لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-18, 07:40 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2017
العضوية: 323512
المشاركات: 74
الجنس أنثى
معدل التقييم: ندا المطر عضو على طريق الابداعندا المطر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 181

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ندا المطر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

يا لجمال ما تكتبين
بانتظار الفصل المقبل

 
 

 

عرض البوم صور ندا المطر  
قديم 03-01-18, 10:16 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

يسعدكم ربي على جمال كلماتكم..

الرابعة عشر

=
=
=

بدت شادية متفاجئة من حضورها، تتردد حتى في إدخالها. نظرت غالية إليها باستغراب مستهجن: "ما أعهدك تذلين الناس عالوقفة عند باب بيتك."

غلب طبعها الكريم حالة الغرابة التي كانت فيها، لتدخلها إلى البيت وإلى المطبخ، محل تسامرهن الدائم.

لم تنس غالية غرابة تصرف شادية واستجوبتها على الفور: "وش فيك يا بنت؟"

مالت شادية مقتربة منها، تهمس: "أصلا عمي موجود، وكان يدخل ملحقه لما دقيتي الباب.."

خفق قلبها مسرعا لذكر محبوبها، لكنها مثلت الصلابة واستفسرت بنبرة محايدة: "وليه موجود اليوم؟ لا اليوم جمعة ولا هو اللي يغيب من شغله لأي سبب.."

أجابتها شادية: "هذيك قلتيها، ما يغيب لأي سبب. اليوم هو تعبان ومسخن حده، ما قدر يمشي خطوتين ورى بعض في الصبح..! بس اللحين حالته أحسن الحمد لله.."

على الفور قامت غالية من مكانها تتجه للملحق وإلى غرفته، سمعت شادية تناديها: "هيه، وين رايحة؟!"

رأت سالم مستلقيا على ظهره، يغطي وجهه بساعده، غاط في نوم عميق.

لم تصدر صوتا وهي تتقدم داخل الغرفة التي جمعتهما، تجلس على طرف السرير ببطء خشية إيقاظه، تكتفي بمراقبته عن قرب هكذا في ضوء الغرفة الخافت من الستائر المسدلة، تمنع شعاع ما بعد الظهيرة من التسلل. أحست بقلبها ينفطر أشلاء من قهرها على عدم مقدرتها على فعل شيء، فكيف يمكنها رعايته وهو يرفض رؤيتها قبل تحقيق عهده الغبي ذاك؟!

لزوجها كبرياء عنيد وعزة نفس لا ترضى بالذل. كلمات والدها وتقليله من شأنه جرحاه وبشدة، ولولا عظم قدر حبها في قلبه، لكان قد طلقها مستغنيا عنها.

تعرف أنه لن يرضى أن تعود له إلا كما يريد ويراه مناسبا لرد اعتباره واعتبارها، وإن حدث وعادت له عنوة فلن يرضى أبدا.

لذا، صبرت عليه وعلى بعده، صبرت عليه كما صبر هو عليها بعد إجهاضها لأول حمل لها ودخولها حالة عزلت نفسها عن الكل فيها، حتى عنه هو. تذكر كيف راعاها، كيف عاملها بكل عطف، كيف احتواها، حتى تخطت تلك المرحلة.

تجرأت واقتربت منه أكثر، حتى قبلت ظاهر ساعده، تهمس: "فيني ولا فيك يا قلبي.."

نهضت خارجة بذات الهدوء، تتساءل بشجن متى يريد أن يرحمها من بعده.

=
=
=

بدا على عمها الشرود عندما استيقظ، لتسأله بقلق: "لساتك مسخن؟"

رد: "لا، لا.. شفت لي حلم حلو وبس.."

ارتسمت على شفتيها ابتسامة: "من بطولة ست الحسن؟"

ضحك: "وفيه غيرها؟"

هل تخبره أنه مهما رأى، فإنه كان حقيقة وتخون وصية غالية لها ألا تُعلمه بحضورها؟ أم توفي بوصية زوجة عمها وتبقى صامتة..؟

في النهاية، اختارت شادية الصمت، وتركت عمها يظن أن ما رأى كان حلما جميلا ويسرح فيه.

"صدق ما لقيت من وساطة الغراميات ذي إلا الشقى.."

=
=
=

في زياراتها الأولى لزوجة أبيها المرحوم، لم تطل لمار في البقاء، وأوصت السائق نور على التزام الصمت وعدم فضح أمر زياراتها هذه. وبسبب مدة بقاءها القصيرة، لم تسمح لها الفرصة في الاسترسال في الكلام، فقط طرح بضع أسئلة سطحية عن حالها.

قد عرفت أن زوجة أبيها لا تخرج من البيت أبدا، ولا تحتاج، فعلى حسب قولها، ما لديها يكفيها، والقيام بالبيت لم يكن بتلك المشقة.

مع ذلك، لم يطمئن قلب لمار. قد بدت الأخرى ذابلة بعض الشيء، خافتة. وفي بعض اللحظات، في لمحات خاطفة بالكاد تُرى، بدت كأنها.. قلقة.. لكن من ماذا؟

بدأت لمار بصنع الأعذار لتطيل، ولحسن حظها فإن خالها كان منشغلا هذه الأيام وإلا كان ليكشفها بكل سهولة.

مر على عرس كادي يومان عندما زارتها، للمرة الثامنة ربما، وككل مرة، بدت زوجة أبيها متفاجئة من حضورها، كأنها تتوقع منها العكس والتوقف يوما من هذه الأيام.

حكت لها لمار عن حفل زفاف كادي وترتيباته بحماس متزايد: "صديقاتي استلموني تعليقات ذيك الليلة! اللي تقول أخيرا شكلك زي أي أنثى صاحية، واللي تقول إني ناوية أنخطب، واللي مسوية فيها خطابة..!"

وعلى الرغم من ثرثرتها وخوضها في أدق التفاصيل، لم توقفها زوجة أبيها مرة، بل استمعت لها بكل انصات، أحيانا تسألها أسئلة بدت غريبة بديهية.. أعطت لمار الفكرة أن زوجة أبيها لم تحضر عرسا قط.

ليتبين أن تلك الفكرة كانت صحيحة: "ولا مرة رحتي؟"

أجابتها: "ما كان له داعي أروح."

رأت إجابة زوجة أبيها عجيبة، فحتى هي التي لا تحب أجواء الأعراس وصخبها الزائد قد حضرت عددا معتبرا من الأعراس في حياتها: "طيب وأهلك؟ ما غصبوك تروحين معاهم مرة ولا مرتين؟"

لسماع سؤالها ذاك، ابتسمت زوجة أبيها ابتسامة بالغة السخرية: "لا، ما غصبوني أروح أبد.."

تفصيل غامض آخر في حياة هذه المرأة أمامها، رسمة فرشاة أخرى على هذه اللوحة المبهمة التي كانت تعطيها، معلومة أخرى تعرفها عنها..

وبالحديث عن المعلومات..: "كم عمرك؟"

رفعت هي حاجبا بعجب، لتردف لمار بزخم أخرق مرتبك: "فيني فضول أعرف.. مو باين عليك كبيرة.."

كانت الابتسامة التي أعطتها هذه المرة مائلة متسلية: "ما قالوا لك عيب تسألي مرة عن عمرها؟" وكانت لمار سترد لولا إكمالها: "عمري ثمانية وعشرين سنة.."

ثمان وعشرون سنة؟ فقط أكبر من أختها كادي بسنتين، ومنها بسبع؟ مقارنة مع أبيها الذي كان في أواسط الخمسينيات، باديا عمره وتعب السنين عليه، كانت صغيرة.. وجدت نفسها تسأل بهمس: "ليه..؟" لكنها لم تكمل.

لكن زوجة أبيها بنباهة فهمت ما تعنيه وردت بتعابير وجه باردة: "ليه تزوجت أبوك وما بيني وبين أكبر بناته شي؟ بسيطة، أبوك مثل لي فرصة وأخذتها.."

زمت لمار شفتيها بضيق: "فرصة عشان وش..؟"

لترد الأخرى بذات البرود: "واضحة.."

شيء ما جعل لمار غير قادرة على تصديق ما قصدته، ليس وتصرفاتها طيلة الفترة التي عاشت معها في هذا البيت تناقض إدعاءها، ليس وآخر فعل فعلته ما زال يتردد صداه في ذهنها.

إذا كانت حقا تسعى وراء المال كما تلمح، لِم تنازلت عن ورثها من أبيها المرحوم؟

تساءلت لمار في نفسها، بكل العجب الذي رافقها في تعاملها معها، منذ تلك الحادثة التي منعتها فيها من الذهاب لحفلة شذى، عندما تعمدت الظهور بمظهر زوجة الأب اللئيمة وهي في الحقيقة تداري مصلحتها..

"ليه تحبين الناس يظنون فيك الشينة؟"

لم تطل بقاءها بعدها، ولكن على عتبة الباب قالت: "بجيك الأربعاء، توصين على شي؟"

ظلت زوجة أبيها تحدق بها قبل أن تهز رأسها بـلا، تهمس: "سلامتك.."

كان لديها الإحساس أن زوجة أبيها تحاول جعلها تنفر منها، لكنها لا تعرف مدى إصرار لمار عندما تعقد عزمها.

=
=
=

فور عودة ابنتها وزيارتها لها، انهالت عليها منال بالأسئلة، تتأكد من أنها كانت مرتاحة مع زوجها، تحثها على إخبارها إذا ضايقها بشيء.

بدورها أجابتها كادي أنها كانت مرتاحة وبدا عليها الصدق، بل ظهر في عيونها شيء مما كانت تراه في عيونها هي في الماضي، في بداية حياتها مع راضي.

استيقظت من خواطرها تلك لدخول لمار الصاخب للمجلس وهتافها وهي تضم أختها، تنهال عليها بنفس الأسئلة التي سألتها هي: "يا الخاينة قلتي بتجي في الليل!"

=
=
=

عندما أبلغت ترانيم أبوها موافقتها على خاطبها، رد هو أن ملكتها ستتم بعد أسبوعين من الآن وزواجها بعد شهر.

كأنه يريد التخلص منها!

لكنها لم تبدِ انفعالها، فقط ردت: "إذا على كذا، فشرطي إن ملكتي تكون بلا شوفة.."

لم يظهر على أبيها استساغة الفكرة، لكنه رد بدوره: "لك اللي تبين."

=
=
=

منذ أن أعلن أبوه موافقة أخته على الزواج بمن خطبها وجلال في حالة ذهول.. فأخته لم يبدُ عليها أي بادرة على تفكيرها في تغيير موقفها والنزول من قصرها العاجي. زاد شكه عندما عرف من خطبها، ابن عمته من الرضاعة، يتذكر محادثة ماضية مع أبيه..

(-: "جا يخطب ترانيم؟"

-: "لا.. بس لو جا عندي خاطب ما برده.."

-: "هذي نبرة جديدة.."

-: "يمكن..")

ظل يحدق بأبيه متسائلا، أيمكن أنه أجبر أخته على الموافقة؟

"بأية حال، السالفة فيها إن.."

قد شارك خاله بشكوكه تلك، ليرد عليه بسؤال: "كلمت أختك؟"

أشار بالنفي: "لساتني مو مستوعب الخبر، بس بكلمها قريب.."

تنهد خاله: "أجل كلمها ونشوف وش بتقول، إذا أبوك غصبها بنحاول فيه.." نظر بعدها إليه بمعنى: "و ما دامنا في طاريه، متى ناوي تفكر تتزوج حضرتك؟"

نظر جلال إليه بشك: "كلمتك أمي ولا وش؟"ثم استطرد قائلا بابتسامة: "واللحين مو أنا وإنت اتفقنا تزوجني بنتك لما تجي للدنيا؟ عجل علينا ترى الوقت يمضي..!"

ابتسم عندها خاله بمكر عرف من خلاله أن محاولته قلب الوضع عليه لم تنجح: "يمكن ما عندي بنت من صلبي، بس فيه وحدة أعدها بمنزلة بنت لي وأبغاك تتزوجها.."

لم يستطع جلال إلا النطق بـ"ها؟" بعدم استيعاب لما يقوله خاله.

انحسرت الابتسامة من ملامح خاله، ليحل بدلها الجدية التامة: "إذا طلبتك بتردني؟"

بحمية، مدفوعا بقدر خاله الغالي عنده أجاب: "أطلب مني اللي تباه يا خال، فداك.."

أخبره عندها خاله عن خالته منال وتوجسها من أعمام ابنتها ومخاوفها من أهدافهم، من كونهم سيستخدمون ابنتها ضدها لتلبية أطماعهم. لكن، بعقد قرانها به، فإنه لن يكون لهم سلطة على لمار وستبقى مع خالته.

سأله خاله عندها، بعد أن أعطاه لحظة للتفكير: "وش قلت..؟"

ليرد بثقة: "لما قلت إني بسوي اللي تبغاه مني عنيتها يا خالي، وعشانك وعشان خالتي، أكيد موافق."

صدقا، لم تكن ابنة خالته لمار أبدا في مجال راداره، لا يملك عنها فكرة سوى أنها صغيرة، لا يمتلك ذكريات تجمعه بها في الطفولة سوى بضع متفرقة مبهمة لا يستطيع تذكرها بسهولة. لم يكن ليخطر على باله خطبتها أبدا.

بدا خاله الفخر الفاضح به، الراحة الواضحة لسماع إجابته، وهذا عزز موافقته أكثر على طلبه: "ريحتني يا ولد أختي.." أردف وهو ينخرط في تفكير عميق: "لساتنا عالبر ويبغالي أفاتح البنت في الموضوع، إذا رفضتك بدور لي حل ثاني، مقدر أغصبها عليك.."

استنكر جلال بغرور: "وش جاب طاري الرفض؟ أكيد بتوافق علي..! إنت بس فكر في الإجراءات وبس يا خالي.."

ابتسم خاله بتسلية: "ارحمنا يا أبو الثقة إنت!"

=
=
=

لم يمض أسبوع بعد استقالته من العمل لدى عمه إلا وأمه تواجهه بمعرفتها بالخبر، بثورانها الكاسح لتأكيده ما سمعته: "ليه تحب تكسر كلمتي يا ولد غانم؟! ليه تتنازل عن حقك؟!"

ولأول مرة، واجهها عبد الرحمن بالحقيقة ولم يصمت ليراعي شعورها، مهما ظنه خاطئا: "حقي اللي تركه جدي لأبوي من الورث. بنوك عمي أسسها من ورثه هو وحنا مالنا علاقة فيها يمه..!" أردف يرجوها أن تفهم: "وش اللي يحدنا نعيش على إحسان عمي؟ ليه نحط عيوننا على حقه وهو حافظ حقنا ومتفضل علينا ببيته وفلوسه؟"

ظلت أمه صامتة، باديا فيها الاستياء والغضب وعدم الرضا بكل كلمة قالها، وتركته متجاهلة لندائه خلفها، ليستسلم ويتنهد بضيق..

"الله يهديك يمه.. الله يهديك.."

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 03-01-18, 01:22 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

سلمت يمينك الفيورا على الجزئين ..

ما أدري ليش كنت ماخذة فكرة سيئة عن كادي إنها
متكبرة و ربما راح تحتقر عبدالعزيز لأنه مرمطها في ليلة
عرسها بالرحلة الكئيبة إياها .. لكن بعكس توقعاتي كلها
مرت الأمور بسلام .. و عبدالعزيز شخصيته حلوة
و كذلك الجدة .. اللي اندمجت سريعا معاها ..
هذا درس لي إني ما أحكم على أحد قبل معاشرته .

سالم .. كنت اعتقد إنه مطلق غالية لكن في جزء اليوم
إشارة إلى أنه ما طلقها لكن رافض يرجعها البيت قبل ما يحقق
اللي في باله الحمدلله .. كنت خايفة إن أبوها يزوجها أحد نكاية في سالم
بس دام الوضع كذلك ارتحت ..

لمار .. حبيبة هالبنت و تقربها من زوجة أبيها راح يكشف
لها سر زواجها .. و إنها ضحية لعائلة قاسية القلب.

هل راح توافق على خطبة جلال ؟؟
الواثق جدا ؟ ☺

كل الشكر والتقدير الفيورا .🍃🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 04-01-18, 06:03 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

الخامسة عشر

=
=
=

بدا على الخال سامر التردد قبل إعطائه الرد الذي ينتظره: "البنت موافقة، بس عندها شرط.."

استفسر: "واللي هو؟"

أجابه بذات التردد، كأنه يخشى من ردة فعله: "اشترطت ما تشوفها إلا بالعرس."

أمال الوليد رأسه باستغراب: "بس هذا؟ ما فيها شي يا خال، عادي. أصلا الملكة والعرس قريبين من بعض بزود. ويمكن أحسن بعد عشان يزيد الفضول." أردف بضحكة: "أهم شي إنها موافقة..!"

لم يلحظ الذنب في عيون خاله عندما ردد يؤيده: "أهم شي إنها موافقة.."

=
=
=

من بين كل الأمور التي تصورت لمار أن يستدعيها خالها إلى مكتبه من أجلها، لم تتوقع هذا: "جاني خاطب لك.."

رمشت بعدم تصديق مرة ثم مرتين، قبل أن تستوعب ما قاله، لتقهقه ضحكا إلى درجة تشكل الدموع في عيونها، تقول بعد أن هدأت قليلا: "عاد هذي النكتة يا خالي بتاخذ عشرة من عشرة!"

لكن خالها لم يرد عليها بكلمة، وعندما تمعنت في النظر إليه وجدت أنه لم يكن يضحك معها، لتدرك وتسأل بذهول: "من جدك؟"

ليرد: "إيه، من جدي.." أردف يسأل بدوره، كأنه لا يرى خطبا ما في فكرة تقدم أحدهم لخطبتها: "وش يفرقك عن باقي البنات عشان ما تنخطبين؟"

الفرق بينها وبين باقي الفتيات كان.. كبيرا..

لطالما رأت لمار في أختها مثالا في الجمال والأناقة، وكم ضايقها أنها لم تستطع أن تقتدي بها، فمن لديه الوقت ليهتم بنفسه وهو يصارع آلام جسد عليل؟

صحيح أنها تحسنت كثيرا في السنوات الماضية عن السابق، تتحول من حالة مفقود الأمل بها إلى واحدة شبه طبيعية، لكن صحتها المكتسبة حديثا لم تمنع تكون صورة عن نفسها كما كانت في الماضي وانطباعها تحت جفنيها، هزيلة ضئيلة شاحبة على بعد أصابع من الرحيل. لم تمنع تكون الفكرة في بالها أن الكل يشفق عليها، فكم رأت من النظرات المشفقة وهي طفلة، وبعدها في بداية مراهقتها. لم تمنع فقدان ثقتها بنفسها، حتى لم تعد تبالي بمظهرها.

لم يكن لديها الاعتقاد أن أحدهم سيخطبها هي من بين الكل. هي، من كانت تُصرف الأنظار عنها وتوجه نحو أختها كادي. هي، من كان الكل ينظر لها ككائن ضعيف يجب ألا يُلمس.

وضع خالها يديه على كتفيها، يسترعي انتباهها ويوقظها من كآبة أفكارها: "فيه سبب ثاني بعد لذي الخطبة.."

استغربت كلامه: "وش قصدك يا خالي؟"

عندها أخبرها خالها عن احتمالية مطالبة أعمامها بها، وخشية أمها من كونهم سيتصرفون بها كما شاؤوا. لا تنكر، أرعبتها الفكرة، فهي أبدا لا تطيق أقربائها من أبيها لأفعالهم الماضية.

ربما لاحظ خالها ضياعها وتشتتها بين أي قرار ستتخذ، لأنه قال: "إنتي صاحبة القرار وما بغصبك على شي، ولا تحسبي إن لو رفضتي الخطبة إني ما بلقى حل ثاني مع أعمامك.."

ردت بما تعرف أنه كان يبطنه في باله: "بس راح تكون مرتاح إذا وافقت على اللي خطبني، صح؟"

ابتسم لها خالها بدفء والد: "إيه.. بكون مرتاح لو تزوجتي جلال.."

كادت تختنق من صدمتها لمعرفة من خطبها.

"جلال؟! ولد خالتي جلال ما غيره؟!"

أردف خالها غير ملاحظ للصدمة التي ألجمتها: "خذي وقتك تفكرين، ومتى ما توصلتي لقرار قوليلي.."

غادرت مكتب خالها بحالة ذهول للصدمات التي أتت متوالية، ابتداء بأمر بخطوبتها وانتهاء بمعرفتها من خطبها.

من بين الكل.. جلال؟ جلال الذي كان معروفا بين أوساط العائلة والمقربين لها بتجنبه الزواج؟ جلال الذي كان محط إعجاب كل صبية صادفته؟ جلال الذي بدا كأنه مستعد لأخذ كاميرا ما صورة له تعرض على غلاف مجلة كل الأوقات؟

جلال، الذي تذكر إزعاجها المستمر له في تجمعات العائلة كطفلة، وتكشيره المنزعج منها واسكاته لها بأي حلوى يملكها. جلال، الذي كانت تتعمد إزعاجه وتتقصد البكاء والنواح عنده لأنه لا يستطيع تحمل الازعاج وسرعان ما يرضخ ويعطيها ما تريد، لأنه لم يكن كأخته ترانيم التي لم تجد معها محاولاتها تلك نفعا، بل قلبتها ضدها!

جلال، التي دعت مرة للمسكينة التي سينتهي المطاف بها كحرمه المصون.

لم تدري أنها ستصبح يوما أول مرشحة لذاك اللقب!

=
=
=

بسبب روتين زوجته في تجديد الأثاث كل سنة، لقي حامد ألبوم صور مغبر في أحد الكراتين المفتوحة التي أخرجتها من المخزن ليتم تنظيفه.

أخذ حامد ألبوم الصور معه إلى غرفته، ليبدأ بتفحصه مسترجعا للذكريات التي احتواها بين صفحاته، وفي خضم تقليبه بين الصور، استوقفته صورة لا يذكر متى تم التقاطها، ظهر فيها أخوه فيصل في سن المراهقة، يجلس في غرفة تعرف عليها حامد على أنها غرفة مجلس بيت أبيه، يبدو كأنه كان يشاهد التلفاز قبل أن يلحظ أن صورته كانت تُلتقط.

أغرب ما في صورة كان الابتسامة الصافية الهادئة المرتسمة على شفتي أخيه، يوجهها لمن رآه يلتقط الصورة لحظتها. لا يذكر من فيصل في سنين مراهقته إلا التمرد والتهكم، الابتسامات المائلة الساخرة والضحك الشامت.

عندها، كما لو أصابته صاعقة، تذكر حامد كيف الُتقطت هذه الصورة.

كانت بعد تخرجه من أكاديمية الشرطة بسنتين، عندما اتصل به أحد معلمي فيصل من مدرسته الثانوية بصفته وصيا عليه بعد وفاة أبيه وسفر أكبر إخوته خارجا، يشتكي من إهماله وتركه الحصص. يذكر توبيخه لفيصل، وتفاجئ فيصل من ذلك، رده المستغرب المستفسر عن سبب اهتمامه، فإخوته الآخرون لم يهتموا بالخطابات والاتصالات التي تلقوها من معلميه سابقا.

يذكر حامد رده عندها رده بأنه لن يتركه مهملا بحجة أن الآخرين لم يستطيعوا ضبط تصرفاته.

صدف في ذلك اليوم أن أخته الصغيرة دلال كانت تجرب الكاميرا التي أرسلها لها أخوهم الأكبر فايز كهدية نجاحها، ومحاولاتها جعلها تعمل بلا أي دراية بكيفية استعمالها.

أخذ الكاميرا منها ليعلمها كيف ووجهها لفيصل وناداه، وعندما التفت فيصل إليه ورأى ماذا كان يفعل، لم يتصرف بطبعه المستفز، بل سايره وابتسم.

هذه الصورة لوحدها كانت كفيلة بجعل فيض من الذكريات والإدراكات تتدافع لذهنه.

تذكر كيف كان إخوته يأمرونه بتوبيخ فيصل كلما افتعل مشكلة أو بدأ يخرج عن نطاق السيطرة، وعندما سألهم لما هو بالضبط كانوا يجاوبونه بأنه الوحيد الذي أخذ على عاتقه تقويم فيصل والوحيد الذي سمع فيصل لأمره.

تذكر أنه هو كان أول من أخبره فيصل بأمر سفره الأول، ومن ثم زواجه. كان حامد أول من أخبره فيصل بولادة ابنته، والوحيد الذي أرسل صورتها له.

كان حامد أول من أوصاه فيصل على ابنته الرضيعة وهو على فراش الموت.

أيقظه صوت زوجته من رحيله مع ذكرياته، تسأله بعجب: "وش فيك..؟"

فقط عندها انتبه حامد إلى تضبضب رؤيته من الدموع.

=
=
=

عندما أتى جلال إليها يسألها عن موافقتها على من تبين أنه ابن عمتها من الرضاعة، فكرت للحظة في إخباره الحقيقة لتتراجع عن تلك الفكرة، فلا تريد أبدا أن يحدث خلاف بين أبيها وأخيها بسببها هي.

لذا تحاملت على نفسها وابتسمت له تطمئنه: "وافقت برضاي، ما عليك.."

لم يبدُ على جلال تصديقها لتلك الدرجة، لكنه لم يضغط عليها وقال: "تدرين إني دوم بجنبك يا الدلوعة، صح؟"

هذه المرة كانت ابتسامتها صادقة نابعة من قلبها: "إيه، أدري يا أخوي.."

=
=
=

كانت شادية تنشر الغسيل في الحوش، تدندن بنشاز متقصد عندما شعرت بضربة مألوفة جانب رأسها. عرفت دون النظر أن كرة أبناء أم خليل قد افلتت منهم وهم يلعبون خارجا أمام بيتها.

وكما أصبح مشهدا متكررا، أتى طرقهم الملح على الباب سائلين عن كرتهم.

قد حاولت شادية كل الطرق في تجنب كرتهم السائبة، من تجاهلهم إلى توبيخهم إلى إخبار أمهم لكن بدون جدوى، أيام تمضي بدون ضربة تلك الكرة على رأسها لتأتي يوما على حين غرة وتوقظ كل شياطينها!

تحجبت بجلال صلاتها تحسبا وفتحت الباب، لتراهم واقفين بأدب وبابتسامات ظريفة ينتظرون كرتهم المنشودة. أعطتهم إياها وهي تحذرهم: "لو مرة ثانية ضربت كرتكم فيني بكلم جدي يصارخ عليكم زي ذيك المرة، مفهوم؟"

أومأوا بنعم وبحماس يتجاهلون تماما تهديدها: "مفهوم خالة شادية!"

أغلقت الباب وهي تبتسم من شغبهم المحبب رغما عن كل شيء، لكن حقا، عليها أن تجد حلا لكرتهم تلك!

=
=
=

أعلنت له منال بتعبير بارد بدا غريبا عليها: "شهر وشوي وببيع البيت.."

لم يحتج شاهين إلى الاستفسار لمعرفة أي بيت تقصد: "وكيف بتبيعي بيت أبو كادي الله يرحمه..؟"

لترد بوجوم: "البيت مكتوب باسم كادي، وهي أعطتني الحرية أتصرف فيه.."

ما الذي ستستفيده منال من بيع ذلك البيت؟ أبدا لا تحتاج للمال، فلا هو ولا أبوه يقصران في حقها، ولا يعهد منال بتلك التي تسعى وراء كل فلس بلهفة. لم يبق سوى تفسير واحد، ولم يرض شاهين به مهما كان داعما لأخته، فالحقد لم يكن لائقا أبدا بها: "منال.."

قاطعته قبل أن يعترض، تنطق كل كلمة كأنها تطعنها في الروح: "كفاية عليها عايشة فذاك البيت أيام العدة..!"

عيون أخته نطقت بشيء مختلف..

(العدة اللي سرقت حقها مني!)

=
=
=

كان نواف في مجلس بيت أمه يتفقد رسائله عندما سمع ذلك الصوت يهتف بشماتة، وصاحبته تجلس بضجر جانبه: "ارحم نفسك يا روميو زمانك، كل مرة أشوفك فيها حالك صاير أردى!"

رد ببغض لهذه الإنسانة المسماة بأخته، تلك التي لم يرى هو ولا أمه منها سوى المشاكل والفضائح: "أكرمينا بسكوتك، مافي أحد طالب رأيك في حالتي."

تجاهلته تماما وهي تردف تغيظه، تستفزه: "تلاقيها موسعة صدرها مع غيرك ولا على بالها إنت يا الغافل..!"

صرخ بها بهياج غضبه، حركة واحدة فقط تفصله عن ضربها، بسبب تلك الفكرة التي تؤرقه ليل نهار تنهشه داخلا من الغيرة: "شذى!"

لتهز أخته كتفا بلا مبالاة به، تنظر له بمزيج من الشفقة والاشمئزاز: "انساها يا نواف، تراها عاشت معنا فترة وشفت كيف كانت تناظرك. صدقني لما أقول إنها ما كانت طايقتك. عيونها كانت تنطق كره لك.."

رد بتهكم، متعجب من كلام أخته الناصح، يتجاهله بالكلية. لا يطيق فكرة كره معشوقته له، لا يستطيع احتمالها!: "شكل الطردة من الجامعة خلاك حكيمة زمانك."

نهضت شذى من مكانها، تقول: "زي ما يقولون، خذ الحكمة من أفواه المجانين. لكن بكيفك، خليك على الأطلال..!"

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 05-01-18, 04:19 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

السادسة عشر

=
=
=

مضى أسبوعان منذ انتقالها للعيش مع عبد العزيز في شقته، شقته التي لاقت إعجابها واستحسانها ببنائها وملائمة الأثاث الذي اختارته مع هدى لها. قد ذكر عبد العزيز أن مالك المبنى كان مريضا أسعفه قبل سنة، وعندما صدف والتقيا وهو يبحث عن شقة مناسبة لهما، أصر عليه أن يختار مبنى شققه للعيش فيه مقابل خفض سعر الإيجار عليه بدرجة كبيرة.

لكن كانت هناك تفاصيل هنا وهناك جعلت كادي تتردد في قول أن العيش في شقتهما كان مثاليا. أكبر مثال كان جيرانهم غريبو الأطوار.

(كالزوجين الذين يعيشان في الشقة فوقهم، تسمع كادي جدالهم الصاخب في أوقات محددة بشكل عجيب عندما تقف المطبخ أو في المجلس. الغريب أنها متأكدة أنه لم يكن من السهولة أبدا سماع صوت أحد من الشقق المجاورة لهم، فكيف يصلها صوت جدالهما كل يوم؟!

كالجار في الشقة مقابلهم، البخيل بلا حياء، الذي كان يتعمد طلب التوصيل من المطاعم إلى شقتهم بدلا من شقته حتى يدفعوا عنه، ليأتي بعدها يطالب بطعامه. كان الشيء الوحيد الذي فصل بين وجهه وقبضة يد عبد العزيز هو رجاء كادي له بعدم افتعال مشكلة، لكن بعد المرة الثالثة تركت عبد العزيز يفعل ما يشاء، ولم يتعرضا لمضايقاته منذ ذلك الحين.

وأيضا كان هناك جارهم المسن في الشقة تحتهم، الذي ما إن سمع أن عبد العزيز كان طبيبا حتى بدأ يأتي له يطلب تشخيصه لأتفه شيء ضايقه، بل جلب بضع من أفراد عائلته معه مرات. اكتشفت عندها كادي أن عبد العزيز كان لينا بشكل شديد مع المسنين، وفسر ذلك مسايرته للعجوز وفحصه بجدية كل مرة.

ولا تنسى أيضا اجتماعات نسوة الشقق الأسبوعية التي لا تدري كادي إلى الآن كيف انتهى المطاف بها في حضورها، ولا تزال تبحث عن عذر يعفيها منها نهائيا).

وبعيدا عن الجيران، فإن العيش مع عبد العزيز لم يكن بذلك التقليدي، فهو أبدا لا ينام في الأوقات المعتادة كسائر البشر، ومنذ استئنافه لعمله قبل أسبوع، اكتشفت كادي أنه لم يكن لديه نوبات عمل طبيعية أيضا، فتارة يبقى معها اليوم بأكمله، وتارة لا تراه يوما كاملا، تارة نصف يوم وتارة ربعه أو ثلثيه. الشيء الوحيد الذي ألهى خاطرها من حقيقة أنها كانت تفتقد وجوده وبشدة كان عملها الذي قررت البدء فيه وقطع الإجازة التي أخذتها.

تعرف أنها وافقت عليه وهي عالمة تمام العلم بمهنته وما تتطلبه، بل عدتها كإيجابية وقتها، فكيف ستتعلق بشخص سيكون شبه غائب عنها على الدوام؟

لكنها لم تتوقع أن تلحظ غيابه ذاك، أن تكترث به لدرجة الاستياء، أن يغمرها الحبور في الأيام التي يبقى فيها معها.

شعرت كادي كما لو أنها قد وقعت في فخ، والمصيبة أنها لا تدري من أي نوع.

=
=
=

سألت لمار زوجة أبيها بترقب: "ها، وش رأيك؟"

لوحت زوجة أبيها بالملعقة الصغيرة التي كانت تأكل بها الكيك الذي صنعته لمار، بإيقاع متسلي مغيظ: "التقديم سيء، البناء هش.."

قاطعتها لمار: "تفاصيل جانبية! أهم شي الطعم.. كيفه؟"

أجابتها أخيرا، بتلك الابتسامة المائلة التي أصبحت جزءا منها، تدل على أنها في مزاج رائق: "حلو.. يجي منك."

هتفت بثقة: "أدري إنه حلو! سويته بعد معاناة وصراع مرير، لازم يطلع كذا ولا كنت بسوي هوايل..!"

نظرت زوجة أبيها إلى صينية الكيك الكبيرة التي أحضرتها لمار معها، ولاحظت السرور البادي عليها: "مشكورة، ما كان له داعي تكلفي على نفسك كذا.."

ضحكت لمار بخفة، ترد بأريحية: "عادي ما كان فيها شي وربي!" أكملت بخفوت شارد: "وأصلا أشغل بالي شوي عن أشياء.."

عرفت من نظرة الأخرى الصامتة أنها تستحثها على الاسترسال في الكلام، ولكونها لا تحتاج دافعا في البدء في الثرثرة، بدأت تحكي عن تطورات الأيام الماضية وعن حيرتها في أمر خطبتها، أمر لم تعلم أمها ولا كادي به بعد، فلا تريد أن تشعر أمها بالذنب، ولا تريد إزعاج كادي وهي في أسابيعها الأولى من زواجها.

تمهلت زوجة أبيها لحظة قبل أن تقول: "استخيري وشوفي اللي قلبك يرتاح له، بس أبدا لا توافقي تتزوجين عشان تهربين من وضع."

لم يفت لمار نبرة المرارة في صوت زوجة أبيها وتساءلت في نفسها، أكانت تلك نصيحة مجربة؟

وحقا، بدأت لمار تزن خطبتها هذه بين ميزانين، بين تبعات موافقتها أو رفضها، بين الإيجابيات والسلبيات، إلى أن توصلت إلى قرار.

صحيح أن خالها سيجد لها حلا آخر مع أعمامها إذا رفضت، صحيح أن جلال لم يكن أبدا شخصا فكرت في الارتباط به، لكن قدر خالها شاهين غال في قلبها، ولا تريد أن ترفض أكثر حل هو مرتاح له، وعن جلال، فلا تظن أن خالها رشحه لها إلا وهو متأكد منه ومن جدارته.

بقي فقط عدم تأكدها من أمر الزواج بأكمله الذي بقي يقض مضجعها حتى بعد أن استخارت وشعرت بالراحة تجاه جلال.

وعندما أتت لخالها تصارحه بما توصلت إليه، فكر لحظة قبل أن يقول: "وش رأيك تملكون فذي اليومين، والعرس بيكون بعد تخرجك؟ ما بيقدر أعمامك يسوون شي وإنت متملكة، وبيمديك تتأقلمي مع الفكرة."

انتباها الخجل عنوة عندما أدركت أنها استحسنت فكرته، أنها كانت موافقة. وعندما أومأت بقبول، ابتسم خالها برضا: "أجل خليني أعطي جلال خبر.."

=
=
=

كانت غالية ترتب مقاضي البيت التي أرسلت أخاها الصغير ربيع لإحضارها من بقالة القرية، وفي خضم ترتيبها لمحت مغلفات من حلواها المفضلة. لا تذكر تكليفها ربيع بإحضارها لها، ولا تظن أن ربيع قد اشتراها لنفسه، فلا أحد في بيتهم يحب هذا الصنف سواها هي.

ذهبت إلى ربيع تسأله وفي رأسها يتشكل احتمال ما: "وين الباقي يا الأخو؟ شغل الدس هذا ما بينفع معي."

تحلطم ربيع قبل أن يعطيها ما بقي.. أو بالأحرى، المبلغ نفسه الذي أعطته ليشتري المقاضي. لوحت بالأوراق النقدية بسؤال: "وش معنى ذا؟"

ابتسم ربيع عندها، يشير إلى الكيس المليء جانبه: "إيه، ذكرتيني! شفت سويلم في البقالة ودفع هو عني. عزمني اشتري اللي أبي حتى." استطرد وهو ينظر إليها بشيء من العتاب وعدم الفهم: "له فقدة والله.. مدري إلى متى بتتمي زعلانة منه..!"

الوحيد من إخوتها الذي لم يعرف بحقيقة وضعها مع سالم كان ربيع لصغر سنه، فكلهم أعطوه الفكرة أن غالية هنا بإرادتها هي. لطالما كان سالم ذا علاقة جيدة مع إخوتها، حتى أنهم تفهموا سبب انقطاعه المؤقت عنهم رغم عدم رضاهم عن طوله، فكلام أبيهم كان مهينا جارحا لا يرضاه حر على نفسه.

بصمت أرجعت لربيع المبلغ الذي أخذت منه قبل أن تعود إلى المطبخ، إلى النظر إلى مغلفات الحلوى بمزيج مُر من الشجن والسرور.

=
=
=

اتصل خاله به، يقول: "البنت موافقة."

ليرد جلال بثقة مغترة: "كنت أدري إنها بتوافق، ما يبغالها سؤال يا خال..!"

سمع تنهد خاله بسأم في السماعة قبل أن يكمل: "بتملكون بعد الخطبة على طول عشان نسد الطريق على أعمامها، وعرسكم بيكون بعد تخرجها."

رفع حاجبا من هذا الجدول، لكنه لم يعترض: "طيب، خير إن شاء الله.."

ليقول خاله بنبرة تفكير: "الحمد لله إنك مو مستعجل، لأني ما أبغاك تشتتها وهي في سنة تخرجها."

"كأني ميت وولهان عليها عشان أتعب نفسي وأشغلها.." رد عليه يسايره: "لا تخاف يا خال، ما بزعجها ولا بقابلها إلا ليلة العرس."

ليقول خاله وشيء من الخبث يتسلل إلى صوته لم يفهم جلال مغزاه: "بخليك عند وعدك ذا يا ولد أختي." أردف ونبرته تعود للحيادية: "اللحين كلم أبوك وأمك عشان نخلي الأمور رسمية."

قرر البدء بأمه، فأليست هي من سعى وراء زواجه بإصرار؟ إذا، آن الوقت لإنهاء سعيها ذاك.

كانت أمه تشرب قهوة وتتفحص مجلة في مجلس النساء عندما أتى يبدأ يقول دون مقدمات: "نويت أخطب يمه.."

شرقت أمه بفنجانها ليتجه إليها يربت على ظهرها وهي تسعل، حتى هدأت وأشارت له بالابتعاد لتقول: "لا تلعب مقلب علي زي المرة اللي فاتت، لما قلت ناوي تخطب بنت شاهين اللي بعدها ما جات على الدنيا!"

رفع جلال يديه بمسايسة: "لا، لا. وش الظن الشين ذا؟ السالفة وما فيها إني شفت خالي مزودها بتأخيره في توصيل عروس أحلامي لي وقلت خليني أمضي في حياتي وأشوف مستقبلي وأفرح أمي.."

لم يبد على أمه التأثر بالمشهد المسرحي الذي مثله: "بنت مين اللي ناوي تخطبها؟"

جلس جانبها راسما أعرض ابتسامة يمكنه رسمها: "البنت ذي تعرفيها وتعرفي أهلها أكثر من أي أحد.."

بدا على أمه الاستغراب التام والفضول المتزايد، تكرر سؤالها: "طيب مين؟"

أجابها أخيرا: "لمار، بنت خالتي منال."

ضيقت أمه عيونها بعد لحظة صمت تستوعب إجابته: "ما قلتلك لا تلعب مقلب علي؟!"

استغرب من ردة فعلها هذه: "وأنا أتكلم من جد. أبي أخطب لمار."

حدقت به تبحث عن أي دليل يقول لها أنه يكذب ولم تجده، لترفع حاجبا بعجب: "لمار؟ من بين كل البنات.. لمار؟"

سألها ما زال مستغربا منها، فهو قد توقع فرحها بمعرفة أنه يريد خطبة ابنة أختها: "ليه متعجبة؟ شايفة منها شي ولا..؟"

قاطعته بحدة: "هذي تربية منال يا ولد! البنت طيبة وما شفت إلا الخير منها، بس.."

استحثها: "بس؟"

أكملت: "إنتوا الاثنين مختلفين بزود.."

هز كتفا غير مكترث بهكذا سبب: "زي ما يقولون يمه، الأضداد تتجاذب. المهم.. فرحانة؟"

ابتسمت أمه له بصدق وراحة: "إيه والله فرحانة! سبحان الله إنت وأختك قررتوا تتزوجون وتريحوني في نفس الوقت."

ضحك: "اللي يسمعك بيقول أنا وترانيم بضاعات بايرة!"

شهقت أمه بجزع: "في العدو ولا فيكم! بس وش أسوي؟ شيبتوا راسي بعنادكم وأنا متشفقة على عيالكم..!"

قبل جبينها بحب وأحاط كتفيها بذراعه، يضمها جانبه. كم يحب هذه اللحظات النادرة مع أمه، عندما تكون بعيدة عن تمثيليات مجتمعهم المخملي. ربما كان زواجه بلمار خيرا إذا كانت بداية بشره هذه.

=
=
=

اتصل شاهين بمنال يخبرها أنه يقف أمام بيت صديقتها ينتظرها، لكن الصوت الذي أجابه لم يكن ذاك لأخته، بل لغريبة. سأل وطلب جوابا فوريا بندائه: "منال؟"

لتجيبه تلك برقة طبيعية وليست مصطنعة كالتي يتلقاها أحيانا: "تركت جوالها في الشحن وجالسة مع أمي."

من جوابها هذا عرف أن من تكلمه كانت إحدى بنات صديقة منال. تنهد من عادة أخته في نسيان شحن هاتفها، ليدخل في دوامة كلما حاول الاتصال بها: "طيب، قوليلها أخوها يستناها برى."

أقفل الخط دون انتظار الرد.

=
=
=

قد قال بضع كلمات، برسمية وباختصار، لكن سماع صوته بذاك القرب كان كفيلا بجعل قلبها يلهث نبضا إلى درجة مؤلمة.

لا تدري ما الذي سيرها لتجيب على جوال منال عندما رأت الشاشة تنبض باسمه، لكن ألم يكن هذا طبعها مع حبها هذا؟ الخروج عن المعهود؟

قد حاولت أسيل التماسك عندما نقلت رسالته لأخته، لتبتسم تلك بمعنى وهي تقف ناهضة مودعة لها ولأمها.

بصراحة، تعبت. تعبت من مشاعرها هذه، تعبت من تلميحات منال دون أن تلقى لآمالها صدى.

=
=
=

أتى إعلان جلال برغبته الزواج من ابنة خالتها لمار كصاعقة تسببت في شغل بالها عن ملكتها ليلة الغد، وحالما أنهى أبوها قوله أنهم سيزورون بيت جدها عبد المحسن من أجل تلك الخطبة بعد ملكتها مباشرة، أخذت ترانيم جلال جانبا وسألته بعجب: "من جدك تبي تخطب لمار؟"

نظر جلال إلى الأعلى بقلة صبر ثم إليها وقال: "وشفيك إنتي وأمي عليها؟ تراكم خليتوني أبدا أتردد.."

ضربته بخفة على كتفه: "حرام عليك، لمار طيبة وعلى نياتها. الخوف منك تظلمها معك!"

ليرد باستنكار: "ومن وين بتلقى مثلي؟"

ما زالت غير مستوعبة للفكرة، تهز رأسها بعدم تصديق: "إنت.. ولمار؟ زيت وماي؟ شرق وغرب؟"

أكمل جلال عنها بضجر: "يمين وشمال، فوق وتحت، الربع الخالي والقارة المتجمدة الشمالية.. أدري يختي، اثنينا مختلفين، فيه غيره؟"

لوت ترانيم شفتيها بعدم رضا: "الله يعينها عليك."

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 05:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية