لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-18, 07:22 AM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

كانت فريال تقاوم الممرضات اللاتى تحاولن شل حركتها العصبية بشراسة وهى تصرخ بحدة:
-اتركونى , أنا لست مجنونة , أريد ابنتى.
وانسابت العبرات على وجهها الحزين بعد أن نجحن فى السيطرة على جسدها الغاضب وقامت احدتهن بحقنها بدواء مهدئ قوى كما أمر الطبيب وبدأ مفعول الخدر يسرى بأطرافها حتى جذبها الى دوامة سقطت فيها لتشعر بدوار رهيب يتملك رأسها وأخذت تغمغم مضطربة:
-أميرة , انها ابنتى لا تأخذها منى ... كـ ..نت فـ ..قط .... أريـ ...د ضـ ضـ ...مها الى ...
وسقطت بغيبوبة مؤقتة فسكنت حركاتها تماما وأغمضت عينيها فصارت كالملاك الوديع الذى راح بسبات نوم عميق ,وتخلصت من كافة آلامها.
فجأة اندفع الى غرفتها أبناء أخوتها الثلاثة والقلق يستبد بهم حتى وقعت أنظارهم عليها وهى مستكينة بالفراش الواسع وقد قامت الممرضة بتغطيتها جيدا وأشارت للرجال المذهولين بضرورة الخروج حتى ترتاح.
لم يحاول أيا منهم أن يعترض على طلبها فقد شعروا بالشفقة نحو عمتهم التى عانت الكثير وما زالت تدفع ثمن خطأ الماضى وحدها دونا عن الآخرين .
أسند رفيق ظهره الى الحائط البارد وهو يستنشق روائح المطهرات التى يعبق بها المكان فتأفف متنهدا:
-يا له من يوم !
أومأ كريم برأيه ايجابا وهو يتأمل الحركة الدؤوب للأطباؤ والممرضات من حولهم وقال ساخرا:
-لم أتوقع أن ينتهى يومى هكذا !
وكانت أفكاره تتجه دونا عن ارادته الى هديل , الفتاة ذات الوجه الملائكى والعقل الماكر كما أقنع نفسه ,وتمنى لو استطاع رؤيتها اليوم فقد أراد أن يستجوبها عما حدث بينها وبين أمه بالأمس ولا يوجد مانع من معرفة صلة أبيها الغريبة بالموضوع , لقد شعر أنه يخفى سرا عظيما وراء هدوءه الظاهرى.
فيما تذكر سيف وعده لليلى بالاتصال بها لدى استفاقة لبنى حتى تطمئن عليها فانتحى جانبا وضغط على رقمها الذى لم يمسحه من ذاكرة هاتفه حتى بعد انفصالهما.
هز كريم رأسه أسفا على حال ابن عمه وقد تناثرت بضعة كلمات من حديثه الهاتفى مع الفتاة الباهرة الحسن وغاب عنه رؤية ملامح وجهه المتجهمة التى لم تنعكس على صوته فقد استطاع أن يخفيها بمهارة وقد اختمرت برأسه الخطة التى سينفذها بدقة حتى يصل الى هدفه.
قال رفيق بعد أن طال بهم الانتظار:
-لا جدوى من بقائنا هنا , سأذهب لأطمئن على أميرة , هل تودان الانضمام الىّ ؟
ألقى باستفساره نحو الشابين وقد أنهى سيف مكالمته التى اعتقد أنها خافية عنهما فوافق على الفور هاتفا بلهفة:
-هيا بنا اذن.
توجهوا أولا الى حيث كان العم محمد منتظرا لقدومهم فانضم الى مسيرتهم الصامتة الى حيث نقلت لبنى الى غرفة عادية ,وما أن دلفوا الى داخلها حتى تفاجئوا بوجود شخصين آخرين كانا أبعد ما يكونا عن تصور رفيق أن يجدهما بغرفة زوجته , كانا زميليها السابقين بالمكتب خالد و .... جاسر.
ثم سمعا صوتا أنثويا ساحرا يتسلل بخفة من ورائهم:
-مرحبا , ها قد اجتمعنا كلنا ... حمدا لله على سلامتك يا لبنى.
ثم أطلقت ضحكة خافتة باغراء وهى ترى وجوه أقربائها مذهولين فيما بدا على رفيق أنه سوف يرتكب جريمة عما قريب حين استطردت ليلى بخبث واضح:
-عندما عرفا بخبر الحادثة , أصرّا على المجئ لرؤيتها والاطمئنان عليها وخاصة وأننا جميعا ... زملاء.
زمّ سيف شفتيه يقوة وهو يدنو من الفتاة الواثقة بعزم وقد شعر بالغدر:
-أنت ؟ ماذا تريدين بالضبط ؟
أجابت ببراءة مصطنعة وهى تحرك كتفيها دلالة عدم المعرفة:
-لا شئ يا عزيزى أنا فقط أردت أن أسعدها برؤية رفاق قدامى , أليس كذلك ؟
كان خالد أول الحضور تصرفا بتلقائية وود:
-طبعا , فعندما أخبرتنا ليلى جئنا على الفور.
هكذا استنتج سيف لماذا اختفت ليلى عن الأنظار حتى تستطيع تدبير خطتها والاتصال بهذين الشابين ,لماذا يشعر بأن غضب رفيق البالغ يتجاوز السخط الطبيعى فى مثل هذا الموقف ,بالطبع كان عليها أولا أن تستشيرهم قبل أن تذيع النبأ على جميع معارفها ,أنها انسانة خبيثة وهو يعرف طباعها جيدا لا بد أن الأمر أكثر خطورة مما يتصور ,وقطع عليهم تسلسل حديثهم رفيق الذى تحدث من بين أسنانه ضاغطا على كل حرف بقوة:
-أعتقد بما أنكم قد اطمأننتوا عليها فيمكنكم الانتظار بالخارج لأن حالتها ما زالت تندرج تحت بند الخطورة ولا أعتقد أن الطبيب سيكون مرحبا بوجود هذا الزحام حول فراشها الآن.
حاولت أميرة الاعتراض قائلة بنبرة رقيقة:
-ولكننى بخير يا رفيق , أشعر أننى قد تحسنت كثيرا ,تفضلوا بالجلوس ,لما أنتم واقفون هكذا ؟
بدا جاسر وابتسامة ساخرة تتراقص على شفتيه متحديا رفيق الذى عقد ساعديه أمام صدره ليقف كالحارس الأمين على كنزه الثمين فقال بلهجة طبيعية وان أخفت الكثير :
-لا أعتقد أن الوقت مناسب ,المهم أننا قد رأيناك بخير , حمدا لله على سلامتك يا لبنى.
ثم التفت الى صديقه المبتسم وأضاف:
-هيا بنا يا خالد , بالتأكيد سنأتى مرة أخرى للاطمئنان عليك.
وألقى اليها بابتسامته الساحرة المعهودة التى طالما كان يخصها بها فارتبكت خاصة وأن رفيق لم يكن غافلا عن أى لمحة تدور فأخفضت بصرها خجلة وتمتمت:
-طبعا فى أى وقت.
هم جاسر بالانصراف والتفت الى ليلى مستفسرا:
-هل ستأتين معنا يا ليلى ؟
أجابته بثقة زائدة:
-لا سأبقى مع لبنى , أريد أن أتحدث اليها فقد اشتقت لها كثيرا...و..
واستطردت فى لمحة ماكرة نحو سيف المستشيط غضبا:
-لا تقلق علىّ فلدىّ من يوصلنى.
غابت البسمة عن شفتى خالد وهو يراها تكاد ترمى بنفسها على ذلك الشاب الوسيم والذى يبدو عليه الثراء الفاحش , أليس واحدا من أقارب لبنى الأغنياء ؟ أى أمل لديه بعد أن أصبح بمواجهة شخص مثله ؟ لا بد أن الغلبة ستكون له ويبدو أنها منبهرة بشخصيته أو ... بأمواله أو بشئ آخر .
تابعهما رفيق الى باب الغرفة وحين أصبح جاسر خارجها مال نحوه بحركة بدت طبيعية وكأنه يودعه:
-سنلتقى كثيرا , من الأن فصاعدا يا .. رفيق.
ارتد رفيق واقفا بشموخ وهو يرد له الصاع صاعين:
-وأنا فى انتظارك يا ... جاسر , ولكن احذر فما هو ملكى يبقى دوما لى.
ضحك جاسر باستخفاف وهو ينذره متوعدا بخفوت:
-ربما تكون قد انتصرت بالجولة الأولى ,ولكن الحرب ما زالت ببدايتها.
-سنرى !
هدر رفيق بقوة وهو يومئ برأسه الى الخارج.
لم يبد على أحد من المتواجدين أنه انتبه لهذا الحوار المشتعل بين الرجلين المتواجهين والذى انتهى بانصراف جاسر مع صديقه تاركين ليلى وحدها وسط الذئاب ملمحا الى سيف ونظرته الواضحة الى ليلى كما أخبر خالد زميله بتوتر بالغ وقد ثارت شكوكه ,الى أن طمأنه جاسر بأن ليلى ليست صغيرة وتستطيع الاعتناء بنفسها وأطلق جملة غامضة لم يجد لها فى قاموسه تفسيرا:
-ربما يتعين علينا أن نخاف عليه لا منه.
ثم نظر الى ساعته بترقب واتسعت ابتسامته كثيرا قبل أن يقول مغمغا:
-هيا بنا ,فلدىّ موعد هام جدا.
نظر له خالد متبرما ثم أشاح بوجهه عنه:
-أتنوى الاستمرار فيما تخطط له ؟
-نعم ولا تعطلنى فلا أريد أن أتأخر حتى لا يطير العصفور هاربا.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 07:23 AM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



توجهت ريم الى غرفة والدتها وهى تعيد بذهنها الكلمات المرتبة التى سوف تستهل بها الحديث ,كانت خائفة على غير عادتها لأنها المرة الأولى التى تكذب فيها عليها ,وحين أخبرتها بموافقتها على خروجها للتسرية عن نفسها قليلا برفقة احدى صديقاتها وهى تتمنى بداخلها أن تستطيع ابنتها تجاوز أزمتها الحالية بعد المشادة التى كادت تودى بحياة لبنى وهى واثقة تماما أن ابنتها بريئة من هذه التهمة ,لقد أحسنت تربيتها هى وأخاها ولم تقصر بحقهما ,وابتسمت لريم بحنان الأم وهى تحذرها من التأخير:
-اذهبى لتخففى عن نفسك ولكن حذارى أن تتأخرى عن موعد الغداء.
تهللت أسارير الفتاة وهى تطبع قبلات بلا حدود على وجنة أمها وهى تعدها بالالتزام الا أن تأنيب الضمير قد بدأ يعلو ليطغى على سعادتها قصيرة العمر,فابتعدت مسرعة عن نظرات السيدة سوسن التى كانت غافلة عما يدور بذهن صغيرتها.
استعدت لارتداء ملابسها وقد احترات بشدة فيما تختار ,كانت تريد ابهاره فى أول لقاء فعلى بينهما ,هى متوسطة الجمال لكنها تمتلك براءة تضفى على محياها شكلا ملائكيا يجعلها محط اعجاب الكثيرين ولا تنكر أنها كانت تشعر بسعادة بالغة حينما ترى نظرات الاهتمام المطلة فى عيون زملائها بالجامعة ,لتعوضها عن نقص العاطفة بحياتها ,كانت دوما مبتعدة عن الجميع نائية عن العلاقات الوهمية التى تنشأ فى نطاق الكلية بين الفتيات وزملائهم من الشباب المستهتر ,وها هى اليوم تدخل فى تجربة جديدة من نوعها , لأول مرة تقابل رجلا وحدها بدون رفقة صديقاتها أو عائلتها , انه جاسر ,ذلك الذى نجح فى أن يلفت انتباهها ويجتذبها الى حياته فوقعت أسيرة لحديثه الشيق ووجدت نفسها غارقة بحبه ,كل هذا دون أن تراه ,وها هما الآن سوف يصلحان هذا الخطأ الجسيم ,لقد دعاها اليوم لملاقاته فى مكان عام معروف وهى لم تتردد لحظة فى الموافقة , وحينما سألته كيف ستتعرف عليه سمعت صدى ضحكاته العالية وهو يمازحها قائلا :
-قلبى سيراك أولا ويتعرف عليك.
فشاركته مشاكسته بمرح طفولى وهى تقول له بحبور:
-فليكن ,لن أخبرك ما الذى سوف أرتديه وأنت أيضا ولنرَ سويا كيف ستصير الأمور بيننا.
وقالت لنفسها وكأنها تحاول قراءة الغيب : لنرى ما الذى يخبأه لنا القدر.

***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 05:16 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل السابع عشر



اجتمعت العائلة فى غرفة أميرة بفيلا الشرقاوى بعد خروجها سالمة من المشفى وقد بدا أنها قد استعادت قسما كبيرا من صحتها وأخذوا يرددون عبارات ( الحمد لله على السلامة ,نورت منزلك ), باختصار كان الجو عائليا دافئا وكأن هذه الحادثة قد ربطتهم جميعا بوثاق قوى وزادت من عمق أواصر الصلة بينهم ,ولم يتغيب عنهم سوى ريم التى التمس لها البعض العذر ,الا أن أخاها رفيق لم يقف مكتوف الأيدى بل أصر على اللحاق بها فى غرفتها وهى تجلس وحيدة شاردة وكان اسوأ شعور لها أن تعانى الوحدة كالمنبوذة وسط عائلتها ,فوجئت بطرقات قوية على بابها المغلق فأذنت للزائر بالدخول وهى تجهل تمام هويته ,الا أنها اعتدلت بجلستها أول ما وقع بصرها على رفيق ووجهه المتجهم فظنت أنه آتى لمحاسبتها على ما فعلت فانكمشت على نفسها وهو يسألها بعزم:
-لماذا لم تأتِ لتطمئنى على أميرة ؟
كانت ريم متخبطة بانفعالاتها وقد ازدادت حيرتها وارتباكها حين نطق أخوها باسم أميرة فرأى علامات الذهول على وجهها وسألته مستفسرة :
-من هى أميرة هذه ؟
نظر لها ببشاشة وهو يقترب منها باصرار قائلا بلهجة مرحة:
-زوجة أخيك ,تلك التى وقعت من فوق الدرج.
غمغمت الفتاة مرتبكة:
-زوجة أخى ؟ كيف ومتى ؟ أليست هى لبنى من وقعت , أقسم لك أننى لم أدفعها... أقصد أننى لم أتعمد ... لقد كانت واقفة ...
وحاولت أن تشرح له الموقف بحذافيره الا أن لسانها قد انعقد تحت وطأة نظراته المتفحصة بقوة وتبدلت لهجته شيئا أقرب الى الجدية:
-ريم , انصتى الىّ يا شقيقتى الوحيدة , قد أكون تماديت فى ردة فعلى بالأمس حين قمت بصفعك وأنا أعتذر لك يا حبيبتى , وها هى رأسك لأقبلها.
وانحنى عليها لينفذ غرضه مقبلا مفرق شعرها بحنان أخوى وهو يضمها الى صدره مربتا على ظهرها ليكمل عبارته:
-ولكن ردك كان فى قمة الاستفزاز لى ,ولم أكن لأسمح لك باهانة زوجتى , ان كرامتها من كرامتى أنا شخصيا ,كما أنك قد طرقت الباب الخطأ ,فليست هى من عليك مواجهته وصب جام غضبك عليه ,انها بريئة ونقية مثلك , انتما الاثنتان تتشابهان جدا فى كل تفاصيلكما ,وقد ارتحت لاقترابكما الواضح وقلت فى نفسى ها هى أختى وزوجتى صارتا صديقتين دون أن تعلم أحداكما بهذه الصلة.
جذبت ريم نفسها من حضن أخيها وهى تضغط بكفيها على رأسها الذى يكاد ينفجر من أثر اعترافه الغريب لها وبدأ سيل الأسئلة ينهال عليه:
-كيف صارت زوجتك ؟ ولماذا لا تعلم احدانا هذه الصلة ؟ أيعقل أنك تزوجتها دون علمها مثلا ؟
ابتسم رفيق وقال متشدقا:
-هذه قصة طويلة جدا ,ولست وحدك من يطلب أجوبة لأسئلته الكثيرة ,فهيا بنا الآن الى غرفة أميرة حتى تجتمع العائلة كلها طمعا لارضاء فضولكم المتزايد .
وقام بدفعها أمامه بلطف وهى ترمقه بحب وعاطفة ,ها هو ذا رفيق يعود أدراجه الى عادته ,الأخ الشهم الحنون الذى لا يكسر خاطرا لأخته الصغيرة ويعاملها كأميرة متوجة ,ولكن لا توقفت مسيرة أفكارها عند هذا الحد ... يبدو أن هناك أميرة أخرى قد استطاعت أن تتربع على عرش قلبه ودون علمهم.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 05:18 PM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 



شعر مجدى بالقلق يغمره فما زالت فريال مصممة على عدم استقبال مكالماته الهاتفية التى انهالت عليها منذ خرجت من المشفى هى وابنتها ,وقد منع نفسه بصعوبة بالغة أن يلاحقها حتى منزل العائلة فلا مكان له وسطهم لأنه لا يعتبر فردا من الأسرة هو فقط مجرد محامٍ يختص بمعاملاتهم القانونية اذا لزم الأمر ,وسوف ينتهى دوره عما قريب باستلام كل فرد لنصيبه بالميراث ,كان يأمل أن تستعيد فريال عافيتها سريعا من جراء صدمة معرفتها بحقيقة ابنتها المفقودة وأن يتقرب منها بعد ذلك ,ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ,ها هى حادثة أميرة تقضى على آخر أمل له فى استعادة حبيبته القديمة التى طالما تمنى أن يسعى لخطب ودها وكانت تتمنّع عليه بدلال مثير ,فاعتقد أن قلبها بمأمن عن التعلق بغيره , حتى لطمته صدمة زواجها من ابن عمها ناجى ,واشتعلت حربا ضروسا بينها وبين أبيها ,انتهت بحرمانها من صغيرتها الوليدة وهجرتها الى خارج البلاد ,كان دوما الصديق المتفهم والكتف الحنون التى تبكى عليها كلما ضاقت بها الحياة ولكنه ما عاد يكتفى بلعب هذا الدور ,وعليها أن تقرر اذا ما كانت ستتخذ خطوة ايجابية نحو توثيق علاقتهما الجديدة ,أم أن عليه التراجع بعيدا عن نطاق حياتها الى الابد هذه المرة ,لقد طفح الكيل يا فريال ! لم أعد أحتمل برودك وتجاهلك لمشاعرى ! لن أنتظرك لتتقدمى خطوة الى الأمام سوف أبادر أنا بها هذه المرة.

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 28-10-18, 05:20 PM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 


-ها قد أتت ريم ,تعالى يا حبيبتى , اقتربى .
كانت هذه هى كلمات جدتها السيدة شريفة التى تجلس محتضنة حفيدتها العائدة من المشفى باصرار عجيب وكأنها تخشى من فقدانها مرة أخرى ,ومدت يدها نحو حفيدتها الأخرى لتستقبلها بحفاوة بالغة , لم تستطع ريم أن تتجاهل دعوتها المفتوحة فألقت بنفسها بين ذراعيها وصارت الفتاتان قريبتين جدا من بعضهما ,همست لها مغمغة باعتذار ضعيف:
-آسفة حقا لما اصابك ,لم يكن لدى النية ...
-هشش , لا داعى للتبرير فأنا موقنة بأنه لا يد لك فيما صار , انه خطأى أنا لم أنتبه لوقوفى قريبة من درجة السلم.
دفاع أميرة المستميت عنها أشعرها بالذنب الهائل وهى التى أذاقتها اتهامات باطلة بدون وجه حق ,وفاض الدمع من عيون السيدات الأكبر سنا واللاتى تأثرن من هذا المشهد الدافئ المفعم بالعواطف ,فيما اقترب رفيق من شقيقته الوحيدة مقبلا خدها بمحبة وهو يعتذر لها على مرأى ومسمع من الجميع الذين شهدوا على اهانته السابقة لها , فصفت النفوس وعادت المياه الى مجاريها.
ثم التفت الى حبيبته المرهقة وابتسم لها بمغزى وهو يجلس بالجانب الآخر من الفراش محتضنا كفها الصغير بين يديه متجاهلا لنظرات الاستفهام التى تلتمع فى عيون الآخرين عدا أربعة منهم كانوا على دراية بنيته ,طبع قبلة رقيقة على أطراف أناملها وشاهد تورد وجنتيها خجلا حين قال بنبرة واثقة قوية معترفا:
-أود بمناسبة اجتماعنا اليوم احتفالا بسلامة أميرة ,أن أعلن لكم خبرا هاما أخفيته عنكم افترة طويلة ...
تعلقت العيون بشفتيه وهو ينطق بالسر الذى طال كتمانه:
-ان أميرة هى زوجتى.
-من هى أميرة هذه ؟
-تزوجتها متى ؟
-لا يعقل.
تباينت ردود الأفعال وانهالت الأسئلة المتعجبة كسيل مندفع على عاتق رفيق الذى أخذ يضحك بمرح وهو يشير لهم بالتزام الصمت والهدوء حتى يستطيع اجابتهم:
-أولا , أريدكم أن تتعرفوا على هذه الفتاة الجميلة والتى تنتمى لعائلتنا من الجهتين , أميرة , ابنة عمتى فريال.
شهقت جدته وهى تضع اصابعها على شفتيها المرتجفتين وتردد متمتمة:
-أهذا صحيح ؟
وتطلعت نحو ابنتها فريال التى كانت تحاول الاختفاء عن أنظار الجميع ,محرجة من صدمتهم لدى معرفة الحقيقة , كانت تتوق لهذه اللحظة بشدة ومنذ عرفت بوجود ابنتها الى جوارها تنتظر بفارغ الصبر نظرة من وحيدتها تقضى على عذاب الانتظار المرير ,وها هى الآن تقف مرتعبة من ردة فعلها , هل ستتقبل ببساطة كونها الأم الحقيقية لها ؟ أم سترفض الاعتراف بهذه المشاعر ؟
-أمى , لقد اشتقت لمعرفة من هى أمى طوال السنوات الماضية , أخفوا عنى الحقيقة حتى خا .. السيدة مديحة لم تصرح لى بها , ربما خوفا علىّ من الصدمة وربما لسبب آخر , وقد جاءت اللحظة يا أمى , أرجوك لا تتركيننى أنتظر.
اندفعت فريال لاهية عما حولها ترى فقط ابنتها التى تحتاج الى حضنها الدافئ الذى حرمت منه وهى رضيعة ,وعادت اليه وهى شابة ناضجة ,أزاحت رفيق لتضم أميرة بقوة بين ذراعيها تكاد تعتصر ضلوعها من شدة لهفتها ,اختزلت آلام السنين ومرارة الذكريات فى ثانية لتتحول الى سعادة متعاظمة وحنين لا ينضب الى أن يتمازج كيانيهما فهى جزءا لا يتجزأ منها ,وأخذت تغمرها بقبلات متتالية لكل خلية بوجهها ودموعهما تختلط سويا ,بادرتها أميرة بالسؤال لتنهى عذاب الحيرة:
-لماذا لم تصارحيننى يا أمى منذ عرفتى بالحقيقة ؟
كانت فريال تشهق من بين دموعها:
-أنا كنت خائفة من رفضك لى ,أخشى ألا تعترفى بأمومتى الضائعة, كلما حاولت بدء الحديث معك أتراجع , وتختفى الكلمات من عقلى , كيف أبرر لك ما حدث , وأنا مثلك ضحية , كنت عاجزة عن حمايتك ,وهربت بعيدا حينما تملكنى اليأس.
-لن يفرقنا أى مخلوق ولن تبعدنا المسافات مرة أخرى , أنا معك وسأظل الى جوارك للأبد يا ماما.
-ماما , ما أحلى هذه الكلمة من بين شفتيك يا طفلتى , كنت أراك بعين الخيال وأنت تكبرين يوما وراء يوم ودائما ما كنت أسمعها بصوتك الذى لم أعرفه ,ماما , حبيبتى لا تتوقفى عن ترديدها لأتأكد أنك هنا معى.
وأخذت أميرة تعيدها على مسامعها مرات ومرات حتى ترتوى من نبع الحنان المنهمر والذى يتمثل فى هذه الكلمة السحرية.
-أخبرونى كيف يصدف أن تكون أميرة هى لبنى ؟
كانت الجدة العجوز ما زالت تحت تأثير الصدمة فلم يتجاوز عقلها هذا الاستفسار وكأن ما يشغلها فقط هو معرفة كيف تحولت لبنى الى أميرة.
أما باقى أفراد العائلة فكانوا أشد ذهولا منها ولم يجرؤ أيا منهم على التفوه بكلمة ساكنين بانتظار التفسير الكامل لما يدور أمام أعينهم.
قام رفيق بازاحة الهم الكامن على صدورهم فى كلمات وجيزة واستهل حديثه قائلا بتصميم:
-ما سأقصه عليكم الآن يعد دربا من الخيال ان لم أتأكد منه بنفسى لكنت انضممت اليكم متشككا مما حدث أمامى وبداية أحب أن أنوّه الى الدور العظيم الذى لعبه السيد مجدى العمراوى للحفاظ على صغيرتك يا عمتى.
كان ذكر اسمه كفيلا بأن يهز كل كيانها ويخترق حجب الصمت التى تغلف بها الجو ,وتنبهت كل خلية من خلايا ذهنها لما سوف يقوله ابن أخيها والذى يبدو أنه على دراية بجميع خيوط القصة ,وبدأت الحكاية:
-أخبرنى مجدى ذات يوم بقصة غريبة ,وهو نفسه اليوم الذى استوقفتنى فيه يا أميرتى عائدا الى المنزل ليلا . أتذكرين ؟
وغمز لها بطريقة صبيانية جعلتها تبتسم رغما عنها وخففت من توترها فقد كانت متلهفة لمعرفة الأسرار الخفية , واستطرد بتمهل:
-حدثنى عن قصة زواج عمتى فريال من ابن عمها ناجى ,خالك يا كريم ,نعم , لا تتعجب فأميرة هى ابنة خالك كما أنها ابنة عمتك ,وكان هذا طبعا دون ارادة من جدى - رحمه الله - ربما لأسباب منطقية تتعلق به وحده ,ولكنه ما أن علم بنبأ حملها حتى توجه الى شقتهما الصغيرة فى يوم كان ناجى غائبا عن البيت واصطحب عمتى معه بدون رغبتها.
توقف قليلا ليلتقط أنفاسه فيما أعادت الذكرى لفريال شعور بعدم الأمان وهى ترى بعينيها شريط ذكرياتها يدور لتجد نفسها وحيدة بلا معين تواجه غضب ابيها الاعمى وسطوته القوية ,بعد أن استغل والدها فرصة سفر زوجها ليحبسها بمنزله حتى تضع مولودها ,وأخذت تتلمس وجنة ابنتها القريبة منها لتتأكد أنها موجودة فكان مجرد ذكر اسم والدها يثير بنفسها الرهبة.
رأى رفيق الجميع يحدقون به متعلقين بما يخرج من بين شفتيه من حديث أغرب من الخيال فاستطرد بلهجة تقريرية:
-وجاء اليوم الموعود وضعت عمتى طفلة جميلة فى يوم شتوى ممطر ,ولم يكذب جدى خبرا فانتزعها منها بلا رحمة ,وطالب مجدى بوضع الصغيرة فى ملجأ للأيتام فلم يحاول وقتها مناقشته أو اثارة غضبه ,على أمل أن يتأكد بنفسه من سوء قراره حين تهدأ فورة المشاعر الغاضبة ,واستطاع أن يضع الطفلة بين يدى أمها لترضعها وكانت هذه هى المرة الوحيدة ...
قاطعته فريال بشرود وكأنها تعيد تمثيل الموقف من جديد قائلة بصوت مهزوز بأسى:
-وقد توسلته ليترك لى أميرة وقد أطلقت عليها هذا الاسم لأنه كان لقب التدليل الخاص بى ,وكنت قد اتفقت مع ناجى على اختياره ,ولكنه وعدنى بمساعدتى وطالبنى بالتمسك بالصبر ...
التقط رفيق طرف الحوار ليكمل القصة:
-ولكن لسوء الحظ يبدو أن أحدا كان يتنصت على حديثهما ,وأخبر جدى بالأمر ,ففوجئ به فى اليوم التالى يقصيه من تولى موضوع الطفلة ,فلم يجد بدا من مسايرته حتى لا يشك فى أمره اذا أصر على التعاطى بنفسه مع الأمر ,وكان عمى عادل هو من أخرج الطفلة من المنزل ليلا متخفيا عن عيون الجميع ... ووضعها على باب دار للأيتام بعيدة عن المنزل ..
قاطعه عمه عادل محتدا بعنف لا يتناسب مع شخصيته الضعيفة:
-هذا كذب وافتراء , أنا لست ...
-لا تكذب يا عادل فقد رأيتك بعينىّ , وكنت أراقبك ليلتها لأعرف كيف ستتعامل مع الطفلة.
أخرسته كلمات المحامى القاطعة وقد شلته المفاجأة بعد ظهوره الغير متوقع على باب الغرفة ,وقد اتجهت اليه أنظار الجميع فتنحنح معتذرا:
-أستمحيكم عذرا لمقاطعتى الحديث ودخولى المفاجئ.
وتعلقت عيناه بعينى فريال التى كانت منكمشة تتشبث بابنتها بخوف غير مبرر فقد اجتمعت بها ولن يفرقهما أيا كان.
اتخذ مجدى مجلسا دون انتظار دعوة فيبدو أن الكل منشغل بالحديث ولا وقت للمجاملات الاجتماعية وواصل سرد الحكاية كما سبق وأخبر رفيق بها:
-وضعها عادل على باب الملجأ وقرع الجرس ليفر بعدها هاربا دون أن يلتفت ورائه فهرعت نحوها ألتقطها وجريت نحو سيارتى , أخذت أقود كالمجنون وبكاء الصغيرة يتزايد حتى يكاد يصم آذانى ,ولم أدرِ أين أتوجه فقد ضاقت بى الدنيا ثم تذكرت وجدى , وجدت أنه الحل الأمثل بأن أطلب مشورته فبالنهاية كانت هذه ابنة أخته ,وبالتأكيد لن يتخلى عنها مثلما فعل أبوه وشقيقه من قبل ,كان صديقى المخلص منذ طفولتنا ولم نكن نفترق الا فيما ندر , لم أرَ من هو أكثر منه حنانا وطيبة لم يكن ليؤذى نملة ,وللمصادفة بذات اليوم كانت زوجته مهجة تلد ,ولكنها فقدت الطفلة بعد ساعات قليلة من وضعها ,فما كان أمامه الا أن يستبدل طفلته بطفلة فريال ولو مؤقتا وكان ينوى اخبارها عن طريقى بأنها بأمان تام معه ,الا أن القدر لم يمهلنا فرصة فقد قام جدكم باقصائها الى بلد بعيد ليدارى الفضيحة كما ادّعى ولتستكمل دراستها بجامعة عريقة ,على ألا تعود وألا يعرف أحد من العائلة بمكان تواجدها ,ولم يكن وجدى قد استخرج شهادة وفاة لابنته فكانت المسكينة خير تعويض له ولزوجته , ولم يكن ممكنا وقتها أن أعود لأخبر جدكم بالحقيقة فقد خشيت أن يتهور ويؤذى أميرة أو وجدى ,وهكذا انتهى بك الأمر فى بيت خالك بعيدا عن الخطط الشيطانية التى كادت تبعدك عن حضن أمك وعائلتك للأبد يا أميرة.
اختتم حديثه موجها اياه للفتاة الباكية بمرارة عما فقدته من سنوات عمرها بعيدا عن كنف والديها الحقيقيين , وما لبثت أن تنهدت بحرقة وهى تسأل عن أبيها:
-وأين هو أبى ؟ أين ناجى الشرقاوى ؟
أجابتها السيدة هناء بعزم حاقد:
-لقد انقطعت أخباره عنا منذ سفره الأخير , وان كان معلوما بدون شك للجميع أن وراء اختفائه كان عمى ,أعلمونا فيما بعد بخبر وفاته والتى ما زلت أشك فى صدق تفاصيلها.
ونظرت بأسى الى أبناء عمومتها تلقى بالتهمة البشعة فى وجوههم:
-لقد استطاع عمى بنفوذه أن يغلق التحقيق فى قضية مصرع أخى ,لتقيّد ضد مجهول.
-لا يمكن , هل تريدين القول بأن جدى قد قتل أبى ؟
بدا أن أميرة لن تفيق من الصدمات التى تجد طريقها اليها بدون ارشاد وهى تهز رأسها نفيا ,فقام محمد لأول مرة بالحديث نافيا هذه التهمة البشعة عن أبيه بقوة واصرار:
-لا يا هناء , الى هذا الحد وكفى , أعرف بأن أبى قد ظلمكما أنت وناجى ,عندما فرض عليك الزواج من أخى لتنالى حصتك بالميراث ثم نكص بعهده ,وحرم ناجى من حقه الشرعى , ولكن لا تنسى أن أخاك قد لعب بقذارة عندما غرر بشقيقتى ليتزوجها بدون علمنا حتى يساوم أبى فيما بعد على نصيبه بالثروة.
-هذا كذب وافتراء.
دافعت هناء بشراسة عن ذكرى أخيها الراحل ,ولم ينتبها الى صمت فريال وتحديقها بشقيقها عادل الذى تخاذل على نفسه بعد انكشاف دوره الحقير بحرمانها من صغيرتها ثم وجدت نفسها تقول بصوت لا حياة فيه:
-أنت يا عادل ! أنت تفعل هذا دونا عن الجميع , لماذا ؟ ما الذى جنيته بحقك ؟ لقد كنت دوما سندا لك كما كنت لوجدى , ألا تذكر أننى وقفت الى جانبك عندما أصررت على الارتباط بمن أحببتها على الرغم من رفض أبى وقتها لأنها كانت تعمل سكرتيرة لدينا , ألا تذكرين هذا يا منى ؟
امتعضت المرأة من ذكرها لوظيفتها السابقة وقد شعرت بنظرات استعلاء من فريال فقاومت شعور جارف بالدونية وأشاحت بوجهها بعيدا عنها رافضة اعطائها الاجابة الشافية , فيما بقى عادل شاخصا ببصره الى الفضاء لا يجرؤ على الاتيان بحركة أو التفوه بحرف واحد بعد أن سقطت صورته المثالية أما عينى ابنه الذى كان مشمئزا من والديه وتصرفاتهما الغير أخلاقية ,حتى أنهت فريال لومها قائلة باستسلام:
-حسبى الله ونعم الوكيل ! لن تتذوق طعم الراحة منذ الآن يا عادل , فيكفى أن حقيقتك البشعة قد ظهرت للجميع .
انهار عادل مبتعدا عنهم فى صمت خجلا من نظراتهم المحتقرة , لم يحاول حتى طلب السماح من أخته , كان متخاذلا بحق نفسه وحق الآخرين ,اتخذ الفرار وسيلته المفضلة بدلا من المواجهة , فيما لحقت زوجته به دون أن تنطق بكلمة على غير عادتها ,وبعدها حاول سيف الانسحاب هو الآخر الا أن كريم استوقفه جاذبا اياه الى جواره ليربت على كتفه مؤازرا , ولم تمض ثانية الا وكان رفيق هو الآخر بجانبه يحاوره بمنطقية:
-الى أين تريد الذهاب يا ابن عمى ؟
أطرق سيف برأسه متواريا وهو يغمغم:
-أعتقد أنه لا مكان لى بينكم بعد ما عرفته عن أبى.
لكزه رفيق بقوة وهو ينهره عن مثل هذا القول:
-توقف عن الرثاء لنفسك ,فما حاجتك لهذا ,ان ما قام به عمى هو الوحيد المسؤول عنه ,وأنت لا ذنب لك فيه كما لا ذنب لأى منا فيما قام به جدى من ظلم بيّن لعمتى وعمى ,ولا أريدك أن تفكر بهذه الطريقة بعد الآن , نحن واحد يا سيف , أتفهم ؟
قامت سوسن بمراقبة ابنها عن كثب ولم تلبث أن ضاقت عيناها وهى تلمحه ينظر لها بالمثل ويقول فى محاولة منه لاذابة الجليد وهو يدرك أنها تموت شوقا لمعرفة حقيقة اعترافه السابق:
-أعتقد أن الجزء الناقص لدىّ , وهو ما يتعلق بكون أميرة زوجتى , هل أحكيه أنا أم تروى أنت تفاصيله يا أبى ؟
نظر بأمل الى أبيه لعله يريحه من عبء هذه المهمة الشاقة فوافقه بهزة من رأسه:
-حسنا يا بنى , كما تريد سأروى أنا بقية الحكاية أو بدايتها ...
وبدأ ...يقص عليهم كيف ظل على صلة دائمة بأخيه وجدى حتى بعد طرد أبيه له من بيت العائلة لزواجه من أخرى ,وأنه كان يصطحب معه فى زيارته لأخيه كريم ورفيق بحجة التنزه ,حتى صارا مقربين منه فلم يحرم وجدى من رؤية ابنه وتوثقت علاقتهما بلبنى الصغيرة ووقتها لم يكن قد صارحه وجدى بحقيقتها ربما خوفا من افشاء السر وتفاقم الامور ,وفيما بعد وقبل وفاة أخيه بقليل طالب بلقائه هو وابنه رفيق , ثم أفضى اليهما بسر خطير : لبنى ليست ابنته وأنها فتاة متبنّاة وقد طالبهما برعايتها والعناية بها ,ومنذ وقعت الحادثة انقطعت زياراتنا لها فقد انتقلت الى منزل السيدة مديحة حيث استقرت بكنفها هى وزوجها يهتمان بكافة شؤونها ولولا خوفهما من غضب الجد ورفضه لأى صلة تربطهما بوجدى أو ابنته لاصطحباها لتعيش معهم بالفيلا ,وبعد فترة توفى زوج السيدة مديحة تاركا اياها وحيدة مع ابنها حسام وابنة أختها لبنى ,وما لبثت مضايقات حسام لابنة خالته كما كان يظن أن ازدادت فصار يلاحقها حتى توافق على الاقتران به ...
استعادت أميرة ذاكرتها بوضوح لترى نفسها صغيرة ملاحقة من جانب الشاب اللجوج الذى اثبت أنه نذل بجدارة فقد استغل تواجدها بمنزلهم ليضيّق عليها الخناق مطالبا اياها بالزواج منه ظنا منه أنها ستخجل من رفضه عرفانا بجميل أسرته عليها ,فأخبرها بأنه ابن خالتها وأنه أولى الناس بها , كأنها قطعة من الاثاث تورث لا رأى لها ,فما كان منها الا أن لجأت الى رفيق ابن عمها والذى كانت تميل كثيرا اليه ,كان حنونا لطيفا فى معاملتها ,لم يبخل عليها بمساندته ومشورته فى أى أمر ,ابتسمت حين تذكرت حوارهما ذلك اليوم حين انهارت باكية أمامه حين سألها عن حالها.
-ما بك يا لبنى ؟
أجابته وهى تغالب دموعها:
-لا شئ , فقط حسام .. ابن خالتى ...
-ما به ذلك الفتى ؟ أضايقك بكلمة ما ؟
لم تجد بدا من اخباره بالحقيقة كاملة فلم تعد تقوَ على المقاومة وحدها فصرحت له:
-انه يطالبنى بالزواج منه.
انتفض رفيق حين سمع كلمة زواج ونظر لها باشفاق ولكنه أراد التأكد من صدق احساسه برفضها:
-هل أنت موافقة ؟
- كلا , طبعا.
شعر بالراحة تغمره فكيف كان سيتصرف اذا ما أخبرته بما يخشى الاعتراف به ,هل سيأتى اليوم وتكون لغيره ؟
لقد أراد أن يتزوجها طبعا ولكنه لم يصارحها بهذه الرغبة بعد لأسباب كثيرة , أولها : جده وخوفه عليها من غضبه ,اصافة الى صغر سنها فى هذا الوقت ولم تكن قد أتمت دراستها الجامعية , لم تفتر مشاعره نحوها بعد اعتراف عمه بأنها مجرد فتاة متبناة بل تعمقت هذه المشاعر ليحاول حمايتها فأعد نفسه مسؤولا عنها بالكامل.
-حسنا , ما عليك سوى اخباره برفضك ليبتعد عنك و..
قاطعته متأملة أن يريحها من عذاب الانتظار:
-لن يتركنى لحالى , لقد أصبح يطاردنى فى كل مكان , واصبحت أخشى خروج خالتى لأى مكان حتى لا أكون وحيدة معه.
-ألهذه الدرجة ؟ هل تجاوز حدوده معك هذا الحقير ؟
أجابته سريعا حتى لا يتضايق:
-لا , ولكنه لحوحا ,لم أعد أطيق البيت ,وأفكر جديا بالهروب.
-ماذا تقولين يا لبنى ؟ الهروب ؟ كيف قادك تفكيرك لهذا الطريق ؟
-وماذا أفعل ؟ لم يعد بيدى حيلة.
كانت يائسة وحيدة بلا معين تلجأ اليه خائفة من مصارحة خالتها بالحقيقة لأنها بنظرها صاحبة فضل عليها ولا تريد أن يزداد الشقاق بينها وبين ابنها , فيكفيها شجارهما المتواصل بسبب أنانيته المفرطة وعدم قدرته على تحمل المسؤولية على الرغم من تخرجه بكلية الهندسة ,ورفضه للبحث عن عمل مناسب حتى يساهم فى مصروف البيت ,وبقيت تنتظر فارسها الأمين ليخلصها من تعاستها.
فجأة خطرت بباله فكرة جهنمية ولكنه ما لبث أن توقف ليفكر قليلا هل حقا يمكن تنفيذها وبدأ يشرح لها باستفاضة خطته:
-اسمعى جيدا يا لؤلؤتى ,لا يوجد أى حل الآن الا أن يصير لديك مانعا شرعيا للارتباط به ؟
-وما هو هذا المانع ؟ لا يوجد شئ الا أن نكون اخوة فى الرضاعة , وهذا مستحيل طبعا لأنه يكبرنى بعدة أعوام.
ابتسم من سعة خيالها المفرطة وضحك عاليا بمرح جعلها تنظر له مغضبة وهى تقول بطفولية بحتة:
-لماذا تضحك ؟ هل تسخر منى يا رفيق ؟ أنا سوف أخاصمك , هه.
وكشرت كما كانت عادتها وهى طفلة عندما يزعجها أمر ما , فأخرج رفيق من جيبه علكة من نوعها المفضل ومازحها قائلا:
-هيا يا طفلتى , خذى هذه العلكة , انها من النوع المفضل لديك.
ومدت يدها فورا لتختطفها من بين يديه الا أن أصابعه قد تمسكت بها وهو يقول بمكر:
-ليس بهذه البساطة , انتظرى.
ارتعشت لدى احساسها بلمسة أصابعه على يدها وقد ساورها شعور غامض بأنها كان يقصد ملامستها ولم يكن تصرفه عفويا ,فحاولت الانسحاب بعيدا ,فتركها بسهولة ويسر حتى يعتدل بجلسته وهو يقول بجدية:
-لبنى , لا يوجد سوى حل واحد.
-ما هو ؟
-أن نتزوج.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية