لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-15, 12:55 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث عشر)

 








الفصل الخامس عشر





النص بالمرفقات


شكرا للغالية عبق حروفي كلمات رائعة وعبرت عن

واقعهم بالفعل فسلمت يمناك .... وموعدنا الجمعة إن شاء الله



 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 1.txt.zip‏ (18.4 كيلوبايت, المشاهدات 38)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 02-01-16, 02:31 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السادس عشر)

 




صباح الخير جميعا


النص بالمرفقات



نهاية الفصل ...... موعدنا الثلاثاء إن شاء الله

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 3.txt.zip‏ (17.6 كيلوبايت, المشاهدات 35)
عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 05-01-16, 09:04 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السادس عشر)

 



الفصل السابع عشر












خرجت ركضا وخوفا عليها من حرارتها المخيفة وارتجافها

وصلت لصالة المنزل وكان أواس ينزل آخر عتبة في السلالم وما

أن رآني راكضة نحوه حتى ركض وتخطاني دون حتى أن يعرف ما

بها وها هوا ظهر الفرق فلك الله يا وجد , تبعته حتى دخل الغرفة وأنا

خلفه , جلس على طرف سريرها ومرر يده من تحت كتفيها وأجلسها

لتسقط متكئة على كتفه ولازالت ترتجف وتتنفس بقوة ولا تعلم

شيئا مما يحدث حولها , ضرب خدها بيده وقال

" دُره افتحي عينيك .... دُرر أنا أكلمك "

كانت المرة الأولى التي يناديها فيها بدُرر أمامي فيبدوا أن دماغه

اختلطت عليه الأمور أو ضن أنها لن تستقبل إلا اسم دُرر !! لكنها

لم تجبه أو تفتح عينيها وبقيتْ على أنينها وارتجافها فقلت

" حرارتها مرتفعة جدا تبدوا مصابة بالحمى "

أبعد شعرها عن وجهها بكفه ثم أمسك رأسها ودسه في حضنه

وقال " أخرجي عمتي وأغلقي الباب "

نظرت له بصدمة وقلت " ماذا ستفعل لها ! خذها للمستشفى "

قال بضيق " لن أقتلها فاخرجي واتركينا "

خرجت حينها مستسلمة للأمر الواقع فإن ناقشته أكثر قد يخرج

غاضبا ويتركها ابن شقيقي وأعرفه جيدا , بقيت في الخارج لوقت

أضع جميع التكهنات لما سيحدث ويريد فعله ولم أنجح فما سيفعله

لواحدة محمومة لا تعي شيئا ولا شيء سوا هذيانها المتكرر , يا

حسرة قلبي عليك يا أواس متى سترتاح ويرتاح من حولك , يبدوا

أنها كبتت كل شيء داخلها حتى انفجرت وهذه الحمى أكبر دليل

والله أعلم منذ متى مريضة وتعاني ولو لم يصر عليا لأراها ما

فعلت لأني ظننتها لا تريد أن ترى أحدا فليلة أمس كانت قاسية

على الجميع وخصوصا هي فكم صرخت وطرقت واستنجدت

وأواس كان لا يجيب عليا وإن لم يرحمنا بأن أخبرني عن مكان

المفتاح لبقيتا هناك حتى وقت عودته وماتت وجد وسُجنت دُرر

بسببها لآخر عمرها فليثه يفكر أنه تهور بما فعل ويبدوا النتائج

لازالت تتوالى ولن تنتهي هناك , بعد وقت فتح الباب وخرج منه

يمسك قميصه في يده يقطر ماءً وحتى قميصه الداخلي مبلل وقال

مارا من أمامي " أعطها خافض حرارة من صيدلية المنزل "

هذا فقط ما فعل وغادر وكأن شيء لم يكن , دخلت لها مسرعة

فكانت على سريرها بروب الحمام شعرها مبلل وبلل الوسادة

وقطرات الماء لازالت تجري على وجهها ونحرها فدخلت الحمام

من فوري وأخرجت المنشفة بعدما جمعت الثياب المرمية فيه

بعشوائية , وصلت عندها ولففت لها شعرها بها وحاولت تجفيفه

قدر الإمكان ويبدوا قل ارتجافها قليلا لكن حالها ما يزال سيئا

ولا تعي شيئا , خرجت من الغرفة مسرعة وتوجهت للصيدلية

المعلقة على أحد الجدران , سحبت الكرسي وصعدت فوقه

وأخرجت منها خافض الحرارة لأننا نضعه فيها فهي مزودة

بنظام تبريد , عدت للغرفة ولم أعرف كيف أتصرف فكيف

سأعطيه لها وهي غائبة عن كل شيء ؟؟ وضعت القارورة

على الطاولة وجلست على طرف السرير وحاولت إجلاسها

كما فعل أواس لتتكئ على صدري وبدأت بضرب خدها برفق

حتى فتحت عينيها قليلا فأخذت القارورة وفتحت غطائها ولأني

لن أستطيع سكبه في ملعقة قربتها من شفتيها وقلت

" افتحي فمك يا دُرر لتأخذي الدواء "

لكنها هزت رأسها رفضا وعيناها منسدلة للأسفل فقلت

بضيق " دُرر هذه صحتك ولن ينفعك أحد فخذي

هذا خافض حرارة ليس إلا "

قالت بهمس حزين ومتعب " لا أريد شيئا "

قربت القارورة لفمها مجددا وقلت " إن كان لي رجاء

لديك فخذيه يا ابنتي أرجوك "

قالت بذات الصوت المتعب " لما لم تقولي الحقيقة هناك

لما كذبتِ عليهم "

تنهدت وقلت " ولما لم تتكلمي أنتي هناك ؟ الجواب

لديك يا دُرر "

رفعت أصابعها ومسحت بهم طرف وجهها ثم مدت يدها

ببطء أمام عينيها وقالت " ما هذا !! "

مسحت على شعرها الرطب وقلت " روب حمام كما ترين فقد

كانت حرارتك مرتفعة وغائبة عن الوعي ولم أعرف ماذا

أفعل حتى جاء أواس وتصرف في الأمر "

انتفضت وهي لازالت في حظني ونظرت لنفسها ثم أمسكت

رقبته عليها بقوة وقالت بصوت مبحوح " أواس فعل هذا "

قلت بهمس " نعم "

حينها دست وجهها في صدري وبدأت بالبكاء فضممت رأسها

بذراعاي وقلت بحزن " نعم ابكي أفرغي ما في داخلك قبل أن

يقتلك يا درر فالكتمان حوّل غيرك لأموات "








*~~***~~*







أنهيت إعداد الغداء على الوقت تماما والحمد لله ثم خرجت من

المطبخ وتوجهت لغرفة الضيوف حيث ترجمان وما أن دخلت

حتى وقفتُ وقلت بصدمة " ترجمان ماذا تفعلين !! "

قالت وهي منشغلة بحقيبتها أمامها " هذه الثياب جديدة

لم ألبسها وسأتركها لك "

تنهدت بيأس منها فيبدوا هذيانها بأنها ستسافر لعائلة والدتها سيطر

عليها ، اقتربت منها وجلست أمامها وقلت وأنا أعيدهم مكانهم

" اتركي عنك هذا الجنون لن يلبس ثيابك أحد غيرك

ولا أريد أي صدقة منك "

رمتهم خارجها وأغلقتها سريعا وقالت وهي تغلق سحابها

" لا أعرف شقيقة تتصدق على شقيقتها وأنتي تحتاجينها هل

ستبقي بهذا الفستان كل حياتك تنتظري ذاك البخيل أن يتصدق

عليك بغيره من المال الذي يكنزه "

تنهدت باستسلام وقلت " لكن ما تفكرين فيه ليس حلا يا ترجمان

من قال أنهم سيستقبلونك هناك أو حتى يعترفوا بك ، إن كان لم يكن

لك جد أو جدة فلا تحلمي أن ينجح ما تفكرين فيه خصوصا

أنك متزوجة لكنا قلنا قد يزوجوك أحد أبنائهم "

قالت بضيق " وهل سيبقى الزواج يطاردني دائما ولا

توجد حلول في الحياة غيره "

قلت بهدوء " ترجمان فكري بعقل قليلا فعمك الأولى بك وقبله

زوجك لا تنسي فأنتي تتصرفين تصرف واحدة طلقها

زوجها وانتهى من حياتها "

قالت بجمود " وسيفعلها بالتأكيد فما يردعه خوفه من رفض

عمي ووالدته وأنا سأختصر الطريق عليه وأصر على

الطلاق فلن يلوم عليه أحد وقتها "

قلت بضيق " وهل يجبروه هوا وسيتركونك أنتي تتصرفين

في الأمر كما يحلو لك ؟ هم سيجبرونك أنتي أيضا وسترضخين "

نظرت لي باستغراب وقالت " سراب هل أنتي طبيعية

هل تتحدثين بجدية "

ثم مدت يدها لجبيني وقالت " تبدين مريضة وتهذين

بمثاليات لا تعرفينها سابقا "

أبعدت يدها عني وقلت بضيق " لا لست محمومة ولا أهذي وأخرّف

أنا لا أريد أن تضيعي في الشارع لأنه لا يرحم يا ترجمان فإن اكتشفتِ

أن عائلة والدتك مجرد خيال في دماغك والحقيقة مفجعة أكثر مما

تتصوري فلن تقبل نفسك أن ترجعي لهم هنا فأنا أعرفك

أكثر من نفسي "

قالت ببرود " لا توجد عائلة تنكر ابنتها "

قلت بجدية " لا تنسي أن هذه الابنة كانت ضائعة من عشرين عام

فحتى شعورهم بانتمائك لهم سيكون ضئيلا زيدي عليه أنك من غير

جنسيتهم وأقولها لك وأعيد إن لم يكن لك جدة تحديدا فلا تغامري

فوحدها قد تشعر بشيء ناحيتك لأنك ابنة ابنتها "

وضعت يداها وسط جسدها وقالت بضيق " سراب ما بك هكذا

تسدين النفس عن الحياة ؟ ما كل هذا النكد والتشاؤم ؟ لم

أعرفك هكذا "

تنهدت وقلت بحزن " معك حق سراب التي تعرفينها كانت ستقول

لك اذهبي ولا تتراجعي وكنت سأفعل مثلك وإن لم يكن لي عائلة

لكني يوم مرض آسر وضننت أنه مات جربت معنى أن تجدي نفسك

بلا أحد ولا شيء لك سوا الشارع فعليك أن تفكري جيدا في الخطوة

القادمة قبل أن تنفذيها يا ترجمان "

قالت بسخرية " يبدوا أن صاحب أنف المسطرة غيرك كثيرا "

قلت بضيق " تسببتِ لي بعقدة من أنفي لسنوات فلا

تعقديني منه الآن يا غبية "

قالت باستغراب " سراب هل أحببته يا حمقاء !! "

رميتها ببعض ثيابها وقلت بضيق " أَحبك غول يا وقحة ومنذ متى

كان الحب ينفع لشيء , وما في هذا المعدوم يجعلني أحبه "

هزت رأسها وقالت " سراب كل شيء فيك يتغير إلا حبك للمال

الذي يبدوا أنك لن تحصلي عليه مهما حاولتِ "

قلت بضيق " من حق أي إنسان أن يحلم بحياة مرفهة , في ماذا

أختلف عن الأغنياء ؟ ليس لهم يد زائدة ولا عين ثالثة والمال يغني

عن الحب أما الحب فلا يغني عن المال ولا يجلبه فما سأستفيد

إن أحببته وعشت حياتي هنا معه حتى الفئران ترحم حالنا ؟؟

سيغدقني بالكلام العذب ليلا ويقتلني وأبنائي بالجوع نهارا "

قالت ببرود " أشعب ذاك لم يتركنا إلا وهوا يغرس فينا

طباعه وأنتي أكثر المتضررين طبعا "

قلت بسخرية " لا يا حبيبة أهلك , من جعلك لصة وشرسة هكذا

غيره , كان يدربك على أطفال الحي حتى أصبحتِ بطل المنطقة

بأكملها وحتى الجدران علمك كيف تتسلقينها وقتل قلبك نهائيا "

رمت يدها بلامبالاة وقالت " اتركينا من كل هذا وجِدي لنا

حلاً غير السفارة لنعرف كيف نجدهم "

هززت رأسي بيأس منها وقلت " لا تبني برجا عاليا قد يقع

عليك إن لم يحصل ما تريدين "

قالت بحزم " لن أرجع لذاك المغرور مهما حدث "

ثم تابعت بابتسامة مازحة " بسيطة إن لم أجدهم أرجع لك

هنا ويتزوجني ذاك البخيل أيضا ما رأيك "

نظرت لها بصدمة ثم انقلبت للخلف أضحك بهستيرية فرمتني بقطعة

من الثياب وقالت " ما يضحكك في الأمر , هذا بدل أن تتضايقي "

جلست مجددا وقلت مبتسمة " وننتظر حتى يطلق ذاك دُرر

ليتزوجها أيضا ونرجع كما كنا سابقا "

ثم قلت ضاحكة " لا أتخيل شكله سيصاب بالجنون منا بالتأكيد

وفي النهاية سيطردنا أنا وأنتي ويبقي دُرر "

ضحكت وقالت " أخاف أن يبقيك أنتي يا غبية ويطردنا نحن "

سمعنا حينها باب المنزل وهوا يغلقه بقوة فتوقفنا عن الضحك

فجأة وقالت ترجمان بهمس " جيد أن باب منزلكم هكذا لكان

دخل دون أن نعلم وسمعنا "

وقفت وقلت ممسكة ضحكتي " وليسمع .. نحن لم نقل

شيئا نبحث له عن عروس فقط "

ثم خرجت وكان هوا داخلا يتحدث في هاتفه متوجها ناحية

غرفته ويقول " لا اتركيها أنا تحدثت معهم وأخذت لنا موعدا

هذا الشهر وغدا سأمر بكم لا تأخذوها لؤلئك المشعوذين

وتصدّقوا أنه دواء أعشاب "

ودخل الغرفة واختفى صوته هناك وأنا أنظر له باستغراب , من

هذه وأين سيأخذها بل من التي يتحدث معها ؟؟؟؟ رفعت كتفاي

بلامبالاة ودخلت المطبخ وجهزت طعامه على الطاولة وجهزت

آخر لي وترجمان ثم خرجت لآخذه للغرفة وكان هوا جالسا ببذلته

ويأكل , أستغرب حقا حاله بهذه البذلة والنجوم على كتفيه ويدخل حيا

كهذا ؟؟؟ صورتين لا يتطابقان أبدا , لو كنت شخصا مارا من هنا

ورأيته لكنت ضننت أنه قادم للقبض على أحدهم , والأعجب أن أهل

الحي يبدوا يعرفونه جيدا فكم مرة يطرقون الباب في الليل طلبا لنجدته

في أمر ما بما أنه ضابط وسيتصرف سريعا فكيف اقتنعوا بهذه الطفرة

في حياتهم !!!!! دخلت الغرفة وأغلقت الباب ووضعت الطعام وما

أن جلست حتى نادى " سراااب "

فلويت شفتاي ووقفت وخرجت له فقال وهوا ينظر لصحنه

" أين الماء "

تحركت للمطبخ دون كلام فلا أريد أن أُسمع صوتنا لترجمان

يكفيني ويكفيها ما بنا , فهل هوا لا يعرف مكانه مثلا أم يريد أن

ينكد علي طعامي , وضعت له الماء على الطاولة وعدت للغرفة

في صمت دخلت وأغلقت الباب مجددا وجلست أمامها وقلت

" لا يشبه طعامكم هناك طبعا لكن لا يوجد لدينا أفضل منه "

قالت مبتسمة " لا تنسي أننا عشنا سويا ونعرف ماذا كنا نأكل

هل سأتبطر على شيء عشت عليه "

تنهدت وقلت بحزن " حتى هناك لم يكن طعامنا هكذا "

قالت بتوجس " وما تخططين بشأنك ؟ أنتي لم تخبريني بشيء

ويبدوا أنك تتركيها مفاجأة للجميع "

هززت رأسي وقلت " لم أترك شيئا لم أفكر فيه ولا حل لي فلا

أهل عندي ألجأ لهم سوا عم مات لا أعلم من تكون عائلته , وماذا

إن فررت من هنا أو جعلته يطلقني ثم هم طردوني ولم يستقبلوني

وحتى والدتي يرفض أن يقول لي شيئا عنها ولا أعلم حية أم ميتة "

كانت ستتحدث لولا أوقفها صوته المنادي " سرااااب "

فأمسكت ضحكته بيدها وقالت " اذهبي له يبدوا لا يطيق فراقك

وأنا أفسدت عليكما "

رفعت الوسادة ورميتها عليها ووقفت وخرجت , كنت أعلم أنه

يتعمد هذا فإن كان غرضه إزعاجي فقد اعتدت لكن المصيبة أن

يكون يريد بكل هذا أن تفهم ترجمان أنه عليها المغادرة , وقفت

عند الباب بعدما أغلقته خلفي فقال ونظره على صحنه

" تعالي أجلسي "

نظرت له بصدمة فرفع نظره لي وقال " سمعتِ أم أعيد "

اقتربت منه وقلت بصوت منخفض " سمعت وعليا أن

أتناول الطعام معها فهذا لا يجوز "

وضع الملعقة ووقف وقال " ومن قال أني أريدك أن تأكلي معي

كنت أريد أن أسألك عما حدث بينهما وما فهمتِ منها "

لففت نحوه وأمسكت يده وسحبته لغرفته وأغلقت الباب خلفنا

وقلت بضيق " يبدوا أنك تريد أن تسمعنا وتغادر , لا

تخجلني مع صديقتي يا آسر رجاءا "

وضع يداه وسط جسده وقال بضيق " لن تعلميني أنتي التصرف

بنبل وآداب التعامل مع الناس وتعلمين جيدا أني اليوم لن أستطيع

المجيء هنا بعد هذا الوقت وإياس هاتفه ما يزال مقفلا ولن يرجع

قبل صباح غد وعلينا أن نفهم لنعرف كيف نتصرف "

قلت بجدية " لو كنت مكانها هل كان يرضيك أن أحكي عن

مشاكلنا لصديقك , أنا وأنت لا دخل لنا في شيء ولن يلومك

صديقك إلا إن أخرجتها من منزلك ولن يجدها أحد بعدها

فأنا أكثر من يعرف ترجمان "

ثبت نظره على عيناي وقال " لو كنتِ أنتي مكانها لما

رضيت حتى أن تحكي لها هي "

كانت نظرته ونبرته مقصودة جدا فهل يقصد بها أن ترجمان

أخطأت بأن حكت لي أم يقصد أنه عليا أن لا أتصرف مثلها إن

مررنا بنفس الموقف ؟؟ وضعت يداي وسط جسدي مثله وقلت

" لعلمك فقط أنه لا توجد فتاة لا تحكي لأهلها عن سبب تركها

منزل زوجها وشجارهما ونحن لا عائلة لنا غير بعض "

ثم رفعت سبابتي وقلت " وشيء واحد فقط أريد قوله لك

أني لو كنت مكانها لفعلت مثلها وأكثر ولا أتخيل أن تفعلها

لأنها حسنتك الوحيدة عندي "

نظر لي باستغراب أو استفهام ثم قال " ماذا حدث بينهما يا

سراب فيبدوا الموضوع لم يصل لعمها فدعينا نقتصر

الشر من أوله "

قلت بجدية " وتجد فيك زوج الشقيقة المعين أم لا "

بقي ينظر لي بصمت فقلت مغادرة " إذا لا داعي لأن تعلم "

أمسك يدي وأوقفني قائلا " لن أعتبرها إهانة منك يا سراب

فلم أَرد حتى الذين لا أعرفهم لأردك فيها "

التفت له وقلت ونظري مثبت على عينيه " ضَرَبها فأرني

أنك لست مثله ولن تقف معه "

قال بهمس مصدوم " ضربها !! "

قلت بجدية " نعم وهي تريد الذهاب لعائلة والدتها ولن ترجع له "

اجتازني وفتح الباب قائلا بضيق " جن إياس هذا بالتأكيد فما

سيخلصه من عمها الآن "

ثم غادر وتركني أكاد أجن من الغيظ , هل هذا ما يعنيه في

الأمر أن عمها لن يرحمه وفي النهاية فكر فيه هوا وليس هي








*~~***~~*








أصبح الأمر كله أشبه باللغز فمنذ اتصلت والدتي ببسام من هاتفي

ولم تقل له شيئا بل وأغلقت الخط وهي صامته وتنظر لي بنظرات

لا أفهمها ولم ترجع هاتفي لي ولا تتحدث عن السبب وكل ما قالته

( أتركوه يأتي ولكل حادث حديث ) وأنا في حيرة من أمرها

ولا أفهم ما حدث جعلها هكذا !!!

كنت أطعم ندى غدائها حين مرت من خلفي قائلة

" أعطي ابنتك لسدين واتبعيني لغرفتي يا رغد "

يبدوا أنها ستنطق بالجوهرة أخيرا وترحم نفسها وترحمني من

نظراتها الغير مفهومة , وقفت وقلت " سدين أطعميها ولا

تكثري لها كعادتك وتتسببين لها بالإمساك "

قالت وهي تنظر خلفها " حسنا لكن ما بها أمي حتى

الغداء لم تتناوله معنا "

غادرت قائلة " يبدوا أن مشكلة ابنها وزوجته تشغلها "

غادرت جهة غرفتها ودخلت فقالت " أغلقي الباب وتعالي "

أغلقته واقتربت منها وجلست على الكرسي المقابل لها وقلت

" ما بك يا أمي منذ تحدثتِ مع بسام حالك لا يعجبني

وتحجرين على هاتفي "

رمته على الطاولة أمامي وقالت " من أين يعرف بسام رقمك

وأنتي قلت أنك لا تملكين أرقامهم "

نظرت لها بصدمة وقلت " من !! أنا "

قالت بضيق " لا أنا , هوا ذكر اسمك ما أن فتح الخط وانظري

كم مكالمة بعدها وهوا يتصل بك ولم أجب عليه فتكلمي ما بينكما "

شهقت بقوة ووقفت على طولي وقلت بصدمة " تشكين بي يا

أمي !! أكلم ابن عمي وأنا متزوجة ! هل تريني بهذا السوء "

ضربت يديها على بعض وقالت " من تفعلها مرة تفعلها ألفا "

شعرت بعبرة غصت في حلقي بل وحرقة في قلبي ومن أعز

الناس لدي وأقربهم فكم سيتكرر من مصطفى في حياتي ؟؟

قلت بعينان تمتلئ بالدموع " هل هذا تفكيرك بي ؟ لن ألوم

على مصطفى إن كنتِ أنتي والدتي تقولين هذا "

قالت بحدة " وكيف عرفه ها أخبريني , هل تعلمي ما ستكون

النتائج إن علم شقيقك , حتى متى ستتصرفين بطيش "

خرجت ركضا من غرفتها ودموعي تعبر خداي ولم أتوقف حتى

وصلت غرفتي وأغلقتها خلفي ونزلت على الأرض أبكي بمرارة

وحرقة وها هي نتائج خطئي ستتبعني لآخر عمري وسيبقى الجميع

ينظر لي نظرة المشوهة من الداخل التي لن تتوقف عن ارتكاب الذنب

الذي فعلته يوما وباقتناع منها , طرق أحدهم على باب الغرفة فلم أجب

فطرق بقوة أكبر فوقفت ومسحت دموعي وفتحت الباب فكانت الخادمة

وفي يدها هاتفي وكان يرن وهوا على الوضع الصامت وقالت

" السيدة الكبيرة قالت أعطيه لك وقالت لك ارحميه قبل أن يأتينا هنا "

نزلت دموعي مجددا وأخذته منها وأغلقت الباب ورميته على السرير

بطول يدي وجلست على الأرض وعدت للبكاء , من حقها أن تشك

بي فزيادة عن أني فعلتها مع مصطفى سابقا هي تعلم كالجميع أن بسام

سبق له وخطبني لكن الكارثة أن يكون ظنها بي أني أكلمه الآن أو بعد

زواجي وأنا في منزل زوجي , بعد قليل وقفت وتوجهت للهاتف الذي

لا تتوقف شاشته عن الإضاءة ورفعته ومسحت أنفي بظهر كفي وفتحت

الخط ووضعته على أذني فجاء صوته قلقا " رغد ما بك تتصلين بي

ثم تغلقين الهاتف في وجهي ولا تجيبي على اتصالاتي "

قلت ببحة " من أين علمت أنه رقمي أنا "

سكت قليلا ثم قال " ابنة عمي كيف لا أعرف رقم هاتفك "

قلت بعبرة بدأت تخنقني " وإن يكن فهل تعرف أرقامنا جميعا , والدتي

كانت من اتصلت بك بهاتفي لأن إياس هاتفه مقفل وحين سمعت

اسمي منك ظنت أني أكلمك لذلك تعرف رقمي وتسببتَ لي

بمشكلة معها ولن تصدقني مهما قلت "

قال بصوت هادئ " أنا آسف حقا "

قلت بحدة " وما أفعله بأسفك ؟ ماذا إن كان زوجي من فعلها أو أخي

إياس هل فكرت في نتائج فعلتك هذه ؟ وها أنا أصبحت مشوهة

الصورة لدى والدتي بسببك ولن تصدقني مهما قلت لها "

قالت بذات هدوئه " سأكلمها وأفهمها كل شيء , فقط

توقفي عن البكاء "

قلت بضيق وببكاء أشد " نعم زدها على ما فيها من تعقيد

فما ستفكر فيه غير أني اتصلت بك وأخبرتك "

قال بصوت خجل " حسنا كيف أصلح كل هذا أقسم أني جننت حين

رأيت رقمك يتصل بي وإياس معي هنا وظننت أن مكروها أصابكم

ولم أعرف ما أفعل ولا أستطيع إخباره وكنت سأغادر المزرعة

للتو وأذهب لكم "

شهقت بقوة وقلت " وهذا ما ينقصني , أقسم أن تذبحني والدتي أو

تخبر إياس , أنت من أي مصيبة حللت علي "

قال ببعض الضيق " قلت آسف ومستعد أن أفعل ما تريدين "

قلت بحدة " لا أريد شيئا سوا أن تنسى رقم هاتفي واسمي من الوجود "

ثم أغلقت الهاتف في وجهه ورميته مجددا على السرير وارتميت

بجانبه أبكي بمرارة أشد






*~~***~~*









صَف الأوراق أمامي وقال " هذا كل ما وصلنا منهم

ولم نعطهم ردا "

جمعتها وشققتها ورميتها في سلة المهملات وقلت بحدة

" ألف مرة قلت صفقات مع مصارف تعمل بالفائدة لا أريد

ويضنونني طفلا ويموهون الشروط , لا يعنيني أنها صفقة

لسيارات معرضي وسمعته , تعجبني التجارة الفردية "

ثم رفعت هاتفي قائلا " غادر الآن "

غادر من فوره وأجبت على رقم عمتي التي كانت تتصل وقالت

ما أن فتحت الخط " حلفتك بالله يا أواس تأتي وتأخذ زوجتك

للمستشفى أتعبتماني أنت وهي ولعلمك حرارتها في تزايد ولم

تجدي في شيء تلك الجرعة الصغيرة التي أجبرتُها عليها فهي

تحتاج لحقنة تطفئ هذه النار المشتعلة "

قلت بضيق " قادم قادم فلتلبس عباءتها وحجابها لا

أريد أن أتأخر لدي موعد مهم "

وخرجت بعدها من المعرض وركبت سيارتي وغادرت لتعاودني

صورتها اليوم وهي ترتجف في حضني وتردد عبارات كرهها لنا

ولوجودها معي , فقط يا دُره أسابيع معدودة فقط جعلتك تكرهين

كل شيء ولم تري فيها شيئا مما رأيت فما سأقول أنا ؟ متى ستتوقفين

عن جرحي عن جلدي بصوتك الذي لا يرحم فإن كان في صغرك

أذاه لي فاق الجسد فهوا الآن كسوط من نار يضرب بلا رحمة

وصلت المنزل ونزلت ودخلت بخطوات سريعة وكانت عمتي تسندها

لتخرجها جهة الباب ورأسها للأرض فاقتربت منهم وأمسكت ذراعها

وشددتها منها وملت لأمرر ذراعي من خلف ساقيها وحملتها بين

ذراعاي بخفة وتوجهت بها ناحية الباب وعمتي تتبعنا قائلة

" سأذهب معكما مؤكد سيعطونها مغذي وأنت لديك موعد "

قلت وأنا أخرج من الباب " لن أغادر من هناك حتى أحضرها

معي ولا داعي لذهابك يا عمتي "

خرجت للسيارة أركبتها في الكرسي بجانبي وركبت وغادرنا

وقلت بضيق " لا أعرف أحدا يعبث بصحته مثلك , هل أنتي

طفلة ترفضين الدواء , ماذا تريدين بهذا ؟؟ تموتي وترتاحي

من الوحش أواس "

اتكأت على النافذة وحضنت نفسها بذراعيها وقالت بصوت

ضعيف " لست أنا من تخسر دينها وآخرتها وتقتل

نفسها من أجل أي شيء "

قلت بضيق أكبر ونظري على الطريق " وبما أفسر تصرفاتك ؟

هذه ثاني مرة ترفضين شيئا من أجل صحتك , إن أخبرك عقلك

أني بلا هموم فانتقمي منه وكدري حياته فقد أخطأ "

قالت بشبه همس " لا أعرف أحدا يشتكي من هموم هوا سببها "

لأنفجر حينها غاضبا " لا تردي عليا الكلمة بمثيلتها يا دُره

وقلت ألف مرة تجني غضبي وإغضابي ولكني كأني أشرح

للجدار "

انكمشت حينها على نفسها ودخلت حالة الصمت التي تلازمها

عندما يثور فيها أحدهم غاضبا وكل هذا بسببه بسبب ذاك الجد الحنون

المحب لحفيدته , وصلنا عندها للمستشفى ونزلتُ ونزلتْ هي وحدها

تحاول المشي مستندة بالسيارة فلففت نحوها وحملتها مجددا وقلت

سائرا بها جهة باب المستشفى " وناقشيني الآن وارفضي وقسما

أن تري أواس لم تراه ولا وجد "

لتفاجئني حينها بأن لفت ذرعاها حول عنقي ودست وجهها

فيه وقالت بهمس " أقسم أني موجوعة ولا ينقصني أوجاع أكثر "

كنت أشعر بحارة خدها المشتعل ملامسا لخدي وتنفسها القوي

الساخن يلفح عنقي بل أشعر بأشياء أكبر وأعمق وأقوى بكثير

مما تخيلت أشياء جعلت أواس يدخل من الباب الرئيسي للمستشفى

بدلا من باب الطوارئ لنصبح فرجة للجميع وكأننا في فيلم هندي

أوصلتها قسم الطوارئ ودخلت بها للغرفة وأنزلتها على السرير

واقتربت منا إحدى الممرضات فشددت الستار عليها وقلت

" أخبري الطبيب خالد عمران يأتي هنا "

قالت من فورها " دعني أرى إن كانت تحتاج فعلا لطبيب "

قلت بضيق " قلت أخبريه يأتي وقولي له أواس سالم مجدي

يطلبك في هذه الغرفة تحركي "

غادرت من فورها تتمتم بضيق ووقف الجالس هناك مع المرأة

النائمة على السرير وشد الستار عليها وكأنه يقول لي واحدة

بواحدة لا ترى أنت أيضا زوجتي فرفعت الستار قليلا ودخلت

معها ووقفت عند سريرها وهي شبه مغمضة عينيها ووضعت

يدي على جبينها فقالت بشبه همس " أريد طبيبة أواس

ليس طبيبا أرجوك "

أبعدت يدي وقلت " سيرى حرارتك ويحقنك بإبرة فقط وأنا معكما "

قبضت بيدها على غطاء السرير وقالت " ألن يرى نبضي وتنفسي

بسماعته ويكشف عني , أريد طبيبة أو ممرضة لا أريد رجلا "

خرجت حينها من عندها وكان الطبيب خالد داخلا الغرفة

فصافحني وقال مبتسما " مرحبا أواس يا محاسن الصدف "

قلت ببرود " محاسن صدف وأنا من طلبتك "

قال بذات ابتسامته " مررها يا رجل , أخبرني من معك مريض "

وضعت يداي في جيوبي وقلت " زوجتي ولا تريدك فأرسل

لنا طبيبة تعرفها جيدة "

ضحك وقال " طردة معتبرة ولكن لا بأس سأرسل لك واحدة

فورا , هل تأمرني بشيء آخر "

هززت رأسي بلا فقال مغادر " أنا في الطابق الثالث إن

احتجت أي شيء "

وخرج وأغلق الباب خلفه وعدت أنا ناحيتها ووقفت مستندا

بالجدار عند رأسها وما هي إلا لحظات وانفتح الباب وسمعنا

صوت أنثوي قائلا " أواس مجدي هنا "

قلت وأنا واقف مكاني " نعم هنا "

فدخلت واقتربت خطواتها منا حتى أبعدت الستار واقتربت ووضعت

جهاز قياس الضغط على الطاولة بجانبي ثم جلست على طرف السرير

وأخرجت مقياس الحرارة من جيبها ووضعته لها في فمها وقالت

" منذ متى ارتفعت حرارتها "

قلت مباشرة " منذ الصباح "

نظرت لي وقالت بصدمة " منذ الصباح وحتى المساء لتحظرها "

قلت ببرود " هكذا كانت الظروف "

أخرجت مقياس الحرارة ونظرت له وقالت " أوف أربعون

وشرطتين كدتِ تحترقين "

قاست لها ضغطها وكشفت عليها سريعا ثم أخرجت حقنة من

الدرج وقالت " هل أنتي حامل ؟ "

فنظرت أنا للجانب البعيد لتهمس هي " لا "

قالت الطبيبة " علينا أن نتأكد إذاً "

قالت بصوتها المتعب الهامس ذاته " لست حاملا فأنهي

عملك بسرعة أرجوك "

قالت بجدية " آسفة علينا التأكد أولا فلست على استعداد

لتحمل المسئولية "

ثم أخرجت ورقة من جيبها وقلما وقالت " متى كانت أخر دورة لك "

ليشتعل وجهها احمرارا فوق احمراره بسبب الحرارة فقلت بضيق

" أنا أتحمل المسئولية فأنهي عملك "

تنهدت حينها وقالت وهي تركب رأس الحقنة " لا تنسى كلامك

هذا حينها فإن كانت حامل فالخطر سيكون كبيرا عليها وعلى ابنك "

ابني !! بدت الفكرة سخيفة وساذجة ليس لأني لم أقربها بعد لكن لأنه

لن يكون لي ابن وأنا لم أتصافى مع أحد فكما كان ذاك قراري وقت

زواجي بوجد وأجلتهم برغبتي سيكون الأمر الآن ولن أنجب منها ابن

يربيه غيري وتتكرر معه مأساة والده , يوم تصيرين لي بالفعل يا

دُره سنفكر جديا في الأبناء , يوم يموت جدك ذاك من ماضيا قبل

حاضري وينسى عقلي صورتك وأنتي تجلدينني ويصبح في قلبك

لي نصف ما كان في قلبي لك سنعطي فرصة لشيء يربط بيننا أما

الآن فمستحيل أن يكون ذاك منك أكثر من غيرك , حقنتها بحقنة

وسكبت أخرى في المغذي وحقنتها به وقالت " من الأفضل أن تبقى

تحت المراقبة الليلة فنبضها أيضا غير مستقر وضغطها منخفض

ويمكنك إخراجها صباحا "

ثم قالت مغادرة " سأزورها فيما بعد يمكنك تركها هنا وكن

مطمئنا عليها "

وخرجت من الغرفة فنظرت لها حين رفعت يدها بصعوبة

لوجهها تحاول سحب حجابها للأمام فنظرتُ بتركيز للأثر

في ظهر كفها ثم مددت يدي ولمسته برفق وقلت

" من ماذا هذا ؟؟ "

فسحبت يدها سريعا وقالت " جرح بسيط من ليلة أمس "

أمسكت يدها ونظرت لها وقلت " هل حاولت جرحك أو

قتلك ... تكلمي "

سحبت يدها من يدي وقالت بهمس " لا كان بالخطأ "

مددت يدي أمام وجهها ولا زلت واقفا خلف رأسها وقلت بأمر

" أعيديها هنا "

رفعت رأسها ونظرت لي ثم أعادته للأسفل فقلت بحزم

" قلت أعيديها "

فرفعت يدها ببطء ووضعتها في يدي فقبضت عليها بقوة وقلت

" ليكن هذا في علمك يا دُره الشيء الممنوع عني يكبر كثيرا

في رأسي وأفعله مهما كانت النتائج "

قالت بهمس " فهمت "

أرخيت حينها قبضتي عليها دون أن اتركها ومضى الوقت ونحن على

صمتنا ويدها لازالت في يدي وإبهامي يتحسس نعومة بشرتها حتى

نامت ويبدوا من أثر الحقنة وشيء ما مازال لا يطاوعني لأترك يدها

فيبدوا مسألة العناد لم تكن سوا حجة , ابتعدت عن الجدار ووضعتها لها

بجانبها ممدودة ونظري على ملامحها الساكنة وتنفسها الذي لم ينتظم

بعد وخداها اللذان لازالا محمران بشدة , وضعت يدي على جبنها فكانت

حرارتها انخفضت عن السابق , هيا اذهب يا أواس انتهت مهمتك حتى

حرارتها تأكدت منها بنفسك فماذا تنتظر , ولكن ما أكثر ما يتجاهلني

عقلي مهما قلت , مددت يدي ببطء لوجهها لتلمس أطراف أصابعي

شفتيها وشعرت بشيء كلسعة البرد فأنزلتهم لذقنها وأمسكته وملت لهما

وكانت بالفعل القبلة الأغرب رغم أنها لا تسمى قبلة في قاموسي ومعها

خصوصا , ابتعدت سريعا وتركتها وخرجت وغادرت المستشفى فقد

تأخرت على الرجل الذي ينتظرني منذ وقت وسأرجع فيما بعد

أخرجت هاتفي وأجريت اتصالا وأنا أخرج من الشارع فأجاب صاحبه

سريعا فقلت مباشرة " زوجتي ستنام عندكم الليلة فأريدها في غرفة

مستقلة قريبة من هناك لا أريد أن يتجولوا بها في جميع الممرات "

قال ضاحكا " أراها أولا إن كانت من الحسن ما يستحق نقلتها

في الغرفة المجاورة "

قلت بضيق " خالد تعلم أني أكره المزاح في هذه الأمور ووفر

علينا زيارتك لها "

قال ضاحكا " لا تقلق وسأنقلها فورا "

قلت " وأريد ممرضة معها لدي مشوار ضروري وسأعود

تكون معها لبعض الوقت فقط "

أنهيت بعدها المكالمة معه وغادرت حيث وجهتي المحددة

لأرجع للمستشفى , لا أعتقد أن جدها وضع من يراقبنا لكن

الاحتياط واجب وسيجدها فرصة مواتية لأخذها وإخفائها وإن

كان لا يستطيع إخراجها من البلاد







*~~***~~*









وقفت مقابلا له وهوا واضعا يديه وسط جسده وقلت

" هل سنغادر الآن "

نظر جانبا وقال " غادروا أنتم أنا سأبقى اليوم أيضا وأغادر

من هنا لعملي فجر الغد "

بقيت أنظر له بصمت واستغراب من حاله وحال الأغلبية هنا فصديقه

غادر ليلتنا الأولى هنا دون أن يعلم أحدا ولم يتحدث مع أحد طوال بقائه

هنا وإياس حاله ليس أفضل منه يثور بسهولة ولو مازحته فقط لألحق بهما

أنا منذ مكالمة رغد لي بالأمس لتقلب مزاجي من التوتر والقلق بادئ الأمر

للمزاج المعكر بعدما أجابت علي , تُلقي عليا باللوم ورقمها من اتصل بي

كيف كنت سأعلم أن والدتها من اتصلت ولما لم تتصل بهاتفها هي ؟؟

ظننت أن آخر جراحك لي يا رغد يوم رفضتني وتزوجت بذاك ورغم

كل شيء كدت أجن من الفرحة حين علمت بخبر طلاقك القريب دون

حتى أن أتحقق من صحته لكنك وعلى ما يبدوا لا تستحقين ولا تتغيري

أبدا , شعرت بيد أمسكت بكتفي وصوت عزام قائلا " ما هذه الرحلة

المأساوية ؟ أنت من جلبنا من أجل موسم تزاوج الخيول ومتحمس

للأمر ولم تذهب معنا لهم "

نظرت للأرض وتنفست بقوة وقلت " شعرت ببعض التعب

وسأكون أولكم في المرة القادمة "

قال إياس " أنا سأغادر غدا من أراد أن يبقى معي فليبقى "

قال عزام مبتسما " إذا أنا أول الباقين "

نظرت للقادم من هناك باستغراب وقلت " أليس ذاك صديقك

المدعو آسر قادم هنا "

التفت له في الفور وقال " غريب اليوم ينتهي عمله فما أحضره !! "







*~~***~~*








رغم أني لم أكن أعي شيئا لكني شعرت بنفسي نمت كثيرا ولوقت

طويل , كان يوم الأمس قاسيا جدا بل أقسى ما مررت به حتى الآن

منذ عرفت الدنيا , موت ودماء وقسم شرطة وتُهم ثم حمى جعلت

جسدي يتقطع من الألم وكم أخشى أن يكون القادم أسوء من هذا

بكثير , فتحت عيناي ببطء ونظرت جانبا فكنت في غرفة أخرى

ومكان آخر فيبدوا أني لم أنم فقط بل كنت شبه ميتة ولا أعلم من

حولي شيئا , كان ثمة باب هنا يخرج منه صوت ماء يتدفق بقوة

ويبدوا حماما لكن من الذي في الداخل ؟؟ تساندت بمرفقي وجلست

ببطء واتكأت على ظهر السرير ليلفت نظري الخصلات البنية على

كتفي فرفعت يدي لرأسي لأكتشف أني بلا حجاب وبلا مشبك شعر

أيضا فاتكأت برأسي على الجدار وأغمضت عيناي بقوة , علمت الآن

من في الحمام هنا ... من خلع ملابسي بالأمس وفعلها اليوم مع حجابي

وعبث بشعري كما يريد , ليثني أفهمك يا أواس وترحمني فلم يتعبني

شيء في حياتي مثل وجودي معك وكأني لم أعرف يوما معنى الحزن

الخوف الترقب التوتر والضيق والهموم ؟ كل شي وكأني لم أجربه سابقا

رغم أني مررت بأضعاف هذا وضننت أنه لم يعد يؤثر بي شيء , توقف

صوت الماء في الحمام فعدت للإضجاع على السرير وأغمضت عيناي

فانفتح الباب وخرج منه وصوت تمتمته متشهدا أسمعه بوضوح فيبدوا كان

يتوضأ , تحرك بعدها قليلا في الغرفة ثم سمعت صوت تكبيرته المرتفعة

وقراءته لسورة الفاتحة ففتحت عيناي ونظرت جهة الصوت فكان موليا

ظهره لي ويصلي على بلاط الأرضية بلا حتى سجادة فما يضطره لكل هذا

لما لا يذهب للمسجد أو حتى مصلى المستشفى هنا !! لما لا يريد الخروج

ولا من أجل الصلاة هل يخشى أن أهرب منه ؟؟ نظرت للسقف وفكرت

قليلا في هذه الصلاة الجهرية ثم جلست مجددا حين أدركت أنها ستكون

صلاة الفجر وأنا لم أصلي بعد المغرب شيء , وقفت بصعوبة وتوجهت

للحمام بخطوات بطيئة حتى وصلت ودخلت وأغلقت الباب واتكأت عليه

أتنفس بقوة لا أعلم من تبعات الحمى أم من التوتر الذي يلازمني دائما

كلما كنت وهذا الرجل في مكان مغلق علينا , تحركت جهة المغسلة وكان

هناك كرسي فجلست وتوضأت ثم خرجت وكان هوا جالسا يتمتم بالتسبيح

وقدميه منصوبتان تحته فتوجهت لعباءتي رفعتها وقلت وأنا البسها

" جلستك خاطئة , كيف تصلي ناصبا قدميك هكذا "

وقف وقال " سآخذ منك دورة في طريقة الصلاة فما رأيك "

رفعت حجابي وقلت وأنا ألفه ببطء " لا مانع لدي تكسب أنت

أن تكون صلاتك صحيحة وأكسب أنا أجرها كلما صليت أنت

والله يضاعف لمن يشاء "

كنت مولية ظهري له فسمعت خطواته تقترب مني ليزيد جنون دقات

قلبي وتوتري أكثر فليثني أفهم فقط ما يحدث معي ؟؟ لما هذا الرجل

يعبث بي هكذا وكأن قلبي أوتار آلة موسيقية يحركها كيف يشاء بل

بجنون كلما شعر به يقترب مني , أغمضت عيناي بقوة وقلت ما أن

وصل عندي " لا توبخني على أمر فيه مصلحة دينك يا أواس

فأنا لم أرى نفسي أفضل منك "

شعرت حينها بيديه التي أمسكت ذراعاي ليزيد من طبول الحرب

في قلبي ولا أعلم مدى ضرباته فكل مرة أقول أنه لن يصل لمقدار

أعلى من هذا الجنون أبدا ويأتي ويفعل شيئا يجعله يزداد جنونا

وتوترا , لفني ناحيته سريعا ثم قال " افتحي عينيك وانظري لي "

فتحتهما لأجد وجهه أمامي وضغط على ذراعاي ونظره مركز

على عيناي وقال " هل تعلمي لما أصلي هكذا ؟؟ "

هززت رأسي بلا وتوجس قوي يعبث بي فأنا أعلم جيدا متى تحظر

هذه النبرة في صوته , الماضي .... نعم وحده من يجعله يتحدث هكذا

رفعت يدي ووضعت أطراف أصابعي على شفتيه وقلت ناظرة لعينيه

" لا تقلها ... ليس أنا السبب أرجوك يا أواس "

رفع يده وأمسك يدي وأنزلها ببطء حتى وضعها على قلبه لتسري

دقاته في عروقها وتضرب أذناي , كانت هادئة ومنتظمة فلما وحدي

يجن جنون قلبي لاقترابه فلو وضع يده عليه الآن لارتعب من حاله

ضغط علي يدي وقال بشبه همس " ولن تسألي مجددا لما أصلي هكذا "

هززت رأسي بلا وقلت بهمس " حرّمت فعل ذلك "

ابتسم حينها ابتسامة صغيرة وترك يدي على قلبه لتنتقل يده لوجهي

وأبعد الخصلات المتمردة من شعري عليه وقال " من دون أن

تعرفي إن كانتِ أنتي أو لا ؟؟ "

امتلأت عيناي بالدموع وهززت رأسي بلا فمرر أصابعه في شعري

وشدني له ببطء وانحنى لشفتاي فوصلت بقلبي المواصيل حينها وكان

سيخرج من بين ضلوعي وكأنها أول مرة يقربهما , وما كانت تلامست

شفتينا حتى طرق أحدهم الباب فانتفضت مبتعدة عنه وتوجه هوا ناحيته

قائلا " تمنيت أن مسحنا بها هذه المرة سوء الذكرى لكن ثمة

أشياء دائما تحول بينها يا دُره هل لاحظتِ ذلك "

كنت أريد قول شيء بل قول الكثير لكنه لم يترك لي أي مجال

بفتحه لمفتاح الباب فلما يغلقه بالمفتاح وهوا معي ملازم لي !!

أدار المقبض وفتح الباب ودخلت تلك الطبيبة قائلة بابتسامة

" صباح الخير "

لم يصلها الرد من أواس طبعا فقلت بهمس " صباح النور "

اقتربت مني قائلة " دعيني أقيس نبضك وحرارتك وضغط

دمك لتخرجي الآن "

رفعت لحاف السرير وقلت وأنا أطويه ليصبح سجادة

" اتركيني أصلي أولا "

قالت هامسة بابتسامة " تغلقان الباب عليكما وتتذكرين

الصلاة الآن "

شعرت بالدماء في جسدي جميعها صعدت لوجهي فهربت بنظري

للأرض وقلت بهمس " هذا ليس مكانه نحن زوجان ولنا منزل

لسنا عاشقان نتتبع خطى الشيطان في الأماكن العامة "

قالت مبتسمة " كنت أمزح فقط ما بك استأتِ هكذا "

" ماذا هناك "

كان هذا صوت أواس الجاد الحازم دخل على حديثنا الهامس

فأمسكت الطبيبة بذراعي وأجلستني على السرير قائلة بهمس

" ورطتني مع زوجك الآن , يبدوا أنه لا يعرف يمينا

من يسار وسيضربني "

ابتسمت ابتسامة مجاملة صغيرة ولم أتحدث فقاست حرارتي

ونبضي وضغطي ثم قالت وهي تجمع أشيائها " كل شيء مضبوط

سأكتب لكم ورقة الخروج ولا تنسي سيدة دُرر خذي العلاج

بانتظام وابتعدي عن الإجهاد "

ثم عادت للهمس مجددا وقالت " صحيح أنتي اسمك دُرر أم دُره "

نظرت لها بصدمة فغمزت لي وقالت بذات همسها

" الرجال من هذا النوع لم يعودوا موجودين فخافي عليه

من أعين الناس "

ثم قالت مغادرة " حمدا لله على سلامتها "

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها , كله بسببه يناديني باسم مشتق

من اسمي يضنونه يدللني حد أن يناديني به أمام الجميع ويغلق

الباب علينا بالمفتاح ولا يهتم لأحد رغم أنه يعلم ما سيفكرون فيه

ومالا يعرفونه أن الحقيقة أبعد بكثير مما يضنون ومما يظهر أمامهم

طرحت اللحاف على الأرض وصليت كل ما فآتني وهوا جالس

خلفي على السرير لم يتحرك حتى انتهيت ثم خرجنا من المستشفى

دون حتى أن يمر بهم ليوقع ورقة الخروج فما أغربه من رجل

ابتليتِ به يا دُرر , لو أعلم فقط الخير في كل هذا فلا شيء يفعله

الله لنا إلا لصالحنا ويبدوا أنه أجر صبري عليه , ركبنا السيارة

وساد الصمت الذي أتمنى أن يدوم لأنه إن تكلم سيوبخني كما حدث

حين أحضرني بالأمس فهوا لا يعرف إلا التوبيخ أو الصراخ غاضبا

أو إلقاء الألغاز المبهمة وجميعها صمته أفضل منها , مررنا الصيدلية

في طريقنا ونزل وأغلق الأبواب جميعا بتأمينها بجهاز السيارة ولا

أعلم ما يخبره عقله هل سأخرج منها وأهرب للشارع !! بل يبدوا

لي السبب مختلف جدا عن أفكاري هذه فما سيكون ؟؟

عاد بعد قليل بكيس الأدوية وركب ورماه في الخلف وانطلقنا مجددا

ووصلنا المنزل سريعا , أدخل السيارة وكان ثمة سيارة لشخص ما

هنا فنظرت لها باستغراب ثم له فكان ينظر لها عاقدا حاجبيه , من

يكون هذا الذي يزور المنزل هذا الوقت المبكر بل المبكر جدا وكأنه

يتصيد وجود أواس فهوا سيغير ملابسه ويغادر لعمله الآن ؟ فتح

الباب فنظرت للخلف لأمد يدي لكيس الأدوية فقال وهوا

ينزل " اتركيه ستدخله لك الخادمة "

فتنهدت وفتحت الباب ونزلت , لما تدخله وهوا معنا ؟؟ بقي

أن تحك لنا شعرنا , أغلقت باب السيارة وتحركت خلفه حتى

وصلنا باب المنزل ووضع يده على مقبضه وقال " والدي

في الداخل تلقين عليه التحية ولغرفتك فورا "

قلت بهمس " حسنا "

وها هوا لغز جديد ينكشف فيك يا أواس وسأتعرف بالذي يناديك

بشبيه الابن وتكتبه في هاتفك بشبيه الأب .....؟؟!!




نهاية الفصل ........ موعدنا الجمعة إن شاء الله


 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 08-01-16, 08:49 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع عشر)

 


18الفصل الثامن عشر








دخلت أتبعه بخطوات بطيئة متوجسة ليقع نظري على الواقف مع

عمته , رجل في الستين من العمر تقريبا يبدوا صاحب هيبة كابنه

رغم أن ملامحهما لا تتشابهان مطلقا وشيء مختلف حد الاختلاف

وهي نظرة العينين فهذا نظرته لا تشبه نظرة أواس وفي كل حالاته

وحتى الغضب وتبدوا نظرة رجل يقول لكل شيء أمامه ويلك مني

كانا ينظران لنا بصمت حتى وصلنا لهما وركز والده نظره علي

ويبدوا أنه لن يتبادل وابنه الحديث أبدا ولا بالسلام مما يعني أنه

حان دوري أنا , نظرت للأرض وقلت بهدوء " صباح الخير

يا عمي سررت بلقائك "

لتخرج منه الكلمات الساخرة قائلا " لم تشرفنا بزيارة بها هل

ستحجبها عنا كالأولى وكأنه لا عائلة لك "

حينها علمت أن دوري انتهى وحسب أوامره عليا أن أغادر

فقلت بهدوء " بعد إذنكم "

وتركتهم متوجهة نحو ممر غرفتي ليوقفني صوت والده الحازم

" انتظري هنا "

فوقفت مكاني والتفت له برأسي فقط فقال " ابنة من أنتي وما اسمك "

نظرت لأواس فكان ينظر لي نظرة أفهمها جيدا وهي أنه عليا أن

أنصرف ولا أزيد شيئا فالتفت لأغادر فقال بغضب " هل أوصاك

على عدم احترامي مثله , قلت من أنتي فأجيبي "

خرج حينها أواس من صمته قائلا بأمر " لغرفتك ولا تخرجي منها "

فأسرعت الخطوات لأختفي من أمامهم بل ليختفوا هم من عالمي

فيكفيني من هذه العائلة ما رأيت , دخلت غرفتي وأغلقت بابها

وتوجهت لسريري وجلست عليه وكل مخاوفي أن يهجم عليا والده

في أي وقت فلما يريد معرفة من أكون ولما يرفض أواس إخباره !!

لا أعلم متى ستشرق عليا شمس نهار في هذا المنزل لا تحمل لي

معها لغزا محيرا جديدا , ما به هذا الرجل لا علاقات جيدة له مع

أحد ! زوجته يضربها باستمرار ويسجنها والسبب مجهول وهي

ترجمته لمرض في عقله ليس إلا ووالده يبدوا بينهما خلاف

عميق متأصل ومن قبل أن يتزوج زوجته الأولى , ترى هل

يكون هوا من اتصل به ذاك اليوم وكان يشتمه ؟؟؟ لكن النغمة

لم تكن نفسها إلا إن خصصها له فيما بعد ثم الذي اتصل به كان

يريد إسماعه صوتي , آه يا رب ما هذا الحال والوضع المزري

حتى ترجمان وسراب لا أعلم عنهما شيئا وما حل بهما , ما هذا

الحكم القاسي منه أي جرم هذا الذي ارتكبته أستحق عليه كل

هذا ؟؟ أصمتي يا دُرر فيبدوا أنك لم تري منه شيء وكل

مخاوفي من القادم ومما يخفي هذا الرجل ويدبر







*~~***~~*








أمسكت ذراعه وهوا يحاول صفعه وقلت برجاء " سالم استهدي

بالله ليس هكذا يكون التفاهم وهوا ابنك والدم لا يصبح ماءً "

قال بغضب عارم " ليس ابني ولا أعرفه فضحني بين الناس

أُعطي الرجل كلمة أنه سيخدمه في صفقة السيارات ويرده

بكل وقاحة ويصغرني أمامه "

قال أواس ببرود " ليس لأنك تقبل الرشاوى وتدير مصرفا

ربوي يجب أن يسير كل العالم على مسارك "

ثم أضاف بحزم " ولازلت أحترمك لأنك والدي لكن قسما

إن امتدت يدك علي لرددتها لك والصاع بالصاع "

قال صارخا " نعم هذا ما أنتظر منك يا عاق تضربني ؟؟ قسما

أقطعها لك قبل أن تمدها علي وأخبرني الآن من أي مزبلة

أحضرت تلك المرأة أو عرفت كيف أعلم منها "

حينها ثارت ثورات أواس البارد منذ دخل وقال بحدة أقرب

منها للغضب " ليس لك شأن بها وأقسم إن اقتربت منها شوهت

يدك , وحتى كونك والدي أمام الله لن تقف في طريقي حينها "

كنت واقفة بينهما كجدار السد أخاف أن نصبح في عراك بينهما

وهذا أقصى ما قدرت عليه فليثه لم يصرف دُرر فهي وحدها من

قد تهدئه وها قد وصل للمرحلة التي لا أريد أن يصلها وأعرفه

جيدا حين يصبح هكذا , صرخ سالم بذات النبرة الغاضبة

" من هذا الذي يهدد بأن تتركها أو فعل وفعل ؟ أقسم إن وصلني

أذى وأبنائي بسببها وسببك أن يكون الثمن دمك ودمها وابتعد

بأعدائك عني وأبنائي "

تحرك حينها أواس جهة ممر غرفتها ووضعت أنا يداي على رأسي

هذا ما كان ينقصها يذهب لها وهوا في حالته هذه , لكنه خرج من

الممر سريعا يحمل مفتاح الغرفة في يده وغادر المنزل أمامنا ولم

يصعد حتى ليبدل ملابسه مما يعني أنه لن يذهب لعمله رغم أنه

من المفترض أن يكون فيه بعد أقل من ربع ساعة , ألتفت لي

وأمسك ذراعي وهزني منها وقال بحدة " من تكون قولي بسرعة "

قلت برجفة " لا أعلم , اسمها دُرر هذا فقط ما أعلمه "

ترك حينها ذراعي بغضب وقال مغادرا " سنرى يا أواس

سترى حسابك مني "

وخرج هوا أيضا وتركوا الفتاة مسجونة فما ذنبها في كل هذا

ومتى سيرجع لإخراجها ؟؟ وها قد ذهبتْ وجد لتستلم دُرر جميع

عقوباتها , توجهت لممر غرفتها ووقفت أمام الباب وطرقته

وقلت " دُرر "

فاقتربت خطواتها منه ثم خرج صوتها الرقيق المنخفض

قائلة " عمتي ما بكم من أغلق عليا الباب "

قلت بهدوء " لا تقلقي إن تأخر سأفتح لك أنا "

قالت من فورها " ولما أغلقه ما ذنبي أنا وماذا فعلت "

تنهدت وقلت " ليس ذنبك ولا ذنب أحد يا دُرر هذا

قدرك فقط وعليك تحمله يا ابنتي "

ثم غادرت وتركتها , مؤكد أواس لم ينسى أنه لدي نسخة عن

مفتاح غرفة ابنتي وما أن أطمئن أن والده لن يرجع سأفتح لها

حتى إن غضب مني فلن أكترث له فلا أريد ما كان يحدث مع

وجد أن يتكرر معها , لكن ما عناه سالم بأن أحدهم يهدد بشأنها

هل هوا جدها يا ترى وعلم بوجودها عند أواس ؟؟ وهنا ستكون

الكارثة فيبدوا أواس فعل ما يخطط له وذاك الغول لن يسكت

بالتأكيد فهوا يقتل حتى القتل ولا يخشى شيئا ولا أحدا , توجهت

لغرفتي وليس على لساني سوا ( يا رب سترك ) فكل خوفي

على أواس من ذاك الذي لا يخاف الله





*~~***~~*





نظرت له حتى وصل عندي سلّم على عزام وبسام

ثم قال " إياس أريدك قليلا "

فاستأذنت منهما وابتعدنا حتى دخلنا أشجار المزرعة ووقفت

ووقف هوا مقابلا لي وقال " مؤكد تعلم أن زوجتك

غادرت المنزل "

نظرت له باستغراب من معرفته للأمر فتابع " ولم تذهب

لمنزل عمها ولا علم له بشيء "

نظرت له بصدمة ثم قلت " هي عندك إذا "

قال بهدوء " نعم وتريد السفر لعائلة والدتها "

قلت مغادرا من أمامه " مهزلة وهذا ما كان ينقصها من

الجنون ولم تفعله بعد "

لحق بي وأمسك بذراعي وأوقفني وقال " عليك حل الموضوع

قبل أن يصل للعقيد رفعت , لا تتهور يا إياس "

التفت له ونفضت ذراعي منه وقلت بضيق " هذه حياتي الخاصة

لا دخل لأحد فيها ولن تسير حسب رغبة أحد ولن أخشى منه "

قال بجدية " لا أحد يريد التدخل في شئونك الخاصة لكن فكر فقط

أنها إن فعلت ما تفكر فيه كيف سيكون رد فعله فلا تنسى أنه عمها

وأقل ما قد يفعله أن يلقي باللوم عليكم لأنكم همشتموه في

موضوع كهذا ولم يخبره أحد "

قلت باستياء " وإن أخبرناه فلن يحصل خير أيضا

وسيقوي شوكتها عليا أكثر "

قال بجديته ذاتها " لا أعلم ما هذا السبب الذي جعلها تغادر المنزل

وتصر على ترك البلاد وأتمنى يا إياس أن لا تكون مددت يدك

عليها وأنت تسجن من تأتيك زوجته مضروبة وتشتكي "

غادرت حينها من أمامه وعدت جهة البقية وقلت وأنا اركب

سيارتي " أنا عائد للعاصمة الآن لا تنسوا أن تسلموا

مفاتيح المنزل للعمال "

ثم غادرت من هناك وسيارة آسر خرجت خلفي , هكذا إذا يا

ترجمان تعلمين أن عمك سيرجعك للمنزل ففكرت في أبعد من

ذلك لتفري بجلدك وأتلقى أنا الاتهام والتوبيخ , وبدلا من أن نحل

مشاكلنا بيننا يعجبك أن يتدخل فيها آسر وزوجته والله أعلم من

سيكون غيرهما , رن هاتفي فأخرجته وأجبت قائلا

" نعم يا بسام "

قال من فوره " ما بك ما الذي أخبرك به صديقك أخرجك من

المزرعة هكذا وأنت قلت أنك ستغادر غدا , هل زوجة عمي

أو البنات بهم مكروه "

قلت محاولا تهدئة نفسي " لا شيء بهم وما دخله هوا بعائلتي

هذا مجرد صديق يعمل معي "

قال مباشرة " إياس متى ستفهم أني لا أستنقصك أنا قلقت فقط

أنت ابن عمي وفي حسبة شقيقي "

تنهدت وقلت " لم أقصد ما فهمت يا بسام أنا فقط متضايق

قليلا وكما قلت لك الجميع بخير "

قال بهدوء " حسنا قد برفق وتمهل من أجلهم فلا أحد لهم

غيرك ... وداعا "

أنهيت المكالمة معه ورميت الهاتف جانبا على الكرسي الآخر

وما أن وصلت المنزل ودخلت حتى استقبلتني أمي وأمسكت يدي

وقالت بقلق " إياس حمدا لله أنك بخير هل هذه فعلة تفعلها بي

تغلق هاتفك وتشغل بالي عليك "

قلت بضيق " أمي تعلمين أني في المزرعة

وأنا لست طفلا "

تنهدت وقالت " أعلم ومن قال أنك طفل لكن راعي قلب

الأم فأبنائها لا يكبرون في نظرها أبدا , ثم زوجتك ... "

قاطعتها قائلا " لا تقلقي أعلم أين تكون وسترجع بنفسها "

نظرت لي باستغراب فتركتها وقلت صاعدا السلالم " لا أريد

أن يعلم خالي رفعت وغدا صباحا ستجديها هنا "

صعدت لغرفتي وفتحت الخزانة ووجدته حيث وضعته عندما

أخذته من حقيبتها من أجل أن نكمل إجراءاتهم في المحكمة فأنا

نسيت إرجاعه لها وهي يبدوا لم تنتبه له فأريني كيف ستسافرين

يا ترجمان وما أما متأكد منه أنها ستأتي الليلة لأخذه ظنا منها

أن عملي اليوم وسأبات في قسم الشرطة , اتصلت بعدها بآسر

وأجاب سريعا فقلت " هل وصلت "

قال من فوره " نعم أنا داخل للعاصمة الآن "

قلت بجدية " تصرف وكأن شيء لم يحدث والليلة سترجع

هنا فلا تغلق باب منزلك فهي تضن أن عملي اليوم وليس

غد فلا أحد يعلم "

قال " حسنا المهم أن لا تطلب مني طردها ولا

زوجتي ستوافق "

قلت بهدوء " لا تقلق ستأتي بملء إرادتها .... وداعا الآن "

أنهيت المكالمة معه ثم خرجت من المنزل ولمكتب المحامي

فورا لأرى ما سنفعل بشأن القضية , وما أن وصلت له حتى

رن هاتفي وكان المتصل خالد شقيق مصطفى فأجبت عليه وأنا

أنزل من السيارة وقلت " مرحبا يا خالد لا يمكنك زيارة

ندى الآن أنا لست في المنزل "

قال من فوره " بل أريد رؤيتك أنت فمتى تجد لي وقتا "

نظرت لساعتي وأنا أصعد السلالم وقلت " ساعة أو ساعة

ونصف ونتقابل حسنا "

قال من فوره " جيد سأنتظرك في مقهى السنبلة تعرفه ؟؟ "

وصلت شقة المحامي وقلت وأنا أدفع الباب " نعم أعرفه هل

الموضوع بخصوص القضية فلن أتراجع عنها أبدا يا خالد "

قال بهدوء حذر " بل بخصوص رغد "







*~~***~~*








عدت لمنزلي فتحت الباب لأسمع صرخة داشر القوية فدخلت

ووقفت مكاني وأنا أراه يركض وهوا يعرج حتى خرج مارا

بي وخرج من الباب الذي تركته مفتوحا فتقدمت أكثر للداخل

فوجدت سراب جالسة على الأرض ترتجف وتبكي وزوجة

إياس تمسك عصى في يدها وتقول لها " يكفي يا غبية كيف

تخافين من قط دخل عليك المطبخ فجأة ها قد لقنته

درسا ولن يعود مجددا "

بقيت واقفا أنظر لها بصدمة , ما هذه الجبارة ضننت جميع

النساء يخافون القطط والفئران والصراصير , ضربت داشر

الشرس المعروف في كل الحي ولا يستطيع أحد الاقتراب منه !!

نظرت بعدها ناحيتي ولم تفاجأ حتى بوجودي بل رمت العصا

جانبا ونفضت يديها وقالت متوجهة جهة غرفة الضيوف

" طوال حياتك جبانة ولا شيء لديك سوا اللسان "

ثم دخلت الغرفة وأغلقتها خلفها فعدت للباب وأغلقته حامدا

الله ألف مرة أنها ليست زوجتي بالرغم من العيب الذي فاقتها

فيه سراب بجشعها فعلى الأقل تخاف مني بما أنها تخاف من

قط أما هذه فيبدوا أنها لا تخاف أحدا ، عدت للداخل فكانت

سراب على حالتها جالسة على الأرض تبكي وتمسح دموعها

ثم وقفت ودخلت المطبخ ولم أعد أسمع سوا صوت بكائها

فتنهدت وتبعتها وقفت أمام باب المطبخ وقلت " يكفي بكاء

لن أتركه يدخل مجددا هذا إن عاد من أساسه "

التفتت جهة المغسلة وقالت بعبرة " وكيف ستمنعه

من تسلق الجدران "

قلت ببرود " أعرف كيف أمنعه فتوقفي عن البكاء هيا "

مسحت خديها وحملت صحن به خبز وخرجت مجتازة لي

ووضعته على الطاولة فدخلت لأشرب الماء وحين شعرت بها

دخلت التفت لها لأكلمها بشأن صديقتها ففوجئت بالصرصور

الكبير الذي ينزل من كتفها وهي لا تعلم بل ولو رأته فستفقد عقلها

بالتأكيد خصوصا أنها مازالت يداها ترتجفان وشهقاتها الصغيرة

تخرج رغما عنها فقلت ملهيا لها حتى تقترب وأرميه من على

فستانها " إياك أن تتركي صديقتك تغادر حتى يرجع إياس

من عمله فجر غد ونرى ما سيفعل "

كنت أضنها ستأتي ناحيتي لإخراج صينية الشاي لكنها لم

تتحرك وذاك الصرصور الضخم يبدوا أنه بدأ يفكر في

الصعود لعنقها فقلت بسرعة " تعالي سراب "

نظرت لي بريبة وصدمة فقلت بضيق " اقتربي أو جئتك أنا "

تراجعت خطوة للوراء وقالت " ماذا تريد مني آسر فهذا

ليس وقته ولا مكانه "

اقتربت منها أنا مادا يدي لصدرها وقائلا " أعلم أنه

ليس وقته فدعيني أزيل هذا "

ويبدوا أني أخطأت في التعبير أو فهمته هي بشكل خاطئ

والنتيجة كانت أنها التصقت بالجدار ورفعت يدها لرقبة فستانها

وشدتها حيث يتمشى ذاك الأحمق لتُنزل نظرها له والنتيجة كانت

صرخة مدوية ولم أشعر بها إلا وهي في حضني ومتعلقة بعنقي

وتصرخ " لاااااا أبعده عني آسر أبعده "

كنت أحاول تهدئتها وإفهامها أنه وقع وهرب لكنها كانت تبكي

وتصرخ بهستيرية أن أبعده وأنه دخل من رقبة فستانها ولم أفلح

في شيء لأنها كانت متمسكة بي بقوة ويستحيل حتى أن أبعدها

وحدث ما كنت أخشاه وانفتح باب غرفة الضيوف فمؤكد صديقتها

سمعت الصراخ فما كان أمامي من حل سوا شدها بذراعاي

والدوران بها لأعطي الباب ظهري فعلى الأقل لا أكون أنا مقابلا

لها لأنه لا وقت لانقاد الموقف ، شدتها لي بقوة وهمست

في أذنها " توقفي فضحتنا معها يا سراب "

سمعت حينها باب الغرفة أغلق مجددا وابتعدت هي عني

تنفض فستانها وتقول بشهقات متتالية " أين ذهب هل أبعدته "

قلت مبتسما " تجديه من الرعب يتلقى العلاج عند طبيب نفسي "

رفعت رأسها وقالت بتذمر باكي وهي تمسح دموعها " يالا

مزاحك الثقيل كم تحب السخرية مني وأنا خائفة "

رفعت طرف رقبة سترتي بأصابعي وقلت بذات الابتسامة

" بل أنت أفسدت السترة بأحمر الشفاه وعليا أخذها لمعمل

الغسيل فانظري ما سيفكرون فيه ما أن يروها "

نظرت للأرض بخجل تمسح طرف عينها وقالت " كله بسبب

ترجمان أصرت أن أجرب أحمر الشفاه لترى لونه "

ثم رفعت رأسها ونظرت لي وقالت " صحيح أين

ذهبت لم ترجع وقت الفجر وشغلتنا عليك "

أبعدت نظري الذي وجدته منشغلا بالتدقيق على أحمر الشفاه

الياقوتي الذي يزين شفتيها الرقيقتان ثم قلت مجتازا لها لأخرج

" كان لدي مشوار ضروري ذهبت له "

لتمسك يدها يدي قبل أن أجتاز عتبة الباب وقالت " انتظر أين

ذهب الصرصور إن لم تكن قتلته فلن أدخله مجددا "

نظرت لها واستللت يدي من يدها وممددتها لوجهها وقلت

مبتسما وأنا أبعد الخصلات التي التصقت به بسبب دموعها

" وهل تركتِ لي مجالا حتى لرؤيته قفزتِ عليا قفزة مباشرة "

أنزلت رأسها لتخفي خجلها من كلماتي ومسحت عينها بباطن

كفها الذي لازال يرتعش وسعلت قليلا تخفي عبرتها وشهقاتها

لا أنكر أني كرهت شعوري بالشفقة عليها لكني لم أستطع منعه

فأمسكت يدها من وجهها وحضنتها بين كفاي وفركتها بهما

وقلت " توقفي عن الارتجاف هذه المنازل بؤر للحشرات

وأنا كنت أعالج المنزل شهريا لكني غفلت عنه هذا الشهر

هيا يا جبانة فكله صرصور صغير فقط "

تابعت مسح عينيها بيدها الأخرى تنظر للأرض وقالت ببحة

" اذهب الآن وأحضر دواء الحشرات وضعه هنا "

تركت يدها ووضعت يداي وسط جسدي وقلت " أنتي تحلمين

بالتأكيد أكاد أنام واقفا وتريدين أن أخرج الآن "

ثم قلت مغادرا المطبخ " أيقظيني عند الظهر لا تدعي

الصلاة تفوتني "

ثم دخلت للغرفة لأني قسما بربها سأتهور هذه المرة ولن

يمسكني عنها شيء وإن كان بحدود فلا أريد أن ابني حياة

معها لا أريد توقف يا آسر








*~~***~~*








قال وهوا يدير أصبعه على حافة الكوب ونظره عليه

" حقيقة الأمر يا إياس لدي موضوع لكني أريد أن

تفهم قصدي منه أولا "

قلت بجدية " بخصوص قدوم مصطفى بالأمس "

نظر لي وقال " هل كان عندك أنت !! "

قلت بحيرة " الم يحكي لكم أين كان "

هز رأسه بلا وقال " جاء وحالته مزرية وكأنه خرج من عراك

ولم يقل شيئا وانفرد بوالدتي وشقيقي الأكبر ولأني مستبعد

دائما من شأنه تحديدا لم يحكي لي أحد "

قلت بسخرية " وطبعا لأنك الوحيد الذي تدافع عن

حق ابنة شقيقك يخرجونك من الموضوع "

تنهد وقال " إياس مصطفى لن يترككم وشأنكم ليس حبا في ندى

لكن بغضا لما فعلتموه به وسيبقى شبحه يطاردكم وسيكون أمام

رغد أحد حلين إما أن لا تتزوج كل حياتها أو أن تتزوج ويجدها

فرصة لأخذها منها لأن الحضانة ستنتقل له أو لوالدتي "

قلت بجدية " شقيقك عنقه في يدي والتهديد وحده ما يجدي معه

أعلم أنه شقيقك وهذا الكلام لا يجوز لكنها حقيقته وتجارته ليست

نظيفة وأنا أتغاضى عنها فقط من أجل أنه والد ندى "

تنهد وقال " أعلم قبلك وكم حاولت معهما وبلا فائدة لكن مالا تعلمه

أنه بدأ يصفي أعماله ويريد اللعب معك وسحب ورقتك الرابحة "

قلت من بين أسناني " سحقا له وندى لن يأخذها ورغد سيطلقها "

قال بهدوء " سيطلقها لكنه سيبقى يحاربها بابنتها "

قلت بريبة " هذه المقدمان وقلتها فهات أساس الموضوع

الذي جلبتني من أجله "

شد له نفسا قويا وقال بجدية " أريد أن أتزوجها

ما أن تطلق منه "








*~~***~~*









حركت الملعقة في القدر بقوة وقلت بضيق

" ترجان فارقيني خيرا لك "

ضحكت ولفت لي من الجهة الأخرى وقالت " أريد أن

أفهم فقط ما جعلك تحضنيه ذاك الحضن ؟ كله خوف

من القط يا كاذبة "

نظرت للسقف وقلت بنفاذ صبر " يا رب صبرني "

ضربتني على ظهري وقالت " وتقولين كل واحد منا في غرفة

وفي شجار مستمر ويسخر مني دائما , ويومين فقط بقيتهما هنا

ظهر أنكما تنامان معا وأحضان وبكاء , ظلمتي الرجل هل

كل هذا خوف من أن أصيبك بعين "

قلت بسخرية " نعم من جمال حياتي لأخاف عليها "

ثم أغلقت القدر وخرجت من المطبخ وهي تتبعني قائلة

" حسنا ولما مسحت أحمر الشفاه ؟ هذا إن مسحته ولم

يُمسح بسبب شيء آخر "

سحبتها معي للغرفة وقلت من بين أسناني " أسكتِ يا حمقاء ماذا

إن كان مستيقظ الآن وسمعك لا بارك الله في لسانك السليط "

جلست على الأريكة ووضعت ساق على الأخرى وقالت ببرود

" وإن سمع ؟؟ هوا عاش ورأى هل نقول شيء حدث من ورائه "

نظرت لها بغضب واضعة يداي وسط جسدي فأشارت لي

بيدها قائلة " اجلسي اجلسي يبدوا لي أن هذا الرجل طبخة

سهلة يحتاج فقط لبعض الذكاء منك "

قلت بسخرية " هه علمي نفسك الطرق قبلي أنا وطبقيها

على زوجك فأنا أراه أسهل وأيسر من زوجي "

قالت بقرف " ذاك أيسر ؟؟ ذاك أعسر ما رأيت في حياتي

مغرور لن ينزل نفسه حتى إن كَنّ لي بالفعل شعورا خاصا

هذا إن حدث وإن رآني من أساسه "

جلست وقلت " لعبتك انقلبت عليك فمن أين ستحظرين

جواز السفر يا مسكينة "

قالت بمكر " اتصلت بالخادمة وستفتح لي باب المنزل وسأدخله

الليلة وأخرج جوازي ولن يعلم أحد فإياس سيكون في عمله

حتى فجر غد وأكون أنا حينها غادرت العاصمة "

هززت رأسي وقلت " كم أخشى أن تنقلب لعبتك عليك "

قالت بلامبالاة " ولما تنقلب علي فما أن أخرج من هنا كل شيء

سيكون ميسرا فبما أن اسم العائلة لدي والمدينة الحدودية التي

يسكنون فيها فسيسهل عليا إيجادهم ووداعا يا إياس وللأبد "

قلت بسخرية " وإن لحق بك يا حبيبة عائلتك "

قالت ببرود " أقص يدي إن فعلها فكل ما يريده أن

يتخلص مني وجاءته على طبق من ذهب "

تنهدت وقلت بحزن " أيعقل أن نفترق هكذا كل واحدة في بلاد

دُرر أيضا قال آسر أن زوجها قال له بأنها ستسافر مع عمته

وبقيت وحدي معلومة الحاضر والمستقبل وهوا الموت هنا

وكم أخشى أن يكون قبري وسط هذا المنزل "

ضحكت وقالت " نعم تحايلي علي فلم يعد يجدي هذا ولا أصدقه "

ثم تابعت بمكر " أخبريني هيا ما تأثير الحضن الأول والقبلة الأولى "

رميتها بالوسادة وأشعر بأني أحترق من الخجل وقلت بضيق

" أخبريني أنتي فأنا لم أجرب شيء من هذا "

قالت ساخرة " هه إن لم أرى بعيني "

وقفت وقلت " لعلمك أنا لا أذكر من ذلك شيئا ولم أكن أعي

لنفسي لأني كنت مرعوبة فجربي بنفسك واحكي لي "

ثم قلت مغادرة الغرفة " لأذهب لغدائي أفضل لي من

أن يحترق بسببك وآكل أنا التوبيخ "





*~~***~~*








برمت لها خصلة شعرها بمصفف الشعر لتنزل

لولبية وقلت بحماس " انتهيناااا "

ثم هززت رأسي وقلت " هيا هزي رأسك هكذا "

فهزته من فورها مبتسمة تلك الابتسامة الطفولية فقبلت خدها

ثم وضعت لها مشبك أحمر من الأمام مثلي ورفعتها وتوجهت

بها لمرآة الخزانة وقلت " انظري كم نحن جميلتان "

فضحكت وأشارت لنا في المرآة وقالت " ندى وديمووو "

ضحكت وقبلت خدها بقوة وأنزلتها وعدلت لها بنطلونها الجينز

وخرجت بها من الغرفة ونزلنا للأسفل فقالت ونحن ننزل

السلالم " أليد ماما "

نظرت لها ورفعتها من ذراعيها وقلت وأنا أنزل بها آخر

العتبات " ماما يبدوا تُحظر الأرواح ولم تخرج من

غرفتها اليوم ولا تريد رؤية أحد "

دخلت سلسبيل حينها عائدة من جامعتها وقالت ما أن رأتنا

" كان الله في عون أمين عليك ما هذه البنطلونات

الممزقة التي تلبسانها "

أمسكت يد ندى وقلت مغادرة بها " أناس لا تفهم في الموضة

لا تتحدث وما ينقصه أمين إن حضي بواحدة مثلي "

قالت وهي تصعد السلالم " لا شيء سوا أنه سينام وشعرك

أحمر ليصحوا ويجده أزرق وكأنه في حفل رقص "

تجاهلتها وسرت بندى أبحث عن والدتي ووجدتها وإياس في

غرفة الجلوس فركضت ندى نحوه من فورها وصعدت لحجره

وقلت مبتسمة " رائعة هذه حركات الاختفاء وإغلاق

الهاتف وزوجتك تقلدك "

نظر لي ببرود وشعرت أن الأجواء متوترة أكثر من اللازم

فوالدتي أيضا نظرت لي نظرتها النارية ثم قالت بحدة

" كم مرة قلت لا تلبسي ثياب ممزقة ستفضحيننا مع

صديق شقيقك وعائلته , هذا ما أنا متأكدة منه "

قلت باستياء " وما دخله بالموضوع الآن ولا أحد له عليا

سلطة في ملابسي أنا لم أخرج بها للشارع وأحبها فما

يضايقكم في هذا "

قالت بضيق " وهل تعجبك الثياب التي تخرجي

بها ؟ هي لا تقل عن هذه في شيء "

كان إياس يلوذ بالصمت ناظرا للأرض وهذه ليست عادته

فقد كان دائما يدافع عني أمامها , قلت مغادرة " نعم كل من

يغضب هنا يفرغ غضبه بي وكأني لست ابنتكم , لا أعلم

حتى متى ستروا عيوبي فقط ؟ هذا إن كانت عيوب

أساسا وليست سوا حجة لتوبخوني وتنتقدوني "

وصعدت لغرفتي وأنا أتذمر وأتمتم حتى وصلت وأغلقت الباب

خلفي بقوة ورفعت هاتفي لأتصل بضحى لكي لا يأتوا اليوم

فيبدوا أن العائلة الموقرة لا مزاج لها لاستقبال أحد

وستخجلني أمي أمام صديقاتي بالتأكيد







*~~***~~*









بقيت في غرفتي جالسة على السرير حاضنة ساقاي ليمر الوقت

والساعة تلحق الساعة ولم أتحرك سوا لصلاة الظهر وبعدها بوقت

يبدوا تذكر أحدهم أنه ثمة مخلوقة بشرية مسجونة هنا منذ الفجر

انفتح الباب وهاجسي الوحيد أن يكون والده جاء ليفرغ غضبه من

ابنه بي أو هوا جاء ليلقي بكل لومه علي وطبعا هنا جميع الحقوق

مهضومة وأولها الاعتراض على أي شي وإبداء الرأي , دخل

وكان شخص ثالث وهي عمته بئر أسرار هذا المنزل ولا يمكن

أن أخرج منها بشيء رغم أنها يبدوا تعلم الكثير وإن سألتها الآن

ما سبب كل ذاك الصراخ حين كان والده هنا والنتيجة أن سجنني

كي لا يتحدث معي لقالت كعادتها ( لا أعلم ولا تثيري غضبه )

وآخرها ( هذا قدرك فتحملي ) بل هوا قدر غيري وعليا تحمله

عنه ودفع ثمنه أيضا فلم أرى حياتي مذنبا يعاقبونه دون أن يعرف

جريمته ، اقتربت مني وأمسكت يدي وقالت وهي تسحبني منها

" أخرجي يا دُرر لتخرجيه من هناك حلفتك بالله يا

ابنتي فوحدك من تستطيع فعلها "

أجل لهذا جاءت ليس لترى هذه المسكينة إن كانت ميتة أو

لازالت على قيد الحياة ليس لتمد لها لقمة طعام لأنها لم تأكل

شيئا من أكثر من يومين منذ سجنها ابن شقيقها في الأعلى

كل ما عناها مدللها أواس الذي يبدوا أنه بدأ يمارس غطرسته

على نفسه وسجنها كما يفعل مع زوجاته ، سحبتُ يدي منها

وقلت " لن أفعل شيئا ولن أذهب لأحد حتى أعلم لما أنا

هنا لما تزوجني لماذا يعاملني هكذا ؟؟ ومن أنا في

ماضيه ولماذا يحاسبني عليه "

أمسكت يدي مجددا وقالت برجاء " حلفتك بالله أن تفعليها ولو

من أجل واجبك نحوه كزوجة فهوا لم يذهب ولا لعمله اليوم

ويسجن نفسه هناك , خافي الله فيه يا دُرر فوحدك

تملكين حلا ولو بسيطا "

سحبت يدي منها مجددا وقلت بضيق " أي حل هذا الذي أملكه

وهوا يعاملني كدابّة ! خافوا أنتم الله فيا وارحموني ، دعيه يجرب

أذاه في الغير دعيه يشرب من الكأس التي يسقي بها غيره "

قاطعتني قائلة بحزن " لا تظلميه يا دُرر فأنتي لا تعلمي الحقيقة "

ضربت بكفي على صدري ضربة خفيفة وقلت بأسى " أفهميني

إياها إذا بدلا من كل هذا الضياع الذي أعيش فيه ، أعطي

الطبيب أسباب المرض قبل أن تطلبي منه علاجه "

ضمت يداها لصدرها وقالت " لا أستطيع مخالفة أوامره يا

ابنتي فاذهبي أنتي له فإن استطعتِ إخراجه الآن من حالته

فسيخبرك بنفسه فمفتاح كل ما تريدي معرفته في يدك "

قلت بضيق " وما هذه الحالة ما مرضه هذا ؟ لما أذهب

له وقد يؤذيني "

شدت يدي بقوة حتى سحبتني معها قائلة " لا مرض لديه

سوا في قلبه وعلاجه لديك فلا تبخلي عليه به "

ثم خرجت تسحبني خلفها لا أفهم شيئا مما تعني وتقول وهذا

حالي منذ دخلت هنا مجبرة على كل شيء ومقادة لكل شيء

ولا يحق لي لا أن أسأل ولا أن أعترض فهذا أبسط حقوقي

منزوع مني , خرجت بي من المنزل ولفت بي حوله يمينا

حتى وصلنا شجرة الأرجوحة وذاك المبنى الغريب حتى

اقتربنا فوقفتْ وتركت يدي وقالت " هوا في الملحق

اذهبي له وأخرجيه يا دُرر "

شعرت بقلبي بدأ يعزف سيمفونيته التي لا يتقنها سواه التي لا

أسمع لحنها إلا في وجوده أو حين اقترابه , قلت بتوجس

" سيغضب مني بالتأكيد وأنتي تعرفين ذلك "

امتلأت عيناها بالدموع وقالت بانكسار وحزن " لما تبخلين

بشيء في يدك وحدك لا تكوني أنتي أيضا عليه "

لا أعلم لما هي موقنة من أني أسيطر عليه وبيدي التحكم في

انفعالاته وأنا لا أستطيع حتى التحكم في نبضات قلبي في

وجوده ؟؟ لا أعلم بما يخبرها عقلها هل تضننا فعلا زوجين

طبيعيين أو أنه مغرم بي حد أن أتحكم في مرضه المجهول

وبإصرارها هذا لن تدعني وشأني وكما قالت قد أعرف منه

الحقيقة ، تقدمت نحو ذاك المبنى وحدي طبعا لأنها أوصلتني

هنا وانتهى دورها , فإن كانت هي التي عاشت معه تعجز عن

إخراجه من هنا فما سأفعله له أنا ابنة الأسابيع القليلة

التي وجدوها حديثا ؟؟!!

وصلت الباب وكان مفتوحا قليلا فدفعته بيدي ببطء فانفتح

دون أن يصدر عنه أي صوت , كان وكأنه جناح واسع أثاثه

قديم والغبار يملأ المكان بوضوح وكأنه لم يتم تنظيفه من أعوام

طويلة , كان هناك بابان مغلقان وآخر نصف مفتوح وصمت قاتل

وكأنه لا أحد هنا بل يبدوا بالفعل لا أحد موجود في هذا المكان

انتفض جسدي بكامله حين علا رنين هاتف في المكان بل هنا

قريب مني , بل هي تلك النغمة المخيفة الغريبة لتزيد اضطراب

قلبي وارتجافي فنظرت سريعا من حولي فيبدوا أنه هنا في

الردهة وسيكون أواس بالتأكيد في تلك الغرفة المفتوحة , فلما

يضعه بعيدا عنه ؟؟ يبدوا أنه ليس أول اتصال له لذلك تركه

هنا ، توجهت لمصدر الصوت فكان على طاولة قرب الغرفة

فوقفت فوقه أنظر لاسم المتصل ( الوحش ) ليزداد قلبي جنونا

في نبضاته وأنا أمد يدي له وأرفعه قبل أن أتراجع وأغير رأيي

فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذني , أريد أن أفهم أن أعرف

من يكون هذا وما علاقته بي بما أنه ليس والده , ما أن وضعته

على أذني حتى أغمضت عيناي بشدة وانتفض كل جسدي وأنا

أسمع الصوت الغليظ الغاضب الذي انفجر من فوره قائلا

" لما لا تجيب يا وقح يا قذر يا زبالة يا جبان يا امرأة قسما

أنه آخر إنذار لك وسترى الأفعال الآن وأنت اخترت يا أواس

وقسما أن تندم وتبكي دما على تفكيرك فقط في اللعب معي "

كنت سأغلق عليه الخط لولا أن تسمرت مكاني من الصدمة

وهوا يقول " أقسم إن أصاب حفيدتي أذى قتلتك , قسما أن آخذها

منك وعينك ترى فأعدها لي بالطيب أفضل لك يا صعلوك

أو عرفت كيف أحرق قلبك عليها "

جدي هل هذا جدي الذي تحدث عنه عم ترجمان لكن ......

صرخ قائلا " أجب يا خنزير ما يسكتك "

أغلقت الخط بسرعة ووضعت الهاتف على الطاولة بيد ترتجف

بقوة حتى كدت أوقعه أرضا , إذا جدي يعلم بوجودي هنا وأنهم

وجدوني لكن ما سر كل هذا لما يهدده أن يتركني ؟ ما الذي بينهما

و أنا من تدفع ثمنه ؟ اقتربت من الغرفة بخطوات بطيئة وجلة حتى

وقفت أمام بابها النصف مفتوح وشهقت بصمت من صدمتي لما

رأيت ... أغراض مبعثرة ودماء ببقع كبيرة جافة تصل حتى الباب

و .... أواس نائم على الأرض نظره للسقف مغمضا عينيه ينصب

ساق ومادا الأخرى وإحدى يديه ممدودة بجانبه والأخرى .... وهنا

الكارثة يمسك بها سيجارة وهي بين شفتيه ويسحب منها نفسا قويا

ثم أطلقه في الهواء لينتشر دخانها أعلى وجهه فتراجعت للخلف أهز

رأسي بصدمة , يدخن لماذا !! وكيف لم أشم فيه رائحة سجائر طوال

الفترة الماضية ؟؟ بل ها هي أعقاب السجائر منتشرة حوله بالمئات

ركضت خارجة من كل ذاك المكان واجتزت عمته الواقفة بعيدا دون

حتى أن أنظر لها وعدت للمنزل ولغرفتي فورا أغلقت الباب وارتميت

على السرير أبكي بمرارة وحرقة ولا أعرف ماذا أبكي وماذا ؟؟ نفسي

أم غيري !! ماضيا أم حاضري ومستقبلي , لما جعلوني لعبة انتقام لا

أعلم عنها شيئا , من أنا ومن هم وماذا يحدث ولما وحدي

يحدث معها كل هذا ؟؟

انفتح الباب ووصلني صوت عمته قائلة " ما بك يا دُرر

ماذا حدث معك "

قبضت على اللحاف بقوة ودسست وجهي في ذراعاي أكثر

وقلت بحدة " اتركوني وحدي أخرجي الآن "

قالت بهدوء " ما بك هل ضربك ؟؟ ماذا حدث "

قلت صارخة ببكاء " قلت اخرجي واتركيني أخرجي "

ولم أسمع بعدها سوا صوت باب الغرفة يغلق لأزداد بكاء ونحيبا

فمن يتخيل أن دُرر تتحول لامرأة لا تعرف سوا الدموع

وهي من كانت لا تعرفها





*~~***~~*






سجنت نفسي في غرفتي لساعات ولم أخرج إلا حين أخبرتني

الخادمة أن إياس عاد ويريد رؤيتي , لابد وأن والدتي أخبرته

فما سيبرئني الآن حتى لو قال بسام حقيقة ما حدث فلن يصدقه

أحد وهي سمعت اسمي منه أي أنه يعرف جيدا رقم هاتفي وكأنه

يحادثني من قبل ولن يقف الأمر هنا فسيتسبب بمشكلة بين إياس

وبسام ومن ثم مع عمي وجميع أبنائه , دخلت غرفة الجلوس

حيث كانا لتركض ندى نحوي فهي لم تراني طوال اليوم لأني

كنت في حالة لا أستطيع أن أرى فيها أحدا , تعلقت بساقاي

فوقفت أمي من فورها وتوجهت نحونا وحملتها وخرجت قائلة

" سأخرج منها أنا هذه المرة ولنرى نهاية كل هذا "

ثم خرجت ونظري يتبعها بصدمة ... ما تعني بهذه المرة هل

هي مصيبة جديدة غير تلك !! نظرت لإياس فكان ينظر لي

نظرة غريبة لم أرها سابقا , لا بل رأيتها مرة حين علم بخروجي

مع مصطفى في الماضي , نظرة تقول بكل وضوح خذلتني فيك

يا رغد , بلعت غصة كبيرة مع ريقي ونظرت للأرض فقال

بهدوء " أغلقي الباب وتعالي اجلسي يا رغد "

أغلقته وجلست مقابلة له فقال مباشرة " قابلت خالد

عم ابنتك اليوم "

رفعت نظري له بسرعة وحيرة , إذا ليس موضوع بسام هل

تكون والدتي لم تحكي له عنه وهي من حلفت بعد موضوع

مصطفى أن لا تخفي عنه شيئا مهما كان سيئا وقد يتسبب

بمشاكل للجميع , بلعت ريقي وقلت بتوجس

" وماذا يريد "

ابتسم بسخرية وقال " يريدك أنتي "

شهقت بقوة بل بصدمة ووقفت على طولي فوضع ساق على

الأخرى وقال باستهزاء " يريد أن يتزوجك ما أن يطلقك شقيقه

وقال أن سببه ابنتك وأنك ستبقي بدون زواج بعدها وأن مصطفى

سيحارب من أجلها , أعذار واهية لا يقتنع بها ولا طفل

صغير فهاتي أنتي ما لديك "

امتلأت عيناي بالدموع حين عجز لساني عن قول أي شيء

فما سأقول وبماذا سأبرئ نفسي وما سيفكر فيه إياس الآن غير

أن ..... لا بارك الله فيه ولا في أفكاره ولا في اليوم الذي

عرفتهم فيه جميعهم , قال شيئا لم أفهمه أو لم أسمعه لأن أذناي

علا فيهما ضجيج غريب وتلاشت الصورة من أمامي ولم أعي

بعدها شيئا سوا السواد القاتم








الفصل التاسع عشر بعد قليل



 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
قديم 08-01-16, 08:50 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع عشر)

 





19الفصل التاسع عشر










ما أن بدأ الليل خرجت متسللة من منزل سراب وغادرت الأحياء

الشعبية تلك وركبت سيارة أجرى , لم أكن أريد أن يتأخر الوقت

لكي استطيع الرجوع هناك بسيارة أجرى قبل أن ينتصف الليل

دخلت المنزل بعدما أعطيت الخادمة الإشارة لتفتح لي وكانت

سيارة إياس غير موجودة فهوا لن يأتي قبل الفجر , كنت أريد

أن تقوم الخادمة بهذا لكن الجبانة رفضت ولا أعلم لما ووحدها

من تستطيع فعلها ودخول الغرفة وإخراجه ولكن الأمر دائما

مربوط عند الخادمات بالشرطة فبما أن ثمة شرطي في المنزل

فسيقول لها عقلها أن أي شيء ستفعله عقابه سيكون السجن

ما علمته منها أن رغد متعبة وأخذوها للمستشفى وستنام هناك

ووالدتها معها أي أنه لا أحد في المنزل سوا سدين وسلسبيل

التي تبقى في غرفتها أكثر مما تخرج منها , وصلت المنزل

ونزلت ودخلت بما أنها تركت لي الباب مفتوحا ثم دخلت من

الباب الخارجي للمطبخ ووجدتها هناك وقالت هامسة

" لا أحد في الأسفل فاصعدي بسرعة وسأراقب لك الشارع "

هززت رأسي بحسنا ودخلت وسط المنزل من باب المطبخ

الداخلي وصعدت السلالم فورا , حتى إن وجدتني سدين فلا

خطر منها ولن تمنعني من الخروج , المهم أن ذاك المغرور

ليس هنا , وصلت لغرفتي بسرعة ودخلت وأغلقت الباب

خلفي ليعم الظلام الغرفة التي لا ضوء فيها فشغلت نور شاشة

الهاتف وأسرعت الخطى لأشهق فزعة حين اصطدمت بجسد

أحدهم ووقع هاتفي وتراجعت للخلف لتمسك يد قوية بذراعي

وسحبتني معها وأغلق باب الغرفة بالمفتاح ثم أشعل

نور الغرفة فقلت بصدمة " إياس "

ترك ذراعي وكتف يديه لصدره وقال " ومن تتوقعين

سيكون وأنتي حتى الصراخ لنجدتك لم تصرخي "

قلت ببرود " لست خائفة لأطلب النجدة "

صرخ حينها غاضبا " نعم وما سيخيفك تتسللين كاللصوص

وتخرجين بدون أذن ولم تحترمي حتى عمتك التي كانت تترجاك

لا وتريدين ترك البلاد سيدة ترجمان هل هي فوضى "

نظرت له بصدمة , هذا من أخبره عن سفري فحتى الخادمة

لا تعلم لما أنا أتيت وما أريد أخذه لأني قلت لها أريد غرضا

وهي رفضت على الفور , نعم هوا زوج سراب لا غيره

لكن من أخبره هل تكون سراب أم أنه سمعنا ونحن لا نعلم

قال بحدة " تكلمي "

قلت بضيق " وما سأقول ؟؟ لن أبقى هنا قلتها وسأعيدها

ألف مرة فطلقني الآن وفورا ولا تخف فسأقول

بأني أنا طلبت الطلاق منك "

قال بسخرية " هه في منامك لن تريه مادام هوا مبتغاك "

قلت بذات سخريته " تحمّل إذا أن تعيش مع الرجل شبيهة

النساء كل عمرك "

قال ببرود " الله حلل لي غيرك ثلاثة فلن تضريني في شيء "

قلت بتحدي " وأباح الخلع في المحكمة ولن تقوى عليا كل

حياتك وليكن في علمك فقط أنك لم تعرفني بعد "

أشار برأسه وقال " هذا إن عتبت قدماك خارج المنزل

فيبدوا أن اللين لا ينفع معك وتريدين من يعاملك كصديقتك "

قلت بضيق " وهذا ما تفلحون فيه تستقويان علينا هوا يسجنها

ويقتلها بالفقر والهم وأنت تقلده والله أعلم دُرر ما تعاني الآن

لا يا ضباط الشرطة نحن لسنا يتيمات وبلا عائلة تسخرون

من حالنا وأنت من لم يرضى لشقيقتك الذل كيف ترضاه لي "

قال ببرود " رغد زوجها لا يستحق النساء وهوا المخطئ "

قلت بسخرية " نعم فأنتم لا خطئ عليكم ووحدنا نخطئ "

قال بحدة " نعم مخطئة ... من تترك منزل زوجها لتلجأ لرجل

لا يقرب لها لا من بعيد ولا قريب وتخطط خطط مجرمين لتفر

وكأنها ليست متزوجة تكون ليست مخطئة فقط بل وبلا عقل "

قلت بحدة مماثلة " لا يا ابن عمتي لا تحملني الذنب وتنسى

نفسك فكل هذا بسببك أنت ولا مكان لي في منزل أهنت

فيه ولا أعترف بزوج يمد يده علي "

توجه للخزانة فتحها وقال بغضب " قسما يا ترجمان كلمة

أخرى وستمتد يدي عليك من جديد , وفكري فقط في

الخروج من هنا بعدها "

أخرج ثيابه وأغلق بابها بقوة ودخل الحمام وكأن شيء لم يكن

يضربني أمامهم بل ويهينني ثم يلقي باللوم علي لا ويهدد أيضا

بضربي مجددا , معه حق فهوا لم يجد من يوقفه عند حده

أمسكت هاتفي وكتبت رسالة لعمي وفيها ( ابن شقيقتك مد يده

علي وسبني أمامهم ويهدد بضربي مجددا فجد حلا معه أو

قسما خرجت ولن يجدني أحد ) ثم أرسلتها له فبما أني بث

سجينة هنا فلا مانع من أن يعلم خاله ليوقفه عند حده

خرج بعدها من الحمام ودخل السرير لينام وكأنه لا عمل لديه

يبات فيه , لا بأس عمي الآن نائم لكنه سيقرأ الرسالة غدا وإن

لم يتصرف هوا كان لي أنا تصرف مع هذا الحقير وسيرى

من تكون ترجمان , نظرت حولي وتذكرت حينها أن ثيابي

جميعها في منزل سراب فقلت " أريد أن احضر ثيابي "

قال موليا ظهره لي " قلت لن تخرجي أم كل كلمة نقولها نعيدها "

قلت بضيق " أحضرهم أنت كيف سأنام هكذا "

غطى رأسه باللحاف وقال " ليست مشكلتي "

ضغطت على أسناني من الغيظ وتوجهت لباب الغرفة وفتحته

ليوقفني صوته قائلا " أخرجي من المنزل وستري حسابك ولا

يخبرك عقلك أني لن أجدك فلا تنسي أني شرطي "

تأففت وخرجت وأغلقت الباب بقوة وتوجهت لغرفة سدين طرقت

الباب ففتحته وشهقت ما أن رأتني وحضنتني وقالت بسعادة

" حمدا لله أنك بخير ظننتك لن تأتي مجددا "

ابتعدت عنها وقلت " من ورائها شقيقك لا مفر لها

منه إلا بالموت "

نظرت لي بعدم استيعاب لما أقول فدخلت قائلة " أريد ثيابا

أنام فيها ولا تسأليني عن شيء وأريد أن أنام معك "

نظرت للسرير وقالت " حسنا سآخذ ندى لسلبيل فهي نامت للتو "

وأنا أفتح خزانتها " وأين والدتها ؟؟ ما قصة تعبها "

قالت بهدوء " أغمي عليها اليوم وحالها من الصباح لا يعجبني

سجنت نفسها ولم تخرج إلا تلك المرة التي سقطت فيها مغمى

عليها ولم تفق مهما حاولنا فأخذها إياس للمستشفى فوجودا

ضغطها منخفض بشكل مخيف وتركوها لديهم الليلة "

أخرجت بيجامة من ملابسها وتوجهت للحمام دخلت وغيرت

ثيابي ثم خرجت وكانت الغرفة فارغة لا أحد فيها فدخلت

السرير لحظة دخولها وأغلقت الباب وقالت

" إياس لا يعلم أنك هنا ؟؟ "

غطيت نفسي باللحاف وقلت " لا "

قالت وهي تجلس على طرف السرير " وجدته يبحث عنك

في المنزل , ترجمان حاولي إصلاح الأمر معه خير لكما

من أن ينام كل واحد في مكان "

انقلبت للجانب الآخر ووليتها ظهري وقلت ببرود

" ما بيننا لا يمكن إصلاحه في ليلة , إن كنتِ منزعجة

من وجودي نزلت ونمت في غرفة عمتي "

تنهدت وقالت " لا طبعا ولما سأنزعج منك , أخبريني إذا

أين كنتِ اليومين الماضيين ووالدتي كادت تجن "

أغمضت عيناي وقلت " أريد أن أنام سنتحدث غدا "

لاذت بالصمت ولم تعلق ثم أطفئت نور الغرفة وخرجت منها

وتركتني أراقب الخيالات في الظلام فلا نوم قريب على ما يبدوا

وكنت فقط أريد أن أهرب من كل شيء حتى الصباح ليستوعب

عقلي أن فكرة السفر ومعاقبته كلها طارت أدراج الرياح







*~~***~~*









ما أن حل المساء خرجت من ذاك الملحق وتوجهت للمنزل وما أن

دخلت حتى وجدت من أعرف جيدا أنه سيكون هنا ينتظرني وهي

عمتي وسأسمع ذات الموشح الذي أنا في أبعد مزاج لسماعه

قلت مجتازا لها " أعلم ما تريدين قوله ونعم كنت أدخن "

أمسكت يدي وقالت " ولم تذهب لعملك ولم تتناول شيئا ولا أعلم

من منكما أنت وزوجتك يريد أن يموت قبل الآخر فهي من أكثر

من يومين لم ينزل لمعدتها شيء , ما الذي ستجنيه بما تفعله

في نفسك يا أواس فلا أحد منهم سيتأثر لا والدك ولا جدها

أنت وحدك الخاسر "

استللت يدي منها والتفت لها وقلت بحدة " سيخسرون يوما

وجميعهم وسيعرفون من يكون أواس الذي سخروا منه صغيرا

ورجلا وحينها لا يهم ما سأكون وكيف حتى لو أصبحت أحد

نزل مستشفى الأمراض العقلية "

قالت بهدوء " ودُره هل فكرت بها حينها "

قبضت على يدي بقوة لأن ما انقبض قبلها كان قلبي وهززت

رأسي أبعد أي فكرة تجتاحه عن ذلك وقلت بجمود ظاهري

" مصيرها حينها أمر اختاره لها قدرها وعليها أن تتحمله "

ابتسمت وقالت " من قلبك هذا الكلام يا أواس "

قلت بحزم " نعم "

قالت بجدية " أَقسم لي على ذلك إذاً "

بقيت أنظر لها بصمت دون كلام فقالت مغادرة " الآن اصعد

لغرفتك وحين تصلها لا تنسى كلامنا هذا "

نظرت لها باستغراب من معنى ما تقول وما دخل الغرفة به !!

ثم صعدت السلالم وتوجهت لغرفتي فورا وخلعت قميصي من

عند الباب فقد أصبح يخنقني برائحته وفتحت الباب ودخلت

لأفاجئ بالجالسة عل طرف السرير تنتظرني هنا







*~~***~~*







خرجت من الغرفة وأغلقت بابها ونزلت للأسفل حيث نور الحديقة

الخلفية المضاء , وصلت هناك وكما توقعت كان إياس هناك يجلس

على أحد الكراسي يتكأ بمرفقيه على ركبتيه ورأسه للأسفل ينظر

للأرض بشرود , اقتربت منه وجلست بجواره وقلت بهدوء

" إياس ترجمان وحدها في غرفتي فاصعد لها "

قال بهدوء ممزوج ببعض الضيق " ومن قال أني

أريد التحدث معها "

تنهدت وقلت " لما لم ترضى لرغد أن يضربها زوجها

وانزعجت الآن لغضب ترجمان منك "

قال بضيق " سدين لست في مزاج لك "

قلت بإصرار " حين كان مصطفى يسجنها في المنزل لم يعارضه

أحد , حتى شكوكه المرضية نحوها وجدنا لها مبرر بأنها خرجت

معه وتحدثا بالهاتف قبل الزواج ومن الطبيعي أن يشك بها

لكن ضربه لها لم يقبله أحد وأنت أكثرنا "

نظر لي وقال بحدة " سمعتِ بأذنك ما قالت , لو كانت أي

واحدة منكن مكانها وقالت ما قالته لزوجها لما

حاسبته على ضربه لها "

قلت مباشرة " وهل تعرف أنت سبب ضرب مصطفى لرغد ؟؟ "

لم يعلق فتابعت " لا تعرف طبعا لكن نفسك لم تقبلها ثم أنت أيضا

أهنتها إهانة لا تعرفون أنتم الرجال حجمها عندنا نحن النساء

وأنت تستنقص من أنوثتها , هي لديها بمثابة ما قالته لك "

قال قد عاد بنظره للأرض " نعم أنا وحدي أصبحت الآن مخطئ "

تنهدت وقلت " لا توجد حياة تخلوا من المشاكل لكن أن يتدخل فيها

الأهل وتكون أمامهم أكبر خطأ يا إياس فليتك سحبتها لغرفتكما

وتفاهمتما هناك فلا هي أهانتك أمامنا ولا أنت فعلت ذات الشيء

وما كان سيصل الأمر لأن تضربها "

قال ببرود " من يسمعك يضن أنك أكبر مني بقي أن

تشديني من أذني "

تجاهلت كل ما قال وقلت بجدية " أعلم أنها ليست كما تريد أن

تكون زوجتك ويبدوا ظروفها من حكمت زواجكما لكني أعرف

ترجمان جيدا ومن ثلاث سنوات فرغم كل طباعها الحادة هي

فتاة طيبة لكنها يبدوا عاشت ظروفا صعبة "

لم يعلق ولم يتحرك فتابعت " أذكر مرة قالت لي ( لو كنت عشت

في حياة مثلك لكان من الممكن أن أكون بشخصية تشبهك وتشبه

غيرك من الفتيات لكني لو لم أكن هكذا لكنت ضحية لما هوا

أسوء ) لم أفهم ما تقصد بالتحديد لكني فهمت أنها أجبرت

على أن تكون هكذا "

خرج حينها من صمته وقال ببرود " بل هي مقتنعة بنفسها

ولا أراها مجبرة أبدا "

قلت بذات هدوئي " لا توجد امرأة على وجه الأرض يا إياس

لا تحمل قلب طفلة مهما علت وتجبرت فأعطها ونفسك مجالا

لتحبك فإن حدث ذلك فسترى ترجمان أخرى أنت نفسك

ستُفاجئ فيها "

عاد للصمت وعلمت أن المعلومة وصلت له لكان علق عليها

وعلى أنها فكرة فاشلة فوقفت وقلت " أنت طوال حياتك تذيب

قلوب الفتيات بدون حتى أن تنظر لهن فلن تعجز مع واحدة تحل

لك وتعيش معك وأؤكد لك يا إياس ما أن تقترب من ترجمان

وتعرفها أكثر ستكتشف فيها مميزات كثيرة لم تكن تراها "

ثم غادرت من عنده وهذا نصف المخطط الأول انتهى بقي تلك

صاحبة الرأس المتحجر ودورها الآن ثم سأدخل على المرحلة

الثانية فلا أريد لحياة شقيقي أن تُدمر وأنا أعرف إياس كنفسي

إن طلق ترجمان فلن يتزوج قبل أقل من عشر سنين ومرغما

طبعا , عدت لغرفتي ودخلت وكان الظلام يعمها فجلست بجانبها

وشغلت ضوء السرير وقلت " ترجمانة أنتي مستيقظة أليس

كذلك ؟؟ هيا بلا لعب أطفال "

قالت ببرود " وما تريدين بي قلت لن أحكي لك شيئا "

قلت مبتسمة " لو لم أكن أعرفك جيدا لقلت أنك تبكي ولا

تريدي أن أرى عيناك المتورمتان "

قالت بسخرية " نكتة سخيفة "

اتكأت على ظهر السرير أنظر لها مولية ظهرها لي وشعرها

يغطي باقي الوسادة وقلت " لا أعلم كيف واحدة لها كشعرك

الجميل هذا أن لا يذوب زوجها في غرامها "

لم تعلق طبعا فزدت العيار قائلة " وعيناك حكاية أخرى قفي فقط

أمام المرآة وحدثي نفسك وانظري لهما , لو كنت مكان إياس لما

تركتك تنامين الليل أمتع نظري بهما "

قالت ببرود " سدين أريد أن أنام "

قلت مبتسمة " كاذبة "

تأففت وقالت " حتى إن كنت كاذبة فلا أريد أن

أسمع اسم شقيقك ولا الحديث عنه "

وكزتها في ظهرها وقلت " لكن شقيقي ظهر أنه جبل ولم يؤثر

به شيء من جمالك فأتحداك أن تستطيعي جعله متيم بك "

قالت ساخرة " لن أقبل التحدي "

قلت بمكر " وأخيرا وجدت لك هزيمة ورفضتِ تحديا واحدا

وسأشي بك في كل الجامعة ... ترجمان هزمها رجل "

جلست ونظرت لي وقالت بضيق " سدين ماذا تريدين بالتحديد "

قلت بدهاء الأنثى التي تعرف جيدا طباع الخصمين " كنت مع

إياس الآن وحاولت التحدث معه فقال بالحرف إن رأيتني يوما

منساق خلفها وقلبي بيدها علقت على ظهري ورقة بخط يدي

مكتوب فيها ( ترجمان كسرت أنفي وعزتي ) "

قالت بصدمة " هوا قال هذا "

قلت بجدية " نعم وواثق جدا من نفسه رغم أني أخبرته أنك

فتاة لا يستهان بها وسيقع في غرامك بسهولة فسخر مني

وقال أنه هوا من سيفعل ذلك بك "

قالت من بين أسنانها " هكذا إذا يا إياس واثق جدا من هزيمتي "

قلت بابتسامة انتصار " أرياني إذا من منكما المنتصر "

نظرت لي ببرود وقالت " وأرنا أنتي أفعالك في زوج المستقبل "

تأففت وقلت " وهل تركتم لي رجلا يصبح زوجا وكأنكم متفقون

علي فغدا من المفترض أنه سيأتي وشقيقتاه وأنتم واحدة تشاجرت

مع زوجها وفرت هاربة من المنزل وواحدة مرضت ونامت

في المستشفى وأخذت أمي معها "

عادت للاضطجاع على السرير وقالت " نامي نامي

الرجل نائم ويحلم أيضا وأنتي تتحسرين عليه "

قلت مبتسمة " هوا في قسم الشرطة الليلة ولن ينام طبعا "

ضحكت ضحكة ساخرة وقالت " هذا ولم يخطبك ولا مجرد

خطبة وتعلمين عنه كل شيء "

قلت مبتسمة " ولاحقا لن أتركه ينام بعيدا عني ليلة وإن

غضب ودمر كل شيء "

قالت ببرود " لن أترك غرفتك فجِدي لك حلا غيرها "

نمت أيضا وقلت " الليلة مرحب بك , غدا نامي مع زوجك

أو في الحديقة لا دخل لي بك "

وعدنا للصمت مجددا , أعرف إياس جيدا كما أعرف ترجمان

وسأبقى ورائهما حتى ينفذا مخططي وما أن يقتربا من بعض

ولو من أجل كسر بعضهما سيتغير تفكير كل واحد منهما

فترجمان تبقى في النهاية امرأة وإن أحبت ضعفت وما أسهل

أن تحب المرأة وإياس يبقى رجلا ولن يقاومها كامرأة تحل

له ولدى الرجال إن تقاربت الأجساد تتقارب الأرواح فلم

يخفى عليا أنه لم يقربها حتى الآن لأني أحتك بترجمان

كثيرا ولكنت علمت بسهولة







*~~***~~*







وضعت يدي على جبينها وكأن شيء ما يقول لي أن حرارتها

سترتفع ثم عدت لمكاني بعدما تأكدت للمرة العاشرة تقريبا من

حرارتها هذه الليلة وجلست أراقب ملامحها المتعبة وهي لا تعي

شيئا مما حولها , كانت فاجعة على الجميع فلو لم يطلب مني

إياس وضع حبة الضغط تحت لساني قبل أن يخبرني لما كان

حالي أيسر منها , لا أعلم أي جنون أصاب ذاك الشاب يتحدث

مع شقيقها عن الزواج بها وهي لم تطلق بعد وتكمل العدة ؟؟

لا وشقيقه من طلقها أي أننا سنصبح حينها ملهى لحديث الناس

فكيف يطلقها شقيقه ثم يتزوجها هوا ما سيفكرون فيه غير أنه

كان بينهما شيء وشقيقه اكتشفه , ما كنت أعلمه من رغد أنه

أعقل أخوته وهذا ما ظهر لنا بعد المشاكل التي حدثت بين

مصطفى ورغد وإياس فما قلب حاله جن هكذا فجأة وهل

يظن شقيقه ووالدته تلك سيوافقان , تنهدت بحيرة من هذا

الحال الذي وصلنا له فأنا لم أجرؤ على إخبار إياس باتصالي

ببسام كي لا يشك بشقيقته وأثير مشاكل بينه وأبناء عمه

لتظهر لنا مصيبة أعظم منها وإياس لم يتحدث حتى الآن

بما يدور في رأسه من كلام خالد معه , وقفت بسرعة

واقتربت منها ما أن بدأت تضغط على عينيها ثم فتحتهما

ببطء , أمسكت يدها وقلت " رغد بماذا تشعرين

هل أحضر لك ماء "

هزت رأسها بلا لتنزل دموعها من طرف عينيها

وقالت بصوت متعب " أريد أن أموت فقط "

جلست على طرف السرير ومسحت بيدي على شعرها

وقلت " بسم الله عليك يا ابنتي لمن ستتركين ابنتك

لوالدها وزوجته أم لجدتها "

قالت بعبرة " اقسم أنه لا شيء بيني وبينه ولا أعلم من أين "

قاطعتها واضعة أصابعي على شفتيها وقلت " ليس وقت حديث

في هذا يا رغد أنتي متعبة ثم لا أحد شك بك "

قالت باختناق من عبراتها " وماذا قال إياس "

تنهدت وقلت " لم يقل شيئا تعرفين شقيقك جيدا لا

يتحدث إلا مع صاحب الشأن "

لاذت بالصمت سوا من شهقاتها المتتالية فوقفت وقلت

" إن كان يمكنك الوقوف سأساعدك لتدخلي

الحمام وتصلي ما فاتك "

نظرت جهة النافذة وقالت " منذ متى أنا هنا "

تنهدت وقلت " ما أن أغمي عليك وصرنا الآن قرابة

منتصف الليل "

مسحت على خدها بكف يدها وقال بهمس

" أنا لا أصلي الآن "

فعدت للجلوس على الكرسي وقلت " نامي إذا

وارتاحي ولا تفكري في شيء "

هزت رأسها بحسنا وهامت بنظرها للسقف ودموعها لازالت

تزور الوسادة من وقت لآخر حتى قالت بصوت مخنوق

" أمي لا شيء بيني وبين بسام أقسم لك "

قلت بهدوء " قلت لا تفكري في كل هذا يا رغد

وارتاحي أرجوك "

عادت للصمت مجددا وما مر بعض الوقت حتى عادت

لإغلاق عينيها مجددا , غدا سيزورنا أمين وعائلته ورغد

ستكون متعبة وترجمان حالها مجهول حتى الآن رغم أن

إياس أخبرني أنها ستعود الليلة لكني خائفة حقا من ردة فعل

شقيقي رفعت إن علم , هونها يا رب يكفينا مشاكل








*~~***~~*








سحبت منها اللحاف بابتسامة ماكرة ونحن كل واحد منا يولي

الآخر ظهره فقالت بضيق " آسر ألا تستطيع تحملي الليلة فقط "

قلت بسخرية " وأين ستذهب صديقتك ليلة غد "

سكتت ولم تعلق فهي الليلة جاءت بملء إرادتها وطبعا لتكون

حارسا لي حتى تغادر صديقتها وترجع ولا أشعر بها وما

لا يعلمانه أن كل شيء مدبر , حاولتْ سحب اللحاف لكني

شددته بقوة فتأففت وقالت " ما أجمل النوم هناك وحدي "

قلت ببرود " بل ما أجمل أن أنام أنا وحدي وتوقفي عن

التقلب أريد أن أنام "

سكنت مكانها وعادت للصمت وبقينا على ذاك الحال لوقت

هي لن تستطيع أن تنام وتلك خارج المنزل حتى ترجع وتتأكد

أنها هنا وأني لن أكتشفها أما أنا فلن أستطيع النوم ليلة أخرى وهي

بجانبي خصوصا أنها لا تتحكم في حركتها وهي نائمة ولأني لا

أنام بقميص فسأتعرض كالليلة الماضية للمسات يدها الغير

مقصودة لظهري طوال الليل وستصيبني بالجنون مجددا

قالت بعد وقت " آسر هل لي بسؤال "

قلت ببرود " إن كان كسؤال ليلة البارحة فلا "

تأففت وقالت " ليس مثله "

قلت " لا تكثري إذا "

قالت متجاهلة لكلامي " أنت كم عمرك "

قلت بسخرية " هذه مقابلة وليس سؤالا "

قالت بتذمر " أجب مرة بدون سخرية "

قلت " تسع وعشرون عاما "

قالت من فورها " إذا أنت أكبر مني بست سنين وحين اختطفوني

كنت في التاسعة ومؤكد تذكر ذكريات لي عن طفولتي مع والداي "

قلت بجمود " ها نحن نلف ونرجع لذات الموضوع "

قالت برجاء " أجب أرجوك "

تنهدت وقلت " أنتي قلتها بنفسك كنتِ في الثالثة من العمر أي

صغيرة ولا أذكر سوا أن والدك رحمه الله كان يدللك كثيرا

وكنتِ مقززة من كثرة ما كنتِ مدللة "

قالت بضيق " يالها من ذكريات جئت منها بالسيئ فقط "

قلت ببرود " من طرق الباب سمع الجواب "

تنهدت وقالت بحزن " لو كانا موجودان ولم تختطفني

تلك العجوز لكان حالي مختلفا "

شعرت بضيق كتم على صدري عبرتُ عنه بنفس قوي أخرجته

منه ثم قلت بضيق " لا داعي لأن تذكريني دائما بحالك معي "

قالت بهدوء " أنا لا أقصد حالنا معا أقصد كل سنين حياتي الماضية "

قلت بسخرية " بل تقصدين المستوى المادي الماضي أو الحاضر

لا يهم وفي مخيلتك أنهما لو كانا على قيد الحياة لكنتِ مدللة

ومترفة ولا أحد مثلك "

تأففت وقالت " أنت لا يمكن التحدث معك أبدا "

قلت بضيق " بل أنتي التي لا تعجبك الحقيقة "

جلست وقالت بضيق أكبر " بل أنت من فهم الأمر كما يحلو

له ولا تتوقف عن إهانتي واتهامي بالجشع , ما العيب إن

تمنيت حياة كريمة كغيري "

قلت بسخرية " العيب أن يفعل الإنسان أي شيء ليحصل

على تلك الحياة حد أن يرخص نفسه ويبيعها من

أجل المال "

قالت بضيق " ما قصدك بهذا "

قلت ببرود " لم أقصد شيئا أنتي التي فهمت ما

في عقلك وعشتِ عليه "

شدت ذراعي العاري ولفتني نحوها بقوة لأصبح نائما على

ظهري وقالت بحدة " بلى عنيتني ونسيت أنك أنت أيضا كنت

تحارب بكل قوتك لتعيد المال من زوج والدتك فلم تختلف

عني أبدا "

نظرت لعينيها وقلت " ليس من أجلي "

نظرت لي بحيرة ثم قالت بهمس " من أجل من إذا "

وليتها ظهري مجددا وقلت " من أجل شيء لا تعرفيه ولا أريد

قوله ولسبب آخر هوا أن أسترجع مال والدتي منه أما أنا فما

كنت أحتاجه ولا أريده ومستغن عنه "

قالت بصوت مصدوم " من عقلك تقول هذا الكلام ومقتنع به "

قلت بجدية " نعم وأقسم عليه فلولا أن غيري بحاجته ما

سعيت خلفه من أساسه "

قالت مباشرة " ومن يكون هذا "

قلت ببرود " قلت لك لن أقول "

قالت باستياء " ولا حتى غسالة ترحمني بها ؟؟ حسنا

ملابس وسرير وأكل كباقي البشر "

قلت بسخرية " لتعلمي فقط أن كلامي صحيح "

قالت بضيق " لا ليس صحيحا فهذه مقومات الحياة والجميع

يحتاجها ويطلبها "

قلت بهدوء " هل تعلمي من كان يغسل ثيابي قبلك "

قالت بهمس " من "

قلت بسخرية " امرأة تسكن هنا قريبا منا لها عائلة من

عشرة بنات وزوج ولم تشتكي يوما "

لاذت بالصمت ولم تتحدث فقلت " ليس الجميع مثلك

يا سراب عليك أن تقتنعي بهذا "

قالت بحزن " تلك لم تعش مثلي لها زوج وعائلة أنا عشت أرى

حتى الحلوى في يد الأطفال غيري ولا أحصل عليها عرفت

حياتي معنى أن أبات بلا طعام وأن أرى في المدرسة الطلبة

يحضرون حقائب خاصة فقط بطعامهم مليئة بما لذ وطاب وأنا

لا شيء معي سوا رائحة طعامهم التي أشمها من أول الحصص

ورؤيتهم في الفسحة وهم يأكلون , يوم العيد أهرب من المدرسة

لثلاث أيام كي لا أذهب بلا ملابس جديدة , حتى الأطفال في

الشارع كرهت اللعب معهم فلا دمية لدي ولا دراجة ولا ألعاب

وكانوا يطردونني وينادوني بالشحاذة ولولا ترجمان كانت تضربهم

لكانوا تسلوا برميي بالطوب كلما خرجت لألعب وحدي أمام المنزل

هل عشت أنت هكذا ؟؟ هل عاشت تلك المرأة حياتي أم كانت تعيش

في ضل والدين , حتى لو كانوا فقراء فما كانوا سيتركونها تحتاج "

لذت بالصمت ولم أقل شيئا فأنا غمرتني والدتي بحنانها وكانت تعمل

وتعاني لتوفر كل ما أحتاجه ومن بعد وفاتها تكفل بي عمي صابر

جارنا ورباني ولم أحتج شيئا أبدا لكن حاجة الإنسان لا يجب أن تحوّله

لجشع يفعل أي شيء من أجل المال , قلت ببرود " وما فائدة أن تحصلي

عليه الآن فليس بإمكانك شراء الحلوى ولا اللعب بالدمى والدراجات

وثياب العيد لن تلبسيها "

قالت بذات حزنها " على الأقل لا أكمل مأساتي حتى أموت "

قلت بشيء من العتب لا أعرف سببه " ولما لم تصبحا

الأخيرتين مثلك هل وحدك كنتِ تعانين ؟؟ "

قالت بنبرة ساخرة " ترجمان علمها ذاك البخيل السرقة لأنها

كانت أشجعنا وأقوانا فكانت تأخذ من الأطفال كل ما يعجبها أما

دُرر فكانت في الخامسة حين اختطفوها ولأنها كانت في صغرها

تحمل ذكريات عن أهلها كانت العجوز تميزها عنا لتغريها بالمال

وتوهمها أن أهلها من رموها وهي أفضل منهم , هذا ما علمته

فيما بعد منها لأني كنت صغيرة "

تنهدت وقلت " إذا تلك العجوز وشقيقها صنعوا منكن ثلاث

كوارث .... جشعة ولصة ومدللة متطلبة "

قالت بضيق " خطأ وما عرفك أنت بنا .... دُرر كانت الكبرى

فينا ومن ربتنا أكثر من تلك العجوز وتحملت كثيرا من أجلنا

حتى أنها كانت تغسل الأواني للجيران وهي طفلة ليعطوها بعض

المال وتصرفه علينا , ترجمان من كانت تحمينا من أي شخص

يريد لنا السوء وجميع من في الحي يخافون منها وحتى

في المدرسة "

قلت بسخرية " وأنتي "

نامت على السرير بغيظ وقالت " أنا لا شيء جشعة فقط "

ولاذت بالصمت وتركتني في دوامة ثرثرتها التي لا تتوقف

لم يسبق وجلسنا وتحدثنا هكذا وقربنا أفكارنا ووجهات نظرنا

لكن ما النتيجة ؟؟؟ الأمر واحد جشعة وكل ما يعنيها المال

قلت بهدوء " ليس كون الإنسان عاش ظروفا صعبة

أن يسمح لها أن تجعله سلبيا يا سراب "

لم تجب لتخرج منها شهقة صغيرة فجلست ونظرت جهتها

فكانت توليني ظهرها وتخفي وجهها في ذراعها فقلت

" سراب لما البكاء الآن "

قالت بعبرة " لا شأن لك بي نم واتركني "

مددت يدي لذراعها وما كانت ستلامسها حتى قبضتها بقوة

وأعدتها مكانها وعدت ونمت موليا ظهري لها , لما جرحتْها

الحقيقة هل قلت شيئا غير صحيح ؟؟ لما لا تفكر بي وهي

تهينني في كل وقت وتناديني بوجه الفقر , هل تعي معنى أن

تعير المرأة الرجل بحاله ؟؟ أم يجرحها فقط ما يعنيها والباقي لا

تهتم له , لا أنكر أني أشفقت عليها في حديثها عن الحرمان في

صغرها لكنه ليس مبرر أبدا , قد يكون أفضل من أن تسرق لكنها

لم تتصرف كزوجة أواس التي كانت تعمل لتجلب المال بدلا من

أن تجلس تشاهد ما لدى غيرها وتتحسر حتى تحولت لكتلة من

الطمع والجشع , تأففت بضيق من أفكاري فشعرت بها تغادر

السرير ومرت من أمامي متوجهة للباب فقلت

" أين تريدين الذهاب "

فتحت الباب وخرجت قائلة " لا شأن لك بي "

فقفزت ولحقتها فقد تخرج من المنزل لعلمها أن الباب مفتوح ولم

تغلقه صديقتها لترجع منه لكنها توجهت لغرفة الضيوف ودخلت

وأغلقت الباب خلفها بقوة فمررت أصابعي في شعري عدة مرات

ثم توجهت لباب المنزل وأغلقته جيدا وعدت لغرفتي محاولا النوم

بعدما زال السبب الذي ظننت أنه ما يحول بيني وبينه لكني

عجزت حقا حتى على جلب بعض النعاس







*~~***~~*









ما أن دخل يمسك قميصه في يده ولا شيء عليه سوا قميصه

الداخلي ونظر لي تلك النظرة المستنكرة لما يجري أمامه حتى

وقفت على طولي أحاول تهدئة قلبي وتنظيم أنفاسي فعلى كل

هذه المهزلة أن تنتهي وأعرف مكاني هنا ولا يجعلوني أداة انتقام

كل واحد منهما يريد كسر الآخر بها وأنا آخر شخص يحق له أن

يعترض ويتحدث وأن يكون له رأي في كل هذا , قضيت ساعات

أحاول سحب شيء من عمته ولم أترك أسلوب لم أستخدمه عليها

وحتى أسلوب الضغط لم يجدي معها وكل ما كانت تقوله ( هوا

أمامك افهمي منه وأخرجيني من كل هذا فلا أريد أن أخسر ابن

شقيقي لأني أعرفه جيدا ) لذلك عليا أن أفهم وحدي وبطريقتي

فأنا لا أخاف أن أخسره مثلها فهذا الحال لا يعجب أحدا , قال

بعدما شبع من النظر لي " ماذا تفعلين هنا "

تبتتُ نظري على عينيه وقلت بثبات " وكيف يسأل رجل

زوجته ماذا تفعلين في غرفتي "

قال بحزم " أجيبي يا دُره "

أعلم أن مزاجه اليوم سيء بدليل سجنه لنفسه هناك وتدخينه المفرط

الذي يبدوا عارضا أكثر من كونه عادة لكان يدخن دائما لكني لن

أتراجع , قلت بذات نبرتي " لو كان لدي جواب غيره

ما بخلت عليك به "

تنحى جانبا وشد الباب بيده فاتحا له أكثر وقال

" انزلي لغرفتك "

قلت بجدية " لا "

نظر لي بحدة فقلت قبل أن يتحدث " لا تقل عصيتك لأنه لا

زوجة تعصي زوجها وهي ترفض الخروج من غرفته "

قال بابتسامة ساخرة " وما تسميه إذا "

قلت مباشرة " أسميه حق من حقوقها "

قال بشيء من الصدمة أو الاستغراب " حق من ماذا !!! "

شددت لي نفسا عميقا وقلت " حقي وسأنام معك هنا وعلى

ذات السرير "

زادت الصدمة في ملامحه ولا أستغرب ذلك منه ولا ألومه فمن

هذه التي تطالب بنزع حقها من زوجها وتفرض نفسها على النوم

معه وهوا لا يريد لكن لا أسلوب آخر قد ينفع مع رجل مثل أواس

فقد تعبت حتى من طاعته كزوج في كل ما يريد فما علمته اليوم

حطم كل شيء وأصبحت أنا المحقوقة الآن وأنا من لي الحق

عليه وعكس ما كان , أشار بسبابته للباب وقال بحزم

" انزلي والنفس عليك طيبة يا دُره "

نعم ستضربني هذا ما أتوقعه من رجل يضرب زوجته الأولى

دون حتى أن يتشاجرا قبلها لنقول أنها تجاوزت معه في الكلام

وأفقدته أعصابه لكني لن أتراجع أبدا فبقي الضرب فقط فليفعلها

قال بحدة عندما طال صمتي " قسما أني لو فقدت أعصابي

رأيتِ شخصا لم تعرفيه من قبل وقلت ألف مرة تجنبي غضبي "

قلت بضيق " وما فعلته ليغضبك ويفقدك أعصابك ؟ زوجة تريد

أن ترسم لها حدودا في حياتها مع زوجها كيف تكون أذنبت !!

أمامك أحد حلين إما أن تقبل بي زوجة في حياتك كأي زوجين

ونبني حياة أساسها التفاهم والمودة وتكون لنا عائلة كغيرنا أو

اتركني أذهب في حال سبيلي وحررني منك وأعتقد أني

لم أطلب شيئا محرما "

تحولت نظرته للغضب وضرب الباب بيده بقوة مغلقا له وتقدم

نحوي وأنا أثبت نفسي كي لا أتراجع للخلف , لن يجدي معه

غير هذا الأسلوب فإن كان رجلا طبيعيا عليه أن يرضى أو

يتركني أذهب وإن كان كما قالت زوجته عاجزا فلن يجد أمامه

من مفر سوا التحدث بالحقيقة رغم أن الأمرين مستبعدان مع

شخصية كأواس لكن لا مانع من أن أحاول فعليه أن يخبرني

بالحقيقة , وصل عندي وأمسك ذراعاي بقوة ودفعني على

السرير وقال بغضب " هل من امرأة بعقلها تفعل هذا ؟؟

هل جننتِ أم أنك معتادة على هذه الوقاحة "

أغمضت عيناي لأخفي ألمي من اتهامه وقلت بهدوء

" إن كان هناك وقاحة بين الرجل وزوجته فلن

يكون هناك بشر ليسوا وقحين "

زمجر بغضب أشد " تكون إذا جرأة حد الوقاحة وهل ترينا

زوجين كغيرنا لتبرري لنفسك هكذا "

فتحت عيناي ونظرت له فوقي وقلت " ها قد قلتها بنفسك لسنا

زوجين طبيعيين فاشرح لي سبب وجودي هنا ؟ إن كنت

لا تريدني زوجة لما تزوجتني "

تنفس بقوة وغضب ولم يتحدث فاستغللت الفرصة وقلت بثبات

" اضربني يا أواس لن يعنيني ذلك إن كانت النتيجة أن ترسم

لي حدودا في حياتك أو تتركني أرحل من هذا المنفى "

مد يده ناحيتي بغضب ليرتجف جسدي بكامله وأغمضت عيناي

بقوة أنتظر ما سيفعل إما أنه سيضربني الآن مع كل هذا الغضب

الذي أستغرب كيف أمسك نفسه معه أو أن يمزق ثيابي ويعلمني

معنى أن أتجرأ وأطلبها منه طلبا , لكن ما حدث كان عكس

كل توقعاتي وأنا أشعر بشيء سُحب من تحت ذراعي بقوة

ففتحت عيناي فإذا بالوسادة أصبحت تحت قبضة ذراعه وشد

اللحاف بقوة أيضا وخرج بهما وتركني لأجلس أنظر بصدمة من

تصرفه الذي لم أتوقعه ولا ينطبق على شخصيته التي رسمها

لي فترة بقائي هنا , ما يعنيه بهذا سأترك لك الغرفة ونامي فيها

وحدك ؟؟ ولما لم يذهب لجناحه وينام هناك بدلا من كل هذا بل

أين سيذهب !! غادرت السرير مسرعة وخرجت من الغرفة

ونزلت السلالم ورأيته يدخل من باب المجلس ويضربه خلفه

بقوة , آخر ما توقعته من أواس أن يتصرف هكذا أن لا يضربني

ولديه أكبر عذر وأكثر ما كنت أخشاه أن يمد يده علي , نزلت

باقي الدرجات وتوجهت حيث دخل فلن أتراجع بعدما ظهرتُ

وقحة أمامه فالأكمل باقي وقاحتي فإن لم يضربني وهوا بذاك

الغضب فلن يفعلها أبدا , وصلت الباب وكل مخاوفي من أن

يكون أغلقه بالمفتاح وسيعلم أني حاولت فتحه ولن يحدث شيء

مما خططت له , مددت يدي للمقبض بتردد وأمسكته وأدرته

ببطء وللمفاجأة كان مفتوحا فيبدوا أنه لم يكن يتوقع أن ألحقه

فتحت الباب وكان جالسا على الأريكة والوسادة واللحاف

مرميان أرضا أمامه وكان يسند مرفقيه لركبتيه ونظره

للأرض فرفع رأسه بسرعة ما أن دخلت لأكمل باقي

ما بدأت به بأن أغلقت الباب وبالمفتاح أيضا وثلاث

مرات ثم نزعته من مكانه ورميته بعيدا فوقف

وقال بحدة " دُره ما هذا الذي تفعلينه "









المخرج كلمات للمبدعة { عبق حروفي }


"توبيخ وصراخ و ألغاز "

هذا كل مايصدر عنك..



ولكن هناك ذلك الصوت يخترق المكان.. يزلزل الكيان..

قلبي ماينفك عن الهذيان .. بشخصك الفتان..

تعبت من كل الأركان..

ولكن ..

هل حقا تعبي بسبب هذه الجدران ..

أم عذر لتفادي قد كان.. سبب لأنفض عقلي من وجودك السجان..

قيدتَ تفكيري و ارغمته ع العصيان..كنت أحمل فيه شيئا من الألوان ..

وأصبح يحمل السواد الآن.. ورغم ذلك مازال في أمرك حيران ...

يراك ويحمل في داخله الحنان ويتغاضى عن الشيطان ..

ااااااه وهل تكفي لتصف بداخلي الصوت الرنان ..

قلتُ خوف منك.. فضول عنك.. ولكن بين هذا وذاك

الشعور المرتجف له قلبي فرق شتان وشتان ..

فأرجوك..

ارأف بي..ارأف بي فأنا في النهاية إنسان..





موعدنا القادم الثلاثاء إن شاء الله



 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية