لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-16, 09:15 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل التاسع عشر)

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يسعد مسائكم جميعا أولا وأخيرا وثانيا أوجه شكر لكل متابعي

روايتي في المنتديات المجاورة وشكرا لكل كلامكم الرائع

ومتابعة ردودكم وأرائكم أول بأول وأنتم بالنسبة لي من

ظمن أسرة روايتي , وأشكر الغاليتين لامارا وفيتامين سي

أمدكما الله بالعافية



وأترككم مع الفصل




الفصل العشرون







ولا أنا عن نفسي كنت أتوقع منها كل هذا لكن تلك المكالمة

جعلت عقلي يفقد صوابه فما المعنى من أن يتزوجني ويجلبني

هنا لشيء بينه وبين جدي لا أعلمه , ولما قال جدي سأحرق

قلبك عليها قبل أن تنتقم مني بها غير أنهما يستخدمانني سلاحا

لانتقامهما , ولهذا كان يلاحقني وأراد الزواج بي وهوا رجل

متزوج ويبدوا أنه لم يقرب زوجته الأولى بدليل أنها كانت

متأكدة من أنه لم يقربني فماذا كان سيفعل بي غير أن يدخلني

في لعبة انتقامهما السخيفة , توجهت للأريكة الأقرب له

وبدأت أحاول دفعها ناحيته وقلت " لن تكفينا أريكة واحدة

لكن لحاف ووسادة سيكفيان "

توجه نحوي وأمسك يدي مبعدا لها بحدة عن الأريكة التي لم

تتحرك معي سنتيمترا من مكانها وقال بغضب " ما هذا

الجنون الذي أصابك فجئه توقفي قلت لك "

استللت يدي منه ونظرت لعينيه وقلت بتصميم

" لماذا تزوجتني يا أواس "

قال بصراخ " لكي .... "

ثم هز رأسه بقوة وأشار بأصبعه للباب وقال بحدة

" أخرجي من هنا حالا "

بقيت واقفة مكاني ولم أتحرك فشد يدي وسحبني منها حتى

وصلنا للمفتاح المرمي في زاوية المجلس ورفعه وقال متوجها

بي للباب " لك ذلك يا دُره هل تريدي أن تعلمي لما تزوجتك

أن أرسم لك حدودا هنا , ستري بعينك إذا "

وفتح الباب وخرج بي من هناك وجنون قلبي يتصاعد

بدقاته فما معنى هذا وما ينوي فعله ؟؟!!








*~~***~~*







ما أن طلعت شمس الصباح الباكر حتى كان عمي رفعت هنا

وقد أخبرتني الخادمة أنه ينتظرني في الأسفل فهل تحدث مع إياس

يا ترى ؟؟ لكن سدين أخبرتني أنه خرج لعمله فجرا إلا إن حدّثه

هناك ولا أضنه يفعلها فمهما كان هوا الآن في قسم شرطة

غيرت ملابسي بما أن حقيبتي وصلت باكرا من منزل سراب

وبدلا من أن أخرج أنا وهي من البلاد عدت ولحقت هي بي ولم

أجني شيئا سوا سخريته مني , رفعت هاتفي من على الطاولة

لأجد الرسالة المعلقة به وكانت من إياس فرميت الهاتف ولم

أفتحها ونزلت للأسفل حيث كان يجلس في وسط المنزل ومعه

سدين وندى تجلس في حضنه وتلعب بشاراته المعلقة على صدره

لأنه كان بلباس الشرطة فيبدوا جاء هنا قبل أن يذهب لعمله

ما أن وصلت قبّلت رأسه قائلة بهدوء " كيف حالك يا عمي "

قال بشيء من الرسمية " بخير لو كنتِ بخير "

لأفهم تأثره مما علم مني فجلست في صمت ووقفت سدين

وأخذت ندى منه وصعدت للأعلى فتبدوا الأجواء متوترة

أقصاها فهل تحدث عمي معها يا ترى !!

قال ما أن صعدت " ما هذا الذي أرسلته لي يا ترجمان "

قلت بهدوء " إنسا ما قرأته في الرسالة "

قال بضيق " كيف أنسى هل ضربك فعلا ولماذا "

نظرت للأرض وضغطت على نفسي وقلت " كنا غاضبين

والموقف حساس جدا وأنا قلت ما لا يجب قوله وأفقدته صوابه

وصفعني , أنا أخطأت بأن أخبرتك لأني كنت مستاءة وهذا

فقط ما في الأمر "

قال بذات ضيقه " كيف يحدث كل هذا ؟ وقلتِ أنه أمامهم , أنا لم

أزوجه بك ليضربك , لو اشتكت لي زوجة أواس أو آسر ما

وقفت متفرجا فكيف بابنة شقيقي "

قلت برجاء " عمي حلفتك بالله تترك الأمر لي وسنجد له

حلا , أنا آسفة وتهورت بإخبارك فلا تتحدث معه أبدا

أرجوك يا عمي "

وقف حينها وقال " لن أتحدث هذه المرة لكن قسما إن تكرر

لن يمنعني أحد ولا حق له بضربك مهما كان بينكما ولا شيء

سيشفع له , قلت له من البداية إن تضايق من أمر يأتي

ويخبرني وليس يمد يده عليك وأمام عائلته "

كتمت النار التي تشتعل مثل كلماته في صدري وقلت

" أعدك إن تكرر الأمر أخبرك ولن أبقى هنا دقيقة "

قال بحدة " تبقي رغما عن أنفه وإن كان رجلا

فليطلقك أو يفكر فيها فقط "

تنهدت بأسى وهذا ما كنت أعلمه جيدا فلا خلاص لي من

هذا المغرور أبدا لكن حسابك عندي يا إياس ولن أحتاج

لعمي ليأخذه لي منك , وقف بعدها وودعني وخرج بعدما

أخذت منه عهدا أن لا يعلم إياس أو يلاحظ عليه أنه علم شيئا

في تلك الأثناء دخلت عمتي ورغد التي تسير بخطوات متعبة

وابتسمت عمتي ما أن رأتني فبادلتها ابتسامة مغصوبة ماتت

ما أن دخل خلفهم ابنها المبجل ونادت عمتي سدين بصوت

مرتفع أنزلها راكضة وقالت لها " ساعدي شقيقتك لتصل

لغرفتها بسرعة "

سارتا مبتعدتين ودخلت عمتي واقتربت مني وابنها يتبعها

وقالت مبتسمة " ظننت إياس يسكتني فقط حين قال أنك

ستكونين هنا اليوم لكنه يبدوا صادقا "

نظرت له وقلت ببرود " نعم من كثرة حبي لكم لم أستطع

الغياب عنكم كثيرا "

ابتسم حينها بسخرية وقال محركا شفتيه فقط " كاذبة "

فقلت بتذمر " عمتي أخبري ابنك يبتعد عني أو ارتكبت

فيه جرما وقتلتك بحسرتك عليه "

نظرت له خلفها وقالت مبتسمة " وما فعل وهوا واقف

خلفي ولم يتحدث "

قلت ببرود " يعلم جيدا ما فعل "

اقتربت حينها سلسبيل وقالت " هل عدتم أين رغد "

قالت عمتي " في غرفتها الطبيب طلب أن ترتاح فلا تتعبوها "

قالت بعدما لوت شفتيها " إهانة مقبولة منك يا والدتها فقط "

ثم تابعت بتساؤل " متى ذهب خالي رفعت ظننته لازال هنا "

نظرت عمتي لابنيها باستغراب فقالت سلسبيل " آه آسفة

يبدوا أني قلت أشياء محظورة "

وفرت هاربة جهة ممر غرفة رغد حين علمت أن زيارته

لم يعلم عنها أحد وقالت عمتي بريبة " ماذا حدث يا

ترجمان هل أنتي طلبت منه المجيء "

قلت بشيء من البرود " لا هوا جاء ليرانا وغادر "

قالت باستغراب " غريب فقد زار رغد البارحة في

المستشفى ولم يخبرني بأنه سيأتي "

رفعت كتفي وقلت بلامبالاة " لم أسأله ما سبب هذه الزيارة "

قالت متوجهة حيث ذهبت ابنتها " المهم أنه لم يعلم

شيئا لا ينقصنا مشاكل "

واختفت هناك وتركتنا فتحركت متوجهة جهة السلالم

لتمسك يده بذراعي وقال ساخرا " جيد حكمتِ عقلك ولم

تأخذي طلبي كتحدٍ لأنك ستكونين الخاسرة "

التفت له واستللت ذراعي منه وقلت بضيق

" أي طلب وأي تخاريف هذه "

قال بذات سخريته " قولي أنك لم تقرئي الرسالة لذلك

لم تحكي له ما حدث "

قلت بسخرية مماثلة " لا ولحسن حظك لكنت ركبت

دماغي أكثر "

نظر لي بعدم تصديق فقلت ببرود " لا شيء يطرني لأكذب

عليك وهاتفي أمامك إن كنت تريد أن تتأكد "

كتف ذراعيه لصدره وقال " ولما لم تخبريه إذا "

قلت متوجهة للسلالم " خفت منك هل تصدق "

ثم صعدت للأعلى وتركته فهوا سيغادر الآن ولا وقت لديه

للحاق بي لأنه بلباس الشرطة وسيخلصني من رؤيته باقي اليوم

وصلت غرفة سدين ورفعت هاتفي وفتحت رسالته التي يتبجح

بأنها سبب سكوتي وكان فيها ( لو أخبرت عمك أخبره بخطتك

المضحكة للخروج من البلاد وتجاهلك له وخلصي نفسك منه

حينها .... وصباح الخير يا ورد )

فضغطت على الهاتف وعلى أسناني , آخ ليثني قرأتها قبل

أن أنزل لعمي








*~~***~~*








راقبتها حتى صعدت واختفت ثم غادرت المنزل , إن كانت لم

تقرأ الرسالة فلما لم تخبره !! أم لأنها تعلم أنه لن يخرجها من هنا

لا أصدق أنها قد تترك فرصة لتسخر مني وهوا يوبخني لأجلها

ركبت السيارة أغلقت بابها وانطلقت وكلام سدين البارحة عاد

ليزور عقلي وهوا لم يغادره إلا للحظات , فيبدوا لي فكرة أن

أجعلها تحبني جيدة ولا بأس بها لأنها حينها ستصبح كالخاتم

في أصبعي ولن تفعل إلا ما تراه مرضيا لي فلنرى قدراتك عليها

يا إياس هذا إن لم ترفع ضغطي من أول محاولة وجعلتني أنسا

الأمر برمته , وصلت القسم ودخلت حتى وصلت مكتبي فوقف

أمين من فوره وقال مبتسما " كنت بقيت حتى الظهر "

قلت ضاحكا وأنا أدخل " فآتتني هذه ولم أستغلها "

ثم أمسكت كتفه بقوة وقلت " شكرا لك يا أمين وآسف

لأني أخرتك وأنت من المفترض أنك نائم منذ وقت "

ربت على ظهري وقال " لا عليك فأنا أساسا لا أنام بعد عملي

ورائي مئة مشوار ولم أعتد النوم بعد الفجر ونسيته من سنوات "

قلت مبتسما " إذا نحن في انتظاركم الليلة لا تنسى ولا تتحجج بي "

ماتت ابتسامته وقال " أنت كنت في المستشفى لإخراج إحدى

شقيقاتك مما يعني أن زيارتنا اليوم لن تكون في وقتها

خصوصا وأن عملك تغير لليوم فلنؤجلها قليلا "

قلت بإصرار " بل سأكون هناك وفي انتظارك ولا

تقلق بهذا الشأن "

ثم قلت مازحا " ولا تخف فالعروس ليست هي المريضة

ولن تفر شقيقتاك من شكلها المتعب "

قال مبتسما " وما علاقتهما أنا سأتزوجها أم هم "

ضحكت وقلت " لأني أعرف الشقيقات حين لا تعجبهن العروس "

ضحكنا معا وغادر هوا واستلمت أنا عملي بجد لأجد فرصة

للمغادرة الليلة فلا أريد تأجيل الخطبة أكثر ولو كان بيدي

زوجتها له الآن فلن أطمئن عليها إلا معه , رن هاتفي فنظرت

للمتصل وكان خالد فلم أجب عليه ليعلم أن الجنون الذي قاله لن

يتعدى المقهى الذي كنا فيه ولن أفكر في حرف مما قال وجيد

أن رغد مرضت ونامت في المستشفى لتعطيني فرصة لأهدأ

وأفكر بروية قبل أن أتسرع باتهامها بشيء فيكفيها الصدمة

التي تلقتها والحالة التي وصلت لها








*~~***~~*








ضممت ساقاي لحظني أسترهما قدر الإمكان ودموعي لم

تتوقف منذ ساعات فها قد حقق لي غرضي لكن ليس كما

كنت أتوقع وأريد , كيف تقول عنه زوجته أنه عاجز والأمر

لم يأخذ منه دقائق معدودة وخرج وتركني وكأنه يقول لي هذا

ما تريدينه حدث , لكنه فعله كما هوا يخطط ويريد وعزل عني

فما معنى هذا غير أنه لا يريد أبناء وكي لا أحمل منه وهذا يؤكد

لي ظنوني أكثر وأني هنا لست سوا سلعة ينتقم بها , كان طلبي

محددا إما أن تكون لنا حياة طبيعية وأبناء أو يتركني أرحل ففعل

أحدهما لكن بمزاجه ولم أجني شيئا سوا جرح كرامتي بسببه

انفتح الباب ولم أرى من يكون لأن وجهي كنت أخفيه في

ركبتاي حتى وصلني صوته قائلا بحزم " ما تريديه وفعلته

وانتهى لما كل هذه المناحة "

قلت بشهقة " وهل ممنوع أن أبكي أيضا "

قال بحدة " دُره "

رفعت رأسي ونظرت له وقلت بحدة مماثلة " يكفيك إذلالا

لي , كل شيء ممنوع عني حتى الكلام وتعلم جيدا أن ذلك

لم يكن طلبي كما قلته فلا تحسبه علي "

نظر لي بجمود ودون كلام فنظرت للأسفل بحزن

وقلت " كم مرة ستقتلني يا أواس "

قال ببرود " من يمد رأسه لحبل المشنقة لا يحق

له لوم أحد "

نظرت له مجددا وقلت بضيق " هل لك أن تشرح لي السبب

لما لا تريد أبناء مني ؟ ما غرضك من الزواج بي ؟ "

قال بجمود قاتل " نزوة وترويح عن النفس "

شعرت وكأنها سهما أصابني به في قلبي فرغم أني أعلم

أن الحقيقة ليست كما قال لكن كلماته ألمتني حد الوجع

وقفت حينها وقلت " أعدني لجدي إذا "

لتغيّم عيناه بسواد قاتم وتحولت ملامحه لشيء لا يمكن

وصفه من القسوة فتراجعت للخلف وهوا يتقدم نحوي

قائلا من بين أسنانه " أعيدي ما قلتِ "

قلت محاولة تثبيت نفسي " إن كنت لا تريدني

فخذني له لما تتركني معك "

وصل عندي وأنا ملتصقة بالجدار تماما ومد يده وأغلق بها

فمي بقوة وقال بغضب " ولا كلمة أخرى بعد , قوليها مجددا

وسأقطع لك لسانك "

رفعت يدي وأمسكت يده وأبعدتها عن فمي بقوة وقلت بحدة

" لما تزوجتني إذا يا أواس تكلم "

أمسك حينها معصمي بقوة حتى ضننت أنه سيحطمه ثم سحبني

معه متوجها لباب الغرفة وقال بغضب " تريدي أن تعرفي لما

لك ذلك إذا وأرني ما ستفعلينه يا حبيبة جدك "








*~~***~~*








خرجت من الغرفة وكانت هي خارجة من المطبخ وتوجهت

لغرفتها دون أن تنظر جهتي فهي لم تتحدث بحرف اليوم ولم

تسألني حتى لما أخرجت حقيبة صديقتها وأين ذهبت فيبدوا

أنها أعلنت الحداد وستخاصمني , ولما وهي تعلم جيدا أنها

الحقيقة فهي أكثر من يعلمها لأنها نفسها الجشعة الطماعة

توجهت لغرفتها فتحت الباب ووقفت أمامه فكانت تصلي !!

عجيب متى جاءتها هذه لتذهب منها ؟؟ انتظرتها حتى

سلمت ثم قلت " أرنب أنتي أم بشرية "

ولم تجب طبعا ولم تنظر ناحيتي ولا مجرد النظر فقلت

مغادرا " سأتناول الغداء مع صديق لي "

ثم غادرت من المنزل والحي للحي الثالث حتى وصلت

باب منزل العم صابر , طرقت الباب ففتحت لي

إسراء وقالت مبتسمة " أخي آسر "

رفعتها وقبلت خدها ودخلت بها لتركضن أخواتها الثلاث

الصغيرات نحوي واحدة تمسك يدي الحرة وتسحبني منها

والأخرى تدفعني من الخلف وأنا في ضحكة واحدة ولا أفهم

من كلامهم شيئا سوا أن والدتهم وصبا أعدا طبقا ما وأني

جئت في وقتي لنتناوله معا وهن لا يعلمن أني مدعوا هنا

على الغداء معهم منذ الصباح , دخلت الغرفة حيث عمي

صابر وعبير وزهرة وريحان سلمت عليهم وجلست

نتبادل الأحاديث والأخبار حتى نظرت لريحان وقلت

" كيف أصبحت صحتك الآن "

هزت رأسها بنعم لأفهم أنها جيدة فهي التي لا يُسمع لها

صوت بينهن جميعا لهدوئها الذي لا ينافسها فيه أحد إلا

صبا , مسحت على شعرها وقلت " وعليك تناول الدواء

كما وصف الطبيب أو سأغضب منك ولن أكلمك أبدا "

هزت رأسها رفضا بقوة ثم وقفت وقبلت خدي وخرجت

راكضة من الغرفة فضحك عمي وقال " لا تخرج من هنا

إلا وخداك متورمان من التقبيل "

ضحكنا معا ثم قلت " إسراء تكفي عن الجميع تستقبلني

وتودعني بقبلاتها التي لا تنتهي "

قال بمكر " جيد أنهن لا يستخدمن أحمر الشفاه لصرت

في مشكلة مع إحداهن هناك "

نظرت له بصدمة ثم انفجرت ضاحكا لحظة دخول زوجته

علينا , سلمت عليا وجلست وقالت " ظننتك ستحظر زوجتك

معك ففي كل مرة نقول ستحضرها وتأتي وحدك "

قلت ونظري على يد إسراء الصغيرة في كفي

" كانت معنا صديقة لها الأيام الماضية ثم انشغلت

ومؤكد ستتعرفون عليها لما الاستعجال "

قالت مبتسمة " زهرة وريحان وإسراء أمسكتهن بصعوبة

عن الذهاب لكم بالأمس يريدون رؤية زوجة شقيقهم وكل

مخاوفي أن يغافلوني ويذهبوا ويضيعوا في الحارة "

قبلت خد إسراء الجالسة في حضني وقلت في أذنها

" هل تريدي حقا رؤية زوجة شقيقك "

هزت رأسها بنعم فرفعت رأسي وقلت " سآخذ

الصغيرات معي إذا وأرجعهم أول المساء "

نظرت عبير لوالدتها بسرعة فضحكت وقالت " قال

الصغيرات فقط وستتعرفون عليها ما أن تأتي هنا "

فنفضت عبير ثيابها بضيق ولاذت بالصمت , متلهفون

لرؤيتها وقد تجعلكم تكرهون ذلك وتشمئز منكم لأنكم فقراء

وعائلة وجه الفقر , قد لا تستحق لهفتكم وحبكم هذا لها ولا

تقابله بالمثل وتُحرج شقيقكم أمامكم وهذا كل ما أخشاه ولا أعلم

لما تغير رأيي فجئه في تعريفها بهم ! قد يكون كلامها البارحة

الذي لم يفارق عقلي !! تجاهلت كل تلك الأفكار مجددا ونظرت

لوالدتهم وقلت " هل نفذ شيء من الطعام ؟ أخبروني أو دخلت

المطبخ وفتشت بنفسي "

هزت رأسها بلا وقالت " ما أحضرته أول الشهر يكفي لأكثر

من نصفه ويزيد وأعرفك ستحظر غيره ما أن يتناصف فلا

تشغل بالك من هذه الناحية بني "

نظرت لي إسراء للأعلى وقالت " أخي آسر دكان

الحارة يبيعون حلوى تشبه المطاط "

نظرت لها والدتها وقالت بحدة " إسراء ماذا قلنا "

نظرت لها وقلت بضيق " اتركيها تقول ما تشتهي كم

مرة حذرت من إخفاء ما يريدون عني "

قالت باستياء " لكنها أشياء زائدة وليست ضرورية

تهدر مالك عليها "

قلت بضيق " عند الطفل لا فرق بين الزائد والضروري هل

سنتركهم يتفرجون على الأطفال وهم يأكلوها "

ثم نظرت لها وقلت " ونحن ذاهبون لمنزلي سأشتريها

لكم حسنا "

قفزت حينها من حضني وتعلقت بعنقي وبدأت بتقبيلي قبلات

متتالية على خدي وتصرخ بمرح والجميع يضحك عليها وقال

عمي " خفي على شقيقك يا مشاغبة لو التقبيل يباع

بالمال لربحت من ورائه "

عدنا للضحك مجددا وجلبوا الغداء وتناولناه معا








*~~***~~*








سحبني خارجا بي من الغرفة وهذه المرة ليس لغرفة أخرى

ويبدوا ليحقق طلبي وبطريقته أيضا , خرج بي من المنزل

وسار يمينا يسحبني بقوة لأجاري خطواته الواسعة الغاضبة

بصمت قاتل من ناحيته وكلمات تحمل كل معني الخذلان

والوجع مني وأنا أقول " لو كنت شاة ما عاملتني هكذا

فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وها أنا طلبت

ما أباح رب العباد "

وقف حينها وسحبني بقوة لأصبح أمامه وضغط على رسغي

حتى كاد يحطمه بقبضته ثم رفعه أمام وجهه وقال بغضب

" أصمتي قلت لك كم مرة سأعيدها , لم أعد أريد سماع صوتك

هل تفهمي , وجدك الذي تريدين بيعي من أجله لن تريه يا دُره

ونجوم السماء أقرب لك , لكنك ستتعرفين عليه الآن

ويتعرف عليك "

ثم عاد للسّير ساحبا إياي خلفه أرتجف من شدة ما أكتم الآن بكائي

ومن صدمتي به فإن كان من قبل قاسيا وباردا وصامتا فالآن حين

تفجر تحول لصورة أبشع بكثير , توجه بي لذاك الملحق ودخل

وأدخلني خلفه وأنا أحاول إيقافه بإمساكي لأي شيء نمر به

وأترجاه أن لا يدخلني لتلك الغرفة المليئة بأعقاب السجائر

وأخشى أن أجد فيها ما هوا أسوأ بكثير كخمر أو مخدرات

جرني بقوة أوقعت الطاولة التي كنت أمسها بيدي لأجد نفسي

فجأة في تلك الغرفة بالفعل ولازال يسوقني سوقا حتى الجدار

والحبل المعلق فيه ثم مد يده الأخرى ليدي الحرة وأمسكها أيضا

بقوة وضمهما معا بيد واحدة وأنا أحاول تخليصهما منه ليصرخ

في وجهي بعنف أكبر " لا تتحركي أو قسما مددت يدي عليك

يا دُره , أقسم أن أدوس قلبي وأفعلها كما فعلتها أنتي "

وهنا كان وصل للنقطة التي أسكنت جميع مفاصلي وحواسي

( ضربي له ) حتى في غمرة غضبه لا ينساه فليشرح لي أحدهم

كيف لطفلة لم تتجاوز الخمس سنين أن تضرب فتى يكبرها

بأعوام !! بدأ بلف الحبل على معصماي وأنا في سكون تام

منصاعة له تماما ونظري لا يفارق ملامحه ووجهه المحمر

من الغضب وعِرق نحره الذي يظهر واضحا كلما تأفف بغيظ

وهوا يزيد من لف الحبل وشده بقوة شعرت أنها تمزق بشرتي

تمزيقا , وبعدما انتهى شد طرفه الآخر ليعلق يداي في الجدار

بارتفاع وصل لصدري فما سيجنيه من هذا ؟ أن لا أهرب مثلا

وأنا لا أستطيع الخروج أم ماذا !! بعدما تبث الحبل على الارتفاع

الذي يريده خرج وتركني وأغلق باب الغرفة خلفه , لم يتحدث

لم ينظر لي ولم يقل شيئا ؟؟ فقط غادر وغاب وتركني أستكشف

الغرفة حولي فماذا غير أعقاب السجائر وبقع الدماء المنتشرة بشكل

يدمي القلب ويرجف الجسد , هناك أشياء أخرى خزانة مفتوحة

والأغراض متناثرة على الأرض ملابس لفتى في عمر بين الثالثة

والخامسة عشرة حداءان وجوارب أيضا متهرئة وقديمة , ساعة

جلدية مقطوعة وتم تثبيتها بسلك حديدي لتعود صالحة لأن تُلبس

فهل هذه كانت أغراضه في صغره ؟؟؟ لففت أكثر لأرى المزيد

لتشلني الصدمة وأنا أرى ثيابا نسائية لامرأة لا يبدوا أنها كبيرة

جدا لكنها بموديلات قديمة بعض الشيء فهل تكون .... لا

لا يمكن هل هي لوالدته ماذا جاء بها هنا ولماذا !!! حاولت

النظر أكثر لكن الألم القوي في معصماي لم يعطني أي مجال

لأن حركتي أكثر ستحرك الحبل عليهما ويبدوا أنه اخترق أول

طبقات الجلد , عدت كما كنت وجهي للجدار المقيدة إليه كالأسير

كالعبد كالجارية , أمر لم أتخيله حياتي لا قبل مجيئي إلى هنا

ولا بعده , ليمر بي الوقت والساعة تلحقها الأخرى وبدأت قدماي

تتورمان من كثرة الوقوف فنزلت للأرض لأكتشف حينها فقط

سبب ربطه لمعصميّ هكذا ليصبح وقوفي مؤلما وجلوسي أشد

إيلاما فارتكزت على قدماي ويداي مرفوعتان للأعلى أحاول

تثبيتهما على الجدار كي لا ينشدا للأسفل ويؤلمني الحبل لكن

ذاك الأمر لم يدم طويلا فسرعان ما تعبت لأني بحاجة للجلوس

أرضا , وقفت مجددا لكن تعبي هذه المرة كان سريعا ولم أعد

أعرف ماذا أفعل وأي وضع سيريحني خصوصا وأنا لا أعلم

لكم ساعة سيتركني هنا بل قولي كم يوما يا دُرر فلا يبدوا أنه

سيخرجني أبدا , بعد قليل بدأت بضرب جبيني على الجدار

أمسك دموعي من أن تنهمر لا أريد أن يرجع ويجدني أبكي

يكفيني ضعف لم أعرفه حياتي وأنا دُرر التي عرفت بصبرها

فإن كان غرضه تعذيبي وإذلالي فلن يحصل عليه

ما أن بدأت الساعات بالتعاقب حتى انهرت جالسة على الأرض

لأصرخ هامسة بألم لأن تمزق جلدي تحت الحبل هذه المرة لن

يكون في طبقته الأولى فقط والوجع كان أقوى من أن يتحمله أي

إنسان ورغم أن جسدي ارتكز على الأرض بجلوسي إلا أن

تقطع معصماي من الألم لم يدعني أنعم بها , اتكأت برأسي

على ذراعاي المشدودتان للأعلى أعتصر ألما مغمضة عيناي

بشدة وكل ما كنت أهمس به " يا رب ... يا رب ساعدني "

فلا أحد لي سواه مثلما لم يكن أحد لي غيره , لا أعلم بأي

قلب فعل بي هذا وأي جرم ارتكبته ليعذبني بهذه الطريقة

البشعة ؟؟ كان الألم في تزايد مستمر وأنا أشعر بسائل ساخن

يجري على ذراعاي فرفعت رأسي من بينهما انظر بصدمة

للدماء التي بدأت تنزل من معصماي حتى منتصف ذراعاي

لتنزل قطراتها على ملابسي , فهمت الآن سبب الدماء القديمة

عليه فيبدوا استخدم هكذا أداة للتعذيب لكن من يكون ؟؟؟

لابد وأنها زوجته تلك لأنها حكت عن غرفة الدماء , رفعت

رأسي حينها للأعلى وأغمضت عيناي بشدة أعض على شفتي

السفلى لأكتم صراخي وأنيني ولا أعلم أي ساعات ستكون

القادمة وكيف ستمر عليا هنا وحتى عمته لا تعلم بمكاني

لتخرجني , هذا إن كانت تملك المفتاح أساسا








*~~***~~*








وقت الغداء أخبرت سدين أنه لا رغبة لي في تناوله وأني أريد

أن أنام ولن يفكروا أني هربت منه طبعا لأنه اليوم يوم عمله

ويأتي متأخرا قليلا ليتناول غدائه , سمعت هاتفي رن برسالة

فلم أرفعه ولم أراها فدُرر وسراب لا هواتف لديهما إلا إن

أرسلتها سراب من هاتف زوجها ولا مزاج لي لرؤية شيء

ولا حتى منها فكلام سدين عما قال لها البارحة زادني ضيقا

مع ضيقي فما يعني بأني لن أحرك فيه شعرة ولن أجعله

يحبني , هه من كثرة ما أنا متلهفة لأن يعيرني اهتماما ليقول

هذا , انقلبت للجانب الآخر وغطيت رأسي باللحاف حين

شعرت بمقبض الباب يدور فهذه عمتي بالتأكيد ولا أريد

استجوابا آخر منها , تتبعت بأذني الحركة فكانت الخطوات

ثقيلة والحداء يبدوا وكأنه رجالي وليس من أي نوع بل من

النوع الثقيل في الرفع فتأففت بصمت , ماذا يريد قادم لهنا

بل ما جاء به هذا الوقت فليست عادته , شعرت بحركة هاتفي

على الطاولة فجلست ورميت اللحاف عني فكان كما توقعت

رافعا له في يده فأبعدت خصلات شعري التي بعترها إبعادي

للحاف وقلت بضيق " أعد هاتفي وماذا تفعل هنا "

قال وهوا ينظر له " لما لم تقرئي رسائلي "

وقفت وأخذته منه قائلة " وما شأنك أنت "

ثم نظرت للهاتف وله وقلت بضيق " بأي حق

تفرغ صندوق الرسائل كله "

وضع يديه في جيوب بنطلون بدلته لأنه كان نازعا السترة

وبقي بالقميص وربطة العنق فقط وقال بسخرية

" أعتقد بحق أني زوجك إن نسيتِ "

قلت بحدة ملوحة بيدي في الهواء " لا حق لك علي وأنت

تمد يدك لوجهي فهل الصفع من ضمن تلك الحقوق "

نظر جهة النافذة وقال بهدوء " وإن قلت أني آسف ولن تتكرر "








*~~***~~*








بقيت تنظر لي بصدمة فقلت بجدية " وطبعا نصف الخطأ

عليك لأنك قلت ذاك الكلام ولا أريد أن أسمعه مجددا يا

ترجمان لأنه حينها لسانك ما سأصفعه وبسكين حاد "

تحولت حينها صدمتها لابتسامة ساخرة وقالت

" ولما تعتذر إذا ؟؟ هل لتسرد بعدها سيل تهديداتك "

قلت بحزم " لن أحتاج لأعتذر قبلها إن كان وحدها ما أريد "

كتفت يداها لصدرها وقالت " وأنت إن كررت ذاك

الكلام مجددا اقطع لسانك فلا تنسى "

قلت ببلاهة متعمدة " أي كلام !! "

تجاهلتني ودخلت السرير مجددا وغطت رأسها باللحاف

وقالت " الكلام الذي يشبه كلامي الذي وضعتَ

عليه العقوبة فلا تنسى "

ابتسمت بمكر وجلست على طرف السرير وشددت منها

اللحاف وقلت " إن كنتِ لم تقرئي رسالتي فلما لم تخبري عمي "

قالت مولية ظهرها لي وهي تحاول شده مني مجددا

" لأني لا أريد لكنت قلت له فاتركني واخرج هيا "

استندت بمرفقي ناحيتها وقلت بهمس " فرصة أخرى لنا إذا "

انقلبت حينها حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهي وقالت بضيق

" لا طبعا ولن أعطيك أي فرص وكلامك ليلة زواجنا لازال

شرطا قائما بيننا فلا تنسى "

نظرت لعينيها نظرة باردة كي لا تفهم ما أنوي وقلت

" وإن كنت نسيت "

قالت ببرود أشد " أنا لم ولن أنسى "

فعلت مخططي حينها وباغتها بقبلة صغيرة لشفتيها فانتفضت

مبتعدة وابتعدت أنا أيضا وقلت خارجا من الغرفة

" أعديها عربون الهدنة الجديدة "

ثم خرجت من هناك وغادرت جهة السلالم ونزلت , لن تأخذي

معي وقتا طويلا يا ترجمان وصبري عليك طويل , كيف فآتتك

هذه يا إياس حتى ذكرتك بها سدين ؟؟ وصلت للأسفل فكانت والدتي

واقفة وفي يدها سترتي وأعلم ما تنتظر فأخذتها منها وقلت متابعا

سيري جهة باب المنزل " تصافينا وانتهى كل شيء يا أمي اطمئني "

ثم خرجت من هناك وركبت سيارتي وخرجت من سور المنزل

لتصل لهاتفي رسالة فأخرجته على الفور فكانت كما توقعت

منها وفيها ( إن كررتها مجددا قطعت لك شفتيك هل تفهم )

ضحكت كثيرا ثم أرسلت لها ( أنتي الخاسرة فيما بعد

حين سأصبح بلا شفتين )

ولم يأتي الرد منها طبعا فقد وضعتها في موقف محرج

وتعرف أن أي رد منها سيكون ردي أقوى من هذا فقد

بث أفهم تفكيرك جيدا يا ترجمان








*~~***~~*









بعد العصر سمعت باب المنزل يُفتح فخرجت ووقفت أنتظر

دخوله فعليه أن يجيب لما لم ترجع ترجمان وأين أخذ حقيبتها

فيبدوا أنه أخبر زوجها عن المخطط الذي أخبرته أنا عنه ليقف

في صفها وطبعا وقف معه وخذلني وخذلها , كنت قد جهزت

سيلا من عبارات التوبيخ وخيبة الأمل لكن لساني مات تماما

وأنا أراه يدخل وأربع فتيات صغيرات معه وواحدة متشبثة بيده

وكأنه سيطير منها , بقيت أنظر لهم بصدمة وهنّ وقفن لوقوفه

ينظرن لي بشيء من الفضول والترقب , هل هذا هوا صديقه

الذي ذهب ليتناول الغداء لديه هذا الكاذب ؟؟ نظرت له

واضعة يداي وسط جسدي وقلت " متزوج قبلي يا آسر "

نظر لي بتجهم ولأني مليئة بالشحنات السالبة ضده وأنتظر فقط

أن أنفجر تابعت بحدة " هل هذا سر إهدارك للمال دون أن تذكر

السبب , تحرمني حتى من الثياب والطعام لتشتري لهن الحلوى

التافهة , لما تتزوجني وأنت لا تستطيع فتح منزلين "

نظرن له أربعتهن وصرخ هوا حينها بغضب " أصمتي "

اختبأت الصغيرة خلف ساقه تخفي الحلوى في يدها وراء ظهرها

وتنظر لي بعين واحدة والأخريات ينظرن لي باستغراب فقلت

بذات حدتي " لن أصمت يكفيني صمت ماذا جنيت من الصمت

معك سوا أن سخرت مني واستصغرتني حتى مع صديقتي

وجئت لتكمل باقي استنقاصك لي بجلبهم هنا "

كانت نظرته لي تشتد نارية لكني كنت في حالة غضب من كل

شيء وأكثر منه وأراه السبب الأساسي في كل ما أنا فيه الآن

شدت أصغرهن قميصه تنظر له للأعلى وقالت

" أخي آسر لنعود للمنزل "

نظرت لها بصدمة توقف معها حتى تنفسي , هل قالت أخي !!

من أخوها ؟؟ آسر شقيق هؤلاء كيف !!! قال حينها بسخرية

" تعرّفن أولا على زوجة شقيقكم التي تتلهفن لرؤيتها , لما

خفتن منها الآن وأنتن من كان يصر كل يوم على رؤيتها

بل على رؤية حياة شقيقكم البائسة "

حولت نظري المصدوم منها له وتابع هوا " لتعرفن فقط لما

كنت أتهرب من أخذها لكم فهي لن تنظر لعائلتكم سوا

بمادية فهذا كل ما يعنيها "

ركضت حينها عائدة للغرفة وأغلقت الباب خلفي وانهرت على

الأريكة وبدأت بالبكاء والنحيب بهستيرية وكأني أفرغ باقي

الطاقة المكبوتة لدي فقد تعبت حقا تعبت من كل شيء وآخرها

ظهر له عائلة يخفي أمرها عني لضنه أني سأنظر لهم بمادية

لذلك لم يعرفني عليهم , ولما يفكر هكذا هل كنت ابنة ملوك

ليخاف أن أتقزز منهم ؟ أنا عشت حياة بسيطة كغيري وهوا

يعلم ذلك جيدا فلما يريد جرحي دائما وإهانتي , مضى وقت

طويل وأنا مكاني جالسة على الأرض ومستندة بذراعي على

الأريكة مخبئة وجهي فيها وأبكي دون توقف وكأني أبكي كل

شيء مررت به في حياتي ومنذ ولدت , بكيت وبكيت حتى

خف نحيبي وتحول لشهقات متتالية وكانوا لازالوا في الخارج

أسمع صوته معهن وضحكاتهن الصغيرة الرقيقة , ما المانع

إن كان عرّفني عليهم إن أخبرني أن هذا هوا سبب صرفه

لراتبه من أول الشهر , لما ترك الظنون تلعب بي وأنا أراه

يدخلهن علي ؟؟ لماذا يحاول دائما إذلالي وكسري ؟ لماذا

يعشق رؤيتي حزينة ومنهارة ؟؟

بعد قليل سمعت طرقات خفيفة ومتقطعة على الباب ثم انفتح

ببطء ودخلت منه الصغرى فيهن بفستانها الزهري الطويل

تنظر لي مبتسمة وقالت بصوت رقيق منخفض

" هل أدخل "

مسحت عيناي وأنفي وقلت بصوت مبحوح

" نعم تعالي "

اقتربت مني وجلست على طرف الأريكة وقالت

" لما تبكي ؟؟ هل لأنه لم يحضر لك حلوى مثلنا "

ابتسمت بحزن على أفكارها وهززت رأسي بلا فقالت

" جميع الأطفال اشتروا منها في الحي ونحن لا وأمي

غضبت مني لأني أخبرت أخي آسر ليشتري لنا "

قلت بصدمة " ولكم أم "

هزت رأسها بنعم فقلت " لآسر والدين ؟؟ "

هزت رأسها بلا وقالت " هوا لا يناديهما ماما وبابا مثلنا

يقول عمي وعمتي "

غريب هل هوا عمه فعلا ؟؟ ولما ينادونه بأخي ما كل هذا

اللغز !! قالت وهي تلعب بقدميها في الهواء " أنا حين

تضربني صبا أبكي وحين يأتي أخي آسر أخبره "

قلت بابتسامة حزينة " هل هي إحدى الموجودات في الخارج "

هزت رأسها بلا وقالت " بقيت مع عبير وداليا والبقية في المنزل "

قلت باستغراب " هل هناك بقية !! "

هزت رأسها بنعم وأشارت بيديها مفرودة الأصبع وقالت

" نحن هكذا وجميعنا فتيات سوا أخي آسر فقط

يخرج من المنزل ويجلب لنا النقود "

قلت بحيرة " وأين والدك "

قالت من فورها " والدي لا يمشي هوا مريض "

" إسراء "

كان هذا صوت آسر مناديا لها من الخارج فقفزت من الأريكة

وقالت " هوا قال لي ادخلي لها حتى تتوقف عن البكاء

ثم أخرجي لنغادر لمنزلنا "

سمعت صوت أذان المغرب حينها فوقفت وقلت

" أخرجي له إذا كي لا يغضب منك "

خرجت من فورها وتوجهت أنا لعباءتي وحجابي حملتهما

وخرجت فكانوا عند باب المنزل فقلت " آسر "

التفت لي دون كلام فقلت " سأذهب معكم "

نظر لي بصمت قليلا ثم أولاني ظهره وفتح الباب وخرج

بهن فتبعتهم لأنه ترك الباب بعدهم مفتوحا








*~~***~~*








بعد وقت قضيته بين الوقوف والجلوس رغم أنه ولا واحدة

منهما ستبرد وجع الأخرى لكن ما كان أمامي حلا غيرهما

انفتح الباب فوقفت على طولي فلا أريد أن يراني جالسة

ويداي تنزفان , اقتربت خطواته مني حتى وقف خلفي

مباشرة وقال بجمود " مازلتِ تريدين الذهاب لجدك "

كتمت كل ألمي وتألمي فلم يعد لدي شيء أخسره وقلت بجمود

كجموده " نعم أو معرفة سبب رفضك "

همس بشيء من الغيظ " هل تعلمي عواقب هذا يا دُرة "

قلت من فوري " لا يهم واقتلني أيضا لترتاح "

مد يده حينها للحبل وشده أكثر بحيث لن يكون هناك مجال

لأجلس مجددا لأن يداي المقيدتان وصل ارتفاعهما لوجهي

وسيصبح الجلوس على الأرض مستحيلا , سندتهما للجدار

واستندت بجبيني عليهما وقلت بهدوء " ما الذي ستصل

له من كل هذا "

قال بحدة " أصمتي "

لم أكترث له وتابعت قائلة " لمن الثياب هنا ؟؟ لك أنت

أليس كذلك "

شد شعري من الخلف وقال بغضب " قلت أصمتي يا دُره

فلا تطريني لأقسو عليك أكثر "

كتمت وجعي من شده القوي له وقلت بصوت مبحوح

" والأخرى لوالدتك فهل كنت تعذبها هنا أيضا

قبل زوجتك الأولى "

ضرب حينها رأسي بالجدار أماما وقال بغضب " نعم هل

لديك اعتراض ,بل سأريك ما كان أبشع من كل هذا يحدث هنا "

توجه للخلف حيث الخزانة وعاد بعدها وأنا من ألم رأسي بسبب

ارتطامه في الجدار أصبحت عيناي تغيم رؤيتهما من حبس الدموع

وألم جبيني , عاد للوقوف خلفي وضرب بشيء ما له صوت صفير

مخيف علمت فورا أنه سوط ترويض فأغمضت عيناي بشدة

وقال ببرود " هل تريدي أن تجربي هذا كما جربته على يديك "

تحول حينها الألم من رأسي ورسغاي لقلبي فذكره لحكاية ضربي

له كفيلة دائما بجعل جميع أوصالي تؤلمني ولا أعرف لما فها

هوا زاد من توضيح الأمر أكثر وعلمت أن الضرب كان بهذا

السوط لكن لم يشرح لي حتى الآن كيف كنت أفعل ذلك وأنا

طفلة وهوا كان يُلعبني على أرجوحتي ويحملني على كتفه ؟

مؤكد كنت سأتعلق به وأحبه لا أن أضربه , مرر يده على

خصري حتى أحاطه بذراعه وشدني له وهمس في أذني

" هل تريدين أبناء مني ؟؟؟ حسنا ما رأيك أن ننجب ابنة

وسأجعلها تضربك بهذا وهنا لتجربي يا دُره "

أنزلت رأسي للأسفل وقلت بحزن " لكني لم أكن ابنتك "

ترك خصري حينها وقال بحدة " ليتك كنتِ ابنتي ليتها

ابنتي من فعلت ذلك وليس أنتي "

أمسكت دمعتي من الانسياب والسقوط وقلت بهمس " إن كان

هذا تعبيرك دائما عن مشاعرك اتجاه الأقربين لك فلن تكون

طبيعيا يا أواس خصوصا لو وقفتْ والدتك هنا مكاني "

ضرب حينها رأسي مجددا بالجدار وقال بغضب " قلت

اصمتي لا تذكريها مجددا هل تفهمي ولن أكون طبيعيا

إن نسيت كل ما فعلتموه بي "

كتمت وجعي ولم تخرج مني ولا أنة بسيطة وقلت بجمود

" اضربني إذا إن كان ذلك سيبرد حر قلبك وستنسى ما كان

وكي لا تعود وتذكرني بشيء لا أذكره لصغري "

عاد لشد خصري مجددا بتقلباته الدائمة كالطقس الخريفي لحظة يضربني

ويؤذيني ولحظة أخرى يلصقني بجسده ويبعثرني ففي النهاية أنا بشر وامرأة

ولم أعتد اقتراب رجل مني هكذا فهوا يعذبني في الحالتين وليثه يشعر بهذا

دس وجهه في شعري وقال بهمس" سأفعلها حين ستطاوعني

نفسي لذلك ولن أتراجع يا دُره "

رفعت حينها رأسي واتكأت به على يداي وقلت بألم وحزن

" نفسك التي طاوعتك على كل هذا ستطاوعك على

أكثر منه يا أواس "

أبعد حينها وجهه لتفاجئني شفتاه التي قبلت خدي قبلة طويلة

وهادئة ولم أسمع بعدها سوا صوت خطواته يخرج من

الغرفة وتركني هنا يداي معلقتان بين السماء والأرض وأنا

معلقة معهما بين قسوته ورقته اللتان لا أعلم كيف يجتمعان

فيه وما ينويه بكل ما يفعل ومؤكد تعذيبي أكثر









نهاية الفصل ....... موعدنا الجمعة إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 15-01-16, 09:03 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل العشرون)

 



الفصل الثاني والعشرون



النص بالمرفقات

الفصل القادم مساء الثلاثاء إن شاء الله

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 4.txt.zip‏ (15.4 كيلوبايت, المشاهدات 36)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 19-01-16, 08:46 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثاني والعشرون)

 










الفصل الثالث والعشرون



النص بالمرفقات


المدخل كلمات للمبدعة الغالية ( عبق حروفي )

فصل ودمتم في رعاية الله وحفظه
[/COLOR]

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 5.txt.zip‏ (16.3 كيلوبايت, المشاهدات 26)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 23-01-16, 02:45 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والعشرون)

 

بداية أعتذر عن التأخر لهذا الوقت بسبب انقطاع الكهرباء وسوء

الاتصال وثانيا أعتذر على تقصيري مع أخواتي في المنتديات المجاورة في ذكر

أسمائهم وشكرهم بسبب ضغط وقتي لكني على تواصل معكم يوميا وأقرأ جميع

الردود وبالنسبة للتساؤلات عن بعض الشخصيات الفرعية كعم أرجوان العقيد

رفعت حياته الشخصية وفكرة زواجه وتفاصيل الأحداث بين سدين وأمين فسيكون

لكل ذلك حيز من الرواية كما اعتدتم في أوجاع ما بعد العاصفة فإن ظهور الشخصيات

الفرعية اشتد في وقت متقدم كي لا يؤثر على الشخصيات الأساسية , وكما قلت لأخواتي

الحبيبات هنا بالنسبة لأواس أو آسر أو جميع من موجود في فصول الرواية

دون استثناء فلا تضعوا مخيلتكم في مربع مغلق وأطلقوا لها العنان لأن فصول

الحكاية ستتغير ونظراتكم لهم ستعاني تقلبات كثيرة ولا تضعوا سيرا معينا للأحداث

لأني كالعادة سأعصف بها وأقلبها في أي لحظة , بالنسبة لخلف أسوار المدينة فلها

تكملة إن شاء الله وإن ليست قريبة لأن أمامي رواية غير هذه بجزأين ومن ثم

ستكون بين أيديكم وإن اضطررت لكتابتها من أجلكم فقط




أعتذر عن الإطالة في الحديث وأترككم مع الفصل الجديد




الفصل الرابع والعشرون





المدخل كلمات للغالية برستيج أردنية




يا ليت مازلت طفله أحلامي مجرد لعب وحلوى حتى لا انظر إليك ورأى

اني مصيبة وبلوى يجرحني كلامك وتؤلمني نظرتك لي وأنا أراك الشهم

النبيل .. كبير انت بعيني يامن دخلت حياتي صدفة لتمحي تلك الطماعه

الجشعه محبة الترف و الغنى اه لو تدري يا آسر ي كم تخيلت اني سندريلا

يأتيني أميري وينقذي ويشتري لي ما أحب من دمى وثياب وحضن دافئ

فما كانت أمنياتي إلا سراب



* وسلمت الأنامل *



*~~***~~*




كان حلما غريبا كنت فيه طفلة ولأول مرة ورأيت فيه ذاك

الفتى الغريب عني سابقا لكن بصورة أوضح ولأول مرة يزور

حلمي باسمه المبهم الذي كنت لا أذكره ولأول مرة أرى نفسي

معه دُرر الطفلة , كان جالسا بي في أرجوحة تطير بنا في

السماء بدون خيوط وأنا متمسكة به بشدة أضحك ثارة وأخاف

ثارة أخرى ولا شيء على لساني سوا ( لا تتركني ) كنت خائفة

من أن نقع من هذا الارتفاع الذي لا أعلم مداه وكان هوا مبتسما

وسعيدا ولم يخف مثلي , ضمني لحضنه ولم أعد خائفة وبدأت

بالضحك ونحن نظير ونطير وبعد وقت طويل تحولت الصورة

لغرفة مغلقة جدرانها توشك على الوقوع ولازلت في حضن الفتى

الذي تحولت ملامحه للحزن والألم من ماذا لا أعرف وكانت ثمة

يد تسحبني منه بقوة وأنا أتمسك به بكل قوتي وأبكي ولازال

على لساني ذات العبارة أكررها ( لا تتركني )

كنت في ذاك الحلم طفلة تبكي بكاء كبار ليس صراخ أطفال بل

بكاء موجع يخرج من القلب والروح قبل الحنجرة ولازال ذاك

الفتى يحضنني وتلك اليد تضربه وتسحبني من حضنه حتى

استيقظت على شهقة خرجت مني ليس سببها بكائي المُتعِب بل

ما وجدت نفسي فيه وعليه , كنت أنظر للنائم معي وصدري يعلوا

وينزل بقوة من شدة تنفسي , أبعدت يدي الممسكة لقميصه بسرعة

وضممتها لصدري ومسحت بالأخرى الدموع التي بللت وجهي وكانت

تبلل قميصه أكثر من خداي , نظرت من حولي وكنت في غرفته

هل كنت نائمة أم ميتة !! كيف جئت هنا ولا أعلم بنفسي ؟ بل يا حمقاء

يا دُرر كل ذاك الحلم كنتِ تطبقينه هنا واقعا عليه كالحالة التي وجدت

فيها نفسك حين استيقظتِ أي متمسكة بقميصه بقوة وتبكي على صدره

ولا أستبعد أن أكون قلت له تلك العبارة التي كنت أرددها في الحلم

حالما فكرت في مغادرة السرير وقبل أن أنفذ ذلك أمسكت يده بذراعي

وشدني لحظنه بقوة وعيناه ما تزالان مغمضتان ويبدوا أنه مستيقظا

وأنا ظننته نائم , حاولت التمنع عن دفعه لي فشَلّت حركتي الكلمات

التي خرجت من بين أسنانه قائلا " دُره يا حبك للعناد والتمرد "

فاستسلمت لواقعي المرير وأعادني كما كنت وجهي مدفون في

صدره أشعر ببلل دموعي على قميصه الذي أشبعته بهم ووصلني

صوته الجهوري هادئا " قبل قليل كنتِ متشبثة بي بقوة ما

تغير الآن "

عضضت شفتي لا أعلم غيظا منه أو خجلا من تصرفي فها

هوا يذكرني بما فعلت ولن يفوّتها طبعا , شددت نفسا قويا تحول

لسعال بسبب عطره القوي الذي اندفع معه لرئتي وقلت ببحة

" كنت نائمة ولا أعي شيئا هل ستحاسبني على ما في النوم "

شعرت بيده ترسم مسارها على ضلوع ظهري فارتجفت بقوة

وهوا يزيد من احتضاني وقال بهمس " وماذا في هذا النوم

جعلك هكذا ؟؟ ما الذي كنتِ تحلمين به "

لذت بالصمت ولم أعرف ما أقول وحاولت إدخال يدي لتصل

لوجهي لكنه شدها وأبعدها فقلت ببعض الضيق " أتركني

أمسح أنفي أواس لأنه يضايقني "

لم يكترث لي بل زاد من حضنه القوي وشعرت بحرارة تنفسه

على أذني هامسا " صدري يفي بالغرض كما كان طوال

الساعات الماضية فلم يتغير شيء باستيقاظك "

شعرت بالدماء ستنفجر من وجهي من الخجل وحمدت الله أن

وجهي مخبئ عنه وإن كان في حضنه , ما به هذا وكأنه مخدر

اليوم فهل سيبقى يوم أمس في التاريخ أذكره دائما لأنه سيعي لنفسه

ويرجع لقسوته ولن يعيده مجددا ؟ أم أنه غيّر مخططه بمخطط جديد

وسأدفع أنا الثمن طبعا , ساد الصمت المكان لوقت وكأننا نتشارك

فيه ثم أرخى من حضنه لي ورفع وجهي له وأنا أُنزل نظري معه

كي لا يلتقي بعينيه فاستقر مع توقفه على شفتيه فشتته سريعا على

صوته قائلا " لم تجيبي ماذا رأيتِ في نومك "

قلت ونظري لم يجد له مرسى سوى صدره

" رأيت أحدهم فلا أحد يحلم بالفراغ "

شدّ بأصابعه على ذقني بقوة تتزايد تدريجيا وقال من بين

أسنانه " ومن يكون هذا ؟؟ سأقتله إن لم يكن أنا يا دُره من

سيطر على نومك "

رفعت نظري مصدوما ليعلق بعينيه التي هربت منهما فقال

متنقلا بنظره بينهما " من يكون قولي "

أرخيت نظري مجددا وقلت " لا أحد يتحكم بحلمه والجميع

يرى من يعرفه ولا يعرفه "

شد من يده ناحيته وقرب وجهي له أكثر ليصبح في حدود تنفسه

الذي أصبح يلفح قسماته بشدة وقال بحزم " بلى توجد أحلام لا

تكون إلا لمن يسيطر على أغلبها وحلمك البارحة لم يكن

عابرا فمن سيطر عليه "

رفعت نظري به مجددا فلن ألعب معه لعبة أعرف نهايتها جيدا

ستقع على رأسي بسبب غضبه لكنت قلت شخص أعرفه ولا

تعرفه أنت لينزل قليلا من غروره وغطرسته , قلت بهدوء

" فتى كنت أراه ولا أعلم ما يربطني به لكني الآن علمت "

لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة مجهولة الهوية لم أستطع فهم

إن كانت ساخرة أم عابثة أو مستغربة أو غير مصدقة لما أقول

ولن تكون ابتسامة رضا بالتأكيد , خفف حينها من شده لذقني

وقال محركا لإبهامه عليه برفق ونظره على ما يفعل " مشكله

شدة البياض يا دُره لأنه لا يخفي القسوة أبدا "

تنقلت بنظري في ملامح وجهه القريب مني وقلت " وحين تظهر

في البشرة السمراء يعني أنها فاقت القسوة للتعذيب أليس كذلك "

رفع حينها نظره لي بسرعة فقد فهم من أعني وقال بجمود

" تلك تستحق "

ثم أفلت ذقني ووضع أصبعه على شفتيه وقال قبل أن أتحدث

" أشششش ولا كلمة أخرى ولا تتحدثي في أمرها فلن

يعجبك ردي أبدا "

لذت بالصمت ولم أتحدث فأنزل يده وأمسك بها يدي ورفعها

ووضعها على صدره وقال " أصبت في مقاسك فأتمنى أن يعجبك "

نظرت حينها سريعا حيث وضعها وينظر لأفاجئ بخاتم الزواج

الموجود في بنصرها , كان من الذهب الأبيض ومرصع بفصوص

كثيرة تغطيه ولن تكون زجاجا ولا كريستالا بالتأكيد هذه أقوى وتكاد

تقاسيمها لا ترى من شدة انعكاس النور عليها ولا شك أنها من ماس

رفعت نظري لوجهه في صمت فكان ينظر لي وكأنه يقرأ ردة فعلي

وطالت نظرات الصمت بيننا حتى قبّل جبيني وقال وشفتاه لازالت

تلامسه " هذه بعض من أحلام لم أحققها لك "

ثم عاد بنظره لوجهي ووضع أنفه على أنفي وأنا لازلت أنظر له

باستغراب من كلامه وقال بهمس " هل تذكرين ذلك يا دُره "

بلعت ريقي فهذا الموضوع نهايته دائما معروفة فسيغضب بالتأكيد

فقد بتُّ أتعامل مع شيء يشبه البارود لا أفكر إلا فيما قد يشعله

لأتجنبه , قلت بهدوء ولم يعد لدي مهرب من عينيه " هل تذكر

أنت شيئا حين كنت في الخامسة وأقل "

ابتسم حينها ابتسامة صغيرة أراحتني فها هوا لأول مرة لا يغضب

من عدم تذكري للماضي فيعني أن الذكرى لم تكن سيئة , أرخيت

نظري ولم أستطع إنزال وجهي لأنه سيلتصق بوجهه أكثر فقال

هامسا " أنظري لعيناي يا دُره لأخبرك "

فرفعت نظري لهما مجددا وقال وتلك الابتسامة لازالت ترتسم

على وجهه " هل نسيتِ حين سألتني إن كنتِ في المستقبل

ستلبسين فستانا وخاتم زواج كتلك العروس "

علِق نظري على حدقتيه السوداء وقلت بهمس " لا "

شعرت بيده تتخلل في شعري وقال " أردتِ حين تكبري أن

يكون لك مثلها وأن يلبسك عريسك مثلها ويقبلك على جبينك "

شد بعدها وجهي بيده وقبّل شفتي قبلة صغيرة ثم قبّل ذقني وقال

" لكن اسم العريس وشكله لم يكونا يعجبانك وأردتِ تغييرهما

هل تذكرين ذلك ؟؟ "

كنت أتنفس بقوة ولم يعد بمقدوري لا التذكر ولا الكلام فهذا الرجل

يملك من طفولتي ما لا أملكه أنا ويملك الآن من زمام الأمور ما

يبعثرني به فخجل الأنثى له حدوده التي ينفجر عندها , قبّل

شفتاي مجددا وقال " لازلتِ لا تذكرين ؟؟ "

هززت رأسي بلا محاولة الابتعاد عنه ولو قليلا لكني فشلت

فأرخى يده قليلا وركز نظره على عيناي وقال بهمس

" كنتِ تريدينه يشبهني واسمه كاسمي "

كانت تلك القشة التي قصمت ظهري والخيط الذي يمسكني وانقطع

فدسست وجهي في الوسادة تحتي وبكيت , بكيت ولا أعرف ماذا

بالتحديد لكن أكثر ما أعرفه أني حزنت على الشيء الذي فعلته ولا

أذكره وهوا ضربي له كما يقول فيبدوا أني كنت متعلقة به كثيرا

فكيف فعلتها ولما وما موقع جدي من كل هذا أم أن والده السبب ولن

أستطيع السؤال طبعا لأن النتيجة ستكون كسابقاتها , لف وجهي له

ودسه في حضنه وقال " لا تجعلني أتخلص من جميع وسائد المنزل "

شدني لصدره بقوة وعاد ذات المشهد السابق قميصه منديلي وصدره

مسكن لشهقاتي وعاد شعوري ذاك بالحضن الذي لم أعرفه حياتي ولم

أجده , حضن أتمنى أن يكون فيه هذا الأمان الذي شعرت به الآن , أن

يكون ملجئي حين أحتاج من يحميني لكنه لازال مبهما وغامضا ولا

أعرف مكاني ومكانتي فيه , أبعد وجهي وقال " يكفي دُره ما

الذي يبكيك فيما قلت "

رفعت يدي ومسحت بظهر كفها عيناي فأبعدها وقال وهوا يمسحهم

" لم أحقق لك كل ما أردته وقتها لا حفل ولا فستان زواج رغم مقدرتي

والخاتم ما قدرت عليه أما الزوج فتكفل به نصيبك وما كتبه الله لك

لأني حينها قلت لك أن تنسي الفكرة لكنه تحقق فعلا فاتركيني أيضا

أحقق ما تمنيت حينها "

رفعت نظري له مستغربة وقلت ببحة " وماذا يكون ؟؟ "

وزع حينها قبلاته على وجهي وقال من بينها

" هذا يا دُره كل هذا "





*~~***~~*






ليلة البارحة وجدت عشائي جاهزا وهي غير موجودة حتى دخلت

الغرفة وخرجت وسمعت صوتها في المطبخ واليوم طرقت عليا

باب الغرفة لأستيقظ ولم أجدها أيضا وفطوري على الطاولة وكل

ما جلبته بالأمس ما يزال في الثلاجة لم تلمس منه شيئا فيبدوا أنها

تتعمد أن لا تأكل وسيغمى عليها مجددا , وقفت عند باب الغرفة

وطرقته وكررت وألححت حتى فتحته فقلت

" تعالي تناولي الفطور معي "

نظرت للأرض وقالت " لا رغبة لي "

تنفست بقوة مهدئا نفسي وقلت " سراب لننهي هذه المسألة

فستجدين نفسك في المستشفى مجددا "

اختبأت عني بالباب وقالت " حين أجد رغبة في الأكل سآكل "

كانت تمسك عبرتها من الخروج من تغير صوتها الواضح لي

فدخلت وأغلقت الباب وأصبحت واقفا أمامها وهي تمسح دموعها

فوضعت يداي وسط جسدي وقلت " وما الذي يبكيك الآن "

أولتني ظهرها وقالت " لا شيء أريد أن أبقى وحدي "

غريب أمرها متى أصبحت بَكّائه هكذا أعرفها لا شيء لديها

سوا طول اللسان وحتى إن أهنتها لا تكترث ! قلت بجدية

" لن أخرج إلا وأنتي معي وستأكلين أيضا "

قالت بضيق " قلت لا أريد لا أريد "

فتحت حينها الباب وقلت مغادرا " نامي إذا الحق علي "

جلست عل الطاولة وتناولت فطوري ثم وقفت ووضعت الأواني

في المطبخ وغسلتها وخرجت فكانت الغرفة ما تزال مغلقة

فهززت رأسي بيأس وغادرت المنزل








*~~***~~*








جلست ولازلت أشعر بألم في رأسي سيفجره وكأني لم آخذ كل

تلك الحبوب , كله بسببه ذاك الشبيه بالشرطي لقد أفار لي دماء

رأسي , نظرت حولي فكنت نائمة في مكاني رغم أني نمت البارحة

في مكانه كي لا يزعجني لكن كيف وعطره خنقني منذ استيقظت ؟

نظرت خلفي فكانت وسادته في جهتي ووسادتي في جهته فرميت

اللحاف عني وغادرت السرير أتأفف , ما يريده هذا الرجل بالتحديد

ينقلني من مكانه لمكاني وأنا نائمة ويغير الوسائد وطبعا بسبب كل

تلك الحبوب التي تناولتها كنت لا أعي شيء حتى إن خلع لي ملابسي

وأعادها , انفتحت عيناي من الصدمة ونظرت من فوري لبيجامتي

فكنت لازلت ألبسها لم تتغير , نظرت بعدها لأزرارها لأفاجئ بها

جميعها خاطئة وأنا لبستها صحيحة ومتأكدة من ذلك , ازداد الألم

في رأسي من مجرد هذه الفكرة , فما الذي فعله ذاك الوغد وهوا

من وضع حدا معينا واتفاقا بيننا أم يتعمد فعلها فقط ليغيظني فغير

الأزرار , رفعت يداي وفتحتهم من الأعلى بسرعة وشهقت بقوة

للآثار التي وجدتها وشعرت بأنه سيغمى علي فانهرت جالسه على

السرير وشددت البيجامة على صدري , الوقح استغل الوضع ويعلم

جيدا أني سأرى كل هذا , وأنا الغبية هل كان عليا تناول كل تلك

الحبوب حتى حولتني لشبه ميتة , شددت بعدها شعري بغيض وفكرة

واحدة تدور في رأسي ( ما فعل غير هذا وأين وصل ) وقفت ودخلت

الحمام وفتشت جسدي وكأني جالسة تحت مجهر واستحممت وخرجت

لبست فستانا طويلا بكمان قصيران منساب على جسدي باستقامة

وتركت شعري مفتوحا وخرجت من الغرفة ونزلت للأسفل وتوجهت

حيث عمتي تجلس وتشرب القهوة وقفت أمامها وقلت

" أين إياس ؟؟ "

رفعت نظرها بي وقالت مبتسمة " ولما لا يقولون لعمتهم صباح

الخير أولا , وتعالي اشربي معي قهوة الصباح "

نظرت حولي وقلت " لا رغبة لي عمتي شكرا , أين ابنك "

قالت ضاحكة " المزاج اليوم يبدوا سيئا عكس زوجك

الذي خرج من الباب يغني "

ابتسمت لها مجبرة كي لا تلاحظ شيئا وغادرت من عندها , نعم

يغني ومبسوط بنفسه كثيرا لأنه يعلم أنه سيغيظني على الصباح

شعرت بشيء أعاق خطواتي فالتفت برأسي للخلف أنظر لساقاي

فكانت ندى تحضنهما وقالت بسعادة " جمااان "

حركت ساقي وقلت بضيق " ابتعدي عني لست في مزاج

لك اليوم بسبب خالك المصون "

تركت ساقاي وفتحت كيسا كان في يدها وأخرجت منه قطعة

حلوى ومدتها لي وقالت مبتسمة " خدي "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " ومن أين كل هذا الكرم

الحاتمي فجئه "

أعادتها حينها للكيس وغادرت تقفز وما أسرع ما غيرت رأيها

خرجت للحديقة الخلفية حيث رأيت سدين من بعيد جالسة هناك

على البساط وفي يدها ورقة وقلم , وصلت عندها فنظرت لي

للأعلى وقالت " تعالي اجلسي بجانبي نرى ما سأحتاج أيضا "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " كله عقد قران صغير

وصدعتِ لنا رؤوسنا به "

رمت يدها متجاهلة لي وعادت لورقتها قائلة " ماذا بنا اليوم

متضايقين لابد وأنك نمتِ في مكانك وعلى وسادتك

لذلك مزاجك تعكر "

قلت من بين أسناني " سدين لست في مزاج لك "

نظرت لي مجددا وقالت " ومن أجبرك على المجيء لي

مادمتِ لستِ في مزاج لي "

ثم هفت بالورقة على وجهها وقالت مبتسمة " لو كنت مكانك

فعل لي ذلك لما توقفت عن قولها في كل مجلس "

قلت بسخرية " أعانك الله على عقلك وأعان ذاك المسكين

الذي سيتزوجك عليك "

طوت الورقة لأربع وقالت مشيرة بها لي " لعلمك فقط يا ترجمان

الرجل لا يحاول لفت نظر المرأة بحركاته الغير مسبوقة ومعتادة

إلا من أجل .... "

قاطعتها بضيق " يكفي رأسي يؤلمني بلا ثرثرتك فاحتفظِ

بأفكارك لنفسك "

وقفت وقالت مغادرة " أنتي من أعان الله شقيقي عليك "

توجهت نحوها مسرعة قبل أن تبتعد وأمسكت بظهر قميصها

حتى أوقفتها وقلت " ما تعني بما قلته "

ابتعدت عني بقوة والتفتت لي ووضعت يدها التي فيها الورقة

وسط جسدها وقالت " أعني أنه يا ابنة خالي يا زوجة شقيقي

يا ترجمان حافظي على طيرك قبل أن يرفرف على عش غيرك "

نظرت لها باستخفاف فقالت مغادرة من جديد " طيرك تتصيده

جميع المصائد فإن كان لا يعنيك ولا يعجبك فهوا

حلم لكثيرات غيرك "

وابتعدت جهة باب المنزل فابتسمت بسخرية متجاهلة كل ما

قالت ودخلت أيضا فحسابي مع شقيقك عسير ولينم في

حضنهن وأعشاشهن كما يريد ويتركني وشأني









*~~***~~*







استيقظت على صوت هاتفي وجلست نصف جلوس مستندا

بمرفقي ثم نظرت للنائمة بجنبي وغطيت ما انكشف من جسدها

ومددت يدي للهاتف حتى وصلت له وأجبت عليه وكان رقم المستشفى

وقال من في الطرف الآخر مباشرة " مرحبا سيد أواس نريد أن

نعلمك أن زوجتك مختفية من أكثر من ساعة ولم نجدها "

قلت حينها بحدة " وأين من كان يحرس غرفتها ؟

أليس ثمة شرطي هناك "

قال ببرود " يمكنك أن تأتي وتسأله بنفسك "

وقفت حينها ورميت الهاتف بعيدا ودخلت الحمام استحممت

وخرجت بالمنشفة فكانت دُرر جالسة تمسك اللحاف على

جسدها ثم غادرت ملتحفة به ورأسها أرضا حتى دخلت الحمام

فتوجهت للخزانة أخرجت ثيابا ولبستها على عجل ثم خرجت

والهاتف على أذني أبحث عن سبيل لإيجادها , كيف هربت وأين

وبمساعدة من ؟؟ تلك القمامة النجسة لابد وأنه أحد شركائها في

فجورها واتفقت معه , لكن كيف ولا هاتف لديها !!

وصلت المستشفى ودخلت وكان الشرطي الذي يحرسها في

انتظاري فتوجهت نحوه وأمسكت بقميص بذلته وهززته

وقلت " أين ذهبت وأنت نائم عنها تكلم "

قال بصوت ضعيف " وجد ـــناها لقد وجدناها سيدي "

تركت قميصه وقلت " أين وكيف "

مسح على رقبته وقال " كانت في قسم الأشعة مع إحدى

الممرضات ولا نعلم "

قلت بضيق " وما نفعك أنت كيف لا تسأل من خرجت

بها وأين أخذتها وماذا ستفعلان "

قال بهدوء " كنت في الحمام سيدي ولا علم لي أن

اليوم لديها شيء لكنت رافقتهم ككل مرة "

انتابني الشك من كل هذا فكما قال هوا على علم بتحركاتها

من طبيبها ويكون معها دائما فلما تخرج برفقة الممرضة وقت

دخوله الحمام تحديدا ومن دون طلب من الطبيب ؟ هذا إن لم

يكن يكذب لينجوا بفعلته , توجهت للاستعلامات وقلت

" أين الدكتور خالد هل هوا مناوب اليوم "

قال من فوره " لا سيدي هل ثمة أمر ضروري نتحدث معه "

قلت مغادرا " لا شكرا "

وقفت جانبا واتصلت به وكما قال الشرطي جميع تحركاتها

يُعلمونه بها ليكون معها لأنها مراقبة قانونيا حتى تنتهي قضيتها

صعدت للأعلى وهوا يتبعني حتى وصلت غرفتها ووقفت عند

الباب ونظرت له وقلت " عد لعملك وسأضع معك غيرك

إلا إن كنتما ستدخلان الحمام معا "

ثم فتحت باب الغرفة ودخلت فكانت جالسة على السرير

فأغلقت الباب ونظرها معلق بي وقلت متوجها نحوها

" أرى وجهك أعاد شكله "

قالت بسخرية " نعم فقد رحموه هنا منك "

وقفت أمامها ووضعت يداي في جيوبي وقلت

" أين كنتِ لساعة كاملة "

أشاحت بوجهها عني وقالت ببرود " أعتقد أخبروك أين كنت "

قلت ببرود مماثل " ولما لم تأخذا الحارس معكما وذهبتما

وقت تواجده في الحمام "

كتفت يداها لصدرها وقالت " أعتقد أني لازلت هنا ولم أهرب

ويمكنك زيارة القسم بنفسك وستعلم أني كنت فيه "

توجهت نحوها وأمسكت شعرها وشددته للخلف بقوة حتى

ارتفع رأسها وأصبح وجهها مقابلا لي وقلت من بين أسناني

" جربي فقط أن تخرجي من هنا وسأريك أواس لم تعرفيه بعد "

قالت ساخرة رغم تألم ملامحها " وما الذي لم أراه لتريني إياه "

شددتها أكثر وقلت " ستخرجين من هنا غدا و إن لم تغيري

أقوالك سأفعل ما تعلميه جيدا "

قالت بتألم " أنا قلت الحقيقة وغيرها ليس لدي "

ضربت لها رأسها أماما بقوة وقلت " تحملي النتائج

إذا إن كذبتِ في حرف "

رفعت ما تناثر من شعرها على وجهها وقالت " ولما لا تكون

هي الكاذبة ؟ لما لا يكون الصدق ما حكيته "

قلت بسخرية " لن أصدق أن دُرر تفعلها لن تقنعيني بها "

نظرت لي وقال بضيق " نعم لا تصدق فيها شيئا سلبت لك

عقلك يا زوجي قبلها "

كتفت يداي لصدري وقلت " وهل تريدي أن أصدقك

أنتي وأكذّبها هي "

جمعت شعرها جانبا بقوة وقالت " اعدل بيننا أمام نفسك على

الأقل وصدقني مثلها "

قلت بسخرية " أقنعيني كيف لمن تحفظ كتاب الله وتخافه في

حدوده وواجباتها حيال زوجها أن تحاول قتلك وأن تكذب

وتَصدقي أنتي النجسة التي لا تعرفين حتى الصلاة "

قالت بسخرية مماثلة " غبية ولن تجد لديك شيئا يستحق حتى

أن تحترمك فعاملها هي كإنسانة وليس كما كنت تعاملني وأرني

كيف تنام معها كامرأة وليس حيوانا تطفي فيه شهوتك "

صفعتها على وجهها بقوة حتى لف للجانب الآخر وقلت بغضب

" لسانك يلزمه قص ولن يكون إلا على يدي "

نظرت لعيناي تحضن خدها بكفها وقالت بثبات " بل نهايتك إن

لم تكن على يدها ستكون على يدي يا أواس "

قبضت على يداي بقوة أمنعهما من الانهيال عليها ضربا هنا فهي

تستفزني وهذا غرضها , فخرجت وتركتها وستغير أقوالها أعرفها

جيدا الجبانة الحثالة مثلما لم تخبرهم في التقرير الطبي أني من

ضربها وسبب ما في وجهها وجسدها ستقول غدا ما أريد أو

سأكون عند تهديدي وأقسم أن أفضحها أمام خلق الله جميعهم







*~~***~~*








خرجت من الحمام أسير في الغرفة متعثرة في اللحاف الذي

خرجت به مبلل مثلي ولم أخرج بالمنشفة مخافة أن أجده هنا

وصلت الخزانة وفتحتها وفتشت في الثياب التي اشتراها لي

وأخرجت القميص الحريري الطويل ورميت ذاك اللحاف عني

ولبسته وربطته على جسدي , كان سميكا بعض الشيء ويفي

بالغرض حتى أصل الغرفة في الأسفل , نظرت خلفي لفوضى

ثيابنا ومنشفته ثم خرجت من الغرفة ونزلت السلالم مسرعة

لأصل هناك سريعا ففوجئت بعمته تجلس تحتسي القهوة في

الأسفل ورفعت نظرها بي من فورها وابتسمت لي فها قد وقع

المحظور وياله من مشهد , نازلة من غرفته وبقميص لا يفترض

الخروج به وشعري ما يزال مبللا , نزلت باقي العتبات ببطء

ونظري للأسفل حتى وصلت وقلت " صباح الخير "

قالت مبتسمة " صباح النور هيا ألبسي ثيابك وتعالي

تناولي الفطور معي "

دسست خصلاتي المبللة خلف أذني أخفي توتري وخجلي

وسرت من أمامها قائلة " سأصلي وأقرأ في مصحفي لا تنتظريني "

ثم اختفيت عنها في الممرر ألعن حظي وابن شقيقها الذي وضعني

في هذا الموقف وكأنه ينقصني إحراج , فتحت باب الغرفة لأفاجئ

بإحدى الخادمات تجمع أغراضي منها فقلت بصدمة

" ماذا تفعلين !! "

التفتت لي وقالت " السيدة خديجة قالت أن أنقلها للأعلى "

توجهت نحوها وأخذت ما في يدها وقلت " اتركي هذه

واصعدي لغرفة أواس ونظفيها "

قالت مغادرة " حسنا "

وغادرت وأغلقت الباب فتوجهت للخزانة أتنفس بضيق , صدّقت

تلك المرأة أننا أصبحنا زوجين فعلا ولا تعلم أني مجرد محطة

بالنسبة له لا يريد منها ولا حتى أبناء بل يجمع ما تبعثر من

طفولته وحلم به وسيرمي بي كزوجته تلك

أخرجت أحد البيجامات التي استوليت عليها من ملابس صاحبة

الغرفة ولبستها وأستغرب كيف تلبس هكذا ملابس في بيت فيه

رجل ليس محرم لها ! لبست لباس الصلاة وأدخلت يداي فيه ليقع

نظري على الخاتم الماسي وتذكرت كل ما قاله , كم كنت طفلة

طويلة لسان ووقحة كيف أقول له أني أريد زوجا يشبهه واسمه

كاسمه ! افهمها يعني أريدك أنت زوجي , يا لا وقاحتي هذا وأنا

في الخامسة أو أقلّ ماذا إن كنت ابنة العشر سنين ! هززت رأسي

أنثر منه تلك الأفكار وطرحت سجادتي وكبرت لأصلي الضحى

وبعدما انتهيت طويتها وأعدتها مكانها ونزعت لباس الصلاة

وجلست عند مرآة التزيين لأجفف شعري سريعا بما أنه ليس

طويل كثيرا ومتوسط الكثافة , جففته ووضعت المجفف مكانه

رغم أنه أخذني للسوق إلا أني لازلت أستخدم حاجياتها فلم

يشتري لي شيئا ذا نفع أبدا فحتى لباس الصلاة يخصها هي

أخذت المصحف وجلست على السرير أراجع حفظي وأثبته

بما أني متوقفة عن الحفظ منذ أتيت هنا , رأيت أشرطتي في

غرفته في الأعلى لكن لا يمكنني جلبها هنا فهي بدون مسجل

الصوت الصغير الخاص بي ويبدوا لم يحظره لأنه توجد هناك

منظومة صوت كبيرة مع سماعات أذن وسيكون عليا الصعود

لها لأستخدمهم , قضيت وقتا طويلا وراجعت كل حفظي وكأني

أهرب من كل شيء وأولها أفكاري فقد بقيت سجينة هذه الغرفة

لساعات أقرأ فقط إما جالسة أو أجوب الغرفة أو مضجعة على

السرير حتى تأكدت من كل ما كنت أحفظه وراجعت جميع الأجزاء

التي أحفظها وصليت الظهر وجلست عند النافذة متكئه عليها أنظر

للحديقة بشرود , ترى متى ستأتيان لزيارتي فكم اشتقت لهما وحتى

لشجاراتهما الدائمة , سبحان الله كيف اجتمعنا بسبب جنون تلك

العجوز وعشنا معا سنين حياتنا فمن كان يصدق أننا سنعيش معا

عشرون عاما في منزل واحد وكل واحدة منا من عائلة بعيدة عن

الأخرى !! ترى ما حدث معكما يا شقيقتاي وكيف تعيشان أتمنى

أن يكون حالكما أفضل مني ووجدتما ما تتمنيانه

وسافر بي الوقت جالسة مكاني أسترجع ذكرياتنا معا أبتسم ثارة

عند تذكر مواقفنا المضحكة وأسمح الدمعة التي تتسرب من عيني

ثارة أخرى حين أذكر الحزن والمواقف الصعبة حتى طرق أحدهم

الباب فوقفت مسرعة ولبست القميص الحريري فوق ثيابي لتخفي

كماه آثار الجروح في معصماي ثم قلت " تفضل "

انفتح الباب وكانت الخادمة وقالت من فورها " السيد أواس

والسيدة خديجة ينتظرانك على الغداء "

قلت باستغراب " أواس هنا !! "

هزت رأسها بنعم فقلت بشبه همس " قادمة "

فغادرتْ من فورها ونزعتُ أنا القميص وبدأت بلبس قطعة

القماش الخاصة بالمعصم والساعة مستغربة قدومه للغداء اليوم

فهوا في العادة لا يأتي إلا يوم عمله ويأتي متأخرا مقربة العصر

ومن الطبيعي أن من له تلك التجارة ومعرضا كبيرا أن يتناول طعامه

هناك لكنه اليوم يبدوا كسر تلك القاعدة , رفعت شعري للأعلى وجمعته

بمشبك شعر وحاولت إنزال بنطلون البيجامة قليلا ليصل لنصف الساق

على الأقل فيكفي ذراعاي العاريان ثم خرجت ليصعد البنطلون كما كان

مع خطواتي فتنهدت بضيق وتابعت سيري حتى وصلت طاولة

الطعام وقلت بشبه همس ونظري للأرض " السلام عليكم "

فأجابا معا وسحبت الكرسي بجانب عمته وكنت سأجلس

فقالت " أجلسي بجانب زوجك يا دُرر "

فتركت الكرسي ولففت حول الطاولة وتوجهت نحوه وجلست

بجانبه وهوا يتناول الطعام في صمت ونظره عليه فرفعت الملعقة

وبدأت الأكل أيضا وفي صمت حتى رفعت نظري لعمته فكانت

تنظر للساعة في يدي والخاتم مبتسمة لا أعلم سعيدة بهذا أم تضحك

على لبسي لها في غير وقتها ولا مكانها ؟ نظرتْ بعدها لأواس

وقالت " غدا ستخرج وجد من المستشفى ؟ "

أنزلت الملعقة بنزول يدي ووضعتها في الصحن ولا أعلم

لما خارت قواي وقال هوا " نعم "

قالت من فورها " إن كان لي لديك رجاء لا تسجنها وتضربها

يا أواس يكفي أنها لا تخرج من المنزل فحررها من سجنك

لها في الجناح "

قال ببرود وهوا يتابع طعامه " ذلك حسب "

قالت باستغراب " حسب ماذا ؟؟ "

ولم يجبها طبعا فقالت بهدوء " أواس أنت رجل مصلي تعرف

حدود الله فاعدل بين زوجتيك بني "

قال من فوره " لا "

فأنزلتُ نظري لصحني ورأسي للأسفل ووضع هوا ملعقته وقال

" سأآخذك لمنزل والدي فأبنتك طلبت رؤيتك "

قالت من فورها " ولما لا تأتي هي هنا فلن أتمكن من رؤيتها

لوقت طويل هناك كعادتنا "

وقف وقال " أعتقد انتهى حديثنا في هذا من مدة يا عمتي "

رفعت نظري لها فكانت تنظر له وقالت " ما تزال صغيرة فلا

تأخذ على كل تصرفاتها يا أواس وسأتحدث معها بنفسي "

قال مغادرا " لا أعرف واحدة ستدخل الجامعة يقولون عنها صغيرة "

وغادر على نظراتها الحزينة تتابعه بعينان ممتلئة بالدموع فوقفت

من فوري وتبعته حتى ابتعدنا عن هناك وإن كانت ترانا من

الزجاج الفاصل وقلت ما أن وصلت عنده " أواس انتظر "

وقف والتفت لي فنظرت لعينيه وقلت " عمتك تبقى أُم لا

تحزنها وهي تحبك أكثر من نفسها فاترك ابنتها تأتي "

هز رأسه بلا دون كلام وكان سيغادر فأمسكت ذراعه وقلت

" أرجوك يا أواس , نبه الفتاة إن كرهت منها تصرفا لكن لا

تحرق قلب والدتها بحرمانها منها ولا تكن أنت أيضا عليها "

غادر دون أن يعلق على كلامي وقال وهوا يبتعد " لا أريد

أن أرجع وأجدك كالآن في غير غرفتي "

تنهدت بضيق أراقبه يبتعد حتى وصل الباب وخرج , نحن

في ماذا وأنت في ماذا ؟ عدت جهة طاولة الطعام وجلست

مكاني فقالت عمته " لا تسببي لنفسك مشاكل معه بسببنا

فلن يغير رأيه ابن شقيقي وأعرفه جيدا "

قلت بضيق " لا يحق له منع ابنتك عنك وأنتي لا يمكنك

رؤيتها إلا هنا "

تنهدت ونظرت لصحنها وقالت وهي تحرك ملعقتها فيه

" لن يرضى فلا تناقشيه وتغضبيه "

قلت بضيق أكبر " ولما يغضب ؟ من حقك رؤيتها كيفما تشائين "

وضعت الملعقة وقالت " لأنها المخطئة كيف تدخل غرفته وهوا

نائم والله أعلم ما الذي لم يقله بعد "

ثم وقفت وغادرت على نظراتي المصدومة مما قالت








*~~***~~*








قلّب في الأوراق كثيرا ثم نظر لنا وقال " جيد بما أن الطرف

الآخر ميت وهوا صاحب الأموال فقضيتك لن تأخذ وقتا عكس

أن يكون حيا ويوكل محاميا وتطول بكم الحبال وبما أن وريثته

زوجتك وأنت الموكل عنها فأمورك ستسير بيسر لم تتوقعه أبدا "

نظرت للمحامي أمامي ثم له وقلت بدهشة " يعني سيكون

في أقل من ثلاث أشهر "

أغلق الملف وقال " حسب معرفتي بالقضايا والمحاكم لن تأخذ

أكثر من جلسة واحدة غير جلسة النطق بالحكم "

ابتسمت برضا وحمدت الله فقال " وبما أن الأموال هوا من

استثمرها سيكون لوريثته نصيب لن تستطيع الطعن فيه "

قلت من فوري " لا يهم المهم ترجع لي أموال والدتي "

ليس من أجلي طبعا بل من أجل تلك العائلة التي وعدتها بالكثير

وينتظرون ما حلموا به لسنوات , قلت بجدية " وأمور تجارته

هل تنصحني بمحامي يديرها ؟ أريد أن أعلم كل ما سأفعله

ما أن أستلم أملاكه "

قال من فوره " ما يملكه مزرعة بها قطيع أبقار كبير وآخر للمعز

ومصنع متوسط الحجم يعمل بمنتجات تلك الحيوانات أي للألبان

ومشتقاتها وجبن وسمن وما إلى ذلك ومنتجه في السوق تحت اسم

( الراقي ) وهوا منتج معروف محليا ولديه أيضا حقل للشعير والقمح

ومصنع صغير نسبيا للدقيق ومعمل مخبوزات , أي مصانع ومواردها

منه فلن تحتاج لخبرة كبيرة , محامي يساعدك مبدئيا وتنتهي أمورك

على خير والباقي أموال في حسابه المصرفي وبعد حكم المحكمة

ستعلم حصتك وتديرها بسهولة "

وقفت ووقف المحامي معي وصافحته قائلا " شكرا لك

سيدي لن أنسى لك هذا أبدا "

وقف وهوا مصافحا لي وقال " لم أفعل شيئا يستحق والقاضي

الذي سيستلم قضيتك أعرفه جيدا وسأوصيه بك خيرا فأنت

صاحب مال مسروق والله لن ينساك "

شددت على يده وقلت " شكرا لك سيدي "

ثم غادرنا من عنده وتناقشنا في الطريق عن استلامه للأمور ما

أن أستلم ثروته ثم تركته عند مكتبه وغادرت وكان الوقت مقربة

المغرب فتوجهت للمسجد أولا صليت المغرب ثم عدت للمنزل

دخلت وأغلقت الباب وكانت في المطبخ فدخلت غرفتي ودسست

باقي الأوراق جيدا بما أنها لم تنتبه لها سابقا , لن آكل من أموالها

ونصيبها شيئا لكن لن تعلم بها حتى أقرر أنا , بعد وقت خرجت

من الغرفة ودخلت الحمام استحممت وخرجت فكان الطعام على

الطاولة وهي غير موجودة طبعا ويبدوا لازالت تصر على صيام

النهار بطوله فعند الظهيرة عدت ووجدت غدائي جاهزا وهي

في الغرفة ولم تأكل شيئا ولا أعلم ما الرسالة التي تريد إيصالها

لي بهذا ؟؟ أدخلت الطعام للمطبخ ووضعته في الثلاجة ثم توجهت

لغرفتها وطرقت الباب فلا حل أمامي غيره لتتناول الطعام







*~~***~~*









طرق الباب ودخل وقال " سيدي جلبت كل ما طلبته "

أشرت له بعصاي وقلت " تعال اقترب وأرني "

وصل عندي ومد لي بالأوراق وقال " غدا ستغادر المستشفى

في التقارير لم تذكر أن زوجها من ضربها وأنكرت أي

صلة له بالأمر رغم أنه لا متهم غيره "

ثم تقدم نحوي وأشار لإحدى الأوراق وقال " هناك بلاغ ضد

حفيدتك أنها من حاولت قتلها والقضية مرهونة بيوم غد فيبدوا

أنها ستغير أقوالها حسب معلوماتنا بطلب من زوجها

أواس لاستجوابها مجددا "

قلّبت الأوراق جيدا ثم نظرت له وقلت " بسرعة اتصل لي

بالسيد إسماعيل من وزارة الصحة فوحده من يمكنه تدبر هذا "

هز رأسه بحسنا وغادر من فوره , سنبدأ اللعب الحقيقي يا

ابن المعلول وستُرجع حفيدتي وستقتل أنت نفسك بنفسك







*~~***~~*









حل المساء وذاك طبعا لم يأتي فقد اتصل بوالدته صباحا وقال أنه

خارج العاصمة هوا وخطيب شقيقته ولن يرجع باكرا , استأذنت

منهم وتعذرت بألم رأسي وأني أريد أخذ الحبوب والنوم وحسابي

معك الليلة يا إياس , أخرجت أربع حبات من الشريط ورميتهم

في الحمام كي لا يكون لهم أي أثر ورميت الشريط على الطاولة

ونمت في السرير , سنرى إن تعمدت فعل ذلك البارحة أم لا يا

إياس وليلتك الليلة لن يكون لها صباح





الفصل الخامس والعشرون بعد قليل

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 23-01-16, 02:50 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والعشرون)

 

الفصل الخامس والعشرون











سمعت طرقته على الباب فتنهدت ووقفت وفتحت له وأعلم ما

يريد سيطلب مني مجددا أن آكل معه , وقفت أمامه وأرخيت

نظري لا إراديا وعن نفسي لا أعلم لما أصبحت هكذا دمعتي

قريبة جدا ونظري أكره رفعه فيه , قال بهدوء ممزوج بالجدية

" جهزي نفسك سنذهب لمنزل عمي صابر ونتعشى معهم

فهم يصرون عليا من وقت "

التفتُّ وتوجهت لعباءتي ورفعتها دون كلام ولا اعتراض

ولبستها ورفعت قطعة القماش التي لازالت حجابي ولففتها

على رأسي وأنا أخرج مجتازة له وهوا يتبعني بنظره ثم سار

أمامي وفتح باب المنزل وخرج وخرجت بعده وأغلق الباب

وسار بجانبي هذه المرة ولم يركض هربا مني كالسابق وكان

الصمت ثالثنا حتى وصلنا وفتح الباب ودخل وأنا خلفه وحمحم

بصوت واضح ونادى إسراء فخرجت له راكضة لتتبعها الأخريات

الصغيرات وسلموا علينا واضطررت للنزول لهم لأن كل واحدة

تريد أن تحضنني وتقبل خدي رغم أنهم لا يعرفونني ولم يروني

سوا مرة واحدة إلا أنهم يعاملونني وكأني شخص منهم وكله حب

لآسر طبعا فهم ينادونه أخي قبل اسمه كشيء أساسي فلا تذكر أي

واحدة منهم اسمه إلا قائلة ( أخي آسر ) ويبدوا لأني زوجته صرت

عندهم بمكانته هوا لديهم , خرجتْ بعدها والدتهم قائلة بابتسامة

" وجدتم شخصا غير آسر تخنقوه بالأحضان والقُبل "

سويت حينها وقفتي مبتسمة ولم يعلق أي منا على كلامها ووصلت

عندنا وسلمت علينا ثم أدخلتنا لكن هذه المرة لغير الغرفة التي دخلتُ

لها سابقا حيث كان رجل يبدوا ناصف الستين أو قارب من السبعين

في العمر مفترشا الأرض مغطيا ساقيه بلحاف وثلاث من بناته يجلسن

حوله , سلم عليه آسر بأن قبل رأسه وسأله عن حاله ثم اقتربت أنا منه

وقبلت رأسه أيضا وقلت " كيف حالك يا عمي ومدك الله بالعافية

وأطال في عمرك "

قال مبتسما " وأطال في عمرك وأبقاك يا ابنتي ويوفقكما

وأسعدكما معا "

جلس آسر بجواره فجلست أنا عند الفتيات وخرجت والدتهم ومضى

بعض الوقت في السؤال عن الحال وأغلبه كان بين آسر والرجل ثم

الفتيات التي انظم لهن أللآتي خرجن لنا عند وصولنا وقال للتي

لازالت اللاصقة على عينها " هل مازالت تؤلمك "

هزت رأسها بلا وقالت " لم تعد كالسابق ونمت البارحة

ولم أستيقظ "

قال مبتسما " جيد سينزعونها لك قريبا إذا وعليك أن تلتزمي

بالعلاج وتحافظي عليها حسنا "

هزت رأسها بحسنا مبتسمة وقال والدها " لما لا تترك

علاجها للشهر القادم "

قال وهوا يسكب الشاي الموجود هنا من الإبريق في الكأس

" هذه عين والتعامل معها ليس لعبا ولن نؤجل من علاجها شيئا "

تنهد حينها وقال " ستستلف إذا وأعرفك لا تحب ذلك "

رشف رشفة من كوب الشاي وقال " لا تفكر في كل هذا

فقضية أموال والدتي باتت وشيكة "

قفزت إسراء حينها وقالت " هل سنذهب لمنزلنا الجديد الكبير قريبا "

نظر حينها ناحيتي من فوره فشغلت نظري بعيدا عنه قبل أن

يراني ووصلني صوته قائلا " نعم فالقاضي بنفسه أخبرني بذلك "

قالت إحداهن بسعادة " سنعيش هناك معا أليس كذلك "

قال آسر من فوره " أنتم نعم أنا لا "

رفعت نظري له كما الجميع فكان ينظر لي وأبعد نظره عني

لكوب الشاي في يده وقالت إسراء " وأين ستعيش ؟ "

قال بعدما رشف آخر ما في الكوب ووضعه مكانه " في منزلي

الحالي ومن أراد أن يذهب هناك ليذهب وحده أنا لن أغادر "

وكان الحديث موجها لي بالتأكيد ولن تفهمنه الصغيرات لكن والدهم

مؤكد فهم المغزى مثلي فكل مرة سآتيهم هنا سأتعرض للإحراج

وعليا أن أرضى وأسكت , نظرت لي إسراء وقالت

" أنتي ستأتي معنا أليس كذلك ؟؟ "

ابتسمت لها بحزن وهززت رأسي بلا فقالت بعبوس

" ولما لا تريدان كليكما العيش معنا "

قلت مبتسمة " إن كنتِ متزوجة ولك زوج هل تتركينه

وتعيشي في مكان آخر "

هزت رأسها بقوة وقالت " لا طبعا أسافر معه "

فضحك الجميع عليها فيما عدا آسر الذي لم أسمع صوت ضحكته

وقال والدها " كل هذا طمع تضنه سيسافر لتسافر معه هذه الجشعة "

ماتت حينها ابتسامتي وشعرت أن سيفا ضرب جسدي من كلمته ولا

شعوريا امتلأت عيناي بالدموع التي كنت أترجاها أن تجمد مكانها

ولا تنزل وأنزلت رأسي أرضا كي لا يلحظوا شيئا وقالت إحداهن

" والجشع كما قال أخي آسر يضعه الله في النار فويلك يا إسراء "

سقطت حينها دمعتي رغما عني على عباءتي ومسحت عيني سريعا

فقال آسر بهدوء " سراب أخبري عمتي في المطبخ أنك لا تحبين

البطاطا إلا نصف نضج فهي لا تعلم "

فوقفت من فوري وغادرت الغرفة ووقفت خارجها أمسح دموعي

فأنا آكل البطاطا كيفما كانت وهوا يعلم ذلك جيدا وأراد إخراجي

من الغرفة لأنه يبدوا لاحظ دموعي







*~~***~~*








بقيت سجينة السرير حتى عاد ولم يتأخر على ما يبدوا ومؤكد

أخبروه أني نمت مبكرا بسبب ألم رأسي , أغمضت عيناي

ومثلت الموت أكثر من النوم فأنا كنت البارعة في هذا ومن

صغري فكم خدعت تلك العجوز وشقيقها , سمعت باب الغرفة

انفتح وتتبعت صوت خطواته فيها وأول ما فعل أن لف جهتي

ورفع شريط الحبوب من الطاولة ثم رماه عليها ودخل بعدها

لغرفة الملابس وخرج ودخل الحمام , سترى نتائج تعمدك فعل

ذلك يا إياس وتريد مني اكتشافه وهذا الأكيد لكن الخوف أن يضن

أني استحليت الأمر وكررتها كي يفعلها مجددا , لا بأس في كل

الأحوال سيعرف حقيقة الأمر , بعد وقت طويل خرجت البيضة

المسلوقة فهوا إن استحم مات في الداخل , دسست شعري تحتي

بحركة سريعة وجمدت مكاني حتى شعرت بثقله على السرير

ورائحة الصابون وصلت أنفي وكأنه خرج به على جسده

بعد قليل قال " ترجمان هل أنتي مستيقظة "

وأنا طبعا ولا نفس جثة هامدة , شعرت به اتكئ ويبدوا على

مرفقه وقال بصوت فيه ابتسامة " لو فقط يبقى يؤلمك كل ليلة "

وشدني من ذراعي نحوه وأنا مات تنفسي من الصدمة حين قلبني

على ظهري وفسدت كل التمثلية التي أجدتها لسنوات حين شعرت

بشفتيه على عنقي فتوتر تنفسي بشكل كبير وانتفضت مبتعدة

عنه حين لامست أصابعه ياقة بيجامتي وقلت بحدة

" ماذا تفعل يا وقح "

سوىّ من جلسته ونظر لي بصمت بادئ الأمر ثم قال بسخرية

" أول مرة أسمع عن امرأة تقول لزوجها وقح في شيء من حقه "

أغلقت زر البيجامة الذي فتحه ووقفت خارج السرير وقلت

" أي حق هذا وأنت من أسقطه وتنازل عنه من أول ليلة بل

وقلت أن نفسك لا تهفوا لي ولن أؤثر بك مهما حدث "

بقي على صمته ينظر لي بجمود وأنا تنفسي كان في تزايد

مستمر, لم أتوقع منه ذلك توقعته سيكتشفني أو سيسخر مني

أو يتحدث عن مخططه لكنه لم يفكر حتى أني قد أكون لاحظت

ما فعله البارحة , حاولت تهدئة أنفاسي المتلاحقة ثم قلت

" ماذا فعلت ليلة أمس ؟ "

نصب ركبته ووضع ذراعه عليها فقد كان يلبس بنطلون من

دون قميص وقال بابتسامة جانبية " يفترض أنك تعلمين مثل الليلة "

قلت بحدة " تكلم ماذا غير الـ.... "

وتيبس لساني عن قولها بل وشعرت بالحرارة ارتفعت في جسدي

ولم أعرف حياتي شعور التوتر هذا إلا معه , حرك أصابعه في

شعره الرطب ولازال ينظر لي ببرود فقلت " قل ماذا فعلت "

أمال حينها ابتسامته وأشار برأسه وقال " تعالي أريك "

فتراجعت خطوة للخلف وقلت " تريني ماذا ؟؟ "

قال بذات ابتسامته " أريك ما تسألين عنه طبعا "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وأين طار كل كلامك

ذاك واقتربت من الرجل عديمة الأنوثة التي لا تاستهويك

نفسك للمسها "

اضطجع على السرير ولم يجب فقلت بضيق " تكلم "

قال ونظره للسقف " إن تكلمت هل تستمعين للنهاية ولا

تهربي من الغرفة "

نضرت له بصدمة فما يعني بما يقول !! نظر جانبا لي وقال

" أو سأخبرك شيئا لقد غيرت رأيي بك هل لديك مانع "

سحبت الوسادة من السرير قائلة " لا طبعا ومنذ متى

كان لدي رأي "

ثم أخرجت لحافا من الخزانة ونمت على الأريكة فوصلني

صوته قائلا " ما النوم الذي في هذا الوقت ؟؟ ثم هل

تري هذا سيمنعني عنك إن أردت "

غطيت رأسي باللحاف وقلت " نعم لأنك كاللصوص

لا تأخذ إلا بالحيل "

ثم أبعدت اللحاف عن رأسي وقلت بصوت مرتفع

" وكاذب وتناقض نفسك ومـ... "

ثم صرخت وغطيت رأسي حين قفز من السرير متوجها

نحوي وهوا يقول " وليلتك لن تمر على خير يا ترجمان "

غادر عندها الأريكة ركضا ووقفت عند الزاوية وقلت بتهديد

" ابتعد أو قسما صرخت بعلو صوتي "

ضحك وقال متوجها نحوي " لن ينال الفضيحة غيرك "

التصقت بالجدار واقترب هوا حتى وقف مقابلا لي لا يفصلنا شيء

وأمسك وجهي بيديه وقال بمكر " الذنب عليك كنتِ أخذتي

الحبوب كليلة البارحة "

قلت بصدمة " فعلتها يا إياس "

قال بهمس " لا أعلم "

دفعته بكل قوتي وبلا جدوى وقلت بضيق " قل الحقيقة "

دفع يداي بجسده وقبّل خدي بقوة ثم قال مغادرات جهة السرير

" لن أقول شيئا وتعالي نامي هنا أو رميت الأريكة خارجا "

مسحت خدي بقوة أنظر له بغيظ , مستحيل كيف يفعلها ولا أشعر

ولما لا يريد قول شيء وتركي هكذا بين وبين فإن فعلها يكون أفسد

مخططي كله بأن أتحرر منه وأتركه , عاد للاضطجاع على السرير

نائما على ظهره متكئ على ذراعه وقال " تعالي أخبرك سرا "

قلت بضيق " إن فعلت شيئا فلن يكون حسابي معك يسيرا يا إياس "

قال بسخرية " حقا وما ستفعلين لي "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " أنت من حدد هذا ووافقت

أنا عليه وأنها ستكون فترة محددة وكلن يذهب في حال سبيله "

قال ببرود " قد أكون على الاتفاق ولن تخسري شيئا وقد

أكون غيرت رأيي ولن تخسري شيئا أيضا "

اقتربت من السرير بضع خطوات وقلت بحدة " بلى وحدي

من ستخسر وأنت تعلم ذلك جيدا "

نام وغطى جسده باللحاف ثم انقلب جانبا وقال وهوا يتثاءب

" تعالي نامي ورائي عمل يوم غد من الفجر وليس مثلك "

جلست على الأريكة ولم أنم حتى تأكدت من أنه نام وأنا أراقب

ملامحه لأتأكد , هذا المحتال كيف سأعلم حقيقة ما حدث ويبدوا

يتعمد عدم إخباري , أمسكت رأسي بقوة فكلما ترجح عندي أمر

منهما نسفه الآخر فقد نال مني هذا البيضة , وقفت واقتربت منه

لأتأكد من أنه نام وليس مثلي يجيد التمثيل , اقتربت أكثر وبقيت

أحدق في ملامحه , بيضة مسلوقة حقا لا أعرف كيف نمى له شارب

ولحية ؟ حتى أن لونهما بنيا من شدة بياضه , يع كيف يكون رجل

هكذا هذا فتاة متلثمة بشعرها , ابتسمت بخبث ومددت يدي للحيته

لأمسك شعرة منها وأنتفها فأمسك يدي بسرعة لأصرخ بفزع

وشدني للسرير متنحيا جانبا وقال " نامي أو قسما أريتك

ليلة كالبارحة "

شددت يدي منه بقوة ورميت يده عنها فقال مغادرا السرير

" أنتي لن تنامي ولن تدعي أحد ينام وليس هذا وقت نوم "

ثم وقف عند الباب وفتحه وقال مغادرا " هل تعلمي أنه

لك شيء يشبه الشامة في فخذك الأيمن "

ففتحت حينها عيناي على اتساعهما من الصدمة واختفى

هوا ضاحكا ومغلقا الباب خلفه









*~~***~~*









بقيت معهم في المطبخ الذي لا يقل سوءً عن مطبخنا ذاك حتى

أنهوا العشاء وأخذناه للغرفة وأغلبهن لم يجلسن معنا بل كيف

سنستطيع أن نجتمع جميعنا على سفرة واحدة أربعة عشر نفرا

وكنت طوال فترة العشاء ألوذ بالصمت وأكلت طبعا فلن أستطيع

أن أعتذر وأتحجج وحينما أخذوا الأواني غادرت معهم للمطبخ

وأصررت أن أغسل مع الفتيات الثلاث الكبار وأساعدهن بينما

البقية بقوا هناك لا نسمع سوا صوت الضحك والأحاديث المتفرقة

وآسر يشاركهم , يبدوا شخصا مختلفا هنا ليس ذاك الذي لا يعرف

سوا السخرية مني أو انتقادي والتسلي بي والذي تحول في الآونة

الأخيرة لغاضب مني دائما وقاسي , نظرت لصفاء وقلت ونحن

نجلي الأطباق معا " كيف والداك بهذا السن وأنتي في

الخامسة عشرة ؟؟ "

وضعت الصحن في المغسلة حيث ستشطفه دلال بالماء وتعيده

دالية لمكانه وقالت " والداي لم يرزقا بنا سريعا حتى عشر سنوات

أو يزيد وحين ولدت أنا كان أخي آسر في الخامسة عشرة "

قلت بصدمة " حقا كان كبيرا هكذا !! "

قالت مبتسمة " نعم وهوا من سماني صفاء وبعدها تتالينا كل

عام تنجب أمي واحدة ووالدي ربا أخي آسر منذ كان في الخامسة

والسنة التي دخل فيها كلية الشرطة كانت السنة التي ولدتُ فيها

ولم يتخرج منها إلا وأنا ودلال وداليا وعبير موجودات "

ثم تنهدت بحزن وقالت " وبعدها بثلاث أعوام أصيب والدي في

مكان عمله وهوا مقعد هكذا منذ ذاك الوقت "

قلت بحزن " يعني أنه على هذا الحال منذ ثماني سنوات "

هزت رأسها بنعم وقالت " وحين أصيب كنا سبع بنات وولدت

بعدها راوية وعلياء وإسراء وكله على أمل أن ينجبا ولدا يكبر

على الأقل ويساعد أخي آسر لكن الله لم يكتب ذلك وزادوا

على عنقه عدد الفتيات فقط "

غسلت الملعقة ووضعتها لداليا وقلت " الله لم ينساكم فمثلما

ربا والدكم آسر صغيرا وجده حين كبر "

نظرت لي وقالت " ألا يزعجك أنه يصرف راتبه علينا ؟؟ "

ثم نظرت للأرض وقالت " حتى أن فستانك ذاته الذي

زرتنا به سابقا ونحن السبب "

غسلت يداي بالماء لأزيل الصابون منهما ولففتها جهتي ممسكة

ذراعيها وقلت بجدية " صفاء لا تفكري أنتي ولا واحدة منكم في

هذا وآسر كما لا يقصر معكم لا يقصر معي وأنتم أولى مني لديه "

قالت داليا " لكنه رفض تزويج صفاء وقال أنه سيتكفل بدراستنا

جميعنا ويزوجنا أيضا فماذا إن لم يحصل على مال والدته من

زوجها السابق ؟ ستبقي كل حياتك في ذاك المنزل مثلنا "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " لو سمعكم آسر لغضب

منكما , ثم لو أنه ترككم لكنت غضبت منه فكيف ينسى

فضل والدك عليه "

ثم عدت لجلي الملاعق قائلة " ولا تخافا من كل هذا فآسر قال

أن قضية أمواله باتت وشيكة الحل وستنتقلون من هنا وتتغير

حياتكم فبسرعة ننهي عملنا قبل أن تأتينا والدتكم "

ضحكن معا وقالت داليا مقلدة لها " ألم تنتهين بعد يا كسولات

آسر وزوجته سيغادران وأنتن نائمات هنا ولم تعددن

ولا حتى الشاي "

ثم ضحكنا جميعنا وأنهينا باقي عملنا وسكبت دلال الشاي في

الكئوس وعدنا للغرفة , رغم أنها في الصف السابع الابتدائي

تبدوا تجيد كل شيء وتفهم كل شيء في الحياة وتبدوا أكبر من

سنها فهل صدق آسر حين قال أنهن لسن مثلي ولم يؤثر بهن

الفقر ؟؟ لكن لما لم يشعرن بما كنت أشعر ؟ ما المختلف بيننا

هل هوا وجود الأبوين والعائلة أم ماذا ؟؟!!!

بعدما شربنا الشاي غادرنا من عندهم وعدنا للمنزل في الصمت

الذي رافقنا ونحن ذاهبان لهم حتى وصلنا ودخلت وهوا يتبعني

وتوجه لغرفته قائلا " نهاية الأسبوع سأآخذك لزوجة أواس "

ودخل وأغلق الباب دون أن يضيف شيئا فتنهدت بأسى ودخلت

الغرفة وأغلقت الباب خلفي , على الأقل سأرى شقيقتاي أخيرا

فكم اشتقت لهما وخصوصا دُرر فلم أراها منذ ذاك اليوم في

قسم الشرطة أي قرابة الشهرين أو يزيد , خلعت العباءة وجهزت

فراشي ونمت نومتِ المعتادة مفترشة الأرض أحاول أن لا أفكر

في شيء بعدما حُسم الأمر ولن أخرج من هنا حتى لو استعاد

أمواله ولا أعلم يفعلها عمدا ليقهرني أم لسبب آخر ؟ أغمضت

عيناي وتمتمت بهمس " نامي يا سراب ولا تفكري في شيء "









*~~***~~*









جلست على طاولة التزيين لوقت ليس لشيء معين ولست

أعرف لما سوا لكي أكون مولية ظهري له بينما هوا مكانه

جالس على السرير وفي يده أوراق يراجعها أو لا أعلم ما يفعل

بها كل هذا الوقت ولا أسمع سوا صوت تحريكه لها من وقت

لآخر طويل , أي يأخذ في كل واحدة منها وقتا وليس يتحجج بها

مثلي , وما الذي سيضطره للتحجج فكل الأمر بيده يقول أطفئي

النور وينام من سيمنعه ؟ أنا مثلا التي بأمر واحد منه عاد مساءً

ووجدها في غرفته , إن أغضبته لن أنجى منه ولا من حساب الله

أيضا وهذا أكثر ما يكبلني ويبدوا كما يقولون إن شعر الرجل أنه

لا ظهر للمرأة يسندها لن يردعه عن أديتها شيء وأنا لا أحد لي

يخاف منه لذلك إن رضي علي تعامل معي بلين وإن غضب مني

عاقبني كما يريد , ترى ما وضع سراب لأنها مثلي لا أحد لها

عكس ترجمان عمها رئيسه ووالدته عمتها وسراب ليست مثلنا

تنظر للحياة من منظور مختلف وتافه حتى ترجمان أفكارها

تختلف عنها فكم يشغل بالي أمرها وأتمنى أن أعلم أخبارها

" دُره تعالي أريدك في أمر "

أخرجني صوته الجاد من شرودي فوضعت المشط الذي أمسكه

من وقت ووقفت وتوجهت نحوه ووقفت عنده فحتى اسمي غيّره

وعليا أن أرضى ولا أعترض , قال ونظره على الأوراق

في يده " تعالي اجلسي "

لففت حول السرير وجلست في الجانب الآخر فمد لي مجموعة

منها وقال " قارني لي هذه الأشهر أنتي عملتِ في محلات

عدة وتفهمين هذا بالتأكيد "

أخذتها منه ونظرت فيها قليلا ثم قلت " نعم سبق وعملت

على حاسبات ورقية مثلها "

مد لي قلم حبر وقال " إذا خلصيني من شيء لأنشغل

بغيره فالسنة قاربت على نهايتها "

أخذت القلم منه وأصبحت مثله عيناي على الأوراق وذهني

مع الأرقام أعمل عليها بتركيز حتى قلت " هل ستسافر

عمتك لترى ابنتها "

قال من فوره " سأتركها تأتيها لأيام وأخرج أنا "

نظرت له وهوا لازال ينظر لأوراقه ويكتب فيها وقلت

" لا .. اتركها هي تذهب لها "

نظر حينها لي بسرعة فقلت بنظرة ثابتة لعينيه " لماذا

ترفض مجيئها والبقاء هنا في وجودها "

لم يتحدث وعاد بنظره لأوراقه ففهمت أنه لن يجيب فعدت

بنظري لورقتي أيضا , لم أعد أريد مجيئها لأني لا أريد مشاكل

أكثر يكفي زوجته تلك تحملت غضبه مرارا بسببها وفي النهاية

اتهمتني بمحاولة قتلها , وضع الأوراق على الطاولة بجانبه

وقال " أطفئي النور وتعالي واتركي الورق والكلام

في هذا لغد "







*~~***~~*








نظرت للساعة في معصمي للمرة ما يقارب العاشرة وتأففت

وعدت بنظري للباب أراقب الداخلين والخارجين منه , تأخر كثيرا

من المفترض أنه هنا من ساعة , بعد قليل دخل من الباب متجنبا

الاصطدام بأحد المارة ونظر لي مبتسما ووصل عندي قائلا

" أعلم أني تأخرت ... آسف يا خالد "

قلت بضيق " وما أصنع بأسفك تتركني هنا في الصباح الباكر

لساعة كاملة ونسيت أنه ورائي دوام في الشركة "

سحب الكرسي وجلس أمامي وقال " سماح يا أخي كنت

مطرا وإلا ما كنت تأخرت "

قلت مباشرة " المهم بسرعة ماذا جد لديك "

هز رأسه بيأس وقال " والدتي مازالت مصرة أن لا أتزوجها

خصوصا بعدما رفضت شقيقتها شقيقي وقالت ستكون مطلقة

ولديها ابنة ومن ذاك الحديث الذي تعرفه لكني مصر

على رأيي ولن أتراجع عنه "

تنهدت وقلت " وأنا ضحية خططك يا بسام فلم ترى نظرات

شقيقها لي وأنا أخطبها منه , وضعي كان مزريا يا رجل "

قال بابتسامة صغيرة " لو لم تفعل هذا لن يوافقوا عليا يا خالد

فأن يصر عليها شقيق طليقها ستكون مصيبة ولا منجى لهم

منه سوا الموافقة علي "

قلت بهدوء حذر " اسمعني جيدا يا بسام إن كنت تنوي شرا

وتريد الانتقام منها فأخرجني من الموضوع يكفيها

ما رأته من شقيقي "

تأفف وقال " كم مرة ذكرتني بهذا يا خالد لا تنسى أنها

ابنة عمي ولن تشعر بها أكثر مني "

هززت رأسي في صمت فقال " والخطوة القادمة باتت

وشيكة ما أن تحكم المحكمة بطلاقها لأني أريد كلمة

فيها قبل أن تكمل عدتها "

قلت " وهي "

قرب وجهه مني قليلا مستندا بساعديه على الطاولة وقال

بصوت منخفض " تتحدث معها هي "

قلت بصدمة " ماذا !! ما هذا الذي تقوله يا بسام كيف أكلمها هي ! "

نظر حولنا وقال بضيق " أشششش أغلب رواد هذا المقهى

يعرفونني لا تفضح أمرنا يا رجل "

قلت بريبة " بسام أريد أن أفهم كيف تريد أن تتزوجها وتقول

أنها ابنة عمك وتخاف عليها وتطلب مني محادثتها "

هز رأسه وقال " لا تستعجل فهم الأمور أقصد أن تحاول فتح

الموضوع معها وهي سترفض بالتأكيد أي ستضغط عليها فقط "

قلت ببرود " بسام يكفي عند هنا ودوري انتهى ما أن أخبرتهم

أني سأصر عليها مرارا ولا أريد لها المشاكل فأبعدني عن باقي

مخططك وأقسم لولا معرفتي الجيدة بك ما وافقتك على هذا "

نظر جانبا وقال باستياء " جلبتك هنا دون نتيجة إذا "

فوقفت حينها وقلت مغادرا " إذا وداعا وأراك لاحقا "

ثم خرجت من هناك ركبت سيارتي وغادرت متمنيا أن لا

أكون سببا في مشاكل أخرى لها ولولا يقيني من نية بسام في

الزواج بها فعلا وتيقني من أخلاقه ومعدنه ما وافقته على كل

هذا لأني أعلم أن أهلها قد يضنوا بي وبها الظنون رغم

تأكيدي لإياس أنه لا شيء بيننا , وصلت الشركة ودخلت قسم

الموظفين وبدأ يومي الروتيني هناك الذي بدأته بالنظر لخلفية

هاتفي حيث صورة ندى ابنة مصطفى مبتسمة , كم أعشق هذه

الطفلة ولا أعلم لما فليست وحدها ابنة لأحد أشقائي لكنها تسرق

قلبي حقا ولا أطيق أن يمر أسبوع دون أن أراها وأسمع صوتها

وكلماتها المتقطعة , ماتت ابتسامتي عندما أظلمت شاشة هاتفي

معلنة أن وقت نظرتي الصباحية لها انتهت فنحينه جانبا وبدأت

عملي بجد وبدأ المكتب يعج بالعملاء لينهوا أوراقهم هنا ويصعدوا

للطابق الآخر ولم أرفع رأسي عن الملفات وطباعة الورق حتى

الثانية ظهرا وهوا وقت انتهاء يومي هنا فحملت هاتفي ووقعت على

انصرافي وخرجت وتوجهت من فوري للمنزل وما أن دخلت حتى

تقابلت والنازلة من السلالم فأنزلت رأسي وبصري عنها وقلت

بصوت مرتفع " أمي أين أنتي "

وتذكرت حينها تلك أن ترجع للأعلى راكضة فتوجهت للمطبخ

ووجدتها هناك وقلت بضيق " متى ستستحي زوجة ابنك على

وجهها أو ليخرج من هنا هوا وإياها "

نظرت لي وقالت بضيق مماثل " وما فعلته لك , لم يعد لدي

غيرك وهوا هل يخرج مثل إخوته أيضا وأبقى وحيدة ؟

أريد أن يكونوا أبنائه حولي "

قلت بضيق أكبر " فلتحتشم وتستر نفسها إذاً أليست

تعلم أنه يوجد شاب يعيش معكم هنا "

غسلت يديها متأففة ثم توجهت للخزانة قائلة " عروس

هل سنخنقها , ومؤكد لا تعلم بأنك هنا "

صررت على أسناني من الغيظ من تلك الوقحة وقلت " وكيف لا

تعلم أن هذا وقت قدومي فلم تدخل المنزل بالأمس فقط ثم لما

زوجته السابقة لم تكن هكذا وهي عروس "

نظرت لي نظرة حادة وقالت " هل تقارن هذه

بتلك الوقحة قليلة الحياء "

قلت بغضب " أمي أنا عشت هنا معها مثلك ولم أرى من

في أخلاق رغد , على الأقل كانت تراعي أن في المنزل رجل

آخر ولا تنزل إلا للضرورة وبحجاب وملابس ساترة , هذه

وكأنها في غرفة نومها فمعك حق لا وجه مقارنة بينهما "

كانت ستتحدث طبعا وتعترض والغضب على ملامحها أكبر

دليل لكني قطعت عليها الطريق بأن قلت مغادرا " نبهيها على

تصرفاتها أو أنا من سيخرج من هنا لتأخذ راحتها أكثر "








*~~***~~*








استيقظت صباحا ولم أجده فيبدوا نام خارج الغرفة , تكاسلت

كثيرا أمد يداي ثم غادرت السرير ودخلت الحمام وخرجت

صليت الصبح بما أن الفجر فآتني فهوا من كان يزن على رأسي

ويوقظني وكأن الله أرسله بدلا عن دُرر المزعجة , لبست بعدها

فستانا بألوان صيفية معاكس لأجواء الخريف الآن وزخات المطر

الرقيقة وجمعت شعري للأعلى ونزلت وأول ما قابلني شيء أصفر

مر مسرعا فابتسمت من فوري فهذه الطفلة ستسبب الجنون

لسدين بالتأكيد , وكما توقعت كانت تركض خلفها منادية

لها " ندى تعالي لن أتركك حتى تأكليه "

فنزلت أهز رأسي وعلى شفتاي ذات الابتسامة التي ترسمانها

هاتان الاثنتين كلما اجتمعتا أمامي , ما أن نزلت آخر عتبة حتى

كانت رغد خارجة من جهة غرفة الطعام وفي يدها علبة زبادي

وفي الأخرى ملعقة فتحولت ابتسامتي لسعادة فها قد خرجت من

غرفتها أخيرا , هذه العائلة أصبحت جزءً مني وأصبحت أشعر

بالفعل بالانتماء لها لو أزلنا ابنهم طبعا فهم طيبون حقا وطوال

هذه الفترة لم اسمع منهم أي كلمة جارحة ولا بغير قصد , قلت

بذات ابتسامتي " وماذا إن أمسكتم بها هل ستجبرونها على تناوله "

قالت بتذمر " عليها أكله فهي لا تحب الحليب وهذا

البديل الوحيد له "

رفعت كتفاي وقلت " هناك بدائل أخرى كقرنبيط

الزهرة مثلا غني بالكلسيوم "

قالت ونظرها على سدين قادمة وممسكة لندي بذراعيها

وتلك تبكي وترفس " الخضار تكرهه أيضا "

نظرت لهما أيضا وقلت " كله بسبب عمها وخالها يحضران

الحلوى والشيكولاته لها دائما فكيف ستأكل الخضار "

وصلت سدين حينها وهي تحاول إبعاد وجهها كي لا يكون

هدفا ليدي ندى التي ترميها في كل اتجاه وهزت رغد رأسها

وقالت بيأس " وكيف ستأكله وهي هكذا فمها مفتوح

على اتساعه "

ضحكت رغما عني ثم أخذته منها وقلت

" ندى هيا نضع فيه الشيكولا "

نظرت لي حينها ودمعة تتدحرج على خدها الصغير وقالت

بعد شهقة صغيرة " شيكولا "

هززت رأسي بنعم وقلت متوجهة جهة المطبخ

" اتبعيني بها فلا طريقة غيرها "

ثم دخلت هناك وهما خلفي وندى لازالت في قبضة سدين وقلت وأنا

أفتح الثلاجة " سنرى إن تركت لنا عروسنا سلسبيل شيئا هنا "

ثم أخرجت لوحا منها وأزلت غلافه وبدأت بكسره ورمي

القطع في علبة الزبادي على صوت ندى المعترض وهي

تمد يدها قائلة " لي أعتها لي جمان "

ولم آبه لها حتى خلطتها به وغرفت منه بالملعقة ومددتها

لفهمها قائلة " والآن أصبح أفضل أليس كذلك "

فأكلت الملعقة في الفور وجلست بها سدين على الكرسي

وقالت بتعب " أتعبتِ لي ساقاي من الركض يالك من مُتْعِبة "

ثم نظرت لي وأنا أطعمها وقالت لحظة خروج رغد من المطبخ

" متى قال إياس سيرجع اليوم ؟ مؤكد أخبرك "

نظرت لها محاولة إخفاء صدمتي فأين يكون وهوا البارحة

قال أن لديه اليوم عمل في المركز ! هل كان يكذب علي ؟ وكيف

سأنقذ نفسي من هذا المأزق الآن ؟؟ فلا خيار أمامي غير الكذب

عدت بنظري لندى وأنا أطعمها الملعقة الأخيرة وقلت

" لا لم يخبرني قال فقط قد يتأخر "

على صرخة ندى حينها وفمها مليء بالزبادي قائلة " إيااااث "

ونزلت من حجر سدين راكضة لمن وقف عند الباب أما أنا فتحولت

ملامحي لشيء يشبه الكرسي أمامي من الصدمة والإحراج وكأنه

يتعمد الظهور الآن ليُكذبني , رفعها للأعلى يقبل خدها بقوة بقبلات

متتالية وهي تضحك فتأففت ناظرة للسقف وحين نظرت لهما

كان ينظر لي وهوا يعض خدها وهي لازالت في ضحكة واحدة

فخرجت من هناك وللحديقة الخلفية فورا حيث عمتي وسلسبيل

ورغد التي تقطف بعض أوراق النعناع من أجل الشاي الذي كان

أمامهم , وصلت عندهم وقبلت رأس عمتي قائلة

" صباح الخير يا قمر "

فقالت مبتسمة " صباح النور اجلسي هيا كلي من

هذه الشطائر فأنتِ لم تفطري معنا "

جلست وسحبت لي واحدة منها وبدأت بأكلها لحظة خروج

إياس متوجها نحونا فتعمدت عدم لنظر جهته , وصل وقبّل

رأس والدته التي قالت بحنان " ماذا حدث معك بني "

جلس في الطرف الآخر مقابلا لي وسحب شطيرة له وقال

" كل شيء يسير على ما يرام وأخبرتك أني لن أتأخر

وها قد عدت مبكرا "

نظرت حينها له فكان ينظر لي مبتسما وكأنه يشمت بي لأني

ظهرت كاذبة أمامهم فتجاهلته تماما وسكبت كوب شاي وانشغلت

بشربه , حديثهم كان عن زواج سلسبيل وكيف سيتصرفون في عقد

قران سدين حيث أن سلسبيل ترفض فكرة جمعهما ورأي عمتي أن

يكون زواجهما معا حيث يكون سدين بعقد قران فقط أما سلسبيل

ستذهب مع زوجها وجيد أن سدين ليست هنا لصرنا في حرب

أما أنا فلم أشارك بشيء أشغل نظري عنهم بكل شيء حولنا

حتى وقف إياس وقال " سأرى ما يناسب أمين ونفعله وأفكار

النساء الناقصة هذه لا تدخل رأسي "

ثم لف حول جلستنا ومر من خلفي ووقف ورائي مباشرة ثم

انحنى لأدني ممسكا كتفاي بيديه وهمس فيها " لا داعي لأن

تغاري منها فهي مجرد طفلة "

ثم قبل خدي وغادر ليتركني آكل نفسي من الغيظ , وقح أنا غرت

منها ومن قبلاتك لها يا مريض , لا ويقبل خدي أمامهم وكأنه يقول

هذا تعويض لك , نظرت لعمتي فكانت تنظر له مبتسمة وهوا مغادر

أما سلسبيل فغمزت لي بمشاكسة فهددتها بأن عضضت على شفتي

وحمدت الله أن سدين ليست هنا طويلة اللسان تلك , كله بسببه

ذاك البيضة المغرورة









*~~***~~*









دخلت الحمام باللحاف كنهار أمس وكأنه لازال هنا ولست وحدي

في الغرفة , استحممت وخرجت بمنشفة الحمام هذه المرة وتوجهت

للخزانة فتحتها وأخرجت من الملابس التي اشتريناها يومها ولا

خيار أمامي غيرها فانتقيت بنطلون جينز وقميصا من الشيفون

بطبقتين كان أبيض اللون يميل للسكري وبه رسوم لأزهار كبيرة

باللون السماوي تقارب للون البنطلون وجففت بعدها شعري جيدا

بالمنشفة ثم نزلت للأسفل حيث أن مجفف الشعر ولباس الصلاة

هناك فلن أستطيع تجفيفه ولا أن أصلي الضحى إلا إن نزلت لغرفة

تلك الفتاة ولا يحق لي أخذ أغراضها للأعلى , وصلت للأسفل

لأفاجئ بالخادمات يخرجن بحقائب من ذاك الممر فوقفت

عندهم وقلت " ما هذا ؟؟ "

وقفت ووضعت الحقيبة على الأرض وقالت " هذه ثياب الآنسة

غدير , أمر السيد أواس بوضعها في حقائب لتأخذها السيدة

خديجة معها "

ثم عادت لحملها مجددا وتوجهت بها لباب المنزل ووضعتها

عنده وغادرت , يبدوا أنه قرر إخراج حتى ثيابها وسيقوم بإلغاء

غرفتها من المنزل فما هذا الجرم الكبير الذي ارتكبته بحقه أم أنه

كعادته يغضب من أي شيء ؟؟ لكن أن تدخل غرفته وهوا نائم

أمر لا يمكن تحمله من رجل لديه شهامة ويخاف الله حيث أنها

لم تخف ولا على نفسها فماذا إن كان دنيئا واستغل الوضع حينها

وأخسرها الكثير بسبب طيشها ذاك , توجهت للغرفة ودخلتها فكانت

فارغة سوا من أثاثها وإحدى الخادمات تخرج كيسا كبيرا فقلت قبل

أن تخرج " ماذا قال أواس بشأن الغرفة "

قالت من فورها " قال ننزل لها أغراض السيدة وجد "

نظرت لها بصدمة وكنت سأتحدث لولا أوقفتني اليد التي لامست

خصري وأرجفت جسدي بأكمله وقال صاحبها " هل أنهيتم كل شيء "

قالت الخادمة وهي ترفع الكيس " نعم وسننزل أغراضها كما أمرتنا "

وخرجت به تحمله بصعوبة ونظر هوا لي وقال

" هل من مشكلة يا دُره "

نظرت له فكانت ملامحه جامدة كعادته فنزلت بنظري للأرض

وقلت " بعض أغراضها كنت ... "

ولم يتركني أنهي كلامي وقال مقاطعا لي " ولما لم تخبريني

حين خرجنا "

نظرت له مجددا وقلت " المكان الذي أخذتني له لا يوجد

فيه ما كنت أسـ.... "

أبعد يده عن خصري وقاطعني مجددا وبضيق هذه المرة وقال

" كنتِ قلتِ أنك تحتاجين أشياء ليست هناك , نحن خرجنا

لتشتري ما تريدين ليس لأسوقك أنا حيث أريد "

كتمت غصتي في نفسي وتنهدت بقوة وضيق , يضع اللوم علي بينما

هوا وبائعاته لم يتركوني حتى أختار ما أريد , قال بذات ضيقه

" تكلمي خيرٌ من أن تسمعيني تأففك وتنهداتك "

رفعت نظري له وقلت " وإن تحدثت هل سيعجبك كلامي وتتقبله "

قال بذات ملامحه الجامدة ونبرته الحادة " إن كان يعكر المزاج

فاحتفظي به لنفسك وكفي عن التأفف وأنا أمامك "

أشحت بنظري بعيدا ولذت بالصمت لأني أعلم أمرا واحدا أن

كلامه لم ينتهي بعد وكما توقعت تابع قائلا بضيق " وكأني لست

موجودا لم تكلفي نفسك عناء إخباري ما تريدين وحتى الثياب التي

أحضرناها لم تلبسيها إلا اليوم , لا أكون لا أعجبك ولا أعلم "

أنزلت نظري للأسفل أفرغ ما بداخلي بضغطي على يداي في

بعضهما وقلت ببعض الضيق " هل سنصنع مشكلة من أجل ثياب

وأشياء تافهة , أخبرتك سابقا وقلتَ أنه ليس وقته فلم أفتح

معك الموضوع مجددا "

كان سيتحدث بل يبدوا كان سيصرخ بي هذه المرة لولا

دخلت عمته قائلة " أنا جاهزة هل نغادر "

فقال مغادرا " انتظرك في السيارة واسأليها ما تحتاج وأحضريه

معك من هناك فيبدوا أني لا أملأ عينها "

ولم أسمع بعدها سوا صوت خطواته الغاضبة مغادرا فهلاّ

شرح لي ما الذي فعلته أو قلته أزعجه أم عليا أن أسمع فقط

وأسكت ولا أدافع عن نفسي على الأقل , وجيد أن عمته دخلت

لكان تحول الأمر لشجار ولا أستبعد أن يسحبني لتلك الغرفة

مجددا , وما يعنيه بما قاله لها الآن ؟ لما عليها أن تشهد على كل

ما حدث بيننا , لا أعلم حتى متى سيعاملني كنكرة كخادمة من

خادمات منزله بل لا وضيفة لها سوا امرأة ينام معها حتى أبناء

منها لا يريد , قالت عمته ما أن غادر " ماذا بكما ؟؟ "

قلت ببحة مغادرة من أمامها " لا شيء "

فأمسكت يدي قبل أن أخرج وقالت " تحمليه يا دُرر أعلم أن

مزاجه متقلب وصعب التعامل معه لكنه ليس السبب في

ذلك ويستحق منك المحاولة "

سحبت يدي منها برفق وكنت سأغادر فقالت " أخبريني على

الأقل ما ينقصك لأحضره كي لا يغضب مجددا "

قلت مغادرة " لباس صلاة فلا بديل له هنا لما كنت طلبته "

ثم غادرت من عندها مسرعة وصعدت للأعلى








*~~***~~*









عند وقت الغداء وبعدما وضعته له على الطاولة ودخلت غرفتي

فاجأني بأن فتح الباب ودخل ودون حتى أن يطرق لكي أخرج

له كعادته , وقف واضعا يديه وسط جسده ينظر لي بضيق وأعلم

لما لأني لم آكل طبعا وما في الثلاجة كما هوا لم ألمسه , نظرت

للأرض أتجنب النظر له وخرج هوا من صمته قائلا " أَفهميني

فقط سبب توقفك عن تناول الطعام ؟ هل كله كرها لي "

ضغطت على يداي في حجري بقوة ونظري لازال للأسفل

وقلت بأسى " بل كره لي أنا وغضب من نفسي "

لاذ بالصمت ولا أعرف تأثير كلماتي عليه لأرفع نظري له

مصدومة حين قال بحزم " إذا لا تطبخي لي ولن آكل منك "

فهززت رأسي بلا دون كلام فقال " إذا أخرجي لتأكلي معي "

لذت بالصمت نتبادل النظرات وكان ينظر لي بتصميم على كلامه

فأنزلت نظري وقلت بشبه همس " وننسى كل ما حدث يومها "

قال من فوره " ليس بهذه السهولة يا سراب "

أغمضت عيناي بقوة وألم فخرج قائلا " انتظرك في الخارج

إن لم تخرجي فلن آكل "

مسحت الدمعة الوحيدة قبل أن تسبقها غيرها ووقفت وخرجت

وتوجهت للطاولة وجلست أمامه كي لا يكبر الأمر ويرفض

حتى طعامي فمن سيعده له ولا يمكنه جلب طعام جاهز من

المطاعم ولا أخذه من العائلة التي ربته , سمى بالله وبدأ الأكل

وبدأت آكل أيضا وفي صمت تام من كلينا








المخرج كلمات لإحدى مبدعاتنا أغاني الوفاء




حنت علينا رجالنا،،

بعد أن كنا مجرد


ترجمان: حمل ثقيل ..

سراب: هم بغيض..

درر:ألم من الماضي البعيد..


*****


فوقفنا نتعجب من سر هذا التغيير،،أهو

ترجمان:تحدي..

درر:حب ينهض من جديد..

سراب:أم تأنيباً للضمير؟؟!


*****


لازلنا لانفقه ماتخبئ الأيام لنا،، ولكن إلهي اجعلها...

درر: شفاءً من شبح الماضي..

ترجمان: حاضراً يبدد الأحزان..

سراب: حقوقاً تعود لأصحابها ،، فيزدهر ذاك المستقبل البعيد..



* سلمت الأيادي *


الفصل القادم يوم الاثنين إن شاء الله ..... ما نمر به في بلادي حاليا انقطاع

يومي للكهرباء كما اليوم ولساعات طويلة بسبب الطقس فإن تأخرت مرة عن

موعدي فالتمسوا لي العذر جميعكم وسأعمل جهدي لأكون عند موعدي المعتاد

معكم ودمتم بكل ود وحب جميعكم

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية