لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-17, 10:03 PM   المشاركة رقم: 1571
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2015
العضوية: 287925
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريل مجاهد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريل مجاهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

الساعة الحادية عشر بالتمام والكمال

 
 

 

عرض البوم صور ريل مجاهد   رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 10:06 PM   المشاركة رقم: 1572
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد أدبي



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233277
المشاركات: 2,614
الجنس أنثى
معدل التقييم: #الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي#الكريستال# عضو ماسي
نقاط التقييم: 7632

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#الكريستال# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

بسم الله الرحمـن الرحيم
مساء الحب لقلوبكم ياطيبين .. أعتذر مسبقا لآل غرام لأني رديت ع الكل وماقدرت ألقى لي وقت حتى أرد عليكم .. يشهد الله مستمتعه بردود الجميع وماقصرتم أبد .. من طلب سنابي فهو موجود في بداية الروايه ومن سأل عن المواعيد .. فهي كل أحد الساعه 11 مساءا ..
ولا أنسى .. همسه بأذن آمال العيد .. ياخيه أشتقنا للتعليقات الطويله منتس إلي تشرح الصدر .. أحبكم جميعا .. ومدري وش فيني ياجماعه لا شفت كلمة تسجيل دخول أو جاري الأنتظار أتوتر وأتحمس بنفس الوقت .. أصير خليطي مشاعر .. ^ ^
قراءة ممتعه ولا تلهيكم الروايه عن الصلاه


(48)

ظل يستمع .. وقلبه يخفق بقوة .. يضرب بعنف وعيونه علقت على جده بأتساع .. ماكانت صدمة القرارمخفيه داخل ضلوع هالمتعب .. يقدر يشوف بو عبدالله أي صدمة أحتوته ..
يبعد بو عبدالله عيونه عن ملامحه صوب الظلام قباله .. حتى ينطق
" ماعاد لها إلا أنت "
يندفع متعب بالكلام
" جدي .. أنا ولد خالتهن .. ولد خالتهن .. تبي تتعدى الأقرب عيال عمهن وتوليني أنا مسؤوليتهن .. "
رفع يده لقدام بحده
" ووالله ما أقول هالشي هروبن من مسؤوليتهن .. حمولهن تشيلها كتوفي للممات .. لكن بهالطريقه بتخلي فيها حساسيات .. لا بادي بيرضى ولا مشعل لأنهم هم أولى "

حس بنفسه مرتبك .. قبال صمت جده .. أعتدل بجسمه على السيت حتى يطالع لقدام .. يسند بيده على طرف الباب .. تستقر أصابعه بدهشه و صدمه على شفاته ..

" بادي مرتبط بوظيفته وأموره كلها بالرياض .. غير أنه مايقدر يخلينا لحالنا وحنا مالنا غيره .. مشعل ماهيب راضيه فيه أم نوق لو أنه أغرقها بالحلوف هو وأبوه وجلوي .. وحمد .. "
أندفعت من شفاته ضحكة خفيفه حتى ينطق بشك
" تبيه يترك بطنه بالرياض ويجي يعيش بالديره أو تبي أم نوق ترضى فيه بعد ماسواه أبوه "
يكمّل
" وعواد مير أغسل يدك .. متغيرن ماعاد هو نفس قبل .. وأنت تشوف .. من عرفنا بأمر هالجيره والكل يدق عليه وأبد .. ولا تسننا دقينا .. ! "

سحب متعب هوا بقوة لصدره ومايقدر يقول " إيه " بكامل رضاه وهو يحس إن الأمر خارج حساباته .. عمره ما حسب حساب أنه يكون بهالقرب فجأه من عايلة خاله .. القرب إلي يكون
فيها بمكان أبوهم .. وصاحب كلمة مسموعه .. وأمر ونهي باللي يشوفه مناسب لمصلحتهن .. أنعقدت حواجبه أكثر .. حتى ينطق بحيره
" وتسيف ياجدي أقعد في بيت أم نوق .. وأنا زوج بنتها توي ! "
وبأندفاع متسارع نطق بو عبدالله
" تذبح ذبيحه وتدخل على البنت قدام العرب كلهم "
لف بحده حتى ينطق بصدمه
" بدون عرس وترتيبات .. هو أنا ناقصن يومنك تبيني أتمم زواجي بذبيحه وأدخل عليها .. ربعي وأهلي وأخوياي .. مالهم نصيب في فرحتي ذي ! "
قاطعه بو عبدالله بضيق
" ياولدي شين على قولتهم .. شكلي بس بيننا .. وبين من بيعرف بأمر هالجيره .. ويخليك تقدر تحتسي مع البنت وتشوف مقاضيهن .. والوصاه .. نتممها هينا بالقصيم ولا صرت أنا وكيلن عليهن .. وكلتك أنت عليهن قدام خوالك وعيالهم كلهم .. وبعدين ياولدي لا زانت الأمور .. سووا زواجن تسبير بالرياض وأعزم من تبي .. ماحدن برادك .. لكن هالحين .. أنت لا رضيت تقعد معهن .. وتصرف عليهن من حر مالك ومالهن .. وتمنع أيدين أبن جهيمان لا تمدد لهن بالطيب وحنا يرمونا العرب بالردى .. صرت الدرع إلي يمنع هالكوارث لا تقبل علينا من كل صوب .. يابوك الأمر تسبير .. تسبير وسواد وجهن والله ثم والله "

بلع ريقه فجأه .. تضخّم بالهم والعبرات .. حتى ينطق بصعوبه
" لا يخلي روسنا تدفن تحت الرمل كلنا يابوك .. كلنا وتدفن معها مراجلنا وهيبتنا "

صمت طويل .. أمتدد عابر حواجز هالأسى إلي بينهم .. حتى ياخذ نفس بعمق .. ينطق بحيره
" والله ياجدي مدري وش أقول لك .. مدري ! "
بو عبدالله نفض يده بقلة حيله
" لا تصعبها علينا .. قل تم وتوّكل على ربك .. وأنا "
صار يضرب صدره
" وأنا أضمن لك ماحدن يعترض .. وفلوس البنات يابوك ومصاريفهن بسلمك بطاقة البنك "
متعب بضيق
" ياجدي هي ماهيب واقفه على فلوس "
بو عبدالله بإندفاع
" هي وقفت على كل شي هالحين .. والله لا تلقى العالم يدوّرون النقص عليهن بأي شكل ثم يقولون هه .. تركوهن بليا شي .. أنتبه وخلك حريص .. حريص يابوك .. البنات أنت من تاخذهن بنفسك وين مايبن .. وخلك أبو لهن وأخو .. شديدن وقت الشده .. ورحومن عليهن بالرخا .. والله يستر من تالية هالجيره .. الله يستر .."

حس بثقل غريب كما لو أنه شي يرتمي على كتوفه .. ويجاهد يشيله بكل ما أستطاع من قوة .. رجع يسحب هوا بعمق لصدره ينطق بقلة حيله ..
" أنا ..... "
بو عبدالله قاطعه
" كل شي بيتوفر عندك .. وتراي دقيت على أبوك .. وعلمته بكل شي .. بكل شي وهذا هو لاحقنا بعد بسيارته .. "
متعب طالع جده بذهول : تقوله صادز ..؟
بو عبدالله : إيه بالله .. أبوك منا وفينا ومن طالبين الجيره نسباه .. وولده بيكون صاحب الأمر والنهي عند عرب ابن جهيمان والعرب الثانيه .. لزومن عليه يحضر .. هالمجلس إلي رايحيين يمه .. ماحنا ربعه.. ولا ضيوفه .. بتكون أنت ضيفه مع أبوك وأنت إللي بتستلم الأمور من يد بتار ليدك .. وتسني أنا إللي مستلمها دام أنها بترد عننا شين واجد

رجع يطالع الشارع قباله .. وكفارات هالسياره تقطع المسافات صوب ديار أم نوق ..
هذا هو النصف إلي كان يجهله وماحسب حسابه ..
حلف مايمسك عواد الوصاه ولا عبدالعزيز .. نصرة للحق
لكن تدور الأمور دوره غريبه حتى يلقى نفسه هو إلي بيكون الوصي .. هو !
ماعاد للأمور من حدود يقدر يقيس فيها خطواته القادمه هالحين ..
إذا أدق التفاصيل إلي ماتوقعها .. ظهرت فجأه كبيره .. تضمر الحرايق وعليه هو يتصدى لها
بصدره .. والجسد إلي تعيش فيه روحه تحت نار الحرب ضده .. ليش يحس أن المرض فيه قادر يهز أساس رجولته وعدم قدرته على تحمل هالمسؤوليه ..؟
لكن لا .. مستحيل بعد كل ماقاله جده .. بيهرب من الساحه ويدير لبنات خاله وأمهن ظهره ..
عمر كافل اليتامى ماكان شقي بأي شكل .. لعل الله أراد له الخير في هالمكان ..
هز راسه بعد ماطال الصمت .. حتى ينطق بصوت خافت ..
" موافق ياجدي .. موافق على كل ماتقول "

يقطعون الساعات صوب الديره .. يميل الجد على الباب حتى يقترب بملامحه من الشباك .. تصغر عيونه وبيوت الديره بأشكالها القديمه .. تضئ في هالعتمه إلي تحاوطهم .. يمشون في شارع ممتدد بأستقامه ينطق متعب بحذر
" أقبلنا ياجدي على بيتهم "
أطبق على شفاته بصمت غريب وعيون هالجد تصغر .. فجأه تهدى السياره .. يصعدون مطب تحرك له جسمه المتهالك من التعب .. يحرك يده بتوتر حتى يمسك بكفه عصاه .. ويشد عليها بقوة .. يفتح متعب شباكه حتى يندفع بقوة صوت عجلات السيارات وهي تتحرك طالعه من الشارع .. تتشابك مع أصوات سيارات خواله وراه .. يدخلون داخل الديره .. تحاوطهم البيوت من كل أتجاه .. يمشون بإستقامه .. فجأه ينطق بو عبدالله بخرعه
" أعقب يابن جهيمان .. أعقب "

يوقف متعب غصب من أنكشف له بيت خاله الله يرحمه .. تحاوطه جيوب كثيره بوضعية تشغيل .. واقفه بشكل مستقيم بجنب بعض .. مغطيه السور الأمامي كامل .. وإضائتها الأماميه تسطع بنور قوي وكأنهم متجهزين لحضورهم وهذا إستقبالهم .. !
ورجال كثيره متفرقه يمين ويسار يحرسون مداخل البيت خصوصا الخلفيه .. يفتح متعب الباب وينزل بأندفاع وتوتر.. يتقدم لسيارة خاله منصور إلي وراه .. يقترب من باب السايق .. وعلى طول فتح منصور شباكه وجلوي يتكلم بقهر
" قايلكم جيرتهم نارن كبرا .. "
ماكان الظلام يملك سطوته وسط هالنور الساطع رغم أن متعب وقف بمسافه بعيده عنهم خوف من أنه تعلق مابينه وبين هالرجال المتحزمين بالقوة .. ولاّ ماكان يمشون حول البيت وكأن هالبيت بيت واحدن من أهلهم !

منصور وعيونه تعلق فالبيت بحيره : السواه هالحين
جلوي وهو يجلس بجنب أبوه : نلفي يم ديار بتار .. هذي رسالته يبه يومنه تاركن ربعه
( زفر هوا بحرقه ) والله إنها تسبيره في حقنا .. تسبيره
متعب والأمر بدا يوتره بشكل مخيف: ها ياخالي .. شورك .. أخلي جدي يدق على بتار أو واحدن منكم يدق

يفتح منصور الباب نازل .. ينطق بإرتباك ظهر في صوته وملامحه
" تعال وراي "
يعبره .. ثواني ويمشي وراه متعب .. عابرين مابين سيارته وسيارة خاله صوب الجد ..
ينحني منصور فاتح باب أبوه حتى ينطق بضيق
" وش شورك يبه "
بو عبدالله وجسمه يتحرك صوب ولده : مالنا إلا نلفي يم ديار أبن جهيمان إذا ربعه تسذا متجهزين .. هو الوكاد ينتظرنا

" وش فيكم وقفتم "

يقولها مشعل إلي يتحرك بطوله فالتراب ووراه بو متعب وبادي وحمد .. لحظات وينزل عبدالعزيز مقبل عليهم .. يوقف مشعل محرك يده لقدام
" خلونا نروح يم مرة عمي الله يرحمه ونحتسي معه "
منصور لف له وبحده : لا بالله مانتب صاحي .. ( أشر يده بعصبيه لجهة بيت أم نوق ) شايفن ربعه تسيف واقفين ..
مشعل ثار غصب : وش دخلنا فيهم
بادي بخوف : تسيف وش دخلنا ( حرك راسه يطالع سياراتهم ) هذولا رجالن تسثير ووش يدرينا إن مامعهم سلاح بعد .. لا بالله مانروح ولا نقرب صوب البيت
حمد بإرتباك : الوضع والله مايطمن .. ياجماعه
عبدالعزيز وهو يتحرك مقترب منهم : العلم وش هو ..؟
الجد بعصبيه : هروجكم ذي ماهيب نافعتنا .. كلن يركب سيارته بنلفي على ديار أبن جهيمان ( حرك راسه لمتعب ) يلا يابوك .. ( أشر لبو متعب ) تعال معنا وخل حمد يستلم سيارتك
بو متعب على طول رمى المفاتيح على حمد : أستلم ( أبتسم له ) وترا لزوم تمر على المحطه لا توقف فيك
حمد أتسعت عيونه : طيب أبي دراهم ..!
بو متعب وهو يفتح باب السياره : خذها من أي أحد وأنا أرجعها لصاحبها..
بو عبدالله رفع صوته : أعجلوا علينا .. بسرعه

حرك عيونه متعب بضياع للكل إلي أبتعدوا عنه وسط هالليل .. أصوات سياراتهم تختلط بغرابه مع صوت مشعل الثاير وكأن خيار الروحه لبن جهيمان ضدها بأي شكل ..
يهديه بادي وحمد .. يمشون على يساره ويمينه وهو ظل ملتزم الصمت .. يتخذ موضع المستمع ... يتحرك ببطء يدور حول السياره حتى يركب ويسكر الباب ..

بو متعب : دق عليه
بو عبدالله ضحك بأستهزاء : تحسب أنهم ماهم قايلين له ..
متعب تتحرك شفاته بدون صوت: بسم الله ..
تتحرك سيارته ببطء مبتعده عن دايره هالخطر إلي كانت بتاخذهم لأسوأ مما يتوقعون !
.
.
.

يدفع الباب بكتفه بقوة ويدخل بطوله وهو يشيل بأيديه الثنتين أربع دلال وأربع من أباريق شاهي .. أطراف شماغه تلتف حول رقبته مغطيه شفاته .. يوقف فجأه حتى يتحرك صوب قسم الرجال المفتوح لمباته كلها .. وبأستغراب رغم ماتحمله ملامحه من صرامه .. يندفع بخطواته صوب قسم الرجال .. يدخل الممر إلي تنعكس عليه أضواء السقف العاليه وكأنها حبات لولو .. تضرب الدلال ببعضها مصدره صوت خفيفه .. لحظات ويرتفع صوت المكنسه في مجلس الرجال .. تستقر خطواته عند باب المجلس وهو يشوفها لابسه بجامه واسعه على جسمها النحيف .. شعرها الطويل المجدول يتحرك على ظهرها ببطء.. معطيته ظهرها وهي تنحني تسحب عصا المكنسه وتكمل تنظيف .. حركت راسها له حتى تشوفه واقف بطوله .. أتسعت عيونها إلي يحتويها الإرهاق صوب الدلال والأباريق .. و بسرعه تنحني مطفيه المكنسه .. تركض بطولها له .. تمد يدها صوب الدلال .. وبسرعه سحب يده لورا نطق بصوت واطي حيل
" أنتي تعبانه "
هزت راسها برفض حتى تميل بعناد تجر الدلال من بين أصابعه .. تنطق بحيره
" وش له جايبها ذي كلها "
تحركت شفاته وعيونه بنظره قاسيه يضمرها داخل نفسه صوب ماراح يقبل عليه
من أمر مع بو عبدالله وعياله .. قال
" شبي دلالتس يانوير .. أهلتس جايين "
جمدت نظرات عيونها له .. متسعه .. بهالسرعه !
تحرك مبتعد عنها بخطوات متسارعه صوب باب قسم الرجال .. وبصوت أرتفع
" بسرعه شيلي الأغراض وأطلعي .. عماني ومساعد يمكن يجون بأي وقت "

تحركت بعجله حتى ترمي الدلال على الكنب وتسحب سلك المكنسه .. تجمعها بفوضويه وتنحني حاطه سلكها بالمكان المخصص لها .. شالتها وراحت تمشي بخطوات واسعه
طالعه من القسم .. صوب البيت .. تحط المكنسه ورا باب المدخل وترجع تركض داخله القسم
تجمع الدلال وتطلع .. قلبها يدق بقوة وهي تعرف إن وصولهم لبيتها بيحسم أمر هالجيره ..
تدخل البيت وهي تسمع صوته داخل المطبخ .. ماتدري ليش هواجيس كثيره أحتوتها .. تربكها من داخل .. تبعثر قوتها .. وأول مادخلت عليه نطق
" إذا تحتاجين مساعده خليت أمي ترسل خدامتها "
نطقت بهدوء
" لا "
وهي تتحرك قباله واقفه .. عيونها أبد مارفعتها له .. تحط الدلال على الطاولة وتروح صوب أبريق القهوة .. تسحبه وتوقف قبال المجلى .. ظل بتار يتأملها .. وبأستجواب يكتشف فيها
هالبرود الغريب إلي بدى يحتويها
" وش خايفه منه ..؟ "

فتحت الحنفيه تعبي أبريق القهوة .. لحظات وتسكر الحنفيه .. تتحرك صوب الفرن وهو لا زال يتبعها بعيونه .. نطقت بهدوء
" ومن قالك إني خايفه "
فتحت علبة الكبريت ماخذه عود مشعلته ..
" صوتك يقول ...... "
قاطعته
" صوتنا من صوب عايلتنا ميت من زمان على حياة نادر أخوي وأبوي .. ماظنتي يابتار تجهل هالشي لأن أموري الشخصيه تجرأ نادر يقولها لك .. فأكيد قالك أشياء أكثر "
قال بعد صمت
" ولأنتس تعرفين إني جاي أكمّل ماتركه أخوتس نادر .. لا تخافين خليتس جبل "

رفعت عيونها من شافته يعبرها طالع من المطبخ .. مكتفي بهالكلام .. ومكتفيه هي تقرا هالمرور العابر منه بعيونها لا بقلبها .. والسؤال المهم كيف تكون جبل ..؟
إيه خايفه .. خايفه من أشياء كثيره .. ماهو وقتها تتكلم عنها لكن هالخوف من هالأشياء
يقتلع كل مافي أرضها من ورد .. الشعور مخيف أتساعه .. وكأن داخلها ماهو أكبر من الحياه بذاتها .. هل ما مرت فيه نوق وهي وأدركوه بصغرهم وكبروا
عليه .. بيدركونه خواتها هالحين ..؟ وبتستمر الجيره تتبعها قطاعه من جديد ..؟
ليش أتهموا أختها بهالأتهام وكأن نوق إلي أكسروها وهدموا حياتها وأقفوا عنها ما كفاهم ..
ولا صار رادع حتى ينتفضون قبال ماسوته نوره ويدافعون عن شيما .. ويقولون لا ماتسويها بنتنا .. أخذت نفس بعمق .. وشي بصدرها يلتهب .. تسمع صوت بتار يرتفع
" إرحب .. حي الله بو ناصر .. "
أنقبض قلبها بقوة وأنتفضت ماتدري ليش .. وهو بالحوش واقف بطوله يستقبل أعمامه
كلهم مع مساعد .. إلي أقترب منه حتى يهمس بأذنه ..
" أنسباك عند مداخل الديره "
هز راسه ببطء .. يرحب بالكل ومن توجهوا للمجلس أقترب من الباب حتى يرفع أيديه يسحب حديده طويله و يفتح الباب.. يدفعه بأتساع أكثر .. يتقدم طالع برا بيته بخطوة وهو يوقف مستقبل الشارع بصدره الواسع وملامحه بدت حاده .. صلبه .. يجر أطراف شماغه حتى ترتمي على صدره .. يعدل عقاله ببطء ويسحب أطراف شماغه من جديد راميها فوق راسه.. يفرك شاربه بعبث وعيونه تتحرك في الأتجاهين .. لحظات ويتراجع لورا داخل الحوش ..
يشغّل كل لمبات السور الداخليه والخارجيه .. ثواني بس يزداد هالسور نور مبعد بقوة مساحات الظلام عن البيت كله وسط مايحمله الوقت الجاي من أمور كبيره على الكل .. ترتفع فجأه أصوات السيارات إلي تقترب من البيت .. يرفع بتار معها صوته الجهور
" يامسااااااعد "
وهو يتحرك بخطوات متسعه صوب باب الشارع .. يعبره صوب المجلس ومن طلع مساعد
كمل خطواته متعديه وبصوت رجولي حازم
" إستقبلهم "
وراح تاركه .. يتقدم مساعد بطوله من باب الشارع .. يوقف عند إطار الباب .. سيارتهم وقفت بغير أنتظام على يمينه ويساره .. أطراف شماغه .. ترتكز ورا كتوفه .. ملامحه السمرا .. وعيونه بنظره ثاقبه أرتكزت على الجيب إلي أنفتح بابه حتى يظهر بو عبدالله وهو يدفع عصاه مستقره على الأرض .. ثواني ويشوف واحد يتحرك بخطوات واسعه .. وبهيئه
أنيقه ينحني لبو عبدالله ينطق بهدوء
" بالهون يبه "
تصغر عيونه إلي صارت تتحرك يمين ويسار والكل نزل من سيارته حتى ينطق بصوت أرتفع
" أرحبوا .. حي الله من لفانا .. حي الله بو عبدالله وربعه .. "
يرددها بصوت الرجولي الثاير المندفع صوبهم .. يتحرك بو عبدالله بخطوات بطيئه صوبه .. ووراه عياله ملامحهم حازمه .. قاسيه على غير عادتها .. يتقدم بخطوة واسعه حتى ينحني لبو عبدالله .. يلامس خشمه .. خشم بو عبدالله لثلاث مرات .. يرفع جسمه منحني أكثر لراسه يقبّله .. تحيه منه لحضوره وأحترام .. يبتعد عنه متوجه للبقيه .. يرفع صوته بالتحيه أكثر وأكثر رغم أن البعض أكتفى بالسلام الشكلي والصد عنه .. ولا غرابه .. !
يتحرك بو عبدالله داخل للحوش .. يرفع عيونه للبيت بتصميمه الحديث وهيئته إلي تتألق نور من هالأضاءات إلي تحاوطهم من كل أتجاه .. يحرك راسه للمجلس .. لبوابته الضخمه بلونها البني الغامق والزخارف الذهبيه تحاوطها .. ممر طويل يشوفه قباله .. تسطع عليها إضاءة السقف بأستقامه ظاهره .. ماكان عنده شك إن نوير بتعيش مع ابن جهيمان بمستوى أقل ..
وهذي هي تعيش بأكثر مما كان يتمنى لها .. يتقدم أكثر داخل الممر .. وراه منصور وعبدالعزيز والبقيه .. تضرب عصاه الأرضيه بقوة مصدره صوت يتردد على مسامع
من كان ينتظره .. لحظات ويستقبل على يمينه باب المجلس الفخم المفتوح كله .. يحرك جسمه أكثر حتى يعترض بجسمه أتساع هالمجلس وإلي يرتاح في صدارته بتار
بهيبته على يساره ويمينه عمانه .. يفز واقف حتى ينطق بصوته المبحوح ..
" إرحب يابو عبدالله ومن معك .. حياكم الله "
يرفع بو عبدالله يده بحده
" تعرف يابن جهيمان وش جايبنا يم ديارك كلنا ومطلبنا نسترد ماهوب لنا وتحت سلطتنا "
بتار رفع صوته أكثر وبأندفاع : ماهيب تحت سلطتك هالحين .. هي هالحين تحت سقفي وبذود عنها الظلم بمالي وأهلي وعرضي .. ووالله ثم والله .. يادخلتها علي هي وبناتها شين مايكسره فعول الرجال وأقوالها لو ثار الدم دونه .. جيرتها بتتم عندي بشروطها وماعاد لك يابو عبدالله من مدخلن عليها لا أنت ولا عيالك .. مير أرتاح بالأوله وأسمع شروط جيرتها ..
منصور بحده : يابن جهيمان أقصر الشر .. ترا إن تسان حميتك ونارك تسبيره .. نارنا أكبر وماحنا تاركين زوجة أخوي وبناتها عند أحد
بتار رفع يده بصوت جهور : بنت الشيوخ ماتقعد عند أحد .. لا عندي ولا عند غيري .. بتقعد معززتن مكرمة في بيت زوجها رحمة الله عليه ( حرك يده بقوة صوب بو عبدالله ) والجيره ماطلبتها بنت الشيوخ من عبث .. جتني منفطرن تسبدها من ماسوته وحدتن منكم وفيكم ..
( صرخ ثاير بقوة ) وأقسم بالله لو أنها طلبت مني آخذ حقها من ماصار تسان ماترددت
عبدالعزيز تحرك متقدم بغضب : وش تقصد يابن جهيمان .. أنت إلي مالك مدخلن على حرمة أخوي رحمة الله عليه .. فكنا من شرك وشر عشيرتك وأقفي عن أمورن مالك فيها لا حق ولا باطل
بتار وملامحه ضاقت غضب أكثر : مدخل الجيره خلاني ولي أمرها .. وأنت بالذات تقفي عنها بشرك ... ما يتهمن بنات عبدالله بأعراضهن وهن لسنين وسنين عاشن بعيد عنك محتفظات بشرفهن وعفتهن وصارن مضربن للأمثال بين العرب .. تفهم ولا لا يابو حمد .. تسان حتسي الحريم يدفع مراجلك لورا ويقدم لي رداك مالي حاجتن فيك .. وهالحين أنا مالي حتسي معك وصاحب الأمر مخليه وراك ..
مد يده حتى يأشر بأصابعه وبأمر
" أبعد عنه وأحترم شيوخك "
حمد وهو ماتحمل أبوه ينهان وسط المجلس تحرك حتى يصرخ : أحترم نفسك يابتار

أعترض بادي حمد دافعه لورا وبصوت واطي
" أمسك نفسك ياحمد وأنتبه "
حمد وهو يأشر لبتار وهو واقف عند الباب : ماتسمع وش يقول ماهوب محترمن أحد
ينطق واحد من عمان بتار بصوت الضيق
" وكلوا الله وأسمعوا بشروط أم نادر لجيرتها .. ترا الجيره دامها وصلت لنا ماشين بكاسرها"
يتحرك مشعل عابر أبوه وجده وعمانه حتى يوقف قبال بتار بطوله ..

مشعل : أنت تحسب أنك بجيرتك تبي تمنعنا عن حرمة عمي وبناتها يابن جهيمان .. ( ثار غضب وهو يحرك يده ) وين ثارك أشوف لأني من بكسر جيرتك وغصبن عنك !
بتار أبتسم بهدوء وبعيون تلمع ثقه مركزة بعمق على مشعل .. نطق : ثاري ماهوب للشوف .. لا شفت فعولك بالأوله بتشوف معها مايناسبها من فعل مني

رفع بو عبدالله صوته .. ضارب عصاه بالأرض
" متعب هو الوصي على بنات خاله وأمهم يابن جهيمان.. أنا مسلمه الوصاه قبل لا يصير ماصار وتسان الأمر بيني وبينه وين أبوه بالسر .. والوصي وحده من بيقعد مع أم نوق وبناتها مهما كانت جيرتها.. وهي ماهيب معارضه هالشي وأنا عارف ورح أنشدها بنفسك .. وبيمسك أمورهن ويدير مالهن من ماعندنا .. وهو هالحين ماهوب واحدن غريب .. هو زوج بنتها .. بمكانة ولدها رحمة الله عليه .. والولد مستعد ينقل شغله وأشغاله كلها بالقصيم ويسكن معهن في بيتها .. ومتعب مانت غادن عنه وتعرف بمراجله وفعوله .. ومابينا وبينكم خير هالحتسي .. إن رضيت فيه .. أصلحت مابينا وبينكم وإن رفضتوه .. ترا ماحنا عجزانين
يابن جهيمان نحل الأمر بفعولن ماتخفى عنك تاليتها .. "

الكل أنلجمت أفواههم وسط ماقاله الجد .. ظل مشعل متحرك بجسمه صوب جده بعيون متسعه متفاجأه من ماقيل .. عبدالعزيز غابت ملامحه بالظلام ومنصور بالحيره .. الكل تملكت ملامحهم صدمه من كلام وأتفاق لأول مره يسمعونه .. ظل واقف بتار وهالشي إلي قاله بو عبدالله جى معاكس لكل ماكان متجهز له ضدهم .. !
ملامحه تتصلب أكثر والصدمه ماقدر يخفيها في ملامحه .. في ما ظل متعب جامد يوقف آخر شخص وراهم كلهم .. وكأنه يحاول يدرس ردات فعلهم والموضوع من جميع الأتجاهات ..
يتحرك بو متعب حتى يوقف كتفه بجنب كتف بو عبدالله .. يرفع يده
" وأنا أشهد على كل ماقاله بو عبدالله "
ينطق واحد من عمان متعب بحيره
" إن تسان الولد يصير خاله عبدالله رحمة الله عليه .. تسيف يمسك الوصاه "
بو عبدالله بحزم : أنا وصين فالأوراق والشهود عند المحكمة .. ومتعب بيكون القايم في أمورهن وتامها وبيمسك عني كل مايخص بنات عبدالله .. وش قولك يابن جهيمان
بتار على طول رفع يده وبأنفاس لا زالت حاره والأنفعال يمتلكه : القول ماهوب قولي .. قول صاحبة الأمر بالأوله .. تسان وافقت مانيب معترضها .. ومتعب رجالن فعوله ومراجله تسبقه وهو كفو للمكان إلي حطيته فيه ..

أخذ نفس بعمق حتى يحرك يده
" حياكم الله وخلوني أشوف راي أم نادر باللي قلته ! "

.
.
.
وبعيد عن هالمشاكل والحرب بالكلام ..
تصرخ عهد بقوة وتتحرك بسعاده صوب أختها إلي تجلس على السرير بتعب حتى تنحني لها تحضنها بأقوى ماتقدر عليه ..
" يالله .. قسم بالله مدري وش أقول .. مبروك لتس ولا لنا ولا لأمي .. "
أهتز صوتها حتى تغمض عيونها من حست أنها على وشك البكا
" والله .. والله كنت أدعي ربي يحقق لتس هالأمنيه "
هيا والفرح يمتلي بصوتها : شوفوا إن كانت بنت ترا أنا المسؤوله عنها
وعد على طول حطت يدها على خصرها : لا والله .. أنا قايلته قبلتس من كم سنه ونوق عطتني الموافقه ياحبيبتي .. ماعلي منكم هه قلت لكم
عهد وهي ترجع واقفه قبال نوق : تراتس ياعهد صايره غثيثه
نوق وفرحة خواتها أغرقت قلبها بالسعاده : طيب وإن كان ولد يعني
شيما بتردد وهي ترفع يدها وتنزلها : أنا .. أنا بهتم فيه

كانت توقف عند الباب .. تلبس قميص أسود واسع وشعرها الطويل تاركته سايح بدون حتى ماتجدله .. تسند بكتفها على إطار الباب .. أبعدت نوق عهد من قبالها حتى تمد أيديها لشيما .. وبصوت دافي
" تعالي .. تعالي عندي وراتس واقفه عند الباب "
وبسرعه أبعدت شيما كتفها عن الباب .. أندفعت تركض صوب أختها حتى تحضنها نوق بقوة " أشوا أني سمعت صوتتس .. قلت البنت لايكون صابها شي "
تجلس شيما بجنب نوق وهي تعتدل بجسمها .. تسحبها رجولها لصدرها وتسند براسها على كتف أختها

عهد تتكتف وتطالع شيما بتركيز : أمي من المغرب وهي جالسه معتس ومسكرين على نفسكم الباب .. وش قالت لتس ..
شيما ترفع عيونها الذابله لعهد تطالعها : .........
نوق بدفى تلف يدها حول رقبة شيما تنطق وهي تشدها لصدرها وباليد الثانيه تمسح على راسها : خليها ياحشريه
هيا بقهر : وين حنا ورحتوا أنتم وين .. نبي نجهز للبنت من هالحين ..
نوق أتسعت عيونها : تستهبلين أكيد .. توي ترا
وعد أشرت بيدها على نوق : لا تنكرين إن حملتس هذا ثبت والدليل إن أمورتس تمام الحمدالله .. وبعدين أمي دايما تقول أحسنوا الظن بالله .. خلاص بإذن الله بنفرح
عهد ضربت أيديها في بعض : بنات .. تخيلوا نوير تدري .. مانيب متخيله فرحتها
هيا طالعتها بطرف عين : هذا إن مازعلت ليش نوق ماقالت لها ..؟
نوق بأهتمام لشيما متجاهله كلام خواتها : تحسين بشي هالحين
شيما هزت راسها بقوة وهي تطالع أصابعها بعبث : ......................
نوق تتأمل وجه أختها إلي التعب يمتلكه : تحسين حتسي أمي خلاتس مرتاحه طيب ؟؟
شيما بصوت مخنوق : واجد
نوق : تأكدي إن أمي ماراح تقول لتس إلا إلي تعرف زين إن فيه مصلحتتس
وعد صرخت : هييييه
نوق أنتفضت رافعه عيونها : وش فيتس
وعد : وش نحتسي فيه حنا
نوق بخوف : وأنا وش يدريني ..
هيا أتسعت عيونها : لا مانتيب صاحيه .. !

" يابناااااااات .. يابناااااات "

هيا لفت لورا وبخرعه : هذا صوت أمي .. بسم الله

أندفعت تركض بقوة طالعه من غرفة نوق ووراها يركضون خواتها .. ترفع قميصها وتنزل من الدرج بأندفاع ومن وصلت لتحت وعانقت خطواتها الأرضيه .. أنطقت بصوت أهتز قبال أمها
" وش فيتس يمه "
أم نوق بصوت ثابت : متعب بيتم زواجه على أختكم وبيسكن معنا في هالبيت لين تتم أمور الجيره ..

ظلت هيا جامده واقفه قبال أمها .. فيما خواتها وراها أتسعت عيونهم بقوة ..
يتم زواجه ويسكن .!
حركت هيا يدها بتردد وهي تأشر فيها لتحت
" هينا يمه بيسكن .. بصفته من ..؟ "
أم نوق براحه : بصفته زوج أختكن .. والوصي عليكن .. بو عبدالله والحمد لله سلمه الوصاه كامله والشهود عمانكن وعرب ابن جهيمان .. وفكنا من طواري الردى
عهد بصدمه : متعب ولد عمتي فضيه .. هو الوصي .. تسيف وشلون صار وصي
أم نوق بصوتها إلي يمتلى أتساع : فرج الله عليكن ونصركن من عنده ..
وعد وهي تتحرك تدفع خواتها عن طريقها وتنزل لين ماوقفت بجنب هيا : طيب يمه وش سالفة يتم زواجه .. يعني تبين شيما تتزوج تسذا !
نوق أنحنت جالسه حتى ترفع أيديها والدرج يحوطه ظلام خفيف وماينيره غير لمبات الصاله : لحظة .. هاتي السالفه من بدايتها خلينا نسمع ما أستوعبت
أم نوق بسرعه أشرت عليها : وأسمعي العلم .. ماعاد لبتار شغلن في وضعتس .. لا جى متعب باتسر وأستقر فالبيت .. يحله
نوق وهي تحرك أيديها بالهوا وبأستهزاء : تبين متعب هو إلي يحل وضعي .. متعب إلي أذكره ( أشرت بسرعه على ذراعها ) تسان طول يدي .. هالحين وبهالعمر يجي هو تسنه السندباد ويحل أمري .. ألله يالدنيا
أم نوق بتهديد : ولا تسلمه .. شفتي أمرتس والله ماهو مصلحه من بعد توفيق الله غير وليدي متعب ..

توقف شيما وهي تعض أظافيرها بقوة وعيونها متعلقه بصدمه على أمها من إلي سمعته

نوق بملل : يمه طيب خليتس مني .. خلينا هالحين باللي صار

تتحرك أم نوق بخطوات بطيئه وشيلتها السودا تلتف حول راسها .. تنحني جالسه متربعه لجهة بناتها فالصاله حتى تنطق ..
" جدتس وعمانتس لافين لبن جهيمان من زمان .. ونوير دقت علي خايفه تقول أصواتهم أرتفعت وكلن يتهدد الثاني .. بس أبن جهيمان ذيب وقف لهم حامي مع هالجيره .. وجدكن أعلن لبن جهيمان أنه مسلمن الوصاه بالسر لمتعب قبل مايصير هالردى منهم .. عاد دق علي أبن جهيمان وقالي أن بو عبدالله طلب يقعد الوصي في هالبيت يدير شؤونكن ويوفر مطالبكن .. وتبون الصدز والله إنها ماهيب شينه ومتعب مكسبن لنا وبابن بيسد عنا شر عبدالعزيز وغيره .. ثم كلمني متعب بنفسه .. وقالي أنه يبي يتم زواجه شكلي .. الأمر إلي يخليه يقعد مع زوجته وتقوله تسان أحتجتوا لشي أو بغيتوا شي .. ولا تمت الجيره يكون زواجه بالرياض بقصرن للرجال وللحريم .. حتى قالي ماهوب لازم تتجهز .. الدعوه بتكون ذبايح وطلبني طلبه أوافق على الحل هذا .. ووعدني إنه بيرد الصاع صاعين للي أذانا وإن عنده حتسين تسثير لا جى للبيت بيقوله "

عهد بذهول : هذا تطور خطير .. أجل آخرتها متعب هذا يقعد معنا فالبيت ( لفت تطالع هيا) بنات .. يعني الرجال أبو هازبند بيتأمر علينا ..
أم نوق رفعت يدها بتأكيد : هالله هالله .. هو بمكانة أبوكن ..
هيا لا زالت الصدمه تحتويها : ووافقتي يمه ...؟
أم نوق بشهقه : أجل تبيني أرفض .. إيه بالله وافقت وقلت باتسر أذبح الذبايح وتعال للبيت

فجأه صوت شي طاح .. لفت نوق بخرعه حتى تشوف أختها وراها مغمى عليه وبسرعه فزت واقفه حتى تنحني بخوف عليها .. تجر أكتافها حتى يرجع راسها لورا .. صرخت بقوة
" هاتوا مويه "
نزلتها وصارت تضرب خدها وهيا وبقوة أركضت على الدرج حتى تنحني لها
" وش جاها يمه !! "
نوق مستمره تضرب خدها : شيما .. شيما حبيبتي .. شيما !
أم نوق بصوت أنهار خوف وهي توقف عند بداية الدرج : حنا نسيناها .. نزلوها لي بسرعه .. نزلوها

تركض وعد طالعه من المطبخ بقوة حتى تصعد الدرج وتبلل يدها مويه تمسح على وجها
ونوق لا زالت مستمره تضرب خدها
" شيما .. شيما تكفين ردي علي "
رفعت جسدها تجر يدها
" خلونا ننزلها لتحت "
أم نوق صرخت : أنتي أبعدي .. مهبوله يومنتس ناويتن تشيلين شي ( حركت يدها لعهد الجامده بمكانها من الخرعه ) روحي عاوني خواتتس ..
هيا بصوت أرتفع : صحت .. صحت يمه .. الحمدالله

وبسرعه نوق أنحنت جالسه ورجولها ماعادت قادره تشيلها ..

وعد بعصبيه على شيما : وبعدين معتس أنتي تخوفينا تسذا .. !
شيما وهي تحاول تفتح عيونها : ....................
عهد بروعه : وش جاها طيب
نزلت وعد كوب المويه حتى تعتدل واقفه وترفع أيديه تمسح على مقدمة شعرها تحاول تشتت الخوف المرعب إلي أحتواهم فجأه .. لحظات وتنحني تجر الكوب وترشه على وجها
تنطق بصوت مخنوق
" أنا بنتهي منها ياجماعه ... ولا هيب أول مره تسوي فينا تسذا لمتى يعني"
هيا بصوت واطي : هي لا خافت تسذا يجيها ماتعرفين !
نوق تتنفس بعمق وتهز راسها : مير نسيناها يادافع البلا
هيا صارت تحاول تساعدها توقف : قومي شيما .. قومي أنزلي لتحت عند أمي قومي
عهد بسرعه تقدمت حتى تنط جسدها وتوقف عند راسها : يلا بسرعه ساندينا ياوعد

تحركت نوق نازله بخطوات عجله حتى تلف بجسدها لخواتها إلي ساندوا شيما وتحركوا نازلين .. وعلى طول أم نوق أشرت لغرفة نومها ..
" خوذوها يم غرفتي يمي بسرعه "
.
.
.
كنت جالسه بغرفة المجلس وقبالي كوب أعشاب جبته مع بتار يومني رحت أتقضى معه لبيت أميمتي .. شربت منه وأحس بطني هدا شوي مع أني رحت وطي من صراخهم .. عشت ساعات من الرعب غريبه .. حسيت فيها إنه بأي لحظة ممكن يصير سو .. أحد يتهجم على بتار أو خفت ربع بتار يتهجمون على جدي وعماني .. كل شي ممكن يخلي قلبي يوقف من الرعب فكرت فيه وبكيت من القهر .. القهوة والشاي طلبها مساعد عند الباب وراح فيها ..
ولا طلبوا من بعدها أي شي .. حتى بتار ماشفته أبد .. مادخل علي ولا شي .. مدري متى يدخل علي يقولي أنتهى كل شي .. والله العظيم قاعده على أعصابي خايفه .. حركت راسي للشباك إلي يسطع منه أنوار الحوش كله .. ودي أفتحه يدي يتاكلني بس خايفه لا يلمحني بتار ثم يوريني نجوم القايله .. ماغير أشغلت أمي أدق عليها وهي تهديني وتطلب مني أكون قد هالموقف ولا أميل للخوف .. تعبانه لدرجه أنه عندي أستعداد بأي مكان أنام .. على الكنبه .. على الأرض بالصاله .. ودي أتمدد .. بس ما أقدر .. ما أقدر أنام والحرايق برا .. أبي أتطمن .. أخاف أنام وأقوم على كارثه أستغفر الله .. صوت بتار وهو يصرخ بصوت عالي مع أني فالبيت بس أحسه أخلعني .. وفي صراخ تسان من عيال عمي بس مدري مين .. بس هالحين هدوء .. الساعه 11ونص .. رفعت عيوني للسقف حتى أنطق
" يارب ترحمنا وتلطف فينا "
فجأه يوقف بتار عند باب المجلس بطوله .. ملامح وجهه تشلع القلب خوف .. أول مره أشوفه تسذا عيونه وملامحه فيهم قساوة غريبه .. تنحت أطالع فيها حتى ينطق بصوت
مثل الثلج بارد
" جدتس وعمتس يبونتس فالمجلس "
تنفست بقوة وقلبي أنقبض .. بلعت ريقي حتى أنطق بصوت أهتز غصب
" يعني أطلع لهم .. "
حرك يده بحده للباب .. وبصوت أندفع مرتفع فجأه
" أطلعي بسكر بيبان الحوش "
معقوده حواجبه وتسنه بصراخه ذا وده يلتهمني .. خفت منه .. غصب عني ..
حركت يدي حتى أدفع الصينيه بعيد عني لأني كنت حاطتها على طرف الطاولة وعلى طول فزيت واقفه .. رجعت أتنفس ومدري ليش قلبي يدق بقوة وهو ظل واقف عيونه تتوجه لي بنظرات غريبه .. تحركت أمشي وعلى طول دفع جسمه بخطوات واسعه صوب باب المدخل .. وقفت عند إطار غرفة المجلس حتى أشوفه بكل قوته يدفع الباب بعيد عن طريقه .. أنتفضت بخرعه من ضرب الباب الجدار إلي وراه ورجع مسكر .. وش صاير ياربي ..؟
معقوله الأمور تسبيره ولا قدر عليها .. حطيت يدي على صدري وأنا أحاول أهدي نفسي .. رحت أمشي للباب حتى أفتحه .. أشوفه قبالي يسكر باب الشارع .. لحظات ويقفل الباب ..
حركت عيوني للمجلس .. بعبث وأنوار الحوش ساطعه .. أول مره بحياتي أشوفها مشتغله تسذا كلها .. لف لي حتى بحده يطالعني من فوق لتحت .. وبغضب يتحرك مندفع لي وهو يحرك عيونه للمجلس .. ومن وصل لي .. أشر بشده على جسمي وبصوت واطي يكتم في ناره
" هيه أنتي تبين تطلعين لهم تسذا .. أدخلي ألبسي لبسن ساتر ! "
أنتفضت بخرعه من حركت عيوني لتحت وأشوف أني بطلع لهم ببجامه .. وبسرعه تراجعت حتى أدخل .. وش فيه هذا لو بيده صفقني كف !
رحت أمشي لغرفة النوم .. وأنا بخوف أطالع لورا .. دخلت غرفتي وعلى السريع لبست تنوره
سودا على بلوزة سماويه .. وطلعت .. من البيت بكبره حتى ألقاه واقف عند باب المدخل ينتظرني .. تنفست بقوة ورفعت عيوني للسما حتى أنزل من الدرج .. فجأه يمسك كتفي بقبضة يده الثقيله .. يجرني له مقرب شفاته من أذني وبنبرة تهديد
" لا دخلتي عليهم .. بتدخلين زوجة الشيخ .. لا يرتفع صوتتس ولا تسوين حركاتتس إلي بالرياض ترا موتي وسمي العوج الظاهر .. ولسانتتس تقصينه بحضرتهم "
عقدت حواجبي بقوة حتى أسحب يدي منه بالغصب وأبعد .. نطقت بعصبيه
" لساني مايطول إلا لأهل الردى .. وأنا إلي بدخل عليهم ذولي أهلي لا تعلمني تسيف أتعامل معهم "
تحرك فجأه وبقوة معترض طريقي بجسمه .. نطق بأنفاس حاره وصوت جاف يبطن فيه التهديد لي
" نوير أنا ما أعطيتس العلم أخيرتس .. أنا أبي منتس سمع وطاعه "
حركت عيوني صوبه .. ملامحه أحسها متشربه العصبيه .. حواجب منعقده ووجه رايح فيها من الغضب .. رجع يلف أصابعه بقوة حول ذراعي .. يضغط بقوة عليها وهو أحكم أمساكها
" فهمتي "
قلت بحقد عليه
" سمع وطاعه "
فك يدي وحرك يده بأمر لقدام
" يلا روحي "

كشرت من نبرته وحركاته .. إنسان غريب عجيب .. الحمدالله والشكر .. مره تسنه عسل ودتس بس يضحك .. وأحيان تتمنين فرقاه !
رحت أمشي والهوا البارده هبت صوبنا .. عطيته ظهري وأنا أحس بعيونه تلاحقني .. وقف في مكانه وأنا مدري لا دخلت المجلس وين بيغدي .. !
والباقيين وين راحوا طيب .. وصلت للباب حتى أرفع حاجبي اليسار وأتكتف ملتفته له .. عطيتها ذيك النظره ودخلت .. رحت أمشي فالممر والهوا البارده تهب بقوة لي .. قسم بالله إنه صراخه وعصبيته علي ضيعت علومي كلها زودن على أني دايخه وتعبانه وعظامي لو أحد دفني أحس بتتكسر .. رفعت أيديني أمسح على شعري من قدام وأجري جديلتي من ورا بعبث .. وقفت من وصلت لباب المجلس .. حتى أخذ نفس بعمق .. رفعت عيوني للسقف
يومني بالرياض وش كنت بقول لهم .. كل شي ضاع مني .. حسبي الله على عدوك يابتار تسان لازم تطلع لي بهالأخلاق الزفت والشكل إلي يخرع .. رفعت يدي أمسك جبهتي ..
تشتت .. عجزت مخي تسن فيه سلك فصل .. بلعت ريقي وتشجعت أدخل .. وبخليهم يحتسون كود يطلع مني شي .. وأول ماعانقت خطواتي مجلس الرجال الواسع حتى يفز عمي منصور
من على يساري .. ومن شفت أبتسامته إلي تشرح الصدر مدري وش جاني .. أبتسمت وسط ملامحه الهاديه إلي كانت ولا زالت تحسسني بالأمان .. أشتقت له من زمان عنه .. من زمان .. تقدم لي وهو رافع أيديه .. حتى يحضني بقوة .. ينطق بحنان
" أخبارتس يابوتس .. أشغلتنا هالأمور عنتس "

حسيت بقلبي يعتصر ألم .. وعبره تتضخّم داخل صدري .. وعيوني تبللت بالدموع .. كله من هالبتار تسان ماخلاني أبتسي بسبته بس .. !
هزيت راسي نطقت بصوت واطي بالعافيه يبان " الحمدالله "
وأنا أتصدد عنه .. وأحاول أبعد بس هو إلا يشدني يمه ويحضني .. يتحرك فيني لجدي إلي تفاجئت من شكله وهيئته .. ما كانت تطمن أبد .. وقف بصعوبه وبسرعه أنا تحركت له ..
أنحنيت أبوس راسه ويده .. حرك يده بكسره غريبه .. ماسك يدي حتى يسحبني له .. ينطق
" تعالي يابوتس أجلسي جنبي "

وتحركت .. من هالحزن إلي في وجهه مدري وش جاني .. خفت عليه .. خفت نخسره وحنا ماعوضنا أيام القطاعه .. بالوصل معه .. خفت نذوق طعم الفقد من جديد .. خفت من أشياء تسثيره وأنا إلي كنت ثايره فالرياض وأبروح لهم .. وأرفع صوتي وأقول أشياء وأشياء
تسثيره لهم .. هالحين مدري وين راحت .. مدري .. جلست حتى يجلس بجنبي ماسك يدي ..
وعمي منصور على يساري .. يده لا زالت حول كتوفي .. مستقره أصابعه على كتفي اليمين .. نطق جدي وهو يطالعني
" شوفي يابوتس .. حنا ماجينا هنيا عشان بس نحفظ ماي وجوهنا بين العرب .. حنا جينا ماعاد نبي فرقاكم يابوتس .. ووالله "
أهتز صوته وهو يرفع يده لفوق وهز راسه بحزن وأسى
" إني مادريت إني بشوف هالداهيه من لحمي ودمي .. ونعرف إننا مخطيين باللي صار لأختتس .. شين صار ماندري تسيف صار ... ثرنا وسلكنا دروب الردى منعمين والسالفه
فيها شين يمس الشرف .. "
قاطعته أنا بصوت أختنق
" ليش ياجدي .. ليش .. ماتسان يكفي 15 سنه قطاعه .. ماتسان يكفي إننا كبرنا وسمعتنا وتربيتنا نظيفه .. عمتي نوره من متى تحبنا .. من متى ياجدي ..؟ "
نزل بعيونه فالأرض .. وصرت أشوف الدمع يبلل عيونه إلي تدور حولها التجاعيد
" أختتس أفلحت مع رجالن كفون لها .. والله أنها ماهيب خسرانه وبتنسى معه ردانا .. لكن حنا هالبنت بتظل بنتنا لين نموت .. ورداها بنشيله على كتوفنا يابوتس .. عرفتي الفرق
بيننا وبينكم "
رفع عيونه لي فجأه .. كررها
" عرفتي وش إلي هادن حيلنا .. عرفتي "

سكت .. وأبعدت بعيوني عنه أطالع حضني وأنا أدفن كفوفي فيه .. عرفت ياجدي .. عرفت لكن الجرح تسبير .. تسبير ..!
مد يده صوب أصابعي .. حتى يحضنها .. ينطق
" تأكدي يابوتس إن غلاكم ماتغير ولا أختلف .. وإني أحبتس وأحب خواتتس وأشوف فيكن شين تسبير .. بالأوله ماكنت قادر أتجاوز روحتتس يام القصيم وألفي على البيت أمازح خواتتس وأتصبر بشوفتهن عن شوفتتس .. لكن هالحين والله مدري يابوتس تسيف أبصبّر نفسي أنا وجدتتس عن فرقاكم كلكم دفعتن وحده .. أنا لو تسان بيدي رجعت بالزمن لورا وماسمحت لأبوتس يبعدكن عني .. لو أنه يتسوي قلبي بالجمر ! "

مرت في بالي ذيتس الأيام الغابره يومن أبوي رحمة الله عليه يشد فينا للقصيم .. حسيت بألم غريب .. نفس الشعور الموجع بالفرقا .. نفسه .. أذوق طعمه .. حركت أيديني أجمع كف جدي بين أصابعي بقوة وأشد عليها .. تسني أقوله لا تروح ولا نروح حنا .. نبقى مجتمعين .. فجأه أنهار .. تهتز كتوفي قبال عمي منصور وجدي وبسرعه أمل براسي بحضن جدي منهاره .. نطقت بحرقه
" بس أنا أبيك ياجدي "
قمت أجهش فالبكا بحضنه ... حط يده الثانيه على راسي وصار يمسح عليها ..
" لا تبتسين .. خليتس قويه نفس ماعرفتتس .. ترا طبوعتس طبوعي يومني كنت هكا السنين في بداية عمري "
ضحك عمي منصور وتسنه يلاطف الجو
" والله لا أشهّد عليك أمي .. وأقول أبوي أعترف وأنت إللي كنت تعارضها وتجنّب عن قولها "
أخذت نفس بقوة أحاول أداري هالشهقات بصدري رفعت راسي حتى أمسح دموعي بسرعه ..
نطقت
" هه ياجدي عشانتس بمسحها "
نطق عمي منصور وهو ينحني لي ويرجع يبوس راسي
" الأمور طيبه .. وكل شي بيتصلح "
يدق جوال عمي منصور حتى على طول يسحبه من جيبه ويفتح الخط
" ألو .. هلا .. إيه .. زين زين .. بس نبيها قريبتن من الديره "
نطق بسعاده
" تقوله صادز أنت .. زين زين هذا مطلبنا يابوك .. والله أني ماتوقعتها بس شف ربك كيف يسرها .. زين .. إيه بنمشي هالحين ونلفي يمكم .. فمان الله "
حركت راسي لعمي إلي وجهه زاد سعاده وفرح حتى ينطق وهو يطالع جدي
" لقوا أستراحة من أهل الديره هناك .. أجرها عليهم لأسبوعين .. عشان قعدة بو متعب وولده .. ويقول جلوي قريبتن من بيت أم نوق .. "
نطق جدي
" الحمد الله "
حركت راسي له
" طيب جدي ماهوب تعب عليك .. ليه ماتنام عندي وتسري الصبح "
حط جدي يده على كتفي حتى يتحرك بصعوبه واقف
" أنتي بنفستس لزومن عليتس تلحقينا الصبح يم بيت أمتس "
تنحت فيه مافهمت .. ومن شاف ملامحي نطق بإبتسامه
" بيعلمتس زوجتس بالعلم كامل "
تحركت واقفه وعمي منصور أنحنى ساحب يدي .. مسكها بقوة شابك أصابعي بأصابعه حتى ينطق بعتب
" هو رقمي عندتس ..؟ "
بلعت ريقي وحركت عيوني صوبه حاولت أدوّر عذر تسن صابتني تناحه .. راح يمشي فيني وقدامنا جدي
" مابين وقت والثاني دقي علي يابوتس .. تراتس بتفرحيني بالأتصال "
قلت " أن شاء الله " وأنا ودي الأرض تنشق وتبلعني فعلا مدري تسيف مادقيت وسألت عن أحد .. وقف جدي حتى يلف لي ينطق
" بلغي أمتس إن نوره .. أسرت مسرى أخوها ولا عاد لها من رجعتن يمنا "
أتسعت عيوني بصدمه .. طردوها يعني .. راح يمشي جدي فالممر حتى يطلع فالحوش .. وعلى طول تحرك بتار إلي تسان واقف عند مدخل البيت مقبل علينا من طلعت وعمي متمسك بيدي .. نطق بتار بصوته الضايق
" وين يابو عبدالله .. الليله تنام والمسرى باتسر "
رفع جدي يده
" زوجتك سبقتك بهالحتسي .. مير العيال جهزوا لنا السكن قريبن من بيت عبدالله رحمة الله عليه .. وأبي أسري عشان أرتاح مرتن وحده .. أكرمك الله وشدد على ربعك أنهم كلهم .. قاصيهم ودانيهم معزومين على العشا باتسر "

رفعت صدري ووقفت بأتزان قباله من حرك عيونه يمي .. أحسن ماقاله جدي إني سبقته .. خله يعرف إني سنعه ماهوب جاين بيعلمني السنع ويجبرني أقول سمع وطاعه ! ..
طالعته بنظرة خاطفه وصديت عنه مقتربه من عمي إلي لا زال ماسك أصابعي ..
وقف بجنبي
" ماقمنا بواجبك أبد .. "
حرك جدي يده يشدد عليه ..
" واجبي بتقوم فيه لا حافظت على بنيتي عندك .. تراي تاركن عندك الطيب كله "
حركت عيوني صوبه حتى أشوف ملامحه أنقبضت فجأه .. عقد حواجبه لين أقتربت من بعض .. عيونه صغرت بحده .. نطق بصوت الشك
" سامعن يابو عبدالله شي منا ولا منّا "
قالها وعيونه ببطء تحركت صوبي وأنا بسرعه أبعدت عيوني عنه مرتبكه .. وش فيه يطالعني تسذا .. قسم بالله يخلعني .. وش جايه ذا ..؟
ملتبسه جني قبل لا يجي جدي وعماني .. !
ضحك عمي منصور وهو يحاوط كتوفي بيده .. يسحبني لصدره
" الوصاه يابتار ماتجي بعد مانسمع .. لو حنا سامعين تسان علومن ثانيه ظهرت "
هذي تسنها رساله مبطنه .. رفع جدي يده
" فمان الله .. "
تقدمت لجدي موادعته هو وعمي .. راح جدي لباب الشارع مع عمي ومن نويت ألحقهم .. وقفت غصب عني من مسك يدي ساحبني له .. شبك أصابعه بأصابعي وظل تسنه حافر خطواته بالأرض عيونه ماتطالعني .. تطالعهم .. فتحوا قفل الباب وطلعوا .. ومن سكر عمي نطق هو
" أجل بشوف علومن ثانيه "
وقفت ببرود أطالع مايطالع هو
" قوله ماهوب قولي .. وكلن على قوله يتحاسب "

سكت مارد علي .. تسنه حس على نفسه .. نويت أسحب يدي بس قام يشد بقوة على أصابعي .. لفيت براسي صوبه ..
" بتار بروح أنام .. والله تعبانه "
" يومن عمتس قبل شوي مسك أصابعتس تسان الفرح يرقص بعيونتس ماشاء الله وذا الحين بتروحين تنامين "

ظليت أطالعه .. وهو قالها وعيونه تعلقت في باب الشارع .. ماتسان يطالعني أصلا .. تسنه يحتسي لأحد ثاني غيري .. !
يغار .. إيه .. عشان عمي تسان ماسك يدي .. شفته يحرك عيونه بتردد صوبي .. ويرجع يطالع الباب .. ثم يطالعني ويطالع الباب .. رجع من جديد يطالعني .. وأنا مازلت متنحه فيه
" وش فيتس تطالعيني تسذا "
قالها بعصبيه .. أخذت نفس بقوة نطقت بهدوء
" أنا أكره عصبيتك وعنادك تخرب حتى ماينوي الواحد يقوله أستغفر الله ! "
" إنتي تحبين كل مافيني .. كله "

سحبته ورحت أمشي فيه بحوشنا لأنه واسع وشرح كود يطيح مابراس هالآدمي .. أبي أنام على الأقل بسلام .. ولا ينام بجنبي مكشّر وحالته حاله .. نطقت بأستهزاء
" ياسلام ومن يقوله "
أتسعت عيونه بقوة .. كملت
" والله خلني بالأول أعرفك زين .. وأتعود على قلباتك ذي ثم يمكن "

وقفت رافعه عيوني للسما وأنا أغمض عين وأفتح الثانيه .. أمسك ذقني
" هممممم .. "
قعدت أفكر حتى أطالعه وأنا أجمع أصبعين مع أصابعي قبال ملامحه وتسني أطلع صوت منهم
" إيه شف .. حدنا حدنا أنا وأنت .. هه .. هه من خمس سنين لعشره حتى أعرفك زين .. طبعا هذا على حسب حالتك إلي أشوفها .. "

تسنا نمشي بجنب السور وهو لا زال يشد على أصابعي .. ظل يطالعني ماهوب مستوعب .. نطق
" وش قاعده تحتسين فيه أنتي "
" الحقيقه ! "
رفع يده بعصبيه ... نطق بحده
" أصكتس كف ترا .. أحتسي زين يلا "

مدري وش فيه أنخلع ... أنفجرت أضحك وبقوة سحبت يدي من بين أصابعه .. ولفيت أيديني حول خصره بقوة ..
" صدقت .. أمزح .. والله إني أحب كل مافيك ولو إني هه محتاجه أتعوّد "
نطق براحه
" أشوا .. قلت وش أنا يومنتس محتاجه كل هالمده .. حشا لو أني مخطط سكني ! "
رفعت راسي له .. قلت له
" تغار علي ...؟ "
إرتبك وبسرعه صد عني .. نطق بدون نفس
" تراي مانيب حرمه أغار "
لويت فمي وهزيت راسي
" أهم شي إنك ماتغار .. يعني عادي لو يمسك عمي منصور يدي قدامك من جديد "
وبأندفاع قاطعني
" ليه هو حلا ...؟ "
أبعدت عنه وصرت قباله أمشي على ورا ..
" ماعرفت لك ترا "
" آخر مره يمسك أحد يدتس عندي .. عمتس يكفيه لا حبيتي راسه وأحترمتيه .. أما يحضنتس وهالحركات لا "
قالها بأمر .. حركت عيوني للحوش الواسع .. نطقت وأنا فرحانه أبي أبعد عن أوامره ذي لا تسوين لا تفعلين .. مدري إيش .. أنا فيني فرح وسعاده مابي شي يكدّر خاطري
" تصدق .. الحوش مع هالأضاءه يجنن .. والله العظيم توي أنتبه لها .. بس مايصير تسذا الحوش تراب لازم تبلطه "
قالها بهدوء
" ممكن تمشين عدل لا تطيحين وراتس "
مسكت أيدينه
" هه لا طحت بتمسكني "
" البلاط تسان في بالي .. بس مسكني غبار هالديره .. قلت أتركه على شورتس .. تسان تبين بلطناه وتسان لا تركناه مثل ماهو "
قالها وأنا أتحرك لافه للسور الثاني معطيه بيتنا ظهري
" أها "
" الشتا مقبل علينا .. وراح تشوفين وش من غبارن يلفي على هالديره "

صار يحتسي عن الشتا وغبار الديره وتسيف بهذلتهم والأمطار .. وسوالف سوالف أخذناها بعيد عن إلي مخليه معصب تسذا ولا راح أسأله إلا باتسر على الأقل يكون مروّق !
.
.
.

يضرب يده بالجدار بقوة حتى ينطق بعصببيه
" تسذا أنت شايفها حلوه بحقنا .. جدي يتعدانا كلنا حنا عيال العم .. ويسلم الوصاه لمتعب "

واقف قبال الشباك الي نصه مكسور والإضاءه ترتمي كاشفه عن نص ملامحه وجسمه فيما الباقي يغرق فالظلام .. يجلس وراه جلوي على الأرض .. متربع بتعب يسحب كل مابقى فيه من عافيه .. نطق بصوت هادي
" وش فيك أنت هالحين .. أنتقال الوصاه من يد جدي ليد متعب أنا معها ومير هالحين ردت عننا كوارث مقبله علينا من العرب .. ومتعب ماينقصه شي يومنك ثرت ضد هالقرار .."

رفع مشعل يده ماسح على شعره بقوة وهو لا زال ثاير من كل ماصار في مجلس أبن جهيمان
يكمّل جلوي
" وبعدين لا تنكر إننا قصرنا في حق هالبنات وأمهن "
مشعل لف بحده حتى يأشر لجلوي : أنت قصرت .. أنت ماهوب أنا

ظل جلوي ساكت يطالع في أخوه وسط غرفه مجهزه بأثاث بسيط جدا .. شعبيه .. يحرك مشعل أيديه
" جدي تجاوزنا ببساطه عند عرب آل جهيمان كلهم .. ماشفت تسيف قعدوا يطالعوننا من عرفوا إن الوصاه تسلمت لواحدن يصير ولد خاله ..وحنا ياعيال العم أنركنا على جنب "
ضرب صدره بقوة
" ع الأقل مايحطونا بذا الموقف البايخ .. يشاورون ..يعلمون يا أخي "
جلوي هز راسه بالرفض
" من أنت يشاورك جدي .. جدي لا قال تسلمته كلنا نطيع ولا نجادل وهو أختار الأنسب وخلاص متعب زوج بنت عمي الله يرحمه .. يستلم الوصاه ويدير أمورهن وهو كفو .. مشعل أنت قاعدن هالحين تقول حتسي مايدخل العقل عشانك معصب .. نفس يوم ثرت في وجه بتار وقلت أنه أنسان ماهوب مرغوب فيه بالعايله .. ولا أنت راضن في زواجه من نوير .. هالحتسي مايجوز .. شايلن على الرجال لأنه من قبيلتن ثانيه .. وش فيك أنت ..؟ "
مشعل ثار وصوته أرتفع : أنا ماقلت شين بتحسف عليه .. وكل ماقلته يستاهله
رفع صوته أكثر
" أنت يومنك تقولي هالحتسي .. مستوعب وش معنا إن متعب يمسك الوصاه .. يعني أنحط في مكان جدي بيتولى أمور البنات كلها .. والكل بيستأذن منه على شوفة هالبنات وزيارتهن ومقابلهن .. ماسمعت أبن جهيمان وش قال.. خمس شهور جيرتهم عليه .. خمس شهور ياولد .. ويمكن أزود .. شهور الحداد وزايده عليها بعد .. "

أبعد جلوي عن حضنه شماغه والعقال مع الطاقيه راميهم بالأرض حتى يتحرك بصعوبه واقف وهو يمسك خصره .. وبملامح ضاقت تعب
" أنا للأسف ضاع وقتي وأنا أحتسي معك بشين حزم فيه جدي الأمر .. وبتار مالك فيه شغل لا من بعيد ولا قريب .. ولا نظرتك فيه بتهم أحد .. هذي الحقيقه رضيت فيها ورجعت لعقلك كان بها .. مارضيت إلي قلته لحمد ولد عمك أقوله لك .. لا طلعت شمس الصبح .. شغّل سيارتك وتوكل على الله .. مانبي أحدن يشب النار ضو ! "

تحرك بخطوات يجرها صوب الباب الحديد حتى يطلع منه للمزرعه
.
.
.
الرياض

تجلس بصمت وعيونها تدمع ألم وهي تتأمل ملامح أخوها إلي يجلس قبالها .. يحط رجل على رجل .. يأمر وينهي بكل برود قبالها وهو إلي دخل عليها يزعم أن أبوها محتاجها حتى تلقى نفسها بهالمكان .. !
أستهلكت كل طاقاتها فالدموع والبكا والصراخ والأنهيار .. غرقت في محيط النسيان فجأه ..
وماعاد يحيطها غير رماد الكلام ..
" تسمعيني "
يقولها بصوت صارم .. وهي بصمت صدت عنه .. متكتفه بوجه يشيل الأسى والحزن ..
رجع يعيد عليها الكلمه
" تسمعين "
نطقت بصوت منهار
" لا ما سمعت ولا أبي أسمع ومستحيل أسوي إلي قلت لي عنه إلا إذا كنت مجنونه "
أبتسم وهو يطالع الأرضيه لحظات وينفجر يضحك .. ومن بين هالضحكات نطق
" بإذن الله بتروحين معي لبريطانيا "

حركت راسها صوبه .. بعيون أتسعت بقوة .. نطقت بذهول
" أكيد فيك شي ياممدوح "
ممدوح ينحني يسحب كوب الشاي يشرب منه ببطء : عشاني قلت لك سافري أرتاحي
ناديه صرخت فيه : ماراح أسافر .. أنا أنسانه متزوجه .. وزوجي الوحيد المسؤول عني .. موب أنت ولا أحد .. إيش تبي فيني أنت هالحين .. حابسني في هالشقه الزفت .. ليه ؟؟

حركت يدها بقوة وحده ووجها الأبيض غرق باللون الأحمر من شده أنفعالها
" أقسم بالله .. ياممدوح إن ماطلعتني من هالزفت إلي حاطني فيه لا أبلغ عنك الشرطه وأرفع عليك قضيه وأشهر فيك بين الله وخلقه .. وأخلي الكل يعرف بخستك وقذارتك أنت وإلي معك"
ولا زال مستمر يبتسم .. حرك عيونه بخبث لها ولا كأنها هددته
" عواد لكم يوم ومرسلك ورقة طلاقكك .. وعلى ماسمعت يدورك مع فارس "
حرك كتوفه ببطء
" للأسف طلاقك وحده من بيضمن لي وللي معي المناقصه إلي مكسبها بالملايين "
رفع يده لفوق بحماس
" بترفعنا للسما .. المطلب لكسب هالمناقصه .. طلاقكك "
ناديه بقرف : إنت خلاص .. ما تخاف الله .. تبي

بلعت ريقها بقوة وصوتها يختنق بالعبره إلي تدفعها للبكا من جديد .. أهتزت شفاتها بقوة .. غرقت عيونها بالدموع حتى تنطق
" تبي تكسب وتربح .. وتزيد ثروتك على حسابي أنا وحساب حياتي .. أنا هالحين لو بشوفه إيش بقوله .. أخوي إلي من أمي وأبوي كذّب علي وخطفني وحبسني بشقه وبيسفرني برا ويبي بالإجبار أتطلق عشان وصخ دنياه ..! "

ممدوح ببرود قاتل : عاد إنتي وأخوك من أخترتوه .. ووافقتي عليه رغم إنك تعرفين إن أمه مستعده تدفع فلوسها كامله ولا يرتبط فيك لأنها تشوف مكانتها الأجتماعيه تفرض عليها تاخذ بنات تختارهم من نفس مستواها .. هذا حقها الطبيعي
ناديه بصدمه : هي إلي طلبت منك تسوي هالشي فيني ..؟
ممدوح : زوجها هو من يقدر يخلينا نكسب هالمناقصه .. وقال المقابل ..

سكت لثواني وهو يبعد عيونه عنها يفكر .. يرجع يطالعها من جديد ..

" في الحقيقه سبق وطلبنا منه أشياء وقدر عليها .. موب هين بالسوق بو سعد .. لكن الأمر الكبير بيننا وبينه هالحين هي هالمناقصه لأني دخلت فيها بثقلي كله .. كله "

حست بأنفاسها تنكتم .. أنحنت تفرك وجها بقوة وتصد يمين ويسار .. تتحرك واقفه وهي تسحب هوا لصدرها .. كمّل بنفس النبره القاتله ذاتها
" سفرك بكره "
صرخت فيه بقوة وبحقد
" ما تقدر تطلعني بدون أذن زوجي "
ممدوح : زوجك الغبي مسوي الأذن وخالص شكله كان في نيته يسفرك وكنسل أمر السفره .. ع العموم .. تجهزي
ناديه أشرت عليه وهي تصرخ : والله ما أسافر وفارس ماراح يخليك لا أنت ولا أبراهيم ولا أم عواد .. كلكم
ممدوح تحرك واقف وهو يرتب أطراف غترته : أقعدي هالليله الأخيره بينك وبين نفسك .. وشوفي هل قرار زواجك من هالعواد من البداية أصلا شي يستاهل إللي قاعده تتصرفينه معي .. يكفي أنه ترك زواجك بالسر لكم سنه ..

تحركت تركض بقوة له .. تضرب صدره وكتفه وتحاول توجه الضربه لوجهه ولا تطيح يدها إلا على طرف ذقنه .. تصرخ عليه بحقد وكره ..
" أنت واحد قذر همك فلوسك ومكانتك .. أكرهك ياممدوح .. ووالله ماأطلع برا المملكه لو على جثتي وخل أبراهيم ينفعك .. قسم بالله لا أصرخ بالمطار وأخلي الكل يعرف من أنت"
مسك أيديها بقوته الرجوليه حتى يدفعها عنه بقساوة .. تطيح على طاوله صغيره و صرخه ألم أندفعت من شفاتها من تعثرت بالطاولة حتى ترتمي على الأرض .. حرك يده بتهديد
" الكلام لحد هينا وأنتهى .. "

أندفعت خطواته الثايره صوب باب الغرفه حتى تتحرك بصعوبه ببجامتها تركض لاحقته .. تصرخ بأنهيار
" وقف أشوف .. وقف "
ولا كان يسمعها فتح باب الشقه حتى يطلع مسكره وراه بأقوى ماعندها .. لصقت فالباب
تضربه بقوة وتصرخ
" ممدوح أفتح الباب .. أفتح الباب لا تندم .. "
صرخت بقوة وهي تدفع الباب بكتفها وتنهار بقوة
" ممدوووووووووووح .. أفتح البااااااااب .. أفتحه "
.
.
.

صوت المويه في الساقيه يتردد صداها في هالمكان إلي يجلس فيه لحاله .. على منطقه مرتفعه وقباله النخل واقف بشموخ .. الظلام القاتل يحاوطه وإناره البيت بعيده بالعافيه يشوف ضوئها .. يثني رجوله ويسند بأيديه على ركبه وهو يطالع لقدام .. ببرود وصمت غريب .. ريحة الأرض المبلله تخترق صدره بقوة .. تختلط بأنفاسه .. يحرك الهوا أطراف ثوبه وأكمام أيديه يمين ويسار .. أنعقادة ضيق تحتوي حواجبه وهو كما لو أنه صار واقف على أطراف حفره مظلمه بهاللحظة .. كان يعرف أن مشعل بيرفض وحمد بيثور ضد هالوصاه
وعمه عبدالعزيز بيحقد عليه .. ردات الفعل هذي متوقعه منهم .. وطبع الناس أحيان يوقفون
ضد أشياء يعتقدون أنها حق ملك لهم .. هم أولى فيها من أي أحد .. رغم أنها كانت مكشوفه لهم في مرحله ما .. تنتظرهم .. و لأنها وصلت لأيدين غير أيديهم .. ثاروا !
زفر هوا بقوة حتى يحرك راسه بقوة من أنحطت يد فجأه على كتفه .. يجلس بجنبه
بادي ينطق بهدوء والأبتسامه ماتفارق شفاته
" من أستأجرنا هالأستراحه وأنت مختلي بنفسك هنيا "
متعب رجع يطالع لقدام : أبخلي كلن ياخذ حقه بالصراخ والمعارض والحتسي .. وبنفس الوقت مالي حاجه أسمع حتسيهم وقولهم
بادي تربع وهو يطالعه : تقصد حمد ومشعل .. حمد حقد على بتار لأنه يشوف أنه أهان أبوه وبنفس الوقت ........
متعب بحده : أنت جاي هنيا تبرر لي فعولهم ...؟
بادي بأرتياح : لا والله جيت بقولك إني فرحت والله يشهد يومن أبوي قال فالمجلس إن الوصاه لك
متعب ضحك بسخريه : ................................
بادي رجع يحط يده على كتف متعب : أنت كفو لها .. وجدي ما أختارك إلا أنه عارفن إن ماعاد لها إلا الله ثم أنت .. ولا يهمك قول مشعل أو حمد .. هذولا حدهم يومين بالكثير وراجعين للرياض .. وأنت وحدك إلي بتكون شايل هالمسؤوليه على كتوفك .. يكفي إن أم نوق ما أختارت تحتسي إلا معك .. وهالحين أنت الوصي سواء رضا من رضا أو عارض من عارض ..

هز راسه متعب بصمت وعيونه لا زالت عالقه فالنخل قباله .. لحظات وينطق بادي بتردد
" إلا أنا أبي أوريك شي لأنك تعرف بعلوم الطب "
متعب لف له : وش هو

تمايل بادي حتى يسحب من جيبه ورقه ويسلمها لمتعب
" خذ أقراها "
متعب سحبها وصار يأشر فيها بضيق : تحسب عيوني ليزر
بادي أنفجر يضحك حتى يسحب جواله من جيبه بسرعه ويشغل الكشاف : نسيت ..

فتح متعب الورقه وبادي أنحني بكتفه على كتف متعب موجه النور على الورقه .. دقيقه صمت حتى ينطق بأستغراب
" هذي فحوصات واحد أسمه وليد .. والنتايج ماشاء الله كويسه "
بادي طالعه بأستغراب : طيب ليه تسلمها لي
متعب أتسعت عيونه بقوة : هي من هي ..؟
بادي سحب الورقه من أيدين متعب : هذي فحوصات وليد أخو زوجتي .. رحت أسلم لجدتها المهر وطلعت مسلمتني الورقه
متعب بصدمه : تقابلها أنت وتسولف معها عادي
بادي ضحك بقلة حيله : أسولف معها .. إيه بس مع جنبي أقول ..

حرك يده يدفن الورقه بجيبه ويطفي كشاف جواله ..

متعب : طلعت لك تسذا فجأه
بادي بصوت أنخفض فجأه : هي ضعيّفه ماعاد لها أحد .. من توفوا أهلها كلهم
متعب وهو بتركيز يطالع بادي : أجل يالحبيب تبي منك تاخذها لأخوها تزوره
بادي لف وهو متفاجأ : مستحيل
متعب حرك يده يأكد له : أنت تقول ماعندها أحد ومسلمتك نتايج أخوها تلقاها فرحانه تبي أحد ياخذها له .. مايحتاج لها من تخمين
بادي : عندها عمانها طيب .. ليه إلي وصل لها هالورقه ماوداها
متعب : يمكن طلبت منهم وماحدن عطاها وجه .. ومالقت إلا أنت ولا تبي تقول ودني فسلمتك هالتحاليل .. عشان تفهم
بادي برفض لهالمنطق : طيب ماتقدر تدق على أي سواق وياخذها
متعب بأندفاع : أنت مخك قفل .. ماهوب كل بيت رجاله يسمحون لأي من كان يروح ويجي مع سواويق أنا أولهم ..
بادي بإرتباك : مير الله يستر !
متعب غصب أبتسم من شكله وإرتباكته : وش فيك ترا هذا تخميني يمكن يصيب يمكن يخيب .. ماهوب لازم يكون صح
بادي : أجل لا خلص زواجك باتسر على طول أبروح .. أبتأكد أنه أخوها صحته متحسنه

صمت فجأه حتى يصد عنه ..

بادي بطرف عين طالعه : إلا أقول أنت مستعد لباتسر ..؟
متعب وهو يرجع يلتحف البرود بملامحه : ........................
بادي : أبوي تو يقول هالفرح بيتبعه زواجن تسبير بعد ماتمر الجيره بسلام .. يعني وفّر حركات الرومنسيه .. أفضل شي خلها شفتات .. شفتات أحسن
متعب بحده لف له .. و بقهر : قم فارق عني
بادي بقوة أنفجر يضحك : تراي صادز .. إذا فيه زواجين ماهوب حلوة تدخل على الحرمه مرتين .. خل نص دخله فالبدايه .. نص الدخله الثانيه بعد ماتنتهي الجيره

أنحنى متعب يدفن قبضة يده بالأرض ويملاها بالتراب ناوي يحذف عليه .. وبسرعه أنتفض بادي يركض بعيد عنه .. وهو مستمر يضحك بقوة

.
.
.
الساعه 8:30
يدفع باب الغرفه بيده الصغيره وهو يلبس بجامه بلونها الأسود ورسومات ميكي ماوس بون ذهبي مطبوعه بمسافات متباعده على هالبجامه .. شعره البني مبعثر وأثار النوم لا زالت عالقه فيه .. يوقف يطالع أمه تنام بسلام على السرير ونور الشمس منتشر بقوة بالغرفه ..
" ماما .. "

ينطقها بصوت يملاه الملل وهو يجر الخطوة ورا الخطوة صوب السرير ويفرك عيونه .. يوقف ملصق جسمه على الطرف السرير وعيونه تتأمل ملامح أمه ..
" ماما .. ماما "
أنحنى بجسمه وهو يدفع كتف أمه لمرات كثيره ولا ردت .. مسك كفها بأيديه الثنتين وتراجع لورا بقوة يجرها يبيها تصحى
" ماما قومي .. قومي أنا صحيت من النوم .. ماما "
ظل يجر يدها وثقل جسدها قبال قوته يفوق طاقته .. رمى يدها بملل وبصوت أهتز من الدموع
إلي تسابقت لعيونه
" ياماما قومي .. قومي شغلي لي التلفزيون أبي أشوف سبيستون "
رجع يسحب يدها من جديد .. يجرها بقوة حتى تنفلت يده من بلوزتها ويطيح على الأرض .. أنفجر يبكي بقوة وهو يصرخ
" ياماما قومي "
ولا زالت عيونها تغرق في النوم كما يشوفها بنظرته الطفوليه .. زحف على الأرضيه واقف من جديد .. أرتاحت كفوف أيديه على بطنها .. هزها بقوة .. وبصوت يجهش فالبكا
" ليش ماتقومين .. أبي أشوف سبيستون .."
ظل يطالعها وراسها مع جسدها يادوب يتحرك من دفعاته .. تركها فجأه وراح يركض بقوة .. يتطاير شعره البني لورا صوب باب المدخل وهو يرفع أيديه لفوق على خفيف .. بخوف .. خوف من فكرة سيئه طرت في عقله الصغير ..
يفتح الباب بقوة ويروح يركض للدرج يصعده وهو يبكي .. يوصل لباب الطابق الثاني وبقوة
صار يطق الباب .. وبصوته الطفولي الباكي
" خاله الجازي .. خاله الجازي .. أنا .. أنا عبودي أفتحي الباب .. أفتحي الباب "
يسمع صوت أخوه منصور يصرخ بسعاده
" عبودي .. عبودي .. عبودي "
تتبعه صرخه قاسيه من شفاة هالجازي
" رح أشوف أفطر وخل عني عبودي "
ولا يمل من طق هالباب وهو منهار يبكي بخوف ..
" خاله الجازي .. أفتحي الباب أنا عبودي "
لحظات وينفتح الباب حتى توقف قباله خالته .. تحط يدها على خصرها
" خير "
تراجع بخطوات مرتبكه من شاف نظرتها القاسيه تتجه صوبه .. أهتزت شفاته وهو يخبي أصابعه بأكمام بجامته .. نطق وعيونه تغرق فالدموع أكثر وأكثر
" ماما ماقامت من النوم "
صرخت الجازي
" وأنا وش علي أصحيها لك .. رح يلا أشوف من قدامي "
جرت الباب وبفجعه أنحنى بجسمه الصغير يدفع الباب بأيديه الثنتين .. صرخ
" ماما تعبانه "
جرت يده ودفعته لورا مسكره الباب بوجهه .. تراجع لورا وبدون أي إستيعاب لهالرفض قبال خوفه على أمه .. رجع يطق الباب بيده يرفع صوته
" خاله الجازي .. بقولكي شي .. خاله الجازي "

ولا ردت عليه وهو يطق بابها أكثر من مره لين ماحس بالألم يحتوي كف يده .. رجع يركض بخوف والشهقات بدت تحتوي صدره .. ينزل من الدرج راجع لغرفة أمه .. يناديها ويسحب يدها .. ترك يدها بخوف حتى يطلع من الغرفه يركض .. يصرخ بقوة والفكره السيئه بدت تحتوي مشاعره أكثر وأكثر
" بااااابا "
تندفع خطواته بالحوش صوب باب الشارع .. يفتحه ويطلع يركض بالشارع ينادي
أبوه .. يتلفت بضياع والهوا البارده تحتضن جسمه .. تعبر خصلات شعره بلونها البني .. يقطع الشارع ورا الشارع .. يعبر البيوت بغير وجهه .. يبحث فيها عن وجه أبوه .. كل مايبي يقوله " إن أمه تعبانه " .. ماقامت من النوم . يتعثر و يطيح على الأرض فجأه حتى يرتطم وجهه
بالأزفلت .. تحتك بشرته بقوة عليها و ينفجر يبكي بصوت عالي .. يطلع من باب بيت قباله شاب بخرعه حتى يلمحه وبسرعه راح يركض له .. ينحني يشيله من الأرض ينطق
والخوف عالق بصوته
" بسم الله عليك .. "
أنحنى براسه حتى يشوف الدم فجأه يسيل من وجه هالبزر وبسرعه سحبه لبيته .. لكن عبدالله بعنف صار يصرخ ويجر أيديه يبي يجلس بالأرض .. وبهدوء تركه لعل وعسى يهدى ويفهم وضعه .. وقف يطالع فيه حتى ينحني له لين ماوصل لمستواه بدون مايجلس .. حط كفه على شعر عبدالله وصار يمسح عليه وهو لا زال يبكي وصرخاته تتردد فالشارع بقوة
.. وبسرعه فز واقف وراح داخل بيته .. دقايق ويطلع شايل بيد كوب مويه وبيده الثانيه علبة مناديل .. ينحني جالس قباله .. يهديه ويسولف عليه .. لدقايق مرت كما البرق .. ومن حس بأن الولد بدا يتقبّل كلامه نطق وهو يمد له الكوب
" تعرف أسم أبوك "
هز عبدالله راسه
نطق الرجل بحيره
" وجدك "
هز عبدالله راسه وهو يشرب من المويه ووجهه لا زالت تحتويه جروح تنزف
يقرب المناديل من وجه عبدالله وهو يمسح الدم عنه حتى ينطق
" وش أسمهم "
قال بصوت مهتز من عبراته
" أنا عبدالله جلوي منصور "
هز الرجل راسه بأرتياح
" ماشاء الله والنعم فيك ياعبدالله .. تعرف رقمه "
عبدالله وهو يبعد الكوب ومن بين دموعه وشهقاته وملامحه إلي تغرق بالألم
" إيه "
وبسرعه سحب الرجل من جيبه جواله .. نطق بهدوء وهو متربع قبال عبدالله بالشارع
" أبدق عليه عطني رقمه "
وبسعاده صار يقول الرقم ومن خلص مد أيديه المجروحه ..
" أبي أكلمه "
هز راسه وهو يحط الجوال عند أذنه .. واليد الثانيه تستقر على شعر عبدالله .. يمسح عليه
ينطق بهدوء
" هالحين بتكلمه "
سحب طرف من شماغه رافعه لفوق راسه فيما بقى الطرف الثاني يرتمي ورا كتفه .. أندفع متكلم من أنفتح الخط
" ألو "
جلوي بأستغراب : هلا
" معك فالح بن غالب .. "
جلوي لا زالت نبرة الأستغراب تحتوي صوته : هلا حياك الله
فالح : أنا ياخوك وأنا طالع من بيتي سمعت صوت وليد يصيح ووالله ياصياحه يفجع القلب يومني طلعت إلا شكله طايح على وجهه .. ويقول إن أسمه عبدالله ..
جلوي بأندفاع وصدمه : وش قاعد تقول عبدالله ولدي ..!
فالح : هالله هالله .. وشكله قاطعن مسافتن ماهيب هينه لأنه تعبان من الركض
جلوي بخوف : عطنيه بحتسي معه ياخوك
فالح : هاك

مد الجوال لعبدالله وبسرعه أخذه حتى يحطه عند أذنه وينفجر يبكي
" بابا أنت وينك "
جلوي والخوف يرمي صوته فالقاع : عبدالله وش فيك .. وراك يابوك صوتك وش فيه قلي
عبدالله بصوته الطفولي المنهار : ماما ماقامت من النوم مدري ليه ورحت أدورك .. أنت وينك تعال بسرعه يابابا .. تعال هالحين

كان يجلس قبالهم هم إلي بخوف ظلت عيونهم تتعلق فيه وبملامحه المفجوعه وخوفه .. صوته المرتفع .. رفع يده بحيره والمسافات طويله مابينه وبين ولده .. نطق
" عطني فالح يابوك .. عطني إلي عندك "

ظل يتكلم معه ويطلب منه وصف لمكانه .. أبعد الجوال عن أذنه بسرعه يطالع الجوال وأنفاسه المبعثره أربكت أبوه وجده

منصور : وش فيك ..؟
جلوي وعيونه على الجوال : يبه عبدالله لاقيه واحد طالعن من البيت يدورني ..
بو عبدالله وملامحه غرقت بالضيق : أعوذ بالله .. ليه وش صاير

حط جلوي الجوال عند أذنه حتى يرفع صوته بقوة وهو يحرك يده
" معاذ تكفى بسرعه خذ فوزيه وعمتي فضيه يم بيتي .. يقول عبدالله أن أمه ماقامت من النوم والولد طالعن مفجوع على أمه .. بسرعه .. بسرعه ورد لي خبر أنا لو مشيت هالحين مانيب واصل إلا من بعد العصر .. وشف أبرسل لك رقم تروح تاخذ عبدالله منه .. وأبيك تصوّر لي وليدي .. ماراح أتطمن لين أشوفه .. يلا يلا أنتظرك "
أهتز صوته فجأه
" داخلن على الله ثم عليك بسرعه "

أبعد الجوال عن راميه على الأرض .. يمسك راسه ينطق
" السواه هالحين "
بو عبدالله حرك يده نافضها بوجهه : والبليه الثانيه وين هي عن رفيقتها يومن ولدك يطلع مفجوعن على أمه .. ماهن ببيت واحد
جلوي بحقد : مدري ياجدي .. مدري مدري !
منصور : يمكن إن الأمر هوين وولدك خاف على أمه .. أنت ماتدري إنتظر معاذ يدق عليك
ثم بعدها نشوف .. لا تاخذك الهواجيس لشين تسبير ويطلع الأمر صغير وأنا أبوك

ظل ساكت حتى يستند بيده على المركه ويصد عنهم بخوف عانق نظرة عيونه .. ينطق الجد بصوت مخنوق
" لا حول ولاقوة إلا بالله " لف لمنصور " وأنت مادق عليك عواد ! "
منصور وعيونه تتوجه لجلوي : لا والله يبه ..

بو عبدالله : هالولد العالم الله أنتهى !
منصور أخذ نفس بعمق : عذره معه .. عذره معه لين مانشوفه ونعرف وش له مارد علينا
" نطق وعيونه أرتكزت على جلوي " إن تسان ماعندك طولة بال يابوك .. رح يم الرياض
بو عبدالله : العيال رايحين يجيبون الذبايح والعرب من بعد المغرب بيلفون علينا لزومن الكل موجود .. مايروح إلا لا أنتهى كل شي .. ماحنا بقايلين شي له أما هالحين لا والله
مايروح أحد !

.
.
.

ريحة البخور والعود تحاوط أنفاسه وأنفاس أبوه إلي يوقف بطوله قباله .. يرتب له غترته ويضبط المرزام بحب وتقدير .. لحظات ويتأكد من هالبشت إلي يتألق فوق جسم ولده .. كان هالفرح كبير بعين أبوه .. يبتسم بفخر حتى ينطق
" والله يابوك ماتوقعت عليك البشت الأسود تسذا حلو "
في غرفة من طين واقفين .. يحاول يرتب نفسه قبل مايطلع للضيوف والكل من الصبح يشتغل على قدم وساق .. الكل توزعت لهم المهام .. من يستأجر صبابين القهوة .. ومن يستأجر السجاد حتى يفرش مساحات واسعه من هالمزرعه ومن ياخذ الذبايح للمطعم .. ومن يتكفل
بعزومة فلان وفلان .. يبلع ريقه بصعوبه ينطق وهو يجر البشت ويثنيه تحت يده
" يبه أمي لو عرفت لا تزعل زعل الله لا يوريك "
بو متعب : أنت مالك في أحد من أمر .. خلك هالحين في ما عليك من مسؤووليه ..

تحرك لورا حتى ينحنى للعطر يسحبه من فوق المركه المتهالكه حتى يقترب من متعب .. يعطره وبسرعه مسك متعب أيديه
" يبه وش بلاك .. تراي تروشت .. خلاص أنت توترني تسذا "
بو متعب ضحك : ماعليه .. خل لا دخلت على البنت لين ريحة عطرك تسبقكك

أخذ نفس بقوة حتى يحرك عيونه في هالغرفه بجدرانها الطينيه .. وبابها الحديد .. شبابيكها المتهالكه .. للمبه الخفيفه المستقره فوق الشباك المفتوح نصه .. يحس بشي يختنق ومايدري
كيف أصبح عليه يتم أول خطوات زواجه في هالمكان .. بهالطريقه !
رجع يطالع أبوه من حط كفوف أيديه على كتوفه .. يربت عليها
" تأكد يابوك إني هالحين والله يشهد مفتخرن فيك وباللي مسكته من أمور يتامى .. فعلك هذا بيذكرونه العرب ولا هوب ناسينه "

أبعد عنه بالثوب الأبيض إلي يتألق بفرح ولده البسيط .. والغتره أطرافها تستقر على صدره .. أنحنى جالس على المركه قبال ولده الواقف بصمت
" وشف .. هالحين أنا وبو عبدالله بنقعد أسبوع بالقصيم .. والباقيين بيرجعون للرياض .. بيت خالك رحمة الله عليه .. محتاج له غرفه لك ولزوجتك تبني مستقله عن البيت .. ومحتاجن بعد غرفة مجلس خارجي .. وبنى هالغرفتين ماهوب مكلفن لنا لا وقت ولا مالن تسثير .. الشي الثاني .. حنا أخذنا لنا لفتن حول البيت وشفنا المكيفات قديمه .. خل في بالك تبدلهم كلهم بمكيفات سبليت جديده .. و أنتبه يابوك البنات ولاّ أمهن ينقصهن شي .. خلك دايم تسأل .. أنت عارف خطورة الوضع ذا الحين لا عند هاللي حولك ومعترضين وصاتك ولا عند العرب .. "
هز متعب راسه ببطء والمسؤوليه تتسع .. وشعوره غريب كأنه قطار يمر على صدره محمّل بالحمول إلي تعجز عن حملها رجال .. !
" فيه بابن حديد خلفي .. بعد خلك منتبه له ..لأنه كاشفن على بر ولا نقدر نسكره لأن هالبيت ورثن لهن يتصرفن فيه بالهدم مثل مايبن .. لكن هي فالبنى من ناحيتنا قولية نبعدك عن البيت شوي ونخليك مستقل عن الحرّيم وهن بعد يخذن راحتهن .. والبنت "
حرك يده بتهديد
" متعب هالله هالله فيها .. حطها بعيونك يابوك .. وراعها مراعاتك لأخييتك جوود .. ترا والله إن ماشافته شين ماهوب هيّن .. ولا تتم دخلتك عليها .. هذا كله شكلي لحفظ أنفسنا من
هروج العرب .. تفهم "
" أفهم "
قالها بسرعه وملامحه تتصلب فجأه يبي يطلع ويروح للبيت وينتهي كل هذا .. ينتهي .. فز بو متعب حتى ينطق
" يالله أجل توكلنا على الله "

تحرك حتى يلتقط بشته المعلق وبحركة سريعه يلبسه .. يتوجه صوب الباب فاتحه ويطلع .. يتحرك متعب وراه بكشخته حتى تعانق عيونه الأنوار المرتفعه وتزيّن مساحات واسعه من الأرض المفروشه بالسجاد .. سيارات مزدحمه من بعيد وأصوات ترحيب ترتفع ..
و في مسافات قصيره .. تجلس متربعه فالمقلط .. وبجنبها أمها متمسكه بيدها بقوة .. وقبالهن سفره ممتدده بالحلى والفطاير إلي أرسلها بو متعب من العصر لهن ..
تدخل وعد بفستانها السكري إلي يكشف عن تفاصيل جسدها .. تنطق بحماس
" يمممه .. أنوار المزرعه من بعيد نشوفها وشكله مره زحمه .."
أم نوق بأرتياح : الحمد لله إللي تمم لنا أمرنا على أتم وجه
وعد تنحني جالسه : يمه ذا الحين ذا كله عشان متعب بيدخل بيتنا ....

أنحنت من ضربت أم نوق راسها
" تراي تعبت وأنا أشرح لتس من الصبح .. فيني مايكفيني يابنت تسان فيتس زود غبا فارقي عني "
وعد تفرك راسها : والله نوق صدقت يوم قالت أمي متغيره وبعدين فهمتيني غلط ما أمداني بكمل لتس نقطتتي إلا مسكتتني
أم نوق بحده : هه .. قال من شاهدك يابا الحصين قال ذنبي !
وعد ضحكت غصب : ياقوها يمه

" ياناس نبي نرقص "

تقولها عهد وهي تتحرك صوبهم جالسه قبال السفره متربعه .. تنحني تجر صحن ورق العنب وتحطه قبالها .. شعرها الأسود الطويل ..بنعومه يغطي ظهرها وكتوفها ..

وعد : ماسمعتي أمي تقول عن نوق ذنب حصيني
عهد أنفجرت تضحك : لا يايمه .. لا لا قوووووويه
أم نوق أشرت على وعد وهي تطالع عهد بحده : بالله قومي خوذي أختتس ذي عني
وعد بقهر : وين تبيني أطس يمه .. لنوير ونوق إلي قاعدات مساسر ورا البيت تسنهم بسس ولا عند هيا إلي قالبه لنا القناه الثقافيه !

" لا إله إلا الله .. ما أمداني يابســم الله الرحمن الرحيم أخليتس إلا تحشين فيني .. تراي ما أحللتس "

تتحرك بطولها تجلس مقابله أمها وهي ماسكه الدله حتى تسحب الصينيه وتحط الدله بوسطها

أم نوق : وش عند نوير من جت ماغير مقابله نوق
هيا : يمه بنتتس وتعرفينها .. هزأت نوق لين قلنا يمكن أننا مغلطين التسبيره نوير والصغيره نوق .. ثم بعدها شالن حالهن وراحن ورا وقرقر ماخلص ..!

صبت لأمها فنجان قهوة حتى تمده لها .. لحظات وتصب فنجان ثاني تمده لشيما إلي هزت راسها بالرفض ..

هيا بقهر : أقول خوذي الفنجان .. ترا الرجال ماهوب مقرب يمتس ولا حتى بيشوفتس إلا إليا وافقتي .. وأستعديتي .. صح يمه
أم نوق هزت راسها بالرضا : هالله هالله ..

تلبس فستان ناعم مطبوع بالورد مثل هالطوق إلي يملاه الورد ومثبت على شعرها المجعد ويرتمي على كتوفها ... رجعت تهز راسها حتى تميل براسها على كتف أمها وتتمسك بذراعها بقوة .. تنطق بصوت واطي حيل
" أحس يمه إني أبي أنام "
أتسعت عيون وعد .. وبصدمه حركت عيونها لعهد وهيا إلي قعدوا يتبادلون هالنظرات المصدومه .. أي وقت نوم في مناسبه مثل هذي !
حركت أم نوق يدها بهدوء معطيه بناتها إشاره خفيفه بالسكوت وتجاهل ماقالته وسمعوه ..

عهد وهي تسحب حبة ورق عنب : بنات من جد لا يفوتكم ..
هيا هزت راسها : ورق عنب وأنا أتقهوى أبعديه عني أقول
أم نوق حركت عيونها للباب من دخلت نوير ووراها نوق : هه أقبلن
نوير ترفع أيديها لفوقها : شوفوا يا خواتي ترا في بيتي حفله باتسر أو بعده عازمه لها كل حريم الديره وأبيكن تستقبلن معي وتساعدني
أم نوق بفرح : ماشاء الله
وعد بحده رفعت يدها مأشره فيها بحقد على نوير : أخسي وأعقبي أنتي وزوجتس ما راح أروح
نوق بدهشه : وش عندها ذي ثارت !
نوير تكتفت : زعلانه ..؟
وعد بعصبيه : ماراح أروح ولا أبي .. بقعد عند أمي وأنتن روحن
هيا بأستغراب وعيونها تتحرك مابين وعد ونوير : وش صاير
وعد : زوجها مصارخ علي ومهزأني وقال إني قصيره بعد .. ولا بعد زودن ع تسذا يحتسي معي ولا همه ويتأمر وش يحسبني .. واحدن من رعيانه .. !
هيا بصدمه : متى ..؟
أم نوق بنظرة قويه : وعد .. أركدي وخلي عنتس هالعلوم
وعد قامت : ما أروووح .. يعني ما أرووح

مسكت فستانها من تحت حتى تجره بقوة وتتحرك عابره نوير ونوق وطالعه من المقلط !

.
.
.
يوقف بصدمه تشل جسمه كله من أستقرت خطواته قبال شباك الصاله المفتوح كله والهوا تحرك الستاير .. تدفعها لأبعد ماتقدر عليه .. يحس برعشات تهز ركبه .. وهو لا زال يشيل بيده كيسة المطعم .. عشاها .. نيته فقط ينزله قبالها يطلب منها تفكر ويرحل !
حس بهالرعشات تنتقل كما البرق لكامل جسمه .. يحاول بصعوبه ينطق أسمها من جديد رغم أنه نادها للمره الألف .. تتحرك شفاتها حتى يظهر الصوت متضخم بالعبرات والأنهيار
" ن .. ناديه "
يندفع بجسمه السمين يركض .. ينحني بعيون متسعه من الشباك لتحت .. صوت ازدحام السيارات وصرخات الأطفال تتعالى في هالمحيط .. يشوف مجموعة حديد متشابكه مع بعض
تعلق فيهم طرف عباه تحركها الهوا بقوة .. تتسع عيونه بقوة وصرخاتها بالتهديد
إنه بيندم تحاصره .. لا ماهو معقوله فتحت الشباك وحاولت تتحرر منه حتى ترمي نفسها
من أرتفاع شاهق بهالشكل .. ناديه تخاف .. تخاف من هالأشياء ومستحيل ..
مستحيل تفكر بهالشي .. مستحيل .. رمى العشى على الأرض حتى يبعد عن الشباك للغرف يفتحها بقوة وهو يصرخ فيها
" ناااااااديه ..نااااااديه "
والغرف من فراغها ماكانت إلا تساعد هالصوت المنفجر من شفاته يرتطم بالجدران ويرتدد له ... رجع يركض للشباك يحاول يستوعب الأمر .. يشوف العباه لا زالت عالقه .. تحركها الهوا
على ماتشتهي وعلى طول صرخ بقوة
" ناااااااااديه "

يلمح شخص ما يتحرك واقف بصدمه .. شهقه أرتفعت بقوة وأرتباك .. تبعه صوت مفجوع
" حالة أنتحار ياساتر .. حالة أنتحار "
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــت
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

 
 

 

عرض البوم صور #الكريستال#   رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 11:04 PM   المشاركة رقم: 1573
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230432
المشاركات: 60
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام ابرار عضو له عدد لاباس به من النقاطام ابرار عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 110

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام ابرار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

لا لا حراااااام عليك دا شنو دا يختى لا لا مااتعودنا عليك قااااسية كدا لا يختى خفى علينا شوية تنقلينا من الفرحة والونسة المرتاحة واللهة للفجعة حرام خلى فى بالك فى متابعين فيهم الضغط والسكروحاجات تااانية ليه تاخدى فيهم زنب عااااد

 
 

 

عرض البوم صور ام ابرار   رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 11:06 PM   المشاركة رقم: 1574
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2013
العضوية: 250987
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبلتس عضو له عدد لاباس به من النقاطشبلتس عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدAlbania
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبلتس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يمة قلبي .. وش هالكت الأليييم

اصلا البارت كله خطير .. مليان أحداث

بكل بارت تثبتين انتس مبدعة.. وهالكلمة قليل في حقتس

يعطيتس العافية يابعدي
تسلم يدينتس

الصدز ودي احتسي واكتب بس قلبي عورني
لا قمت من صدمتي بكتب رررد طويل اعوض عن البارتين اللي قبل مارديت بس والله اني أقرأ اول بااااول واتحمس

الله يجعل هالسنة الدراسية خير عليتس وعلى طالباتس يابعدي

 
 

 

عرض البوم صور شبلتس   رد مع اقتباس
قديم 17-09-17, 11:39 PM   المشاركة رقم: 1575
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2017
العضوية: 325063
المشاركات: 121
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداعثرثرة حنين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 336

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثرثرة حنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #الكريستال# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: كنا فمتى نعود ؟

 

الهبله ناديه وش مسويه بعمرها على بالها بتقفز من الدور الثاني وتطب في الارض سليمه

وكأنها ناقزه من السرير وش هالخبال الي ظرب في مخها

ياعزي عنك يامشعل بعذره ينقهر الصراحه بنات عمه ذولي مهما كان تحز في النفس انهم يتعدونه لمتعب

متعب مازال رجل المهمات الصعبه وبطل المواقف

الجازي جنت على نفسها براقش وهذي اخرت عهدها بجلوي بس خلو العلم يوصله ان عبدالله

طق عليها والاعطته وجه

حسنا يبدو زي ماتوقعت وحده من المتابعات على سناب الكرستال عندها مرض يستدعي اسقاط

الجنين

في الواقع البارت اكثر من رائع وينطق ابداع مشكوره كرستال

 
 

 

عرض البوم صور ثرثرة حنين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فمتى, وعود
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t203045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 14-11-16 12:35 PM


الساعة الآن 07:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية