لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والخمسون)

 




الفصل السابع والخمسون


المدخل : بقلم الغالية alilox

جن نبض هذا القلب ألم يصلك أنينه ألم تسمعيه فأنت مالكة له وكل مدنه وساكنيه قد أحرقه الشوق والصبر من أين يأتيه دعيه يمتلأ ولو كذبا بكي دعيه ارفقي به سرابي ولو بكلام موجع عاتبيه لقد أصبح تايعا لكي من مكانه اقتلعيه خذيه أصبح شيئا يخصك ولم يعد لي حاجة فيه. مبارك لكي به شئتي اقتليه وإن شئتي اشفيه

سلمت يداك

**********

تكملة النص بالمرفقات



[/COLOR]

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 16.txt.zip‏ (18.5 كيلوبايت, المشاهدات 32)
عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 11-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل السابع والخمسون)

 





الفصل الثامن والخمسون


المدخل : بقلم الغالية منى سعد

كيف يكون لقائك كظمأن تأه بصحراء حبك باحث حتى ترويني احضانك
كيف استطعت البعاد وبين يديك تسكن الروح والفؤاد
كنت ميت حي وبلقاك نبضة بي الحياه


سلمت يمينك


*************

النص بالمرفقات


نهاية الفصل ...... موعدنا القادم مساء الخميس إن شاء الله




 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 17.txt.zip‏ (19.3 كيلوبايت, المشاهدات 26)
عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 14-04-16, 01:49 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن والخمسون)

 




الفصل التاسع والخمسون



توجهت من فوري لتلك الغرفة وفتحتها بالمفتاح وكانت كما تركتها ومتأكد من أن دُره

ما أن وجدت ورقتي وقرأتها لم تدخلها , نظرت يمينا حيث الحبل الذي فككته سابقا

ورميته أرضا ولم أشعر هذه المرة قط بتلك المشاعر التي أشعر بها كلما رأيته ودخلت

هذه الغرفة , فكل ما شعرت به الآن هوا الانتصار وأنّ الشخص المرتبط بهم موجود في

السجن الآن يجمعون جرائمه التي لن ينتهوا من حصرها في وقت قصير وستبدأ رحلة

عذابه التي لن تنتهي , توجهت للخزانة القديمة ووقفت أمامها أنظر لأغراض والدتي

تحتها وأغراضي في صغري ثم نظرت لها ولثياب دُره المرتبة فيها كما تركتها , هذه

الغرفة عليها أن تكون رمادا كما الماضي ولن أخرج منها بشيء ولا حتى أغراض والدتي

التي لم يبقى لي شيء منها غيرها , خرجت من الغرفة وتوجهت للغرفة الأخرى التي

كنت أستخدمها كمخزن لبعض المعدات التي نحتاجها في الحديقة وأخرجت منها برميلا

كان مليئا بالبنزين وفتحت غطائه وبدأت بسكب ما فيه في كل أرجاء ذاك المكان وابتداءً

بتلك الغرفة حتى فرغ تماما فرميته فيه أيضا ووقفت أمام بابه الخارجي وأشعلت القداحة

التي كانت هنا وأستخدمها حين أكون في تلك الغرفة وأدخن , رميتها في الداخل مشتعلة

لتهب النيران ما أن اقتربت من الأرض وقبل أن تلمسها , وتراجعتُ للخلف فورا أراقب

ألسنة اللهب التي أصبحت تلتف في الداخل باحمرار متوهج , ها قد جاء هذا اليوم أخيرا

ها قد انتصرت على هذا المكان وتخلصت منه في داخلي قبل أن أحرقة ليغيب كله مع

الماضي ... أمي التي وجودها في قلبي يكفيني وأواس الفتى الذي ذاق العذاب والحرمان

بجميع أصنافه سيحترق هنا ولن يخرج أما أغراض دُره وثيابها فسأعوضها عنها بأضعاف

أضعافها فلا أريد لشيء دخل هنا أن يخرج ويحمل ذكراه , غادرت بعدها تاركا ذاك المكان

يتفحم وينتهي ويختفي ولن يبقى منه سوا جدران محترقة سأمسحها من هذه الأرض مسحا

ليكون مكانه ألعاب أو مسبح لأبنائي , وصلت المنزل ودخلت حيث الصمت التام وكأنه لا

ساكنين فيه وصعدت للأعلى من فوري وفتحت باب الغرفة ببطء ليقع نظري على الواقفة

توليني ظهرها تفعل شيئا ما عند أبجورة السرير , بفستانها القطني القصير الذي تظهر

منه مفاصل ركبتيها واسعا يناسب وضعها الآن وشعرها البني الناعم الذي يصل طوله

لأسفل كتفيها مفتوحا , أغلقت الباب ونظري لم يفارقها أشعر بلهفة لها لم أشعر بها

كل حياتي , التفتت ما أن شعرت بإغلاقي للباب وقالت مبتسمة بحرج

" لقد كسرتها "

ابتسمت مراقبا ملامحها الجميلة البريئة المحرجة كطفلة فعلت خطئا تخشى

التوبيخ عليه , دسّت خصلات شعرها خلف أذنها وقالت ناظرة للأسفل

" منذ ساعة أحاول إعادتها كما كانت ولم أنجح "

لم اعلق بشيء سوا بابتسامتي التي لم تفارق شفتاي وفتحت لها ذراعاي فتوجهت

نحوي راكضة وارتمت في حضني فطوقتها بهما بقوة وقبّلت رأسها وقلت

" لن أكترث لكسرك لها لكن وقوفك كل هذا الوقت لن أسامحك عليه "

دفنت وجهها في صدري أكثر وقالت بصوت مبتسم " لقد كان عقابا

جيدا لي واستحقه "

ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " فداءً لك المنزل بأكمله حبيبتي , إن

حطمتِه بأكمله فلن أقول حرفا وسأبني غيره "

ابتعدت عني تنظر لعيناي بنظرة لم أفهمها وكأنها نظرة لوم وقالت

" أواس ما هذه الرائحة في ثيابك ؟ "

ابتسمت وأمسكت وجهها بيداي وقبلت جبينها وقلت " لا تخافي أنا عند

وعدي لك ولم أدخن "

كانت ستتحدث فقلت مقاطعا لها " أحرقت الملحق فذاك المكان

انتهى من حياتي نهائيا "

ابتسمت ودموعها تملأ عينيها قائلة بسعادة " انتهى من حياتك أخيرا ؟ "

غلغلت أصابعي في شعرها شادا لوجهها لي ووزعت قبلاتي على كل مكان

فيه وقلت بهمس " اشتقت لك دُره اشتقت لك "

تعلقت بعنقي وضمتني بقوة تقف على رؤوس أصابعها وقالت بحنان

" وما سأقول أنا يا أواس ماذا ؟ "

ضممتها لي أكثر وقلت " وكيف هوا ابني معك ؟ هل يتعبك ؟ "

ابتعدت عني ونظرت لعيناي وقالت مبتسمة " في البداية نعم أما الآن فلا

فقط نموه بطيء وسبّب ذلك في صغر حجمه , والباقي كله جيد "

أمسكت وجهها وقبلت أنفها وقلت " مؤكد لا تأكلين جيدا لهذا حجم

بطنك لا يعطي أنه شهرك الثامن أبدا "

قالت ماسحة بيديها على صدري صعودا " الطبيبة قالت أن حجمه سيزداد

هذا الشهر وأن هذا أمر طبيعي يحدث للكثيرات "

قربتُ وجهها لي مجددا وقبّلت ذقنها وقلت بهدوء " كنت أريد أن نقضي

الليلة وعدة أيام في أفضل فنادق العاصمة لكني خشيت أن يؤثر ذلك

على عائلتك ويضنوا أني متضايق من وجودهم "

قبّلت شفتاي قبلة صغيرة وقالت " ولا أنا سأرضى لك بذلك فغرفتنا التي

جمعتنا سابقا أولى بذلك من أي مكان "

عضضت شفتي بقوة ثم همست " ما سأفعل لك الآن ؟ كنت أتجنب شفتيك

طوال الوقت كي لا أفعلها وأقبّلهما قبلتي المجنونة التي حلمت بها كثيرا

وتمنيتها , وجئتِ الآن تفسدين كل شيء "

ضحكت ورفعت يديها من على صدري وطوقت بهما عنقي وهمست مقربة

شفتيها من شفتاي " افعلها يا أواس فحتى أنا كنت أريدها وأنتظرها منك دائما "








*~~***~~*










صليت الفجر وجلست على السجادة أستمع لحركته في الخارج بعد عودته من

المسجد فيبدوا أنه سيذهب لعمله ولن ينام , وقفت وطويتها ووضعتها جانبا

وخلعت لباس الصلاة وخرجت حين توقفت حركته وكان في غرفته ومؤكد

سيغير ثيابه , توجهت للمطبخ ووضعت أبريق الشاي على النهار فرغم كل ما

بيننا واجبي لن أتخلى عنه مادمت هنا , طهوت البيض ووضعت له في صحن

طبق به عسلا وبعض السمن وطبق زيتون ووضعت طبق البيض أيضا وسكبت

كوب شاي وخرجت بالصينية لحظة فتحه لباب الغرفة خارجا منها وكما توقعت

كان ببذلة عمله يثبت السلاح في حزامها فوضعت الصينية على الطاولة وعدت

جهة الغرفة مسرعة وهوا لم يتحدث بشيء , بعد قليل سمعت صوت حركة الأواني

في المطبخ ويبدوا لازال كعادته سابقا يغسل ما أكل فيه وهذه حسنته الوحيدة أو أنه

معتاد على ذلك من كثرة ما عاش وحيدا , بعد وقت خرجت من الغرفة فمؤكد غادر

من اختفاء صوت حركته , رفعت أكمام بيجامتي وثنيت بنطلونها للأعلى وبدأت بشطف

وسط المنزل فرغم أنه أصبح له سقف وبلاط جديد يحتاج لاهتمام , نظفت بعدها الحمام

وغسلت جدرانه ثم انتقلت للمطبخ وأعدت ترتيب كل شيء وكتبت الناقص في ورقة فحتى

الأواني غيّرها بجديدة كلها وكأنه عريس , خرجت من المطبخ أتجنب الغوص في تلك

الأفكار كي لا أفكر في لو أنه تزوج أو أنه كان يريد أن يجلب زوجة أخرى لذلك غيّر كل

هذا , وقفت في وسط المنزل ونظرت حولي , لقد أنهيت من كل شيء ولم يبقى سوا غرفته

التي لن أنظفها طبعا وتأخذ عقله الظنون أنها حركة مقصودة مني , وضعت الورقة على

الطاولة ليجدها فيما بعد ثم وجدت قدماي تسوقانني فورا لغرفته لكن قبلها أغلقت باب

المنزل من الداخل طبعا كي لا يدخل ويمسكني هناك , فتحت الباب ونظرت للفراش على

الأرض فورا وكان مرتبا فيبدوا رتبه قبل أن يخرج وهذه عادته مرتب في كل شيء ولا

يترك شيئا ورائه , توجهت للخزانة وفتحتها بفضول لأعرف ما اشترى أيضا ولست أعلم

هذا كله من الفراغ أم ماذا ؟ كانت ثيابه مرتبة ومطوية كعادته وهناك العديد منها جديدة لم

يكن يملكها من قبل , رفعت نفسي على طرف أصابعي أنظر للرف العلوي وكان فيه تلك

الهدية لازالت مغلفة كما هي فهل كانت لي بالفعل ؟؟ كان هناك أيضا صندوق خشبي صغير

بجانبها فمددت يدي ساحبة له فوقع فجأة على رأسي وشهقت بصدمة حين وجدت ما كان فيه

ملئ المكان حولي ولم يكن سوا الأزهار الصفراء التي قطفتها سابقا ونثرتها على السرير في

ذاك اليوم المأساوي الذي اكتشفت فيه الأوراق التي كان يخبئها عني , كانت جافة يابسة أنظر

لها على بساط الغرفة بصدمة فلم أتوقع أن يجمعها ويحتفظ بها , نفضت ثيابي وشعري منهم

ولممتهم سريعا وأعدتهم للعلبة وأعدتها مكانها ثم توجهت للطاولة بجانب السرير وأخرجت

السوار والخاتم من جيبي ووضعتهما عليها وغادرت الغرفة لغرفتي بعدما فتحت باب المنزل

من الداخل طبعا , أخذت ثيابا ودخلت الحمام واستحممت ثم عدت للغرفة وفتحت هاتفي المغلق

من يوم أمس لتصل الرسالة المعلقة به وكانت من دُرر وما أن قرأتها حتى صرخت بفرحة

وقفزت واقفة , يا شقيقتي الحبيبة حمدا لله أن عاد لك فكم عانيتِ بعده , كنت سأتصل بها لكني

تذكرت أنه وقت مبكر وليس مناسبا أبدا فاتصلت بالعزباء الأخرى مثلي فأجابت سريعا

وقلت أنا من فوري " وصلتك رسالة دُرر ؟ "

ضحكت وقالت " قولي صباح الخير قولي اشتقت لك يا عديمة الذوق "

قلت مبتسمة " اشتقت لك يا عديمة الذوق "

ضحكت كثيرا فقلت " لم أصدق عيناي وأنا أقرأ الرسالة ومن فرحتي كدت

أتصل بها متناسية أنهما سيكونان نائمان "

قالت بضحكة " تضنيها مثلك يا حمقاء , صحيح ماذا حدث معك ؟

ولما لم تتصلي بي بالأمس ؟ "

ماتت ابتسامتي واختفى كل ذلك الفرح في وجهي وجلست على الكرسي

وقلت ببرود " لا شيء ونمت في غرفتي السابقة طبعا "

ضحكت وقالت " مسكينة يا سراب "

قلت بضيق " وأنتي مسكينة مثلي فلا تنسي نفسك "

ضحكت مجددا وقالت " نعم مثلك وأكثر منك "

قلت بنصف عين " ترجمان أشم رائحة شيء غريب في كلامك

فأين أنتي الآن ؟ "

قالت من فورها " في منزل عمي طبعا "

قلت ببرود " آه ظننت فقط أنك نمتِ في مكان آخر مع شخص ما "

ضحكت ولم تعلق فقلت بريبة "صوتك يخبرني أنك فعلتها يا ترجمان "

قالت من فورها " وداعا ونلتقي عند دُرر , أخبريه يأخذك اليوم هناك "

وفصلت الخط تلك الخائنة أقسم أنه شيء ما حدث معها بعد خروجي من هناك

وضعت يداي في حجري و الهاتف فيهما وتنهدت بحزن , كم أتمنى أن تستقر أمورها

أيضا وترجع لزوجها فهوا يستحقها وفعل الكثير من أجلها ليس كالجدار الذي لدي ولا

أعلم ما أحبه فيه حتى الآن ؟ تذكرت أنه اليوم عمل آسر فأرسلت لترجمان رسالة فيها

( لن استطيع الذهاب اليوم فآسر في المركز اتركيها لغد ونكلمها اليوم في الهاتف فقط )

كنت أود أن أكون هناك ولا أتأخر عنها لكن هكذا حكمت ظروفي ولا يمكنني الخروج

دون إذنه وترجمان لم تعد تملك سيارة وأعرفه لا يحب أن أركب سيارات الأجرة








*~~***~~*









خرجت من الحمام أجفف شعري بالمنشفة ونظرت للنائم بعمق لا يعلم عن شيء

حوله وابتسمت بحب , كان يوم أمس متعبا جدا له وأشعر بأنه نام نوما لم ينمه

كل حياته وكأنه لم ينم الأشهر الماضية جميعها , كم عانيت في حياتك يا أواس ولم

يترك قدرك شيئا لم يختبرك به وحان الوقت لأن ترتاح في حياتك , أن تخرج من

كل ذاك السواد وتنساه , مسحت دمعتي من طرف عيني ولازال نظري على ملامحه

وأنا أتذكر كلامه البارحة وأنا نائمة في حضنه ( وطني أنتي يا دُره ومهما بعد الإنسان

يحن له ويحتاجه وأينما ذهب يبقى هوا في عينيه الأجمل , أنتي أمي التي فقدتها صغيرا

وحرمت منها وهي على قيد الحياة وأنتي طفلتي التي رفعتها على كتفي أركض

بها رغم ألم قدماي فقط لأسمع صوت ضحكتها التي أعشق )

مسحت دمعة جديدة وهمست من بين شفتاي " سامحني يا أواس لأني

كنت ممن آذوك في صغرك "

اقتربت بعدها من السرير وجلست عليه وانحنيت له وقبّلت خده برقة ورفق

فطوقني بذراعه فضحكت وقلت " كنت مستيقظا يا محتال "

قبّل خدي وقال ببحة نوم " بل كنت في سابع أحلامي ولم يوقظني

سوا رائحتك وملمس شفتيك "
ابتعدت عنه وقلت وأنا أسحب منه اللحاف " هيا استيقظت فوالدتي من

الفجر سألتني عما تحب أكله حتى في الفطور , وتجدهم ينتظروننا الآن

فهم يستيقظون مبكرا "

جلس يمسح وجهه بيديه مستغفرا الله ثم مرر أصابعه في شعره للخلف ونظر

لي وقال مبتسما " أشعر أني في حلم لم أفق منه بعد وكل لحظة والأخرى

كنت استيقظ لأتأكد أنك نائمة بجانبي فعلا "

طوقت خصره بذراعاي ودفنت وجهي في صدره وقلت بسعادة " وما سأقول

أنا وحلمي كان طوال الليل أني كنت أحلم واستيقظت ولم أجدك "

ضحك ضحكة خفيفة وقبّل رأسي وقال " ما أخبار شقيقتيك "

تنهدت بحزن وقلت " حدث الكثير يا أواس الكثير لهما وكم أخشى عليهما "

قال ماسحا على شعري الرطب " إن أَحب الرجل المرأة يا دُره فلا خوف

عليها أبدا وزوجيهما يحبانهما , قد يحتاجون وقتا فقط وكل شيء سيتحسن "

ابتعدت عنه ونظرت للإبجورة بجانب السرير وقلت مبتسمة " طوال الليل

كانت تصدر أصوات طقطقة حتى خُيّل لي أنها ستنفجر فينا "

ضحك وقال مغادرا السرير " سنغيرها ونغير الغرفة بأكملها فسوف

أصيّن جناحي السابق وننتقل له "

وقفت خارج السرير أيضا أراقبه وقد اتجه لها بجانبي واستل سلكها

الكهربائي وقال " انتهت مشكلتها , أخبري الخادمة ترميها "

قلت بهمس ناظرة له " أواس "

التفت جهتي وقال مبتسما " عيني أواس "

طوقت عنقه بذراعاي وقبّلت ذقنه وقلت " ليحفظ الله لي عينيك ولا

احرم من رؤيتهما حياتي "

وضع أنفه على أنفي وقال مبتسما " وما تريد دُرتي "

قلت ناظرة لعينيه " والدك و.... "

قاطعني قائلا " نعم يا دُره جاء بالأمس وأخبرني أنك من أخبره "

كنت سأتحدث فسبقني قائلا ويده تمسح على ظهري " أمورنا على

خير ما يرام وأكثر حبيبتي اطمئني "

أغمضت عيناي مبتسمة وقلت بهمس " حمدا لله وهذا جل ما أتمنى "

طوق خصري بذراعيه وأنفه لازال ملاصقا لأنفي وهمس قائلا

" هل عليا دخول الحمام أولا بالفعل "

ضحكت بإحراج دون أن أفتح عيناي وقلت هامسة برقة

" يمكن تأجيله قليلا "

ضحك ضحكة صغيرة ثم قبّل شفتاي عدة قبلات وهمس بعذوبة

" ما أجمله من صباح صباحي هذا "

شددت ذراعاي على عنقه أكثر وقبلته بعمق ثم أبعدت شفتاي فمسح عليهما

بإبهامه قائلا بابتسامة " حاذري على هذا الحرير فقد أمزقه "

عضضت طرف شفتي مبتسمة ثم قلت " حلالٌ لك "

فقبّلني بعمق قبلة مجنونة تشبه تلك التي أهلكني بها البارحة ثم توجه للحمام

قائلا " يكفي انزلي هيا ولا أجدك هنا ما أن أخرج فلن أضمن لك نفسي "

ضحكت وغادرت الغرفة فورا ونزلت للأسفل حيث كانت أمي وخالتي وجدتي

يجلسن وسط المنزل وقصي مؤكد غادر من أكثر من ساعة لعمله , قالت

أمي مبتسمة ما أن رأتني " ما كل هذا النوم يا عريسان "

نزلت آخر عتبة وتوجهت لهن قائلة بابتسامة " لازالت الساعة التاسعة

وقد أيقظت أواس من نومه "

وصلت عندهن على صوت جدتي قائلة بضيق " ولما توقظينه ؟ كنتِ تركته

يرتاح قليلا , ما أحبكن لتكدير الأزواج نساء هذا الوقت "

ضحكت وقبّلت رأسها قائلة " سيغضب مني إن تركته أكثر أعرفه جيدا "

ثم قبّلت رأس والدتي فخالتي وصبحت عليهما وجلست بجانب والدتي فضمتني

لها وقالت بحنان ماسحة على شعري " حمدا لله الذي أراني هذا اليوم وهذه

الابتسامة الصافية والوجه الجميل المشرق "

ضممتها بقوة وقلت بسعادة " لا أحد أسعد مني اليوم يا أمي أبدا "

قالت جدتي " والآن تأكلي جيدا ليكبر بطنك ونشعر حقا أنه ثمة شيء بداخله "

ضحكنا جميعنا لحظة نزول أواس واقترب منا وصبّح عليهن وقبّل رأس

والدتي وجدتي أيضا وحتى خالتي وكأنه خشي أن تتحسس من ذلك وجلس

بجوار جدتي قائلا " أين هوا قصي ليس معكن ؟ "

قالت أمي ولازالت تمسح على شعري وأنا متكئة على كتفها

" خرج لعمله من قبل الثامنة وسيكون هنا عند الواحدة ظهرا "

هز رأسه بحسنا فوقفت الخادمة عندنا وقالت مخاطبة له " سيدي

كم سيكون عدد الضيوف اليوم على الغداء ؟ "

قال من فوره " قدّروهم بعشر أشخاص إن قلّ العدد آخذ الطعام

للعمال في المحلات كالعادة "

هزت رأسها بحسنا وغادرت في الفور فابتعدتُ عن والدتي وقلت ناظرة له

" هل ستخرج لهم من اليوم يا أواس ! أنت لم ترتاح من رحلتك بالأمس بعد "

قالت جدتي قبل أن يتحدث " أنضروا للمرأة ؟ تريد أن تخبئه تحتها كالطفل "

ضحكوا جميعهم عداي أنا التي نظرت لهم بضيق فوقفت والدتي وقالت

" هيا الفطور ينتظركم قبل أن يغادر أحدكم غاضبا "

فوقفنا جميعنا وتوجه أواس نحوي وحوط كتفاي بذراعه وسرنا هناك معا فها هي

الألوان عادت لحياتي ولم تعد باهتة كئيبة لا تحمل إلا الأسود والأبيض , وها قد

أصبحت أشعر بأن الشمس تشرق بالفعل ولسنا في ظلام طوال الوقت , فمن كان

يصدق أن تلك الغمامة ستزول !! ما أن تناول إفطاره طبعا غادر المنزل ولست

ألومه فهوا مشتاق لكل ما كان في حياته حتى أعماله الدائمة , فقط كنت أريد أن

يرتاح قليلا , انشغلوا بعدها في إعداد الغداء ومن الآن وأنا طبعا محكوم عليا

بالجلوس بجانب جدتي فقط ففوق حرصهم السابق على أن لا أتحرك زادهم

أواس الذي لم يخرج إلا وقد أوصاهن بالواحدة على أن لا اتعب نفسي ولا

بالوقوف للحظات , رن هاتفي فرفعته من جانبي وكانت ترجمان فابتسمت

وأجبت عليها لتنطلق زغرودتها التي قطعتها ضاحكة وأنا أضحك عليها

وقالت بسعادة " مبارك رجوع ذاك الوسيم صاحب الذوق الرفيع

وحركات الهرب والاختفاء "







*~~***~~*







جلس بجواري وقال " اسمعي هناك أمر أريد أن تعرفيه لكن إن نزلت

منك دمعة واحدة فسأقطع عنقك تفهمي "

وضعت يدي على قلبي وقلت وقد ملئت دموعي عيناي " ما به أواس !! "

تأفف وقال " ماذا قلنا يا خديجة ؟ والأمر ليس محزنا "

قلت بعبرة مكتومة " إن كان أواس وخبر سيئ عنه فلا تلمني وإن بكيت دما "

أمسك يدي وقال " بل خبر سار عنه وإن نزلت منك دمعة واحدة فلن أقوله "

مسحت عيناي بقوة وقلت " لن أبكي فبشرني بشرك الله يا رِفعت "

وضع يده على بطني وقال " كيف حاله الآن ؟ هل تشعرين بشيء ؟ "

أبعدت يده وقلت بلهفة ممسكة لها بقوة " لا شيء به فأرح قلبي أراحك الله "

وقف وقال موقفا لي معه " وجدناه يا خديجة وبخير "

أغلقت فمي بيدي أكتم الشهقة التي نزلت معها دموعي فقال بتذمر

" لا حول ولا قوة إلا بالله , ماذا كنا نقول قبل قليل "

تمسكت بثيابه ودفنت وجهي في صدره وقلت ببكاء " كيف لا أبكي

أخبرني ؟ هل تعي معنى أنه ابني وأعز منه "

ضمني له وقال " اسكتي أو قسما لن تريه وها قد أقسمت "

ابتعدت عنه ونظرت له بصدمة وقلت " أراه !! "

قال ماسحا دموعي " نعم إن لم تستمر مناحتك "

قلت بغير تصديق " أين هوا ؟ خدني له يا رِفعت حلفتك بالله "

قال مبتسما " ينتظرك في المجلس "

انطلقت مسرعة أبكي ودموعي تسابق خطواتي وإن كان يمكنني الطيران

لطرت له , فتحت باب المجلس على وسعه فوقف الجالس هناك وحيدا ينظر لي

مبتسما فانطلقت نحوه واستقبلني هوا حاضنا لي بقوة وقال ماسحا على ظهري

" لما كل هذا البكاء عمتي ؟ لا يحدث لابنك شيء ولن يرحمني والده حينها "

قلت ببكاء متمسكة به بقوة " حمدا لله على سلامتك يا أواس لا أصدق

أني رأيتك مجددا "

أبعدني عنه وقبّل يدي ثم أمسك وجهي وقبّل جبيني وقال " سامحيني

عمتي كان رغما عني اقسم لك "

أمسكت يده وقبّلتها ودفنت وجهي فيها وقلت ببكاء " كيف أغضب منك يا

قلب عمتك , هل هناك من يغضب من قلبه ؟ "

شعرت بيد على ظهري وصوت رِفعت قائلا " يكفي بكاء أغرقتِ ابني "

مسحت عيناي وسحبته معي وجلست وأجلسته بجانبي وقلت ويدي تمسح

على طرف وجهه " أين كنت يا أواس وماذا حدث معك وهل أنت بخير ؟ "

أمسك يدي من وجهه وقبّلها مجددا وقال " أنا بخير وهذا المهم , طمئنيني

عنك أنتي وعن صحتك "

قلت مبتسمة والمفاجئة لم تفارق وجهي بعد " بخير بني وفي أحسن حال

واكتملت راحتي برؤيتك يا قلب عمتك "

قال مبتسما ونظره على رِفعت " وكيف هوا رئيسي معك ؟ "

نظرت له مبتسمة وقلت " لا رجل مثله في العالم "

ثم عدت بنظري له وقلت " وكيف هي دُرر وصحتها "

قال مبتسما " بخير ومثلك الآن لا تتوقف عن البكاء منذ يوم أمس "

قلت بسعادة " يالا المسكينة , لست تعلم كم عانت وبكت وتعذبت يا أواس

أقسم أنها كادت تفقد عقلها مرارا لولا لطف الله بها "

قال مبتسما بحنان " ها قد عدت وسأعوضها عن كل دمعة ويوم حزنت فيه

أقسم لو كان الأمر بيدي ما ابتعدت عنها دقيقة لكن ظروفي كانت هكذا "

قلت ماسحة بيدي على ذرعه " لا عوض لها أكبر من رؤيتك معها ومع

ابنها , هي تعبت كثيرا مثلك تماما وحان الوقت لتجبرا كسور بعض "

وقف حينها فوقفت معه وقلت " ما بك وقفت بني ؟ أين ذاهب بسرعة هكذا ؟ "

قال بهدوء " ورائي مشاوير كثيرة ولدي ضيوف على الغداء والعشاء

جئت لأراك وأسلم عليك والأيام أمامنا طويلة "

حضنته مجددا وقلت بحنان " ليحفظك الله يا حبيب عمتك , لم

أشبع منك أبدا بل أشعر أني لم أراك "

ضمني بقوة وقبّل رأسي وقال " سأزورك دائما لا تقلقي "

ودعته بعدها وخرجت معه حتى سيارته في الحديقة وعيناي ترقبانه حتى

خرج ثم ضممت يداي أمام فمي وقلت بعينان دامعة " ما أسعدني برؤيته

أشعر بقلبي سيطير من الفرح "

حضنني الواقف بجانبي وقال بصوت مبتسم " دعائكم لم يخيب

يا خديجة والله رحمته واسعة بعباده "








*~~***~~*










أغلقت من دُرر التي أمسكتها ترجمان قبلي ساعة وضممت الهاتف لحضني

ما أسعدني بسعادتها التي تخرج من صوتها فكم عانت وتعبت شقيقتي الحبيبة

وهي تستحق كل هذه السعادة بالفعل فلم أعرف حياتي في نقاء قلبها وسريرتها

وتضحيتها من أجل الغير فلولاها بعد الله لضعنا من سنين فهي كانت رغم صغر

سنها الأم التي ما عرفناها , ولعدل الله أعاد لها هي والدتها لأنها كانت تعطينا

شيئا هي محرومة منه ولم يغطي مكانه أحد , وقفتُ بعدها وخرجت من الغرفة

وتوجهت للمطبخ لأضع الغداء فسيأتي في أي لحظة , ها قد عدت لفعل واجبات

الزوجة المثالية وكأن شيء لم يكن سوا أن المنزل والطعام تحسنا فقد وجدت كل

شيء متوفر في الثلاجة والخزانة فراتبه فوق الجيد ولم يعد لديه مشاغل غيرنا

لكن مخططه الجديد سيحتاج لتوفير مال أكثر أو أن منزل الأحلام ذاك لن يبنيه

أبدا , وما أجرى كل هذه التعديلات هنا إلا وهوا موقن من أن إقامتنا ستطول

في هذا المنزل , نفخت بقوة مبعدة خصلة شعري عن وجهي لأن يداي متسختان

لحظة ظهوره عند الباب فلم أنظر ناحيته أبدا واستمررت فيما كنت أفعل فدخل

ووقف بجانبي ونظر للسلطة التي أقطعها قائلا " جيد طعام لذيذ أخيرا وليس

سندوتشات ووجبات مطاعم "

لم اعلق أيضا منشغلة بما أفعل فرفع خصلة شعري ودسها خلف أذني ولو يعلم

عن إطرابي بقربه ولو يرحمني من وجوده فقط , دسها خلفها وبدلا من أن يبعد

يده أكمل طريق أصابعه على عنقي ليزلزل كياني فحركت كتفي مبعدو لها

وفي صمت فقال مبتسما " لما لم تكتبي ضمن الطلبات ما ينقص غرفتنا ؟ "

ضغطت على أسناني بقوة من غيظي ومانعة نفسي عن الكلام فقال وهوا

يخرج شيء ما من شعري وقد بعثر به غرتي المقصوصة " أم لم تجدي

بها شيئا ناقصا ؟ "

ووضع الزهرة اليابسة على ظهر كف يدي الممسكة لقطعة الطماطم وأنا انظر

لها بصدمة وألعن نفسي على فعلتي الحمقاء , فهل ارتحتِ الآن وأرحتِ فضولك

يا غبية , حركتُ كفي وأسقطتها من عليه فرفع يده لشعري وبعثر غرتي قائلا

" أعانك الله على ما ابتلاك يا آسر "

نظرت له بصدمة فابتسم وقبّل خدي سريعا فتراجعت خطوة للخلف وخرج

هوا قائلا " ولا بلاء أكبر من ابتعادي عنك مرغما "

تأففت ماسحة غرتي بذراعي لتبعد عن وجهي ورميت السكين في المغسلة

متمتمة بحنق " غبية دائما وتقعين في فخاخ كلامه , سحقا لك "

خرجت بعدها وكان جالسا على الطاولة يُسرح شعره بأصابعه فوضعت له

الطعام عليها وتوجهت لغرفتي فورا على صوته قائلا " ألن تذهبي

لشقيقتك زوجة أواس ؟؟ "

قلت وأنا أدخلها " في الغد "

وأغلقت بابها خلفي ولم اسمع تعليقه ولست أعلم إن علّق أساسا









*~~***~~*










تناولنا الغداء وطالت بعده الأحاديث والضحك وكل من سألني عن سبب اختفائي

ومكاني المدة الماضية قلت أنها تصفية حساب قديمة أنهيتها وعدت ولم يعلم أحد

بما حدث غير العقيد رِفعت ودُرر وعائلتها فالماضي صفحة وطويت وانتهت .

بعدما صلينا العصر عدنا للمنزل أنا ووالدي وشقيقي قيس وقصي فوالدي لم

يفارقني اليوم واستقبل أصدقائي ورجال الشرطة معي وكان جالسا بجانبي طوال

الوقت هوا عن يميني وقيس عن شمالي لأشعر لأول مرة بوجودهم في هذا العالم

وكم كان شعورا رائعا لم أتصوره يوما بهذا الحجم رغم احتياجي الدائم له ومنذ

صغري , جلسنا في المجلس مجددا وتبادلنا الأحاديث مطولا حتى نظرت

لوالدي وقلت " سأشتري لكم منزلا جديدا فاسأل زوجتك أين تريد أن يكون "

ضحك وقال " أبعد النساء عن الأمر فأعينهن واسعة ومنزلنا لا ضير

فيه لما تشتري غيره ؟ "

قال قيس من فوره " وما المانع من التجديد والترفيه ؟ لا تفسدوا

علينا بالله عليكم "

ضحكنا معا ثم شددت على يده وقلت " سترجع لدراستك يا قيس "

عبس وقال " وما دخل الدراسة الآن ؟ "

قلت بجدية " كل الدخل لها , وسأسعى جهدي لأخرج أحمد من السجن

وسيرجع لدراسته أيضا وستعملان معي باقي اليوم , لا نقاش في كل هذا "

هز رأسه بحسنا وقال " إذاً أريد ثيابا جديدة , كيف سأدخل الجامعة متشردا "

ضحكت وقال أبي بضيق " بدأنا في الطلبات التي لا تنتهي "

قلت من فوري " من راتبك ستشتري ما تريد وزيادة , غيره لن ترى

مليما لا مني ولا من والدي مفهوم "

تنهد بأسى وقال " أمري لله "

وقف والدي قائلا " هيا أمامي للمنزل فمن الغد ستداوم في الفصل الصيفي "

وقف وقال بضيق " ولماذا ؟ أمامنا أكثر من شهرين على بداية الفصل

لما أدرس من الآن ؟ "

أشار له بإصبعه على باب المجلس ناظرا له بحزم فتنهد بيأس وتمتم

مغادرا " كل هذا من أجل راتب ؟ أعانني الله عليكما "

وخرج أراقبه مبتسما وقد تبعه والدي فلحقته قبل أن يخرج وقلت

" إن احتجتم شيئا أخبرني فسأغضب إن لم تفعلها "

ربت على كتفي ولم يعلق وغادر مبتعدا فالتفتُّ لقصي الذي وصل عندي

ووقف بجانبي قائلا " فعلتُ ما طلبت مني وسيكون مراقبا من اليوم ولن

يقترب من شلته القديمة تلك "

أمسكت كتفه وقلت " شكرا يا قصي لا أعلم كيف أرد أفضالك "

قال ببعض الضيق " ما هذا الذي تقوله يا أواس ؟ نحن عائلة واحدة

فإن كنت تعتبرني غريبا فأنا اعتبرك شقيقي الذي لم أراه "

شددت على كتفه وقلت مبتسما " ونِعم الشقيق أنت يا قصي , فأخبرني

متى ستتزوج أم ستكملها عزوبية "

ضحك وقال " أَقسم لي الآن أن شقيقتي لم تخبرك كل شيء البارحة "

قلت مبتسما " يبدوا أنك لا تعرف شقيقتك يا قصي , فهل حكت لكم

شيئا عني منذ عرفتني ؟ "

هز رأسه بلا فقلت " وعنكم لن تتحدث أو لن تكون هي "

نظر للأرض وقال بهدوء " أريد خطبة شقيقة صديقك إياس "

قلت مبتسما " جيد .. تلك العائلة شرف لكل من يناسبها "

رفع نظره بي وقال مبتسما " المهم أن أكون أنا شرفا لهم ويقبلوا بي "

قلت باستغراب " ولما سيرفضونك ؟ أترك الموضوع لي وسأتحدث

مع إياس "

قال من فوره " ليس الآن يا أواس أجلها قليلا "

هززت رأسي بحسنا وقلت ناظرا للبناء الذي بدأ يرتفع عن الأرض شيئا

فشيئا " أرى أن تترك والدتك ومن معها في منزلي فمنزلك أصغر

منه وستتزوج فيه قريبا ولن ترتاحوا فيه "

قال من فوره " هن عائلتي يا أواس ولم أتضايق منهن يوما

ولن يكن إلا معي "

نظرت له وقلت مبتسما " ومن كان يقول للتو أنه يعتبرني شقيقه "

أبعد نظره عني وقال " وإن يكن فلن يكنَّ مع غيري "

قلت من فوري " إذا آخذ أنا منزلك وتبقون أنتم هنا فالمنزل كبير وبطابقين

ولا تعارض فهوا ما يزال بسم شقيقتك ولن أغير ملكيته وسيبقى لها "

قال بجدية " إذا أشتريه وإن بالتقسيط "

ضحكت وقلت " كما تريد , والمال سيكون لها إلا إن رفضت

هي بيعه لك "

قال مبتسما " اترك أمرها لي "

عدت بنظري للبناء وقلت " إذا أريد مخططه لأرى ما سأعدل فيه

ولآخذ رأي دُره أيضا وما تريد أن تضيف "

ربت على ظهري وقال " لقد اقترب وقت المغرب سنصلي ونستقبل

باقي ضيوفك ثم نتحدث عن أمر المنزل "









*~~***~~*









نزلت عتبات السلالم مسرعا وما أن وصلت للأسفل وقفت من فوري لأني كدت

أصطدم بالتي ظهرت أمامي فجئه في يدها كوب قهوة كبير تخرج منه الأبخرة

ونظرت لي باستغراب ولثيابي ثم قالت " إياس أين خارج الآن منتصف

الليل ومتأنق أيضا ؟ "

ضربت طرف جبيتها بمفتاح سيارتي وقلت مبتسما " وما علاقتك بي ؟

زوجتي أنتي أم زوجتي ؟ "

قالت بنصف عين " لست زوجتك لكني أعرف رقم هاتفها

وسأشي بك وويلك يا إياس "

ضحكت وقلت مغادرا من عندها " من قال لها تترك زوجها وحده ؟ فلتتحمل "

خرجت من المنزل وركبت سيارتي وانطلقت لوجهتي المحددة أغني طوال الطريق

سأتوقع منها أي شيء تلك المرأة المجنونة حتى أن أجدها غيّرت الغرفة وحسابي معها

سيكون عسيرا حينها , ابتسمت وأنا أتذكر ليلة البارحة , لقد كادت تصيبني بالجنون تلك

المشاغبة فهي إن أرادت الشيء تجعله أروع ما يكون وإن لم ترده لا تراه منها مهما حاولتْ

الآن فقط استطعت فهمك يا ترجمان ورؤيتك بالعين التي كانت تراك بها سدين وعلمت لما

كانت تحبك بجنون وتدافع عنك طوال الوقت بلسانها ودموعها , وكم حاولتْ إيصال هذا لي

وأنا أرفض سماع إلا ما أريد , وصلتُ المنزل ودخلت من الباب الجانبي بما أن مفتاحه

عندي فقد تركه لي خالي من سنوات من أجل الضرورة لأنه كان يعيش فيه وحيدا ويتغيب

عنه أحيانا لأسبوعين أو ثلاثة فآتي لتفقده من حين لآخر , توغلت في الحديقة حتى وصلت

شرفة غرفتها وقفزت منها ودفعت الباب ودخلت ووضعت يداي وسط جسدي فكما توقعت

الغرفة فارغة لكن التلفاز مفتوح فأين ستكون هذا الوقت ؟ انفتح باب الغرفة الذي يبدوا أنه

لم يكن مغلقا ودخلتْ منه تحمل في إحدى يديها طبق مليء بالفستق وفي الأخرى علبتي

عصير صغيرتان تمسكهما معا وفي فمها كيس بطاطا مملحة كبير وترتدي فستانا أقصر

من فستانها السابق .. هذه المشاغبة أين تريد أن تذهب بعقلي ؟ ضحكتُ عليها وتوجهت

نحوها وهي تغلق الباب بقدمها وما أن وصلت عندها أمسكت خصرها بيداي ورفعتها

للأعلى فصرخت ضاحكة ووقع الكيس من فمها وقالت بضحكة " أنزلني يا مجنون

ستوقع الطبق ويتناثر ما فيه في كل أنحاء الغرفة "

أنزلتها وأمسكت وجهها وقبلت شفتيها بقوة ثم تركتها قائلا " ظننتك هربت

مني وويل لك حينها "

توجهتْ للسرير الواسع الذي يحتل وسط الغرفة وجلست فوقه ورمت قارورتي

العصير وسطه ووضعت طبق الفستق قائلة " أحضر كيس البطاطا معك , يوجد

فيلم رائع لا أريد أن يفوتني باقي عرضه "

رفعته من الأرض وتوجهت نحوها ورميته عليها وأنا ألفّ حول السرير وجلست

في الجانب الآخر أكاد أكون ملاصقا بها يفصلنا طبق الفستق وهي عيناها على

التلفاز تغير المحطة ثم رمته وقالت " رائع انتهى الإعلان الآن "

نظرت للفيلم الذي بدأ يعرض وقلت وأنا أتكئ على مرفقي

" هل هوا فيلم جديد له ؟ "

هزت رأسها بنعم ونظرها على التلفاز فقلت " شاهدت آخر أفلامه

كان رائعا "

نظرت لي وقالت بحماس " أجل لقد شاهده أيضا ..... "

وبدأت تسرد أهم مشاهده وتمثل حركاته ضاحكة وأنا أضحك عليها ثم

رفعت حبة فستق وقالت ناظرة للتلفاز وهي تفتحها " شاهدته ثلاث

مرات والرابعة على الانترنت , كان قنبلة الموسم "

بقي نظري معلق بملامحها وانفعالاتها مع المشاهد وكأنها طفلة تشاهد التلفاز

وكلما قالت ( أنظر يا إياس كيف فعلها ) ضحكت وأجبتها فأنا شاهدته من يومين

فقط وأعلم ما حدث فيه , بينما كانت هي منسجمة معه ولم تنتبه حتى لأن نظري

لم يكن عليه بل عليها فهل هذا لشدة انسجامها أم تتعمد تجاهلي المحتالة ؟ لكن تبدوا

فعلا منسجمة ولا تعلم عن شيء حولها فحتى حبات الفستق تأخذها وتفتحها وتأكلها

دون أن تنظر لها , بعد قليل قالت وهي تفتح حبة منهم ونظرها على التلفاز

" زوج دُرر عاد , مؤكد تعلم "

قلت ونظري لم يفارق ملامحها الجميلة " نعم منذ أول أمس "

نظرت لي أخيرا وقالت بضيق " ولما لم تخبرني حين جئت ليلتها ؟ "

قلت مبتسما " وما العقل الذي تركته بي حينها ليخبر عن شيء أو يتذكره "

رمتني بقشرة الفستق وعادت بنظرها للتلفاز فرفعتُ غَرفة من قشورها وبدأت

ارميها بهم الواحدة تليها الأخرى فضحكت تحتمي عن ضرباتي بذراعها كي لا

يصاب وجهها ورفعت مجموعة منهم أيضا وبدأت ترميني بها وأصبحنا نتقاذف

القشور ضاحكين , ولو لم تكن غرفة خالي في الأعلى وفي الجانب الآخر لسمعنا

ونزل لنا , توالت عليها ضرباتي حتى رفعتِ الوسادة واحتمت بها تصرخ

ضاحكة " يكفي لقد هزمتني وأضعت عليا باقي الفيلم "

توقفت عن رميها بهم فعادت لجلستها السابقة وعادت عيناها للتعلق بالتلفاز

فرفعتُ الوسادة ورميتها على فخذيها اللذان انكشفا أكثر بسبب ارتفاع فستانها

القصير وقلت " لما لا تخفيهما عني كي لا أرتكب فيك جرما يعجبني "

رمتها بعيدا وأعادت ترتيب فستانها ونظرها لم يفارق التلفاز قائلة

" ولما لا تبعد نظرك عنهما لترتاح "

ضحكت وعبستْ هي قائلة " انتهى "

نظرت للشاشة حيث ارتفعت كتابة نهاية الفيلم ثم نظرت لها وقلت

مبتسما " سحقا يبدوا فآتني منه الكثير "

فتحت قارورة العصير وشربت منها قيلا ثم قالت وهي تغلقها

" سيعيدونه غدا فانتظره صباحا "

ثم رمتها على الأرض متدحرجة بعيدا ورفعت طبق الفستق ووضعته

على الطاولة بجانب السرير ونظرت لي وقالت مبتسمة بمشاكسة

" ما نوع عطرك هذا الذي تستخدمه ؟ "

قلت بابتسامة تشبه ابتسامتها " ولما تسألين ؟ "

اتكأت على السرير أيضا حيث كنت مقابلا لها متكئ بمرفقي على الوسادة

تحتي وتحركت قليلا حتى أصبحت ملتصقة بي وقالت وإصبعها يتحرك

على صدري ناظرة له " تعجبني رائحته "

ضممتها ضاحكا وقبلت شعرها عدة قبلات وقلت " محتالة , الآن

تذكرتني بعدما انتهى فيلمك "

ضحكت وهمست في أذني " لقد شاهدته بالأمس , وكنت أراك يا محتال مثلي "

ضحكت وأخرجت الساعة التي أحضرتها لها من جيبي وألبستها لها

وقبّلت معصمها وقلت " ما رأيك ؟ "

نظرت لها وقلّبت يدها في كل اتجاه ثم نظرت لي وقالت مبتسمة " جميلة

لكن سعتي أجمل ولن ألبسها "

ضحكت كثيرا وقلت " جامليني على الأقل يا حمقاء "

ضحكت وقالت " هل تريد أن أكذب عليك ؟ وهل ستصدقني إن قلت لك أنها

أجمل من الساعة التي أهدتها لي دُرر من ساعات محل زوجها ؟ "

ضحكت وعضضت خدها عضة خفيفة وقلت " بالطبع لن أصدق فساعات

محله كلها فاخرة لن أقدر عليها "

مسحت خدها تنظر لي بضيق وقالت " وهذه ثمن الساعة أم عقاب

على كلامي "

ضحكت مجددا ووزعت قبلاتي على وجهها ثم قلت ناظرا لعينيها

" هل أخبرك أحدهم قبلي أنك جميلة ؟ "

قالت مبتسمة وأصابعها تعبث بزر قميصي " من النساء تقصد أم الرجال ؟ "

قلت من فوري " من النساء كنت أعني لكنك فتحتِ على نفسك باباً سيئا "

ضحكت ونظرت لوجهي وقالت وأصابعها تداعب لحيتي الخفيفة

" من النساء كثر أما الرجال فواحد قبلك أنت "

نظرت لها بضيق وقلت " من يكون ؟ وويلك مني يا ترجمان "

ضحكت وقالت ويدها انتقلت من وجهي لعنقي " ألا تثق بي ؟ ثم ما كان

ماض لا تحاسبني عليه , هل حاسبتك أنا على ماضيك أو سألتك عنه ؟ "

قلت بجمود " من هوا ؟ "

ضحكت مجددا وقالت وقد وصلت أصابعها لقفا عنقي مزلزلة خلايا جسدي

بأكملها هذه العابثة الصغيرة " كان شابا في الجامعة جميع الفتيات تقريبا كن

معجبات به ولم أكن أطيقه فقالت إحداهن ( أنتي تتعمدين قول هذا لأنك تعلمين

أنه لن يلتفت لك ) فكبر الموضوع في دماغي وتحديتها وجعلته يعترف أمامها

بأني جميلة وأعجبه أيضا "

طوقت خصرها بذراعي مقربا لها لي أكثر وقبلت شفتيها قبلة صغيرة

وقلت " ثم ماذا حدث ؟ "

ضحكت ضحكة خفيفة وقالت هامسة محركة أنفها على خدي " لا شيء "

قلبتها وأصبحت فوقها وقلت ناظرا لعينيها " كيف جعلته يعجب بك ؟ تكلمي "

ضحكت وقالت وذراعيها تتعلقان بعنقي " لم أفعل شيئا , هوا قال أني أعجبته

من أول مرة رآني فيها في ملعب الكرة وأنه يعشق الفتاة الشجاعة

القوية المرحة وفقط "

قلت من فوري " وماذا حدث بعدها ؟ "

قالت مبتسمة تشد وجهي ناحيتها أكثر " أخبرته أنه لا يعجبني وأني تحديت

زميلتي فقط , وخرج من الجامعة بعدها لأنه كان في سنته الأخيرة "

قبلتها بعمق ثم قلت " قلتيها له هكذا بصراحة "

ضحكت وقالت " نعم فهوا مغرور معجب بنفسه كثيرا ولا يعجبني

وكانت الطريقة المثلى لأتخلص منه فهوا طلب أن نلتقي بعد نهاية

العام التي كانت قريبة , فجمع كرامته ورحل للأبد "

اقتربت من شفتيها مجددا فقالت " هناك أمر آخر إياس انتظر "

ابتعدت قليلا ونظرت لها فقالت " المزرعة "

قلت باستغراب " ما بها ؟ "

قالت من فورها " أريد أن نعيش فيها هناك , تعجبني أجوائها

وتعجبني أنت وأنت مزارع "

ضحكت وقبّلت ذقنها وقلت " أيهما أعجبك بصراحة ؟ "

ضحكت وشدتني لها وهمست في أذني " يعجبني إياس المزارع وأريد أن

ننجب فريق مزارعين صغار ينتشرون فيها كالفراشات كل صباح "

ضحكت وضممتها بقوة وقلت " كنت أجمع المال لأشتري من شقيقاتي

ووالدتي حصصهن وتكون لي فاتركيني آخذ رأي والدتي فالمكان

سيبعدها عن ابنتيها وعليها أن توافق أيضا "

ثم ابتعدت عنها وقلت ويدي تعبث بفستانها " هل انتهينا الآن ؟ "

قالت مبتسمة " وأريد أن أعمل في المصرف هناك "

لم اجبها بل أمطرتها بقبلاتي المتتالية فقد فهمت جوابي , وما هي إلا

لحظات وطرق أحدهم باب الغرفة فهمست بحنق " سحقا , ومن هذا أيضا "

قالت بهمس " لابد وأنها غدير فحين لا يأتيها النوم تأتي لي ونسهر معا

ولنتمنى أنه ليس خالك "

قلت بذات الهمس " ومن كان في المرة الماضية ؟ "

قالت مبتسمة " كانت هي سمعت حركتك في الخارج وخافت فأخبرتها

أنه قد يكون قطا "

تنفست بضيق وقلت " ولما لا تخبريها الآن أن القط معك وعليها أن تغادر "

ضحكت وقبلتني بعنقي ثم دفعتني عنها قائلة " غادر هيا لا أريد أن تراك هنا "

تنهدت باستسلام وابتعدت عنها مغادرا السرير حتى كنت عند الغرفة

فهمست منادية " إياس "

التفت لها فأرسلت لي قبلة بشفتيها وهمست مبتسمة " أحبك "

نظرت للأعلى وقلت بأسى " يا ليلتك الليلة يا إياس "

طرق الباب مجددا فعضضت شفتي بغيظ وقلت متراجعا للخلف

" قادم بعد غد ولن نفتح الباب لأحد مفهوم "

وخرجت من الشرفة كما أتيت وغادرت نصف محروم كالمرة الماضية

وبما أنه غدا يوم عملي وهي على علم بذلك فراجع لك يا ترجمان









*~~***~~*












ما أن خرج توجهت للباب وفتحت لها فدخلت قائلة ونظرها على الشرفة

" جئت على الوقت "


ضحكت وقلت " بل تأخرتِ خمس دقائق يا محتالة "

ضحكت وقالت ناظرة للغرفة " ما هذا ! البارحة حرب أزرار والليلة قشور ؟ "

ضحكت ودفعتها جهة الباب قائلة " هيا لغرفتك سوف أهزمك الليلة أيضا "

قالت سائرة أمامي " لقد تدربت طوال النهار ولن تقدري علي "

دخلنا غرفتها وجلست أمام التلفاز ممسكة يد اللعبة الالكترونية وقلت

" عليا أن أجبرك على النوم بعد المغرب يوميا لتسهري معي ليلا "

جلست بجانبي وأمسكت يد اللعبة الأخرى قائلة " في منامك , اليوم من أجل

مخططك فقط فعلتها غيره لا "

ثم قالت ونظرنا معلق بالشاشة " لما تفعلين به كل هذا يا مشاكسة ؟

يبدوا يحبك فعلا ومستعد لفعل أي شيء "

قلت مبتسمة ومركزة مع اللعب " ليعلم طعم الشيء الذي لا يناله بسهولة

أريده أن يتعب أن يجن أن يتهور ويتلذذ بطعم الأمر أكثر , هكذا أريده

وهكذا يعجبني , ولازالت هناك مفاجئة ستكون القاضية ما أن يأتي غدا

فأنا أفهم فيما يفكر المخادع "

قالت بهدوء " تفكيرك غريب لكنه منطقي "

قفزت صارخة في مكاني " ياااااي حصلت عليها قبلك وسأهزمك "

قالت ضاحكة " لا أعلم كيف سيصبح المنزل بعدك يا ترجمان فأنتي الحياة فيه "

قلت مبتسمة " ستنجب لك والدتك مخلوقا صغيرا تتسلي به طوال اليوم "

ضحكت وقالت " لا أعتقد أن عمك سيتركني حتى أتنفس فوقه وهوا

يخاف عليه هكذا من قبل أن يراه "

قلت ضاحكة " أتوقع أن يعلق سريره في السقف عاليا كي لا

تلمسه يد أحد وتجرثمه "

ضحكنا معا واستمررنا في اللعب والضحك








*~~***~~*










شد ورقة المخطط نحوه جالسان فوق السرير وقال

" لا دُرة هكذا مستحيل "

قلت بضيق ويداي وسط جسدي " ولما ؟ أنا أريده هكذا وأنت قلت

أعطني رأيك وما تريدين "

أشار بإصبعه على المربع وقال " هذا لا يمكن تغييره , المساحة هنا

لا تناسب "

أبعدت يده وقلت ممررة إصبعي على الخطين " نلغي هذه ونضمها له

وسينجح الأمر "

هز رأسه بلا قائلا " سيفسد منظر المنزل بأكمله هكذا "

أحسست بوخز قوي فوضعت يدي على بطني وانحنيت قليلا متألمة

فأمسك بي وقال بخوف " دُره ما بك حبيبتي ؟ حسنا نفعل ما تريدين "

ضحكت بتألم وقلت " هذا أمر يحدث معي دائما أواس "

ثم شددت المخطط منه وقلت " ولا تنسى أنك وافقت "

ضحك وقال " أمري لله , أحبك ما سأفعل مع قلبي ؟ "

ثم أمسك بذراعي وشدني نحوه لأنام براسي على صدره وقال

" لما لم تشتري شيئا لابننا حتى الآن ؟ فوالدتك تشتكي منك "

حوطت خصره بذراعاي وقلت بحزن " لم أستطع , حاولت كثيرا ولم

يطاوعني قلبي أن أخرج وأشتري أغراضه وأنت لست معي وكنت

فكرت أن أطلب من ترجمان وسراب أن يفعلا هما ذلك "

قال ماسحا على شعري " إذا أفهم أنه عليا أن أجد وقتا لنخرج ونلف

المحلات ؟ فذوقك أعرفه صعب جدا "

دفنت وجهي في صدره وقلت " وحتى متى لن تجد لنا وقتا , أريدك

معي لوقت أكبر حبيبي أرجوك "

قبّل رأسي وقال " وأنا أريد ذلك أكثر منك وأفكر في ترك الشرطة فغرضي

من دخولها من البداية تحقق وعليا أن أتفرغ لكما وللقادمين بعده "

ابتعدت عنه ونظرت لعينيه قائلة " لا أواس لا تترك عملك وأنت ترقيت

فيه , أريد أن تدافع عن حقوق الناس وتحميهم دائما "

مرر أصابعه في شعري قائلا بابتسامة " ما الذي سيرضيك أنتي ؟ حددي "

ضحكت وقلت " أريدك بجانبي وشرطيا تطبق القانون وفقط "

ضحك وقبّلني وقال " فهمتك ... وطبعا اسلم تجارتي لوالدي وشقيقك وشقيقاي

وأنا أراقب سير العمل فقط جالسا في مكتبي وأنتي وأبنائك ملتفون حولي "

ضحكت وضممته بقوة وقلت " ها أنت فهمتها بسرعة "

قال ماسحا على ظهري " أعرفك دائما تفكرين بغيرك وتضحين من

أجلهم فما تغير الآن تحولتِ لأنانية فجئه ؟ "

ابتعدت عنه وأمسكت وجهه بيداي وقلت ملصقة أنفي بأنفه " كل شيء

لوحده وأنت لوحدك , أنت لن أكون أنانية ناحيتك فقط بل ومتملكة

وأريدك لي وحدي وبجانبي دائما "

أمسك وجهي أيضا وقبّلني بعمق ثم ضمني لصدره قائلا

" وأنا لك وحدك اطمئني "

ابتعدت عنه ونظرت لعينيه وقلت بتردد " أواس هل أسألك عن أمر

وليس شرطا أن تجيب عنه "

مسح على طرف وجهي بكفه وقال " ابتعدي عن المأساة التي عشتها بعيدا

عنك لأني لا أريد التحدث عنها والباقي اسألي "

نظرت ليداي في حجري وقلت " وجد كانت متآمرة مع رجال جدي و...

أعني ما كان يحدث بينهم وأنت كنت تعلم وأخبرتني أنك لم تكن ..... "

وضاعت الحروف مني ولم أعرف ما أقول فمد أصابعه لذقني ورفع وجهي له

وقال بجدية " فهمت ما تعني يا دُره ولا تدعي للشيطان مسلكا بيننا حبيبتي

فأنا كنت صادقا حين قلت أني لم أكن أقربها أبدا "

فتحت فمي لأتحدث فقال من فوره " وضعت لي جرعة بسيطة من مخدرات
في العصير وغبت عما حولي وحين أفقت أخبرتني بما حدث بيننا وأنها نقلت لي

المرض وظهر في النهاية أنها خدعتني وأن الجرعة كانت زائدة وسببت لي

الإغماء التام ولم أقربها , هذا فقط حبيبتي فلا تشغلي بالك بالتفكير فيما مضى "

حضنته بقوة وقلت " حمدا لله أواس كدت أخسرك بسببها للأبد "









*~~***~~*









نظرت لهاتفي أمام وجهي نائمة على الأرض طبعا وعلى فراشي القديم الذي

نمت عليه هنا لأشهر وفي ذات الغرفة , تنهدت بأسى وانقلبت على ظهري

ونظرت للسقف أستمع لحركته في المنزل فهوا عاد منذ قليل من عمله وتناول

فطوره الذي وجده جاهزا وسينام الآن لوقت الظهر لأنه عاد متأخرا على غير

العادة سابقا حيث كان يرجع بعد الفجر بقليل , ولأني طبعا لازلت غبية وقلبي

غبي مثلي لم أستطع النوم وهوا لم يأتي , تنهدت تنهيدة جديدة طويلة حارقة

أشعر بها خرجت من أعماق قلبي , لما أنا وحدي من بيننا ثلاثتنا بقيت وحيدة

منبوذة مرمية في غرفة لوحدها وعليها أن تُنزل كرامتها وتدوس عليها إن

كانت تريد أن تكون بقربه ؟ حتى ترجمان رغم كل شيء يجري هما متفاهمان

ومتصافيان وعمها فقط الحائل بينهما وسيزول في أي وقت ووحدي من ستبقى

هنا وهكذا أبكي حظي وأبكي الماضي وما حدث لي فيه , أغمضت عيناي ببطء

وتذكرت تلك الأيام قبل أن أعلم بأوراق المحامي , حين كان يتحايل لاختطاف

القبلات الصغيرة مني واحمرار خداي خجلا منه ومن لمساته , كنا أنقياء حقا

وكانت أياما جميلة لم تدخلها أي شوائب رغم كل ما حدث قبلها , أما الآن فقد

بنينا حواجز كثيرة يرفض كل واحد تدميرها قبل الآخر , بل أراه تأخر كثيرا

ولم يعد يجدي فتح شي منها الآن , ارتجف جسدي بأكمله على صوت الرسالة

التي رنت بجانب أذني فرفعت هاتفي وفتحتها لأجلس بشهقة مصدومة ما أن

قرأت أحرفها جيدا


نهاية الفصل ...... موعدنا القادم الأحد إن شاء الله

حاولت أقدم التنزيل تحسبا لشوتات المنتدى لي

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 17-04-16, 09:02 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل التاسع والخمسون)

 






الفصل الستون


المدخل : بقلم الغالية alilox


أحببتك منذ الصغر كنت أروع ماكتب لي هذا القدر كان حبك سري الصغير في صدري لازمني حتى الكبر ترانيم حبك تعاويذي التي حمتني وقت الخطر حبك كان دافعي لأنهض بعض سقوطي ثم أحارب ثم أنتصر ماضي أنت مستقبلي أنت يومي أنت أنت أنا أنت ماكنت أنتظر أجدد عهودي لكي كلما جدد أوراقه الشجر

سلمت يداك


**********


قفزت واقفة من فراشي ورفعته وخرجت به مسرعة حتى وصلت غرفته وفتحت

بابها دون حتى طرق ووقفت مكاني أنظر له بصدمة وهوا ببنطلون فقط عاري

الصدر ويبدوا كان يغير ثيابه فرفع قميصه القطني وقال مبتسما

" ما هذا الهجوم المباغت ؟ لو بكّرتي قليلا لوجدتني بلا ثياب "

اشتعل جسدي من حرارته وشعرت بخداي جمرة متقدة وغادرت من

عنده قائلة بضيق " وقح "

وعدت للغرفة وسحبت حقيبتي منها حتى وصلت بها لغرفته وأدخلتها فقال

ونظره يتبعني وأنا ألف بها خلف السرير " ما سر كل هذا ؟ هل قررتِ

أخيرا أن ترحميني وتنتقلي هنا ؟ "

قلت مغادرة مجددا " بل والدتي على وصول فارمي فراشي وفراشك

فوق الخزانة بسرعة بلا كثرة حديث "

وخرجت من هناك وعدت للغرفة أتفقد إن نسيت فيها شيئا , جيد أنها أرسلت

الرسالة ولم تأتي فجئه ودخلت عليا ووجدتني نائمة هنا , صحيح أنها تعلم بمشاكلنا

سابقا لكنها إن وجدت أن وضعنا هكذا فلن تسكت وستعاود اسطوانة السابقة بأن تأتي

للعيش معي في منزلي أو تأخذني معها , لابد وأنها خرجت من الفجر لتصل الآن فما

السبب يا ترى ؟ كم أخشى أن تكون تشاجرت مع زوجها بسببي وتركت له المنزل

خرجت من الغرفة مجددا فكان آسر واقفا عند باب غرفته مستندا بإطار بابها

ولازال بالبنطلون القصير فقط واضعا يديه في جيوبه فقلت متوجهة للحمام

" البس ثيابك أم تريد مقابلتها هكذا "

قال قبل أن أدخل " هل أنتي من طلب منها المجيء وأخذك معها ؟ "

وقفت عند الباب والتفت له وقلت " هل اتصلت بها وعلمت سبب قدومها ؟ "

هز رأسه بلا فقلت داخلة الحمام " وأنا لو كنت أعلم ما فاجأتني بمجيئها هكذا "

غسلت وجهي جيدا ومشطت شعري وأمسكته بمشبك شعر ورتبت بيجامتي الحريرية

فلا وقت لأفتح الحقيبة وأغير ثيابي , خرجت بعدها على صوت جرس الباب لأكتشف

حينها فقط أنه أصبح هناك جرس أيضا ! توجه آسر نحوه وفتحه ولازال ببنطلونه القصير

وقد ارتدى قميصه الداخلي فقط , هذا الوقح عديم الذوق ما ستقول والدتي عنا , سمعت

حديثهما وهوا يرحب بها ثم دخل يحمل حقيبة ملابس صغيرة مؤكد تخصها ودخلت هي

خلفه وقد ابتسمت ما أن رأتني فركضت نحوها وحضنتها بقوة قائلة " اشتقت لك أمي

زارتنا البركة , ما هذه المفاجأة الجميلة "

ضمتني بقوة وقالت ضاحكة " بل قولي مفاجئة ليست في وقتها "

ابتعدت عنها وقلت ناظرة لعينيها " ماذا حدث يا أمي ؟ هل تشاجرت معه ؟ "

قالت مبتسمة " ألا أزورك إلا مطرودة من هناك ؟ "

قلت بإحراج " لم أقصد لكني خفت أن تتشاجرا بسببي "

قالت بذات ابتسامتها " عمك جاء هنا لأعمال لديه وسيبقى ليومين فاقترحت

عليه أن آتي معه وأبقاهما معك ولم أشأ الاتصال بكما فجرا وأوقظكما

فتركتكما لتناما حتى أصل على الأقل "

أشرت لها جهة غرفة الضيوف وقلت " مرحبا بك متى ما ناسبك

تفضلي يا أمي "

تحركت وتبعتها وآسر بجانبي فوكزته بمرفقي وقلت من بين أسناني

" لما لا تلبس ثيابك كالعالم والخلق "

قرّب وجهه مني وهمس مبتسما " كي لا تشك بأمرنا , فلتضن أننا

نائمان في العسل "

وكزته مجددا ولم أعلق ودخلت خلفها قائلة " كيف هوا حال عمي ؟ "

جلست وقالت " بخير ويسلم عليك وقال أنه قد بكما وقت مغادرتنا لأنه

منشغل باستقبال وفد ولن يجد وقتا "

جلستُ أيضا فجلس آسر بجواري ولم أستطع منعه ولا الابتعاد طبعا

وقالت أمي مبتسمة " ما سر الأرجوحة وسط المنزل ؟ هل هناك شيء

في الطريق ولا نعلم عنه ؟ "

شعرت بحرارتي ارتفعت لأعلى مستوياتها وضحك الجالس بجانبي ولم

يعلق فقلت بإحراج " أمي أنا هنا منذ يومين فقط , هل هي نبتة ؟ "

ضحكت وقالت " قد يكون شيئا من بعيد فأنتما كنتما زوجين على كل حال "

وقفت من فوري وقلت " سأعد لنا فطورا , لابد وأنك لم تتناولي شيئا "

وخرجت من قبل أن تعلق بشيء , لا أعلم ما بها عليا هكذا ولم تخجل حتى من

ابن شقيقتها ! سخنت الشاي وبدأت بإعداد الأطباق لحظة وقوف آسر أمام باب

المطبخ وقال " والدتك قالت أنها تناولت وجبتين واحدة في منزلها والأخرى

في الطريق فلا تتعبي نفسك "

أوليته ظهري ولم أتحدث فقال بصوت مبتسم " هي كانت تمزح

فقط لما الغضب هكذا ؟ "

كتفت يداي لصدري وقلت بضيق " آسر اذهب حالا وارتدي ثيابا تليق بمن

استقبلتها في منزلك أو قسما أشعلتها مشكلة معك الآن وأمامها "

قال مغادرا " حاضر فقط لا تغضبي فوق غضبك علي "

تنفست بضيق وتمتمت " لا أعلم لما لا ينام وهوا لم ينم من

فجر يوم أمس ؟ أجل علمت لينكد عليا طبعا "

عدت للغرفة وبدأت أمي في أسئلتها عن حالي ووضعي هنا فأجبتها أن أمورنا جيدة

فلأحتفظ بهمومي لنفسي , بعد قليل عاد آسر وقد ارتدى بنطلونا رياضيا وقميص

قطني وجلس بجواري مجددا فتنهدت بضيق وقلت " آسفون أمي على الوضع الذي

وجدتنا فيه فآسر عاد من عمله للتو وهوا كان هناك من فجر أمس وكان سينام "

نظرت له حينها وقالت " وما يبقيك مستيقظا بني ؟ هيا قم نم وارتاح أنا لست

غريبة وباقية ليومين وسنرى بعضنا كثيرا "

قال من فوره " لا أشعر بالنعاس , لما تطردانني هكذا ؟ ما ستقولان بعدي ؟ "

نظرت له بصدمة وضحكت أمي وقالت " لن نقول عنك إلا كل خير

فقف هيا وارتاح في غرفتك "

مال جهتي وهمس في أذني قائلا " طردة مقبولة منك "

لم أعلق ولم أتحرك من مكاني ففاجئني بأن قبّل خدي سريعا ووقف

وقال مغادرا الغرفة " أراكما فيما بعد "

وخرج وأغلق الباب فتنفست بضيق وقالت أمي مبتسمة " أرى أحوالكما

جيدة بالفعل , حمدا لله لقد كنت خائفة عليك فعلا يا سراب "

قلت بابتسامة مزيفة " لا تشغلي بالك يا أمي , أخبرتك أن أموري

جيدة وعلى ما يرام "

صدّقت طبعا وسُعدت بالأمر وأمضينا الوقت بعدها معا لم أشعر بمروره

أبدا وقد أعددنا الغداء ولم أرى آسر إلا خارجا من غرفته للحمام عند أذان

الظهر وما أن غادر هوا حتى دخلت وأخرجت ثيابا ألبسها وحجتي أمام

والدتي أني لا أريد أن أدخل وأوقظه من نومه









*~~***~~*










فتحت لها الباب وما أن دخلت حتى شددتها من يدها وتوجهت بها لمجلس

الرجال وأغلقته خلفنا بالمفتاح كي لا يدخل أحد علينا ولا أن تلحظ أمي

قدومها من الآن , جلستُ وأجلستها وقلت بهمس " وأين ندى ؟ "

نظرت للأرض وقالت بصوت منخفض " ذهبت معه لمنزل عائلته فاليوم

يجتمع إخوته جميعهم ووالدهم ليتناولوا الغداء معا , ورفضت النزول "

قلت ببرود " أرأيتِ الجنية ؟ باعتنا ببسام "

تنهدت بحزن ولم تتحدث فقلت بجدية " قولي الآن ما بك وما سر المناحة

التي فتحتها لي في الهاتف ؟ وإياك أن تبكي وتلحظ والدتي "

بدأت بسرد ما حدث معها وطبعا كل دمعة تلحقها الأخرى فتوجهت لعلبة

المحارم ووضعتها في حجرها وقلت " امسحي دموعك فورا , إن لاحظتْ

أمي شيئا لن تسكت أبدا وستخبر إياس فلا تنسي أن زوجك مهدد منه

ومن خالي ومن والده أيضا "

أخرجت مجموعة محارم ومسحت عينيها وأنفها وقالت بحزن " حتى أوصلني

هنا وهوا يوصيني طوال الطريق أن أتريث ولا أخبركم , واعتذر كثيرا

لكنها عظيمة يا سدين , كيف تهور هكذا ولم يحسب حساب شيء ؟ "

تنهدت وقلت " جيد أنك لم تخبري أحداً ولم تخرجي من منزلك يا رغد فأنتي

تحملتِ سابقا حتى ضرب وإهانات مصطفى ولم تتحدثي لتأتي وتفعليها الآن "

مسحت عينيها بالمناديل مجددا وقالت " أردت أن أراك وأحكي لك

وأن أخرج من المنزل أيضا , أشعر باختناق فضيع هناك "

قلت من فوري " وما ستفعلين الآن ؟ "

نظرت لي وقالت " لا أعلم أريد أن تنصحيني أنتي يا سدين , لا أريد

أن أتهور في شيء أندم عليه فيما بعد , ويصعب عليا مسامحته "

تنهدت وقلت " معك حق فعلتهما كانت ستجلب كارثة وقد تصرفا بغباء

لكنه أمر مضى لا يمكن إصلاحه الآن يا رغد وحمدا لله أنه

لم يتسببا لك بفضيحة "

قالت باستغراب " ما تعنيه بهذا يا سدين ! هل أحسب أن شيء

لم يكن فقط لأنه لم يحدث شيء ؟ "

قلت بجدية " وإن تحدثتِ وأحدثتِ بلبلة وشوشرة بما ستستفيدين غير أن تثور

ثائرة إياس وخالي وعمي ويتلقى بسام عقابا على شيء فات ومضى وليس أمرا

مستمر في فعله لنقول سيتوقف عنه , ثم لا تنسي أن وضعك ما يزال حساسا في

عائلة عمي ولن تتحمل والدته ونورس شيئا في ابنهم وسيضعون اللوم عليك ولا

تستبعدي أنها قد تحذوا حذو والدة مصطفى سابقا حين بدأت تلف بين الناس وتنهش

في لحمك بالكذب والافتراء , والناس قد تقف مع المرأة في الأولى وتعذرها

لكن إن تكررت مع زوج آخر سيضعون اللوم عليها "

قالت بحزن " والحل إذا ؟ "

قلت بذات جديتي " عاقبيه بينك وبينه كي لا يعاود فعلته ويتهور في أي أمر آخر

وليعلم قبلها أن النتيجة بأنك لن تغفري له بسهولة فيفكر ألف مرة قبل أن يُقدم على

عمل آخر متهور , رغم أنه وخالد ذاك يحتاجان لمن يؤدبهما جيدا وسجن معتبر

من خالي وإياس على جنونهما , لكن ذلك سيضرك أنتي ولن ينفع الندم حين

سترجعين لنا مطلقة من جديد وبطفل آخر غير ندى "

تنهدت بأسى وقالت ناظرة للأرض " وأخشى أن يفكر أني سأسكت

دائما ولن أخبر أحد "

قلت من فوري " رغد توقفي عن مقارنة الجميع ببعض , هل تري بسام سيئ

طباع وهوا من لو بيده أن رفعك من على الأرض كي لا تمشي عليها ؟ "

مسحت دمعتها من قبل أن تنزل وقالت بحزن " وهذا ما يكسر ظهري وقلبي

أني لم أرى منه شيئا ولم أسمع منه ولا نصف كلمة سيئة لا معي ولا مع ابنتي "

قلت مبتسمة " إذا استمري في حدادك عليه ولا تبادليه ولا الكلام ولا ترضي

عنه بمجرد أن يسمعك كلمتين فأنا أعرفك حساسة وقلبك ضعيف "

تنهدت وقالت " كم أشعر بالراحة الآن بعدما تحدثت معك يا سدين وكنت قد

أتهور وأفعل أي شيء فكلما فكرت في عواقب ما فعلاه لو أن الأمر انتشر

وعلمت به الناس شعرت بعقلي فقد صوابه وقد أفعل أي شيء "

وقفت قائلة " جيدا فعلتي واتركي الأمر بينكما وسوف يجن جنونه من مجرد

برودك معه فأعطيه على رأسه حتى تؤدبيه ولا تضعفي حتى يترجاك

ملايين المرات لتغفري له وأنه لن يعيدها "

ثم توجهت نحوها وسحبتها من يدها موقفة لها وقلت " هيا أغسلي

وجهك ولا تجعلي والدتي تلاحظ شيئا "

دخلتْ الردهة الملحقة بالمجلس حيث المغسلة وبه حمام أيضا وما أن خرجت

تنشف وجهها فتحت باب المجلس وقلت " اخرجي واقرعي جرس الباب

لأفتح لك وكأنك قادمة للتو , بسرعة فغدائي احترق بسببك "

ابتسمت بحزن وقالت " شكرا يا سدين , كنت أحتاج فعلا للتحدث

معك ولم يخب ظني بك "

دفعتها جهة الباب قائلة بضحكة " تحركي قبل أن يدخل علينا أحد أصدقاء

شقيقك وستكون على رأسينا الاثنين , وأزيلي قناع الحزن هذا فوالدتي

عيناها كالنسر ستفهمك من النظر لعينيك "

خرجت ضاحكة وعدت أنا للداخل وتوجهت للمطبخ فورا أتفقد أو أنقد ما

يمكن إنقاذه حتى سمعت جرس الباب وتجاهلته تماما وسمعت بعد قليل

ترحيب والدتي بها , لو تعلم أنها دخلت وخرجت دون علما لخنقتني أنا

طبعا لأنها ككل مرة وفي أي شيء يحدث تضع اللوم علي









*~~***~~*










نظرتُ مبتسما لإياس الواقف فوق رأسي وإصبعه تتحرك على النسر فوق كتفي
وقال مخاطبا محمود الواقف أمامي " أريد أن أفهم يا محمود كيف من نجمتين

ترقى لنسر ونجمة وقفزوا النسر فقط ؟ هذا غش ويجب محاكمة الوزير عليه "

ضحك وأبعد له يده وقال " يستحقها , فهل كشفت أنت خلية كاملة كانت تريد

بلبلة البلاد سياسيا , وعملت على ذلك أربع سنوات متلاحقة "

ضحك وضربني على كتفي وقال " مبارك للمرة الألف سيادة المقدم أواس

سالم مجدي ورفقا بنا لأنه علمت من خالي أنه سيكون المكتب في آخر

الرواق الغربي لك يا رئيس المركز الجديد "

ثم وضع يديه وسط جسده وقال بضيق مصطنع " وهذه غشوا فيها

أيضا فرئيسنا كان عقيدا "

وقفت وقلت " وأنا رئيسي عقيد حتى الآن ولا تنسى أنه كان رئيسا لجميع

الوحدات في العاصمة وأنا لن أكون إلا رئيسا لهذا المركز فقط "

لكمني على كتفي وقال " ولن يكون دوامك إلا صباحا ويوميا وارتحت

من عناء البقاء هنا ليوم وليلة , ما هذا الحظ الذي لديك يا رجل "

ضحك محمود وقال " غادر لمنزلك يا أواس قبل أن يقتلك بعينه "

ثم ضربه على ظهره وقال " لما لا تكون كصديقكما آسر وقف معه

طوال الصباح في الساحة وحظر احتفال الترقية وغادر "

دفعه عنه وقال " اسمحوا لي بالمغادرة أيضا ولن أضايقكم "

ضحكت ورفعت قبعتي ولبستها وقلت " سأغادر أنا وابق أنت طبعا "

قال مبتسما " بالتأكيد ولا تنسى أن أول مخالفة ستوقعها ستكون مغادرتي

الليلة قبل الصباح من أجل أموري العالقة كما اتفقنا "

ضحكت وقلت " موافق لعلك فقط تفعل شيئا يثمر ولا تضيع الفرصة "

ثم صافحتهما شاكرا لهما وغادرت المركز عائدا للمنزل فاليوم أول يوم دوام لي

وكان حفل ترقيتي الذي حضره والدي وشقيقي وقصي وأصدقائي وكان الوزير

بنفسه من علّق لي النسر والنجمة في كتفي مع مجموعة من ضباط في المخابرات

قاموا على إنجاح العملية وثلاث رجال من الشرطة ساعدوني على امتداد العامين

الماضيين وبسرية تامة عن الجميع , ولولا طلب القطعة من قلبي هناك كنت سأعاود

طلب الاستقالة وأتفرغ لعائلتي وتجارتي , كان اليوم بالفعل يوما تاريخيا في حياتي

ولولا وجود كل من كانوا حولي ومن افتقدتهم لأعوام ما كان طعمه هكذا وما شعرت

بطعم ترقيتي كما حدث سابقا فقد ترقيت آخر مرة في حفل جماعي لنا وكنا وقتها عشر

ضباط وكنت حينها وحيدا لا أحد معي لا أب لا أخ لا عم ولا قريب , لكن اليوم كان

الأمر مختلفا تماما فحين نادوا باسمي وصعدت المنصة وعلق لي الوزير النسر والنجمة

وسلموني وسام الشجاعة نظرت من فوري لوالدي وشقيقي وشقيق زوجتي وأنا أرى

الفرح والفخر في أعينهم وقد صعد والدي لي هناك وضمني له بفخر وأمسك الوسام

يلتقطون لنا الصور معا , الصور التي ستظهر في الصحف وكاميرات التلفاز المنتشرة

هناك ستعرض كل ذلك , اليوم فقط شعرت أني أنجزت وأني كبرت وأني أصبحت

رجلا وأني شرطي بالفعل , اليوم احتجت لوالدتي فعلا لأن أرى دموع الفرح في عينيها

لأن يغمرني حضنها الدافئ الحنون مهنئة لي وفخورة بما صرت عليه , ولأن الله وهبني

عوضا عنها قلبا يشبه قلب الأم في كل شيء فما أن انتهت مراسيم التسليم والاحتفال بعده

ومأدبة الغذاء ها أنا طار بي قلبي قبل سيارتي لها , كنت أريد زيارة عمتي قبلها لكن

لم أستطع فحتى خرجت فجرا وهي توصيني أن آتيهم ما أن أغادر من هناك وأنها

لن تنام حتى آتي وما كنت أعلم أن مراسم الاحتفال ستتأخر هكذا , نزلت من السيارة

أُغلق زر السترة التي تحولت من اللون الأزرق الغامق للأسود بعد ترقيتي وفتحت

باب المنزل بهدوء ليصلني صوتها قائلة بضيق " تحدث الآن يا قصي كيف تأتي

منذ حوالي الساعتين وهوا ليس معك ؟ "

دخلت ولم أغلق الباب وكان هوا أول من قابلني جالسا وهي مقابلة له تعطيني

ظهرها تمسك وسطها بيديها ووالدتها واقفة بجانبها فأشرت له بإصبعي أن يسكت

وقالت والدتها " استهدي بالله يا دُرر , قال لك أنه لم يستطع ترك أصدقائه

خلال مأدبة الغداء التي أعدت لهم وسيأتي "

قالت بنبرة بدأ يشوبها البكاء ممسكة عبرتها ونظرها لازال على الجالس أمامها

" لما هاتف أواس مغلق ؟ تكلم ولا تخفوا عني شيئا قبل أن أخرّ لكم ميتة "

ابتسمت وضحك قصي الذي لم يعد يستطيع تمثيل الأمر فالتفتتا لي فورا قبل أن

أصل عندهم وشهقت هي ناظرة لبذلتي ولونها الذي تغير ففتحت لها ذراعاي

فتوجهت نحوي من فورها وارتمت في حضني باكية تضم خصري بذراعيها

بقوة فقبلت رأسها وقلت ماسحا على ظهرها " ألم أخبرك أني سأكون هنا

ما أن أغادر من هناك ؟ لما تتعبين شقيقك هكذا "

ضمتني أكثر تدفن وجهها في صدري وقالت بعبرة " لأنك تأخرت ولم تجب

على اتصالاتي , بت أخشى أن تختفي مجددا فما سينقدني من الجنون حينها

مبارك لك يا أواس كم أنا فخورة بك وكم وددت أن كنت هناك معكم "

ضممتها أكثر ناظرا بابتسامة لقصي الذي قال ضاحكا " كان عليك المباركة

له قبلها يا أمي فلن تتركه لك الآن "

ضحكتُ وتعلقت هي بي أكثر وقالت " أخبره يصمت عني حالا "

ضحكت مجددا وقلت ماسحا على شعرها " سنفسد له خطبته القريبة عقابا له "

شهق هوا بقوة على ضحكتنا وقد ابتعدت عني تمسح دموعها وحضنتني

والدتها قائلة " مبارك لك بني , أنت فخر للوطن بأكمله وليس لنا فقط "

مسحت على ظهرها قائلا " باركك الله يا خالة وفخركم بي يكفيني ويزيد "

" أين هوا ؟ "

التفت حيث الصوت وكانت جدتهما قادمة تساعدها ابنتها لتسير بخطوات

أسرع ووصلتا عندنا وأمسكت يدي بقوة وقالت " مبارك لك يا أواس , أقرّ

الله عينك برؤية نبيه وأسكنك جنته "

قبلت رأسها وقلت " باركك الله يا جدة وحفظك لنا وأطال في عمرك "

باركت لي خالتهم أيضا وجلسنا جميعنا وقالت الجدة ناظرة لثيابي

" وما هذه الترقية ؟ ما الذي أعطوه لك وزادوه فيك ؟ "

ضحكنا جميعنا وقال قصي " وكيف تباركين له على شيء لا تعرفيه جدتي ؟ "

لوحت بيدها بلا مبالاة وقالت دُرر الجالسة بجانبي مشيرة لثيابي " انظري

جدتي لقد تغيرت بذلته للون الأسود وعلقوا له نسرا ونجمة على كتفه

بدلا عن النجمتين وقد أصبح نقيبا "

نظرت لثيابي وكتفي وقالت " هذا فقط ؟ كنت صبغت بذلتك بالأسود

من وقت وعلّقت عليها وحدك عشر نسور "

ضحكنا جميعنا وقلت ويدي ممسكة بقوة بيد الجالسة بجانبي

" لن تُجدي دون ترقية خطية يا جدتي وإن وضعت عليه نسرا حقيقيا "

قالت والدة دُرر " قف هيا بني نم وارتاح ولتنام الجالسة بجانبك مداومة

من الفجر بلا نوم , ولا تخجل منا وتجاملنا فنحن عائلة واحدة "

قلت مبتسما " لا عليك يا خالة لست متعبا كثيرا لكنت صعدت من نفسي "

وقفت بعدها ووضعت هاتفي في جيبي فوقفت التي لازالت يدها تمسك

بيدي وقالت ناظره لي " أين يا أواس ؟ فأنت لم تنم وترتاح "

قبّلت يدها وقلت " عليا الذهاب لعمتي فهي تنتظرني مثلك "

ثم مسحت على خدها بظهر أصابعي وقلت " ونامي أنتي لتستقبلي شقيقتاك

فيما بعد , وأنا لم يعد لدي شيء وسأنام حتى أشبع "








*~~***~~*








بعد إصرار منها غسلنا الأطباق معا بعدما تناولنا الغداء وجلسنا بعدها في

الخارج على أحاديثنا التي لا تنتهي وكيف ستنتهي ونحن لم نرى بعضا عشرون

عاما , نظرتُ لباب الغرفة المغلق وتذكرت ما حدث وقت الغداء وهوا جالس

هنا بجواري , حين أمسك يدي وقبلها قال " ما رأيك بطبخ ابنتك خالتي ؟

إنها ماهرة أليس كذلك "

استللت يدي منه وقالت والدتي ضاحكة " تذوقته سابقا فقد بقيت لديها

أسبوع في منزلها , ويبدوا أن تلك العجوز علمتهن أشياء مفيدة أيضا "

قلت بعبوس " تتوهمين يا أمي فدُرر من علمتني الطبخ لأنها كانت تطهوا

مع جارة لنا تبيع الطعام للناس وتعطيها أجرا على ذلك أما ترجمان

فقد رفضت أن تتعلم "

قالت مبتسمة بحزن " كم عانيتن صغيرات وكم تعبت دُرر المسكينة "

نظرت ليداي على الطاولة وقلت " نعم وكم منّ الله عليها أن أعاد

لها زوجها سالما "

قالت بحنان " الله لا ينسى عباده يا سراب ولا يفعل لنا إلا الخير "

هززت رأسي بنعم دون كلام فقال آسر " لما لا تذهبي مع سراب اليوم

لأنها تريد زيارة شقيقتها , فهي لم تذهب لها "

وكزته بمرفقي وقلت من بين أسناني " لما لا تصمت قليلا "

أمسك ضلوعه وقال بتألم مصطنع " آه خالتي ابنتك اليوم كسرت

لي ضلوعي من كثرة ما تضربها بمرفقها "

نظرت له بصدمة وضحكتْ والدتي وقالت " أكون سعيدة بذلك بني

لأبارك لها ولعائلتها "

نظر لي بنصف عين وقال " هل رأيتِ فعلت الصواب للمرة

الألف في حياتي "

فنظرت له وقلت بضيق " وأنا أقول أين ذهبت الثقة مختفية

عن البشر ؟ وهي مختبئة لديك "

ضحكا معا على اشتعالي طبعا , فلم أعد أفهم تمثيلك من حقيقتك يا آسر

وصدقت ترجمان حين قالت عن زوجها ( لن أصدقه حتى تسقط جمع

أقنعته ويظهر وجهه الحقيقي ) فكيف ينسى كل ما فعل بي ويريد أن

أنسى بسهولة وكأن شيء لم يكن

" سراب !! "

نظرت لها أمامي فقالت مبتسمة " أُكلمك من وقت وأنتي هائمة جهة

ما اختفى زوجك "

نظرت للطاولة تحتي وقلت " كنت أفكر في دُرر وترجمان "

قالت بذات ابتسامتها " اذهبي واستعجليه إذا فالعصر قد اقترب وقته

لنرجع قبل المغرب , وأنا سأغير ثيابي "

ووقفت وغادرت من فورها ونظري يتبعها ثم تنهدت بأسى ووقفت وتوجهت

لغرفته وطرقت بابها طرقات خفيفة كي لا تسمعها والدتي فهوا طبعا بعدما تناول

الغداء دخل الغرفة ليكمل نومه وينام لساعتين قبل العصر ومنذ قليل سمعنا منبه

ساعته يرن يعني أنه سيكون مستيقظا الآن , فتح الباب وطبعا كان ببنطلون فقط

كعادته حين ينام وكأنه ينقصني اشتعال , نظرت للأرض متكئه على حافة الباب

وقلت بصوت خافت وهذا ما قدرت عليه " سنجهز أنفسنا لتأخذنا الآن "

خرجت منه ضحكة خفيفة وقال وهوا يبرم خصلة من شعري بين

أصابعه " لم أسمعك أعيدي "

سحبت شعري منه وقلت مغادرة جهة غرفة الضيوف " تحرك لتوصلنا

أنتم الرجال لا ينفع معكم سوا الأوامر الصارمة "









*~~***~~*










طرقت باب غرفتها وفتحته وأدخلت رأسي ونظرت لها وقلت

" أمي ألم تجهزي بعد ؟ إياس على وصول وتعلمي أنه يوم

عمله ولن ينتظرنا كثيرا "

رفعت حقيبة يدها الصغيرة وقالت متوجهة نحوي " قادمة كنت

أتحدث مع رغد بالهاتف "

سرتُ خلفها قائلة باستغراب " ولما وهي كانت معك قبل قليل ! "

قالت متابعة سيرها جهة باب المنزل " بالي ليس مطمئنا وشكلها لم

يعجبني اليوم وأخشى أنها كعادتها سابقا تعاني وتخفي ذلك عنا "

ثم التفتت لي وقالت ويداها وسط جسدها " قولي أنتي ما بها ؟ لابد

وأنها أخبرتك "

قلت بصدمة " أنا .... ؟ لا , أعني وما ستخبرني به "

نظرت لي بشك فقلت " هي متعبة من وحمها تذكرين جيدا كم

تعبت في ندى "

قالت بحيرة " لكنها قالت أنه ليس كوحمها بندى أبدا ولم يتعبها كثيرا "

رفعت كتفاي وقلت بلامبالاة " كم من أناس لا يصبحون كما أمسوا , ثم

بسام يعاملها كملكة وهي تمدح فيه كثيرا "

قالت مبتسمة " نعم بارك الله فيه من رجل "

تنهدت بأسى ونظرت جانبا , لا أعلم لما كل من تحبهم أمي وتدافع عنهم وترى

أنهم لا مثيل لهم يُظهرون العكس ؟ من مصطفى لأمين لبسام الآن , وزوج سلسبيل

الذي لم توافق عليه بادئ الأمر هوا من أثمر فيهم , هذا يعني أنه إن خطبني أحدهم

وهلّلت به والدتي واستبشرت فسأجهز نفسي لمستقبل واعد معه , انفتح الباب ودخل

منه إياس بلباس الشرطة وقال " هل أنتما جاهزتان ؟ لا أريد أن أتأخر "

خرجت أمي وخرجت خلفها قائلة " أجزم أنكم تقضون نصف الوقت

خارج مركز الشرطة يا حماة الوطن "

فتح باب سيارته وقال ضاحكا " وأين سنذهب برأيك كل ذاك الوقت ؟ "

فتحت الباب الخلفي وركبت وقلت وأنا أغلقه خلفي " تطاردون الفتيات

في الشوارع والأسواق طبعا .. وويلك من ترجمان "

ضحكا معا وقالت أمي ونحن ننطلق خارجين من سور المنزل

" أعانك الله عليها حتى يأتي من يخلصك من لسانها "

قلت بضيق " أمييي "

ضحك وقال " أقسم أنه سيأخذ قلبي من مكانه وهوا يخرجها من هنا "

صفقت وقلت " نعم عاش إياس شقيقي الحبيب "

قالت أمي ببرود " يريد منك شيئا بالتأكيد "

ضحكنا معا وقلت " بدأت الغيرة , هذا ولم تخرج ترجمان في

الشاشة بعد يا والدة إياس فقط "

ضحك إياس وقالت هي ناظرة له " وماذا بشأنكما بني ؟ أتركني

أتحدث مع خالك ومعها هذه المرة "

أمسك يدها وقبلها وقال " لا تكلفي نفسك يا أمي فخالي سيرفض ككل

مرة , وهي ستكون في منزلك خلال أيام قليلة فقط اطمئني "

ضحكتُ وقلت " يبدوا ستنفذ خطتي وتختطفها من شرفة غرفتها

وتهرب بها "

ضحك وقال " كانت خطة مذهلة تحتاج لبعض التعديلات فقط لتقفز

هي من الشرفة وتهرب "

قلت باستغراب " كيف ؟؟ "

ضحك ولم يعلق فاقتربت منه وهمست في أذنه جهة باب السيارة

" لهذا تخرج ليلا ؟ ماذا تخطط له تكلم ؟ "

أبعد وجهي بيده وأوقف السيارة أمام منزلهم وقال " أخرجي منها

أنتي ولا تتحدثي أمامها بشيء "

قالت والدتي " ماذا حدث ؟ فيما تتهامسان ؟ "

قال وهوا يخرج هاتفه " لا شيء ابنتك أصبحت هذه الأيام تشعر

بالفراغ كثيرا وتدقق على ما يعنيها ولا يعنيها "

ضربته على كتفه على صوت ضحكته ثم اتصل بأحدهم وفتحوا لنا الباب فنزلنا

معا , هذه أول مرة أزور منزل صديقه هذا فحين تزوج كان الحفل في صالة

أفراح , وقد جئنا اليوم من أجل دُرر لأني تعرفت عليها سابقا في أكثر من لقاء

ووالدتي أرادت المجيء من أجل والدتها وجدتها ومن أجل ترجمان فهي تعدها

شقيقتها وأخبرتني أنها ستأتي اليوم , اجتزنا بوابة السور الواسعة وسرنا مسافة

قبل أن يظهر لنا المنزل ومنزلا آخر يبنونه مقابلا له بمسافة فقلت ونظري

حيث البناء الذي انتشر فيه العمال " أنظري أمي ؟ لمن يبنون هذا المنزل ؟ "

نظرت ناحيته وقالت " قد يكون لعائلتها , ما شأننا نحن ؟ "

وتابعت سيرها وأنا أتبعها ونظري لازال هناك ثم شهقت بقوة حين رأيت

ذاك الشاب أخضر العينين يرمي حبلا لأحد العمال في الأعلى فقلت

بصدمة " المريخي هنا !! "

التفتت لي أمي حيث كنت واقفة مكاني أنظر له ولم ينتبه لي وقالت بضيق

" أي مريخي يا حمقاء ؟ هذا كله مما تشاهدونه في التلفاز عنهم "

بقيت مكاني أنظر له بصدمة ولبنطلونه الجينز الملطخ بالأتربة ولا يرتدي معه

سوا القميص الداخلي بدون أكمام يمسح العرق عن جبينه , وانتبه لي حينها لتقع

عيني في عينه , عامل بناء !! هل هوا عامل بناء أم مهندس مشرف عليهم ؟ لا لن

يكون مهندسا بهذه الهيئة , استفقت لنفسي وقد ابتسم لي وأشار على طرف جبينه

بإصبعيه في تحية فشهقت دون شعور مني على ضحكته الخفيفة وسحب والدتي لي

من يدي قائلة " تحركي فضحتنا مع الناس , ماذا إن رآك أحد منهم وعينيك

ستخرجان في العمال "

وسحبتني معها منساقة ومشدوهة الفكر والنظر الذي لازال عالقا في

الخلف رغم اختفائه عنا وقلت بهمس " المريخي عامل بناء !! "

قرصتني في خصري بقوة ألمتني وقالت بهمس " لا بارك الله في عقلك

المعكوس , توقفي عن قول الحماقات فزوج دُرر هناك مع نسيبه "

نظرت جهة باب المجلس وكان صديق إياس زوجها مقابلا لنا ويقف

آخر مقابلا له يعطينا ظهره وهوا شقيق دُرر بالتأكيد

توجهنا لباب المنزل من فورنا وقد فتحته لنا إحدى الخادمات دون أن نطرق

الباب فكيف علموا بقدومنا !! دخلنا للدخل وكانت والدة دُرر وجدتها وخالتها

معا ومعهن والدة سراب فسلمنا عليهن ثم توجهتُ حيث الثلاث المختطفات

سابقا زوجات الضباط الآن وأنا مستغربة من سلام والدة دُرر الحار لي فما

قصتها فليست أول مرة أراها فيها ؟؟ وصلت عندهن وسلمت عليهن وجلست

وقلت مبتسمة " ترجمان ألن تغاري من شقيقتاك وترجعي لزوجك "

ضحكت وقالت " لا طبعا وورائهما حتى تحذوان حذوي "

نظرت لها دُرر وقد شهقت بصدمة فضحكنا عليها ثلاثتنا وقالت سراب

" لا يتوقف قلبك فلن يبعدك أحد عن سيادة المقدم "

قالت مبتسمة " ولا أنا سأرضى بها وقدمي على قدمه أينما يبتعد هذه المرة "

ضحكنا عليها ومضى الوقت بين ضحك وأحاديث وقد غبت بنظري للأرض ودهني

مع من رأيته في الخارج قبل قليل , حين زارني في المركز كان متأنقا وملابسه

تبدوا فاخرة فما سر عمله هذا ؟ يبدوا أنه كل ما يخرج به من مال هنا يصرفه على

ثيابه وعطره ليخدع الفتيات , هززت رأسي بلا بقوة فهوا لا يبدوا عليه من ذاك

النوع , رفعت رأسي على ضحكهن ناظرات لي فقلت بضيق " ما يضحككن ؟ "

قالت ترجمان طبعا سليطة اللسان " كنا نرى دماغك من تحت شعرك كيف

يحاول أن يعمل بدون أي نتيجة ومن وقت "

نظرت لها بغيظ فقالت دُرر مبتسمة " من أخذ عقلك كل هذا الوقت ؟

ونكلمك ولا تسمعيننا "

قالت ترجمان بنصف عين " هل قابلتِ مريخي آخر "

تنهدت بأسى وقلت " بل هوا مريخي واحد لا غيره وسأصاب بالجنون

إن لم أفهم ما يفعل مع عمالكم وثيابه متسخة "

نظرن لي باستغراب ثم همست دُرر لترجمان شيئا في أذنها فنظرتْ لها

بصدمة وقالت " قولي قسما ! "

ضحكت ولم تعلق فقلت ويداي وسط جسدي " ما الذي تتهامسان فيه ؟ "

قالت ترجمان بابتسامة شامتة " أخبرتني أن عمالهم جميعهم ليسوا من هذه

البلاد , فمن سيوافق على مريخيك ذاك ؟ ففوق أنه عامل ليس من هنا "

قلت بصدمة " لكنه يتحدث بلهجتنا !! "

ضحكت وقالت " يعيش هنا من أعوام بالتأكيد واللهجات متقاربة جدا "

نظرت لهما بعبوس وحزن وقلت بأسى " لا يا إلهي , لكنه عرفني

وحيّاني وابتسم لي أيضا "

انفجرن ضاحكات فرفعت الوسادة ورميتها على ترجان قائلة

" كله بسببك جعلتهما يضحكان علي "

أشارت لدُرر وقالت ضاحكة " هي من فعلتها وأخبرتني عنهم وليس أنا "

نظرت لها وقلت بضيق " لو لم تكوني حاملا الآن لعرفت كيف أنتقم منك "

قالت مبتسمة " ما رأيك أن تزيحي ذاك العامل المريخي من رأسك

ولدي لك عريس غيره "

تنهدت بحزن وقلت " مستحيل ... كيف أُخرجه من رأسي وهوا تربع فيه

ولم يفهمني رجل من قبل مثله ولم يراني أحد كما رآني هوا , هذا

مريخي أتعلمي معنى أنه لا أحد مثله على الأرض "

وقفت والدتي قريب منا وقالت " هيا تحركي وتوقفي عن الحديث عن

الفضائيين أمام الحامل "

وقفت وقلت ببرود " والدتي تضن أني أتخيل بسبب التلفاز "

وضحكنا معا وسلمت عليهن وغادرنا لأننا لم نبقى أكثر من ساعة ونصف

تقريبا فوالدتي قالت أنهم غُرب عنا لا يجوز أن نبقى معهم كثيرا , غادرنا

المنزل ونظري هناك عند ذاك المبنى لكني لم أراه وشعرت بإحباط جديد

فوق إحباطي فما هذا الحظ الذي لدي








*~~***~~*









غادرت تلك الفتاة الجميلة سدين ووالدتها فنظرت لهما وقلت " ما سر ما

يجري ؟ فأنا أعرفكما وأفهمكما فثمة شيء ورائكما "

ضحكت دُرر وقالت " أتعلمي من يكون مريخيها ذاك ؟ "

قلت بفضول " من ؟ "

قال مبتسمة " قصي شقيقي "

شهقت بصدمة وقالت ترجمان ضاحكة " وسنتركها في جهلها طبعا

لتفاجئ به فهوا ينوي خطبتها قريبا "

ضحكت وقلت " مسكينة وقعت تحت رحمتكما فلما كذبتِ عليها بشأنه ؟ "

قالت ترجمان ضاحكة " فرصة للانتقام منها وجاءتني "

قالت دُرر ناظرة لها " وماذا إن رفضت شقيقي بسببه "

قالت مبتسمة " لا تخافي شقيقها من سيكمل باقي المهمة فاتركيها عليا أنا "

نظرت لها باستغراب وقلت " شقيقها !! أعيدي فلم أسمع "

وضعت يدها على فمها وقال ضاحكة " لم أقل شيئا "

قلت بنصف عين " كنت متأكدة أنه ثمة ما ورائك يا ترجمان , اعترفي هيا "

قالت مبتسمة " لا مفر أمامي فقد وقعت , لقد زارني الليلتين الماضيتين

من وراء عمي "

نظرت لها بصدمة لا تقل عن صدمة دُرر وقلت " زارك ليلا تعني ... !! "

حركت يدها وقالت " لا لم يحدث شيء مما في بالك "

قالت دُرر باستغراب " وما فعلتما إذا ؟ أحصيتما النجوم "

ضحكت كثيرا وقالت " بل شاهدنا فيلما و.... "

ثم ضحكت مجددا وقالت غامزة بعينها " الرجال كم هم حمقى

قبلة تأخذهم للقمر ويلبون ما تريدين "

نظرنا لها بصدمة وقلت " مجنونة وأي شيء متوقع منك "

نظرت لي وقالت بضيق " أنتي المجنونة والغبية أيضا فبيدك أن تلعبي بعقله

بشيء لن يأخذ منك وقتا ولن يحتاج سوا لجنون وجرئه صغيرين "

هززت رأسي وقلت " مجنونة بالتأكيد , لن أفعلها ولا على قطع عنقي "

قالت بابتسامة جانبية " نعم اضحكي علينا وسنراك بعد مدة ماذا تفعلين "

ثم نظرت لدُرر بنصف عين وقالت " اسألي من جربت قبلك , هذا

لو لم تنكر طبعا "

شهقت دُرر بصدمة وقالت " وقحة , ما هذا الذي تقولينه ؟ "

ضحكت وقالت " أنكري وأقسمي لي الآن أنه لا يحدث منه شيء

وسأصدقك فورا "

وقفت دُرر من فورها وقالت " من تريد رؤية ما جلبه قصي من أجل

غرفة ابني لتتبعني والتي ستبقى لن أصعد معها مجددا "

وقفتُ ووقفت ترجمان وهمست لي " لتعلمي فقط أنه معي حق يا غبية "

وكزتها وقلت ببرود ونحن نصعد خلف دُرر " وضعي ليس كوضعكما

فاتركيني وشأني "

قالت ببرود كبرودي " أنا نصحتك وأنتي حُرة "

تابعت صعودي متجاهلة لكل ما قالت , حمقاء تظن الجميع مجانين مثلها , أو

أن زوجها كزوجي فذاك أرضاها وراضاها واعتذر منها وفعل الكثير لترضى

عنه لكن أنا يا حسرتي حتى فترة بقائي في منزل عمها لم يفكر أن يتحدث معي

وكل كلامه كان مع عمها فقط ومتأكدة أنه كان معترضا على بقائي في منزل

رجل غريب ليس إلا , وصلنا الغرفة وأمضينا وقتا طويلا نشاهد الأشياء الكثيرة

والجميلة التي أحضرها ومن ماله أيضا , قالت ترجمان وهي تتلمس القماش

القطني لإحدى القطع على فخذها " كم أنتي محضوضة به يا سدين

تلك الحرباء الملونة من قال أنها ستتزوج واحدا مثله "

ضحكنا معا وقلت " ظننتك ستقولين كم أنتي محضوضة به يا دُرر وليست

عينك تحسد سدين على شيء لم يصبح لها بعد "

طوت قطعة الثياب ووضعتها فوق الأخريات وقالت مبتسمة " دُرر لديها

زوج تحسدها عليه طيور السماء أما الشقيق حظ زوجته فقط "

هززت رأسي وقلت مبتسمة " إن حدث لشقيقك وزوجك شيء يا دُرر

فلن يبرد قلبك إلا دم ترجمان "

وضحكنا معا ونزلنا بعدها وانضممنا للكبيرات في السن وبدلا من أن نغادر

وقت المغرب بقينا للعشاء بإصرار منهم جميعهم بعدما لم يتغلبوا على سدين

ووالدتها اللتان تحججتا بعمل ابنهم وأنه قد لا يجد وقتا ليأتي لأخذهم فيما بعد

أما نحن فلم تسمح دُرر ولا والدتها بأن نغادر , وزوجها أيضا أمسك آسر على

العشاء أما ترجمان فلازالت حتى الآن ملكة عصرها فقد اتصلت بعمها كي لا

يأتيها الآن وقال لها أن تتصل به متى ما أرادت العودة للمنزل

بعد العشاء بوقت غادرنا من عندهم وما أن وصلنا المنزل ودخلنا قالت والدتي

" أنا أشعر بأن النعاس سيوقعني أرضا وحالكما لن يكون أفضل مني

فلغرفتكما فورا وتصبحان على خير "

نظرت لها بصدمة تداركتها سريعا وقلت " وأنتي تنامين وحدك وعلى

الأرض ؟ لا لن أسمح بذلك وسننام معا "

قال آسر " ناما في الغرفة وأنا سأنام في غرفة الضيوف "

قالت أمي من فورها " بل ستنامان معا "

كنت سأعترض فقالت بحزم " سراب كيف هكذا تتركين زوجك وهوا

موجود ؟ لما أنا كنت أنام مع زوجي وأتركك وأنتي معي هناك ؟

تحركي بلا نقاش "

قلت بتذمر " أريد أن ننام معا ونتحدث فسأحتاج لوقت طويل لأراك بعده "

قالت من فورها " وأنا قلت بأني سأنام وبما أنه لديك طاقة للسهر والحديث

فاقضيها مع زوجك , تصبحان على خير "

ودخلت الغرفة وقالت وهي تغلق بابها خلفها " أحضري لي فراشا ولحافا "

انتظرتها حتى أغلقت الباب ثم نظرتُ للواقف بجانبي بضيق فرفع يديه

وقال مبتسما " لا دخل لي هي من أصرت أمامك "

قلت بضيق " لما لم تصر عليها وتقسم لها ؟ هل يرضيك أن

تنام على الأرض ؟ "

وضع يديه في جيوبه وقال ببرود " وأنتي غاضبة لأنها ستنام على

الأرض أم لأنك ستنامين معي ؟ "

تركته وتوجهت جهة غرفة النوم قائلة بحنق " كل واحدة منهما

أسوء من الأخرى "

ودخلت وبدأت بالقفز محاولة إنزال الفراش من فوق الخزانة وبلا نتيجة فدخل

ومد يده وأنزله فأخذته منه واستللت اللحاف الحريري من فوق السرير وخرجت

بهما ودخلت الغرفة بعدما طرقت بابها فكانت قد غيرت ثيابها فوضعتهما وقلت

" أمي اتركيه هوا ينام هنا , أنتي لستِ معتادة على النوم على الأرض "

سحبت الفراش وقالت وهي تضعه وسط الغرفة " لا تقلقي بشأني ولا أعتقد

أنه هوا معتاد على النوم على الأرض أيضا , فغادري لزوجك ولا

تغضبيني منك يا سراب "

مددت شفتاي بعبوس ثم خرجت من عندها وتوجهت للمطبخ وأحضرت

لها قارورة ماء شرب وكوب كي لا تضطر للخروج ليلا وغادرت من عندها

متوجهة لغرفته ولا خيار آخر أمامي , لم أتمنى أن هذا المنزل بثلاث غرف

كالآن فحتى حين بقت معي ترجان سابقا ما كنت متخوفة ورافضة فكرة النوم

معه كالليلة , دخلت الغرفة وكان هوا جالسا يضبط منبهه ونظره عليه فتوجهت

لحقيبتي من فوري فتحتها وأخرجت منها بيجامة حريرية وخرجت من هناك

ودخلت الحمام , غيرت ثيابي وغسلت أسناني ثم خرجت وعدت لمصيري

المحتوم , دخلت الغرفة فكان لازال جالسا على السرير قدميه على الأرض

وهذه المرة منشغل بشيء ما في هاتفه فأغلقت الباب ووقفت عليه وقلت

" أنزل لي الفراش الآخر من الأعلى "

رفع رأسه ونظر لي بصمت للحظة ثم قال " ولما ؟ "

قلت من فوري " لأنام عليه طبعا "

هز رأسه بلا فقلت بضيق " آسر تحرك أو لن أنام "

قال بهدوء ونظره مركز علي عيناي " وإن لم تنامي أنتي معي هنا

فلن أنام عليه وسأنام جالسا على الأرض "

لم أعرف ما أقول وشعرت بأنه حاصرني في زاوية ضيقة , كان عقلي يقول

ابقي على قرارك ولينم على الأرض أو في الشارع ولا تهتمي به لكن لا لساني

استطاع قولها ولا قدماي تحركتا ولا قلبي الغبي رضي بالطبع , تنفست

بقوة وقلت " ونومنا على السرير معا لن يغير شيئا فينا يا آسر "

نظر لشاشة هاتفه مجددا وقال " مررنا بكل ما مررنا به ولم يجمعنا معا

يا سراب , وأنا أخبرتك سابقا أني لن أرغمك على شيء لا تريدينه "

أحمق وكاذب يعلم جيدا أن لمساته الوقحة تلك تؤثر بي وسيحصل على ما

يريد , ركزت نظري على ملامحه التي يحيط بها ضوء شاشة الهاتف الكبيرة

وقد سرقت عيناي , لما لا يحبني كما أحبه ؟ لما لا يشعر بي كما أشعر به ؟

لما ظلمني وفعل بي ما فعل , تحركت شفتاي ببطء وقلت بأسى أمسك

عبرتي " لماذا لا تحبني يا آسر ولا تشعر بي ؟ "

فرفع حينها نظره بي بسرعة وصدمة









*~~***~~*









نظرت لها لوقت بصدمة ثم قلت " لا أشعر بك ! لا أحبك ! "

مسحت دمعة تمردت على رموشها وقالت " نعم وتعلم جيدا بمشاعري

نحوك , وكلما رأيت ضعفي أمامك أكثر كلما قسوت عليا أكثر "

وقفت ورميت الهاتف جانبا وتوجهت نحوها وأبعدت يدها عن وجهها

وقلت ناظرا لعينيها " من عقلك تقولين هذا الكلام يا سراب ؟ من قلبك

تشعرين بهذا من جهتي ؟ "

أشاحت بوجهها جانبا وقالت بحزن " تصرفاتك قالت وكلامك وبرودك

وتجاهلك , كل هذا كان كافيا وزيادة , لقد ظلمني الحب حقا ولم أعرف

أنه جائر هكذا حين يأخذ منك الكثير ولا يمنحك شيئا "

شددتها من ذراعها وخبأتها في حضني وضممتها بقوة وقلت

" غبية وحمقاء كيف تفكرين هكذا كيف ؟ "

قالت بعبرة " أخبرتك أن تصرفاتك قالت , ولا أريد أن تسايرني وتشفق عليا

يا آسر ولا أن أكون في حياتك زوجة فرضها الواجب عليك لأنه لا مكان

لها تذهب له فاتركني وأطلق سراحي وعش أنت حياتك مع من تريد "

ضممتها بقوة أكبر وكأني أعاقبها بهذا على كل ما قالت , وكأني أقول لها

تألمي لتعي معنى فظاعة ما تفكرين فيه , كنت أزيد من قبضي على جسدها

النحيل بين ذراعاي حتى قالت بتألم " آسر أنت تؤلمني "

شددتها أكثر وقلت من بين أسناني " تألمي أكثر وأكثر كي لا تعيديها مجددا "

حاولت الابتعاد عني فتركتها مراقبا لملامحها وهي منزلة وجهها للأسفل تمسح

دموعها فأمسكت يدها مجددا وقبلت باطن كفها قبلة طويلة وهي على حالها تنظر

للأرض ثم مددت أصابعي لذقنها ورفعت وجهها حتى التقت عينانا وقلت بهدوء

" منذ طفولتي يا سراب ومنذ أن وجدت نفسي وحيدا في هذه الحياة واقف في

الشارع أمام باب منزلنا ولم أعرف أين سأذهب ولا ما سأفعل طفل في العاشرة

لا يملك شيئا ولا أحدا بعدما خسر والدته وكان مصيره سيكون الشارع والسرقة

والتسول مدى الحياة ليتحول في شبابه لخريج سجون بالتأكيد , وتحركت حينها من

مكاني ولست أعلم أين سأذهب ودموعي على خداي , لست أعلم أبكي والدتي التي

دفنوها الناس ورحلوا جميعهم أم أبكي نفسي وضياعي ووحدتي بعدها , وما أن

وصلت رأس الشارع حتى سمعت صوت رجل ناداني فالتفت له سريعا فلم يكون

سوا العم صابر جارنا الذي لم يحضر الدفن ولم يعلم بوفاتها إلا ذاك الوقت لأنه

يقضي في عمله نصف النهار كاملا , وحين كرر النداء باسمي ركضت نحوه ولن

تعلمي ما عنى لي ظهوره يومها , كان بصيص النور في نهاية النفق المظلم ومنذ

ذاك الوقت عشت حياتي معهم قد يراها أي شخص حياة طبيعية ومحظوظ بها لكني

كنت أشعر دائما أني غريب عنهم أني أفعل كل شيء ليرضوا عني ولا يخرجوني

من منزلهم وحياتهم , وعاش آسر الطفل وكبر على فكرة واحدة أني لو كنت مجرما

لو انحرفت ما كانوا قبلوا بي باقي السنين , لكانوا طردوني في أي وقت عكس الشاب

الذي يعيش مع عائلته التي لن تتبرأ منه مهما كان والأم وشقيقات اللاتي سيحببنه

مهما كان سيكون , فكنت كل نجاح أتوجه في حياتي وفي دراستي وعملي أراه

ثمنا لبقائي معهم رغم يقيني بحبهم لي وتقديري لما فعلوه من أجلي لكنه ليس

كحب الابن مهما كان "

مررت أصابعي على خدها وهي لازالت منتبهة لما أقول وتابعت " كنت أنتظر

أن أتزوج وأنجب أبناء وأكوّن عائلة أرى في أعينهم حبهم لي كما أنا , أن تكون

لي زوجة تحبني لأني آسر وليس لأني فعلت لها وفعلت لغيرها , أريد أبناء

يحبوني لأني والدهم هذا فقط يا سراب وما كنت أتخيل يوما أني سأبوح به

لأحد لا أنتي ولا غيرك "

قالت بابتسامة حزينة ساخرة " لكنهم يعلمون يا آسر , يعلمون بكل هذا "

نظرت لها بصدمة ولم أعلق فتابعت " عمتي سعاد حاولت مرة شرح الأمر

لي كما قلتَه الآن لكني لم أفهمه جيدا كما شرحته أنت "

أبعدت يدي عن وجهها ونظرت للأسفل فقالت " لكنك لم تعذرني يا آسر لم

تفكر أني مثلك في صغري أثّرت بي ظروفي , فقسوت عليا وظلمتني "

رفعت نظري بها مجددا وقلت " أردتك أن تتخلصي من ذلك يا سراب

أن تعلمي أن المال نقمة ونقمة سيئة جدا "

تدحرجت دمعتها وقالت بعبرة " لكنك قسوت عليا فوق استطاعتي , جرحتني

كثيرا حتى اليوم واللحظة ولا تريد أن تعترف إلا بأنه معك حق وأنك

لست مخطئ بما فعلت وأني وحدي المذنبة في حق نفسي "

قلت من فوري " أردت أن تحبيني أنا يا سراب , أن لا تأخذك ظنونك بي وأن

لا تحبي آسر الذي فعل كل ما فعل لصالح غيره , وسعدتُ أن ما أردته حدث حقا "

أولتني ظهرها وقالت ماسحة عينيها " غبي وأحمق , هل تضن أني يوم أحببتك

أحببتك لما تفعل وفعلت ؟ فمن يكره شخصا لا يمكن لشيء أن يجعله يحبه

وإن فرش له الأرض ورودا "

رفعت رأسي للأعلى مبتسما ثم نظرت لها وتقدمت خطوتين نحوها وضممت

ظهرها لصدري بقوة وانحنيت لخدها وقبّلته وقلت مشددا لاحتضاني لها

" آسف يا سراب , آسف وآسف وألف مرة آسف على كل ما جرحتك به "

ابتعدت عني وقابلتني وقالت بحرقة " على ماذا يا آسر وماذا "

أمسكت وجهها وقلت بهمس " على كل شيء يا قلب آسر وأقسم لن يتكرر "

بدأت بلكم صدري بقبضتها قائلة ببكاء " أحمق ومغفل ومعتوه "

ابتسمت وقربت وجهها ووضعت أنفي على أنفها وقلت بهمس " أحبك "

قالت ولازالت ضرباتها تتوالى على صدري " أحمق ... أحمق "

فقلت بهمس " آسف "

لكن ضرباتها ودموعها لم يتوقفا ولازلت أكرر بهمس تاركا لها المجال

لضربي كيف تشاء " أحبك يا سراب أحبك "








*~~***~~*










ما أن كانت الثانية عشرة ونصف بعد منتصف الليل غادرت المركز كما

اتفقت وأواس وتوجهت لمنزل خالي فورا فلن أخرج الليلة إلا بها من هناك

وإن حملتها وقفز بها من الشرفة , ولأنها طبعا لا تعلم بقدومي الليلة ولا

تتوقعه فهي لن تخطط لتعكير ما نحن فيه كليلة البارحة فلم أصدق للآن أنها

كانت مجرد مصادفة , وصلت شرفة غرفتها وقفزت بخفة ثم دفعت الباب

ووقفت مكاني مصدوما أنظر للجالس على سريرها مقابلا لي متكئ

بمرفقيه على ركبتيه ناظرا لي بجمود



نهاية الفصل ...... موعدنا القادم مساء الأربعاء إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
قديم 20-04-16, 09:05 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الستون)

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مسائكم جميعا أحبتي متابعي روايتي من كل مكان وقطر , ومن كان

لي عظيم الشرف بمعرفتكم مهما بعدت بيننا المسافات قلوبنا واحدة محبة

لدي رجاء لكل من يقرأ رواياتي كل من يتابع قلمي المتواضع أن لا يتم تجريح

المشرفات بأي طريقة كانت , الجميع يعلم أين يجدني ويتواصل معي فمن كان

له أي انتقاد أو حتى تجريح صريح فليكتبه لي حيث يمكنني الرد عليه لكن أسلوب

رمي الحجارة من خلف الجدران فهذا أنا أرقى من أن أحسب له حساب وأمر

طبيعي إنه أي شخص سيوجه انتقاده لي حيث يتم نقل رواياتي أن ترد المشرفة

نيابة عني فرجاء أخواتي جميع من يتابع الرواية أنا في النهاية بشر أخطئ فمن

له أي رأي يسبب إزعاجا لأخواتي الغاليات لامارا وفيتامين سي فليتوجه به لي

حيث يجدني ووقتها من حقه كقارئ أن ينتقدني ويبين نقاط الضعف وأخطائي

وأنا من واجبي ككاتبة للرواية أن أرد عليه بما لا يسبب التجريح لكلينا لكن أن

يرميني بكلماته من حيث لا يصل له ردي فأعتذر عن الإجابة والتوضيح ورجاء

ثالث وأخير لا تجرحوا المشرفات الغاليات بكلماتكم فقد أتحمل التجريح في نفس

لكن فيهما لا فجميلهما فوق رأسي دائما وقدموا لي هناك ما أعجز عن شرحه ولا

تكفيني الكلمات وليس من حق أحد أن يؤذي من كرستا جهدهما ووقتهما لنقل كل

ما هوا جميل ومميز لكم , الروايات تنقل جميعها غير مكتملة فمن له رأي أو

كلام فليوجهه للكاتبة حيث يجدها وحيث يمكنها الرد عليه

أشكر من كل قلبي كل من قال كلمة طيبة صادقة في حقي , كانت أحرفكم فخرا

لي ووساما يُعلق في قلبي للأبد من أخوات عرفت معهم معنى الرقي الأخلاقي

وأشكر أكثر أختاي الغاليتين فيتامين سي ولامارا من لا نصادف في الحياة أمثالهم

كل يوم شكرا على كل كلمة قيلت في حقي وكل دعوة لي ولبلادي وأسأل الله أن

يعم أمنه وأمانه جميع أقطار بلداننا الإسلامية وأن يصب غضبه على أعداء الدين

ويرينا فيهم أبشع مما رأينا بسببهم , وأعتذر إن كان في كلامي تجريح لأي أحد

ولست أحمل في قلبي مثقال ذرة على أي شخص لكن المشرفات خط أحمر بيننا

فأنا كاتبة الرواية أما هما فمجرد جسر بيننا ويتعبان ويجتهدان بدون مقابل فلا

يستحقا سوا كل احترام وتقدير , وأعتذر على الإطالة وأخذي من وقتكم ودمتم

في حفظ الله ورعايته ..... أختكم برد المشاعر


الفصل الحادي والستون


بقينا نتبادل النظرات التي لا تشبه بعضها أبدا فبقدر ما كانت نظراتي له تحكي

الصدمة بل والورطة العظمى هوا كان ينظر لي بجمود أقرب للبرود حتى قال

" ماذا تفعل هنا يا ابن شقيقتي وفي هذا الوقت ؟ "

نظرت فورا للباب الذي انفتح ودخلت منه ترجمان وأغلقته واتكأت عليه ونظرت

لي وعضت شفتها تنظر لخالي وكأنها تخبرني أنهه اكتشف الأمر من نفسه وأنها

تورطت قبلي , قال عندما طال صمتي " أتدخل من شرفات الغرف لمنزل فيه

ثلاث نساء اثنان منهن لا يحللن لك "

قلت من فوري " دخلت لغرفة زوجتي فقط ولم ترى أي منهما

شبح وجهي ولم أرى ضفرهما "

وقف على طوله وقال بسخرية " ومن يراك يا ذكي من الذي سيخبره إلى أين

تدخل ؟ وتعلم أنه ثمة فتاة هنا والدها وأعمامها على قيد الحياة لو علم أي

منهم بدخول رجل ليلا لمنزلي سيضرونها ووالدتها "

قلت بجدية " لن يفكروا حتى في الاقتراب منها وهي تحت عينك

وأنت تعلم ذلك جيدا "

قال بحدة " رائع أتحفتني حقا يا بطل "

أبعدت نظري عنه وزفرت بضيق ولم أعلق فأشار بإصبعه على

الطاولة وقال " وقع هذه فورا "

نظرت للورقة فوقها ثم له وقلت " أوقع ماذا ؟ "

أشار لها مجددا وقال بحزم ناظرا لي " ورقة طلاقها طبعا ولا

أراك هنا مجددا "

قلت بصدمة " ماذا !! طلاقها "

قال من فوره " نعم وأمامي الآن أو قسما رأيت مني ما تعلمه جيدا "

شعرت بالدماء تفور في رأسي وقلت بغضب " لا هذه لن يحلم بها أحد "

صرخ بغضب أكبر " وأرني كيف ستتحداني وما ستفعل وسأريك ما أقدر عليه "

قلت بضيق " تفصلني من عملي , تنكرني وتحرمني من رؤيتك ولن تعترف

بي , كلها قاسية ومدمرة لكن طلاقها أسوء بالنسبة لي "

أشار للورقة مجددا وقال " كل ذلك هين أمام ما ستراه إن لم توقع الآن "

نظرت للواقفة هناك لم يبدر منها أي رد فعل وكأنها تعلم بما ينوي ولم تناقشه

أبدا ثم قلت " إن طلبت هي ذلك أفعلها وغيره لا ولا على قطع عنقي "

نظرت لي بصدمة والتفت هوا لها وقال بحزم " انطقيها هيا وبسرعة "

نظرت لي من فورها فنظرت لها بجمود وجدية وكأني أخبرها أن كل شيء الآن

بيدها فهي يمكنها الخروج معي من هنا فورا وخالي سيرضى إن عاجلا أو آجلا

وهي تعلم ذلك جيدا أو ستكون السبب في فراقنا الأبدي ولن تلومني حينها لأن

الأمرين بيدها وهي تعلم هذا جيدا , نظرت للأرض وقالت بشبه همس

بالكاد سمعته " وقعها "

فماتت جميع حواس وعلقت نظراتي المصدومة بوجهها , هل بعتني بسهولة

هكذا يا ترجمان !! في لحظة قررتْ هذا القرار المصيري وكأنها تقول لي عمي

أهم ووجوده بجانبي أفضل ولا أستطيع اختيارك عليه !! تحركت جهة الطاولة

بخطوات ثقيلة بالكاد تحملني وأجرّها جرا حتى وصلت للورقة ووقعتها دون أدنى

تفكير ولا تراجع لأن أي لحظة تردد سأهين فيها نفسي أكثر وسأترجاهما وهذه لن

أفعلها أبدا , وقعت الورقة وأشعر أني وقّعت على نهاية سعادتي على مشنقتي لكن

غضبي منها وقتها كان كفيلا بأن يدمر كل شعور آخر , ما أن وضعت القلم التفت

من فوري مغادرا من حيث أتيت ولم أضف حرفا ولم يتحدث أي منهما , وما أن

وصلت باب الشرفة حتى أوقفني صوت خالي قائلا " انتظر "

وقفت مكاني والتفت له نصف التفات متجنبا النظر للواقفة هناك من أصبحت

من اللحظة شيء لا يخصني وليس لي , قال من فوره " مفتاح الباب "

أدخلت يدي في جيبي وأخرجته وعلقته له في باب الشرفة كي لا أرجع للخف ولا

أراها ثم خرجت من هناك كما دخلت , لا ليس كما دخلت من قال أنهما متشابهان

وصلت الباب الذي دخلت منه محاولا أن لا أفكر في شيء مما حدث وكأن عقلي

يقول لي تصور أن شيء لم يكن ولم يحدث , حركت قفل الباب مرارا وتكرارا

وبلا فائدة لأكتشف أني أغلقته وقت دخولي وها أنا سجين سور المنزل ولا

يمكنني الخروج منه , لكمت الباب الحديدي مرارا وتكرارا وكأني أفرغ فيه

غضبي من كل ما حدث ثم جلست مستندا عليه فلا خروج لي من

هنا قبل الصباح بالتأكيد

*~~***~~*

بعدما أفرغت كل ما بها بلكمها لصدري حتى آلمته بشدة اتكأت عليه بجبينها

ممسكة قميصي بقبضتيها وانهارت باكية فضممتها لحضني بقوة وقلت

" كان كل واحد منا ينتظر الآخر يا سراب وما كان ذاك سيجدي وعلى

أحدنا أن يتنازل ويشرح ويوضح "

دفنت وجهها في صدري وقالت بعبرة " كنت تعلم كل ما في داخلي لك

ومن قبل أن أخرج من هذا المنزل , أنت من كان يجب أن يوضح وأنا

من كنت أحتاج توضيحك "

ضممتها أكثر وقلت مبتسما " وها أنا قلتها وكررتها وأنتي لم أسمعها

منك فلا تنسي ذلك "

ابتعدت عني وقالت بضيق " ولن تسمعها "

راقبتها مبتسما وهي تتوجه للسرير ونامت في طرفه الآخر وحضنت الوسادة

مخبئة فيها وجهها وشهقتها التي لم تتوقف بتوقف بكائها فتوجهت للخزانة

وأخرجت لحافا آخر لأنها أخذت لحاف السرير لوالدتها وجلست على

الطرف المقابل من السرير وقلت " سراب "

فقالت من فورها ولازالت مولية ظهرها لي تدفن وجهها في الوسادة

" لا تتحدث معي "

قلت مبتسما " حاضر فقط توقفي عن البكاء "

قالت من فورها " ولا تلمسني "

قلت بذات ابتسامتي أراقب جسدها المنكمش على نفسه

" أوامرك "

قالت مجددا " ولا تنم بدون قميص "

ضحكت بصمت وقلت " لا هذه لا أقدر عليها فلن أنام حينها أبدا "

لم تعلق بشيء ففتحت اللحاف المطوي وغطيتها به حتى كتفيها وعضضت

شفتي بقوة وأنا أراقب ما يظهر من ملامحها ولم أستطع تمالك نفسي فقبّلت

طرف خدها سريعا فجلست من فورها وضربتني بالوسادة قائلة بضيق

" ألم أقل لا تلمسني لما لا تفهم "

أمسكت الوسادة منها وقلت مبتسما " ألا يكفيك ضربا لي ؟

يكفي ضلوعي التي حطمتها "

استلت الوسادة مني وعادت للنوم وغطت رأسها باللحاف فقلت

" سراب ألم نتحدث ونتصافى واعتذرت عشرات المرات ؟ لا

تكوني ظالمة "

قالت بسخرية من تحت اللحاف " ظالمة !! أنا أصحبت الظالمة الآن "

تنهدت باستسلام واضطجعت مكاني ونظري على ظهرها الذي توليه

لي وقلت بعد وقت " سراب "

تأففت وقالت " آسر إن كنت نمت مرتين نهارا ولا تشعر بالنعاس

فأنا أريد أن أنام "

قلت باستسلام " أمري لله , المهم أردت أن أقول لك أني أحبك "

لم تعلق بادئ الأمر لكنها قالت بعد قليل " كم تمنيتها وبخلت بها حتى

أفسدت طعمها "

قلت ممسكا ضحكتي " ضننت أن تاريخ صلاحيتها من فتح العلبة "

قالت ببرود " ما أسخفكم الرجال حقا "

قلت مبتسما " وأنتن النساء لا تقدرن مشاعرنا "

قالت بضيق " اصمت "

ضحكت وقلت " لما أنا تقبلتها وأنتي لا "

لاذت بالصمت ولم تعلق فانقلبت على ظهري وغبت بنظري للسقف متجنبا

النظر ناحيتها كي لا أضعف وآكل منها توبيخا معتبرا , مر وقت طويل حتى

ظننتها نامت لكنها قالت بهدوء حزين " حين كنا صغيرات وكانت أحلامنا

حدودها حلوى كبيرة لم تصنع بعد وألعاب كانت سراب تحلم بأكثر من ذلك

بمنزل كبير وخادمات وعائلة وشقيقتيها شقيقات لها فعلا , كان الحلم يكبر

معي رغم أنه نصفه مستحيل جينيا والنصف الآخر مستحيل عقليا "

اتكأت مستندا بمرفقي أنظر لقفاها بصمت وتركت لها المجال لتتحدث وتابعت هي

من فورها " كنت أتسأل لما ليس لنا أم وأب ؟ لما العجوز لا تقرب لنا ؟ ولماذا دُرر

الطفلة مثلنا من تعتني بنا من تحضن التي تبكي إن وقعت أو ضربها أحد ؟ لما هي من

تمسح الغبار عن ثيابي وتغسل لي قدماي ويداي عندما أدخل من لعبي في الخارج وهي

لم تتعدى السبع سنين بعد , حين أمرض أجدها جالسة بجواري ما أن أستيقظ ليلا وأضن

أنها تبكي لأني مريضة وأخبرها أني سأكون بخير غدا وأستغرب لما دموعها لا تتوقف

واكتشفت فيما بعد أنها تبكي شيئا أبعد من يوم غد ذاك , تبكي هذه الأيام التي نعيشها الآن

شابّات , أحيانا أفكر لو أنها لم تكن معنا لم تكن تعضنا طوال الوقت وتراقبنا وتوبخنا

ونحن نمر بمرحلة المراهقة يوم بيوم وعام بعام ما كان سيكون مصيرنا ؟؟ ثمة رجل

تتوجه دُرر بدعائها له في كل صلاة تصليها يوميا ومنذ كانت في العاشرة أي

خمسة عشر سنة في خمس صلوات يوميا أتعلم من يكون ؟ "

لم أعلق طبعا فتابعت " هوا زوج المرأة التي كانت تساعدها في طهوا الطعام الذي

تبيعه وتعطيها أجرا عليه فهوا كان رجل دين إمام مسجد الحي وكان يخصص ساعتين

من يومه ليعلم أبنائه ويوجههم وكانت دُرر تستقطع تلك الساعتين أيضا وإن كان الثمن

عقابا من العجوز إن رفضت إخبارها أين كانت وفي النهاية أصبح لا يوجد في مجلسهم

الديني ذاك غيرها فأبنائه مثلنا تماما رفضوا الجلوس , فعلّمها كل شيء كل ما يستوعبه

عقلها وسنها ولا يستوعبه وعلمها أحكام التجويد وجميع قصار السور حتى مات وبكت

عليه دُرر بكاء لم يبكوه أهله عليه , ليالي كثيرة أذكر أنها قضتها تبكي فيها طوال الليل

ويبدوا أنها لم تكن تبكيه فقط بل تبكي مجرد فكرة لو أنه لم يدخل حياتها كيف كانت ستكون

حين صرت في الثانوية كانت تجذبني الأحاديث عن الموضة وآخر الصيحات التي لا أراها

إلا في التلفاز الصغير الموجود في المنزل وأحلم بالحداء بالكعب العالي والفستان الحريري

القصير , لم أكن كدُرر وليس البشر جميعهم متشابهون , دُرر في ذاك الوقت كانت تفكر

في أن تتزوج وتخرج من هناك بأي طريقة رغم أنها كانت في السابعة عشرة أما أنا فكنت

أريد أن نخرج ثلاثتنا من هناك وكان حلمي كله أن أصبح ثرية ولدي منزل كبير نأوي له

جميعنا , أما ترجمان فلم تكن تفكر في أي شيء من ذلك كانت تعجبها حياتها سيدة نفسها

لا أحد يتأمر عليها ولا العجوز وشقيقها فقد صنع منها ذاك الرجل امرأة قوية غرضه أن

تكون في خدمته لكنها تمردت عليه هوا أيضا ولم تخف أحدا , كانت تقول أحيانا ( تخيلا

معي أن ما يحدث في الأفلام يحدث معنا ويظهر لنا عائلات وضعونا في الملجأ الذي

أخذتنا منه العجوز ) وأنا وهي نضع تصورا لتلك العائلة كيف ستكون وكان كلام دُرر

مختلفا ومبهما وهي تقول ( لا أريد أن يحدث ذلك أبدا لأن نظرة الناس لنا لن تكون كما

تصورنا وكما نريد ) كنت أستغرب حديثها ذاك وكيف لا تتمنى عائلة وأن تخرج من

هناك لكني الآن علمت فالناس بالفعل حكموا علينا بما وجدنا أنفسنا مجبرين عليه بأننا

عشنا في منزل ساحرة وشقيقها وبأن الشارع من ربانا لكنهم مخطئين أقسم بذلك "

لم تستطع متابعة حديثها بسبب العبرة التي غلبتها فاقتربت منها وأدرتها ناحيتي وضممتها

لصدري بقوة وقلت " أنا آسف يا سراب ومخطئ , أقسم أني أخطئت في كل كلمة قلتها

وأدركت كلام إياس وهوا يقول أننا لم نراعي البيئة التي عشتن فيها وأن كون أنّكن لم

تنحرفن في حد ذاتها معجزة وجميع الظروف كانت مواتية لذلك , لكن المجتمع ظلمكن

واستمر في ظلمه وحكمه عليكن ونحن أزواجكم أول من أخطأ ذاك الخطأ الفادح فالناس

أغلبها لم تعلم إلا أن الفتيات المختطفات ظهرن وعمِل العقيد رِفعت على إبهام الأمر

قدر الإمكان لأنه فكر بصواب عكسنا نحن رجاله اللذين خذلناه فعلا ولم يخطئ

حين قالها لنا "

*~~***~~*

بعد أكثر من نصف ساعة قضيتها مكاني تأخذني الأفكار وترميني كظلام

هذا الليل الذي غادره القمر التفت بسرعة لصوت الباب الرئيسي وهوا يُفتح

أوتوماتيكيا ومؤكد خالي من فتحه لأخرج فوقفت وغادرت من فوري وركبت

سيارتي وأغلقت بابها بقوة ومارست باقي غضبي على مقودها ألكمه بقبضتي

حتى ما عادت يدي تتحمل أكثر ثم شغّلتها وغادرت من هناك وتوجهت للمنزل

فورا بما أني أخذت الإذن للمغادرة الليلة ولا مزاج لي أبدا للعودة للمركز مجددا

وصلت المنزل في وقت قياسي بسبب قيادتي المجنونة في الشوارع الشبه خالية

ودخلت وصعدت لغرفتي من فوري ودخلتها وأغلقت بابها خلفي ونظرت باستغراب

لبيجامتي الجاهزة على السرير ! فمن وضعها وأنا لم أفعلها ولا أحد يخرجها لي من

قبل , التفت سريعا جهة باب الحمام الذي تحرك مقبضه ببطء فأخرجت سلاحي في

حركة سريعة وصوبته نحوه ولن أستخدمه طبعا حتى أتأكد وعليا معرفة من يكون

هذا الذي يقتحم غرفتي يوم عملي وقد يكون غريبا يدخل المنزل ولا أحد يعلم عنه

فمن سيستخدم بيجامة رجالية والحمام .... ؟؟ شعرت بغضبي اتقد حينها من مجرد

الفكرة وإصبعي أصبح يضغط الزناد تلقائيا حتى انفتح الباب ونزلت يدي لا شعوريا

وأنا أنظر بصدمة للتي خرجت منه بقميص نوم أحمر قصير شعرها الأسود الحريري

وصلت تدريجاته مغطية كتفيها ثم درعيها ثم خصرها , ولازال نظري المصدوم

معلق بوجهها لم أستوعب بعد وجودها ولباسها هذا وأنا .... ! أمالت رأسها

مبتسمة وقالت " قل ما أجملك على الأقل يا عديم الذوق "

قلت بصدمة لم تفارقني بعد " متى جئتِ هنا ومن أحضرك ولما

بعدما وقّعت ورقتك ؟ "

قالت مبتسمة وأصابعها تتخلل شعرها الطويل " عمي طبعا ومنذ

أكثر من ربع ساعة "

قلت بصدمة " مستحيل ... والورقة !! "

أشارت بإصبعها لطاولة التزيين فنظرت هناك من فوري وكانت ذات الورقة

عليها ولم ألحظ وجودها حين دخلت لأني انشغلت بالبيجامة وباب الحمام طبعا

توجهت نحوها فورا ورفعتها وقرأت ما فيها ثم نظرت لها بصدمة فقالت مبتسمة

" نصف المزرعة لي قد اشتراه عمي من شقيقاتك والنصف لك ولا تنسى البند

تحتها الذي وقعت أنت عليه وأنه من طلب منا الطلاق من الآخر تنازل عن

نصفه دون أن يأخذ قرشا واحدا ثمنا له "

هززت رأسي بعدم استيعاب ولم أعرف ما أقول فقالت بذات ابتسامتها

" طبعا لأن خالك كان يريد أن يكون عادلا للنهاية ولا يظلم أحدا منا "

قبضت على الورقة بقوة وقلت " خدعتماني إذا "

ضحكت ضحكة خفيفة عذبة وقالت " أنا عشت لأشهر على أعصابي

بسببك أنت وشقيقتك الشاحبة تلك فجرب نصف ساعة فقط ما تفعل "

رميت الورقة جانبا وقلت بغيظ متوجها نحوها " هل تعلمي ما سأفعل

بك الآن يا ترجمان "

تراجعت خطوتين للخلف وقالت مبتسمة " سأشتكيك له طبعا "

وصلت عندها وأمسكت ذراعيها العاريان مع خصلات من شعرها

الحريري وقلت من بين أسناني " أعاقبك ثم افعلي ما يحلو لك "

أغمضت عينيها بقوة وقالت " إن ضربتني فلن يرحمك أحد وأولهم أنا "

شددتها لي مصطدمة بصدري وأمسكت وجهها وقبلتها بقوة قبلة استجابت

معها سريعا ثم ابتعدت عني ودفنت وجهها في صدري وقالت مبتسمة

" ياله من عقاب رائع "

فضحكت ورفعتها بين ذراعاي ثم رميتها على السرير قائلا

" إذا لعلمك فعقابك لم يبدأ بعد "

أبعدت شعرها الذي تناثر على وجهها وقالت مبتسمة " لما لا

تغير ثياب الشرطة فهي تخيفني "

ثبتُّ ذراعيها بقبضتاي منحني عليها وقلت بمكر وعيناي في عينيها

" أنتي تخافي ؟ أعلم ألاعيبك جيدا وأن هذه الليلة لن تكون إلا كما

تريدين أنتي والنتيجة على رأسي أنا طبعا "

قالت مبتسمة " لن يحدث شيء فاذهب وغير ثيابك لا أريد لليلتنا الأولى

أن تكون كالمجرم والشرطي "

ضحكت وتنقلت بنظري في تقاسيم جسدها فقالت بضيق " إياس توقف عن

النظر لي هكذا , أكره هذا النوع من النظرات "

ضحكت ونظرت لعينيها وقلت " وكيف تريدي أن أنظر لقميص أحمر

شفاف يحتضن جسدا غضا ناعما ببشرة بيضاء "

قالت بذات ضيقها " لا دخل لي لا تنظر لي بهذه الطريقة "

ضحكت وقلت " حسنا أخبريني الآن سر المزرعة ولما لم تأخذي رأيي

وأنا أخبرتك أني أريد شرائها لنفسي "

حركت كتفها وقالت " لا علم لي بشيء , كل ذلك كان من تخطيط عمي "

قلت بنصف عين " ووجوده في غرفتك ؟ "

ضحكت وقالت " من تخطيطي طبعا "

اقتربت من وجهها قائلا بهمس " محتالة "

فقالت بهمس لحظة انهماكي في تقبيل عنقها وشعرها " لعلمك فقط أنا

أصور كل ما يجري الآن وأنت تعلم جيدا القوانين المترتبة على هذا

اللباس الذي تلبسه حضرة الضابط "

قفزت مبتعدا عنها ونظرت حولي قائلا بغضب " وفي كل الحالات ما

كان عليك تصويرنا يا متهورة "

وقفت من فورها ودفعتني جهة الحمام قائلة " تحرك للحمام فورا

فأنا لم أفقد عقلي بعد "

*~~***~~*

انقلبت يمينا ببعض الصعوبة وصدر مني أنينا خفيفا فشعرت بأصابعه

أمسكت بكفي وقال بصوت ثقيل " دُره ما بك حبيبتي ؟ "

نظرت لوجهه المقابل لي على النور الخفيف للغرفة وقلت " لا شيء أواس

أشعر بثقل طبيعي سيضايق نومي حتى ألد "

رفع يدي لوجهه وقبّلها وقال " بل لأنك أرهقتِ نفسك اليوم "

قلت مبتسمة " وما الذي فعلته سيرهقني ؟ جالسة طوال الوقت والخادمات

وأمي وخالتي تحت أمرتي كالملكة "

قبّل يدي مجددا وقال " لا تنسي أنك مستيقظة من الفجر وجالسة طوال

النهار , هذا وحده سيتعبك وأنتي مهملة حد الإهمال في صحتك "

ضحكت ضحكة خفيفة وشددت يده المحتضنة ليدي ودسستها في حضني

وقلت " كل هذا وأُهمل صحتي ؟ ابنك هذا بما أنه ما مررت به وقت

غيابك لم يقتله فلن يقتله شيء أبدا "

جلس متكئا على ظهر السرير وقال " ومن قال أني أفكر فيه إن

عاش أو مات ؟ أنا خوفي عليك أنتي "

قلت ناظرة له بعبوس " ألهذا الحد لا يهمك ابننا ؟ "

ضحك ومسح على شعري قائلا بابتسامة " ومن قال هذا ؟ اقسم أني حين

علمت بحملك وأني لن أراه ولن أكون معكما كدت أفقد عقلي "

تنهدت وقلت بحزن ناظرة للسقف " لا أعادها الله من أيام , كم كان

اختبارا قاسيا يا أواس وأرجوا من الله أننا نجحنا فيه "

تنهد تنهيدة طويلة وقال " أتعلمي دُره حين جلست وفكرت مع نفسي اكتشفت

أن ما حدث وما أوهمتني وجد به وانعزالي عنك كل ذاك الوقت ليس هوا

الاختبار الفعلي ولم يكن سوا المقدمة "

نظرت له باستغراب وقلت " تحدث أواس فكتمك لكل ذلك سيؤلمك

ويؤذيني يا قلب دُرتك "

نظر لي ومرر أصبعه على ذقني قائلا " الرجل الذي كان يزوروني هناك

والشخص الوحيد الذي كنت أراه هل تعلمي ما قال لي يوما ؟ "

قلت من فوري " ماذا ؟ "

نظر بعيدا وقال بنبرة فيها سخرية ومزيج مرير من الألم " قال أنه ثمة

شقيقتين مصابتان بنفس مرضي وتُتخذان تسلية للمصابين مثلهما

وعرض عليا أن يحضر لي إحداهما ... تصوري ؟ "

شهقت من الصدمة واضعة يدي على فمي فنظر لي وقال بذات تلك النبرة

" ولست أعلم في غمرة يئسي ذاك من كل شيء حولي كيف رفضت عرضه بل

ووبخته على تفكيره في ذلك وكلما تخيلت الآن أني فعلتها ثم علمت ما علمت

عن كذبة مرضي ما كان سيكون مصيري , أقسم أن أفعلها وانتحر "

هززت رأسي وقلت بصدمة " كيف عرض عليك مثل ذلك ؟ "

قال بسخرية " ليس الجميع يفكر مثلك ويخاف الله يا دُرة فكيف إن كان رجلا

مسيحيا , أحيانا أفكر لما رفضت ذلك حقا ؟ ما مزيج الشعور الذي انتابني

حينها ؟ واكتشفت أنه كان خليطا من الخوف من مصيري من الله حين ألقاه

ووفاءً للإنسانة التي صانتني فلن أكون كما كانت زوجتي الأولى "

قلت محدقة فيه " بالفعل كان اختبارا قاسيا ضمن آخر أقسى منه "

تنهد وقال " كانت مرحلة ومرت والحمد لله "

قلت قبل أن يوقف الحديث ككل مرة " ولما أتيت أواس ؟ كيف

علمت أنك لست مصابا "

نظر لي وقرص خدي وقال مبتسما " كم مرة قلت لا أريد

التحدث عما فات "

قلت برجاء " هذه فقط أقسم أنك سترتاح منه تماما عندما

تفرغه من قلبك "

قال من فوره " خِطاب من الوزارة وصلني هناك لآتي "

قلت بصدمة " الوزير !! "

هز رأسه بنعم وقال " واعترفي الآن هل قابلتيه وطلبتي منه ذلك ؟ "

أبعدت نظري عنه وقلت بحزن " نعم لكن لقائنا كان قاسيا , وشبه وبخني وقال

أنه اختيارك وأنك أعلم الناس بأنك لن تستطيع البقاء وأني أوشيت بمرضك

لرجل يطبق القانون في البلاد وكدت أورطك ويحتجزوك لولا أنه قال

بأنه سيتغاضى عن الأمر إن أنا أوقفت البحث عنك "

قال بصوت مبتسم " وصدقتيه يا دُره ؟ "

نظرة له باستغراب فقال من فوره " الوزير كان أذكى من أن يفوته أمر

كهذا وما قال لك ما قاله إلا لأنه رجّح أمرين ولم يرد أن يعلقك

بالأمل الذي قد يكون كاذبا "

قلت بصدمة " تعني أنه اكتشف كل شيء قبلك ! "

قال من فوره " ومن وقت أخبرته فعقله يا دُرر لم أرى مثله حياتي فأول

خطوة قام بها بعد رحيلك أن استجوبوا وجد وأخرج الحقيقة منها رغم أنفها

ثم أرسل لي لأذهب لرؤيتها ورؤيتك أو قام بتسليمي واحتجازي وهوا

يعلم أني بذهابي لها سأعلم كل تلك الحقيقة "

قلت مبتسمة " إذا صدقت زوجته حين قالت لي أنه سيساعدني وأنها

تعرفه جيدا وسيفعلها "

قال مبتسما ومررا أصبعه على طرف وجهي " نامي هيا فلن

أنام حتى تنامي وترتاحي "

قلت باستياء " وما هذا الحكم الجائر على نفسك فأنا لا أعود للنوم

سريعا هكذا طبعي , وأنت متعب ولم تنم من الفجر "

انحنى لجبيني وقبّله ثم قبّل أنفي ثم شفتاي وقال " لن أستطيع النوم

في كل الأحوال فنامي هيا "

أغمضت عيناي وقلت " حسنا ها قد نمت "

ضحك وقال " لا تضحكي عليا يا دُره فأنا أعرف تنفسك

وأحفظه كاسمي "

قلت ناظرة له " يشغلني أمر سراب وترجمان كم أتمنى أن تسعدا مثلي

أكره أن أرى حزنهما وإن كانتا تخفيانه "

قال بابتسامة " أنتي لما لا تتوقفي عن التفكير في الناس وفكري

في نفسك وصحتك "

قلت بحزن " لن يشعر أحد بما يربطنا ثلاثتنا , هل تعي معنى أننا عشنا معا كل

طفولتنا ومراهقتنا , كل تلك الأيام بسعادتها وتعاستها , كنا إن مرضت إحدانا

سهرتا الأخريين بجانبها تبكيان عليها حتى الصباح , لم نجد غير بعضنا أواس

فقد بحثنا عند بعض عن الأم وعن الأب عن الحنان وعن الأمان وعن كل شيء

فكيف لا أفكر فيهما الآن , أقسم أني كل يوم أتمنى أن أسمع خبرا يفرحني

عنهما وأنهما استقرتا مع زوجيهما وقسما لولا الحياء والدين لكنت تحدثت

مع صديقاك بنفسي وترجيتهما "

قال ماسحا على شعري " لا تقلقي حبيبتي أخبرتك أنهما يحبانهما ومهما

طال الزمن مصيرهم سيرجعون لبعض صدقيني "

قلت بهمس " كم أتمنى ذلك "

وضع كفه على عيناي وقال مبتسما " والآن نامي هيا "

ضحكت وشعرت بحركة ابني القوية وكم انتظرتها في وجوده فأمسكت

يده فورا ووضعتها على مكان حركته وقلت ناظرة له " أنظر أواس

هل تشعر بحركته ؟ "

أبقى يده مكانها ينظر للفراغ وكانت حركته ما تزال مستمرة ثم نظر

لي وقال بصدمة " ما هذا الذي يفعله ! "

ضحكت وقلت " يتحرك طبعا أو يبدوا حديثنا لم يرق له "

أبقى يده مكانها ونظر لي وقال باستغراب

" لا زال يتحرك دُره , ضعي يدك "

قلت مبتسمة " نعم أواس أشعر بها دون أن ألمسها "

أبعد يده ما أن توقفت حركته وقال بجدية " لتعلمي أنه متعب أيضا بسببك

لذلك ستتسوقين عبر الإنترنت وكل ما يعجبك سيأتي لعندك "

قلت بضيق " لا أواس أريد فعلا أن نختار نحن ما نريد وما يحتاجه أرجوك "

تنهد باستسلام وقال " إذا لن نخرج مرة واحدة ولن نتأخر كي لا تتعبي مفهوم "

قلت مبتسمة " مفهوم ... أوامرك حضرة المقدم أواس "

ضحك وقال " نامي إذا واسمعي الأوامر "

قلت ناظرة له " حاضر لكن ثمة أمر آخر واحد فقط "

أشار بسبابته فقلت مبتسمة " قسما أنه واحد فقط ثم سأنام "

قال مبتسما " حسنا موافق "

قلت ناظرة لعينيه " هوا سؤال كم جال في خاطري أواس ومنذ

أول مرة تحدثت فيها معي "

نظر لي باستغراب فقلت مبتسمة " لما تناديني دُره ؟ هل أنا من

طلب منك ذلك في طفولتي "
قال مبتسما " ألا يعجبك ؟ "

قلت من فوري " بلى وكم افتقدت مناداتك لي به الشهور الماضية

بمقدار ما افتقدت وجودك معي "

قال ماسحا على شعري " لأن اسمك لم يعجبني "

نظرت له بصدمة فضحك وقال " لا أعني أنه قبيح لكن معناه يحكي

مجموعة من الدرر وأنا منذ رأيتك أردتك لي أنا .. أنا فقط , وكلما ناديتك

دُرر شعرت بأنك لست واحدة لست لأواس فقط فأنتي في نظري دُره

واحدة فقط , واحدة ولي أنا وحدي "

أغمضت عيناي وقلت مبتسمة " ما أسعدني بك أواس , أنت لا مثيل لك

ولا واحدة مثلي حضت بمثلك في الوجود "

وبالفعل تغير أواس السابق كليا , مات فعلا ذاك البرود والصمت وتلك النظرة

الحزينة الشاردة والنبرة الجافة الآمرة , متأكدة أن بعض أطباعه من الصعب

أن تتلاشى لأنها طباع فيه منذ صغره لكني أراه يحاول بالفعل أن يكون شخصا

آخر , إنسان مختلف كل الاختلاف عن السابق وأقسم أني أحبه في كل حالاته

شعرت به استلقى على السرير فقلت بهمس وعيناي مغمضتان

" أحبك أواس "

قال بذات الهمس وبحزم " أشششش نامي الآن ولا تغضبيني فينام

كل واحد منا في غرفة "

ابتسمت ولم أعلق فهذا الطبع الذي لن يختفي فيه سرعة غضبه وكم

هوا رائع في نظري مثلما كان يكون

*~~***~~*

بعد وقت طويل قضته في حضني بكت فيه كل شيء ولامت الجميع أنا ووالدها

ووالدتها والعجوز التي اختطفتهم وعمها وحتى العقيد رِفعت لم ينجوا من لومها

نامت دون شعور منها , وحين خرجتُ فجرا تركتها نائمة وحين عدت كانت قد

نامت قبل وصولي ومؤكد تهرب مني هذه المحتالة , نمت بعدها أيضا ولم أستفق

إلا على صوت الباب الذي أغلقته خلفها وهي تغادر الغرفة فنظرت للساعة فكانت

التاسعة ومؤكد والدتها ستكون استيقظت , بقيت مكاني أفكر في كل ما حدث معنا

البارحة وكل ما تحدثنا عنه من عُقد وصعوبات طفولتنا لحاضرنا , كنا نحتاج هذا

فعلا , نحتاج أن نضع حجر الأساس لحياة مستقبلية بعيدة عن التعقيدات , هي حاولت

سابقا أن تشرح كل ذلك وأنا من كنت أرفض الاستماع مثلما أرفض التحدث والنتيجة

كانت أننا كدنا نفترق للأبد لو لم تتحلى هي بالحكمة ولم تتهمني ظلما لأني ما كنت

سأضمن ردة فعلي , وأعترف أني أخطئت كثيرا لكني أردت حقا وقتها أن أقطع حبل

الوساوس والظنون , بعد وقت انفتح الباب فأغمضت عيناي فمؤكد جاءت لتخبرني أن

الفطور جاهز وستستغرب أني نائم حتى الآن فلأرى أي طريقة ستوقظني بها رغم

أني أجزم أنها سترميني بالوسادة وستقول أنها وقعت بالخطأ فلن تسامحني سريعا على

ما يبدوا , مر وقت قليل لم تتحرك ولم يصدر عنها أي صوت ولست أعلم ما تفعل كل

هذا الوقت وكدت افتح عيناي لولا اقتربت خطواتها مني حتى أصبحت أشعر بوجودها

وبرائحة عطرها وما هي إلا لحظات وشعرت بشفتيها على خدي ومن المفاجأة فتحت

عيناي وأمسكتها ورميتها على السرير بجانبي على صوت صرختها المصدومة

فتبّثها جيدا بيداي ممسكا ذراعيها وقلت مبتسما " أمسكتك "

قالت محاولة التخلص مني " ابتعد فضحتنا مع والدتي , ما ستقول الآن

وهي تسمع صرختي ؟ "

قلت مبتسما بمكر " تقول زوج وزوجته إما يتشاجران أو .... "

وباغتّها بقبلة لم أتركها رغم كل محاولاتها حتى تجاوبت معي وما أن أرخيت

قبضتاي حتى دفعتني وغادرت السرير قائلة بضيق " الفطور جاهز إن

أردت أو تابع تمثيل النوم "

ضحكت وغادرت السرير والغرفة وكانت خالتي تجلس في الخارج وقالت

مبتسمة ما أن رأتني " صباح الخير "

غمزت لها بعيني وضحكنا معا ثم دخلت الحمام غسلت وجهي وخرجت

وجلست معها فخرجت سراب في الفور وفي يدها صينية الفطور وقالت

وهي تضع الأطباق على الطاولة " تحرك والبس ثيابك "

لم أهتم لها فوقفت على طولها وقالت واضعة يديها وسط جسدها

" أمي هل يعجبك حاله هكذا بقميص داخلي فقط أمامك كالصعاليك ؟ "

ضحكت خالتي وقالت " منزله وسيأخذ راحته فيه لا مشكلة عندي "

تأففت وجلست قائلة " لن أنساها لك وسأردها أمام عائلة عمك "

نظرت لها بصدمة فهزت رأسها وقالت " نعم ولك أن تتخيل "

ضحكت وقلت " لن تستطيعي أعرفك جيدا "

قالت خالتي مبتسمة " أنتما تقضيان الوقت كله هكذا تتشاجران ؟ "

لم تعلق هي وانشغلت بدهن قطعة الخبز بالجبن فقلت ناظرا لها بنصف

عين " لن أحكي لك خالتي كم كنا نتقاذف الكلمات كالكرة , كانت أياما "

نظرت لي بصدمة وقالت " وقل أنك تتحسر عليها وتريد أن تعود "

ضحكت وقلت " لا أبدا من قال هذا ؟ "

قالت خالتي مبتسمة " وما خطّطتما للمستقبل "

قلت من فوري " يبدوا أني سأبدأ البحث عن مزرعة صغيرة

وأقدّر ثمنها من الآن "

قالت سراب من فورها " لا بل سنجمع المال لمشروع صغير أولا وهذا

المنزل يفي بالغرض لبعض الوقت والمنزل الجديد يمكنه الانتظار "

قالت خالتي " فكرة جيدة "

نظرت لها مبتسما فهذه إشارة جيدة منها فقد اقتنعت أن مستقبلنا سيكون معا

قلت ولازلت ناظرا لملامحها " وما اقتراحاتك للمشروع ؟ فأنا أيضا

أراها فكرة ممتازة "

حركت كتفيها وقالت ونظرها على كوب الشاي الذي تحرك سكره بالملعقة

" علينا أن ندرس جميع المشروعات المتاحة لنا ولا نتسرع "

قالت خالتي " مال والدك موجود يا سراب وأنتي بحاجة له الآن "

تركتُ لها المجال ولم أتحدث فرفعت نظرها لوالدتها وقالت " آسر لن

يرضى بذلك وأنا لا أريده يا أمي ولن أسمح أن نصبح من الأغنياء

فسأسحق ماله بالأبناء الذين لن أتوقف عن إنجابهم "

انطلقت ضحكتي حينها وضحكت خالتي وقالت " ولما المشروع إذا ؟

فراتب زوجك يمكنك سحقه بهذه الفكرة "

قالت ولازالت تتجنب النظر جهتي " المشروع كي نشتري منزلا هنا

في العاصمة وندخر مالا لمستقبلنا فلا أريد الابتعاد عن شقيقتاي

يكفي أنتي بعيدة عني "

قلت ناظرا لها " إياس وزوجته قررا العيش في المزرعة أي أنك

ستقتربين منها "

نظرت لي وقالت بصدمة " متى قررت ذلك ! ولما لم تخبرنا ؟ "

قلت مبتسما " لا أعلم ؟ زوجها من قال لي "

رفعت الكوب وقالت من بين أسنانها " سترى تلك المحتالة "

قالت خالتي " وهذه الأرجوحة عليكم جلب غيرها أو نزعها من الآن "

نظرنا لها كلينا باستغراب فضحكت وقالت " حلمت لك حلما

يا سراب وستنجبين تؤما "

شهقت بقوة وقالت بصدمة " تؤم !! "

وضحكتُ أنا وقلت " ويا مرحبا بالثنائيات الثنائيات "

وكزتني بمرفقها وقالت " أنجبهم أنت لنرى "

ضحكت وقالت خالتي " هل لديك علم أني وخالتك والدة آسر تؤمان وأن

جدتي أنجبت والدي وشقيقه وفتاتان تؤمان ماتتا رضيعتين "

قالت بصدمة " والمعنى ! "

ضحكت وقالت " خلفتكما ستكون توائم دائما "

نظرت لها بصدمة ووقفت سراب على طولها وقالت ويداها وسط جسدها

" ومن قال هذا ؟ فآسر ابن واحد لا تؤم له "

نظرت لها فوقي وقلت مبتسما " بلى كنا تؤمان وولِد ميتا وعشت أنا "

نظرت لي بصدمة ثم لوالدتها وضربت قدمها بالأرض وقالت " لم يخبرني

أحد عن هذه الجينة الوراثية لما كنت تزوجته "

نظرت لخالتي وقلت " لم تخبرينا كانا في الحلم طفلين ذكرين أم أنثيين

أم خليط منهما ؟ "

ضحكت وقالت " لا أعلم ولا تستعجل فسيأتيك من كل ذلك "

قالت سراب مغادرة جهة المطبخ " في منامك هما اثنين أو أربعة فقط "

ودخلت تتذمر متمتمة فقالت خالتي مبتسمة " ستتخطى الصدمة ولا

مفر لها من التوائم "

قلت مبتسما " ما يعطيه الله كله خير "

ضحكت وقالت " لن يكون الأمر سهلا فعليكما البدء بذاك المشروع قبل أن

يكثروا واستغل منزلها الحالي لا تجعلها تشعر أنك تعاملها كغريبة بني "

تنهدت وقلت " أريده أن يبقى لها وباسمها خالتي فمن يضمن المستقبل

وما فيه خاصة بعد خبر التوائم هذا "

قالت من فورها " أخبرها بأفكارك إذا وبسبب رفضك أخذه منها ولا

تكررا أخطاء الماضي "

هززت رأسي بحسنا فنظرت لساعتها وقالت " عليا الاتصال بالسائق

ليأتي لأخذي "

قلت من فوري " ولما الاستعجال هكذا فسراب لن ترضى بمغادرتك "

وقفت وقالت مبتسمة " المراد بمجيئي وتحقق وتصالحتما فلا داعي

لبقائي أكثر وستكون بيننا زيارات عديدة "

ثم قالت مهددة بإصبعها " وحين تنجب ابنتي لن تترك منزلي قبل

الأربعين مفهوم "

ضحكت وقلت بصوت مرتفع لتسمعني التي في المطبخ " قولي شهرين

في كل مرة حتى يخف بكاء التوائم قليلا "

صرخت حينها من الداخل " لن ننجب أبدا فاطمئن "

ضحكنا معا وقالت خالتي " لا أوصيك بها يا آسر لتكن في عينيك "

قلت مبتسما " أوصني على أي شيء إلا هي فهي في قلبي "

ابتسمت وغادرت جهة الغرفة فوقفت وحملت بعضا من الأطباق ودخلت بهم

للمطبخ وكانت هي منشغلة بإخراج شيء ما من الخزانة تقف فوق علبة طلاء

كبيرة فوضعتهم وتوجهت نحوها وأمسكتها من خصرها فصرخت قائلة

" أتركني سأقع "

أنزلتها وضممتها من ظهرها لصدري بقوة وقبلت خدها وقلت

" كم أعشق هذه المرأة يا بشر "

ضربت ساعدي بقبضتها وقالت " أبتعد قبل أن ترانا والدتي "

ضحكت وقلت " ياله من كلام رائع ردا على تغزلي بك "

أبعدت يداي ودارت جهتي وطوقت عنقي بذراعيها وقالت ناظرة لعيناي

" سنبيع منزلي ذاك "

كنت سأتحدث فسبقتني قائلة " ونشتري هذا ونسجله باسمي وباقي المال

نوسع به المطبخ ونبني غرفة أخرى لفريق التوائم القادم "

ضحكت وشددتها من خصرها وقلت " فكرة مقبولة كي لا نبقى ندفع ثمن

إيجار المنزل , لكننا سنبني غيره وننتقل له يا سراب مفهوم "

اتكأت بجبينها على ذقني وقالت بهمس " لا يهم عندي , لم تعد تلك الأمور

تعنيني ففي منزل عمي الفخم ذاك لم أشعر بالسعادة قط "

ضممتها لحضني برفق وقلت " أجل المهم أننا معا في أي

مكان وحال كان "

*~~***~~*

نزلت السلالم أراقب المقتربة منه تعد بأصابعها حتى وصلتْ ورفعتْ

نظرها وشهقت بقوة وقالت " ترجمان !! ما أحضرك هنا ؟ "

ضحكت وقلت متابعة نزولي " سؤال سخيف حقا , أعتقد أنه منزل زوجي "

قفزت العتبتين المتبقيتين بيننا وضمتني بقوة وقالت " يالها من مفاجأة سارة "

ثم ابتعدت عني ونظرت لي وقالت باستغراب " وأين إياس ؟ "

ضحكت وقلت " نائم ويشخّر أيضا "

شدتني من يدي وسحبتني معها راكضة بي وأنا أضحك قائلة

" انتظري يا مجنونة أين تأخذينني ؟ "

لكنها لم تكترث لي حتى وصلنا لغرفة عمتي وفتحت بابها ودخلت

بي قائلة " أمي انظري من نام في منزلنا البارحة "

وقفت عمتي من فورها وتوجهت نحوي وحضنتني وقالت بسعادة

" مرحبا بك في منزلك يا ترجمان وحمدا لله أن جمع شملكما "

ابتعدت عنها مبتسمة والتفتنا للذي وقف عند باب الغرفة وقال مبتسما

" عاد الضجيج لمنزلك يا أمي فابنتك وابنة شقيقك اجتمعتا مجددا "

ضحكت وقالت " مرحبا بضجيجهما وأسأل الله أن يملئه ضجيج

أبنائكما قريبا "

ضحك وغمز لي وقال " بدأنا الرحلة ولن نتأخر "

عضضت شفتي مهددة له وقالت عمتي باستغراب " ما قصدك بهذا ؟ "

نظرتُ لها فكانت تنظر لي فقلت بابتسامة كرتونية " قصده أننا نريد

فطور عروسين حقيقيين اليوم "

شهقت بصدمة ثم نظرت له وقالت بضيق " وأنا حين قلت لك لما لا تذهبا

لطبيبة وتريا سبب تأخر حملها قلت أنكما تريدان تأجيل الأمر قليلا "

ثم نظرت لي وقالت بذات ضيقها " وأنتي حين سألتك صباح زواجكما لم تنكري "

رفعت يداي وقلت مبتسمة " اللوم على ابنك فهوا من قال أن لا أخبر بشيء "

صفقت سدين وقالت " المهم الآن نريد غداءً معتبرا وليس من يداي طبعا

وسنخرج لمطعم "

قالت عمتي من فورها " مطعم !! وما نفعل بطعام المطاعم ؟ سنأكل هنا "

قالت بعبوس " أمييي لا تفسديها رجاء "

ضحك إياس وقال " لن نذهب من دون أمي أو لن تذهبي معنا أما نحن

فغدائنا في الخارج "

نظرتْ لعمتي من فورها فقرصت لها ذراعها قائلة " كم مرة قلت لا

تحشري نفسك بينهما واتركيهما يخرجان وحدهما "

مسحت ذراعها وقالت بتألم " آي , ما ذنبي أنا ؟ ألا يحق لي أن أخرج أيضا "

كانت ستضربها ففرت هاربة واختبأت خلف إياس قائلة " رزقني الله زوجا

يشعر بي ولا يمن عليا أحد "

ثم فرت هاربة قبل أن تعلق عمتي التي قالت مبتسمة ما أن غادرت

" أسأل الله أن يعوضها خيرا مما فقدت "

نظرت لها وقلت مبتسمة " ومتى رضيتِ عنها هكذا ؟ "

قالت من فورها " ابنتي ولن يشعر بها أحد مثلي , ومهما غضبت

منها أريد لها الخير وأن تكون سعيدة "

نظرت لإياس وغمزت له وقلت " سيأتيها قريبا عريس لن تحلم به أبدا "

قالت باستغراب " من يكون هذا ؟ "

قلت مبتسمة " شقيق دُرر لو لم ترفضه ابنتك المجنونة "

قالت من فورها " أقطع عنقها إن فعلتها , وورائها ورائها إلى أن

أجعلها تتزوجه كشقيقتها في بسام "

ثم قالت مغادرة الغرفة " من يأتيها شاب مثله وترفضه ؟ هل هي فوضى "

تبعتها مبتسمة فأمسكت يد بذراعي وهمس صاحبها في أذني قائلا

" للغرفة فورا , أريدك في أمر مهم "

فررت منه بسرعة وقلت مبتعدة " أتركه لبعد الغداء لا مشكلة "

وتوجهت للمطبخ مسرعة ودخلت وكانت سدين هناك تمسك ملعقة خشب في

يدها وتعد بها على أصابعها وتتأفف وتعيد فصرخت فيها لتقفز مفزوعة

وضربتني بها وقالت " أفزعتني يا حمقاء , كم كانت حياتي هادئة

وأنتي هناك "

ضحكت وقلت " ما هذا الذي تحصيه طوال الوقت ؟ لا يكون سنين عمرك "

أشارت لي بأصابعها وقالت " أصغر منك بأربع سنوات ونصف فلا تنسي "

قلت بتفكير " وإن تقدم لك شاب شارف على السادسة والعشرين سيكون

أكبر منك بخمس سنوات فقط "

ثم نظرت لها وقلت ببرود " كبيرة عليه "

وضعت يداها وسط جسدها وقالت " لا لست كبيرة ثم لم يحدث شيء

من هذا فلما تفكرين بهذا العمر تحديدا "

حركت كتفي وقلت " لا شيء مجرد خاطر في ذهني "

نظرت لي بشك ثم عادت لتحريك البيض في المقلاة قائلة " مر شهر

ويومان ولم يحظر ذاك الأحمق , لقد خدعني "

ضحكت بصمت وقلت " ألم تيأسي منه بعد ؟ حتى بعدما علمتِ أنه

عامل بناء ومن بلاد أخرى ؟ "

نظرت لي وقالت باستياء " مستحيل كيف ذلك ؟ عليه أن يشرح

لي بنفسه "

قلت مبتسمة " بأي صفة "

عادت مولية ظهرها لي وتمتمت قائلة " عليا أن أجده , عليه أن

يكون من هنا ولن أقبل بغيره "

ضحكت عليها وخرجت من المطبخ , انتظري باقي مخططي يا سدين

كي لا تفكري باللعب بي من ورائي مجددا كما تلقّى شقيقك الدرس قبلك

أرسلت رسالة لدُرر أطمئن إن فعلت ما اتفقنا عليه أم لا ثم توجهت لعمتي

الجالسة هي وإياس وسط المنزل وجلست بجانبه فقالت " أخبرني إياس

أنك تريدين أن نعيش في المزرعة "

قلت من فوري " نعم عمتي إن كان هذا لا يزعجك أو نبقى هنا لا مانع لدي "

قالت مبتسمة " سأبتعد عن بناتي لكن لا بأس فجوها يناسبني أكثر "

شعرت بشيء لامس ظهري فتحركت قائلة بضيق " عمتي أخبري

ابنك إنه يضايقني "

ضحكت ونظرت له وقالت " أتركها وشأنها "

مال لأذني وهمس فيها " ستري حسابك مني "

ثم نظر لوالدته وقال " ما أن نزوج تلك الملونة ونتخلص منها سنسافر

ثلاثتنا لمكان مفاجئة لن أخبركم عنه "

صفقت وقلت بحماس " رائع , كم تمنيت أن أخرج من البلاد "

قالت عمتي مبتسمة " اذهبا أنتما واستمتعا وأنا منازل بناتي سيكونون

ثلاثة , ما تفعلون بعجوز ملتصقة بكما طوال الوقت ؟ "

قال من فوره " من دونك لن أتحرك "

قالت مبتسمة " حتى يأتي وقتها لكل حادث حديث "

*~~***~~*

ضمني لصدره بقوة يخفي بكائي في حضنه وقال " يكفي بكاء يا رغد

وأخبريني ما يبكيك فقط ؟ حتى متى ستعتصمين بصمتك وغضبك مني

أقسم أني تبت ولن أعيدها مجددا "

لكني لم أتحدث ولم أجبه ولا شيء سوا التعلق بثيابه والبكاء الذي لم يتوقف من

ليلة البارحة بعد عودتنا من منزل والده وحديثه وشقيقه فؤاد لازال في أذناي

حتى الآن حين سأله لما لا يرجع ويخطب سدين مجددا فقال له شقيقه وبسخرية

( هل تضن جميع الرجال حمقى مثلك , رفضتك وتزوجت غيرك وعدت

تركض خلفها بلا كرامة , فلن تتوانى عن رميك مجددا في أقرب فرصة )

هل يسمع هذا منهم دائما ؟ هل هذه نظرتهم لزواجه بي وأنا لم أشعر لحظة في

تصرفاته ولا كلامه كل هذا وكأنهم راضين عني تماما , ضمني أكثر وقبّل

رأسي وقال " هل ضايقك أحدهم البارحة ؟ هل قالت لك نورس شيئا ؟ "

قلت ببحة يخالطها البكاء " بل أنت من قالوا لك ومن سمعت ما لا يسرك

لن تخفي عني الأمر دائما يا بسام "

قال بصوت مبتسم " أفزعتني ضننت أحدهم أخطأ معك أو أني قلت ما

جعل حالنا يسوء فوق ما هوا سيء "

لم أعلق بشيء فمسح على ظهري قائلا " أنا لا أهتم لما يقال لي ولا أحد يقرر

سعادتي غير نفسي , وفؤاد لسانه طويل منذ طفولته ولا يضع وزنا لما

يقول لكن قلبه طيب صدقيني "

قلت ببكاء " بل أنت من تضن الجميع يحملون قلبا كقلبك "

قبل رأسي مجددا وقال بضحكة " يا سلام ما هذا اليوم الرائع هل

رضيت عني أخيرا وسمعت صوتك "

ابتعدت عن حضنه وقلت " لن تعيد فعلتك مجددا ؟ "

نظر للأعلى وقال مبتسما " توبة يا رب وأقسم على ذلك "

مسحت دموعي وقلت " وهل هذا رأيهم جميعهم ؟ لا تكذب عليا يا

بسام أو غضبت منك "

شدني من ذراعي لأتكئ على صدره وقال ماسحا على شعري " لا

وتعلمين جيدا موقف فؤاد من رفض سدين له , ويكفي بكاء ولا تنسي

أنك حامل ولم تتركي فنا للتعذيب لم تطبقيه على نفسك "

طوقت خصره بذراعاي ودفنت وجهي في صدره وقلت بحزن

" إذاً كنت أنا وهم عليك ؟ لكنك أخطأت بفعلتك تلك وتستحق "

ضحك وضمني له أكثر وقال " أعترف بذلك وحمدت الله ألف مرة أنك

لم تخبري أحدا حتى نتفاهم بمعرفتنا "

طرقت حينها ندى الباب فأبعدني قائلا " لأفتح لها قبل أن تكسره على

رأسينا إن تأخرنا في فتحه "

مسحت دموعي أراقبه مبتسمة وهوا متوجه نحوه فكم تعب معي وصبر لنعلمها

أن تطرق الباب ولا تدخل مهما حدث مالم نفتح لها , فتحه لها لتظهر من خلفه

واقفة تنظر له للأعلى تجمع كفيها الممتلئان بالدقيق الذي وصل لشعرها

وخديها وقالت " هيا بابا لقد سكبت الحليب ببطء كما أخبرتني "

حملها وغادر بها قائلا " يبدوا أنك سكبتِ الدقيق أيضا يا محتالة

وستفسدين كعكتنا "

غادرت السرير والغرفة أمسح دموعي حتى وصلت عندهما في المطبخ وقد

أجلسها فوق الطاولة وأمامها خلاط الكعك الكهربائي الذي يدور ووجهها يكاد

يدخل داخله تنظر للخليط كيف يتحرك وهوا يقول " ابتعدي قليلا لأسكب

باقي الدقيق يا ندى "

أبعدت رأسها فأوقف الخلاط وأدخلت هي أصبعها سريعا وأخرجته مليئا

بالخليط وأدخلته في فمها فورا وأخرجته نظيفا تماما وقالت " لذيذة "

لم أستطع إمساك ضحكتي وقلت " ومن سيأكل هذه الكعكة المليئة بشعر

ندى ولعابها "

قال مبتسما وهوا يشغل الخلاط مجددا " ستأكلها هي ووالدها , أنتي

لا تأكلي "

اقتربت منهما وجلست قائلة " بل أنا أول من سيأكل "

نهاية الفصل ......
موعدنا يوم السبت مع الفصل الثاني والستون والأخير
فكونوا على الموعد الساعة العاشرة مساء

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:03 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية