى بانعدام شهيتك , فقد أنهيتى كل الطعام تقريبا بسرعة قياسية.
شعرت هى بالخجل , وغزا اللون الأحمر خديها فباتت أكثر جمالا وجاذبية لم تكن تدرى ما تثيره رؤيتها فى نفوس الأخرين.
-أنت تحمرين خجلا!
قالها بتعجب وكأنه لم ير فتاة خجولا من قبل.
ازداد احمرار خديها حتى شعرت باشتعالهما وهى تحاول تلطيف الجو من حولها بأن طلبت منه:
-هل يمكنك أن تجعله يحضر لى فنجانا من القهوة التركية بدون اضافة سكر؟ رائحة القهوة زكية جدا
-هل أعجبتك قهوتى لهذه الدرجة؟ ألم تكونى منزعجة من قبل بسببها؟
-لا فأنا أدمن على احتسائها قبل أن تمر الساعة العاشرة والا أصابنى صداعا قاتلا.
-لا يمكن أن نجازف باصابة هذا الرأس الجميل بالصداع
احتست قهوتها وأثنت على جودة صنعها .
-كان من دواعى سرورى راحة الآنسة الفاتنة.
ما هو السر وراء تغير طريقة معاملته لها ؟ كانت تتأمله بعينيها وهو يدفع الحساب وقد ترك بقشيشا سخيا للنادل .
-هل أنت مستعدة للانصراف الآن؟
اومأت له برأسها فشبك ذراعها بذراعه دون أن يترك لها مجالا للاعتراض :
-حتى أضمن أنك لن تسقطى مرة ثانية.
كان مبررا واهيا فقد أصبحت على ما يرام , وهى أيضا أمتعت نفسها بهذا الاحساس الجديد من الحماية الذى أسبغه عليها ابن عمها ... وفكرت انه قريبى .. فلم لا نتعامل برفق ولين ؟
يا ترى هل سيصبحان صديقين يوما ما؟
لم تشغل بالها بالاجابة على هذا السؤال الملّح فى ذهنها , يكفيها أن تعيش اللحظة ولا يهمها ما ينتظرها غدا.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 26-09-18, 12:25 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلمو ايديك يا قمر استمتعت كتير بالبارتين

وما اخفيك سر اتمنيت لو انك كاتبتيها باللهجة المصرية الحلوة والسرد فصحى عادي

بالذات حوار الخالة اتخيلتها متل شخصية كريمة مختار
لووول

اللقاء خالف كل توقعاتي ابدعتِ بتصوير المشهد
و منين طلعلنا رفيق اللي مو رفيق بنوب ..

يستاهل يسموه عنيف متل صديق بسيط اللي بالكارتون ههههههه <<<< تحية لرفاق الكفاح اللي شاهدوه


متشوقة لأعرف كيف راح تعيش بهالبيئة الجديدة وكيف رح تحسن صورتها في عيونهم .


تقبّلي مروري وخالص الود



وعليكم السلام

صدقينى لو أقولك أنى معرفش أكتب حتى الحوار بالعامية رغم انه الاسهل طبعا

يمكن تعوّد زى ما بحب اقرأ مش بحب الا الروايات بالفصحى

ههههه كريمة مختار دى مبدعة ف شخصية الام الحنون

سعيدة عزيزتى بمتابعتك وتعليقك

انتى الوحيدة الى تفاعلت مع الفصول لحد الآن

دمتى بود

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 29-09-18, 01:33 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل الخامس





-هل سنذهب مباشرة الى الفيلا؟
ألقت لبنى بسؤالها على رفيق وهى تخشى قطع حبل الود القصير الذى ربط بينهما منذ قليل , فهى لا تريد اثارة القتال على كل الجبهات دفعة واحدة فلديها ما يكفيها من مواجهة وشيكة مع زوجة أبيها , فقد استشعرت فى نظراتها بالمرة السابقة مكرا وحقدا عندما وافقت هى على الاقامة بمنزل العائلة الكبير.
لن يفيدها اتباع أسلوب الهجوم لدى تعاملها مع هذه العائلة الحريصة , قررت بأن تغير خططها المستقبلية أو على الأقل تؤجلها لما بعد اكتسابهم الى صفها فهى كما وصفها رفيق سابقا القطة الشريدة التى عادت للديار , لقد أجاد انتقاء ألفاظه بدقة ليعبر عن حالها تماما.
-أين ذهبتى ؟ هل من عادتك الشرود وسط النهار فى أحلام يقظتك؟
-آسفة لم أنتبه , كنت أفكر قليلا .. هل قلت شيئا فاتنى؟
ضحك عاليا وتبدلت كل خلية بوجهه فشعرت لبنى بنفسها تنكمش داخليا فهو يصير مرعبا عندما يغضب ولكنه يصبح خطيرا عندما يبتسم , ولم تدرى هل الأفضل أن يصير عدوا بدلا من أن يغدو صديقا؟
-لقد أجبت على سؤالك أيتها الحالمة , سنذهب فورا الى المنزل لأن أنّا شريفة تلح علىّ بالاتصال منذ خرجت حتى تستعجلنى فهى متشوقة للغاية لرؤية جمالك الباهر.
فكرت لبنى بأنها لن تصمد أمام تلميحاته التى تبدو تلقائية ومغازلته الصامتة لها بعينيه التى تتوه بداخلهما , فليعد باردا متباعدا كما كان فهذا أكثر أمانا لسلامة عقلها , وقلبها.
-كم تبلغ من العمر؟
قالت أول ما خطر ببالها حتى تحوّل انتباهها الذى تشتت على يديه.
رفع حاجبيه عاليا وهو يحك ذقنه بيده مفكرا بعمق:
-سأبلغ الثانية والثلاثين بعد شهر واحد.
-هل أنت متزوج؟
علت ضحكاته حتى غطت على صوت أبواق السيارات التى تجاورهم , ورمقها بنظرة غريبة لم تستطع تفسيرها:
-لا لست متزوجا فى الوقت الحالى
كادت أن تطلق تنهيدة ارتياح الا أنه استطرد بمكر:
-ولكننى أنوى الزواج قريبا.
-هل أنت خاطبا؟
-شئ من هذا القبيل.
صدمها اعترافه البسيط كقطار مسرع وبعثرها حطاما , اذن فهو خاطبا وتمالكت نفسها ,وسألته بصوت جاهدت أن يخرج هادئا قويا الا انها ارتجفت قليلا:
-ولكنك لا ترتدى دبلة!
وسقطت نظراتها على قبضة يده التى تمسك بمقود السيارة فى قوة وتحكم , فنظر هو الى أصابعه الخالية من أى خاتم وشعر باحباطها الواضح:
-أنا لا أحب أن يقيدنى أى شئ.
طال الصمت بينهما فراقبها تنزوى فى مقعدها وهى تتصنع الاهتمام بواجهات المحال التجارية , شعر بالشفقة نحوها ولكن عليه أن يكمل طريقه بدون رحمة حتى ولو كان الثمن أن يفقد متعة احساسه الجديد بهذه الفتاة التى تبدو عديمة الخبرة فى الحياة وتثير فيه مشاعر الحماية , لقد باغته ضعفها المفاجئ لحظة سقوطها فقفز منه قلبه وقتها ليستقر عند قدميها, ولكنه سرعان ما استعاد تمالك نفسه وهو يلومها على ما بدر منها.
-لماذا تهتمين بشؤونى الخاصة؟
لن يتركها بدون استجواب , كانت تخشى الاعتراف بالحقيقة, ستراوغه بمهارة حتى لا تعطيه الشعور بالرضا:
-مجرد فضول!
جاهدت لتبدو لا مبالية
-أريد أن أعرفكم أكثر بصراحة أنتم عائلتى الوحيدة التى تبقت لى.
-ربما , لكنك لم تسأليننى عن أى فرد آخر من العائلة , ألم تشعرى بالفضول تجاه ريم أو سيف أو حتى أخيك نفسه؟
كان جوابها جاهزا سريعا
-بالطبع أهتم بهم , ولكننى لم أقابلهم بعد , وبمرور الوقت سأكتسب صداقة أختك ريم أنا أشعر بها قريبة الى نفسى.
-أنا أيضا أؤيدك فى رأيك فهى تثق بسهولة فى أى عابر سبيل ويمكن لها أن تقص عليه سيرتها الذاتية منذ ولدت.
هل يرى أنها ليست أهلا للثقة كأى عابر سبيل ؟ هى الغريبة عنهم ؟
طعنتها سكين صراحته القاسية بعمق وانغرز فى كبريائها , سيرى كيف ستمسك هذه الغريبة بزمام الأمور قريبا جدا.
-أنا أحب الشخصيات البسيطة التى تماثل أختك فى تلقائيتها وبرائتها.
-أنتما تتشابهان فى هذا كأن الوراثة قد لعبت دورها معكما ببراعة منقطعة النظير , لأول وهلة عندما رأيتك , شعرت بأننى أعرفك تمام المعرفة , واتضح لى الأمر الآن.
كانت تموت قلقا وفضولا لأن تستفسر منه عن معنى كلامه , هل يراها تشبه أخته شكلا أم موضوعا؟
والأهم لديها ألا يعتبرها بمثابة شقيقة له وألا يعاملها بالمثل .
-بالمناسبة , ألا تحملين هاتفا نقالا ؟
-بلى , وهل يوجد أحد فى مصر حتى الآن لا يملك واحدا يتحدث فيه ليلا نهارا؟
-هل هو يتبع خاصية ال 4g ؟
-لا.
أجابته وقد ازداد فضولها تدريجيا حتى صار هاجسا لها
-لماذا أنت مهتم ؟
-هذا ما توقعته , عليك باعطائى الشريحة الآن لأغيرها لك , فسوف تحتاجين اليها.
-أنا لست مهتمة بهذا التحديث فلست من هواة البحث على الانترنت ولا أستخدم برامج التواصل الاجتماعى.
ابتسم متعجبا من سذاجتها الواضحة فلو تعرف ما هى نيته لما أفصحت عما يدور بداخلها.
-ستحتاجين اليها فى العمل.
-أى عمل ؟ ألم تخبرنى بأنك قد أنهيت الأمر مع السيد فهمى ؟
-أنا أتحدث عن عملك معى , أقصد معنا.
تصنعت عدم الفهم وألحت عليه فى السؤال:
-أرجوك لا تتحدث معى بالألغاز , سأعمل مع من ؟ أنت ؟ أنتم؟
-أنت تنتمين لأعرق العائلات فى تاريخ مصر المحروسة , ولا يخفى عليك أمر الامبراطورية التى صنعها جدنا ومن قبله جده فى عالم التجارة.
سألته بفرح غامر كطفلة صغيرة تلقت لتوها اللعبة المفضلة التى كانت تنتظرها:
-هل يعنى هذا أننى سأعمل معك؟ أعنى معكم ؟
لم يفته رنة الدلال فى صوتها عندما رددت كلمة ( معك ) ثم عدلتها.
لقد أصبح الأمر يسيرا بالنسبة لما هو مقدم عليه, فلن يستغرق انهاء الموضوع بأكمله سوى أسابيع قليلة ويصبح حرا.
-ستعملين معنا , وتضعى بصمة آل الشرقاوي على خطواتك.
صفقت بجذل والسعادة تنهمر شلالا من عينيها السوداوين:
-لن تتصور مدى سعادتى بأننى قد أصبحت جزءا من العائلة, ما أروع هذا الاحساس الذى افتقدت اليه بالماضى.
ذات الشعور بعدم الطمأنينة قد راوده مرة أخرى عندما تناثرت خصلات من شعرها حول وجهها وعلى عينيها فقد كانت تطلقه فى حرية متناغمة مع ابتسامتها الطفولية, الا أنها شعرت ببعض الآلام الخفيفة برأسها تعاود التسلل مرة أخرى لتنذر بنوبة مفاجئة من الصداع النصفى الذى تعانى منه.
لم تنتبه لعبورهما البوابة الحديدية الشامخة معلنا وصولهما الى المحطة النهائية لرحلتهما التى بدأت صباحا حتى انتهت ظهرا.
-ها قد وصلنا يا أميرة ... عائلة الشرقاوى.
ارتعدت حين أطلق عليها هذا اللقب , فقد بدا لها أنه يدللها بطريقة مألوفة , كيف عرف ؟ أم أنها مجرد مصادفة ؟ ,وحاولت استكشاف ما بداخله فيما وضع على عينيه نظارته الشمسية السوداء فأخفت عنها رؤيتهما.
اتجها الى الفيلا معا بعد أن أخرج من سيارته حقيبتها وحملها بخفة حتى وصلا الى الباب الزجاجى فرن الجرس مرتين متتاليتين فى نغمة مميزة.
-هكذا يعرفون أنك من العائلة.
قالها ردا على نظرتها المستفهمة ولم تطل وقفتهما حتى فتحت لهما نفس الخادمة التى استقبلتها فى اليوم السابق , وأفسحت لهما الطريق وهى متهللة الأسارير:
-مرحبا بك سيدى , مرحبا يا آنستى.
وتلقت منه الحقيبة التى أفلتها من يده لتستقر على الأرضية الرخامية اللامعة.
-أين الجميع؟
-انهم بانتظارك منذ الصباح , وحتى شريفة هانم قد غادرت غرفتها لتنزل الى الشرفة.
-هذا هو تأثيرك يا حلوة , لقد جعلتى أنّا تخالف عادتها اليومية التى كانت ثابتة كالكتاب.
كان فى طريقته مسحة من اتهام ظالم لها , وتجاهلته تماما حتى لا تفسد يومها.
-ربما سيمتد تأثيرك ليشمل العائلة بأسرها !
-ولكنه حتما لن يفيد معك , فأنت غير قابل للتغيير.
-وهل ستحاولين معى؟
قاطع حديثهما الفتاة العشرينية التى استقبلت رفيق بشوق ولهفة فقبلته على خده فيما تطوق عنقه بذراعيها متشبثة به حتى رفعها بسهولة ودار بها مرتين قبل أن ينزلها على قدميها وهى تضحك شاعرة بدوار خفيف:
-مرحبا بجميلتى.
أثار هذا المشهد ضيق لبنى وغيرتها بدون داعٍ فهى تدرك أن هذه الفتاة ما هى الا شقيقته ريم , التى التفتت نحوها وعلى وجهها ابتسامة ترحيب حقيقية :
-أهلا بك يا لبنى بيننا , أنا فى غاية السعادة لأنه ستصير لى ابنة عم قريبة فى هذا المنزل الملئ بالذكور المتسلطين.
وأشارت بطرف عينيها الى رفيق.
-بالطبع سنشكل جبهة متحدة.
ردت عليها لبنى وهى متأكدة بأنها ستصبح صديقة قريبة لابنة عمها فقد مالت اليها على الفور.
سأل رفيق :
-أين يوجد كريم ؟ وهل استيقظ سيف الكسول ؟
- الكسول مستيقظ منذ أربعة ساعات وجالسا بملل فى انتظار جلالتك.
كان هذا هو رد سيف ابن عمهم الذى كان يهبط من الطابق الأول قفزا على الدرجات وقد ساعده طوله الفارع ورشاقة قامته.
ثم أخذ يتأمل لبنى بعينين مقيمتين معجبا بما رآه ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يشاهدها فيها ولكنه تحدث اليها مستجوبا:
-كيف وجدتى ابن عمنا القائد؟ هل قام باطلاعلك على لائحة التعليمات؟
كانت لهجته مازحة.
فاحتارت بما تجيبه, واكتفت بهز كتفيها دلالة النفى.
-لقد كان رائعا, ولكنه على ما أعتقد قد نسى لفت نظرى لهذه اللائحة.
كان ردها دبلوماسيا فلم تفتها نظرة رفيق الباحثة عن حقيقة شعورها , فيبدو أنه كان مهتما باجابتها كثيرا.
تشارك الجميع فى الضحك , وقالت ريم :
-ما هذا الاستجواب؟ ألا ترى أنها لا بد متعبة وتريد أن تستريح قليلا ؟
-قبل أن تحيى أنّا فلا وجود لكلمة راحة فى القاموس , هيا الى الشرفة قبل أى شئ.
تكلم سيف نيابة عن رفيق الذى ثار تبرمه من موقف ابن عمه , فأجابه بحزم:
-ستصعد لبنى أولا الى غرفتها لتستريح وتقوم بتغيير ملابسها ثم تأتى لتجلس معنا جميعا بالشرفة.
كان أمره معاكسا لما توقعته هى منه , ولم يترك لها فرصة للاعتراض بل نادى على الخادمة:
-سماح , هيا اصطحبى الآنسة لبنى الى غرفتها وساعديها بافراغ حقيبتها.
-أمرك يا سيدى.
لم تجد لبنى مفرا من أن تنصاع له حتى لا تثير التساؤلات فى وجود ريم وسيف اللذين لا يعرفان ما يدور بينها وبين رفيق فى الخفاء.
صعدت الدرجات خلف سماح النحيفة التى تعجبت من قدرتها على حمل الحقيبة الثقيلة فى هدوء وثبات عجزت هى عن تصنعه.
وقفت سماح أمام باب غرفة واسعة متقدمتها الى الداخل لتضع حملها على السجادة المخملية وتقف بأدب تنتظر أوامر سيدتها الجديدة.
لم تنتبه لبنى فى بدء الأمر لوقوف الخادمة تنظر لها ببلاهة فأدركت أنها تنتظر تلقى الأمر منها وهى التى لم تعتد فى حياتها على مثل هذه المعاملة.
ابتسمت لسماح فى ود وأخبرتها بأن تذهب لعملها فهى معتادة على خدمة نفسها.
ترددت سماح من لهجة الوافدة عليهم ولكنها نفذت رغبتها بدون تعليق.
-اذا احتجتنى فما عليك سوى أن تضغطى على هذا , واشارت الى زر أبيض يتوسط الجدار بجوار السرير الضخم المفروش بأروع الأغطية الزاهية الألوان.
وغادرت سماح الغرفة مغلقة بابها ورائها باحترافية ومهنية دقيقة.
ما كادت لبنى تنفرد بنفسها فى غرفتها الجديدة حتى خلعت حذائيها وألقتهما بفوضوية ورمت بنفسها على السرير اللين حتى غاصت فيه وشعرت به يحتضن جسدها الرشيق بألفة, فشعرت بأنها ليست غريبة أبدا.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية