كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 58 - طائر بلا جناح - مارجري هيلتون - عبير القديمة
"لم تتمكني من حضور الزفاف, فاحضرناه لك"
قالها كيت مانتون ضاحكاً وهو يقفز الدرجات الثلاث ويعانق هيلين بحرارة. وبعد ان تأملها لحظة قال لها باعجاب:
"انك رائعة يا هيلين, كما كنت دائماً"
وقبل ان تتمكن من الرد عليه او تهنئته بزفافه, قبلها على جبينها وقال مازحاً:
"اعتقد انه يمكن اعتباري الآن كزوج امك لأنني تزوجت زوجة ابيك .ولهذا يحق لي بتقبيلك كأبنة لي ...كيف قدمك الرقيقة الآن؟"
"افضل نوعاً ما ,على ما اظن. اوه, كم كنت اتمنى ان اكون معكم جميعاً. انا..."
وتوقفت عن الكلام عندما انحنت ماريز وعانقتها بحرارة ومحبة, ثم بدا ان الجميع تجمهرو اعلى الشرفة, واخذ كل منهم يعانقها بدوره ويسألها عن حالها... باستثناء لوسي سندانا, التي ظلت بعيدة عنها... قرب جستن.
بدأ الهرج والمرج خلال دقائق قليلة, وبدا كأن احتفال الزواج قد انتقل الى فيلا ميموزا. وتعالت الضحكات والقهقهات وكان الجميع في سعادة بالغة, ثم اقتربت منها نورين وهي ممسكة بيد راي سندانا وغمزتها قائلة, وهي تشير الى خاتم الخطوبة في اصبعها:
"أنا وراي ايضا مستعدان لتقبل التهاني"
تمنت لهما هيلين التوفيق والسعادة. وما ان انتهت من تمنياتها حتى سمعت صوتاً ناعماً وصافياً يقول :
" ما اكثر حفلات الزفاف في الآونة الاخيرة. انها تجعلني اشعر بالوحدة"
ابتسمت لوسي وهي تتكئ على الكنبة التي تجلس عليها هيلين. ثم عقدت جبينها وهي تنظر الى الرباط الابيض العريض الذي يلف القدم المصابة وقالت:
"لماذا لم تخبرينا بما حدث؟ لقد اكتشفت لتوي ان الحادثة وقعت قبل حوالي اسبوع! اعربت عن غضبي الشديد لجستن لأنه كان بامكاننا ان نعد لك شيئا ما. لاشك انك تشعرين بضجر قاتل لانك غير قادرة على التنقل"
"هل تشعرين بالضجر يا هيلين؟"
خرجت الكلمات جافة من فم جستن, الذي كان يقف صامتاً وراءها بدون ان تعرف بوجوده. تمتمت هيلين بنفي شعرت ان أياً منهما لم يعره اهتماماً, اذ سارعت لوسي الى القول بوجه بشوش ضاحك:
"طبعاً انها تشعر بالضجر .من منا لا يشعر بالملل في مثل هذه الحالة؟ انا قد أجن اذا وقعت لي مثل هذه الحادثة"
"انت يا لوسي؟ لا يمكنني ان اصدق ذلك"
كانت ابتسامة جستن التي صاحبت ملاحظته كطعنة مفاجئة في صميم هيلين. الا انها حاولت التخفيف من ألم الغيرة الحارقة وأرغمت نفسها على الابتسام, فيما كانت لوسي تقلب شفتيها وتقول لجستن هازئة:
"آه منكم ايها الرجال, فخيالكم يصل الى حدود معينة لايتخطاها. اما بالنسبة لعطلة نهاية الاسبوع... فاني اصر ان تحضرو جميعاً لتمضية اليوم بكامله معنا. سيكون في ذلك تغيير لهيلين. وبالطبع, يجب احضار جولييت...سنجد عدة اشياء لتسليتها والترفيه عنها اتفقنا؟"
تطلعت هيلين مشككة نحو جستن, فرفع حاجبيه قائلا:
"ولم لا؟ شكرا يا لوسي"
"حسناً. هل ستبدأ حصاد القصب في الاسبوع القادم؟"
"ابتداء من يوم الاثنين, ان شاء الله"
"هذا يعني اننا يجب ان ندعو لك كي لا تمطر قبل انتهائك من حصاد الحقول الباقية"
ثم وجهت ابتسامة تعاطف نحو هيلين وقالت:
"سةف تكتشفين خلال ايام قليلة ما يعنيه الزواج من رجل يملك حقولا من قصب السكر. سيعود اليك كل يوم متسخاً ومسوداً و ..."
وهزت انفها بطريقة جذابة قائلة:
"ومع ذلك ايتها الحبيبة, فانك لن تبالي. اليس كذلك؟"
تجاهلت هيلين هذا السؤال ووجهت بدورها عدداً الاسئلة الى جستن حول تفاصيل الحصاد , وانتاج السكر وتكريره واثناء ذلك وقع نظر لوسي على العلبة الموسيقية الصغيرة, فقالت:
"اوه, ما هذه؟"
|