لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-18, 03:04 AM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

قررت فريال بعد أن خرجت أميرة متعللة بموعد مقابلتها لصديقة قديمة أن تستجمع شجاعتها لتقوم بأمر ضرورى تأخر كثيرا ,وأسرعت ترتدى ثيابها على عجل وان كانت قد انتقت أفضلهم وتعطّرت جيدا ,ثم هبطت الدرج مسرعة ولم تنتبه الى الصمت المخيّم على المنزل فى مثل هذا التوقيت حيث يكون الجميع مستيقظا وحاضرا ليتشاركوا فى موعد احتساء الشاى المقدّس ,أخذت تتأمل بروية التغيّرات التى طرأت فى الفترة الأخيرة على سلوكهم بلا استثناء ,أكان البيت شعلة من النشاط كخلية نحل ذات يوم ؟ كيف أصبح مقفرا خاليا كبيت تسكنه الأشباح ,أصبحت والدتها متعلقة بالبقاء وحيدة فى غرفتها لا تغادرها الا لماما ,هل يتهيأ لها أن أمها قد أصبحت تميل الى الانطواء على نفسها ,زفرت بحرقة وهى تودّع البيت الساكن فى طريقها الى مكتب مجدى ... لا بد أنه يتواجد فيه بهذا الوقت من النهار ... تتضرع الى الله ألا يكون منشغلا بمرافعة فى المحكمة ,فهى لا تجرؤ على الاتصال به مسبقا قبل أن تلقاه ,لن تتحمل أن يتركها بلا اجابة تتعذب بالانتظار المرير لكلمة تأبى أن تسكن أوجاعها المتقرّحة ,أو يغلق هاتفه بعد أن تسهب فى اتصالاتها العديدة ,عليها أن تفاجئه فلا تررك له فرصة للتهرّب منها كما أصبحت عادته مؤخرا ... لن تتراجع هذه المرة ... سوف تناضل من أجله .
حينما خطت بقدميها عتبة الباب شعرت بالحماس يختفى وشجاعتها الواهية تتلاشى بسرعة مخيفة ,ولكنها أقدمت على هذه الخطوة فلتكمل سعيها الى النهاية , أنه يستحق منها أكثر من هذا بكثير ,رسمت بسمة شاحبة على وجهها وهى تحيي سكرتيرته التى تراها لأول مرة ... وجدتها شابة صغيرة السن ... جميلة تشى ملامحها بالطيبة والهدوء ... ترتدى ملابسا محتشمة بأناقة رائعة ... لا تدرِ لمَ شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها حينما أدلت باسمها اليها حتى تستطيع مقابلة المحامى كانت الفتاة تعاملها بمهنية بحتة وهى تسألها بحيادية:
-ما هى قضيتك يا سيدتى ؟
-أنا أفضّل أن أحادث الأستاذ شخصيا ...
-يمكنك الانتظار قليلا ... فهو مشغول الآن.
انتابتها حالة من العصبية المفاجئة وهى ترى الفتاة تعاملها ببرود فأجابتها باستعلاء:
-لا يمكننى الانتظار , فقط أبلغيه أننى أريد أن أراه لأمر عاجل.
رفعت الفتاة حاجبيها دهشة والمرأة أمامها تواصل القاء أوامرها وكأنها صاحبة الحق بذلك:
-هيا ,اذهبى الآن لتخبريه ... لا وقت لدىّ لاضاعته بهذا الكلام الفارغ.
-سيدتى ... من فضلك ...
قاطعتها صيحة غاضبة من فريال التى استشاطت غضبا:
-أخبرتك أننى لن أنتظر ...
-اهدأى ... أرجوكِ
- ما هذا الصياح ؟ ما الذى يجرى هنا بالضبط يا ندى؟
صوتا رجوليا صارما أخرس الاثنتين اللتين كانتا على أتم استعداد لاكمال هذه المواجهة العارمة ,اندفعت السكرتيرة تدافع عن نفسها ببراءة:
-لا أدرى يا سيدى , هذه السيدة أرادت مقابلتك لأمر ضرورى وقد أخبرتها أنك مشغول فأبت الانتظار وأصرّت على ما تريد.
قبل أن تستدير فريال مقابل ملامح وجهه الغاضبة المحتقنة أحس بها قلبه الخائن فانتفض بين ضلوعه خافقا بقوة ,يستحيل عليه أن ينسَ ولو لمحة منها ... صوتها المرتفع أثار انتباهه وعطرها الذى لفحه بصدمة عاتية أيقظ حواسه الكامنة ,فحين أصبحت أمامه مباشرة تلاقت الأعين بنظرات طويلة صامتة وان كانت معبّرة تماما عما يجيش بداخلهما من انفعالات ومشاعر متأججة ,هى ترجوه باستعطاف ألا يرفضها وهو ... يصارع بين رغبة قلبه وسيطرة عقله ,وحسم أمره سريعا باشارة من يده نحو السكرتيرة ليقول بحزم:
-لا عليك يا ندى ,تفضلى يا سيدة فريال ...
وأشار لها حتى تتقدمه الى مكتبه تاركا الفتاة متخبطة بحيرتها ... كيف عرف اسمها فهى لم تخبره بعد ؟ لا بد أنه يعرفها جيدا ... فتنهدت لا عجب أنها تتعامل بغرور يليق بها ,يبدو عليها الثراء الشديد والأناقة المفرطة ... سيدة ارستقراطية بحق كما كانت تشاهد بعض الممثلات وهن يؤدين هذا الدور, ولكنها تفوقت عليهن جميعا .. يا لها من امرأة جميلة !
سبقته خطواتها المرتبكة وهى تلوم نفسها كيف تجرأت على القدوم الى عرينه بمثل هذه البساطة ؟ وعادت لتشد أزرها مرددة لنفسها قول ابنتها : ان بنات الشرقاوية لا تحنين قامتهن ولا تكسرهن الرياح.
وهى أقوى دليل على صدق هذه المقولة ... حياتها السابقة ومعاناتها وصبرها ... فلتنهِ ما جاءت من أجله ولتتحلَّ بالصبر والأناة حتى تنال مبتغاها ... وهو وحده من ترغب برضاه وحبه.
أغلق الباب باحكام خلفه وهو بتجه خلف مكتبه الأنيق ليجلس بعد أن تأكد من جلوسها أولا ,لا يفوته أدق قواعد اللياقة فى معاملتها حتى وهما متخاصمان ... لا تشكّ بأنه يتصرّف هكذا مع سائر النساء من عملاء مكتبه ,فهو يعد مثالا حيا على الرقى والذوق.
-والآن يا سيدة فريال ... ما هو الأمر الهام الذى لا يمكن تأجيله والذى أثرتِ بسببه كل هذه الضوضاء ,بدون مراعاة لأنك بمكتب محامٍ شهير وعليك اتباعه القواعد المتعارف عليها ,كلى آذان صاغية .. وان كنت سبق وأخبرتك أننى لن أقبل أية قضايا تتعلق بكِ أو بأى فرد آخر من عائلتك.
حديثه الجاف الخالى من أدنى لمحة من التعاطف أو المشاعر ,جعلها تجفل فهى لم تحسب لهذا حسابا , وهل ظنّت أنه لمجرد رؤيتها سوف يتهاوى تحت قدميها ,طالبا الوصال ... أنها واهمة فمجدى هذا غير الشخص الذى طالما عرفته طوال حياتها ....
-أنا لست هنا من أجل أية قضية ..
-ولكنك جئت الى المكتب ,وهنا فقط من اجل مناقشة أمور العمل.
-مجدى , أرجوك فقط اسمعنى ... أعرف أننى قد أخطأت بحقك كثيرا ,وأنك قد تحمّلت منى الكثير ,,,أنا آسفة حقا.
كل كلامها الذى أعدّته جاهدة تبخّر من ذهنها ,نظر لها متكدرا وهو يقول ساخرا:
-هل عذاب الضمير هو الذى أحضرك الىّ ؟ لا تقلقى فلقد نسيت كل شئ.
-مجدى ... أنا لا أنام ... لا أستطيع ..
قاطعها محتدا:
-حسنا يمكنك أن تنامى ملء جفنيك يا سيدتى ... لا شئ يهم.
-مجدى ! أنت تسيئ فهمى متعمدا ,فأنا لا أقصد هذا...
-وماذا عنكِ حينما كنتِ تتعمّدين التهرّب منى واساءة فهم تصرفاتى نحوك ؟
أهذا أمر عادى بالنسبة لكِ ؟
-أخبرتك أننى كنت مشوشة التفكير أشعر بالخوف بسبب الماضى الذى عشته فى آلام وجراح .. لقد عانيت كثيرا.
قهقه ساخرا وقال بأسى:
-ألهذا جعلتنى أتذوق مما عانيته أنت ؟ أسقيتنى المر كؤوسا واحدا تلو الآخر ولم تكتفِ ... تماديت نحو الأسوأ .. أنتِ يا عزيزتى كنتِ تنتقمين من ناجى وأبيك وكل الرجال الذين ظلموك فىّ أنا ,الوحيد الذى كان يحبك باخلاص دون النظر الى مقابل ,فقط كنت أريد أن أرى بسمتك المشرقة فوق وجهك ,أردت أن أجعلك سعيدة ... يا لها من خسارة فادحة كل هذه السنوات التى مضت من عمرى وحيدا .. أنتظر عودتك ...
-كنت تحبنى ؟ أتعنى أنك لم تعد ... هل أصبحت تكرهنى الآن يا مجدى ؟
هز رأسه نافيا وهو يعترف مكرها:
-يا ليتنى استطعت أن أكرهك , صدقيننى لقد حاولت مرارا ... وفشلت.
ازدردت ريقها وقد هالها ما وصلا اليه بسببها فقالت تحاول أن تتمسّك بضوء الأمل الخافت:
-لم يكن ذهنى صافيا حينما اتهمتك ظلما ... كنت أشعر بمرارة الغدر والخيانة , لقد تلاعب بى الجميع من أجل مصالحهم حتى أقرب الناس الىّ ... أبى وأخى كلاهما تصرّف على هواه وتشاركا بحرمانى من ابنتى ... أنها مأساة حقيقية.
-وأنا ؟ ما ذنبى ؟ هل أجرمت بحقك يوما ؟ على العكس كنت دائما الى جوارك أنحاز الى صفك ولم أتخلّ عنك أبدا فماذا كان جزائى !
نهض واقفا بثبات غير حقيقى وهو يعلن انتهاء المقابلة بدون تراجع فقال متصنّعا القوة:
-والآن أتمنى أن تتفهمى أننى بمكان عملى وأنتِ تأخذبن من وقت أشخاص آخرين هم بأمس الحاجة لمساعدتى ...
قامت فريال بدورها وهى تقترب منه فيما هو صامدا وملامح وجهه كجلمود صخر ,وقالت فى شبه رجاء:
-أنا أيضا بحاجتك ,لا يمكننى أن أعيش من دونك ...أنا ...
-لا جدوى من حديثك ,فقد انتهينا يا فريال ,وأنت بكل تأكيد تستطيعين الحياة من دونى فقد فعلتها سابقا وعشتِ خمسة وعشرين عاما بدون وجودى ,والآن لديكِ ابنتك فهذا تعويض كافٍ عن أحداث الماضى ...
لامست بأناملها أصابعه المتكوّرة وهى تستجديه من جديد قائلة بصوت هامس تتضرع اليه:
-مجدى , لقد عرفت الحقيقة التى كانت خافية حتى عنى ... أنا ... أحبك.
تنفّس بعمق محاولا ألا يتأثر بنبرة الاستجداء فى صوتها وانتزع يده من بين أصابعها الحانية فكأنما طرد من الجنة التى لم يهنأ بها الا ثوانٍ معدودة ,وقال مشيحا بوجهه حتى لا ينتابه الضعف أمام عينيها المتوسلتين كدأبه المعتاد قائلا بصرامة:
-أشكرك على مشاعرك هذه يا سيدتى ,أنها لفتة طيبة منك أن تحاولى مواساتى ...
ثم أعاد النظر اليها وهو يشدّد على كلماته محذرا:
-ايّاك والكذب علىّ مرة أخرى يا فريال , فعاقبة فعلتك هذه لن تعجبك أبدا ...
-أنا لا أكذب يا مجدى , أنا أحبك حقا ... بل لقد أحببتك منذ كنت بعمر المراهقة حينما كنت أراك وقتها كصديق لأخى ... تعدّى اعجابى بك كل الخطوط ..
-اخرسى ... كيف تجرؤين على اختلاق مثل هذه الأكاذيب بسهولة ويسر ,أكنتِ تكنين لى المشاعر بوقتها ؟ كيف أمكنك أن تخفيها اذن عنى ؟
-لقد كنت متباعدا وأنا كنت أشعر بالخجل من عواطفى ... وناجى ..
-لا تذكرى اسمه أمامى , هيا اذهبى من هنا ,لا أريد أن اراكِ مجددا , ألا تفهمين ؟
-أنت الذى يكذب الآن على نفسه ,لا يمكنك أن تنسانى ببساطة ... لا يمكن !
-أستطيع وبغمضة عين.
وطرقع بأصبعيه اشارة على انتهاء الأمر,شعرت بكبريائها الجريحة تئن ألما فنظرت له مرة أخيرة بتوسل وهى تملى عينيها من قسمات وجهه المحببة الى قلبها وقالت منتحبة:
-آسفة ان كنت قد عطّلتك عن أشغالك ,وأعدك بألا أزعجك بعد الآن ... وداعا يا مجدى.
ألقت بكلمة النهاية هذه المرة وقد تملّكها اليأس من أن يلين رأسه العنيد ويتراجع عن موقفه المتشدد منها ,وأدركت فريال بأنها قد خسرت المعركة هذه المرة ... بعد أن هزمت بالجولة الاخيرة.

**********

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 03:06 AM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

بعد أن اطمئن عادل الى استعادة هناء لوعيها ,تركها بعناية زوجته منى وانطلق خارجا من الغرفة ليقوم بمهاتفة ابنه وأخذ يحدث نفسه : يا ليتك تجيب على اتصالى هذه المرة يا سيف ,فالأمر أخطر مما تتصوّر ,ولدهشته فقد سمع صوت ابنه على الجانب الآخر يتسلل الى أذنيه باردا:
-آلو ... ماذا هناك ؟
أثارت لهجته الخالية من المشاعر ألما خفيّا فى صدره الذى شعر به يضيق ولكنه نفض عنه هذا الاحساس وسأله بلهجة عمليّة:
-أين أنت الآن يا بنى ؟
-... أنا بالخارج كما تعرف ...
-هل أنت بمكان بعيد ...
-الى حد ما ..
كانت اجاباته مقتضبة باختصار شديد وكأنه مكره على الرد فقاوم عادل رغبة دفينة بتأنيبه وقال بصوت أجش:
-أريم منك أن تحضر على وجه السرعة الى البيت ومعك طبيب فقد وقع حادث ل...
قاطعه صوت سيف ملهوفا على الرغم منه:
-هل صار مكروها لأمى ؟
-لا يا بنى حمد لله أمك بخير ... أنها زوجة عمك هناء ...
تنهّد سيف مرتاحا لأنه اطمأن على صحة أمه ولكنه استفسر قلقا:
-ماذا حدث لتنت هناء ؟
واستمع الى صوت أبيه المتوتر مستطردا:
-يبدو أنها قد تعثرت وكاحلها متورم بعض الشئ ... ربما أصيبت بالتواء
-وأين كريم ؟ لقد تركته بالبيت , هل خرج ؟
-يبدو أن مشادة قد وقعت بينهما واندفع على اثرها خارجا بدون أن يلتفت ورائه ... هيا يا سيف أسرع بالله عليك.
-حاضر يا أبى , حالا لن أستغرق أكثر من عشرة دقائق.
اندفع عادل محذرا ابنه:
-لا يا بنى تمهّل يا حبيبى ولا تكن متهورا فى قيادتك
تأثر سيف قليلا من لهجة أبيه العاطفية التى لم يعتدها منه ,فقد كان دوما قليل الاهتمام به وكأنه منسيّا فقال بهدوء:
-لا تقلق علىّ ,فمهارتى فى القيادة لا يختلف عليها اثنان.
-لا حاجة للاستعجال ,وانتبه لنفسك فلا يقع سوى الشاطر ... تصحبك السلامة يا سيف.
هل كان يتكلم عن قيادته للسيارة أم أنه يعنى أمرا آخر ؟ وابتسم لنفسه بسخرية : كيف يعرف بالأمر الثانى الذى بشغل باله فهو كتوم وحريص للغاية على اخفاء علاقته بمها وانطلق صوته مدويّا:
-مع السلامة يا بابا.
وأنهى الاتصال ليلحق بالطبيب فى طريقه الى المنزل وهو مشغول البال بما حدث بين كريم وأمه ,ترى هل لعلاقته بهديل شأن بهذا الخلاف بينهما ؟ زفر بحرقة وهو يئن :آآآآآآآآآه منكن يا بنات حواء , لا يسلم المرء من أذيتكن ولا يستطيع العيش بدونكن.
فيما أخذ عادل يفكّر بعمق لماذا اقدم على الاتصال بابنه دون اللجوء الى رفيق كالعادة ,فهو لا يمل الاعتماد عليه فى كل صغيرة وكبيرة تخص شؤون العائلة , فرفيق هو الحصان الأسود الذى يراهن عليه الجميع ,ترى هل كانت هذه هى غريزة الأبوة التى انطلقت من محبسها الطويل ؟ فبعد مرارة دامت سنوات ومعاناة استمرت طويلا هل يمكن لشمل أسرته أن يلتئم مجددا ؟ ان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وهو قد خطا بالفعل نحو المصالحة مع زوجته ,مستبشرا بالخير متفائلا بأن قلب ابنه بدأ يلين ولو قليلا له.


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 03:07 AM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

انتهى الفصل الخامس والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 05:23 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل السادس والعشرون



عادت الأم وابنتها الى المنزل بذات اللحظة ربما تفصل بين خطواتهما المتباطئة أجزاءا من الثانية ,كانت فريال تجر قدميها جرا وهى تشعر بأن عالمها قد تهاوى وتحطّم مجددا الى آلاف القطع المتناثرة غربا وشرقا ,أبعد ما شعرت بنبض الحب يتجدد فى حياتها ليغمرها بطيفه الظليل فتحتمى به من وهج الجحيم الذى عاشته طويلا ,تشعر بالنبذ مرة أخرى ... كان لرفضه طعما مرا كالعلقم ... وأدركت بعد فوات الأوان أنه لا بد من الاستسلام للهزيمة التى لقيتها على يد الحبيب الوحيد بحياتها ,نعم اعترفت من قبل لنفسها بهذه الحقيقة الواضحة كقرص الشمس ,والآن ستكتفى بالبقاء قريبة من ابنتها الغالية ... ودون اثارة أية مشكلات مرة أخرى ... تريد لها أن تنعم بالاستقرار الأسرى الذى حُرمت منه ... عليها أن تتفرّغ لمستقبلها المهنى فهى من أفضل مصممى الديكور ... وستبدأ بتنفيذ رغبة أميرة ورفيق بتجديد جناحهما ليليق بشرف استقبال العروسين الجديدين ,سوف يحصلان على أحلامهما مجسّدة بلمسة فنانة أصيلة ... ستغرق نفسها بالعمل لتسعد أقرب الناس اليها وما أحلاه من مجهود ذلك الذى يبذل من أجل الأحباب.
اخترق نداء أميرة لها غياهب عقلها التائه بقسوة لتستفيق محدقة ببلاهة فى وجه ابنتها التى اندفعت اليها بفعل خوفها وقلقها ثم أحاطت كتفيها بذراعيها وكأنها تحتوى طفلتها الصغيرة لا أمها فيما قالت بصوت يفيض عذوبة:
-ما بكِ يا أمى ؟ والى أين ذهبتِ ؟
أجابتها فريال بشرود ذهن:
-لا شئ , لا شئ ... هيا بنا لندخل.
وسارت المرأتان متعانقتين وكلتاهما مشغولة البال بما يزعجها ,فريال ونيران الهجران تلتهم قلبها الملتاع ... لقد زلّت قدمها على حافة الهاوية لتسقط دون أن تجد منقذها هذه المرة , بل لقد تحوّل الى جلّاد قاسى القلب لا تأخذه بها أدنى شفقة ,رمى اعترافها المذل بالحب فى وجهها وطالبها بالخروج من حياته نهائيا ,وهل تملك أن تلومه على ما فعله ؟
فقدت كافة حقوقها الحصرية التى منحها لها سابقا ,ربما الفراق هو مصيرهما الأبدى ... يوما تفضلّ سواه عليه , ويوما آخر يقرر الابتعاد عنها ...
أما أميرة فبعد أن ظنت أنها بمعرفة الحقيقة ستنعم براحة البال .. وتتمتع بلحظات سعادتها مع رفيق ,الى أن ألقت ليلى بقنبلتها الموقوتة فى وجهها ,أحقا سترتبط بخالد كما أخبرتها اليوم ؟ أنها لا تحمل ضغينة ضد صديقتها الحميمة الا أنها غير واثقة من قناعتها التامة بالاقتران برجل عادى مثل خالد ... مجرد موظف يكدح مثلها طوال اليوم من أجل راتب شهرى لا يكاد يكفى احتياجاته ومتطلبات الحياة المتزايدة ,كان حلمها دوما أن تتزوج رجلا ثريا ,يتلاعب بالنقود دون أن يرف له جفن ,منذ عدة سنوات خلت عندما التحقت بالعمل فى مكتب السيد فهمى ... وتعرّفت الى ليلى كانت تتعافى من تبعات علاقة حب آلت الى الفشل كانت تربطها بشاب ينتمى الى واحدة من العائلات الثرية العريقة ,هل كانت ليلى تكن له فعلا مشاعر عميقة أم أنه كان بالنسبة لها مجرد سبيل للوصول الى غايتها ... هى تعلم أنها ليست بهذا السوء الذى تبدو عليه للوهلة الأولى ... ولكنها طموحة تتجاوز أحلامها حدود السحاب عاليا فى السماء ,أخبرتها ذات مرة فى جلسة صفاء ... أنها تستحق الأفضل ولمَ لا وهى جميلة بل فاتنة الجمال ,ليس غرورا من جانبها ولا استغلالا لهبة من الله ,أنها ذات شخصية جذابة ... تشد الرجال اليها كالمغناطيس .. هكذا كان الحال على الدوام .. كم من عميل مهم قد حاول نيل رضاها وكم من رجل رأته مدلها بحبها ... وللحق ليلى لم تكن تمانع أبدا من هذه الهالة من الاهتمام الملحوظ التى تحيط بها فهى مولعة بالمظاهر ,لن تنسَ يوم اصطحبها رفيق الى المكتب حتى تقدم استقالتها فتراقصت نظرات الاعجاب تجاه رفيق فى عينيها الواسعتين ,وعندما عرفت بحقيقة زواجها منه باركت لها بقلب صافٍ كأية صديقة مخلصة ,لا تنكر خصالها الحميدة ... ولكن خالد !! أنه شاب لطيف المعشر حسن الخلق ورقيق الحال ,لا تفلت العيبة من لسانه ,ولم يحاول اخفاء اعجابه الشديد بالسكرتيرة الفاتنة ... فكانت نظرات عينيه دليلا دامغا على ادانته بتهمة الحب ,الا أنه ظل على صمته ... هل قررت صديقتها أن تكتفى بالزواج من خالد دون النظر الى التطلعات المادية ,أم أن هناك سببا وراء هذا التغيير ؟تتمنى لها السعادة من كل قلبها ولكن ليس على حساب مشاعر خالد اذا كانت تتسلّى بها ,ماذا سيؤول اليه الحال اذا ما قررت ليلى أن تهجره فى وقت ما ؟
لماذا تشعر بأن حزن والدتها العميق له علاقة وثيقة بغياب المحامى عن محيط الأسرة ,يبدو أنه كان هناك لهيبا مشتعلا متواجدا تحت الرماد ,أما آن الأوان لهذه المرأة أن تُرحم من العذاب ... هل كُتب عليها الشقاء والتعاسة مدى الحياة ؟ هل هو عقاب تدفع ثمنه جراء ذنب اقترفته ؟ وبحق من أخطأت ؟

**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 05:24 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,136
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

اصطحب سيف الطبيب معه بسيارته الخاصة بعد مروره الخاطف على عيادته وكان قد سبقه اتصال هاتفى ليعلن حاجتهم الضرورية لاجراء كشف منزلى سريع ,قاد بتهور جامح حتى كادت عينا الطبيب تخرجان من محجريهما وهو يتوّسل له أن يخفف من سرعته الجنونية حتى يصلا بسلام آمنين ,وبالفعل مرت أقل من خمسة عشرة دقيقة وكان يوقف سيارته قريبا من مدخل الفيلا ودون ابطاء ترجّل منها وسار يتبعه الطبيب الخمسينى ذو الشعر الأسود الذى غزته خطوط فضية كثيفة فأشار له بيده نحو باب الفيلا:
-تفضل يا دكتور.
كانت سماح واقفة أمام المدخل متأهبة للانطلاق فما أن لمحت سيف قادما ومعه رجل يبدو عليه سيماء العلم والرزانة حتى أدركت أنه الطبيب المختص فاستقبلتهما ملتاعة:
-أستاذ سيف , الجماعة بانتظاركما فى الأعلى.
أشار لها حتى تلتزم بالصمت مكتفيا بأن ألقى أمرا حازما:
-اصعدى لتعلميهم بقدوم الطبيب حتى تستعد تنت هناء.
هرولت الفتاة صاعدة الدرج بخفة ورشاقة واختفت داخل احدى الغرف الأنيقة بعد أن طرقت بابها عدة مرات .. وعادت أدراجها ملهوفة لتقول بصوت يهتز انفعالا:
-تفضل يا دكتور ...
بقى سيف منتظرا خارج الغرفة حتى فوجئ بمن يربت على كتفه بقوة قائلا بصوت أجفله:
-سيف , هل حضر الطبيب ؟
كان هذا هو صوت والده فالتفت ببطء متجمد الملامح ليجيبه بلا مبالاة:
-نعم , أنه بالغرفة للفحص.
-عفارم عليك يا بنى ,لقد أنقذتنا من ورطة محققة ,كانت هناء تتألم بشدة من وجع قدمها ,ولم تكن لتحتمل أكثر.
هل كان هذا هو والده الذى يثنى عليه ؟ أنه لا يتذكر يوما أنه قد نال استحسانا منه على أي عمل جيد قام به ,حتى وهو ينجح بتفوق على الدوام بجميع صفوفه الدراسية وصولا الى المرحلة الجامعية ... بم تطرق أذنيه كلمة تهنئة منه ,فوقف أمام عادل يراقبه متأهبا كأسد يوشك على الانقضاض بأية لحظة اذا ما استدعى الامر ,قطع سيف الصمت المخيّم عليهما وهو يتساءل باهتمام حقيقى:
-ما الذى صار بالضبط لتقع الحادثة ؟ وأين هو كريم ؟
كان عادل عاقدا لذراعيه خلف ظهره وهو يقول بصوت يشوبه القلق:
-لا أعرف بالضبط أية تفاصيل ,كل ما فى الأمر أننى كنت مع أمك حينما سمعنا صوت جسد يرتطم بالأرض مصحوبا بأنّة ألم ففوجئنا بهناء تفترش الأرض وهى تنادى كريم صارخة الا أنه كان مندفعا بدون أن يلتفت ولو مرة واحدة خلفه ,والى الآن هاتفه مغلق.
مرر سيف أصابعه بخصلات شعره الناعمة يمشطّه الى الخلف بحركات منتظمة تدل على توتره وعصبيته ثم هتف حانقا:
-يا الهى ! ألا يوجد شخص واحد عاقل هنا , كل ما يدور حولنا من أحداث تتسم بالجنون , لم أعد أحتمل , أوه ...
قاطعه نداء أبيه ونظرات الأسف تطل من عينيه على حال ابنه:
-سيف ... أريد أن أتحدث اليك بأمر ضرورى.
-ليس هذا بالوقت المناسب لاجراء أية أحاديث.
-أعرف , ولكننى بأمس الحاجة لأن أكلمك .. أرجوك يا بنى.
كاد سيف أن يرفض طلب أبيه بصلف وعناد كعادته حتى تنازعته غصة فى حلقه منعته من النطق ,فأعاد الوالد رجاءه مرة ثانية وهو يمد يده نحو ابنه الراشد فى لمحة واضحة تبين حاجته للمساعدة ,وعيناه تحملان أملا وليدا ,وببطء شديد استجاب لنداء الواجب .. وقبض على يده ليعتصرها بين راحتيه وهو يتمتم:
-حسنا يا بابا , لا بأس.


************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية