لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-20, 09:38 PM   المشاركة رقم: 1451
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*

فتحت باب السيارة ما أن توقف حيث طلبت منه أو حين طلبت

ذلك فتلك أول كلمة تنطق بها منذ أن غادرا ذاك المكان المجهول

عنها حتى الآن ووصلا لشوارع لندن المزدحمة ولم تكن وجهته

مدينة بريستول التي غادرا منها ، تركت باب السيارة مفتوحاً

وراءها كالضائعة المشتتة وسارت مبتعدة عنه تحضن نفسها

وجسدها وألمها مع سترتها الصوفية الخفيفة لم تنظر له وراءها

ولم تهتم إن غادر أم تبعها أم لازال واقفاً مكانه فبالكاد كانت ترى

الرصيف أمامها وحركة أقدام الناس العشوائية عليه بسبب

الدموع التي غمرت مقلتيها الذهبية الواسعة حتى أنها أربكت

حركة بعضهم باصطدامها الجزئي بهم ولم تهتم ... ولما ستهتم ؟

بل وكيف ستفعل ذلك وما يحركها لم تكن إرادتها الذاتية حينها

فهي قطعاً لا ترى أحداً منهم .. لا ترى سوى مأساتها القادمة ..

السواد والضبابية ودموع تجزم أنها لن تتوقف لأعوام عديدة ،

ترى مستقبلها كحاضرها اللحظة وكماضيها الكئيب المظلم ذاك ،

وارتفعت يدها لشفتيها تكتم بها عبراتها لازالت تسير في خط

مستقيم ودون هدى في آن معاً كل ما تراه أمامها هو صورة ذاك

الرجل ينظر لعينيها بقوة لم تعرفها يوماً في غيره ولا في الذي

وصفه بأنه ابنه بالرغم من كل ما تحمله شخصية ذاك الابن من

قوة وانفراد واستقلالية ، حتى أنها فقدت النطق أمامه تماماً

وكأنها ليست تلك التي كانت قبل ذلك بقليل تواجه والد زوجها

كلمة بكلمة والند بالند ، تستمع فقط لمخطط قتل أحلامها وذبح

روحها اليتيمة وحرمانها من السعادة حتى الموت .


وعند ذلك لم تفقد رؤية ما أمامها فقط بل والقدرة على السير أكثر

فانهارت جاثية على ركبتيها للأرض وانحنت تحضن نفسها بقوة

وتبكي بمرارة وألم لا يعنيها المكان ولا السائرين فيه ونظراتهم

لها فلا أحد كان ينظر لها أساساً هناك في بلاد وإن سارت فيه

المرأة عارية في الشارع أمامهم لن يهتموا ليهتموا ببكائها أو

نحيبها الموجع .. ماتت ضمائرهم مع قلوبهم كموتها تلك اللحظة

رغم وجودها ضمن الأحياء ، لكن لا ثمة من كان يهتم ومن

شعرت بثقل يده على كتفها حينها ومن بالتأكيد لم يغادر ويتركها

وهو يعلم جيداً ما سيفعله بها كل ما قيل هناك وعلمته من ذاك

الرجل حيث كان واقفاً بجانبها كالتمثال أيضاً ولن يعترض بالطبع

ولن يمانع لكنه أيضاً لم يبدي رأيه ولا تعاطفاً معها فهما متفقان

سلفاً على قتلها ووأد أحلامها الوليدة .


انصاعت له من فورها منهارة القوى ما أن حضن كتفيها بذراعه

وأوقفها بمساعدة يده الأخرى التي التفت أصابعها حول ذراعها

وسارت معه باتجاه سيارته التي ركنها قريباً منها عند حافة

الطريق وقد تحول كل ذاك النحيب المؤلم لبكاء صامت وعبرات

متقطعة حتى أصبحت تجلس بجانبه مجدداً وانطلق للمكان الذي لا

تعلم شعر بأنها تحتاجه الآن تحديداً أم أرادها فقط أن تودعه قبل

الأوان فهي بالفعل ستفقده وإن كانت فيه ووسط جدرانه .


وقف بسيارته أسفل المبنى السكني ففتحت باب السيارة من

فورها ونزلت منها وبخطوات مسرعة رغم تعثرها دخلت الباب

الزجاجي المفتوح وصعدت العتبات راكضة وفتحت الباب الذي

لازال يترك نسخة عن مفتاحه لديها ، وما أن انكشفت لها

جدرانها وتفاصيلها التي عشقتها في فترة قصيرة وغمرتها رائحة

عطره القوي العالق بكل زاوية فيها وبخطوات راكضة وصلت

باب غرفته فتحته وتابعت ركضها جهة سريره الذي ارتمت عليه

من فورها تدفن دموعها وعبراتها في ملاءته الناعمة تشدها

بقبضتيها بقوة فستحرم من كل هذا ... من هذا كله وبملء إرادتها

وستخسره للأبد هي موقنة من ذلك ولن تكون النهاية كما يدّعون

ويخططون لها بل ستخسره وهو موجود أمامها ثم ستفقده للأبد

لأنها نهاية كل رجل شجاع عاش بشجاعته وتضحياته في الظل

أليس كذلك ؟ أليست هذه المعادلة الصحيحة مع أمثاله دائماً ؟


بكت دون رادع ولا قيود ... بكت بحرقة وألم ولا شيء آخر بيدها

تفعله فذكرى كلمات ذاك الرجل وعباراته الحازمة والآمرة تنسف

أي محاولة لعقلها لإيجاد الحلول المغايرة والأقل ضرراً عليها قبل

الجميع ، لكن لا حل كما قال .. لا حلول بديلة على الإطلاق .


اشتد بكائها حتى باتت أنفاسها تخونها وتكاد تفقدها للأبد وكلماته

القوية تلك تضرب قلبها كالسياط


" تيم إبني ولن أسمح لشيء ولا لأحد بأذيته أو أن يكون سبباً

فيها ولا أنت ماريه هارون "


هكذا استقبلها ودون رحمة ولا مقدمات ! بل ونسبه لنفسه بكل

تملك وكأن ليس والده الحقيقي ذاك الذي يقف معها مقابلاً له !

بل وأضاف وبنبرة أشد قوة من سابقتها كفيلة بتحويل الجبل

الشامخ لرمال

" لم تكن تلك المرة الأولى التي يطالبني فيها بإحضارك إلى هنا

وكان جوابي الرفض التام في كل مرة لكنه وما أن علم بتعرضك

للأذى الجسدي من عمك ذاك رأيت في عينيه عناداً لا سابق له

لأوامري وعلمت بأنه سيتهور إن أنا رفضت مجدداً ، وخشية

عليه فقط وافقت حينها وظننت بأن الأمر سينتهي بإقامتك في

منزل عم والدته هنا فهو يدرك جيداً أن اقترابك من عالمه فيه

خطر كبير عليه وعليك أيضاً ، وبدأ تيم الذي أعرفه يتغير شيئاً

فشيئاً يرفض الأوامر وإن كانت من أجل سلامته وموافقته السابقة

لجلبك وتركك بعيداً عنه تلاشت بعد أيام قليلة وبضغط منك .. هذا

ما أنا متأكد منه ثم وبجنون قرر أن ينقلك لمنزله وبدأنا نفقد تيم

ذاك بالفعل ..

عناد تجاهل للأوامر وتعنت لما يدرك جيداً بأنه خاطئ وليس في

صالحه ولا صالحك ، بات يرفض الأوامر والمهام بحجة وبدونها

فقط ليرضيك بالرغم من أنه عاندني وأخبرك عن مهمته التي

تربطه بابنة الجنرال غامسون "


وتلا حديثه ذاك صمتٌ مخيف واشتدت أصابعها في قبضة واحدة

حتى ألمتها يداها ولم تستطع التحدث ولا مناقشته أو حتى الإنكار

فقد سرد ما حدث بالفعل وكأنه كان معهما طيلة الفترة الماضية

ومنذ أصبحت هنا !

فهو بالفعل عمل بأوامر واتفاقهما الذي كانت تجهله وتركها في

منزل عم والدته ووالدها ثم بدأت بالضغط عليه كما قال ، كانت

تعترض وتحتج على واقعهما ذاك وحين شرح لها ظروفه وبأنه

يصعب تواجدها في عالمه وبأنه يحتاج لبعض الوقت فقط لآنت

واستجابت لتظهر حقيقة ابنة ذاك الجنرال .. الأمر الذي ها قد

ظهر بأنه عاند فيه رئيسه أيضاً من أجلها والأمر الذي فجّر كل

شيء .. قلب ماريه ومشاعر ماريه وغضبها الأسود عليه أيضاً

وبات سماعه والاقتناع بما يقول أمر لا يزيدها سوى هجوماً

عنيفاً عليه ورضخ لضغوطها نهاية الأمر ...

هكذا هي الحقيقة رواها كما حدثت كاملة أنكرتها أم اعترفت بها

ولا يبدو أنه كان ينتظر هذا الاعتراف ولا أن تتحدث ولم يكن

صمته القصير ذاك إلا بسبب ما سيضيفه ، وارتجف جسدها لا

شعورياً ما أن ضرب بقبضته الطاولة تحته بقوة وملأت الدموع

عينيها فور أن خرجت كلماته القوية بحدة هذه المرة

" تيم إبني ... لا أحد ولا الواقف بجانبك الآن يستطيع مجادلتي

في ذلك وهو أهم لديا من كل شيء حتى الوطن ، ومن أجل

سلامته كنت لأرجعه للبلاد الآن وأبعده عن الخطر لولا تلك

المنظمة والرقاقة التي يزرعونها بداخله فاختفائه الآن سيكون

تهوراً وحماقة ستكون ثمنها حياته وسيموت أمامنا ولن يستطيع

أحد فعل شيء له "


وعند هنا سحبت الهواء في شهقة واحدة مصدومة وكأنها ترى

ذلك أمام عينيها الآن وتتخيل فضاعته ولم تستطع أيضاً النطق

بشيء بل ولم يترك لها الواقف هناك المجال وهو يجلس على

كرسي مكتبه الجلدي الأسود مرتفع الظهر كأسد يجلس فوق

صخرة عالية لا تزيده سوى شموخاً ورفعة بينما تحولت لهجته

لما يشبه الفولاذ الصلب حين انخفضت بما أظهر بحتها المميزة

بطريقة زادت صوته قوة وعمق وهو يقول

" غاستوني ميديشي .. إنه العم الوحيد لوالد ماري دفيسنت التي

تتقمصين شخصيتها الآن وهو أصبح هنا في انجلترا بل وقريباً

جداً من لندن "


توقفت أنفاسها في حلقها حينها وشعرت بخوف لم تفهمه !

هي لا تعرف تلك الفتاة التي وهبتها اسمها ووجودها في هذا

العالم ولا تعلم شيئاً عن عائلتها الإيطالية هناك لكن ما تعلمه جيداً

بأن هذا الرجل لن يقول شيئاً فقط لتبادل الأحاديث ولا للدعابات

وليس هنا وفي هذا الوقت ، ولم يتنازل للقائها لأجل ذلك تاركاً

وراءه بلاد كاملة هو يعد رئيسها الحالي ، وما توقعته ما كان

له إلا أن يكون حقيقياً فقد تابع بنبرة مرتفعة أكثر وكأنه يخاطب

جيشاً يقف معها وبأكثر جدية هذه المرة

" غاستوني ميديشي القائد السابق في البحرية البريطانية

والمتقاعد حالياً له إبن ضابط في البحرية أيضاً ولأنه انضم الآن

لمقر نورثود انتقل للعيش ووالده هنا بينما قد قضا ذاك العجوز

أغلب حياته في المكسيك لم يزر إيطاليا وعائلته الصغيرة هناك

منذ أعوام طويلة آخرها حضوره لجنازة الإبن الوحيد لشقيقه

الوحيد أيضاً والذي يكون والد ماري دفنست ولم يلتقيها حينها

لأنها كانت في زيارة لليونان وتلقت خبر وفاة والدها هناك

وانهارت تماماً بسبب ذاك الخبر ولم تستطع العودة مبكراً لإيطاليا

بينما تكفلت عمتها وابنيها بإتمام مراسم الدفن بينما عاش ابنه

في اسكتلندا منذ صغره مع والدته التي توفيت قبل عامين بسبب

مرض عضال حتى أنهما بالكاد يستخدمان اللغة الإيطالية لقلة

زيارتهما لتلك البلاد وبالرغم من كل ذلك وجودهما الآن هنا يشكل

أكبر عائق أمامك وخصوصاً عمل ابنه ذاك مع الجنرال وبالأخص

تواجدك مع تيم وفي منزله "


حاولت تحريك شفتيها المتحجرة ، أرادت أن تقول وما علاقة كل

ذلك بوجودهما معاً ؟ لكن ثقل فكيها المتخدران منعها ، بل ولم

يكن الأمر يحتاج أن تسأل فقد كان وكأنما يقرأ أفكارها تلك بل

ويبدو أنه درس سلفاً ما ستقول وبما سيجيب فقال بقوة محدقاً

في عينيها

" ما لا تعلمينه أن سبب انتحار ماري هو تيم ... "


فاتسعت عيناها بصدمة لم تتذكر أنها عاشت مثيلاً لها سوى حين

علمت بعلاقته بتلك الإنجليزية الحمراء ومنه تحديداً ، بينما تابع

هو بعد صمت لحظة وكأنه يجرعها الفاجعة دفعات بالرغم من

أنها تشك أن يكون له ذرة إحساس بمشاعرها

" الرجل الذي أحبته وبشكل مرضي ولم تجد لديه أي تجاوب

لمشاعرها تلك بل ورفضها علانية وأمام الجميع مما جعلها تفقد

الرغبة في مواصلة الحياة كما يبدو ، ووجود قريبها الشاب ذاك

قريباً من عائلة الجنرال وخصوصاً ابنته سيحمل الكثير من

الأجوبة عن أسئلتهم المبهمة عنها وبالرجوع لأي فرد من عائلة

عمتها في إيطاليا سيكشف سر ماري وماريه ومن ثم تيم شاهر

كنعان وهو يعلم ذلك كله الآن ولازال يعاند ويغامر بكما معاً من

أجل أفكاره ومعتقداته التي لن تؤدي سوى لهلاكه "


كان صوته يرتفع نهاية حديثه ذاك بغضب أوضح تماماً مشاعره

اتجاه كل ما فعل وقرر ابنه مؤخراً كما يصفه فتعاقبت أنفاسها

وتكدست الدموع في عينيها ولم تستطع استيعاب كل ذلك بسهولة

ولم يساعدها أو يرحمها الذي تابع ينظر لعينيها بقوة تشبه

كلماته

" لن تستغربي بالتأكيد أن كان هو سبب موت تلك الفتاة كما

اتهمته عائلتها هناك ثم حين وصلهم بأنها لازالت على قيد الحياة

وأنها لعبة فقط منها لتكون هنا معه وهذا كان الدور الذي تقمصته

أنت الآن قاطعتها تلك العائلة غضباً مما فعلت وكل ذلك كان من

أجلك أنت ماريه فقد ترك اليونان بسبب هذه الحادثة "
انفرجت شفتاها وعلقت أنفاسها في حلقها بينما شخصت عيناها

فيه بصدمة وتابع هو بجدية يشير بسبابته لطاولة المكتب تحته

" صدقي ذلك فأنت فقط السبب في كل ما فعل ، حتى أنه حين

كبرت ابنتي قليلا وبات الخطر يحدق بي وبجدها هنا كان تيم أول

من عرضت عليه أن يكون زوجها ويحميها من المجهول الذي لا

نعلمه إن حدث لي أي مكروه لكنه رفض أتعلمين لما ؟ "


لم يكن سؤاله يحتاج جواباً ولم يكن على ما يبدو ينتظره منها

فقد تابع من فوره وبحزم شديد وقد أشار لها هي هذه المرة

" وقالها بالحرف الواحد .. أنا زوج لامرأة واحدة فقط ومنذ

كانت طفلة ولن أكون السبب في ألمها ولا من أجل ابنتك "


وضرب بقبضته المشدودة على الطاولة أمامه وكأنه غاضب فعلاً

من رفضه لذاك العرض المغري لأي شخص مكانه !

وغامت صورته أمام عينيها المشبعة بالدموع والألم وانسابت أول

دمعة تنزلق على وجنتها ببطء كشريط حياتها القصير الذي قضته

معه وهو يمر أمام عينيها حينها ، وشعرت بسبابته تخترق قلبها

بألم مهلك ما أن رفعها مجدداً في وجهها من مكانه من هناك

وقال بحزم يشير بها لها

" ذاك كل ما فعله تيم من أجلك وما أجهله سيكون أكثر بالتأكيد

وها قد حان دورك لتكافئيه بالمثل ماريه هارون وتحميه منك

لأنك ستكونين سبباً في هلاكه القريب جداً "


كان ذلك أقسى ما قال وجعل دموعها تنساب الواحدة تلو الأخرى

في صمت ، بل وكل حرف قاله منذ البداية كان قاتلاً مميتاً

وأحرق قلبها ومشاعرها ولم يعد بإمكانها التركيز في كل ما قيل

بعدها وما أمرها به لتفعله لكنها فهمت أمراً واحداً بأنهم قرروا

وبكل قسوة قتلهما معاً بل قتلها هي ودون رحمة فذاك المقاتل

العنيد يعلمون جيداً بأنه أقوى بكثير مما سيواجهه ومن الضربة

الموجعة التي ستوجه لكرامته وكبريائه وليس مشاعره فليست

تجزم بأنه يملك ناحيتها شيئاً منها فهو أقوى حتى من فرضيات

تأذي مشاعره الرجولية أما هي فقد أعلنوا موتها من الآن ولن

تجلبه لنفسها بصور أخرى يخشونها .



*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 23-03-20, 09:41 PM   المشاركة رقم: 1452
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*



نظرت لوالدتها ما أن سمعا صوت سيارته توقفت أمام باب المنزل

ووقفت دون شعور منها وبالقوة منعت نفسها من الركض جهة

الباب بينما تبع نظرها التي فعلت ما عجزت هي عنه حين غادرت

متمتة

" حمداً لله على الأقل ها هو بخير "



ووجدت خطواتها رغماً عنها تتبعها وهي ترفع يديها لوشاحها

تعدله على رأسها فمن المفترض بأنه هنا منذ وقت خاصة وأنه

سيحضر عروسه تلك معه بما أنه لم يفعلها البارحة ، وكم تمنت

في قرارة نفسها أن يتكرر الأمر الليلة أيضاً لتعلم تلك المغرورة

حجمها الحقيقي ، وشعرت بأن أمنيتها تلك بدأت تتحول لحقيقة

خاصة مع عودته في هذا الوقت الذي لا يعد متأخراً إن كان لوحده

، حتى أنه لم يجب على اتصالات عمته التي كانت قلقة عليه وهو

من لم يكن يفعلها سابقاً احتراماً لها ومهما كانت مشاغله !

كما أنه أخبرهم نهاراً بأن شقيقها سيكون هنا ويتناول العشاء معه

ولأول مرة يفعلها ويجلب ضيفاً ويطلب أن يعدو له الطعام

ولم يحدث شيء من ذلك ؟


لحقت خطواتها بخطوات والدتها المسرعة ووقفت عند بداية

الممر خلفها تماماً تراقب عيناها بدهشة الذي فتح باب المنزل

بدفعة من قدمه ودخل ، بل للتي كان يحملها بين ذراعيه غائبة

عن الوعي تماماً !

وبالرغم من أنه كان يخبئ ملامحها في صدره العريض إلا أن

ذراعها ويدها المتدلية للأسفل كانت تثبت ذلك ! وانتقلت نظراتها

المتسعة بصدمة من ذاك الذراع العاري المخضب بالحناء بلون

الدم لشعرها البني الطويل الذي التف حول ساعده الممسك بها

بقوة لصدره وصولاً لوجهه وملامحه وقد وقف مكانه ونظر

ناحيتهما فانتقل نظرها فوراً للواقفة أمامها والتي قالت باستغراب

" عمير لما تأخرت بني ولا تجيب على هاتفك ؟ وما بها زوجتك

تحملها هكذا ؟! "


تحرك حينها ووجهته السلالم قائلا بهدوء

" انشغلت في أمر مهم عمتي ولم أستطيع الرد عليك "


لكنها لم تكتفي بذلك وتبعته قائلة بقلق

" وما بها جليلة ! هل هي بخير ؟ "


" بخير عمتي .. متعبة قليلا وفقدت وعيها "


قال كلماته تلك دون أن ينظر ناحيتها وابتعد صاعداً بها عتبات

السلم البيضاء اللامعة فتبادلتا نظرة مستغربة ومشككة في صمت

، بينما تابع هو صعوده حتى كان في الردهة الواسعة وتوجه

من فوره ناحية غرفته وفتح بيده مقبض الباب ودفعه بقدمه

وتحركت خطواته ما أن ظهر سرير الغرفة الواسع أمامه ووضعها

عليه برفق ونزع فردة حذائها عالي الكعبين ورماها أرضاً وتمتم

بينما أصابعه تفتح حزام الحذاء الآخر

" ما هذه الليلة السيئة يا عمير ؟! "


واستغفر الله هامساً وهو يرمي بفردة الحذاء الأخرى حيث تستقر

سابقتها تحت قدميه وانتقل نظره عبر جسدها صعودا وأبعدت

أصابعه الطويلة خصلات شعرها الطويل كاشفاً عن ملامحها

تدريجياً وتوقفت عند طرف وجهها وتحسس ظهر إبهامه بشرة

وجنتها الناعمة نزولا حتى لامست طرف شفتيها نظراته تقاطعت

بين مصدر ذاك الإحساس بالبشرة الحريرية وباقي ملامحها حتى

استقرت حيث استقر إبهامه وابتلع ريقه بصعوبة وتنفس بعمق

وتمتم مغمضاً عينيه

" صبرك يا رجل فطريقك معها طويلة جداً "


وأبعد ركبته عن السرير وهو يقف مغادراً إياه وتبعت خطواته

نظره حيث طاولة التزيين ورفع زجاجة العطر الخاصة به وعاد

نحوها ووقف فوقها ينظر للزجاجة في يده ، لا يعلم عن هذا

سوى في التلفاز ولا يعرف إن كان حقيقة أم لا ؟ فما يفعله في

عمله هو صفع المغمى عليه أمامه بقوة صفعتان كفيلتان بإيقاظه

إن كان فاقداً للوعي بالفعل وإظهار كذبه إن كان يدعي ذلك ، ولا

يمكنه استخدام هذا الأسلوب الآن بالتأكيد .


نقل نظره من يده للملامح الجميلة الساكنة والأجفان الواسعة

المغمضة تماماً وشد على أسنانه بقوة وغضب موبخاً نفسه فما

كان عليه إعلامها بالأمر بتلك الطريقة ولا معاملتها بقسوة هكذا

فهي لا ذنب لها فيما فعله شقيقها وتجهله تماما وهو وبكل غباء

أفرغ غضبه مما حدث فيها وإن لم يصرخ ويزمجر بها إلا أن

نظرته تلك والعبارات التي انتقاها بقسوة كانت كفيلة بجعلها تفقد

عقلها وليس وعيها فقط .


عاد بنظره لقنينة العطر في يده ونقله منها لرسغ يده الأخرى

التي رفعها قبل أن يتأفف بضيق وعجز عن إيجاد الطريقة الأنسب

لاستخدامه وتوصل نهاية الأمر لحل متهور آخر وقرب القنينة من

وجهها ورشه عليه فاندفع رذاذه ناحيته بقوة وارتفعت سحابة

دخان رقيقة منه وكانت لحظة سكون تام من ناحيتها تتبعتها

نظراته بتوجس تلاها على فور حركة طفيفة في ملامحها

وأنفاسها قبل أن يتحول الأمر لشهقة مخنوقة من شفتيها وسعال

قوي متقطع وانتفض صدرها بقوة وكأنها تفقد أنفاسها تدريجياً

مما جعله يرمي القنينة على الأرض دون تركيز شاتما بهمس

" سحقاً لك يا أحمق "


ودس يده من فوره تحت رأسها ورفعه وأجلسها يضرب بيده

الأخرى وجنتها برفق قائلاً

" جليلة إفتحي عينيك هيا ... تنفسي ببطء وافتحي عينيك "



وما أن تحول سعالها المتقطع لأنفاس قوية تسحبها لصدرها الذي

يغطي القماش الناعم المطرز بالعقيق أغلبه ارتفع جفناها ببطء

فرفع الوسادة خلفها بشكل طولي لتصبح بين جسدها وظهر

السرير المرتفع ودفعها من كتفيها ببطء هامساً

" استرخي هكذا ستشعرين بالتحسن "


وانصاعت له فوراً وتنفست بعمق بينما عاد جفناها النصف

مفتوحان للإطباق مجدداً فعاد لضرب وجنتها برفق متمتماً

" جليلة افتحي عينيك فلا يمكنني أخذك لأي طبيب الليلة ،

لا تصعبي الأمر على كلينا ... افتحي عينيك هيا "


ونجح الأمر وارتفع جفناها ببطء هذه المرة أيضاً لكن بشكل أفضل

من سابقتها وتحركت مقلتاها في المكان وتغضن جبينها

باستغراب فقال الذي ثنى ساقه وجلس عليها مقابلاً لها ومن قبل

أن تفكر في السؤال بينما يده تلامس كتفها برفق لتسترخي في

جلوسها للخلف وقد خرج صوته جاداً ثابتاً

" أنت في منزلك يا جليلة ... هل تشعرين بأي ألم ؟ يبدو أنك لم

تنامي ولم تأكلي منذ وقت "


وقال آخر كلماته بما يشبه اللوم الرقيق فتنفست بقوة مغمضة

عينيها ورفعت أصابعها لجبينها تفركه ببطء فهي بالفعل لم تأكل

سوى وجبة عشاء البارحة الذي رفضته معدتها سريعاً ورمته

خارجها ولم تنم منذ أكثر من يومين ويبدو ذلك سبب الصداع

القوي الذي تشعر به الآن .


ارتجف جسدها بشكل خفيف ما أن شعرت بملمس أصابعه على

رسغها وأصابعها المخضبة بالحناء في أزهار صغيرة متناسقة

ووصلها صوته العميق الجاد وهو يبعدها عن وجهها برفق

" هل ثمة ما يؤلمك يا جليلة ؟


حركت رأسها نافية وخرج همسها منخفضاً رقيقاً'

" أنا بخير "


قال ونظره على عينيها التي يخفيها جفناها المرتخيان عنه

" إن كنت متعبة سأجد طريقة ما لجلب طبيب لا يثير الشوشرة

ليفحصك الليلة حتى ننتهي من هذه المصيبة "



فاتسعت عيناها الواسعة حينها وكأن كلماته تلك أخرجتها من

سباتها العميق والذي أغفلها فجأة عما حدث وتحركت شفتاها

بارتجاف خفيف وغمرت الدموع عيناها المحدقتان بعينيه والتفت

أصابع يدها حول طرف كم سترته واستوت جالسة ما أن خرجت

الكلمات من بين أنفاسها المتوترة متقطعة

" قا... قائد ... ماذا حدث... "



فأمسكت يداه بكتفيها ودفعها برفق على الوسادة مجدداً وقاطعها

قائلاً

" ستكون الأمور جميعها بخير وسنتدبر الأمر ، أنت بحاجة

للراحة والنوم فقط الآن "



ووقف من فوره وغادر جهة باب الغرفة المفتوح يخرج هاتفه

الذي بدأ بالرنين من جيبه ونظراتها تتبع الجسد الطويل بالبدلة

السوداء الأنيقة وغادرت السرير مسرعة رغم تعثرها وشعورها

الخفيف بالدوار وأمسكت بذراعه توقفه ما أن وصلت الباب الذي

كان ينوي إغلاقه خلفه قائلة

" انتظر "


وما أن وقف واستدار نحوها أبعدت يدها كالملسوعة وقالت بتوتر

تقبضها بأصابع يدها الأخرى المرتجفة بينما نظراتها المتوجسة

تنظر لعينيه

" ماذا حدث ؟ لما قائد... "


فقال مقاطعها لها يمسك بيدها ويسحبها منها ناحية السرير

" سنتحدث ما أن أعود يا جليلة لا وقت لدي الآن فلا تغادري

السرير رجاءً "


وما أن أوصلها هناك غادر مسرعاً من فوره وتركها جالسة على

حافة السرير تراقبه عيناها التي غشتها سحابة دموع كثيفة

وغادر ينزل عتبات السلالم بخطوات شبه راكضة فلا يمكنه البقاء

هنا أكثر من ذلك وعليه إيجاد حل ما لهذه الكوارث التي حلت

عليهم فجأة قبل أن يصل مطر ويتحول الأمر لمصيبة حقيقية .



غادر المنزل وركب سيارته وخرج بها من أسوارها مسرعاً

تراقبه نظرات التي قضت الوقت مستيقظة تقف حيث نافذة غرفة

ابنيها والأقرب للجهة المحاذية لباب المنزل وابتسمت بانتصار

ونشوة فها هو يتركها ويغادر في ليلتهما الأولى وبعدما جلبها

مغماً عليها ، لم تستطع معرفة السبب ولا تخمينه ولن تهتم

مادامت النتيجة واحدة ، أغلقت النافذة برفق كي لا يستقيظ

الطفلان النائمان بسلام وتمتمت بابتسامة انتصار وهي تسدل

الستارة عليها

" هذا من فعل قدرك فقط يا جليلة يونس ولم تتدخل بعد التي

سرقتِ حبيبها منها "



*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 23-03-20, 09:42 PM   المشاركة رقم: 1453
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*

وقف أمام باب الجناح ونظر للساعة الذهبية في معصمه قبل أن

يُنزل يده للأسفل فلا وقت لديه وكان ينبغي أن يكون في مكتبه

الآن لكن عليه أولاً فهم ما يجري هنا فلا حال حفيده أعجبه ولا

تصرف زوجته بعدها !

فتح الباب ووقف في ردهة الجناح الخالي تماماً بل والساكن

سكون قطع الأثاث الفاخر فيه ونقل نظره في الأبواب المغلقة ،

فبالرغم من أن حفيده وزوجته يقيمان هنا منذ أكثر من ثلاثة

أعوام لم يدخله قط ولا يعرف ولا غرفتهما ومكانها هنا فسحب

نفساً عميقاً لصدره قبل أن يرتفع صوته الجهوري الخشن منادياً

" وقاااص"


ولم تمضي ثوان قليلة قبل أن يُفتح أحد الأبواب الموصدة هناك

فانتقل نظره سريعاً له وللذي خرج منه يغلق أزرار قميصه

الأسود شعره المبلل يلمع تحت أضواء المكان القوية ويعلو

وجنتيه احمرار طفيف فغضن جبينه ينظر له باستغراب قبل أن

ترتسم شبه ابتسامة على طرف شفتيه القاسية مما جعل الواقف

هناك يتنهد بضيق وقال ضرار من فوره

" ظننت أنه ثمة مشكلة هنا لكن يبدو أنها انتهت "



فكان تعليق حفيده الوحيد على ما قال أن اقترب منه بخطوات

سريعة وأمسكه من رسغه وسحبه جهة باب مكتبه هناك قائلاً

" بلى ثمة ما عليك إيجاد حل له ، ومن الجيد أنك لم تغادر بعد "


وما أن فكر في الاعتراض وهما عند الباب الذي فتحه له قال

بإصرار وصوت منخفض خشية أن يسمعهما الفرد الثالث

في المكان

" جدي قسماً أن الأمر أهم من أي شيء قد يشغلك عنه الآن وهو

يخص جدة زيزفون وابنك منها "



فتبدلت نظراته للاستغراب ودخل أمامه بخطوات واسعة ودون أن

يعلق ، وما أن أصبح في الداخل التفت للذي أغلق الباب خلفه

وقال بجدية

" جئت للحديث عن الحال التي دخلت علينا بها زوجتك ومنعك

إياها من التحدث أمامي "


حرك رأسه بضجر متمتماً

" لا شيء مهم جدي واتركنا من ذلك الآن "


غضن جبينه بقوة وقال بجدية

" لا شيء مهم وحالتها تكون كذلك وكأن الموت دخلها

وخرج منها ! "


فتأفف الواقف أمامه بنفاذ صبر وقال

" تشاجرت مع زيزفون وتطاولت في الحديث عن جدتها وأنت

تعرف جيداً حفيدتك تلك وما تصل له إن تعلق الأمر بها "


حدق فيه ضرار بتساؤل وقال

" ضربتها ؟! "


فحرك رأسه بالنفي ودس يديه في جيبي بنطلونه الأسود وهرب

بنظره منه بينما تمتمت شفتاه بوجوم

" كلا فأسلحتها الفتاكة متعددة ولازال الجميع يجهلها "



حدق فيه الواقف أمامه باستغراب سرعان ما تلاشى وقال دون أن

يسأله التوضيح

" ومن الجيد أنك أصلحت الأمر مع زوجتك كما يبدو لي ،

وأفهمها جيداً أن تتجنب الاحتكاك بها مستقبلاً لا ينقصنا

مشكلات هنا سببها زيزفون "


فأشاح بوجهه جانباً ومرر أصابعه في خصلات شعره المبلل بينما

ابتسامة ساخرة تزين شفتيه تسخر من حاله قبل غيره وأولهم

أفكار الواقف أمامه الآن فعن أي إصلاح للأمور معها يتحدث

وعن أي إقناع لها لتبتعد عنها ؟

لو أنه يعلم الحقيقة لطرده من هنا دون تراجع ولا تفكير فلن

يفعلها مع حفيدته تلك بالطبع خشية عليها من القضية التي

لازالت تلاحقها .


عاد بنظره له ما أن قال ونظره على ساعته

" ما هو الأمر الذي تريدني بخصوصه إذاً فلا وقت أمامي "


فحدق فيه بضيق قبل أن يفرد ذراعيه قائلاً

"جدي أنت فعلاً تستهين بأمريتعلق بزوجتك تلك وحفيداك منها! "

" حفيداي ! "


همس بذلك وقد رمقه بنظرة مبهمة وكأنه يراه لأول مرة في

حياته فقال مباشرة وبجدية

" أجل حفيداك فلست تعلم بالتأكيد أنه ثمة شقيق توأم لزيزفون

أعلنوا خبر موته فور ولادته "


ولم يستغرب قطعاً الشحوب الذي ظهر واضحاً على وجهه وكأنه

هو الذي لا يعرفه هذه المرة وقد عقد حاجبيه بشدة وهمسه خرج

كحشرجة خشنة عميقة

" ماذا ! ما هذا الذي تتحدث عنه يا وقاص ؟ "


قال من فوره

" ما سمعته جدي فقد تحققت من الأمر بنفسي وواجهتها بذلك

واعترفت به ، بل وبأنه لازال على قيد الحياة "


ولأول مرة أيضاً ومنذ عرفه حياته كاملة يتلعثم أمامه ويفقد

القدرة على التحكم في كلماته المدروسة ما أن نطق بعد صمت

طويل مصدوم

" شششقيق لها ولااازا...لازال حياً "



ولم يستغرب منه ذاك التصرف الغير معتاد فهو كاد يفقد عقله

حين علم بتلك المعلومات التي ما كان ليتوقعها في أبعد أحلام

نومه ويقظته أيضاً فاشتدت أصابعه في قبضة قوية من شدة هول

الموقف أمامه وقال بتأكيد

" أجل جدي ولن.... "



" مستحيل... "


حدق فيه بصدمة سحقت كل ذاك الانفعال والحماس الذي كان

يراقب به رد فعله وقست ملامحه ما أن قال بحدة

"وما هو المستحيل فيما قلت وتقارير المستشفى لازالت موجود ؟

أم أنك ستتهمهم بالكذب بسبب خرافة أنه لا يولد لنا سوى طفل

واحد ولن يكونا من ابنك فحفيدك يشبهك شبهاً قاتلاً "


وراقب بعينين داكنتين مشوشتين الذي أبعد نظره بل وأشاح

وجهه عنه بينما تغلغلت أصابعه خلال خصلات شعر صدغه

الرمادية وعلت الصدمة عينيه المحدقتين في الفراغ بشرود

وضياع في مشهد جعل ألم تلك الحقيقة يذبحه أكثر حينها وقال

بصوت خفيف كئيب

" والأقسى من كل ذلك ما واجهه أيضاً في الماضي وأراه أقوى

أسباب كره زيزفون لنا ، بل وهو يصارع الموت الآن بعد تعرضه

لحادث قوي كاد يقتله هو أو مطارديه ... "


وقفز عند آخر كلمة ناحية الذي ترنح جسده وكاد يتعثر ويسقط

أرضاً لولا استعان بطرف ظهر الأريكة المتينة ووصل عنده

بسرعة البرق وحاول مساعدته ليجلس لكنه وكما يعرفه دائماً

سرعان ما استعاد وقفته الثابتة القوية بل وأمسك بقبضة يده

القوية ياقة قميصه السوداء وشده منها ناحيته وإن كان الارتجاف

فيها واضحاً وهمس بقوة وعيناه تأمران قبل كلماته

" أين هو الآن ؟ "


وكان هو يشبهه في ذلك أيضاً فلم يفقد جسده صلابة وقوفه

المسقيم كما لم يبعد يده عنه وقال محدقاً في عينيه

" لا أعلم جدي فكل ما علمته أنه ولد معها فقط وباقي الأمور

علمتها منها هي "


نفضه من قبضته حينها وأولاه جانب وجهه وجسده متمتماً

بغضب

"سحقاً له ... لن أسكت له أبداً إن كان هو من يخفي أمره عني "


انفتحت حينها عينا وقاص من الصدمة وقال

" جدي عمن تتحدث ! وما الذي تنوي فعله ؟ "


نظر ناحيته بسرعة ولوح بإصبعه جانباً وصرخ بغضب

" عن مطر شاهين أتحدث ... أثمة لعنة حلت على عائلتنا منذ

أعوام غيره "


وغادر من فوره على نظراته المصدومة وقد ضرب الباب وهو

يفتحه وخرج متابعاً صراخه المشتعل

" لن أنساها لك يا مطر شاهين إن كنت وراءها ... قسماً لن

أنساها لك "


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 23-03-20, 09:44 PM   المشاركة رقم: 1454
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*


أمسكت رسغيها تضغطهما بأطراف أصابعها بقوة تستند بمرفقيها

على ركبتيها وغامت عيناها باكتئاب مريع حتى بات كل شيء

وحتى خطوات الذي يتحرك قربها بتوتر وعشوائية تشعرها

بالصداع ، فبالرغم من وجودهما في مكان منعزل وفخم في

المستشفى وكأنها في ردهة جناح لأحد الفنادق الفاخرة إلا أنها

شعرت وكأنها تجلس في الشارع ! بل وفي غابة مخيفة موحشة

ومظلمة تشعر بقلبها سينفجر كلما تذكرت ما حدث وما لم تجد له

تفسيراً حتى الآن !

لم ترى والدتها بتلك الحالة من قبل بالرغم من كل ما مرت به

ورأتها عليه إلا أنها لم ترى في عينيها نظرة الكره المخيف الذي

وجهته ناحيتها وناحية جدها أيضاً تلك اللحظة وهي تصرخ بهما

بأنهم ليسوا عائلتها لا تعترف بهم ولا تريدهم بينما رأس المقص

الحاد ينغرس في بشرة صدرها البيضاء حتى سال الدم منه في

قطرة انسابت عليه ببطء تهددهم وتمنعهم من الاقتراب منها وقد

تناثرت خصلات شعرها الأسود على الأرض وعلى ثيابها بعدما

توقفت عن قصه بتلك الطريقة الجنونية الغاضبة ما أن سمعا

صراخها الباكي ووصلا لها .
مشهد لا تجزم بأن السنين قادرة على محوه من مخيلتها ولا أن

تجعلها تنساه .. لقد رأت في عينيها لحظتها الألم والحزن

المرير .. الوحدة والوحشة بل والرغبة في الموت !

وما كانت لتشك لحظة بأن تتردد في فعلها وتغرس رأس ذاك

المقص الحاد في قلبها بالرغم من أنها كانت تهددهما فقط

وتمنعهما من الاقتراب منها في انهيار ما شهدته عليها مطلقاً

بالرغم من جميع حالات الغضب التي كانت شاهداً عليها سابقاً

والتي كان سببها شخص واحد تجزم بأنه ذاته الآن .. لكن لما ؟

ماذا فعل وكيف وصلت هي لمنزلهم ولم تُعلم أحداً بمجيئها !

وما السبب في حالتها تلك إن كان مسببها لم يكن هناك وليس في

البلاد بأكملها !!

ما هذا الذي فعله أيضاً ومريعاً جداً كما يبدو حتى أنها وجدها

باتا متهمين فيه ؟!


أخفت عيناها في كف يدها وشعرت بغصة حارقة في حلقها

وظهرت صورتها أمام عينيها حين دخلت الغرفة راكضة ووقفت

مصدومة تنظر لها وهي تمسك خصلات شعرها الطويل وتقصه

بحركة غاضبة وترميه بعشوائية يتناثر في كل مكان حولها

صارخة ببكاء

" ها هو ذا ... أنا لم أعد أريده ولا حاجة لك به "


فعلمت حينها بأن والدها السبب ، لكن ما لم تفهمه هو هجومها

الغاضب عليها وعلى جدها الذي وصل بعدها ووقف بجانبها ينظر

بصدمة مشابهة لمنظر ابنته التي كانت تقف على حافة الموت

كمداً وقهراً وإن كان ذاك التعبير لا يصف الحقيقة مطلقاً ، ولولا

انهيار جسدها بسبب النزيف الذي تعرضت له حينها لكانت قتلت

نفسها بلا شك وهي لا تشعر لتخلصها من شعور القهر والوحدة

المؤلمة حينها .



سحبت نفساً قوياً لرئتيها بينما كانت أصابع يدها تضغط بقوة على

صدغيها ولازالت تخفي عينيها فيها وتمتم الذي وقف أخيراً

وقريباً منها

" سيكون مصيرنا الهلاك جميعاً إن عاد ولم نجدها بعد "


فاستوت جالسة وقالت بضيق موجهة حديثها له وإن لم ترفع

رأسها ونظرها إليه

" أهذا فقط ما تفكرون فيه !

ما سيفعله بكم ؟

وكأنها ليست ابنة خالك ولا والدة زوجتك !! "



" تيما بالله عليك لا تجعلي مني متنفساً لما تشعرين به "



كانت نبرة صوته لا تقل ضيقاً عنها ولم يجعل ذلك مزاجها يتغير

بل زاد الأمر سوءاً ونفضت يدها قائلة بضيق ولازالت تتجنب

النظر للأعلى حيث يقف قربها

" لا تجعل أنت ما تتحدث عنه الآن حجة فتفكيركم بالفعل ينصب

فقط على رد فعل والدي وتخشون من غضبه ولا أحد منكم فكر

بها ، ماذا حدث لها وما سبب ما كانت فيه وأين هي الآن ؟

من أجل سلامتها وحالتها فقط وهي غادرت من هنا متعبة وكادت

تفقد جنينها الذي هو في حالة سيئة الآن ويصارع الموت ، بل

لأن زعيمكم سيغضب ويثور ويعاقبكم جميعاً ، وإن لم يكن يهتم ما

اهتممتم أبداً وأنت أولهم وأقساهم لأنها قريبتك ووالدة زوجتك ،

كم أنت متحجر ولا مبالي "


" تيما!! "


كانت نبرته تلك مدافعة رافضة أكثر منها غاضبة أو مستاءة وهو

ينطق اسمها مسكتا إياها بينما كان نظره العابس على وجهها بل

وعينيها التي كانت تحدق في الفراغ بألم وليس الغضب ، ورفعت

رأسها ونظرها له هذه المرة وتحولت تلك الزرقة المشوشة في

عينيها لهجوم غاضب وقالت بحدة

" لا تنكر ذلك لأنك ستكون كاذباً ومضحك ، وها قد تأكدت الآن ما

الذي سيشغلك إن حدث لي يوماً مكروه ...غضب والدي بالتأكيد "


نظر لها بصدمة قبل أن يقول مدافعاً

" لا ليست ظنونك صحيحه وتعلمين ذلك جيداً فأنكري الآن أنك

أيضاً فكرت في ذلك وتخشينه ؟ "



فوقفت منتصبة ومقابلة له وقالت بضيق

" لا ولن أخشى قولها ولا أمامه هو فما أفكر فيه فقط هو حالتها

وأين هي الآن وما تمر به من عذاب وألم لسبب لا زلنا نجهله

وأكيدة من وجوده ولا أريد أن أخسر والدتي لا أن أتقي غضب

والدي "



فكان جوابه الصمت محدقاً في عينيها بهدوء لم تتوقعه وكأنه

يذكرها مجدداً بأن لا تجعله متنفسا ً لمشاعرها المكبوتة مما

جعلها تنهار جالسه على الصالون الجلدي الأسود المريح وأسندت

مرفقها بظهره خلفها وأخفت عينيها في ساعدها وانهارت باكية

بعد صمود دام لساعات استغربه الجميع والواقف قربها الآن

أولهم ويعترف الآن بأنه لم يراعي كل ذلك ومشاعرها ناحية

والدتها قبل كل شيء ولن يستطيع نكران كلمة مما قالته فجلس

بقربها وسحبها من ذراعها الآخر لحضنه رغم تمنعها

واعتراضها الباكي وإن لم تعبر عنه بالكلمات وأخفى دموعها

وعبراتها المكتومة في صدره يشدها له بقوة وقال بهدوء

" حسناً آسف حبيبتي وقسماً أني منشغل عليها لكن التفكير في

غضب والدك شيء يتغلب علينا نحن رجاله ودون شعور "


ومسح على شعرها الناعم المجموع تحت حجابها المتدلي على

كتفيها يحيط بعنقها وقبّل رأسها في صمت حين لم يكن تعليقها

سوى الصمت ذاته وتركها تبكي في حضنه فعليها إخراج ذلك قبل

أن تصبح إحدى نزلاء ذاك المستشفى فيكفي أن جنبتهم كارثة ما

كان لأحد ردعها كما فعلت هي بذكاء تُحسد عليه ولن يستغربه

من ابنة ذاك الرجل لكان أول خبر ستتحدث عنه الصحف صباحاً

هو الطريقة التي غادرت بها زوجة رئيس البلاد المستشفى بعد

انهيار عصبي ونزيف حاد ومع من وإلى أين غادرت ؟.



حضنها بقوة تشبه قوة عاطفته الرجولية نحوها وقال ينظر

للفراغ


" سيكون كل شيء على ما يرام يا تيما فهو في النهاية

ابن خالتها وليس رجلاً غريبا عنها وإن كان من صنوان

واختفيا معاً "


وشد على أسنانه موبخاً نفسه على آخر كلمات قالها لكن الأمر

يحدث رغماً عنه فليس ثمة عاقلة تفعلها وهي تعلم جيداً ما

ستكون رد فعل زوجها قبل الجميع حين يعلم ، ولولا أن ابنتها

أوهمت الصحافة التي لا يفهمون حتى الآن كيف علمت ووصل

رجالها إلى هنا بأنه تم فقط نقلها لقسم آخر بطلب غاضب من ابن

خالتها الذي أسعفها معهم من منزلها كما أوهمتهم وساعدها

الطبيب بذكاء يشبهه ويشبهها في ذلك وقاما بأداء مشهد حرفي

أمامهم يعجز عنه أشهر الممثلين خصوصاً أن الأمر حدث بدون

اتفاق مسبق بينهما وتولى الحرس الذي رافقهم من المنزل سحب

الصور من كاميرات أولئك الصحفيين بعدها وبأمر منها فأخرست

بذلك أفواههم بل وفضيحة كارثية كانت ستعصف بهم جميعاً لو

أنها اتخذت أسلوب أي امرأة أخرى في وضعها ذاك وبدأت

بالصراخ في رواق المستشفى تركض خلفها وتناديها وفضحت

حقيقة كل ما حدث ، فكانت وبسنوات عمرها القليلة أذكى من التي

أنجبتها للأسف ، سيعترف بذلك قانعاً تماماً ومهما كانت أسبابها

ودوافعها لتنسى بل وتتناسى متعمدة من تكون ومن يكون زوجها

وأي موقف هذا الذي تضع فيه عائلتها بأكملها بل وكلا عائلتيها


وهي تتصرف كمراهقة صغيرة .



تنفس بغضب نفساً مكتوماً لم يكن بإمكانه ولا التنفيس عنه

وإخراجه من أجل التي لازالت تشهق ببكاء خفيف في حضنه

ووحدها ما تجبره على الصمت ليس لأنه يخشى غضبها منه فقط

بل ويكره أن تتأذى مشاعرها بسبب كلماته بالرغم من أنه بات

يعرفها جيداً ستكون أقوى مما يتوقع وتهاجمه الند بالند وتجعله

يعتذر نهاية الأمر فهذه الفاتنة الصغيرة ليست سوى مزيج غريب

بداية بجيناتها ونهاية بما صقلها عليه من رباها وغرس فيها

فقط ما يريد هو وإن كان بعيداً عنها ، فحتى المرأة التي أشرفت

على تربيتها طفلة كانت من اختياره ولم يكن اختياراً عبثياً مطلقًا

وهي لا تعلم حتى اليوم والساعة بأن مربيتها المسنة تلك لم تكن

سوى أستاذة جامعية في علم النفس البشري وكان لديها عيادة

خاصة قبل أن يتوفى زوجها وابنها في حادث سيارة فقررت ترك

عملها ذاك لسبب رآه هو كغيره ضعف منها وهي التي تعالج

نفسيات أمثالها بينما رآه من هم في مثل خبرتها بأنه أمر

طبيعي جداً .



أبعدها عنه ما أن خف بكائها ونظر لعينيها الدامعة وقال يمسح

الدموع منها

" علينا المغادرة من هنا يا تيما فعليا اللحاق بعمير ولن أطمئن

وأنت وحدك هنا "



قالت من فورها وببحة عميقة

" لكن ... "



فقاطعها سريعاً ويداه تمسكان بذراعيها


" لقد انتهى الأمر والواقفون خارج المستشفى ينتظرون فقط

اقتناص الفرصة لمعرفة سبب مرض والدتك وصراخها ذاك ولن

يشك أحد بأنها لم تعد هنا "



وحين امتلأت عيناها بالدموع دون أن تعلق انتقلت يداه لوجهها

ومسح بإبهاميه رموشها المشبعة بالدموع وقال


" سنفعل كل ما في وسعنا وسنجدها وإن فتشنا حوران منزلاً

منزلاً ، ولقد أخضعنا هواتف كل من له صلة بذاك الرجل للمراقبة

وحتماً سيفعلها ويتصل بأحدهم إن من رقم هاتفه أو من غيره

وسنعرف مكانه ونفهم على الأقل ما الذي يحدث ، أما بقائك هنا

فلن يأتي بنتيجة أبداً فهي لن ترجع إلى هنا من أجلك "



كتمت عبرتها وشعرت بقسوة حقيقة كلماته فهي لن تفعلها

بالتأكيد ولا من أجلها ، وبالرغم من كل ذلك تمنت لو أنها أخذت

هاتفها معها لكانت حاولت الاتصال بها واستجدتها وإن برسالة

لتتحدث معها وتجعلها تعود وإن من أجلها هي ، لكن غضبها

المخيف ذاك شملهم جميعهم هذه المرة وحتى والدها الذي حُرمت

منه لأعوام طويلة وكانت تحترمه وتقدره دائماً وإن كان ضد

رغباتها ، قالت تنظر لعينيه بحزن

"لكن ... بما سأخبر جدي فسيطلب مني الاتصال بها من أجله ؟ "



حرك رأسه بالنفي وقال بشرود واجم

" لا أعلم "



وعاد ورفع نظره لعينيها وقال بجدية

" لكن بقائك هنا أيضاً ليس حلاً "



وعاد وقال بعد صمت قصير

" لنذهب لمنزل رعد سيكو... "



أكملت عبارته عنه لكن برأي مخالف

" سيكون حلاً فاشلاً أيضاً فلن يتركني دون استجواب مطول

أعرفه جيداً ، ولن يتركني وشأني حتى أتحدث عن كل شيء

خاصة وأنا أدخل منزله في هذا الوقت بينما غادرته والدتي

فبما سأتحجج ؟ "



تنهد بعمق وأسى وأبعد نظره عنها قائلاً

" وبقائك ليس حلاً ولن يأتي بأي حل يا تيما "



قالت تمسح عينيها بقوة بطرف كم قميصها

" سأغادر صبا... "


وانقطعت كلماتها ما أن نظر لها مجدداً وقال وكأنه لا يهتم

بما قالت

" سآخذك لمنزلي هو الحل الوحيد "



" لا "



قالتها مندفعة وبرفض قاطع وانغرست أسنانها في باطن شفتها ما

أن تبدلت نظرته للاستهجان قبل أن يقول بضيق

" تيما هل أفهم ما الذي يخيفك من الذهاب معي ؟

هل سآكلك مثلا ؟!

سأتركك هناك وأغادر كوني مطمئنة "



فقالت موضحة على الفور


" بل لأنه لا ينقصنا مشاكل أكثر من ذلك ، ونسيت بأنه قد يتبعنا

أحد أولئك الصحفيين خفية وأنا أدخل منزلك ولم يعلن خبر زواجنا

بعد ثم تغادر وتتركني هناك ؟ "




وقف حينها على طوله ودس يديه في جيبيه ولم يعلق فكيف لم

يفكر فيها هكذا ؟ لكنه سرعان ما نظر لها بطرف عينيه

بشك متمتماً

" هذا هو السبب الحقيقي فعلاً يا سليلة أينشتاين ؟ "



فاتسعت عيناها المحدقتان به فوقها وضربت على فخذها بقبضتها

قائلة بضيق

" قاسم هذا ليس وقت مزاحك السخيف "


ابتسم ونزل مستنداً بقدميه أمامها وقرص خدها قائلاً

بابتسامة أوسع


" أردت أن أرى ابتسامتك فقط "



لكن مزاجها لم يتغير أبداً بل ووقفت قائلة

" أعدني للمنزل وسأتصرف مع جدي بمعرفتي "



فضرب بيديه على فخذيه وهو يقف وأحاطت ذراعه كتفاها وسار

بها نحو الباب الذي سيخرجهما من المستشفى دون أن يراهما

أحد فهذه الليلة الطويلة يبدو لن تنتهي أبداً .


*
*
*


 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 23-03-20, 09:46 PM   المشاركة رقم: 1455
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*




دس يديه في جيبي بنطلونه يقف أمام الواجهة الزجاجية المطلة

على حديقة المستشفى الخاص نظره على الطفلان اللذان يركضان

حول نافورة صغيرة قبل أن يختفيا خلف جذوع الأشجار المنسقة

المتباعدة فتنهد نفساً عميقاً ورفع نظره حيث السماء المغطاة

بسحب بيضاء كثيفة فها هو محاصر بقرارات محددة أو بقرار

واحد لا جدوى من التفكير في تغييره حتى أنه لم يرجع في

موعده المحدد وترك كل شيء وراءه ليصبح هنا وحتى التي اتفق

معها على حديث مهم سيجمعهما أخلف بوعده لها كالعادة وخانته

تقديراته للأمور وأن يكون في منزله منذ ساعات ولم يكن قادراً

ولا على إبلاغها فلا يمكنه أن يكون على اتصال بأحد وهو هنا ولا

حتى أقرب رجاله هناك فأكثر ما يخشاه أن يتضرر أحد أذرعهم

هنا بسببه أكثر من اهتمامه بسلامته الشخصية فهم كحبات

المسبحة تماماً ما أن ينقطع الخيط وتسقط واحدة حتى تلحق

بها الأخريات .


استدار بكامل جسده ناحية صاحب الخطوات التي اقتربت منه

وتبادلا نظرة صامتة وكأن كل واحد منهما لا يتوقع وجود الآخر

هنا فهو من المفترض أنه غادر منذ ساعات والواقف أمامه

يفترض بأنه أخلى مسؤليته منها وأخرج نفسه من الأمر بأكمله

لكن أيّا منهما لا يبدو أنه قادر على أن يقتل قلبه ومشاعره

الإنسانية حيالها فهي تبقى وحيدة ولا أحد لها غير العائلة العربية

الصغيرة بأفرادها الكبيرة بمناصبها وعلاقاتها وإن كانت تمقتها

وتكرهها ، علاقة غريبة وحكاية أغرب ببداية مأساوية ونهاية لا

أحد يعلم ما ستكون .


"كيف أصبحت الآن ؟ "


كان شاهر من كسر الصمت بينهما وكان جواب مطر المبدئي

إيماءة صغيرة من رأسه قبل أن يقول بشبه همس

" تخطت مرحلة الخطر "


فكانت تنهيدة الإرتياح العميقة رد فعله الفوري والا إرادي

وقال مباشرة

" هل ستخرجها من هنا ؟ "


قال الذي أخرج يديه من جيبيه وكتف ذراعيه لصدره

" بالتأكيد فلا يمكنني البقاء هنا أكثر من هذا ولا تركها أيضاً

والطبيب لا ينصح بإخراجها من المستشفى في الوقت الحالي

فلازالت تحتاج لبضعة أيام لتسترد عافيتها "


لاذ بالصمت ينظر لعينيه نظرة تفكير عميق وكأنه عاجز عن قول

أي شيء أو بالأحرى يعلم أن البقية لديه ، وذاك ما فعله حين

تابع وبجدية

" سآخذها معي "



لحظة صمت تلت تصريحه ذاك حتى همس الذي اجتاز

صدمته بصعوبة

" ماذا ؟!

هل جننت يا مطر ؟ "



بينما قال المعني بالأمر وبذات نبرته الجادة

" الجنون هو أن أتركها وأسافر مجدداً "


لاذ بالصمت مجدداً يحدق في عينيه السوداء الحازمة وكأنه

يحاول ترتيب ما عليه قوله أو استيعاب ما سمع للتو !

ولم يترك له الواقف أمامه المجال الأوسع لكل ذلك وقد تابع بحزم

" أنت أخليت مسؤوليتك منها وحتى إن تراجعت عن قرارك

أعرفك جيداً لن تتركها تعيش في شقتك وهي لا تحل لك وإرجاعها

لتلك الغرفة أمر بات مرفوضاً تماماً ، وشقة لوحدها لن أتركها

تعيش فيها ولا تحت المراقبة لأني أعلم جنونها جيداً وما قد تفعل

ولن نترك حادثة القرص والملهى الليلي سابقاً تتكرر لتدمر امرأة

كل ما فعلناه لأعوام طويلة وتودي بحياة مئات الرجال أرواحهم

أهم لديا من حياتي "


قال الذي بات على استعداد لمجابهة ما قيل وسمع

" ووجودها هناك قد يتحول لمصيبة .. بل لكارثة يا مطر ولا

تقارن الوضع بعمك دجى فهي لن تخاف على مركزك ولا حتى

سلامتها بسبب جنونها وأفكارها الطائشة "


فك مطر ذراعيه وقال بجدية

" ولن أتركها هنا وحيدة ولا سبيل غيره أمامي فيكفي ما أضعت

من وقت هنا ، وإن تغلبت هناك على رئيس بلاد بكل رجاله

وحرسه فسأستحق ما يأتيني منها "



" عنيد "


همس شاهر بتلك الكلمة يحرك رأسه بيأس منه بالرغم من أنه

وفي قرارة نفسه يعلم جيداً بأنه سيكون آخر خياراته ويعرفه لا

يقرر شيئاً إلا بعد طول تفكير ودراسة تامة للأمر ويراه محقاً في

أن وجودها هنا من دونه خطر عليهم جميعاً ونفسها أولهم .



" ماذا حدث معك أنت ؟ "



كان مطر من كسر الصمت اللحظي هذه المرة وكان تعليق شاهر

المبدئي أيضاً إيماءة من رأسه قبل أن يقول

" آمل أن يسير كل شيء حسب ما خططنا له فالباقي بيدها

وحدها ولم يعد يمكننا التدخل فيه "



قال الواقف أمامه وبجمود

" إن كانت تعنيها سلامته بالفعل فستفعل ذلك وإن مرغمة أو ثمة

حل واحد سترغمنا هي عليه وإن كرهته نفسي "


نظر له باستغراب يحاول فقط التكهن بما يفكر وسيفعل إن هي

اتبعت طريق زوجها وعاندت وقررت مخالفة أوامره ؟!

ولم يسأل لأنه يعلم جيداً كيف يفكر هذا الرجل ولن يطلعه على ما

يبدو يعلم جيداً بأنه سيرفضه بما أنه نفسه يكره أن يكون خياراً

ضمن خياراته ، قال بترقب

" ما أراه أنها مقتنعة تماماً وإن رفض قلبها ذلك فمن الطبيعي أن

تضع سلامته في المقام الأول ، فقط ما أعتقد بأنها ستتردد حياله

هو سلامة ذاك الشاب "

كان تعليق مطر الصمت مما جعل توجسه يزداد وقال بجدية

" أنت تعلم جيداً يا مطر كما يعلم ثلاثتنا بأن أول أمر سيفعله تيم

هو البحث عن طريقة لينتقم منه وببشاعة أيضاً ، ولا أخفيك أن

مخاوفها حقيقية وتنتابني مثلها تماماً ، ولا تنسى ما فعله به

سابقاً وما كان يعتبره مجرد تهديد صغير بينما كاد ينهي حياته

به ودون أن يهتم "



" أعلم يا شاهر ولن أقصر في أمر حمايته فكل شيء تم الترتيب

له وسأشرف عليه بنفسي "



وتابع من فوره وكأنه يذكره بالمِثل

" ولا تنسى أنت الأمانة الموجودة بين يديك "


وفاجأه بالتغيير الجذري للموضوع الذي كانا يتحدثان فيه !

وكيف يستغرب ذلك منه وهو فعلها سابقاً وأنهى حديثهما عن

غيسانة متى أراد ذلك

وما زاد الوضع سوءاً تذكره لهجومها العنيف ناحيته البارحة

فقال بضيق

" لاحظ فقط بأنك لا تتركني إلا وفي عنقي امرأة تخصك ثم

تحملني مسؤولية اختياراتك أنت "



فارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي الواقف أمامه قبل أن يقول

" إن اختارت هي فسخ العقد بينكما ما رفضت ذلك لكني أراها

أذكى من كلينا "


وكان وضع شاهر مشابهاً وهو يعلق بابتسامة مماثلة

" أجل فأنا وسيلتها كي لا تلحق بغيسانة على ذات الطائرة عائداً

بها لبلادها بعد رحيلك عن هنا "



فقال مطر والابتسامة المائلة لازالت تزين طرف شفتيه

" أصبت وبالرغم من ذلك فلن تستطيع فهم تلك المرأة يا شاهر

إنها مزيج غريب كنسلها تماماً وإن علمت عنها ما أعلمه لما كان

بإمكانك رؤيتها كما تراها الآن "



لاذ بالصمت لوقت يحدق في عينيه يحاول فهم ما عناه بما قال ..

وقال أخيراً وببعض الضيق يرفع سبابته بجانب وجهه

" أمر واحد فقط أعلمه .. بأنها مادامت تحمل شيئاً من دمائك

وإحدى النساء اللاتي وضعتهن تحت مسؤوليتك ورعايتك فهي

بطفولة مأساوية وحاضر شائك ومستقبل أسود بالتأكيد "



فكان تعليقه معاكساً تماماً لما توقع وهو الثوران الغاصب فقد

التزم ببروده التام بل وابتسم بسخرية وهو يقول

" سأترك لك الدفة إذاً وسنتقابل يوماً ما "



" ما الذي تعنيه ؟! "



كان تعليقه سريعاً وعلامات الاستغراب ترتسم على ملامحه

بأكملها فرفع مطر سبابته وضرب بها على صدره قائلاً

" أعني ارعى الأمانة جيداً يا شاهر فهذه لا تشبه وضع غيسانة

ولا مكانتها "



قال سريعاً وبضيق

" اتركنا من لعبة الألغاز يا رجل واشرح لي عن سلالتها ؟

ما مقصدك من ذلك ؟! "



ابتسم ولم يعلق ولا يبدو أن له نية في فعلها وقد سرق نظر

كليهما كما انتباههما صاحب المعطف الطبي الأبيض الذي اقترب

منهما وقد قال مبتسماً ما أن أصبح يقف معهما ونظره موجه

ناحية مطر

" كل شيء أصبح جاهزاً سيدي "


قال بجدية

" وماذا عن الإجراءات ؟ "



رفع كتفيه وقال بقلة حيلة

" لم نستطع فعل شيء أكثر من ذلك وسيحتاج الأمر لبضع

ساعات لكنها أقل بكثير من المعتاد "




أومأ له برأسه موافقا وقال

" انقلوها لسيارة الإسعاف إذاً فالطائرة في انتظارنا "



وما أن أنهى عبارته تلك غادر مجتازاً الذي ربت على كتفه في

صمت وهو يجتازه بينما تبعته نظراته وقد تركه خلفه وابتعد دون

أن يضيف شيئاً فحرك رأسه بأسى وغادر أيضاً فلا يمكنه ترك

ماريه وحيدة لأكثر من هذا .


*
*
*



سار بخطوات واسعة عبر الرواق الطويل الخالي والبارد كأجساد

ساكنيه لا يُسمع فيه شيء سوى صوت ضرب أحذية رجاله خلفه

على أرضيته السميكة يتبعونه بخطوات ثابتة واسعة يخترقها

صوت قطعة معدنية تضرب بأخرى مشابهة لها يخرج من أحد

الأبواب الموصدة حتى وصل الباب المقصود وانتصب الواقف

أمامه يضرب له التحية بيده قبل أن تمتد لمقبض الباب وفتحه له

على اتساعه فدخل من فوره ووحيداً بعد إشارة صامته من يده

لمرافقيه وتوجه من فوره للسرير الحديدي الوحيد الموجود في

المكان الخالي تماماً من أي قطع أثاث أخرى واقترب من الجسد

القابع فوقه دون حراك تغطيه ملائة بيضاء بالكامل ورفع له

الشخص الوحيد الموجود هناك طرفها كاشفاً له عن وجه المرأة

الشاحب فتنهد بعمق مغمضاً عينيه فآخر ما كان يتوقع أن يعثرو

عليها جثة وهي مراقبة وبحرص من رجالهم !


أعاد الغطاء على وجهها وأخرج هاتفه من جيبه ووضعه على

أذنه وتحرك جهة النافذة المزدوجة والطويلة ووقف أمام زجاجها

الباهت وقال ما أن انفتح الخط

" إنها هي بالفعل "



وصله صوته مباشرة

" متأكد يا عمير ؟ لا نريد أن نقع في شرك خداعهم لنا "


سند يده الحرة بالزجاج البارد أمامه ونظره على أشباح الأشجار

العالية في المكان المظلم بالخارج وقال

" لقد أكد البحث الجنائي ذلك وتأكدت بنفسي الآن ، لا أفهم لما

تجتمع المصائب دفعة واحدة ؟ "



وخرجت كلماته الأخيرة بضيق من بين أسنانه المطبقة بغضب

مكتوم وساد الصمت بينهما للحظات قُبل أن يصله صوته

الثابت العميق

" الرجل الذي وضع لمراقبتها قُتل أيضاً فالتقصير لم يكن منك ولا

من رجالك ، عدونا هو الذي يبدو أنه أقوى وأذكى مما نظن "



أنزل يده بحركة واحدة سريعة وقال يشد قبضته بقوة

" كان علينا اعتقالها واستجوابها منذ البداية فها نحن خسرنا

الخيط الوحيد الذي قد يحل الأحجية كاملة ومطر سيثور على

الجميع ما أن يعلم وسيتهمنا بالتقصير وهي تُقتل أمام أعيننا "


قال ذاك من فوره وبحزم

" هو من أصر على مراقبتها أولاً ورفض فكرة الضغط عليها

لتعترف فلا مجال لأن يلقي بلومه على أحد ، ثم سيكون في

انتظاره ما هو أشد هولاً من ذلك ولن يفكر في هذا "



استدار نحو الجثة المغطاة بالكامل وفي سكون تام وقال

" تبقى مصيبة منفصلة يا قاسم خصوصاً مع شهادة زوجها ،

أريدك أن تهتم بالأمر وحققوا مع الجيران جميعهم ووثقوا أقوالهم

أريد جميع المحاضر لدي وسأرى زوجها بنفسي وأتحدث معه "



" لن يعجب رجال الأمن الجنائي هذا "



كان تعليق محدثه سريعاً وواثقاً فشد على أسنانه بقوة وغضب

ليس بسبب ما قال فقط بل وطريقته الباردة في ذلك وقال بضيق

" لست أبحث عما يعجبهم ولا يعجبهم فهذا ما كان سيفعله مطر

إن كان هنا وحتى وقت عودته الأمر سيكون في يدي وحدي ، ثم

الرجل الذي مات معها من رجالي "



فكان تعليقه أشد برودة من سابقه حين قال

" القرار بيدك بالتأكيد كل ما أردته هو تنبيهك للأمر "



" كن مطمئناً "



قالها بما يشبه نبرته تلك وودعه بعبارة مختصرة وما أن أنهى

المكالمة معه دس هاتفه في جيبه وقال متوجهاً للباب الذي

دخل منه


" أريد تقرير الطبيب الشرعي بعد أن يراها وسريعاً "


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 10:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية