لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-18, 08:12 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الثانى عشر

الهوى ذئبٌ وأحلامي قطيعْ هارب
ياخفيّ اللطف أدرِك غُربتي
أوشكت نفسيَ من نفسيْ تضيعْ من يستدعِ ذكرياته يمُت تواً، كأنّه يبتلع قرص السُم!
كمن ينتظر هطول المطر والشمس تصيح فى كبد السماء
كمن يتطلع الى الحرية وهو معتقل فى غياهب السجن

*********
_ سيف ماما عاوزة الطلبات دى .
اليوم هو يوم الجمعة ، يوم التنظيف العالمى فى المنازل .. حيث أستيقظ باكرا على صوت زوجته نهاد تطلب منه مغادرة الغرفة لكى تنظفها ، لينقطع النوم الجميل ويخرج إلى الصالون حيث وجده رأسا على عقب .
وكان لابد أن يصمت وإلا واجه زوجته وأمه ..
وها هى زوجته بملابس التنظيف الغير متوقعة !! المكونة من شورت يصل إلى فوق الركبة بقليل .. وتى شيرت دون أكمام ، مع وشاح صغير مربوطا حول شعرها .
أخذ منها الورقة المدون بها الطلبات بإحدى بديه وبالآخرى إختطفها إلى أحد الجوانب لينظر إليها بتفحص وهو يقول بمكر :
_ دى هدوم التنضيف .. أمال ليه هدوم البيت بيجامات ؟
أنهى عبارته بخبث وهو يرشق وجهها المتورد بنظراته التى لا تخجل من التمعن بشيئا هو خاصا له وحده.
بينما كانت تتلوى بين ذراعيه التى قيدتها لتقول بخجل وهى تحاول الابتعاد :
_ ماما بتنادى .
إقترب منها بوجهه ، بينما يداه تسندانها على الجدار من خلفها ، ليهمس قرب شفتيها بشغب :
_ مش عليا الشغل ده .
وأنهى الجملة بقبلة إمتلاك ، قبلة كانت الأولى من طرفها والثانية من طرفه ..
لكنه وجدها لذيذة .. مختلفة وتكاد تطير عقله ، لتتحول رقته فى بادئ الامر مع إستسلامها لتطلب وقوة وربما إكتساح .

أنتفضا سويا على صوت أمه الذى يقترب منهما ، فدفعته نهاد فى صدره بقوة وهى تخفى وجهها المتقد بيديها .
بينما قابل والدته بإبتسامة مرحة قائلا :
_ نورتينا يا سمسمة .
رمقته والدته بنظرة متعجبة وهى لا تعى شيئا ، ليتنحنح قائلا وهو يسارع بالمغادرة :
_ هروح أجيب الحاجة اللى طلبتيها .
غادر بسرعة تتبعه نظرات والدته المندهشة ، لتلتفت إلى نهاد التى كانت مرتبكة وتقول بتلعثم :
_ وانا .. وأنا هروح أكمل تنضيف .

............................................................ ........................................................

جذبها من ذراعها وهو يدفعها برفق تجاه غرفتهم ليقول هامسا :
_ مش خلاص خلصتى تنضيف .. تعالى أقول حاجة سر .
رمقته بنظرات غاضبة وهى تتمتم :
_ لأ مش عاوزة أعرف .. كفاية أنك حرجتنى النهاردة قدام ماما .
_ طب كلمة واحدة ؟
بدا كطفل صغير يريد حلاوته فقالت بحزم :
_ لأ مش هنسيب ماما قاعدة لواحدها .
زفر بقلة حيلة ليشير لها تجاه الصالون الذى تجلس فيه والدته .
وقبل أن تتحرك سمعت رنين جرس الباب فذهب سريعا لكى تفتح الباب .

نظرت بدهشة إلى المرأة التى كانت تعاينها بنظرات متفحصة قبل أن تقول بتكبر :
_ أنتِ مين ؟
إزدادت دهشتها مع سؤال المرأة الوقح وكأن المنزل منزلها ، فاجابتها :
_ حضرتك اللى جاية بيتى وبتسألينى أنا مين ؟
_ بيتك !!
صدرت الكلمة من المرأة على هيئة شهقة إعتراض ، لتظهر والدة سيف من خلف نهاد قائلا بترحاب مرتبك :
_ اهلا .. اهلا يا سمية .. واقفة ليه على الباب أدخلى .
رمقتها السيدة وهى تدخل بنظرة مشمئزة ، بينما تبعتها ابنتها الصامتة إلى الداخل ليجلسوا فى الصالون .
سمعت ترحيب والدة زوجها بالمرأة وابنتها ، لتتبعها بأمرا لطيف فى أن تعد الضيافة للزوار .
بعد دقائق خرجت بالضيافة كما طُلب منها ، لتقدمها للضيوف عجيبى النظرات .
كادت تنسحب إلى غرفتها إلا أنه سمعت ما صدمها .. فوقفت مذهولة تسمع ما تقول المرأة .

صاحت سمية بغضب وهى تطالع نهاد بنظراتها المشتعلة :
_ أحنا مش كان بينا كلمة .. ومش أى كلمة دى كانت كلمة رجالة ، وأبنك كانت متفق معانا أنه أول ما يرجع من السفر يخطب بنتى .. وقرأنا الفاتحة ..
ودلوقتى راجع وهو متجوز وحتى مسألش عن البت اللى ربطها بيه وخلاص ... دلوقتى قوليلى يا سامية أعمل إيه أنا .
المنطقة كلها عارفة أن بنتى مخطوبة لإبنك ، وناس كتير أتقدمتلها وأحنا حافظنا على كلمتنا وقولا لأ وأستنينا ، وفى الآخر أبنك نسى كل ده وأتجوز .. دى أخلاق سيف اللى المنطقة كلها بتتكلم عليها ..
بيعلق بنت الناس ويروح يتجوز الشقرة ، مكان من الاول ميعلقش بنتنا .
كانت تقف مصدومة تسمع حوار المرأة بعدم تصديق .. وهنا قفز إلى عقلها مشهدا قريب حين كان سيف فى زيارة إلى والدها فى المنزل .. وعرض والدها عليه زواجها .

_ سيف تقبل تتجوز بنتى .....أنا مش هطمن على بنتى مع حد غيرك .
نظر له سيف بذهول وقال بحرج :
_ أنا ... أنا كنت واعد بنت بالجواز ، واهلنا كانوا متفقين أول إجازة أخدها هخطبها فيها .

إذا كان محق .. لقد أعطى كلمته لتلك الفتاة التى تجلس أمامها دون كلام ، فقط تراقبها بنظرات فسرتها هى على قول سارقة !
أحقا هى سارقة ؟ ... أسرقت سيف من تلك الفتاة ؟
هل هى من يحب ؟ .. هل هى من يريد ؟
شعرت فجأة بنفسها تتهاوى .. تتهاوى مع كل أحلامها معه .
إلى ان أستفاقت على صوت سامية والدته وهى تقول بتحرج :
_ أحنا فعلا آسفين ، لكن موت أبو أدهم والظروف اللى بنمر بيها.....
قاطعتها المرأة بحدة صائحة :
_ ما أبنك أتجوز فى الظروف دى يا سامية ... وكان بيقولنا أنه مش معاه فلوس يتجوز ورضينا بيه .. وفجأة رجع ومعاه فلوس بعد كام شهر بس فى بلاد بره ... منا لازم أفهم ساب بنتى ليه وراح لدى .
وأشارت بيدها تجاه نهاد التى إنتفضت بذعر وهى تلاقى النظرات الحارقة الحاقدة من المرأة .

هى بالكاد تفهم ما يدور .. قرأة فاتحة كانت أم خطبة !!
وعدا بالزواج ثم نقض العهد بسببها !!
فتاة تجلس قبالتها من المفترض أن تكون مكانها !!

............................................................ ........................................................

حل المساء عليها فى هذا المنزل دون كوارث مؤقتا .
هكذا همست لنفسها وهى تقف فى شرفة الغرفة اللتى مكثت بها منذ قدومها .
كانت تجلس بوجوم تستمع إلى صوت الريح وهى تعصف بالنباتات فتصدر صوت حفيفا خفيف .

أخافك يا وحشى الغامض ..
أخافك يا من أجهلك وتعلمنى
أخافك بذاتى وكيانى
أخاف حبك الذى تملكنى
أخاف أن أعشقك وتجرحنى
أخافك بسكونك وحركتى
أخافك ببعدك وقربى
أخاف أن تتركنى !!
أخاف أن تتملكنى !
أخافك حتى أصبح خوفك هاجسى
**
حين عشقت
عرف أن العشق لا هوادة فيه
هو حربا فيها الرابح والخاسر
هو قتالا بين طرفينا ..
هو دروبا تسلكها وأسلكها معك
هو أن أقول أعشقك وتقول عجزت الكلمات عن وصفك
***
تملكنى قلبا قبل جسدا
لا تغدر بقلبى كى لا يغدر بك عقلى
فأنا أنثى حين أحب .. أعشق بجنون
وحين أكره .. أيذيقك الجنون .

لم تنتهى سينفونية الليل فى الأرياف ، فمع تلاحق الرياح كانت النباتات تكمل سينفونيتها بإيقاعها الخاص .
أنتبهت فجأة إلى أحدهم يقف تحت شرفتها متوجها بناظريه تجاه المنطقة المزروعة أمامهم .
لترتفع عيناه فجأة إليها وكأنه شعر بتواجدها .
لم يبدوا لها الوجه مألوفا ، إلا أن تحديقه المبالغ بها جعلتها تشعر بالغضب وكادت تدخل غرفتها إلا أن صوته استوقفها :
_ أنتِ مين ؟
لم تكن الشرفة على بعد كبير من الأرض ، بل إنها تقريبا كانت بالدور الأول ..
قالت له بصوتا جامد :
_ مرات صاحب المكان .
صدرت عنه ضحكة ساخرة ، ليقول لها بإستهزاء :
_ تقصدى بنت القاتل !
تصاعدت الدماء إلى وجهها بغضب وكادت ترد عليه بقوة إلا أنه سارع القول متداركا نفسه :
_ أيا كان سبب وجودك هنا .. أدخلى أوضتك أحسن ، لأن مش كل الناس أدهم .. وهنا أنتِ فى جحر الضباع وفى أى لحظة ممكن يتعمل معاكى كده .
وأشار بيده على عنقه فى حركة تعنى "قتلها" !!

