لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-15, 09:53 PM   المشاركة رقم: 246
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بسمك يا حبيبي يا الله

احبة الحلم
الصلاة و العبادات ثم فناء الدنيا
فلا تجعلوها اول همكم ، لُطفاً

وانا ، سأظل انتظركم هُنا






ذال









كان التوتر قد ضيق عليها الخناق حتى تزلزلت عِظامها حد التفكك ، رفعت حقيبتها بعجلٍ دؤوب ، و تحت انظاره المُستغربة سرّعت خُطاها الهاربة

قد تجتمع كُل المكائد ضِدها حين لؤمٍ ، اذ تعمل جاهدة لإفتضاح امرها ، فهاهو كعبها الحقير يُباغتها بميلان غير مُفاجئ ، اذ كونها معتادة على مثل تلك المواقف كان امرا ينقذها في كثير من الاحيان

الا الآن ، فـ تشنج اطرافها لم يوليها التوازن ، و ها هي دون سيطرة توشك على الهبوط قاعاً امام انظار العراق ، الشامت !

ذاك الذي تعجل في خطوتيه كي يُجنبها الوقوع عكس ما تظن به ، و دون أن يدري عمل على غرس قبضته في جرحها الندي : آآآآي إيديييي

صرخة هزت طبلة أذنه القريبة حد التمزق ، إرتياعٌ حقيقي صاحب ابتعاده عنها يراقب انهيارها ارضا فيكون ارتطامها في القاع ذو الاثر الثاني في نفسه ، رعشة اصابت تماسكه و هو يقف هكذا دون حول او قوة او حتى فهمٍ لما ألّم بها !

: ايدييي ايديي تمووتني ، اييي

ليرافق القول المُشتعل وجعاً رفعها لساعد يمناها اقصى اعالي قد تصلها من محلها ، شق روحه القلق ، و القهر لدى رؤياها تتوجع كما لم يرى أحدهم يفعل
دون ان يُدرك نظراته صبت على يمينه جام حقدها .. و من ثم إنحنى بصعوبة بالغة ، حابسا بين تجاويف صدره آهة توجع فخذه بسبب حافة القدم الاصطناعية

رتابة حركته جعلت انفعالها يُضاعف و هذه المرة تُرخي ساعدها الراجف لتحاول زرقه بالسكون بتربيتة كفها الايسر على اناملها الراجفة
حالمّا شاركها المجلس الارضي ، راميا جُل ثُقله على رُكبته اليمين ، مد يديه نحوها بتهادي ، إحداهما لامست المرفق و الاخرى الانامل ، مُحاكياً إياها بشدة عهدته منها : شبيهاا ايدج فهميني شبيهاا ؟؟

مُطرقة برأسها ، تشعر بنار تلتهم ساعدها ألماً ، حتى حين الجرح اولا لم يزورها الوجع هكذا ، تكاد روحها تقتلع الحُنجرة و الفم !

: فُرات ، راويني " اريني " ايدج شبيها

لمّا قابلته بالتصدي ، عمل جاهداً في فك طلاسمٍ كادت تودي بمصرع هدوءه ، لتُباغتها يداه في سحب طرف سترتها من على الكتف الايمن ، و لإنهيارها الجسدي لم تجد لـ مُقاومته حيلّة
زندٌ من عاج .. قد يُلقي بعقل اعتى الرجال جحيما ، لكنّه لم يره ، صدقاً لم يُبصره و كُل مابه يريد الوصول للساعد المخفي
ببطئ حلّت عليه لعنة الإهتمام زم شفتيه يسحب ذراع السترة و بصره يُكنز مواساته دون ان يجود عليها بـ حرف
حتى ظهر له ما ظهر !

شقٌ بدايته مفصل المرفق ، لينتهي قريبا من الرُسغ .. عدد مرعب من الغرز تستلقي على طوله ، تجمع شقيه بـ عُسر جعل رؤيته بحد ذاتها تستحق التأوه
بروز قطرات الدم من بعض اجزاءه أخبره سوءة فعله الاخير ، بل أفعاله الظالمة بمجملها !
دون وعي ترك لها مُهمة امساك ذراعها ، و نشيج روحه غزا حُنجرته ليخرج صوته شبه ميت : هاي شنو

لم تُجب ، فقط تأوه يتلوه أخر ، و رفرفة إلتياع الوجع جعلته يعاني هو الاخر حتى حُرمت رئتيه انفاسه
شعر بتوهج عينيه حتى قاربها الانفجار ، ليعود فيحادثها و يده تستند على كتفها المنحني : زين ليش فاتحتها !
وين الشاش ؟؟ ليش مـ لافتها فرات ؟

: الشاش صار قديم
فتحته دابدله و مـ قدرت اسيطر بأيدي اليسرة فـ عفته " تركته "

غصت انفاسه و الروح
رُكلت معدته مراراً بقدم الضمير الهائج ، تلوى على نفسه ذنباً غير مُغتفرٍ ، ليضغط على كتفها جُل قوته ، مائلا بوجهه نحو رأسها المُطرق ، فيهمس اخيرا بنبرة قطع الإثم اوشاجها ، مواسياً نفسه و هي : أسف

المُقل كانت قد إغرورقت حُزنا فـ توجعا توسلها هبوط الدمع حالا ، لكن لم تشأ أن تُذهَب كبرياءها بفعل الالم الناخر لصلادة عودها ، فـ بسُلت بمعركتها خير بسالة

: فُرات قومي

تزامن القول الآمر بالفعل المُشابه ، و هو يستقيم بـ بعض صعوبة ، مستندا بإحدى يديه على المقعد القريب .. لمّا تماثل للوقوف ، مال نحوها بـ هدوء و يمناه تولت مهمة جر زندها الايسر لتُشاركه الاستقامة

ببالغ من الآسى نعّت قوتها الراحلة ، آهات إحتلت بجبروتها الارض من حولهما و الاثير .. لسوء حظ خُبثها ، ادركتها مصاعبه حين اعانتها ، حيث ميلان جسده بان لها عرياناً بـ اعاقته
لذا كان لزاماً على إنسانيتها التوشح صبراً و عدم رمي كامل ثقلها على بدنه المُتعب .. لا تدري أي قوة مكنّتها من التوازن على كعبي الحذاء بعد الإلتواء الاخير

لكنها قاومت حتى اخر رمق ، و من بعد رحمة الهية وجدت السبيل للوقوف المُتهالك ، احد ذراعي سترتها قد خُلع كاشفاً عن صفحة العاج المتلونة أحمراً ، كفان ترتجفان وجعاً جعل جداول الاوردة تنتفخ دماً يوشك على الفيضان .. أما الوجه فـ كان لوحة حية تُحاكي الأصم فيسمع تأوهاتها بالمُقل

: قعدي هنا

قالها العراق دافعا بها بـ ضئيل قوةٍ حتى تجعل من المقعد مسكناً لها ، قابلها الجلوس على الطاولة ليسهل على نفسه مُهمة الوصول لـ ماهو عصي ، كـ هي
إبتلاع الريق صار مألوفا لديه حينها و هو يُكرس كُل ذهنه لحل المأساة الراسخة امامه

عيناه جالتا في اطراف المكتب بـ لا تأن ، فهو اكيد من غياب اي غرض يساعد في إسعافها في اطرافه ، فقط بضعة وريقات من المناديل سحبها و من ثم جر ساعدها ببالغ اللطف و احداقه تُراقب الوجه الباهت قبالته ، و كأن الروح توشك على الانسلاخ منه .. إغماضها لعينيها يسّر عليه مُهمته ، فلم يكن حينها من المعقول الغرق في الفُرات الهائج تألما

بسط ساعدها بتهادي جاعلا من فخذيه مخدعا له ، ليمسح بـ المناديل قطرات الدم النائمة على طرفي الجرح المتوحش ، و مسحة من الغضب الداكن غطّت على بصره بغشاوة لم تجعل من وظيفة فض الدماء عسيرة

بصره المُصوب على الساعد راح يُباغته التركيز على ملامح الوجه المُنكمشة توجعاً ، فيشاركه القلب بعضاً منه ، فيجد تجاعيد الالم تتنامى حين ضغطه على بعض المناطق المُنتفخة ، المُشتعلة حرارة
تضاعف التأثر على سطح الروامق ، و محاولات جعل تحركاته لا محسوسة تكاثفت علّها لا تُصيب اعصابها الحسية بأوجاع كُثر ، كتم توبيخه لإهمالها العنيف قسرا في الحلق المتشنج ، راضياً ان يكون صامتاً على ان يكون مُنعدم الشعور ، فمهما يكن ما يفيض بدواخله لحظتها لن يُداني ما تحس به هي

بادر بتنفيذ فكرة سريعة زارت ذهنه المُنشغل بها دون الغير ، ليرفع يمناه نحو الوشاح المُلتف حول عُنقها المُتخفي ، قاصداً إستخدامه في تضميد الجرح مؤقتا ، و ما إن وضع انامله عليه حتى رشقته من الصواعق أفخمها و رسغه يُعصر بفعل شمال فُراتٍ أغرق الدمع مآقيه

: لأأأأأ ، شدتسووي ؟! وخررر

إستنكارها المصدوم ، الهلع و إتساع العينين المُفاجئ جعلا من حاجبيه حبيبين حين التلاقِ ، يعانق احدهما الاخر
بادلها البصر مُنحسر التفكير بـ غيمة الرفض الهاطل غيثها على سفوح الملامح الحادة ، المُنتفخة غضباً ، ببطئ علق و لا زال جُل الإهتمام ينصب على شُطآنها

: شداسوي يعني
اريد الفه بفد شي لحدما نروح مستشفى ينظفوه ، يشووفوله جارة " حل " لإن ملتهب و اذا بقى هيجي تتدمرين

لتكون قوة اليد السليمة بقدر ما لها و لأختها المُصابة ، فتجر يده بـ عنف محسوس و نبرتها تتفوق بالقهر الراجف : عووفني ما اريد شي

بـ تباطئ إندفع صدره خلفاً ، مُكتفيا بمراقبة تفاصيل الإرتجاف على الكائن القرمزي الحانق ، يمناه حطت جنبه ، بينما اليُسرى الحاملة ساعدها فدُفعت بفعل الفرات الرافض ايادِ المُساعدة

عكف محله يتابع تجاعيد الالم على ملامحها و تهوله مُقاومتها للوجع بـ شدة الاربعين رجلا ، لتقف امامه اخيرا ، بـ كامل هيمنتها الانثوية ، تباغته بالقول الصرف : ماكو داعي تشغل حضرتك بية ، اني ادبر اموري

فقط حاجباه ما ارتفعا تعجباً ، و الاحداق لم تفارق زوايا الوجه المُرهق رغم جبروت صاحبته ، خطوتين جانبيتين ابتعدت بهما عن مجاله القريب " جدا " ، و من خلفهما انحناء بسيط نحو الارض جعل من الحقيبة في قبضة اليد السليمة مجدداً ، و بها ذاتها حاولت سحب طرف السترة تغطي بها زندها في مُحاولة فاشلة للتستر
بينما يُمناها فبُسطت بعيدا لئلا يلوكها وجعا اخر عقب اصطدام مُحتم مع السترة

حوقلة خشنة النبرة ثم استقامة عراقية رحبة ، جعلت من شاطئي الفرات ينكمشان دون شعور ، ليلغي مسافة خلقتها بحركة بسيطة ، و يختار ان يرتاد حجرة القيادة كما عادته

بصمت ناضج ، تقدمت يداه بمساعدة غير مرجوة من قبلها ، هي الرافضة لكل شئ ، بادرت بالعناد الاعمى لحظتها ليقابلها بأخر مُبصر ، ناطقٌ بالحق

: مو وكت عناد ، متقدرين تلبسيها وحدج

فإستسلمت لحظتها ، و اتم هو المهمة بكامل الاهتمام و العطف !
نعم ، بالعطف .. فهذه الحمراء تقبض حريتها بأصفاد الكبرياء حتى تعفنت روحها الحية بين طيات الإنغلاق كرامةً

: امشي نروح مستشـ ـ

قالها ، فـ كررت اعتراضاتها بـ نفور بان له سخيفاً حد الا حد و هي تنأى بجسدها خطوات تقيها هيمنة قربه

: قتلك ماكو داعي

تعروج خطوط الحياة على الملامح ادركه ، فأخبره مدى مُقاومتها للتوجع ، و حينها استدار عجلاً حيث مكتبه ، لترفع يمينه مُقتنياته الشخصية بإهمال من على السطح الانيق
و من بعدها تحركت به الخطوات حيث هي ، فـ ما قبلها ، ناطقاً بـ تمالك غضب : الي ماكو اله داعي هوة هاي التصرفات ، اتوقع اي احد مكاني مراح يعوفج ورة الي شافه !

: بس اني ممحتاجة اي احد ، قتلك اعرف ادبر اموري

التفت حدوها ممتعض الوجه ، مُكشرا عن انياب قهره ، فدُلقت من فمه الاحرف تباعاً : كلش تعرفين لدرجة ايدج متورمة و حارة ، الظاهر بداية التهاب و انتي ولا يمج ! شنو حتى علاج ما اخذتي ؟
لتقوليلي هم متقدرين تضربين نفسج ابر " حقن " فعفتيهم ؟ بإعتبار حتموتين اذا طلبتي مساعدة من احد

: رجاءاً لتحجي بشي متعرفه ، اصلا

غيظها السافر لم يفتر من حرارة عزيمته ، و ها هو يتقدمها قائلا بنبرة تخللتها بعض سُخرية : تفضلي يللا

لتجرب ان تستوقفه بعجل : و الشغل ؟

فتفشل ، اذ اكمل الدرب حتى اقصاه ، حيث الباب ، فشرعه و قوله يزداد صلابة : مراح يطير ، يللا فُرات

لحظتها سكنها التعقل ، فراحت تُذكره بما سلا عنه : و العالم الي برة ؟

ما كان منه حينها سوى رميها بجزمٍ لا يتردد : ليش شمسوين احنه !

بترتيلة خافتة ، سمعت صوت كعبيها يقودانها حيث هو ، تنافي الملامح المُدرعة رفضاً ما يرعد و يزبد في جوفها من صولات ضُعف !
لم يزل هذا الإنسان مُحيراً بسماته اجمع ، فتارة تجده العطوف ، و اختها يقابلها بـ وجه كئيب ، و غيرها يشتعل فتيله لمُجرد لُقياها

سبقته الخروج و ساعدها يُحتضن بالشمال بغية هدهدة الوجع الناخر لهيكل صمودها القاس
تشعر به في دبرها يتقدم ، ليمتنع عن اتباعها لحظات فيتناهى لأسماعها صوته الراكز المتحدث مع سكرتير مكتبه ، و ذلك الاخر ، الأصلع الوقح !

ذاك الذي شعرت بنظراته المغوية حال ولوجها من الباب ، كم ودّت حينئذ لو كانت بكامل توازنها ، لأشبعت رجولته ركلات يستحقها اصحاب العقول التافهة ، كـ هو

في دربها واصلت المسير ، دون ان تنتظر من من المُفترض ان يرافقها الخروج ، داعية في كبد الغيب ألا تلتقي بـ حسين او اخته ، فليس بها جلد للُقيا تُعكر الأنفاس اكثر ، و لحُسن حظها أُستجيب ما دعت به الرحمن ، و ها هي تلج من بوابة البناية كـ عصفور فر من قفصه ، فراحت انفاسها تُنقى شيئا فأخر ، مُستردة حُريتها المسلوبة من قبل ابي حسين و اولاده ، و حقدٍ قديم ، لا تمحوه السنون بل تُعتقه

دون ان يستدركها الانتظار ، تحركت مترجلة من على الرصيف ، تنتظر مرور سيارة أجرة تقلها لأبعد مكان عن هُنا ، تطرق برأسها وهلة نحو الساعد الصارخ تألماً ، تواسيه بالأحداق ان إصطبر معي على آذاك ، عليك أن تفعل
أولم تعتد بعد على رفقتي المشؤومة ؟ ألا تعتقد بأن إصابتك لا شئ مقارنة بكل ما يهاجمني ؟!

تنهيدة طال عُمرها حتى تخطت السبع عقود في ازمان الارواح المُنهكة ، و في اعقابها رفعت رأسها على حين غرة لما تغشاها ظل خفيف من على جنبها ، وقاها صفعات الشمس المُحتدة

: سيارتج شلون إنضربت ؟

إلتفاتة أفحمت بها العناد ، ودّت حقاً ألا تُجيب لكن الموقف اضطرها لجر الحديث من حلقها كـ عجل حين ذبح : بيوم الي تعورت ايدي ، مقدرت اسوق عدل

استدارة سريعة كانت من نصيبها ، و نظرة بأس عاتبتها بـ لا تفهم ، ثم رجع اهتمامه على اعقابه ، فاراً من مقلتيها المُتحديتين

انعقد حاجباها تماثلا مع الفكر و هي تبصره يتخذ لنفسه حجرة الربان في مركبها الموحش ، يمد يمناه مشيرا لأحدى السيارات ، حتى توقف سائقها امامهما ، ليلتفت عندها قائلا بـ هدوء : يللا يابة

" يابة "
توسعت احداقها إنفعالا لحظياً ، فـ تلك الـ " يابة " إخترقت صدرها و راوغت الاظلع لتستقر في بطين الفؤاد الملكوم ، كم أحزنها بهذا اللفظ .. لو يعلم حقاً ما نطق به و إن كانت قاتلة أبيه

بـ وهن عظال إستحل اطرافها اشاحت عن الحياة البصر ، و تحركت بـ بطئ حتى استقرت في المقعد الخلفي للمركبة ، بعد اذ فتح لها العراق الباب القصير ، و اغلقه من خلفها

" مستشفى الشيخ زايد "

هذا ما رد به على السائق السائل اياه عن وجهته ، اذ كانت هي الاقرب لمقر عملهما ، و ها هي الدقائق لا تتعدى العشر لتقذفهم سيارة الاجرة خارجها حين بلوغ غايتهما

ببطئ مُرهق راحت تتبع خُطاه حيناً ، و تسبقه اخر في ردهة الطوارئ المُزدحمة بكل انواع الاصابات ، و الحالات
لم تكن بحالٍ يُمكنها من الإنتباه لتفاصيل تعاملاته مع الاخرين ، و لا معها هي الاخرى ، فقط استغراب طفيف جادت به عليه لمّا رفع عنها حقيبتها

بعد توجيهات احد المُمرضين صارت حبيسة مساحة ضئيلة تخط حدودها الستائر البيضاء ، مُطالبا اياها بكشف ساعدها اذ لحسن حظها الطبيب الاختصاص متواجد في الردهة على غير العادة
في مُنتصف حيرتها ، و صعوبة تحليها بالقدرة اللازمة على التصرف ، ظهر من خلف الفاصل القماشي الكائن المُغتر بهدوءه ، و لكن بهيئة لا تُشابه ما جاء بها معها
اذ خلع سترته الانيقة مُكتفيا بالقميص الازرق ، ذاك الذي قلّص من سني عمره .. نفورها بان على الملامح و هي تراقب تخليه عن حقيبتها لتكون ارضا ، مُكتفياً بتسليط الاهتمام بها هي
اذ سرعان ما تحدث و نبرته يشوبها من الحشرجة الكثير : تقدرين تنزعين سترتج و تلبسين هاي ؟

بصعوبة تسلق الالف حجر ، قاومت رفرفة بُلبل صغير في صدرها المُثخن بالتهدم .. لتغالي في مُهاجمته انتفاضاً على ذلك الصغير : ممكن تطلع ؟ قتلك ما احتاج منك شي ، جبتني هنا هذا كافي و شُكرا

ليماثلها بالفعل العنيد ، اذ تقدم اكثر حتى صار بالامكان السيطرة على تفاصيلها ، و دون ان تُدرك نيته باغتها في محاولة خلعه لسترتها ، فتكون له بالمرصاد ، صائحة بـ قهر : شدتسوووي

: احاول القي حل للبسج !
اذا عادي عندج يجوون و ينزعوج همة و يشوفون ايدج كلها ، يمي موو عاادي

غصة قلب ، فإختناق
رهبة سكنت جوفها المُختضة اجزاءه و كأن بغول كبير رفعها حتى شاهقات الجبال ، ليتركها تتدحرج اسفلاً
اغمضت عينيها مُستسلمة لما يفعله ، لا تود ان تبصر مكامن ضعف عتيق رافقها منذ لُقياها لهذا الرجل الغريب ، اذ لا تدري لم لا يزال يُشعرها بأن هُنالك قبس خفيف في اخر نفق ايامها الحالكة العتمة

ادركها جيدا لُطف يديه في مُعاملة جرحها حتى بات الشعور بالألم مُنحسراً على القلب الغارق في بحر كآبته العميق ، لمّا نجح في إنتزاع ذراعيها من السترة الضيقة رفت اهدابها بـ فطرة حوائية تتسم بالحياء
اذ ان القميص الداخلي مُعدم الاكمام قد عرّى ذراعيها ، فصارت قبضتيها محل تفجير الإنفعال المُحرج

" شدتسوي ؟ "

همسة مُتسائلة نطقت بها في عز الهرب من واقع وجودها المُنفرد معه ، لم تشأ أن تفتح عينها فتبصر ما هو بفاعلٍ بها ، أو هكذا ما نوّت حتى صعقهّا الشعور المُفاجئ في الغرق نعم غرق جعل من احداقها تتسع بحثا عن مُنجي ، و كأن بموجة ضخمة أتت أُكل روحها و الجسد ، و ها هي تؤسر دون ارادة تحت جناحي العراق ، بل سترته !

بفزع حقيقي تحركت عيناها تتابع حركته البطيئة في حشر ذراعيها بداخل اكمام سترته ، و اخيرا يرفع كم الساعد الايمن حتى المرفق حيث مبتدى الجرح

ظلّت المقل الراجفة تراقب افعاله بـ بله استحل ذهنها المنكمش على حقده .. لم يولي احداقها البصر ولو لِحاظاً ، بل اتم مهمته بإهتمام أخرس يحمل من الرسمية أغلبها
حينها ادركت إستبداله لسترتها بخاصته ، إذ ان الاولى كانت بأكمام ضيقة لا يُمكن ان ترفع لإظهار الإصابة ، بل كان يُلزم ان تُخلع كما توجب عليه ان يفعل في المكتب

دون ان يقطع الصمت المهول حولهما ، إبتعد حاملا سترتها ، ليدفع احدى الستائر كاشفاً عن البهو المُضطج بإناسٍ لم تشعر بوجودهم من حولهما لدقائقٍ مضت !
بدى و كأنها سُلخت من عالمهم ، و صار هو رفيقها في دُنى الخيال الباهت الذي عايشته .. إبتلعت ريقاً خدش بلعومها المُحتقن اعتراضاً ابكم ، و من بعد الصمت ذاك سلبت منها راحتها بتواجد الطبيب الشاب و الممرضة المُساعدة قُربه ، فيستسفر منها الاول عن ميعاد الجرح و مُسبباته

تثبيت " كانيولا " في قلب وريد ظاهر الكف ، زرق ابرة مُسكنة للألام ، و دون انتظار لـ نتيجة اسراع في فض مهمة التخلص من مُصابة مُتذبذبة الحركة كـ هي
قضت دقائق التداوي بـ جفنين انغلقا على بعضهما هرباً من مرآى لا توده العين المُشفقة على الذات ، تلك المُطاردة بجراحٍ لا حصر لها

لما انتهى الامر ، و عقب الإصطبار على اوجاع العبث بـ شق ندي بللته الدمى ، حان وقت المُغادرة برفقة العراق ، ذاك الذي لم يظهر في الصورة حتى انقضت العملية السالفة

يحمل حقيبتها و السترة بإهمال ، ينتظرها ان تختصر التباطئ ، و الارهاق .. لتبتغي فض حملها من على كتفيه بقول رغم إنهاكه بدى عنيداً ، حانق الاحرف : خلص دكتور بعد ميحتاج وجودك ، تفضل ارجع لشغلك و اني ارجع للبيت

أصابت روحها القتالية ذهنه بـ سهم غريب ، و كأنه لم يقابل إحداهن من قبل ، بل بالاحرى قد فعل ، و لكن لا نون نسوة إتسمت بنقائض الدنيا كلها في شخصها المُنفرد
لم يهتم بمحاورة لا جدوى منها ، فقط اشار اليها بالكف الحاملة للسترة من منتصفها و كأنها تشطرها بالعصر ، أن تحركي ، فلا سبيل لديك لمُجادلتي

لم تكن حينها بوعيٍ تام هذا ما ادركها و هي تتبع إشارته ، مُتناسية عداوة أنشأتها بنفسها مع هذا الرجل

كان قريبا لا يتخلف عنها إلا بخطوة ، لمّا إستوقفته نبرة بدت مألوفة لدى سماعها من اللحظة الاولى

: ابو محمد ؟

عصرة خافق ضمآن لـ كُنية حرم نفسه من التمتع بلفظها بعد ما حدث .. زفرة خفيفة ثم التفات بسيط حيث جهة الصوت الأنثوي

شابة بمنتصف العشرينات ، حسنة الطلّة ، و لبقة الحديث ، بلباس طبي يشير لإنتماءها لتلك المشفى بادرته بتحية " اكثر من طيبة " : شلوونك اخبارك ؟ خالة و البنات شلونهم ؟

فيقابلها هو بتصرف وجدته " ذات الذوق " مُخجلا لشدة صقيعه ، إذ اكتفى بهزة رأس خفيفة و حمدٌ هامس النبرة

الا ان كومة الجليد لم تثن من عزم هذه الفتاة ، اذ كررت محاولة التواصل معه بالتساؤل المهتم : خيير شعندك هنا ؟ خوما الاهل بيهم شي ؟

: لا ماكو شي ، اذا ممحتاجة شي اني اتوكل

كانت اجابته الملولة ، و حركة قدمه السليمة خير دليل للإبتعاد ، لتستوقفه الاخرى بـ سرعة قاطعة عليه السبيل بتمرد : عراق الله يخليك ميحتاج هالموقف تاخذه مني اني هم ، تعرف بية مراضية على تصرف فاطمة و كولش رافضته

اضطرته بإصرارها الشبيه بذاك الذي لـ فاطمة أن يتحدث بروية علّه يتخلص من ضائقة وجودها و الحديث المرير : بابا لا موقف ولا شي ، ليظل بالج

: والله بالي دائما مشغول بيكم ، بس شنقول غير الله يبعد عنكم الشيطان و يهدّي سركم

قولها المُتمكن إيماناً تركه حائراً امام سُخرية نبضه و البصر ، اذ لم يكف احداقه عن حرية التعبير عمّا يصول في الروح من ثورةٍ اضمحل أثرها خلا رماداً

لحظة اكتفت بها و بعينيها الحوائيتين لتُبصر ما بيده من حملٍ ، فتنقل بصرها بعجل دؤوب من حوله باحثة عن صاحبة الاغراض .. ثم يالعجبها و الصدمة ، اذ لم تبصر محموداً ابداً

حمراء فاتنة ، يلوك الوهن حُسنها بين فكيه دون ابتلاع ، فتبقى بهية للنظر ، سالبة لتوازن المُبصرين ، بشرتها بيضاءٌ حد الغرابة ، يُستدل عليها ان تاهت يوما بتلك الاحداق ، القرمزية ! اللعوب !
هذا ما ادركته حين التقييم الاول
اما الثاني ، فكاد ان يُصيب روحها بمصرع !! فالسترة الواسعة التي ترتديها يبدو بأنها تعود للـ ـ ، فُزعت النظرات و النبض ، لتغير وجهة بصرها حيث العراق فيتسع محجريها اكثر مخافة مجهولٍ يُحاك من خلف ظهر فاطم .. كابوسها اللحظي تحقق برؤية صهرهم لا يرتدي سوى قميصاً و هو ما اعتاد على الرسمية في كل ظهور له !

بينما هو ، فحال ان لمّح نظر زهراء ينحرف ذات شماله حتى اتبعها بتروي ، باحثاً عمّن نسي وجودها للحظات ولّت ، ليجدها تستند على جدار قريب ، بجسد مُنهد بينما البصر فلا ، و كأن طاقاتها الكامنة تعاظمت لتستكين في احداقها ، ترهب بها من هم حولها شر ترهيب

لا شك أن زهراءاً ستُصاب بفالج من الهلع ، او الصدمة ، تلك التي جعلت صورتها اللطيفة تتحطم فوق جدارٍ قرمزي ، مستبدلة اياها بأخرى ، ذات قرون شيطانية ، اذ سرعان ما صاحت منفعلة : عرااق منوو هاي ؟

سنون عمره المقبلة على الاربعين لم تسعفه حينها ، شهاداته و خبراته و لباقة شخصيته المُعتدة تماسكاً حقاً لم تفلح اي منهم في اكرامه بـ رد سريع ، حق ، يُنحر به دابر الشك الكريه و يذبح اعناق التخفي ، ذاك الذي لا يليق بعزة العراق

: دكتور ، قلها منو اني

لوهلة طال عمرها اجزاءاً من الثانية اودت بتعقله صريع الغضب ، اذ و ان كتلة النار و رغم ضعف بدنها لم يرى بسلاطة لسانها حين التحاور اللا سلمي حسب رأيها
بنظرة عميقة حذرها التمادي ، لتستخف بحاجبين ارتفعا مُصران عنادا قذراً ، و نظرة الكسل ذات التحدي جعلت من شيطانه الغافي يتثائب صحوةً

هذه المرأة دوناً عن كل من مر بعمره السابق ، تُسابق كخيل رابحٍ في مضمار إغضابه ، تنجح فعلاً في جعله يودّ لو كانت رجلا ، فيلكمها كما لم يفعل مع الرجال قبلاً

ردود افعالها المُستهترة لا تفتر و إن كانت بأقسى الظروف و اصعب المواقف ، سلاطة لسانها ، و وقاحة عينيها لا يحجمهما مُصاب و لا خجل ، ويحها الفاً و يزيد !

: ابو محمد ؟

" لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ، لا اله الا الله سبحانه "
أطفأ بذكر الرحمن فتيل قهرٍ لو تركه طليقاً فـ والله لتكون مياهها العكرة اول ما يُغلى فوق حطبه

: وياية بالمكتب
يللا سلميلي عالوالد والوالدة

فتكرر ايقافه بـ جهد اكبر هذه المرة : لحظظظة بس
زين ليش لابسة سترتك ؟ و ليش انتة الي جايبها ؟

لو كان بصرها مُصوباً نحوه لأغلقت فاها قسراً ، لكنها كانت مُنشغلة بمتابعة تفاصيل هذه الغريبة
: زهراااء !
حجاية زايدة ما اريد

صرامة النبرة ، رغم هدوءها افرطت بـ تنبيهها، لتحاول متوسلة هذه المرة و عيناها تطلبان من العراق تفهما : بس فاطـ ـ ـ

: قتلج ما اريد اي حجاية

كرر قوله بـ حدة لا تُناقش ، جعلت من قلبها يرتعش باكياً من فرط القلق ، و لسانها ينطق بما لا توده النفس الحائرة : أسفة ، الله وياكم

فيحذو هو صوب الصامتة الشمطاء ، مُحاكيا إياها بلينٍ يجد نفسه مُجبراً على إستخدامه في حالها هذا : يللا فرات ، سمي بالله و امشي

: ما اقدر

حشرجة ركيكة ، و انفاسٍ ضعيفة جعلتاه ينطق متعجباً من انقلاب الحال : شنو ؟

فتستكمل هي مشوار اقاويلها الخرقاء ، اللا لائقة : دايخة كلش ، يمكن من الابرة ، احس راسي فاارغ

ألم يقل بأنه يتمنى لو بالإمكان تحطيم فكها - الناطق زوراً مكشوفاً - حين لكمة ؟؟

ليبالغ في تساهله معها ، شاعراً بمراقبتهما من قبل زهراء ، الامر الذي ساهم في مضغه اكثر قضمات الصبر دسماً : اي من الابرة ، بس حاولي تمشين عالاقل تقعدين بالسيارة ، خابرت صديقي جابلنا سيارة و ينتطرنا برة

كان قريباً ، فسهُل عليها رشقه بالنظرات الحادة ، الحاملة حقداً لا ينضب بئره : قتلك ما اقدر
ساعدني

تهليل اخر ، فمد ساعد العون .. فقط قدّم لها مساعدته منتظراً منها اتمام التصرف الحسن ، ليفاجئ بـ إهمال يده معلقة دون ان تستند عليها ، بل استطردت مسيرها مُحاذية الجدار ، تلتمس منه استنادا حين كُل تخلخل

خطواتها كانت بطيئة ، تُعاتب ضميره المُسلط بصره عليها ، لم يكرر محاولته بل ظل يتبعها بذات الهدوء ، حتى خرجا من البوابة المُكتضة زُحاماً خانق .. ما إن حُررا من تلك الضجة البشرية حتى لمّح رفيقه على مقربة منهما واقفاً قرب سيارته

ليتقدم حينها حتى جاورها المسير ، مشيراً لها صوب الرجل الثلاثيني : هذاك صديقي منتظرنا

: ماكو داعي ، اخذ تكسي

قولها تزامن برعونة الفعل و هي تنحرف حتى نزلت الرصيف لتمد يسارها السليمة مشيرة لأول سيارة اجرة تدنو منها .. بحركة عجلة تحرك في اعقابها و ما حبسه في نفسه بغية الهدوء فُجر لحظتها غير آبهٍ بمواصلتها التواقح
اذ بادر بالتأشير لـ صاحب السيارة ان يذهب ، لتلتفت هي بسرعة نحوه مادة يسارها بـ انفعال : انطيني جنطتي و سترتي و روح لشغلك

: فُرات اتقي شري و تعالي وياية لتفضحينا قدام العالم

صرامة النبرة ، لم تُهز بفروة رأسها شعرة ، بل غالت في تحديها قائلة : هذا نظامكم انتو العراقيين عدكم هوس الخوف من العالم

ليغير من إسلوبه ، فيقع الاختيار على بعض المُسايرة ، فيما بصره الحاد يناقض هدوء الملامح : ميخالف بعدين القي حل لوضعنا احنة العراقيين ، امشي هسة عندج علاج لازم اشتريه

تحوقلت النظرات و عنقها يرتفع حاملاً الرأس على عُلو شاهق ، الانف مُلامساً للغيوم ، اما النبرة المتغنية على الحان العزة فلبرهة هزت اعماقه حتى بان التأثر برفة هُدب : على اي اساس انتة تشتريه ؟ اني عندي فلوس و اشتريه لنفسي
دون ان تُبصر تلك الرفة ، اعقبت بإستطراد سريع : اصلا ليش مأخذته من صيدلية المُستشفى ؟

استعادت روحه نفسها بتنهيدة تناشد فُتات الصبر أن إملئي معدة الغضب ، ليلحقها بذات النبرة المتفهمة اصطناعا : نشتري من برة احسن ، شركات براند

فتكون حينها كالمرآة العتيقة ذات الزوايا المُنفطرة ، تعكس تصرفاته و حين الفطر تحتد بعضها : اي طبعا دكتور انتة ادرى

حوار اللواحظ بينهما امتد لوهلة ، فليس بها خجلاً يستدعي التنازل ، اما هو فعكف منقباً عن اسرار كينونتها ، غير مستوعب لوجود كائن يجمع عناد الرجال الحمقى ، و خُبث الاناث الحسان كـ هذه القرمزية

"عرااق يللا المروور ديأشرولي "

صوت ليس ببعيد صاح يستعجلهما بضجر ، جعل من العراق يستدرك ذهنه المُنفلت شروداً ، ناطقاً دون ان يستدير صوب الرفيق

: جايين

اكتفى بها من كلمة ، رافقتها نظرة تملل اصابت بؤبؤي الفُرات ، و مرآتها ، لتقول حينها بلا مودة : راح اجي بس لإن عيب من صديقك

لم يعلق ، فقط إبتعد من امامها خطوة ، فاسحاً لها سبيل المرور ، فتتقبل حركته الأنيقة بـ قلب تعثرت احدى نبضاته ، ثم إستقامت سريعاً ، مُكملة المسير المنتظم

في السيارة سلب صوت القرآن الكريم المُذاع في الاثير جُل غضبها ، فترك جبروتها المختال عُرضة للدهس ، اذ تراها غير مُنصته لأي شئ دون كلام الجبار

عند استدارتهم في احد التقاطعات بادر العراق مُحدثا من يجاوره : قتيبة بس اوقف قدام صيدلية الـ " "

سكنتها الغرابة العُظمى و هي تبصر افعال هذه الشريحة من الرجال ، اذ لمّا ترجل العراق لقضاء مهمته ، تبعه الاخر مُكتفيا بالوقوف قرب السيارة ، فقط كيلا يبقى معها منفرداً !!

لمّا عاد ، كان مُحملا بالأدوية ، و ما ان دلف و استقر محله ، حاكاها بإستدارة رأس جانبية دون ان يبصرها حقا ، فقط مولياً اياها الاهتمام : لازم كل يوم يتبدل الشاش و يتداوى الجرح
اكو ممرضة قريبة يم بيتكم ؟

: لا ، بس اني ادبر اموري

فقط زفرة ثقيلة كانت في مواجهتها ، و بحركة غير مدروسة التفت ناحية الصوب المُعاكس ، ليلمح بسمة رفيقه المُتسلية ، ذاك الذي رفع احد حاجبيه مُعجباً ، هازاً برأسه تعجباً مُتساءلاً ، ليجيبه من تشبع من افعالها الرعناء بزم شفتين و انقلاب كف اليمين جانبا ان لا علم لي ، مالحل ؟!



*






لا ترحلي فالشمس عادت… لم تغبْ
لا ترحلي … ما زلت أرنو عن كثبْ
لا ترحلي … فالحزن مني قد سرى
يغزو البرايا … دمعه يسقي التربْ
لا ترحلي … ذات الحنين المشتهى
فالحبر عطر … ورده فوق التربْ
و الحب شعر … نحتسي آلامه..
و الشعر بحر…نحتسي منه الأدبْ
والحرف جرح صامت…لا يشتهي
حتف القوافي … فجأة دون سببْ
لا طعم … للأيام يا صفصافتي …
كل الدنا … ضاقت بجفني المنتحبْ


يسين عرعار














صباحات أول الاسبوع تحمل معها نشاطاً غريب لمُدمني العمل ، و كابوساً مُحقق للكُسالى
مضت اعوامها السالفة وهي احد اولئك الذين يجدون من الانخراط في العمل منفذاً واسعاً للتنفس و تنقية الذهن من ملوثات التفكير المُرهق .. حتى اسابيع سلفت ، فأضحى عملها مُنافياً لما اعتادته منه
بل صار عاملاً اساسيا في مضاعفة الانشغال الذهني بين هذه الاروقة بما انها قد خاصمت العفوية ، اذ ان سنون غربتها ، و نكبتها جعلت منها احد اولئك المهووسين بحساب خطواتهم و ردود افعالهم بغية عدم التعثر بالزلات

من عقب اللقيا الاخيرة مع الايهم اتخذت لنفسها خط سير جديد للتعامل معه و لن ينحرف أبدا ، بالاحرى هذا ما ترجوه

هو يستحق أن يُسحق تحت قبضة اليسّار ، علّه يستعيد صواباً غادره لحظة عودتها
لازالت غير مستوعبة صبيانية افعاله ، و كأنه لم يذق يوماً الحنظل معها ؟ و كأن لا مُصاب عظيم فرق دروبهما ، و كأن لا طعنة غدر علقها بين اضلعها الرخوة حين الماضِ ذاك

كفاك دُر ، كفاك !

صاح فؤادها بالذهن الملتهب بأفكاره ، فصمت لحظتها دون اعتراض

لطالما امتلكت علاقة احترام مُتبادل بين عقلها و القلب ، فإعتادا ان يشاور أحدهما الاخر في امور الحياة
يقابلان بعضهما على مِنضدة النقاش ، يقول كُل ذي فكرةٍ فكرته ، يُبرر قراراته ، يستدل بالبراهين . و اخيراً ، يجمعان على قرار صائب ، يصُب في مصلحتها و من حولها قبلاً

: صباح الخيرر

ليست النبرة من عصرت روحها للحظة ، بل تلك الراء العابثة !

كانت في الحجرة الواسعة ، و التي تشاركت بها مع اعضاء قسمها ممن يساوونها في الشهادة ، تمكث خلف مكتبها البسيط بتمكن و كأنها اعتادت الرئاسة ، بل ان ذلك الكُرسي الصغير لا يليق بفخامتها

: صباح النور

غاضبة ، هذا ما قرأه على صفحة الوجه الحبيب ، لم تُعر تواجده إهتماما رغم يقينها بأن سبب المجئ لهذا القسم هو حضرة وجودها المُحترم ،
إبتسمت اعماقه شجناً و غُبن ، بينما الملامح فبُسطت بـ سلام الحمائم ، و براءة القطط

تقدم بخطوات بطيئة ، خافتة ، بعد اذ ترك الباب الزجاجي من خلفه مُشرعاً خشية إصابتها بمسٍ ما
دنُوه جرجر انتباهها حتى نقلت بصرها من الارض نحوه ، عاقدة الحاجبين بضيق ظاهر ، و رفض قاطع لمحاولاته البائسة

بسكون ابعدت عينيها حال التقاء نظراتهما المُتعبة ، و دون ان تغير من وضعية جلوسها نطقت بصرامة حقيقية : ايهم شدتسوي هنا ؟

لم يجبها فوراً ، ترك فراغاً واسعاً في الفضاء حتى انساها فعلاً ما قالت !
بخمول اكمل دربه حتى تقاطع مع الكُرسي الجانبي امام مكتبها ، ليربض فوقه بأناقة لم تلفت نظرها ، و هذا ما ظّنه سلفا .. ثم و في اعقاب الجلوس بادر بالقول السمح : جيت اعتذرر
اسف عالي صارر بالمطعم ، بس جنت جاي و صُدفة شفتكم

: هه

اكتفت بها رداً ، مُلتفتة الرأس جانباً ، لا تُبادل قلبه النبض و كأن بها ساق شجرة لا حياة تسكُنها
ان ظنّت بسُخريتها ان تهدم صرح تصميمه إثماً كان ظنها ، فها هو يُعاظم من إصراره لـ فك لحام بوابتها السميكة ، تلك التي لا تحوي قفلاً قد ينقب له بين مفاتيح الارض ما يُطابقه

فقط لوح ثقيل ، وجهه يُماثل الظهر ، يصطدم به الاشداء فيطأطأوا الرؤوس ، و يجرجروا الاقدام مُدبرين خيبةً

: ماشي ، صحيح اجيت وررة م شفت " الجيك إن " مالتكم عالفيس
مشتاق لاهلي و محتاج شوفتهم

ذُهلت !
ليس من حجته ، بل من مُغالاته في التصريح عنها
لم يعد بإستطاعتها التنبؤ بأفعاله ، و لا الاقوال ، و كأنه أقسم ألا ينكث مع التهور عهداً ، ماله و التصرف الطائش ؟!
ألم يعتد على التوازن طيلة تلك الاعوام ؟ لم تراه يتأرجح بين التماسك و التهالك ؟!

زفرت اخيراً ، طاردة ذراتٍ تتفكر به من جوفها الساكن ، لتستطرق بعدها بجدية : اذا عندك موضوع بخصوص الكلية ممكن اسمعك و اذا لأ يا ريت تتفضل لشغلك
احنة ماكو شي يجمعنا غير هالمكان و الدوام


و للمرة الثانية ، يتوالى انتفاعه من عثراتها : بالضبط
هذا المكان الوحيد الي عرف يجمعنا
صمت لحظي ، فإستطراد مُتاخذل : و عرف يفررقنا

بمقتل !
أصاب تفاخرها بمقتل ، هدد طُغيان تماسكها و دون تمديد الفسحة الزمنية ، هدّمه
جعلها تلجأ لجمل ركيكة ، لا تُناسب شخصها ، إطلاقاً : احتمال اي شخص هسة يدخل

و كأن تلبكها ادركه ، فأصابه الارتياح حتى إستنطقه العقل لا القلب الراقص طرباً بتلكؤها الحبيب : انتي لو تنطيني مجال احجي ، اكمل كلامي و ارروح

قوله المُنافي للفعل اعاد لها بعضاً مما فُقد بعد إعصار ، اذ ان استرخاءه بالمقعد اخبرها ان لا فكاك لك اليوم مني !

: و انتة لو تستوعب الخمسطعش سنة الي راحت ، جان اصلا م جيت

تعليقها البارد الصلب من خلف تنهيدة ، أعجبه
و كأن بها بعض إستسلام و رفع رايات سلام ؟
كم ودّ لو يحاكيها بالاحداق ، و الله حينها لتليّن اضلعها و تذوب الشرايين
ولكن تقواها المُحببة ابعدتها عنه ، فهاهي تهرب بالروامق في كُل طرف و زاوية من لُقياه !

فـ لتكن مسالكها وعرة تُدمي قدميه ، و لتمتلئ سماواتها سجيلا يحطم رأسه .. ليهتز به التماسك ، و تتوه به السبل . و لكن لا تراجعاً بعد استنشاق عطر الحنين

و تنفيذا لقرارت قلبه الطاغية على النفس البشرية تحرك الفكين بـ طيش الحديث ، و توجعه : اي ممستوعبها ، لأن مو اني عشتها ، هذاك مو ايهم
ايهم ررجعلي بررجعتج

افلح في جعل عينيها تصوبان نظراتهما نحوه ، بإتساع المحاجر ، و الشرايين ، نطقت و الرفض يندلق من بين الاحرف الثلاث اندلاقا : نعم !!!

بعبث كاذب ، حاول التحاور : اعتررضي شكد مترريدين ، بس حقيقة لازم تعررفيها

عندها ، اشتعل القلب وجيباً
و هز الصدر انفاسٌ ضحلة ، مُزعجة
لتبُث شكوى نفسها العليلة بـ رأس شامخ ، لا يُطرق رغم مُغازلة الوجد له : الحقيقة الوحيدة بالنسبة الي شغلي
و حقيقتك جهالك و مرتك
فلتحاول تدمر هالشغلتين ورة كل هالعمر ، عيب

قسماً بالله ما عادّ في القلب مُتسع !
إنتفخت حُجراته أكملها بتفاصيل الدُر المكنون ، حتى ضاق عليه صدره ..
فهاهو يتجاوز على الكبد مُستعيرا منه بعضاً يأوي به عتابها الحرّاق ، لتكون استجابة الاخير فورية ، أتياً كله بلهفة عاقر لجنين ، مُناشداً بالإقدام ، صائحا بعلو صوته أن كُلي لا يُغلى عليها ، فقيدتنا ! : دررة انتي حقيقتي ، جنتي و رغم الخمسطعش سنة بقيتي الشي الثابت الوحيد بحياتي ، كوني على ثقة من هالشي

و كأن بـ روحها سندان و كلامه مطرقة !
دقت احرفه في جوانحها اعماقاً ، فتيقنت حينها انها عادت لتلقاه كي يترك ندباته بين ثناياها مُجدداً ، بإصرار الثلاثينات

رجيف القلب و خفقاته العمياء اغلقت ابصارها و حرّمت عليها الرؤيا
فتحرك حينها الجسد بـ تعثر ، مُستقيماً بها من مقعدها ، مُنتفضاً على من ملئ دُنياها حُطاما : اذا ما عندك شي اضافي ياريت تتوكل

قوة النبرة ، و تجشؤها للجملة الطاردة أوجعت النفس الأيهمية ، إلا إنه لم يُغادر مسكنه فقط رفع عنقه بإتجاهها ليستفسر ناقماً : شنو هالاسلوب ؟ هاي مو انتي !

إحتدت لحظتها الملامح ، و البصر مصوب كما القذائف على خشب المكتب البسيط : ابوو ابراهيم اذا مطلعت اني اطلع

بهزء امتزجت معه قطرة قهر عُجنت النبرة الكئيبة : يعني ضررورري تذكرريني

ليحتدم في وجدانها إعصاران ، مُتنافسان ، فيعلو صوت احدهما على مثيله ، مُنتفضا ، متبوع الخُطى بالتعقل : طبعا ضروري بإعتبارك دتراهق

راح يعاكسها التعقل برشفات جنون ، سائغٍ للهائمين : لا بمرراهقتي مجنتي موجودة
قصدج دا اتصابى ، داررجع لأيامنا

زفرتها لمست إنتباهه ، و لسعت جوانب روحه بإشتعالها ، لتستطرق بعدها بأعصاب شُدت حتى اخرها : انتة وين تريد توصل ؟

: ارريد اعالجج من الحالة هاي !

دوماً اعتادت الامتناع عن التنفيس مُكابرةً ، و مُجاهرة بالصمود
تُظاهر بالتماسك خشية أن تلوك الالسن اسمها في حكايا قديمة ، ميتة

و هاهو الان يحشُرها في جحرٍ خانق ، يود استخلاص ما ترغبه انانيته الشرقية ! فتتجشئ حينها فُتات قهر عتقته الأعوام بروحها : ورة خمسطعش سنة جاي تعالج !!!
تعتبر كلامك منطقي ؟
ايهم مر عُمر ، مستوعب شنو يعني عُمر ؟
حتى حرام تنبش بمقبرة و تدور بتربة ميت ، حرام ، ارجوك لتضغط علية و لتكون سبب بفتح جروح قديمة

إنتفاخ في القلب ، تبعه اخر في الوجه ليمتلئ خزانه دمى جعلت من صفحته حمراءاً عارية التأثر لمن يُبصر ، فتكون النبرة المكسورة حينها ما يفضح إنهياره للسامعين : الجرروح منسدت حتى تنفتح دُررة
بعدنا اثنينا ننزف

لم تتأثر !
او هذا ما توصل له " متألماً " و هي تقابل " طيشه " غضباً دُريا ، لا حد لسطوعه : و بعدين ؟
مراح ترتاح الا لما الكلية كلها يبدون يحجون علية ؟

: شحدددهم

قوله السريع ، المُنفعل جعل بصرها لوهلة يحط عليه من موقعها ، فترشقه بـ واسع الاحداق رماحاً من عتاب : هه
بصراحة شفت وقفتك وياية و وية اهلي قبل
مقصرت ابد

عرفت رماحها مقرها و به إستقرت !
لولا الحياء لناحت روحه مُجاهرة بالحسرة المعقودة بها منذ أعوام
من بعد عُجاف عُمره عادت كـ واحة شوقٍ لضمآن حياة ، و لما رإته لاهثاً مُتلهفا اعرضت عنه سراباً فطر روحه ، و أماته عطشاً

يُمناه احتلت طرف المكتب مُسنده عليه ثقل جسدٍ إكتضت به غصاته ، ليقف اخيراً فيطغى على طولها بقامته الرجولية ، حاول جاهداً مُحاكاتها بالأعين لكنه فشل امام شجاعة مؤمنة
ليزفر بعدها بلا طمأنينة حقيقية ، واحدة لا تنتمي لسمات الأياهم الفخمة قائلا بتأنِ : رراح أسألج سؤال واحد و اررروح
انتي مصدقة انو اني انسحبت علمود حجي العالم !

اهتزاز اوتاره ادركها ، لتهتز على اثره اضلعها المنكوبة ، صار اللفظ عليها عصياً لوهلة ، باسلت افخم بسالة حتى استخلصت من حُنجرتها بعض صوت و إن بدا ضعيفاً كـ حفيف شجر بيت مهجور : انتة مو طبيعي جديااات مو طبيعي
محد مسوي سوايتك قبل !!
ايييهم استحي على نفسك ، استحي على عمرك و شيييبك

بويصلة الشوق آتت من صبره أُكلها حتى تساوت في حجمها مع كروية المريخ !
التفت كُله صوبها ، ليستند بالانامل على الحافة المكتبية ، مائلا بعض الشئ نحوها ، مُعلقا بعجرفة عاشق قديم : لتتهرربين
جاوبيني

لم يكن دنُوه كبيراً ، لكنها أجفلت مُتسعة الاحداق و الأبهر ، إختض صدرها انفاساً أُحتُبست لميتة أمل !
إبتلاعها قديما لجور من صنعه حصن معدتها من اشتهاء رائحة شعور يشويه ، قبالتها .. فصارت ردودها قاسية ، كـ ظاهرها : مو هروب بس قررف ، اشمئزاز
و شوية وجع
هالجواب يكفيك ؟

إعتدل الجسد مُنتصباً ، مُصاحباً بضربة خفيفة بكلا الكفين على السطح امامه ، ناطقا بذات تسلٍ كاذب : اعتبرري الوقت الجاي فررصة تفكررين بيها
مُضيفا أخيرا ، رشة من حقائق يمتلئ بها إلا بوحاً : يمكن كل الي صارر مو مثل ما انتو شايفيه

رأسها المُطرق ، الساخر ، مال جانباً ليهديه من اللواحظ بعض رشقات من عتب ساهمت في تذليل توازنه ، من خلف الحجاب ناحت روحها و انتحبت ، و كأن بها اليوم بحثت عنه و لم تجده !
و كأن ضُعفها عاد ليعصرها إعتصاراً حتى سال من عظامها إحتياجها القديم له ، في زمن النكبة الكُبرى ، حيث إستيقظت من غمها وحيدة ، مُبعثرة الاضلع ، شعثاء الروح ، مُغطاة بالوحل ! باحثة بتعثر عمّن يدفعه الحُب لـ غمد سيفه في خاصرة اي وجع يطالها ، تعثر يُماثل لقائهما الاول .. و كان الاخير من أجله .. فمن بعد عثرة اسقطتها على وجهها هائمة تعلمت المشي ، من دونه !

لم يعد لا في الروح محل لإستقبال عودة ، و لا خاطر يشفع لهامتها الانحناء !
بـ صدق لمسه لمس يد ، قالت ناطقة بالحق : عندي هموم اكثر من انو افكر بهالكلام !
و الي شايفته اني و العالم كلها واضح
بيتك و جهالك ، و مرتك .. هه جنات

فكّاه طحنا بعضهما عقابا
راضيان بالصمت الخاسر على بوحٍ قد يفتح لها باب حسرة تقتات على بقاياها ، على قوتها الجديدة
إن كان في ظُلمها له بعض تفريغٍ لـ دلو اوجاعها سيكتفي بقبول جريمة مُزيفة تجرجره إعداماً قيد تنفيذ ، و لا يعترض

نعم سيدتي ، قد آذيتك شر أذية ، و ليتني مُت قبيل عودتك لئلا أراك محنية القلب لا الهامة كما اراك !

: أسف
جداً أسف

رفة هُدف ، و رجفة قلب ، أعقبتها بـ صلادة أنثى الثلاثين : ماكو شي يستدعي الاسف !

فيكرر ، مُهيمناً عليها بالتماسك : أسف

لتستعن بالله ، راجية منه بعض قوة : توكل على الله ابو ابراهيم

إصراره إستمر ، بل تفجر : كلش أسف

و اصاب رذاذه روحها لتتلبك : ايهم كافي

و من خلف الانفجار عشرا أُخر : لحد اخرر نفس اخذه لصدرري ابقى أسف

فتعتصر نفسها كي تواكبه ، و لكن هيهات ! : خلص ايهم رجاءاً

أدركه إنهيارها و لم يتوقف ، لن يستقيل بعد توليه منصب الريادة حين حضورها ، لن يحظى بفرصة أُخرى لفض بعض غصّاته : أسف لإن مجنت الررجال الي يستاهلج ، و يحميج برروحه

عصرة
فـ غصة
و من خلفهما صرخة تستنجده صمتاً ! : ايهم كافي خلص شدتحجي انتة !!!

: تدررين قلبي بيه ذبحة !
و يا رريتها صايررة بية من زمان و ميت قبل خمسطعش سنة و لا لامستج نسمة هوا
يا رريت ، بس ااااخ إنا لله و إنا إليه رراجعون

هبوط اضطراري للدُر على المقعد خلفها ، و كأن مقاومة السبعين رجلاً نُحرت تحت مقصلة الأسف هذا ، فـ لا حيلة حالت بين اوجاعها و الدمعتين ، تلكما الفارتين من اصفادها الصلبة بعد طول إحتجاز

: صباح الخير
دكتور ايهم ؟ منور قسمنا اليوم !

اعتناق الايهم لمبدأ قطع المعاصم ، و نحر القلوب قد دُوهم بغزو احدهم حتى توقف .. بعد ان أضحت روحها ثُقلى بالخيبات و الفقد !
ما إن إستدار نحو القادم بـ عقل غائم ، حتى تطاولت هي على إنهدام سدود سيطرتها ، لتُغالي في المُكابرة بـ حركة سريعة غادرت بها المكان أكمله






*





حُلم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 24-10-15, 11:19 PM   المشاركة رقم: 247
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بسم الرحمن ابتدأ و بحمده انتهي

صلواتكم و الطاعات ثم الرواية يا احبة



راء






آنى لنا التعايش مع أُناسنا بـ صدق حقيقي ؟ فنعترف لهم ما يعتمل في الروح من أشجان و لينتهي البؤس العنيد !

نعتصر الأشياء في ارواحنا اعتصاراً حتى تندلق من المآق إنتفاضاً على وحشيتنا !

ما مُتعة كسر الخواطر و القلوب ؟!
أليس من الاجدر بنا ترميمهم ما داموا ساكني الفؤاد بملكية أبدية ؟! لم اذاً نُغالي في إحالتهم حُطاما ؟ متى التفقه و التغيير ؟
متى سنُبدل ما بأنفسنا العليلة !









بين جدران ضيقة ، خانقة ، تحتجز رفرفة روحها المُبللة بغيث الحسرات ، كينونة الصمود صُدعت حيطانها حتى آل سقفها وقوعاً دك الصمت و ما يخفيه ! ليلوذ البوح بدمعات ثقال ، كـ احمال الكاهل المُنحني عللاً لا شفاء لها ، تكتظ انفاسها الحارة فتحترق بشرتها بلهيب روح اعتادت النيران

في الحمام الصغير العائد لـ الكادر التدريسي ظلّت دقائق طوال ، تُقارب العشرين ، يُسراها تعتصر صدرها محل القلب ، تتمنى لو بإمكانها إنتزاعه من بين الاضلع انتزاعاً لا مرد له ، قلباً ضعيفاً احمقاً فاشلاً في اول اختبار كـ هو ، لم تُبصر !

كيف له و بعد عُمرٍ قضاه في صفوف التعلم يتهجئ ابجديات التصلب و الإقدام ان تنحل لُحيماته و تُذاب العُظيمات فقط بـ مُحاورة واحدة تُبالغ في تذكيرها بالماض ؟!
اي فشل و اي غباء يحمله حتى اضاع اعوام الدراسة عند دق ساعة الامتحان !

" أسف "

أ تعويذة سحر هي افلحت في تفتيت حصاها المُقاومة ؟!
ام تميمة عشق لم يُذَق - من بعد العشرين - تاهت يوما و لم تجدها سوى الآن هي ما اغدقت عليها ذوبانا ؟!
يا ليت أسماعها صُمت عمّا يُميع الروح الجامحة ، الف ليت !
ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً لا تمني ، هذا ما كان عليها ادراكه سلفاً ، قبل ان تُحمل قلبها ثقل صلادة لا طاقة له على عبئها

و ها هي و لسوء التدابير تقع مغشية من الالم ، الم نفسي يماثل زرع سكينٍ في الخاصرة ، و من بعد الزرع تدوير بين الحشا الرخوة ، حتى تسيل عصارتها كما الدمع المُنهمر فوق خدين شاحبين

ألمٌ يستنطقها لتبوح ببعض ما يعتمل في نفسها ، يتوسلها مصافحة الحديث ، يتذلل لها لـ تقتدي بشكاية العالمين .. لكنها تأبى !

مجزرة الوجع و ان تغذت على لحمها و العظام لن تنجح في جعلها تُناجي الناس في هواجسها ، لن تفعل ! اذ ليس في مقدورها صب اشجانها في دلاء الاحبة ، فما بحوزتهم يوشك على الاندلاق ، و لا نية لها لجعل همومهم تُدلق !
لمّن تبوح ؟ فـ التمني تمتلك بعض مساحة فارغة يجب ان تُملئ بصغيريها ، و اليسّار عليه ان يستغل فضاءات حياته في الانشغال بكيفية إستعادة روحه القديمة
اما العراق فـ هي من يتوجب عليها إغاثته من بعد الله ببعض صبر ، هو من يحتاجها بصمت الكبار و تصديهم لـ موجات التهالك

بينما والدتها ، فالموت اهون عليها من تحميل قلبها كُتل الوجع القديم !
هي لا تمتلك سواهم من دون الرحمن ، و لا تريد ان تصاب من رؤسهم شعرة
إستكانتها اللحظية ، و ثباتها على صراط عقيدتها جعلاها تتحرك مُغادرة حجزها الانفرادي بعد ان تأكدت من خلو ملامحها من علامات النياح ، خشية تعري ستر امرٍ عتيق ، لا حال لها لـ تجرع مرارة الفضيحة مُجدداً ، ليس بعد سنين الهرب تلك !

ما ان تحلت تجاهلاً أخرجها من الرواق الخانق حتى الحدائق الخارجية ، حتى غلفت اشعة الشمس جليدها من جوانبه الخمسة فـ أذابته ، لتجعلها تُحتضن برحمة من الله كانت لها شاكرة حامدة ، ناطقة في اسرارها المُكتظة اوجاعاً

ان ليس هنالك من يُشدد على قلبي سواك يا قوي ، ليس لي من يُجبر كسرات روحي إلاك
لست بشئ دون عونك يا الهي


فـ اللهم قوةً
اللهم سلواناً و صبراً
اللهم رحمةً من عندك و لُطفاً

لا سبيل لدي للمواصلة لولاك يا حبيبي يا الله
لم يعد لي قوة ، فأغثني بقوتك يا رحمن
اغثني بقوتك يا حبيبي




*






كـ تلميذ مُهذب ، مُثابر ، ظل على عهده مع دروسه ينتظر مُعلمه رغم تأخره الطويل !

لا يدري أحديث رفيقه السابق قد بالغ في ترك اثره في نفسه بعد أن رسم له بفُرشاة شقراء لوحة مُستقبل جميل قد تكون من نصيبه إن كرّس طاقاته على الشهرين القادمين ، حتى ينجح في الإختبار المُنتظر ، علّ تخرجاً جميلاً يُحاصصه بالقادم من الاعوام

ساعتان كاملتان قضاهما بإنتظار عودة العراق الى المكتب ، حتى يجود عليه بـ وظيفة قد تكون الحلقة الاولى في مُسلسل تعريفهم على ذاته المُنسلخة عنهم منذ أمدٍ بعيد

تبادل مع السكرتير الشاب الكثير من النقاشات خضم الإنتظار المُمل ذاك ، و منها علم بعض امورٍ عن العمل ، و مُنتسبيه ، كـ تلك الحمراء الوحشية بجمالها و التصرف !

إنتقادٌ حاد جلجل في نفسه لدى علمه عن كونها " ارملة " حديثة ، إنتقاد سُرعان ما أُخرس ليعلو رعد القلق محله ! أ للإناث قُدرة على المُضي من خلف أزواجهن بسرعة قياسية كتلك التي للرجال بعد نساءهم ؟
أ تستطعن إهمال الوفاء ، و الحياء و العدو خلف الحياة مُتشبثات بألوانها الزاهية ؟

في اعماق وجدانه ادرك بأن قلقه لا يشمل كُل النساء ، واحدة فقط من تُزلزل بُنيان تماسكه ، و تفاخره

أ ستفعلها تمني و تنتزع نفسها من ذراعي كنيته ؟ تهديدها هو ما جعلّه ينقلب على ادباره صاغراً ، هائج الذهن و النبض ، - رغم مخافته - في اعماقه كانت هنالك بذرة يقين بأنها لن تفعل ، يقوم بسقيها يوماً ، ليهملها بعده ، حسب مزاجه الغريب !

وها هو الان و بعد رؤية إحداهن تفعل ما لا يفعله الرجال ، اهمل سقاية بذرة الخوف تلك حد الجفاف ! ظنونٌ سكنّت افكاره المُبتذلة حتى جعلت الراحة تُفارق مجلسه الرتيب

كان على حاله المُبعثر بعضه لما دلّف العراق مُحييا تسبقه الرزانة ، و تتبعه الهيبة .. شعور مُختل تسلل في عظامه ، شعور بالزهو و الفخر بأنه ينتمي لهذا الرجل ، إنه أخيه !

لم يفُته نظرة التعجب التي طلّت من احداق العراق و كأن اخر ما ينتظره وفاء اليسار بوعوده .. من الجيد تخييب توقعات البعض ، بالذات أولئك الشامخين كـ العراق ، اعجبه ذلك و ضاعف من اسباب تفاخره

تحرك خلف اخيه بعد اذ ناداه ، ليدلفا الحجرة البسيطة ، فيبادر هو بالحديث المُتملل : يمعود عراق وينك ! صار ساعتين انتظرك ، هسة لو مفهمني شسوي قبل متروح

انهى كلامه و هو يجلس على احدى الارائك الطرفية ، و عيناه لم تُخطئا في ترجمة اللغة الغاضبة لملامح عراقٍ ويح من يُغضبه ! فهو من جرب اغضابه ، و احتجز بعقابه الصامت اعواما

اراد فهم ما يجري ، فقرر استمالة صمته للإفصاح عبر استنطاقه بود الحديث : خير خوية ، شبيك ؟ خوما صارت مشكلة وية هاي فرات مدري شسمها !

كان على وشك الجلوس حين الفضول ذاك فتسمر لحظة نطق يسار لإسمها ، ثم استطرد جسده مُهمة القاء الذات على المقعد ، و احداقه تجولت في المحيط ، لتثبت اخيراً على الكائن العضلي الجالس بإسترخاء مُزعج امامه دون ان يبعث له جوابا

ليكرر الاخر بإهتمام باد : اقلك يعني هسة " هاي " حصتها بالمكتب اكثر منك ؟

تجاهل اخر ، جعل كبوة لسان الاصلع تنفلت ليثرثر بـ افكار هزّت حصون عراقٍ إضطر ان يُبصرها بعيون الاخرين .. أجميع من هُنا يظنون بها هذا السوء ؟ : هوة هذا ابو حسين الله يرحمه متزوج وحده بقد بته مـ قال اكيد متزوجته حتى تاخذ فلوسه ، شقد بقت وياه سنة سنتين !! هسة مات و لهفتلها الورث الزين

حشرجة بسيطة حكت عن إنفعاله ، و لسان حاله يرفض الانصات اكثر : هنا مكان شغل مو حمام نسوان

قوله الخشن ، الرافض افكار اخيه حتى الصميم ، لم يقف حائلا بين اليسار و بوحه ، إذ أكمل سرد رواية البهتان بحق البطلة القرمزية بـ نبرة مُنزعجة : هههه هاي شنو !
شدعوة هالاعصاب ؟ ندري بيك متحجي عالعالم بس من ورة - بسبب - ابو حسين هاي صارت شريكتك ! متخاف على فلوسك الي بالمكتب لتروح تسويلك مصيبة ، وحدة مثلهـ

: اذا مناوي تسكت توكل على الله و اطلع يللا

كان مُمتلئا بالبغض ، و بعض قهر !
لُتصاحب نبرة الود اليسارية بسمته اللعوب : دانصحك ترة

لم يفلح بإزاحة لمحات الضيق من على الملامح الحادة ، بل ربما ضاعفها دون ان يدري ! اذ راح الكبير يُناقشه بتعقل : انصح نفسك اول شي ، و دير بالك تمشي ورة حجي العالم
بحاجبين تعشقا إنزعاجاً أكمل مُوجهاً أخيه ، الفوضوي : انتة هستوك " للتو " جيت شلحقت تعرف حتى تفكر هيج ؟ لتنسى حسين و اخته يداومون هنا و اكيد كل الموظفين ينتمي ولائهم الهم و راح يوقفون ضد اي شخص جديد ياخذ مكانهم

لم يكن بحاجة لدهاءٍ عجيب حتى يفهم ما يريد العراق إيصاله ، و هذا ما جعل العجب يسكن النبرة و جسده المسترخي على الاريكة يعتدل بـ اهتمام : هاا يعني انتة تعرف شي عنها
اذن هية مو مثل م سمعت ؟

لا يعلم لم يتبع اسلوب اللف والدوران ، فهاهو يواجهه بالكثير من النُصح دون ان يجيب حقا على تساؤلاته : انتة قلتها ، سمعت ! لا شفت و لا واجهت موقف ، حتى اذا شفت شي لتحكم عليه قبل متعرف حقيقته ، لتتسرع بالظن الآثم يسّار

و كأن بسنينٍ اضاعها غُربةً لم تكن ! و كأن لا جرحا عميقا يثقب روح العراق و الجاني سيف غمده ، و كأنه لم يخيب أمله في فقده مرتين ، حين فقد أبيه ، و إبنه !

ها هو يحادثه كما الاخوة ، يوجهه و يغالي في ذلك ، يحاول برمجة شخصيته كما يودّها ، يُهلك نفسه في السيطرة على غضبه ، و قهره القديم ! نظراته تفضحه و إن انعقد الحديث في الحناجر ، عتاب الاعين لا يُخطئ ابدا ، و العراق ما زال له مُعاتباً ، مكسور الخاطر

وخزة تأنيب القلب تلك جعلته يجاهر في الانصات و تمجيد الحديث الناصح ، علّه يفض من على الاحداق عتبها يوما : ماشي لعد انتة ادرى ، و اذا تريدني ما ادير بال لحجيهم تتدلل ، اصلا راح اشوفها وجهي الحلو ، بس هية ضوجتني فأني قلت لعد حجيهم صحيح !
عراق اريد افتهم اكو واحد ميعرفني حتى هية مـ

استرساله بالحديث الاحمق جعله يستوقفه بـ جدية ، مُغيراً دفة الكلام لواقعٍ يبدو ان مفتول العضلات غفل عنه : يسار بطل سوالفك ، اريدك تثقل شوية و تركز بالشغل ، انتة اصلا لا اختصاص و لا شي بس راح احطك على شغلات ادارية مهمة

النبرة الحازمة ، المُتحكمة حطمت قمقم عفريت اليسار ، ذاك الذي تركه حُراً من سيطرته لفترة وجيزة جعلت منه اخرقا يتسم بالادب !
ليمتعض معترضا : ترة اذا من هسة تذلني عالشغل اطلع منا و بعد متشوف خلقتي

حينها قابله الاخر بتحكمه ذاته ، ناطقاً بجزم : يا مذلة ؟ فاتح مُنظمة مساعدات اني ؟
انتة تشتغل و بتعبك تقبض راتب

سلاطة لسانه ، و تخليه عن الانصات لـ قلبه الرخو عند أهله ، جعلا اللسان يبوح غيظاً : اي قول هالحجي لنفسك
مو كل شوية تذكرني انو انتة مشغلني يمك

فيكون الاكبر مُصرا على صقل صبيانية من امامه : اعقل شوية و عوف هالسوالف للنسوان !

انتفض المارد مُجددا لاطماً فاه القلب ، تاركاً العقل الهائج يصيح منفعلا ، مفصحا عن مخاوفه دون ادراك : شوف شوف !
اذا بدايتها هيج قبضنا لعد
من هسة قلي اذا بعدك مـ طايق تشوف جهرتي و قوة متحملني و رح تعلق على كل حجاية و تصرف حتـ

رفة عين واحدة ، لم تلتقطها ابصار اليسار ، و لو فعلت لفهم بأن جرح أخيه منه لازال قائما ، لكنه اكثر تفهما من ان يُعريه
فها هو يقطع دابر الحديث المُزعج بأخر جدي ، ذو نفعٍ لكل افراد العائلة ، و ليس لليسار منفرداً : لتتحسس زايد
و هسة خلينا بالشغل
من هسة اقلك ماكو دوام عالمزاج ، تلتزم مثل كل الي وياك
و ما اريد قيل و قال ، الي تسمعه هنا يبقى هنا مو ارجع للبيت اشوف الحجاية واصله لأمي

مجددا ، هاهو امام اخيه الكبير يستمع لتوجيهاته بإنصات مخبول ، لا يليق بوقاحة افعاله القديمة ، لابد و أن قمقم أخر بُني في رأسه و احتجز بداخله عفاريت الحقد اجمعها
: ماشي
بعد تأمر بشي ؟

سخرية جملته الاخيرة لم تُلفت اعصاب الكبير لتزعجه ، بل لاقت اهتماما كريماً ، جعله يغدق عليه بالقول اللين : لتعتبرها اوامر ، مجرد شروط تمشي عالجميع

هزة رأس خفيفة يُفترض ان تكون مُعبرة عن تفهمه ، و لكن النبرة المُتمردة تستمر في استعراض نفسها ، اذ ان لا شئ يعجب صاحبها ! : ماشي مـ قلنا شي يابة ، شروط شروط
بس على هالحجي محتاج سيارة اني

بهدوء علّق ، و الراحة الغريبة اغشت ذهنه لوهلة ، فراح يباغت اخيه بالتساؤل الهادف : شتسوي بالسيارة ؟
انتة شهرين حاطنا و حاط نفسك تحت التجربة !

لكن الاخر لم يقع مُتعثرا في تلك الحفرة ، بل تفاداها بدهاء : ميخالف هم احتاجها ، لإن احتمال امدد الفترة

بسمة خفيفة لونت كآبة الوجه الكظيم بعد ان صدمه ذكاء الاجابة : اوكي نشوفلك

عند الانتهاء ، كـ طريق مُستدير عاد لنقطة الإنطلاق ، ليكرر حينها استفساراته المُزعجة : زين مـ قتلي شبيها هاي البرشة ؟

ملل كسا الصوت ، و الجسد إذ ارخاه على المقعد قائلا : هسة شحجينا ؟
شعليك انتة شبيها !!
لتحاول تحجي وياها لو شي ، مالك دخل بيها يسّار

: على اساس شلون اخلاق عدها حتى احجي وياها !
بس حلوة بت الكـ

فيعود لحظتها مُنتصب الظهر ، قاتم الوجه ، و حاد النبرة : بالله العلي العظيم ، اذا سمعت منك هيج حجاية تافهة عليها لو على غيرها يا يسار راسك اكسره ، انتة جاي تشتغل حتى ترجع تفتح بيتك مو تستهتر اكثر

ضربة خفيفة من الكف على الفخد ، و زفرة كسل يتلوها تمرد : اهووو بدينا

ليكون صمت اللسان بالمرصاد ، تاركاً مُهمة التقريع للاعين ، فتحاشاها اخيه معللا : عراق اني مو عمري 18 سنة !! ركز شوييية ترة عبرت التلاثين اعتقد مو من المنطقي تعاملني عبالك " كأنه " مراهق

عندها واجهه بشراسة ، بغيتها تعليمه اولى خطوات المسير : اثبتلي انتة عبرت فترة المراهقة حتى يتغير تعاملي ، كلشي متوقف على تربيتك لنفسك بهالشهرين





*



عش أنت أني مت بعدك وأطل إلى ماشئت صدك
كانت بقايا للغرام بمهجتي فختمت بعدك
مـاكان ضرك لو عدلت أمـا رأت عيناك قدك
وجـعلت من جفني متكأً ومـن عـيني مـهدك
ورفعت بي عرش الهوى ورفعت فوق العرش بندك



بشارة الخوري





يومان أخران ، كان لهما من بعد الله الفضل في امداده ببعض سلوى ، اللقاء الأخير إستنزف روحه فعلياً !
ظن بالبوح راحة ، ليصعقه الواقع بغبن أعظم ، ما عايشاه حفر قلبيهما بـ عاهة لن تزول حتى يلفهما اللحد

: بابا ، العشا صار ، تعال للصالة

إبنه ، إبراهيم ، كان قد دلف في المكتبة الخاصة به ، مُحطماً خلوته مع احد الكُتب العلمية
رفع رأسه نحوه ، ليلقى في وجهه الصغير ملامح خاله ، بـ إنزعاج حقيقي نطق بما اعتاده منه ولده : ما ارريد
و قول لأخوك لحد يدخل علية

: بابا عفية تعال ، صارلك شقد مقاعد ويانة عالأكل ؟

توسله المُمتعض جرجر وعيه التائه في غياهب الذكرى ، ليعلق بـ حاجبين ارتفعا إستغرابا : نعم ؟
من شوكت تحاسب ابوك ؟

: مو احاسبك بس مشتاقيلك

زفرة ثقيلة اخرجت الكثير من صدره ، بل ظنه كثيراً حتى تعثرت انفاسه بالاكوام المُلتصقة كالعفن في رئتيه ، لينهي مع إبنه الحوار عجولاً : حبيبي عندي شغل هسة
يللا بابا اطلع و سد الباب

و قبل ان يجد من الصغير ردة فعل ، ظهر من خلفه قزم جميل الطلّة ، ضاحكاً ملأ فمه المُبتهج ، صائحاً بـ دلال : باباااا يللا عشا عشا عشااا

حينها استدار اخيه الكبير نحوه ، قائلا بـ خاطر مكسور : ميريد عشا
امشي احنة نروح

: لاا وييين نرووح !!
بابا يجي ويانة

: ررح احسب من واحد لتلاثة و ارريدكم تختفون من قداامي

و قبل المباشرة بالعد ، تسلسل الاكبر جاراً اخيه العنيد بـ كرامة خُدشت
لما اختفيا خلع نظارته ليرمي بها بـ كسل امامه ، لتقوم الكفان في محاولة فض الضيق من على الوجه الايهمي

: ليش متريد عشا ؟
كسرت بخاطر ولدك

دخولها المُفاجئ أزعج به السكون ، لتبدو على الملامح تلك التجعيدة الخاصة بها ، الا انه لم يبدل من وضعية رأسه المُطرق نحو الكتاب ، بل بالغ بإغداقها اهمالاً و هو يعيد ارتداء نظارته
لكنها لم تستسلم لعكرة مَزاجه ، فهي مُعتادة على نكساته النفسية و التي لا تعد و لا تُحصى

رغم ان هذه اثقل من سابقاتها بأرطال ، فهو حتى لم يُبادلها بصراً منذ اسابيع ! و كأن إشمئزاز الكون سيندلق من عينيه ان فعل

تعلم جيداً لفتات كُرهه لها ، و إن سُئلت عن الندم لما أجابت الا سلباً .. لم و لن تندم على خوض حربٍ غير مُنصفة يوماً ، لن تندم اطلاقاً على غزو ارض الاخرين ، و استحلال خيراتهم المُحرمة ، حتى و ان تشققت بها تربتهم ، حتى و ان جفت مُزنهم و ماتت ، لن يطرق بابها ندماً يعض بنانها

: طلعي بررة و سدي الباب

نبرته الحازمة شدت شعر شياطينها لتثور رافضة قمعه السادي لحياتها و طفليها ، اضطج بروحها سليل السيوف لتصرخ به و قدماها تسوقانها للداخل اكثر : ما رح اطلع اذا متجي وياية
صارلك شقد مقاعد ويانة عالاكل ؟ حتى جهالك نسوا شكلك

لم يبادلها النبرة ، بل هيج فتيل غضبها اكثر ببرود تحركاته و الكلام : لتختبررين صبرري و طلعي

استوقفتها كلمته الاخيرة ، لتثبت محلها لحظة ، ثم يكز غيظها على فك روحها المُشتعلة ، فصاحت به بقهر سافر ، لا يستره جلباب التحكم بالذات : انتة شنو قصتك ؟ صارلك اسابيع زايدة حالتك
ممليت من وضعك ؟ كاافي بطل بعد كم سنة تحتاج حتى تستوعب حياتك و ترضى بيها

ليرفع رأسه نحوها أخيراً ، فيدفع نظارته الطبية بإهمال ، ثم تأتيها زجرته بذات الهدوء المتماسك : اعررفي احجي

لم يخب سنا الثورة ، بل رُفعت شعلات الانتفاضات اكثر ، ناهيك عن الموقد الكبير الرابض بين اضلعها : اعرف احجي كلش زين مو انتة تعلمني
شوف نفسك و تصرفااتك و راح تعذرني

فـ يجابهها بنفوذ الحُكام الصُم و العُمي عن دمار شعوبهم : قلت بررة

لا تدري أ دمعة تلك التي توشك على الهطول قهرا ؟
صرير صوتها نفذ الى أسماعه اخيرا ، و تحشرج انفاسها ادركه ، و لولا تحريم الشماتة ، لـ شمت !
: والله ما اعرف شمصبرني على واحد حتى اسمي يستنكف يقوله !

ببسمة مُذهلة ، أوجعها قولا : اسألي نفسج

: بس هالوضع مينسكت عنه

اتسعت البسمة بملئ قهره ، و حقده : يارريت متسكتين و تخلصيني

توغلت اكثر حتى وصلته ، فإنتصب جسدها قرب احدى المقاعد و نبرتها علّت بفيض بوح : تدري بية ما اعوفك لو شمسويت
عادي تجيك دائما هيج فترات انتة ، بعدين تتحسن

اغلق الكتاب ، و معه شعرت و كأن يداه قد صفعت روحها المُرفرفة حول شُطآنه الكئيبة : هالمررة إنسي

توجست من ثقته خيفة كابوس الخمسة عشر عاما ، لتهمس ثائرة النبض : ليش شصار هالمرة ؟

ودّ شييها على أسياخ القلق ، لم يكن بينهما مودة و رحمة كما بين اي زوجين ، و لن يكون و لو من بعد اعوامهم الماضية مضت الفا : ترريدين تعررفين شصارر

: طبعا اريد
حتى جهالك يريدون

اندفاعها اعاد لوجهه دم السخرية ، و الملل ، ليُحاكيها بتأن هدّاف ، و شبكته اعصابها المنفلتة : لا عوفي الجهال على صفحة - على جنب -
لأن ما اتوقع ترريديهم يعررفون سفالة امهم

ضربة قوية على المكتب امامه ، و صيحة أُستخلصت من لُحاء ضيق خنق حبال صبرها : اييييهم احترم نفسك

استرخاء عميق في المقعد ، و النفس الأمارة بالإيلام صفقت له مُشجعة ، ليشذب نبال اوجاعه الكُبرى ، ثم يرسلها نحو قلبها : بالتعامل وياج ميحتاج اي احتررام صدقيني

انحنى الكتفان هما ، و القهر افلح اخيرا في تفتيت الحصى الخانقة للحُنجرة ، و شحذ الصوت من طرقاتها المتعروجة : فهمني شبيك

تنهيدة خفيفة على الهواء من حوله ، و لكن ثُقلها يعادل اطناناً لو قيست بـ ما تحمله من هموم : تدررين شبية ؟
من اسابيع رردتلي رروحي
جانت قطعة من قلبي ضايعة و لقيتها
الهوا الي جان يخنقني يمكم تغيرر ، تقدررين تقولين جنت شبه ميت و الله حيياني

فزع
فزع حقيقي اصاب وعيها ، ليتسربل التماسك بعيداً ، نملّت على اثره اطرافها : انتـ ـة شدتحجي ؟

: دُررة ررجعت

فاتحاً ذراعيه مُرحبا بقوله ، أ رأيتم احمقاً يُطلق اهازيج عرس لـ ما يقول ؟!
اي هُيام يأكل روحه ، و اي ضياع ؟

: دُ ر صـ صـ ـااف

شهقة أفرغت من ملامحها الدما ، لتصير كالاموات شاحبة ، ساعة النهاية دق جرسها حتى ثُقبت اذان السامعين
قلبها و الروح فالجسد
اهتزت اركانها اجمع ، لم العودة ؟
الم تكتف بترك شبحها بعد الرحيل ؟ ذاك الذي ظلّ يحتضن الايهم بتملك حقير ، يغطي عينيه و يصم اذنيه !
يلتصق به كما العلكة ، يزداد بأسه رغم مرور الاعوام و يقصيه عنها و عن اولاده ، ألم تكتف ؟

لبّى الفؤاد " دُررة "
ليستقيم واقفاً على اعتاب ذكراها الحبيبة ، معلقا بـ قهر فُك قيده اخيرا ، ليبوح : اي دُررصاف الي بأقذرر الوسائل بعدتيني عنها
الي استغليتي مصيبتنا حتى تضيعيني و تضيعيها و حتى تضيعين نفسج

هبطت مقعداً ، و لو ان الارض اولى بهبوطها المُنهار ، لم تزل الصدمة تُغشي ملامحها الباهتة ، المرتعدة !
من اضخم الصعاب تلك التي تحصرك في جحر اللا حيلة ! هو لم يكن يوما رجلها ، مُطلقاً ، آنى لها الخوض في ارض معركة خاسرة ؟ كيف تُسابق في ربوعِ الهزيمة ؟
دائما و ابدا كان لأُخرى ، مرت سنونها معه تحمل امآل سنينٍ قادمة ، أن إنه سيتغير
لربما حين اهداءه طفلاً من بين احشاءها ، لربما حين ان يكبر ذلك الطفل
انتظار اخر ، فطفل اخر ، يقيده بها دون ارادته و يبني لها عُش وهم جديد ، و خيمة أمان لا وتد لها !
و لكن ، لا اضمحلال لرفضه ، و لا انهيار لسدوده العُظمى
بل ان تباعده يتضاعف ، و انسلاله من بين اياديها يتسارع نبضا تلو نبض !

تحشرجت احرفها عند المضيق في الحُنجرة ، علامَ ستقدر ؟ أ على انفاس ضحلة ام حديث راجف ؟ : ويـ ـن رجعـ ـت ؟

تحرك من خلف مكتبه متفانياً في ضبط بسمته الشغوفة برؤية بعض ما عكف اعواماً مُلاصقا لروحه و المُقل ينعكس عليها : مو شغلج
احسبي حسابج العقد الي بيننا حينتهي هاهية

راح الرعب يقتات على وعيها اكثر فأكثر حتى نُهبت عقلانيتها ، فصار لسانها ثقيلاً ، كما النبض الغائر بين اضلعها : مستحيـ ـل

: هه
شنو المستحيل ؟
قبل جانوا اهلج الهم سلطتهم و قدرروا يدمررون حياتي وياج
بس بعد ماكو شي يوقف بوجهي سمعتيني ؟

: جهالـ ـك

إستمتاعه وصل الذروة ، بينما ملامحه تفيئت بالغم ، تُخبره الا تتعجل بالفرح ، فلابد لك من صبرٍ جديد : تتوقعين تلووين ذرراعي بيهم ؟
مكفاج من كسررتي رراسي بـ دُررة
اذا هالسنين خلتج تنسين شنو يعني دُررة اررجع اذكررج
تررة و لا لحظة بحياتي نسيتها ، و لا لحظة قدررتي تاخذين رربع مكانها ، اصلا بقائي وياج جان بسببها شنو نسيتي كل شي ؟

: كافي

: ليش تسكتيني ؟
انتي تدرين بكل هالحجي ماكو شي جديد عليج

في دُرك الجحيم صار مقرها ، يلوح لها بيده ان هلُمي هنا ، حيث بقاءك الازلي : عبالك اني اسكتلك ؟
اشوفها تهجم بيتي و اسكت ؟

الق دلوك ، و واجهها بمخاوفها العفنة : يا بيت هذا ؟! من كل عقلج تحجين ؟ الي مثلج ترريدها من الله تخلص من هالسجن

لم تستطع للوصال سبيلا ، فهاهي تتخذ اخر ، مُنعدم الرحمة ، كما اعتادت : ادمرها ايهم
و حق الله ادمرها اذا قربت منك و هدمت الي بنيته

اتقاء المنايا كان لزاماً مفروضاً عليها لو تفكرت ، أبعد كل الوجع تنهال عليه بقذارات جديدة تُغرق بها صدره ! أو تظن منه استسلاما جديداً ؟
ببالغ الكراهية و المظلومية ، ضربها بسوط الكلام بلا شفقة ، فأمثالها لا يستحقون حتى الفُتات : حتى اشوفج شلون يصيرر الموت
من قدررتوا تسيطررون علية قبل جنت صغيرر ، غبي
بس هالمررة غير شكل ، بعد خسررتها و ماكو شي اغلى منها حتى اخسرره ، اذا لمستي شعررة منها تكون نهايتج و نهاية اهلج على ايدي ، و تشوفين

هالها التهديد حتى تساوت عندها الرؤية و اللا رؤية
إختفى من امامها فأنطلقت رجفتها لتفضح حُطامها





*




على طاولة الطعام الطويلة ، تجمع افراد العائلة يتبادلون بضع احاديث و بصر !

بعد حادثة المطعم ، عاد العصفور لعشه الدُري ، فعقب التجاهل الكريه و الذي اغدقت عليه به ، ردت على اعقابها تحنو عليه
و هاهي تجاوره المقعد ، تختار له لُقيمات لذيذة ، تُغذيه كما الأم
عند وجودها حوله لا حاجة له لوالدةٍ و لا تمني ! فهذه الحنون عوّدته على الاحتضان طيلة اعوام الغربة حتى صار صغيرها البار المُكتفِ بها دون البشر

ادرك الجميع تبدل حاله حين رضا الدُر عنه ، من بعد خلافٍ لا يعلمون سببه ، إلا الحنطية الخرساء

مزاجه المُصاحب للنشاط جعله ربان المجلس الحميم ، يتشقلب مرحاً بين المواضيع ، متسليا بردود الفعل المتباينة من حوله ، اذ ان صغيريه شاركاه الجنون بمثله
بينما الدر و والدته فجادتا عليه بحنو عجيب يزيد من عزمّه لمواصلة الإنفعال ، فقط العراق و اخته الصُغرى من لم يبادلاه تأثراً حقيقياً

تلك الصُغرى ، الحانقة !
لو احصى الكلمات المتبادلة بينهما على مر الايام المنصرمة سيجدها لا تتعدى الخمسين كحد اقصى !!
ما يثير استغرابه حقاً هو صمت البقية و تنحيهم على جانب ارض اللقاء ، مُحايدين .. فقط عراقاً من تدخل مرة ، وضع له فيها قوانينا و من عقبها ابتعد ، تاركا له و لتلك الفضاء خالياً الا من قلبيهما المتخاصمين

رنين هاتفه قطع عليه حديث اللهو مع ابنته ، و تهلل وجهه حين الرد وخز قلب تلك المُنزوية على ذاتها ، و جعلها نقطة تمركز انظار البقية قلقين على أسآها !

: حبيبي جبتلي الرقم ؟
اوكي اوكي
يعني هسة بالباب همة ؟
ماشي
اقلك هوة الي ديبيعها ابو من ؟
ابو جود
اوكي اوكي
ابو جود و صاحبك اللاخ ابو نور
ماشي وردة
مشكوور ألوني
ههههه مشكور محمد حبيبي

مُكالمته هي الاخرى ضُجت بالحماس ، و سنين الشباب !
يتجمل وجهه حين محاكاته لرفيقه الوحيد هُنا ، هذا ما فهمه الجميع .. حين انهاءه الاتصال استقام من محله مُتعجلاً ، متحدثا مع اخيه : عراق جوي الجماعة جايبين السيارة ، تطلع وياية تشوفها ؟

هزة رأس خفيفة من العراق ، تلاها تساؤل والدته السريع : يا سيارة ماما ؟

كانت حركاته عجولة ، كما الحديث المنفعل المحبب على قلب اخته ، اذ ظل رأسها مرفوعاً نحوه و البسمة العطوف تزين الملامح الهادئة : سيارة صديق ألن صديقي ، ديبيعها و الن قلي خوش سيارة و نظيفة فهسة جابوها دنشوفها

لتصيح طفلته بإنفعال برئ ، مُبتهج : المن السيارة بابا ؟
الك ؟!

: اي الي
يللا عيني نادرات رتبوا الاستقبال و حضرولنا شي اخاف يدخلون الولد

ليهرع مُبتعداً حال انهاءه جملته الضاحكة ، و من عقب اختفاءه تبادلت الدرة مع والدتها نظرة واعية حق وعيٍ لما وراء ما يحدث ، فتقطع الحوار الصامت بينهما تمني بنبرة خافتة ، مُرهقة : ليش هوة شقد ناوي يبقى ؟!

كان العراق على وشك المغادرة لما وصلته همستها المتوجعة ، فإستوقفته كله ثم استدار قائلا من محله بكثير من حنو : يبقى لحدما تسامحيه و ترضين عليه

عُصِر داخلها حتى أُحيل زُلالا ، لتبتسم ببؤس و نظرها حاكى اخيها مُمتناً لوجوده الجميل ، لا بلغها الله حُزنه و لا فقده
غادر و من خلفه الصغيرين ليترك النسوة تتجالسن بـ مشاعرٍ لا تُحكى ، فقط تهرش دواخلهن

بادرت دُرصاف بالتحرك تنفيذا لطلب اليسّار ، لتحضر صينية صغيرة بها كأسي ماء ، و أُخرى تحوي علب عصير و صحن كعك

في كل حين تسترق النظر لـ تمني و والدتها ، و حوارهما الخافت ارهق روحها شجناً ، كم سينتظرون يساراً دون تدخل ؟ الم يكتف بـ طيشه ؟ الا يُبصر ذبلان زهرتهم الجميلة ؟
لولا اتفاق عقد بينهم و عراق لكان تدخلها حتمياً ، و لكن شقيقها حذرها و والدتهما من مُحادثة اليسار او محاولة تليين رأسه و هما على يقين بأن هنالك تأديب خفي و تربية صالحة يتبعها العراق معه لذا تتحاملان على حُزنهما و تصمتان

التفتت صوب القزمين الآتيين ، يتقدم اليزن توأمه ناطقاً بحماس : خاالة وين المي و العصير ؟ همة ميقبلون يدخلون فـ برة ناخذلهمياه

: مامااا السيارة تجنن تجننن رح يشتريها بابا

كانت زين من توجهت سريعا نحو والدتها صائحة بحماس طفولي ، لتستقبلها تمني بـ اهتمام مُزيف لاك اوجاعها بين فكيه

: يللا زين تعالي انتي اخذي صينية المي و اخوج ياخذ العصاير

كانت الدُر من نادتها ، لتأتيها راكضة تحمل عنها الصينية و الفرحة الحلوة تملئ شدقيها
تقدمت اخيها ، تسير خطواتها بحذر لطيف رسم البسمة على الوجه العبوس لوالدتها

كادت تعثر و معها تخبط فؤاد التمني فوقفت سريعا لولا تدارك الصغيرة لذاتها وهي تستمع لـ ذكر النسوة اسم الرحمن ليحميها

: على كيفج زنزون ابوج ديشتري سيارة مو طيارة

علقت درصاف بمحاولة حثيثة لتلوين المجلس الداكن ، ضحكة خفيفة غالت بها لتبدو و كأن مصدرها القلب ثم تحرك بطئ لتُشارك والدتها و الاخت المجلس

لتبادر حينها والدتها لكشف محل نُدبة قديمة ، بـ عزم الامهات الحازمات

: دُر ، هسة ماكو احد بس اني و اختج
تدرين من الجمعة لليوم بالنا مهموم بيج

و كأن بالتمني انسلخت من احزانها لـ تفقد التفكير بكل شئ خلا الاخت الحنون ، فتعتدل بجلستها سريعا ، مُعلقة بـ حذر : اي دردور وحق الله حجي ماما صحيح و كلللش متأذين علمودج بس نخاف نحجي

تحشرجت انفاس الحديث لحاظاً ، ثم استعادت السيطرة على كبوة الانفاس الجامحة ، لـ تغلب بؤسها بـ بسمة تشق الوجنتين دون ان تدميهما !

: فدوة لعينكم لتبدون بأسطواناتكم ، ابقوا خايفين و انسوا الموضوع

وجهت الصغرى نظرها صوب المدرسة العُليا ، لتجد في احداقها كومة حديث ، يكاد ان يقفز مع كُل رفة هُدب ! زمت شفتيها ثم كررت تصر على اختها : هسة انتي مو تحاولين تجرجرينا من حزنا ، خلينا شوية احنة هم نشيل همج

: شلتوا همي بما فيه الكفاية

جملة نُطقت دون سيطرة نوعية " ذهنية " ، حال ان انهتها حتى اتسعت نظراتها فزعاً من ردة فعل الامرأتين .. تباً ، لم تشأ اغراقهما في زوبعة قهرها ، و هاهي تخنقهم بها دون قصد

: عيب هالحجي
مو احنة غربة حتى منشيل همج

اضافة والدتها كانت قاسية ، مقهورة !
لتبتلع ريقها خجلاً من لسانٍ افلت ما لا ترتضيه ، و لا تنتويه .. الف تُعس للحظات الحمق تلك

: مو هذا قصدي ماما ، بس تدرين بية كلش زين ما احب احجي ، شلون يعني ؟

صمت والدتها ارهبها ، اذ ادركت غضباً سافرا راح يصول بحرية في نفسها العزيزة ، لتتدخل حينها تمني بـ نبرة ناعمة كـ حروف اسمها الجميل : ميخالف حياتي احنة هم خطية ، حسي بينا والله العظيم اني بيوم الي شفناه بالمطعم مقدرت انام بالليل من التفكير
تمنيت اسوي اي شي و اخليج تنسين شوفته

بموهبة اكتسبتها اثر تدريب مُكثف ، صقلت تأثرها و خرج صوتها مُتمكنا ، بينما الملامح تراصت بـ قوة جليدية مُعتدة بشجاعتها : يا عيني اني صغيرة تخافون علية من هيج شي ؟

رفة جفن ، و من ثم اعتراف مُهمل ، اذ ان معرفتهم ستكون مُحتمة ، لذا لتكن هي القائلة : ترة اني شايفته هاي مو اول مرة

شهقة تمني ، و صبر والدتها عن الكلام ، اخبراها عن العجز التام في عائلتهم !
: من جيتي اول مرة من الكلية صح ؟ جنتي منهارة !

: اولا مـ إنهاريت ، ثانيا بيومها شفت قيصر ، ورة كم يوم شفته

اتمت كلامها ثم تبسمت ، فأُضئ وجهها كالبدر .. فاضت احداق الصغرى بالدمع الحزين ، بينما مربية الاجيال فتصبرت خير تصبر

تُحاذي حافة الهاوية حديثاً حذراً كانت التمني : بس لا يداوم بالكلية هوة هم ؟

لتُجيبها منفردة الملامح قدر الاستطاعة : اي عيني يداوم بالكلية و متشاوفين هواية و كلش عادي ماكو شي يخليكم تخافون

ذُرف العتاب الشديد من احداق والدتها ، اما التمني فـ كان السكوت خير رفيق لـ صدمتها .. و لم يُقطع دابر صمتهم سوى الدخول الحماسي للأصلع و طفليه ، اذا سارع في التوجه صوب والدته ليعتصرها احتضانا شهقت له الاناث فزعاً
بالغ في تقبيل خدها ضاحك الوجه و كأن لا هم يقربه ، ثم اعتدل بعدنا واقفاً مُشيرا بسبابة يُمناه صوبها فـ دُرصاف و اخيراً تمني

: يللا بسرعة عزيزاتي قوموا بدلوا دا افركم بسيارتي ، يللا عيني استعجلوا

اعصابهن المشدودة خنقت المرح في انفسهن ، لم تستطع احدى المصدومتين تحرير انفسهما من قسوة الاعتراف الاخير ، فأخذت الدُر على عاتقها فض التوتر بـ ضحكة خافتة و قول لطيف : لا بالله !
اسرع عملية بيع و شرا شفتها بحياتي

: يابة جماعة صاحبي ذولا لعد شتريدين
و بعدنا ممتكاتبين على الخميس ان شاءالله
يللا عيني يللا فضونا

: انتو روحوا الله وياكم اني رايحة انام وراية دوام

اضافتها كانت باسمة ، لتتحرك بعدها مُغادرة إياهم تُشيعها انظار الإمرأتين ، فتتبادلا بينهما اسرار حديث ساكن ، تستقيم من بعده التمني متحدثة بـ هدوء يجز عشيبات رفضها : ماما ابقي يم دُرة و اني اروح وية الجهال

هناك ، حيث يمكث القلب ، تشنج !
بوغت بتأتأة روح مُتلهفة ، و صمت لسان اعرض عن البوح عناداً ، بلا شعور التفت هاربا بعينيه لئلا تبصرا مشقة الحب فيهما
لينطق اخيراً ببحة فاضحة ، غلبّت مُكره : يللا ننتظرج بالسيارة احنة
سعل بخفة مُبتلعاً شوقا غص به بعد تربع صوتها على اسماع قلبه ، ثم اضاف مُحدثا التوأم بنية ستر فضيحته
: يللا بابا احنة خلي نطلع قبل امكم



*







على مقعد السائق يحتجز نفسه بـ صعوبة !
يستمع لضجة الصغيرين دون فهم ما يقولانه ، يواجه مغبة الانتظار لأول مرة ، و كأن بمرجل شوقٍ يتوسد رئتيه ، يتخذ من اضلاعه حطباً يحترق لأجلها .. حماسه السابق لأجل السيارة تبخر و كأنه قطرة ماء تحت شمس تموزية ! فما يُثير به الروح حينها اعظم بألف مرة

أحبها و لم تزل دُنياه في الهوى ، لو تفكرت قليلا بـ عودته إثر تهديدها الوقح لسامحته على ذلك الهجر المُقيت
أ تعقل ما تقول يا احمق ؟ أ تُريد منها ضعفاً و استسلاماً لرجوعك المُبجل ؟ و كأن لا موت دونك اصاب صباها !
ويحك من شرقيتك الخرفة يا أنت ، ان ما يُقصيكما عن بعض اوسع من وادٍ بين جبلين ، و انت لم تزل تزيد من اتساع الوادِ بخطايا تتلو بعضها بعضا !

: جتييي ماماا

التفات سريع ، مُباغتٌ للعنق العريض جعل من عظيمات الرقبة تستصرخه توجعا و امتعاضا ، أن تباً لك حطمتنا

" آخ "
افلتها مُنكمش الملامح ، و البصر نفذ راكضا ، مهرولا حيث القادمة ، لتنبسط تجعيدة الالم ببطئ راجف ، يُتابع احتشام حضورها ، و روعته
رفت اجفانه تباعاً ، اما الخافق ، فلم يترك لذهنه لحظة تفكر ، بل قاده كـ ضريرٍ له من يحركه

دون ان يشعر وجد نفسه مترجلاً من محله ، شماله تدعك العنق محل الالم ، و يمينه تعتصر نفسها عقاباً على ما جنته بحق هذه الحبيبة

بـ طفولة تقطن في روحه راقبها متلهفاً لرؤية اعجابها بـ سيارته ، لتصيب لهفته خيبة بتصميم غريب جعل انظارها لا تنحرف من على الاسفلت ، تنهيدة منفطرة الخاطر ، و من ثم سابقها الاستدارة حول مقدمة السيارة ، شاعرا بشهقة الصدمة العاقدة حُنجرتها ، متيبساً بـ ذهول من الذات الغريبة المُتأثرة بلفتاتها الخفية

لولا ارتداءها لـ حذاء منعدم الكعب لـ تعثرت ، هذا ما تيقن منه لدى تدقيقه في سيرها الراجف اثر حركته اللبقة بعد ان فتّح لها باب السيارة
لمّا دنّت ، صبت على رأسه دلو عشق !
فـ هام بها و شرد عن الدُنيا لحاظا .. النضج الجديد لها جعل منه ابلهاً امام حضورها الصامت
استوقفت حركتها امامه لحظة ، رفعت بها حاجبيها تعجباً من حاله الغريب .. رشقته سهاماً مُشتعلة الرؤوس دون جدوى
فلا زال مُتسمراً محله دون حِراك .. لما طال انتظارها لحظات ، نطقت بأحرف ثابتة ، لم تحمل بين طياتها وجيف النابض الهائج : مرح توخر حتى اصعد ؟

: هاا اي اي اسف

تحرك بسرعة تاركاً لها المجال مفتوحا للمرور ، و بالسرعة ذاتها رُفعت يده نحو رقبته تُدلكها بعد تأوه عفوي صاح به ، و قبل ان تخطو بها القدمين سألته بـ برود : شبيك ؟

: رقبتي تشنجت ، نعلعلا

شكواه كانت لطيفة ، تُطابق تدلل صغيريه ، انتفض قلبها بقفزة واحدة اوصلته الحلق لتبتلعه بهلع غير مُستقر ، ثم تبتسم برعشة خفيفة
دون اضافة تعليق يقتل سحر اللحظة سارعت بالدخول الى السيارة ، فـ اغلق الباب خلفها نافخاً من صدره كومة تشنج

ابتلع ريقه المُتيبس حتى شعر بخدوش بلعومه تنزف قهراً من ذاته الظالمة !
بسمتها إنطبعت على سطح مُقله ، حتى جعلت منه احمقاً تائه الخُطى و النبضات !





*






بعد رحيل التمني ، و ذهاب عراقٍ لـ حُجرته ، توجهت بها الخُطى حيث الحُجرة السفلية المُكنزة دُراً لا ينضب ، جعلت خطواتها مسموعة قبيل وصولها الباب المُشرع ، فلا تود ان ترى ابنتها بحالٍ يخدش كرامة تعتز بها كالروح بل و اكثر

لما دلفت وجدتها تستلقي على السرير نصف استلقاء ، و الهاتف يتوسد كف يمينها .. تبسمت حال قدومها و كأنها كانت مُتيقنة من سرعة مجئ والدة اضنتها الامومة

اعتدلت جالسة و الترحيب خرج من فمها مصحوبا بضحكة قصيرة : ها عيني ، هلا بست سميرة

ليقابلها وجوم الالف حُزن على صفحة الوجه المُجعد قبيل اوانه ، فتجاعيد الهم اعمق أثراً على الوجوه من تلك التي للعمر !

: دُر ، ايهم حجى وياج شي ؟

رجفة ، فـ شحوب ، ثم نطق مُمتعض : ماما الله يخليـ ـ

: انتي الله يخليج ، جاوبيني

جدية السؤال و اصراره ، جعلت من روحها تتوجس مخافة حقائق مخفية : اي حجى ليش ماما شكو ؟

: قلج ليش تزوج ؟

هج القلب من صدرها و شُيعت قوتها بجنازة تليق بـ كونها من صفوة النساء .. وارت اضمحلال تماسكها تحت كثبان الكبرياء ، بصعوبة !

: جاوبيني دُر ،
ايهم قلج شنو الي جُبره على هالزواج ؟

" جُبره !!! "

انهالت على روحها الركلات ، حتى شعرت و كأنها تحمل رحماً ملئوه الاجنة ، فتتساقط منها واحداً تلو أخر

كانت على يقين من ذلك ،
هو لم يهجرها ، لم يفعل .. كانت أكيدة و إن ظاهرت بالعكس
ليست حمقاء لتُصدق كذبة إبتعاده خجلاً منها من بعد كُربها العظيم ، و العظمة لله وحده
لكنّها ودّت التصديق ، لُتقصي نفسها عنه ، و عن ذكراه

: ماما الله يرضى عليج ، ماكو داعي نحجي بهالموضوع

جملتها كانت صادقة ، منبعها شعورها القوي بـ انتهاء فصول رواية اكل عليها الشوق و شرب ، حتى الحنين لم يعد ممكناً ، يكفيها ان يكون من الظُلم بحقها برئ

لا ترغب بالخوض فيما لا طاقة لها على تحمله .. فـ لا تواصلي يا اماه ، أتوسلك صمتاً اخر ، و نسيان

: لا امي اكو داعي
حمل هالولد على ظهري من خمسطعش سنة ، محد يدري بقهره غيري اني و ابوج الله يرحمه

اتسعت احداقها و ارتعدت فرائصها ، تشنجت اضلعها و تعسر على جسدها اكمال المهام الحيوية
كُشف الغطاء عن الحُزن العتيق ، لتثور الاتربة حتى خنقتها جُل اختناق

: دُر امي
اني جان سكتت ، و ظليت ضامة الموضوع لو انتي مشايفته ، بس رجعتج جانت تخطيط من رب العالمين فدوة لإسمه
يمكن يريدج تعرفين الحقيقة ، تعرفين انو ايهم عمره مـ جان سبب بأذيتج ، بالعكس امي

ناح كبدها كما لم ينوح قبلاً ، ضاقت عليها الجدران و تزلزل بكيانها السرير ، فغادرته
تحركت كـ ما التائه المُتخبط مُبتعدة عن والدتها حتى مُنتصف الحُجرة ، ناطقة بلسان ثقيل ، خائر القوى : ما اريد ، ماما ما اريد اعرف شي
الله يخليج عوفيني ما اريد

: لازم تعرفين
من حقج تعرفين ، و من حقه عليج تعرفين
دُرصاف ، أيهم ضحى بحياته علمود يطلعج من الأمن !
انتي تدرين هوة طلعوه قبلج بيوم ، لإن اخوان جنات جانوا بالمخابرات و طلعوه ، بهاليوم الواحد مـ خلا شي مـ سواه ، و اخر شي قدر يسويه يتفق وياها تخلي اخوانها يساعدوج ، مقابيل زواجه منها !


تولى القلب سفاحاً ، بساطور
مزق لُحيماته بلا مشقة ، فهو بالأصل كان مُمزقاً ، بالياً كـ خرقة
لم تنزف ثلماته ، اذ ان نزيف الاعوام قضى على نحب دماه ، فانهاها حتى اخر قطرة !
بحسرة كُل من ناح ، و وجع كل من انتحب ، صاحت روحها الغوث يا الله ، فليس لي من دونك مغيث .. إني أموت ، فـ برحمتك ، و لُطفك ، خفف علي السُكرات




*




حُلم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 24-10-15, 11:25 PM   المشاركة رقم: 248
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بسم الرحمن ابتدأ و بحمده انتهي

صلواتكم و الطاعات ثم الرواية يا احبة



راء






آنى لنا التعايش مع أُناسنا بـ صدق حقيقي ؟ فنعترف لهم ما يعتمل في الروح من أشجان و لينتهي البؤس العنيد !

نعتصر الأشياء في ارواحنا اعتصاراً حتى تندلق من المآق إنتفاضاً على وحشيتنا !

ما مُتعة كسر الخواطر و القلوب ؟!
أليس من الاجدر بنا ترميمهم ما داموا ساكني الفؤاد بملكية أبدية ؟! لم اذاً نُغالي في إحالتهم حُطاما ؟ متى التفقه و التغيير ؟
متى سنُبدل ما بأنفسنا العليلة !









بين جدران ضيقة ، خانقة ، تحتجز رفرفة روحها المُبللة بغيث الحسرات ، كينونة الصمود صُدعت حيطانها حتى آل سقفها وقوعاً دك الصمت و ما يخفيه ! ليلوذ البوح بدمعات ثقال ، كـ احمال الكاهل المُنحني عللاً لا شفاء لها ، تكتظ انفاسها الحارة فتحترق بشرتها بلهيب روح اعتادت النيران

في الحمام الصغير العائد لـ الكادر التدريسي ظلّت دقائق طوال ، تُقارب العشرين ، يُسراها تعتصر صدرها محل القلب ، تتمنى لو بإمكانها إنتزاعه من بين الاضلع انتزاعاً لا مرد له ، قلباً ضعيفاً احمقاً فاشلاً في اول اختبار كـ هو ، لم تُبصر !

كيف له و بعد عُمرٍ قضاه في صفوف التعلم يتهجئ ابجديات التصلب و الإقدام ان تنحل لُحيماته و تُذاب العُظيمات فقط بـ مُحاورة واحدة تُبالغ في تذكيرها بالماض ؟!
اي فشل و اي غباء يحمله حتى اضاع اعوام الدراسة عند دق ساعة الامتحان !

" أسف "

أ تعويذة سحر هي افلحت في تفتيت حصاها المُقاومة ؟!
ام تميمة عشق لم يُذَق - من بعد العشرين - تاهت يوما و لم تجدها سوى الآن هي ما اغدقت عليها ذوبانا ؟!
يا ليت أسماعها صُمت عمّا يُميع الروح الجامحة ، الف ليت !
ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً لا تمني ، هذا ما كان عليها ادراكه سلفاً ، قبل ان تُحمل قلبها ثقل صلادة لا طاقة له على عبئها

و ها هي و لسوء التدابير تقع مغشية من الالم ، الم نفسي يماثل زرع سكينٍ في الخاصرة ، و من بعد الزرع تدوير بين الحشا الرخوة ، حتى تسيل عصارتها كما الدمع المُنهمر فوق خدين شاحبين

ألمٌ يستنطقها لتبوح ببعض ما يعتمل في نفسها ، يتوسلها مصافحة الحديث ، يتذلل لها لـ تقتدي بشكاية العالمين .. لكنها تأبى !

مجزرة الوجع و ان تغذت على لحمها و العظام لن تنجح في جعلها تُناجي الناس في هواجسها ، لن تفعل ! اذ ليس في مقدورها صب اشجانها في دلاء الاحبة ، فما بحوزتهم يوشك على الاندلاق ، و لا نية لها لجعل همومهم تُدلق !
لمّن تبوح ؟ فـ التمني تمتلك بعض مساحة فارغة يجب ان تُملئ بصغيريها ، و اليسّار عليه ان يستغل فضاءات حياته في الانشغال بكيفية إستعادة روحه القديمة
اما العراق فـ هي من يتوجب عليها إغاثته من بعد الله ببعض صبر ، هو من يحتاجها بصمت الكبار و تصديهم لـ موجات التهالك

بينما والدتها ، فالموت اهون عليها من تحميل قلبها كُتل الوجع القديم !
هي لا تمتلك سواهم من دون الرحمن ، و لا تريد ان تصاب من رؤسهم شعرة
إستكانتها اللحظية ، و ثباتها على صراط عقيدتها جعلاها تتحرك مُغادرة حجزها الانفرادي بعد ان تأكدت من خلو ملامحها من علامات النياح ، خشية تعري ستر امرٍ عتيق ، لا حال لها لـ تجرع مرارة الفضيحة مُجدداً ، ليس بعد سنين الهرب تلك !

ما ان تحلت تجاهلاً أخرجها من الرواق الخانق حتى الحدائق الخارجية ، حتى غلفت اشعة الشمس جليدها من جوانبه الخمسة فـ أذابته ، لتجعلها تُحتضن برحمة من الله كانت لها شاكرة حامدة ، ناطقة في اسرارها المُكتظة اوجاعاً

ان ليس هنالك من يُشدد على قلبي سواك يا قوي ، ليس لي من يُجبر كسرات روحي إلاك
لست بشئ دون عونك يا الهي


فـ اللهم قوةً
اللهم سلواناً و صبراً
اللهم رحمةً من عندك و لُطفاً

لا سبيل لدي للمواصلة لولاك يا حبيبي يا الله
لم يعد لي قوة ، فأغثني بقوتك يا رحمن
اغثني بقوتك يا حبيبي




*






كـ تلميذ مُهذب ، مُثابر ، ظل على عهده مع دروسه ينتظر مُعلمه رغم تأخره الطويل !

لا يدري أحديث رفيقه السابق قد بالغ في ترك اثره في نفسه بعد أن رسم له بفُرشاة شقراء لوحة مُستقبل جميل قد تكون من نصيبه إن كرّس طاقاته على الشهرين القادمين ، حتى ينجح في الإختبار المُنتظر ، علّ تخرجاً جميلاً يُحاصصه بالقادم من الاعوام

ساعتان كاملتان قضاهما بإنتظار عودة العراق الى المكتب ، حتى يجود عليه بـ وظيفة قد تكون الحلقة الاولى في مُسلسل تعريفهم على ذاته المُنسلخة عنهم منذ أمدٍ بعيد

تبادل مع السكرتير الشاب الكثير من النقاشات خضم الإنتظار المُمل ذاك ، و منها علم بعض امورٍ عن العمل ، و مُنتسبيه ، كـ تلك الحمراء الوحشية بجمالها و التصرف !

إنتقادٌ حاد جلجل في نفسه لدى علمه عن كونها " ارملة " حديثة ، إنتقاد سُرعان ما أُخرس ليعلو رعد القلق محله ! أ للإناث قُدرة على المُضي من خلف أزواجهن بسرعة قياسية كتلك التي للرجال بعد نساءهم ؟
أ تستطعن إهمال الوفاء ، و الحياء و العدو خلف الحياة مُتشبثات بألوانها الزاهية ؟

في اعماق وجدانه ادرك بأن قلقه لا يشمل كُل النساء ، واحدة فقط من تُزلزل بُنيان تماسكه ، و تفاخره

أ ستفعلها تمني و تنتزع نفسها من ذراعي كنيته ؟ تهديدها هو ما جعلّه ينقلب على ادباره صاغراً ، هائج الذهن و النبض ، - رغم مخافته - في اعماقه كانت هنالك بذرة يقين بأنها لن تفعل ، يقوم بسقيها يوماً ، ليهملها بعده ، حسب مزاجه الغريب !

وها هو الان و بعد رؤية إحداهن تفعل ما لا يفعله الرجال ، اهمل سقاية بذرة الخوف تلك حد الجفاف ! ظنونٌ سكنّت افكاره المُبتذلة حتى جعلت الراحة تُفارق مجلسه الرتيب

كان على حاله المُبعثر بعضه لما دلّف العراق مُحييا تسبقه الرزانة ، و تتبعه الهيبة .. شعور مُختل تسلل في عظامه ، شعور بالزهو و الفخر بأنه ينتمي لهذا الرجل ، إنه أخيه !

لم يفُته نظرة التعجب التي طلّت من احداق العراق و كأن اخر ما ينتظره وفاء اليسار بوعوده .. من الجيد تخييب توقعات البعض ، بالذات أولئك الشامخين كـ العراق ، اعجبه ذلك و ضاعف من اسباب تفاخره

تحرك خلف اخيه بعد اذ ناداه ، ليدلفا الحجرة البسيطة ، فيبادر هو بالحديث المُتملل : يمعود عراق وينك ! صار ساعتين انتظرك ، هسة لو مفهمني شسوي قبل متروح

انهى كلامه و هو يجلس على احدى الارائك الطرفية ، و عيناه لم تُخطئا في ترجمة اللغة الغاضبة لملامح عراقٍ ويح من يُغضبه ! فهو من جرب اغضابه ، و احتجز بعقابه الصامت اعواما

اراد فهم ما يجري ، فقرر استمالة صمته للإفصاح عبر استنطاقه بود الحديث : خير خوية ، شبيك ؟ خوما صارت مشكلة وية هاي فرات مدري شسمها !

كان على وشك الجلوس حين الفضول ذاك فتسمر لحظة نطق يسار لإسمها ، ثم استطرد جسده مُهمة القاء الذات على المقعد ، و احداقه تجولت في المحيط ، لتثبت اخيراً على الكائن العضلي الجالس بإسترخاء مُزعج امامه دون ان يبعث له جوابا

ليكرر الاخر بإهتمام باد : اقلك يعني هسة " هاي " حصتها بالمكتب اكثر منك ؟

تجاهل اخر ، جعل كبوة لسان الاصلع تنفلت ليثرثر بـ افكار هزّت حصون عراقٍ إضطر ان يُبصرها بعيون الاخرين .. أجميع من هُنا يظنون بها هذا السوء ؟ : هوة هذا ابو حسين الله يرحمه متزوج وحده بقد بته مـ قال اكيد متزوجته حتى تاخذ فلوسه ، شقد بقت وياه سنة سنتين !! هسة مات و لهفتلها الورث الزين

حشرجة بسيطة حكت عن إنفعاله ، و لسان حاله يرفض الانصات اكثر : هنا مكان شغل مو حمام نسوان

قوله الخشن ، الرافض افكار اخيه حتى الصميم ، لم يقف حائلا بين اليسار و بوحه ، إذ أكمل سرد رواية البهتان بحق البطلة القرمزية بـ نبرة مُنزعجة : هههه هاي شنو !
شدعوة هالاعصاب ؟ ندري بيك متحجي عالعالم بس من ورة - بسبب - ابو حسين هاي صارت شريكتك ! متخاف على فلوسك الي بالمكتب لتروح تسويلك مصيبة ، وحدة مثلهـ

: اذا مناوي تسكت توكل على الله و اطلع يللا

كان مُمتلئا بالبغض ، و بعض قهر !
لُتصاحب نبرة الود اليسارية بسمته اللعوب : دانصحك ترة

لم يفلح بإزاحة لمحات الضيق من على الملامح الحادة ، بل ربما ضاعفها دون ان يدري ! اذ راح الكبير يُناقشه بتعقل : انصح نفسك اول شي ، و دير بالك تمشي ورة حجي العالم
بحاجبين تعشقا إنزعاجاً أكمل مُوجهاً أخيه ، الفوضوي : انتة هستوك " للتو " جيت شلحقت تعرف حتى تفكر هيج ؟ لتنسى حسين و اخته يداومون هنا و اكيد كل الموظفين ينتمي ولائهم الهم و راح يوقفون ضد اي شخص جديد ياخذ مكانهم

لم يكن بحاجة لدهاءٍ عجيب حتى يفهم ما يريد العراق إيصاله ، و هذا ما جعل العجب يسكن النبرة و جسده المسترخي على الاريكة يعتدل بـ اهتمام : هاا يعني انتة تعرف شي عنها
اذن هية مو مثل م سمعت ؟

لا يعلم لم يتبع اسلوب اللف والدوران ، فهاهو يواجهه بالكثير من النُصح دون ان يجيب حقا على تساؤلاته : انتة قلتها ، سمعت ! لا شفت و لا واجهت موقف ، حتى اذا شفت شي لتحكم عليه قبل متعرف حقيقته ، لتتسرع بالظن الآثم يسّار

و كأن بسنينٍ اضاعها غُربةً لم تكن ! و كأن لا جرحا عميقا يثقب روح العراق و الجاني سيف غمده ، و كأنه لم يخيب أمله في فقده مرتين ، حين فقد أبيه ، و إبنه !

ها هو يحادثه كما الاخوة ، يوجهه و يغالي في ذلك ، يحاول برمجة شخصيته كما يودّها ، يُهلك نفسه في السيطرة على غضبه ، و قهره القديم ! نظراته تفضحه و إن انعقد الحديث في الحناجر ، عتاب الاعين لا يُخطئ ابدا ، و العراق ما زال له مُعاتباً ، مكسور الخاطر

وخزة تأنيب القلب تلك جعلته يجاهر في الانصات و تمجيد الحديث الناصح ، علّه يفض من على الاحداق عتبها يوما : ماشي لعد انتة ادرى ، و اذا تريدني ما ادير بال لحجيهم تتدلل ، اصلا راح اشوفها وجهي الحلو ، بس هية ضوجتني فأني قلت لعد حجيهم صحيح !
عراق اريد افتهم اكو واحد ميعرفني حتى هية مـ

استرساله بالحديث الاحمق جعله يستوقفه بـ جدية ، مُغيراً دفة الكلام لواقعٍ يبدو ان مفتول العضلات غفل عنه : يسار بطل سوالفك ، اريدك تثقل شوية و تركز بالشغل ، انتة اصلا لا اختصاص و لا شي بس راح احطك على شغلات ادارية مهمة

النبرة الحازمة ، المُتحكمة حطمت قمقم عفريت اليسار ، ذاك الذي تركه حُراً من سيطرته لفترة وجيزة جعلت منه اخرقا يتسم بالادب !
ليمتعض معترضا : ترة اذا من هسة تذلني عالشغل اطلع منا و بعد متشوف خلقتي

حينها قابله الاخر بتحكمه ذاته ، ناطقاً بجزم : يا مذلة ؟ فاتح مُنظمة مساعدات اني ؟
انتة تشتغل و بتعبك تقبض راتب

سلاطة لسانه ، و تخليه عن الانصات لـ قلبه الرخو عند أهله ، جعلا اللسان يبوح غيظاً : اي قول هالحجي لنفسك
مو كل شوية تذكرني انو انتة مشغلني يمك

فيكون الاكبر مُصرا على صقل صبيانية من امامه : اعقل شوية و عوف هالسوالف للنسوان !

انتفض المارد مُجددا لاطماً فاه القلب ، تاركاً العقل الهائج يصيح منفعلا ، مفصحا عن مخاوفه دون ادراك : شوف شوف !
اذا بدايتها هيج قبضنا لعد
من هسة قلي اذا بعدك مـ طايق تشوف جهرتي و قوة متحملني و رح تعلق على كل حجاية و تصرف حتـ

رفة عين واحدة ، لم تلتقطها ابصار اليسار ، و لو فعلت لفهم بأن جرح أخيه منه لازال قائما ، لكنه اكثر تفهما من ان يُعريه
فها هو يقطع دابر الحديث المُزعج بأخر جدي ، ذو نفعٍ لكل افراد العائلة ، و ليس لليسار منفرداً : لتتحسس زايد
و هسة خلينا بالشغل
من هسة اقلك ماكو دوام عالمزاج ، تلتزم مثل كل الي وياك
و ما اريد قيل و قال ، الي تسمعه هنا يبقى هنا مو ارجع للبيت اشوف الحجاية واصله لأمي

مجددا ، هاهو امام اخيه الكبير يستمع لتوجيهاته بإنصات مخبول ، لا يليق بوقاحة افعاله القديمة ، لابد و أن قمقم أخر بُني في رأسه و احتجز بداخله عفاريت الحقد اجمعها
: ماشي
بعد تأمر بشي ؟

سخرية جملته الاخيرة لم تُلفت اعصاب الكبير لتزعجه ، بل لاقت اهتماما كريماً ، جعله يغدق عليه بالقول اللين : لتعتبرها اوامر ، مجرد شروط تمشي عالجميع

هزة رأس خفيفة يُفترض ان تكون مُعبرة عن تفهمه ، و لكن النبرة المُتمردة تستمر في استعراض نفسها ، اذ ان لا شئ يعجب صاحبها ! : ماشي مـ قلنا شي يابة ، شروط شروط
بس على هالحجي محتاج سيارة اني

بهدوء علّق ، و الراحة الغريبة اغشت ذهنه لوهلة ، فراح يباغت اخيه بالتساؤل الهادف : شتسوي بالسيارة ؟
انتة شهرين حاطنا و حاط نفسك تحت التجربة !

لكن الاخر لم يقع مُتعثرا في تلك الحفرة ، بل تفاداها بدهاء : ميخالف هم احتاجها ، لإن احتمال امدد الفترة

بسمة خفيفة لونت كآبة الوجه الكظيم بعد ان صدمه ذكاء الاجابة : اوكي نشوفلك

عند الانتهاء ، كـ طريق مُستدير عاد لنقطة الإنطلاق ، ليكرر حينها استفساراته المُزعجة : زين مـ قتلي شبيها هاي البرشة ؟

ملل كسا الصوت ، و الجسد إذ ارخاه على المقعد قائلا : هسة شحجينا ؟
شعليك انتة شبيها !!
لتحاول تحجي وياها لو شي ، مالك دخل بيها يسّار

: على اساس شلون اخلاق عدها حتى احجي وياها !
بس حلوة بت الكـ

فيعود لحظتها مُنتصب الظهر ، قاتم الوجه ، و حاد النبرة : بالله العلي العظيم ، اذا سمعت منك هيج حجاية تافهة عليها لو على غيرها يا يسار راسك اكسره ، انتة جاي تشتغل حتى ترجع تفتح بيتك مو تستهتر اكثر

ضربة خفيفة من الكف على الفخد ، و زفرة كسل يتلوها تمرد : اهووو بدينا

ليكون صمت اللسان بالمرصاد ، تاركاً مُهمة التقريع للاعين ، فتحاشاها اخيه معللا : عراق اني مو عمري 18 سنة !! ركز شوييية ترة عبرت التلاثين اعتقد مو من المنطقي تعاملني عبالك " كأنه " مراهق

عندها واجهه بشراسة ، بغيتها تعليمه اولى خطوات المسير : اثبتلي انتة عبرت فترة المراهقة حتى يتغير تعاملي ، كلشي متوقف على تربيتك لنفسك بهالشهرين





*



عش أنت أني مت بعدك وأطل إلى ماشئت صدك
كانت بقايا للغرام بمهجتي فختمت بعدك
مـاكان ضرك لو عدلت أمـا رأت عيناك قدك
وجـعلت من جفني متكأً ومـن عـيني مـهدك
ورفعت بي عرش الهوى ورفعت فوق العرش بندك



بشارة الخوري





يومان أخران ، كان لهما من بعد الله الفضل في امداده ببعض سلوى ، اللقاء الأخير إستنزف روحه فعلياً !
ظن بالبوح راحة ، ليصعقه الواقع بغبن أعظم ، ما عايشاه حفر قلبيهما بـ عاهة لن تزول حتى يلفهما اللحد

: بابا ، العشا صار ، تعال للصالة

إبنه ، إبراهيم ، كان قد دلف في المكتبة الخاصة به ، مُحطماً خلوته مع احد الكُتب العلمية
رفع رأسه نحوه ، ليلقى في وجهه الصغير ملامح خاله ، بـ إنزعاج حقيقي نطق بما اعتاده منه ولده : ما ارريد
و قول لأخوك لحد يدخل علية

: بابا عفية تعال ، صارلك شقد مقاعد ويانة عالأكل ؟

توسله المُمتعض جرجر وعيه التائه في غياهب الذكرى ، ليعلق بـ حاجبين ارتفعا إستغرابا : نعم ؟
من شوكت تحاسب ابوك ؟

: مو احاسبك بس مشتاقيلك

زفرة ثقيلة اخرجت الكثير من صدره ، بل ظنه كثيراً حتى تعثرت انفاسه بالاكوام المُلتصقة كالعفن في رئتيه ، لينهي مع إبنه الحوار عجولاً : حبيبي عندي شغل هسة
يللا بابا اطلع و سد الباب

و قبل ان يجد من الصغير ردة فعل ، ظهر من خلفه قزم جميل الطلّة ، ضاحكاً ملأ فمه المُبتهج ، صائحاً بـ دلال : باباااا يللا عشا عشا عشااا

حينها استدار اخيه الكبير نحوه ، قائلا بـ خاطر مكسور : ميريد عشا
امشي احنة نروح

: لاا وييين نرووح !!
بابا يجي ويانة

: ررح احسب من واحد لتلاثة و ارريدكم تختفون من قداامي

و قبل المباشرة بالعد ، تسلسل الاكبر جاراً اخيه العنيد بـ كرامة خُدشت
لما اختفيا خلع نظارته ليرمي بها بـ كسل امامه ، لتقوم الكفان في محاولة فض الضيق من على الوجه الايهمي

: ليش متريد عشا ؟
كسرت بخاطر ولدك

دخولها المُفاجئ أزعج به السكون ، لتبدو على الملامح تلك التجعيدة الخاصة بها ، الا انه لم يبدل من وضعية رأسه المُطرق نحو الكتاب ، بل بالغ بإغداقها اهمالاً و هو يعيد ارتداء نظارته
لكنها لم تستسلم لعكرة مَزاجه ، فهي مُعتادة على نكساته النفسية و التي لا تعد و لا تُحصى

رغم ان هذه اثقل من سابقاتها بأرطال ، فهو حتى لم يُبادلها بصراً منذ اسابيع ! و كأن إشمئزاز الكون سيندلق من عينيه ان فعل

تعلم جيداً لفتات كُرهه لها ، و إن سُئلت عن الندم لما أجابت الا سلباً .. لم و لن تندم على خوض حربٍ غير مُنصفة يوماً ، لن تندم اطلاقاً على غزو ارض الاخرين ، و استحلال خيراتهم المُحرمة ، حتى و ان تشققت بها تربتهم ، حتى و ان جفت مُزنهم و ماتت ، لن يطرق بابها ندماً يعض بنانها

: طلعي بررة و سدي الباب

نبرته الحازمة شدت شعر شياطينها لتثور رافضة قمعه السادي لحياتها و طفليها ، اضطج بروحها سليل السيوف لتصرخ به و قدماها تسوقانها للداخل اكثر : ما رح اطلع اذا متجي وياية
صارلك شقد مقاعد ويانة عالاكل ؟ حتى جهالك نسوا شكلك

لم يبادلها النبرة ، بل هيج فتيل غضبها اكثر ببرود تحركاته و الكلام : لتختبررين صبرري و طلعي

استوقفتها كلمته الاخيرة ، لتثبت محلها لحظة ، ثم يكز غيظها على فك روحها المُشتعلة ، فصاحت به بقهر سافر ، لا يستره جلباب التحكم بالذات : انتة شنو قصتك ؟ صارلك اسابيع زايدة حالتك
ممليت من وضعك ؟ كاافي بطل بعد كم سنة تحتاج حتى تستوعب حياتك و ترضى بيها

ليرفع رأسه نحوها أخيراً ، فيدفع نظارته الطبية بإهمال ، ثم تأتيها زجرته بذات الهدوء المتماسك : اعررفي احجي

لم يخب سنا الثورة ، بل رُفعت شعلات الانتفاضات اكثر ، ناهيك عن الموقد الكبير الرابض بين اضلعها : اعرف احجي كلش زين مو انتة تعلمني
شوف نفسك و تصرفااتك و راح تعذرني

فـ يجابهها بنفوذ الحُكام الصُم و العُمي عن دمار شعوبهم : قلت بررة

لا تدري أ دمعة تلك التي توشك على الهطول قهرا ؟
صرير صوتها نفذ الى أسماعه اخيرا ، و تحشرج انفاسها ادركه ، و لولا تحريم الشماتة ، لـ شمت !
: والله ما اعرف شمصبرني على واحد حتى اسمي يستنكف يقوله !

ببسمة مُذهلة ، أوجعها قولا : اسألي نفسج

: بس هالوضع مينسكت عنه

اتسعت البسمة بملئ قهره ، و حقده : يارريت متسكتين و تخلصيني

توغلت اكثر حتى وصلته ، فإنتصب جسدها قرب احدى المقاعد و نبرتها علّت بفيض بوح : تدري بية ما اعوفك لو شمسويت
عادي تجيك دائما هيج فترات انتة ، بعدين تتحسن

اغلق الكتاب ، و معه شعرت و كأن يداه قد صفعت روحها المُرفرفة حول شُطآنه الكئيبة : هالمررة إنسي

توجست من ثقته خيفة كابوس الخمسة عشر عاما ، لتهمس ثائرة النبض : ليش شصار هالمرة ؟

ودّ شييها على أسياخ القلق ، لم يكن بينهما مودة و رحمة كما بين اي زوجين ، و لن يكون و لو من بعد اعوامهم الماضية مضت الفا : ترريدين تعررفين شصارر

: طبعا اريد
حتى جهالك يريدون

اندفاعها اعاد لوجهه دم السخرية ، و الملل ، ليُحاكيها بتأن هدّاف ، و شبكته اعصابها المنفلتة : لا عوفي الجهال على صفحة - على جنب -
لأن ما اتوقع ترريديهم يعررفون سفالة امهم

ضربة قوية على المكتب امامه ، و صيحة أُستخلصت من لُحاء ضيق خنق حبال صبرها : اييييهم احترم نفسك

استرخاء عميق في المقعد ، و النفس الأمارة بالإيلام صفقت له مُشجعة ، ليشذب نبال اوجاعه الكُبرى ، ثم يرسلها نحو قلبها : بالتعامل وياج ميحتاج اي احتررام صدقيني

انحنى الكتفان هما ، و القهر افلح اخيرا في تفتيت الحصى الخانقة للحُنجرة ، و شحذ الصوت من طرقاتها المتعروجة : فهمني شبيك

تنهيدة خفيفة على الهواء من حوله ، و لكن ثُقلها يعادل اطناناً لو قيست بـ ما تحمله من هموم : تدررين شبية ؟
من اسابيع رردتلي رروحي
جانت قطعة من قلبي ضايعة و لقيتها
الهوا الي جان يخنقني يمكم تغيرر ، تقدررين تقولين جنت شبه ميت و الله حيياني

فزع
فزع حقيقي اصاب وعيها ، ليتسربل التماسك بعيداً ، نملّت على اثره اطرافها : انتـ ـة شدتحجي ؟

: دُررة ررجعت

فاتحاً ذراعيه مُرحبا بقوله ، أ رأيتم احمقاً يُطلق اهازيج عرس لـ ما يقول ؟!
اي هُيام يأكل روحه ، و اي ضياع ؟

: دُ ر صـ صـ ـااف

شهقة أفرغت من ملامحها الدما ، لتصير كالاموات شاحبة ، ساعة النهاية دق جرسها حتى ثُقبت اذان السامعين
قلبها و الروح فالجسد
اهتزت اركانها اجمع ، لم العودة ؟
الم تكتف بترك شبحها بعد الرحيل ؟ ذاك الذي ظلّ يحتضن الايهم بتملك حقير ، يغطي عينيه و يصم اذنيه !
يلتصق به كما العلكة ، يزداد بأسه رغم مرور الاعوام و يقصيه عنها و عن اولاده ، ألم تكتف ؟

لبّى الفؤاد " دُررة "
ليستقيم واقفاً على اعتاب ذكراها الحبيبة ، معلقا بـ قهر فُك قيده اخيرا ، ليبوح : اي دُررصاف الي بأقذرر الوسائل بعدتيني عنها
الي استغليتي مصيبتنا حتى تضيعيني و تضيعيها و حتى تضيعين نفسج

هبطت مقعداً ، و لو ان الارض اولى بهبوطها المُنهار ، لم تزل الصدمة تُغشي ملامحها الباهتة ، المرتعدة !
من اضخم الصعاب تلك التي تحصرك في جحر اللا حيلة ! هو لم يكن يوما رجلها ، مُطلقاً ، آنى لها الخوض في ارض معركة خاسرة ؟ كيف تُسابق في ربوعِ الهزيمة ؟
دائما و ابدا كان لأُخرى ، مرت سنونها معه تحمل امآل سنينٍ قادمة ، أن إنه سيتغير
لربما حين اهداءه طفلاً من بين احشاءها ، لربما حين ان يكبر ذلك الطفل
انتظار اخر ، فطفل اخر ، يقيده بها دون ارادته و يبني لها عُش وهم جديد ، و خيمة أمان لا وتد لها !
و لكن ، لا اضمحلال لرفضه ، و لا انهيار لسدوده العُظمى
بل ان تباعده يتضاعف ، و انسلاله من بين اياديها يتسارع نبضا تلو نبض !

تحشرجت احرفها عند المضيق في الحُنجرة ، علامَ ستقدر ؟ أ على انفاس ضحلة ام حديث راجف ؟ : ويـ ـن رجعـ ـت ؟

تحرك من خلف مكتبه متفانياً في ضبط بسمته الشغوفة برؤية بعض ما عكف اعواماً مُلاصقا لروحه و المُقل ينعكس عليها : مو شغلج
احسبي حسابج العقد الي بيننا حينتهي هاهية

راح الرعب يقتات على وعيها اكثر فأكثر حتى نُهبت عقلانيتها ، فصار لسانها ثقيلاً ، كما النبض الغائر بين اضلعها : مستحيـ ـل

: هه
شنو المستحيل ؟
قبل جانوا اهلج الهم سلطتهم و قدرروا يدمررون حياتي وياج
بس بعد ماكو شي يوقف بوجهي سمعتيني ؟

: جهالـ ـك

إستمتاعه وصل الذروة ، بينما ملامحه تفيئت بالغم ، تُخبره الا تتعجل بالفرح ، فلابد لك من صبرٍ جديد : تتوقعين تلووين ذرراعي بيهم ؟
مكفاج من كسررتي رراسي بـ دُررة
اذا هالسنين خلتج تنسين شنو يعني دُررة اررجع اذكررج
تررة و لا لحظة بحياتي نسيتها ، و لا لحظة قدررتي تاخذين رربع مكانها ، اصلا بقائي وياج جان بسببها شنو نسيتي كل شي ؟

: كافي

: ليش تسكتيني ؟
انتي تدرين بكل هالحجي ماكو شي جديد عليج

في دُرك الجحيم صار مقرها ، يلوح لها بيده ان هلُمي هنا ، حيث بقاءك الازلي : عبالك اني اسكتلك ؟
اشوفها تهجم بيتي و اسكت ؟

الق دلوك ، و واجهها بمخاوفها العفنة : يا بيت هذا ؟! من كل عقلج تحجين ؟ الي مثلج ترريدها من الله تخلص من هالسجن

لم تستطع للوصال سبيلا ، فهاهي تتخذ اخر ، مُنعدم الرحمة ، كما اعتادت : ادمرها ايهم
و حق الله ادمرها اذا قربت منك و هدمت الي بنيته

اتقاء المنايا كان لزاماً مفروضاً عليها لو تفكرت ، أبعد كل الوجع تنهال عليه بقذارات جديدة تُغرق بها صدره ! أو تظن منه استسلاما جديداً ؟
ببالغ الكراهية و المظلومية ، ضربها بسوط الكلام بلا شفقة ، فأمثالها لا يستحقون حتى الفُتات : حتى اشوفج شلون يصيرر الموت
من قدررتوا تسيطررون علية قبل جنت صغيرر ، غبي
بس هالمررة غير شكل ، بعد خسررتها و ماكو شي اغلى منها حتى اخسرره ، اذا لمستي شعررة منها تكون نهايتج و نهاية اهلج على ايدي ، و تشوفين

هالها التهديد حتى تساوت عندها الرؤية و اللا رؤية
إختفى من امامها فأنطلقت رجفتها لتفضح حُطامها





*




على طاولة الطعام الطويلة ، تجمع افراد العائلة يتبادلون بضع احاديث و بصر !

بعد حادثة المطعم ، عاد العصفور لعشه الدُري ، فعقب التجاهل الكريه و الذي اغدقت عليه به ، ردت على اعقابها تحنو عليه
و هاهي تجاوره المقعد ، تختار له لُقيمات لذيذة ، تُغذيه كما الأم
عند وجودها حوله لا حاجة له لوالدةٍ و لا تمني ! فهذه الحنون عوّدته على الاحتضان طيلة اعوام الغربة حتى صار صغيرها البار المُكتفِ بها دون البشر

ادرك الجميع تبدل حاله حين رضا الدُر عنه ، من بعد خلافٍ لا يعلمون سببه ، إلا الحنطية الخرساء

مزاجه المُصاحب للنشاط جعله ربان المجلس الحميم ، يتشقلب مرحاً بين المواضيع ، متسليا بردود الفعل المتباينة من حوله ، اذ ان صغيريه شاركاه الجنون بمثله
بينما الدر و والدته فجادتا عليه بحنو عجيب يزيد من عزمّه لمواصلة الإنفعال ، فقط العراق و اخته الصُغرى من لم يبادلاه تأثراً حقيقياً

تلك الصُغرى ، الحانقة !
لو احصى الكلمات المتبادلة بينهما على مر الايام المنصرمة سيجدها لا تتعدى الخمسين كحد اقصى !!
ما يثير استغرابه حقاً هو صمت البقية و تنحيهم على جانب ارض اللقاء ، مُحايدين .. فقط عراقاً من تدخل مرة ، وضع له فيها قوانينا و من عقبها ابتعد ، تاركا له و لتلك الفضاء خالياً الا من قلبيهما المتخاصمين

رنين هاتفه قطع عليه حديث اللهو مع ابنته ، و تهلل وجهه حين الرد وخز قلب تلك المُنزوية على ذاتها ، و جعلها نقطة تمركز انظار البقية قلقين على أسآها !

: حبيبي جبتلي الرقم ؟
اوكي اوكي
يعني هسة بالباب همة ؟
ماشي
اقلك هوة الي ديبيعها ابو من ؟
ابو جود
اوكي اوكي
ابو جود و صاحبك اللاخ ابو نور
ماشي وردة
مشكوور ألوني
ههههه مشكور محمد حبيبي

مُكالمته هي الاخرى ضُجت بالحماس ، و سنين الشباب !
يتجمل وجهه حين محاكاته لرفيقه الوحيد هُنا ، هذا ما فهمه الجميع .. حين انهاءه الاتصال استقام من محله مُتعجلاً ، متحدثا مع اخيه : عراق جوي الجماعة جايبين السيارة ، تطلع وياية تشوفها ؟

هزة رأس خفيفة من العراق ، تلاها تساؤل والدته السريع : يا سيارة ماما ؟

كانت حركاته عجولة ، كما الحديث المنفعل المحبب على قلب اخته ، اذ ظل رأسها مرفوعاً نحوه و البسمة العطوف تزين الملامح الهادئة : سيارة صديق ألن صديقي ، ديبيعها و الن قلي خوش سيارة و نظيفة فهسة جابوها دنشوفها

لتصيح طفلته بإنفعال برئ ، مُبتهج : المن السيارة بابا ؟
الك ؟!

: اي الي
يللا عيني نادرات رتبوا الاستقبال و حضرولنا شي اخاف يدخلون الولد

ليهرع مُبتعداً حال انهاءه جملته الضاحكة ، و من عقب اختفاءه تبادلت الدرة مع والدتها نظرة واعية حق وعيٍ لما وراء ما يحدث ، فتقطع الحوار الصامت بينهما تمني بنبرة خافتة ، مُرهقة : ليش هوة شقد ناوي يبقى ؟!

كان العراق على وشك المغادرة لما وصلته همستها المتوجعة ، فإستوقفته كله ثم استدار قائلا من محله بكثير من حنو : يبقى لحدما تسامحيه و ترضين عليه

عُصِر داخلها حتى أُحيل زُلالا ، لتبتسم ببؤس و نظرها حاكى اخيها مُمتناً لوجوده الجميل ، لا بلغها الله حُزنه و لا فقده
غادر و من خلفه الصغيرين ليترك النسوة تتجالسن بـ مشاعرٍ لا تُحكى ، فقط تهرش دواخلهن

بادرت دُرصاف بالتحرك تنفيذا لطلب اليسّار ، لتحضر صينية صغيرة بها كأسي ماء ، و أُخرى تحوي علب عصير و صحن كعك

في كل حين تسترق النظر لـ تمني و والدتها ، و حوارهما الخافت ارهق روحها شجناً ، كم سينتظرون يساراً دون تدخل ؟ الم يكتف بـ طيشه ؟ الا يُبصر ذبلان زهرتهم الجميلة ؟
لولا اتفاق عقد بينهم و عراق لكان تدخلها حتمياً ، و لكن شقيقها حذرها و والدتهما من مُحادثة اليسار او محاولة تليين رأسه و هما على يقين بأن هنالك تأديب خفي و تربية صالحة يتبعها العراق معه لذا تتحاملان على حُزنهما و تصمتان

التفتت صوب القزمين الآتيين ، يتقدم اليزن توأمه ناطقاً بحماس : خاالة وين المي و العصير ؟ همة ميقبلون يدخلون فـ برة ناخذلهمياه

: مامااا السيارة تجنن تجننن رح يشتريها بابا

كانت زين من توجهت سريعا نحو والدتها صائحة بحماس طفولي ، لتستقبلها تمني بـ اهتمام مُزيف لاك اوجاعها بين فكيه

: يللا زين تعالي انتي اخذي صينية المي و اخوج ياخذ العصاير

كانت الدُر من نادتها ، لتأتيها راكضة تحمل عنها الصينية و الفرحة الحلوة تملئ شدقيها
تقدمت اخيها ، تسير خطواتها بحذر لطيف رسم البسمة على الوجه العبوس لوالدتها

كادت تعثر و معها تخبط فؤاد التمني فوقفت سريعا لولا تدارك الصغيرة لذاتها وهي تستمع لـ ذكر النسوة اسم الرحمن ليحميها

: على كيفج زنزون ابوج ديشتري سيارة مو طيارة

علقت درصاف بمحاولة حثيثة لتلوين المجلس الداكن ، ضحكة خفيفة غالت بها لتبدو و كأن مصدرها القلب ثم تحرك بطئ لتُشارك والدتها و الاخت المجلس

لتبادر حينها والدتها لكشف محل نُدبة قديمة ، بـ عزم الامهات الحازمات

: دُر ، هسة ماكو احد بس اني و اختج
تدرين من الجمعة لليوم بالنا مهموم بيج

و كأن بالتمني انسلخت من احزانها لـ تفقد التفكير بكل شئ خلا الاخت الحنون ، فتعتدل بجلستها سريعا ، مُعلقة بـ حذر : اي دردور وحق الله حجي ماما صحيح و كلللش متأذين علمودج بس نخاف نحجي

تحشرجت انفاس الحديث لحاظاً ، ثم استعادت السيطرة على كبوة الانفاس الجامحة ، لـ تغلب بؤسها بـ بسمة تشق الوجنتين دون ان تدميهما !

: فدوة لعينكم لتبدون بأسطواناتكم ، ابقوا خايفين و انسوا الموضوع

وجهت الصغرى نظرها صوب المدرسة العُليا ، لتجد في احداقها كومة حديث ، يكاد ان يقفز مع كُل رفة هُدب ! زمت شفتيها ثم كررت تصر على اختها : هسة انتي مو تحاولين تجرجرينا من حزنا ، خلينا شوية احنة هم نشيل همج

: شلتوا همي بما فيه الكفاية

جملة نُطقت دون سيطرة نوعية " ذهنية " ، حال ان انهتها حتى اتسعت نظراتها فزعاً من ردة فعل الامرأتين .. تباً ، لم تشأ اغراقهما في زوبعة قهرها ، و هاهي تخنقهم بها دون قصد

: عيب هالحجي
مو احنة غربة حتى منشيل همج

اضافة والدتها كانت قاسية ، مقهورة !
لتبتلع ريقها خجلاً من لسانٍ افلت ما لا ترتضيه ، و لا تنتويه .. الف تُعس للحظات الحمق تلك

: مو هذا قصدي ماما ، بس تدرين بية كلش زين ما احب احجي ، شلون يعني ؟

صمت والدتها ارهبها ، اذ ادركت غضباً سافرا راح يصول بحرية في نفسها العزيزة ، لتتدخل حينها تمني بـ نبرة ناعمة كـ حروف اسمها الجميل : ميخالف حياتي احنة هم خطية ، حسي بينا والله العظيم اني بيوم الي شفناه بالمطعم مقدرت انام بالليل من التفكير
تمنيت اسوي اي شي و اخليج تنسين شوفته

بموهبة اكتسبتها اثر تدريب مُكثف ، صقلت تأثرها و خرج صوتها مُتمكنا ، بينما الملامح تراصت بـ قوة جليدية مُعتدة بشجاعتها : يا عيني اني صغيرة تخافون علية من هيج شي ؟

رفة جفن ، و من ثم اعتراف مُهمل ، اذ ان معرفتهم ستكون مُحتمة ، لذا لتكن هي القائلة : ترة اني شايفته هاي مو اول مرة

شهقة تمني ، و صبر والدتها عن الكلام ، اخبراها عن العجز التام في عائلتهم !
: من جيتي اول مرة من الكلية صح ؟ جنتي منهارة !

: اولا مـ إنهاريت ، ثانيا بيومها شفت قيصر ، ورة كم يوم شفته

اتمت كلامها ثم تبسمت ، فأُضئ وجهها كالبدر .. فاضت احداق الصغرى بالدمع الحزين ، بينما مربية الاجيال فتصبرت خير تصبر

تُحاذي حافة الهاوية حديثاً حذراً كانت التمني : بس لا يداوم بالكلية هوة هم ؟

لتُجيبها منفردة الملامح قدر الاستطاعة : اي عيني يداوم بالكلية و متشاوفين هواية و كلش عادي ماكو شي يخليكم تخافون

ذُرف العتاب الشديد من احداق والدتها ، اما التمني فـ كان السكوت خير رفيق لـ صدمتها .. و لم يُقطع دابر صمتهم سوى الدخول الحماسي للأصلع و طفليه ، اذا سارع في التوجه صوب والدته ليعتصرها احتضانا شهقت له الاناث فزعاً
بالغ في تقبيل خدها ضاحك الوجه و كأن لا هم يقربه ، ثم اعتدل بعدنا واقفاً مُشيرا بسبابة يُمناه صوبها فـ دُرصاف و اخيراً تمني

: يللا بسرعة عزيزاتي قوموا بدلوا دا افركم بسيارتي ، يللا عيني استعجلوا

اعصابهن المشدودة خنقت المرح في انفسهن ، لم تستطع احدى المصدومتين تحرير انفسهما من قسوة الاعتراف الاخير ، فأخذت الدُر على عاتقها فض التوتر بـ ضحكة خافتة و قول لطيف : لا بالله !
اسرع عملية بيع و شرا شفتها بحياتي

: يابة جماعة صاحبي ذولا لعد شتريدين
و بعدنا ممتكاتبين على الخميس ان شاءالله
يللا عيني يللا فضونا

: انتو روحوا الله وياكم اني رايحة انام وراية دوام

اضافتها كانت باسمة ، لتتحرك بعدها مُغادرة إياهم تُشيعها انظار الإمرأتين ، فتتبادلا بينهما اسرار حديث ساكن ، تستقيم من بعده التمني متحدثة بـ هدوء يجز عشيبات رفضها : ماما ابقي يم دُرة و اني اروح وية الجهال

هناك ، حيث يمكث القلب ، تشنج !
بوغت بتأتأة روح مُتلهفة ، و صمت لسان اعرض عن البوح عناداً ، بلا شعور التفت هاربا بعينيه لئلا تبصرا مشقة الحب فيهما
لينطق اخيراً ببحة فاضحة ، غلبّت مُكره : يللا ننتظرج بالسيارة احنة
سعل بخفة مُبتلعاً شوقا غص به بعد تربع صوتها على اسماع قلبه ، ثم اضاف مُحدثا التوأم بنية ستر فضيحته
: يللا بابا احنة خلي نطلع قبل امكم



*







على مقعد السائق يحتجز نفسه بـ صعوبة !
يستمع لضجة الصغيرين دون فهم ما يقولانه ، يواجه مغبة الانتظار لأول مرة ، و كأن بمرجل شوقٍ يتوسد رئتيه ، يتخذ من اضلاعه حطباً يحترق لأجلها .. حماسه السابق لأجل السيارة تبخر و كأنه قطرة ماء تحت شمس تموزية ! فما يُثير به الروح حينها اعظم بألف مرة

أحبها و لم تزل دُنياه في الهوى ، لو تفكرت قليلا بـ عودته إثر تهديدها الوقح لسامحته على ذلك الهجر المُقيت
أ تعقل ما تقول يا احمق ؟ أ تُريد منها ضعفاً و استسلاماً لرجوعك المُبجل ؟ و كأن لا موت دونك اصاب صباها !
ويحك من شرقيتك الخرفة يا أنت ، ان ما يُقصيكما عن بعض اوسع من وادٍ بين جبلين ، و انت لم تزل تزيد من اتساع الوادِ بخطايا تتلو بعضها بعضا !

: جتييي ماماا

التفات سريع ، مُباغتٌ للعنق العريض جعل من عظيمات الرقبة تستصرخه توجعا و امتعاضا ، أن تباً لك حطمتنا

" آخ "
افلتها مُنكمش الملامح ، و البصر نفذ راكضا ، مهرولا حيث القادمة ، لتنبسط تجعيدة الالم ببطئ راجف ، يُتابع احتشام حضورها ، و روعته
رفت اجفانه تباعاً ، اما الخافق ، فلم يترك لذهنه لحظة تفكر ، بل قاده كـ ضريرٍ له من يحركه

دون ان يشعر وجد نفسه مترجلاً من محله ، شماله تدعك العنق محل الالم ، و يمينه تعتصر نفسها عقاباً على ما جنته بحق هذه الحبيبة

بـ طفولة تقطن في روحه راقبها متلهفاً لرؤية اعجابها بـ سيارته ، لتصيب لهفته خيبة بتصميم غريب جعل انظارها لا تنحرف من على الاسفلت ، تنهيدة منفطرة الخاطر ، و من ثم سابقها الاستدارة حول مقدمة السيارة ، شاعرا بشهقة الصدمة العاقدة حُنجرتها ، متيبساً بـ ذهول من الذات الغريبة المُتأثرة بلفتاتها الخفية

لولا ارتداءها لـ حذاء منعدم الكعب لـ تعثرت ، هذا ما تيقن منه لدى تدقيقه في سيرها الراجف اثر حركته اللبقة بعد ان فتّح لها باب السيارة
لمّا دنّت ، صبت على رأسه دلو عشق !
فـ هام بها و شرد عن الدُنيا لحاظا .. النضج الجديد لها جعل منه ابلهاً امام حضورها الصامت
استوقفت حركتها امامه لحظة ، رفعت بها حاجبيها تعجباً من حاله الغريب .. رشقته سهاماً مُشتعلة الرؤوس دون جدوى
فلا زال مُتسمراً محله دون حِراك .. لما طال انتظارها لحظات ، نطقت بأحرف ثابتة ، لم تحمل بين طياتها وجيف النابض الهائج : مرح توخر حتى اصعد ؟

: هاا اي اي اسف

تحرك بسرعة تاركاً لها المجال مفتوحا للمرور ، و بالسرعة ذاتها رُفعت يده نحو رقبته تُدلكها بعد تأوه عفوي صاح به ، و قبل ان تخطو بها القدمين سألته بـ برود : شبيك ؟

: رقبتي تشنجت ، نعلعلا

شكواه كانت لطيفة ، تُطابق تدلل صغيريه ، انتفض قلبها بقفزة واحدة اوصلته الحلق لتبتلعه بهلع غير مُستقر ، ثم تبتسم برعشة خفيفة
دون اضافة تعليق يقتل سحر اللحظة سارعت بالدخول الى السيارة ، فـ اغلق الباب خلفها نافخاً من صدره كومة تشنج

ابتلع ريقه المُتيبس حتى شعر بخدوش بلعومه تنزف قهراً من ذاته الظالمة !
بسمتها إنطبعت على سطح مُقله ، حتى جعلت منه احمقاً تائه الخُطى و النبضات !





*






بعد رحيل التمني ، و ذهاب عراقٍ لـ حُجرته ، توجهت بها الخُطى حيث الحُجرة السفلية المُكنزة دُراً لا ينضب ، جعلت خطواتها مسموعة قبيل وصولها الباب المُشرع ، فلا تود ان ترى ابنتها بحالٍ يخدش كرامة تعتز بها كالروح بل و اكثر

لما دلفت وجدتها تستلقي على السرير نصف استلقاء ، و الهاتف يتوسد كف يمينها .. تبسمت حال قدومها و كأنها كانت مُتيقنة من سرعة مجئ والدة اضنتها الامومة

اعتدلت جالسة و الترحيب خرج من فمها مصحوبا بضحكة قصيرة : ها عيني ، هلا بست سميرة

ليقابلها وجوم الالف حُزن على صفحة الوجه المُجعد قبيل اوانه ، فتجاعيد الهم اعمق أثراً على الوجوه من تلك التي للعمر !

: دُر ، ايهم حجى وياج شي ؟

رجفة ، فـ شحوب ، ثم نطق مُمتعض : ماما الله يخليـ ـ

: انتي الله يخليج ، جاوبيني

جدية السؤال و اصراره ، جعلت من روحها تتوجس مخافة حقائق مخفية : اي حجى ليش ماما شكو ؟

: قلج ليش تزوج ؟

هج القلب من صدرها و شُيعت قوتها بجنازة تليق بـ كونها من صفوة النساء .. وارت اضمحلال تماسكها تحت كثبان الكبرياء ، بصعوبة !

: جاوبيني دُر ،
ايهم قلج شنو الي جُبره على هالزواج ؟

" جُبره !!! "

انهالت على روحها الركلات ، حتى شعرت و كأنها تحمل رحماً ملئوه الاجنة ، فتتساقط منها واحداً تلو أخر

كانت على يقين من ذلك ،
هو لم يهجرها ، لم يفعل .. كانت أكيدة و إن ظاهرت بالعكس
ليست حمقاء لتُصدق كذبة إبتعاده خجلاً منها من بعد كُربها العظيم ، و العظمة لله وحده
لكنّها ودّت التصديق ، لُتقصي نفسها عنه ، و عن ذكراه

: ماما الله يرضى عليج ، ماكو داعي نحجي بهالموضوع

جملتها كانت صادقة ، منبعها شعورها القوي بـ انتهاء فصول رواية اكل عليها الشوق و شرب ، حتى الحنين لم يعد ممكناً ، يكفيها ان يكون من الظُلم بحقها برئ

لا ترغب بالخوض فيما لا طاقة لها على تحمله .. فـ لا تواصلي يا اماه ، أتوسلك صمتاً اخر ، و نسيان

: لا امي اكو داعي
حمل هالولد على ظهري من خمسطعش سنة ، محد يدري بقهره غيري اني و ابوج الله يرحمه

اتسعت احداقها و ارتعدت فرائصها ، تشنجت اضلعها و تعسر على جسدها اكمال المهام الحيوية
كُشف الغطاء عن الحُزن العتيق ، لتثور الاتربة حتى خنقتها جُل اختناق

: دُر امي
اني جان سكتت ، و ظليت ضامة الموضوع لو انتي مشايفته ، بس رجعتج جانت تخطيط من رب العالمين فدوة لإسمه
يمكن يريدج تعرفين الحقيقة ، تعرفين انو ايهم عمره مـ جان سبب بأذيتج ، بالعكس امي

ناح كبدها كما لم ينوح قبلاً ، ضاقت عليها الجدران و تزلزل بكيانها السرير ، فغادرته
تحركت كـ ما التائه المُتخبط مُبتعدة عن والدتها حتى مُنتصف الحُجرة ، ناطقة بلسان ثقيل ، خائر القوى : ما اريد ، ماما ما اريد اعرف شي
الله يخليج عوفيني ما اريد

: لازم تعرفين
من حقج تعرفين ، و من حقه عليج تعرفين
دُرصاف ، أيهم ضحى بحياته علمود يطلعج من الأمن !
انتي تدرين هوة طلعوه قبلج بيوم ، لإن اخوان جنات جانوا بالمخابرات و طلعوه ، بهاليوم الواحد مـ خلا شي مـ سواه ، و اخر شي قدر يسويه يتفق وياها تخلي اخوانها يساعدوج ، مقابيل زواجه منها !


تولى القلب سفاحاً ، بساطور
مزق لُحيماته بلا مشقة ، فهو بالأصل كان مُمزقاً ، بالياً كـ خرقة
لم تنزف ثلماته ، اذ ان نزيف الاعوام قضى على نحب دماه ، فانهاها حتى اخر قطرة !
بحسرة كُل من ناح ، و وجع كل من انتحب ، صاحت روحها الغوث يا الله ، فليس لي من دونك مغيث .. إني أموت ، فـ برحمتك ، و لُطفك ، خفف علي السُكرات




*




حُلم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 25-10-15, 11:01 AM   المشاركة رقم: 249
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157512
المشاركات: 37
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت البصراوي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت البصراوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

شنووووو هذااااااااااااا الابداااااااع
لج عيني شحجي شكووووووول
شنوووووو انتي !!!!!!! اويلي والله العظيم داخله جو وياهم وأتخيل نفسي وياهم بكلشيييييييي واللله !!!!!!
عراق وفرات احلى شي عندي بالروائية
كلششششششش احبهم واريد بس البارت عليهم يكون !!!!!
بس خايفه من شغله الي ببالي ميصير !!!!!
اريدهم يرتبطون شون مادري والله هاي امنيتي هسه
بس ياخوفي لان زهراء اكيد حتقول لأختها شفت رجلج ويا بنيه
ومبين علاقتهم مو علاقه وحدة بالمكتب !!! وبهيج حاله تقرر ترجع
لعراق بس اتمنى اتمنى عراق ما يقبل !!!! ومتاكدة مايقبل اذا ترجعله
لان عده كرامه ومستحيل يرضى بهلشي !!!!
فرات اويلي عليها والله فد احبها وعاجبتني شخصيتها
احس كامت تبدي تميل لعراق !!! ولهذا لسبب شويه هي قاسيه وياه
لان يمكن ماتريد ترضخ لاحد وشكلها بدت !!!

ايهم ودر ماعرف صراحه اني ايهم ماحبه
بس الشي الي سوا ع مود در وقرر يضحي
ويتزوج جنات صراحه شي كبير !!!!
بس ليش اخوانها كلوله مانساعد در
الا تزوج جنات ؟؟؟ شنو مسويه شي غلط ورادو يستر عليها ؟
لو هي انانيه وتغار من در وكالت هاي فرصتي ؟؟؟
ماعرف والله حلم ماريد اتوقع لان احس توقعي حيكون عكس الي ببالج وننصدم بعدين اخر شي ههههههههه اني متاكده حنصدم بنهاية در وأيهم

شكراااااا حب عاشت ايدج يا بطله
راح ارجع اقرا من جديد لان مشبعت بعدني

 
 

 

عرض البوم صور بنت البصراوي  
قديم 25-10-15, 03:00 PM   المشاركة رقم: 250
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلام عليكم
مو غريب هالجمال على كونتيسه راقية ورائعة مثلك .....بس قلوبنا مسكينه متتحمل هالكميه من الجمال علشان كذا أقرأ كل مشهد ورتاح شوي بعدين اكمل ....كأني في ممر المستشفى اشوف عراق وفرات😓 وبوسط غرفة المدرسين اشوف أيهم ودرصاف وفي كل مكان معهم حتى اني تعبت😧😧😧
الصراحه مو قادره اعبر بس أنا مستانسه.....الله يسعد قلبك حلم مثل ما أسعدتي قلوب كثيره😚💝

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 07:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية