الحلقة السادسة عشرة (أمور تهدم الإيجابية)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والذي نسعى من خلالها إلى بيان بعض الأمور التي تساعد في بناء جيل إيجابي يخدم مجتمعه ويساهم في نهضة الأمة الإسلامية بإذن الله تعالى.

كنّا قد تحدثنا في الحلقات الماضية عن أمور تساهم في بناء جيل إيجابي، وسنقف معكم اليوم على بعض الأمور التي تهدم الإيجابية، نقف على بعض الأمراض الخطيرة التي إن انتشرت في الأمة وفي أفرادها، كان نذيرا بهلاك هذه الأمة وتحولها إلى أمّة سلبية. هناك الكثير من الأمور التي تهدم الإيجابية وسنقف معكم على خمسة أمور:

1- الغرور والتكبر، وهو من أشد الأمراض التي تفتك بأي شخص وبأي أمّة، فالمتكبر لا يتقبل أي أمر وشعاره دائما “ما أريكم إلا ما أرى“، فهو يرى أن رأيه دائما صواب ويستحيل أن يخطأ في أي أمر. ولذلك وجب على المربين تربية الجيل على التواضع في جميع الأمور والابتعاد بالكلية عن الكبر والغرور.

2- الغضب، وهو مرض خطير، يؤدي إلى عواقب وخيمة، فالغاضب غالبا ما يرتكب أمورا سلبية بل وفي كثير من الأحيان يهدم أمورا كثيرة، وعكس الغضب هو كظم الغيظ وهو من الصفات الراقية التي حث عليها الإسلام، وهناك أيضا الغضب المحمود وهو الغضب الذي يحصل نتيجة انتهاك حرمات الله تعالى.

3- البخل، وهو داء خطير، ولا نقصد البخل بالمال فقط، بل البخل بالعلم والوقت والمال والمساعدة وغيرها، ويؤدي انتشار البخل إلى توقف كثير من الأمور، ولا يصبح الشخص أو المجتمع منتجا أبدا، ولذلك يجب على المربين تربية الجيل على الكرم والجود والإيثار حتى يصل الخير إلى الجميع.

4- الجبن، وهو من الأمراض الخطيرة، وغالبا ما يحاول الأعداء غرس هذه الصفة في نفوس المسلمين لكي يسهل لهم بعد ذلك فعل ما يريدون، والجبناء لا يقومون بفعل أي شيء يخدم المجتمع وبالتالي يهتم بنفسه فقط، وعكس الجبن هي الشجاعة والإقدام ولكن بحكمة وليس بتهور.

5- الإحباط، وهو من الأمراض الفتاكة والمميتة لأي مجتمع من المجتمعات، فالمحبط لا يتحرك أبدا بل وقد ينقل هذا الإحباط واليأس إلى غيره فيساهم في تحطيم المجتمع والأمة بدلا من بنائها، وعكس الإحباط هو التفاؤل المصحوب بالعمل وعلى المربين غرس هذه القيمة الأصيلة، قيمة التفاؤل في الجيل حتى يتحرك وينتج.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الأمور السلبية ومن ذلك دعاؤه: “اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن و ضلع الدين و غلبة الرجال” (صحيح الجامع الصغير)

نسأل الله تعالى أن يبعد عنّا هذه الأمراض ويجعلنا إيجابيين دائما، منتجين مؤثرين مساهمين في نهضة الأمة الإسلامية بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.

الحلقة الأخيرة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

بعد تناولنا خلال الحلقات الماضية بعض المعاني التي تساهم في بناء جيل إيجابي، نصل معكم إلى الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا).

تناولنا معان عديدة، طرحنا بعض الأمور العملية التي تساهم في بناء جيل يستطيع أن ينهض بهذه الأمة ويحقق إنجازات في جميع المجالات، وهو قبل ذلك جيل متصل بربه حريص على عبادته يساهم في خدمة وطنه ومجتمعه.

لا شك أن هناك الكثير من المعاني الأخرى التي تساهم في بناء جيل إيجابي، وهناك الكثير من العلماء الذين تكلموا هنا وهناك عن هذه المعاني والقيم ويمكن الرجوع إلى كتبهم وبرامجهم المرئية أو المسموعة.

إن نهضة أية أمة تعتمد بالدرجة الأولى على الأفراد التي فيها، وما لم يكن هؤلاء الأفراد على قدر عال من المسؤولية وعلى قدر عال من الإيجابية وبمعنى آخر “يستحق أن يكون هو الجيل الذي ينهض بالأمة“، فلن تنهض الأمة أبدا مهما توافرت فيها مقومات أخرى، ولذلك وجب على المربين سواء كانوا والدين أو معلمين أو غيرهم الاهتمام بالتربية الصحيحة القائمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأنه بهذه التربية سوف ينشأ هذا الجيل الذي نريد.

إنني أؤكد مرة أخرى على ما ذكرته في الحلقة الأولى من هذه السلسلة وهي أهمية غرس معنى الإيجابية في نفوس أفراد المجتمع، لأنه بهذه الإيجابية سوف تتحقق معاني التأثير والإنجاز والعمل الدؤوب وقبل كل ذلك الارتباط بالله عز وجل.

أسأل الله تعالى أن نكون قد وُفّقْنا في طرح هذه السلسلة وأن نكون قد ساهمنا في نهضة الأمة الإسلامية وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.

هذا وإن كان من توفيق فمن الله تعالى وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، وأسأل الله أن يغفر لنا خطأنا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بوركت على هذا النقل الطيب ...

ونسأل الله أن يوفقنا لتربية جيل صالح . يرفع شأن هذه اﻷمة.

تقبلي مروري وخالص ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°