لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-18, 07:21 AM   المشاركة رقم: 1941
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

صباحكم ابتسامة
صباح النهايات

في الإنتظار 😉

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد   رد مع اقتباس
قديم 18-02-18, 09:34 PM   المشاركة رقم: 1942
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230432
المشاركات: 60
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام ابرار عضو له عدد لاباس به من النقاطام ابرار عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 110

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام ابرار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

قبل تنزلى النهايات طمنينا فى روااااية جديدة ولاحتى مشروع روااااية نعيش على املها

 
 

 

عرض البوم صور ام ابرار   رد مع اقتباس
قديم 18-02-18, 09:41 PM   المشاركة رقم: 1943
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2017
العضوية: 328041
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريميهR عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريميهR غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

مساء الخيرات مساء الوداع بقد ماني متشوقه للختام بقد ماني حزينه على فراق الشخوص اللي كانو مرافقين لنا لاكثر من سنه بنفقدهم كثير صراحه لاني طول متابعه الروايه وانا احس انها حقيقه كأن احداثها تدور في بيت من بيوت جيراني حتى شوارعهم وبيوتهم مرسومه في خيالي كأنها حقيقه وكأني مشيت فيها بيوم ومريت من جنب بيوتهم احساس عالي بتفاصيل روايه من اروع ما يكون شكراا كريس على الابداع شكراا على دقه وصف لن يشبهك احد بدقته وشكرااا على الشهور اللي مرت وانتي قمه في الالتزام والابداع والروعه 🌹🌹اتمنى مايكون اخر العهد الى الأمااااااام 😘😘😘

 
 

 

عرض البوم صور ريميهR   رد مع اقتباس
قديم 18-02-18, 10:07 PM   المشاركة رقم: 1944
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

بســم الله الرحمن الرحيم
الكلام إلي في خاطري أبتركه ختاميه للجميع .. لكن بما أن النت سئ جدا عندي .. أبنزل البارتين ع فترتين .. لأن تنزيل بارتات طويله في ثلاث منتديات .. صعبه .. والنت مايساعدني وراح أتأخر ع بعضكم لذلك بارت ينزل بالأول بعدين .. بوقت البارت إلي بعده ..


(70)


عقدت حواجبها فيما بادي بنظرة أستغراب حرك راسه صوب متعب إلي راح يدفع خطواته صوب الغرفه .. الغترة مرتميه ورا كتوفه والهوا تدفعها بقوة .. يلف الورقه بين أصابعه .. يمسكها بشده .. تظل نوق تطالعه لين ما أختفى من قبالها .. ترجع تقابل بادي تنطق برعشه تركها غضب متعب عالقه في صوتها

" لا تخليها .. أجوديه مافي قلبها على لسانها .. وأدق عليها وجوالها مغلق .. لا تخليها تحت رحمة أحد وأنت ظلك موجود لها .. ! "

أستدارت حتى تدفع خطواتها لباب المدخل فيما هو ظل واقف بصمت وكلماتها الأخيره رمت سهامها صوب قلبه .. حس بوجع غريب .. ينهك شي فيه .. تدخل نوق من باب المدخل .. ترفع برقعها بحزن حتى تسحبه بعيد عنها.. وأول مادخلت الصاله وقفت .. قلبها وفكرها ومشاعرها مشغوله برحمه .. يارب يحنن قلبه عليها ويروح لها .. لولا كل ماصار وماهم فيه هالحين كانت حاولت تروح لها للخرج .. تزورها .. لكن لا زالت أوضاعهم مشتته .. وجدتها تحاول تتقاوى ويكسرها غصب عنها حقايق أنكشفت بلا ميعاد .. ولا تدري ليش مغلق جوالها .. ليش ..؟
تتنفس بعمق دافعه خطواتها البطيئه صوب الدرج .. تبدلت الأحوال بلحظة .. تبدلت سبحان الله وهي كانت تعتقد أن الفرج كان على هيئه أشياء واجهتها .. تنحني تجلس على الدرج ببطء ..وماكانت تتوقع ولا واحد بالميه أن ممكن يكون بهيئه صوت أبوها منتشلها من الماضي والذكريات والأوجاع فجأه ..
" نوق .. متعب مكلمتس ..؟ "
تقولها شيما إلي جت لها من فوق تنزل بخطوات عجله .. تحرك نوق راسها وهي ترفع عيونها لأختها ... تنطق بتعب يستنزف مشاعرها من داخل
" إيه ..دخل تسنه صاروخ رمى علي كلمتين وراح لغرفته .. قال أبي أختتس وشيما وأمتس"
شيما بضعف : إيه دق علي أخلعني صوته .. والمشكله إني مابي أطلع له .. خلاص يانوق تخيلي يحدد الزواج قريب وهو شايفني من قبل .. لازم ماعاد نشوف بعض
نوق بصوت متملل : من فكرته ذي ..؟
شيما تتقدم حتى تنحني جالسه بجنبها : فكرتي ..
نوق حركت أصبعها : أجل أجليها اليوم بس .. بس هو من يبي بالضبط
شيما أنتفضت واقفه : يبي نوير .. ياربي منها .. أففففف .. أففففف
نوق وبخوف :لايكون صاير شي ..

تفز واقفه وهي تلم عبايتها حتى تصعد ورا شيما إلي دفعت خطواتها سابقتها للدور الثاني .. بس فجأه توقف من وقفت شيما متسعه عيونها أول ماطلعت من باب الدور الثاني .. وعد .. نافخه صدرها وتمشي ببطء .. وجها يغطيه ماسك لونه أصفر .. مع كفوف أيديها إلي تباعدهم حتى مايلامس قميصها ..
" بسم الله ! "
تقولها شيما وهي تبعد عن طريقها لاصقه في الجدار ..
وعد بهدوء : وخروا لو سمحتوا
نوق : خير إن شاء الله .. وراتس تمشين تسذا تسنتس ( كأنك ) رجل آلي
وعد وقفت قبال نوق وهي تطالعها بنظرة قهر : عميا أستغفر الله .. ماتشوفين وش أنا حاطه بوجهي !
نوق تنحّت .. حركت يدها بوجه أختها : الظاهر الماسك هذا شافطن عقلتس .. أحتسي عن المشيه .. وبعدين شعرتس وراتس رافعته لفوق بهالشكل .. قلبتي وصرتي من شعب الصين!
وعد : أنتي وش يعرفتس .. هذي أتكيت الماسكات .. لازم تظلين تسذا ولاّ خرب
نوق رفعت عيونها للسقف .. نطقت من قلب : يالله يارب .. يالله أنك تعين ولد عمي مشعل .. تعرف أنه ضعيفن طاح في حب وحدتن وش أقووول بس

حركت وعد يدها بقوة بوجه نوق
" شوفي ..الوعد لا ولدتي .. "
نوق أنفجرت تضحك وهي تعبرها : وش دخّل !
وعد أستدارت لها .. نطقت بعصبيه : أصلا بيلقى وحدتن نفسي .. هه وش زيني وملحي

ضحكت شيما بقوة وهي تدخل من الباب .. رفعت نوق صوتها وهي تضحك
" عز الله بذي صدقتي .. مافيه نفستس ماهوب بالسعوديه وبس أظن بالكره الأرضيه كلها "

أسمع ضحكات خواتي وأنا واقفه قبال الكبت .. أرتب ملابسي بهدوء .. ليتني أقدر أشاركهم هالضحك .. ليتني أقدر نفسهم أتعدى مرحلة مامرينا فيه .. وتسان ثقيل .. ثقيل على صدري .. صوت أبوي تسنه أرسل الموت لروحي .. كل شي أنتهى من بعد ماقاله .. عجزت أشوفه بدايات .. عجزت .. كثير أشياء أحتاج فيها نادر وأبوي .. والله العظيم أحتاجهم .. يوجعني هالأحتياج لهم ومانيب قادره ألقى من يحل محلهم .. بيني وبينهم مسافات بعيده .. بعيده الوصل فيها بالدعاء .. الدعاء وبس ..
" نوير .. متعب طالبتس .. تحت "
أحرك راسي ببرود صوب شيما إلي دفعت الباب ودخلت .. الأبتسامه لا زالت على شفاتها وراها نوق تدفع شيما بعيد عنها .. وتدخل علي .. تتقدم منحنيه جالسه على السرير تطالعني .. تنطق بتشديد
" نوير .. متعب جاين معصب وطالبتتس .. تكفين ياخيتي علمينا وش فيه .. خلاص كلنا عرفنا أن عندتس شي .. بس ليش تسذا ساكته .. ليش .. لا حنا عارفيين وش وضعتس ولا ليش تسذا حالتتس ساكته "
عطيتها ظهري وأنا أدفع ملابسي على الرف أحطهم .. أنطق بهدوء
" وضعي وش فيه .. وش شايفه زايدن فيه عليكم "
" تستهبلين يانوير بذا الحتسي إلي تقولينه ! "
ضميت شفاتي حتى أسحب باب الكبت وأسكره .. أتحرك صوب عبايتي .. عندي أحساس أنه وصل له ما صار بيني وبين بتار .. في الحقيقه أنا ماكنت أبي أقوله .. لأني كنت أنتظرها لعلي أقدر تجاوزها .. ولقيتني في كل عجز وقلة حيله أنتظرها .. أنتظرها وكل مامر الوقت أحسني أضعف من داخل .. أفقد رغبات تسثيره للحتسي .. أفقد نفسي .. نفسي أنا .. ألبس عبايتي والشيله مع النقاب ..
" أبروح له "
تحركت لكن وقفت من مسكتني نوق .. عيونها متسعه بقوة .. تنطق بقهر
" نوير وش فيتس .. والله العظيم لوني ما أعرفتس زين وأعرف طبوعتس تسان شكيت أنه أنتي نوير .. وش بلاتس غديتي تسذا حتى الصوت يالله يالله ينسمع "
" نوق الرجال ينتظر بالله خليني أنزل "
سحبت يدي بقوة حتى أتحرك طالعه من الغرفه .. كنت أعرف أني بروح له وبيخانقني .. أعرف أني بواجه صدمتهم .. بواجه كيف أتنازل عن الشيخ .. الشيخ بتّار .. أنا عارفه أن ماراح أحد ينتبه لي .. وبيذكرون حتسي أبوي .. صوته .. حزنه .. وصاته لي إلي ماراح أقدر عليها ..
" أنتظري يانوير دقيقه .. طالب أمي "
ورحت أمشي أجر خطواتي .. لو كنت موجود يبه .. هل كان حالي بيكون أفضل .. أو لو كان نادر أخوي ... أسحب هوا بعمق من طلعت للحوش .. رحت أمشي فالسيب والشمس بارده ..
هوا بارده تهب في هالظلال إلي تحتوي المكان .. أصعب ما أدركته .. أني مجبورة أكون نسخه طبق الأصل من صورة مزيفه رسمها نادر لي في فكر هالشيخ .. وظل سنين يحسب أني ملاك أبجيه كامله .. أنا أنسانه مليانه بالعيوب .. مثلي مثل أي وحده .. لكن أني أجاري هالصورة وأكون خلاف نفسي وأتظاهر وأمثّل .. مستحيل .. مستحيييل .. مهما ماقاله أبوي .. يظل مايعرف فاللي يوجعني .. فاللي واجهته .. وقفت عند باب غرفته .. أسمع ضرب ورق في بعض .. أنا عارفه أن داخلي أشياء معقده .. وفراغ .. وحاجات أحتاج فيها لعصا أتساند عليها .. وتعبانه حد الهلاك من نفسي إلي تنتقل مابين هالأشياء حتى ما أدري لمتى ..؟
" قالوا أنك تبيني "
" تعالي أدخلي "
تقدمت للباب وصوته ثاير .. شفته يجلس على طرف السرير قبالي .. يطالعني بنظرة عصبيه .. قبضة يده محكمها بقوة على ركبته ورافعها لفوق ..وبدون أهتمام رمى الورقه جنبه بيده الثانيه لكنها طارت نازله من السرير للأرض .. حسيت بقلبي يدق بقوة .. أدركت فيها أن طاري الأنفصال وصل .. وماعاد من مفر ..وقفت عند إطار الباب .. حرك راسه أكثر وصوت خطوات شيما أسمعها لين ما أقتربت .. صار خلفي ودخلت الغرفه ..
" أدخلوا وسكروا الباب .. مابي أحد يسمعنا ولا أبي يوصل صوتنا ثم أحد يتدخل "
عقدت شيما حواجبها بقوة .. شفت الخوف بعيونها وهي لابسه عبايتها ونقابها عشان عيال عمي .. رفعت أيديها تفصخ نقابها .. وأنا عيوني بالأرض أطالع سجاد غرفته وريحة الأثاث تحوم بغرفته بشكل خفيف .. تقدمت للغرفه أكثر .. أبلع ريقي بصعوبه .. أضم أيديني في بعض بقوة ..
" مساك الله بالخير ياولدي "
قالتها أمي بصوت مرتبك .. ماخفاني أن أمي لها أيام وأيام وهي تحاول جاهده تحررني من صمتي .. تحاول فيني أحتسي وأقول ما أكتمه بصدري .. بس ماقدرت .. ماقدرت .. وأنا إللي طلبته لا نوى الفرقا مايقوله لين يتمم الأمر كامل .. تسيف بروح من وراه وأقول .. !
" هلا ياخاله .. شيما قدمي لخالتي الكرسي خليها تقعد "
" أبشر "
يتسكّر الباب .. تتقدم مني شيما حتى تضغط ع ريموت المكيف إلي كان جنبي .. يرتفع صوت زوجها
" وراتس شغلتيه ..؟ "
" ماعليك يامتعب "
.. أرفع عيوني ونبض قلبي أحسه وصل لراسي من كثر ما يتسارع .. رعشات بجسمي ماقدرت أمنعها .. تسحب الكرسي لأمي .. وعلى طول أشرت أسحبه جنبي .. ومن أقتربت شيما بالكرسي جنبي .. جلست عليه أمي ببطء .. قمت أرجف قبل لا تبرد الغرفه .. أول مره أنحط بهالموقف .. أول مره أحس أني بموقف غلط وقلبي متصدّع .. من أشياء تسثيره .. حركت يدي اليمنى .. أمسك فيها يدي الثانيه .. وأنا خلاص أحسني أنتهي .. أنتهي
" وش بينتس وبين بتار .. يانوير "
قمت أرجف .. وصوته الثاير هزني .. كرهت هالضعف إلي فيني .. كرهت أني وصلت لهالمرحله بسببه .. أرخيت له رقبتي وقلبي ونفسي .. عطيته نفسي حتى أني فقدت معه قوتي .. من أنا .. من أنا من بعده .. بقايا أشياء مادرى عنها .. بقايا محاولات فشلت ..
قلت بصوت بارد أحس فيه بالموت
" قل لهم ماوصلك ! "
طالعته .. لقيت عيونه تتسع .. تنطق أمي بضعف
" ياولدي ذي مانت ماخذ منها لا خير ولا شر .. والله كملنا أسبوع وعليها وحنا نحاول فيها"
" بتار رايحن للمحكمه بيطلقها لولا واحدن يقاله ابن مسيعيد .. رده ودخل عليه ما يستعجّل وهو ما يعرفنا لكنّه يعرف الرجل .. ومالقيته إلا داقن علي قبل شوي .. وينشدني عن السبب قال لي بتّار رافض يحتسي عن الأسباب .. أخذ رقمي من مساعد إلي تفاجأ نفسي بالأمر "
قالها بصوت قوي مندفع .. ضربت أمي صدرها بخرعه .. لفت لي مصدومه .. عيونها سكنها خوف مرعب.. نطقت
" يامهدومه .. وش أنتي مسويه .. "
وحسيت بروحي تنازع الموت .. تنازعه كنت متوقعه .. ردة هالفعل .. هاللوم .. هالأتهام ..رصيت على أسناني بقوة وأنا أنازع عبره تتكور في حلقي بقوة .. لكن عيوني فضحتني .. سبقتني بضعفها .. لقيتها تمتلي بالدموع غصب عني فيما شيما إلي جلست بجنب زوجها ظلت تطالعني متخشبه في مكانها .. تحركت من تعلقت أصابع أمي بعبايتي .. تجرني من ماتونس من قهر وخوف وصدمه ..
" أحتسي يابنت لا والله تشوفين من العلم مالا يجوز لتس "
سحبت عبايتي مبعده عنها خطوتين بس حتى أوقف .. أسحب هوا بقوة لصدري .. بقوة أنطق بصعوبه
" حنا أنتهينا يمه .. أنتهينا "
ترفع أمي يدها بحرقه .. تنطق
" أحتسي يابنت عدل ! "
أرتفع صوته ..
" الرجل أعرفه زين .. ماهوب مقدمن على أمر الطلاق إلا لا تسان الأمر شديدن قوي .. وأنا"
حرك يده يضرب صدره
" أنا كنت حاس من تخلّف من حضور وصية أبوتس وتسن الأمر ما عاد يهمه .. ولا دقيت عليه يتهرب من لقاي أو مقابلتي عرفت أن الأمور سيئه .. ما يحد بتار على هالحركات إلا إليا تسان ماله حيله لها "
" والله أني عارفه أننا مقبلين على أمرن عظيم من سكتت .. طلاق ! طلاق .. ليه وش صاير عشان يطلقتتس .. ؟ "

قالتها أمي بحرقه وهي تطالعني بعصبيه .. قامت تضرب أيديها على فخوذها .. تنطق بصوت أنكسر
" ماسمعتي تسيف أبوتس موصيتتس تحافظين على رجلتس ومعترفن لتس أن الرجال شاريتس "

ظليت أطالع أمي وتفاصيل تسثيره أختلطت براسي .. وكلامهم مايجرح إلا صبري .. وش فيهم .. وش فيهم صاروا يعرفون بتار كلهم .. وأنا من يعرفني .. من ؟ أنا غلط أو هم ..؟
من يمشي عكس الريح .. أنا أو هم ..؟ من المفروض يحافظ على الثاني ..؟
حاولت أحتسي بس عجزت .. عجزت لقيتني أدفع نفسي بقوة صوب الباب .. أفتحه وأطلع .. أبي أقولهم ماصار .. وش أسوي قبال شخص تسان حاسب نفسه بيقابل وحده راسمها في باله من حتسي .. ثم يتفاجأ أني ماهيب إلي في باله .. قالي لي طقت تسبدي .. أعلن نفاذ صبره ..
" يااانوير .. نوير "
تناديني شيما وأقطع المسافات داخله البيت .. تطلع بوجهي عمتي .. وقفت تطالعني وأنا خلاص ماعدت قادره .. قمت أبتسي .. قهروني .. أقسم بالله أحس بصدري شي يحرقني ..
" نوير يمه وش بلاتس "
" وش فيها نوير !! "
تقولها جدتي بصوت عالي .. أصعد الدرج .. أنطق والعبره أنفجرت من شفاتي
" مافيني شي .."
أتسذب على روحي قبل ما أتسذب عليهم .. أدخل غرفتي وأسكّر الباب .. أقفله بقوة .. أنهار أبتسي غصب عني .. والله غصب عني .. والله .. أتحرك للسرير ورجولي ترجف من العبره إلي تهلكني داخل صدري .. أبي أحد .. شخص واحد بس مايخذلني .. ما يرمي سهام الحتسي صوبي .. يتهمني .. أبي أحد يسمعني .. مافيه .. والله مافيه .. خلاص أنا أنتهيت .. يارب تعجل بأمر هالطلاق .. يارب متى تمر الأيام سريعه .. تشفي قلبي .. يارب .. يارب تعجّل فيه لأني قاعده أفقده .. قاعده أحس بشي تسبير بصدري مانيب قادره أتحرر منه .. قاعده أحس أني أخسر .. أخسر أهلي ونفسي ..
.
.
.
الشمس تتباطى فالمغيب .. فيما هو يوقف بطوله بمسافه بعيده عن المحطه .. يلعب بالسبحه وهو يحركها يمين ويسار .. يرفع أطراف غترته لفوق راسه بشكل فوضوي فيما يوقف بجنبه عواد إلي لازال يتعكز بعصاه .. يلبس ثوب سكري والشماغ بأناقه يرتمي على كتوفه ..
تغطي تفاصيل ملامحه نظاره شمسيه ..
" أجل عارفن فيها من زمان "
يقولها جلوي وهو يحرك نظرته صوب عمه إلي يوقف جنبه وكأنه في عالم ثاني .. يكتفي يهز راسه ببطء وحواجبه تنعقد بضيق يفضحه .. وبعد صمت أمتدد لدقايق تحركت شفاته
" عرفت من خلفان يومنه دق علي وأنا معطيه خبر إن الأمر بيطوّل وماهوب بيدي .. فالبدايه يومني سمعت الأمر تسذبته لولا أنه حاججني بالأدله .. وبعدين أنت مدري وقتها وين غديت وجى بعده تعبي ومشاكل خوال ناديه .. تسان ودي أواجهك في ما عندك وعرفته بس الظروف عاكستني "

تحرك عواد مقابل جلوي .. يسحب نظارته الشمسيه مأشر فيها بأستفهام
" وش تسان حادك تخبي هالمحطه .. تشريها وتتركها كل هالسنين موهمنا أن راس مالك حلالك "
يفرك جلوي السبحه بين أيديه وهو يسحب هوا بعمق لصدره
" لأني شايفني أشياء واجد خلتني أراجع حساباتي ياعواد .. من أول مافارقت نوق فالمره الأولى وفضى مكانها .. عرفت وش في أشياء ماكنت منتبه لها وهي موجوده لأنها تساندني .. شفت نفسي وحيد كلن يحسبني محتاجن مساعده في كل أموري .. "
" عندك غيرها "
هز راسه ببطء حتى تتسع عيون عواد والدهشه راحت تتسع في ملامحه
" أستراحة أقساط .. راعيها برا الديره ومايبيها .. وتوسط لي خوين لي عشان تظل أقساط "
" ماشاء الله والله أني متفاجأ تسان تبي الصدز "
يبتسم جلوي
" أنا إلي متفاجأ أن سعر المحطة واصلن لهالسومة .. للحين مانيب مستوعبها "
" عطني علمك "
" والله ياعواد هذي مصدر رزقي ورزق عيالي .. ما أقدر أبيعها "
" زد بالسعر إلي تبي وأبدا بمشروعن ثاني .. وأنا مستعد أدلك على مشاريع تكسب من وراها ذهب وتحتاج راس مال تسبير .. خذ نصيحتي ياجلوي .. لازم تحرك راس مالك عشان يزيد .. أما أتركه تسذا مايصير .. عيالك ومصاريفهم بتزيد .. ماهيب قاعده على حالها .. أتعب ياجلوي لو لكم سنه عشان ترتاح سنينك الباقيه .. "

يدق جواله وعلى طول يسحبه من جيبه .. أبتسم ببطء من شاف الرقم .. يفتح الخط ..
" هلا "
يرتفع فيها صوته أول ما أستقر الجوال عند أذنه ..
".. وينك "
" ليه "
" ناديه .. "
تحرك تارك جلوي حتى ينطق بصوت أنخفض
" إيه "
" اليوم رحلتها للندن .. مع أختي وزوجها .. "
نطق بهدوء والضيق يحتوي صوته
" قررت أجل "
" إي "
" وعادي عندك ..؟ "
يضحك بهدوء
" ماينفع بالجوال .. أبي أقابلك "
هز راسه عواد ببطء
" لو تبي بعد المغرب .. ماعندي مانع .. بس شف أرسل لي الرقم إلي عندها .. أبتأكد أنه إلي عندي "
" أبشر .. وأبرسل لك موقع الكوفي إلي أبنتظرك فيه "
" طيب .."
أبعد الجوال عن أذنه حتى يرفع عيونه للسيارات إلي عبرته بسرعه .. ونور الشمس البارد
يطل عليه بعين الفراق .. لحظات ويرتفع صوت الجوال .. يتوجه للواتس حتى يفتح رسالة فارس .. يدخل على الرقم إلي أرسله .. يكتب
" هلا ناديه .. أنتبهي على نفسك زين .. وتأكدي إنتس لا رجعتي راح تلقين مايرضيتس ..لاوصلتي هناك صوري مكانتس وأرسلي لي أنتس وصلتي .. وراسليني أو ترا جيت يمك وأنتي لتس الأختيار .. "
أرسلها وضيق غريب يكتم على صدره .. يرجع يطالع الشاشه من ظهرت متصل ..
" هلا .. بإذن الله "
يطالع ماكتبت مختصره الحديث بكلمتين .. يكتب
" تذكرين من تسان يقول طريقنا وأن أفترقنا بنلتقي "
" تسان ياعواد .. قلته ! "
"تغيّر مافيتس ..؟ "
" إيش عندك ترسل علي .. فضيت متأخر "
ضغط على حروف الكيبورد بقهر حتى يكتب
" هذا سؤال بالله .. ناديه تركتتس عشان تاخذين وقتتس بالتفكير وترتبين وضعتس وأمورتس .. "
" ماقصرت "

ضم شفاته بقهر حتى يدفن الجوال في جيبه ويستدير يمشي راجع لجلوي .. تارك لها الصمت وبعض الوصايا !
.
.
.
الخرج
الساعه 8:30
تفتح باب الحمام وهي تجمع ملابسها كلها بيدها .. فوطة تلتف حول شعرها المبلل وملامحها الصامته .. الشاحبه لا تزال تعيش بقايا الليله الحزينه إلي قضتها لحالها تسترجع ذكريات رحلت مع أصحابها .. تدفع خطواتها البطيئه وهي تلبس بجامه سماويه .. ناعمه تغطي جسدها .. صوب غرفتها .. في فكرها أخوها وليد .. أكيد تأخرت عليه .. لازم تنزل تحت تعطيه من علاجات أمها ولو أنها بعد بتخلص ولا تدري وش بتسوي ..توقف تطالع باب الغرفه المفتوح بأكمله حتى تعقد حواجبها .. طلعت ومتأكده أنها مسكره الباب .. أكيد أنها الخدامه الغبيه .. هذي وهي منبهتها لا تدخل غرفتها نهائي إلا إذا كانت موجوده ..تنفخ فمها بالهوا بكل صبر حتى تدفع خطواتها صوب الغرفه .. تدخلها وبسرعه تسحب الباب بعصبيه مسكرته .. ومن أستدارت حتى تحس بتيار الهوا ينقطع ..والزمن يتوقّف ,, تعلق عيونها فيه وهو يجلس بكل أناقه على طرف سريرها .. شحنة كهرب حست فيها تسري في عروقها .. وحراره تسري على طول عمودها الفقري ..
" ماخبري فيتس تسذا تطولين لا دخلتي تتروشين "

وبكل صعوبه .. حاولت .. وإن كانت فاشله .. تسحب هوا لصدرها .. ووجع ضخم راح يمتلك قلبها حتى نوت تنحني من الألم إلي أدركها .. رجعت تتأكد أنه هو .. تحوم عيونها في غترته إلي يرمي أطرافها لورا كتوفه .. عيونه الواسعه .. عوارضه .. تنزل لصدره .. لجزماته .. وبلمح البصر ترجع تطالعه .. وفجأه عشان تثأر لعزة نفسها وكرامتها تتحرك بخطوات تحاول تكون متوزانه .. صوب السله ترمي ملابسها فيها .. شعور الموت تحسه يزحف ببطء في روحها .. ظلت تجاهد تظل بارده .. جامده من أي مشاعر ممكن تفضحها .. يعقد حواجبه بادي حتى يرفع جوالها ينطق
" ليش الشريحه ماهيب موجوده .. أشغلتيني وأشغلتي نوق عليتس "
ترفع عيونها له .. تنطق بصعوبه
" ممكن تتركه في مكانه "
نطق بدهشه
" ممكن ! "
تبلع ريقها بصعوبه .. والحراره تحتضن جسدها كما لو أن فيها حمى .. !
تقرر تتحرك متجاهلته صوب المرايه .. ترفع أيديها ساحبه الفوطه .. أستدار لورا يطالعها ولا كان مستغرب ردة فعلها .. كان متوقع أسوأ من هالأستقبال .. راحت عيونه تلتهم ملامحها .. فعلا أشتاق لها .. أشتاق ولو أن أنفعاله وغضبه كان أكبر من كل شي .. يزفر هوا بقوة حتى يتحرك ينهض من مكانه .. يقترب منها حتى يسمح للأشياء كثيره تتخبط بداخلها .. وهي بسرعه تراجعت لورا خطوة ..

بادي بهدوء : من حقتس تزعلين وتتضاقين وتعصبين ..
رحمه وهي تحس بغصه تخنقها : ماعاد أمرنا واقف على زعل
بادي وهو يوقف بطوله مثبت خطواته قبالها : يعني وش

ترفع عيونها لملامحه إلي تنجذب لها .. لمشاعرها تجاهه و إلي ظلت لأسابيع تدفعها تشتاق له .. تفتقده .. ولاتدري كيف بتتجاهله .. أستفهامات ومشاعر غريبه راحت تحتويها .. لكن في داخلها .. يعز عليها نفسها .. ماتبي توضح له أنها مندفعه صوبه وصوب أهله وصوب الحياه والجمعات والناس .. مع أنها تخاف الوحده من بعده .. تخاف ترجع لدوامة العزله .. تخاف من أنها تعيش لأفكارها السوداويه ..
" يعني أنا موب رحمه إلي أخذتها شفقه ورحمه"
بادي أتسعت عيونه : وش هالموال الجديد .. أستهدي بالله
رحمه بقوة تنطق وهي تهز راسها : إلا أخذتني شفقان علي ..
بادي برفض : رحمه وش بلاتس ..؟ أنا صحيح طلعت من طوري وعصبت بس من صدمتي باللي شفته ..

تقدم أكثر .. حط أيديه على كتوفها وهي فجأه ملامحها صوبه قست ..
" والله يارحمه إنه شين طالع من إرادتي .. غصب عني .. غصصب "
تحركت شفاتها وصوتها يتكسّر
" وصدقتني ! "
بادي بضياع : أنا مانيب جاي عشان نحتسي عن هالأمر .. جاي أقولتس آسف على كل ماقلته .. والله ماتسان بيدي

أتسعت عيونها والألم يتمدد بصدرها .. شي من خيبات راح تسلل من أفكار تغذيها أقوال حريم عمانها .. نظرة الناس .. هدوئه .. لا مبالاته وهو إلي كان أشد غضب للدرجه إلي صرخ طاردها من الغرفه .. ليش يقابلها بهالشكل .. ليش يقرر مايناقش .. لهدرجه يرحمها ..يقتلها هالشعور .. يقتلها .. تمايلت بسرعه حتى تدفع خطواتها للباب .. تنطق وصوتها يضعف مأشره عليه
" أنا ما أحتاج منك ترحمني ولا أحتاج تجي عشان حالتي وحالة أخوي .. والحليب أنا ماكبيته .. أنا بس حطيته على طرف الصندوق ويوم بكى أخوي رحت له .. بعدين يوم رجعت لقيته مكبوب بوسط الصندوق "
أختنق صوتها ولاتدري ليش راحت تبرر ماصار مع أنه ماسأل ولا طلب .. ورغم أنها ماخذه العهود على نفسها .. ماتقول شي .. تصمت عن الكلام .. ليش هالحين ماهي قادره تسكت ..تحس بوجع ما ضخم يلتهم قوتها .. ولسبب غريب راحت تقاتل قباله بضعف وبالكلام
" أنا أستاهل إلي صار .. لأني تلقفّت على أغراض واحد غريب .. ما أعرفه .. ولا يشوفني غير وحده يرحمها .. كاسره خاطره .. لأن أهلها ماتوا "
رفعت أيديها بقوة والدموع راحت تبلل عيونها
" قدامه .. كذا والوجع عنده واحد "
نزلت أيديها بقهر .. والصوت يجرحها ألف مره قبل يطلع
" أنا ما أحتاجك .. ما أحتاج منك شي .. خلاص .. أطلع من حياتي .. أطلع وخلني .. رح خذ لك وحده ماهي مريضه ولا فيها قل عقل .. وحده تقولها كل شي عنك .. ماتنتظر منك كلمه .. ماتنتظر منك شي "
أنحنت حتى تفتح الباب .. تنطق بصعوبه وضعف
" أطلع من غرفتي أبي أقعد لحالي "
وبهدوءه تحرك .. تحرك بدون مايعارضها أو يبرر .. عيونه ماتفارقها ..يشوفها تصد عنه وأوجاع متراكمه تندس في أرتجافة أصابعها .. أرتفاع صدرها وهبوطه .. فيما هو ظل يغرق بالدهشه .. لين ماطلع من الغرفه وبسرعه أتسكّر الباب من خلفه .. لف يطالعه .. نفس كلمة نوق .. نفسها .. تفوهت فيها ..
تنتظر ..؟ وش تنتظر منه ..؟ حتى جيته وأسفه ماكان له ذاك الأثر الكبير .. وبعدين وش الموال الجديد عندها .. ما أخذها أصلا رحمه وشفقه .. أخذها لأنها تشاركه نفس الوجع والفقد ..ممكن .. وممكن بعد لأنها أرتمت في طريقه .. أخذها يطق باب الفضول في وحده تهجمت عليه متهمته ... أبدا ماكان له دخل ماقالته .. رفع يده يحك بأصبعه جزء من عوارضه بعبث .. بيعرف الأمر هالحين وبكل سهوله .. بيتركها تقعد بالغرفه لحالها يمكن تهدا شوي وتعرف وضعها ..
وبسرعه دفع خطواته صوب الدرج .. حتى ينزل بعجله .. تاركها لحالها .. تحارب العبرات .. والوجع .. والأفكار الغريبه إلي تهدم كل مافيها .. !
.
.
.
" هلا بابا "
يرتفع صوته الطفولي المتملل
" بابا أنت ناسيني ! "
يضحك جلوي
" أفا وين أنساك .."
يهتز صوته الناعم
" بس أنا مليت عند عمه فوزيه .. وأكلّم ماما متى تجين وتقولي كل يوم بكره .. بكره .. بكره"
" أبشر والله من بيجيك .. جهز ملابسك وحطها بالشنطه وقل لعمه فوزيه تروح تجيب ملابسك الشتا من البيت .. المفاتيح معها .. طيب "
يتسع صوته بالفرح ..
" اليوم .؟ "
جلوي : جهّز حالك وأنتظرني أدق عليك
" طيب "
يبعد الجوال عن أذنه وهو يجلس على قطعة فرشة واسعه فالبر .. قباله سيارة جيب .. وعلى يساره يجلس أبوه .. يحرك يده حتى يحط الجوال على المركه .. ينحني بسرعه يمد يده صوب أبوه
" تقهو "
منصور يسحب الفنجان يقدمه له : من داق عليك عبد الله ..؟
جلوي يسحب الدله ويصب قوة بالفنجان : إيه يبه .. زهقان
منصور ضحك : جايته المدارس يابوك .. والله لا تطق روحه
جلوي : وأنا أشهد .. المشكله بعد يبه هالحين لزوم أنقله من مدرسته ..
منصور تمايل من أخذ الفنجان حتى يستند على المركه : أنقله يبه وحطه في مدرستن قريبه من مدرسة بنيات فوزيه .. يمرهم السايق سوا
جلوي بنظرة أستغراب لأبوه : وين يبه .. لا لا .. رحت بعيد .. أنا أبي أحطه عند نوق
منصور عقد حواجبه : لا تحط الحريم في مواجه بعض
" ماعليك يبه "
يقولها جلوي وهو يسحب الكبريت .. يجر الدافور له حتى يفتح الغاز ويشغله .. ينحنى يجر العزبه مقربها له .. يرفع راسه من شاف سيارة مشعل من بعيد مقبله عليهم ..
" هذا هو المعرس جاك .. من عطوه الضوء الأخضر ماقعد "
يحرك عيونه منصور والشمس تتمهل في جهة المغيب .. ضوئها الدافي يحتضن أجسادهم .. ينطق
" تلومه يابوك .. أنا أنصدمت يومنه علمني أبوي أنه رايحن من ورانا لأم نوق ووحاتسن معها "
" إي والله .. ماتوقعت منه هالحركه .. لكن ماينلام والله .. من زمان وهو يطلبها ويلمّح لكن مشاكلنا تركت أمره يتباعد .. "

تقترب سيارة مشعل حتى توقف بمسافه عن جلستهم .. تطفي سيارته حتى يفتح الباب وينزل بطوله وكشخته .. طرف من غترته يرتمي على كتفه والطرف الثاني يرفعه لفوق .. يمسك ظرف متوسط بين أصابعه .. يتحرك بخطواته الخفيفه صوبهم حتى يوقف منزّل نعاله .. يعبر من قبال جلوي صوب أبوه ينحني بكل أحترام يقبّل راسه ..
" مساك الله بالخير يبه "
" هلا .. هلا .. وينك غادي من الصبح "
رفع عيونه جلوي لأخوه إلي أنحنى جالس قباله .. يحط الظرف على الأرض .. ينطق وهو متربع وبحركه سريعه يسحب نظارته الشمسيه ..
" رحت يبه أحلل عشان نستعجل فالأمور .. ثم بعدها رحت يم أستراحة يمدحونها لي بعنيزة "
منصور أنتفض بضيق : وين تبي تقلعنا يابوك .. عندك الرس .. وبريده وقصر ابن عقيّل والأسياح كلها ذي متوفرتن فيها قصور زواج سواء تبيه عائلي ولاّ زواجن تسبير وفي بعد لو تبي أقرب
مشعل برفض : لا يبه .. أقرب لربعي وأخوياي .. وللمعازيم ..
جلوي : أنت وش بالك ذا الحين .. تحجز كل القسمين بالقصر ..؟
مشعل هز راسه : لا .. القصر إلي مختاره بجنبه إستراحة صغيره وحلوة .. فكرت فيها
منصور وهو يحرك يده : مسرعك .. تركّد ولا تختار بليا مشورة جدك وعمانك ..
مشعل : يبه وش أبنتظر بعد .. أسمح لي ربعك قد شاورتهم بأمورن وماطلوني فيها لين طقت تسبدي .. خلاص دامني أخذت الموافقه أبرتب أموري بنفسي .. وحتى الكروت باتسر أبمر وأختار وأرسلها عليكم واتس .. ترا عندي أمورن تسثيره علي أرتبها .. وراي ذا الحين أصدر لبنت عمي جواز عشان سفرتنا .. وعندي أوصي عمي عواد يشوف بيتن قريب لبيت جدي غير يبه مصاريف الحفل وأمورن تسثيره ..
جلوي بأستغراب : وأنت تحسب أنك قادر عليها بروحك .. لابد نتقاسم مع عيال عمك عشان ننجز وغير هالأمر المصاريف بعد ..
رفع يده ..
" فلوس القصر علي "
مشعل برفض : لا ......
جلوي حرك يده بأتجاه أخوه مقاطعه : والله ماتحتسي يامشعل .. ولا تعارض
مشعل : ياجلوي مابي .........
جلوي رفع صوته وهو يحرك يده : قلت لك ماتحتسي بهالأمر .. وفلوسها والمه
منصور أبتسم : عاد أخوك وحلف .. ماعاد لك من مدخل عليه

نهض مشعل من مكانه حتى يتقدم له .. ينحني بإمتنان يقبّل راسه .. ينطق
" الله يخليك لي .. والله عاد ماتركت لي مجال "
جلوي : الفرح ماهوب فرحك .. فرحنا كلنا ..

يرجع مشعل لمكانه حتى من جلس سحب الظرف موجهه لأبوه
" هذا يبه عاد مهر بنت عمي بصرافة الأنماء.. والرقم السري موجود داخل .. "
منصور وعيونه أتسعت : يامسرعك صدز .. تسان تركته ياولد لين ع الأقل تروح البنت تحلل وتشوف أمورها
مشعل يمد الظرف لأبوه : أبد يبه تاخذه ولا تسان عندها حساب تحوّله ولاّ تخلي صرافتي عندها .. مانيب بحاجتها لن تعرف أن عندي راجحي وأموري أغلبها عليه .. وترا مافيه هو مايعادل مهر أختها بالتمام "
منصور ياخذ الظرف : الله يوفقك يابوك .. الله يوفقك
مشعل يأشر على جلوي إلي راح يجهّز دلة جديده : ماقلت لي وش عندك مقرر تطلع للبر
جلوي : والله قاعدين أنا وأبوي طرت علينا تسذا والجو على ماتشوف ماشاء الله

يدق جوال منصور .. وعلى طول يعتدل دافن يده في جيبه .. يسحب الجوال ومن شاف الرقم .. طالع جلوي بأستغراب ..
" هذي نوق ! "
جلوي أرتفعت حواجبه تلقائيا : وش عندها

فتح أبوه الجوال حتى يستقر على أذنه .. ينطق بهدوء
" هلا "
نوق بإرتباك : هلا عمي .. لا تواخذني تسان داقتن عليك وأنت طالع للبر
منصور بدفا : لايابوتس دقي بأي وقت .. جوالي مفتوحن لكم
نوق وهي تصمت عن الكلام لثواني .. تنطق : عمي الله يخليك تسان تقدر تعال .. نوير أتعبتنا ماندري وش بلاها .. مسكرتن على نفسها الباب .. كلنا حاولنا تفتح الباب رافضه .. حتى عمي عواد عصّب منها ..
منصور وهو ينهض من مكانه بسرعه .. نطق بضيق : وش صاير
نوق بتردد : بتّار بيطلق نوير وهم متفقين .. ومن أسبوع هالشي ومتعب عرف بالصدفه من واحدن داق عليه .. يسأل عن أمرهم ..
منصور أتسعت عيونه بقوة .. نطق بأندفاع : وش هوووو ! أعوذ بالله

نوق بضعف : تعال الله يخليك كود تسمع منك ..
منصور : من متى هالحتسي ...؟
نوق : أمس
منصور : سكري يابوتس مسافة الطريق وجايتس
نوق : أنتظرك .. وتراي ماعلمت أحد أني داقتن عليك
منصور : ماعليه
نوق : فمان الله

أبعدت الجوال عن أذنها بتعب ويدها الثانيه مستقره على خصرها .. جو البيت متوتر بشكل غريب .. والخبر أشبه بصاعقه على الكل .. وهالحين كما لو أن الكل على وشك الأنفجار من صمت نوير خلف باب حديد .. تتنفس بعمق وألم في ظهرها يشتدد .. تميل بيدها تجر قميصها الفضفاض تنوي تتحرك لكن وقفت من دخلت عليها عهد والإرتباك يحتوي ملامحها .. تستدير حتى تسكّر الباب وتلف لها ..
" متعب صار بوجه المدفع .. وجدي خانقه "
نوق حركت يدها بعصبيه صوب أختها : البلا في أختتس وحركتها ذي .. زعلانه مايخالف بس ماهوب تسذا .. يابنتي أنا بنفسي ماتحمّلت .. شلون بعمي وأمي وحتى عمتي !
عهد ترفع يدها .. تعض أصبعها بحيره : والله أمرها غريب .. وتصرفها ..
أبعدت يدها عن أسنانها حتى تتحرك مبعده عن الباب .. تنطق بحيره
" ماتوقعت ... والله ماتوقعت ! "
نوق ترفع يدها بخوف .. تمسح على شعرها : يارب رحمتك .. والله ماعاد الواحد يدري وش يقول .. والله العظيم لا تسان على البال ولا على الخاطر .. وأمي شبّت على عمرها من الصباح وأنا أحاول أهديها

يفتح الباب حتى تدخل وعد بضيق
" هفففففف .. وش هالكآبه يارب "
عهد تلف صوب أختها : وش صار
وعد تدفع الباب أكثر داخله : أبد .. جربي تطلعين لأحد .. والله لا ياكلونتس !
عهد : وعمي عواد ...؟
وعد رفعت يدها : للحين واقف .. يحاول فيها تفتح الباب .. يقول لو بس تعلمينا وش إلي صار كله
عهد ترجع تطالع نوق : قسم بالله قهر .. لو تسان الغلط عليه .. بقلعة وادرين من زينه وزين خواته !
وعد بصوت واطي : ترا أمي ومتعب يقولون منها
نوق بأنفعال : هذا إلي خلا البنت تسذا .. هالحتسي .. و أمي وعاد لقت لها متعب
وعد رفعت أيديها لفوق : أجل لو تدرين أن أمي يومن جدي خانق متعب فقعت عليه
نوق بخرعه حطت أيديها على راسها : يالله أني دخيلك !
وعد وعيونها أتسعت : أي والله
عهد تطالع نوق : أنتي عايشه معنا .. متأكده

تمايلت من ضربت نوق كتفها .. تنطق بعصبيه
" أنتي شايفتني تسيف مقابله بابها وأتحايل تفتح الباب لي .. والله يا أنها سحبت علي سحبه طيبه "
وعد : طيب ذا الحيين ..

حركت أيديها لفوق تحت .. وهي تمشي ببطء عابرتهم حتى تنحني تجلس على المركه ..
" على ماقالت شيما أنها ماعجبها حتسي متعب وأمي .. حنا وراها سحببت علينا .. وش دخلنا ! "
" حتى عمي .. قسم بالله كسر خاطري "
تتحرك نوق بقهر حتى تطلع من الغرفه .. تدفع خطواتها بقوة صوب الدرج حتى تصعده وهي تعض على شفاتها بقوة .. شعرها بجديله طويله ترتمي على ظهرها .. يتحرك يمين ويسار .. توصل للطابق الثاني .. تدخل الصاله .. تشوف عواد واقف عند باب غرفتها ..
" ترا ماتسوينه ماهوب نافعتس ! "
تتقدم نوق من عواد .. تسحب يده برجا
" خلها ياعمي .. إن تسان ماردت على أمي بترد عليك .. "
عواد بحده وصوته أنخفض .. مأشر على الباب : تسذا عاد .. شايفه وضعها طبيعي !
نوق وهي تجر يده : ماراح تسمع لأحد .. نوير أخييتي وأعرفها .. خلها الله يخليك ترا ماسمعته من حتسي أمس قهرها ..
عواد سحب هوا حتى يزفره بقوة : على الأقل .. تقدير للي وقف عند بابها
نوق على طول ترفع جسمها تبوس راسه : أمسحها بوجهي .. وطوّل بالك يعني ماتخبر نوير
عواد برفض : لا ما أعرفها .. بحركتها ذي البنت ماهيب إلي على خبري ولو تعرفين أختتس أستنكرتي عليها ماتسويه !

قالها بأنفعال حتى يدفع جسمه صوب الباب نازل لتحت .. ظلت واقفه بضياع .. تحرك عيونها صوب الباب المغلق .. تتقدم له حتى تنطق
" نوير أقسم بالله مالتس داعي .. يابنتي ردي قلبي أحس بيروح فيها .. ماهوب معقوله من أمس لا حس ولاخبر .. هوجستي فينا لولا أننا نسمع حركتتس تسان كسرنا الباب نطلعتس "
يفتح باب الصدح حتى تمد جود راسها .. تنطق بخوف
" راحوا "
نوق بعيون أتسعت : الحمدالله والشكر .. من وين طالعات

تدفع جود باب الصدح حتى تدخل وهي تحرك أيديها ووجها أحمر .. تدخل من وراها هيا .. ينتشر النور بقوة في الصاله بأكملها ..
" يمممه .. بغينا نقلب دجاج مشوي "
هيا تمسح على وجها : لا عادها الله من جلسه فالصدح .. !
نوق : وش حادكم
جود وهي تأشر بيدها لقدام : تبينا نطلع وأمي وخالتي معصبات .. أو نطلع وعمي ماسكن نفسه عن أي أحد .. عاد يستلمنا عذر .. لا لا لا .. ننقع ولا نطلع لأحد
نوق نفضت يدها : خلاص أنزلوا

" ولد "

يرتفع صوت بو جلوي بالصاله .. وبسرعه تحركت بخطوات متسعه للباب .. ترفع صوتها وهي تميل براسها لتحت
" عمي تعال .. فوق "
تتعلق عيونها فالدرج .. حتى تشوفه يظهر لها .. يصعد الدرج ببطء .. متعلقه عيونها في شماغه .. تعتدل بظهرها من وصل لأستراحة الدرج .. حتى تحرك يدها لورا ..
" هنيا موجوده "
يدفع خطواته صوبها وهي بسرعه دخلت من باب الدور الثاني .. تنطق بصوت مكسور
" حياك الله عمي .. "
" بسم الله "
يقولها أول ماأستقرت خطواته في الصاله .. يوقف بإبتسامه خفيفه راحت تتسع على شفاته من شاف جود وهيا .. ينطق بصوت أنخفض
" أنزلوا تحت .. مابي أحدن هنيا "
جود بأحترام : أبشر
هيا وعيونها نزلت الأرض : أبشر

نظرة خاطفه للصاله حتى يأشر براسه لنوق
" وأنتي الله يرضالي عليتس .. أنزلي معهم وتوكدي إن مافيه أحد .. أبي أحتسي معها لحالنا"
نوق بدهشه : بس ياعمي ....
منصور أشر بيده وبأمر : يالله .. بس وين غرفتها
نوق أشرت للغرفه : ذيك

وأستدار تاركها يدفع خطواته صوب باب الغرفه .. يوقف حتى يرفع يده يطق الباب .. ينطق بصوته الحنون
" نوير .. "
يصمت وصوت الباب يتسكر وراه .. فيما باب الصدح لازال يدفع النور وبقايا سكون موجع للصاله .. رجع يطق الباب
" أنا واقفن لحالي وخليتهم كلهم ينزلون لتحت .. أفتحي يابوتس .. الأمور ماتونخذ تسذا .. ولتس مايطيّب خاطرتس .. والله ماسمعت من أمرتس إلا شين يخليني أفهم الأمر وش هو بالضبط .. والتفاصيل كلها أبي أسمعها منتس أنتي لنتس صاحبة الأمر ولا أحدن له عليتس أمر أبد .. ولا تسلمه ولا سلطه .. ولا أحدن بعد له الحق يلومتس "

ثواني حتى يسمع صوت خطوات .. يفتح الباب وتدفعه بقوة لورا .. توقف قباله فيما هو جمد يطالع بوجها المتورم .. عيونها الغارقه بيأس وحزن .. تفاصيلها المكسورة وتركت قلبه ينقبض بقوة .. أهتزازة شفاتها وهي تحاول تتمسك بآخر بقايا قوتها وأن طالها الحزن والألم وكسرها .. هي إلي كانت فاشلة في كشف أوجاعها .. في أنكسارها .. وظل جامد .. يشاهدها وكأن مظهرها شئ خارج عن الحدود .. غير منطقي ولا واقعي .. أنحنت بضعف حتى تنهار تبكي وكأنها ما أكتفت من دوامات البكا المستمره لساعات
" أقهروني ياعمي .. أقهروني "
تقولها بصوت متقطّع .. وأنفاس تسحبها لصدرها بقوة .. يرتفع صدرها وينزل بشكل مأساوي ..يوصله صوتها موجع لمسامعه وبسرعه تقدم لها .. يحضنها .. ينطق بحزن
" ماحدن يطول النوري ولا يقهرها .. هدي .. هدي لني جاين لتس أبي أسمع لتس "
شدها لصدرها من ظلت تنتفض .. تشهق بشكل يقطع القلب .. يبوس راسها .. يمسح على شعرها .. ينزل بأيديها لكتوفها يهزها
" النوري .. ماعليتس من حتسيهم .. ماعليتس .. أنا متوكدن أنتس ماغلطتي .. علميني بالأمر من أوله .. كله يابوتس .. كله .. وخليهم يولون من أولهم لين آخرهم .. "

دفعها متحرك حتى يمد يدها للباب يسكره ..
" نوووق ! "
أنتفضت بخرعه من الصوت القوي إلي أرتفع فجأه حتى تلف وتشوف وعد واقفه عند إستراحة الدرج ..
" أنتي وش موقفتس عند الباب الحين .. ياوالله أنتس حشريه "
أنحنت نوق بسرعه حتى تفصخ نعلتها وترميها بقوة صوب وعد إلي حطت رجلها تركض ..
تنزل نوق بخطوات بطيئه حتى توقف عند إستراحة الدرج .. وبتهديد
" بغى قلبي يوقف يادزليلة الأدب .. والله أوريتس .. أوريتس "
وعد وقفت بالصاله ..
" خلاص خلوا البنت .. أشغلتوها من جد "
نوق من قلب : والله ما أخليك ياوعد .. والله لا أطلع خرعتي من عيونتس .. الله يعجّل بزواجتس وتفكينا ياششششيخه .. خلاااص !

ضربت وعد صدرها .. حتى تنطق
" يممممه منتس تبين فرقاي مير والله أني قاعدتن على قلبتس لآخر لحظة ! "
.
.
.
تمسح على شعر ولدها إلي ينام بحضنها وهي متربعه في غرفة المجلس .. قبالها صينية القهوة والشاي .. وأصوات لعب بناتها من بعيد يوصل لمسامعها .. تبتسم إبتسامه باهته
وهي تكلم بالجوال
" والله ياخيي .. مانقول إلا عسى الله يوفقكك صبرت وحقق لك الله ماتبيها "
يرتفع صوته المستغرب
" ماهيب هذي نبرتتس بالفرح يافوزيه "
تضم شفاتها بقوة وعيونها تبللت بالدموع .. طالعت السقف بعبث
" لا تلومني "
تلامس يدها الثانيه خشمها وهي تحاول بصوتها ماينهار
" والله كبيره .. زواجك ولا تحضره أمي "
قاطعها بصوت متألم
" تحسبينها هوينه علي .. شايفتن خوالي تسيف يتهددونا تسنا ماحنا مونسين النار ووجعنا أكبر .. ولا ندري نزعل على مين .. نلوم مين .. ولا ودنا نخسر أحد .. هذا أبوي وهذي أمي "
نزلت دموعها وأنكسرت غصب عنها .. الليالي والأيام صعبه .. ولا زالت ..
" فوزيه .. تكفين والله أني داقن عليتس أبيتس تفرحين .. "
وبصوت أهتز من الدموع والأنهيار
" لا تلومني .. والله شين ماهوب يدي .. ماهوب بيدي يامشعل "
" تراي أكلمتس وأنا بالطريق "
فوزيه وعيونها بأندهاش أتسعت : جاينا !
مشعل : إيه بالله .. مالي وقت ماشي .. كلكم تجهزوا .. أنتي وبناتتس والبتول .. وعبادي بعد .. تسان بيجي جلوي بس أنا لزمّت عليه أنا من بجيبكم لن تسذا ولاّ تسذا راجع للرياض أخلص لي أمور مابيها تتراكم علي
فوزيه : ياعمري ياخوي .. الله يسعد قلبك .. ويسهل الأمور عليك
مشعل : أبد هوني الأمور يافوزيه وأمي واصلينها فالبر والطيب وماحنا مخلينها تحتاج شي وراسنا يشم الهوا .. وعزها من عزنا ..
فوزيه هزت راسها : صحيح ياخوك .. صحيح .. يلا أجل أخليك .. أستودعتك الله

أبعدت الجوال عن أذنها وهي تمسح دموعها .. والألم تحسه لازال ساكن بين ضلوعها .. ترفع صوتها ..
" أمييييييييره .. يا أميره "
لحظات وتدخل أميره في بجامتها الواسعه إلي تلبسها .. تنطق وحزن علق في نظرتها من شافت دموع أمها
" هلا ماما "
فوزيه تنزّل الجوال على الأرض .. تنطق وهي تشتت نظرتها عن بنتها
" عيون ماما .. خالتس مشعل بيجي بالطريق .. أحتمال باتسر نمشي للقصيم عشان زواجه .. جهزي أغراض خواتتس وأخوتس وعطي خبر للبتول "
أميره وهي تضم أصابعها لبعض : طيب ماما ليش تبكين
فوزيه بالعافيه تحاول ماتنهار من جديد : طواري يمه ليتها تعدي بكل مافيها ..

تتحرك أميره بسرعه لأمها .. تنحني تضمها بقوة ..
" أنا آسفه "
فوزيه أبتسمت وهي تحرك عيونها لبنتها .. تغصبها ترفع راسها : وش له آسفه .. ماحتسينا يمه أني مانيب زعلانه منتس على كل ماصار .. ماقلت لتس تنسينه
أميره تجلس على رجولها تهز راسها وعيونها تبللت بالدموع .. هزت راسها بالرضا .. وبسرعه فوزيه سحبت راس بنتها .. باست خدها
" أنا ما أزعل عليتس .. وعمري ماراح أزعل .. لأني أحبتس وأحب خواتتس .. وأخوتس .. راس مالي أنتم يمه .. راس مالي .."
رفعت يدها تمسح على شعرها
" قومي يمه سوي إلي قلت لتس عليه .. وأتركي بعض الملابس عشان باتسر تلبسونها "
أميره تجر يد أمها .. تنحني تبوسها : إن شاء الله يمه أصير أحسن وحده وأعوضتس وأخليتس تقولين بنتي أحلى وحده
فوزيه أنفجرت تضحك : يارب يمممه .. ياااارب
.
.
.
يحرك يده وهو يميل بجسمه على المركه .. حتى ينطق
" ماتقوله أبدن ماهوب منطقي ياولد .. وأخالفك .. الظاهر أنك تبي تغلط غلطتك الأوله .. ثم والله لا تندم ندامه مابعدها ندامه ! "
يرتفع صوته المبحوح بغضب
" تسيف يعني .."
مساعد وحواجبه تقترب من بعضها بحده: يعني أن الغلط راكبك يابن جهيمان
بتار بعيون أتسعت : مساعد .. هذا حتسين تقوله لي بعد كل ماقلته
مساعد نفض يده والسبحه ترتفع من بين أصابعه وتظهر صوت قوي : وش مطلبك من البنت بالضبط .. هااا .. تقول لك الله يجزاك خير يومنك وفيت لأخوي وتعاونتوا سوا تردون عني شين تسبير .. أو تبيها تومي براسها لك رضا على ماسويته .. أو لا يكون يابن جهيمان .. تبي تعيش ومنتظر منها تشيل جمايلك وجمايل أخوها على أكتافها .. !
بتار بأنفعال قوي : أنت وش بلاك مانت قادرن تستوعب ماقلته

أعتدل مساعد بجلسته .. حتي يشبك أصابعه في بعض .. يريّح أيديه على ركبه ونظرة الغضب يوجها صوب بتار
" هي من أختارت ماصار ..؟ أختارتك أنت .. أقمتوا في الزواج شرع الله برضا الزوجه .. تسان لها شورن بزواجها منك ..؟ أو بسالفتكم الأوليه سواء من جهتك ولا من جهة أبوها .. وش ذنبها تكون ملزومتن بشين مالها يد فيه .. هااا .. وأخوها جمايله بتشيلها بنت عبد الله بليا مشورة أحد .. لا أنت ولا غيرك .. البنت مظلومتن في كل ماصار .. وشين طبيعي الأختلاف .. والمشحانات وبتزيد أبشرك في وضعك ووضعها "
رفع أيديها فيما نظرة بتار القويه .. الرافضه لمنطقه .. تعتلي ملامحه
" وخلني أعلمك وأحط يدي على الجرح ولا أوجعتك ! لا تواخذني لن الأمر طقيت فيه باب المحكمه "
نزل يده حتى يرفع صوته الرجولي .. وملامحه السمرا يحتويها الأنفعال .. أطراف غترته
ترتمي ورا كتوفه فيما عقاله يتمايل على خفيف لجهة اليسار ..
" من عرفتك يابن جهيمان .. وأنت تحتسي عن بنت عبد الله وتتناقل هروج أخوها عنه .. والهروج شين مختلف عن العشره .. والحِب وسوالف أخوها ماتحكم عليها ترا شين طبيعي يومنه يحتسي عنها بالطيب .. فطره فينا .. والظاهر إن ظنك خاب فيما شفت وعرفت أنك متعلقن في البنت إلي ماهيب في فكرك .. "
بتار صرخ وهو يحرك يده بقوة : لا ماهوب صحيح
مساعد وصوته رجع لوضعه الطبيعي : أجل وراك ماشديت حزام الصبر ..
بتار صد عنه وملامحه القويه .. تنكمش من الغضب : لني شفتها بايعه .. وأنا سوق البيع والشرا ما أطاه برجولي .. إما أمسك الأمر برضاي ولا أطلقته يامساعد وأبعدت
مساعد أشر عليه : شف أنا ما أبريها من الغلط .. لكني ما أبريك بعد .. وش عليه تطق باب المحكمه .. وش من أمرن تسبير ماقدرت عليه يابن جهيمان .. تطالبها بالوفا لأشيائن مرت عليها ما درت عنها .. وأنت هالحين .. تبي ترميها بايعن أمانة خويك ووصاته وثقته فيك

نهض بتار من مكانه حتى يثور فيه ..
" مساعد أنتبه لكلامك وأضبطه زين "
مساعد نهض من مكانه : كلام الحق يوجع .. وتسانه ماعجبك فأنا مانيب ملزومن أسايرك على خطاك .. هي أمورن ما طاوعني قلبي أسكت عنها وأقفي .. وأنا أعرفك زين ..

فرد يده بشده حتى يحركها بوجه بتار ..
" يمناك أقدمت فيها بالطيب للمسئ قبل من يستاهل الطيب منك ..ماعرفتك إلا خوين ترمي طيبك وتمشي .. وش فيك على هالضعيّفه تذكرها بطيبك ومعروفك وتنتظر منها ترده لك .."
ضم أصابعه بقوة ... حتى ينطق بصوت جهوري قوي
" وش في أمورك أختلفت .. " حرك يده بدهشه .. للباب
" أبن حاني .. وهو طاعنك بظهرك بفعولن مايتحملها أحد والعرب أشهاد على ماسوى .. طال صبرك عليه بشين واجد .. ولا أقبل عليك مايشوف منك إلا الطيب والنوماس .. جاين على هالضعيّفه إلي قالت كلمتن يمكنّها زلة لسان ولاّ أخطت بالتعبير ولاّ حتى يمكنّها هالحين معترفه بخطاها .. وثرت عليها وحالتك حاله .. ورحت برجولك مغمضن عيونك عن طيبن تعداها بواجد .. وأحكم أمرها بيدك تبي تطلقها ! لنها قالت تسان تبي الفرقا أعينك .. يارجل .. يارجل ذا الحريم والله ماعندهن ماعند جدتي .. تقول كلمتين يقال قويه ولا هدت تقول ماتسنها إلي تخبر .. والله أنا مانيب مستوعب .. مانيب مستوعب عذرك .. أنت لو أنك محكمن عقلك تسان تركتها في بيت أهلها .. أسبوع أسبوعين لو تبي شهر .. تهدا الأمور تبرر البنت .. تعتذر .. تسمع لها تحتسون مع بعض هه كلمه منها ومنك تشوفون وضعكم .. أما طلاق !"
نطق وهو يحرك يده
" تبي العلم ! لاهديت ووزنت أمورك قبل ماتطلبها من أحد .. تدل مكاني "

دفع خطواتها المتسارعه حتى يطلع من المجلس تاركه .. لحاله ..
" أستغفرك يارب وأتوب إليك "
قالها وهو ينحني بظهره لقدام .. يغطي ملامحه القاسيه بكفوف أيديه .. يردد بضياع
" أستغفر الله .. أستغفر الله "
عل من بين هالكلمات .. ينبت النور في قلبه وعقله ..
.
.
.
الخرج

" ماما "

تنحني بخشمها .. تدفنه في رقبته .. تنطق بحب وهي تمسك أصابعه الصغيره ..
" يازينك أنت .. وزين كلمة ماما منك .. عيوني "
تميل براسها حتى تبوس خده بعمق .. تبعد عنه بمسافه وأبتسامه دافيه أرتسمت على شفاتها وهي تتأمل ملامحه ..
" تحبني "
يهز راسه بسرعه .. تهتز من أنفجرت ضحكه من شفاتها
" المفروض أحبك أنت وبس .. وتصير تملى عيوني وقلبي "
بلعت ريقها من تلاشت الأبتسامه فجأه .. متجاهله شي غريب راح يهجم على فرحتها
" أنت وبس .. أنت وبس "

" ياااااااااااارحمه .. يااااااابنت "

ترفع ظهرها حتى بسرعه تسحب الريموت .. ترفع الصوت على أفلام الكرتون .. تنطق
" هالحين بيطلع توم وجيري .. شويات وأبرجع لك "

نهضت واقفه وأخوها متمدد على بطانيات فوق بعض مثل ما كانت أم عبد الله توصيها .. أستدارت حتى تتحرك للباب تركض .. تطلع للصاله .. تدخل في ممر صغير ومنه لغرفة مجلس صغيره ..
" هلا جده "
تقولها من وقفت قبال كرسي الجده .. ترفع الجده يدها بضعف
" روحي يايمه لزوجك .. عاينيه هو محتاج بطانيات "
تنحت تطالع جدتها ما أستوعبت ماقالته .. وبسرعه رصت بيدها على صدرها .. أنحنت بسرعه .. تمسك يد جدتها إلي على طرف الكرسي .. تنطق
" يمه أي زوج .. من زماااااااان رايح "
الجده سحبت يدها بضعف رافعتها ببطء من جديد : الولد توه يتمشى فالبيت وأنتي فوق .. حتى هه

أشرت على صينية القهوة ..
" هذي قهوه مسويها "
وبدون ماتترك مجال حتى تفكر بصدمتها .. راحت تركض بخرعه .. تطلع من الممر للصاله .. وبعيون أتسعت بذهول دخلت قسم الرجال .. عبرت المقلط بلمح البصر صوب مجلس الرجال حتى تدخله .. توقف بأنفاس متسارعه تدور عيونها فالمكان .. والظلام يحاوطه .. نور الممر هو إلي يدفع الظلام بعيد .. يحصره فالزوايا .. معقوله ماراح .. قعد فالبيت ..
" وش بلاتس تركضين تسذا "
أنتفضت بخرعه تدور لورا حتى تشهق من شافته يوقف عند مدخل المقلط .. يمسك كوب بين أصابع يده اليمين .. تتسع عيونها تنطق بصوت أهتز
" من وين طلعت ! "
" من الجدار "
وأنفجر يضحك .. يتدارك هالضحكه .. يكمّل وهو يقترب منها
" كنت فالمقلط جالس .. بس ليش منخلعه وش فيه "
ولا زالت تغرق في فزعها ..
" شلون ماحسيت فيك "
بادي بهدوءه : لنتس فوق ..
قرّب الكوب يشرب منه ببطء .. يبعده ..
" ممكن !"
يحرك الكوب فالهوا .. وكأنه طرى عليه شي
" إيه على فكره .. أنا بطلع بروح أشري عشا .. شوفي إذا عندكم بطانيات زايده ولا جبت بطانيتي معي "

وتحرك .. تحرك ببرود من قدامي .. ولا كأن فيه شي ولا قلت له شي .. وأنا .. وقفت مدري وش أستوعب .. وجوده وأنا موب حاسه .. ولا على بروده .. وكلامه لي كأن الوضع عادي ولا على كوبي .. كوبي إلي يشرب فيه .. أنحنيت بسرعه حتى تتعلق أصابعي في ثوبه من ورا .. يرفع الكوب وظهره تمايل علي .. نطق بخرعه
" هيييهه "
وبسرعه أدفع جسمي مقابلته .. أنطق وأنا أرفع أيديني أمسك الكوب
" هات كوبي "
جر الكوب وهو ينطق ماهوب مستوعب
" وش كوبي .. تستهبلين ! "
نطقت بقهر .. إيه منقهره من تصرفاته ولا كأني قلت له شي
" شلون تدخل مطبخ جدتي وتاخذ كوبي وبعد تسوي لها قهوه "
يحط ذراعه على رقبتي ويدفعني لورا
" بزززر .. قسم بالله بزر .. مادريت أنه كوبتس ولا تسان خليتتس ترصينه على قلبتس "
" طيب هاته أبي أرصه "
قلتها بسرعه .. طارت عيونه وهو يجر الكوب
" مليان شاهي .. وخري عنه لا ينتثر عليتس .. حار يابنتي .. حاااااااااااار "
" لا ماراح أفكه "
" بتندمين يارحمه "
" لا لا لا .. هااااات كوبي .. هاته هذا هديه من أختي الله يرحمها .. مابيك تلمسه .. مثل ما أغراضك ماتحب أحد يلمسها .. هات "
تراجعت لورا من فك الكوب بسرعه .. رحت أركض حتى من دخلت الصاله .. دفعت الباب حتى أسكره بأقوى ماعندي .. وتركته .. خله يروح .. مابيه ولا أبي عشاه !
.
.
.
يحرك الجمر بعصا خشب والظلام يحاوطهم بقوة .. سحابة من بعيد تبرق وترعد .. يلمحونها على أطراف السما .. من الجهه الغربيه .. منحني أطراف شماغه يرفع لفوق بدون ترتيب .. لحظات ويلف بخصره يسحب كم قطعة حطب ويحطهم فوق الجمر .. يعتدل جالس حتى يسحب المنفاخ .. وينفخ لين ظهرت النار .. ينتشر نورها بقوة يلمع على هالشيب إلي يغطي لحيته وحواجبه .. يمد يده لأبريق الحليب حتى يصب منه بكاسه .. ينحني من أمتدت يده لها هي الجالسه بحزن وصمت .. متربعه والعباه تغطي جسدها .. الشيله تلتف حول راسها
" هاتس وأنا عمتس "
تمد يدها تسحب الكاسه من بين أصابعه حتى تنزلها قبالها .. تنطق بصوت يتضخّم بغرابه
" عمي تسنها بتمطر .. تبدّل الجو بساعه !"
" ماعليتس .. هالسحابه بتمرنا يم ديار ثانيه "
" أيام الشتا مقبله علينا "
" أنتم سبقتم الشتا .. هالأيام ذي والله برد عندكم "

رفعت عيونها والبرق يضئ حدود السما .. والرعد يزأر بشراسه .. هدت كثير .. كل شي داخلها يمتلكه التعب .. مرت على جلستهم ساعات كانت تنازع فيها ضعفها وصمتها .. ترفع أيديها تفك شعرها وترجع تربطه بربطه ساده .. تتركه بطوله يرتمي على ظهرها .. ترتفع نغمة جواله .. ثواني ويرتفع صوته .. من فتح الخط وأستقر الجوال عند أذنه
" ألو .. هلا .. "
يضحك ..
" وش تبون فينا طلعنا بسعة الله قاعدين .. وماشاء الله بروق ورعود وأجوائن تفتح النفس وشبة نار .. "
ينفجر يضحكك بقوة
" بنيتي النوري ماعليها من أحد .. يزعلونها ثم ينشدون عنها .. لا لا أكلوها بقشورها ماخلوها تحتسي وبروّا ساحة رفيقهم .. إيه غلطان "
حرك عيونه صوبها حتى يقول بإبتسامه
" وهي يلحقها بعد شوي من الغلط "
أبعد الجوال حتى يمده لها .. ينطق
" جدتس يبيتس يبه .. أحتسي معه "

تضيق عيونها بقوة وبتردد تسحب الجوال ..
" الو "
" هه .. وش هالحركات يابوتس .. بغت قلوبنا تطيح ياعوذ بالله "
تضم شفاتها والكلام يضيع ..
" أنتي علميني ذا الحين .. أخبارتس "
" الحمدالله "
يرتفع صوت عواد
" تراي زعلان "
" انقلع عني .. تصارخ بذني ! "
" محشوم يبه .. بس عشان تسمع هي "
" تحسبها صمخا .. "
" وشش بلاك يابو عبد الله ! "
تميل براسها تضحك .. لحظات ويتكلم جدها
" مع السلامه .. بشوف لي دبرتن في هالرجال ! "
تبعد الجوال تفرك عينها بعبث وكما لو أن بشرتها جافه .. وعيونها بعد .. وروحها تدرك أن هالوجع فيها إلي عمره ماتخيلت ..كيف ببساطه يقدر شخص واحد يهزمها .. كيف يسكنها ويتمدد ويتقلص فيها بسهوله .. كيف تشكّل دون علمها حتى أتحد مع شرايينها ..
" شوفي يبه .. أنا سمعت أمرتس كله هالحين وأشوفك أشوا من قبل "
هزت راسها برضا .. نطقت بضعف
" أشوا بتسثير .. والله ياعمي غصب عني .. "
رفعت عيونها لعمها .. نطقت وصوت الرعد يختلط مع صوتها
" تخيّل قبل لا يسألوني .. يقولون لي أنتي مغلطه .. طيب ليش أحتسي .. ليش أبرر وأنا مخطيه بنظرهم ..؟ "
" أستعجلوا "
راحت تتكتف بعبث ..
" ماهيب أول مره .. ! "
" طيب يبه .. وش شايفه وضعك هالحين "
نطقت وألم راح يسري في صدرها .. يهزها
" أختار الطريق ياعمي .. أختاره "
" بس أنتي قلتي أنتس أخطيتي "
تتأمل ملامح عمها .. وتفضحها عيونها .. تصيب قلبها ألاف الأوجاع .. أثاره تحس فيها بجدران قلبها .. عروقها .. تتجاوزها .. أشبه ألمه بكسر ضلع في صدرها .. كانت من البدايه
تعرف أن حبها عمره ماراح يكون معجزه تتغيّر فيه حياتها .. لكن لسبب ما غريب أنتظرت منه الكثير .. أنتظرت تقاسمه لحظات ولحظات .. أرتاحت لشعورها الخفي كل ماوقف قبالها .. وتأملت تفاصيل وجهه السمرا .. قوته .. سمعت صوته .. تبلع ريقها بقوة .. من هاجمها الحزن كما النهر ..
" أخطيت .. لكن تدري ياعمي .. أنا من زمان كنت حاسه أنه شافني وحده ثانيه .. كل تصرف مني .. كل كلمه .. كل "
رفعت يدها بضياع وعيونها راحت تتأمل البرق إلي لاح فالسما وجيش من الكلمات يتزاحم بشفاتها .. يهتز صوتها ..
" كل شي أسويه غلط صغير يشوفه شي تسبير .. وأنا ما أحتسي عن مشكلتنا الأوله لأنها أنتهت .. هو ياعمي المشاكل شي طبيعي ولاّ لا صارت مشكله لزوم يثور ويعصّب ويلمّح أنه حياتنا صعبه وأن تسبده طقت مع أنه مشاكلنا نعدها بالأصابع والله ماهيب تسثيره "
يتمايل منصور على المركه
" لا والله المشاكل لزوم منها .. وماتشتدد قوة الحياه إلا بهالمشاكل .. وأنا أقصد بالمشاكل إلي لها حلول سواء من الطرف الأول أو الثاني .. لزومن يبه على الطرفين يتنازلون حتى السفينه تمشي "
تنفست بعمق وريحة المطر تحتضنهم .. تزفر بقلة حيله .. تحرك أصابعها .. والحزن ينتفخ في صدرها .. يسد مجرى الهوا في حنجرتها .. تأشر على نفسها بضعف
" أن تسان هو طقت تسبده .. أنا ما أقدر أكون نسخه طبق الأصل من وحده حكم عليها من حتسي أخوي نادر الله يرحمه .. ما أقدر ياعمي أمثّل عليه .. ما أقدر أحس فيه ينفرني من أدنى شي .. يحسسني أني قاعده أسوي أشياء مايقبلها أي أحد .."
غرقت عيونها بالدموع .. وبسرعه تمسحها من نزلت على خدها
" والله العظيم إلي أحس فيه شي ما أقدر أتحمله .. وأنا قايله له .. أقسم بالله قايله له أنه ماتهمني فلوسه ولا مكانته ولا أي شي .. أي شي لأن عمري ماحطيتها في بالي .. وأعرف أن لولا ماصار ماتسان بيطالع بوحده نفسي وبمستواي .."
صدت حتى ترفع يدها إلي ترتعش تغطي فمها من أنفجرت شهقه من شفاتها غصب عنها .. تكمّل
" حاولت .. تنازلت .. ياعمي .. تغيرت .. حاولت أتغيّر .. عشان أرضيه .. بس ماقدرت "
بلعت ريقها بصعوبه
" ماقدرت .. عشان حتى أخوي نادر وإلي سواه .. بس الطريق لبن جهيمان صعب .. ويمكن هو صادز .. لا طقت تسبده .. لاكنت غير عن إلي سكنت عقله وقلبه وشافها بحتسي نادر .. وش بتكون حيلته غير أنه مايتحمّل ! وهالحين "
أقتربت حواجبها بقوة وهي تجاهد تتماسك
" حتسي أبوي يوجعني .. يوجعني ياعمي .."
رجعت تطالعه
" سمعته تسيف طلبني أحافظ عليه .. تسيف وصاني .. وحنا محتاجين نرجع لوضعنا الطبيعي ..وأنت شفت بعينك ياعمي تسيف قرر بسرعه يغيب ويطلّق ويبعد .. "
يرتفع صوته الدافي
" أمسحي دمعتتس يبه .. أمسحيها وترا كلن متفاجئ من هالضعف إلي فيتس .. وتوكدي إني مانيب ساكتن عن أمرتس .. الأمور العسيره مايتبعها إلا يسر يبه .. "
حركت أيديها تمسح دموعها بقوة .. تنطق
" صحيح .. بس سألتك بالله ياعمي لا أحد يلفي عليه وتوصيهم بعد .. مايتعرضونه "
" وش هالحتسي يانوير "

تهطل عليهم حبات المطر .. وبسرعه ينتفض واقف .. يرفع راسه للسما
" هه أمطرت .. "
نوير راحت تضحك والدموع تبلل عيونها
" أجل حوالينا ياعمي "

تطيح قطرة على يدها وشعرها .. تتبعها قطرات أكثر .. يردد بو جلوي
" ماشاء الله تبارك الله .. ماشاء الله .. يالله أنك تجعلها أمطار خير وبركه .. يالله أنك تغيث فيها البلاد والعباد .. تعالي يبه عاونيني على الفرشات بسرعه .. "

وهناك .. في بيت بو عبد الله يرتفع صوتها وهي تصرخ بفرح
" مطرررر .. مطططر يابنات "
تطلع عهد من المطبخ تركض تشيل بيدها غطا القدر والمغرفه .. تنطق بفرح وصوت المطر يشتدد
" إي والله ياسلااااااااااام "
يرتفع صوت فضيه بخرعه
" يابنت هاتي غطا القدر أبغطي المرقوق .. عهد .. ياعهد ! "
تركض جود تتبعها عهد ثواني وتطلع هيا ووعد من غرفة التلفزيون يرتفع صوت الجده
" هه بدينا بالمهابد .. أنتي وياه .. كل وحده منكن مقبله على زواج لابارك الله فالعدو .. سكرن الباب لا يدخلكن البرد "

يتزاحمن عند الباب .. والمطر ينزل بقوة .. تطلع جود وهي ترفع قميصها تفتح فمها شاهقه من برودة حبات المطر .. تتبعها وعد إلي صارت تنط والمطر يبلل ملابسهم ..
" يمممممه بارد "
هيا وهي توقف عند طرف الباب : أكيد بارد أستغفر الله .. بينزّل لتس مسخّن يعني !
عهد أنفجرت تضحك : حلوة
جود ترفع أيديها وتركض فالممر : يارب .. الحمدالله .. من زمان عن المطر ..

تتمايل عهد من أنجرت بلوزتها .. حتى يسحب غطا القدر منها ..
" هاتي الغطا .. أشوووف هاتيه ! "
عهد بربكه تعطيها كل شي بخوف : أمسكي ياعمه ..

تعطيها عمتها ذيك النظرة وتروح تمشي مبتعده عنها .. تطلع أم نوق من المجلس حتى تدفع خطواتها لغرفة التلفزيون .. والحزن لا زال يتمدد في صدرها ويعلق بنظرة عيونها .. وأول مادخلت تنطق أم عبد الله

" ماجت نوير ! "
تتقدم أم نوق حتى تجلس بجنبها .. تنطق بصوت ضعيف
" لا والله يام عبد الله ماجت "

" ماعليتس أنتي أهم شي أنها راحت مع عمها ودام منصور من تولى الأمر مقدورن عليه "
ترفع الجده يدها فجأه بأنفعال وهي تميل لأم نوق
" بس أشوف بتّار .. والله لا أنطلق عليه وأقول ماتستحي يومنك تزعّل بنيتنا وتبي فرقاها .. ها ماتعلمني وش جاك .. ولاّ ماهيب من مقامك "
" والله ماظنتي يمه .. أنتي لا شفتيه ضاعت علومتس كلها !"
تقولها فضيه إلي دخلت وهي تفرك أيديها في بعض .. أكمام قميصها تطويها لحد ذراعها .. تنحني بسرعه جالسه قبالهم ..
أم عبد الله وهي تحرك يدها يمين ويسار : لا لا .. أبدن ماجنّب عن رايي
فضيه وهي تطالع أم نوق بأبتسامه : أجل يمه فاتتس يومن جدي خانق متعب وأنطلقت عليه أم نوق .. ودافعت عنه ..
أم عبد الله بضيق : أنا أشغلتني نوير وأزريت أقوم يادافع البلا من عظيماتي مااسمعته خلا الخوف يطيح في ركبّي
أم نوق : بو عبد الله .. ماله حق ..متعب ماقال ولا أظهر إلا الحق
فضيه : أبوي أرتبك ..

أنفجرت تضحك حتى تبتسم أم نوق غصب عنها .. تكمّل فضيه
" كلنا متفائلين خير .. ووالله يام نوق إن الأمر أحسنه فيه شين غلط .. يعني لا هوشه ولا شين تسبير .. ما أشوف الوضع بيوصل للطلاق تسذا .. أنا عني والله مدري ليش للحين مانيب مصدقه السالفه ! "

تميل فضيه براسها من شافت شيما توقف قبالها بالصاله ترفع شعرها كله لفوق تثبته ببنس .. تلبس قميص ساده بلون رصاصي وعليه رسومات متفرقه .. أكمامه توصله لنص ذراعها ..
" يمه شيما "
ترفع يدها مأشره لها وبسرعه تتقدم منها شيما توقف عند الباب ..
"ياحبيبتي أنتي شوفي المرقوق حطيه على أصغر عين وخليتس منتبه له .. والله ما أقدر أوصي إلا أنتي الباقين .. هه أسمعي "
حركت أيديها للشباك والمطر توقّف فجأه ..
" أسمعي هبالهن ! "
شيما بإبتسامه دافيه : أبشري
فضيه : ودقي على متعب خليه ياخذ القهوة والشاي .. طلبوها ولا عاد عينت أحد ..لها نص ساعه بالمطبخ وترا مافي أحد جلوي مع حرمته ومشعل مع بادي بالرياض تسان تودينها يمهم
شيما هزت راسها : من عيوني
فضيه أنطقت بأندفاع من تحركت شيما بتطلع : يمممه .. آخر شي

وقفت شيما عند الباب تطالعها والكل توجهت أنظارهم لها
" تعرفين أني أحبتس وأنتظر اليوم إلي أشوفتس فيه بالفستان الأبيض .. يارب هالأيام تمر بسرعه "

حست بالدم يجتمع بوجها وبسرعه أبعدت عن الباب .. تسمع جدتها تنطق
" يالله ياكريم تعجّل في زواجهن .. ونفرح فرحتن تسبيره تمسح مابصدورنا كله "
تضم أصابعها بقوة لبعض وهي تدفع خطواتها للمطبخ .. فستان أبيض وفرح .. وبشت بيكون لابسه .. وبيقعدون في مكان يحاوطه أربع جدران لحالهم .. بدون مايفكرون بمسؤوليات .. ذيك الليله بتكون لها .. لها وبس .. توجهت للفرن حتى تطفي العين .. تاخذ قطعة قماش من على الطاولة وترجع للفرن .. ترفع القدر وتحطه على أصغر عين .. قلبها يدق بقوة وشعور ياخذها للسما .. ماتتخيل ذيك الليله .. أبد ماراح تقدر ..تنحني براسها حتى تشغّل العين وتوطي على النار .. تستدير متوجه للطاولة حتى تسحب صينية الشاهي والقهوة .. وريحة المطر تعلق بأنفاسها .. تتحرك بخجل وهي تضم شفاتها بقوة وحراره غريبه تحتويها .. تطلع لقسم الرجال ومنها لباب المدخل .. تمشي بالحوش وريحة الأرض المبلله تندفع لها بقوة .. توقف فجأه من أرتفع صوت الرعد وبسرعه تحرك راسها لباب المدخل .. تنوي تتراجع وتركض راجعه بس تحاول تتشجع وبالقوة تدفع خطواتها للمجلس .. فجأه صرخ متعب بصوت عالي

" أقسم باللي خلق سبع .. إن شفته واقفن قدامي .. مايردني عنه أحد .. ولا أخليكم كلكم تشهدون على موته "
ثار بوجهه عواد وهو يرفع صوته
" مهبول أنت .. مهبول وش قاعد تحتسي فيه .. الرجال وطالبن السماح ومتوسطن له بو طارق وحالفن أنه مرافقه للهند وهو من جابه للرياض .. وأرسله لنا وأبصراحه صحيح أني قطعت الطريق يم هاللي تتسمى نوره لكن ........ "
صرخ مقاطعه
" أي سماح .. أي سماح على ماسواه ..! "
أنحنى بظهره لقدام .. وهو يتنفس بحراره .. وملامح وجهه يحتويها التعب والألم .. ضرب صدره بقوة
" هنيا النار ما أخمدت من سواته وبتذكرني إنه تجرأ على شين يوقف عليها سيل دم .. لوحدتن هالحين عرضي وشرفي .. تبون الستر وعتق الأرقاب لا أشوفه "
نطق بصدمه
" أكيد أنك مانتب بعقلك تقولها لي "
رجع يصرخ وهالأمر مجرد ذكره راح يخليه يشيل بصدره مالا يطيق !
" أجل بعقولكم تبون تجيبونه وتقولون سامح .. وإلي صار .. تبون تحطون حد السكين على رقبتي وأسكت .. تبون تذكروني بسواته في عرضي وشرفي وأسكت تبون تذبحوني وأنا حي "
مال بيده يضربها بلا شعور على الطاولة
" وش تبون أنتم .. وش تبووووون ! "

ظلت جامده في مكانها .. عيونها تعلقت في الباب الحديد إلي شبه مفتوح .. وشي كما لو أنه أنطفى ومات .. مالها دقايق تحس بالحياه تزرع داخلها بساتين ورد وزهور .. وهالحين .. هذي الحقيقه إلي ماينساها أحد ولا يمحيها شي .. حست بقوتها تتلاشى .. وأنفاسها بصعوبه تسحبها لصدرها .. راحت تهتز بلا شعور ماتدري من برودة الهوا أو من هالمطر .. ماتدري وهو لا زال يصرخ .. يردد على مسامعها ماصار ويكويه .. تحس بنفسها كما لو أنها بحجم كرة صغيره .. تدحرج من بين أحلامه وحبه .. تتهاوى لقاع لزج .. تحس بريحة الموت تلتصق فيها .. وصوت يناديها .. " تعالي " ليش تحررتي مني .. تعالي .. هينا مكانك .. يختل توازنها.. تتمايل فجأه وأيديها تسلب منها القوة .. وبسرعه تستدير .. تسمعه ينهي هالأمر
" والله .. والله لا شفته لا أذبحه .. تفهمون .. وسكروا هالأمر أحسن لا ينتهي معه كل شي ! "

يتردد صوت الرعد ويهطل المطر فجأه بقوة .. يضرب الأرض .. الشوارع .. البيوت .. تفضح أشتياقهم قطرة مطر وحده .. كل ذيك الندوب إلي أحدثها الزمن في جدار متهالك .. على شبابيك مصديه .. على أبواب تصارع الثبات من سنين .. يفضحها مطر .. !
مثل ماتحسه بيفضحها لو نزل عليها مبللها .. تارك فيها الوجع متضاعف .. تدخل من الباب .. تنحني منزله الصينيه .. بصمت قاتل .. وبسرعه تتحرك طالعه من القسم .. للدرج .. !
وخلفها .. لازال الحديث مستمر ..
" أهدى طيب .. وش تحسبنا بنغصبك "
يحرك متعب يده بقوة
" أنا كنت عارف إن هالأمر بيفتح قدامي مثل ماتجرأ معاذ يذكر أسمه بالجوال .. "
تتقوس حواجبه بغضب أسود
" مثل ما أنهيتوا أمر نوره .. أنا فيصل هذا عرق وسال الدم فيه من زمان وأنتهى بالنسبه لي .. لكن تفتحون لي الأمر من جديد .. وتبوني أعدي أمره وأنسى ..والله ياهي بعيدتن عن شواربه .. "
حرك يده وهو ثاير على عواد وجده إلي ألتحف الصمت وكأنه شي من أشياء جامده
" تبون المشاكل تخمد .. أبعدوه عني .. طريقي يجنّب عنه .. وقولوا لأبوي لا يفتح الأمر معي لني ماراح أسكت .. ولا تقعدون تمررونها من تحتي وأحدن يلمّح وأحدن يجي يحتسي لي تراي بهذي ما أعديها .. ما أعديها "

تحرك بخطوات متسعه بقوة وأندفاع حتى يطلع يدفع باب المجلس طالع .. ينطق عواد بحيره
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
ومن طال الصمت حرك عيونه صوب أبوه .. نطق
" يبه وش فيك من جبت الطاري عنده وأنت ساكت .. والله أحسبني بلقى منك عون .. بعد مالفى بو متعب وعلمنا بأمر فيصل كله وطلب نتدخل لنه مايقدر يفاتح ولده ويجرحه .. "
" تسان أبوه جنَب عنه .. تبيني أنا أحتسي معه وألمس جرح الولد بيدي .. "
" بس ماعارضت الأمر عند بو متعب "
" ولا وافقت عليه .. الأمر إلي مالي فيه حيله السكوت عنه أريح لي "

دفع ظهره لورا حتى يستريح والصمت رجع يحاوطهم ..تتحرك شفاته من جديد وهو يبتلع كمية هوا كبيره
" لاحول ولاقوة إلا بالله "
يصمت عن الكلام لدقايق .. وفجأه يحرك يده من طرى عليه شي حتى يشد على يد أبوه .. يبتسم إبتسامه دافيه تنافي الوضع الغريب إلي كانوا يعيشونه وسط صراخ متعب !

" يبه .. وش رايك بأمر فارس ومساعد "
يحرك بو عبد الله عصاه وعيونه راحت تتأمل ملامح عواد .. ينطق وهو يحاول يرتب أفكاره إلي بعثرها غضب حفيده
" أنت شايف ما أعترض إلا عبدالعزيز وحنا نعرف ليش أعترض .. كله عشان أن ولده أنرفض .. بس الباقين موافقين .. وفارس دام أن أمره ظهر وعرفنا وش من أمرن سووه ربعه .. ماحنا رافضينه ولا قاطعين نصيب البنت ..على حتسي بتار وحتسيك الرجال والنعم "
عواد هز راسه وهو يضرب صدره : عندي يبه .. والله أن أمره عندي وأشهد له بأمورن تسثيره .. ماشاء الله .. والله أني يوم عرفت أمره قلت ماعاد أستغرب فعول الطيب إلي مقدمها لي .. والبنات تاركات الأمر لمتعب .. ومتعب موافق بس الأمر وقّف لجل يبه صحتك وتعبك هاليومين
بو عبد الله حرك يده هز راسه برضا : خلني يبه أتقاوى شوي ..
عواد مال براسه : أبلّغ فارس بالموافقه
بو عبد الله هز راسه : بلغه وبلّغ رفيقه .. لكن علمه بالأمور كلها لجل يعرف أن زواجه ماراح يتقدم على زواج مشعل ومتعب ..
عواد بسعاده : تسذا الحتسي حلو

يفز عواد واقف حتى يدفع خطواته للباب .. يوقف يطالع المطر حتى ينطق
" ماشاء الله .. ماشاء الله تبارك الله .. يالله لك الحمد "

يعانق صوت المطر ضحكات البنات .. يسمعه وهو واقف في مكانه .. لحظات معدوده ويسمع صوت سيارة توقف عند باب البيت .. يرفع صوته وهو يمد يده لإطار الباب .. يتمايل جسمه
" يبه عبدالعزيز وش عنده عوّد للرياض "
" يقول بيجهّز أمور أهله ويجيبهم .. الرجّال من بعد الكوارث إلي ظهرت طلع قلبه .. بس يتحمّد الله على مارزقه ربي !"
ضحك عواد .. ببطء وهو يهز راسه لحظات
و يدفع باب الشارع حتى يدخل منصور وخطواته تتسارع صوب عواد لا يتبلل من المطر .. فيما هي راحت تدفع خطواتها للبيت .. ظل عواد يتأملها وهي منكمشه على روحها تركض
" ماشاء الله .. سحابة المطر أرسلها الله لنا "
يقولها منصور إلي عبر عواد داخل للمجلس
" تعالي .. تعالي ! "
توقف ملتفته له .. رفع يده يحركها .. وبسرعه غيّرت وجهة خطواتها حتى تدفعها بسرعه صوبه .. يبعد جسمه عن الباب .. تدخل وهي ترفع أيديها حتى تفك نقابها .. تتوجه بسرعه صوب جدها .. تنحني تبوس راسه ..
" طيبه أنتي ؟"
يقولها الجد بحزن وهو يجر طرف عباتها .. وأمنيته ماعاد يشوف الحزن في عيون بنات
عبد الله ..
منصور وهو ينحني وأنفاسه المتسارعه واضحه : ماعليك يبه .. النوري قويه

شهقت من أنجرت يدها حتى يلفها عواد بقوة ينطق وهو يتأملها
" أنت توكدت أنت البنت بنت أخوي ماهيب مستبدله ! "
توقف بالغصب وهي تحاول تتوازن .. فيما نظرة غضب رفعها بو عبد الله صوب عواد
" بدينا بالخبال ! "
نوير وهي تجر يدها وملامحها بهدوء أنكمشت من الألم : عورتني
عواد رفع أيديه : لزوم نفحصتس .. ولاّ مستحيل أصدق أنتس نوير
نوير بسرعه تقدمت له حتى تبوس راسه : آسفه أعرف أنك زعلان علي
عواد رفع صوته : لاااااا .. الوضع ماهوب واقفن على فحص إلا فيه شكوك وشكوك

أبعد خطوة وهو يطالعها من فوق لتحت
" هذي شكل وحده حابسه نفسها في غرفتها من أمس "
رفع حاجبه حتى يطالع أخوه
" أو يابو جلوي عندك مفعولن سحري خلاها تفتح الباب لك أنت بس "
أنحنت نوير تضحك حتى يضحك هو .. يقترب منها .. يرفع أيديه يحضنها
" سحبنا حتسينا .. الأبتسامه عاد ماينشك فيها .. أبتسامة بنتنا "
يبعدها عنه .. يمسك راسها .. ينطق بحب
" تراتس غاليه .. وتسان تركتس أبن جهيمان هو الخسران ماهوب أنتي ..بدال ماتقعد بالقصيم تروّح معنا للرياض .. ونفرح فيها .. صح يبه ..؟ "
" هالله هاالله "
نوير والأبتسامه أشرقت بوجها رغم طاري الفراق إلي ذكره ثقيل على مسامعها : الله يخليكم لي
عواد : لا شفتي عمتتس قولي لها ترا ربعتس ذبحهم الجوع ..

تحركت بسرعه وهي تنطق " إن شاء الله " وأول ماطلعت .. حرك بو عبد الله راسه لولده الكبير .. نطق بصوت علق فيهم الهم
" علمنا بالأمر وش بلاهم .. ! "
بو جلوي رفع يده يفرك لحيته : والله يايبه .. طلع أمرن مايستاهل .. عناد على غلطن منها وغلطن منه .. ومكابر منه ومنها .. هه لين وصلوا لهالأمر
عواد ينحني ببطء وعيونه أتسعت : عاد يوصل بالأمر للطلاق .. هذا قدر البنت عنده ..!
بو جلوي تمايل .. رافع يده بقلة حيله : والله ياخوك الظاهر حتسي البنت صحيح .. تقول أن الرجل حاطن في باله أشيائن واجد من حتسي أخوها عنها وأنه أنصدم فيها
بو عبد الله أنتفض منفعل : تسيف يعني .. هذي آخرة علوم الشيخ !!
عواد بأستفهام : يعني أنصدم بوش ..

حرك أيديه لفوق وتحت من حس أنه ماهو فاهم الوضع
" الزبده البنت مغلطه عليه بشي ! "
بو جلوي وهو يسحب هوا بعمق : هو أغلط وهي أغلطت .. علمتك !
عواد وهو يتمايل بشفاته وعيونه أتسعت : شي غريب .. والله ..

ينهض واقف ..
" أنا بروح أجيب العشا .. طاقني الجوع ونكمّل سواليف بعد مانشبع "

يتحرك ببطء صوب باب المجلس .. والمطر لا زال يهطل بقوة .. لحظات وترتفع نغمة جواله .. يدفن يده في جيبه ومن أظهر الجوال وشاف الرقم .. طلع بخطوات متسعه وهو يخفض براسه لتحت .. صوب باب الشارع .. يرفع طرف من ثوبه متوجه لسيارته .. يفتح الباب حتى يركب ويغلق الباب بقوة .. يفتح الخط
" ألو "
" هلا .. بو فراس رضى بالصلح "
أبتسم بأتساع ..
" والله يابو مازن أنا قايل الوحيد إلي بيطق لها الصدر ويقول أنا لها أنت "
" الله يسلمك يابو عدي .. بالأوله رفض وأدخلت واسطات كثيره وناس تمون عليه .. عشان يظهر زوج أمك من السجن .. وتدري أن جدك زاره ورفض كلامه حتى أنه وعده يعوضه باللي خسره ! "
عواد هز راسه وملامحه تلاشت عنها الأبتسامه
" هالله هالله .. وصلني يابو مازن .. وعلم جدي وأخواني ماهوب غادن عني "
" شرط الصلح .. تكون تحته أرض .... "
عواد ضحك .. مقاطعه
" عارف وش حاط عينه عليه .. عشان تسذا أرسلتك يابو مازن .. هالنوعيه عاجنها بأيديني مصالحها بالأوله ثم بعدها تجي الأمور الثانيه .. ولو أنه فالبدايه يظهر الثقل وأنه مايبي إلا حقه والقانون يطبق "
" بس أنا مستغرب منك .. تقدر تخاوي جدك وتقدم له العرض وماتبي .. ليه اللف ياعواد "
تحركت شفاته بنبرة يخفي فيها الشر
" الدرس لازم يتم على أصوله .. وكلن يعرف لابغى يرفع راسه مرتن ثانيه يرفعه على مين"
" عز الله بهذي علمتهم درس ماعاد يقربونك أبد "
" ماقصرت يابو مازن .. بيننا تواصل "
" بإذن الله "
" ياهلا "
قالها وهو يبعد الجوال عن أذنه .. وقباله زجاج السياره يغطيه حبات المطر إلي تنزل بقوة وصوت أرتطامها على الزجاج يتردد على مسامعه .. يظل يطالع هالمطر بعبث والأفكار تتجمّع في راسه .. السجن في الأيام إلي راحت راح يربي من يسمى أبراهيم .. يربيه وماعاد يحتاج يعطيه أكثر من هالأهتمام .. عليه يطوي صفحته .. يرميها شي من أشياء أنتهت صلاحيتها .. سحب هوا بعمق وزفره بقوة .. وشي من القهر يحرق صدره وإن تجاهله ..
يرجع يطالع الجوال حتى يضغط رقم صديقه .. وأول مافتح الخط
" هلا بالنسيب "
لحظة صمت طويله .. حاول فيها عواد يكتم ضحكته بس ماقدر .. أنفجّر يضحك بقوة .. يهتز جسمه حتى يجي صوت فارس المرتبك
" مقلب ياعواد .. أكيد تمزح معي "
وبسرعه هز عواد يده وهو مستمر يضحك
" لا لا والله .. مبروك البنت وافقت والكل .. "
أرتفع صوته بسعاده
" أكيد ! "
عواد : وش فيك تسذا فرحان بزياده ..
فارس بإرتباك : مدري .. خفت يرفض الأمر كله
عواد : يرفض وأنا موجود وعارفن طيبك .. وخوين لك بعد
فارس وإرتباكة صوته تزداد : الحممممدالله .. ماقصرت ياعواد .. ماقصرت
عواد يرفع يده بعبث ويحطها على الدركسون : هالحين رح بلّغ أهلك ومن تحب وأنتظرني أجمعك بمساعد أعطيكم بعض التفاصيل .. مبلغني فيها أبوي لزوم تنقال لكم
فارس وهو يتنفس بعمق : بإذن الله ..
عواد : يلا أجل فمان الله

أبعد الجوال وأبتسامه علقت على شفاته .. لحظات ويرجع يضحك .. كان يتمنى يقوله هالخبر وهو يجلس قباله .. أكيد ملامحه بتكون راسخه فالبال أكثر ..
.
.
.
" الحمدالله "
يقولها وهو يفرك أيديه بمناديل طالع من دورة المياه .. يميل ببطء حتى يكوّر المناديل بحركه سريعه ويرميها بوسط الزباله .. يلبس ثوب أبيض مخصّر على جسمه الطويل .. شعره الأسود يرجع لورا .. يحرك جسمه لها وهي منحنيه بمسافه عنه تلم صحون العشا البلاستيك والحافظات المتفرقه على الطاولة الموجوده في صالة الشقه .. تلبس جلابيه فخمه .. أنيقه على جسمها السمين وشعرها بكثافته وطوله .. يرتمي بعضه على ظهرها وبعضه يتمايل مبتعد عن جسمها يلامس أطراف الطاولة .. ومشاعر غريبه راحت تتضارب في صدره .. يتقدم أكثر حتى يميل بجسمه متساند بيده على إطار خشب .. تستقر أصابعه على شفاته .. يظل يتأملها .. كيف يوم أدرك وجه الرحيل ظهر من يدفعه بقوة لها .. يقول له أن لا أمل في الفراق مابينهم .. وأنه بأي شكل كانا ماراح يقدر يتجاوزها أو ينساها .. مسافات ماضيهم وإن كانت مره .. جارحه .. إلا إن الوقت أقفى .. وأنها بتظل في فكره .. قلبه .. وأن الدعوة إلي رافقت توبة أبوها في بيت الله .. دون علم أحد .. مررت عابره .. متحققه .. حتى أنحطت أمامهم في التوقيت المناسب .. وعلى مقاس جروحهم بالتمام حتى تقتلعها الرحمات .. واللطف .. من الله سبحانه .. صوبهم كلهم ..
" وراك واقف تطالعني تسذا "
صوتها إلي نزل في أعماق قلبه يصحيه .. كان متوجه له ..أعتدل واقف حتى يهز راسه ينطق
" ولاشي "
ويتحرك بخطواته له .. يرفع يده حتى تستقر كفه على راسها من الخلف .. يجذبه له .. يقبّل جبينها بحب ..
" ماقصرتي بالعشا والله "
أبتسمت بإرتباك .. وهي تحاول تبعد عنه بس منعها .. ألتفت أيديه حوالي جسدها .. مقيدها ..
" جلوي .. طيب بشيل السفره وأنظّف الطاولة وأرجع لك .. تحسب أني بخليك ! "
أتسعت عيونه .. أهتز جسمه من ضحك بدهشه وهو ينطق
" وش هو ..!! بعلم أنا ولاّ بحلم "
فك أيديه من أبعدت وهي تمشي صوب المطبخ .. تنطق
" علم .. علم يابن منصور "
ظل مبتسم بدون ماتبان أسنانه .. هز راسه بالرضا
" يعني نقدر نقول الأوضاع اليوم تمام "
يسمع صوت حركتها فالمطبخ .. لحظات تطلع ويشوف الخجل في ملامحها .. أكيد يحلم .. !
تعبره حتى تنحني للطاوله .. ينحني هو يسحب من بين أصابعها الحافظة ..
" هاتي بشيلها عنتس "
يسحبها حتى يحط فوقها حافظة صغيره ويرفعها .. متحرك صوب المطبخ .. تلحقه فالباقي من صحون حتى ترميهم .. كلهم دفعه وحده بوسط الزباله ..
" لا تغسلين الحافظات .. أخبرتس .. أخاف أصحى طاقني الجوع "
" أبشر "
تتوجه للمجلى حتى تغسل أيديها .. ومن خلصت وسكرت الحنفيه .. تحركت له .. نطقت
" مادق عليك بادي "
جلوي بأستغراب ومايدري وش جاب طاريه بوضعهم هذا : لا ليه ..؟

تقترب منه أكثر لاصقه في .. ترفع راسها.. متمسكه بثوبه بأيديها الثنتين ..
" الله يسعد قلبك يابو عبد الله .. دق عليه أنشده عن رحمه "
جلوي وعيونه أتسعت : وش جاب الطاري تسذا فجأه طيب !
نوق بحزن : أبتطمن على أخييتي
جلوي والدهشه راح تتسع في نظرة عيونه .. ينزل براسه لها : أختتس مين
نوق جرت ثوبه بقهر : رحمه زوجته .. وش بلاك
جلوي رفع يده حتى يفرك أصبعين في بعض مصدر صوت : أهااااااااا .. لاحقين عليها تعالي أقول بس

تمايلت رافعه حواجبها من تعلقت أصابعه في كف يدها يسحبها للصاله .. ينحني جالس .. مجبرها تجلس جنبه .. يحرك راسه وعيونه متعلقه فيها .. يتأمل ملامحها بذهول ودهشه ..

" علميني ذا الحين .. مكالمه وتعال .. ونبي نستاجر شقه وأبسوي عشى وحركات ودلع "
نوق رفعت يدها بوجهه : بس بس بس .. كل هذا !
جلوي بصوت رجولي أرتفع : إيه .. تصدقين أني رحت أتأكد من الرقم مرتين .. قلت أوني متوهم !

تمايلت حتى تحط راسها على كتفه وكأنها تتحاشى النظر في عيونه .. في الحقيقه .. ساعات مرت وأيام تفكّر في هاللحظة .. ماقدرت تهرب منها .. تتحرر منها .. لكن هالحين تحس أنها خفيفه .. تحس معه فالبدايه .. فالسلام .. فالأمان .. ماتدري كيف وشلون .. أو كيف قدرت تتصالح مع كل ذيك الحروب معلنه الهدنه .. والتراجع .. فجأه ..!
كيف تجرأت تمد يدها صوبه.. تناديه ..؟
بلعت ريقها وما يهلكها غير عرق مجنون تحس فيه بالنبض في رقبتها .. يحيّرها وضعها الآن وهي ترمي براسها على تجويف كتفه ..

" أممم .. ودي أقولك أني والله فكرت .. فكرت تسثير أسبوع وزود وأنا أراجع نفسي .. "
حطت يدها على صدره .. تلمس بأصابعها أطراف القماش إلي تتعلق فيه أزارير ثوبه
" مرينا بأشياء تسثيره ياجلوي .. أشياء صعبه حتى نقولها .. "
بلعت ريقها بصعوبه .. تكمّل
" يمكن وصلنا فيها للفراق .. حل لي ولك .. بس صوت أبوي أحسه جى حتى يشيل كل مابصدري .. تركني أفكّر في أشياء واجد مافكرت فيها من قبل .. أراجع حساباتي .. أنتبه لنفسي ولك ولخواتي ولأمي .. "
يرتفع صوته الرجولي مقاطعها
" عسى الله يرحمه ويغفر له "
دفعت جسمها بعيد عنه .. وهي تحرك أصبعها بوجهه
" شف عاد أنا حاولت أتغيصب على الدموع بس مره ماطلع معي من أول مادقيت عليك لين هالحين .. "
تمايل بجسمه على جهتها حتى يرفع يده .. يسندها على مقدمة الكنب .. يمسح على شعره
" ومن قالتس أبي دموع .. واصلين حدنا "
نوق ضحكت
" هذا هو "
جلوي حرك أيديه : تعالي .. تعالي
زحفت حتى يرجع يحضنها .. يدفعها لصدره بقوة
" المهم هو سؤال واحد يانوق .. راضيه تعاونيني على هالحياه "
وبصوت الرضا تنطق بتأكيد
" راضيه ياجلوي "
" طيب آخر سؤال بعد والله للحين أبي أعرفه .. تسيف سمنتي ؟ "

تمايل بقوة من رفعت ظهرها .. دافعته لورا حتى تنطق
" رح وراك أقول عاد "
أنفجر يضحك بقوة .. حتى يرفع أيديه
" دقيقه .. دقيقه "
أتسعت عيونه من شافها تنحني للخداديات وترميها عليه .. تنطق بقهر وملامحها أنكمشت فجأه وأحمرار غريب راح يغزو أذانيها
" ذا الحين ساعات وأنا أحاول أصفف لك الحتسي وآخرتها تقول لي وش لون سمنتي .. ! "
جلوي وهو يحاول يتكلم من الضحك : والله طرى علي أسوي نفس حركتتس بالمطبخ .. حنا وين وأنتي وين .. تفكرين لي بزوجة بادي ..
نوق وهي ترمي عليه الخداديه : خلها تنفعك ذا الحين .. خربت الجو
جلوي يحاول يتصدى لها بأيديه .. والضحكه تعلق في صوته : لحظة ترا المفروض نحتسي واجد عن أشياء قبل ماهوب تسذا يصير وضعنا
ضربت أيديها في بعض
" خلاص مابقى شي ! "
رفعت يدها بدون نفس حتى تستدير
" أنسدت نفسي من ماطريته .. خلاااص "
راحت تمشي تاركته وهو لا زال في مكانه يضحك بقوة .. مايدري ليش ثارت بهالشكل من طاري السمنه .. وخربت الجلسه كلها !!
.
.
.
أجر بطانيتي بقوة أتلحف فيها .. عجزت أنام عند وليد تحت .. عجزت وأنا عارفه أن مابيني وبين بادي غير مسافة وكم باب .. أنسان يقهر وماعنده ذوق .. إي والله .. قهرني قسم بالله وهو يتكلم معي عادي ولا كأن بيني وبينه خناقه .. شي يبط الكبد .. !
أحرك راسي وبسرعه أسحب جوالي .. أطالع الساعه .. 12 .. حرررر وكتمه .. أرمي البطانيه وأنهض معتدله جالسه .. ياربي أبي أنام .. أبي أنام ينتظرني الصبح موعد أخوي وليد لازم أقوم أجهّز نفسي وأجهّز أخوي بعد ... شايله هم وش بيقولون عنه .. يارب تخليه لي من جد .. أرفع أيديني أمسح على شعري .. أففففف .. وش هالكتمه ..
أنوي أتحرك بس فجأه صوت شي ضرب الشباك .. أرجع جالسه وعيوني أتسعت .. وش هذا ..
أظل جامده بمكاني بدون ولا حركه وأنا أحاول أتسمّع الصوت .. يرجع الصوت يضرب الشباك
حصصصاه ذي .. يممممه .. يتسارع نبض قلبي .. وبسرعه أرفس البطانيه وأنزل من السرير .. أنوي أركض لأخوي تحت بس أتذكر أنه أنا مقفله كل الأبواب وأوقف .. من جيت وأنا ما أرتاح لين أقفلها .. ألف براسي لشباكي من ضربته حصاه بقوة .. أمشي على أطراف أصابعي .. ويدي قامت تنتفض .. المفروض أروح أركض لبادي أصحيه .. أكيد نايم بسابع نوم بعد ما أكل وجبته كلها وأنا للحين على لحم بطني .. مابي آكل شي جابه وأنا للحين مقهوره منه .. أبعد الستاره .. وبشويش وقلبي أحسه بيوقف .. صرت أجر الشباك .. أضم شفاتي بقوة وعيوني تصغر .. ومن أنفتح جزء بسيط .. هبت علي هوا وغبار .. كذا فجأه أنتثر على وجهي .. صديت وأنا أبعده ..
" هييييه رحمه .. رحمممممه ! "
هه .. صوت بادي ذا .. أعتدلت والستاره غطتني من ورا .. رجعت أفتح الشباك وأحط عيني على الفتحه والغبار لا زال أحس فيه .. موب غبار .. كأنه رمل !
أنزل بعيني لتحت وأشوفه واقف .. بوسط حوشنا .. يلبس بنطلون رمادي على تي شيرت أسود .. ساده .. ويشيل بيده اليمين حصا .. واليد الثانيه رافعها لي .. يرفع صوته
" أنزلي أبيتس بسرعه "
حطيت شفايفي على فتحة الشباك وبعناد نطقت
" لاااااا "
" وششششش "
وبحماس نفخت صدري بالهوا وليتني مانفخته .. بغيت أروح فيها .. كل الرمل حسيته طبّح بصدري .. أبعدت وأنا أكح .. أكح بقوة .. أبعد الستاره عن وجهي وأروح أركض للسرير .. أجر كوب المويه وأشربه .. أمسك رقبتي وأنا أغمض عيوني .. وش ذااا .. الشباك كأن له سنين ما أنفتح ..أنزّل الكوب .. كله منه .. كله .. أطلع أركض وأنا ما أشوف الطريق من الغرفه .. أنزل الدرج والبجامه إلي ألبسها طويله علي .. أوصل للصاله وأنحني أطوي البنطلون .. لين مابان الشبشب إلي ألبسه ورجولي بعد .. أروح لباب الصاله .. أفتح القفل وأطلع .. شاده حيلي .. للمدخل .. أطلع للحوش حتى أجيه طايره .. أرفع يدي ووجهي أحمر
" بغيت أروح فيها بسبتك ! "
تنّح فيني .. بشكل غريب .. أشرت على حلقي وأنا صوتي يالله أطلّعه
" دخل بفمي تراب من الشباك .. يعني تحذف حصا على الشباك ليه .. ماتعرف تدخل البيت "
نطق والصدمه علقت في صوته
" ومن مقفّل الباب ! "
إيه صح .. نسيييت .. أنا مقفله الأبواب .. تكتفت .. وصديت عنه وأنا أتمايل ولا كأني مسويه شي .. أكح بقوة لحظات وأتكلم
" حتى لو لقيته مقفّل ترا فيه جوال "
" وجوالتس وينه .. أنتي نازله من فوق تاركه عقلتس هناك ! "
حسيت أن ودي أختفي .. ياشين إلي ماعنده سالفه .. الأنسحاب حلو ... نزلت أيديني ومن باب أرقّع لنفسي .. نطقت
" بس أنا جايه أقولك ترا بغيت أروح فيها بسببك وأرجع لغرفتي "
رفعت يدي بوجهه وأنا أرفع جسمي وأوقف على أطراف أصابعي
" ترا موب عشانك حذفت علي حصا .. إيه أقولك "
وآخذ لي لفة قويه أبحط رجلي وأركض .. لكن جر بجامتي من ورا رقبتي .. رفعها لفوق بشده .. لين حسيتها تخنقني من قدام لأن قماش البجامه يرص رقبتي .. نطق
" أخت رحمه .. "
تقدم .. وقف جنبي
" كم بجامه لاقطتها معتس للخرج "
وحسيت قلبي من الخرعه كذا أنقبض .. وشي أنتشر براسي مسبب لي صداع ودوخه .. أحس بيت جدتي بكبره ماعدت مستوعبه أنه قدامي .. قلبي يدق بقوة .. بقوة .. أول مره بحياتي أحس بأحساس أني كتلة غباء متحركه .. أو .. أو أني فعلا غبيه وتوي أكتشف الأمر ..
مال براسه لي وعيونه متسعه .. هي خلقه واسعه .. هزني
" أحتسي "
أحتسي .. لا والله ودي أحط رجلي وأروح عند أخوي وليد .. النوم عنده من أحلى شي .. حركت راسي له .. قمت أمسح على البنطلون .. وأنا أبتسم .. نطقت بصعوبه
" وحده بسس وهذي إلي لابستها ! "
" أنتي من جدتس متولعه في بجايم رجالي .. "
" خلاص .. خلاص أفصخها وتستلمها هالحين "
قلتها وأنا أنافخ عليه وقلبي شوي بيطيح في بطني .. أحرك أيديني بقوة أبيه يبعد يده بس أشد على جسمي من لف ذراعه فجأه حول رقبتي .. يجرني لصدره .. رفعت ظهري بأستقامه من حسيت بحرارة جسمه .. وبسرعه حركت أيديني حتى أمسك ذراعه .. أغمض عيوني بقوة من مال براسه وباس خدي .. قعدت أنتفض .. نطقت من الروعه
" وخر عني "
" مشتاق لتس "
" كذاب "
قلتها وأنا للحين مغمضه عيوني وأشد بقوة على يده ..
" وأحبتتسسس "
قالها بتشديد .. وخلاص .. أحس بثقل في جسمي .. وموب قادره أسيطّر على رجفتي .. أنفاسي .. صوتي .. أنهرت .. أنهرت غصب .. غصصب ..
" كذذاب .. كذذذاب .. وش فيني عشان تحبني .. كلهم يقولونه .. كلهم .. فكني أحسن لك .. فكني .. تركتني أسبوع وتكلموا حريم عماني .. تركتني للكلام .. وموب أنا إلي نثرت الحليب "
أنهرت ماعدت أقدر .. صرت أضرب رجلي بالأرض .. وأميل بجسمي أبيه يفكني .. نطق وهو يحرك يده الثاني .. يضمني .. ينطق
" أقسم بالله أحبتس .. وفقدتس وأنا بالقصيم مع أهلي حسيت أني ناقص .. أنا من يومي لا أحد لمس أغراض أهلي عصبّت عليه .. تسيف وأنا أشوفتس قدامها والحليب إلي فيه علاجات على الملابس والأغراض .. "

وقفت أشاهق بقوة .. محروقه من داخل .. من كلام الناس .. من أفكارهم أن الأنسان لو صابه أي شي .. يكون خلاص نقطه سودا في حياته يعايرونه فيها .. ماهمهم أنا وش الحين .. كيف رجعت .. كيف تغيرت .. مايهمهم .. همهم بس كيف تزوجت .. كيف رزقني الله في أنسان مثل بادي .. مافكّروا في وضعي .. في مصيبتي .. في ماصار لي ..
" رحمه .. تحسبيني أتسذب عليتس .. والله لا تسان وجودي هالحين لأنتس كاسرتن خاطري .. نفس ماتقولين .. ماتركت أبوي وأمي في أزمتهم بالقصيم وقعدت عندتس .. "
فتحت عيوني حتى أحرك راسي له .. أنطق بصوت مهتز من الشهقات
" وش فيهم "
أبتسم لي ومدري ليش أحس بإبتسامته أني بخير وبكون بخير بإذن الله .. حرك يده حتى يمرر أصابعه على خدي ..يمسح دموعي .. يطمنّي
" مانتيب عايشه معي لجل شي غير أني أبيتس .. وأخوتس بيتربى معنا .. حتسي هالناس إلي تسمعينه طالع نازل .. مانتيب مجبوره تسمعينه ولا تلتفتين له .. ولا عليتس منهم .. كثّر الله خيرهم يومنهم يرسلون عليتس حسناتهم وشغالين بالخير لتس .. "
جر خشمي وهو يفك أيديه ويقابلني .. وأنا صرت أحاول أوقّف شهقاتي .. وغصب صدري يرتفع وينزل منها .. أجر أكمام البجامه وأفرك فيها عيوني .. عشان أطالعه زين .. أفرك خشمي .. بس طارت عيوني من مال بوجهه لي .. وأشر على عيونه
" تتسذب عيوني لا قلت أحبتس .. يلا طالعيها وأنا أقولها "
أبعدت بعيوني عنه .. بس شهقت من مسك فكي وحركه بالغصب له عشان أطالعه ..
" أحبتسسس "
سكت وهو يطالعني .. رفع حاجبه بحده ..
" هه أتسذب "
هزيت راسي بالرفض وأنا رايحه فيها .. وبسرعه نطق
" عشان لا أحد قالتس شي عني .. قولي له زوجي عيونه ماتتسذب "
رجع يحضني .. يرفع أيديني .. يبي مني أضمه
" فهمتي يارحمه "
نطقت وأنا أشد على ظهره .. برجفه ..
" أنقهرت منك .. أنت ماراح تنسى كل شي سويته .. نفسهم صحيح ..؟ "
" من هم .. قروشتيني فيهم .. يااالله .. خلاص طلعيهم من مختس "
أهتز صوتي وأنا أسحب أيديني من على ظهره ... أقابله .. أنطق بصوت مكسور وودي يقول لي كلهم مشتاقين .. يبونتس
" ونوق حتى مادقت .. أمي مافقدتني ..؟ "
" عاد هذي سالفتهم طوووويله .. يلا صلحي قهوة وشاي وجيبيها للمجلس عشان أعلمتس .. ليش ماحد تواصل معتس .. "

أتسعت عيوني وهو وقف.. يطالعني .. سالفتهم !
" صاير لهم شي ..؟"
" بالأول غسلي وجهتس وبدلي بجامتي ثم القهوة والشاي .. يلا "
لفني للبيت غصب ودفعني ..
" يلا عشان فيه أشياء تسثيره أبستشيرتس فيها "

تحركت من تركني .. صرت أدفع خطواتي للبيت .. وأحس أني بحلم .. لحظات وأركض لباب المدخل وأنا أرفع أيديني وأضغط على خدي .. قالها .. قالها لي وأخيرا !
.
.
.
يفتح باب الغرفه ببطء .. حتى تميل وعد براسها .. تشوف أختها نوير تنام على سرير أمها الواسع ومغطى جسدها فالبطانيه .. نور الصبح يتسلل من شباك الغرفه رغم أن الغيم يغطي عين الشمس بكثافته .. والأجواء شبه بارده ..
" هنيا يمه تعالي "
تدفع وعد الباب وتدخل وهي تجدل شعرها .. تلبس تنورة سودا على تي شيرت أبيض .. تتحرك بقصرها .. دافعه الباب وراها .. وبخوف نطقت أمها
" لا يتسكّر بقوة "
وقفت مغطيه أذانيها من أغلق بقوة حتى تنفض أم نوق يدها وتصد بعصبيه
" أحووووول ! "
ترجع تطالعها وهي ترفع يدها
" ماعمرتس سويتي الشغله زين حتى تسكيرة الباب نفس الخلق أبد مخالفتهم فيها "
تنزّل وعد أيديها وتلف لأختها إلي تحركت من تحت البطانيات وبسرعه تقدمت حتى تنحني متربعه قبال أمها
وعد : يمه وش أسوي .. هو أتسكّر بقوة
أم نوق : قصري حستس .. أختتس طول الليل بتسا عندي وعيت تسكت
وعد بحزن وهي تتأمل ملامح أمها المكسوره : يمه وجهتس تعبان .. شكلتس مانمتي زين

تظل تطالع أمها وهي تجلس على الأرض متربعه .. تلتف حول راسها كما العاده شيلة سودا بإحكام .. وملامحها إلي يحتويها الكبر .. تندس فيها الهموم الكبيره بشكل مفضوح .. عيونها يحتويها تعب عميق ..
" والله مانمت .. أفكر في هالبنت إلي صايرت أدق من العود .. أهون شي يكسرها !"
وعد : علمتتس بكل شي
أم نوق رفعت يدها تميل فيها على وعد : إلا راح ليلها تعاتب وتلوم حظها ..
وعد ونظرتها أحتواها الأنكسار : يعني خلاص .. !
أم نوق : ماتسان عندي إلا أم جهيمان .. أشرح لها الوضع وأطلب منها تخلي الولّد يعجّل في طلاق البنت ونرتاح
وعد أتسعت عيونها .. بخرعه : وش ... ! يمه .. ماتسوينها أكيد
أم نوق طالعت بنتها .. حركت أيديها بضياع : وش حيلتي يمي .. تبين أختتس تروح من بين أيدينا .. حنا يالله يالله أرتحنا وقلنا الحمدالله في وضع نوق .. تبينا نرجع للأمر في نوير
وعد حركت راسها لورا تطالع السرير بعبث : ...................
أم نوق : الشي إلي ربي ما يكتبه لبني آدم ولاهوب من نصيبه مايجوز نلحقه وهو بليا فايده .. يمكن أن أبوتس في حتسيه ذاك أخطا مثلي ويحسبن الأمر ماشي
وعد رجعت تطالع أمها وبصوت أختنق : لاتقولين تسذا .. والله حلوين مع بعض
أم نوق وحواجبها أنعقدت بقوة .. وصوتها أنخفض وكأن هالأمر مأثر فيها : خلاص يمه .. أنتهت .. أنتهت

أتسعت عيون وعد حتى تنطق بصدمه
" دقيتي عليها "
ولا ردت عليها أمها .. مالت بجسمها حتى ترفع طرف السجاد وتسحب من تحته ظرف .. تمده لها
" هذا يمه مهرتس .. سلمه لي عمتس منصور .. داخله بطاقة الولد عشانه مشغولن بأمور تسثيره .. شوفي خواتتس .. ترا الأستراحة حجزها بعنيزة .. "
وعد مسكت الظرف ورعشه راحت تسري في جسمها : هو طبيعي أتزوج قبل خواتي
أم نوق طالعت بنتها : يابنتي هو أنتي للحين تسألين
وعد بضياع : طيب يمه .. تحسين أني يومني وافقت أنا على صح
أم نوق طالعتها مباشره وبصوت شديد : شوفي يمه .. عينتس على زوجتس وعمتس ورضاهم قبله رضى زوجتس ولا عليتس .. لو أن ذيك المهدومه للحين زوجته أنا من بيرفض الأمر لكن دامها أبعدت وربي كشف للخلايق كلها أمرها وأمر الخبيثه إلي معها .. فهذا نصرن من الله .. لي ولتس ولنا كلنا .. شوفي باتسر العرب وش بتقول لا أنتشر أن ولد عمتس أخذتس ..وأنا ما أخرت إلا أني كنت عارفه أنها مكشوفتن قريب .. وأبي أشوف ردة فعل ولد عمتس بعد .. لكنه أجودي .. تمسكي فيه .. ويكفي ما جابه لتس ضمان وش تبين أكثر

يفتح الباب فجأه حتى تدخل عهد لابسه عبايتها
" يلا مشينا "
وعد لفت بخوف : على وين !
عهد طارت عيونها : لاحول ولاقوة إلا بالله .. وش بلا هالعايله أنتهت .. قومي قومي عمي يبي ياخذتس تسوين تحليل
وعد فتحت فمها : من قال
عهد حطت يدها على خصرها : وش يقول لتس بالواتس أمس
وعد أنتفضت واقفه : على بالي يمززح
أم نوق : طيب هي بتروح أنتي وين أنتي غاديه .؟
عهد بسعاده : والله يمه بروح .. وأجرب شعور الفطور بمطعم ولاّ كوفي .. وأحط رجل على رجل وأتفنجّل وأنا تسذا سرحانه وأطالع الشباك ..
أم نوق بعصبيه : روحي نزلي عباتتس أشوف .. تولجتن الرجّال يامال إلي مانيب قايله
عهد تمسك شنطتها : أسمحي لي يمممه .. مع السلامه !

راحت تركض ووراها تلحقها وعد
" تكفين أنتظريني أبتنفجّل معتس "
عهد : ألبسي عباتتس وطيران ألحقيني .. ترا الكل نايم والرجال مافيه إلا عمي وينتظر بسسسرعه

تناديها أم نوق وبسرعه تحط رجلها تركض لقسم الرجال .. تطلع من باب المدخل .. حتى ترفع عيونها للسما تتأمل الغيم .. وهوا بارده تندفع بقوة تحتضن جسدها .. أكيد ماراح تظل فالبيت وتخليهم يروحون عنها .. والكل نايم .. !
تفتح باب الشارع .. حتى تطلع .. تشوف سياره عمها توقف يمينها ..على وضعية تشغيل .. وبسرعه تتحرك تركض تدور حول السياره .. والبر قبالها مساحات من الصمت شاسعه ..
تفتح الباب إلي خلف السايق .. تسحب شنطتها وترميها داخل .. وبسرعه تركب
" شف ياعمي تراي قايمه من صباح الله خير والبيت هجود راقدين .. بروح معكمم رجلي برجلكم ولا خلصتوا خذنا لمحل أبيه يشلع قلبي .. "
أنحنت تجر الباب مسكرته بقوة
" الله يخليك عاد .. الساعه 8 يمديكم تخلصون ونفطر ونشبع ونرجع وربعنا في نومهم .. وأهم شي تطلب لنا بس ماهوب تروح تجيب لنايمين .. إيه عشان أقهرهم بالطلعه وأوريهم كل شي سناب ماهوب تطلع روحتي على الفاضي ! "

لحظة صمت غريبه .. أربكتها .. ومن تشوفه قبالها يجلس خلف السيت إلي قدامها وكأنه متخشّب بمكانه .. كتوفه .. أطراف غترته جامده .. شعور غريب راح يبعث الخوف بصدرها .. تتسارع دقات قلبها وبسرعه قامت تتلفت .. تتأكد سيارة عمها .. إيه سيارته .. ترجع تنطق
بخوف وهي أدركت أن إلي يجلس موب عمها !
" عمي "
ترمي ظهرها لورا من أندفع فاتح الباب حتى ينزل .. يتحرك مبتعد عن السياره .. رجولها قامت ترجف .. تضرب ببعض وأيديها تهتز .. وقلبها .. أنفلتت نبضاته متسارعه حتى حست بألم .. وصداع .. وثقل .. يستقر بأطراف جسدها ..
يفتح الباب إلي بجنب السايق حتى يميل عواد براسه .. ينطق وحواجبه أنعقدت
" هذا أنتي عهد .. متى ركبتي ووين أختتس ..؟ "
ماتدري من وين طلع عمها وين كان رايح .. حاولت تتكلم بس ماقدرت .. تبي تقوله أبنزل .. أو هي بتنزل أصلا .. بس ماهي قادره .. جسدها ماتقدر تسيطر عليه ..
" جيتكم طيران "
تقولها وعد إلي فتحت الباب إلي بجنب عهد وركبت بسرعه .. أنحنت مسكره الباب
عواد بإبتسامه : نقعتينا .. بالله من متى أنتظرتس ومعي ضيف !
وعد رفعت يدها وهي تتقدم .. تلصق فالسيت إلي قباله : والله على بالي تمزح معي مادريت إن الوضع صدزي
عواد أتسعت عيونه .. ضرب راسها : أنتي متى بتعقلين
وعد : عاقله بسم الله علي .. إلا عمي من الضيف

أنحنى عواد بكشخته وأناقته .. حتى يجلس على السيت .. يسكّر الباب وبخفه يميل للدركسون يضرب هرن وعيونه تعلقت بفارس وهو يشوفه من بعيد ..
" وش تبين تعرفين الضيف "
قالها بصوته الرجولي الثقيل حتى بسرعه تعتدل وعد بجلستها وصوته أدركت فيه أن سؤالها خطأ .. !
تنطق عهد بصعوبه
" خ .. لاص .. بنزل "
لكن جمدت أيديها من حست بثقل جسمه يستقر على سيت السايق .. وهي وراه .. فجأه وكأن الدم يضخ لراسها .. وتختنق من النقاب إلي يغطي ملامحها .. يتسكّر بابه .. يحرك عواد راسه لها ينطق بصوت أتزن في حضرة صديقه
" خليتس "
ترفع وعد يدها إلي بصدمه أستقرت على فمها وعيونها بأتساع راحت متوجه لعهد إلي وكأنها صنم ولا حركه .. زحفت وعد ببطء حتى تمد يدها وتجر طرف من عباة عهد .. شافتها تغمّض عيونها بقوة .. كأنها على وشك تنفجر .. وبسرعه سحبت يدها وهي تكتم ضحكتها .. ريحة العود الرجالي متشبّعه في هالسياره بشكل غريب .. وببطء تتحرك السياره .. يرفع فارس يده حتى يسندها برسميه على طرف الباب .. وعيونه تعلقت فالشارع الممتدد بطوله .. أضطرابة أنفاسه لا زال مايقدر يتداركها .. هي .. هذي عهد ..
" شايف تسيف أجواء الديره "
يرد بصوت رجولي هادي
" إيه ماشاء الله .. بريده طلعت منها والجو فيه كتمه "
يرتفع صوت عواد
" ياسبحان الله .. الأمطار للساعه ثنتين بليل عندنا .. وش رايك نكشت "
حرك فارس راسه وملامحه الرجوليه الدافيه تتوجه لعواد .. ينطق
" تعرف مكان "
عواد هز كتوفه
" ننشد ونطلع مع ربعنا بو ليان وبو محمـد .. تراهم بيتشرهون لاعرفوا أننا هنيا ولا مرينا عليهم .."

كان صوته يطيح في قلبها بثقل غريب .. وحراره راحت تلفح وجها بقوة .. ولا تدري أي غباء دفعها تطلع .. ليتها سهرت مع هيا وجود .. ليتها ظلت سهرانه .. ماتوقعت .. ماتوقعت يكون بالسياره .. وش بيقول عنها .. راعية حتسي .. ماتسكت !
أصلا كيف عواد يخليه يسوق وياخذ وعد .. كيف ؟
رفعت يدها حتى تلمس رقبتها من تحت النقاب .. بتبكي .. خلاص .. يمر الوقت ..حتى تتوقف السياره عند ورشه .. يفتح باب السايق وعواد يفتح بابه وينزل ..
ومن سكّر الكل بابه .. لفت وعد لها .. تنطق
" شفتيه .. يممممه .. أحسه فخم .. وش الساعه إلي لابسها وتلمّع "
وبصوت أحتقن من الدموع
" أسكتتتي ! "
.. مالت وعد براسها
" الحمدالله والشكر وش بلاتس ياحظي .. هذا وهو قدامتس ولا بعد ماهوب يمتس"
ضمت شفاتها بملل .. متكتفه .. يفتح باب السايق .. يميل عواد براسه
" وحده منكن تركب قدام "
تفتح وعد الباب بسرعه : أنا طبعا
يعتدل عواد بوقفته .. وبسرعه مالت وعد بجسمها لأختها
" أقعدي أبتسي لحالتس يانفسيه ! "
.
.
.
مرت الأيام سريعه .. تدس الفرح في صدور الجميع وإن كان الحزن لا زال يعلق في بقايا الذاكره .. التجهيزات أسرع من إستيعابها أنها أول من بيزف من خواتها بعد نوير ..
كما لو أنها مرت مثل الحلم .. مثل ذيك اللحظة إلي هزت راسها بالموافقه .. فجأه ..
مثل شنط سفرها إلي كانت تشيل أغراضها كلها وترحل بسرعه لمكان جديد .. تحس بالهواء معزول .. وشعورها يتعاظم وهي تلبس فستانها الأبيض .. وتاج ذهبي يثبّت على راسها .. تنحط أيدين نوق على أيديها المرتجفه وأصوات الضحكات ترتفع بقوة مع صوت الزفة إلي أرتفع معلن موعد خروجها
" مبروك ياوعد .. مبروك "
تلتقي عيونها بنظرتها الخايفه بعيون أختها الدامعه .. لحظات وتحضنها نوق بقوة .. تنطق
" الله يوفقتس "
" خخايفه "
تغرق في هالشعور شاده بأصابعها إلي تملاها نقوش الحنا على الورد إلي تمسكه بقوة .. تحضن نوق خدودها .. تتأمل عيونها المكحلة ..
" حبيبتي أنتي .. أذكري الله ولا تخافين .. "
يفتح باب الغرفه .. تدخل نوير بفستانها المكسي وطبعات الورد تملاه .. مخصر على جسمها النحيف وشعرها الأسود الطويل يغطي ظهرها بالكامل .. تتحرك متمايله بخفه من الكعب إلي أزدادها طول حتى تقترب من وعد ..
" يلا .. يقولون المعرس بعد بوقت بيطلع من القصر "
تمشي وراها رحمه بفستانها الكلاسيكي .. وشعرها الناعم بقصه مرتبه يغطي أطراف وجها ..
" أمي تسأل عنتس "
نطقت بخوف وعيونها تنتقل مابين رحمه ونوير
" وأمي ! "
نوير ضحكت : أمي أتعبها البتسا .. وزفوها قبلتس .. وماخذينها رقص هالحين عشان يغيرّون الجو عليها شوي

تبلع ريقها بصعوبه ورجولها كما لو أنها متصلبه .. وثقل الفستان وماعليه من كريستال وزينه ترك الأمر أشبه بالمهمه الصعبه .. أيديها قطعة ثلج بارده ..
" ألله ألله على عروسنا .. "
تقولها فوزيه إلي دخلت والفرح يرسم تفاصيله على ملامح وجها .. تمشي وراها بناتها بفساتينهم البيضا وكل وحده منهم تمسك طرف من فستان أمها .. تقترب منه وبسرعه تسلّم عليها ..
" يلا بسرعه نبي نفرح فيتس قبل يجي أخوي وأبوي ومن معه "
تتحرك نوير لورا أختها حتى تنحني تجر الطرحه رافعتها ..
" رحمه تعالي أمسكي طرفها هذا .. مدري أنتي وش بلاتس على هالطرحه إلي وش طولها !"
أبتسمت رحمه حتى تتحرك واقفه ورا وعد .. تنحني تسحب طرف من الطرحه ..
وخطوات وعد البطيئه تدفعها بالغصب للباب .. تطلع حتى تمشي في ممر وصوت الزفه يرتفع بقوة .. لحظات وتدخل صاله واسعه .. توقف قبال الممر الممتدد لها من سجاد في آخره ينتظرها الكوشه والورد يملى المكان .. أضواء الليزر المتفرقه تحتوي هالصاله .. يلتهم البرد جسدها وعيونها من الرجفات تحسها تدور بالفراغ .. !
تشوف أمها تتقدم لها وعيونها تتبلل بالدموع .. عيون هالأم إلي عانت كثير .. تحملت مر الزمان عشانهم .. وأول ما وصلت أنحنت وعد تجر يدها تبوسها وتبكي .. لكن تمسح هالدموع أيدينها الحنونه .. تنطق
" ألف مبروك يمي .. ألف مبروووك .. الحمدالله إلي قر عيني بشوفتتس بهاليوم "
تقترب منها شيما بفستانها المكسي إلي يزينه الدانتيل .. وحزام على الخصر ..
" مبررروك وعد .. مبروك "
" ياحبيبتي أنتي .. وبتصيرين أكبر مننا "
تقولها عهد إلي تعلقت فيها تضمها بفستانها الأسود وشعرها إلي يتموّج بكثافته مغطي كتوفها العاريه ..
" شفتي .. كيف .. ألف ألف مبروك "
تتقدم منها هيا .. تضمها .. تنهار تبكي من جديد وبسرعه نوق تبعدهم ..
" خلاص .. الولد لا يجي ويشوفها تسذا "

تتحرك وأرتجافة أيديها وخوفها واضح للكل .. تنهض فضيه من مكانها .. تتقدم لها تسلم عليها مع أم حمد ..
" مبروك .. مبرووك .. وأخيرا بنتنا بتعقل ! "
تضحك أم حمد حتى تضرب كتف فضيه
" حرام عليتس .. "
تتقدم منها تسلم عليها ..
" ألف ألف مبروووك .. ماشاء الله تبارك الله قمر .. "
" حبيبتي وعد .. وه يازينتس بس "
ترفع جود أيديها حتى تحضنها .. وبعبره
" من جد .. مدري تسيف بنرجع للبيت بدونتس "
حست بقلبها يتضخّم فجأه والمشاعر تتخبط داخلها .. ماتبي خلاص تكون أول وحده .. ليتها ترجع .. أو يصير كلها هذا حلم .. ماهي متخيله أنها بتفارق أمها .. وذاك الصباح في صدح بيتهم .. وجمعة العصر مع البنات .. والمزيونه .. بعد .. !
رفعت أيديها تحضن جود .. وتبكي بقوة .. ترفع صوتها ساره
" ياشينتس ياجود .. وش هالحتسي توهم يبونها تسكت "
جود لا زالت تحضنها
" غصب عني "
فضيه بعصبيه : البنت وين بتغدي .. بتهاجر .. تراها بالرياض بتكون ومقابلتن خشتس .. أشوف وخري عن البنت يلا عاد
أميره : وخري بسلم عليها
ريما : جود أففف منتس .. خلاص

تنط وسن بفستانها الأبيض وهي ترفع راسها لأمها
" أنا ياماما .. بسلم عليها .. أنا "
فوزيه أنفجرت تضحك : هه .. يلا ياوعد بناتي كلهن تسلمين عليهن ..
" أشوف خلوا البنت تجي عندي وراكم أجتمعتوا عليها "

تقولها الجده وهي تميل براسها .. تجلس على كرسي بجنب كرسي الكوشه .. تجر شيلتها بضيق ..

" طررريق ياولد "

الكل أتسعت عيونهم .. وهالصوت صوت عواد ..
نوق بخرعه : جاو .. يامسسسرعهم !
فضيه : الحمدالله والشكر
أم عبد الله بعصبيه : أكيد أنه مشعلوه شابن علينا من صباح الله خير .. أشغلنا شغله لا حدن يقول .. وش يحسب عمره .. بيموت قبل يتزوج ..
أنفجرت نوير تضحك بقوة تنطق وهي ترفع صوتها .. متحركه لجدتها
" أستغفري ياجده .. وش بلاتس ! "
فوزيه وهي تنفض يدها بالهوا : بسم الله على أوخيي .. خليه يشب على عمره .. متشوقن يشوف راعية المزيونه .. على مايقول
أنحنت و " آآه " طلعت منها غصب من ضربتها نوق مع خصرها .. أقتربت منها حتى تهمس لها وهي تغطي فمها .. شعرها بطوله وكثافته تلمه لفوق بتسريحه أنيقه تناسب فستانها إلي كانت تتشارك مع رحمه فيه بنفس اللون ..
" لا أنتي ناويه تخربين على الولد "
فوزيه : ليه ..
نوق : خليها تعدي على خير .. أقول !
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــت

 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 18-02-18, 11:55 PM   المشاركة رقم: 1945
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256773
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: عاطله مع مرتبة الشرف عضو له عدد لاباس به من النقاطعاطله مع مرتبة الشرف عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 142

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عاطله مع مرتبة الشرف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

سلفي النهائي
‏عاطله مع مرتبة الشرف, ‏ام امل, ‏samam, ‏صباالجنووب, ‏ربي رحمتك, ‏امال العيد, ‏ثرثرة حنين, ‏مُبهمه, ‏شجون الحاتمي, ‏hadj rymas, ‏فوفوه, ‏ام ابرار, ‏Washm, ‏فتاة طيبة, ‏ام بتال القحطاني, ‏مازالت أمنياتى أحلام, ‏الورده الذهبيه, ‏ام ريما المدينه, ‏(ميرال)

 
 

 

عرض البوم صور عاطله مع مرتبة الشرف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فمتى, وعود
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t203045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 14-11-16 12:35 PM


الساعة الآن 06:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية