لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-15, 09:21 PM   المشاركة رقم: 571
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




لازالت حتى الآن لم تنَمْ، النومُ أبعدُ المخلوقاتِ عنها في هذهِ اللحظـات، عيناها غارقتان بسواه، بما هو أهـم وأرقُّ على قلبها، كالمدِّ الرقيق حين يعانقُ شاطئًا ما، لكنّه يبلل رملهُ ويحوّلهُ إلى طين مهما كانت رقّته! . . تجلسُ في الصـالةِ السُفلية، ماكثةٌ فوقَ الأريكـةِ الطوبية وعنيها تتأمّلان كل زاويةٍ في الصـالة، كل التفاصيل التي لم تنساها، لم يُشوّشها الغبـارُ بعد، في عينيها لازالت هي، مهما ترسّبَ الغيـابُ فوقها تبقى بحلّتها ولمعانِها بين أجفانها، تلكَ الطـاولةُ الزجاجيـة السوداء في المنتصف، لازالت نظيفة! الغبـارُ فوقها لم يُزهق لمعانها! الصُور المصففةُ على الجـدار لـبرج إيفل، لساعةِ بيغ بن، لشارعٍ ممتدٍّ وأوراقُ الخريفِ تتساقطُ في أنحائه كالأوراق الذابلة في صدرها، وتلكَ الصورةُ في زواية الصـالة على طاولةٍ سوداءَ أُخرى صغيرةً بعض الشيء، صورةٌ تحملُ ملامحَ أبيها في عمرٍ أصغر، ولازال حتى الآن وسيمًا لم يفقد ملامحه.
أغمضَت عينيها بقوةٍ لتُردي ظهرها للخـلف، تنفّست لثوانٍ بصورةٍ منفعلة، تسترجعُ ملامحَ أبيها في المطـار، لم يُغلفه الحُزن كما حدثَ بيدِ جيهان، لم يحدث أن رأيتُ تلكَ اللمعـة الحزينة في عينيه، لم يحدثُ أن لمحتُ خيباتٍ تتساقطُ على كاهلهِ بذاكَ الحجمِ كما حدث معكِ أنتِ فقط! وتطلبين السلام؟ تعبّرين عن الاشتياق؟ أنتِ التي تسلل الحديثُ عن الاشتياقِ من بين شفتيكِ، لا حقَّ لك! لا حقّ لكِ وتلكَ الحاجبين انعقدت ألمًا بعد صدّك ، كيف تتركين يدهُ معلّقةً في الهواءِ بعد أن مسحَ على رأسك؟ كيف تتركين الكلماتِ تنحشرُ بين شفتيهِ دونَ ردٍ منكِ؟ كيفَ لكِ أن تسمحي لبريقِ ذاك الحزن أن يظهر من مقلتيه! وتتحدثين عن الاشتيـاق؟ والشوقُ ملؤهُ في صدره؟
فتحَت عينيها بوجعٍ لتصتدمَ بنقوشاتِ السقف، لكنّها شهقت بخفوتٍ فجأةً وهي ترى والدها يقف بجانبها بالضبط، حينها اعتدلت ووجهت نظراتها إليه هامسة : ما نمت والا صحيت تو والا كيف؟ توها الساعة 8 الصبح.
ابتسم يوسف بإرهاقٍ وعينيهِ تُخبرانها بوضوحٍ أنه لم ينَم منذ صعدَ إلى غرفتـه : وأنتِ ليه ما نمتِ والا صحيتِ تو؟ توها الساعة 8 الصبح.
أرجوان تبتسم : ما نمت ، قاعدة أفكر بأوسم الرجـال في الدنيا.
جلس بجانبها وهو يضحك ضحكةً قصيرة : كأنك تغازليني؟
أرجوان بحب : لا فيه ذبّانة طاحت على شعرك وكنت أقصدها هي.
اقتربت منه وهي تحرّك يدها فوقَ شعره كنايةً عن " وشوشةِ " الذبابِ ليبتسم، حينها ابتسمت هي في المقابلِ لتقفَ قليلًا ومن ثمّ دنَت على رأسهِ لتقبّله.
أرجوان : جعلني ما انحرم من هالريحة، إذا ما غازلت أوسم الرجـال وهو أنت أجل أغازل مين؟ يازين المغازِلْ المُباحة بس.
يوسف : الحين اتركي عنك المغازل وروحي نامِي ، مو أنتِ ودك تزورين صديقتك عالعصر اليوم؟
شعَرت بغصّةٍ وذكرى عابـرةٌ قديمة تمر، لكنها ابتلعَت غصّتها لتهتفَ بخفوت : بمر أسلم بس وأمشي ، ماني مطولة مع إني اشتقت لها حيل
يوسف : أجل نامي لا تجلسين تخربطين لها من النعاس
ابتسمت : طيب تآمر أمر يابو البنات نجيب النوم لعيوننا غصب بس وراك أنت بعد ما تنام؟
يُوسف يتنهد وهو في الحقيقة تعسّر عليهِ النومُ في غرفةٍ حمَلت ذكرياتِه مع زوجته، ودمها يشعر أن رائحته لازالت طازجةً على الأرض! لذا هو يفكر بأن ينـام في غرفة جيهان، لربما شعر بالراحـةِ بعيدًا عن أشبـاح الذكريات تلك. لفظَ بجمود : شوي وبطلع وراك


،


لا شيء، فقط انعكـاسُ ملامحَ شاحبـة، شفتين جافتين، مرآةٌ تجعلُ الأنثى في داخلها مستفَزةً لتُخرج أدوات التجميل وتبدأ بتغييبِ كل أثرٍ للتعبِ على ملامحهـا ، شفتين تصبّغتا بالأحمـر، عينان رسمتهما بإتقـان، وجنتان تلوّنتا بهالةٍ مشمشية، وكتفين يؤلمانها! تشعُر بألمٍ أسفل بطنها، لكنَّ هذا الشيء طبيعي حسب ما ذكرته الطبيبة بالرغم من خوفها من تلكَ المسألة، لم يأتِ ليذهب، جاءَ بعد أن ظنّت أنه لن يجيء، لذا من الطبيعي أن تخاف من كل شيء.
تأوّهت قليلًا وأغمضَت عينيها وهي تعضُّ شفتها قبل أن تشهقَ وتضعَ كفها على فمها ليتلطخَ باطنها بحُمرةٍ من شفتيها، ركضَت للحمـام لتبدأ بتفريغ مافي معدتها التي أصبحت فارغة، تقيّأت حتى بدأت تقلصاتٌ مؤلمةٌ في معدتها، وبعد دقائق كانت تتنفسُ بإجهادٍ وهي تتكئُ على المغسلةِ وتنظرُ لوجهها الشاحبِ في المرآة، لم تُفلح مساحيق التجميل! تمامًا كما كانَ الشحوبُ يسحقها في الروضة، تتقيّأ كثيرًا ويرسم الإرهاقُ تضاريسهُ فوقَ ملامحها. مسحَت وجهها ومن ثمّ تحركت بعد لحظاتٍ لتخرجَ من الحمـام بترنّحٍ وتعَب، وصَلت للسريرِ لتتمدّدَ ومن ثمَّ زفَرت وبدأت تمسحُ على بطنها وتقرأ بعضَ الآيـات القرآنية للحظـات.
أينَ هو؟ لمَ ليسَ معها الآن في حالاتٍ تتلبسها وتوجعها وستظل كذلك كثيرًا حتى تلِد؟ تحتاجه، وإن غلّفت ذلكَ بالبرود، تحتاجه، وإن تصنّعت أنها غيرُ ذلك . . قالت ستعتاد! على غيابِه وعلى ابتعـاده، ما دامت امرأةٌ أخرى عانقت حبائلَ أفكاره فستعتادُ الغيـاب، إن كانت امرأةٌ أخرى ستسحقُ كبرياءها بتوسلها إليه ألا يتركها ، فستعتـاد! . . وبالرغمِ من أرجحةِ أرجوحةِ هذا الإعتيـاد المُصطنع، إلا أن احتياجهـا لهُ يحرّك أرجوحةَ قُربه أكثر، لا مجال للمقـارنة! اعتيـادي واهن/ضعيف! لا يكاد يتأرجحُ في سماواتِ حياتنا حتى تنقطعَ حبالُه، احتياجِي إليكَ أكبر! واللهِ يا سيف أكبر، لكننّي بالرغم من كل شيءٍ أربطُ حبال أرجوحةِ الإعتيـادِ وأمضي، سأمضي يا سيف! بعيدًا عنك، عن امرأتِك الأخرى التي سرقَت خطابَ الملكيةِ مني، عن ابنكَ الذي سبقَ ابني إليك، عن كل شيءٍ يخصّكَ يا سيف . . سأمضي!
زمّت شفتيها وبدأت بطقوسِها الأمومية التي أصبحت تعتادها، تمسحُ على بطنها، تنظُر لهُ وتتمنى أن يكبر بسرعة، أن ينتفخَ ويبدأ ركلُ ابنها وتحرّكاته، أن تسمعَ نبضاته . . تمسحُ عليه وطقوسها تكمن في الحديثِ معه، في الشكوى إليْه : بنتركه يا أمك، وبتولد يتيم معنويًا، ما عليك! لا تحاتي ، إذا تحبني بترضى! أجـل يكسرني فيها؟ ما يحس فيني يا حبيبي، ما يحس فيني! اللي سمّاني مي مو بعيدة عليه تحتضنه وينساني! . . تدري يا أمك؟ هي بيننا! كل لحظة هي بيننا، وكأنّها قيّدت أبوك بحبالها وسحبته لها للأبد! باقية فيه ونرضَع من حليب تواجدها الفاسد! قاعدة تمرضنا يا أمك! قاعدة تمرضنا! . . أنت معي والا معه؟ بتمشي مع أمك والا بتظل معه؟ أخـاف تسوي فيني زي ما سوّى هو! لا توجعني مثله . . أرجوك! لا تكون عاق لي وتوجعني مثله، ولا تكُون عاق فيه وتساعده على المعصية! دم المؤمن على المؤمن حرام .. حرام يسفك فيني ، لا تعاونه وتحط ذنبي برقبته ، كون بار فينا كلنا.
تحشرجَ صوتها في آخر الكلمـاتِ لتعضَّ شفتها وتبكِي ، مردفةً بوجَع : شوفه ، مُحب للسيطرة ، مانعني أداوم وأرجع مع غيره وكأنّي بخونه على سبيلِ المثال!!! تارك دوامه وجاي للروضة عشان يرجّعني، وكالعادة هواش حتى في سيارته! حتى وأنا حامل!! تسمع يا حبيبي؟ أبوك عاق بحبي له . . جابني ورجع لدوامه، وكأنّه سوى بس فرض عشان ما تختلْ قوانين سجونه وراح! شايفه؟ شايفه وش كثر هوّ قاسي؟ . . يا ترى يوم كانت حامل كان يجلس معها؟ يترك شغله عشانها؟ يجلس جنبها ويحاكيه معها؟ يا قو قلبه وتاركني أحاكيك بروحي؟ شايفه؟ شايفه وش كثر هوّ موجعني؟
شهقَت بكلماتٍ حادةٍ تخرجُ فتُصيبُ مخارجَ صوتها بمقتَل، ارتفعَت كفّها لتُغطّي فمها وتغصَّ في بُكـاءٍ ساديٍّ هوى عينيها وحُزنها، هوى الروح المعلّقة ما بينَ ضحكةٍ وممات، الحُزن وجهٌ من أوجهِ الموت، لكنّه موتٌ حيْ! تشعر بهِ وأنت تتحرّك، تستنشقهُ وأنت تتنفّس ، الحُزنُ مخلوقٌ يُستثار! استثرته يا سيف فيَّ، استثرتهُ فيَّ!


،


هنـاك لحظةٌ ما عالقـة، في تلكَ الدقائق، في تلكَ الساعات الصباحيـة. ماذا حدثَ بالضبط؟ لا تدري! هذا السؤال بُترَ جوابه، هذا السؤال سقطَ في مستنقعٍ متخثّرٍ كدمِي في عروقي، توقف جريان الدمِ عند عينيْه! توقّفت معهُ كلُّ حواسِي، اشتياقي تباطأ للخلف، سُجنَ خلفَ قضبـانِ العتـاب. رأيتكَ يا أبي، ولم أستطِع! لم أستطِع سوى كسر نظرتكَ - الملتاعةِ شوقًا! . . أبِي، يا ترنيمةً خاصـةً أرتّلها بـ " يُبه "! اندفعَتْ، وتباطأ الاندفـاعُ فجأة، توقّفتْ، وتباطأ الوقوف فجأة ، الآن! هاهو الشوق يجرفني مرةً أخرى، يُريد الاندفـاع إليك.
ماذا حدثَ بالضبط؟ بل ماذا يحدث؟ ما إن رأيتكَ حتى تعالت الأسوارُ حولنا لتتكسّر الآن، هل ليَ الحقُّ لأظفر بلحظـةٍ أخرى لا أكسُر فيها موجَ شوقك؟ . . ترتعشُ في مكانها أسفلَ اللحافِ بدموعٍ أخرى بعد تلكَ الدموعِ الصباحيـة ما إن عادت، ترتعشُ وخصام فوّاز لها صباحًا لا تُبـالي به، كلماتهُ التي تسللت عبر مساماتها أوجعتها وقتذاك، وتجاهلتها الآن، تجاهلت كل شيء! كل شيءٍ سوى عينيه. كيف تفقهُ البُعد وهي التي لا تُطيقه؟ كيفَ تفقهُ الهجرَ وهي التي لا تقوى على هجرِ العيُون؟ لا تقوى مرَّ الابتعـاد، يا - يُبه -، " شوقي جحيم، وانتظاري جحيم، أقل مافي لفحهِ يقتلُ! " والله يقتل! كيفَ تخبره أن اشتياقها - مُعاق! - ما إن يلمحُ المُشتاقَ إليه حتى يُصرَع، كيفَ تُخبره واللسانُ التصقَ بسقفِ فمها ما إن حادثها بنبرته! ياه يا نبرته! يا حدّتها على جُرحِ الاشتياق، يا جمالِ لحنهِ الذي تغنّى فوقَ ركادةِ مائها، كيفَ لنبرةٍ أن تستثيرَ كل هذا الوجعْ؟ كيفَ لنظرةٍ أن تستفزَّ الروحَ المعميّةَ في داخلي عن الاقتراب؟ كيفَ لكَ يا أبي أن تُحيلني في لحظةٍ إلى جثةٍ ترتعدُ أسفل لحافها ولن يُسكِنَ ارتعادها سواك؟ ما أقساني يا - يبه -، عليَّ قبل أن يكون عليك.
بعد عودتِهم أسقاها فواز بكلماتٍ غاضبةٍ صارخةٍ صبّت في عينيها بكاءً محمومًا، لم تردَّ عليه، لم تستطِع، حُزنها أكبر من أن تتغلّب على غصّةٍ تمثّلت في رؤيته.
( أنتِ من أيش مصنوعة؟ شلون تحسين؟ شلون هان عليك هالتصرف وخَلْقْ هالحُزن بعيونه بعدْ حنين؟ ماهو أنتِ المشتاقة؟ ماهو أنتِ المتحرقة لهم وجيتِ غصب عني؟ ليتني ما وافقتك يا جيهان وشفت هاللمعة بعيونه؟ ليتني ما وافقتك وتركتك تنقعين بشوقك الكاذب والمنافق، ليتني ما قلتلك أساسًا وخليتهم يجون ويكونون تحت سماك من غير علمك! أنتِ أساسًا يهمّك يتنفسون نفس هواك؟ يحترقون من نفس شمسك؟ وجودهم وعدمهم سواء بقلبك ! يا قو قلبك ؛ لااا!! يا قسوته! هذي ماهي قوّة، هذي قسوة! قسوة مجبول عليها قلبك لدرجة انه يعق ويمشي وكأنّه برْ . . حسبي الله على ابليس وبس!!! )
تلكَ الكلمات جعلتها تكتمُ الأنينَ الذي اصتدمَ بكفها ليخرجَ مختنقًا، ليخرجَ محملًا بوجعٍ وآهاتٍ واحتراق، لفظَ كلماته بغضبٍ وقسوة ليخرج من بعد ذلك وصوتُ البابِ الذي أطبقهُ بقوةٍ تردّدَ في صدرها مرارًا، مرارًا، مرارًا ولم يتوقّف حتى الآن وهذا الصدى يُثبت خواء صدرها، يثبت فراغَها عدا من أضلعٍ لا تتفرّغ!
أطبقت أجفانها بقوةٍ وصدرها يئنُّ بألمٍ لا ينشطر/لا ينكسر. ارتعادها أسفلَ اللحافِ بالرغمِ من دفئهِ دفعها للملمةِ نفسها والتقوقعِ حول جسدها كجنينٍ في رحمِ أمّه ليتَ هذا الرحم لفظه بأوجاعهِ قبل أن يخرج للدنيـا ويتذوقها - تقسيطًا.


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-11-15, 09:40 PM   المشاركة رقم: 572
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 






حتى الآن لازالت مشاعرهُ متخبّطة، هاهوَ يطفو فوقَ سريره، وألفُ سفينةِ مشاعرَ تغرقُ في صدره، تتحطّمُ تلكَ السُفن، ولا تجدُ مرفأً لها سوى مُحيطِ صدري، وإن لم تتحطّم توقّفت في ميناءِ كتفيّ، وأحنَتهما! هاهوَ اليومَ ينتبهُ لتفاصيلِ الغرفـةِ التي يقطنُ فيها كما لم ينتبه قبلًا، الساعـةُ ذات التصميمِ الكلاسيكي على الجدارِ الرمـادي، الستائرُ بلونِ العِنب، الكرسي الهزازُ الخشبي أمامَ النافذة النافذِ منها ضوءُ الشمس محملًا بدفئـه، الأرضيـة " الباركيه " الفاتـحة والمفرشُ العنابي الزغبـي، يا كآبـة الغرفة! ويا كآبتهِ الآن حدَّ أن يتأمّل كل شطرٍ منها ويحفظَ تفاصيلها في عقله.
زفَرَ زفرةً يتيمة، وكأنّك يا الله كتبت لكلِّ ما يحتويني أن يكونَ يتيمًا دونَ أب . . جلسَ وهو يعقدُ حاجبيه ويتنهّدُ بضيق، اليومَ سيراه، لكنّه لن يـراه في ذاتِ الوقت! لن يـراهُ كما كان ينبغي قبلًا، لن يراهُ سوى كروحٍ هُلاميةٍ ستجلبُ الأوجـاعَ والآلآم، لن يراه! كما حرمـهُ من رؤية " فهد " منذ كان طفلًا.
تحرّك بانزعاجٍ من تصلّب جسدهِ فوقَ السرير ليتّجه للبـابِ ويخرج، كان هناك صوتُ ضجيجٍ في المطبخ، لذا عقدَ حاجبيه وهو يبتسمُ ببهوت، والتحقَت خطواتُه باتّجاه بابِ المطبخ ليراقبها دونَ أن يدخل وهي تُضعُ كوبًا أمامها على الرفِّ وتنتظر غليان الماءِ في الغلايـة الكهربائية، تضعُ سماعاتٍ في أذنها وتهزُّ إحدى ساقيها ورأسها .. لوى فمهُ بضيق، لكنّه لن يعلق أبدًا على هذا الإدمـانِ للأغاني الأجنبية والتي كثيرًا ما يلمحها تستمعُ إليها، من الغبـاء أن يظن بأنه سيستطيعُ تغييرها في ليلةٍ وضحاها، ومن الغبـاءِ أن يجبرها في كل شيء! لذا سيتركها الآن، وأمامـهُ الوقتُ الكافي كي يغيّرها كليًا، سبعةَ أشهرٍ أو أكثرَ بقليل!
تنحنحَ ولم تنتبه للصوتِ العالـي المُغتـال لأذنها، حينها ابتسمَ وهو يراها تأخذ الغلاية وتصبُّ المـاء على كوبها، ليقتربَ بنظرةٍ خبيثةٍ حتى وقف بجانبها تمامًا لتشهقَ هيَ بفزعٍ من جسدهِ الذي ظللها فجأة، في حين رفعَ إحدى حاجبيه وهو يتنـاولُ كوبها ويعودُ أدراجـه إلى البـاب ببساطة.
غزل التي كانت وقتها قد أغلقَت الأغنية التي كانت تستمعُ إليها وتحرّكت باتجاههِ بحاجبين معقودين وقلبٍ ينبض بشدة : خرشتني! وبعدين اعطني كوبي
سلطان يبتسمُ وهو يتّجه للصالـة، وبعدمِ مبالاة : تنحنحت وما سمعتي ، والكوب آيام سوري بس مالك فيه حاجة
ارتفعَت إحدى حاجبيها وهي تتحرّك خلفـه، بالرغـمِ من توترٍ أصابـها واحتراقٍ تشعر أنّه زحفَ إلى جسدها ما إن شعرت بهِ يُظللها وكأنّهُ أشرقَ من فوقها كشمسٍ قريبة، إلا أنها أخفت كل ذلك التوتّر وتجاهلت كل وخزٍ أصابَها في ظهرهًا وتحديدًا في الأماكنِ التي مشَت عليها أصابعه! . . عضّت شفتها برعشـةٍ سريعةٍ طفَت فوقَ جسدها، واقتربَت أكثر وهي تهتفُ بثباتٍ مواريةً خلفهُ ربكَةً جاءتها من حيثُ لم تحتسب : شلون مالي فيه حاجة؟ ترى حطيت فيه سم عشان أنتحر فما ينفع لك!
ارتفعَت إحدى حاجبيه وهو يبتسمُ ناظرًا إليها وقد جلسْ، وتلكَ البسمةُ ضاعفَت توتّرها أضعافًا لترتبكَ الكلماتُ في فمها وتصمت، بينما رفعَ هو الكوبَ وارتشفَ منه القليلَ متجاهلًا حديثها ليكشّر أخيرًا ويُبعده عن نطاقِ شفتيه : الله يكرم النعمة بس وش حطيتي فيه؟ لا والله السم أظن أرحم
ارتفعَ حاجبيها والتوى فمها بحنقٍ من صراحتهِ - الوقحة - لتقتربَ منهُ بعد أن نفضَ بنبرتهِ المتقززة كل توترٍ فيها، وقفت أمامهُ مباشرةً وانتشلَت الكوبَ من يدهِ بعد أن أرخاها وهو يضحكُ على ملامحها المستاءة، في حينِ لفظَت بقهر : ما عجبتك قهوتي طس عنها وخلّى أصحابها يشربونها ، عشنا وشفنا تسرق وتنقد بعد!
سلطان بضحكة : لا جد والله وش حطيتي فيه؟ طعمه استغفر الله بس !!
غزل برفعةِ حاجب وهي تتحرّك بغرورٍ وتتّجه لأريكةٍ أخرى منفردة : والله عاد ما حطينا شيء غير مكوّنات القهوة ، إذا ما عجبتك جامل والا بس فالح تجامل في الغداء؟!
راقبها ضاحكًا من تذمّرها وهي تجلس، ليهتف : شكلي كنت فظ!
غزل ترتشفُ من قهوتها : الحمدلله عارف . . مممممم لذيذ
غرقَ في ضحكةٍ صاخبةٍ وهي تحرّك حاجبيها نزولًا وصعودًا وتعودُ لترتشفَ وتهتفُ من جديدٍ " لذيذ " وكأنها بذلك تعتقدُ أنها ستغيظه.


،


تحشُرُ الهاتفَ بين كتفِها وأذنها، تضعُ بعضَ الفواكـه بكل ترتيبٍ وعنايـةٍ في الصحنِ بينما شفاهها تبتسمُ وهي تُحادثُ شاهين من الطرفِ الآخر : اسمع ، قريت مرة قصة عن زوج وزوجته . . كان الزوج فيها إذا ما نامت زوجته يحكي لها قصص لين ما تنام! وأمس أنت تشاخر وأنا أتقلب والنوم معيي يجي
شاهين يمثّلُ الصدمة : افا!! وليه ما صحيتيني أجاور العيُون النجلا في السهر؟
أسيل تبتسمُ رغمًا عنها وأطرافُ أناملها تتحرّك فوقَ تُفاحةٍ ترأست فوقَ الفواكه : أنت فاضي لي والا للتشخير؟
شاهين يضحك : كذاااابة وش تشخيره بعد؟ عارف نفسي زين إذا مقهورة لأني نمت وأنتِ لا لا تتهمينا زور! ، عمومًا يا ست الحسن والجمال، كذا مرة كنت بحكي لك قصة قبل النوم وتتضايقين والا الحين غرتي من الزوج وزوجته؟ علينا!!
أسيل بضحكةٍ خجولـة : قصصك القديمة بايخـة ، أنت أول شيء كمل لي قصة مارجوري مكال المعلقة من قبل زواجنا وبعدين تبجّح بقصصك.
شاهين بشهقة : هو أنـا ما كملت لك قصتها؟!
أسيل تتحرّك لتسحبَ الكرسي وتجلس، أسندَت مرفقيها فوقَ الطـاولةِ وابتسمت باستمتاعٍ في الحديثِ معه، برقّة : لا ، ما كملت.
شاهين بخبث : هو كنا يومتها مشغولين بالنوتيلا والا كيف؟
احمرّت ملامحها قليلًا وانعقدَ حاجبيها بضجرٍ من هذه " النوتيلا " التي لن ينساها! لربّما كانت تلكَ من أسوأ اللحظـات في حياتِها معه، أن رآها هوَ ملطّخةً بها ليمسحها هو أخيرًا من فوقِ شفتيها!! . . تضاعفَت الحمرةُ في ملامحها لتتنحنحَ وتلفظَ بربكَة : لا مو هذا السبب ... كنا يومتها * حاولت التذكر لتعقد حاجبيها أخيرًا وتردفَ بضجر * قول القصة وبس.
غرقَ شاهين في ضحكةٍ طويلةٍ لصوتها المُتشبّعِ خجلًا، ثمَّ بهدوء : يقولّك يا طويلة العُمر ، هذي امرأة إيرلندية على مطلع القرن الثامن عشر صابتها حمّى شديدة وعلى إثرها يُقال ماتت، طبعًا هي ما ماتت! هي دخلت في غيبوبة من الحمى وعلى هذاك الزمن كان الطب بدائي شوي وظنوها ميّتة ، طبعًا تمّت مراسِم العزاء ودفنوها
فغَرت أسيل شفتيها وهي تكتم شهقةً طفيفةً وتهتفُ بقهر : متسرعين وأغبيـاء!
شاهين بضحكة : أجل فرضًا ميّتة جد يتركون تسرعهم ويخلونها تعفن عندهم؟ . . المهم يا طويلة العمر ، كان في اصبعها خاتم ذهبي حاولوا أهلها ينزعونه منها وما قدروا فدفنوه معها، وبهذيك الفترة كان فيه ظاهرة مشهورة وهي " لصوص المقابر " اللي كانوا ينهشون القبور ويآخذون أي حلي أو شيء ثمين يُترك مع الجثة، ولذلك كانوا أهل مارجوري خايفين على حرمة قبرها وحاولوا ينزعونه بس ما رضى فتركوه
أسيل وقد بدأت تنسجمُ مع القصة التي يرويها : طيب
شاهين بابتسامةٍ وهو يستقبلُ موجـات الحماسِ في صوتها : بنفس اليوم جاء لقبرها لصّيْن ، نبشوا قبرها وفرحوا بالخاتم اللي في اصبعها وحاولوا عبث يخلعونه، وكل محاولاتهم باءت بالفشل مثلهم مثل أهلها ، بس مع كل الفشل كانوا مصرّين يشيلونه لو أيش ما صار . . تتوقعين وش سووا؟
أسيل بانسجام : وشو؟
شاهين بابتسامةٍ لئيمة : حزري.
أسيل بقهر : يوووه شاهين كمّل عن اللعانة!
شاهين ينظُر لساعةِ معصمه، وبجمود : الوقت راح وأنا أحاكيك ، بتشغليني عن شغلي أكثر.
أسيل بانفعـالٍ مقهور : شاهين لااا ، الله يخليك كمّل أول.
شاهين بابتسامةٍ لم تسطَع على كلماته : وتشغلين وقتي بدون مقابل؟
وكأنها فهمت مقصدهُ من المُقابل، توتّرت واحمرّ وجهها قليلًا لتعضَّ شفتها السُفلى، وبنبرةٍ متهكمة : ما تلاحظ إنك جالس تراهق على هالعُمر؟
شاهين : هههههههههههههههه تعجبني الذكية اللي فهمت وش أبي . . وأما عن مسألة أراهق فما عليك أنا اللي أراهق والا أنتِ؟ يلا أعطيني بوستي.
أسيل بخفوت : طيب ممكن تدخل علينا خالتي ترى هي في الصالـة وأنا دخلت المطبخ على أساس أجيب فواكه بس وأرجع لها! تراني تأخرت.
شاهين بلؤم : من أول ما دخلتِ ما فكّرت تجيك الا بوقت البوسة؟ .. يلا أشوف هاتيها تراك بخيلة حيييل علي
أسيل بخجلٍ قبّلت الهاتفَ قبلةً سريعةً وكأنّها تُقبلهُ هو، ضحكَ بصخبٍ من الجهةِ الأخرى وهو يُغمضُ عينيه ويلفُظ : متأكدة بستيني والا يتهيأ لي؟ شاك والله هذي بوسة؟
أسيل بنبرةٍ خجولة : احمد ربك وبوس يدينك وجه وقفا ، * أردفت بنبرةٍ نفضَت عنها الخجَل وتصنّعت فيها الجمود * ويلا كمّل القصة.
شاهين يخنقُ ضحكته : وين وصلنا؟
رفعَت حاجبًا : أظنك تعرف لا تماطل!
شاهين : لا خلاص أنا آسف عمتي بس لا تذبحيني * أردف مبتسمًا * وصلنا عند إصرار اللصين إنهم ياخذون الخاتم مهما كان والا؟ . . عمومًا يا طويلة العمر، إصرارهم دفعهم يفكّرون بأيش؟ أيه يا ستّي يقطعون اصبعها كله ولا يروح عنهم الخاتم!
شهقَت أسيل : حسبي الله
شاهين : وفعلًا قطعوا اصبعها وفي اللحظة اللي صار فيها الدم يسيل كانت هي تفتح عيونها وتصرخ هذيك الصرخة اللي قتلت واحد منهم لحظتها من الرعب وخلّت الثاني يهرب ونقول أخذ وضعية " ذهبَ ولم يعد "، ما أظن بعد هاللي صار بيعرف للقبر طريق الا وروحه برى جسمه.
أسيل بقلق : والمسكينة اللي انقطع اصبعها؟
ضحكَ على نبرتها القلقة : شدعوى زعلانة عليها هالقد؟ المهم إنها قامت بشكلها المأساوي وبكفنها والدم يسيل من اصبعها ورجعت لبيتها ، في الوقت اللي كان فيه زوجها وعياله بعزاء والزوج حزين دقّت الباب فقال الزوج فيما معناه " لو انها كانت حيّة كنت بحلف ان اللي يدق الباب هي "، وقام يفتح الباب وكانت الصاعقة! شافها قدامه بشكلها المأساوي ، التراب مغطيها، الكفن عليها والدم يسيل منها! ما استوعب الصدمة وطاح وقتها بمكانه متوقف قلبه من الخرعـة.
أسيل بشهقة : مات!!
شاهين يبتسم : أيه ، ويقولون عاد ! يقولون انه بعد ما مات شالوه ومن المقبرة اللي قامت منها دفنوه هو
ضحكَت ضحكةً قصيرة ليضحكَ هو في المقابل، مُردفًا : وعاشت مارجوري سنين ويقولون عاشت حياتها وتزوجت وماتت بعد سنين طويلة وهالمرة انتظروا فترة على ما دفنوها .. وفي النهاية كتبوا على قبرها عبـارة ( عاشت مرة دُفنت مرتين )


،


هرولَ فوقَ عتباتِ الدرج نزولًا، يرتدي بنطالًا من الجينز الكحلي ومعطفًا طويلًا إلى ركبتيه بلونٍ كريمي فوقَ بلوزتهِ البنية الصوفية، هذهِ المرّة تخلى عن عنـاده بعد أن أصبحَ مزاجه " عال العال "! توجّهت خطواتهُ نحوَ مكتبِ جدّه وهو يبتسم ويدندنُ بمتعة، وقفَ أمام البابِ وطرقْ، ودون أن ينتظرَ ردًا منه فتحَ الباب وهو يهتف بنبرةٍ متباسطةٍ وكأنّه لم يحدُث شيءٌ بينهما قبلًا : مساء الخير
تصلّب جدهُ الذي كـانَت أناملهُ تعبثُ بلوحةِ مفاتيحِ الحاسبِ أمامه، ارتفعَ إحدى حاجبيه وهو يرفعُ نظراتهِ الغاضبـةِ إليه، غضبهُ منهُ ما انطفأ لكنّهُ أخمدَ في الوقتِ الذي لم يرهُ فيه والآن هاهوَ يُستثـار. أغلقَ تميم الباب من خلفهِ ببساطةٍ وهو يبتسمُ ويقترب من مكتبهِ إلى أن جلسَ في المقعدِ الذي أمامه على الجانبِ الأيسر، رمى بجسدهِ عليه وهو يُردف : اوووه يا بطني جوعاااان ما كأنّهم اليوم تأخروا بالغداء؟
سعودْ يخلعُ نظّارتهُ ويضعها على الحاسوب بعد أن أطبقه، حاجبهُ لازال مرتفعًا وازدادَت حدّة نظراته، بنبرةٍ حـادة : تو الساعة 12 ، بيكون جاهز خلال دقايق بسيطة . . وبعدين مستر تميم وش اللي خلّاك ما تفطر اليوم معي وتتعشى أمس برى؟ لا أكون مو معبي عينك بس!!
اتّسعَت عينا تميم وهو يفرُشُ ذراعيه على ذراعيِّ الكرسي وساقُه اليمنى فوقَ اليسرى يمتدّان بأسلوبٍ فظٍ في الجلوس، لفظَ بدهشة : افا وشو مو معبي عيني؟ بالعكس مسيو سعود أنت الراس وأنـا خدّامك المُطيع اللي تكرّمت عليه و سمحت له يآكل معك وجباته ، ما نتجرّأ أبدًا نقول عنك هالحكي ونتواقح معك!
سعود بحنقٍ من سخريته : تخسى أنت ووجهك
تميم بابتسامةٍ باردة : افا عليك!
سعُود بغضبٍ يرفعُ اصبعهُ محذرًا لـه : سكوتي لك ما يعني إني ما أقدر أوقفك عند حدك يا ولد خالد ونورة! اتقي شر الحليم اذا غضب! قسمًا عظمًا لو تكرر أسلوبك الزفت إني لأوريك النجوم في عز القايلة.
لوى فمهُ بحنقٍ ثمّ اعتدلَ بجلستهِ وهو يحاول تفريغَ الحنقِ الذي أصابـه بابتسامةٍ ضيّقة : شكلي ضايقتك كثير بمزاجي! نعتذر ترى ماحسينا بنفسنا.
سعود دونَ مبالاةٍ وهو ينتشلُ أوراقًا من الدرجِ الذي سحبَه : فيه صفقة أبيك تديرها.
ارتفعَ إحدى حاجبيه وابتسمَت شفاههُ بسخرية : على أمرك
سعُود بنبرةٍ حازمـة : بعطيك كل المعلومات اللي تخصها الحين ، هالمرة الصفقة كبيرة ونحتاج فيها ذكاءك!
تميم بنبرةِ سخريةٍ لاذعـة : لا يكُون بننهب كنيسة أو بنسرق لوحـة الموناليزا أو ممكن نقتلع تمثال الحُريّة ونزرعها بالبحر الأحمر جنب نافورة جدة؟ الوكاد إنها تبي تتروش من ماءنا العذب!
ارتفعَت نظراتُ سعود بحدةٍ غاضبـة ومحذّرةٍ إليه، حينها ابتسمَ بوداعةٍ وهو يرفعُ كفيه ويلفظَ بنبرةٍ بريئة : نمزح معك يا بوي ليش هالنظرات؟ كمل كمل يا جدي الغالي وش الصفقة جعلني عوارض بيضاء بس.


يُتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 17-11-15, 10:01 PM   المشاركة رقم: 573
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 





: كيف يعني؟ تبينا نقتله؟!!
ارتفعَت نظراتُ سالم ببطءٍ إلى سؤال إبراهيم المُستنكر، وابتسمَت شفاههُ ابتسامةً باردةً خبيثة وهو يهتف بشر : إذا اقتضى الموضوع أو نقُول على الأرجح أيه!
تابعَ بعينين مستمتعتين ردّة فعلِ سعد الذي عقدَ حاجبيه وعضَّ شفتهُ السُفلى بغضبٍ يسطُع من عينيه ونفور واضح، اتّسعت ابتسامتهُ أكثر ومن ثمَّ اتّكأ على الطاولةِ التي تفصلهُ عنهما، ليُردفَ بهدوءٍ باسِم : للحين ما ندري هو عنده خبر بالمصيبة اللي عنده ويتصنّع إنه ما يدري أو هو فعلًا ما يدري! بس الوقايـة خيرٌ من ألفِ علاج أبوه فهد كان لفتـرة طويلة ظاهر للكـل بوجه البريء وهو يشتغل من ورى الكل بمعاونـة سلك المباحث ضدنا، لين ما حصـل على ملفّات تخص مشاريع وصفقات كثيرة ودليل قاطع على أسمـاء بارزة ومعروفة بتخلينا كلنا نروح وطي ، وقبل 15 سنة قدر عضو منا وهو قريب منه ينهي حيـاته ويآخذ كل الأدلـة اللي عنده بس بقى دليل واحد! دليل واحد هو اللي للحين ضايع
عقدَ سعد حاجبيه بشدةٍ بينما شردَ إبراهيم في المعلومات التي يتلقاها وصمت، في حينِ كانت يدا سعد قد بدأتا بالانتفاضِ بحنقٍ وانفعـال، ما معنى كل هذا؟ لمَ يسردُ لهما تفاصيل لا تعنيهما فعليًا؟ هل هو غبي؟ هل هو ساذجٌ ليصدّقَ أن بعد كل ذلكَ سينجو؟ .. هل يتوقّع منه القتلَ أساسًا؟؟؟
نظرَ لسالم بحقدٍ عميقٍ والآخر يبتسم ببساطةٍ وينظرُ لهُ بتحدي، ارتفعَ جسدُ سالم الذي كان واقفًا ويتكئ على الطاولـةِ بكفه، ليُردفَ بابتسامةٍ باردة : عندك شيء تقوله استاذ سعد؟
لوَى سعد فمهُ وابتسمَ ابتسامةً ضيّقة وهو يرفعُ حاجبًا : أبد أستاذ سالم ، أنت بس تبينا نجيب هالدليل وننهي سلطان من الوجود صح؟
سالم بابتسامةٍ باردةٍ يومئ برأسه : صح ، ولو اكتشفت انك لاعب بذيلك!
قاطعهُ سعد ببسمةٍ حاقدة : قصّه
سالم : لااا! القص شيء بسيط عندي ، وأنت فاهم مقصدي
رمقهُ بكرهٍ ثمَّ صدّ عنه، حينها ضحكَ ضحكةً خافتـة ومن ثمَّ استدارَ عنهما موليًا ظهرهُ إليهما ليهتفَ بحزم : عندكم فرصـة ووقت طويل ، وأعتقد تملكون مهارة كافية بتزداد مع بعض التمارين وبتقدرون تجيبون لنـا الملف ، ( ملف الرازن ).


خرجْ، وانقشعَ الصوتُ الكريهُ بين ذبذباتِ أنفاسهما، زفرَ إبرهيم أنفاسهُ وأعـاد ظهرهُ للخلفِ حتى يسندهُ على الأريكةِ المزدوجة، وبجانبهِ زمّ سعد شفاههُ وهو يقبضُ قبضتيه فوق فخذيه، ينظرُ للأرضُ بقهرٍ يسعُ كل مصائبِ الأرضِ وينضح. لفظَ بجانبه إبراهيم : وش اللي بدّل رأيك؟
أدار سعد رأسهُ إليه بنظراتٍ باردة ورمقهُ بحقد : في أيش؟
إبراهيم ينظُر إليه بهدوءٍ وذراعيه تفترشانِ ظهرَ الأريكةِ من خلفه : ما كنت تبي تتعاون معاهم!
سعد وشفاههُ ترسم شبحَ ابتسامة : مجبور طال عمرك مجبور
إبراهيم بجمود : بتقتله؟
سند يرفعُ إحدى حاجبيه : وأنت بتقتله؟
إبراهيم ينظُر للأمـامِ بشرودٍ وكفّهُ ترتفعُ لتعانقَ وجنةً رُسمَ عليها جرحٌ يُضيفُ إلى ملامحهِ قسوةً وحدةً كمـا سالم، وبنبرةٍ كارهـةً لكل من يُسمى - سلطان -، : ما يهمني إذا بيموت أو لا ، يهمني أولًا أكسره، أحطمه، أخليه هو والتراب واحد ، يهمني أكسر هالثقة اللي يشيلها على أكتافه وأسكن حزن بصدره يكفيه عن الموت!!
سند ببرودٍ وهو يدرك جيدًا حقده الكبير تجاه سلطان : ما يهمك اذا يموت على يدك أو لا؟
إبراهيم بثقة : لا !


،


محـاولةُ النومِ باءت بالفشـل، هاهـيَ الآن تنزلُ للأسفـلِ وهنـاك ذنبٌ عالقّ في جُحرها، ذنبٌ وخجلٌ يعتري صدرها بعد الذي فعلتهُ البـارحـة في الغداء تجـاه ام سيف، لم تستوعِب نفسها إلا بعد ساعـات، لم تتغيّر! سوى أنّ الموجَ حين يكونُ هادئًا وتبدّلت الأجواء فجأةً سيُستثـار! سوى أن المدَّ يرتفعُ حين تتبدّلُ أوجه القمر، لم تتغيّر، سوى أن الضغوطـات حين تستمدُّ الطـاقةَ من " سيف " ستصيبُ هدفها لا محال.
بللت شفتيها بتوترٍ وهي تتجاوز آخر عتبـاتِ الدرج، في العشـاء البارحـة كانت تجلسُ معها دونَ أن ترفعَ وجهها إليها، تستمدُّ الاختبـاءَ من تواجد سيف معها، واليومَ أيضًا قامت بذات الشيءِ في الإفطـار، والآن! سيف غيرُ متواجد، والخادمـة أخبرتها أن الغداء جـاهز، وهاهي ستقعدُ معها بـ " سواد وجهها "!!!
فكّرت في أن تتراجع بعذر أنها لا تشتهي شيئًا، لكن صورتها ستُصبح أكثر سوءً بتركها تأكل غداءها وحدها . . تنهّدت باستسلامٍ وقررت أن تمضي قُدمًا، دخَلت إلى غرفة الطعامِ وألقت السلام بخفوتٍ حرِج وهي تنظر لخطوات قدميها لتردّ ام سيف السلام بخفوت. جلَست في مقعدها دونَ أن ترفعَ نظراتها إليها وتحاشى الحديثُ صوتيهما لتبدآ الأكـل بصمتٍ مُطبقٍ على الأفـواه. صمتٌ طـال بين كل لقمةٍ وأخرى، وبين كل عتابٍ وآخر في صدرِ ديمـا. يجبُ عليها أن تعتذر، يجب عليها أن تقُول شيئًا وتمحق خطأها السابـق، تنحنحَت ورفعَت رأسها إليها وهي تعضُّ زاويةَ شفتها السُفلى بصورةٍ غيرَ ملحوظة، في حين ارتفعَ رأسُ ام سيف في المقابل بعد نحنحتها، وبتوتر : خالتي
ام سيف بهدوء : سمي
ديما تزدردُ ريقها ومن ثمَّ تُبلل شفتيها وهي تضعُ الملعقةَ وتهمس بغصّة : أمس ، ما أدري ليش تصرّفت بهذاك الأسلوب! أنا آسفة !!
صمتت ام سيف لبُرهةٍ وملامحها اختزلَت الجمود، عقدتْ حاجبيها بعد ثوانٍ قصيرة وهي تضع الملعقةَ في المقابل وتلفظَ بهدوء : ما أخفي عليك إني تفاجئت منك ، أول مرة يكون فيها كلامك معي بهالشكل اللي صدمني!!
ارتعشَت شفتاها واحمرّت وجنتيها بحرجٍ وهي تُخفضُ رأسها، لتبتسمَ هيَ ابتسامةً خافتـة : بس مع كذا من داخلي كنت أبني لك مليون عذر وأقول نفسيتها وحامل ومضغوطة يمكن! مع إني مقتنعة إن الشخص لو حمل ضغوط الدنيا كلها على أكتافه ماله حق يفرّغها بشخص ثاني خصوصًا إذا كان أكبر منه وواجب عليه احترامه.
ديما بتبريرٍ كـاذبٍ بعض الشيء وهي تُريد معرفـة حقيقة إذا ما كان لها دخلٌ في قرار سيف بإرجاع بثينة إليه أم لا : أعتذر منك خالتي ، وكلامك على عيني وراسي وأنا مقتنعة بهالشيء ، بس غصب عني! غصب عني وأنا أفكر ومقهورة لأن سيف بيرجع زوجته الأولى .....
قاطعتها ام سيف بضيق : من حقه يا ديما من حقه! في النهايـة بثينة ام عياله ومهما كانت أخلاقها وتصرفاتها غير مقبولة بنظري إلا أنها ام زياد! . . ما أخفي عليك أنا لي يد بالموضوع ، أنا اللي أثرت هالفكرة براس سيف
انتفضَت أطرافها وخفقَت أهدابها وهي تقطّب جبينها وتنظر إليها بخيبةٍ عُظمى، تمامًا كما توقّعت، هي من استثارت تلكَ الفكرة! هي العميلـةُ لدى كلِّ الأطراف، ساعدتها أولًا لتحمل، والآن هي ضدّها! ضدها وتلومها ولا تلومها! . . عضّت شفتها بقوّةٍ كادت تدميها وأخفضت ملامحها عن نطـاقِ عينيها وهي تتنـاول الملعقةَ من جديدٍ تبتلعُ عبراتٍ تنحشرُ في حنحرتها الملكومـة، تلفظُ بصوتٍ واهنٍ خائب : ما ألومك ، هو ولدك وتبين له الراحـة واللي يسعده . . ما ألومك! هو ولدك، ولدك! وأنا أعرف وش عمق شعور الأم تجاه ولدها! أعرف . . أكثر من أي شخص ثاني!


،


( صباح الخير، كيفك؟ ما أعرف غير إني أدخل بالمواضيع مباشرة، مافيه أحلى من كذا ... بالمرة السابقة حاكيتك عن جزء كبير ومهم بحياة إلين . . أعتذر! جزء كبير ومهم بس ماهو الأهم. ما أدري كيف أوضح لك! بس عضلة لساني ماقدرت غير تهذر بالنص من اللي فات! ما أدري، بس اللي أعرفه إني ما عاد قدرت أكمل ... تكرهني؟ أدري بهالشيء، والود ودك ما عاد أنشاف بحياتك بس بقولك وبكل ثقة .. بتشوفني قدامك قد شعر راسك وأكثـر! وتراني واثق بكلامي.
عمومًا ، صبّحنا عليك قبل المسا، وحابب أقولك ودي أستفتح مساك بصوتي والموضوع المهم اللي يخص إلين، أعتذر! أسلوبي دفش شوي .. بس وش السواة؟
بتّصل عليك عالساعة 1 الظهر ، أتمنى ترد، لأن الموضوع يهمك أنت في المقـام الأول بما أنك بمقام أبوها .. مع السلامة )
تلك الرسـالة، وصلته في السـاعة الحاديةَ عشرة والنصف، والآن! أصبحت الساعة هي الواحدةُ إلا عشرًا أو أقل، هاهو يقرأها للمرة الخامسـةِ ربما أو أكثر! لا يُهم، قرأها عديدًا، وبتوجسٍ وربكة! ما الذي يخفيه ذلكَ الشـاب - الدميمُ خلقيًا -! هل بقيَ شيءٌ لم أعرفهُ وكما يقُول " الأهم "؟ وما المعنى من " بتشوفني قدامك قد شعر راسك "؟ هل ينقصهُ أيضًا أمـام هذا الكره المقيتِ له؟
عضَّ شفتهُ بحنقٍ وانسحبَ عن تلكَ الرسـالة، زفَر بتوترِ الدقائق الباقيـةِ قبل اتّصـاله، سيخرج من المنزل، سيُحادثهُ خارجًا! لا يدري لمَ! لكن التوجس الذي أصابه وحديثُ أدهم يخبره بأن الموضوعُ مُرهق، معقد، يتجاوزُ كل السابقِ وقد لا يمسك زمام أعصابه فيصرخَ شتمًا ولعنًا له!
تحرّك باتّجاه بابِ الغرفـةِ حتى يفتحهُ ويخرج، مُشتتٌ قليلًا بعدَ تلكَ الرسـالة، هل يتجاهلهُ ويغضُّ الطـرف عن مصيبةٍ قد تحل؟ هل يمضي جاهلًا؟ أفضلُ من صدمةٍ أخرى ستزيدُ من وجعه والثقلُ الذي على كتفيه؟ . . عقدَ حاجبيه، هو الذي لا يستطيعُ وضع عينيه في عيني إلين حتى الآن! لا يستطيع! يخاف أن تقرأ الحقيقةَ في عينيه وتنهـار، يخاف عليها من حقيقةٍ كهذه! فكيف إن حمِلَ مصيبةً أخرى واعترافًا آخر؟
عضَّ شفتهُ وأمضى بترددٍ قد يتراجعُ بعده! لكنَّ صوت هديل المنادي لاسمهِ من غرفة إلين التي تجاوزها ولم ينتبه لبابها المفتوح دفعهُ ليتراجعَ ويدخل، قطّب جبينه وهو يراها جالسةً فوقَ السرير تنفخُ فمها بقهر، بينما هديل تقف ويدها على ذقنها بينما ضحكةٌ تتراقصُ بين شفتيها لكنها تخنقها بصعوبة. لفظ باستنكـار : وش فيه؟
نظرت إليه هديل لتبتسم ابتسامةً كبيرة وتهتفَ بضحكة : أبد الله يسلمك بس نبيك تحكم بيننا بالعدل ، وهاه ترى ويلٌ لقاضي الأرض من قاضي السماء يا ويلك لو تظلم!
ابتسم بحيرة : طيب ، وش السالفة؟
هديل بمرح : أبد دخلت عليها وقريت سورة الناس بكل صوتي عندها وهي جتها سكتة مؤقتة من الصدمة
عبدالله : بسم الله عليها ، طيب وش السبب؟
هديل بضحكة : قراءتي لسورة الناس يعني اني ختمت القرآن وفزت عليها ، عاد شوف وضعية الصنم اللي أخذتها ، شوي وتبكي!
إلين بقهرٍ ترفعُ حاجبيها وتنفخ الهواءَ من فمها : الصنم ما يبكي
هديل تحرّك يدها في الهواء دونَ مبالاةٍ ونظراتها لم تتجه إليها بل معلقةٌ بوالدها : ما علينا .. المهم يا طويل العمر ، بعد ما شفتها تحنّطت قدامي من حرَّ الهزيمة ضحكت عليها وقلتلها أمزح ما بعد خلصت توني في الجزء 26 هاه هاه هاه! المهم اني قلتلها كذا وبدل ما تروح حالة التحنيط ذي توسّعت عيونها ونقزت لي تقول ضفدع وهي تنقنق كذابة ما قريتي! كذابة قاعدة تقرين بسرعة ، طبعًا نسلك لعقلها المضروب انه ما حدد قريت أو ما قريت! . . عمومًا احكم بالعدل أيها القاضي ترضى انها تقذف صِدق مُحصن بالكذب؟
رفعَ عبدالله حاجبيه بصمت، في حين ابتسمت هديل ببراءة وصدّت إلين تنظُر لخاتمٍ في اصبعها وتزفُر بحنق. هديل بابتسامة : هاه يا طويل العمر وش تقول؟
عبدالله يتحرّك خطواتٍ قصيرةً للخلفِ ليخرج في النهاية تحت أنطار هديل المذهولة من تجاهله وهو يهتف بحدةٍ تصل إليهم : الحين هذي سالفتكم اللي موقفيني عشانها؟ والله من كثر الفضاوة أقول روحي بس قابلي دروسك وافلحي بدل المناقر والكذب
اتّسعت عيناها وفغرت فمها في حين انفجَرت إلين ضاحكـة وصوتها ينبعثُ إليها بكلماتٍ مستفزة ساخرة لهديل التي نفخت فمها واتّجهت إليها لتنتشل وسادةً وتضربها بها، وكانت تلكَ الضحكـة الصاخبـة تصله! على بعد خطوات، تصله جيدًا، وتُصيب قلبهُ بانقباضاتٍ مستوجعة.


بعد دقائق.
توقّفت السيـارة على بُعدٍ يهربُ فيه من ذبذباتِ ضحكتها ذات الموجات الصوتية العاليـة! كانت الساعةُ حينها تشير للواحدةِ وخمسِ دقائق، لم يأتِ اتصال أدهم حتى الآن، حتى المواعيد لا يفقهُ الوفـاء بها!
زفَر بضيق، يتمنى لو يجدُ خصلةً واحدةً حسنَة تخصّه! وإن وجد! هل ستكون تلك الخصلة شفيعةً لخصاله السيئة والتي اندرجت منها قذارته حدَّ أنه خدعَ إلين ليستدرجها إليه؟ أي قبحٍ يحمله؟ وأي قلبٍ فاسدٍ يضخُّ دمهُ ذاك؟ دمهُ الذي يحملُ المعصيـة ولا يحملُ غفرانها!
سلاسُلُ تفكيرٍ لا تنقـطعُ بفعلِ الزمنِ أو ذاتِه، يتعمّقُ في محيطِ تلكَ الطفـلةِ التي قسَى عليها الزمنُ بما يكفي! ويخشى أن تسقط فجأةً وهي حتى الآن لم ترتفع كما يجب! لا زالتْ جافة، لم تلِن بعد، وريحٌ أخرى ستكسرها يا الله! ستكسرها.
قُطعَت تلكَ السلسلةُ برنينِ هاتفه، بلل شفاههُ قبل أن يرفعهُ وينظر لرقـمِ أدهم مطولًا ، مطولًا حتى بعد أن ردَّ عليه وبقيَ معلّقـًا بـ " ألو! ".
من الجهـةِ الأخرى . . كان قد عقَدَ حاجبيْه استنكارًا لعدمِ ردّهِ بالرغم من كونِ أنفاسهِ العنيفة تصلهُ جيدًا، شدَّ على الهاتفِ وهمسَ بحيرةٍ متوترة : ألو! موجود عالخط والا شلون؟
سمعَ تنهيدةً عميقةً خرجَت من أعمقِ منطقةٍ في بركـان مشاعرِه، تنهيدةً كانت حارة! حارقة . . قبل أن يهمسَ بصوتٍ جامدٍ يحملُ في طيّاتِه الحقد الكثير له : موجود . . وش عندك؟
أدهم يبتسم ابتسامةً أبعدَ ما تكون عن مكنونيتها : ليش منفّس طيب؟ عمري ما حاكيتك وكنت رايق!
عبدالله بسخرية : وعمري ما حاكيتك وحسيت إني أحكي مع إنسان مؤدب!
أدهم ببرود : افا! أنا قليل أدب؟
عبدالله بعنف : معدوم أدب إذا بنكون صريحين
ابتسم أدهم بسخريةٍ ومكيّفُ سيارته يشعر أنّ هواءهُ يختلطُ بحرارةِ الأجـواءِ ولا يُسعفه ليبرّد جسده المُشتعِل. لفظَ بخفُوت : واضح إني مرة طايح من عينك، ما فيه مجال نرتفع؟
عبدالله : ياليت! بس ما ظني فيه ، أنت اختزلت كل السلبيات فيك
أدهم بابتسامةٍ تلتوي سخريةً على نفسه : كل إنسان فيه السلبيات والإيجابيات
عبدالله : وأنا عمري ما سمعت عن مخلوق ما يملك إيجابية وحدة! وهالشيء وللعجَب كان فيك !
عضَّ شفته يكتمُ ضحكةً ساخرةً متأسيةً على تلكَ النظرةِ الفادحـة تجاهه، وبخفوتٍ يلملمُ خلفها خيبة : ما يغفر لي كوني علّمتك بالماضي؟
عبدالله : هذا بعيد عن كونه خطوة إيجابية منك ، هذا واجب فقط وأديته مُرغم! أعتقد لو بيدك كنت كمّلت على كذبتك لين ما تنهيها! يا الله وش كثر أنت إنسان ما تنوصف سيئاته.
أدهم : تكرهني؟
عبدالله بسخرية : بعيد الموضوع عن الكره ، مين أنت أصلًا عشان أكرهك؟ أنت نكرة مالك مكان !
أدهم دُون تردد : طيب لو بغيت أتقرّب من حضرتكم ونقتل هالكره بأني أتقدم لإلين وأسعدها؟
وقعَ طلبهُ كالصاعقة التي أصابت جسده وأحرقته، كموجٍ عاتِي تغلّب على مقاومتِه وأغرقـه .. اتّسعت عيناه بصدمةٍ ونفُور، وعقلهُ يُحاول تقليب ما قالَ على صفيحةِ الإستيعاب، يُريد أن يتزوجها؟ هل هذا ما قصدهُ بـ " أتقدم "؟ أم أن عقله استمعَ خطأً لحديثٍ لم يُقال، لحديثٍ يُدرك أنه سيُصيبه بجنونٍ قد يقتله.
بينما هتفَ أدهم بنبرةٍ قويّةٍ في حينِ غابَ صوتُ عبدالله لثوانٍ طالت : أيه أبيها ، إذا كنت طايح من عينك عشاني كنت أستدرجها مثل ما تظن فأنا ودي أعدل هالصورة بزواجي منها.
ارتعشَت شفاهُ عبدالله وعينيه تحمرّان بغضبٍ من وقاحـة هذا الطلب الذي لا يجدُ لهُ قاموسًا أو مكانًا منطقي! أويتجرّأ؟ يطلبها منه؟ يطلبها بكلِّ وقاحـةٍ وكأنّه لم يقُم بشيء؟ لم ينوي تجاهها بنيةٍ سيئة؟ وكأنّه يمتلك صفاتًا حميدة تسمحُ لهُ بالزواجِ أصلًا!!
عضَّ شفتهُ بغضبٍ واشتدّت كفهُ على الهاتفِ بينما دوى صوتهُ بغضبٍ عارمٍ هاجَم أذنهُ ليسبيها خلفَ غضبانِ الضجيج : يا وقح!! تخسي وتعقب تطلبها مني بكل بساطة يا كلب!!!
أدهم بنبرةٍ ساخرة : عاد ما أدري إذا يصير نقولك أنت هالكلمة بس ترى بصير نسيبكم عن قريب يعني ما ينفع تشتمني كذا! هذا إذا كان الرضـاع يعطي مجال واسع لك.
عبدالله بحنق : والله لو تبطي ما تاخذها يا وقح! أنا أهبل أسلمها لك؟
أدهم باستفزازٍ بعد كلماتِ عبدالله : لا تحلف ترى بتكفر
عبدالله وبدأت يدهُ ترتعشُ إثر انفعالـه، يتمنى لو أنه أمامـه ليسحقْ عنقهُ بقبضتيه، تحرّك جسدهُ باضطرابٍ فوقَ المقعدِ وامتدّت يدهُ دونَ شعورٍ للتكيفِ حتى يضاعفهُ أكثر والحرُّ يهاجـمُ جسدهُ بضراوة، صوتُ صراخ طفلةٍ في الشـارع، ومزاميرُ تعوي، صوتُ مواءِ قطّةٍ وكل الأصـواتِ تتداخل ولا يستوعبُ منها سوى صوتِ أدهم وطلبهِ وحديثهِ المجنون! المستفزّ لرغبـة القتلِ فيه.
قبضَ يدهُ المرتعشَة وانبثقَ صوتُه من عمقِ الغضبِ وهو يهتفُ بجنون ؛ أنت تظن كونها مكفُولة أو لقيطة على الوجه الصحيح قدام الناس بيوقف نصيبها؟ تظن مالها ناس تحكي فيها؟ مالها ناس يمدحون أخلاقها ؟ تظن إن نصيبها واقف لدرجة إني أفقد الأمـل أو هي تفقده ونوافق على واحد مثلك!!!
أدهم بابتسامةٍ مجنونة : صدّقني ما تصير لغيري وأحلف لك بالثلاث بعد.
جنّ جنونهُ لثقته المتضمنة في كلماتـه ولقسَمِه، لذا صرخَ بعنفٍ حانق : بالغ في الحلوف بس نذرًا عليْ ما تمس منها شعره!
ارتعشَت شفاهُ أدهم وانتفضَت يدهُ انفعالًا وقلبهُ ينبضُ بسرعةٍ مجنونة! بسرعةٍ تسابقُ أفكـارهُ وكلماته، تسابقُ الزمن وتخترقهُ بمشـاعرَ تنتفض! تحترقُ كجمرةٍ لو وضعَت في بحرٍ لأشعلتهُ وأحالتـهُ بخارًا! لا نـارَ كنـارها، تحرقُ كل شيء! حتى عظامي وأضلعي تتآكلُ بنارها، تتآكل - بلذاذةٍ - مهما آلمتهُ إلا أنهُ يدمنها. ابتسمَ ابتسامـةً واسعة، أيُطلقُ نذرًا لن يفي بِه مهما تفانى في ذلك؟ لا يُدرك شيئًا! لا يدرك شيئًا ويقُول بأنها ستكُون لسواه؟ فليحـاول، فليحـاول ذلك ليجدَ أنيابهُ تخترقُ كلَّ من قد يفكّر بأخذها مني.
أدهم بثقة، بكلماتٍ حادةٍ تشقُّ السكُونَ بنصلها، بكلماتٍ تشوّهُ الضجيجَ من حولهُ وصوتَ الفحيحِ الذي عانقَ الأجـواء الدافئة خارجًا، الهواءُ ساكنٌ على نافذتِه، يترسّبُ ويشتعلُ بهذهِ الحرارة، اجتمعَت حرارةُ الأجواءِ وجمرةٌ في صدره بمشاركةِ كلماته، وأحـالت كل هواءٍ إلى زمهرير! : تنذر؟ صدقني بتكفر على نذرك المتهور ... تنذر؟ وأنت أساسًا ما تدري إني زوجها وباخذها رضيت والا انرضيت؟!!

.

.

.

انــتــهــى

عساه بس كان ممتع لعيونكم الحلوة :$$ نقُول لهالنقطـة وورى وبالبارت الجاي ويمكن لخمس بعد بتكون الأحداث مُستثارة كما لم تُستثَر من قبل :D

وحاليًا أطلب منكم الإذن بالتأخر شوي بالبارت الجـاي، عندي امتحان يوم الأحد والله الشاهد ما قد ذاكرت منه شيء وهو يبيله أقل شيء أسبوع للمذاكرة :( عشان كذا بضغط نفسي شوي خصوصًا إن هالمادة جبت العيد فيها بالإمتحان الأول ولازم أعوض الحين
موعدنا إن شاء الله بيكون يوم الخميس ، وأتمنى منكم العذر والسموحة جعل ربي يسعدكم ويوفق الممتحنين منكم :""""


ودمتم بخير / كَيــدْ !

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 18-11-15, 01:42 AM   المشاركة رقم: 574
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

الله يوفقك ياكيد في اختباراتك معذورة حبيبتي خذي راحتك .

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة  
قديم 18-11-15, 08:16 AM   المشاركة رقم: 575
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

معذورة وربي يوفقك وتجيبي علامة ممتازة فيها




بارت دسسسم فعلا ...


حزنت لديما وخيبتها


وضحكت مع اسيل ومشاغبة زوجها



و وقف قلبي مع اعتراف ادهم ...


واو بصراحة مشمتخيلة اشلون اتزوجها !!! بس من كللل قلللبي بتمنى يتم زواجهم وانه يقدر يعوضها ويسعدها .



رائعة هنودتي ومتشوقة كتير للجاي لك ودي


○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

 
 

 

عرض البوم صور bluemay  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 07:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية