لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-17, 10:25 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

أهلا أهلا بالكل!
البارتات 11 و 12 راح تتمحور حول كادي وبداية حياتها مع عبد العزيز ومن ثم راح نستأنف برنامجنا المعتاد..

الحادية عشرة

=
=
=

خرجت كادي إلى حديقة البيت، تلك البقعة البديعة المحببة إلى قلبها. قد حكت لها أمها مرة أن جدها عبد المحسن بناها لتحقيق أمنية جدتها عزيزة في الحصول على حديقة داخل بيتها، ليحققها بهذا الشكل الرائع الذي ما زال يحافظ عليه على الرغم من وفاة جدتها منذ عقود. لطالما بعثت هذه الحديقة في نفسها الهدوء والسكينة، خصوصا في الليل، شيء تحتاجه وبشدة، فزواجها بقي عليه يومان وتوترها بلغ أقصاه.

باقترابها، وجدت كادي أنها لم تكن الوحيدة التي فكرت في الخروج للحديقة.

رأت لمار عند الشجرة الضخمة وسط الحديقة، تتمسك بجذعها بشكل غريب. سألتها بتوجس: "وش قاعدة تسوين عندك؟"

التفتت لمار إليها فجأة وعيونها تحكي قصة من قُبض عليه بالجرم المشهود، لتبتسم عندها باستظراف: "تتذكرين أيام زمان لما كنت أتسلق ذي الشجرة؟"

أجابتها بوجوم: "أتذكر كل مرة قربتي تطيحين فيها.." ضيقت عيونها بشك: "لا تقولي ناوية تعيدين أمجادك يا لارا كروفت؟"

ضحكت عندها لمار بتوتر: "جاني فضول يختي، كم سنة مرت؟ أكيد اللحين كبرت وما بطيح..!"

جرتها كادي بصمت بعيدا عن الشجرة، وانصاعت لها لمار بسهولة فاجأتها، لتقول بعد أن دلفا داخلا: "بما أنك صاحية وشكلك مو ناوية على نومة، وش رأيك نسهر لنا على فيلم قبل لا يسرقك عريس الغفلة مني؟"

لم تستطع كادي كبت ضحكة: "لعبة أنا عشان أنسرق؟" فكرت للحظة قبل أن ترد: "طيب، ما عندي مشكلة.."

قفزت لمار بحماس: "حلو! خليني أجهز لسهرة ما حصلتش!"

مشت بخطى يسوقها الحماس إلى المطبخ، تاركة كادي تراقبها بشجن باسم.

وعندما أنهت لمار تجهيزاتها ورأت التشكيلة العامرة من الشيبسات والحلويات والعصائر التي تنتظرها، قالت قبل أن تنطق كادي بكلمة اعتراض: "لا تخافين، ما في شي هنا عندي حساسية منه."

حسنا إذا، لن تعترض، لكنها ستتفقد ما أحضرته أختها ليطمئن قلبها.

انضمت إليها بحماس وليد: "عسى اخترتي أفلام سنعة مو خرابيط الرومانس حقتك؟"

أومأت لمار بثقة وهي تفتح لابتوبها: "أدري بذوقك جرائم وتحقيقات وغموض. حملت لي كم فيلم بيعجبوا حضرتك.."

كانت سهرة مشابهة لكثيرات في الماضي، ممتعة جميلة بحق، بعثت فيها تلك السكينة التي سعت وراءها رغم صخبها.

سمعت لمار تقول بهمس قبل أن تخلدا إلى النوم بعد أن صليا الفجر: "لا تنسيني، أوكي..؟"

ردت كادي تطمئنها: "عشان تتورطين بداهية في الثانية اللي أغفل فيها عنك؟ العبي على غيري، بنشب لك حتى وأنا عجوز بعصاتي."

ضحكت لمار من ردها، وشعرت كادي بقدر الراحة التي بدت فيها.

=
=
=

استغربت منال تأخر ابنتيها عن مائدة الفطور. بحثت لفترة قبل أن تجدهما نائمتين في غرفة لمار.

كان منظرا مطابقا لما عهدته منذ زمن نتيجة سهراتهما معا، بكادي المقطبة ملامحها بإنزعاج ولمار بأحد وضعياتها العجيبة. هذه المرة، تسببت وضعيتها في ضغط قدمها اليسرى على خاصرة كادي.

سمعت كادي تتمتم بضيق ناعس: "يرحم أمك لمار عدلي وضع رجلك السايبة ذي!"

لم تلق جواب، ولا حياة لمن نادته، فلمار كان نومها ثقيلا حد الغيبوبة.

أعطتهما منال دقيقتين قبل أن تخطو مقتربة لتوقظهما.

=
=
=

ترقرقت مقلتاها بالدموع عندما رأت نفسها بالأبيض، على بعد دقائق من زفها لمن أصبح زوجها.

لم تشعر إلا وأمها تمسح الدموع قبل أن تفسد زينتها وتعب ساعات، تسألها بحنان دافق: "وش فيك يا بنتي؟"

هزت كادي رأسها تحاول طمأنتها لكنها فشلت: "تذكرت أبوي.. كان يتمنى يشوفني في الأبيض.." تنهدت والحزن يكسو صوتها: "الله يرحمه.."

رددت أمها وراءها: "الله يرحمه.."

لاحظت عمق الحزن الذي جاهدت أمها في إخفائه دون جدوى، فصمتت.

-: "ما شاء الله! قريتي على بنتك يا خالة ولا لسى؟ متأكدة أخوي راح تضيع علومه لما يشوفك..!"

اقتحام هدى المرح للغرفة أخرجهما من غمامة الأحزان. استأذنت أمها بابتسامة خالطها العرفان خارجا لتتفقد آخر التفاصيل قبل أن تُزف.

ردت كادي بابتسامة ضاحكة: "شوفوا مين يتكلم! وين مصعبوه عنك عشان يشوفك مشعللة بالأخضر؟"

تنهدت هدى بضيق مبالغ مسرحي، تتحلطم من ذكر خطيبها ذاك، فهو سافر بعد ملكتهما للدراسة وما زال غائبا: "يلا هانت كلها كم شهر ويخلص دراسته الردية ذي.." سألتها عندها، تغير الموضوع: "متأكدة من سالفة زيارة بيت جدتي؟ ترى أقدر أقوله إنك رافضة.."

هزت رأسها بلا: "هو وعدها يزورها وما بخليه يخلف بوعده.."

ابتسمت لها هدى بقلق خالطه الرضا: "إن شاء الله عزوز يعرف قد إيش هو محظوظ فيك.."

عقدت حاجبيها: "ما تلاحظي إنك متحيزة كثير ضد أخوك؟"

لتضحك هدى، ترد: "مقدر أمنع نفسي وش أسوي؟ من يومنا نتناقر وحنا صغار..!"

وقبل أن ترد كادي، أتت أمها ولمار يخبرانها أن وقت زفتها قد حان.

=
=
=

أحيانا تحتاج لمار إلى تذكير نفسها، حتى وكادي تجلس أمامها على الكوشة.

أختها الكبرى ستتزوج، ستترك جانبها..

أختها الكبرى التي كانت شديدة الغيرة منها بادئ الأمر، ترفض مشاركتها ألعابها وحلواها، ترفض اللعب معها ومرافقتها..

أختها الكبرى التي تبدل موقفها منها عندما أضحت لمار طريحة سرير مستشفى بسبب قلبها المريض منذ الولادة. تذكر عهود ووعود كادي الباكية بإعطائها كل ما تريد، ستشاركها ألعابها، ستلعب معها. فقط طلبت منها أن تعود بصحة جيدة.

أختها الكبرى التي أصبحت قريبة منها، حافظة سرها، أعز صديقاتها. أختها الكبرى التي أصبحت المداري الأول لها، التي أفرطت في حمايتها، حتى من أخف نسمة.

(تذكر مرة كانت في الصف الأول الإبتدائي وكادي في السادس، تذكر تعثرها في خطواتها وتسببها في تلطيخ زي طالبة من الصفوف العليا بالعصير الذي كان بيدها، ورد تلك الطالبة خطأها ذاك بصفعة ثم زجر صارخ.

تذكر كيف كان منظر كادي، كادي الهادئة اللطيفة، مثال الطالبة النموذجية، غريبا وهي تتقدم لتلك الطالبة بغضب وتنهال عليها بالضرب إلى أن تدخلت المعلمات.

تذكر عدم اكتراث كادي بالتوبيخ الذي تلقته، فقط سؤالها لمار بقلق إذا كانت بخير).

ربما شجعت كادي على المضي قدما في حياتها بعيدا عن تجربة أمها وأبيها، ربما أغاظتها بأمر زواجها المقترب، لكن لمار أخفت وراء حماسها حزنا.

لكن.. لن تكون أنانية، فأختها تستحق السعادة مع زوج يحبها وأطفال تحيطهم بحنانها الذي تنعمت هي به منذ الصغر.

قاومت دموعها وهي تهتف بمرح، تحضن أختها بقوة تهنئها: "مبروك يا أحلى عروس! أشهد إن الكوش بتحرم تستقبل عرايس من بعدك!"

=
=
=

ابتسمت ترانيم بصدق لرؤية ابنة خالتها كادي عروسا تُزف. قد لا تكون علاقتها بها وثيقة هذه الأيام، خصوصا بعد طلاق خالتها منال وبقاء كادي ولمار مع أبيهم، لكنها ما زالت تتذكر الماضي الذي جمعهم كلهم كأطفال صغار. تذكر أن كادي كانت رفيقتها الدائمة في اللعب.

باركت لها، وردت عليها: "الله يبارك فيك، وعقبالك.."

للحظة، رحلت الابتسامة عنها، لتذكرها موضوع الزواج والوجع الذي رافقه، لكنها سرعان ما لملمت نفسها وردت الابتسامة بأخرى أكثر زيفا ومجاملة.

تعرف أن رد كادي كان عفويا، فطبيعتها بعيدة كل البعد عن الخبث والتلميحات التي عهدتها، وليس لأحد علم بخاطبها هذه المرة، لكنها تذكرت في النهاية، كلام أبيها وجرحها منه، تخييره لها بين موقفين، وقرارها الذي توصلت إليه.

=
=
=

كانت من أقل الحفلات تكلفا التي حضرها شاهين، حفلة زفاف كادي. لا يتعجب، فابنة أخته تلك لا تحب التكلف حتى مع قدرتها عليه.

أكثر عليها الوصايا وأخذ منها الوعود بأن تطلب مساعدته إذا احتاجتها ولا تتردد، وأخذ على عاتقه مهمة إيصالها وزوجها إلى شقتهما.

عندما رجع إلى البيت، اتجه مباشرة إلى مكتبه ليراجع المعاملات التي سيطرحها بعد ساعات، يبدأ فيها يوم عمل جديد، دافعا تعبه وإرهاقه.

أيقظه صوت طرق على الباب من استغراقه في عمله واستغرب، ليأذن للطارق بالدخول ويرى أنها كانت لمار. سألها، يخمن سبب مجيئها: "ما قدرتي تنامين؟"

أومأت له بنعم: "ما قدرت وكادي مو فيه.." استطردت تفرك يديها بتوتر: "كنت بروح لامي وما أزعجك بس لقيتها نايمة، المسكينة هلكت نفسها شغل من بداية الأسبوع.."

رؤيتها تحاول تبرير لجوئها إليه وقطع سكون مكتبه فطر قلبه. لانت ملامحه بالحنان الذي تدفق إلى صوته وهو يأمرها بالإقتراب: "ما دامك جيتي، ساعديني ورتبي ذي الأوراق.."

ابتسامة لمار المليئة بالعرفان دلت على أن انشغال ذهنها بشيء ولو كان بسيطا كترتيب أوراق كان ما تبحث عنه تماما.

=
=
=

ظل ناظرها متركزا على يديها من اللحظة التي جلس جانبها. عبد العزيز، زوجها.

ستحتاج إلى وقت كي تتعود على مناداة رجل بذاك اللقب.

اللحظات التي مرت بعد وصولها لشقته مرت سراعا بالكاد استوعبتها. تذكر بضبابية تبديل ملابسها لأخرى أكثر راحة، ومن بعدها صلاتهما. تذكر جلوسها على السرير بانتظار متوتر.. ومن ثم استسلامها.. للنوم؟

أدركت عندما رأت ضوء الصباح أنها فعلتها بحق. استغرقت في النوم وهو تركها. اشتمت أثر عطر رجالي، وعندما تحسست الجانب الآخر من السرير، وجدته دافئا، مما يعني أن عبد العزيز قد رقد جانبها، وللتو استيقظ.

شعرت بجسدها يشتعل حرجا وخجلا عندما سمعت صوته يناديها ورفعت ناظرها إليه، لتراه جاهزا للخروج وبجانبه حقيبة صغيرة: "صلي اللي فاتك وتجهزي. بنروح بعد ساعتين تقريبا."

لو لم تكن مشوشة مشتتة الانتباه من حرجها، ربما كانت لتنطلق بالسؤال، لكنها الآن أومأت بصمت وذهبت لتجهز نفسها.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 27-12-17, 01:32 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

تسلمين الفيورا

كأنه الجزء قصير ؟؟. 🤔

وللا لانه بس كان عن كادي ؟؟

يجوز ☺

عبدالعزيز .. ما هذا الاستقبال الناشف لعروستك ؟

الله يستر هذا أولها ..راح يعطي انطباع سيء عن نفسه

قدام عروسته ..

شكرا مرة أخرى ألفيورا 🍃🌷🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 28-12-17, 01:25 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

وبارت آخر..

الثانية عشرة

=
=
=

-: "عبد العزيز.."

شقت ابتسامة طريقها إلى شفتي عبد العزيز، فهذه المرة الأولى التي تنطق فيها كادي اسمه وهو يسمع. أبعد نظره من الطريق للحظة لينظر إليها: "هلا؟"

سألته عندها: "متأكد تعرف للطريق؟"

رفع حاجبا مستغربا سؤالها: "ليش تسألين؟"

ردت: "لأن ذي خامس مرة أشوف لافتة المخرج رقم 10."

لهذا وجد الطريق مألوفا: "ما عليه، كنت سرحان شوي.."

صمتت عندها، ربما راضية بتبريره، لتنطق بعد ربع ساعة: "عبد العزيز.."

"اها، شكلي اللحين مسكت الخط صح!": "هلا؟"

أشرت كادي بصمت إلى اللافتة التي بدأت تلوح مقتربة، لافتة مكتوب عليها: مخرج رقم 10.

=
=
=

قبل زواجها بعبد العزيز، عرفت كادي بضع تفاصيل عنه. ككونه أكبر منها بست سنوات، كإختياره دراسة الطب منذ أن كان في الإبتدائية، كماضيه كمشاغب الحي وفتى عراكات بلا منازع.

تساءلت عن السبب الذي لم يتم إبلاغها، تحذيرها، عن حس عبد العزيز المعدوم بالاتجاهات؟

بعد سلسلة من الإقتراحات، اقترحت كادي عليه أخيرا التوقف في أحد استراحات الطرق واستجماع أفكارهم فيها، ليرد بأن لا داعي لذلك وأنه سيجد المخرج الذي يريده قريبا.

كان ذلك قبل ساعة من الآن، قبل أن تتوقف عليهما السيارة في وسط الطريق.

تساءلت كادي، للحظة، إذا كان الوقت مبكرا على الندم؟

=
=
=

وجد عبد العزيز بعد مشقة من ساعده على تحريك سيارته، ليركب ويعلن بعد تنهيدة تعب، شاكرا لتقديم كادي له قارورة ماء، فالشمس أحرقته وهو ينتظر المساعدة: "بنرتاح في الاستراحة.."

=
=
=

التزمت كادي الصمت بعد دخولهما أحد غرف الاستراحة، وظلت تلتزمه حتى بعد قضاء فروضهما.

أتاها صوته سائلا لها: "ليه ساكتة؟"

وكان سؤاله ذاك ما فجر طوفان غيظها المكتوم منذ تلك المرة الخامسة التي رأت فيها لافتة المخرج رقم 10: "وليش أتكلم ورأيي ماله لزوم؟ قلتلك خلينا نستعمل الجي بي إس، قلت المحافظة اللي ساكنة فيها جدتك ما سجلوها على الخارطة ومشيناها. قلتلك نسأل عنها أي أحد على الطريق ورفضت بحجة مافي أحد يعرف لها ومشيناها. قلتلك خلينا نتوقف عند الاستراحة ورفضت ومشيناها. ووش صار لنا بعدها؟ أبد طال عمرك تعطلت السيارة وصلحناها ورجعنا للاستراحة اللي مرينا عليها قبل كم كيلو واحنا فاطسين حر..!"

ربما كان يجب عليها ضبط نفسها أكثر، لكنها لم تستطع كبح جماحها، فليست هذه الطريقة التي تخيلت فيها بداية حياتها الزوجية، أن تكون هذه صباحيتها. لا تطيق نفسها من الحر، تكاد تسقط في مكانها من الإرهاق.

ظل عبد العزيز يحدق بها كأنه أدرك شيئا، ليبتسم بعدها بخبث: "تدرين إنك فتنة وإنتي معصبة؟"

احتاجت كادي دقيقة حتى تستوعب، لتحمر بخجل مرتبك زيادة على غضبها. استطرد وهو يتجه إلى السرير ليريح جسده المنهك، يتوقف ناظره عليها ثانية بمعنى: "خسارة إننا هلكانين تعب.."

=
=
=

كادت هدى تصل حد لطم الخدود من تحسرها بعد اقفال أخيها الخط: "فشلنا في بنت الناس يمه! إلا وإلا أسوي اللي في بالي وأزور جدتي. امحق صباحية الكرف ذي!"

تنهدت أمها بقلة حيلة: "اللحين وينهم فيه؟"

أجابتها هدى بوجوم وكآبة: "في استراحة الله العالم وينها فيه.." زفرت بغيظ: "أنا الغلطانة اللي اقترحت عليه كادي، ولا عزوز وجه عرس؟!"

=
=
=

كان بمنتهى الصراحة عندما أخبر أهله بأوضاعهم، وتعجب من إخفاء كادي للحقيقة وتسترها عليه.

أجابته عندما سألها عن ذلك: "مابي أصير أرملة.."

تبسم ضاحكا من قولها. يعجبه تهكمها الطريف. بكل صدق، يعجبه كل تفصيل فيها.

ربما لاحظت نظراته لأنها تأففت بصوت مسموع متذمر متقصد عن الغرفة: "مدري كيف أخذت غفوة فيها. أشك إنهم ينظفوها حتى..!"

ضحك متسليا ليراها تتشنج حرجا، ربما لأنها عرفت أنه فهم ما بين السطور.

=
=
=

أتى الصباح، ليكتشفا أن السيارة سُرقت.

أتضحك أم تبكي؟

بدوره، فإن زوجها الموقر لم يترك أحدا في الاستراحة إلا وتعارك معه، إما بالكلام، إما بالأيدي.. وبين ثوراته واستجوابه الخشن لمساكين لا علم لهم بما يجري، كان يتمتم بسخط لنفسه كلاما، آخره لهذه اللحظة كان: "شكله السيارة مصكوكة بعين قوية، ولا وش اللي يفسر إني باليالله تهنيت فيها من اليوم اللي اشتريتها فيه؟"

تساءلت بتلبد لحظي سرعان ما سيذوب بعد دقائق من الحنق، هل إلى جانب معدومية حسه بالاتجاهات وعناده المقيت، أكان زوجها مهملا لممتلكاته؟

أخيرا توجه إليها، يشاركها بالوضع الذي فهمته منذ فترة: "توني قدمت بلاغ، واللحين عندنا خيارين، إما نقعد في ذي الاستراحة لين ما يجينا خبر، ولا ندور لنا فاعل خير يوصلنا بيت جدتي واستقصي الأخبار بعدها."

أجابته: "ندور لنا أحد يوصلنا أحسن، لأني أشك نقدر نتم هنا وإنت تهاوشت مع الكل."

ضيق عيونه بعدم رضا من الاتهام في كلماتها، لكنه في نهاية الأمر أومأ لها بموافقة.

كانت تلك المرة الأولى التي أخذ برأيها، ولسوء الحظ، تبين أنها لم تكن على صواب في اختيارها أبدا.

=
=
=

أنهت لمار المكالمة التي كانت تجريها بعد حصولها على نفس الرد.

هزت رأسها بـلا، مجيبة سؤال أمها الصامت: "لساته جوالها خارج التغطية.."

كانت أمها سترد لولا تلقيها لاتصال من خالها، ربما عن آخر ما لقي من أخبار بعد أن قدم بلاغا لأمن الطرق.

دعت لمار ربها وقلبها مثقل بالقلق أن تكون أختها بخير.

=
=
=

من مكانها في المقاعد الخلفية، همست كادي بحدة خشية سماع "فاعل الخير" الذي قبل أن يوصلهما لها، تستغل انشغاله بمكالمة: "عبد العزيز..هيه، عبد العزيز!"

في المقعد جانب السائق، أمال عبد العزيز رأسه بشكل غير ملحوظ، يدلها بصمت على أنه يسمعها، لتردف بصوت أخفت: "مانيب مرتاحة لذا الرجال.."

ليهمس لها بدوره: "ولا أنا.."

بدت هيئة الرجل الذي تبرع بمساعدتها غريبة مريبة لم يلحظاها في خضم هروبهما من لهيب أشعة الشمس وإلى أحضان سيارته الفارهة المكيفة، نعيم مقارنة مع الجو خارجا.

لكن سرعان ما فاحت رائحة الشكوك والارتياب، وأول ما وجدته مريبا هو نظراته ومن ثم أسئلته الشخصية، الوقحة حتى! لحسن الحظ، زوجها الموقر لا يعرف فن المجاملة وكان يرد على كل سؤال باستهجان وتهديد، كأنه ناسي لموضعه، وكون الرجل متبرعا لإيصاله.

لم تظن كادي أبدا أنها ستفرح برؤية موقف جحود صريح كالذي يرسمه زوجها، لكنها الآن فعلت، بل شجعته في سرها أن يزيد العيار، لعل "فاعل الخير" هذا يصمت وينهي معروفه على خير.

لكن "فاعل الخير" سرعان ما أظهر حقيقته عندما توقف بهما في أرض فضاء.

على الفور أمرها عبد العزيز بالخروج عندما لم يوفر الآخر سببا لتوقفه، ليخرج هو بدوره ويقف أمامها حاميا.

احتمت بظهر عبد العزيز أكثر عندما رأت ما أخرجه الغريب عندما تبعهما، لتهتف بذعر: "من وين جاب ذا الساطور؟!"

أجابها عبد العزيز وهو يشمر عن ساعديه بسخط لا ينبغي أن يشعر به هذه اللحظة! أين الخوف، أين ردة الفعل الطبيعية لأي شخص؟!: "مدري عنه، بس شكله مستعجل على قبره ما دامه ناوي لنا شر!"

وحقا كان سيهجم عبد العزيز عليه لولا شدها له بذعر أكبر: "إنت اللي شكلك مستعجل على قبرك! خلينا نهج ونتركه!"

خلص عبد العزيز نفسه منها بلطف وجدته غريبا مقارنة مع النية التي كان يبيتها: "ما بتركه لين يموت الحيوان!"

هذه المرة لم تستطع كادي منعه، ولكن، ويا للعجب، فإن الغريب بدأ يتراجع للخلف بتوتر نتيجة تقدم عبد العزيز المتهور إليه، ربما ظانا أن أي شخص يتصرف بهكذا جنون لابد ولديه حيلة يخفيها. تراجع وتراجع إلى أن وقع "الساطور" من يده ليبدأ يهرب راكبا سيارته مبتعدا بها، فبدون سلاحه، فإن عبد العزيز سيكون ذو الأفضلية بلا شك ببنيته الأقوى.

لا تدري إلى أي حد نوى عبد العزيز أن يطارد الغريب، ولم تنوي أن تعرف. قالت وهي تلهث بعد لحاقها بزوجها: "بتلحقه وتخليني لحالي..؟!"

عندها التفت بالنظر إليها كأنه يتذكر وجودها، ليسألها بوجل: "إنتي بخير؟ صابك شي؟"

هزت رأسها بلا، واكتفت بذلك، متنفسة الصعداء، متنهدة بتعب. بحق لا تستطيع تكوين حرف هذه اللحظة.

على الأقل، بدا على عبد العزيز تفهم ذلك.

وبذلك بدآ مشوار قطع الصحراء ليصلا إلى الطريق. لكن كادي سرعان ما بدأت تتباطأ في خطواتها، فلم تكن أبدا بتلك التي تقوى على المشقة، خصوصا ليس والشمس تكاد تشويها!

سمعت صوت عبد العزيز يقول عندما تهاوت جالسة في مكانها على الرمال الحارقة: "تحملي شوي، شايف الطريق قدامي اللحين.."

هزت رأسها باعتراض وقوى خائرة: "مقدر.. مقدر.."

لاحظته قد انحنى منخفضا أمامها، يشير لها: "يلا طيب، اركبي ظهري."

اعترضت: "كيف! وإنت..؟!"

ليكرر بخشونة ظاهرية وحنان قلق مبطن: "اركبي ظهري وفكيني من الوقفة تحت الشمس يا بنت الناس!"

بتردد شديد، فعلت كما أمر، ليظللها بجاكيته وينطلق ماشيا، يقول بخفوت خصصه لها حتى في عزلة الصحراء: "آسف لأني بهذلتك معاي.."

على الرغم من هذا الوضع العجيب الذي كانا فيه، لم تستطع كادي منع بسمة من الافلات منها، برضا وتأثر. تعلم أنه مرهق مثلها، لكنه تحامل على نفسه من أجلها. دل ذلك على كثير، أليس كذلك؟: "خلي كلامك لبعدين، لما نوصل بيت جدتك.."

من تصلبه اللحظي، خمنت كادي أنه كان متفاجئا. سألها بنبرة شابتها التسلية جانب التأكيد: "يعني أفهم من كلامك إنك لساتك بتكملي المشوار.."

ضحكت هي بخفة، تشعر كمن أصابه دوار: "أنا ما وافقت عليك عشان أتطلق. بنكمل والله يرزقنا الصبر والسلوان.."

ليرد هو: "أجل تحملي اللي بيجيك."

لم يفتها دفء نبرته، ولا الفرحة البادية فيها.

=
=
=

كانت نعمة من الله، إيجادهما لسيارة أمن طرق بعد وصولهما إلى الطريق العام، ثم إعلام الشرطي لعبد العزيز أن سيارته قد وُجدت بحوزة أحد الشباب الطائشين بعد سويعات من سرقتها، ثم أخيرا، إعلامهما أن "فاعل الخير" المجرم تم القبض عليه وهو الآن محتجز يواجه عقوبته على الجرائم التي ارتكبها بحق آخرين غيرهم.

تكفل الشرطي في إيصالهما لبيت الجدة الذي طال النشد عنه، يكمل البشارة والفرج التي تمثل في لقياه.

لكن لحظة..!

تعرفت كادي على الطريق الذي كان يسلكه الشرطي، وخصوصا تلك اللافتة!

أخبرهما الشرطي عندها أنه للوصول إلى المحافظة التي يريدانها، فإن عليهما سلوك المخرج رقم 10، لا المرور جانبه، قد قال بضحكة: "كيف ضعيتها يا أخوي؟ ما في أسهل إن الواحد يروح لذيك المحافظة بالذات..!"

تجاهل عبد العزيز بشكل تام النظرات التي وجهتها كادي نحوه.

انتهى البارت..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 28-12-17, 02:41 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

هههههههههههههه

الهي يسعدك ويفرح قلبك ،،، عن جد رغم المرض والوهن اللي حاسسته

قدرتِ تسليني وتبسطيني ...

ثنائي رائع كادي و عزوز ،، الحمدلله انه كادي ما استسلمت بسرعة
لأنه عزوز نهفة ...

يسلمو ايديك يا قمر

والسموحة ع التقصير

تقبلي مروري وخالص ودي

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
قديم 29-12-17, 06:39 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

تسلم يمناك الفيورا ..

فصل قطع أنفاسنا من الخوف ..😖

الله يهديك دكتور عبدالعزيز. ،، تخطيط فااشل لشهر
عسل ،، أقل ما يقال عنه أنه مرعب .عرووس يا ظالم
موديها طريق برر في الحررر. .😓🌞🔥
أنا كرهت السفر عن طريق البر و قاطعته من زمااان
من كثر ما أسمع عن حوادث قطع الطريق و للا التوهان
في الصحارى ..
على العموم الحمدلله على سلامتكم ،،
و إن شاءالله تكون الجدة تستاهل العنوة ، بعد كل هالمغامرات
البوليسية .. و يا رب ما تكون قشرة و نفسها شينه .

في هالجزء اكتشفنا جانب من شخصية كادي ،، ضبط النفس
و عدم الدخول في جدال تشوف إنه ما وراه طائل ،
و هذي نقطة تحسب لها ..👍🏼

كل الشكر و التقدير يا زهرة .🌻

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 02:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية