لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-16, 07:17 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

جلست على حافة الأريكة وهى تشعر بضياع غريب. ليس هناك ما يدعو للقلق. الأمور تسير وفق الخطة الموضوعة. سبق أن ذهب روان إلى مكتب محاميتها ووقع على الاتفاق دون أي اعتراض. قالت لها إيزابيل " حضر برفقة محاميه الخاص. إنه محام مشهور يدعى جاك ماكسويل. أخذا بعض الوقت لمراجعة الاتفاق... سطراً تلو الآخر ".
توقفت قليلاً ثم أضافت " آمل أنك تدركين ما تقومين به هارييت. ما الذي تعرفينه عن الرجل سوى أنه مفلس وفائق الوسامة؟ ".
ردت هارييت بأسلوب دفاعي " أعرف أنه رسام رائع وأن والدته كانت رسامة مشهورة أيضاً قابلت والده خلال إجازة كانت تقضيها في اليونان. يبدو أن والده يعمل في مجال السياحة أو على الأقل هذا ما قاله روان لجدي وهما يلعبان الشطرنج. ربما يملك والده حانة صغيرة ووظيفة النادل لم تعجب الابن. بالطبع لا يمكن لومه على ذلك ".
" لا بالمناسبة لم يبد سعيداً عندما قرأ البند الذي يحظر ذهابه إلى غريس ميد أو التكلم مع جدك مجددا "ً.
" هذا إجراء وقائي. حاجته إلى المال تضمن عدم إثارته للمشاكل ".
سألت إيزابيل بنبرة مشككة " لم لا نؤجل الموضوع حتى أتحقق منه بشكل جيد؟ ".
" لو كنت أعين مهندس ديكور... لما أصريت على التحري عن وضعه. حسناً المفهوم ذاته ينطبق على هذه الحالة. سيقوم بالعمل المطلوب منه ثم يأخذ أجره ويرحل. الأمر بهذه البساطة.
اليوم وقد حان موعد الزفاف بدا الأمر أكثر تعقيداً حتى في بعض المناسبات النادرة عندما مرت الفكرة في رأسها لم تتصور زواجاً كهذا أو تتخيل العودة إلى العمل بعد مراسم الزفاف وكأن شيئاً لم يحدث. لم يخطر ببالها عريس مثل روان زاندروس...
دخلت هارييت إلى المبنى الذي يضم المحكمة. راودها أمل غير مبرر بألا تجد روان هناك. آه هذا تفكير انهزامي لا سيما أنها على وشك تحقيق ما تريده بالضبط.
بالطبع وجدته في غرفة الانتظار. انتبهت على الفور أنه يرتدى بذلة سوداء أنيقة أخرى ويضع وردة بيضاء في عروة سترته. لا بد أن لديه صديقاً يملك الكثير من البذلات. أخذت نفساً عميقاً وتقدمت إلى الأمام. الرجلان اللذان يرافقان روان لا يوازيانه طولاً لكنهما على الدرجة نفسها من الأناقة وهما يضعان وردتين بيضاوين أيضاً. عضت هارييت على شفتيها هي لا تحمل حتى زهرة ربيع واحدة. بالطبع لاحظ جميع الموجودين ذلك. بدأت تشعر كأنها تعيش أحد تلك الأحلام الرهيبة حيث تجد نفسك في حفلة في قصر باكنغهام مرتدياً ملابسك الداخلية فقط.
تمنت فجأة لو أنها قصدت مزين الشعر وجعلت شخصاً مختصاً يضع لها مساحيق التجميل وطلاء الأظافر. ليتها جعلت من نفسها " ولو لمرة واحدة " فتاة يود رجل ما الزواج منها فعلاً. لو أنها فعلت لنظروا إليها الآن بإعجاب بدلاً من هذا الاستغراب الفارغ من أي معنى.
تقدم أحد رفيقي روان نحوها وهو شخص قصير ممتلئ الجسم أشقر الشعر ولا يشوب وجهه الوسيم ذا الذقن المربع سوى تعبير يدل على العدائية. قال لها الرجل ببرودة: " صباح الخير آنسة فلينت أنا جاك ماكسويل وهذا زميلي كارل ونستون. نحن هنا بصفتنا شهود على الزواج ".
بدا الرجل أشبه بلاعب ركبي أكثر منه محامياً قوياً. أكمل قائلاً: " ربما تودين الآن إنجاز الجزء المادي من اتفاقك مع موكلي. لقد أوكل لي استلام المال ".
نظرت بتعجب نحو روان الذي أومأ إليها دون ابتسام فسلمت المغلف لجاك متمنية لو أنها لم تدرج تلك الرسالة السخيفة. ما هي إلا لحظات حتى وقفت هارييت بمواجهة المرأة ذات الشعر الرمادي والبذلة الزرقاء وأخذت تردد الكلمات التي طلب منها قولها ثم مدت يدها ليضع روان خاتماً ذهبياً في إصبعها.
انتهى كل شئ بسرعة كبيرة وها هم يقفون الآن في ضوء الشمس لكن أحداً لم يرم عليهم الورود ولم تكن هناك سيارة لتقلها بعيداً مع زوجها أو أناس يلوحون ويتمنون لها حياة سعيدة ويلتقطون صوراً لها. والحمد لله إن أحداً لم يقترح أن يعانق العريس العروس. ساد صمت طويل ثم قال جاك ماكسويل " حسناً! يا رفاق لنبحث عن مكان نتناول فيه الغذاء ".
أوشكت هارييت أن تحرك شفتيها لتخبره بضرورة ذهابها إلى المكتب إلا أنها أدركت في الوقت المناسب أن الدعوة ليست موجهة إليها. رفعت ذقنها واقتربت من روان. قالت بابتسامة مشرقة " وداعاً سيد زاندروس سرني التعامل معك ".
سحبت خاتم الزفاف بقوة من إصبعها وأعطته إياه ثم أضافت " تذكار صغير من الصفقة ".
ثم رحلت دون النظر إلى الخلف.
لم تكن فترة بعد الظهر الأفضل لهارييت. واجهها الكثير من المهام الصغيرة المزعجة التي تطلب حلها مكالمات هاتفية مطولة. في نهاية النهار لم تشعر أنها أنجزت الكثير ولم تحظ بفرصة للتدقيق في مشروع ميد لاندز وبينما هي على وشك المغادرة طلب منها طونى التكلم مع المستأجرين في مبنى هاتيورد والاستماع إلى شكواهم بشأن تدبير شؤون المبنى وخدمات الصيانة.


تبين وجود الكثير من الشكاوى. ابتسمت السيدة غوثرى وهى أرملة عجوز باعتذار وقالت " نحن آسفون لهذه الجلبة لكننا سبق وقدمنا شكوى بخصوص هذه الأمور. السيد أودلاى شخص رائع لكنه على ما يبدو شاب كثير الانشغال وربما نسى مشاكلنا المنزلية الصغيرة "
فكرت هارييت بحنق شكراً لك يا طونى كان يجدر بك إخباري أن عملي هو إزالة الفوضى التي أحدثها جون أودلاى. خلال الأسبوعين المنصرمين أوكلت إليها مهام ثانوية وتعين عليها الاهتمام بالتفاصيل بدلاً من الأمور الهامة. عليها استعادة بعض الأسس التي فقدتها وإلا فإنها ستجد نفسها مسئولة فقط عن إحضار السندويشات في وقت الغذاء. جعلها التفكير بالأكل تدرك أنها لم تأكل سوى القليل اليوم وقدرت أن وجبة جيدة قد تعيدها إلى نشاطها المعتاد. توقفت عند أحد فروع مطعم مشهور. طلبت شريحة لحم مع بطاطا مقلية وجميع التوابل المصاحبة لهذا الطبق.
شعرت ببعض الرضي عندما وصلت إلى شقتها. سوف تأخذ حماماً دافئاً وربما تشعر حينها بالرغبة في كتابة التقرير عن شكاوى المستأجرين لتقدمت غداً لطونى. بدأت شمس المغيب بالتلاشى فأغلقت هارييت الستائر وأشعلت مصباحين كهربائيين قبل التوجه إلى الحمام مطلقة تنهيدة تفاؤل.
بعد ساعة تقريباً جففت جسمها. وضعت بعض العطر ثم لبست بيجاما من الساتان، وأخذت تمرر الفرشاة ببطء في شعرها الكستنائى فتبعده عن وجهها مستمتعة بالإحساس المترف الناتج عن ملامسة القماش الناعم لبشرتها وهى تحرك يدها ببطء وتناغم. فجأة توقفت، وقطبت حاجبيها قليلاً. تساءلت إن كانت قد حصلت على جار جديد مزعج. هي واثقة أنها سمعت صوت باب يفتح ويغلق على مسافة ليست بعيدة. بالحقيقة الصوت قريب جداً... للحظة جمدت هارييت في مكانها. حبست أنفاسها وأخذت تصغي. لا يمكن أن يكون ذلك بابها لأنها أقفلته بإحكام كالمعتاد
للمرة الأولى ندمت هارييت لعدم وجود هاتف في غرفة النوم وتمنت لو أنها لم تترك هاتفها النقال في حقيبتها على الأريكة. بالطبع ليس هناك أي داع للقلق فالبواب هو أحد ضمانات هذه الشقة. ما من شخص سبق وتخطى جورج الذي كان يخدم في البحرية الملكية. كل ما في الأمر أن أحداث هذا النهار جعلتها مضطربة. مع ذلك... أخذت نفساً عميقاً. تركت فرشاتها ثم خطت حافية القدمين نحو المدخل المؤدى إلى غرفة الجلوس. توقفت هناك فجأة وبدأت تلهث.
قال روان زاندروس برقة: " مساء الخير عزيزتي هارييت ".
وقف في وسط الغرفة وهو ما زال يرتدى الملابس التي ارتداها في الزفاف يبد أنه أزال ربطة عنقه وفتح أزرار قميصه حتى حنجرته فيما تدلت حقيبة صغيرة من أحد كتفيه.
" ما الذي تفعله هنا ".
شعرت بالفخر من صوتها الهادئ الصلب والثابت كالصخر لا سيما أن كل نبض في جسدها جن فجأة كأنه يتحضر لمعركة ما وراحت ساقاها ترتجفان بشدة. رمى روان حقيبته على الأريكة السوداء ثم أتبعها بسترته. راحت عيناه السوداوان تتحديانها فيما قال " أي مكان آخر سأتواجد فيه؟ تزوجنا اليوم. هل نسيت؟.
لابد أنه حصل على عنوانها من اتفاقية ما قبل الزفاف وهو بالطبع يخرق أحد بنودها الآن. ردت بجفاء " من المؤكد أننا أجرينا مراسم زفاف. كيف دخلت إلى هنا بأي حال؟ ".
" أعارني البواب المفتاح الإضافي. سأعيده له في الصباح ".
بدا مضمون كلامه واضحاً جداً ما جعلها تشعر بجفاف كبير في حلقها. إنه هنا ينتهك خصوصيتها، ويدخل عنوة إلى مساحتها الشخصية... لكنه وعدها وعدها...
شعرت بعينيه تسافران ببطء من رأسها حتى أصابع قدميها الحافيتين ورأته يرسم ابتسامة عريضة على وجهه. آه الآن لا يمكنها تضييع الوقت بالقلق من ملابسها. عليها أن تحافظ على تركيزها وتتصرف بكرامة وحزم وتخرجه من هنا. لملمت شتات عقلها وصوتها وقالت: " هذا خبر جديد بالنسبة لي ".
" أن يوجد مفتاح إضافي؟ "

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:19 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

" بل أن يعطى جورج المفتاح لأي غريب وعابر سبيل. قد يخسر وظيفته بسبب فعلته هذه ".
" لماذا؟ ألانه جمع بين رجل وعروسه في ليلة زفافهما؟ لا أظن ذلك ".
" ليلة زفاف... "
" الأمر سيان أود منك أن تعيد إليه المفتاح وترحل ".
" القرار لا يعود لك الليلة بل لي ".
بدأت هارييت تشعر بصعوبة في التنفس. قالت ببحة خافتة " إن كانت هذه محاولة تافهة وفظة لتبدو مسلياً فقد فشلت. الآن وللمرة الأخيرة أقول خرج من هنا ".
قال " أنا لا أمزح ولن أغادر".
تلاقت عيونهما عيناه باردتان وثابتتان... عيناها مرتعبتان.
أضاف بنعومة
" أنا هنا لأطلب بحقوقي الزوجية حبيبتي هذه إحدى الخيارات القليلة في العقد الذي أصريت على أن أوقعه وأنا أنوى الاستفادة من الأمر بالكامل ".
سقطت كلماته كقطع الجليد على الصمت الرهيب الذي يلفها. أجبرت نفسها على الكلام فبدا صوتها منهكاً " أظن... أظن أنك جننت. يحدد اتفاقنا العيش في مكانين مختلفين. عرفت ذلك، ووافقت عليه ".
قال روان بلطف كبير " وافقت على عدم مشاركتك السقف ذاته. إن كان قصدك بذلك حرماني من جسدك كان يجب أن توضحي ذلك كتابة. أنت لم تفعلي ذلك عزيزتي هارييت وأنا لا احنث بأي وعد هنا ".
هذا ما دفعه إلى قضاء ذلك الوقت الطويل في مكتب إيزابيل. كان يبحث عن ثغرة ووسيلة لينتقم منها. أنبت نفسها بصمت " أنت غبية بلهاء. كيف سمحت لنفسك بالتغاضي عن هذا الموضوع الأساسي؟ ".
ذلك لأنه لم يخطر ببالها إمكانية أنه يريد... ولن تصدق ذلك الآن. لا بد أن لديه مخططاً آخر. هذا هو التفسير الوحيد.
" هذا مناف للعقل. سبق وأوضحت أن لا نية لدى لأكون زوجتك بتلك الطريقة ".
" مع ذلك لم تزعجي نفسك بالتفكير في نواياي ".
توقف روان قليلاً لتستوعب الفكرة ثم أضاف " مع ذلك أنا لا أنوى الانتقال للعيش هنا عزيزتي هارييت ".
أخذ ينظر حوله إلى الجدران المقفرة والخشب الباهت والأثاث الأسود اللامع وقال " هذا المكان لا يناسب ذوقي لذا لن أقضى سوى الليل هنا ".
ابتسم لها وأكمل " دعينا نأمل أن يوفر سريرك راحة أكثر من غرفة الجلوس. أنا أتطلع لاكتشاف ذلك ".
شعرت هارييت كأنها تحولت إلى حجر جامد. أخذت تحدق فيه وهو يخلع قميصه بلا مبالاة أمامها. عجز عقلها عن استيعاب ما يدور حولها. بالطبع يمكنها التراجع إلى الخلف وإغلاق باب غرفة نومها لكن ذلك لن يبقيه في الخارج لمدة طويلة لأن مفتاح الغرفة في مكان ما. ربما هو في خزانة أو درج ما. بلعت ريقها وقالت " لا بد أنك مجنون تماماً. عليك أن تدرك أن لا نية لدى أبداً بالنوم معك ".
" لا مشكلة النوم لا يندرج ضمن لائحة أولوياتي ".
ساد صمت رهيب آخر. راقبته وهو ينزع قميصه ويرميها خلف السترة. بعدئذ رأته يمد يده نحو حزامه... تنفست بعمق وقالت " هذا يكفى! يمكنك التوقف عند هذا الحد ".
علق روان بصوت مسموع " ما من بند في الاتفاقية ينص على ما أرتديه في السرير. لا أذكر ذلك ".
قالت هارييت بصوت أجش " ليس هناك أي بند فقط الاحترام العام الذي يبدو أنك تفتقر له. إن كانت هذه حيلة لتحصل على المزيد من النقود فهي غير مجدية. وضع ثقتي بك هو قمة الغباء لكنني أكثر حكمة الآن. هذا الزواج ينتهي هنا والآن ".
" ليس بعد يا زوجتي العتيدة إنه على وشك البدء. ظننتني أوضحت هذه الفكرة ".
شعرت بانقباض شديد في معدتها فقالت " إذاً دعني أوضح أمراً سأراك في المحكمة يا سيد زاندروس قبل أن أستسلم لهذا النوع من الابتزاز ".
وقف روان يراقبها واضعاً يديه على وركيه ثم قال " ستكون قضية رائعة. أستطيع رؤية العناوين الرئيسية لبعض المجلات وتخيل ردة فعل جدك عليها وعلى الطريقة التي حاولت من خلالها خداعه. أعتقد أنك عندها ستودعين أملك بالحصول على غريس ميد. أليس كذلك؟ "
شعرت هارييت أن غرفتها الرائعة... ملاذها تضيق بينما تزايد شعورها الحاد بوجوده. عليها استعادة توازنها بطريقة ما. آخر ما تريده هو أن تبدو متوترة مع ذلك بدا توترها واضحاً. اجتازت غرفة الجلوس ببيجامتها الرقيقة وقدميها الحافيتين. وصلت إلى الباب ووقفت بجانبه. رفعت رأسها ثم أمسكت مقبض الباب بإحكام في محاولة لتخفى ارتجاف أصابعها. رفعت ذقنها، وقالت " إن غادرت الآن ولم تعد إلى هنا مجدداً سوف أنسى ما حدث. لكن إن لم سأتصل بالشرطة ".
أجابها روان بسخرية:
" ماذا ستقولين للشرطة... إنك عروس تخشى فقدان عذريتها مع الرجل الذي تزوجته هذا الصباح؟ "
" هذا... افتراض يثير الغثيان من شدة تعجرفه ".
" أنا لا أفترض شيئاً بل أعرف أنني سأكون الأول. شكواك لن تقنع رجال الشرطة وقد يقاضونك بتهمة إزعاج السلطات. لا تحاولي رشوتهم أيضاً لأنك سترتكبين خطأ فادحاً ".
توقف قليلاً مفسحاً المجال لها لتستوعب الأمر ثم أردف " و... هذا الباب مقفل. توقفي عن محاولاتك الفارغة حبيبتي وتعالى إلى ".
أطبقت هارييت أصابعها بتوتر على مقبض الباب الذي بات الشئ الصلب الوحيد في عالمها المترنح:
" أنا... أنا أسحب كلامي... سأدفع لك... سأدفع لك ما تريده... فقط إن.... رحلت وتركتني بسلام ".
" اليوم أصبحت زوجتي وأنا أنوى الحصول على حقوقي الزوجية. تلك هي نيتي منذ البداية بغض النظر عما تعتقدينه. المسألة ليست مسألة أموال أبداً ".
" ماذا إذاً؟ أهذا انتقام لأنني... أهنت رجولتك بطريقة ما؟ أنت لا تريدني... أنت تعرف ذلك ".
" لو لم أكن أريدك حبيبتي لما أتيت إلى هنا. ربما شعرت بالغضب في البداية من افتراضك أنني أوافق على بيع نفسي والرضوخ بخنوع لصفقتك العقيمة كما هي..."
ابتسم روان متابعاً "... لكن غضبى لم يدم طويلاً. عندما لمستك للمرة الأولى أدركت أن تحت هذه الأثواب الرسمية التي تفضلينها يكمن جسد رائع "
استقرت عيناه السوداوان بتكاسل عليها. أضاف بنعومة "... وصح حدسي تبدين ساحرة. هذا اللون يناسبك جميلتي فهو يضفى دفئاً على بشرتك ".
" ربما ليس حتى الآن لكنني أتمنى أن يلين موقفك بعد أن تصبح علاقتنا أكثر حميمية ".
" أنت تفرض نفسك على شخص لا يريدك ".
" أأنت واثقة من شعورك؟ أنا شخصياً لا أصدقك ".
" أنت مخطئ تماماً ".
استحضرت في ذهنها صورة المرأة الشقراء التي التقتها في المحترف وقالت " بحق السماء إلى كم امرأة تحتاج؟ ".
بدا مستهجناً ومستغرباً. رقصت عيناه وهو يقول
" يا له من سؤال من عروس إلى زوجها لكن بما أنك سألت، هناك امرأة واحدة تناسبني تماماً ".
مشى روان بتمهل نحوها. أزاح أصابعها عن مقبض الباب بصمت وسهولة. حدقت هارييت به واتسعت عيناها قائلة " روان... ".
بالكاد أدركت أنها تناديه باسمه الأول " روان... من فضلك... أتوسل إليك... لاتفعل هذا بى ".
" لا أظنك تعرفين ما هو " هذا " الذي يثير ذعرك عزيزتي هارييت ".
قالت في سرها أنت مخطئ... مخطئ تماماً. أنا أعرف منذ طفولتي... من والدتي التي كانت تنتقل من رجل إلى آخر باحثة عن المستحيل. أتذكر الكلمات اللطيفة مع كل بداية... الأصوات القادمة خلال الليل من الغرفة المجاورة والتي لم أفهمها لصغر سني ثم الأصوات الأخرى... الصراخ التحطم وصفق الأبواب... ثم الصمت الهائل الذي يعلو كل الأصوات... ثم النحيب وذرف الدموع بصمت رهيب بسبب الوحدة والفشل... ثم يأتي شخص جديد مع كلماته اللطيفة ووعوده. عندها تبدأ دورة جديدة. لذا أقسمت على عدم السماح لذلك بالحصول لي. لن أكون مثلها رهن نزوات رجل ما.
سأبقى سيدة نفسي وسيبقى جسدي دائماً ملكاً لي
فكرت هارييت بذلك كله لكنها لم تقل شيئاً عندما وضع روان يده عليها. راحت ترتجف وامتزج غضبها بخوف شديد. جذبها روان نحوه فشبكت يديها أمام صدرها وأخذت تتلوى بعنف وتقاوم لتحرر نفسها.
" اتركني... اتركني اللعنة عليك... يا إلهي لن أسامحك أبداً على هذا... أبداً ".
" الأبد وقت طويل جداً حبيبتي بينما كل ما عليك تحمله هو ليلة واحدة. الآن اهدأى "
تماماً كما خشيت سيطر روان على مقاومتها الهشة بسهولة تامة. أمسك مرفقيها النحيلين خلف ظهرها بيد واحدة وثبتهما هناك. أدركت هارييت أن محاولاتها الواهية لتحرير نفسها أدت إلى فك الأزرار العلوية لسترة بيجامتها فيما قال روان هامساً بصوت أجش " أنت... جميلة جداً "
جذبتها اليد القابضة على معصميها إلى الأمام فوجدت نفسها فجأة بملاصقة صدره القاسي. ثم عانقها... بدا عناقه هذا مختلفاً تماماً عن العناق السابق. أدركت هارييت أنه بالتأكيد أكثر خطورة.
بدا عناقه هذه المرة دافئاً ولطيفاً وهذا ما توقعته أو تمنته. أرادته أن يكون قاسياً بل وحشياً فذلك سيغذى مقاومتها واشمئزازها وكرهها لهذا الغدر غير المعقول. عندها ستعلمه أنه لن يحصل منها إلا على لا مبالاة قاسية وباردة فهذا هو السلاح الوحيد المتبقي لها. لكنها أدركت الآن وللمرة الأولى كم كانت محقة بخوفها منه. ليس لأنه سيخضعها بقوة وعنف. ما أخافها هو ملاطفته لها وتفاعل أحاسيسها الخائنة مع ملامسة بشرته ودفء جسده. هذا غير صحيح هي محصنة... أليس كذلك؟ من السهل إدعاء الحصانة في ظل غياب الإغراءات. أدركت هارييت هذا الآن بعد فوات الأوان. بدأت الجدران الصلبة التي بنتها حولها بالانهيار لتحل مكانها شعلة لم تدرك وجودها سابقاً لكن عليها محاربتها وإخمادها قبل أن تتحول إلى حريق.
في هذه اللحظة أيقنت أن يديها لم تعودا رهن قبضته. أنهى روان عناقه وراح ينظر إليها. على عكس ما توقعت لم يبد أي تعجرف بسبب انتصاره بل طغت على وجهه نظرة تساؤل. حدقت هارييت بدورها به. استحثها حدسها الأنثوي قائلاً إن الأوان لم يفت بعد. بطريقة ما... ولسبب لم تستطع فهمه... بات الخيار بين يديها. إن قالت لا هذه المرة سوف يستمع بالرغم مما حصل. لن يجبرها روان على شئ. سيدعها وشأنها. ليس عليها سوى التكلم...
أخذت هارييت نفساً عميقاً ورفعت رأسها لكن الصوت الوحيد الذي خرج من فمها كان تنهدات واهية. لم تتكلم حتى عندما بدأ بملامستها. راحت أصابعه تلاطف خدها بخفة. كل ما يلزمها هو خطوة واحدة إلى الوراء لتفلت منه، وتصبح خارج نطاق قبضته...
في تلك اللحظة أحنى روان رأسه وعانقها من جديد بحركة متعمدة وإلحاح عاطفي. بدأت هارييت فجأة بالارتعاش وكأن جسدها تشرب بألف شحنة كهربائية صغيرة ودبت المرأة الباردة، الطموحة العاملة وحل مكانها مخلوق لم تستطع التعرف عليه. لأول مرة في حياتها سمحت لرجل أن يعانقها بشغف وحميمية. أحست هارييت بسهم ينفذ إلى أعماق ذاتها. قالت بصوت مخنوق " آه... يا إلهي... لا يمكنني القيام بذلك... من فضلك... من فضلك ".
مرر روان أصابعه بخفة ورقة على ظهرها وعمودها الفقري ثم رفعها بين يديه وحملها من غرفة الجلوس إلى غرفة النوم المضاءة.
قالت هارييت بصوت لم تدرك أنه صوتها: " من فضلك... أطفئ النور ".
" هذا لن يحدث. أنت بحاجة إلى كل حواسك الليلة حبيبتي
انتهى الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:22 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

مع ذلك لم يجد مشكلة في تحرير نفسه منها عند الصباح. توقعت أن تجده هنا ليعانقها عندما تستيقظ. أرادت ذلك بشدة. . . جلست مجدداً ودفعت خصل شعرها عن وجهها. أصغت علها تسمع صوت تدفق الماء في الحمام أو تستشعر رائحة القهوة في الجو. . . أي دليل على وجوده في الأنحاء لكنها لم تجد سوى الصمت وأشعة الشمس التي تنساب عبر الستائر.
عضت هارييت على شفتها. نظرت إلى الساعة بجانب السرير وكتمت صرختها. رحل روان وكذلك النصف الأول من الصباح ما يعني أنها وللمرة الأولى ستتأخر عن عملها.
وقفت تحت المرشة تاركة المياه تنساب على جسدها. وتذكرت رائحة العطر على بشرته. فاقت الذكريات قدرتها على التحمل فاضطرت إلى وضع يدها على الحائط طلبا للدعم. عليها أن تدفن هذه الذكريات إن أرادت الشعور بالسلام من جديد.
فتشت في خزانة ملابسها عشرات المرات كلنها لم تجد شيئا غير الأسود الأسود والمزيد من الأسود. . . " تلك الأثواب الرسمية " كما أسماها روان. من الجيد أن ترتدي شيئا بسيطاً ومشرقاً شيئا يشبه هذا الصباح المشمس الرائع. توقفت قليلا ولوت شفتيها. قالت ساخرة من نفسها بصوت مسموع " من أنت الآن عزيزتي؟ هل أنت فراشة تخرج من شرنقتها أم حشوة العث ذاتها مغمورة بالأوهام؟ "
للوهلة الأولى بدت غرفة الجلوس على وضعها المعتاد ون أس أثر لروان فيها. بعدئذٍ رأت قصاصة ورق على الطاولة صفحة بالية الأطراف ممزقة بعشوائية على ما يبدو من دفتر رسم. رأت في وسطها حلقة ذهبية صغيرة. إنه خاتم الزفاف الذي أعادته إليه البارحة بلا مبالاة. في وسط الورقة قرأت خربشة بأحرف سوداء سميكة هي عبارة عن كلمة واحدة " تذكار ".
إذا أراد الانتقام. شعرت بالخدر فجأة. على الأقل لم يخطئ حدسها بهذا الشأن.
تضاعف اضطرابها الداخلي عندما رأت البواب جورج يفرز البريد في الردهة. قال الرجل بابتسامة مشرقة " صباح الخير سيدة زاندروس "
أدى ذلك إلى إحباط أي محاولة توبيخ شبق خططت لها بسبب قضية المفتاح. غمغمت إجابة خجولة وفرت مسرعة.
عندما وصلت هارييت إلى المكتب كان الاجتماع السنوي قد بدأ.
علق طوني بنبرة لاذعة " سرنا إنضمامك إلينا آنسة فلينت "
" آسفة لم يرن المنبه "
جلست هارييت منزعجة من رؤية جورج أودلاي وابتسامته العريضة المتواطئة مع أنيتا قال طوني بنبرة حادة أعادتها إلى الزمان والمكان الحاليين " بالمناسبة كيف جرت الأمور أمس؟ "
حدقت به للحظة وعاودها الاضطراب التام. قالت بصوت خافت جدا " ما الذي تقصده؟ "
" مبنى هايفورد. أفترض أنك كتبت التقرير بكفاءتك المتالقة المعتادة "
أجابت بهدوء " في الحقيقة لا لأن الأمور لم تتغير منذ التقرير الأولز اعتقدت أن من الأسهل الاستناد إلى ذلك التقرير "
نظرت إلى جوناثان وأكملت " أفترض أنك تحتفظ بنسخة عنه ".
ساد الصمت للحظات ثم قال هذا الأخير بشكل فظ " لم أكتب تقريراً. ذهبت ببساطة إلى قسم الصيانة وطلبت منهم زيارة المكان "
" وهل أجريت إتصالاً بعد ذلك لتتأكد من إتمام الأمور؟ "
نظر إليها بعينين ناريتين وقال " لم أفترض أن الأمر ضروري فهم موضع ثقة. والله أعلم أن القضايا لم تكن مهمة "
قالت هارييت بنبرة ساخرة " آه، لا يقدر المستأجرون مدى إنشغالك "
سمحت لصمت غريب آخر أن يخيم على المكان قبل أن تنظر مجدداً إلى وجه طوني المنزعج وتقول " ساناقش هذا الأمر معك عندما ينتهي الاجتماع ".
أكملت في سرها أو بعد أن اكلم إيزابيل؟
في وقت آخر كانت لتهلل لانتصارها البسيط على أودلاي البغيض لكن نظراً لكل ما يدور في حياتها بالكاد شعرت هارييت بالفخر. أكملت الاجتماع وهي في عالم من أحلام اليقظة.
لم يكن ما تبقى من الصباح أفضل حالاًز ظل تركيزها مشتتا وطغت على تفكيرها ذكرى الليلة الفائتة.
التقت سماعة الهاتف ثلاث مرات لتطلب رقم إيزابيل وتراجعت عن الأمر في المرات الثلاث.
" ما الأمر؟ هل مررت بليلة عصيبة؟ "
قفزت بتوتر ونظرت لترى طوني واقفاً في المدخل يراقبها. علا الاحمرار وجهها وردت بأسلوب دفاعي " لا لِم تسألني؟ "
قطب طوني حاجبيهن وقال " لأنك شاحبة جدا وكأنك. . .حسناً لا أهمية لذلك "
تقدم منها ويديه في جيبه وأكمل " هل حرارتك مرتفعة؟ أواثقة أن كل شيء بخير؟ أتشعرين بألم ما؟ "
حدقت في الشاشة أمامها " لا أظن ذلك "
تردد مجدداً وقال بلطف " جيد اتعلمين هارييت؟ لست مضطرة إلى بذل كل هذا الجهد طوال الوقت ربما يجب أن تأخذي أجازة. . . وتمرحي قليلاً. لن بنتقدك أحد إن فعلت "
قالت هارييت بصوت هادئ
" ربما يجب أن أتبع نصيحتك "
" ما أحاول قوله. . . كونك حفيدة جورجي فلينت لا يعني أن تكوني مثالية. يُسمح لك بارتكاب الأخطاء "
" حتى لو كانت أخطاء خطيرة؟ "

أكملت في سرها " هذا ما فعلته للتو. . . خطأ فادح. . . يجعلني أطرح أسئلة لا أود الإجابة عنها.
" نعم قد يسهل ذلك الأمور هنا ويحسن العلاقات داخل المكتب "
" أتريدني أن أقوم بعمل غير متقن؟ "
" لا أريدك أن تكوني شخصاً عادياً. اسمعي خذي أجازة هذا النهار تسوقي. . . قومي بنزهة إلى الحديقة العامة. . . عودي إلى المنزل ونامي قليلاً. . . أي شيء قد يشعرك بالراحة. هذا ليس اقتراحاً هارييت إنه أمر "
حدقت به هارييت وأخذت تتساءل بيأس هل بقى أي جزء في حياتها يمكنها الاختيار بشأنه؟ انتابها شعور غريب بأن الأسس التي بنت عليها وجودها بدأت تنهار وتتآكل وبدأ بنيانها يتداعى. من المذل إرسالها إلى البيت بهذه الطريقة مثل طالب مهمل أجبر على الوقوف في الممر. تناولت حقيبتها وتوجهت نحو المصعد. عندما خطت إلى خارج المبنى وقفت مترددة وشعرت ببعض الضياع لكسرها النمط اليومي الذي تعتمد عليه. لم تجذبها فكرة التسوق فالمشي وحيدة سيجعلها تستعيد تلك الذكريات. بدت فكرة العودة إلى الشقة أكثر إزعاجا أيضاُ. هناك ما زالت ذكريات الليلة الفائتة قوية جداًز عضت هارييت على شفتها السفلى. السيدة زاندروس رفعت كتفيها وأخبرت نفسها أن الجوع قد سبب هذا الفراغ الذي تشعر به في داخلها. طلبت سندويشاً لوجبة الغداء لكنها لم تنه سوى نصف الشطيرة المكونة من اللحم والسلطة. تذكرت أن ثلاجتها فارغة وأن تحضير وجبة العشاء قد يشغلها بالكامل.
هناك مخزن جيد لبيع الأطعمة على مقربة من شقتها. بعد التفكير اختارت الجبن فطيرة السبانخ بعض أنواع السلطة بعض الخبز علبة فريز وبعض الدراق وجدت هارييت نفسها تقف أمام قسم الأزهار فقررت أن تشتري باقة كبيرة من أزهار الفريزيا. عندما جلست في القطار راحت تتنشق عطرها وقالت لنفسها انا مجنونة حتماً لا أملك إناء أزهار حتى
عندما وصلت إلى الشقة قسمت الأزهار على ثلاث كؤوس طويلة أنيقة ووزعتها في أرجاء الغرفة. ثم رفعت كمي قميصها وأخذت تعمل. بدأت بغرفة النوم. أزالت الأغطية عن السرير ووضعت أغطية جديدة ثم وجهت اهتمامها إلى الحمام. ليتها تستطيع إزالة روان من فكرها كما تزيل الأوساخ من شقتها.
" أنا أحتقر نفسي "
آه لا جدوى من هذا التفكير عليها جمع شتات نفسها وترك ذكرياته جانبا مع خاتم الزفاف الذي وضعته في صندوق مع طقم اللؤلؤ الذي أهداها إياه جدها لمناسبة عيد مولدها الثامن عشر.بعد أن استحمتن ارتدت هارييت بيجاما ذات لون أزرق فاتحن وجلست لتأكل. بالطبع وضعت البيجاما ذات اللون الدراقي وقميص النوم في كيس بلاستيكي ودفنتهما في سلة المهملات وجدت نفسها تتفحص المكان وكأنها شخص غريب عنه. إنه ليس منزلا حقيقيا غريس ميد هو منزلها الفعلي وسيبقى كذلك إلى الأبد. لم تفكر يوماً بسؤال جدها إن كان يسمح لها بجلب بعض الأشياء إلى منزلها في لندن. ربما يتوجب عليها استبدال الستائر وشراء سجادة وربما. . . بعض الوسائد. كما يجدر بها أن تتوقف أيضاً عن تناول الطعام المجلد الجاهزن وتبدأ بشراء الطعام الحقيقي وتتعلم الطبخ مستعملة فرنها الذي يبدو جديداً من قلة الاستعمال. بالطبع بإمكان السيدة وايد أن تكتب لها طريقة تحضير بعض أطباقها المفضلة. رفعت الأطباق عن الطاولة ثم توجهت من جديد إلى غرفة الجلوس. بدأ الصمت المطبق يضايقها. . .
رن جرس الهاتف. فقفزت هارييت من مكانها وركضت لتجيب عليه.
" تيسا يسعدني سماع صوتك. متى عدتما؟ آه أنا بحالة جيدة كالمعتاد. غداً يوم الأحد؟ سيكون ذلك رائعاً "
أعادت سماعة الهاتف إلى مكانها. هذا شيء يمكنها التطلع إليه.

قالت تيسا " أحقاً أنت بخير؟ "
تصنعت هارييت الهدوء: " ألا أبدو كذلك؟ "
" بصراحة لا تبدين. . . شاحبة أكثر مما كنت عندما غادرنا "
" إذاً من الجيد أنني أحضرت شراباً معي "
أبدت هارييت اعجابها بالسمرة الرقيقة التي بدت واضحة تحت السروال القصير الذي ترتديه تيسا. أضافت " أنت بالطبع تبدين رائعة وأنا أتضور جوعاً. ما هذه الرائحة الرائعة؟ "
" لحم بقر مع توابله المعتادة. الطقس حار جدا لمثل هذا الطبق لكن بيل طلبه مني. كما تعرفين لا أستطيع حرمانه من أي شيء "
أشارت بإصبعها نحو الباب الزجاجي المؤدي إلى الباحة حيث يسمع من بعيد صوت شتائم خافت
" إنه يبني قفصاً للطائر "
رفعت صوتها فيما أكملت " دعك من ذلك حبيبي هارييت هنا تعال "
سرعان ما انضم زوجها إليهما. طبع قبلة على شعر زوجته وألقى نظرة تساؤلية على هاربيت قائلاً " تباً للطيور هل كل شيء بخير يا عزيزتي هارييت؟ تبدين. . ."
تردد في إكمال جملته فساعدته تيسا قائلة " . . .شاحبة "
أكمل قائلاً " أنت بالتأكيد بحاجة إلى أجازة. عليك تجربة اليونان فهي مكان ممتاز للاسترخاء "
رسمت هارييت ابتسامة مشرقة على شفتيها " علي أن أصدق كلامك "
وأكملت في سرها: هو آخر مكان قد أختاره يوماً
جلس بيل بارتياح في كرسيه وسألها " اذا ما الجديد هاري؟ ما آخر متجدات المعركة مع جدك؟ هل أقنعته بتغيير رأيه؟ "
ردت " دعنا نقول. . . أنني لم أفقد الأمل بعد "
وضع بيل كأسه ووقف " وأنا علي العودة إلى مطرقتي ".
نظر إلى هارييت وقال " أتودين خسارة أحد أصابعك من أجل قضية نبيلة؟ "
" أفضل البقاء هنا لأشاهد زوجتك تصنع المعجزات علني ألتقط بعض المعلومات في فن الطهو "
لمعت عينا تيسا وقالت " أتخططين للبدء بالطبخ؟ يا إلهي أتقصدين أنك التقيت أخيراً بأحدهم "
للحظة ارتجفت هارييت بشدة. إنهم لا يعرفون. . . لا يمكن أن يعرفوا استطاعت أن تقول بنبرة متفاجئة " ما الذي تقصدينه؟ "
" حسناً عند دخول رجل ما إلى حياتك يصبح همك الأول إطعامه وهذا يصح تماما في حالتنا. لم اطق صبراً حتى أثير إعجاب بيل بمهاراتي في الطهو "
توقفت تيسا قليلاً ثم نظرت إلى زوجها وابتسمت. فجأة بدا وجهها حالما " والأمر الثاني على ما يبدو إنجاب طفل منه "
" آه أيعني ذلك. . .؟ "
قال بيل " نعم بالتأكيد هاري. . . ستصبحين عرابة "
أخذت هارييت نفساً عميقاً وقالت بصوت مبحوح " آه هذا رائع أنا سعيدة لأجلكما. متى عرفتما بالأمر؟ "
" تأكدنا من الأمر مباشرة قبل مغادرتنا. لذا حصلنا على أسبوعين كاملين لنتكلم في الموضوع ونخطط له. سأستقيل من العمل "
" لكنك تحبين عملك "
" قضيت سنوات جيدة في عملي لكن تغيرت أولوياتي الآن. سئمت من سياقي مع أولئك الخونة. أعرف حبيبتي أنك لن توافقي على الأمر أو تفهمينه لكنني أشعر أنني على صواب. حاولي أن تفهمي. . . لو سمحت "
" أتقصدين من موقعي كحقيرة متعالية لا تهتم بسوى عملها؟ آسفة صديقتي لكنني أعتقد أنه قرار رائع " ثم ذهبت إلى الجهة الأخرى من الطاولة وعانقت تيسا بقوة بلعت تيسا ريقها وكادت أن تبكي وهي تقول " آه حبيبتي أتمنى أن أراك سعيدة أنت أيضاً "
وعدتها هارييت " سأكون سعيدة لكن بطريقة أخرى. هذا كل ما في الأمر "
تناولت وجبة غذاء مميزة جداً في احتفال مغمور بأشعة الشمس والضحكات. وجدت هارييت نفسها تنظر إلى تيسا وبيل بطريقة جديدة. انتابها شعور غريب عندما لاحظت نظراتهما كلامهما الابتسامات الصغيرة السرية. . .والحنان المتبادل بينهما. ابتلعت ريقها وشعرت بألم في حلقها. هذان شخصان حقيقيان ويعيشان زواجاً حقيقياً يبعد آلاف الأميال عن الادعاء المشؤوم الذي أوقعت نفسها فيه. طغت عليها فجأة ذكرى دقات قلب روان القوية تحت خدها. . . الطريقة التي ضمها بها وحقيقة أنها استسلمت للنوم وهي تشعر بالأمان والحماية الغريبة بين ذراعيه. ثم استيقظت لتجد أن الأمر مجرد وهم.
تركتهما أخيراً عند المغيب على أمل لقاء قريب
عندما جلست في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة شعرت أن فرحة النهار بدات تذوي لتحل مكانها الكآبة. أيقنت فجأة أنها لا تود عزل نفسها في شقتها. انحنت إلى الأمام وطلبت من السائق أخذها إلى باهة هيلدون. قالت في سرها " لا أريد سوى أن أراه مجدداً. نجلس ونتكلم. . . قد نحاول إنقاذ شيء من هذا. . . اللازواج. لن نسكن سوياً هذا مؤكد لكن يمكننا أن نرى بعضنا من حين لآخر كصديقين أو ربما. . . كحبيبين عرضيين إن كان هذا ممكناً. لم. . . لم أعد أعرف. . . لا أدري ما الذي يحصل لي "
إن لم تجده هناك ستترك رسالة على هاتفه المحمول على أمل أن يخططا للقاء آخر في مكان ما. ويحاولا التوصل إلى تفاهم ما. يحتمل أنه لا يريد رؤيتها. . . لكنها لن تقضي بقية حياتها وهي تتساءل إن كان بإمكانها القيام بأمر ما ولم تفعل.
بدت تالباحة مكتظة بالرغم من أنها عشية نهار أحد. حشرت نفسها إلى الحائط لتسمح لإحدى العربات بالرجوع إلى الخلف. رأت هارييت باب المحترف يفتح. ها هو روان يخرج وهو ليس وحيداً.
رأت لمعان شعر رفيقته الشقراء في ضوء شمس المغيب. وقفا يتكلمان ورأساهما منحنيان. رأت الفتاة ترفع يدها وتلمس خده، بينما أخذها هو بين ذراعيه وضمها. تجمدت هارييت في مكانها وأخذت تفكر بغباء " هي متزوجة. . . أين يظنها زوجها الآن؟ يا إلهي علي مغادرة هذا المكان قبل أن يراني أحدهم "
عادت ببطء من حيث أتت. يجب أن تكون ممتنة لعدم وصولها في وقت أبكر واقتحام المكان وإيجادهما معاً. لقد نجت من هذا الإذلال لكن ليس من عذاب مخيلتها.
عندما عادت إلى الخارج رأت سيارة الأجرة تغادر. ركضت خلفها وأخذت تلوح بيدها. شعرت بالارتياح عندما رأتها تتوقف سألها السائق بفضول عندما أصبحت بجانبه " ما المشكلة؟ "
تلعثمت وهي تجيب لاهثة " لقد. . . بدلت رأيي. هذا كل ما في الأمر "
توقفت ثم أضافت: " فقط. . . بدلت رأيي "
انتهى الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:27 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

الفصل السابع

زوبعة فى فنجان




اخذت هارييت تحدق بسماعة الهاتف فى يدها كأنها تحولت إلى افعى سوداء.
تلفظت بالكلمات بعناية فائقة" جدى... انت قادم إلى المعرض ...فى البارسيفال؟ ".
رد عليها جورجى فلينت بشئ من انعدام الصبر" هذا طبيعى لابد ان روان اخبرك انه قام بدعوتى".
ارادت ان تصرخ ( لا لم يخبرنى روان شيئا لاننى لم اره منذ...عندما وصلتنى الدعوة قطعتها إلى قطع صغيرة ورميتها فى سلة المهملات.
" لكنك تكره لندن".
" نعم لكن هذه مناسبة مميزة انها الليلة التى نكتشف فيها جميعا ان كان ايمانك بموهبة زوجك مبرر لابد انك تشعرين بالتوتر".
قالت هارييت بصمت" ليس قبل ان اتلقى هذا الاتصال".
اكمل جدها بلطف" أضافة إلى ذلك أود ان ارى سير زواجكما هذا امر مهم بالنسبة لى انا متأكد من ادراكك لهذا الامر".
بكلمة اخرى لم ينتهى سجنها بعد! شعرت هارييت بالم حاد فى معدتها اعلمها جدها انه يود رؤية الانسجام الزوجى بالأضافة إلى اللوحات.
هذه نكتة مثيرة للغثيان...وهي بالطبع لم تضحكها أبداً.
قالت ببرود" نعم بالطبع هذه مفاجأة جميلة يسعدنى تنأول العشاء معك فى النادى الذى تملكه اتناسبك الساعة السادسة والنصف؟".
" نعم أود ذلك عزيزتى"
ثم اغلق الخط غاصت هارييت فى الاريكة واخذت تفكر باضطراب" آه يا الهى ما عساى افعل الآن؟ نهار سئ آخر فى العمل والآن هذا..."
الامر الوحيد الذى يمكنها فعله الآن هو التحدث إلى روان يجب ان تتحدث اليه مهما بدا الامر موجعا يجب التوصل إلى اتفاق معه والا سيتحول مستقبلها وخططها بشأن جريس ميد إلى حطام.
لكن هل سينظر روان إلى الموضوع من هذه الزأوية؟ شعرت بالانزعاج لانه تجاهل رغبتها بتجنب الاتصال مع جورجى فلينت.
لكنها من جهة اخرى لا تدرى من الذى بادر بالاتصال بالآخرأولا فهما رجلان يملكان حرية التصرف.
بدأت هارييت بصعود الدرج الحديدى وكان باب المحترف مغلقا.
طرقت بقوة على الباب وانتظرت.
ان كان روان مع عشيقته سيحصلان على فرصة لارتداء ملابسهما اخذت تقأوم الحزن العارم الذى اجتاحها.
فتح الباب على الفور اطل روان حافى القدمين مرتديا سروال الجينز البإلى والقميص الزرقاء القديمة حدق بها للحظة.
بدا وجهه خاليا من التعبير وهو يقول ببطء" هارييت... ما الذى تفعلينه هنا؟".
"آسفة ان كنت قد جئت فى وقت غير مناسب, لكننى فى حاجة إلى ...التحدث اليك, ان كنت لا تمانع".
" بالطب! انا... لم اتوقع ...لكن لا مشكلة تفضلى بالدخول".
نظرت هارييت حولها عندما دخلت وقالت
" آه تم نقل اللوحات كلها تقريبا".
تم نقلها على مراحل خلال الاسبوع الماضى. لكن...بالطبع كيف لك ان تعلمى؟".
" مع ذلك ما زلت تحتفظ بتلك اللوحة الغاضبة المعلقة فى مطعم لويجى ظننت انك قمت ببيعها".
تقدم روان ووقف بجانبها ثم قال" لقد تم بيعها غدا سيتم تسليمها اتجدين انها تظهر غضبا؟ انت شديدة الملاحظة".
ادركت مدى قربه منها مع ذلك ترددت فى الابتعاد عنه
قالت بنبرة عادية" هذا صندال جميل وباهظ الثمن لابد ان مالكته حزنت لخسارته".
قال بنبرة ساخرة" كانت امور اخرى تشغل بالها آنذاك لكننى واثق ان زيارتك لا تهدف إلى مناقشة اعمإلى الفنية ودوافعها اتريدين فنجان قهوة؟".
استدارت مبتعدة واضعة بعض المسافة بينهما
قالت بشئ من الحدة" لاشكرا هذه ليست زيارة اجتماعية".
ربما ينتظر صحبة ما نظرة سريعة على المكان اظهرت لهارييت ان الفوضى التى شاهدتها فى الزيارة الأولى قد اختفت مع اللوحات بدا المكان نظيفا مرتبا والسرير مغطى بغطاء ابيض.
أضافت" افضل الوقوف".
" كما تشائين".
راح يراقبها واضعا يديه على خصره لم يلق سوى نظرة ساخرة واحدة على تنورتها التى ترتديها للعمل قبل ان تتحول نظرته إلى عبوس ما ان لاحظ انها لاتضع خاتم الزفاف.
" ما المشكلة عزيزتى هارييت هل خالفت احد البنود الهامة وغير المنصوص عليها فى الاتفاق؟".
" نوعا ما اكتشفت لتوى ان جدى سيحضر افتتاح معرضك هو يتوقع رؤيتنا معها كأننا حقا متزوجان"
" نحن بالفعل متزوجان بالرغم من رفضك وضع خاتمى فى اصبعك اتريدين ان انشط ذاكرتك؟".
للحظة بدأ جسدها يرتعش بشوق عارم عليها مقأومة هذا الضعف المدمر,
رفعت ذقنها وقالت بتحد" أود بالفعل ان تختفى نهائيا من حياتى لكنك جعلت ذلك مستحيلا".
" ليس بالضرورة, انا اخطط للعودة إلى اليونان اتكتفين بهذا القدر من البعد؟ ام تفضلين اختيار مكان آخر...فى استراليا مثلا؟".
اليونان؟ شعرت هارييت بالدوار روان سيرحل؟ ان رحل قد لا تراه مجددا.
قالت ببرود" الآن همى الاساسى يرتكز على اجتياز الاربع والعشرين ساعة القادمة دون ان نطيح باتفاقنا لم اخطط لحضور الافتتاح لكن الوضع اختلف الآن".
تجاهلت الكلمات التى تمتمها بلغته الام واكملت باصرار" يجب علي الادعاء اننا انا وانت...على علاقة لا استطيع القيام بذلك وحدى احتاج إلى ...دعمك".
قال روان ساخرا" عزيزتى هارييت هل اتيت لتطلبى منى خدمة؟ انا بالفعل مندهش".
" لو ابقيت على مسافة بينك وبين جدى كما طلبت منك لما وجدتنى اقوم بذلك".
" لا تكونى غبية ولا تتعاملى معه على هذا الاساس اتعتقدينه سيتقبل بكل بساطة زواجك من رجل غامض لا يسمح له بلقائه؟ أبداً. فى الحقيقة انا من يحأول اقناعه اننا سعيدان معا بحبنا"é
" اتقصد انك مستعد للاستمرار بهذه المسرحية امام جدى؟ هل ستساعدنى؟".
" لم لا هى ليلة واحدة فقط لكن يجب عليك اتقان الدور".
تلاقت عيونهما ركز روان نظره عليها بلطف وقال" لا تجفلى ان لمستك وعندما اعانقك بادلينى العناق ولا تتسرعى لانهائه تذكرى اننا حبيبان واننا تزوجنا حديثا لذا نحن لا نطيق صبرا حتى نحظى ببعض الخصوصية".

أضاف بقسوة" ولا اريد هذه الاكفان السوداء ارتدى فستانا شيئا يجعلك تبدين امرأة تتوقع...وتريد... ان يعانقها حبيبها ويغرقها بحنانه فى نهاية السهرة".
آه فهمت بالطبع فهمت قالت هارييت دون ان تنظر اليه" انا...لا املك شيئا كهذا".
" اذا اشترى واحدا هذه ليلة هامة بالنسبة لى حبيبتى وانا اتوقع من زوجتى ان تكون مصدر فخر لى تبرجى وقومى بطلاء اظافرك ضعى خاتما فى اصبعك وكأنه المكان الذى ينتمى اليه".
نظر اليها مجددا وأضاف" واتركى شعرك طليقا".
" حسنا سأراك غدا فى الصالة عندما احضر جدى".
رفع حاجبيه وقال" اتغادرين بهذه السرعة؟ انا اشعر بالوحدة".
"آه انا واثقة انك ستجد العزاء قريبا".
" اتعتقدين ذلك عزيزتى هارييت؟ ليتنى واثق مثلك".
حرك روان كتفيه بتكاسل يقارب الضجر ثم بدأ يفك ازرار قميصه القطنية الزرقاء وهو يراقبها.
" ماذا تظن نفسك فاعلا؟".
اخجلها ارتجاف صوتها واخذت تتذكر المرة السابقة التى رأت فيها هذا المشهد وما تلاه.
" تماما ما كنت انوى فعله قبل مجيئك مررت بيوم عصيب وانهيت صفقة هامة لذا أود اخذ حمام دافئ يليه...استرخاء من نوع ما".
استدارت هارييت بسرعة مدركة انه خلفها وانه يتبعها إلى الباب.
قالت" اذا سأتركك لتقوم بذلك".
قال روان بلطف" اخبرينى هارييت لم جئت إلى هنا الليلة؟ كان بامكانك ببساطة الاتصال هاتفيا؟".
" كما قلت انت احتجت لخدمة ولم اكن واثقة من موافقتك".
وصلت إلى مقبض الباب وأضافت" بدا...بدا لي من الافضل المجئ شخصيا ومناقشتك ان اضطررت".
وضع يده على يدها وسألها" اهذا هو السبب الوحيد؟".
" نعم بالطبع علي المغادرة".
" دون الحصول على ما جئت من اجله؟".
فيما اخذت انفاسه الدافئة تحرك الشعيرات الصغيرة على مؤخرة عنقها
قال بشئ من الالحاح " لم تنكرين ما نعرفه نحن الاثنان؟ ان بقيت هنا الليلة حبيبتى لن نحتاج إلى الادعاء غدا".
آه! يا الهى بلعت هارييت ريقها اهى شفافة إلى هذه الدرجة؟ لن تحتاج لسوى الالتفات لتصبح بين ذراعيه...ذراعين رأتهما تحتضنان امرأة اخرى وتعانقانها هذا مشهد لن تنساه أبداً.
حررت يدها وقالت بصوت حاد كالسكين" معك سيكون الامر دائما ادعاء انت تستفيد من مفاتنك لاقصى حدود سيد زاندروس من يعلم؟ ربما ما زالت تلك السيدة تبحث عن حذائها".
" شكرا لتذكيرى بالامر بالرغم من صراحتك الفجة لا تقلقى لن اخلف بوعدى بشأن يوم غد".
توقف قليلا ثم أضاف" لن تواجهى مشكلة فى خداع جدك ما دمت تكذبين على نفسك بهذه السهولة".
تجأوزها روان ثم فتح لها الباب وقال باحتقار" ارحلى الآن".
اطاعته هارييت فمشت خافضة رأسها ورجلاها ترتجفان تحتها اخبرها عقلها انها محظوظة لتمكنها من الهرب فيما تألم جسدها بسبب الحرمان الذى فرض عليها.
جاء ديسموند سليفن مبتسما ليلاقيها عندما دخلت إلى صالة البارسيفال برفقة جدها
قال " آنسة فلينت... ام علي ان اقول ...السيدة زاندروس؟".
صافح الرجل العجوز عندما قاما بتعريفهما على بعضهما ثم نظر اليها مجددا.
رفع حاجبيه بتعجب وقال" بما ان زوجك لا يستطيع سماعى ايمكننى القول انك تبدين رائعة جدا؟".
احمرت وجنتا هارييت قليلا سبق لها التعامل مع استحسان جدها لمظهرها فقد بدا هذا الاخير مندهشا تماما
ظلت تتساءل عن رأى روان بفستانها الحريرى ذى اللون العاجى والخطوط الانسيابية والفتحة عند الصدر والذى يصل حتى ركبتيها.
هل سيلاحظ أيضاً الصندال الذى تنتعله والذى يضاهى بشرائطه واناقته اى واحد قد يجده على شواطئ اليونان؟
أو انها طلت اظافرها بلون مرجانى ناعم كما طلب منها ووضعت احمر شفاه يتلاءم مع لون الطلاء؟
هل سيلاحظ شعرها الكستنائى اللماع المنسدل على كتفيها؟ وانها لا تضع اى مجوهرات سوى خاتم الزفاف فى يدها أليسرى؟
هل سيدرك المجهود الذى بذلته لارضائه؟
نظرت حولها بدهشة وقالت " لم اتوقع هذا العدد من الحضور".
اجاب داسموند سليفن بفخر" كل شئ يسير بشكل جيد بالرغم من ان بعضها ليس للبيع للاسف"
توقف قليلا ثم تابع" لكننى عاتب عليك

ايتها السيدة الصغيرة عندما قمت بزيارتى فى المرة الأولى انكرت اى صلة شخصية مع نجم الليلة والآن انت هنا بصفتك زوجته".
قالت هارييت وقد لاحظت اهتمام جورجى فلينت بالموضوع" حصل كل شئ بسرعة كبيرة وقعت فى حبه لحظة قابلته".
" حسنا بدا متلهفا جدا لوصولك".
فكرت بتوتر انها دخلت بطريقة مميزة فأين نجم السهرة الآن؟ ما لبثت ان احست بذراعين قويين يطوقانها من الخلف.
قربها روان منه وراح يحك عنقها بانفه ثم قال " حبيبتى غاليتى ظننتك لن تاتى أبداً تبدين جميلة جدا".
ارخى قبضته قليلا لتتنفس من جديد ثم استدار نحو جدها الذى كان يبتسم باستحسان وقال" السيد فلينت يشرفنى حضورك".
" انا مسرور لاجلك يا ولدى العزيز ها انا ارى الكثير من الملصقات الحمراء على اللوحات يبدو ان هارييت محقة بشأن موهبتك".رفع روان يدها الضعيف الى شفتيه وقال" يسرنى ان اثبت صحة ايمانها بى والآن اريد تعريفها على بعض الاشخاص ان اذنت لنا".
عندما ابتعدا نظرت هارييت نحوه بانزعاج وقالت" لا داعى لان تبدى كل هذه العاطفة من هم هؤلاء الاشخاص بالمناسبة؟".
شد روان قبضته علي يدها" لا احد...حتى الآن لكن يجب ان اتحدث اليك على انفراد علي أيضاًح امر ما عن حياتى وجب علي اخبارك قبل الزواج الآن...الليلة...لم يعد بامكانى تفادى الامر"
بدأ الالم يعتصر قلبها وهى تتذكر ذلك الشعر الاشقر الذى يلمع فى ضوء الشمس وتلك اليد التى تلمس خده
قالت بسرعة" ما من داعى لاى تفسير انا اعرف...كل ما اريد معرفته انت...انت حر سبق وأوضحت هذا".
" هناك بعض الروابط التى لا يستطيع المرء التحرر منها ظننتنى استطيع نسيان الامر لكننى ادركت عدم قدرتى أو رغبتى فى القيام بذلك وددت لو اننا نملك المزيد من الوقت كى تصبحى اكثر استعدادا لكن ذلك لم يعد ممكنا الآن".
اخذ نفسا عميقا" هارييت... ".
انضم اليهم داسموند سليفن وقال" سامحينى سيدة زاندروس روان يود الناقد الفنى فى جريدة دايلى تريبيون التحدث اليك ان كان هذا ممكنا"
استجمعت هارييت قواها بسرعة رسمت ابتسامة شديدة الاشراق على وجهها وقالت" لا بأس سألقى نظرة على المكان بينام تثير دهشة الناقد...حبيبى".
ترك روان يدها بتردد كبير ثم قال بصوت ابح" لن اتأخر...انتظرينى هنا...من فضلك علينا ان نتحدث".
فكرت هارييت وهى تلتفت مغادرة لا هذا غير صحيح انت تقصد انك ستتكلم وانا سأستمع اليك سأسمعك تعبر عن حبك الكبير لها وقرارك بالافصاح عن علاقتك العاطفية هذا هو سبب عودتك إلى اليونان. لتتوارى عن الانظار حتى تهدأ الامور ويحصل كل منكما على الطلاق.
رفعت كتفيها وتابعت التفكير بصمت ربما استفيد من هذا الوضع لن يقبل جدى باستمرار زواجى من شخص غير مخلص فى الواقع قد يعطينى غريس ميد من باب الشفقة.
عندها سأصبح ثرية جدا...آه لم اشعر اننى اريد الركوع وسط هذه الجموع والنحيب حتى افقد صوتى؟.
توقفت واخذت تنظر إلى اقرب لوحة وهى لوحة تتميز بطغيان الالوان بشكل وحشى يكاد يسحبك إلى داخلها ولا يسمح لك بالافلات.
توقف زوجان بجانبها. قالت المرأة" أليس من الغرابة ان يتغير اسلوبه بهذا الوضوح؟ بعض اعماله تتميز بالوحشية
مع ذلك تلك اللوحة التى شاهدناها للتو
تكاد تكون...شاعرية".
اجابها الرجل الذى يرافقها ضاحكا" حسنا السيدة فائقة الجمال لذا اظن انه رسمها بمشاعر حب وتوق الاحظت انها ليست للبيع؟ من الواضح انه لا يتحمل الانفصال عنها".
تحركا مبتعدين فيما تسمرت هارييت فى مكانها لوحة مميزة واكثر خصوصية من ان تباع وجدت تلك اللوحة على الفور ادركت انها لم تراها عند دخولها لتجمهر الناس حولها وها هى الآن وحدها بكل جماهل الموجع
رسم روان عشيقته مستعملا خلفية بسيطة جدا كى لا يخفف من روعة جمالها الربانى
انها ترتدى قميصا زرقاء حريرية وسروالا وتجلس على حافة اريكة بالية بدا شعرها مثل كتلة مضيئة حول وجهها اما رجلاها فمثنيتان تحتها وهناك كتاب مفتوح على حضنها لاكنها لا تقرا بل تنظر الى الامام بعينين حالمتين مليئتين بالفرح والتوقع و...الحب.
" مساء الخير سيدة زاندروس"
بدا صوت الرجل الذى يكلمها مألوفا بعض الشئ استدارت هارييت بسرعة وقالت بجمود" آه".
ثم تذكرته" السيد ماكسويل أليس كذلك؟ المحامى الذى شهد على الزواج".
" نعم".
نظر ماكسويل إلى اللوحة وقال" قد ابدو متحيزا لكننى اعتقد ان هذه القطعة الفنية مميزة جدا".
" انها رائعة فهو رسام مميز".
واكملت فى سرها رسمها بحب...
" أوافقك الرأى اسمعى اتودين لقاء لوسى؟ انها هناك...اترينها؟".
رأتها هارييت ترتدى الفتاة هذه الليلة فستان احمر قاتم يعانق جسدها بانسياب.
" لا شكرا هذا يتجأوز حتى حدود التفكير المتحرر".
" كما تشائين بالطبع تعارفنا لم يكن جيدا لكن الامور تبدلت الآن املت ان نتصرف اليوم بتحضر".
"حسنا هذه اقصى درجة من التحضر يمكننى الوصول اليها انا...انا اتمنى ان يسعد روان ولوسى معا"
ساد صمت غريب ثم قال ماكسويل ببطء" اشك بذلك حماتى تقول انهما كانا يتعاركان مثل القط والكلب فى طفولتهما كأخوين اكثر منهما قريبين لم تحتف هذه العدائية نهائيا وقد فاجأنى اتمام اللوحة دون اراقة دماء".
"قريبان؟"

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
قديم 20-11-16, 07:29 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2016
العضوية: 321995
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: mymemory عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mymemory غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : wintersaonata المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: لن ترحل الشمس (ساره كريفن)

 

" ابناء خالات عندما عادت فانيسا من اليونان قضى روان ولوسى معظم طفولتهما معا بينما انشغل والداه بقضية الحضانة لابد انه اخبرك بالامر".
" لم نتزوج لتبادل الاسرار انت تدرك هذا اكثر من سواك".
" نعم...ربما...لكننى اعتقدت ان الامور تبدلت قليلا على اى حال اصطحبنى روان إلى عيد ميلاد لوسى الحادى والعشرين وهناك التقينا واغرمنا ببعضنا البعض نحن الآن على وشك الاحتفال بالذكرى الثانوية الثالثة لزواجنا واراد روان ان يرسم لوسى كهدية خاصة لكلينا".
نظر اليها بسخرية واكمل" لابد انك كنت فى محترفه وتوصلت إلى هذا الاستنتاج الخاطئ".
عضت هارييت على شفتها وقالت باسلوب دفاعى" كانا...قريبين جدا".
قال ماكسويل بنبرة سطحية" هذا صحيح تزوجت من عائلة تحب المعانقات".
توقف قليلا ثم أضاف" حسنا انت تعرفين الحقيقة الآن الن تاتى لتلقى التحية على زوجتى؟ فى النهاية انت فرد من العائلة".
"لا لن افعل لقد ارتكبت خطأ سخيف واشعر بحرج كبير لكن الوضع لم يتيغير زواجى بروان ليس...حقيقيا لذا فان لقائى مع عائلته واصدقائه هو...تعقيد غير ضرورى اعذرنى".
استدارت هارييت لترحل وهى بالكاد تستطيع الرؤية.
الآن واكثر من اى وقت مضى عليها ان تبعده عنها عليها ان تذكر نفسها ان حياتيهما تسيران فى طريقين متباعدين جدا هى ستحصل على غريس ميد...فيما حياتها وعملها متمركزان فى انكلترا اما روان فهو عائد إلى وطنه اليونان دون اى نية بالعودة اذا ما اعتبرت الغيرة عذابا فالوحدة اشبه بالعيش فى الجحيم
حسنا عليها دفن احزانها فى قلبها وازالة كل الذكريات الغالية والخطيرة من عقلها ستعود مجددا إلى الحياة التى اختارتها والتى تبقيها فى امان
تنفست بعمق وثبات...يجب عليها المغادرة...هى تريد...تحتاج إلى العودة إلى المنزل.
ايمكنتها ايجاد عذر ما؟ سمعت روان ينادى اسمها ثم رأته يتجه نحوها بسرعة من الواضح انه انهى مهمته مع الناقد.
لاحظت وجود ضوضاء فى الصالة وسمعت رجلا يتكلم بصوت عميق ومستبد مثل صوت جدها لكن بلكنة اجنبية.
من الواضح انه يطرح سؤالا ما.
راح الناس يحدقون به. ثم تراجعوا مفسحين له المجال ليمر رأت روان يقف والكآبة بادية على وجهه.
نظر اليها ورفع كتفيه ثم مدد يديه كمن يستسلم للقضاء والقدر قبل ان يستدير نحو القادم الجديد
شاهدت هارييت رجلا طويل القامة وسيما ذا بشرة سمراء يتوجه نحوهما بخطى واسعة تكسو بنيته القوية ملابس فاخرة ويخالط شعره الأسود بعض الخصل الفضية يلحق به رجلان آخران ويسرعان قليلا كي لا يسبقهما.
" إذا أنت فزت حبيبي روان أنا احيي انتصارك مع انه يحطم فؤادي سوف احترم وعدى وشروط رهاننا ان كان الرسم هو حياتك سأقبل بالأمر".
بقى روان فى مكانه ظهرت ابتسامة باهتة على ملامحه ثم ارجع رأسه إلى الخلف وقال بهدوء" أنت كريم جدا أبى لكنك مخطئ أيضاً ينص رهاننا على تنظيمي معرضا لأعمإلى خلال سنة واحدة بمجهودي الخاص وذلك لم يحدث ما كنت لأحقق اى نجاح الليلة لولا مساعدة زوجتى التى يعود الفضل اليها خسرت الرهان لذا سأعود إلى اليونان واستلم مركزى فى الشركة بصفتى وريثك".
خطا روان نحو هارييت امسك بيدها ثم تقدم معها إلى الامام وقال" هارييت هذا والدى كونستانتين زاندروس".
ثم أضاف بهدوء يسبق العاصفة الرعدية" ابى بارك زواجنا".
انتهى الفصل السابع



الفصل الثامن


مفاجأة وخيبة أمل


" إذا قرر ولدي الزواج من فتاة إنكليزية. سامحني إن بدوت متفاجئاً "
كلمة مفاجأة لا تكفي لوصف ما أحست به هارييت. بدت كأنها عالقة وسط كابوس. شعرت بالامتنان لأنها جالسة ولولا ذلك لانهارت ووقعت أرضاً. بدأت عملية الترتيب خارجا في الصالة والآن ها هم جميعا في مكتب داسموند سليفن بعيداً عن الآذان والأعين المتلهفة للمزيد من المعلومات. وقف روان على جانب هارييت واضعا يده على كتفها بينما احتل جورجي فلينت الكرسي القريب من الباب أما كونستانتين زاندروس فجلس وراء المكتب كأنه قاض يترأس محكمة. تابع قائلا:
" لماذا لم يخبرني أحد بشأن الزواج قبل اليوم؟ "
أجاب روان بتحد " تنص شروط الرهان على عدم التواصل بيننا حتى أربح أو أخسر "
" لكن زواج وريث عائلة زاندروس مناسبة عظيمة تتطلب احتفالا ضخماً لا أمر يتم بسرية وعلى عجل إلا إذا. . ."
أضاف والده ببطء " كنت قد اضطررت إلى الإسراع في الزواج بعد أن تغلب حماسك على منطقك "
توقف قليلا ثم أكمل " أهذا ما حصل بني؟ هل ستجعلني أنت وفتاتك الإنكليزية جدا عما قريب؟ "
لاحظت هارييت عبوس جدها وانزعاجه فبدأت تتحرك بتململ. ضغط روان على كتفيها محذرا وقال بلطف
" أبي كل ما في الأمر أنني رأيت هارييت وأعجبت بها وكان من الطبيعي أن أتزوجها "
لاحظ الاحمرار الذي علا وجه هارييت الأبيض وأضاف " بأسرع وقت ممكن "
أكمل بتحد أنت من بين كل الناس يجب أن تعرف ذلك "
" نعم أعرف كيف ينتهي الأمر "
تنهد والد روان بغضب وأكمل " سبق وخططت لمستقبلك. . . زواج يوناني جيد من زوجة يونانية مناسبة امرأة يمكنها إدارة منزلك وإنجاب أطفال أقوياء "
نظر على جسد هارييت النحيل باستخفاف وأكمل : " أيمكنها أن تطهو لك الطعام الذي تحبه عروسك هذه؟ "
" لا لكن ما من مشكلة فلدي طباخ أبي توقف عن محأولة إخافتها فهي تجاهد لتتقبل أنني لست فنانا معدماً "
" أتعني أنها لا تعرف أنك ثري؟ "
" بل على العكس هارييت ساعدتني مادياً واعجبني التغيير "
وجه كونستانتين زاندروس نظرته العابسة نحو جورجي فلينت وقال " لكن أنت سيدي وجب عليك أن تعرف "
" عرفت أن روان ليس كما يبدو "
" مع ذلك شجعت هذا الزواج "
" لم أشجع أو أعارض. هما شخصان راشدان يمكنهما تقرير مصيرهما "
ساد صمت ثقيل ثم تنهد كونستانتين زاندروس قائلا " حسناً لا يمكننا إبطال ما حدث دون مشاكل. لذا أنا. . . موافق "
تكلمت هارييت للمرة الأولى فقالت بصوت مرتجف " شكراً لك الآن إن كنتم قد أنهيتم. . . تشريحي أود العودة إلى المنزل من فضلكم "
أمال حماها رأسه وقال " نعم بالطبع. روان من فضلك خذ زوجتك إلى الفندق ثم أرسل السيارة إلي. أنا أود التكلم مع اليد فلينت "
" فندق أي فندق؟ أنت لا تفهمني. أود العودة إلى شقتي. . . إلى مكاني الخاص "
أحست بيد روان تضغط على كتفها. ساد الصمت للحظات ثم تكلم جدها ببرود مبديا عدم موافقته على كلامها " عزيزتي هارييت ما هذا الكلام الفارغ؟ ألا تعرفين أن مكانك حيث يكون زوجك؟ لا شك أن روان ووالده لديهما أمور يناقشانها والفندق يبدو مكاناً مناسباً. اذهبي الآن وسوف أراك غداً "
وقفت هارييت وأخذت تبحث عن أي عذر. أشارت إلى فستانها وقالت: " لات يمكنني البقاء في الفندق. . . ليس بهذه الحال. أريد رداء آخر من أجل الغد وفرشاة أسناني وبيجامتي "
رسم كونستانتين ابتسامة مترددة على فمه وقال " زوجتك مفرطة في التواضع عزيزي روان "
ثم نظر نحو هارييت وأكمل " سوف يلبي فندق تيتان بالاس معظم حاجاتك طفلتي وإن لم يحصل ذلك يجب إعلامي بالأمر. زوجك سيهتم ببقية التفاصيل "
" تيتان بالاس. . . يا إلهي أنت تملك الفندق وكل مجموعة تيتان. . . أليس كذلك؟ "
التفتت نحو روان وأكملت " ألهذا تراكضوا لخدمتنا في ذلك اليوم؟ أحدهم تعرف عليك "
سألها كونستانتين " هل زرت فندقي؟ "
قال روان " بالصدفة. تم أحد لقاءاتنا هناك لكن فقط في الردهة. لم تر هارييت غرف النوم بعد "
انفجر والده بالضحك ثم ضربه على كتفه وقال : " إذا خذها إلى هناك بني بدون تأخير. سأمنحكما الوقت الكافي لاكتشاف الراحة التي تقدمها غرف نوم الفندق "
مشت هارييت بجانب روان إلى خارج المكتب وصالة العرض رافعة رأسها فيما بدا وجهها موسوماً بالغضب والإحراج وجدت سيارة سوداء فخمة بانتظارهما. وقف السائق الذي يرتدي زياً رسمياً وفتح لهما الباب. جلست مكانها بصمت جليدي وانتظرت روان ليجلس بجانبها. عندما انطلقت السيارة قالت:
" وقفت هناك ، وتركت كل شيء يحدث دون أن تتفوه بأي كلمة. كيف أمكنك ذلك؟ "
" اعتقدت أن ما نفعله هذه الليلة هدفه خداع جدك. أنت طلبت مني الاستمرار بلعب هذا الدور الذي بدأ يتعبني وهذا ما فعلته. في المقابل ما الذي أسمعه منك؟ "
تابع مقلداً صوتها بسخرية " شقتي. . . بيجامتي. . . عزيزتي هارييت هذا التصرف لن يخدع طفلاً صغيراً. لابد أن كليهما يتساءلان الآن عن طبيعة هذا الزواج "
هز روان رأسه وأكمل " بالطبع والدي لن يأبه للأمر. أؤكد لك أنه ينتظر الطلاق منذ الآن ولا شك أنه وجد لي عروساً مناسبة لكن الوضع يختلف مع جدك "
أضاف قائلا " بالطبع سيتغير الوضع إن لم يعد ذلك المنزل هاماً بالنسبة لك "
قالت بصوت مختنق " لا ما زال غريس ميد. . . يعني كل شيء بالنسبة لي "
هز روان كتفيه بلا مبالاة وقال " إذا هذه المسرحية ستستمر هنا. . . وفي اليونان "
سمع روان شهقتها فأومأ مضيفاً " نعم ستأتين معي. ألديك خيار آخر أم أنك مجنونة لتظني جدك سيتقبل فكرة عيشنا في بلدين مختلفين؟ أنا متأكد من عدم موافقته على ذلك "
بدأت هارييت ترتجف بقوة وقالت بتوسل " لا يمكنني مغادرة إنكلترا. لدي عملي. . . حياتي "
قال بلطف " ظننتك مستعدة للتضحية بأي شيء. . . من أجل تلك الكومة من الأحجار في الريف "
قالت هارييت من دون النظر إليه " ظننتني فعلت ذلك من قبل "
حمل صوته مضموناً لم تستطع فهمه وهو يقول " حسناً لست مجبرة على دفع الثمن مجدداً. نجحت أخيرا بإقناعي عزيزتي ألا أتوقع شيئا منك بصفتك زوجتي. لن أطلب منك ذلك مجدداً "
عضت على شفتها قائلة: " ماذا عن عملي؟ "
" يمكنك تقديم استقالتك. أنا واثق أن جدك سوف يساعدك بهذا الخصوص "
" نعم، أنا واثقة. . . ماذا بشأن شقتي؟ "
" يمكن إيجاد مستأجر ما لحين عودتك. علينا السكن في منزل واحد أثناء إقامتك في اليونان "
أضاف روان بعد وقت قصير " لكنه يحتوي على الكثير من الغرف لتحافظي على خصوصيتك. وعندما يحين وقت الطلاق سأقدم كل الأدلة اللازمة كي لا يقع أي لوم عليك "
" شكرا لك. هذا ما ظننتك تقوم به حتى هذا المساء والآن انقلبت حياتي رأسا على عقب. . . بسبب هذا الرهان اللعين "
" قصتي مع والدي تتخطى كونها رهاناً احتجت إلى إثبات استقلاليتي والتأكيد على أنني ابن والدتي أيضاً. . . المرأة التي أحبها وأقدر ذكراها والتي لن أسمح بمحوها من الوجود "
" ظننت أنك رسام. جعلتني أنا وداسموند سليفن نثق بموهبتك. الرجل دعمك وأنت الآن تتخلى عنه "
" كسب داسموند الكثير هذه الليلة ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد. أوضحت له منذ البداية أنني لن أمتهن الرسم. أنا من عائلة زاندروس وعلي تولي منصبي عندما يقرر والدي التخلي عن الإدارة. الكثير من الناس حول العالم يعتمدون علينا وعلى تطورنا. أود أن أكون على قدر المسؤولية وأن احدث فرقا و. . . صدقيني لا أجد في هذا العمل مشقة "
حمل صوت روان الكثير من الشغف وهو يكمل بهدوء" لكنني سأتابع الرسم في أوقات الفراغ وأعرض أعملي في البارسيفال. وافق السيد سليفن على ذلك وهذا ما يجب عليك فعله ما دمت زوجتي "
جلسا في صمت مطبق جنباً إلى جنب حتى وصلا إلى تيتان بلاس. هناك أيقنت هارييت ما الذي يعنيه أن تكون زوجة روان زاندروس من خلال الترحيب الحار الذي أبداًه المدير الذي انحنى احتراماً عندما صافح هارييت ومرافقته لهما إلى المصعد الفائق السرعة. أخبرها روان بنبرة خالية من أي تعبير " سنقيم في الجناح الملكي. أتمنى أن يسرك ذلك حبيبتي ".
تم إرشادهما إلى غرفة الجلوس الفخمة المزينة بالأزهار وذات الأضواء الخافتة نسبياً. بعدئذ سمعت طرقاً على الباب وما لبث أن أدخل النادل عربة عليها أباريق من القهوة والشاي والشكوكولا الساخنة أضافة إلى مجموعة من الشطائر لذيذة تحت غطاء زجاجي على شكل قبة.
بعد أن غادر النادل قالت " يا إلهي لقد أحضروا كل شيء ".
أجاب روان وهو يتنأول قطعة من سمك السلمون المدخن المغطى بالكافيار " لعلهم يشعرون أن الأزواج خلال شهر العسل يحتاجون إلى القوة. أحضر لك شيئاً؟ ".
" لا شكراً ".
قال وهو يسكب فنجان فهوة " أنت تشكرينني بطريقة تجعلني أشعر كأنك ترسلينني إلى الجحيم ".
" عليك أن تجد لنا مخرجاً من هذه الفوضى المروعة إن أردتني أن أشعر بالامتنان ".
قال " هذا الوضع من صنعك. يبدو أنك نسيت ذلك ".
" وجب عليك تحذيري. . . إخباري بقدوم والدك ".
" أنا نفسي لم أعلم حتى عصر هذا اليوم. تم إرسال دعوة له لكنني لم أتوقع أبداً أن يحضر ".
أردف قائلا " الآن علي الذهاب لمقابلته. سأحأول إقناعه بعدة أمور ومن ضمنها أننا مغرمان ببعضنا. بالطبع سأواجه صعوبة هائلة في هذا الأمر ".
أشار بإصبعه نحو الباب الذي يقع في الجهة الأخرى من الغرفة وأضاف " غرفة النوم هناك. أتمنى أن تجدي كل ما تحتاجين إليه. . . ما عدا بيجامتك بالطبع ".
" غرفة النوم؟ أتعني أن هناك غرفة واحدة؟ ".
" وسرير واحد. أخبرتك حبيبتي أننا في جناح شهر العسل وأن علينا الاستفادة منه ".
بعد عدة دقائق راحت هارييت تعاين الغرفة. هذا أكبر سرير رأته في حياتها. فحجمه يوازي ضعف حجم السرير في شقتها استحمت بسرعة وهي تدرك أن روان قد يعود في أي لحظة ثم لفت جسمها برداء وجدته في الحمام البالغ الأناقة. أخيراً أوت إلى السرير بعد أن أزاحت وسائدها إلى حافته حتى باتت على وشك الوقوع على الأرض. لكن كيف عساها تغفو؟
بعد مرور وقت طويل سمعت باب الجناح يفتح ثم يغلق. ثم شعرت بروان عندما دخل غرفة النوم بهدوء واقترب منها. أمسك بطرف الغطاء وشده قليلا إلى الأسفل ثم قال بسخرية " أنت لا تجيدين التمثيل عزيزتي هارييت. أتنوين النوم بهذا الرداء؟ سوف تختنقين ".
شدت هارييت الغطاء عليها من جديد ثم نظرت إليه وقالت" اطمئن لن يصيبني مكروه ".
توجه روان إلى الحما وهو يخلع ملابسه ويرميها على الأرض.
دفنت هارييت وجهها في الوسادة وهي تشعر بالخجل من موجة العواطف التي اجتاحتها. بدأت الذكريات تتدفق عليها بقوة وشعرت بوخز طفيف في جسدها بأكمله. أحست أنها انتظرت إلى الأبد قبل أن تسمعه يخرج من الحمام. توجه روان نحو السرير وأطفأ الأنوار.
شعرت بالسرير ينخفض تحت وزنه وانتظرت أن يقترب منها وظلت تنتظر. . .
أخيراً خاطرت بإلقاء نظرة سريعة نحوه فرأته نائما بهدوء وظهره نحوها. شعرت هارييت بالدموع تحرق وجهها. إلا أنها لم تستطع الحراك أو إصدار أي صوت لأن الرجل الذي تتوق إليه مستلق على بعد ذراع منها وقد يسمعها. سماعه لبكائها سيسبب لها جرحاً لن تتخطاه أبداً.
تساءلت كيف ستتحمل الليالي القادمة بانتظار انتهاء هذه المسألة التي تدعى زواجاً.
انتهى الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور mymemory   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن ترحل الشمس, احلام, دار الفراشة, روايا رومانسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, the virgin's wedding night
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية