لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


الأقزام البيضاء ..

ليه تختفي النجوم ؟؟ تهرب من القدر !! مين فينا يهرب من قدره .... كنا من أهل الأرض أو من أهل السماء ...

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 30-12-14, 04:43 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 286611
المشاركات: 37
الجنس أنثى
معدل التقييم: أمل لا ينتهي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أمل لا ينتهي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي الأقزام البيضاء ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

ليه تختفي النجوم ؟؟

تهرب من القدر !!

مين فينا يهرب من قدره ....

كنا من أهل الأرض أو من أهل السماء ...

مالنا مفر !! ..

يملكنا بوضع اليد ..

و يحاصر سلوكنا و أمنياتنا ...

ينهي الغايات فينا قبل ما تبدأ ..

يحركنا على حد رفيع بين النار و الجليد ...

بخطوة نتجمد ... و بخطوة ثانية نحترق ..

نحاول نسبح عكس التيار ...

نحاول ننقض عهودنا مع الطبيعة ... عشان ننجى !!

لكن القدر واقف خلف كل باب نفتحه ...

وفي يده كأس فيه شربة واحدة ...

شربة الموت و الحياة !!

نقدر نوصل لحدود السما !!

لكن بدون مقدمات نهوى لقاع الأرض ... في ظلام الليل

و بين الموت و الحياة يمر العمر ...

نرجع عشان نجمع بقايا ضوء أبيض ..

و الحان و أغاني من محيط الأقزام المنتحرة ..

أقزامي البيضاء .. الي تعودت أراقبها كل يوم ...

في ساحة البيت ... أو شيء يشبه البيت ..

مع أول ساعات الفجر يزيد لمعانها ...

كأنها تودعني قبل ما تغيب ..

حتى النجوم تضيء و تطفى ...

زي البشر ... تموت نفس و تولد نفس ...

لان ما حد يهرب من سطوة القدر ..





الأقزام البيضاء ...

الفصلـ الأولـ
//
\\
//
\\
//




الغروب اليوم حزين ... حتى البيوت البعيدة .. الي كنت اشوفها تحضن الشمس بلهفة كل يوم ... و تظلل

نفسها بلون الستر و السكينة ... حضنها اليوم موحش و ظلها بلون السواد .. وسترها مكشوف ..

حتى الشمس خطواتها بطيئة ... و بين كل خطوة و خطوة تترك بقعة بيضاء في عرض السما ... كآنها

فتحة سحرية ... لو عبرتها يمكن أوصل للطرف الثاني من العالم ... و أبعد عن ريحة الموت الي كتمت

أنفاسي ... و صوت البكا الي أجهد روحي .. لكن عيوني لسى صايمة عن الدموع .. ولساني صايم عن

البوح .. !

حسيت بيد تمسح ظهري وصوت جارتنا أم محمد : ندى ..تعالي إجلسي يا بنتي ... ريحي نفسك !!

جاوبتها : كذا مرتاحة !! ...

أم محمد : ما يصير يا حبيبتي ... في ناس تبغى تعزيكي !! ... حتى أمل أختك حابسة نفسها في

غرفـ ...

خانتها العبرة وكملت : الله يرحمه ...

تركتني وخرجت .. ما كان مني إلا اني الحقها لساحة البيت ... و كآني أمشي في مكان غريب عني ...

معالم البيت تغيرت .. شيء أصيل أختفى منه ... زواياه ضاقت أكثر ... و ألوانه بهتت أكثر و أكثر ...

جلست وسط الناس ... أرد على تعازيهم بكلمات أختصرها

لساني ... مو حاسة إني جالسة آخذ عزى أبويا ... !! ... أصلا كيف هو هذا الإحساس .. مو قادرة

أستوعب الأمر للآن ... شفت أم محمد قامت بإتجاهي بعد ما جا طفل و همس لها بشي ...

قالت لي بهمس : في واحد واقف برى يبغى يعزي !!

جاوبتها بإستغراب : ليه عزى الرجال مو في البيت عندكم !!

أم محمد : يقول يبغى يتكلم مع وحده منكم !!


تغطيت و طلعت أشوف هالزاير الغامض !! و أنا أسأل نفسي مين ياترى هذا الانسان!!

.. وليه تارك عزى الرجال وجاي يعزينا إحنا !!

بدأت صورة الواقع تتشكل من أول يوم مر على موته ... حسيت إني محتاجة أكبر سنة مع كل خطوة أخطيها

محتاجة يصير عمري زي عمره عشان أقدر أواجه الي ظل أبويا طول هذه السنسن فاتح له صدره

يستقبل كل الضربات و الأوجاع بدون خوف او تهاون عشان بس يحميني أنا و أمل .. و اليوم هذا الصدر راح

.. وراح معاه أي إحساس بالأمان ...


*****

ظنيت إني حشوف شخص كبير في السن ... ما اتوقعت انه شاب !! .. كان واقف و ظهره للباب و مو

واضح غير جزء من وجهه .. طليت ورايا عشان أتأكد إن أم محمد واقفة قربي

: السلام عليكم !! ..

الشاب التفت نص التفاته بس مازال ظهره للباب وجاوب : و عليكم السلام !!

: مين !!

الغريب : يزن ... رئيس حسن في العمل !!

قلبي دق بسرعة... أحسيت بنفور وامتعاض منه ... حتى انه ما عزاني !!

: ايش الكلام الي تبغى تقوله ..

بعد فتره صمت .. جلست اضرب فيها أخماس في أسداس و عقلي يودي و يجيب جاوب : كنت أبغى رجل

أتكلم معاه .. بس عرفت إن حسن ما عنده أولاد !!

ماكلف خاطره حتى يقول الله يرحمه !! مين هذا الإنسان المغرور

: أنا بنته الكبيرة ... قول إلي تبغاه !!

قال : طيب مالكم عم أو خال !!

: لا مافي .. ايش الحكاية !!

لف جسمه كامل بإتجاهي و قدرت أشوف وجهه بوضوح هالمرة .. مع إنه وسيم بس ملامحه كانت فيها

غلظة و عبوس خلت قلبي ينفر منه أكثر .

قال : الموضوع .. إنه أبوكم عليه إلتزامات مالية لنا و ...

قاطعته أم محمد الي كانت ساكته طول الوقت

: أي إلتزامات مالية الله يصلحك يا ولدي !! .. الرجال مات بحادث و هو يخدمكم ... الله اعلم مين الي عليه إلتزام للثاني !!

بدأت ملامحه تغلظ بزيادة وقال : كان يخدم نفسه ... أنا ما شغلته بلاش !!! .. أنا كنت أدفع له عشان

يخدمنا زي ما تقولين !! ... و بعدين البضاعة الي راحت في الحادث خسارتنا فيها توصل قيمتها مئات

الألوف .. غير الشاحنة الي اتهرست!!

رديت : تقصد البضاعة الي راحت في الحادث الي أنا وأختي خسرنا أبويا فيه ... و الشاحنة الي اتهرس

هو داخلها !!

سكت وطالعني بنظرة مستغربة كانه يسمع هذا الكلام اول مرة .. وقال بصوت أقل حدة : أيوا !!

: و المطلوب !!

يزن : تعويض خسارتي !!

رديت عليه : وخسارتنا مين يعوضها ؟

: بدون تلاعب ولف ودوران أبوكم مات .. بس هذا الشي ما يعني إني أسكت عن حقي !! انا قلت اتكلم معاكم قبل لا اسوي اي اجراء قانوني !!

جاوبته : سوي الي تبغاه ...

يزن : إسمعي ... أن مقدر أنكم بعزى ... عشان كذا ..

قاطعته : إنت إسمع ... وإنت داخل الحي شفت أكيد الحال بشكل عام ... وأظن انك عارف من قبل حالتنا المادية ولا ما اضطر ابويا الله يرحمه يشتغل عندك او عند غيرك !! فكيف تتوقع حنقدر نعوض خسارتك الي قيمتها مئات الألوف زي ما بتقول !!
جاوب ببرود : ماهي مشكلتي !!

رديت عليه : صح ... عشان كذا قتلك ... إلي يطلع بيدك سويه ... الله معاك .

وقبل ما ينطق دخلت و قفلت الباب .


.........


أي نوع من البشر هذا الإنسان !! .. جاي يتكلم عن مئات الألوف الي خسرها !! ... ما يدري إن الي

خسرناه إحنا قيمته ما تتقدر بثمن !!

ضمتني أم محمد لصدرها وقالت : صلي على النبي يا ندى ... خلاص راح الله لا يرده !! حسبي الله و نعم الوكيل !!

وحدة من داخل جات وقالت بصوت متوتر : أمل إلحقي أختك ما أدري إيش حصل لها ... مو راضية ترد علينا .. !!!

كأن روحي جالسة تنسرق مني شوية شوية ...أول مرة أبويا .. و الحين أمل !! .. رحت لها أركض

.. ما حقدر أعيش في هالدنيا ولو لحظة وحدة لو أمل هي الثانية راحت وتركتني .. !!


******


في المستشفى جالسة قرب ندى .. افكر فيه .. رغم موته الا انه الان جالس يعطيني أعظم درس في الحياة .. غيابه خلاني اتعامل مع الناس بطريقة مختلفة .. كنت اشوف الناس الي بحياتي كل يوم وانا متوقعة بشكل تلقائي إني راح اشوفهم ثاني يوم وكل يوم ... بس الآن وانا أتأمل وجه أمل التعبان وهي على سرير المستشفى صوت بغيض يقولي إني ممكن ما اشوفها بكره .. أو ممكن ما اشوفها بعد ساعة !! ... الموت هو الفعل الوحيد الي ماله ردة فعل مساوية في القوة ... ولا أحد فينا له عليه سطوة .. خايفة لا أخسر أمل هي كمان .. مسكت وجهها وقلت لها بهمس و ترجي
: لا تتركيني يا أمل ... مالي غيرك أحد في هذه الدنيا !! ... أنا عارفة إنك تبغي تكوني معاه .. بس انا محتاجتك أكثر منه !!

حسيت بيد ام محمد تمسح على ظهري بحنية وجاني صوتها
: ندى .. !! اختك كويسة .. ماسمعتي الدكتورة ايش قالت !! .. هي بس مرهقة .. ارحمي نفسك يا بنتي من الصبح وانتي واقفة هذه الوقفة .. !!
جاوبتها : انا كويسة .. انتي ارجعي وارتاحي ... كفاية تعبك معانا من امس يا خالتي ...
ام محمد : الله يعلم انك وامل بمكانة سناء ومحمد ..
: الله لا يحرمنا منك ... بدونك والله ما ادري ايش كنا عملنا !!

: ندى أبغى ارجع البيت !!

كان هذا صوت أمل أختي .. صوتها رد لي الروح .. كاني كنت في غرفة محجوب عنها النور والهوا ... وفجأة انفتحت لي طاقة رحمة .. حطيت يدي على راسها وهمست بخوف
: يا عمري إنتي .. الحمد لله على السلامة يا قلبي !!

مسكت يدي وقالت بصوت مخنوق ... مرهق
: ندى ... ابغى ارجع البيت ... خليهم يطلعوني ...
جاوبتها : طيب يا عمري ... الحين اشوف الدكتورة .. !!


******

طلعت من غرفة الطوارئ الي كنا فيها ... جات عيني على محمد ... كان جالس على الكرسي المقابل للغرفة الي احنا فيها .. كان ساند جسمه على الجدار و ساند يدينه الثنتين على رجله اليمين ... انكسر خاطري عليه .. كان التعب باين على وجهه ... زي الي حس بوجودي .. فتح عيونه وشافني ... قام من مكانه وجا باتجاهي
: كيف أمل الآن !!
: صحيت وتبغى ترجع البيت ..
: الدكتورة شافتها !!
: لا لسى .. طلعت اناديها تجي تشوفها ..
: طيب انتي ارجعي لها وانا الحين اشوف الدكتورة ..
: تعبناك معانا يا محمد ...
ابتسم ولمعت عينه بطريقة غريبة وقالي : الروح ترخص لك يا ندى ..

ما قدرت أرد عليه بعد جوابه المفاجئ هذا ... لحظات صمت مرت بيننا ... و بعكس الإعصار الي كان يموج داخلي والي عارفة انه قراه بعيوني كانت ملامحه هادية ونظراته مطمئنة .. وشبح ابتسامة مرسوم على وجهه .. كان نفسي في هذه اللحظة اني اهرب منه لابعد مكان في الدنيا ... اتمنى اهرب من احساسي بالذنب الي يعذبني كل ما شفت نظرات محمد الي كلها حب وهيام
: الله يسلمك من كل شر ..


********

في البيت أمل نايمة بحضني ... زي الطفل الصغير الخايف الي متعلق بحضن أمه ... كانت ماسكة يدي بيدينها الثنتين وظامتها لصدرها ... عدا الوقت وانا اقرأ عليها الاذكار وامسح على راسها ... كانت تصحى احيانا تبكي .. بس كنت احضنها اكثر وامسح على وجهها وراسها لغاية ما هديت وانتظم تنفسها و دخلت بنوم عميق

: ما راح تنامي يا ندى !!

كان هذا صوت سناء بنت أم محمد ... صديقة عمري .. وجارتي .. واختي الي ما جابتها امي ... اصرت انها تنام اليوم عندنا .. وام محمد ما عارضت ابدا ...
جاوبتها : انا كذا مرتاحة ... انتي نامي !!
سناء : لا ما راح اتركك ... يلا قومي نامي انا حجلس عند امل نمت .. يلا قومي ارتاحي

تأملت وجه أمل النايم و نزلت دمعة انحدرت من خدي و طاحت على وجهها

: من فين حيجي النوم ... حاسة اني بردانة ... حاسة اني مكشوفة ... خايفة من بكرة الي حيجي وهو مو في هذه الدنيا ..
سناء : ما تعودت اواسيكي او اقويكي ... لاني دايما اخد الدعم و القوة منك ... عشان كدا حقلك كلامك .. مو انتي الي دايما تقوليلي انه مافي داعي للخوف دام الشمس ما تغيب في مكان الا عشان تشرق في مكان ثاني !!
همست : الحمد لله
سناء: حبيبتي ... احزني ... وخدي وقتك ... بس لا تضيعي كل طاقتك في الحزن ... ربنا خلق لنا في هذه الدنيا حاجات كثيرة حلوة ما تنتهي لازم نعيشها ... توكلي على ربنا ..
: عارفة يا سناء ... كنت اشوف انه مافي داعي اقول ايش انا حاسته .. خلاص الناس راح تعرف من تصرفاتي معاها ... بس اكتشفت انه غلط .. الله يرحمه كان عارف انه غلط .. عشان كذا كان دايما يحط يده على راسي ويقولي ... انا احبك يا ندى ... الله يخليكم ليا يا بابا ... !! ...يا الله يا سناء جالسة اسمعها بصوته ... كانه دوبه قالها .
سناء : الله يرحمه !!
: بس انا !! .. أنا ما عمري فكرت إني اقولها له .. كنت دايما ابوس يده وراسه .. اتطمن عن صحته .. على اكله .. نومه .. شربه .. كنت افتكر ان هذه الأشياء كفاية .. وراح تقوله إني احبه ... ليته يرجع ساعة وحدة .. لحظة وحدة بس ... عشان اترمي عند رجله وأقله اني أحبه ... اني أحبه كثير ...

سحبتني بهدوء من عند أمل وحضنتني وقالت : اذكري الله يا ندى .. حتصحي أختك الان ... ما نبغاها تشوفك وانتي في هدي الحالة ..
كنت ابكي في حضنها بقهر وحسرة

: ما راح يرجع ... ما راح يسمعها .. ولا راح اقدر اقولها له ابدا ...
سناء : الله يرحمه ... هو الحين بين يد الي يحبه اكثر منك ... الشي الوحيد الي حيوصله منك هو دعائك له ...


******


حاولت انام .... بس ما قدرت ... حسيت جدران الغرفة كانت تضيق وتضيق .. لغاية ما اختنقت انفاسي ... طليت على امل شفتها نايمة ... وسناء كمان نايمة بجمبها ... طلعت للحوش ... قبل يومين بس كان واقف هنا وكنت جالسة اصب له الموية عشان يتوضى ... ما كان يرجع البيت غير الساعة 5 الفجر ... حيله مهدود و ظهره منحني ... ومع هذا يصلي الفجر حاضر بالمسجد ويرحع البيت عشان يلحق ينام كم ساعة عشان يصحى ويبدأ شقى وتعب .. وفي النهاية يجي الي اسمه يزن يقول هاتوا حقي .. غريبة هذه الدنيا كيف صارت فيها الموازين مقلوبة .... ما ادري كيف حينتهي موضوع يزن هذا ... بس الي شفته بعيونه يقول ان وراه مشاكل كثيرة ما راح تنتهي ...

//
\\
//
\\
//

مرت الأيام ... حاجات كثير حولي وداخلي اتغيرت ... الليل صار طويل ... صار موحش كئيب ... بارد .... ومخيف ... لسى محتاجة لاحد يفهمني ايش يعني اني صرت يتيمة !! ... ايش يعني اني ما راح اشوفه ابدا !! ... احيانا اتمنى لو اني لسى طفلة صغيرة .. عشان بس يقولولي ان ابويا حيرجع ... عشان اكبر واعيش على امل اني راح اشوفه مرة ثانية ... حتى لو كان امل كاذب ... امنية حلوة مستحيل تتحقق ... الشي الوحيد الحقيقي انه مات وان كل يوم يمر على غيابه اكبر فيه سنة ... حاسة اني صرت كهلة ... شخت مرة وحدة ... انتهيت من الدنيا قبل ما ابدأها .. اصلا ما بقي فيها شي له قيمة ... حتى السما ما فيها نجوم !! ماتت هي كمان ... !! ... او انا الي ما صرت اشوف شي ...
:ندى !! ....ايش الي مجلسك في الحوش في هذه الساعة !!

كان هذا صوت سناء ... جاوبتها :ولا شي صليت الفجر و قلت اجلس هنا شوية ... مو جايني نوم ..
جلست جمبي و قالت : في ايش تفكري !!
: في النجوم ... شوفي السما مع انها صافية بس مافيها ولا نجمة ..
سناء :طيب ايش فيها !!
ابتسمت و اتسطحت على الارض وجلست اطالع في السما و سناء سوت زي

: ابويا الله يرحمه ... كان يحب النجوم ... كان دايما يقولي ان النجم صديق جديد في كل يوم ... كل يوم ترفع راسك للسما وتشوف نجم جديد ... كان يقولي انه لما يسوق الشاحنة و يخرج من العمران كان ينبسط ... لان النجوم تزيد لمعانها ... و تنور الدنيا اكثر ... انا زيه ... احب النجوم ... حبيبي كان يرجع من شغله يلقاني نايمة في الحوش ... ما كنت اقوله اني مستنيته عشان لا يتكدر ويزعل ويجلس يلوم نفسه .. كنت اقله اني كنت اشوف النجوم ... احيانا كنت اصحى واحيانا كنت اتضاهر اني نايمة عشان يشيلني و يدخلني الغرفة و اول ما يحطني على السرير انفجر اضحك واقله خدعتك ... كان يضحك .... و يقرصني على خدي ... بس خلاص كل شي راح بغيابه ... حتى النجوم غابت . .

وقبل ما ترد سناء عليا قمت من مكاني

: يلا خلينا ندخل ننام ... انتي و راكي دوام ... أمل كمان لازم اصحيها الساعة 8 عشان تروح جامعتها ...

ما ستنيت اي رد منها ... دخلت واتسطحت على السرير ... كنت افكر في نفسي قبل اي احد ثاني ... مو قادرة القى ندى القديمة .... ندى الي الكل يعتمد عليها ... بس هي كانت تعتمد على واحد بس في هدي الدنيا وراح ... وتركها لوحدها ...


*******


الساعة 10 الصبح ... ما في احد في البيت غيري ... أمل في جامعتها ....و انا في الغرفة ارتبها لما سمعت صوت الباب ... مين حيدق الباب في هدا الوقت !! ... رحت اشوف مين .. كان محمد ... ايش يبغى في هذي الساعة ... بالعادة يدق على جوالي لو كان يبغى شي!! ...
:مين !!
:السلام عليكم ... انا محمد !! كيف حالكم !!
: وعليكم السلام ... الحمدلله بخير ... خير يا محمد!!
محمد: اعذريني يا ندى .. بس كنت بالسوق اقضي للبيت ... و قضيت لكم معايا
:الله يكثر خيرك ويغنيك ... ليه تعبت نفسك
: لا تعب ولا شي ... حترك الاغراض عند الباب و لو نقصكم شي كلميني ... في امان الله
:محمد استنى !!
: أمريني
: ما يأمر عليك ظالم ... كم حق الاغراض !!
:ايش هذا الكلام يا ندى !!
:لا تزعل ... عارف اني ما راح اخدها لو ما دفعت قيمتها ..
: حترك الاغراض عند الباب ... خديها لجوه ... و بعدين نتفاهم .. وافتحي جوالك لانه مقفول

شفته من العين ... حط الاغراض و راح ... دخلتها جوه و رحت للجوال وكان يتصل : الو
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاوبته : وعليكم السلام ورحمة الله ..
محمد : ايش مشكلتك يا ندى !!

كان باين من صوته انه زعلان ومتضايق
جاوبته : ما عندي مشكلة ... بس الحق ما يزعل !!
محمد : تبغيني اخد منك انتي فلوس !!
جاوبته: لانه انا بالذات لازم تاخذ الفلوس ..
محمد : مصممة تعتتبريني غريب !!
: لا يا محمد انت ما عمرك كنت غريب .. انت اخويا ..
: أخوكي !!

ما رديت عليه ... عارفة اني يمكن اكون جرحته بكلامي ... بس ايش اسوي ... ما ينفع اكذب عليه ... هذه هي الحقيقة ... محمد بالنسبة ليا اخ ... ما عمري شفته بغير هدي الصفة ... وهذا الي دايما اقوله له بس هو ما يبغى يفهمني ... !!

جاني صوته : طيب يا ستي اخوكي .. راضي ... وعشان الاخوة دي لا تعملي من الحبة قبة ... كلها كم غرض يا ندى !! ..
:محمد انا اسفة ... لا تزعل منك
محمد : ما عمري اقدر ازعل منك يا ندى ... بس لا تكبري الموضوع ... !!
جاوبته : خلاص ... وجزاك الله خير ... الله لا يحرمنا منكم يارب
محمد :ولا يحرمني منك يا اختي .. في امان الله

قالها و انهى المكالمة .. صوته كان فيه نبرة سخرية مخلوطة بحزن ... محمد انسان خلوق ... ومحترم ... والف بنت تتمناه ... موظف ... و حاله ميسور ... و فوق هذا كله يحبني ... بس انا مو قادرة احبه ... مو قادرة احبه بالطريقة الي هو يبغاها ... لاني طول عمري احبه زي اخويا .. لا اكثر ولا اقل ... مو متخيلة نفسي اعيش معاه كزوجة ...

.......

رجعت المطبخ رتبت الحاجات الي جابها محمد .. و مر الوقت وانا ما بين المطبخ و التنظيف ... كنت متعمدة اجهد نفسي ما ابغى ارتاح ولا دقيقة وحدة ... عشان ما ابغى افكر في ابويا الله يرجمه... لاني تعبت من التفكير ... مرة ثانية رجع الباب يدق ... ولسى الساعة 12 الظهر يعني مو موعد رجعة أمل من الجامعة ... رحت شفت مين ... هذه المرة ما قدرت اعرف مين الي يدق ... الوجه مو غريب عني قد شفته في مكان ما ... بس متى وفين ..!!
رديت :مين !!
: السلام عليكم ورحمة الله
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
: انا يزن .. جيت ايام عزا حسن ... وكنت ابغى احد اتكلم معاه ...

هذا ايش جابه ... حسيت قلبي انقبض ... ما رجع مرة ثانية الا ووراه مصيبة ... حاولت ابين صوتي طبيعي
قلتله : ايوا .. !!
يزن : انتي الي كلمتني المرة الي فاتت !!
جاوبته : تفضل ايش عندك
يزن : ممكن اتكلم مع بنته الثانية !!
جاوبته :انا بنته الكبيرة ... عندك شي تكلم معايا انا ...
يزن : أظن انتي عارفة ايش ابغى !!
جاوبته : واظن انت عارف ردي !!
يزن: وردك ما عجبني ..
جاوبته :الله لا يجعله يعجبك ... شي ثاني !!
يزن : احسن لك تتكلمي معي باسلوب احسن
جاوبته : اعلى ما في خيلك اركبه .. وعندك المحاكم روح اشتكي عليه ... خليهم يحبسوه ... في احسن من هذا الاسلوب !!
هالمرة احتد صوته وقالي : اسمعي ... هي كلمتين حقولها و افهميها كويس ... لو ما رديتوا لي حقي حرميكي انتي واختك في الشارع !! ... قدامكم 24 ساعة يا نتفاهم وترجعوا لي حقي يا دوري على مكان يلمك انتي واختك ... وهذا عنواني ورقم تلفوني ...

ودخل ورقة من تحت الباب ... اخذتها وطليت من العين لقيته اختفى ... من القهر قطعت الورقة قبل ما حتى افتحها واقرها ... مين يحسب نفسه يهددنا انه بيطردنا من بيتنا ... لا يفتكر ان البيت اجار وممكن يشتري صاحب البيت يفلوسه ... مسكين ما يدري ان البيت باسم ابويا ... و خليني اشوفه ايش يسوي ... دخلت كملت الي بيدي و راسي شغال بسرعة جنونية ... الثقة الي يتكلم فيها تخوف ... بس هو ما بيده شي ... كلام في الهوا ... كل الي يقوله مجرد حرب اعصاب ... يبغى يتلف اعصابي ويشتتني ..هذول هم اصحاب الفلوس والنفوذ والسلطة يستغلوا كل شي عشان يحققوا اهدافهم ...

........


على السفرة جلسنا نتغدى ... انا وأمل و سناء ...جلست أتامل سناء ... وانا افكر من يوم ما ابويا اتوفى الله يرحمه ... وهي ما تركتنا ولا لحظة ... وفوق هذا كله اصرارها انها تنام عندنا ... بعد كذا اصرارها انها تشارك في مصروف البيت .. قد ايش نبيلة هدي البنت وحساسة ما بغت تجرحني و تمد لي معونة فجابتها بطريقة مستحيل تجرحني او تزعلني فيها ... ليت كل الناس زيها ... كنا ارتحنا من عينة يزن و نظفت الدنيا من أشكالهم ..

:ليه ما تاكلي يا ندى !!
كان هذا صوت امل اختي ... ابتسمت لها وقلت : لاني كنت انقنق وانا اجهز الغدا ..
أمل : بس شكلك سرحانة وتفكري ..
جاوبت :لا مو سرحانة بس شوية صداع ...

قمت من على السفرة وقلت : انا حدخل ارتاح شوية ... كلوا انتوا بالعافية ..

بعد شوية دخلت سناء ورايا وقالت : اشبك يا ندى .. شكلك مو عاجبني
جاوبتها :قلت لك شوية صداع ... الحين ارتاح ويخف
جلست على السربر وقالت : لو خبيتي على الناس كلها ما تقدري تخبي عليا قوليلي ايش الي مضايقك !!
جاوبتها :فين امل !!
سناء : في المطبخ تغسل المواعين ...
جاوبتها : طيب الله يخليك يا سناء خليني الان ارتاح ولما اروق انا حجيكي واحكيلك
سناء : على كيفك ... طيب انا حرجع البيت يمكن اجيكم بالليل ... مع السلامة

مسكت يدها قبل ما تقوم وقلت لها : يزن رجع اليوم وفتح نفس الموضوع وقال كلام غريب ما فهمته
سالتني بإهتمام : كلام غريب كيف يعني !!

حكيت لها الموضوع من بدايته ... لغاية ما قطعت الورقة الي فيها العنوان
سناء : الله يهديكي يا ندى ... ليه عملتي كذا !!
: لانه كذاب وما يقدر يسوي شي ... كيف يعني يطردنا من البيت ... البيت باسم ابويا ... جالس يهدد على باله حنخاف منه
سناء : ما اعرف قلبي مو مطمن ... فين حطيتي الورقة الي قطعتيها
جاوبت ببرود :في الزبالة ... فين يعني !! ... بعدين ليه خايفة ...
سناء : هدي ثاني مرة يجي فيها ويهدد
جاوبتها : لانها ثاني مرة انا مطمنة لانه لو كان طالع بيده شي كان سواه من زمان ...
سناء : ولو كبر الموضوع !!
جاوبتها بتحدي :ساعتها الموضوع راح يكبر على راسه ..


********

><// يزن \\><

وقفت أتاملها ... كانت زي الملاك ... رغم حزنها الي مرسوم على ملامح وجهها الي احبه ... قالوا لي انها ما اكلت ولا شربت شي من امس ... كانت حابسة نفسها في المرسم ... عارف انها الان جالسة تعاقب نفسها ... هي مو قادرة تفهم او تستوعب الي حصل ... وان مالها ذنب ... حطيت صينية الاكل على الطاولة وقلت لها
:ممكن أقطع خلوتك يا معالي الاميرة !!

التفتت لي و ارتسمت ابتسامة حلوة على وجهها البريء الناعم و قالت : يزن !!
حطت الفرشة و لوحة الالوان على الطاولة و جات باتجاهي بخطوات بطيئة ... كنت انا اسرع منها ... قربت منها ومسكت وجهها وبستها على راسها هي ضحكت بصوت عالي وقالت : الي يشوف كيف تتعامل معايا يفتكر اني اكبر منك بست او سبع سنوات ... مو توأم ...

جاوبتها وانا اساعدها تجلس على الكنبة : ولما يشوفوا وجهك الحلو هذا حيقولوا لا هي اصغر منه بست او سبع سنوات مو توأم ...
ضحكت وقالت : ليه طيب جبت الاكل هنا .. انا كنت حنزل اكل معاكم
قاطعتها : اليوم انا ابغى اكل معاكي انتي وبس
نجوى : يا بختي ... ما حد قدي يزن يسيب الكل ويجي ياكل معايا انا
جاوبتها :انتي عارفة ان ما في احد يهمني في هدي الدنيا غيرك يا نجوى
مسكت وجهي وقالت بحب : الله يخليك ليا يا يزن .. ولا يحرمني من قلبك الطيب يا رب
حاوبتها : امين ويخليكي ليا يا رب ...

جلست اكل معاها ... بالرغم من ضحكاتها و مزحها معي ومحاولتها انها تخفي حزنها الا ان عيونها ما قادرت تخفي هذا الحزن ابدا ... وقبل ما افتح معاها اي حوار كان جوالي يرن
رديت : اهلا يا خالد
خالد:ايوا يا يزن ... كيف حالك
: الحمد لله ...

قلت لنجوى اني حرجع بعد شوية وطلعت من الغرفة ... لاني عارف ان نجوى اختي دايما تعترض على طريقتي في الشغل ... وما كنت حابب ادخل معاها في جدال وحوار ماله داعي
: ايوا يا خالد معاك ... سويت الي اتفقنا عليه !!
خالد : حصل ... بس مو شايف اننا استعجلنا شوية !!
جاوبته:لا ما استعجلنا ... انا اعطيتها مهلة 24 ساعة ... و عدى اكثر من 18 ساعة ولغاية الان ما جاني منهم اتصال على الاقل !!
خالد: بس في النهاية هذولا بنتين وايتام !!
:انت ما سمعتها كيف تتكلم ... ما كان قلت عنها بنت ابدا ... وبعدين انا ما سويت شي غلط ... انا جالسة اطالب بحقي ...
خالد : فليكن ... عموما كل شي ماشي زي ما طلبت ... يلا سلملي على نجوى و الجماعة ... مع السلامة ..

مر ببالي كلامها " اعلى ما في خيلك اركبه " حنشوف يا بنت حسن ايش حتسوي ... ان ما جبتك راكعة تبوسين رجولي ما اكون انا يزن .. وحقي الي ما قدرت اخده من
ابوكي حاخده منك انتي واختك ... والايام بيننا ..

.....

 
 

 

عرض البوم صور أمل لا ينتهي  

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأقزام, البيضاء
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية