المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
ماكسيمو رجل صالح فى اعماقه. رأت ذلك بنفسها. إنه يتصرف برقة و لطف معها و مع كليو, و هذا خير دليل على ذلك.
وضعت كليو فى عربتها, و اسرعت بالسير عبر حدائق الفيلا المُعتنى بها. انتظرت حتى رأت الحراس منشغلين بالتحدث مع صحافية جميلة, ثم هربت من وراء النباتات التى تحيط بالبوابة الخلفية. حتى الآن, كل شئ يسير على ما يرام.
اخيراً وصلت لوسي إلى حدود القرية. ذاب الثلج منذ فترة و الشمس دافئة, كما ان النهار اصبح اطول, فالربيع يفرش بساطه فى انحاء القرية, مما جعلها تشعر بالمزيد من العزم و النشاط. الآن, كل ما تريده هو ان تجد الفيلا القديمة التى يمتلكها جدها, من دون ان يلاحظها احد.
امنية حمقاء! حتى لو لم تكن لوسي الأميرة الغالية الجديدة للقرية كلها, فالقرية مليئة ببائعى الزهور و شاحنات تقديم الطعام, و الصحافيين الذين يتلهفون لتغطية اخبار (الأم الفقيرة التى انتقلت إلى الثراء الفاحش), كما ان هناك إعلاميين مختصين بنقل اخبار المشاهير فى العالم ينتظرون وصول الضيوف إلى فيلا دوايستا, و التى تفتح ابوابها باكراً هذه السنة, خصيصاً لأجل هذا الحدث.
"برانسبيسا!"
سمعت صوت يناديها عبر الشارع. شعرت بقلبها يقفز فى صدرها, فتراجعت لتختبئ فى فى ممر ضيق بين بيتين قديمين. رأت امرأة بيضاء الشعر, تنظر زهرة منسية إليها بعينين لطيفتين فة نهاية الممر, و تحمل مكنسة بيديها,
"بامبينا!!"
عرفت لوسي تلك المرأة. و حاولت ان تتذكر معنى كلمة بامبينا.
رمت المرأة المكنسة مُحدثة ضجة, و اخذت تتحدث بحماس شديد باللغة الايطالية. ضمت إليها لوسي اولاً ثم كليو, و شدتهما معاً إلى مطبخها الصغير. تعلم لوسي ان مربيتها العجوز لا تتحدث اللغة الإنجليزية, لكن ما تريده لا يحتاج ترجمة.
قالت بنبرة مملؤها التوسل: "غوسبي فيرازى؟"
حدقت بها المرأة العجوز للحظات طويلة. تنهدت على مضض, و هزت رأسها.
تركت لوسي عربة الطفلة عندها, و حملت ابنتها بين ذراعيها, و تبعت مربيتها العجوز عبر ممرات كثيرة فى الشوارع الخلفية للقرية. اشارت أنو نيزاتا بيد مرتجفة نحو فيلا جدها. قالت لوسي: "غراسياس!"
طبعت قبلة على خد المرأة. استدارت نحو باب الفيلا الشبه مهدمة, و قلبها يرقص من الأما و التفاؤل. ها قد نجحت فى الوصول إليه! ستتحدث إى جدها, و تسمع وجهة نظره بشأن القصة. قالت لـ كليو بسعادة و هى تطرق الباب بيدها: "الآن ستقابلين جد امك, و سترين! الأمور ستسير نحوالأفضل."
بعد مرور ساعة, كانت كليو تبكى بين ذراعيها, فيما جلست لووسي تحدق بالرجل العجوز مصدومة. اصبح الشاي بارداً, و لم تتذوقه و هى تحاول ان تفهم ما اخبره به جدها.
همست: "لا! ماكسيمو لم يفعل ذلك. لا يُعقل ان يفعل ذلك."
ضغط جدها على ذراعى مقعده القديم المطلى بلون الذهب, و قال بصوت ملئ بالحقد و الكراهية: "إذاً, لقد فهمت الآن لماذا يجب ان تساعدينى كى ادمره."
كررت كأنها مخدرة: "تدمره؟!"
فكرت بالأوقات التى كان فيها ماكسيمو لطيفاً معها. خلصها من داريل فى شيكاغو, و خفف عنها بعد رؤيتها لـ الكس فى روما. حملها عبر حقول الزهور, و قبلها تحت شمس صقلية الحارة... تلك الصورة تطعنها فى اعماقها كـ الخنجر.
لم يقم ماكسيمو بتلك الأمور بسبب شرارات الخير المخبأة فى روحه. فعل ذلك كله بسبب احساسه بالذنب! ذنب كـ الجحيم يؤرقه و يحطم عظامه.
صوت بكاء ابنتها قاطع افكارها, و جعلها تستعيد الواقع من جديد, فقالت: "حسناً, صغيرتى! حسناً!"
ضمت كليو إليها بشدة, و تنشقت عطرها. بسرعة شعرت ابنتها بالأمان و الراحة, فصمتت. لكن من سيؤمن الراحة و الأمان لـ لوسي, بعد الآن؟
امتلأت عينا جدها المريضتين بالقوة و الإشراق و هو يقول: "لا تخافى, ميا نبوتينا! سنثأر منه و ننتقم."
الأنتقام؟! لم تربيها امها لتكون قاسية القلب بلا رحمة. قالت بضعف: "لا! ليس هذا ما اريده."
"ستصغين إلىّ, فـ انا جدك!" تابع بنبرة آمرة, و حازمة: "ستفعلين تماماً ما اقوله لك."
نهضت لوسي على الفور عن كورسيها, و قالت: "لا! سأفعل ما اراه مناسباً."
انها لا تريدد الانتقام, بل تريد العدالة.
تذكرت كلام اميليا فى اليوم الأول لوصولها إلى إكيلينا. يومها توسلت إليها ألا تسبب الذل و المهانة لـ ماكسيمو امام اهل القرية. توسلت إليها مى تبقى خلافاتهما شخصية و خاصة, لكن الخصوصية لست من الصفات التى تحبها و ترغب فى القيام بها.
تمكن ماكسيمو من إبعاد شكوكها و مخاوفها بقوة تفاخره و كبرياءه و وسامته, و لطفه الغير متوقع.
المير الوسيم و فارس الأحلام, أتى إليها, و انقذها. اهتم بها و بـ كليو و هو مستعد للقيام بذلك إلى الأبد كما ادعى. علم لوسي كيف تشعر بالحياة من جديد. علمها ان تكون شجاعة, و ان تخاطر فى التضحية بقليها لمرة اخيرة. طوال تلك المدة بدا حقيقياً و صادرقا.
اغمضت عيناها, و تنفست بعمق. اخيراً زفرت انفاسها, وكأنها تزفر امالها و احلامها. لم يبق امامها إلا خيار واحد: الحقيقة!
رفعت ذقنها, قالت: "سأجعل ماكسيمو يعترف.... الليلة.... فى حفل الزفاف, سيعترف بكل شئ, و بكل ما فعله."
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
|