كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
أرسل عدة رزم أخرى إلى الأسفل, ثم توقف للحظات يراقبها ترفع رزومة لتضعها فى مكانها المناسب ..ذكرته الدقة في الترتيب, بالفخر المتكبر الذي تبديه في أي عمل قامت به في المدة القصيرة التي أمضتها هنا, مهما كانت المهمة وضيعة أو صعبة .وصدمه فجأة أنها ستكون مفيدة لكل من تعمل وهذا أمر مهم لكل مزارع.
لولا سجلها الاجرامى..
أجفلته الذكرى. اجتاحته موجة من النكران للحظة, وهو يراقبها تعمل. هاتان العينان الزرقاوان الصافيتان, والخدان الورديان والوجه الرائع, لا يمكن أن تناسب مع صورة سيدة مجرمة .. ثم هناك ضعفها ..إن ما فعلته لتصل إلى السجن كلفها خسارة كل شيء حسب قولها.
إذا خسرت كل هذا..... فأي نوع من العمل ستكون مؤهلا له؟
هذا ما سألته في الليلة الماضية .
تلقى السؤال مع كثير من الالم والاحباط, لكنه قسى قلبه نحوها... وركز بدلا من ذلك على الاعجاب القوي الذي أحس به نحوها بوصفها امرأة.
وكان تفكيره يدفعه ليتذكر ما حصل بينهما أمس وما هي إلا لحظات حتى كان غارقاً في ذكرياته ..ضاع مؤقتا وهو يتذكر الحلاوة البرية لعناقها ,زوال صدمتها, وارتفاع يديها إلى صدره ثم التفافهما حول عنقه, سامحة لنفسها بمعاملته بالمثل .
من الجيد أنها سترحل بعد بضع ساعات .. هذا ما راح يفكر فيه بينما كانت ترمي رزمة أخرى فوق الحمل. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب, ولسوف ينسى أمرها قبل حلول الربيع, ويتساءل عما دهاه. لكن, حتى رحيلها فعلاً..
أحس كوبر بالذنب كأنه وحش ينبعث إلى الحياة ويهدده, لا يريد أن يعترف أنها تستحق الحصول على التجربة لاسبوعين, أي ما كانت تسعى إليه عندما أتت أول الامر .وكره أن تعمل جاهدة هكذا في هذا البرد المرير وهي تعرف أنه لن يوظفها .كان تصميمه على الخلاص منها يضعف بشكل خطير .. واعتراضة على سجلها الإجرامي لم يعد يبدو قوياً بما يكفى لمساندة قراره.
لم يدرك أنه توقف لعدة لحظات يراقبها تعمل إلى أن أنهت ترتيب الرزم ورفعت رأسها نحوه تدفع بالمزيد.
استقامت بارتباك .. أجفلتها النظرة النارية في عينيه .. فجأة أخمد كوبر نظرته وأشاح ببصره عنها ..وما هي إلا لحظات, حتى أخذ يرمي الرزم مجدداً بسرعة جعلتها تجهد لتتابعه.
امتلأت المقطورة بسرعة قياسية, ومع نزول إيريس بحذ عن الحمل لتنضم إلى كوبر على
الارض, أحست بشيء من الاعجاب ينتابها .كان يراقبها عفوياً, لكن تعبير وجهه المغلق, حذرها أنه يحاول إبعاد نفسه عنها.
أدركت أنه يجب عليه فعل ذلك .. فمهما عملا جيداً معا ذلك الصباح, فلا يزال يريد منها أن ترحل .. لكنه أدهشها حين سار أمامها إلى التراكتور بدلا من أن يقول لها إن الوقت لتحضر حقائبها..لحقت به واستقرت في قمرة القيادة بينما كان يدير المحرك.
حاولت إيريس أن لا تقرأ شيئا يحمل الامل في الطريقة السهلة التي عملا فيها معاً, الطقس بارد ,ولديه مواش جائعة يطعمها .. لا سبب آخر يؤخر رحيلها.
وقفت إيريس في طريق كوبر تمنعه من ان يخطو خطوة أخرى نحو الحظيرة:
- ماذا تقصد أنك لن تستطيع إرسال أحد يوصلنى إلى البلدة؟.
كانت فترتا الصباح والظهيرة قد ابتعدتا .. والساعة تقارب الثانية بعد الظهر .أخذت تتململ, ولم يجد كوبر وقتا يوصلها إلى ردهورس.
أجابها بخشونة:
- ما قلته تماماً ,فنحن منشغلون جداً.
بدأ يسير مبتعدا الى الوصول الى أبعد مكان ممكن قبل حلول الليل ..وأظمك تحاول جعل هذا صعبا عليّ .
|