أنتابها الرعب وهذا مجرد حق صغير لما يشير إليه هذا الفتى ، إلا أنها أدعت القوة وهى تجيبه :
_ مش خايفة لأنى معملتش حاجة أخاف عليها ولا بابا ، والحقيقة هتظهر مهما أزداد الظلم .
إقترب الفتى ليقف تحت الشرفة مباشرة وينقضى فى ضحكه المرتفع ليقول من بين ضحكاته :
_ بلاش جو الشجاعة ده هنا .. عندى عمى عزت لو سمعك بتقولى كده هيخلص عليكِ .. وهشام ابنه زيه معندهمش تفاهم فى الموضوع ده بذات ..
بس أقولك لسلامتك وسلامة الجميع خليكى فى أوضتك .
كلامه الغبى أثار غضبها فهو على حق ويبدوا أن أدهم يدرك ذلك تمام ، لأنه أغلق عليها باب الغرفة وهو يغادر قائلا ببرود أن هذا لمصلحتها .
والأن ذلك الفتى الذى يتراوح عمره بين ال17 وال18 يتبجح أمامها متفلسفا .
_ أنتَ مين ؟
وقف أمامها بإعتدال بعدما ابتلع ضحكاته الحمقاء ليقول بإباء مصطنع رافعا الرأس بفخر :
_ أنا أسامة ابن عم أدهم .. ممكن تقولى أنى مخترع وعبقرينوا العائلة .. قدامك واحد من أوائل الثانوية العامة ، أول واحد يرفع راس العيلة فى الدراسة ، وأول....
_ خلااااااااااص .. عرفت أنك مهم .
صاحت بها فى حنق وهى تجده لا ينهى الحديث عن نفسه .
تهدل كتفاه بخيبة مصطنعة وهو يقول مدعيا الصدمة :
_ كسرتى هيبتى يا شيخة .
كادت ترد عليه إلا أن صوت هاتفه قطعهما ، فقال إليها وهو ينظر إلى هاتفه بإمعان :
_ أدخلى جوه يلا .. يلا .
سألته بتعجب مستغربة لتبدل حاله :
_ ليه ؟
نظر إليه بضيق وهو يجيبها :
_ هكلم الحتة بتاعتى .. هو مفيش أى خصوصية .
إتسعت عينيها بصدمة وهى تجده قد أدار لها ظهره ليجيب على الهاتف بميوعة وسهوكة ، جعلتها تكاد تنفجر فى الضحك .
الحتة بتاعتى !! ويريد خصوصية !!
يا له من جيلٍ عجيب !!
دلفت إلى غرفتها بإحترام لتترك له المجال كى يحادث "الحتة بتاعته"

............................................................ ........................................................

الشيطان يدبر وعليها التنفيذ !!
كانت تراقبه بضجر كيف يحرق سجائره .. الواحدة تلو الأخرى .
ينفثها بقوة وشراهة وكأنه يصارع أفكاره اللعينة ، بينما تجلس هى هكذا منذ تقريبا ساعتين ... تراقب شروده وغمضات عينه وكذلك ابتسامة تشفيه .
لا تعرف ما يرموا إليه ، وما موقعها الإعرابى فى خطته التى تجهلها ، فقط تنساق وراءه برعونة تعلم أين ستودى بها لا محالة .
أنتهت سيجاره فظنت بأنه سيتبعها بآخرى لتختنق هى وسط جحيم مخبأه اللعين المغلق المكسو بالظلام .

شعرت بإلتفاته لها ، لترى بعينه نظرة لامعة وكأنه وصل إلى مبتاغ أخيرا .
ليقول بهدوء متمهل :
_ تعرفى .. رغم إن دورك فى الخطة الجاية بسيطة ، إلا أنك لازم تفضلى جمبى .
عقد حاجبيها بتفكير ، ليرتفعا بالأخير فى صدمة لتسأله بصوتا متقطع :
_ أنتَ عاوز إيه يا حسام ؟ .. ليه أنا بذات رغم أنك تقدر تجيب حد يمثل أحسن منى ؟
أنتَ عارف ومتاكد أن مرام مش سبب للى بتعمله ... أنتَ عاوز إيه من مؤيد ؟ ... الموضوع مش محدود على مرام ومؤيد .. وحاجة كمان .. أنتَ إيه علاقتك بمرام ؟
وأجاب اسئلتها المتعددة بضحكة صاخبة ، لتنتهى بقوله البطيئ الساخر :
_ فى فكرك أنى هرد على سؤال من كل دول ، انتِ مش غبية يا شذى وأنا مش هرد على كل ده ... بس اللى عاوز أقوله أن مؤيد هيدفع تمن اللى عمله فى مرام .. وأنتِ ....
_ وأنا إيه ؟
سألته بيأس إستحكمها بعدما عادت إلى خططه ، لتسمعه يتبع بهدوء :
_ أنتِ ليا .
أغمضت عينيها تشعر بالضياع ، ألم ترد يوما أن يشعر حسام بها ؟
ألم ترده أن يحبها ؟
ألم ترد أن تكون له ويكون لها بقلبه وكيانه ؟
ألم ترد قربه ؟
إذا لماذا الأن النفور من كلماته ؟!!
اجابتها كانت كجثة فقدت الروح ، ليبقى بها داء البرود :
_ انا مش ليك يا حسام .. أنتَ وحش أسود واللى يقرب منه هيموت أو هيحترق بناره .. وأنا مش عايزة ده ولا ده ، أنا أبدا مش ليك مدام هتكمل فى الطريق ده .
وضحك !! ... ضحك بإستمتاع وهو ينهض ليحضر كأسه الممتلئ بالسائل الأصفر ذا الرائحة النفاذة .
ليهمس وعيناه تتابع قطع الثلج فى كأسه :
_ للأسف الخيار مش بإيدك ... شذى تقبلى الواقع أنتِ ملكى ، أنتِ أول واحدة أقرر أنها تكون ملكى لوحدى .. حاجة حصرية ليا وبس ..
_ أنتَ بتحب مرام ؟
باغته سؤالها القادم بغير موضته ، ليبتسم بسخرية ويجيبها :
_ ورغم أنى قولت مش هرد بس هرد ، لأ محبتهاش ولا هحبها .. مرام دى النقطة السوداء فى الصفحة البيضاء .. مرام الشغبطة السيئة وسط موضوع إنشائى جميل .. مرام دى كابوسى .. مرام شالت فى حياتها أكتر من اى حد .. مرام هى شبح أسود .
هزت شذى رأسها بصدمة .. ما هذا الجنون ، بحق الله ما هذا !!!!
اى تفكير يجول بعقله ، كيف هو يرى مرام هكذا ويفعل ما يفعل !!
حسام ........ مرام ....... مؤيد ...... هى ..... وفراغ بين الكلمات !!
خرجت من صدمته بفعل عاصفة إبتلعتها ، لتقول بعينين ذائغتين :
_ أنا عاوزة أفهم .. أنتَ ومرام إيه نوع العلاقة بينكم ؟
أبتلع آخر رشفة من كأسه ، لينظر إليها من خلفه بنظرة صاعقة وهو يهمس بخفوت متجمد :
_ عداوة .. العلاقة بينا نوعها عداوة .
جنووووون .. هذا جنون ما يقول !!
ما هذا .. ما تلك الخيوط المبعثرة ؟ .. من أين البداية إلى الخلاص من تلك الصدمة !!
أمر حسام .. أمر مرام كبر ، أمرهما أكبر من ذلك .. أكبر منها ومن مؤيد .. الأمر يكمن بين حسام ومرام وشيئا ناقص ..
ولكن هى ومؤيد دخلا اللعبة بالخطأ ، وحُكم عليهما بالإعدام مع هذان !!

............................................................ ........................................................

_ ياسين أنا موافقة على عرضك .
قالتها رغد بثقة وكأنها أخيرا وصلت لبر الأمان بعدما أبحرت لسنوات فى بحر الظلمات .
ولكن الأمان تحول فجأة لصدمة .. خوف .. ظلام ..
مع قول ياسين القاذف ببسالة :
_ أنا مش موافق .
صدمة ..... وأى صدمة تلك التى أخذتها ..
هل جرب يوما أن تتلقى لكمة عنيفة فى معدتك ، او دلو من الماء البارد يسقط فوق رأسه فى جو بارد ..
هكذا كانت تشعر وهى تتلقى الصدمة منه ..
ليس موافق !!
ماذا .. متى ولماذا ؟
ألم يقل لأخاها أنه يحبها ؟
ألم يقل لها بأنهما سيواجها الجميع وسيساندها ؟
ألم يعهد لها بالأمان بجواره ؟
لما الأن بعدما وثقت فيه ؟؟؟
لما الأن بعدما سلمت الحصون وأقنعت نفسخا بأنه الصواب ؟
_ ليه ؟
سألته بصوتا ممزق ..تأئه ، ليجيبها بتلعثم وهو يسارع لخفض وجهه :
_ آسف يا رغد .
_ ليه ؟
عاودت السؤال ولا تزال الصدمة تحاكى حروفه .
فلم يكن منه إلا أن صمت .. وآثر السكوت عوضا عن الدخول فى جدالات لا صالح لهما بها .
_ ضعيف .. جبان .. خانع .. غبى ، وأنا أغبى منك لأنى صدقت واحد زيك ، لأنى صدقت أنك هتكون سند ليا وهتساندنى .. لأنى صدقتك فى أنك هتحمينى ، لأنى صدقت انك هبتعد عنى الحزن .
صرخت بآخر كلماتها ليلتفت من بالكافيه الواقع على النيل إليهما بفضول لم تعرهم أدنى تفكير .
فقط كل ما تفكر به أن ذلك الذى يجلس أمامها جبان نذل .. ليس له القدرة على فعل شئ .
لتسمع قوله الضعيف :
_ أحنا مختلفين يا رغد .. مش هنقدر نتواصل ، ولا هنقدر نكمل جواز زى ده .. وهتبقى مطلقة للمرة التانية .
غبى .. غبى ويستحق الكلمة بكل حروفها ، فصرخت به بعنف :
_ على أى أساس بنيت فروضك دى ؟ ... قولى أسبابك .
أغمض ياسين عينيه بحزن ، ليقول متنهدا :
_ بلاش ندخل فى جدالات مش هتفيدنا .. أنا شوفت الصح وأخترته .
هزت رأسها بعدم تصديق .. الذى أمامها حقا رجل !! ... ما هذا الضعف الذى يعتريه .. كيف تهتز كلماته بهذا الخنوع ..
قالت أخيرا لتنهى تلك الجلسة العقيمة وهى تكاد تنفجر من شدة غيظها :
_ صح بلاش ندخل فى جدالات .. انتَ أخترت الصح ، مشيت فى طريق الصح .. ووقعت على أول خطواته وأنا واثقة بـ ده .. وهنتقابل تانى يا ياسين ..
نهضت بعنف جاذبة حقيبتها ، لتخرج حافظتها ومنها أخرجت المال لتضعه على الطاولة فى إشارة حادة لإهانته .. وهو كعادته وبشخصيته الضعيفة لم يصدر أى رد فعل .
لتسبه فى نفسها وتنطلق ناظرة إلى الأمام .. عاقدة العزم على أن تخرج اسوأ ما بها فى مواجهة الآخر الذى يراقبها !!

............................................................ ........................................................

وقفت أمام نافذة زجاج سيارته المفتوح ، لتهبط قليلا وتناظر هيئة الجالس فى الكرسى المقابل .
فابتسمت بسخرية وقالت بهدوء :
_ اللى نفسى أفهمه اكتر من أى حاجة .. أنتَ ليه عاوزنى ؟ .. سيبتنى بالرخيص زى أى حاجة ملهاش لزمة ، ودلوقتى بتجرى ورايا !
أنتَ عاوز إيه يا حسان ؟؟
ابتسم لها بالمقابل ، ليقول وهو يناظر الخارج من الكافيه المقابل لسيارته :
_ خلصتى من الحشرة دى ؟
ضحكت بسخرية وهى تتابع ياسين الذى أتجه لسيارته محنى الظهر مثل كبار السن ، وتعود بنظرها إلى من أمامها لتقول :
_ تقريبا هو اللى خلص منى .
شدد حسان يده على مقود السيارة ليقول وعيناه لا تحيد عما أمامه :
_ أركبى .
مطت رغد شفتيها بإستياء .. لتجده يلتفت إليها ويبتسم ابتسامة ساحرة مع قوله :
_ عاوزة إجابة لكل اسألتك ؟ ... يبقا أركبى وهنروح مكان اجاوبك فيه على كل اللى عوزاه .. وفى نفس الوقت أوديكى مكان مش هتندمى أنك روحتيه .
راقبته رغد بعينين متجمدتين ، لتقول فى الأخير بهدوء :
_ موافقة .
وأتبعت القول بالفعل ، وأستقلت بجواه السيارة لتسمع ضحكته العالية مع قوله المتسلى قبل أن ينطلق بالسيارة بسرعة :
_ نورتى عربيتى .. وقريبا بيتى .

............................................................ ........................................................

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 26-05-18, 08:45 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الثالث عشر

لِما يدفعنى الفراغ نحو الهاويه كلما تفننت فى أزهاق روحه !!
قل لى من علم الفراغ أن يفرغ جيوب قلبى من عدة الآيام ؟!
أنحر نفسى عند عتبة بابه كل ليله ؟!
ألست كافيآ لآكون الفداء
يستنزف قواىّ ب خناجر الورد ,,,لا حيلة لى آنا بلا شوك لآرد له الصاع
آ قُدر عليا أن أُكبل ب وهم القيد ؟؟!!
نظرة فقدت شهيتها للحياة ,,لماذا لا يستقيم فينا الاعوجاج؟
هل يمكنني تبديل قلبي بحجر و عقلي بورقه بيضاء خاليه تماماً من الافكار كي اعيش بهدوء و سلام.!!؟
الوقت واهم جدآ , شرس , يغتال ,غير صالح للاستعمال الآدمىّ
سور لا نستطيع اليه سبيلآ ,,ليس له نقبآ
تنفس ب عمق الآن ...لا أحد يعلم ما قد يجلبه المد,,,..أرتدى معطف القوة
فقط خذني دائماً على محمل الإستثناء عليك ان ترتجل لا تسير وفق النص
( اهداء الصديقة:لمياء )
***********
نظر إلى ابنه الجالس امامه منكس الرأس بخجل .. للحظات عم خلالها الصمت كان يحاول جاهدا استيعاب ما قاله ابنه منذ دقائق.
ابنه رفض ابنة عمه!!
هو من رفضها بعد كل ما فعل وكل ما قال؟!!
لقد أكد له بأنه ماضٍ فى طريقه وسيصنع ما يستطيع من أجل اسعادها ورد كرامتها التى اضاعها الحقير زوجها .
ولكن الان يتراجع ويخبره بكل بساطة أنه لا يستطيع الزواج بها!!!!
كيف سيستطيع أن يضع عينه بعين ابنة اخيه بعدما فعل ابنه؟؟
كيف سيمنحها ما فقدت .. كيف سينسيها ما حدث؟!!
لقد زاد بلائها بابنه .. فماذا يفعل ليرضيهما؟؟
أشاح بنظره فى غضب بينما شعر بالعجز يقيد يديه وتفكيره باحكام .صس
أغمض عينيه باستسلام، لقد حدث ما حدث .. وقيل ما قيل، لقد حسم الامر وتدخله لن يجدى .
فقال بصوت هادئ اخفى الكثير من حزنه:
_ أنتَ أخذت قرارك يا ياسين، وأنا مش هقدر أعمل حاجة .. مش هقولك أنى راضى عن اللى عملته فى بنت عمك، لإنك من البداية كنت المفروض تبقى قد كلمتك ومتتراجعش .. لكن دلوقتى ضاعت الفرصة والكلام ملوش لزمة .. تقدر تجرى ورا طيف حبك بلا امل .
قالت كلمته الأخيرة بأسف ليلتفت مغادرا دون أى كلمة اضافية .

بينما كانت عيناه تتابعه بحزن عصف بضيق .. تنهد بارهاق حين غادر والده .. ليرجع بظهره الى الخلف ويستلق على الاريكة ناظرا للسقف بجمود .
أعيبا أن يحب أحدهم؟!
أعيبا أن يحب هو؟؟
إنه لم يخفى يوما حبه، بل أفصح عنه امام الجميع .. لترده محبوبته خائبا فظن أنها النهاية لقلبه .
لقد فكر جديا بالإرتباط من رغد، إلا أن الأمر لم يكن يرق له .. بل كان يشعر بكآبة تععش على روحه كلما تعمق بالأمر .
ليس العيب برغد .. فهى ابنة عمه التى تربى معها، ولكن العيب يكمن بمشاعره بقلبه الممزق بين الحيرة والضياع .
لقد حاول جاهدا التأقلم مع الوضع القائم، وأن رغد ستكون زوجته .. وقد أجاد فعل ذلك لكن .....
لكنها عادت!!
ببساطة عادت طالبة منه العون؟!!!
فلم يقدر على فعلها وردها خائبة .. لينزلق ورائها فى جرفٍ عميق، لا أحد يعلم نهايته او اين سيأخذهم .
فقط ما يحتاج ان يعلمه .. أنه سيظل معها وهذا يكفيه ..
اما الغمامة التى تحاوطه فلن يعيرها اهتمام، يكفيه أن يكون كظلها .. إلى أن تسلم مقاليد قلبها له .. فينال ما احتاج .

............................................................ ........................................................

منذ عدّة أيام
وقف بطوله الفارع أمام السكرتيره التى ناظرته بدهشة أمتزجت بالفضول ، ليقول بأنفة واضعا يده فى جيبا بنطاله :
_ عاوز أقابل الباشمهندس أدهم العامرى .
نقلت السكرتيره نظرها إلى الحاسب أمامها ، لتقول بهدوء وعملية :
_ الباشمهندس مش فاضى .. قدامه عشر دقائق على إجتماع مهم .
مطت الرجل ذو القامة الطويلة والجسد العريض شفتيه باستياء ليقول بصوت خشن :
_ مش هاخد أكتر من خمس دقائق .
زفرت السكرتيره لتنظر له بحنق ، ىترد محاولة تمالك نفسها فى الرد :
_ مش هينفع يا فندم .. ال..
قاطعها الرجل بنبرة حادة حازمة :
_ قوليله إياس عمار الشريف .
تقلبت التعبيرات على وجه السكرتيره لتقول بصدمة :
_ حضرتك مستر إياس صاحب شركة *** .. ثوانى هبلغ الباشمهندس .
ثوانى قليلة وكانت تخرج السكرتيره لتبلغه بالدخول لأدهم .
دلف إلى مكتبه ليجد واقفا فى أحد الزوايا ينظر من الزجاج الشفاف إلى الأسفل بينما بيده إستقرت سيجارة ينفثها ببطئ بين شفتيه .
إستمع إلى صوته الهادئ يقول :
_ مش شايف أنك اتأخرت أوى يا إياس على الزيارة دى .
طالع إياس أدهم من الخلف ، ليقول بإستياء :
_ ودى المقابلة المطلوبة يابن الخالة ؟
إلتفت أدهم إلى إياس ليقول مباشرة ودون الدخول فى تفاصيل :
_ قلتلك خرج شركة**** من دماغك .. وأنتَ برضوا مصر على اللى بتعمله .
ضحك إياس بسخرية .. ليقف معتدا بمواجهة أدهم ، فظهرا الأثنين معا كالعمالقة .. بأجسادهم العريضة الرياضية ، وطول قامتهم المتقارب .. ثم ملامحهم الحاد .. ونظرة الثلج التى إكتسحت جبال السواد والرماد .
كان إياس من تحدث ليقول بسخرية :
_ مش فاهم إيه اللى مضايقك يا أدهم ؟ .. انتَ ملكش اى علاقة بالشركة ومع ذلك مضايق اوى عليها ، ثانيا متلومنيش على حاجة مقدرتش أنتَ تمنع نفسك عنه يا أدهم .
شيطان الأنتقام مش بيسيب حد إلا لما يتلبسه تماما ويسيطر على أفعاله .
رمقه أدهم بنظرة ساخرة ليقول بوجوم :
_ وشايف ان الانتقام وصلنى لفين ؟ ... شايفنى وصلت لدرجة كبيرة من السعادة ؟ .. رجعت حقي ولا حق بابا ؟ ...
وصل بيا الانتقام لإيه ... وهيوصل بيك لفين .. فكر يا إياس قبل ما تاخد خطوة أنتَ فى غنى عنها ، لأنك ببساطة هتخسر ..
استدار أدهم لينظر أمامه بجمود ، بينما أخرج إياس سيجاره ينفثها بشراسة وهو يدمدم :
_ مش هعرف أسكت بعد اللى وصلتله .. حتى لو كان الانتقام هيرجع عليا بالضرر .. فأنا هكمل ... حقى بإيدى هيرجع وده قرارى .
قال أدهم دون أن يلتفت له :
_ أقفل الباب وأنتَ خارج .
غادر إياس بعاصفة قوية مثلما دخل ولكن بوجه مكفهر من شدة الغضب .

............................................................ ........................................................

يوم بليلة مرا على بقائها هنا !
لا معارك .. لا مصابين
فقط حرب النظرات الصامتة هى من درات بين الجميع .
تعرفت خلال صباح اليوم التالى إلى باقى أفراد العائلة .. والذين لم يحاولوا تصنع اللطف لا فى مواجهتها ولا مواجهة زوجها العزيز أدهم ... بينما كان البرود هو حلـه الوحيد فى مواجهة نظراتهم الحاقدة .
لقد علمت جزءا قديما من حياة أدهم ، وتكفل أسامة بأن يقص عليا تكملة القصة .
فأخبرها أن أدهم بعدما انشأ له أسما وصنع شركته الخاصة .. كان عليه أن يسترد حقه .. حقه فى أرض والده ، حقه فى منزل جده .. حق والدته التى أذاقوها الألم كؤسا .. حقه الذى لطالما أنتهكوه واستحلوه .
فعاد بعاصفة لا ترحم فوق رؤسهم ، رفع قضية لإسترداد حقه ولم يكتف بذلك ، بل رد لكل عم من أعمامه ما رآه منهم وهو صغير .. حتى أذعن الجميع له ومنحوه حقه كاملا ..
ثم ابتاع باقى منزل جده من أعمامه لكى لا يبيعوه لأحد فى أوقات ضيقهم .
ورغم ما رآه منهم إلا أنهم حين يحتاجون شيئا لا يترددون فى الإتصال به ، ورغم جفائه هو الآخر إلا أنه يجيبهم .
سمعت الكثير من أسامة الثرثار عن كونه يريد أن يلتحق بكلية الهندسة كى يعمل مع أدهم ثم يبنى له شركة مثله ويصبح نموذج مصغر من ادهم بشخصيته الصلبة القوية .

نحت جميع الأفكار ، وألقت بالأهم صوب تفكيرها .
ما نهاية علاقتها بأدهم ! ... هل سيستمرا كزوجين طبيعيين ؟ ... أم يينفصلا بهدوء بعدما وصلا لطريق نهايته بدت واضحة فى بدايته .
هل لديهم فرصة لإعادة الوصال بينهما ؟ .. هل حقا حبها له سيشفى جروحه .. لا بل ندوبه الغائرة كما قال ؟
لديها العزيمة لتحاول تغييره ، ولكن هو من ناحيته لن يمد لها يد العون كى تفعل .
كبرياءه الغبى ، وشخصيته الواثقة لن تعطها الفرصة لذلك .
أحيانا تشعر بأنها أنثى بلهاء .. إستحكمها رداء الإنبهار بذلك المتجمد .. إنبهار بشخصيته الفذة الواثقة .. بعقله الراجح .. بثباته المثير للإعجاب والعجب بذات الوقت ، إنبهاره ببروده المناسب ببعض المواقف .. والمثير للغيظ بالآخرى .
لا تعلم كيف لـرجل أن يتملك كل هذا البرود فى مواجهة مشكلات حياته !
أحيانا كثيرة تشعر بالمقت لذلك البرود القاسى ، وأحيانا ينتابها إبتهاج خفى لردود افعاله الباردة .

زفرت بحنق .. زفرة طويلة مخرجة كبت الأيام الماضية ، هل ستظل هكذا فى تلك الحجرة فى هذا المنزل اللعين .
لماذا أحضرها إذا إن أراد أن يخرج هو ويتركها مثل شئ بلا قيمة فى غرفته ، ليعود ملقيا نظرة خاطفة عليها .. ثم يتجه إلى فراشه .
أنتفضت حين دار المفتاح بـباب الغرفة ، لينفتح ويدخل أدهم .
طالعته بنظرات فضولية .. إلا أنها تحولت لآخرى مستغربة حين وقف فى مواجهتها صامت .
تحدث أدهم قائلا بجمود :
_ أجهزى .
بدت كلمته الوحيدة أمرا قاطعا ، لتشعر بالدماء تثور فى عنقها حين إبتعد إلى شرفة الغرفة دون أى إهتمام مذكر بها .
إلا أنها رفضت تلك المعاملة ، رفضت بأن تكون شيئا مهملا .. يلقى عليه نظرات متفحصه بعدم إكتراث حقيقى ، ليأمرها بكل تبجح وينتظر تنفيذها .
نهضت بعزيمة لتلحق به فى الشرفة وتقف قبالته لتقول بحزم :
_ هنروح فين .
أخذ الحمل الثقيل فى توجيه نظره من الخضرة الممتدة أمامه ليلتفت لها .. فقال ببطئ مستفز :
_ مشوار .
بارد وسمج وثقيل الدم .. ومتجمد المشاعر ، زمت شفتيها بحنق لتعاود القول بإصرار :
_ مش هتحرك من هنا غير لما أعرف هنروح فين .
ابتسم بقسوة أخافتها مع نظرته التى تشكلت ببرود قاسى ، ليدمد بغل لم يحاول إخفائه :
_ هنروح بيت والدك .
لم تعرف لما أرعبتها نظرته .. بل وطريقة كلامه الحاقدة لأبعد صورة ، لقد كان كمن يبصق الكلمات فى وجهها ..
ألهذه الدرجة يكره والدها ؟ ... بل وكل ما يلتحق به ... وبالطبع هى من تلك الملحقات !!

............................................................ ........................................................

جلست فى محراب عشقكِ أتعزل بجمالك
يا فاتنتى هل لى من عينيكِ نظرة
تروى ظمأى فى صحارى عينيكِ
لم أعرف الغزل سوى حين أشتاقك
أحبك فلا تهجرينى .. أحبك فلا تعاقبينى بغفلة العُشاقِ .
أحبكِ ولم أعرف الحب إلا حين عرفتكِ ، أحبكِ بكل جوارحى ونزعاتى .. أحبكِ بقلبى وعقلى وعينى .. أحبكِ يا من بدلتى حالى .

أنتفض حين فتح باب المكتب .. ليدخل حسام حاملا عدّة أوراق فى يده ، ليجلس أمامه متنهدا بإرهاق .
مد له يده بالملفات ليقول بإرهاق :
_ أهم يا سيدى .. كل الورق اللى طلبته ، الخادم بتاعك جابهملك .
أخذ مؤيد يطالع الأوراق أمامه بإنتباه تام ، ليقول بخفوت ولازال ينظر إلى الاوراق بتركيز :
_ آسفين يا حسام باشا ، مش هنتعبك تانى .
زم حسام شفتيه بإستياء ، لينهض ويلقى بنفسه على الأريكة الموجودة بأحد أركان الغرفة .
فقال مؤيد بإستياء وهو لايزال على حاله :
_ بالراحة يا حس شوية .. أحسن أجيبلك عمك عبد الرحمن يظبطك .. أنتَ عارف كويس قد إيه بيحب أوضة المكتب بتاعته .
أشاح حسام بيده بضجر ، وأغمض عيناه واضعا يده خلف عنقه .
أكمل مؤيد عمله على تلك الأوراق وهو يدون ما بها على الحاسب .
أنتبه لـ حسام الذى قال :
_ مش بشوفك ليه فى النادى ؟
قال مؤيد دون أن يبعد نظره عما يفعل :
_ مش بروح ، عندى حجات كتير أهم ، وأديك شايف الشغل قد إيه ..
أكمل حسام قائلا :
_ الشلة كلها بتسأل عليك .. وكنا بنتفق على يوم نقضيه فى شرم ، نظبط فيه الاحوال .. وقالولى أكلمك .
رفع مؤيد ناظره عن شاشة الحاسب ، ليجيب حسام بوجوم :
_ مش هروح .
قالها مؤيد بحسم ليشيح عن حسام عائدا بنظره إلى الحاسب أمامه .. بينما كان رد حسام يأته فى هدوء :
_ كنت متأكد أن ده ردك .
ألقى مؤيد نظرة خاطفة عليه ، ليعود إلى إتمام عمله .
بينما واصل حسام كلامه :
_ عارف أن مؤيد أتجوز وتاب على إيد مراته ومبقاش يعمل الغلط تانى خوفا منها .
أنهى حسام جملته بسخرية بدت واضحة فى حروف كلماته ، ليرد عليه مؤيد بهدوء دون أن ينظر إليه :
_ الخوف مش من مراتى .. الخوف من ربنا .
أصدر حسام ضحكة ساخرة مستنكرة ، إلا أنه كتمها بصعوبة وهو يهز رأسه بتفهم مصطنع ، ليقول :
_ أشوفك بكره فى الشركة .. صحيح ناوى تمضى عقد شركة الحسينى ؟
ظهر على وجه مؤيد علامات التفكير ، ليقول متنهدا بإرهاق :
_ بكره هستشير أدهم .. أنتَ عارف أن شركتنا مرتبطة بشركة أدهم ، وإن شاء الله نشوف اللى فيه الخير .
اومأ حسام برأسه ، لينهض مغادرا بينما عقله يصيح بسخرية .
ستظل دائما تابع يا مؤيد .. ستظل لعبة بيد البشر .

............................................................ ........................................................

" حين نضيع بعالم الاوهام .. نتخبط مثل الغفلة ، يمينا ويسارا .. علنا نهتدى إلى الطريق
ولكن للعجب .. نحن نضل الهدى !! ..... "
أغلقت الكتاب بشرود بعد تلك العبارة التى شعرت بأنها خُطت خصيص من أجلها ..
حين خرجت من متاهة النبذ ، وقتما عرفت بأن سيف لن يكون ابدا لها ..
أصبحت ضائعة فى دوائر الغضب والحزن ، لتقع فى أول حفرة .. حين كان هو .. حسان !
لاتزال ذكرى ليلة زفافها تطوف بعقلها ..

دلفت بهدوء إلى حجرة النوم .... وقفت بمنتصفها تنظر إليه بخجل بينما يقابلها

بإبتسامة ساخرة لم تفهمها !
تحدث حسان قائلا ببرود :
_ اللعبة انتهت .
نظرت له بإستغراب إمتزج بالتوتر :
_ مش فاهمة .

ايتسم بسخرية إتسمت بالقسوة :
_ لا متقوليش إن بنت مختار مش فاهمة ؟!!!
عموما يا ستى أنا هفهمك .....كل اللى عملته ده كان علشان حاجة واحدة .... صفقه مع والدك .
الصفقه ضخمه جدا ... والشرط الجزائى مممم مش بطال ، يعنى أنا فى كلتى الحالتين كسبان ... وأنتِ وابوكى خسرتوا اللعبة .
صمت بعدما ألقى كلماته القاسية ، ليشملها بنظرة ذات مغزى مع قوله البطيئ بإزدراء واضح :

_ مش عارف والدك ليه كان عاوز يجوزك لـ أى حد .... إلا إذا كانت بنته مش شريفة .
صمت ليكمل ببرود :
_ أنتِ طالق .

شهقت ببكاء حاد .. لاتزال الذكرى تترك بها أثرا عميقا .. نفس الألم الذى لاقته حين سمعت كلماته .. نفس جرح الكبرياء يعاد ليمزقها تاركا خلفه دماءا ناذفة دون مداوة لها .
حسان كسر بها الكثير .. كثر بها الثقة بالنفس ، كثر أمانها للآخرين .. كثر بريق ضوئها .
وجاء ياسين ليكسر الباقى من شخصها !!
أرجعت رأسها للخلف لتستند بها على السرير ، لقد وعدها ياسين بالحماية .. وعدها بالأمان والدعم ، وعدها بأن يحميها ويساندها ..
وعدها بما يفوق طاقته لتأتى الصدمة منه قوية ، قوية بدرجة جعلت المتبقى منها ينهار بفظاعة ..
لتتشقق أنثى تمسكت بغلاف الرقة والضعف ، لتولد آخرى لا تعرف للضعف معنى فى تعاملاتها .
ورغم ردها القاسى على ياسين ، وتلك الأنثى الفظة التى أصبحت .. إلا أنها تظل رغد الياسمين الرقيقة .. التى تلجأ إلى غرفتها لتبكى فى صمت على ما آل إليه حالها .

أنتفضت من هالة البؤس التى تحاوطها كل ليلة مع ذكريات الماضى القريب ، لتلتفت إلى باب غرفتها الذى فُتح ودخل منه أخاها .
إقترب قصى ليجلس بجوارها على الفراش ، ويدفعها بمرح كى تترك له مساحة ليجلس ..
لف ذراعه حول عنقها ليقربها منه هامسا برفق وهو يلاحظ تلك الدموع العالقة بوجنتها :
_ الجميل بيعمل إيه .
رفعت الكتاب الذى ألقته بجوارها منذ قليل ، لتقول بوجوم :
_ بقرأ .
مد يديه الاثنتين ليمسك وجنتاها ويقربها منه قائلا بمشاغبة إلتمست كلماتها الميوعة مقلدا صوتها :
_ بقرأ .. وليه تقرأى رمانسى وأنا موجود وممكن نقضيها أفلام رعب زى زمان .
ابتسمت برقة له ، لتقول ويداها تصارع يداه ليترك وجنتها :
_ ماشى .. ماشى ، إبعد بقا خدودى وجعتنى .
ضحك بسعادة ليفلت وجنتاها التى توردت ، ويقول بمرح :
_ شوفى بقيتى أحلى أزاى .
أمسكت الوسادة من خلفها لنضربه بها .
_ إيدك مش خفيفة .. وخدودى وجعتنى بسببك .. يا .. ياااااا ......
_ ها هاتيجى .
تلاعب بحاجبيه بمرح وهو يدفعها لتكمل ما تقول ، فألقت الوسادة عليه بعنف صارخة :
_ لأ مش هتيجى .. أطلع بره أوضتى عاوزة أنام .
إقترب ليجاورة مرة آخرى الفراش قائلا بسماجة :
_ لأ مش هتنامى .
زفرت بحنق ، لتنهض وتحاول دفعه من كتفه لينهض .. إلا أنه لم يتحرك ، بل منحها نظرات باردة مبتسمة بتشفى ، لتصرخ به بحنق مصطنع :
_ عاوز إيه ؟
_ نتفرج على فلم رعب .
قالها قصى ببساطة ، لتنظر إليه بقلق .. وتراودها ذكريات تلك اللحظات التى كانا يستمعها فيها إلى تلك الأفلام المخيفة .. هى وهو و غنى ، لينتهى الفيلم بها ترتجف من شدة الخوف .. بينما هو يضحك على حالها ، بل ويصر على إرعابها وتذكيرها كلما نسيت .. لكن غنى كانت تدفعه عنها دائما وتصرخ به أن يكف عن سماجاته ..
كم تشتاق لها ..
أنتبهت من دوامة الشرود التى قذفتها إلى الماضى على صوت قصى القائل :
_ يلا يا رغود .. فيه فيلم جديد نازل بس إيه هتموتى من الرعب .
كانت تعلم جيدا أن أخاها يصطنع المرح .. يحاول ليخراجها مما هى فيه ..
فقال بإستسلام مصطنع متنهدة بقلة حيلة :
_ يلا هتفرج معاك وأمرى لله .

جلسا متجاوران على الأريكة ، فى يدها حملت طبقا ضخما من الفوشار .. وأمامها وضعت العصائر بأنواعها والمياه الغازية .. إلى جوارهم العلكة التى تنشب بها بأسنانها حين ترى مشهدا مخيفا .. وإلى جوارها يجلس قصى شاردا .
قالت رغد بخفوت ما إن بدأ الفيلم :
_ قصى .. أفتح النور .
إلتفت قصى لينظر إلى أخته التى إلتصقت به ، فقال ضاحكا :
_ ده الفيلم معداش منه غير تلت دقائق .. أجمدى يا رغد ده أحنا لسه فى الأول .
بعد عشر دقائق .
_ قصى أفتح النور .
نظر قصى لأخته بسأم ، ليجيبها :
_ رغد .. أهدى هو لسه الفيلم ظهرله معالم !!
بعد عشرون دقيقة .
_ قصى أفتح النور أرجوك .
كاد قصى بأن يجيبها بفظاظة ، لكن قاطعه رنين هاتفه .
أتطلع على اسم المتصل بغرابة .
فتح الخط ليأته صوت صديقه بنبرة غير مرتاحة :
_ قصى لازم تيجى ضروى .. فى موضوع مهم كان لازم أفتحه من فترة معاك .
أنتبه قصى لكلام رفيقه أحمد .. فسأله بتعجب :
_ الموضوع عن إيه ؟ ...
ظهر الإرتباك فى نبرة صوت أحمد حين قال :
_ بخصوص حادثة غنى يا قصى .
أنتفض قصى فى مكانه ، لينهض بسرعة ملتقطا مفاتيحه بعجلة .. ومجيبا صديقه :
_ أنا هاجيلك حالا .
إلتفت إلى رغد التى ناظرته بتسائل ، فقال بوجوم :
_ لازم أخرج دلوقتى .
غادر بسرعة ، فنظرت رغد أمامها إلى الفيلم بذعر ..
تلفتت حولها فى الغرفة المظلمة بخوف .. تضع قدمها على الأرض تارة ، وتسارع برفعها تارة آخرى ...
لينتهى بها الأمر .. تنهض صارخة لتفتح النور وتغلق التلفاز ... بينما تهمس من بين أنفاسها :
_ الله يسامحك يا قصى .. تسيبنى لفيلم الرعب وتخلع !

............................................................ ........................................................

_ هنروح بيت والدك .
لم تنبث ببنت شفة بعدما أطلق أمره ، وأنطلقت بسرعة لتستعد .. فمثل تلك الفرصة لن تعاد .
أخيرا سترى المنزل الذى نشأ به والدها الحبيب ، ستبحث فيه عن أى خيط يوصلها إلى عمتها .. وحينها فقط ستظهر الحقيقة .
بعد عدّة دقائق كانت تقف أمامه مرتدية كامل ملابسها ، لتلاقيها نظرات أدهم المتفحصة قبل أن يشيح عنها .
إتجها سويا إلى سيارته الواقفة أمام باب المنزل ، إنتبهت فجأة إلى أحدهم وقف أمام أدهم يناظره بغضب و يلقى عليها نظرا ساخطة !
هتف الرجل بحدة :
_ إيه اللى جابك يا أدهم .. أنتَ عارف كويس أنه مش مرحب بيك هنا ، لا ومش جاى لوحدك جايب معاك بنت الراجل اللى قتل أبوك .
أنهى كلمه الحاقدة لينظر تجاهها بنظرة أخافتها ، فلم تملك سوى أن تقترب من أدهم طالبة منه العون .
فجاء رد أدهم ساخرا :
_ مش عارف ليه حاسس أن البيت ده مش بيتى ، وأنى ضيف غير مرغوب بيه وسطكم .
قال الرجل بحقد ظهر جليلا فى كلماته :
_ لأن دى الحقيقة ، البيت ده مش بيتك وأنتَ مش مرغوب بيك وسطنا .
للعجب كان رد أدهم ضحكة ساخرة خافتة ، وقوله :
_ البيت ده أنا اشتريته لما كنتوا هتبيعوه للأغراب وقت حاجتكم .
إقترب أدهم من ذلك الرجل ، ليقول بجمود :
_ ومين كان السبب فى عوذتنا ؟
ضحك أدهم بسخرية ليقول ببطئ متمهل :
_ غبائكم .. انانيتكم .. ظلمكم للناس ..
إندفع الرجل بغضب أسود تجاه أدهم ، ليمسكه من مقدمة قميصه ، قائلا من بين أسنانه بعنف :
_ أنتَ جاى المكان الغلط .. وفى الوقت الغلط ، خد بنت القاتل وأمشوا من هنا .. محدض عاوزكم .
أشاح أدهم بوجهه ضاحكا ، ليلتفت إليه قائلا ببساطة مستفزة :
_ هو محدش قالك يا هشام أنك مجرد ضيف فى بيتى .
ضغط على آخر كلماته بقوة ، ليوصل المعنى للآخر الذى إشتعل نارا .. ليهم بلكمه فى وجهه إلا أن أدهم لم يكن ليترك له المجال لفعل ذلك .
فإلتقط قبضته قبل أن تصل إلى وجهه ليضغط بعنف على أصابعه حتى سمع صوت تقرقعها ، ليقول بشراسة :
_ أوعى تفكر تمد إيدك يا هشام .. لأنى مش هسكت زى أيام زمان .
دفع أدهم هشام بعيدا عنه بقوة فإرتد الآخر خطوتين للخلف ، بينما لايزال الاصرار على وجهه فى ضرب أدهم .
إلتفت أدهم فجأة لزهور المختبأة خلفه خوفا من ذلك الرجل الغريب ، والذى تبين بأن ابن عمه عز الذى حذرها منه ذلك الفتى أسامة ..
فقال لها بهدوء :
_ أركبى العربية وأستنينى .
نظرت إلى الواقف خلفه على وجهه أمارات الغضب ، فعاودت النظر إلى أدهم لتهمس :
_ لأ مش هسيبك .
إشتعلت عينا ادهم ليقول بحزم محاولا اخفاء غضبه :
_ زهور.....
_ لأ مش هتحرك .
قالتها بإصرار مماثل لإصراره فى إبعادها ، فنظر حوله بسأم .. قبل أن يلتفت إلى ابن عمه قائلا :
_ لينا لقاء .
ألقى كلمته بوعيد خافت .. ليلتفت بسرعة ملتقطا يدها بقوة جاذبا إياها خلفه ..
بعدما إستقرت بجواره فى السيارة وتحرك بها ، فقال بغضب حاول التحكم به :
_ لما أطلب حاجة تتنفذ .. ومتجادليش .
أخذت نفسها عميقا لتقول بهدوء وعيناها تتابع مساحات الأرض الخضراء المتتابعة من النافذة :
_ وقوفى جنبك فى موقف زى ده كان لازم .. وأظن أن كلامه مش مقتصر عليك بس .
زفر حانقا ليقول بهدوء متمالكا اعصابه :
_ مش مع هشام .. أبعدى عن كل مشاكل عيلتى أفضل ليكى ولسلامتك .
إلتفتت له زهور حينها لتسأله بريبة :
_ تقصد أن ممكن حد منهم يتعرضلى .
ابتسم أدهم بسخرية ، ليجيبها :
_ أظنك شفتى بعينك أنهم فى إستعداد للتعرض ليا ... أنا مش عاوز أدخلك مشاكل أكبر منك ، كفاية مشكلة الأساسية .
نظرت له زهور طويلا دون أن تجيبه ، لتهمس بحزن :
_ مشكلتك أنك دايما شايف نفسك لوحدك ، ممكن تكون أتعودت على كده .. لكن لازم تعرف أن حياتك بقا حياتى رغم كل الخلافات، أنتَ أنا .. مشكلاتك مشكلاتى، ومشكلاتى مشكلاتك .. أنتَ بقيت الراجل اللى أتجوز بنت القاتل، وأنا بقيت متجوزة ابن الراجل اللى بابا قتله .. شوفت أزاى احنا بقينا واحد من غير ما نحس .
ألقى نظرة خاطفة عليها قبل أن يعاود النظر أمامه ، بينما ابتسامة بطيئة كانت ترسم مكانها على شفتيه برقة .
********************
أوقف سيارته بعنف أمام منزل مهجور ، طافت عيناها على هيكل البناء من الخارج .
بدا المنزل بسيطا .. مهجورا و مهدما ، فقد سقط جزءا من سطحه القديم ... وسكن الغبار أنحائه .
خرجت من السيارة لتتقدم بخطى وئيدة تجاه ذلك المنزل ، إلى أن وقفت على أعتاب بابه المغلق .
أنتبهت إلى أدهم الذى وقف جوارها ليقول بسخرية :
_ هتدخلى البيت أزاى من غير مفتاح ؟
أنتبهت لتوها إلى كلامه ، فتراجعت بحرج لتترك له الفرصة ، فأخرج مفتحا قديما من جيبه ليفتح به قفل الباب .
لم تملك سوا أن تسأله بشرود :
_ المفتاح ليه معاك ؟
دفع أدهم الباب بقوة عدّة مرات دون أن ينظر إليها إلى أن فتح بقوة مرتدا للخلف .
ليلتفت لها قائلا وهو يشير تجاه الداخل :
_ أدخلى يا مدام .
كانت السخرية تنضح من بين كلماته الفظة إلا أنها تجاهلتها كما تجاهل سؤالها .
خطت إلى الداخل ببطئ ، تنظر إلى أرجاء المنزل بفضول .. أول ما جذب أنتباهها أن أرض المنزل ليست ممهدة ، والحوائط لا تحمل أى لون سوى الرمادى الشاحب مع الغبار المتراكم .. أما السطح فكان عبارة عن بضع أخشاب وضع فوقه القش ... لقد كان المنزل مصنوعا من الطوب اللبن .
أكملت سيرها إلى الداخل ببطئ ، قادتها قدمها إلى غرفة صغيرة بالجوار ، دخلتها لتكتشف بأنها غرفة النوم .
كانت تحوى على سرير واحد كبير إحتل أغلب الغرفة ، كان كما الأسرة فى الافلام القديمة .. معدنى ضحكم بأعمدة مطلية باللون البنى .
بجوار السرير كان هناك شيئا من الخشب لم تتبينه ، فإقتربت أكثر لتجده بضع ألواح من الخشب تم وضعها بترتيب مع بضع المثامير لتكون دولاب !
إقتربت أكثر لتمد يدها إلى الملابس القليلة المبعثرة ، إلتقطت أحداهم فبدت لها جلباب أبيض بهت لونه فأصبح يقارب الأصفر لونا .
حاولت أن تعرف لم هو .. أكان لوالدها أم لجدها ؟ ... أكان لوالدها أشقة ؟ ، ولكنه عندما كانت تسأله عن ذلك كان يقول لها بأنه ليس له عائلة ...
وحين كانت معه فى المشفى ، قال لها فى اللحظات الأخيرة من عمره أخبرها بأن لها عمة !
أعادت الجلباب إلى مكانه بشرود ، لتلتفت ناظرة إلى أدهم الذى كان يقف فى إطار الباب يراقب الغرفة بنظراته الجليدية .

أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحرك بهدوء خارجة من الغرفة ، لتتجه إلى الغرفى الأخرى والأخيرة فى المنزل .
دلفتها بصمت لتجد سقفها متلاشا تماما ، لم تعر الأمر أهمية وأكملت الخطى تشملها بنظراتها المتفحصة .
وأثناء دورانها فى محيط الغرفة لم تنتبه إلى ذلك العمود الخشبى الذى كان أحد عوامد السقف ، لتتعذر قدمها فيه .
كادت تسقط على وجهها بقوة وسط هذا الركام ، ولكن يد أدهم تلقفتها بسرعة .
ليساندها حتى إستطاعت النهوض ثانية ، شعرت بالإرتباك من قربه الغريب .. بذراعه التى إلتفت حول خصرها بتملك ، وجسدها الذى إنطبع على جسده لتستقر يدها بهدوء على صدره .
شعرت بأنفاسه اللاهبة تلفح وجهها مع إقترابه البطيئ الذى وترها وجعل قبلها يقفز فى مخدعه بإرتباك .
وسؤالا يضرب مخيلتها بقوة ، ماذا سيفعل ؟ .. هل سيقبلها؟
والقلب الخائن إنتفض بلهفة لتلك الفكرة ، واستسلم الجسد فى إنتظار .
إلا أن همسه الجاف فى إذنها حطم كل الأحلام :
_ خلى بالك .. البيت قديم .
"خلى بالك" فقط !!
حاولت الإبتعاد عنه فدفعته فى صدره بغلظة ، إلا أنه لم يتركها .. بل عاود الهمس بنعومة حارة فى أذنها :
_ أحنا فى بيت والدك .. أستنى لما نوصل بيتنا .
وقح وحقير وهى من جلبت هذا لنفسها !
إبتعدت عنه هذه المرة شاعرة بالحرج والإرتباك من نفسها !!
كيف لها أن تتوق إلى لمساته !! ... كيف لها أن تستشعر الأمان بقربه ؟
تحتاج إلى جلسة طويلة مع نفسها ، لتحدد أهدافها من رجوعها إليه ..
أنتبهت لقول أدهم الهادئ :
_ مش هنلاقى حاجة هنا ، والبيت فى أى لحظة مهدد أنه ينهار .. فوجودنا مش سليم هنا .
إقترب منها ليمسك يدها برفق ويقتادها إلى الخارج .
وقفت على أعتاب باب المنزل من الخارج ، لتلقى نظرة أخيرة حزينة عليه قبل أن يغلقه أدهم .

إستقلت بجواره السيارة دون أن تتحدث وكذلك فعل هو ، إلا أن ذلك الصمت لم يدم طويلا فقد قاطعه قائلا :
_ البيت جدى أشتراه من جدك بعد حادثة القتل وطرده منه .
شهقت بصدمة لتلتفت ناطرة إليه بذهول ، فأكمل بهدوء :
_ جدى كان عاوز يمحى كل أثر لعيلة والدك ، بصراحة هو عمل معاهم معرف .. لأنه جدك بعد هرب والدك كان عاوز يبيع البيت ويمشى طبعا لكلام الناس ولأن مفيش حد رضى يشتغل معاه ، زائد أن عمتك أتمسكت مع واحد فى الأرض الزراعية و وقتها جدك تعب أكتر ، ولأن الناس كانت مش عوزاهم فى البلد فجدى إشترى البيت .
لحظة ... تريد فقط لحظة لكى تعى كم المعلومات هذه .
عمتها كانت ....... لا لا ، لا محالة أن هناك شيئا خاطئ ، فوالدها .....
لما تشعر بأنها فقدت ثقتها فى كل شئ ؟ .. والدها قاتل .. عمتها فاجرة ، وماذا أيضا ؟!!!
أغمضت عيناها بقوة تستعيذ بالله من الشيطان ، تلك الحقائق الغادرة تصدمها يوما بعد الآخر ، لا تستطيع تدارك الأمر ...
فقط مجرد تصورها "الحقائق" تجد نفسها ضائعة مشتتة ولا تعرف أين الطريق للنجاة .
لا تعلم الأن ستبحث عن أى حقيقة ؟ ... حقيقة قاتل والد أدهم ؟ .. أم ما حدث لعمتها وجدها ؟

............................................................ ........................................................

تنهدت بإرهاق وهى تخلع القفازات الطبية عن يدها ، لتتبعهم بمعطف الأطباء ... الذى ألقته بإهمال على مكتبها ..
لتخرج من غرفتها فى إتجاه كافيه المشفى ، اليوم لديها مناوبة وها هى تكاد تسقط من شدة الإرهاق والدوار ولازال أمامها بضع ساعات ليحل المساء .
جلست على طاولتها المفضلة فى أحد أركان الكافيه الجانبية ، لتنظر بشرود تجاه كوب القهوة الساخن المستقر بين يديها .
لاتزال الحيرة تلعب برأسها ، أفكارها تعصف بها بين المشرق والمغرب ، تنظر إلى وجهها فى المرآة صباحا فتعقد العزم على ألا تضعف أو تستسلم ، ولكن حين تشعر بالتعب والألام تحاوطها .. ترى نفسها ضعيفة كورقة شجر فى وجه الرياح العاصفة ، فتتراجع عن تلك القوى وتستسلم لكونها أصبحت أضعف .
لم تعد ميساء ميساء .. لم ترجع ابتسامتها الصافية إلى وجهها الباسم ، لم تعد دموعها تتلاعب مع ابتسامتها وقت ضيقها ، ولم تعد تملك من يسندها بوقت حاجتها .
إرتشفت القليل من القهوة ببطئ ، بينما كانت عيناها تتابع الشارع الخالى من المارة فى هذا التوقيت .
لتنتبه إلى صوت هاتفها المعلن عن وصوت رسالة ، فتحتها ببطئ وهى تعرف محتواها ومرسلها قبل أن تفعل .
وبالطبع كانت تحمل تلك الكلمات
" أعتذر لكِ يا ملاكِ ، وأحبكِ كثيرا "
ورجائا بأن تظل بخير من أجله !
زفرت بتعب لتغلق الرسالة وتعيد الهاتف إلى مكانه ...
مؤيد يلعب لعبة جديدة معها ، يلعب لعبة الإهتمام المبالغ به بدميته التى إفتقدها .
يحارب ويصارع رفضها لوجوده معها فقط ليثبت لها بأن سيظل بجوارها ، بينما نفسها تكذب ما يقول وما يفعل وتعدها بأنها ستكون بأسوأ حال إذا أذعنت له .
من حقها أن تخاف .. من حقها أن ترتعب ، فقط لكون مؤيد والد طفلها !
لماذا ستحضر للعالم طفلا يحمل جينتاتها وجينات مؤيد الفاسدة ؟؟!
بل لماذا تشعر بأن ذلك الطفل نقمة لها ؟ ... فهو رغم كل شئ سيعيد ربط المواثيق بينهما وسيعطيها أمل وهى لا تريد ذلك .
إنتذعت عيناها عن الطريق لتلتفت بحدة لمن جذب الكرسى المقابل وجلس عليه بكل أريحية ... فكان هو .. من إستحكم تفكيرها وجعلها ضائعة بين الصواب والخطأ .. مؤيد .

أشاحت عنه بضيق لتعاود النظر تجاه الطريق المظلم ، بينما ترفع كوب القهوة إلى شفتيها لترتشف القليل ، إلا أنها شعرت بيدا قوية تنتزع الكوب الورقى من يدها .
نظرت له بدهشة إمتزجت بالضيق ، لتجده قد وضع الكوب على الطاولة ، واخرج كيسا يحمل اسم مطعما شهير من اللاشئ ليستقر على الطاولة .
سمعت صوته الهادئ يقول برفق :
_ مينفعش تشربى القهوة من غير ما تاكلى ، أنتِ طول اليوم واقفة ومحتاجة حاجة تديكى طاقة .
مد لها ساندوتش مغلف ، فلم تشأ أن تعانده وهى تعلم بأنه لن يسكت او يستريح إلا حين تتناوله ، كما أنها فى مكان عملها وسط زملائها فلا تريد فضائح ، لذا وبكل إحترام أخذت منه الساندوتش بهدوء .. دون أن تنظر إليه .
للعجب كانت تحتاج للطعام ، فمعدتها التى أحرقتها القهوة لعدة مرات خلال اليوم وجدت خلاصها بهذا الساندوتش .
فلم تقدر سوى أن تلتهمه بجوع بينما كان مؤيد يراقبها مبتسما برقة غريبة عليه .
وما إن أنهته حتى مد يده لها بآخر ، فنظرت له بحرج إلا أنه قال بهدوء :
_ كلى لحد ما تشبعى .
وقد فعلت فأنهت الساندوتش الثانى بنهم لم تعتده .. ابتسمت لنفسها ساخرة ، يبدوا أن الحمل بدأ يعطى مؤشراته بعدما ظنت نفسها امرأة خارقة للعادة والحمل لا يوثر عليها .
أنتبهت لتوها بأنه قد نهض ليعود بعد دقائق حاملا كوبان من القهوة ، أعطاها أحدهما فنظرت لكوبها بشرود فقاطعها بقوله البسيط :
_ اللى معاكى برد .
تنهدت بيتأس لتأخذ منه الكوب بإستسلام ، فأخذ الآخر ليعاود الجلوس فى الكرسى المقابل .
نقلت ميساء نظراتها الخاوية منه إلى الشارع الظاهر من الزجاج المجاور لها .
تحدث مؤيد بهدوء وهو يحتسى قهوته :
_ عاملة إيه ؟
توقع بأنها لن تجيبه ، ولكن لدهشته قالت بهدوء لامبالى :
_ كويسة .
فقط ! أخذ عدّة أنفاس بطيئة ، ليقول بهدوء :
_ ميساء .. لينا أمل فى أننا نرجع لبعض ؟
إلتفتت وقتها له لتقول بشراسة تعجبها :
_ طبعا هيكون عندنا أمل وسمر وممكن عمار .. لو جاى علشان تسألنى السؤال ده يبقا تمشى أحسن يا مؤيد ..
زفر مؤيد بحنق ليعاود سؤالها :
_ ليه يا ميساء ؟ ... ليه مش عوزانا نرجع لبعض ، أنتِ بيا وأنا ليكِ .... فـ ليه مش عاوزة ترجعيلى ؟
عادت ميساء بنظرها إليه لتقول ببرود :
_ لما ترجع ميساء الأول .

............................................................ ........................................................

اجتماع العائلة !!
كم عائلتهم تلك بائسة ، مملة .. وغريبة !
لاتزال تحافظ على تلك العادات البالية فى إجتماع كل أفرادها فى يوما محددا كى يتم مناقشة أمور مجموعة شركات الزهيرى فى الداخل والخارج .
ليلتقى الجميع فى عدّة سلامات روتينية باردة مع ابتسامة دبلوماسية أنيقة .
وبالطبع كانت تترأس الجلسة جدته، على كرسيها العتيد فى حجرة مخصصة لإجتماعات العائلة ... بينما جلس على جانبها الأيمن أولادها "أعمامه" الأربعة ، وعلى الجانب الأيسر كان الأحفاد وبالطبع كان هو أولهم وجاورها الجلوس .

تحدث الجدة قائلة بلهجة باردة عملية :
_ النهاردة اليوم السانوى اللى بنتجمع فيه علشان نعرض إيرادات مجموعة الزهيرى ... طبعا التقارير كلها وصلتلى خلال الاسبوع ده لكل الفروع .
وجهت نظرها إلى أول أبنائها الجالس بجوارها لتقول له بتهكم :
_ إيرادات فرع الجنوب فى البلد إنخفضت بمعدل كبير عن السنة اللى فاتت ، ممكن توضيح بدل الأوراق اللى بعتها وكلها بايظة ومش مفهومة .
نظر أوس لعمه الأكبر بشفقة إمتزجت بالسخرية ، فقد بدا كالطفل الذى أُمسك بالجرم المشهود .. وجدته كقاضى وجلاد بذات الوقت .
وإنتقلت منه إلى عمه الثانى وإلى الثالث حتى أتمت الفروع الأساسية المتواجدة فى البلد .
لتلتفت إليه قائلة بحزم :
_ إيرادات الشركة الألمانية كويسة لكن أنا عرضت عليك فكرة علشان نزود الإيرادات ، وأنتَ لسه مردتش .. أعتبر صمتك موافقة ؟
نظر إليها أوس رافعا إحدى حاجبيه بتوجس ليقول ببطئ :
_ بما أن الإتحاد مع شركة *** هيرفع الشركة بتاعتى فأنا أكيد موافق .
ابتسمت جدته بكبرياء ، لكن ابتسامتها سقطت حين أكمل بسخرية :
_ لكن بما أنى الموضوع جه من عندك .. فأنا رافض الفكرة .
نهض بعزم من مجلسه ليطالع أفراد عائلته المذهولين مما فعل ، ليبتسم بسخرية ويقول لهم بتهكم :
_ زيارة سعيدة .
ثم إلتفت مغادرا المجلس ببرود ..

............................................................ ........................................................

إتجه إلى غرفة ابنه وأمام الباب وقف ، إلا أنه لم يفتح أو يطرق عليه .
بل وقف متصنما يفكر بخبث إلى أن إلتفت باسما ... وسار بعزم تجاه تلك الغرفة .
لقد عرف الغرفة التى تسكنها هنا فى القصر ، وبالطبع يجب أن يؤدى لها زيارة لطيفة يعبر فيها عن شكره لإهتمامها بإبنه ... فاللياقة لا تليق بأحدا مثلما تليق بأوس الزهيرى .. أم ماذا ؟
طرق باب غرفتها فسمع صوتها الهادئ يدعوا الطارق للدخول .
دلف بهدوء إلى الغرفة ، لتتنقل نظراته عليها بسرعة قبل أن تستقر على تلك الجالسة على كرسى بجوار النافذة تراقب الخارج .
لاحظ إجفالها ونهوضها السريع عن كرسيها ، لتقف فى مواجهته ناظرة إليه بإستغراب .
سألته بفظاظة :
_ نعم ؟
لم يأبه لها بل إتجه إلى كرسى المجاور لكرسيها كى يجلس بأريحية قائلا ببساطة مغيظة :
_ أتفضلى .
وأشار بيده تجاه الكرسى المجاور الذى كانت تجلس عليه قبل دخوله .
إلا أنها رفضت الجلوس وظلت على حالها واقفة عاقدة يديها بحزم على صدرها .
سألته بعنف أكثر أظهر غضبها :
_ عاوز إيه ؟ ... وإزاى تدخل أوضتى من غير إستئذان ؟
نظر لها مطولا ... راقب وجهها الرقيق ، عيناها الواسعة المحففتان بأسوار عالية تمثلت فى رموشها الطويلة الكثيفة ، ثم تلك الغرة الظاهرة من حجابها الزهرى ، قطع شوطا قبل يصل إلى جسر أنفها الذى قاده لشفتيها .
مكتنزتان .. مرسومات بإحتراف ، ورديتان دون أى أصباغ .
قال أوس بتشتت وعيناه لاتزالان عالقة عند تلك الشفتان :
_ إيه معنى اسم أهلّة ؟
زمت شفتيها بغضب ، لتسأله بإندفاع :
_ أنتَ إنسان عجيب بجد .. يعنى سايب اجتماع عيلتك وجاى تقولى ايه معنى اسمى ، لا أنتَ فعلا فيك حاجة ، إذا مطلعتش دلوقتى هصـ.....
أشار لها أن تصمت ، قبل أن يقول ببطئ :
_ كل ده علشان سألتك عن معنى اسمك ..
نهض من مكانه ليقف فى مواجهتها ، لتدرك لتوها بأنها تقاربه طولا ، إلا أن ذلك التوهج بعينه جعلها تدرك بأنه يفوقها فى الجسد والعقل .
قال أخيرا أوس بحزم قاطعا للصمت :
_ أجهزى وجهزى زياد علشان هنمشى من هنا .
إتسعت عيناها بصدمة ، لتراه قد تجاهلها بعد أمر وإنصرف بهدوء .

............................................................ ........................................................

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 28-05-18, 03:20 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

أين أنتم يا قراء 😕

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 10:43 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

رغم حزني من غياب المتابعين
إلا أني متابع تنزيل الرواية

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 29-05-18, 11:21 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الرابع عشر

ياحائرآ بالنبض
وهاجرى فى الكلام
مخاصمى فى نهارى
وواصلى فى المنام
عالقة صدى نغماتك
بشريط ذاكرتى
لم يمحها حتى الزمان
*******
"وقف حسان بسيارته فى أحد الطرق الخالية، فنظرت إلى ما حولها بتعجب .. لتلتفت إليه قائلة باستغراب :
_ أنتَ ليه جبتنى هنا ؟
ابتسم حسان بأناقة ، ليقول بثقة :
_ أكيد مش علشان اللى في بالك .. لو كنت عاوز أخدك .. كنت خدتك من زمان ، وأنتَ فى بيتى وعصمتى ..
أخذت نفسا عميقا ، لتقول بثبات :
_ لو خلصت تقليب فى الماضى ، ممكن تقولى عاوز إيه .. يعنى علشان منضيعش وقت بعض .
اومأ برأسه باستهزاء ، ليقول بسخرية :
_ عاوز أرجعك .
ضحكت بسخرية مماثلة لتجيب :
_ بتهزر ؟ .. طلبت منى أكلمك بكل ثقة علشان تقولى عاوز أرجعك .. أفضل ليك وليا توصلنى لأقرب مكان أخد منه تاكسى وأروح .
تقلبت تعابير وجهه ، ليقول بغضب :
_ رغد أنا بطلب منك نرجع لبعض بكل احترام ، انا غلطت لما طلقتك بالشكل ده .. وعارف اللى أتقال عليكى بسببى ، وانا عاوز أردلك كرامتك .
" ما بال جميع الرجال .. تعود لهم روح الرجولة فجأة ، وتغادرهم فجأة ؟!!! "
هزت رأسها بسخرية .. لتقول ببطئ :
_ أنتَ انسان واقعى ؟؟ ... شايف نفسك محور أساسى فى حياتى مثلا ؟؟؟ ... غرورك الكبير مانعك تشوف كرهى ليك؟؟ .. متوقع إيه من واحدة أتطلقت فى يوم فرحها ؟؟ .. متوقع أرجع لأكتر واحد كسرنى فى حياتى ؟؟
لو سمحت يا حسان وصلنى لأقرب مكان أقدر أركب تاكسى منه .. وياريت تنسانى ، ولو عاوز صفقة كبيرة مع بابا .. يبقا أتعاملوا مع بعض بنزاهة وخرجونى من حساباتكم .
لم يعلق حسان بشئ .. بل لتعجبها قاد سيارته بهدوء إلى أن أوصلها لمكان تستطيع منه العودة إلى منزلها .
وحين كادت تفتح باب السيارة قال بهدوء :
_ للأسف هتندمى يا رغد .. وهتتمنى لو وافقتى على عرض إنك ترجعيلى ، لكن أنا هسيبك فى حالك فعلا .. وهراقب هتوصلى لفين .
لم تفهم كلامه .. ولم تحاول الفهم ، بل سارعت لمغادرة السيارة وهى تشعر بالغضب يتضاعف بداخلها .. كـ بركان هائج . "

زفرت رغد بعنف وهى تلقى بالأوراق من يدها لتلقى بتلك الذكرى بعيدا .
نظرت حولها فى تشتت ، اليوم دفعها والدها إلى الذهاب للشركة ، ورغم مماطلتها الطويلة معه إلا أنها إستسلمت فى النهاية وذهبت إلى الشركة .
بالأمس تركها أخاها قصى ولم يعد للمنزل حتى غادرته صباحا ، أرادت أن تحادثه وتخبره بأمر والدها الأخير إلا أن هاتفة كان مغلق ..
فأذعنت لأمر والدها اللحوح وتوجهت إلى فرع شركته هنا ، وبالطبع كان إستقبال والدها حافلا كما توقعت ..
ابتسامة باردة وحضن أكثر برودة ، مع سؤال ثقيل عن أحوالها وأحوال أخاها جعلا منه الأب المثالى المتفانى من أجل أطفاله .
ورغم ذلك تجاهلت كل هذا ، ومضت تسأله عن سبب حضورها .. ليخبرها ببساطة أنه يريدها أن تمسك هذا الفرع من الشركة لأنه غير متفرغ له ولا يجد شخصا امين كى يمسكه ، كم بدا والدها متفانيا فى تلك اللحظة .
بينما كان ردها هو صراخها بالرفض فلم يقبل به ..
وبعد جدالات سلمت حصونها لثانى مرة فى ذات اليوم .
لم يكن كل ذلك ما أثار ضيقها ونفورها ، بل تلك العبارة الأخيرة التى قالها مبتسما بخبث :
_ خلى أخوكِ يجهز .
لم تعرف ما ترجمت تلك العبارة ، وماذا يقصد بها .. إلا أن لمعة عينه وابتسامته الخبيثة أكدت لها بأن الأمر لن يعجب أخاها .
وها هى الأن تغوص وسط أكوام متراكمة من الأوراق التى تحاول جاهدة الوصول معها إلى حل .

أنتبهت إلى صوت هاتفها الذى يعلن عن إتصال أحدهم ، ألقت الأوراق جانبا وأمسكت بالهاتف لتفتح الخط فينساب إلى سمعها صوتا غريب لأول مرة تسمعه ، كان صوتا رجولى جمع بين القوة والصلابة مع قسوة إستشعرتها فى كلماته التى تقطعت بضحكات الإستهزاء المزدرية .
_ آنسة رغد مختار .. أسعدنى جدا أكلمك وخصوصا أنى جاى فى موضوع مهم ..
ياسين عماد .. ابن عم حضرتك اللى إتقدملك من فترة قريبة ، وللأسف هو اللى رفضك مش أنتِ .. بس اللى متعرفهوش أن ياسين رجع لحبيبته الأولى والأخيرة فى ظنى .. ريماد شولين ، البنت اللى كانت بتشتغل فى شركته وآخر مرة شوفتيها كانت يوم ما أتخانقت مع ياسين وسابت الشركة ، بعدها ياسين أتغير وأنتِ أتجوزتى حسان الأعصر اللى لبالغ أسفى طلقك فى يوم فرحكوا .
وبعد ما رجعتى مكسورة ، ياسين حس بالذنب تجاهك وقرر يتقدملك ويقول لأخوكى أنه بيحبك .

ولبالغ أسفى للمرة التانية .. أنتِ وقعتى غلط فى تانى راجل او تالت للأدق فى حياتك .
الأول سيف اللى عشتى معاه حب من طرف واحد ، والتانى حسان أعتقد أنه أقذر راجل فى حياتك والتالت ياسين أضعف واحد مر عليكِ .
ياسين ولا حسان يستاهلوكى .. لأن عهدهم عهد ضعف وطمع ، بس خليكِ على ثقة .. عهد المغيرى غير ... خليكى فاكرة يا رغود .. لأن بكره هطالب ببداية عهدى .
إلى لقاء قريب يا رغودة . "

وأنتهت المحادثة الهاتفية بإغلاق المتصل الهاتف مع وعد بلقاء قريب !!
طوال تلك المحادثة التى كانت تشرح تفاصيل حياتها بدقة غير غافلة عن أى حدث ، كانت الصور تتدافع إلى عقلها ...
ياسين وتلك الـ ريماد .. ياسين يعترف بحبها .. ياسين لم يحبها ... ياسين عاد لحبه الأول والأخير ..
سيف وحب من طرف واحد ..
حسان وزواج فاشل وطلاقها ليلة الزفاف ، طلب حسان المتعجرف بأن تعود له ... لقائها الأخير معه .
كل تلك اللحظات تدافعت إلى عقلها بعنف تعصف به ، والذكريات تعود بأشد منها وطئا .. وتعود الدموع لتحفر مجراها على وجنتاها .. ويعود نفس الشعور بالخذلان والتعب يتملكها ..
لتسقط صريعة بكاءا متألم أخرج ما بداخلها من كبت طال كتمانه .
لا تعرف كم مضى من الوقت وهى تبكى .. فقط تركت المجال لنفسها كى تندفع فى بكاء بلا هوادة .
لتنتفض من شرودها على صوت طرقات هادئة على باب غرفتها ، تلاها دخول السكرتيرة تحمل علبة مناديل !
قدمت لها العلبة قائلة بهدوء :
_ فى حد بعت دى لحضرتك .. وقال أنك لازم تستلميها فى الوقت ده لأنك محتجاها .
إلتفتت مغادرة مغلقة الباب خلفها لتنظر رغد بذهول إلى علبة المناديل .
أمسكت العلبة بيدا مرتعشة لتقلبها حتى عثرت على أسمٍ مكتوبٍ بخط كبير "المغيرى"

المغيرى ....
دار الأسم بخلدها طويلا ، بينما عينيها لم تبتعد عن الأسم وكأنها تحفظ تقاسيمه .
لتوها أنتبهت إلى شئ .. من ذلك الذى حدثها ؟ .. وكيف يعرف كل هذا عن حياتها ؟! بل كيف تسلل إلى ذاتها وعرف مشاعرها .
حبها الصامت لسيف لم تخبر به أحد ، قد تكون زهور قرأته فى عينها إلا أنها لم تفصح عنه شفويا ..
اما بالنسبة لـحسان فهى تزوجته رضى لوالدها ولضياعها التام وتحكمات والدها بها .. وياسين .. ياسين كان الضربة التى إستشعرتها تهشم ما بقى منها .
هى لم تطلب حبه .. لم تطلب منه أن يكذب .. لم تطلب أن يوهما بأنه كذلك .. لم تطلب منه أن يتزوجها ليستر عليها ويوارى فضيحة زواجها .. ابدا هى لم تطلب منه ذلك ، ولكنه فهم هذا وأراد أن يقدم لها ما تريد ففشل بقوة .
المغيرى تسلل إلى حياتها ببطئ وبشفافية تامة .. حتى ما عادت تعرف ماذا تفعل ؟
ما الخطوة التالية .. وهل هى من نصيبها أم من نصيبه .
يبدوا أنه له فهو قال بأنه سيأتى غدا ببداية عهده .
فـ لنرى ما هو عهدك يا مغيرى .

............................................................ ........................................................

وضع رأسه بضعف وقلة حيلة لم يملك سواهما بين يديه .. تهدل كتفاه بهزيمة .. سقطت كل معانى الحيوية من حوله ..
فقط ترك لروحه الضعيفة أن تتملكه ، لا ينقصه سوى البكاء الذى لا يراه غاليا عليها ولكنه لن يستطيع .

حين فارقتكِ لم أعلم بأنه الفراق الأخير
حين أحببتك لم أعلم بأنه الحب الأخير
أترانى مهوسا بكِ ... أم مجنونا إن فكرت بالعيش من دونكِ
**
أحبكِ يا من سلبتى كل ما أملك ورحلتى .
أحبكِ يا لؤلؤئة الدمع فى عينى
أحبكِ يا نفحات الصيف فى شتاء قارص
أحبكِ يا جوهرة لم يمسها سواى
أحبكِ يا من أبكيتى العين وهربتى
أحبكِ وأنتهت القصة .

رفع رأسه ثانية ليلاقى عينا صديقه المتألمة لألمه ، لم يستطع أن يتماسك بعدما سمع .. لم يستطع أن يحافظ على رباطة جأشه .. لأنه ببساطة تعب .
سمع صوت صديقه الذى إقترب منه قائلا بقلق :
_ قصى أنتَ كويس ؟
رفع قصى عيناه لصديقه الواقف بجوار ، فقال بهدوء محاولا التماسك :
_ كويس يا أحمد .. كويس .
جلس صديقه قبالته ليقول بأسف :
_ آسف يا قصى على اللى سمعته ، أنا حاسس باللى جواك .. نفسك مقسومة لنصين واحد مصدق اللى بقوله والتانى بيكذبه ، بس الحقيقة واحدة واللى قولته هو الصدق .. وأنتَ لازم تتأكد بنفسك .
ابتسم قصى بمرارة .. بلى كما قال صديقة نصفه يصدق والآخر يكذب ، لكن لما يكذب وهو يعلم بأنه الصدق ويعلم بأن والده قادر على كل ما فعل .
همس بألم خاطته كلماته المتقاطعة :
_ موت غنى كان قضاء وقدر زى ما كنت متوقع ، فى الأول مكنتش مصدق ومصدوم .. لكن بعدها بدأت أصدق وأتعايش مع الحقيقة ، لحد ما صدمنى كلامك .
"موت غنى مدبر" .. بسيطة العبارة جدا وتكملة ليها .. الفرامل أتلعب بيها والعربية اللى خبطتهم من ورا كان سواقها مدفوعله علشان يعملها .. وأنتَ مسكت السواق وأعترف ، وقال أن مختار باشا هو اللى دفعله !
أنهى كلماته بتنهيدة طويلة متألمة ، ليقترب صديقه مربتا على كتفه بمواساة .
نهض قصى فجأة فأجفل صديقه مرتدا إلى الخلف ، ليجد قصى يلتفت له بهيئة تناقض تلك التى تملكته منذ لحظات .
لقد بدا هائجا كـثور ، ينتظر الإشارة الحمراء كى يندفع .. عيناه أنبثق منها وهج أحمر من شدة غضبه .
تحدث قصى قائلا بصوت خافت لم يعطى إنطباع سوى شدة غضبه :
_ عاوز أقابل صاحب العربية اللى خبطت عربية والد غنى .
اومأ له صديقه قائلا :
_ تمام .. بس متتهورش يا قصى .
لا يتهور !! لم يعد لتلك الكلمة معنى فى قاموسه ، بعدما حدث !!
إتجه ناحية باب الشقة ليقول بعجلة :
_ يلا يا أحمد مش هستناك .
زفر أحمد بعدم راحة .. بالطبع قصى سيخلف توقعاته .. مثلما أنهزم بشدة فى تلك اللحظة منذ قليل .. سيتهور فى اللحظة القادمة لا محالة .

............................................................ ........................................................

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسيرٌ, الماضي, الدامية, العشق, يروح, سلسلة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية