لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-16, 03:17 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن

 

لفصل الحادي عشر والاخير

حلم يغدو كابوساً


أخيراً أتى اليوم الذي طاردها ترقبه لأشهر وقلب حياتها رأساً على عقب عيد ميلادها الخامس والعشرون
بدا النهار وكانها قطار عواطف سريع لا مجال للقفز منه. بدأت سلسلة الأحداث في الصباح عندما خرج روان من حمامهما المشترك عاقداً منشفته حول خصره واندس إلى جانبها في السرير دون أي تحذير وذلك قبل لحظات من دخول تولا حاملة الشاي لهارييت.
جاءت المفاجاة الثانية عندما اكتشفت هارييت أن الصينية المتالقة التي وضعتها تولا على الطاولة هي مجموعة من الخزف النفيس مؤلفة من إبريق شاي وإبريق حليب متطابقين مع فنجان وصحن تايعين لهما وعلى الصينية أيضاً غصن من الورد البري يحمل وردة غضة. فسرت لها تولا أنها هدية من طاقم العمل تكريما للسيدة في عيد ميلادها. رمقتهما الخادمة بنظرة استحسان قبل أن تغادر. أزاح روان الأغطية وغادر السرير وقال " تذكار من إنكلترا لك. هذه فكرتهم وحدهم ".
جاهدت هارييت لتستعيد هدوءها الطبيعي بينما جن جنون نبضها. قالت " إنها مبادرة جميلة منهم لكنها تجعلني أشعر كأنني مخادعة. وجب عليك منعهم من القيام بذلك "
نظر إليها روان بسخرية وقال " أشك في قدرتي على ذلك أرادوا أن يظهروا محبتهم لك عزيزتي هارييت. عندما تخبرهم تولا أنها وجدتنا في السرير معاً سوف ترتفع أسهمك ".
أكمل " من فضلك أن تجهزي نفسك بسرعة. والدي والسيد فلينت سيتناولان الفطور معنا "
قالت بصوت مجروح " أنا. . . أنا لم أنسَ ".
راقبته وهو يمشي نحو غرفة الملابس ويغلق الباب خلفه. تجمدت في مكانها للحظة وأدركت أنها استمتعت بدفء جسده غير المتوقع بجانبها. هذا مجرد سرير مزدوج من النوع الذي يستعمله كل الأشخاص المتزوجين حول العالم. لماذا بحق السماء هو هنا؟ تنهدت هارييت وأنهت الشاي ثم بدات بالتحضيرات من أجل هذا اليوم.
لم يكن لقاءها مع جدها بالأمس كما آملت. بدا جورجي فلينت متعبا من السفر وشديد التذمر من الحر. بعد عناق بسيط ابتعد عنها وأخذ يعاينها ثم قال " تبدين متعبة طفلتي. أهناك خطب ما؟ "
فكرت هارييت ربما يجب أن أحمل يافطة كتب عليها " أنا لست حاملاً "
أجبرت نفسها على الابتسام، وقالت " لا أنا حقاً. . . بخير "
أما العشاء الذي تلا اللقاء فتميز بالكثير من التكلف ولم يحركه سوى الأسئلة التي طرحتها هارييت. ذكر السيد فلينت الشركة قائلاً " تحسن أداء الشاب أودلاي بعد رحيلك. . . كمية الأمطار غير كافية للحديقة. . . السيدة وايد تظن أنها تعاني من داء المفاصل ولا تتوقف عن ذكر التقاعد والانتقال للعيش قرب منزل شقيقتها في تشلنهام. أخبرتها أن الشتاء سئ هناك ولن يعجبها ".
ابتسمت هارييت وحاولت ملاطفته كي يتحسم مزاجه " تقصد أنه لن يعجبك أنت لأنك ستضطر إلى تدريب شخص جديد مكانها "
" ربما حان الوقت من أجل تغييرات أخرى أيضاً ".
مع ذلك لم يتكلم بصراحة عن غريس ميد. بعد قليل اقترح كونستانتين زاندروس بلباقة أن ضيفه قد يود النوم باكراً ثم أخذه إلى فيلا ديناوسن فشعرت هارييت بارتياح غريب.
مع ذلك هي لم تقضِ ليلة مريحة. استحمت وارتدت تنورة من اللون الأخضر الفاتح وقميصاً بيضاء. انتابها شعور غريب بعدم الارتياح وكأن العاصفة على وشك الهبوب وهذا بالطبع غير منطقي لأن السماء بدت شديدة الزرقة كالعادة. قدم طعام الا فطار وقدمت بعض الهدايا لهارييت. قدم لها جدها واحدة من أحدث الكاميرات الرقمية. حصلت من كونستانتين زاندروس على لوحة صغيرة داخل إطار تمثل هذا الشاطئ مرسومة بألوان مائية. عند الزاوية السفلى إلى الجهة اليمنى كتب الحرفان " ف. أ "
سمعت روان يهتف " بابا. . . "
لم تحتاج هارييت للفرح الذي أبداه روان لتدرك معنى الهدية نظرت نحو والد زوجها ورأت ملامح اللطف المشبوبة بالحزن على وجهه الأسمر الاستبدادي. قال لها " تركت والدة روان بعض الرسومات هنا وقد. . . حافظت عليها. فكرت أنك ستفرحين بهذا المشهد الذي تعرفينه جيداً. عيد سعيد ".
" هذه هدية رائعة سأحافظ عليها دائماً شكرا لك".
أحنى كونستانتين رأسهن وقال " على الرحب والسعة يا حبيبتي "
أما هدية روان فهي عبارة عن علبة رفيعة على شكل مستطيل من المؤكد أنها مجوهرات. حضرت هارييت نفسها لرؤية بريق الماس وهي تفتح العلبة المخملية. وجدت نفسها تنظر إلى ملاك ذهبي يتميز ببساطة اخاذة عُلق بسلسلة. لمعت عيناها وهي ترفعه عن الساتان وقالت " إنه. . . جميل جداً. هو بالفعل مثالي أتضعه لي؟ "
وعندما رات تردده أضافت " من فضلك! "
غمرتها السعادة عندما احست بملمس أصابعه على مؤخرة عنقها وهو يغلق المشبك الصغير. ترك الملاك يستقر عند أسفل حنجرتها وقال بنبرة لم تسمعها من قبل " عساه يحميك دائماً هارييت ".
التفتت هارييت نحوه ورفعت يداً خجلة لتلمس خده ثم اقتربت منه كي يعانقها دركت أن يداه ارتجفتا قليلاً عندما لامستاها. لقد مضى وقت طويل. . .
وجدت نفسها تتمنى بشدة ويأس لو أنهما بمفردهما ولو أنها تستطيع تطويقه بذراعيها وتعانقه بشدة ليصبح عناقهما أكثر حميمية ثم تغمض عينيها وتنسى كل شيء بين ذراعيه. . .
أما هنا. . .فها هو روان يبتعد عنها بينما يبتسم الجميع. فكرت هارييت بصمت مهما جلب لي هذا النهار سأتذكر أنني للحظة من الزمن شعرت بسعادة حقيقية بعد انتهاء الإفطار اكتشفت أنها ستقضي معظم النهار بمفردها. أخذ كونستانتين جدها في جولة استكشافية وأعلن روان باختصار حاجته للعودة إلى أثينا لوقت قصير وأضاف أنه سيعود قبل موعد الاحتفال. أوشكت هارييت على سؤاله إن كانت تستطيع مرافقته لكنها اكتفت بالإيماء بإذعان وبعد برهة سمعت صوت الطوافة تغادر.
قررت قضاء فترة الصباح على الشاطئ كالعادة.
تساءلت وهي تنزل الدرجات لماذا لم ينضم إليها روان يوماً هناك حتى أثناء وجوده في المنزل. هي تعرف أنه يقوم بالسباحة أحياناً في ساعات الصباح الأولى وفي المساء أحياناً.

فكرت بكآبة ربما يفضل تذكر الخليج عندما كان يتشاركه مع شخص آخر. . .
خلعت دثارها وشدت كتفيها. ثم أرجعت شعرها إلى الخلف وقالت بصمت ليذهب الماضي إلى الجحيم
بدا الرمل شديد الحرارة فاستعملت حصير القش الذي يوضع كل صباح كممر يوصل إلى البحر. تقدمت بصعوبة حتى وصلت المياه إلى مستوى خصرها ثم بدات تسير ببطء.
بعد أن أكملت تمريناتها اليومية. عادت هارييت إلى الظلال الدافئة. استلقت هناك لبعض الوقت وراحت تفكر بتكاسل أن هذا المكان يشبه الجنة. أدركت بألم مفاجئ عدم قدرتها على الاستسلام لهذه الأحلام. سمعت صوت قارب صغير ذي محرك يتجه نحو الشاطئ وعلى متنه شخصان. بالطبع القوارب تمر من هنا لكن هذا الخليج ملكية خاصة ولا يأتي أي شخص من غير دعوة. يبدو أن هذين الزائرين غافلان عن ذلك. قررت بعد تردد التعامل بتهذيب لكن بحزم معهما.
عندما اقترب الزورق من الشاطئ انطفأ المحرك وقفز رجل يرتدي سروالاً قصيراً وقميصاً ذات مربعات إلى الماء وأخذ يسحب الزورق نحو الرمال. بعدئذ استدار ليساعد الراكب الآخر الذي تبين أنه امرأة. خرجت المرأة من الزورق ووقفت للحظة لتعدل قبعتها البنفسجية وشعرها المقصوص الذي يلمع كالفضة في ضوء الشمس.
أدركت هارييت فجأة هوية هذه المتطفلة غير المتوقعة. راحت تلك المرأة تتمايل على الشاطئ كانها تقدم عرض أزياء. لاحظت هارييت أنها لا ترتدي سوى ثوب سباحة مصنوع من الجلد وأخذ جسدها يلمع كأنها دهنته بالزيت. أخذت تتأمل هارييت من رأسها حتى اخمص قدميها. مظهرة السخرية وهي تنظر إلى ثوب السباحة المحتشم الذي ترتديه ثم قالت " اذا أنت الفتاة الإنكليزية التي اختارها روان لتكون زوجته وهو على ما يبدو نادم على اختياره ".
ردت هارييت بنبرة لطيفة " وأنت إينيتا ديمترو. اعذريني بالكاد عرفتك وأنت ترتدين ملابس "
" أهذا حس فكاهة إنكليزي؟ لم يسليني "
" جيد لا داعي إذا لإطالة هذا اللقاء وربما تطلبين من صديقك إعادتك من حيث أتيت "
ردت إينيتا " أنا هنا لأستعيد اللوحة التي رسمها لي روان. الآن بعد أن حقق النجاح قد تصبح قيمة جداً لهذا أنا أريدها. إذاً أنت تقررين متى أغادر "
رمت هارييت منشفتها على الأريكة وتناولت المستحضر الواقي من أشعة الشمس بلا مبالاة " آسفة لقد خانك حظك. تحولت ملكيتك إلى رماد يوم وصولي "
" ما الذي تقولينه؟ "
" أحرقها روان مع أغطية السرير التي خربتها شريكتك في الجريمة ".
للحظة أظهرت إينيتا نظرة شرسة ثم ضحكت بعنف وقالت " حسنا لا بأس إن خسرتها فقد حققت ما تمنيته. قمت بتذكير زوجك بما خسره. . .وأنت صفعته على وجهه وحرمته من جسدك "
أكملت " هذا تصرف ينم عن الغباء سيدتي. أتعتقدين أنه سينسى هذه الإساءة؟ على الرغم من دم والدته هو رجل يوناني وليس إنكليزياً شاحباً يرضى أن تسيطر عليه امراة. بدأ بالتخطيط للتخلص منك وإيجاد زوجة تناسب ذوقه. الجميع يعلمون ذلك ويشفقون عليك فهل ستنتظرين حتى يطلب منك الرحيل؟ لم لا ترحلين. . . ببساطة؟ "
قالت هارييت بسخرية " بينما تنتظرين أنت بفارغ الصبر لأخذ مكاني؟ "
قالت الفتاة ببطء " لا هذا لن يحدث. أدركت أن كل شيئ قد انتهى حالما تركته ورحلت. لن ينظر إلي مجدداً. هكذا يفكر رجال عائلة زاندروس. أتعتقدين أنني لم أحاول؟ "
أضافت بانتصار مرير " أنت أيضاً سيتم نسيانك عندما يبعدك عنه ويعيدك إلى بلادك "
أرجعت هارييت رأسها إلى الوراء وقالت ببرود ووضوح " أنا السيدة روان زاندروس وهذا هو بلدي "
لم تدر من أين أتت هذه الكلمات لكنها بدت مقنعة جداً. أكملت قائلة " والآن ارحلي من هنا قبل أن أنادي طاقم عملي وأجعلهم يبعدونك بالقوة "
" كلمات شجاعة سيدتي. لكنك ستبدأين بالبكاء قريباً جداً. عندها تذكري أنني أخبرتك ".
انتظرت هارييت في مكانها حتى اختفى الزورق عن النظار بعدئذ ارتمت على الأريكة ولفت ذراعيها حول جسدها. تذكرت كلمات روان " لا أتوقع منك شيئا بصفتك زوجتي " " يمكنني تدبر أموري لوحدي ". ما الذي قصده بقوله هذا؟
" هكذا يفكر رجال عائلة زاندروس " كل ما فعله وقاله خلال الأيام الماضية يؤكد ذلك.
صرخت في صمت مرير " أنا أحتاج إليه. . .أحبه. . . لا أستطيع العيش من دونه "
إلا أنها قد تضطر إلى فعل ذلك. ربما أبعدته عنها حتى لم يبق هناك أي أمل بالتراجع. رفضت بعناد التسليم بالحقيقة التي يخبرها بها قلبها إنها تحبه إلى درجة تجعل كل شيء آخر في عالمها تافهاً. قالت لنفسها بصمت: شعوري نحوه أخافني لذا لم اجرؤ على التركيز على مشاعري الحقيقية. بعد ما حدث لوالدتي وجدت أن حب كومة أحجار في الريف أكثر أماناً من حب رجل يحطم فؤادي. ظننت أنني لا أستطيع المجازفة. . . حتى ذلك النهار في منزل تيسا. يومها عرفت الحقيقة. . . شاهدت بوضوح كيف أريد أن أعيش حياتي. . . وبعد معرفتي بحقيقة لوسي زالت كل الحواجز التي تفصل بيننا. . . بالرغم من ذلك استمريت بالمحاربة. . . محاربة نفسي والإدعاء أنني اخوض حرباً ضده ربما يكون قد فات الأوان الآن وانتهى كل شيء.
لمست الملاك عند حنجرتها وتذكرت كلماته " عساه يحميك دائماً هارييت ".
آه لم أفهم الأمر حينها لكنه بالحقيقة قال لي الوداع في أروع لحظات سعادتي. . .
عندما عادت إلى البيت ذهبت تفتش عن بانيوس. قالت له " أحتاج إلى التكلم مع السيد روان. هل ترك رقم هاتف معك؟ من فضلك ".
" سيزور مكتب المحامي سيدتي لكنني أظنه غادر الآن. أتريدينني أن أتاكد؟ "
شعرت كأن الحياة تفارق جسدها وكأن صخرة أطبقت على صدرها المحامي. . . إذاً بدأت عملية الانفصال. روان لا يريد إضاعة الوقت. إنه يريد إزالة هذه المشكلة من حياته ليخطط لمستقبله. أخبرها أنه سئم الخداع وهذا هو الإجراء العملي الذي يجب إتباعه. قالت بعد جهد:
" لا أظنني سأنتظر "
القرار الحقيقي الوحيد الذي توصلت إليه بعد أن عاشت أطول يوم في حياتها هو أنها لن تستجدي أبداً. عندما يخبرها بقراره ستتقبله دون أي تذمر. عليها الحرص على جعل افتراقهما وقوراً لات دموعن لا نوبات غضب ولا اتهامات. سترفض أي شيء يعرضه عليها المحامون لكنها لا تعرف إلي أين ستعود. شقتها مؤجرة لستة أشهر على الأقل ومن الواضح أنها فقدت موقعها في شركة فلينت أودلاي.

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 22-11-16, 03:19 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن

 

فكرت متنهدة ربما يقبل جدي توظيفي كمدبرة منزل لديه إذا قررت السيدة وايد الاستقالة. ربما يجدر بي الطلب من تاكيس أن يعلمني الطهو ومن بانيوتس أن يعلمني فن التدبير المنزلي عوضاً عن السباحة والحمامات الشمسية. لكنني بطريقة ما تشربت حب هذا المكان وأصبح يجري في عروقي. وجدت الراحة والأمل في الصخور والأرض والسماء الأزلية. آه سأترك كل آمالي هنا عندما أغادر. .
أكملت هارييت حياتها بصورة طبيعية. أخذت تجهز نفسها لعشاء عيد ميلادها بهدوء. غسلت شعرها وطلت أظافرها وتبرجت بطريقة جعلت تولا تصرخ فرحاً عنجما رأتها. قامت بكل الأشياء التي تكرهها وتعتبرها تحفيزاً غير ضروري لحواس الرجل. إن كانت هذه ليلتها الأخيرة بصفتها زوجة روان ستحرص على الظهور بأفضل طريقة ممكنة. اختارت فستاناً من الشيفون الأبيض الناعم ذا شرائط رفيعة تنورته تبدو شديدة الانسياب على جسمها. إنه فستان رومنسي لامرأة تتوقع. . . تريد. . . أن تلفت نظر حبيبها. . .
عندما انضم إليها روان على الشرفة ورأت رشاقته وتألقه الرائعين في سترته وربطة عنقه السوداء الرسمية منحته ابتسامة لطيفة.
" هل حان وقت الذهاب؟ "
جلس روان على الكرسي المقابل وقال " أخبرني بانيوس أنك أردت التحدث إلي اليوم ".
تمنت لو أنه لم يذكر الموضوع لكن لحسن حظها يمكنها التذرع بموضوع ما. هزت كتفيها وقالت " فكرت أن اعلمك أن أحد أصدقائك زارنا اليوم "
قطب حاجبيه ولم يزعج نفسه بالسؤال عن هوية الضيف " هنا. . . في المنزل؟ لم يخبرني أحد بذلك "
" عند الشاطئ أرادت استعادة اللوحة. أخبرتها باستحالة الأمر فاستاءت قليلا. ربما يجب أن ترسمها مرة أخرى ".
" أفضل خسارة شعري ونصف أسناني "
تأملها للحظة ثم سألها " هل أزعجتك؟ "
" بل ادهشتني وكأنني أرى تلك اللوحة تتحرك. لابد أن البحار الذي أحضرها إلى هنا وجد صعوبة في إبقاء يديه على دفة القيادة "
قال بندم " آسف لأنك اضطررت إلى التعامل معها. كان يجدر بي البقاء هنا. . . لأكثر من سبب "
تمهل قليلا ثم أضاف " مع الأسف كان عملي في أثينا ضرورياً وهو شيء علينا مناقشته ".
أحست بيد تقبض على قلبها فقالت بسرعة " ليس الآن من فضلك يمكننا الانتظار. . . إلى ما بعد الحفل "
" ظننتك لا تريدين الاحتفال "
" اعتدت على الفكرة "
" كما تريدين لكن حديثنا لا يمكن تأجيله إلى أجل غير مسمى "
" لا أحاول أن أبدو مراوغة بل أود الاستمتاع بحفل عيد ميلادي "
أضافت بعد تردد " من اللطف أن يعطيني والدك تلك اللوحة مع أنه لا يحبني "
" بل هو يستنكر زواجنا عزيزتي هارييت وصدقيني وجه إلي الانتقاد أيضاً "
سألته دون أن تنظر إليه " أيعرف بشأن حبيبتك في أثينا؟ "
أجاب روان بلطف " لا ولا يعرف أيضاً عن الفتيات في باريس ونيويورك ولندن. أهذا ما أردت سماعه؟ "
" الأمر. . . حقاً لا يعنيني. أنت رجل حر وما دمنا قد بدأنا هذا الحديث ربما يجب أن نتكلم الآن "
نظرت في عينيه وقالت:
" متى ستعيدني إلى إنكلترا؟ "
قال روان " غداً. . . مع جدك. يبدو هذا الحل الأفضل "
" أنت على حق بشكل سريع ونهائي ودون أي مشاكل. هل أملك الوقت لتوضيب حقائبي؟ "
" بدأت الخادمات القيام بذلك "
" يا إلهي لم تغفل عن أي تفصيل. أنت حقاً. . . لا تطيق صبراً "
قال بقسوة " انتهت هذه المهزلة هارييت هي لم تنطل على أحد ليس على والدي أو حتى على جدك. علم جدك منذ البداية أنك لا تريدين أن تصبحي زوجتي وأن هذا الزواج مجرد وسيلة لهدف آخر. أظنه يلقي اللوم على نفسه في فعلتك هذه "
" لكنه لم يحاول إيقافي "
" لا لكنه أدرك أن الوقت حان لإنهاء هذا الفصل المحزن والبدء بعيش حياتنا من جديد "
أضاف بعد برهة " سيفسر الأمر على أنك ذاهبة إلى بلادك لتوقيع بعض المستندات القانونية "
" لكنني لن اعود أبداً. هل سيكون الهجر هو سبب الطلاق؟ التاريخ يعيد نفسه "
" لدينا اتفاق ما قبل الزواج وهو يشترط وضع نهاية لهذا الزواج. ربما يجب استخدامه "
" بالطبع لماذالم يخطر الأمر ببالي؟ أنت حفظته عن ظهر قلب. . . كل ثغرة. . . وكل زلة. أظنك سبق وحضرت أوراق الطلاق أيضاً وهي المستندات التي تريد مني توقيعها "
" لا هذه مسألة مختلفة تماماً عزيزتي هارييت قرر جدك أن يحول ملكية غريس ميد إليك. بالرغم من كل شيء أظنه أعجب ببراعتك وإصرارك. سوف يعلن عن هذه الهدية المميزة أثناء تناول العشاء الليلة. . . عشية عيد ميلادك الخامس والعشرين. هذا يعني أنك حققت الفوز. أصبح المنزل لك وتحقق حلمك "
لقد تحول الحلم إلى كابوس هي من فعلت ذلك بنفسها. الآن عليها الابتسام وإدعاء الفرح العظيم بينما كل ما تريد فعله هو الاختباء في زاوية مظلمة والبكاء حتى تجف مقلتيها. .
انتهى الفصل الحادي عشر


الفصل الثاني عشر

ترحل بلا قلب



حوالي الساعة الثالثة صباحا أعادها ياني إلى المنزل. لم يرافقها روان لأن الكثير من الضيوف لم يبدوا بعد أي استعداد لمغادرة الفيلا لكن قدرتها على الاحتمال نفذت. فكرت هارييت بخيبة أمل قدماي تقتلانني من الألم والحزن يكاد يميتني.
تضمن حفل العشاء عدداً كبيراً من الأصدقاء إذ عاد كونستانتين زاندروس إلى خطته الأولى فزحزحت الطاولات التي وضعت على الشرفة تحت ثقل الطعام الذي يكفي السكان القاطنين على مسافة مائة ميل. هذا ما ظنته هارييت التي كادت تترنح من دوي الضحكات والكلمات المرحة التي هاجمتها من كل صوب بينما ودت لو أنها تختفي داخل حفرة سوداء حيث يمكنها أن تنتحب بصوت مرتفع بسبب ألمها وعدم قدرتها على تصديق ما يحصل لها. رافقها روان من مجموعة إلى أخرى ويده تمسك مرفقها بقوة لاحظت بوضوح ابتسامات الاستحسان الموجهة لهذا الشاب الطويل القامة الذي يبدو قلقاً على زوجته الخجولة. تمتمت بعنف
" هذه قمة النفاق "
" اعتبري الأمر تضحية أخيرة قبل استعادة حريتك... المحنة الأخيرة التي يجب تحملها ".
قالت في سرها بل أن تبدأ المحنة الحقيقية...قضاء بقية حياتي من دونك. آه يا إلهي
مع تقدم السهرة اقترب سيل من الرجال المتقدمين في السن الشديدي الأناقة من هارييت. أخبرها الجميع أن روان صبي رائع وذكي لكنه مع الأسف ولد وحيد لوالد وحيد موضحين لها مهمتها مع ابتسامة لطيفة. أخذت هارييت تتساءل بملل ماذا عساي أجيبهم؟ أأقول أنني أيضاً ابنة وحيدة لكن المرأة التي ستحل محلي قريبا سيكون واجبها الوحيد الإنجاب؟ لاحظت في مرحلة ما أن روان منشغل مع امرأة سمراء أنيقة يبدو الغضب والاعتذار على وجهها وهي تحرك يديها بعنف عندما تتكلم.
بدت هارييت منتبهة لكل من يقترب من روان ويتكلم معه. لم تكف عيناها عن التفتيش عنه بين الحضور بشوق كبير. عندما انضم إليها روان في وقت لاحق أخبرها بإيجاز
" تلك ماريا كريسادس. سمع زوجها الذي تجمعني به بعض الأعمال بما أقدمت عليه إينتيا هذا الصباح فأجبرها على مغادرة منزله دون عودة "
" هل ستصبح منبوذة الجميع الآن؟ "
" لا أدري فهذه المرأة لا تشعر بالتعب أبداً "
أومأ نحو بضعة أشخاص يشقون طريقهم ضاحكين عبر الشرفة بسلسلة خطوات متناغمة وعقدة
" تعالي وارقصي معي "
ترددت هارييت وهي تفكر بمدى قدرتها على تحمل قربه منها قبل أن تنهار.
" لا شكراً لك. . . لا أعرف. . ."
" ذلك أفضل من التخمينات. . . ستأتي كل امرأة متزوجة لتعطيك النصائح عن الغثيان الصباحي "
" ربما يجب أن نعلن الأمر ونوضح أن مستقبل سلالة زاندروس لا يعتمد عليّ "
" لا أحتاج إلى الكلام سيتوضح الأمر قريباً "
ثم أخذ روان يدها وجذبها كي ترقص
" استمعي إلى اللحن وراقبي المرأة ذات الرداء الأصفر هي راقصة جيدة "
أخذت هارييت تتعثر في البداية لكنها تدريجياً ومع إرشاد روان لها بدأت تفهم أسلوب الرقص. عندما انتهت الرقصة صفق لها الجميع بفرح. فكرت بسخرية أنها الليلة نجمة السهرة وغداً منبوذة مثل إينتيا.
بعد ذلك وجدت نفسها ترقص باستمرار لكن ليس مع روان. تمثل الحدث الأبرز في السهرة بوقوف جورجي فلينت ليعلن عن الهدية الحقيقية لحفيدته وهي منزل في الريف الإنكليزي يدعى غريس ميد.
سُمعت الهمهمات المتفاجئة السعيدة عندما ترجمت كلماته وأخذ الحضور يتناقلونها. وقفت هارييت إلى جانبه فاحتضنها بخجل. لطالما خجل جورجي فلينت من إظهار عاطفته للعلن. فكرت هارييت أنه يجدر بها إظهار الامتنان والبهجة لا الحزن والخوف. ذكرت نفسها أنها لطالما أرادت هذا المنزل فلماذا فقد الآن أهميته؟
إن تحولها إلى وريثة غنية رفع أسهمها في نظر الحضور لتصبح جديرة بموقعها كزوجة لروان زاندروس. سرعان ما أحاطت بها مجموعة من السيدات الشابات وكلهن متلهفات لزيارتها لهن لتنأول الغداء لتسوق. . . لاحظت هارييت خيبة أملهن عندما قالت إنها ذاهبة إلى إنكلترا لإجراء بعض الترتيبات بشأن منزلها الجديد. رأت روان يراقبها من الطرف الآخر للشرفة وقد بدت عيناه مظلمتين ووجهه غير معبر.
تذرعت بالتعب لتتمكن من المغادرة لكنها متأكدة من عدم قدرتها على النوم هذه الليلة. بدت غرفتها كئيبة مع هذه الحقائب الموضبة والمصفوفة عند الجدران. تذكرت بألم تلك الليالي التي استلقت خلالها في هذا السرير تؤرقها وحدتها وهي تتساءل عن روان البعيد عنها واستيقاظه لأسباب مختلفة تماماً. فكرت بمرارة كيف أخبرها بلا مبالاة عن رفيقات لياليه. أخذت تجاهد لخلع فستانها ثم رمته في أقرب حقيبة. ربما افترض أنها لا تكترث لكونه يقيم علاقات حميمية مع سواها بينما مزقتها هذه الحقيقة إلى إرب. فكرت بتعاسة أنا من جعلته يعيش كرجل عازب وعليّ تحمل العواقب. هذا يعني أيضاً أنها عادت كما كانت (( العانس الشمطاء )) كما وصفها جون أودلاي أما مستقبلها فعقيم تماما مثل جسدها.
ارتدت ثوب نومها الحريري البنفسجي اللون الذي اشتراه لها روان قبل مغادرتها لندن. شعرت حينها ببعض الخجل عندما رأت الصندوق الملفوف بشريط على سريرها لكنها بالطبع لم تتمكن من الاعتراض على محتواه فشكرته بتكلف وارتدت ذلك الثوب. عقدت الحزام حول خصرها النحيل ثم فتحت الأبواب الزجاجية بهدوء وخطت حافية القدمين إلى الشرفة المحيطة بالمنزل. جلست على أحد الكراسي وأرجعت ظهرها إلى الخلف ثم أخذت تحدق في الظلام. ها هو الهدوء يسود المكان. هناك في فيلا كونستانتين توقفت الموسيقى ورحل الضيوف. انتهى الحفل وسرعان ما سيعود روان إلى المنزل.
قالت لنفسها " يجب أن أعود إلى الداخل وادعي النوم في السرير بدلا من الانتظار هنا متمنية نظرة أخيرة منه "
إنها امرأة في الخامسة والعشرين من عمرها تتلهف لرجل قضى معها ليلو واحدة لأنه اعتبر الأمر أحد حقوقه. . . ليلة أيقظت فيها الشغف ثم تركها تكتشف الحب وحدها فيما قرر أن دورها في حياته قد انتهى. عانت هارييت الكثير من تلميحات الضيوف حول إنجاب وريث للعائلة لكنها ما كانت لتنزعج لو أن هناك احتمالا لإنجاب طفل. هذا حزن أضافي ستحمله معها حين تغادر أما غريس ميد المنزل الذي لطالما وصفه جدها بأنه منزل العائلة فستسيطر عليه التعاسة والعزلة.
رفعت كتفها بعناد وذكرت نفسها أن عودتها لن تتميز بالتعاسة المطلقة. سوف تنتظر مولود تيسا.
" هارييت "
أجفلت لسماع صوته وأدركت أنها لم تلاحظ اقترابه منها. وقف روان حاملا حذاءه ورمخيا ربطة عنقه.
" ما الذي تفعلينه هنا؟ "
" يمكنني طرح نفس السؤال عليك. لم أتوقع منك أن تتسلل "
" قررت العودة سيراً على القدمين أما أنت فلديك رحلة غداً ويجب عليك النوم "
قالت هارييت بصمت " لدي سنوات وسنوات للنوم لكن القليل لأقضيه معك "
هزت رأسها وقالت " يمكنني النوم في الطائرة. حالفك الحظ بإيجاد بطاقة سفر في هذا الوقت القصير "
" نحن نملك بعض الأسهم في شركة الطيران هذا ساعدني "
" آه نسيت أنه بحركة من إصبعك. . . يصبح الجميع طوع بنانك "

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 22-11-16, 03:20 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن

 

" لم أجدك يوماً مطيعة عزيزتي هارييت "
ثم تقدم نحو الأبواب الزجاجية
قالت هارييت بتشنج " روان. . . لا تذهب انتظر قليلاً "
" لدي عمل غداً "
" إنه. . . مجرد يوم آخر "
قال روان بتردد " أتريدين سيئا محدداً؟ "
قالت بصمت نعم أنا. . . أنا أريدك. إن كنت سأصل إليك بمجرد عبور الشرفة فهذا ما سأفعله. لكن أصبح بيننا الكثير من الرفض. . . وقد ابتعدت كثيراً. . . كثيراً عني
قالت بتردد " ربما ما زال هناك. . . ما يقال "
" إن كنت تقصدين مسألة الأموال ستجدينني كريما جداً. . . أكرم مما كنت أنت معي "
شهقت قائلة " لا يا إلهي لا لن آخذ فلسا واحداً منك. لدي معارف في بعض الشركات في لندن وانوي أن أعمل "
ساد الصمت للحظة ثم قال روان بلباقة " اسمحي لي أن أتمنى لك الحظ الجيد سيدتي "
تبعته هارييت إلى غرفة النوم المضاءة. قالت في سرها افعلي شيئا. . . قومي بالمجازفة. . . لربما يفهمك
أمسكت كم سترته وقالت بصوت منخفض " لا أريد البقاء وحيدة الليلة ابق معي. . . من فضلك "
نظر روان نحو السرير ثم نحوها. قال بلطف " أنت لا تدركين معنى ما تطلبينه هارييت. جوابي هو لا "
سألت " ألا تريدني؟ "
رفع كتفه قليلاً:
" بلى طبعا لكنني اكتشفت أن ذلك غير كافٍ. . . تصبحين على خير "
ثم دخل وأغلق الباب خلفه. إذا هذه هي الذكرى التي ستلازمها
أبواب تغلق وتبقيها في الخارج. هذه الأبواب لن تفتح مجدداً.

ربت جورجي فلينت على يدها وقال بنشاط " حسنا انتهى الأمر بأفضل شكل ممكن. أنت شاحبة يا عزيزتي لكن سرعان ما تعودين إلى المنزل حيث تنتمين عندها يمكنك ترك هذا السخف خلفك "
أومأت هارييت التي كانت تحدق بفتور من نافذة السيارة " أنا آسفة جدي على ما فعلته الأمر غاية في الحماقة "
" لست الملامة الوحيدة صغيرتي أنا. . . ظننتك تقابلين بعض الشبان. . . والمسألة لا تتعدى اتخاذ قرار وكل ما تحتاجينه. . . وكزة صغيرة في الاتجاه الصحيح "
فكرت هارييت وكزة صغيرة؟ يا إلهي! بدا الأمر أشبه بالاصطدام بسفينة
أكمل جورجي قائلا " لم أتوقع أبداً أن تختاري شخصا غريباً بالكامل. ذهلت عندما جاء لرؤيتي واخبرني عما تنوين القيام به كما تجرأ وهزمني في لعبة الشطرنج ذلك الشيطان المتعجرف. حسناً لقد خسر ثقته بنفسه الآن بالرغم من ملايينه ووسامته اللعينة "
قالت هارييت وهي مقطبة الحاجبين " هزمك؟ أخبرني أن اللعبة انتهت بإحراج الشاه "
" آه تلك مسألة مختلفة تماماً "
بهتت هارييت لبرهة ثم سألته " جدي ما دمت قد عرفت لِم لم تقل شيئا. . . وتنهي الموضوع؟ "
" شعرت برغبة ملحة لأرى زوجك العتيد يفشل فشلاً ذريعاً حسنا لا يمكنه القول أنني لم احذره، أفترض. . . أنه تصرف باحترام نظراً إلى كونه شخصا لم يواجه الفشل في حياته مع النساء "
" حذرته. . . مِما حذرته؟! أنا لا أفهمك "
" بشأنك حبيبتي وبشان غريس ميد. أخبرته أنه لن يفوز. ما من شيء أو شخص أهم لك من ذلك المنزل لكنه لم يصدقني قال على الرغم من أنك لم تحبينه بعد فإن الوضع سيتغير بعد زواجكما. قال إنه يحبك إلى درجة تجعله متأكدا من قدرته على جعلك تنسين أمر غريس ميد وقضاء بقية حياتك معه "
بالكاد عرفت هارييت صوتها عندما قالت " أهو. . . قال ذلك؟ "
" بالأضافة إلى الكثير من الكلام التافه عن حمايته لك وتكريس حياته من أجل سعادتك يا له من شخص واهم أخبرته بذلك لكنني منحته بعض الوقت وطلبت منه أن يكسب حبك قبل حلول عيد مولدك. بالطبع لم أفرح عندما أتى بك إلى اليونان لكنني أوضحت له أن المهلة النهائية ما زالت قائمة. لا يلزمني سوى عرض المنزل عليك وعندها ستعودين إلى إنكلترا على الرغم من أمواله "
نظر إليها جدها بالكثير من الرضي وقال " ها نحن هنا علمت انك لن تخذليني. باركك الله "
قالت بحذر " أيحبني ويتخلى عني. . . بكل بساطة؟ "
تململ جدها بانزعاج وقال " لا تظلميه هو لم يكن يود التخلي عنك بالرغم من إلحاح والده. توسلني لأمنحه المزيد من الوقت. حأول إلغاء الاتفاق برمته لكنني حذرته أنه إن لم يتركك سوف أبيع غريس ميد ونرى إن كنت ستحبينه بعد ذلك "
ثم أضاف " بالطبع هكذا حسمت المسألة "
أخذت هارييت نفساً عميقاً وقالت " يا إلهي كيف أقول " عد أدراجك " باللغة اليونانية؟ "
انحنت وربتت على كتف السائق ثم قالت " توقف. . . ياني وعُد. . . إلى. . . إلى السيد روان. أقسم أنني سأبداً تعلم دروس اللغة اليونانية غداً ن فهمتني الآن "
أضافت عندما وجه ياني السيارة بالاتجاه المعاكس " آه الحمد لله. . . الآن. . . أسرع "
" لم أكن امزح. سأبيع المنزل ن لم تعودي معي. لدي الكثير من العروض الجيدة "
" إذا قبل أحدها أو كلها. لم يعد الأمر يهمني. المنزل الوحيد الذي أريده هو هنا مع زوجي. يجب أن اجعله يصدقني بطريقة ما "
عندما وصلا إلى المنزل ترجلت هارييت قبل توقف السيارة. ركضت إلى داخل المنزل وهي تنادي روان. دخلت بسرعة إلى غرفة الاستقبال كنها لم تجد سوى والد زوجها واقف أمام النافذة. نظر كونستانتين زاندروس مطولاً إليها ثم قال " هارييت ظننت أننا شاهدناك للمرة الأخيرة. ماذا فعلت بجدك؟ "
" إنه بالسيارة. أنا واثقة أنك وددت التخلص مني "
رفعت ذقنها وحدقت به قائلة " لكنني سأخيب ظنك. سيد زاندروس. ها قد عدت لأبقى. لن تتمكن من فعل أي شيء لتمنعني "
بلعت ريقها وأكملت " أنا زوجة ابنك. إن اضطررت سأخيم عند عتبة الباب حتى يقبل بي مجدداً لأنني أحبه. . . أتسمعني؟ "
أكملت وهي تكاد تبكي: " آه يا إلهي أنا أحبه أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم وسأخبره بذلك "
تجأوزها كونستانتين بنظره وقال بجفاء " أظن يا صغيرتي أنه بات يعرف ذلك الآن "
التفتت هارييت لترى روان واقفا خلفها وهو يرتدي ملابس السفر ويحمل حقيبة في يده. حدق بها ووجهه الأسمر شاحب من الصدمة. لم يتحرك أو يتكلم للحظة ثم قال " أهذا صحيح؟ "
قالت بحماس " نعم. . . نعم هو كذلك في البداية كنت شديدة الغباء وبعد ذلك لم أتجرأ على الاعتراف بذلك لشدة خوفي. . . لأنك استمريت بالابتعاد عني "
" ما كنت أستطيع الاقتراب منك ما دمت لا تحبينني "
" لكنك أحببتني لدرجة أنك سمحت لي بالمغادرة لأحقق حلمي "
نظرت إليه بعينين مليئتين بالحب وأكملت " آه حبيبي أظننت أنني أحب كومة من الحجارة في الريف أكثر منك؟ "
تنحنح كونستانتين زاندروس وقال " سأبحث عن السيد فلينت وأحأول مواساته. أراكما لاحقاً ربما بعد عدة أيام "
ابتسم لهارييت بلطف " عندها ربما ستتمكنين حبيبتي من مناداتي بابا "
ثم رحل وتركهما معا. تقدم روان نحوها فأوقفته هارييت بحركة سريعة من يدها. وقالت متلعثمة " حبيبي هناك شيء أود قوله. . .في البداية. . .أنا. . . نحن. . ."
أكملت وهي تلهث: " أنا. . . أنا لا ألومك على ما فعلته. تصرفت معك بقسوة. لكن لا يمكنني مشاركتك مع أحد. . . ليس عندما يكون زواجنا حقيقياً. ذلك سيدمرني "
قال روان بتمهل:
" آه نت تقصدين حبيبتي في أثينا والأماكن الأخرى "
تنأول محفظته وأخرج منه ورقة مطوية وقال " ستعرفين من تكون "
سرعان ما تبين لهارييت أنها ورقة من دفتر رسم تمثل امرأة مستلقية في السرير الغطاء منحسر عن جسمها بحرية. كان رأسها مسترخياً على ذراعها فيما بدا شعرها مثل سحابة منتشرة على الوسادة. بدا وجهها جميلاً لطيفا وقد علت ثغرها ابتسامة رضى أثناء نومها.
" متى فعلت ذلك؟ "
" ليلة زفافنا. استيقظت باكراً ولم أتمكن من التفكير سوى بصوتك يقول لي إنك لن تحبينني أبداً. خفت أن يكون الأمر حقيقيا. احتجت إلى تذكار أبقيه معي. . . عله يعطيني الأمل "
نظرت هارييت إلى الرسم مرة ثانية وقالت بخجل " أنا. . . لا أبدو حقا هكذا "
" بلى وستبدين كذلك كل صباح من حياتنا معاً جميلتي هارييت "
ارتجفت شفتاها وابتسمت قائلة " لا يمكنك مناداتي هكذا. أنا لست جميلة أبداً "
احمرت خجلا من نظراته حين قال " بالنسبة لي أنت أجمل النساء يا حبي الجميل الصعب المنال "
همست هارييت قائلة " سأعوضك عن تلك المرات التي قلت فيها إنني لا أريدك أقسم لك "
" أنا ممتن جدا لسماع ذلك. ربما يجب أن تبدئي الآن قبل انتهاء فترة الندم هذه "
اقترب روان منها وحملها بين ذراعيهن ثم سار بها عبر الرواق إلى غرفة نومهما. وضعها على السرير ببطء وعناية فائقة كأنه يتعامل مع كنز نفيس. ابتسم عند رؤية عينيها المبتهجتين. عانقها بقوة وشغف حمله كل ما في قلبه من مشاعر حب وما في كيانه من توق إليها. في النهاية فارقهما كل تحكم فغرقا في غمامة من السعادة الخالصة. . .
بعد مرور وقت طويل قالت هارييت بتكاسل " يا له من سرير رائع وأنت دائما في متنأول يدي "
قال روان وشفتاه على شعرها " أظن أننا سنقضي بعض الوقت في أسرة أخرى حبيبتي أريد أن آخذك في شهر عسل "
قالت " همم. . . أتفكر في مكان محدد سيدي؟ "
تردد قليلا وأصبح وجهه فجأة جدياً " فكرت. . . بجنوب أميركا لذلك زرت المحامين في أثينا البارحة. يظنون أن وكلاء التحقيق قد اقتفوا أثر والدتك "
لم تستطع هارييت الكلام لبعض الوقت " أحقاً. . . أفعلت ذلك. . .من اجلي؟ آه حبيبي "
توقفت قليلا وهي تحأول كبح دموعها " أنت تدرك. . . ربما هي لا تود رؤيتي بعد مرور هذا الوقت "
" أظنها ستفعل لكننا سنكتشف ذلك معاً "
قالت هارييت بتنهيدة تدل على السعادة التامة " نعم معاً "
ثم رفعت ذراعيها وعانقته
ت__________م_________ت

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 22-11-16, 03:30 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Ciao رد: 488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن

 

خلصت يبنات يا رب تكون عجبتكوا

ومتنسوش تقولوا رايكوا فيها وتشجعونى


قراءه ممتعه للجمييييييع

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 25-11-16, 04:04 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 186360
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: yasmin.foll عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yasmin.foll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن

 

روايه رائعه تسلم ايديكي على النقل

 
 

 

عرض البوم صور yasmin.foll   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن ترحل الشمس, احلام, دار الفراشة, روايا رومانسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, the virgin's wedding night
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية