كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل السابع )
ولا مت نفسها للضعف الذي بدا منها ، فقد كانت تريد أن تذهب إلى غرفتها مباشرة ، لتباشر في حزم امتعتها لتسافر في الصباح الباكر ، ولكن ها هي ذي هنا مخلوقة ضعيفة تستند إلى ساعده القوي . وكان يهمس برقة : " ما أشد شحوبك ، هل أنت مريضة يا عصفورتي الصغيرة ؟ "
فأجابت : " كلا " وتمالكت نفسها بجهد . وبالكاد منعت نفسها من أن تطلق لدموعها العنان مسلمة نفسها إليها كلياً .
فقد كان حبها له أكبر من ان تقاومه ، ولكن كان عليها أن تكافحه ، لأنها إذا لم تفعل ذلك فستجد نفسها تفشي كل شيء ، فتخبره أنها مازالت تحبه وستحبه على الدوام ، متوسلة إليه بأن يلقي إليها ما يتخلف لديه من فضلات والتوى فهمها اشمئزازا من نفسها .
تراجعت عنه عدة خطوات وهي تقول : " صداع بسيط لا أكثر " وترنحت في مكانها والصداع يشتد ويشتد ، أمسك بيدها ليساعدها على الدخول إلى المنزل ، ولم يتركها إلى عندما وصل إلى غرفتها ثم صرخ ينادى آن .
ووضعها على السرير بكل لطف ، ثم أنحنى يخلع حذاءها ثم انتصب واقفاً وابتعد عنها .
واغرورقت عيناها بالدموع . لماذا لا تستطيع أن تتوقف عن حبه ؟ لماذا سمحت لنفسها بأن تنتابها هذه الدوامة من المشاعر ؟ ثم أخذت تشتم نفسها لشعورها بالارتياح لرؤيته بعد لحظات .
وعندما حاولت أن ترفع نفسها نحو الوسائد خلفها ، قال بلهجة آمرة : " استلقي دون حراك " وحاولت أن تتمكن من القول له أنها بخير تماماً ، وأن تطلب منه مغادرة غرفتها "
ولكنه ، بعد أن أمرها بذلك جلس على السرير بجانبها ومد يده يتخلل شعرها بأصابعه وعيناه مسمرتان على وجهها ، ثم أحضر منشفة مبللة بماء بارد وأخذ يمسح بها جبينها . ولطف عمله هذا من الصداع ، وجعلها تشعر برغبة في النوم ، ولكنها لم تجرؤ على الإسترخاء . وأدركت أنها على حق في الحذر لنفسها ، عندما قال لها بجفاء : " من الواضح أن ليس بإمكانك الاستجابة إلى ما يدرو في رأسي ولكن هناك الغد . أليس كذلك ؟ " وأغمضت عينيها تطرد من نفسها الشعور الدافئ الذي تملكها وهي تنظر في وجهه لا تريد أن تفكر في ما يدور في رأسه . وقالت :" إنني مسافرة غداً ، فدعني أحزم أمتعتي "
كانت تفكر في أن يرغمها على البقاء إذا هي صممت على السفر . ولماذا يفعل ؟ صحيح انها كانت منعته من أن يستمر في غوايتها إلى النهاية ، ولكن هذا لا يعني له شيئاً كثيراً وقد لا يعني شيئا على الإطلاق . فهو بإمكانه إما أن يأخذها أو يتركها ، فهذا لا يهمه كثيراً . ذلك أنه أنجز ما كان خطط له ، وهدم علاقتها بتوم ، وهذا هو المهم بالنسبة إليه بكل تأكيد .
وكانت هي بدورها دون قصد السبب في تحطيم علاقته بجوليا حين أخبرته عن الأكاذيب الشائنة التي أخبرتها بها حبيبته تلك عنه ، وذلك في محاولتها الناجحة للتخلص منها ، هي زوجته غير المرغوب فيها ، وهكذا تم انتقامه منها حين أخبرته بفصم علاقتها بتوم ، وقد توقعت منه لدى إبداء رغبتها بالسفر ، أما هزة عدم اهتمام من كتفيه وأما تقديم عرض مؤدب, يبطن التهكم في أن يأخذها بسيارته إلى المطار ،
|