لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-15, 05:08 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 196
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

صلاتكم يا أحبة أولاً ،
سأكون هنا ، بإنتظاركم



الحاء





وَلَمّا أنْ جَعَلْتُ اللّــهَ لي ستراً منَ النوبِ
رَمَتْني كُلُّ حَادِثَة ٍ فأخطتني ولمْ تصبِ


ابو فراس الحمداني


،




طولٌ فارع زاده الكعب العالي بهاءا ، حُلتها مُبهرجة بـ بدلة انيقة بلون زهري ناعم ، سترة ذات أكمام تُقارب المرفقين ، و تنورة تنحسر عند الركبتين .. طلّة تصرخ عِنادا ، و رغبةً في الحرب

الحقيبة اللؤلؤية ترفع على الساعد المُنمّش بياضه ، المزين رسغه بساعة انيقة و سوارٍ ناعم يجاورها ، الانامل بأظافرها المطلية تداعب الوشاح المبهرج الملتف حول العنق الطويل الشامخ !

يدها الحرة تمسح بأناملها على خشب المكتب امامها ، و كأنها تقيّمه مع صاحبه ! ، بتلقائية انزلت حقيبتها على زاوية المكتب الخالية ، لتدور من حوله ، عيناها تتنقلان بين تفاصيله الانيقة بفضول لم تستطع القضاء عليه ، ليتوسع انتشاره حتى اصابع الكفين ، فتراها تنقب بين اشياءه الهادئة - رغم فخامتها - بعض من بقايا السيد الأبكم بوحه
انبهرت لدى إنتباهها للترتيب المنظم لكافة اغراضه حتى ما صغُر منها ، بالتأكيد هذه الاناقة المكتبية ليست من ابداع المساعد اليافع الجالس خارجا - ذلك المُرحب بزهو حضورها ، الممتعض من ضعفه امام حُسنها - اذ سمح لها بفعل ما لن يرضي مُديره المُعقد !

ناقمة عليه من مدير و جدا ، اذ لولاه ما كانت تخلت ابدا عن بقية حقها في ارث زوجها السابق ، كم ّودت لو تجد ما يرد لخد جبروته الصاع بعشراتٍ اشد ، اتراه سيتحلى بالغضب ان ملأت مكتبه العظيم بـ بقايا اوراق عقوده المُهمة ؟
سيكون حلوا مرآه و عروق عنقه تنتفخ قهرا منها ، والله لأنها من صورةٍ تسعدها حد الشماتة
تجاوزت تعقلها بدافع الهوس بأزعاجه ، لتتخذ من مقعده الضخم سكنى لجسدها ، بلحظة خاطفة انكمشت اطرافها و هبط قلبها حيث لا مستقر
لا تدري حقا ما حلّ بأجزاءها سوى أنها تفتتت . ثقل مهول قُذف بإتجاه اضلعها ، أنّت بلا شعور و نظراتها ترتكز على ساعدها الرفيع و تنمُل بشرته افزعها ، أ كل ذلك فقط لجلوسها في مقعد يعود للعراق !!
كورت كفيها و اسدلت الجفنين في محاولة بائسة لفض التوتر ، لتبوء بعد هينهة بنجاح هادئ مكَنها من رمي كافة مخاوفها بسلة المهملات فراحت تكمل نبشها عمّا يُخرج ابا الهول من صمته الكريه

امتدت رحلتها الاستكشافية لتشمل ادراج المكتب الخيزراني ، لتقع يديها على كثير من ملفات لم تجد لها تسمية تفي اهميتها ، تفاخرت بلا إهتمامها لفحواها برغم التواقيع المهمة المتواجدة و المبالغ الطائلة المصروفة بحق احد الادوية الغبية !
ارتضت نفسها العليلة بالحقد ان تبعثر المحتويات الورقية على السطح الاملس الجذاب امامها تمزج العقود المختلفة مع بعضها و ابتسامة خبيثة تزين الوجه المزدان حُسنّا بتجمله الصارخ ببهرج الالوان ، لتستمر بتنقيبها المريض حتى وصلت الدرج الاخير ، كادت ان تهمله مكتفية بالعاصفة السابقة ، إلا أنها و في اللحظة الاخيرة فتحته بحركة مُتمللة بيمناها بينما الشمال فتستحلي العبث بالاوراق المتناثرة امامها . على حين غفلة من خبث نيتها ، انحشرت انفاسها داخل قصبتها المنكمشة برد فعل مفاجئ ، غريب !
اصابعها العابثة توقفت عن عملها كما اغلب اعضائها الحيوية و يمينها تمتد لداخل الدرج مُخرجة ما يحويه من صُور ! ، إستغربت تشنج اناملها المتحركة بجمود ، ليغوص جسدها في المقعد الجلدي بتهالك لم يستحسنه عقلها ، بميكانيكية ثقيلة راحت تقلب بينها ، واحدة تتلوها أختها ، بطلّها صغير بعينين ضاحكتين حتى البُكاء ، انيق رغم صغر سنه ، ودود النظرات مشاكس الحركات كما تراه .. لوهلة ضاع منها بعضا من نفورها و اطل من عينيها بريق عتيق ، يمتد لسنين ماضية كانت فيها تتسم بالطبيعية ، و الطبقية !

ظلت تتأمل ملامحه بتركيز مهتم ، منشغلة ببشاته عمّا حولها ، أتراه يشابه بعضا من عراقٍ كبير ؟ هُنا فقط إستعاد حاجباها الاحمرين لقائهما الحميم ، و احتدت نظرتها الملتهبة من جديد ، فصارت تقلب ما تبقى بعجل حانق حتى سكنتها الدهشة عند احداها ، رفعت حاجبها و تعالى بها شئ غريب اصابها بالقشعريرة حتى منّابت شعرها .. حقا لم تظن بأن المدير العبوس يعرف كيف تكون البسمة !!

فهاهو ثغره يسفر عن ضحكة طنّ بأذنيها صداها .. عجبا !!

انفاسها تسارعت و شرارات غضبها تكاثفت و هي تدقق البصر بحمله للطفل ذاته بطريقة مُشاكسة تعاكس الطبيعية جاعلا إياه يتدلى رأسا على عقب ! إبتعلت ريقها قسرا و نظراتها اتخذت لها سبيلا واحدا ، اليد الحوائية الممتدة بغفلة منهما تحاول إسناد الصغير الضاحك بمتعة يتحسسها الكفيف ، توترت اعصابها بشدة فصار كفيها يهتزان قهرا من كل شئ حولها ، لترمي مابيدها بعنف حيث كانوا ، غير أبهة للجلبة الكريهة التي حدثت

اسندت ظهرها على المقعد بإستقامة طاردة هواء رئتيها بقلة ذوق لا تليق الا بها ، مغمضة عينيها الحمراويتين ، لا تدري كم ثانية استغرقها عقلها الباطن ليجهز عدته و يقرر الهجوم ، اذ تراها استعذبت هاجس شيطاني يتوسلها ان تُضَيِّع عليه احدى كنوزه الورقية الماثلة امامها بتشتت علّه يستشيط نارا دون انطفاء

بهستيرية حاقدة راحت تبحث بالادوات امامها عمّا يقلب عقوده لـ خرق بالية لا قيمة لها ، و لعجلها المتوتر اضاعت فرصتين من ايجاد سلاحها ، و في مسحها البصري الثالث ضاق بصرها فرحا بما لاقاه ، ثوان هي جعلت منها مجرمة توشك على تنفيذ عمليتها بقلب بارد ، بحركة بطيئة متلذذة حد الإنتشاء رفعت الإسطوانة الصغيرة الكُحلية بين إبهامها و الوسطى مميلة إياها قليلا ، تراقب تزحلق السائل الغامق من خلف الزجاج المُعتم ، و لما أوشكت على ضغط زنادها انتفضت روحها لا الجسد لصوت إكرة الباب اولا ، و مرآى ذي الملامح العابسة واقفا خلفه ، عيناه تصوبان كفها بقسوة لم تهز من شعيراتها الحمراء واحدة ، للأسف


: شدتسوين ؟!

سؤال يُقال رغم وضوح الحال ، فـ سأله !
لمحّ بطرف عينه كفها تعتدل مع الـ " محبرة " ، لتلتزم الصمت ، و الخيبة ! ، فصوت إنكسار أملها على قاعه الصلبة طن طنينه بأذنه

بحركة واعية ترك الباب من خلفه مشرعا إلا قليلا ، ليقترب و احداقه تضيق تدريجيا مع إنصياع جسده لغضب فار تنوره بصدره ! .. هذه المرأة الباذخة الوقاحة ، و اللا اخلاقية ، بدأت تُفقده صبره ، و كأنها لا تنتوي غير ذلك !

ابتلع كومة من الهواء المُلوث بحضورها السخي الإنحلال ، متمنيّا أن تختفي من امامه بـ رفة جفن ! ، لكن مُنيته البعيدة تلاشت لدى إبصاره إستقامتها البهية ، المتمكنة .. و كأن بها تتحدى عنفوان حلمه ، مُتناسية أن غضب الحليم لا يُنذر إلا بويلّاتٍ لأشباهها

تحركت من محلها بتهادي وقح ، ملتفة حول المكتب المتلقي عاصفتها ، لتسخر بالقول المتمايع و يدها الجميلة ترفع حقيبتها حتى وسدتها الساعد الأبيض المُنمش بهاءاً و حسنا : السلام لله دكتور ، لو بس قادر تنطيني نصائح عن الدين و متطبقها إنتة

لمّا قوبلت بـ سكونه ، و جُل انهيار سد صبره بمراقبته لما افتعلته بـ طيش يسكن عقلها الخرف ، بادرت بالتقدم اكثر مُضيفة بدلال كاذب ، تافه كما أبصرته غلظته : بإعتبار اليوم اول يوم دوام ، حبيت اجي من وكت " مبكرا " و ادرس تفاصيل عملكم ، لكن للأسف مقدرت افهم كافة التفاصيل ، فمحتاجة مساعدة جنابك

متفانية في سُخريتها ، و هو في تحمّله لسوء طباعها ، لم يكن قد إهتم لقوامها حتى ظهرت اكملها من خلف المكتب ، متحدية إياه بإستهتار المظهر !

و قبل أن يحاور حماقة لسانها ولج مساعدّه خلفه ، مبادرا بالقول المتماسك بعضه : دكتور أسف ، بس مدام فُرات آصرت تنتظرك جوة فـ ـ

لتستوقفه الفوضى المكتبية حتى توسعت احداقه فزعا ، و بحركة من المفترض ان تخيف الفرات نقل بصره سريعا حيث عراقا صامتاً ، مكتفياً بإيماءة هادئة لا تليق بضخامته ، دون إضافة قد تُرديه بتقريعٍ إنجر من جوّهما المتكهرب تاركا الباب خلفه كما كان

اما الاخر فأغمض عينيه مُستغفرا ، ناقما ، و حائر .. كيف السبيل لمناوشتها التفكر ؟ من يدلّه على وسيلة تقمع انحلالها و تشاركه الجهاد في سبيل عودتها لطريق قويم ، معتدل ! ، تأنى بـ تعبيره عن غضب أُفلتت كبوته ، إذ إنه عالم بردود افعالها اللا ودودة ، بخافت الكلم نطق و بصره مصُوب حيث بقايا المعركة المُتفانية حقدا : تصرف طفولي ، جدا
وهلة صمت ثم إسترسال مُهمَل النبرة : توقعتج اعقل من هالشي !
ثم بخطفة سريعة سلبها بعينيه الشرستين المرعبتين ، لتهتز حنقا من تتمة قوله ، الهامس بحدة : للأسف ، غيرتي نظرتي عنج

قد يفقد الإنسان نفسه ، بلحظة غضب واحدة تجرجره حتى بركة الحماقة ، بطوايعية ! و ها هي تنساق كـ حملٍ وديع بـ حركة صغيرة من عصا الراع ! ، فتقدمت خطوتيها نحوه صارخة من أسفل حُنجرتها ، مهددة باليمين الراجفة ، المحمّرة بشدة حتى غرقت ببحر حمرتها حبيبات النمش كـ سمكات غادرت بيوضها تواً : إحتررم نفسسسك و لتخليني اتجااوز
والله العظييم انتة لهسة م شفت مني شي ، والله
م ردت اتصرف وياك بطريقة مستهترة بس الظاهر انتة رايد هالشي

فارقت بينهما ثلاث خطوات إلا شعرة ، حينها إستسلمت لضوابط تنهيها عن خرقاء الافعال ، ليقابلها بحاجب ارتفع مع طرف الثغر الباسم سخرية و إشمئزازا ، لما دنّت لفحته نسائمها العطرة ، لترسم بعينيه تقززا أثار بها رغبة بالقتل ، و لم يكتم ما به او يحاول ، إذ علّق بتهادي صدّمها : ليش اكو عندج استهتار و وقاحة اكثر من الي داشوفه !

إهتزت مُقلتيها الناريتين في فوهة بركان حارق ، ملئته سيوله الحمراء حتى اوشكت أن تهبط على الخدين المُستنفرين اعتزازا بكرامة قد دُهست ، فغر فاهها ليصير متنفسها الوحيد هو ، بينما الانف الرفيع الشامخ إكتفى بالتعالِ الواه ، علّه يحفظ ما أُريق من ماء العزة

إنهيار تضاريس القوة من على الملامح المحمّرة كان عاريا أمام نواظره الجارحة ، لم يرف له نبضا مُتساهلا مع تحطم الانثى المتظاهرة عنفوانا ، ليضيف ناحرا لها ما تبقى من تباهِ : و هسة تتفضلين حضرتج ترجعين كل ورقة لمكانها ، و بنفس الوقت الي طشرتيهم بيه

شفتاها المُبهرجتان ، مزمومتان بشدة رغم إستماتتها للتصلب لم تنفع بإخفاء رجفتهما المُنفطرة قلبا ، إلا أنها و كما إعتاد منها كانت اشجع من التهاوي امام عدوّها الأوحد ، سالبها الاحبة و من ضمنهم ذاتها القديمة ، العراق و ابناءه .. فتراها ترفعت حتى عن الإنسحاب صمتا ، بل ودتّه دراميا ، مواكبا لـ سوء تعامل هذا الشهم !

: فعلا ، م شفت من الوقاحة و الإستهتار شي ، بس ان شاءالله حتشوف لحدما تعمى عيونك

لتكمل مشهدها المتعنت بخطوات عجلة تنتوي بها الفرار من عقاب لن تنفذه إلا موتا .. و إن أجبرها لتجتثنّ من صدره الحشا العفنة !

في عمق نفسه تصلبَ رافضا هجومها على ذاتها لا عليه ، ادركه توجعها و لا يدري أ أفحلت بإيلامه أم لم يهتز ، هو إنقباض قلب فقط ما أحس به و قدمه السليمة تتحرك به يمينا قاطعا عليها جُبنها و الإنهزام بأمرٍ صارم اللهجة : الفايلات ، ترجع مثل مـ جانت

إلا إنها بحركة لا مدروسة و لا مسؤولة ، أكملت دربها حتى تقاطعت معه بتصادم كتفين مُتقاربي الطول لا القوة ، فتخلخل قدها فوق الكعب الرفيع دلّها على ذلك ، إلا إنها اكملت المرور غير آبهة لما إفتعلته من أمرٍ صادمٍ لـ حضرته المُبجلة !


: فُراااااات


لم يستدير ، فقط صاح بها منفلت الأعصاب ، غير آبه إن تسللت صرخته من فوهة الباب حتى وصلت أسماع من بالخارج فيصعقوا من حضرة الرجل الهادئ
جُل إهتمامه كان بالغيظ السافر من هذه المتمكنة إستهتاراً لم يُقابل مثله قبلا و لا يظن أن في الـ - بعد - من هم مثلها !

أدركه توقفها الحذر ، و بعض من خوف ملأها !
فهاهي من غير ان تعي عكفت محلها دون ان تلتفت حدوه هي الاخرى ، تكتفي بالتنفس السريع ، الحانق ، تشتهي جُرأتها السالفة علّها بها تعود لما هي عليه .. ودت حقاً أن تعاكسه حتى تنثر رماد اعصابه المحترقة على طاولة مكتبه ، ملوثة أناقتها اكثر فأكثر
الا إنها لم تجد بها اي جسارة قديمة تؤهلها لفعل ما تود ، لوهلة أنار برأسها سراج التعقل ، إنها تعاكس الشخص الخاطئ ، توجه سيف إنتقامها نحو كبدٍ أخر ، يجب عليها ان تكتسبه بصفها كي تنتصر بهذه المعركة ! حتما عليها ذلك

و من معرفتها القصيرة بالعراق ، صارت أكيدة بأن إكتسابه كـ عدو لن ينتهي بالخير أبدا ، و العكس يتوج بالصحة الفعلية !

لم تتأخر أكثر بالإقتناع بفكرتها السريعة تلك ، بل و كما عادتها تكون وفية للتهور الذي يتملكها ، لـ تُصمم هذه المرة نحو هدف جديد ، و بوسيلة لم تكن لتتخذها يوما لولا أهمية الغاية !

إستدارت متحركة بـ هدوء رواه صوت كعبها على السجادة الخفيفة ، لمحت تصلب كتفيه البائن من تحت سترته الحبرية و لوهلة اصابها القلق ، أشخص مثله .. يمتلك مثل هذا القوام المتماسك ؟!

عيناها توجهتا حيث ساقه العرجاء فجعلت منه مائلا حيث يمناه ، دون أن تعي وجدت نفسها تفلت من صدرها تنهيدة ملؤها الحسرة ، لتصله بحرارتها ذاتها ! حتى استدار ممتعض الملامح حاد البصر ، يعرف غضبه جيدا اين يتوجه

أوشكت نيران احداقه ان تشويها الا انها و بقد ليّن تفادت الاشعة متحركة شمالا حيث الطاولة الممتلئة بفوضويتها ، للحظة توسع محجراها صدمة و كأنها ليست الفاعل الاحمق !
بـ تردد استطردت الحديث ، مولية اياها الظهر ، و بكل ما إستطاعت حاولت ان تكسب نبرتها التودد : حرجع كلشي بمكانه ، اسفة جان تصرفي طفولي

عندها التفت كله حيث هي ، غير مصدق اي صدقٍ ما قيل ، و فُعل !
يراقبها موقنا بفطنة الناضجين عمراً و هموما بأنها تحيك الكثير برأسها الاحمر المشتعل ، ساعداها الناصعان جمالا جذبتا بصره الرافض اياها ، دون ان يتحكم بلسانه الناطق حقاً ، راح يحوقل بتعب من محاولاته الحثيثة لردها قويمة التصرفات ، و الملبس

تحرك متوجها حيث المقعد الجانبي ليتخذه محلا لمتابعة طيشها الاخرق و محاولة ترتيبها الحمقاء
دون شعور صار مسلوب السكينة ، كل ما يشغله هو الغضب ، ودّ لو بإمكانه تقطيع اناملها تباعا علّها تتوب عن طلي الأظافر و ملاعبة الإيشارب السخيف الملتف حول عنقها .. ليته يخنقها !

: دكتور ، الي عليه ختم راح اجمعه بهالجهة و انتة فرقه عالفايلات ، و اني اسوي الي ما عليهم ختم

تزامن قولها " الواقع " مع همة حركتها وهي تكوم امامه بعض اوراق ، و من امامها مجموعة أخرى
ملامحه ظلت كما هي ، جامدة تراقبها بذهول ودّ لو روّح عن نفسه بإرتفاع حاجبين و " نعم ! "
و لكن العراق ليس إعتياديا البتة ، و كيف يصبح بعد كل ما رويّ على أرضهِ من هِجاء

كادت ان تندلق مقلها حالما أبصرت وقوفه الهادئ ، خلع سترته الانيقة ، ثم فتحه لأزرار كفيه فيكون اخيرا الانقلاب هو مصيرهما من قبله !
اخفت كفاها تحت الطاولة لتنفس عن غيظها بتقليصهما حتى شعرت بأنها ستنفجر به لا محالة ، من اين له برودا كهذا ؟

لا زالت غير مستوعبة ردود افعاله الى حد الذهول ، و لا زال كريما في اغداقها بالصدمات ، فتفغر فاه وقاحتها ، لينتصر هو !

كانت تتظاهر بالإنشغال ، حد الغرق ، و خفية منه تسترق لحُسن أداءه البصر ، فهاهو بتمرس و ثقة ينفذ عملاً أشغلته به ، متحركا بخفة يُحسد عليها ، على يمينها تارة ، و على مقعده الجانبي اخرى ، منشغلا حتى رأسه كان

لشدة اسرافها في تفاصيل شخصه ، جادت على نفسها بالعمل الضئيل ، المخزي .. لم تكن بذات انتباه لكل ما تفعله ، حتى اخزاها بـ لحظة اتخذها هدفاً له منذ بداية الحرب ، اذ عكف على إلهاء عقلها فتخديره ، ثم .. يقضي عليها بخبث ثعلب

: ممكن اعرف ليش صافنة علية " حضرتج " ؟؟ محتاجة شي مني ، قولي ، لتصفنين هيج و تضايقيني !!

خبثه آلمها حقا هذه المرة ، فليست من تافهات العقول ممن تستحقن موقفٍ كهذا
سكن الإنكسار احداقها حتى شعرت بأنها صارت تبصره بعدستين متهشمتين
وجعها لم يُخفى عليه ، أدركت ذلك لحظتها ، و إصراره على موقفه زاد من ثلماتها ، إذ ظل شامخا كأسمه ، رافعا احد حاجبيه و كأن به ترقب ما تقره ، فتفضح

لا تدري من أين إستلت لإنوثتها وحشية الطباع ، لتكون كـ قسورة حين الجوع ، جوعها لكسره كان جل ما تشتهيه ، هو من اشعل فتيل قهرها الآن بعد ان غلفت جدرانها بالابيض و ودتها حُسنى لأجل إنتقامها ، لكنها الآن في خضم كرامة عبث بها العراق ، فـ تعسا ثم تعسا ثم تعسا لها إن تذللت !

: مُعجبة

لفظ مائع كما العسل ، نطقه لسانها ، و معه العيون .. اذ راحت تقابل احداقه بـ مقل حمراء ، شديدة التوحش ، و التغطرس ، و التمكن
كادت ان تصفق لنفسها ، مقبلة خديها امتنانا .. فها هو العدو يفقد السيطرة ، يتحامل على صدمته دون جدوى ، ودّها مكسورة فإستخدمت إحدى ثلماتها لـ غرسها بـ صدره المرتفع قهراً وهي تستطرد بدهاءٍ وجدته لذيذا : همم ، دا افكر اكيييد الي بالصور ابنك ، يشبهـــ

لم تفتأ أن تنهي قولها لما تحرك مسرعا ، قلق الخطى ، غاض البصر عن حقارتها ، كل اهتمامه مصبه درج مكتبه !
لما صار قربها ، و دون ان يزوره الوعي ، او يزورها وجده يشد قبضته على طرفي المقعد الجلدي مُحركا اياه من خلف المكتب ، ليطردها بعيداً ، كارها وجودها في دائرته النقية ، حول ذكرى بضعة القلب ذاك !

لكون الحقد كان يملأه ، دون الادراك وجده يدفعها بقوة لا مُبصرة عاقبة التهور ، وان ابصرت اهملت !

" اه "
نطقتها بهمس مشدود ، تائه .. مخلوعة القلب !
لم يكن الظن لها رفيقا بأن يفتعل هذا الاحمق مثل هذا العمل لمجرد إستفزازه ، و برد فعل تلقائي راحت كفاها تغطي الركبتين حيث تلقتا ضربة قوية من الجدار امامها حيث ارتطمت

شعرت بدبابيس تغرز في صدرها ، مبتلعة ريقها المُر كالعلقم ، و كأنها تخبرها بهول ما فعلت ، أ ضغطت على زناد الجنون اخيرا ؟ هل سيصرخ و يعث برزانته فوضى ؟
ما الداع لدرامية تصرفه ؟

لم تستطع ابصار ما يفعله ، اذ كانت تواجه النافذة الكبيرة المُطلة على الشارع الرئيسي ، تراقب المارة بـ نبضٍ خاو ، و يداها لم تزلا تواسيان الركبتين المكشوفتين عبثا

صوت الدُرج زلزل سمعها مرتين ، فأولها فتحه ، و لما إطمأن على كنزه عاد فأغلقه ، ثم بصارم الحديث رشقها ، مجتهدٌ في كبت ريح غضبه : تفضلي برة

دمعة ترقرت في الإحداق دونما سيطرة الفُرات ، و تهدج النبرة أوجعها على حالها ! ، لكنها واصلت المسير بدرب القوة ، متشبثة بقشة أصولها النفيسة : بوقت مـ يكون مكتبي الخاص حاضر اكيد حتفضل برة
اذا معاجبك وجودي انتة تفضل

كُل خلاياها إنكمشت لما دنى من خلفها ، لتعلن شجاعتها الإنهزام امام جبروت غضبه السافر ، اجفانها انغلقت حالما لفحها قربه المهيب ، متحسسة هالة الغضب من حوله و سمعها يترجم لها تحركاتها !
فهاهو يرفع سترته بحدة الالف رجل ، راحلاً و الحقد يسبق خطاه العرجاء ، العجلة
و يخلف من وراءه ضربة بابٍ مزلزل

صفعها الانهزام حينها ، و لم تذق لذة طعنه بكسرها بل العكس ، شعرت بأنه إنتصر
وهذا ما لن تتقبله مطلقا ، و للحظة فقط كانت قد قررت المواجهة علّها تقتل ما به من سيطرة ، قدماها النائمتان على رأس عجلات الكرسي المتحرك ، ما إن مسّتا الارض الباردة حتى شعلا برأسها موقد التنبه

لتحني رقبتها قليلا ، ثم تبصر عُريهما من الحذاء ذي الكعب المرتفع ، فتزم شفتيها رفضا لهذا الخطأ الفادح ، توجه بصرها نحو فردتي الحذاء الانيق النائمتين اسفل المكتب !
هل رآهما ؟ بئسا لعينيه ان فعل ، ألف بُئس

انحسرت انفاسها الحانقة ، و راحت عبثا تحاول اخماد مرجل صدرها المُتقد ، يداها تنقبضان حينا ، ليعودا فينبسطان اخر
بصرها متذبذب بين جموع المارة من خلف النافذة الكبيرة

حتى رأته ، بخطاه !
يعبر الشارع بتمهل ، أول إبصارها له توجعت ، ثم غادرها التوجع بالندم
لم ترغب بمراقبته ابدا إلا أنه امامها ، مكشوف النوايا لها ، و ها هو حالما غضب اختار لنفسه ملجئا بسلاسة ، ام انه معتاد ان يكون المقهى الذي امام مبنى مكتبهم جحره حين الضيق ؟

تغيرت وجهة نظراتها حتى راحت تقرأ إسم المكان المزين بعارضة ضوئية ضخمة ، اضاءتها كانت خافتة بوضح النهار ذاك ، لذا لم تشدها كثيرا حتى جُر إنتباهها مجددا على ذلك الغاضب الذي ظهر من خلف زجاج المقهى
متخذا له محلا في ذلك الفراغ ، ثوان مضت و انظم له اخر لم تتبين ملامحه من على ذلك البعد الا انها لمحت اهتمامه بتربيتة كتف واسى بها العراق الجريح ، فآلمتها عليه دون شعور

بددت ذلك الوهن المريع بسرعة غزالٍ طريد ، مستقيمة القد حافية القدمين ، متوجهة حيث الطاولة تصبو لإلهاء فكرها بترتيب فوضى مشاعرها قبل الفوضى المكتبية




*



ألا أيُّها العشَّاقُ ويحَكمُ هُبُّوا … أُسائلكمُ هلْ يقتلُ الرَّجلَ الحبُّ

جميل بثينة



أُنسي كان أنتِ ، يا أرضاً حملتنا فوق قاعها أعواماً قِصار ، راحتي تمثلت بسلالمكِ الحبيبة ، حيث اللقاء الأول ، و التعثر الأول !

دسائس الفتن ما فرّقتهما ، دون أن تعلم الدُر أمراً إكتفت بتصديق اوزاره بحق نفسه قبلها ، دونما تفكر أردت وصال ثقة تشدهما لبعض ممزقاً ، مهمل الطرفين على قارعة الالم ، حتى جعلت من الوجع هاجس حياته !

مرت اعوامه السالفة بتباطئ سخي ، ظّن بها أن لا لقاء في الدنيا سيجمعهما ، مكتفياً بتزيين إسمها بدعاء صلواتهِ ، لـ تكون قرينته في الاخرة ، حيث المتاع الحقيقي ، و الباق

لتكون عودتها مفاجأة ، حميدة ، صافية كما هي خصالها ، حتى و ان فارقتها كثيرٌ من تلك الخصال لا زال بعضها يلوون الدُر ببهاءه ، كالصمت القديم حين الخجل ، و الغضب .. و اليوم فعل لها ما يُسبب الأمرين !
لا يظن بأنها ستبوح بكرهها لـ تصرفهِ الطائش ، بل تكتف بالإنزواء حيث اقاصي دنياه ، ظناً منها أنه سيتركها رهينة التشرنق الكريه هذا ، ساء ما تظن تلك الحبيبة

بذات جودة التفكير كان موقناً بأن إعصارا قيصيرا بإنتظاره بعد إنهاء تقديم محاضراته لهذا النهار ، الجميل على غير ما اعتاد من نهاراته الراحلة .. و بالفعل لم يكد ينهي ما عليه من عمل ، حتى زاره الاسمر بملامح جامدة ، يحاكيه بحدة واصرار النبرة : ايهم شسويت اليوم ؟ فضحتها لدُر ، شلون تخليها بهيج موقف مـ تقلي !

كان جالسا على مقعده البسيط ، امامه شاشة الحاسب الشخصي يستظل بها وجهه الباسم ، و كأن بالفرح راح يرافق خطاوي دربه الآتِ

و لما صار السكون الرائع قرينه ، اضاف الرفيق بـ نبرة تحمل من القسوة اوزاناً ثقال : جاوبني ، مستحيت على نفسك بربك ؟
هاي سواية هااي ؟؟ شقد عمرك حتى تتهور هالتهور ؟ مفكرت بيها ؟

هنا ، انفلت شريط صبره ، ليستخدم يمناه في غلق فم الحاسب الشخصي ، صائحا بجذل كسول : قيصررر ررجاءا لتتدخل و تــ

فيكون الاخر اقوى منه حديثا و حججا ، فراح يحاكيه ممتعض الملامح ، كاشفا هواجس نفسه لمن يعمي بصره عن رؤيتها : اتدخل غصبا عليك ، انتة تعرف اسبوع بالزايد و تنتشر قصتكم بالكلية ، اكيد طالب لو معيد لو اي مصيبة راح يعرف و اعتبر وقتها الكل عرف

لما كان الاخر منتصب الجسد امامه ، متمكن عليه ، قرر مجابهته حينها بشبيه فعله ، ليستقيم من محله ، عاقد العزم على مواصلة مسيرته و ان تسطر امامه من المعارضين الفاً و اكثر : واذا عررفوا ؟ قابل جنا مسوين شي غلط ؟

لم تجد نبرته بدا من التهدج ، فإنفلات بضع اوتارها جعل الرجفة حملدارا للصوت الاجش ، و هو يستنطق مستعذبا ماضٍ لذيذ : جنت خاطبها

وخزة الالم بصدر قيصر لم تكن سببا بتراجعه ، هو رافض لـ هذا الطيش و لن يزل يفعل حتى يجد الأيهم بدهاليز مخه بعض تعقل ، تنفس بعمق حتى استجمع قدرته على تحمل جرعات الالم ، ناطقا بـ تقريع ذابح ! : جنت ايهم ، جنت
تنهيدة حملت وجعه على حال الرفيق ، و من خلفها اتم القول بلييّن الحديث علّه يجبر قليلا مما كسره : عوفها و بلا هالتصرفات ، خليها بحالها ، انتة شفتها شلون كبرانة و مهمومة ؟؟

ارتفعت يمينه لتحمل من على انفه الشامخ النظارة الطبية ، و تناولت اليسار مهمة الضغط على المحجرين علها تخفف وطأة القول ، نفس ثقيل جرجره من الصدر الملكوم حُزنا ، ثم اعتراف يتذيل بالقهر : و تتوقع اني شنو الي حررق قلبي غيرر شوفتها مهمومة ؟

هذه المرة ابعد جفنيه كل البعد عن بعضهما ، مؤكدا لنفسه قبل الرفيق ما يوده الفؤاد المكبوت شوقا : قيصرر دررة ان شاءالله تررجع مثل قبل ، ساعدني بهالشي بدل متحجي علية

انهدام الواجهة المرحة ، المصطنعة أودت بقساوة القيصر صريعة العطف ، ليكون هادئ النبرة هُنا ، متأرجح بين طرفين ، عزيزين على القلب الفتي ، و بعد زفرة تحمل وهناً ، علّق : شسااعدك ياخوية متفهمني !
صدقني احسن شي تسويه تبتعد عنها وتخليها بحالها هية مناقصة ضيم

بإقرار مُصر جاءت جملته و هو يستدير من حول الطاولة المكتبية ، رافعا من على سطحها هاتفه حصرا : انتة صدقني ، لازم تساعدني خوية لاازم
ادرري بيك هم مستحيل تشوف دررة هيج و تسكت

مال القيصر حيث الماض هو الاخر ، ليجد في نفسه عجز لمواجهة هذه العاصفة الأيهمية ، فإكتفى حينها بإتباع خطى يعلم جيدا أين تقودهما !

علاجٌ سماوي فقط من سينصف الدُر حتى تلتئم جراحاتها ، أتراهما سيكونان بإذن الله سببا في تضميد جرح عتيق لا زال سيلان نزفه قائما رغم فصول العمر الراحل ؟ أم أن غوصهما في بركة الفقد سيخنق انفاسها اكثر و يصيرا حينها داءا لا دواء دون ان يدركا حقا فداحة الفعل ؟

جر انفاسه قلقا مما ينتويه المجنون المندفع حيث نبضه ، ليحاول الهاء تهوره بـ هادئ الصوت : ايهم انتظر ، خلي اخابر طيب تجي ويانة ، عالاقل نروحلها بحجة

تعطلت الخُطى القافزة ، ليلتفت عجلا نحو القيصر ، ناطقا بعفوية مشتعلة : ايييي عاشت ايدك ، يللا بسررعة دق عليها

هذه المرة تبدلت الادوار ، و صار الايهم مراقباً ساكناً في حضرة مظلومية أسمر البشرة أبيض القلب ، بسبابة يمينه دفع نظارته المتوسدة انفه الحاد ، يستمع بإنصات لـ مكالمة باردة ، نسيمها راح يهز وريقات العُمر حد الرجفة

: السلام عليكم
طيب تعاليلي يم القسم
لا ماكو شي بس اني و ايهم رايحين لفد شخص انتي هم تعرفيه
تعالي دنروح سوة
ماشي ، لتتأخرين منتظريج

بصره المصُوب أرضا ، و صدره المختنق نفسا ، حُررا من الحبس الإنفرادي حين انهاء الإتصال الاثقل على القلب من سبعة جبال مُتراصة

يُدرك جيدا متابعته من قبل عيون الايهم ، لكنه كعادة انعجنت بـ شخصه ، تهاون بـ قيمة حرقه ، منشغلا بـ إخماد نيران من حوله : هسة جاية

نبرته كانت خافتة ، تدرأ عن نفسها الخزي ان أرتفعت
و لإن الاخر عالم بحاله ، ترك له مساحةً تسع لإبتلاع شوك زهرته القادمة ، بكآبة صمت !

كانا متواجهان ، كلٌ يدور بفلكه بتخبط ذي التسعون نبضة حين طلّت عليهما عشرينية مفعمة بالجمال ، وجهاً و روح .. ببنطال جينز عريض ، يعلوه " تيشيرت " رمادي فضفاض ، و الحقيبة الرياضية تمتطي الكتفين بدلال
ملامح مغموسة بفيض رقة و جمال ، شقراء لمعانها يصيب بالعشي عيونا تبصرها !

يوماً كان مُشرقا بشمسه ، و ضحكتها ، هذا ما يمكن أن يتلوه القُراء على ملامح الأسمر ، ليلين التجهم ، و ترتسم البسمة الخفيفة على الوجه العبوس حال محاذاتها لهما ، و قولها المنفعل : صبااح الخير على خوالي ،
وييين نرووح و المن نشووف ؟؟ ترة محاضرتي بعد 5 دقايق فيعني بسرررعة بسرررعة بسرررعة لازم ارجع

رفيق الخال كان لمرحها موازيا ، ضاحك المبسم لمرآها الجميل كما الزهرة : هوة رراح نشوف دكتوررتج بالمحاضررة ، دنسويلج واسطة يمها بلكت تنجحين دورر اول و تخلصينا

بعفوية اختبأت خلف قيصر ضاحكة حياءاً : ههههه خاالوو ايهم شنو هالسمعة يا عيني ، ليش تخجلني ؟

سبقهما بخطاه ، متبعاً قلبه الراكض ، و كلامه موجه للصغيرة : انتي لو تعررفين الخجل يا خالوو جان فررحتينا بنجاحج !

لتسارع بحركتها حتى وصلته و في ادبارهما الصامت ، تشدو ضحكتها كـ تغريدة اول الفجر ، باعثة للسلام ، كـ قولها: ههههه peace يعني

لما انعطفوا حتى مركز تجمع الطلبة ، حاكتهما بضحكة مكتومة ، و النبرة يكسوها ثوب الجدية : قل اعوذ برب الفلق ، كلما يشوفوني وياكم البنات لازم يحسدوني

: حقهم يحسدوج حبيبتي ، اكو وحدة وياها اوسم دكتوررين بالكلية و متنحسد !!
يعني بغض النظرر خالج ميتقاررن بية ، بس تررة هم حلوو يمشي الحال

استوقفته بنبرتها الشديدة ، الممتلئة زهوا و رضا : اصلا خالو احلى رجال بالدنيا !!

نظرة خاطفة رماها على الرفيق ، و كأنه يطمئن على وجوده دون الهرب من حديث يشذب اطراف مشاعره ، ثم استطرد بمرح يبطن بالجدية ، يخبر الصديق ان لا مجال لجنونك ، فأمرك عسير يا أسمر : حتى احلى من أميرر ؟

: امييير احلى شاب ، غير تصنيف يتصنف وية الشباب

مراقبة قيصر اخبرته بأن لا فائدة من حدة منجله على الاغصان الميتة ، فكل شئ سواء ، تنهد بخفة ثم اضاف بهدوء سطى على مرحه : استحي منا ولج استحي

ضحكة ملونة تجعل مبصرها يستبشر بالحياة وهج سعادة ، ثم تأدب سريع ، فقد دخلوا الارض المحضورة ، رواق الاساتذة !

تلكأت خطى قائد مسيرهم ، ليلتفت طالبا العون من القوات الخلفية ، فتتبدل الاوضاع مجددا ، و يصير قيصر المتقدم بينهم ، لما دخلوا الحجرة البسيطة بادروا بالسلام ، لينفض الهدوء راحلا ، حاملا امتعته البالية ، متوجها حيث لا يعلم !

: جبنالج طيب و جينا

قالها قيصر ، ببسمة خفيفة يود بها تلافي ما حدث صباحا ، و هي من كانت قد اقرت بتزمت داخلي ان لا حوار سيجعل منها تشارك من افطر صيامه بالغدر ، تجدها تنكث وعدها مع نفسها بأسرع ما يمكن
و كيف لا و قد اتياها و برفقتهما دُمية حية !!

: يا هلا بيكم و بيها

: مرحبا دكتورة

طوّت صفحة الصباح بتمهل ، و بخافت القول تحدثت بعد ان استقامت مُرحبة بحضورهم السخي الذكريات

: مرحبتين حياتي
شنوو هالجمال ماشاءالله

خجل اسدل ستارته على الطيب فراحت بسمتها الودود تكسو الملامح المتوّردة ، لتهمس و جسدها طبيعيا يزحف ليحتمي بـ قيصر ، الامر الذي استنفذ طاقته ببطئ ، ملتفتا حدوها ، قائلا بلطيف الحرف : طبطب معرفتيها ؟

رمشت بتكرار جعل منها تسلية حسنة للثلاثة ، ثم نطقت بضحكة خفيفة و اناملها تتخلل غرتها الشقراء المستوية الطول : لا والله

دُمية كارتونية بحتة ، كيف لهم ان يسمحوا لها بعبور عتبة الباب بجمال كهذا دون حجاب يستره ، و يحميها ؟!
هذا ما طرأ ببال الدُر لحظتها ، لتتلاشى الفكرة لما لمحت الخاتم اللمّاع في إصبعها ، ماشاءالله ، نطقتها بتمهل ، فمن امامها تجسد عذوبة الجمال بأبهى حُلته ، دون التبهرج الزائد ، فلباسها فضفاض يتحلى بالبساطة الا ان الوجه الحسن يكفي لسلب البصر

كانت منشدة فعلا للصغيرة و تأثير السنون على نضجها ، ليتقطع خيط تواصلها بالجميع حين لمحت دنو الايهم ، و كأن به انتظر حتى يتيقن من هدوء يحيل بينها و بين قتله بعد افعاله الغبية !

هاهو يتخذ من احد المقاعد مجلسا ، و معه يجلجل صوته الاجش قائلا بمودة سخية ، نظراته تتجه نحو الشقراء شمالا بينما قلبه فكُل نبضاته يجذبها شقه الايمن حتى ظّن بأن شلل نصفي سيسكن جسده ابديا

: طيب هاي دُررة ، تتذكرريها ؟
جنا ناخذج لبيتهم تلعبين وية اخوانها تمني و

توقف ، لم يفلح بنطق احرف الجرح المُزمن ، " زين " من فُقِد و معه من الروح ثلمات !

لتجيئهم عاصفة طيبة ، كحياتهم السالفة ، متمثلة بقفزة عجلة من الصغيرة ، و صيحة تعلن العصيان على الرقة : يااا ، اتذكرررها اتذكررهاا طبعااا
و قبل ان يعلق احدهم ، رمت بهم نحو مجزرة الحنين ، دون دروع ولا اسلحة ! كانوا هم الضحايا المسلوبةً ارواحهم فداءا

استدارت كليا نحو ايهم ، ناطقة بإنفعال عشريني ، الهب المتلقي بنارٍ تصلي الافئدة ، و كفاها تشيران نحوه : مو هية خطييبتك خالوو

لحظة كانت كناقوس استيعاب في رأسها ، إنكمشت الانامل المنبسطة لتكور الكفين ، و بـ توتر اغرق الاحداق و النبرة استطردت و قبضتاها تغطيان الثغر الثرثار : اوه سوري والله
ببسمة ودها لعوب ، تُلهيهم عن نظرة البؤس المُطلة من الاحداق ، علّق : عادي خالو عادي ، جانت خطيبتي
لكن للأسف مصاررت القسمة

خطوة تقدمها قيصر معلنا رفضه لهذه المسرحية المبتذلة : ايهممم

راقبت حركته المُهملة مغرقا نفسه في المقعد اكثر ، غير آبه لـ سخافة فعلٍ لا يليق بعمره و منصبه ! ، تنهدت حيطة من الاختناق ، مُجبرة ذاتها على التصبر ، صمتا .. فراحت تقول بهدوء ، يناقض انتفاضة الروح : عذروني عندي محاضرة

لتستكمل جملتها مُحاكية الصغيرة ، المُتابعة ما يحدث بقلب نبضاته متذبذبة الوتيرة : يللا طيب حبيبتي انتي تعالي وياية

بكفيه ضرب على فخذيه ليستقيم ، تلج زفراته في اوردة الماض الحزين ، متلاهياً بباهت الكلم : معذوررة دررة ، اخذي رراحتج و اي شي تحتاجين احنة موجودين

وضبت ما تحتاجه بحركات متأنية ، رزنة .. و دون ان ترفع بصرها نحوه أكدت عليه ما توّده : شكرا متقصر دكتور

ألقِ دلُوك يا قلب ، فهذهِ فرصتك المتاحة ، إفرش ناوياك أمام عينيها لتقرأها بتروي ، فلتتورط بكَ حنينا ، كما أنت تتورط عشقاً بذكراها ، و رؤياها ، و الأنفاس
بـ حشرجة أنّ صوته لتدرك مُجددا وقع عودتها على عُمره المُعدم : ليش هالررسميات يا عيني !
يعني قابل هسة دتقولين لقيصرر دكتورر ؟

إن كان ينتوي الوصل بعد عُمرٍ شابت سنينه ،
و إن كان يُملي عليها الشوق مُكرهاً ، ستنجلي همته عند إصطدامه بقوقعتها الصلدة ، فهاهي تجيبه بما لا توده نفسه و لا ترضاها

: قيصرر اقله ابو طيب
تريدني اقلك ابو ابراهيم ؟ يعجبك ؟

بددت نشوة روحه بقول كان كـ دودة عمر تقتات على بقاياه ، مطرق رأسه يتابعها و البصر غائما بهمه ، تغيرت !
دُررة تثبت له حين كُل لقاء إنقلاب شخصيتها الحنون ، تُدرك بأنها تطعن كبده و لا تكتفِ ، أنى لها أن تقتدي بالرجال حين قسوتهم ، و النسيان ؟!

فقاعة اللوم فجرها القيصر ، ذاك الذي شعر بتورّم شماله كمداً على أخيه المظلوم ! ، و بقول باهت لونه ، تحدث : دُرصاف توكلي على الله و روحي لمحاضرتج





*

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 23-08-15, 05:51 PM   المشاركة رقم: 197
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 


لم تجْرِ دمعتُهُ عشيّةَ ودّعَكْ

ما عُدتَ تُحْزِنُهُ .. فوفّر أدمُعَك
يدري بأنك كنتَ تَخدعُ صِدقَهُ

وبِقَدْرِ علمِك أنّه لن يخدعَكْ
لا ترمِ صوتَكَ في دروب رحيلهِ

ما عاد في مقدوره أن يسمعك
قد كان حبُّكَ .. رحلةً مشؤومةً

هو لن يسافر مرة أخرى معك
يكفي لقد أكل الشتاءُ حروفَهُ 

حطباً ليُدفأ بالقصائدِ أضلُعَك
أرضيتَ نفسَك وانتصرتَ لطينِها

وغرزتَ في عين المحبّة إصبعَك
فالآن مُتْ. غادر دفاترَ شِعرهِ

ضيّعتَهُ فقسى عليكَ وضيّعك
وسينبتُ النسيانُ بين جوانحٍ

لم يستطع بضفافها أن يزرعَك
الآن . قد وجد الهوى وجنونَهُ

في الوردِ أغنيةً تشنّفُ مسمَعَك
رُوحٌ . كأن عبيرَها ترنيمةٌ

للأنسِ تمنحه الصفاءَ ليتبعَك
مغموسةٌ بالطهر يعشقها الندى

طلَعتْ .. فأنستْهُ الغيابَ ومَطْلَعَك
لملم طيوفَك ..لم تعُدْ لك ضحكةٌ

تغري ولا جفنٌ يصدّقُ أدمُعَك
هو راحلٌ .. لا تنتظرْ تبريرَه

ما عادَ ضمنَ همومِهِ أن يقنعَك
يكفيه أن الصدقَ يعرفُ صِدْقَهُ

وستصرخ الدنيا له “ما أروعَك”



سلطان السبهان


،



ينعشها الهواء العليل هُنا ، في باحة المنزل الخلفية ، تستعذب المجلس مع حماتها الودود ، تترك لنفسها حرية التمتع بالإرجوحة ، بينما ام العراق تستكين على مقعد مريح بجانبها ، و على مسافة صغيرة يفترش الطفلان عشب الحديقة البسيطة

تعبث بهاتفها " الجديد " ، مُهتمة بتحميل البرامج النافعة لها ، كل ذي حين تُنادى من قبل احد صغيريها فتوليه الفكر كُله ، تحاول جهد طاقتها تناسي الغول الاصلع الراقد في حجرة اخته منذ ساعات الصباح ، ايقظته والدته حين آذانٍ ، و لعجبهم صلى فـ نام !

ها هي الشمس تنزلق بعيدا و معها يوما من العمر ينقضي دون ان نشعر به ، صوت تراقص ملعقة الشاي في " الإستكان " من أروع لحظات مجلسهم اليومي
على مر الاعوام كانوا هم الاربعة رواد هذه الجلسة الروحانية ، السيدة الكبرى تستمتع بـ قدح الشاي و كلمات احد اساتذة الادب القديم الراسخة على اسطح كتابٍ يتوسد حضنها

الصغيران تختلف اسباب انعزالهما ، فحين يدرسان ، و اخر يتمتعان بأحد اساليب اللهو الالكترونية كما اغلب فئة الاجيال العصرية

اما هي ، فـ تشغل بالها اما بهاتف ، او رواية !

اعربت عن مللها بزفرة قصيرة ، أتبعتها بإستغفار جميل ، لتترك ما اشغلها على الطاولة بإهمال ، اخذت تغير اهتمامها رافعة قدحها الضخم لتحتسي شرابها المفضل بتروي ، لم يطل انتظارها حتى تركت السيدة الاولى بمنزلهم كتابها ، مهتمة بـ تفاصيل انزعاجها ، معلقة بنبرة تشرح القلب
: شنو ماما تعبانة ؟

: لا والله ، بس ما ادري ، اكوو شي مضوجني مدااعرف شنو !

بنظرة إستفسرت حماتها عمّا إن كان ولدها سبب الضيق ، لتبتسم هي بصدق راجف ، مستطرقة : لا ماما وصلت مرحلة هالموضوع ميأثر بية

بادلتها البسمة بأخرى ، ممتنة و مُساندة ! ابلغتها بكثيرٍ من حنان بأن حُضنها ما زال قائما لها ، لإستقبال ترحها و فرحها .. فيأتيها رد الصغرى بـ قُبلة ارسلت عبر الهواء ، و معه تحبب لفظي فدعاء جميل

و كما اعتادتا ، كانت احداهما للاخرى احتواء ! ، فهاهي التمني تسابق للوصول لما ازعج سكون الحنون منذ الامس و ان حاولت جاهدة اخفاء ذلك : زين ماما انتي بشنو دايخة ؟ هسة يطلع نفس الموضوع الي ببالي

رفعت صحن " استكان " الشاي ، تبث لربها قبل عباده ما يؤرقها ، تهز رأسها بقليل من آسى : و الله يا تونة كلكم متعبيني ، كلما اقول واحدكم استقر وضعه ، ترجع تتخربط اموره ، بس الف الحمدلله و الشكر على هالحال و على كل حال

رفعت قدميها حتى ربعتهما على الارجوحة ، ممتعضة القلب من ذكرى الامس القريب : اي والله يا ماما مليون الف الحمدلله و الشكر ، ادري بيج من البارحة قلبج على دُر

تنهيدة حارة اطلقها صدر الام المنكوبة حتى ارذل العمر حُزنا على ذات الدُر ، ليأتي همسها مُحملاً بكل نكهات الوجع : اي والله تونة ، بصدري نار عليها بس رب العباد يعرفها ، درصاااف حبيبتي متهنت بحياتها ، و هسة من حققت لنفسها امنية قديمة زيدت على نفسها الوجع

و كأن بالشاي صار زمهريرا ، تتجرعان مرارته قسرا ، تتناوبان في كشف المخاوف ، و الالام : ماما والله كومة قلتلها خلي تقدم على المستنصرية يعني الا جامعة بغداد !! بس هية الله يسلمها تعاند ، تعرف بنفسها حتتأذى بهالكلية الي بيها هواية اشياء صارت
قابل هية حديد ، اكيد تنقهر و تموت قهر همين ،
و بنبرة اضحت غصتها وشيكة : هالمرة شافت قيصر !

شاركتها السيدة افكارها ، لتستبق نحو استنطاق الخوف الاكبر : و الله لعد اني شاكة انو شايفة ايهم او سامعة عنه شي ، لإن وضعها البارحة جان كلللش مو شي ، و حتى اليوم الصبح حاولت تكون طبيعية بس بتي و اعرفها ، مهمومة حيل

هنا أفلتت كبوة الدمع ، لتتلألئ حبيباته العذبة على الخد ، فتسارع يمناها لفضه سريعا ، بينما اليسار فإكتفت بالضغط على القدح اكثر ، مستشعرة حرارته .. جازفت بالبوح الكبير ، دون تحمل امام حضرة الوجع ، افصحت : اي حبيبتي
كلش مهمومة ، الي بعمرها شلونه وضعهم و هية من ورة ناس متخاف الله انتهى شبابها ، حسبي الله ونعم الوكيل بيهم كلللهم ، و اولهم الحقيير اييهم ، شذكرنا بيه جناا ناسيه

عقدة بالقلب إنشدت اكثر ، حتى تلوّت الشرايين اعتراضا ، و انهياراً ، ألا و ربك لا تجعلي الظُلم مذهبك يا سيدة ، إحترسي ذنباً لن يسع ظهرك تحمل ثقله ، كوني قوامة بالقسط ، هم جهلوا ، لكنك هنا و تعلمين ، فحاذري جعلهم يرمون البرئ بجرمٍ ليس له فيه يد
هتافات قلبها ختمت على اسماعها ، و ذهنها ، لتكون منصفة و واعية ، فتحاول ان تشذب فكر الصغيرة بتروي ، و اعتدال : استغفري ربج امي ، انتوو متعرفون شي ، لتدعين على ابن العالم و احنة اصلا منعرف بحاله شنو هسة

لتعترض الاخرى على عجل ، و غصة الحلق لم تفتأ تسبب لبوحها إعياءاً: يا ماما شنو الي منعرفه !!!!
عافها بعز حاجتها اله ، كسرر قلبها و دُر صعب ينجبر كسرها ، صعب تنسى ، موو مثلي
لتنهمر اعترافاتها كما سيل يجرف معه حتى الاحبة : والله اني لو صاير بية الي صار بيها جان تخبلت ! بالعافية عليها اجر مصيبتها ، الله يعوضها خير الدنيا و الاخرة

فتضيف الوالدة بحُسن قلب ، و روعته : حبيبتي و يعوضج انتي هم و تفرحين قلبي بشوفتج مرتاحة يا امي

: الله الله
شنو هالدعوات الحلوة بهالمغربية !!
الله يرزقنا منها

فر فؤادها الجبان حين اندلاع ثورة تُصاحب الاحمق المختال ، بحركة " مدروسة " رفعت من على اكتافها خمارها البسيط ، لتخفي به الشعر المرفوع بإهمال من تُركت حتى غادرها التمتع بالصبا

تعلم جيدا أن حركتها اوقدت مرجلاً في قمقمه ، و أسعدها حقا أن تتلاعب بـ فتيلته بين اناملها ، لن تُبادر بإطفاءه و لو رأته ينصهر حرقاً .. هذا ما تمنتّه و سهرت له العيون ليالٍ ، لتحفظه ، لذا لابد من النجاح حين الإمتحان ، وها هي امام اول مراحل الاختبار

: شلون ما ادعيلك حبيبي ، الله يريح قلبي عليك ان شاءالله
شوكت قعدت امي ؟

تغيير نمط حديث والدته معه ادركها منذ يومين ، لكنها تشاغلت عنه متقصدة ان لا تفكر بأنها خسرت احد الاطراف ، و بأن إنحياز امه نحوه سيأتي بمصرع اهداف ثورتها عليه !
ثورة الأحد عشر عام

: هستوني " للتو " حبيبتي ، شنو هالقعدة الحلوة لييش مقعدتوني حتى اجي وياكم
لعد ويين دُر ؟

بلهفة أم " محرومة " حاكته : راحت للدار ، هسة ان شاءالله على جية

ليقطع عليها درب تسير به متوكأة على أمومتها بـ بجاحة الكلام : و ابنج ؟

إلا عراقاً ، لن تصمت إن تجاوز حده و ترك لسفالته حرية التسيب .. كانت ستتدخل لولا ارتفاع نبرة والدته المحذرة : يساار

ليستطرد بنغمة ملول ، مستخفة : قصدي دكتور عراق ؟ المحامي الرسمي للخاتون ؟

كم تمنّت حينها أن تبصق بوجه وقاحته !!
بطرف عينها لمحت حفاوة ترحيب " زين به ، متعلقة برقبته بعد اذ حملها ، بينما اليزن الحبيب ، رفيق روحها ، فـ سألها بنظرة منكسرة ، أن لا تحزني ، لأجلي

و كيف يتمكن وحش الحُزن من ابتلاعها و الله سبحانه رزقها نبضا صغيرا من العراق ، برفة هدب أجابته ألا تقلق يا صغير ، من تمسكت بحبل الله لن يصيبها سهم سوءٍ لم يكتب لها

ادركت مراقبة حماتها لتفاصيل حركتها المتوترة ، لذا همّت بلملمة بعثرتها بكثير من تهاد ، رفعت هاتفها ببطئ و راحت تشغل " كُلها " عن توتر اصاب ما حولها بدائرة فلكية

مُزاحٌ أهوج ، و نشاط مُفرط صاحب قدومه ، و كأن بعاصفة مجنونة جاءت لتأكل سكونهم السابق ، بلا شعور راحت تحوقل ممتعضة تخفي الملامح بفوهة كوبها ، متظاهرة بإحتساء الشاي .. ليته يختف كما لو انه لم يكن
بل ليتّها لم تطالب بعودته بتلك الخطة الغبية ، المُبعثرة لكبرياء انثيات زمانها .. هذه المرة إستغفرت هاربة من ذنب تمني ما مضى ، فـ سبحان مُدبر الامور هو من يحسن تدبير امورها و صغيريها أحسن التدبير ، لذا لم القلق و الله ربها و ملجأها الاوحد

سكونها الداخلي انعكس على حركات جسدها ، فتراها إسترخت مستندة على ظهر الإرجوحة ، تبني لنفسها اوهاما فأحلام
افلحت بالتخلي عن الواقع الصاخب ، حتى عجز " إبن المنزل العائد " عن كف ضبابية رؤيتها له رغم اعراسٍ افتعلها مع طفليه !



 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 23-08-15, 06:52 PM   المشاركة رقم: 198
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

يبكي ويضحك لاحزناً ولا فرحا كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا
من بسمة النجم همس في قصائده ومن مخالسة الظّبـي الذي سـنحا
قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى كبرعم لـمـسته الريح فانفـتحا
ماللأقاحية السمراء قد صرفـت عـنّا هواها؟أرق الـحسن ما سمحا
لو كنت تدرين ماألقاه من شجن لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا
غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً لان الذي ثار وانقاد الذي جمحا
ما همني ولسانُ الحب يهتف بي اذا تبسم وجه الدهر أو كلحا
فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ اذا حرمت من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا


بشارة الخوري











اطرق قلبها ثلاثا فإن لم تشرع بابها ، إمض و إبتعد ، و عفا الله عما سلف من اوهام حب عكف ليلته السالفة في حفظ دروسه تلك ، هو لن يتمّاد في ابداء عجزه امام ضعفها

بالاصل لن ينجح و ان حاول ، ليس ممن تهيمن عليهم الأُمنيات ، نعم اوجعها ، و من العمر سلبها خضرة وريقاته ، جفف تربة صبرها و كسر يابس عودها ، فعل ما فعل عن سابق جُرم و إنتقام !
يدرك كل ما سلف ، إلا إنه لن يحني هامة عناده لها ، ليس بعد هوجاء تصرفاتها ، عند مرور تلك الخاطرة بباله راح إبهامه يلامس لاصق الجرح المثبت محل جرحها الاحمق

يحاول جرجرة بصره من مدارها الارعن عبثاً ، قضى من الدقائق عشرا يلاعب صغيريه بـ عنيف الالعاب ، يجاهد لجذب مخاوفها ، و اعتراضها و لكن دون جدوى ، لا يدري متى عادت لـ تغزو اراضِ حياته ، فتكرر الإحتلال القديم !

أم أنه لم يفلح ابدا في التحرر من جيوشها الرعناء ، و ها هي تعود بفيلق جديد لتعربد في تماسكه المتين - او هذا ما ظنّه - ، تبادل النظرات مع والدته لم يكن من صالحه ، إذ راحت الاخيرة تخبره بصريح البصر أن إحذر التورط في إحزان التمني أكثر

" و لا تزر وازرة وزر أخرى " ، كانت هذه الاية الكريمة عنوان الدرس الاول في منهاج اعادة تأهيله ، كي يجد لنفسه محلا فيلتحم بتلك العائلة حتى اطرافه

إصرارها على ارتداء الحجاب امامه لم يكن بالشئ اليسير عليه ليصطبر .. و لكن الاكثر عُسرا جعل منه مثالا للتفاني من اجل سلامة الجميع ، لم يستطع قلبه ان يلوك فكرة إصابتها بـ مرض اقتات على جسدها الضعيف سنونا ، كم بحث لغضبه مُهدئا واحدا بالامس القريب ، و لم يجد
فغيظه على نفسه كان أفخم من مواجهته بعناد ، بل بترفق ، و ندم !

نعم ندم ، فليست التمنّي من تستحق منه أن يسرق فوق شبابها و الفرح ، عافيتها ! و ليس هو من يتقبل رؤية علتّها دون أن يتآكل عمره بقوارض الندم

لوهلة إنشغل عن مراقبتها بصغيره ، ذلك الرجل المُكوّر ، حلّت على قلبه الصدمة و هو يتابع تفاصيل القلق متمثلة بأبهى حُلة فوق ملامح ابنه ، يزن يغرق في عشق عسلية العينين .. بعد هينهة تفكر لم يلّمه ، فـ من ذا الذي يتذوقها و لا يغرق ؟ و لا يعشق ؟!

ويلٌ لأي جبان يحاول تسلل مملكته ، ان انتوى العبث بنافذة سجنها الانفرادي ، سيهشم مفاصل كفيه ثم يعلقه من اعلى قصرها كمثال " ميت " على من يتجرأ و يدنو .. تلك كانت نيته بخصوص الاحمق ذاك ، لولا أن إهتدى لكون الأمنيات لم تزل عاكفة على سريرها البالِ في قصره الموحش ، تُهدده الهرب عبثاً دون التنفيذ

فهي أكثر إلتصاقاً به من ان تفتعل الرحيل ، ليست ممن يتركون فلذات اكبادهم و يرحلون ، تمني لم تقترب ابدا من بئر الغدر رغم ظمأها ، هذه العنيدة ، و ان فعلت سيكون سعيدا في تفتيت عظام قدمين ساقتاها نحوه

زفرة تلتها اخرى ، ثم تحرك
لعلمه المسبق بأن " زوجته " عند الصبا كانت كما الارنب المذعور حين المواجهة ، فكله يقين بأنها ستفر لأقرب جحر ان لم يسارع في خطواته لإصطيادها ، و لأن مباغتته لم تكن لتخطر على بالها ، فزعت صدقا لما شعرت بجثته الضخمة تضيق عليها الحياة ! بجلوسه قربها ، لوهلة اصابها دوار مُفاجئ و الأرجوحة تتحرك بها بخفة غريبة ، و كأنها ترحب بوجوده الاخرق !

: ااااييي خرب ووخر وخرر

صيحتها المنتفضة جعلت الفزع ينتقل له كعدوى عنيفة ، سريعة .. لذا توتر جسده حقا و كفيه بلا شعور تتجهان نحو مقصدهما المرتعش ، يديها الحنطيتين

: اسم الله اسم الله يمة شبيج
: مااماا
: حبيبتي ماما إنجويتي ؟ " لُسعتِ بالحرارة ؟ "

تداخلت الاصوات دفعة واحدة ، و عند قول الصغير تفقه لما الم بها ، بعجل اخذ من بين يديها قدح الشاي ، متحسسا بلل كفيها لا حرارتهما ، و لكن الموقف لم يترك له من التوتر بديلا ، فراح يلتفت صوبها بأكمله ، صارخا كُل قهره من عنادها بجر كفيها من قبضتيه : اووووقفي قابل راح اكلج ! خليني اشوف ايدج

: عووفنيي ، شكرااا ممحتاجتك ، يسار وخررر

كرر صيحته ضاغطا على رسغيها بقوة علّها تبسط الكفين العنيدين كـ قرني ثور !

ابتلعت جمرتها بعد مضغٍ اودى بأحشاءها فُتات حرب ، فما يفعله ليس منطقيا البتة
ودت لو يكسر له احدهم رأسه ، و لكن بالعكس فالمتفرجون يرسلون لحضرة شجاعته الامتنان
اذن
فـ لينتهِ من الامر ، و يبتعد !

أصابه غِلٌ يكفي لتحطيم رأسها بالمنضدة امامه ، و اوشك فعلا على زجرها مجددا و بحدة اكبر لما تراخى كفاها بين يديه مُعلنةً " أن إستسلمت ، فـ هاكَ يدي "

: بابا يززن جييب بطل مي بسرررعة

هذه المرة التوتر كان من شأنه أن يفر به هارباً ، فـ لتحترق ، سحقاً .. أليست هي من شقت " حاجبيه " بحدتها و شراستها ، لِمَ ينصاع لـ نفسٍ لا تود أن ترى أحداً موضع الألم ؟!
هناك من يستحق التلوي متألما ، و كُل الاماني أحد أولئك الحمقى !

ناقضت افكاره الافعال ، فبحركة جعلت من تمني قطعة خشب متيبس راح ينفخ على احمرار يديها بـ هدوء ، مخيف .. و كأن بزفراته تأخذ دور البطولة في فيلم رعب قصير

ابتلاعها الريق صار عسيرا و عيناها تراقبان العمل " الغريب " عليها ، فلم تحظى بسنين القحط من دونه بهكذا إهتمام ذكوري ، إلا بعض مرات و اقتصرت على العراق الحبيب !

لن يأتي الآن ليريها ما ليست بعمرٍ يجعلها تستعذب ابصاره ، فـ ليذهب هو و إهتمامه الكاذب جحيما تحرقه حتى عظامه ، و حينها لن تطفئه ، لن تنافق قلبها و تتبع انسانيتها
لن تفعل

: هاك بابا هاااك

جاءه الصغير بـ علبة الماء ، ليتسلمها منه سريعا ، و عند انشغاله بفتحها استقامت التمني من جانبه ، و دون ان ترتدي خفيها تحركت مبتعدة عنه ، مكتفية بـ رميه بسهم حقها المسلوب : شكرا تعبناك

لما كان مُنشدا حتى صلعة رأسه بها إهتماما ، رحيلها ذاك جاء كمن سُلبت قواه أكملها ، حتى قنينة الماء تدلت من يديه الخائرتين !
توتره أصاب الجُلاس ، لينقل بصره بينهم ، ثم يحاور والدته الصامتة منذ البداية ، بنبرة منطفئة : شفتي ؟ و بعدين اطلع اني الغلطان !

بهزة رأس و قدها ينتصب بتأنِ ، علّقت : أمي أصبر ، أصبرر

لترحل هي الأخرى ، و من خلفها الصغيرين كـ فرخي دجاجة يتبعانها ، فيظل منفردا بذلك المجلس الممل دونهم ، و كأن بهِ جزء إستحلى ضوضاء وجودهم بالقرب و هو من اعتاد الوحدة حتى صار لا يعرف اساليب التواصل الحقيقي مع الغير

ترك جسده يتحرك ذاتيا مع الارجوحة ، منشغل الذهن بكل ما حدث ، و انفاسه الجذلى تتحداه ان يُنكر تأثره العميق ببحتها الحزينة ، حتى اين ستصل بـ حُزنها ؟ لم لا تشق من عليها ثوب العناد ذاك

نقل بصره من حوله علّه يسلّى ، فينسى .. و لكن أين يفرُ و الاماني كُلها تكمن حوله ، فهذا قدحها ، و هذان خفاها ، و هنا هاتفها المطابق لـ هاتفه ، خلا اللون ! و كأن العراق يخبره بأنها بيضاء القلب ، بينما هو الأسود ، الجاني بحق برائتها ابشع جرائم الهجران

امال رأسه اماما ، إسترق من الباب الداخلي نظرة ، لا احد ، جيد
مد يمينه حيث كأسها المُبهرج بألوانه الصيفية ، كانت يده دبقة و لم يهتم ، فـ حنينٌ جرف بعقله نحو هاوية بلا مستقر ، و ها هو يستمر بالإنجراف ، متذوقاً شرابها .. كـ لص مصارف كان يرتعد قلبه أن لا يُكشف ، لكنه إستمر بإرتشافه ، لم يكن حاراً جدا ، إذن لم فعلت الاعاجيب و كأن ببشرتها ستذوب حرقا بسبب بضع قطرات ؟!

: موبايلي يمك ، انطينياه

غص حلقه ، و القلب !
ليمسك اللص بالجرم الكبير ، توسع محجريه و التصق فؤاده بالاضلع من هول الموقف .. تناوب سعاله على قطع اوتاره الصوتية و هو يقف تاركا القدح يسقط من بين يده حتى تناثر محتواه على اعشاب الحديقة ، القهر لم يترك له منفذا للتنفس ! تباً لها ربحت هذه الجولة ايضاً ، دون ان يلتفت صوبها كان مدركاً بنشوة إنتصارها الجديد

إستنفذ كل طاقته ليهمس متحشرج النبرة ، بين كل سعال و اخر : داشوفه حار لو لأ
بس طلع مو حار ، خبصتينا

ثم علت صيحته الخجلة من لحظة ضعف و تهور سبقته للفضيحة ، و بقدمه دفع القدح بعيدا ، متحركا بغيظ أسفر عن سعال مستمر حيث الداخل ، ليلج الباب و اسماعه تستقبل ضحكتها الشامتة !











راح الغم يقتات على ذهنه منذ ما حدث صباحاً ، و هو ما اقترن بحياته قبل اشهر مضت ، حين فقده لصغيره الحبيب !
ليس الموت ما يذبحه ، فهو أمر الواحد القهار ، و كلنا له ، ملكه سبحانه و تعالى .. و إنا لله و إنا إليه راجعون ، فـ عسى أن تكون عودتنا حميدة ، مُرضية له جلّ و علّا

لكن ما يحز أفئدة العائلة كُلها هو ذلك الجرم المتعرِ للجميع ، و ما اقسى على روح الإنسان من جلد الذات المُذنبة !

كل من حوله يعلم بذنبه ، و يبتعد عن الغام الحديث فيه لئلا تتفجر أرض العراق اكثر ، فما به من مقابر تكفيه حتى أخر العمر الكئيب .. لتجيئه فراتٌ بـ أبشع الالات الحربية فتقصف أجزاءه كلها ، لا رحمة تمنعها ، و لا شفقة

لا يعلم ان ايقنت - شر ما رمته بوجهه - ما هي فاعلة ، أ سيسكنها الحياء ؟ لا يظن ، فأمثالها لا يمتلكون من صفات البشر الا ابشعها
لم يعد للمكتب بعد هروبه ذاك ، اغلق هاتفه منزويا على كآبته كما في كثير من الأحزان ، و ها هو يشارك شقيقته طريق العودة للمنزل دون الحديث

هي الاخرى لم تكن بذات صفاء ذهن يخولها لـ كف الهم عن قلبه ولو قليلا ، و في نفس الوقت تبتغي له خلوة مع روحه الملكومة ، فليس هنالك عالم بوجعه سوى الله تعالى ، و هو من سينقذه من هيمنة الألم حتماً

فـ يا رب إمطر على وجع العراق ، إغسل نزفه بغيثك يا كريم ، إرزقه نسيانا و سلوى ، فنحن لا نقوى على رؤيته منكسراً ، إجبره يا جبّار ، فبيدك الامر كله سبحانك

صدّقت الله العظيم ، و طغى على صوتها نبرة العراق الثقيلة يشاركها التصديق ، بعد ان ختما الانصات لسورة البقرة ، حينها التفتت حدوه لترى معالم الهم مرتسمة بخطوط وجهه الكظيم

زمت شفتيها قهرا ، ثم همست تحاوره بمغبة : يا حبيبي يا اخوية ، اسمعك اذا تريد تحجي

لم ينطق مجددا ، فـ لم تضغط عليه .. تركته طليق التوجع حتى وصلا المنزل الحبيب ، فكان هو اول من ترجل ، متحركا نحو الباب و هي بأدباره حامله اكياس طعام من احد المطاعم ، تبتغي بحركتها " الطبيعية " تلك سلب الافكار القاتمة حولها من قبل الحبيبتين

دلفت المطبخ و تحيتها تسبقها بسمة راكزة ، تليق بـ روعة حضورها : السلامُ عليكم

اثار اهتمامها جلوس العراق على مقعد جانبي و امتطاء ابني اخيهما رجليه ، و بسمته ، تلك المُخادعة تلوح في افق الملامح

في بحر الحنان غرقت ، لتشعر نفسها أماً أنجبته .. يا حبيب ، لم تزل تستر حُزنك بعباءة التماسك امامهم ، إلاي !
و كأنك تجد بي جبلاً متماسكاً ، يسندك حين هبوب العاصفة ، كما أجدك من بعد الله وتداً لخيمة أنشئها حين الضعف

شعرت بأنظار التمني و الحنون تراقبها بحدة ، لتلهي اعينهما بأكياسها قائلة بـ لُطف : جبتلكم عشااا
ثم حدثت الصغيرين بـ حلاوة : حبايب خالة ترة اني الي جايبة العشا مو خالو ، راح اغاار منه

ضحكة حلوة من العراق هزت كيانها لعلمها بأنه داس على فتات روحه ليستخرجها قسرا ، موهماً الجميع بتماثله للشفاء دون جدوى ، فكل من حوله يبصر اثار جرحه الندي

حتى الصغيران مُدركان فاجعته ، فيحاولان بإستماته تعويض فقده ، و ذلك ما رأته منذ ان عادت ، كم أفلحت والدتهما الصغيرة بحسن تربيتهما .. نعمَ المدرسة تلك التمني

وضعت الاكياس مع الحقيبة على طاولة الطعام ، لتلتفت حدو والدتها ، باسمة الملامح ، اذ ان قلق الام لم يفتأ أن يكون مفضوحاً عارياً ، لتحاول مُداراة إنزعاجها مما حدث في النهار القريب ، و تأبين ضيقها ذاك بطريقة العراق ، دوسٌ على الجراح فـ عيش !

: امي حبيبتي شبيج ؟ شنو تعبانة ؟

: ما بية امي ، انتي شلونج اليوم ؟ وجهج اصفر خوما بيج شي ؟

ضحكتها انقادت لشعورها بالمرح الحقيقي ، يال الامهات من ممثلات بارعات !
: ما بية حبيبتي ، مثل الورد

اضافتها الاخيرة اقترنت بخلعها خمارها ، و هنا انتبهت على مظهر تمني ، لم تشأ أن تبدي انزعاجها مما تفعله الاخت غير الشقيقة ، هي محقة بكل اساليب الأنتقام حقا ، الا ان عطفاً يخص اليسار الحبيب يمنعها من الانتماء لحزبهم المعارض له .. دون ان ترفع بصرها نحوهم تساءلت منشغلة بترتيب الخمار و وضعه على ظهر احد مقاعد الطاولة : وين يسار لعد ؟

: باابااا بالغررفة خاالة

اجابها العضو الوحيد في حزبها " حزب اليسّار " ، ابتسمت بلطف موجهة لها الحديث : حبيبة خالة روحي صيحيه خلي يتعشاا

: حاضررر

تزامن قولها مع الفعل و هي تترجل من على القدم المصابة للعراق بروية ، راكضة نحو سبيلها ، لتلوي الدر عنقها حيث الاخير ، لما جاء قوله الجاد : شلونه اليوم ؟ خوما ضووجكم ؟

: عرااق

اعترض لسانها نيابة عن القلب ، ليوبخها الكبير بنظرة ، زمت شفتيها امتعاضاً ، و من بعده همست تحاكي نفسها : بدل ليهديهم يزيد النار

: سمعتتتج ترة

مرة اخرى جاءت ضحكتها ملونة الافلاك من حولها بألوان طيفٍ زاهية ، حينها هدأ نابض الام قليلا ، يال جمال الكون حين سعادة الدُر ، كل ابناءها بكفة ، و ذات الصفاء تعتلي الكفة الأخرى ، فهي من ساهمت بحرق الجزء الاكبر من فؤادها منذ القدم

استدارت نحو باب المطبخ الداخلي لما دلّف صغيرها هائج التصرفات و ابنته تمتطي ظهره بـ اريحية ، يمينه تحمل الجهاز اللوحي و يساره تسندها من الخلف ، بحركة أبوية ، رائعة !

أدّى التحية بهدوء غريب لم يفتها ، فـ عييّت التمسك باللا مُبالاة ، رفعت احد حاجبيها مستفسرة عن حاله : شبيك يسّوور ؟ شنو هالعقل ؟ معررفتك

قوبلت بتقريعه الصامت ، و كله منشغل بالجهاز السخيف ، متبادل الحديث مع احدهم اذ كل ثانيتين راحت تعلو نغمة وصول رسالة ما .. تنبهت لحركة شقيقها المُبادر بالحُسنى وهو يحاكيه بنبرة من الف عقبة تفصل بين قلبه و عقله : جاوب اختك ، شبيك ؟

بحركة مرنة انزل " زين " من على ظهره ، متوجها حيث اكياس الطعام ، قائلا بلطف لا يليق به : ما بية شي عيني ، شبيكم انتو ؟

: ديشرب جاي و إنجوى لسانه !

تعليق قصير ، برئ بظاهره ، يُدس بالخبث المُنتقم جاء من قبل تمني الباسمة ، تبادلت الدر الصافِ مع والدتها البصر تسألها عما حدث بغيابها ، لترفع الاخيرة حاجباها ان إبقِ على جهلك

كقط و فأر يتناوشان ، و هم سيتركون لهم الحلبة ، فليتصارعا حتى تنهد قواهما ، حتما سيرتميان قرب بعض اخيرا .. هذا ما تتمناه النسوة ، اما العراق ، فالله اعلم ما يوده لأخته !
كم تبغي ان تغير برودة افعاله مع اليسّار إلا إنها تخشى المضي بالأمر ، اذ انها تعلم جيدا صرامة شقيقها .. لذا تخطط لإن تمر اياما ، علّ الله تعالى يحدث بعد ذلك أمراً ، و يحصل انقلاب في الجميع لتتوافق الافئدة و الارواح ، و تعم الطمإنينة منزل الحاج محمد ، ذاك الذي لو كان هُنا لإقتطع حبال الجفاء تلك بمنجله الحق بعد توفيق من الرحمن

قادتها خطواتها نحو حوض المغسلة بجانب اختها ، قاربتها مستفسرة بخفوت نبرة : شصاار تونة ؟

دنت منها الصغيرة لتهمس بـ بسمة لعوب ، افصحت عمّا ألّم بقهرها من ارتياح : سكتي دررة صار بيه موقف يخرب ضحك

اغرقاق الاحداق ماءاً ، دل الدُر على كومة مشاعر اصابت اختها ، لم يكن الحقد أحدها ، بل المُتعة تستلم دور البطولة بينها .. لتنعكس على ملامح الكبرى تفاصيل الرضا ، مكتفية بالإنصات لما يروّى على سمعها بروح صبا قد عاد أريجه

و في خضم اعتراف التمني بـ سعادتها و انشغال الاخرين كلٍ بعمله ، دنّت منهما صغيرتها تحمل الجهاز اللوحي ، مقدمةً اياه لها ، يصاحب حركتها القول البرئ : مااام ، بابا يقول شحنيه ، قتله اني اشحنه ميقبل يقول اخاف أنتل " تصعق في الكهرباء "

تبادلت مع درصاف الفهم ، فبالتأكيد ليس باليسار حنانا يكفي لهكذا تفقه و قلق على ابناءه !
رفعت الجهاز و بحركة آلية فتحت رمز القفل ، فهو اولا و اخيرا ملك " زين " ، لم ترفع بصرها من المحادثة " الفيسبوكية " الراكدة على الصفحة ، و كأن بالاصلع يردي بهجتها السابقة ذبيحةً لخيانته !

قبضت الدر كفيها محاولة جهد صبرها الا تثور عليه بوجود العراق ، كم من الحماقة ممكن ان تخنق منطقية افكاره ؟ كيف تسول له نفسه إيلامها هكذا
انعكست صورة الصغرى على سطح الجهاز ، فـ أودّت بتماسك درصاف صريع القهر على دمعة ترقرقت في الاحداق العسلية

جرت منها اللوح سريعا ، مغلقة اياه بـ غيظ اعمى ، و به تحركت متجهة نحو ذي الرأس العنيد ، رافضة ان يكون غضبها مرئيا ، و بذات الحين لم تستطع تغليفه بالبرود المصطنع

كان منتصب القامة ، يغرق نفسه بالتمتع بملذات الطعام المفترش فوضويا امامه ، موليا إياهما ظهره و الاهمال .. لما صارت بمُحاذاته بهمس حارق نطقت و يدها تغرس زاوية الجهاز اللوحي في عضلة ذراعه علّها تنجح بإيلامه ولو قليلا : الا تبجيها يللا ترتاح ؟ شوكت تكبر انتة ؟

مرة اخرى كانت الاماني سببا في تشوه عملية تنفسه الضنكا ، فراح يسعل مختنقا ببضع لقيمات لم يهنأ بها ، احتقنت ملامحه دماً ، فراح يطلب العون من الدر كونها الاقرب ، لتصدمه بـ نأيها عنه ، قائلة بشديد اللهجة : المي يمك انتة اخذه

لدهشته لم يمتثل لقولها ، بل عوضاً عن ذلك غص في انفاسه اكثر ، حتى صُدم بـ العراق يقف متجها نحوه ، و بحركة متمكنة دفع رأسه لينحني ، فإستجاب جسده تلقائيا ، يشعر بضربات رسغ اخيه بين كتفيه ، و صوته القريب إخترق اعماقه كما لم يفعل دهراً : اضغط على بطنك ، و تنفس

لم يفعل ، فكله كان منشدهاً بحنو لم يذق طعمه قبلاً ، بل كان يراه مُقدما للجميع سواه

على يمينه يقف صغيراه ، و في الشمال والدته ، بينما الدر فـ على مقربة ركدت دون الحراك ، قلقة .. و من خلفه العراق !

دون أن يعي ، تزامن شهيقه مع دمعة قفزت من الاحداق شعورا بالإنتماء من بعد المنفى




*



على السرير الوثير يستلقي مرهقا ، منشغلاً بإبادة اي فكر يراوده ، منغلقاً على ذاته الهادئة !
كان جيد الادراك لـ مضي ساعات الصباح الاولى ، دون ان يهتم فعليا .. كرّم نفسه بإجازة عن العمل ، ليّت ما به من حزنٍ يزول !

منذ الامس لم يفتح هاتفه ، و كان هذا بالامر الحسن بموجب الاعتناء بالذات البشرية ، و لو كان الامر يعود إليه منفردا لـ نأى بنفسه اكثر ، و لكن " مصالح ناس " أجبرته على فتح الهاتف بإهمال ، مستغفرا الله جهرا ، فهو على يقين بـ تفاقم الاتصالات عليه من بعد هذه اللحظة
و لم يكن ظنه سوى حقيقةً ، فأول إتصال جاءه بلمح البصر ، و كأن بالمتصل يجلس على موقد نار منتظرا مطفأته !

زفر بتكاسل ، ليجر جسده جرا حتى جلس منتصبا ، رجل واحدة تلامس الارض ، بينما الاخرى فتكاد تصل طرف السرير ليس الا ، اذ كان قد حررها من الطرف الإصطناعي المزعج

كان سكرتير مكتبه ، و من غيره يحتاج المطفأة ! بسلاسة اجاب على الاتصال ، و نبرته مثخنة بالهدوء : نعم ، و عليكم السلام و رحمة الله

: دكتور سلامات ؟ شو ماكو لحد الآن ؟

النبرة المتوترة اخبرته بأن القلق لم يكن سبب الاتصال ، فقال مباشرة : ليش صار شي ؟

: مدام فرات !

يا الله

نطقها دون شعور ، فرات ، فرات ، فرات !
ألم تكتف من تمزيق وشائج صبره بالامس ؟! ما المصيبة الجديدة التي افتعلتها ؟!

لم يشأ ارغام نفسه على عيش ما لا تطيق ، فرد على الاخر بإتزان : اذا صارت مشكلة قول لدكتور حسين

: المشكلة اصلا وية دكتور حسين

: يحلوها بينهم ، اذا ماكو مشكلة بالشغل فأني اليوم ما اجي

بهتت نبرة الشاب ، فلم يكن بإنتظار اهمال كهذا من قبل العراق ، فقال حينئذ بتروي : لا دكتور الشغل تمام

: ماشي لعد

و قبل ان يهم بإغلاق الهاتف ، إخترق سمعه صرختها البعيدة كـ رصاصة إستقرت بالحشا الرخوة ، مطالبة تربتة الطيبة بالإنتفاضة
متحدية عراقته الأبية ، فتعسا لها




*



حلم ❤️

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 23-08-15, 06:58 PM   المشاركة رقم: 199
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

ان شاءالله يكون الحرف وافِ و غني بالاحداث
فقط لا تنسوا اننا ما زالنا في اول الدرب ،

صبراً أحبتي ، ان شاءالله ستكون رواية تليق بحضراتكم


حلم تنتظركم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 24-08-15, 12:36 AM   المشاركة رقم: 200
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2015
العضوية: 299366
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: Khaledya عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Khaledya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

يا هلا والله❤️❤️❤️❤️😩
خفت تطولين في البارت بس الحمدلله
عجبنا البارت أكيد ، ومين اللي مايعجبه !!
مدري كيف باستنى للبارت الثاني بس الله يعين
الله معاكي ياقلبي ونستناكي 😍

 
 

 

عرض البوم صور Khaledya  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 08:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية