كاتب الموضوع :
عصفورالجنة
المنتدى :
الطفولة
رد: كيف نبني جيلا إيجابيا
الحلقة السادسة (التخطيط)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والتي نهدف من خلالها إلى غرس معاني الإيجابية، هذه الكلمة ذات الدلالات الواسعة، نحاول أن نغرسها في الجيل الجديد حتى ينشأ قويا ويصبح المجتمع بعد ذلك مجتمعا قويا منتجا بإذن الله تعالى.
سنركز في هذه الحلقة على مفهوم هام ينبغي على المربين الاهتمام بغرسه فيمن يربونهم منذ الصغر، ألا وهو التخطيط.
حينما يتبادر إلى ذهن البعض كلمة التخطيط فإنه سيرتبط مباشرة بالمؤسسات والشركات والخطط الاستراتيجية والخمسية والعشرية وغير ذلك وبالتالي يفكر في التعقيدات وسيبتعد تدريجيا عن التخطيط.
إننا نريد بالتخطيط الشيء البسيط والسهل الممتع، وتعالوا بنا نمشي ببعض الخطوات البسيطة والتي تساعدنا في تعليم الطفل كيفية التخطيط:
1- أولا علينا ملاحظة هوايات وقدرات الطفل، ماذا يحب وما هو شخصيته، هل يحب أن يلعب مع الآخرين أم أنه يحب اللعب وحده، هل هو حركي أم يحب أن يكون ساكنا في أغلب الأوقات، هل يحب مشاهدة التلفاز أم لا؟ هل يحب الرسم أم لا؟ كل ذلك سيعطي للمربي انطباعا ولو بسيطا عن اهتمامات الطفل وبالتالي يمكن توجيه هذا الاهتمام وهذه الهواية ويساعد الطفل بعد ذلك في تخطيطه لحياته.
2- ألعاب التركيب من الألعاب الجميلة التي تساعد في قضية التخطيط، اجلس مع الطفل وابدأ بالتركيب بطريقة عشوائية ثم بطريقة منظمة، ومن ثم بيّن له الفرق بين الطريقتين ومدى أهمية التخطيط وربط ذلك بحياتنا ومستقبلنا.
ولا زلنا نؤكد بأن علينا طرح المفهوم بأسلوب بسيط جدا حتى نحببه إلى الطفل.
3- دعونا نسأل الطفل عن ماذا يحب أن يكون حينما يكبر؟، سيتبادر إلى ذهن الطفل شخصية معينة ربما شاهده في الرسوم المتحركة أو سمعه من شخص أو كان أحد أقربائه أو ربما يريد أن يصبح مثل أحد أبويه. دعونا نتحاور معه بشكل بسيط وإذا كان توجها سليما دعونا ننمي هذه الصفة فيه ونساعده في تخطيط بسيط حتى يصل إلى هدفه.
ويؤخذ في الاعتبار إن كانت الرغبة غير صحيحة أو لا تناسب قدراته التحاور معه عن سبب اختياره هذه الشخصية وينبغي الابتعاد قدر الإمكان عن أسلوب الإجبار أو رغبة الوالدين في أن يكون ولدهما مثلهما دون النظر إلى قدراته واهتماماته.
4- تعليم الطفل عمل جدول بسيط توضع فيه الأشياء التي سيعملها في اليوم مثل الصلوات الأكل والنوم واللعب والمذاكرة وغيرها، وهذا الأمر سيساعده على تخطيط يومه بشكل جيد ويمكن مستقبلا تعليمه كيفية إدارة وقته والمحافظة عليه بفعالية.
5- دعونا نسأل الطفل، ماذا يريد أن يفعل في هذا اليوم، الأسبوع، الشهر. ماذا الذي يريد تحقيقه؟ ستكون الإجابات في البداية بسيطة، دعونا نعلمه أن يكتب ما يريد أن يفعله وهذا سيغرس فيه الترتيب والتنظيم.
وينبغي مراعاة عدم الضغط عليه ومراقبته مراقبة شديدة، بل ينبغي تحبيب الأمر إليه ولا مانع من مكافأته على كتابته لأعماله مهما كانت بسيطة.
هذه بعض الوسائل التي تعين على غرس هذا المبدأ في الأطفال والوسائل غيرها كثيرة، وللهدف في النهاية أن نخرج بجيل يخطط للنجاح، فالجيل الذي لا يخطط لا ينجح أو قد ينجح ولا يصل إلى القمة وبالتالي تقل الانتاجية.
الجيل الذي يخطط يكون جيلا إيجابيا طموحا لأن الذي يخطط يطمح دائما إلى تحقيق منجزات أكبر بعكس الذي لا يخطط فلا يدري كيف يسير وأين يسير وقد يكون جزءا من خطة الآخرين.
نسأل الله تعالى أن يوقفنا بأن نكون متميزين في الدنيا والآخرة وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين.
|