كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
شعرت انتونيا بمدى انفعاله , ايقنت انها قد احزنته بسؤالها فندمت على الفور لفضولها , إنها لم تكن سوى محاولة من جانبها لتغير الحديث وسيلة تكسر بها سحره وتصعد بها امام فتنته.
استطردت:
- كان كيل يبغضك تماما.
- اعرف , لكنها للأسف كانت مشكلة لا حل لها.
- هل حاولت على الاقل ان تعالج هذا الأمر ؟
عاد بالسجق ووضعه على طبق خلفها , التفتت انتونيا وهي لا زالت جالسة على حافة الطاولة .
- ماذا إذن؟
اجابها وهو ينظر مباشرة الى عينيها:
- تصوري انه نعم .
استند الى مقعد.
- مثلي تماماً, فقد كيل والديه مبكراً جداً , ولقد جمعتنا فيكتوريا وتولت تربيتنا , ولم يتيسير لها ذلك بدون حدوث بعض الصدمات. كما لاحظت , انها ليست سيدة مرنة , وعلى الرغم من ذلك كانت تحبنا.
- آه , نعم . هل تعتقد ان هذه هي الوسيلة الصحيحة لتربية طفل؟
- إنها كذلك , ماذا تريدين ؟ إن هذا لا يعني انها لم تكن تحبنا, على العكس , كانت تسعى دائماً لتثبيت مفهوم الترابط العائلي في ذهننا وكذلك تحمل المسؤولية.
- ولكنها لم تنجح تماماً , أليس كذلك؟
منتديات ليلاس
مر بيده في شعره وقد بدأ القلق على وجهه.
- كنت أحب الدراسة والعائلة و تمنيت دائماً ان اخلف والدي في رئاسة بنك سانكلير , انها مسألة سمة شخصية , هل هذا كفيل بان يجعل مني وحشا بغير قلب؟
- كلا, بشرط ألا نقذف ابن عمك بالحجارة لمجرد انه لا يريد اتخاذك مثالاً له ولا يريد اتباعك في نهجك.
- هذه الفكرة بعيدة عني كل البعد !
اجابت بشيء من التردد:
- بالتأكيد , مهما كانت الحقيقة , انا متأكدة ان كراهيته لك لم تكن راسخة في اعماله, بل هي كراهية ناتجة عن عدم التوافق واختلاف السمات الشخصية.
اجاب جيرالد بان عداوة كيل في رأيه ترجع الى الغيرة وذلك على الرغم من ان معاملة جدتهما لهما كانت ترتكز على قدم المساواة , لقد اختار الصبيان منذ صغرهما نهجين مختلفين , نشأت بينهما منافسة صامتة, وخاصة من جانب كيل لأنه كان يعاني عقدة النقص تجاه جيرالد الأكثر بهاء , والأكثر نجاحاً وكان كيل بالمقارنة به شخصا عاطلاً.
قالت انتونيا بعد برهة صمت:
- على إية حال لقد كان محقاً في ان يرحل.
- اعتقد ذلك انا ايضاً.
- ومارأي جدتك في ذلك؟
- لقد كسر قلبها برحيله , لقد حاولنا بشتى الطرق ان نظل على اتصال به ولكن دون جدوى, وذلك املاً في عودته يوماً ما , لقد لعب القدر , بعائلة سانكلير حتى حولها الى عائلة تعسة اصبحت فيكتوريا أرملة في مقتبل عمرها ثم فقدت آنا وكيل والدينا في بداية مراهقتنا , وفي سن العشرين , رحل كيل واخيراً مات.
توقف وابتسم ثم استطرد:
- لكن الآن لدينا ماثيو لقد بدأ الحظ يبتسم لنا.
راقت انتونيا هذه المجاملة الصادقة لكنها في نفس الوقت رفضت ان تحن امام هذا الكلام المعسول.
- انت على خطأ يا جيرالد سنرحل من هنا أنا وماثيو وسيباع المنزل.
نظر اليها ثم قال:
- هل اتصلت بمكتب العقارات.
- انوي الاتصال به صباح غد.
هز رأسه :
- اعرف جيداً انك كنت تحبين كيل , ولهذا السبب ليس لنا مكان في قلبك فيكتوريا وأنا , هل لي على الرغم من ذلك ان أمل في ان تدعي لي الفرصة للتقارب في اثناء إقامتك هنا؟
أذعنت في صمت رب جيرالد برفق خدها.
- لن استسلم ابداً صدقيني.
تسارعت نبضات قلب انتونيا , واخذت أذناها في الطنين حملق الى شفتيها قبل ان يديها قبلة حانية.
همس وهو يستدير:
- ولكن الآن سأدعك تتناولين عشاءك.
|