لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-13, 10:06 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



بسمْ الرحمنْ الرحيمْ
الحيِ القيُومْ


أحبتيِ ،
أرهقتنيِ الإدانةْ .. و أتمنىَ أنْ تنال الإستحقاق الذيِ أنتظره
مُتعبةْ و أكاد أغشى لشدة النعاسْ والشد العصبي ، فضلا لا أمرا ألتمسوا لي عذرا بعدم تعقيبي على ردودكمْ الراقيةَ
فـ لست أنا ممنْ يهملونْ الأحبةْ .. لكني و ربكمْ لا أملك الوقت و المزاج الكآفي للتجول هنآ بين أحبتيِ

إستمتعوا الآن في


الإدانةْ الرابِعَةْ عَشَــرْ




؛








ريق من الشوق إبتل بـ إبتلاع لعاب الحنين ، حنين لأيام مضت هنا بين الأحبة الأكارم ، سواعد خشنة متماسكة تلك التي لطالما شدت أزره بـ ضغطة على الكتف ، لتكون خير سند بلحظات ضعف بشري ! إشتاق أن يعود لـ يتنفس هواءا لطالما كان له مصلا ضد الأقدار المسمومة ، إشتاق ان يحتك حذاءه بـ أرض بغداد الحبيبة ، تلك التي تنثر عبقا من بخور دموي يمتد حتى أخر مجرات الفضاء ، مرت ايامه السابقة وهو في غفلة عن شوقه هذا ، بغيبة متعمدة جر بجسده ليحتجز هناك بين إناس لا رابط له معهم سوى الدين !
ترك من تفيض بعروقها دماه ، و من يشتعل بصدريهما إخوته ، ترك بغداد بمن فيها من أعزة على الفؤاد ، فهي لا تستحق ان تدنس بخطواته الجبانة ! ، رأته بأم عينيها يطأطئ رأسه ذلا امام إنهيارها و إغتصابها ،! إستنجدت رجولته و لم تحصل على شئ سوى خذلان و قلب منفطر بألف فطر ، و أكثر .. لو لم تكن تلك الحاملة لـ إسم أبيه موجودة على هذه الارض الطاهرة و لو لم تتوسله لعدم كسرها هي الاخرى لما قدم و رش الملح على جرح من خذلها بـ ضعفه !

مستقيم الجسد ، بـ بدلة رسميه كحلية اللون بالكامل ، و كإنه يحضر مأتما لعزيز قد فارقهم توه ، مرفوع الأنف المنصف لـ رأس صخم يرتكز فوق عنق عريض مختنق بـ ربطة عنق حالكة السواد هي الاخرى .. قدماه متباعدتان أرضا لتخطان زاوية تحتد بشموخ طاغي ، و إباء معلن ، يرسم لنفسه حضورا مليئا بالعزة ، و كإنه عجوزا قد غزا الشيب رأسه و الحاجبين .. فتتعزز الصورة بـ عكازة طبية يستند عليها بيمينه ، ليضغط بها فوق الإسفلت الناعم .. مطلقا سؤاله مرة جديدة و بـ جدية أعظم : ألــن شجنت تسووي وية ميييس ؟؟

منذ شهر لم يقابله ، و مع ذلك لم يتخذ لهكذا لقاء مقدمة طبيعية مكللة بالسلام ، تركزت نظراته على منكبين عريضين لمن يوليه ظهره ، قليلا و إلتقت بـ بؤبؤين متوترين ، فلا ثبات لهما في مركز القزحية البنية .. بحدة طباع ، و بقدرة مخضرمة على النبش في أكوام الشعور لمن هم حوله فقط إستطاع أن يدنو من سبب تلك التنهيدة المبللة بـ اليأس المنبعثة من صدر هذا المسيحي ، ذاك الذي لم يشأ الإطالة أكثر ، فإتخذ لنفسه شيئا من الهدوء ليجيب ساخرا من ذاته قبل أن تكون سخرية من الحال اجمع : هاي صارلك شقد ماكو و اوول متجي تجي بعركة ' شجار ' ؟ ، يعني شعندي وية البنية ؟ جانت دتنتظر صديقاتها يجون و وقفت وياها ، ' ليستطرد مقاطعا تبريره الغير راكز ' و بعدين شعليك إنتة بينا خليك بطيحان الحظ الي حابس نفسك بيه

أحيانا يجد إنه قد أخطأ في ملئ إستمارة القبول المركزي للجامعات ، فتوجب عليه حتما أن يدخل السلك الأمني ، فلو كان أحد اعضاء جهاز الإستخبارات السرية لنفع الوطن في الكشف المبكر عمن تتلوث أيديهم بدم أو بمال يفسد ما إن يشتم رائحتهم النتنة ! لن تنطلي عليه الحقيقة بـ ذلك التبرير يا ألن و أنت عالم به ، إلا إنه لم يشأ أن يتقاتل منذ الآن ، فـ المبارزة ما زالت في شوطها الأول و الإستمتاع حتى هذه اللحظة لم يعتب الذروة !
شخر هازئا ليبادر بالتحية ' المتأخرة ' : شلونك ؟

لم يفته تملل الاخر و توتر كفه الملتفة حول الجزء العلوي من عنقه ، لتأتيه إجابته هادئة : بخير ، و إنته ؟

هز برأسه من دون ان ينطق و نظراته التفحصية لم تشأ أن تترك رفيقه من دون بحث دقيق عن اي هفوات لا ترى بالعيون المجردة ، فقط أولئك ممن يمتلكون إشعاعات ليزرية حمراء بإمكانهم مسح الاجسام الصلبة امامهم و الكشف عن محتواها ، تقدم نحوه الاخر بعد أن شعر بجفاف اللقاء و خلوه من المنطقية ، ليحتضن الرجلان بعضهما بشئ من إهتمام مستتر خلف نقاب حالك !
إبتعد اولا ليستفسر : شلونها لينا ؟

تقدمه المسيحي نحو الممر و قوله يسبقه : تعال انته شوفها

تحرك نحوه متكئا على عكازه بـ ثقله أجمع ، فيشعر الناظر بأن القادم يود أن يغرس السجادة البنفسجية بطرف ذلك العكاز المسكين ، أو قد ينجح بإختراق الارضية ! حالما وصل الباب المشرع من قبل يد ألن الناظر نحوه و إبتسامة طفيفة تزين ملامح وجهه الأشقر ، نفث بغيظ و ود لو يستدير ليعود حيث كان ، هناك .. حيث لا جاذبية اختناق تجر بالثقل المتدلي من سلسال فولاذي يستدير حول عنقه المتصلب .. و لكن نظرة واحدة ' ثاقبة ' كما إعتادها ، إستطاعت أن تضرب بقفى شياطينه لينفضوا من حوله صاغرين لروعة دماء آل صفاء الثائرة بعد أن زفت له صورة اخته عروسا ،، إخترقت اشعته جميع الاجساد المحتشدة في المكان لتنجح في الوصول الى تلك الرابضة على عرشها الفخم ، بجانبها رجلها الهمام ، و العاشق ! لم يستطع تبين ملامحهما من على ذلك البعد فـ شك في صلاحية عينيه لبرهة ، و اعزى السبب للمسافة الفاصلة بينه و هما ، و هي ذاتها التي منعتهما من تبين مجيئه !
إزدرد ريقه فشعر بـ خدش بلعومه ، فحلقه جف و بدنه تخشب برؤية هيئتها هذه ، لو لم يفعلها ويأت لربما كانت ستذبل تلك الجميلة ، لأول مرة منذ أن قرر المجئ يراوده شعور بالخجل ! نعم يخجل لـ تأخره عن تلبية حاجة تمزق نياط قلبها الضعيف .. لم يكن عليه أن يماطل في القدوم مهرعا لهذه الوردة الفاقدة لـ رونق يتكلل بحضور من تلتصق نهاية إسمه بنهاية إسمها ! ، مدللة والده الغالي ، بضعة صفاء و بقيته ! من الخطأ القاتل أن يتردد و لو لبرهة في تقليد عنقه المنحور سلفا قلادة من شرف ، و لا أن يتأخر في أن يثبت فوق كتفيه 6 نجوم شجاعة ، على يمينه ثلاث و على الشمال مثلها ، شرف و شجاعة يشعر إنه إفتقدهما منذ الأزل ، و هاهي إبنة السلطان بنظرة لهيئتها المشرقة بالأمل ، و رغم مسحات من ألم يلم بها نجحت في ان تعيد له الكثير مما ظن إنه لن يعود أبدا .. إشتاق لـ تلك العنيدة المنتفخة الرأس بالكبرياء السامي ، نحو رفيقه المتذمر حرك بؤبؤيه و رأسه راسخ محله : يللا عاد فضني و فوت ' أدخل ' ، مو وكت صفناتك ' سرحانك '

تقدم بـ خطوات ثقيلة ردا على استنفار الاخير و عقله مشوش جدا ، يعلم جيدا بأنها ستصدم لرؤيته .. و يأسف لذلك ، فشعور أن تكون غير أهلا للثقة ليس مريحا البتة و إن كان لرجل مثله لا تهزه الاحاسيس ، فهو اكيد بأنها قد يأست من قدومه أبدا ، و حقا يقال ، لا يستحق أن يؤمل به خيرا .. إكفهرت ملامحه حالما دق أسماعه الصوت المرتفع للأغاني الطربية ، و شعر بالثقل ذاته يجر بعنقه أكثر نحو الاسفل حتى شعر بقرب اجله ، فالنفس بات عسرا حتى الوجع ، بل حتى الموت !






.
.
.







"انا لم اكن أدري
بأن بداية الدُنيا لديكِ
و أن آخرها إليكِ..
و أنّ لُقيانا قَدَر
"



فاروق جويدة



بين الحنايا الروحية تحتبس الانفس اليتيمة ، شبح الحزن يأبى أن يفارق أي يتيم حتى عند إعتلاءه قمة الهرم المبشر بالسعادة ، يأتي عند أروع اللحظات و اكثرها تفردا بالفرح ليقرص خد الوقت فيسيل من عينيه لؤلؤة تشتعل قهرا ، ليبتل ذلك الخد بشق من ألم ، فتنعكس سحنته القبلية ، و تتبدل نظرته لكآبة عارية رغم رداء ترتديه ! .. شوق يعتريها لوجود من تحتاجهم و تشتاقهم ، شوق تلاشى بهرولة .. فـ أنساها إياه هذا الذي تملكها بغطرسة منه و تحدي ، لم يستطع الحزن غلبتها وهي محتمية بظهر هذا الشجاع ، بل بصدره .. بين منكبيه عرشها ، سجل بإسمها منذ العصور السرمدية ، هناك فقط تشعر بالإنتماء ، و كإنها غريب فك أسره ليعود راكضا حيث الوطن ، فيسجد لتمتلأ رئتيه و القصبات من عبق الأرض و طيبها ! بل والله إن إنتماءها لـ فارسها اكثر تعقيدا .. فوضى من مشاعر تعصف بالكيان المهزوز ليصخب الموقع بجلجلة من تيارات ، فكل حين تراها في حال ، يتلون جلد قلبها كما تلون الحرباء .. فحين تود الفرار منه و أخر معه الى أخر الحدود الكونية .. فقط ليختف الجميع و ليلامس جبينها ارض إنتماءها و إصولها حيث مجرة سماوية تحويهما بـ لا ثالث !

لامس الخدر اطراف اناملها حينما تبينت الوجه الحسن المقبل نحوهما على المنصة ، مالذي أتى بهذه الى هنا ؟ من قام بدعوتها ؟ أجاءت لتحتفل بضياع املها و بقلبها المفطور للمرة الثانية من قبل الـ عمر ؟ حفل تأبين تقيمه لذاتها هذه الجميلة ، و لكنها لم ترتض إلا لتكون الأكثر روعة ، لربما تود لـ عمرأن يندم لخسارتها ؟!! هه ، و كإنه يهتم بغير اللين من صبيات حواء ، لا تعلم هذه المدللة بـ أن ما تتمناه هي و مثيلاتها يلامس غيوم السماء العاشرة ، هناك حيث ابعد الكواكب تتناثر بعشوائية رتيبة ،! لكونها تتمناه ألا تستطيع إدراك مدى إمتلاءه بعشق بات ينضح من إناء قلبه نحو لينه ؟ ألم تتبين تلك الزميلة ما يخالجه رغم تكتمه الفاضح بآثاره المنقطة بالأحمرار ؟! مسكينة تلك الثرية ، ما زالت تحيا بأمل يشبثها بمن لاحق لها للدنو من فؤاده
تابعت إرتقاء الأخيرة للدرجات المعدودة بنظرات هادئة ، واثقة .. لتفتقد بشدة وجود إحدى نبضاتها حالما تقدمت تلك من العريس مادة بكفها الناصع ببياضه و المتصل بذراع عارية حتى أعلى الزند كـ عود جمار بمظهرها ، ترتدي الأحمر الناري بفستان يعلو الركبة بـ إنشات ، منسدل بحرية على الجسد المغري ، لتكتمل هالة الإنوثة بـ كتلة من الشعر الأسود الكثيف ، لتزيد من جاذبيتها بـ أحمر اخر وهذه المرة متمثلا بطلاء لشفتيها المكتنزتين .. شعرت بشئ من إختناق و كإنما مشد من مسد قد صنع خصيصا ليلتف حول قدها ليجعل لها الزفير عسرا مع استحالة الشهيق ، هذه الهيئة المستقصدة للاثارة تذكرها بشناعة عمل قامت به سابقا ، حينها كانت هي الطرف الاخبث ، و نيتها اتصفت بالبشاعة ، أما الآن فها هي تستكين على العرش لتأتيها من تحاول منافستها ، أكيدة هي بأن لا أنثى رغم إثارتها ستفعل و تقترب من الفوز بـ عمر ولو بعد الف عام و عام و لكن شعور ردن الدين قد عصر روحها في الجسد ، ربما ستظل رؤية هذه الياسمينة تخدش بها برج الكبرياء لتجبرها قهرا على انتزاع قناع التماسك والكتمان لتفضح ذاتها بما لا يليق بإبنة السلطان ، يقال دوما بأن المرأة بإمكانها ان تكتم الحب لأربعين عام و لكنها تفشل في ان تكتم الغيرة لساعة ، و هذه الحقيقة قد اثبتت توا عندها وهي تتابع تلك اليد المتلألئة بالماس المزين لأنامل و كإنما نحتت من جليد القطب المنجمد ! ، لتنساب نبرتها المغنجة ، مع نظرة جذابة بإمكانها أن تقيد أبسل الشجعان في هوى عينيها : مبرووك عمر ، الف مبروك

كانت لا تزال معلقة كفها في الهواء تنتظر ملامسة ' أولى ' و إحتضان ' مغري ' لكف عمر الذي لم يكتم إكفهرار ملامحه هازا برأسه بميلان ، لم يكن في نيته أن يقدم على احراجها لكنها هي من سعت لهذا الامر .. ألا يكفيها إقترانه بأخرى لتدرك أن له من حوريات الأرض واحدة لن يبدلها بألف أخريات ؟ ألم تستنشق عبيرا لورود أزهرت حول اغشية القلب من كل جوانبه !
رده كان رسميا ، أكثر من العادة ملقيا عليها نظرة معاتبة : الله يبارك بيج ، يوم ال الج
لم يستصعب ان يلمح تلون بياض ملامحها لتدرجات الاحمر جارة بذراعها وهي على حالها الممدود نحو عروسته الحبيبة ، ليلتقط شرار متدفق بتركيز مهول من قبل زمردتين نفيستين لمليكة الفؤاد ، إكتفى برسم نصف إبتسامة ودودة محاولا أن يجردها من أي عنف كلامي أو فعلي قد يؤدي لـ خدش جنحان قلبه المرفرف بهجة بين النجوم ، و حول القمر ! لم تستجب له بل و أكدت إنزعاجها بأن تمللت في عرشها بغضب يقرأه ولو كتبته بـ ماء البحر الشفاف ! ، بعد أن اتمت سلامها البارد مع زميلته إحتفظت بملامح وجهها الحسن بعيدا عنه ، ليعود هو للمحاولة في أن يتلاعب بـ أوتار مشاعرها المتدلية برهف نادر و المستسلمة لـ أصابعه الخشنة التي لم تكف عن التفنن في تدليلها ، مد بيده نحوها ليلامس بدايات أناملها فالأظافر المطلية بالزهر ، لتسري به رعشة أصابته وهي ، ليأمر الدماغ العنق بكافة اعضاءه للالتفات سريعا نحو النصف المتمم لهذا الجسد ، النصف الرابض قربه و المتحكم بنبضات قلبه الهائج و كإنما هو طبلون مركبة فقد صاحبها السيطرة على سرعتها بعد أن خسر صلاحية المكابح !
شد على أناملها ليزدرد ريقه بوضوح ، فأسدلت هي أهدابا مصطفة بإنتظام مشابه لتشعبات حشائش الربيع ، ترتعش و كإنما نسيم من رياح الشمال ألم بها ، صدرها يعلو و يهبط بثورة اعصاب حسية و حركية لم تعتقد بأنها ستعيشها يوما ، لم تظن بأنها ستواجه عنفا من جسدها لأجل أحدهم ! يا إلهي ، تريد الإختباء من عينيه الآن .. و فورا ، تود أن تفر حيث ملجئها ، أسفل عنقه .. تود أن يشعر بها فيحتضنها سريعا ، لا يهمها الكون اجمع ، إعتادت أن تغرس برأسها هناك و تداعب بـ أرنبة أنفها أزرار قمصانه ،! و عليه في هذه اللحظة بالذات أن يلبي ندائها الصامت ، لا يهم كيف .. عليه ذلك و فقط .. أليست أميرته التي إختطفها عنوة ؟ يجب أن يتحمل عواقب فعلته ، هي مدللة أبيها و سلطانة قلعته ، و هو يجب أن يرضخ لكافة طلباتها كي لا تفر منه فتحتجز جسدها بعيدا عنه مرة أخرى خلف أسوار عالية لا يصلها إلا أصحاب البأس الشديد !

شهقة فلتت من بين الشفتين حالما سمعت همسه المستغرب وهو يهم واقفا و يده مازالت متمسكة بأناملها : هذا علي !!

ادارت رأسها حيث الحضور لتتلألئ مقلتيها بدموع غزيرة و الإبتسامة المبتهجة حولت خريطة ملامحها من الخجل الشديد الى قمة الفرح ، حاولت جر كفها من عمر لكي تتماسك و تقف مرحبة القلب و الروح بمن لم يخذلها و أتى ، لكن عمر رفض بل مال نحوها قليلا ليساعدها على التوازن فوق كعب من كريستال يكاد يقسم ظهرها لنصفين غير متناصفين ! مرة أخرى حاولت الهرب ، إلا إن محاولاتها تكللت بالفشل فعمر لم يفلتها حتى بعد أن إرتقى رفيقه السلم القصير و صار أمامهما ، هذه المرة الاخير هو من قام بإجباره على تركها بعد أن جر بها بقبضة خفيفة على مرفقها ، لتجد نفسها في ثانية مغمورة في صدر تحتمي به ، كما تمنت منذ دقائق ، بل و أروع ! فرؤية هذا المتجهم دوما ما كانت تعتلي قمة الامنيات و تتربع فوق عرش الدعوات ، أحاطت ظهره بيمينها و اليسار تجر بطرف سترته بلا شعور و دفئ يتسلل بها من قمة رأسها حتى القدمين و منهما يتوزع بلا اعتدال على الارضية ، لتشعر بأن الصالة بناسها اجمعين قد إمتلأت بـ سعادتها هي ، ودت لو تصرخ بالجميع لينفضوا الآن ، فالعرس إنتهى .. و عرس أخر على وشك الإبتداء ، عرس يحويها فقط مع رجلي حياتها ، من لم تتخيل يوما بأنهما سيشكلا لها كونا مغلقا .. هما الأهم و لطالما أثبتت لها مشاعرها بأن كل حرف نطقته بحقهما عند الغيظ و القهر كان لـ حاجة تفتت روحها لوجودهما بالقرب ، و حالما تصطدم بـ حرمانها منهما تأتي ردة فعلها معاكسة للطبيعة البشرية المتعارفة ؛ و بدل أن تطلب حضور لهما تراها ترفض وبشدة الإعتراف بـ ما يمزقها بل و تطور الأمر للإدلاء بتصاريح كاذبة بشأن ما تحس به نحو كليهما ، كم ' أكرهك ' قد نطقتها بوجهيهما تارة و خلف ظهريهما أخرى ، لا تعلم لم تود أن يعلما بأنها كانت كاذبة صغيرة ليس إلا !
شعرت بميلان جسد أخيها و إنتبهت للتو بأنها قد ضغطت عليه و هو غير قادر على الاتزان فوق العكاز ، لتعتدل قليلا مبتعدة عنه برأسها فقط ، ليبتسم الأخير و لون باهت يغطي ملامحه الصارمة ، و من ثم يلفح جبينها بأنفاس تتقد بإشتعال ، ليزين روعة حسنها البهي بقبلة على الجبين ، قبلة ليست كأي واحدة !
تلك التي تحظى بها ليلة زفافها من قبل والدها أو أخيها لـ هي ذات حظ عظيم و في نعمة كبرى لا تقدر بكنوز الأرض أجمع ، فقط هنا يتوقف الكون ، و ينعدم الإحساس بالوقت ، تتضاخم الأماني و تتكدس بأكوام فوق بعضها لتتجمع على طرف الشفاه ، تحتاج وخزة فقط كي تفلت و تعبر عن سيل ينفخ أوداج القلب الملكوم بجراحه ، تمنت أن يكون الدكتور صفاء هنا ، يأتيها ليقبل وجنتيها فـ الجبين ، ليأمر عريسها بالحفاظ عليها كـ لؤلؤة ثمنية لا تحتمل أن تعيش خارج صدفتها ، حينها ستكتفي من الأماني و رب الكعبة ، حينها لن تحتاج لأعمامها و لا حتى لـ علي !
و لكن حمدا لله على كل حال ، فهي أفضل حالا من كثيرات ! شبيه والده سيكفيها الليلة ، و تحمد الكريم سرا و جهرا على تلطيف قلبه و تليين رأسه ، فقد تمم بدر ليلتها بـ مجيئه ! لم يبتعد عنها ، و لغرابة الأمر إحتفظ بها بيسار تلصقها بجانب جسده الضخم ، و أما اليمين فإمتدت لتصافح رفيق الدرب ،
هم الثلاثة على دراية تامة بأن حلم علي القديم لطالما تمحور حول هذه اللحظة ، لم يكن أنانيا في أمنياته ، و لم يخيل له رؤية نفسه بدل عمر واقفا قرب عروس شهية كالـ رمان ! قطار الاماني إمتلأ بحشود من صور لعمر و اللين فقط ، و هاهو يرى تحقيق ما طمح له سرا و علانية .. لن ينكر راحة تغمر أفكاره هذه اللحظة و تخدر وجع الروح بـ عقار قوي المفعول طويل الأمد ، بل سيستمتع بـ إختفاء الألم الكاسح ، سيتناسى ما ألم به فقط من أجل التلذذ بـ كعكعة هذا الحفل المتمثلة بـ جملة نطقها بتأني محدثا بها رفيقه : لك **** تحطها بعيوونك ، ترا هاي اخت اخووهااا ، شحدك تضوجها ، ترررة بس تفكر تضوجها بعد متشوفهااا ، ولو إنتة من يومك رايدها و هاي صارت يمك ، فبعد دنشوف رح تتحمل خبالاتها و ... آآخ !

تأوه حالما شعر بقرصتها لـ خاصرته ليكشر ملامحه غيظا ، جرت هي من قبل عمر ليحتضنها هو هذه المرة بتملك شقي فيشاكس بها علي ، و اطنان من راحة تسكن نواجذه : لك ناااقص هسة صارت اخت اخوها ؟ إنتتتة مالك حق بيها من يوم سلمتنياها ، وهية تقول إذا تريد اخوها لو رجلها

ليعتصرها بفستانها الفتان نحوه اكثر فيهرب منها الحديث بهمس مرتعب : كافي عيييب
مالذي يفعله عمر ؟ لقد جن .. تعالي الصراخات و الاهازيج شد من وتيرة توترها لتحاول الانفلات من قبضته ولكنها أضعف من ذلك ، لتتوسله بمحجرين يمتلئان من ماء الخجل ، و نبرتها تكاد تختفي ، حتى عنقها الساند لـ جمجمتها لترتفع نحو الاعلى كان على وشك أن ينحني أسفلا فتدفن رأسها كـ رأس نعامة في باطن الأرض !

: لتحااول تلعب بمشاعر الخجل مال البنية و تتحداني ، أختي و أعرفها .. تختارني بدون تفكير ، ' ليوجه لها الحديث بـ سخرية من ذاته المخدرة ' مو حبيبتي ؟

همهمت بشئ اضافي و ملامح وجهها تستنكر تصابيهما و تلاعبهما بها امام الجميع .. و كإنهم لوحة إستعراضية لمقطع في سينما صماء ، مال عمر نحوها اكثر فحتى مع الكعب المرتفع لم تستطع مجاراة علوه الشاهق ، اقترب بإذنه من فمها ليتدغدغ صيوانه بـ أنفاسها القلقة ، فيزدرد هو لعابه اثر ملامسة أرنبة أنفها لـ أذنه ، و كإنما مر دهر حتى إستقبل حرارة الحديث : كااافي الله يخليك صرنا فرجة للعالم ، شبييييكم !

إبتسم بحنية ، و لم يكن بمقدرته ان يبتعد من دون أن يأخذ عربونا لإنتظاره ساعتين اخرى ، إكتفى بقبلة ناعمة طبعها على جانب صدغها ، ليتمتم بعفوية : يا ناس هذولا ؟ ترة عمر مديشوف غيرج
شعر بتصلب جسدها المحتضن بيمينه ، ليطمع بقبلة أخرى و يأخذها ، و من ثم يحاكي علي المنغمس برد التحية على والدته بعد أن حرر مهجة روحه لـ فترة مؤقتة : ليش تأخرت ؟

: إحمد ربك جيت

كانت على وشك الجلوس عندما سمعت تهكم اخيها و إستسخافه بضرورة مجيئه ، لتتحدث بـ حدة صفائية بحتة ، بالتأكيد رؤية هذا المتعال هي ما سببت رجوع مياه تصرفاتها لـ عقلها الخامد في سبات منذ أن إستسلمت لمسايرة القلب العنيد ! : لا والله كلللفت نفسك ، جان مجيييت ولا تعبت روحك ، أصلا إحنااا منريييدك

إبتسم عمر مع والدته و قلبه يفيض بـ ما فوق الشبع ، أن تكون مغتاظة هكذا ، و يكون له بعفويتها نصيب لهو جلل من الحظ و وافر من الإبتهاج ، علق اخاها بـ نظرة متفحصة : يابة طلعتني كسر عمر الـ **** ، هاي بكم شهر فرييت راسها هيج .. ' وبسخرية أردف ' لااا هاي مو اختي .. بدلتوها !

لإنه أدرك ما بها من حرج ، إستطاع منع الحديث من ان يطال راحتها و يسبب لها قلقا ولو بمقدار ذرة ، ليبتر إسترسال علي : أبو حسين ، ألن هناك ، ديصيحك ' يناديك '

رفع علي حاجبه مللا : رايح .. خوما ابقى مقابل خلقتك الزفرة .. بس مثل مقتلك ، دير بالك عليها

هز الاخر رأسه بخفوت ليتمتم مترفعا عن سوء اخلاق رفيقه : لتوصيني على عيوني ، وصيها هية علية !

كانت ستجهش ببكاء مرير ، كـ سد منيع ضد إنحدار نهر عظيم و قد تحطم توه ، طيلة الاشهر الماضية و اخاها يوصيها بـ رفيقه خيرا ، لكونه اكيدا بأنها لا تحتمل ، و هذه المرة الاولى التي يكون بها طبيعيا كما بني البشر و يطلب من شقيقه الروحي أن يهتم بها ، رغم إنه تأخر بها إلا إنها قد سعدت حتى البكاء ! يا لروعة مساءها الليلة ، شعرت توا بما تعنيه كلمة الـ عروس ، هي ان تكون ملكة عند الجميع ، أهليها من جهة ، و عريسها من الجهة الاخرى ، و ليس أي عريس .. رزقها الله بأطيب الرجال و أروعهم ، رجل إستطاع تحطيم كل حاجز غبي قد بنته بينهما ، نجح في أن يغرس كفيه بصدرها لينتزع منها شيئا ما ، حتى باتت تشعر بالفراغ محله ، بل و تسمع فرقعة الاعضاء لإمتلاء جوفها بالهواء بدل من العضو المفقود ، فقط حينما تراه يعود ذلك الغائب ليستكين محله بـ عنجهية ، ليأمر و ينهي كيفما يود ، إبتسامة أخيرة أغدقها بها اخيها كرما ، لتنعكس أصدق منها على ملامحها المزينة بالسعادة ، فيستدير هو حيث الحضور المحتشدين في القاعة ، لتقع عيناه على عينين حادتين تراقبانه بـ إهتمام ، تغوصان في محجرين محاط بـ طيات من الجلد المؤكدة للناظر بأن صاحبهما قد عاش من العمر طويلا ، و هاهو التعب يدك ظهره و الرأس ! ، هبط من المنصة بعد أن تبادل التحايا مع ' أنسباء ' عمر ، و من ثم تحرك نحو الخارج .. فمهمته إنتهت !
قبل أن يقرر الفرار شعر بيد ثقيلة تحط فوق كتفه ، لتجعله يلتفت متساءلا ، كان الضابط مصطفى ، من دون أن يقرأ ما بنظرات من أمامه عاد له شعور الاختناق ، فيبدو أن مفعول العقار المخدر قد إنتهى و هاهو الوجع يعود لينخر عظامه و كإنه ورم خبيث يتغذى عليه جيدا من اجل البقاء ! ، تبادلا السلام ، ليحث خطاه شاتما لعكازته .. فلولاها لكانت حركته اكثر حرية ، وهو بطريقه لمح ألن الواقف بإستقامة قرب أحد النادلين يحادثه بشأن التجهيزات يسترق نحو اليمين نظرات !
ليدير وجهه حيث مركز شكوكه لتثبت حالما تبين وجود ميس مع مجموعة من الفتيات و من ضمنهم ابنتي عمه !! لم يتوقع رؤيتهما هنا بحق ، لمح أية التي إنتبهت له ، فإكتفى هو بـ هزة رأس خفيفة يحييها ، لترد له الاخيرة بمثلها و فوقها إبتسامة ، و كإن الطريق قد امسى طويلا بين المنصة و الباب ، أو هو من يمتلك خطى بطيئة مزعجة ؟! إضطرته الوقوف عندما استقامت من مقعدها ليغير وجهته نحوها ، ما إن وصلها جاءه صوتها متوسلا و حانيا رغب صخب المكان : عااشت ايدك يمممة ، جييت وفرحت قلب هاليتيمة ، الله يفرح قلبك إن شاء الله ، بس أمي علي لترجع اليوم مظل وكت و الدنيا ليل ، باجر من الصبح اني وياك نروح فدوة

ثقلت أنفاسه أكثر ليرد بـ جمود : بيبي دخيل الله لتلحين ، إحنة متفقين من هناك هسة نرجع !

ليقل تركيز اللطف بحديثها بعد اضافة مكسرات شديدة : والله لو على قص رقبتي ما اخليك تروح بهالليل ، شنو قابل تخبببلت ؟ ، تنجب و تبقى .. و يللا اني رايحة اسلم على اختك و جاية وياك نروح لبيتكم

: وين تجين إبقي ، أني طالع افرفر بالشوارع روحي طااالعة ، عود بعدين الن يوديج للبيت

: ألن ابتلى بييية ؟؟ اوقف انتظرني

وهمت بالحراك ليستوقفها من زندها بحدة خفيفة غير آبه لكونه قد يكون مراقبا من قبل احدهم : لعد روحي لبيت عمر وية اهله

بـ غضب جاء ردها : ليش يمة ماعدنا بيت ؟!

: يعني انتي ليش بس تريدين تعاندين ؟ أكلت *** و قتلج روووحي واصلة لخشمييي و اريد اطلع ، عوفيني بحااالي دخيل الله

: والله انتة جااايب الهم لنفسك ، جان عشت مثل العالم و الناس و جبت مرتك و امك وياك و فرحت قلبها لذيج المسكينة الي مشافت منك شي حلوو !
كانت ممن يناصرون الشخص بغيابه فقط ، أما في الحضور فتكون من اول المعارضين له ، فهي لم تكف ساعة عن إيلام ابنة عبد الملك بالكلام لتذكرها كل حين بأن حفيدها يود إبنة عدوه الاكبر ، قاسم .. اجلسها مقعدها مجددا و انتبه للنظرات التفحصية من قبل النسوة الجالسات على ذات الطاولة ، ليحاول الخروج مسرعا : قعدي و سكتـ ـ ـ

: لو هاي بت قاسم جان جبتها ؟

تخشب ظهره المنحني نحوها ، و تصلبت حنجرته لتتوسع حدقتيه صدمة ، استند على العكاز ليقف و الصدر يمتلأ بالمفاجئة ، و الحنين ! نحر مابه من شعور ليردد : وحدة اخـ** من اللخ ، كافي حجي زايد ، أني موولي

خرج بحال أكثر سوءا و موتا من ذي قبل ، خرج و افكاره تنحصر في هرم صغير ، يحويه هو فقط مع ذات الشعر العنيد المتوحش !




.
.
.











و كإن بها أم ثكلت !
و لكن بردة فعل تختلف ، فليست كـ أولئك ممن تصرخن و تمزقن من على جيدهن الثوب ، و ايضا ليست كما تعتقدون صبورة محتسبة للاجر ، و لكنها صامتة فـ حسب ، لا علم لهم ما يدور بخلدها من مصائب سوى ربها السميع ! سبحانه لا يرتضي الظلم لعباده ، و هي قد ظلمت .. و الليلة هي ليلة تأبين روحها الطيبة ، ستكتفي بإحتساب ثواب ظلمها عند الله ، و انتظار أن تسعد بـ إنكسار عود الظالمين ، لن تضعف و لن تترك لـ إنسانيتها مجالا للوقوع في خطيئة الغفران ، من مثلها عليها ان لا تغفر ،
هي من تعروج مستقبلها المستقيم بسبب عاشق و معشوقته ! هي من كانت مجرد أداة لـ إجتذاب من هي اعلى منها مقاما في نسيج القلب ، لم تكن لديه سوى ' بديلة ' ، و ما إن صارت المنى قريبة من اياديه زفر البديلة بعيدا عن أنفاسه ، من دون إهتمام بحال آلت إليه ، ستكتفي بإنتظار أن تفرح برد دينا ادانها به ، ستنتظر و الفرج من الله قريب !
لن تكون شامتة حينها ، و لكن ستكون كـ أي أنثى أنزلت على صدرها السكينة بعد رد كيد رجل ، بكيد من هو اقوى و اعظم منه !



.
.
.





أتحبني..بعد الذي كانا؟


إني أحبك رغم ماكانا
ماضيك لا أنوي إثارته
حسبي بأنك هاهنا الان
تتبسمين وتمسكين يدي
فيعود شكي فيك إيمانا
عن أمس لاتتكلمي أبدا
وتألقي شعرا وأجفانا
أخطاؤك الصغرى أمر بها
وأحول الأشواك ريحانا
لولا المحبة في جوانحه
ماأصبح الإنسان إنسانا
عام مضى..وبقيت غالية
لاهنت أنت ولاالهوى هانا
إني أحبك كيف يمكنني
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدناو جرائدنا
أقداح قهوتناو زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء مضحكة
ماكان أغباها وأغبانا
فلكم ذهبت وأنت غاضبة
ولكم قسوت عليك أحيانا
ولربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانا كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا؟
قدر علينا أن نكون معا
ياحلوتي ..رغم الذي كانا
إن الحديقة لا خيار لها
إن أطلعت ورقا وأغصانا
هذا الهوى ضوء بداخلنا
ورفيقنا ورفيق نجوانا
أحزاننا منه ونسأله
لو زادنا دمعا..وأحزانا
هاتي يديك فأنت زنبقتي
وحبيبتي رغم الذي كانا






نزار قباني






في جناح صغير يحويهما ، لأول ليلة يجتمعان بمفرديهما تحت مسمى الرباط المقدس و من بعد إشهار للملأ ، توليه ظهرها المتصلب ، فتتركه وحيدا حائرا ، أ إكذوبة ما يحدث ؟ هل صدق أقاصيص لياليه القديمة و عاش بها حتى الهلوسة ؟ أم إن ما يحدث معه من قلب الحدث الواقعي ؟ ، ترى إن لمسها الآن هل ستختفي ؟ أم إنها ستذوب تحت وطأة نيرانه المشتعلة شوقا و حبا و تكذيبا ؟ إلهي ،، أ تشعر هذه العنيدة بما يعتمل به من عواصف صيرت جسده أشلاءا مبعثرة فوق جدران المدائن ؟ تكاد عظامه تتساقط متتالية خلفها ، سرعة النفس به اصبحت مرعبة .. حبيبته ، نبضه العنيد يقف أمامه ، لا يفصله عنها سـوى خطوة ، إثنتين .. بل ثلاث !
ثلاث خطوات و تكون تلك الحبيبة بين أحضانه المتلهفة ، ياسمينة الحسن الأنيق ، جميلته التي سببت لعنة فرعونية من الحب لقلبه الضعيف ، وشمته عشقا أجوديا لها ؛ لتحرمه من حق الإختيار لأي أخرى ، عبثت به كما شاءت ، فتارة تبعده و أخرى تحتمي بصدره ليكون لها موطنا في كل وقت و حين ، السلطانة المقتدرة على شق جلده و اعادة تنظيم اجهزته الحيوية حسبما يحلو لها ، و في كل مرة ينتهي بها الامر بـ جعله مثخن بالولع اكثر ، و كإن لا حواء سواها تطئ الأرض بكعبيها !
واحدة ، إثنتان .. فـ ثلاث !
هاهو يقف خلفها مباشرة ، تكاد طرحتها ان تلامس صدره المرتفع ، بحركة لا ارداية رفع يده لفك ربطة عنقه ، فـ ما عادت قصباته تكفيه للإستنشاق ، فتح اول زرين من القميص الأبيض و عينه تتسمر على كتفها الايمن ، مال بخفة ليقبله بعمق ، و إنتفاضتها سرت له فـ ثبتها بـ ضغطة خفيفة على ذراعها ، إعتدل واقفا ليديرها نحوه هذه المرة فيتمتع بإشتهاء لقمته اللذيذة ، ابتلع ريقه ليهمس غير مصدق لنعمة هو بها : حبيبتي !
نطقها و إعترف من خلف الستار و غير خجل هو من ضعف قلبه ، فما عاد به طاقة للإحتمال ، هنا الجنة الدنيوية التي حلم بها دوما ، و هذه الحورية التي ظلت اعواما تتراقص بذيلها المغرور عند شاطئه المعذب ، كم سامرها في أمسيات الشوق ، و كم طالبها بالمحبة ، كم صدته و أوجعته و صبر ! لم يكن هنالك سوى القمر شاهدا بينهما ، يعكس على البحر ضوءه و معه احاديثا من هوى عل قلبها يرف معه إلا إنها لم تستجب !
ماضي كان ذاك ، و الحاضر قد زفها له ببشرى جميلة ، زفها عروسا بالأبيض ، لا ينقصها سوى غابة وحشية من الشعر كي تكتمل بزينها ، كانت قد أطرقت برأسها بعد كلمته ، ليعود هو و يثبت انامله تحت ذقنها ، فشوقه يتوسلها الرحمة ، نعم هي امامه منذ أشهر ، و لكن الليلة هي العمر بأكمله ، سويعات لا تساويها و لن تساويها أخرى ، نطق بـ شغف لم يحاول إخفاءه : لين .. باوعيني

لم تستجب ، فـ و إن تحكم بـ رأسها و رفعه نحوه للتأمل بـ ملامحها لن يستطع التلاعب بـ أجفانها المطبقة ، أهدابها تتراجف بـ شدة ، أجبرها على السكون حالما تقدم ليوشم بين الحاجبين قبلة طويلة و دافئة ، لم يفك أسرها حتى شعر بـ شهقة تفلت من صدرها الحبيب ، ليميل رأسه متساءلا عن السبب فيأتيه الجواب بـ دمعة واحدة شقت طريقها على الخد المتوهج بإحمرار قاني ، هلع بصمت ، ليكف دمعتها الوحيدة ثم يستفسر : ليش البجي ؟ علي و اجى ياعيني ، شتريدين بعد ؟

: إنتة تحبني ؟

كاد أن يغص بالنفس لوقع السؤال ' الغبي ' ، أوتسألينني إن كنت أحبك ، و القلب والله بت أشعر بإنه ملكك ؟ و كإنني لست سوى الحارس العجوز الذي ظل سنينا عدة يحفظه في صندوقه النحاسي ، منتظرا عودة الوريثة المالكة له شرعا و قانونا فـ فطرة !
كان همسها ضعيفا جدا ، لا يلائمها ، والله لا يناسب ملكوتها ولا جبروتها ، ألم تخبره بأنها تدري بحبه ؟ أ نسيت تغنجها كـ طاووس لتتبختبر بين اروقة الشرايين كيفما تشاء ، فـ لا جند يوقفونها و لا أبواب تغلق طرقاتها في وجهها الجميل ، أتأتيه الآن متساءلة إن كان ما في قلبه حبا ؟! مالذي إستجد يا اميرتي لتتزعزع ثقتك بي ؟ أو لنقل بنفسك ! أم إن هذا نوع جديد من عذاباتك المستمرة ؟ والله يا حسناء إني لأشعر بأن قلبي ما عاد يحملك ، فـ بت تفيضين منه بـ سيول غزيرة .. لقد ملأتني كلي وربك ، وددت لو كنت كأخطبوط ، أملك من القلوب ثلاثا ، فـ أحبك في الاول و أحبك في الثاني و أحبك في الثالث .. و تجيئيني بشك يراود صغيرك المتلحف ببرد بين اضلعك الحبيبة ؟
الم يخبرك دمي الذي مصصته سنينا عمن تكوني في حياتي ؟ ألم تخبرك الاضلع حينما جاورتها بأنك كنت العوجاء المفقودة لأعوام كادت تلتهمني لشدة جوعها ؟، يا زنبقتي ، و حلوتي .. رفقا بي سلطانتي ، إن كنت تريدين مني إعترافا في الأمسية الأولى فـ لن تحصلي على ما يشبعك ، أعلم بأنك طماعة بإحتياجك ، و أنا كريم بـ عشقي ، و لن تكفينا ' ليلة واحدة ' للبوح بأسرار مضى الدهر يخنقها جهرا ، إلا إنها إنتصرت فـ حطمت رأسه ! لو كنت شهريار ، لتكوني شهرزادي ، و لكننا سنقلب حينها الحكاية ، فتتربعين العرش و أنا من أقص لك حكايات شوقي لأكثر من ألف ليلة و ليلة ! صدقيني فالـ ألف أيضا لن تكفي عمر كي يستريح من عشق أضناه حتى التعب !

طال إنتظارها ، و عظم صمته ، حتى قطعه بأنفاس متعالية و هو يميل نحوها ليقبل أنفها المحمر بـ رقة ، ثم يبتعد لـ إنشات فقط فيهمس متلاعبا بـ نبضات قلبها الهائج كـ بحر صفعه إعصار : ليش هالسؤال ؟ إنتي مو تقولين اني احب وحدة و ما اقدر اعوفها ، يعني إنتي أدرى

أن يسرق من زفراتها شهيقا طويلا لهو من أروع الاحلام و أثمنها ، لم يشأ يوما أن يتخلى عن صمته حتى من أجلها هي ، و لكن الليلة ستكون لهما بصمة لا تنسى ، و أنفاسها المحتبسة بصدره تدعوه للبوح .. فما اجمل من السكون إلا الغزل ! ، و لكن لا ضير من العبث قليلا بقلبها الذي أشقاه عمرا .. ظن بأنها ستنسحب بعد أن أحرجها بقوله ، لكنها صدمته كعادتها ، فـ همهمت بـ تماسك و رأسها مرفوع نحوه بكبرياء يملأ المقلتين : أعرف ، بس قول !

ظلت نظراته معلقة بتلكما الجوهرتين المتلألئتين .. يا الهي ، حتى الثلاثة قلوب لو له لفاضت ولعا ، ما يشعر به مهول ، عقلها الفتي لن يستوعب أي حديث قد يقال ، تطلبه البوح ، و مالذي قد يفصح عنه و يكفيها فـ يريحه ؟ ما هذا العناد يا أنسة ، أنزعتي رداء الخجل فقط من أجل علياءك المبجل ؟ إبتعدي عن حقل مشاعري الملغم ، فـ والله إن مسست إحدى المزروعات و تفجرت بوجهك ستتشوهين صدمة لما احمله لك ، ستفقدين القدرة على النطق و البصر ! إبتعدي و إجمعي بعضا من مهاراتك لتحاولي مرة اخرى في وقت اخر ، ليس الليلة !
شعر بها ترمي مسكة الورد الطبيعي أرضا ، لـ تهبط فجأة من علوها المقارب لـ أنفه ، فتعبث البسمة اللعوب فوق شفتيه وهو يتابعها تبتعد حافية القدمين رافعة بـ فستانها الثقيل بكلتا يديها .. حفيفه مع الارض الممزوج بـ خرخشة الخلخال المزين كاحلها يكاد يرسم نوتات عظيمة لمعزوفة الحلم المحقق ! ، دلفت الغرفة المخصصة لهما ، لتترك الباب خلفها مفتوحا ، و كإنها تتحدى خجلها الجميل ، جر عيناه ليثبتها ارضا حيث بقاياها من الورد و الحذاء ، كل ساعة تجبره ليعيش معها احدى القصص الإسطورية ! فهاهي الآن تتحول لـ سيندريلا العابثة بقلب أميرها بـ جزمة فقط ! ، فتلك تركته يبحث عنها كـ مجنون بين طرقات المدينة و في قصورها ، و حذائها الكريستالي يتوسد كفه ، أما هذه الحبيبة فلم تبتعد جدا ، و لا يحتاج للكثير حتى يجدها فـ يرفعها حيث نبضه من دون أن يحتاج لمساعدة من كعبها العالي !
إنتزع سترته و ربطة العنق الرمادية ليضعهما بإهتمام فوق الأريكة المنفردة في الصالة الصغيرة ، و من ثم توجه نحو الغرفة بـ نفس طويل ، كم يشتهي لقمته ، و لم يتبقى شيئا لموعد إفطاره عن صوم أرهقه !
ما إن عتبت قدماه الحد الفاصل بين الداخل و الخارج حتى تسمر محله مصدوما بحلتها الجديدة ، و كإنها تتحداه بـ روعة حسنها الأخآذ ، و كإنها تقاتل به الروح الرجولية ليعترف بـ أن لها في القلب عرشا و قصر ، كانت قد إنتزعت حجابها و التقفيلة الخاصة بالفستان ، لتبدو بهالة من جاذبية عظمى ، شعرها منثور بلون جديد ليلتف حول ظهرها العاري المقابل له ، كرات من خصل مذهبة متداخلة مع اللون العسلي لتغطي جزءا لا بأس به من الظهر المثير ، شعر بتصلب حركتها فور دخوله ، قليلا و إستعادت سطوة جماحها لتختفي الوداعة ، و ينقلب الهدوء لـ إعصار .. إستدارت نحوه لتجعل النبض يتخلخل بما لا يطيقه صدر عاشق ، نظراتها كانت منصبة على كل متر في الارضية كإنما تبحث عن شئ ضائع ، لم يتفاجئ من إقترابها فـ يبدو إنها تود ان تستبدل ثوبها الملكي ، و كإن به شبع منها !
لم يتزحزح عن موضعه ، و بينهما المسافة تتقلص شيئا فأخر و هرولة القلب تتناسب عكسيا معها ، فتراه صار كـ ثور هائج في حلبة صغيرة غير كافية لإنطلاقة عنفوانه ، وقفت على بعد متر او اقل ، لتثبت رأسها نحوه و نظراتها تشيح هنا و هناك : ممكن أطلع ؟

: ليش ؟

: الملابس .. برا .. بالجنطة

هذه المرة كان لقلبه رأي سديد ، فرغم هول يحدث له قرر الغوص بين امواج الجنون اكثر ، ليتقدم الخطوات الفاصلة ، فيغلق الباب بقدمه من دون أن يستدير ، جفلت بعنف إثر صوت اغلاقه ، لتتوسع إبتسامته تدريجيا حتى شعر بوخز الم في خده الأيسر ، قبل أن تطلق لخجلها القيادة كان قد أحكم السيطرة على كبوتها بـ إمساكه لرسغها اللامع ، و من ثم جرها نحوه بحركة ارعبتها لترتطم بصدره من دون إرتداد ، و كإنما مادة لاصقة تلك المثبتة على كل اجزاءه ، و كـ فأرة صغيرة وقعت في مصيدة القط المتوحش ! ، حبست أنفاسها موتا ، حتى شعرت بأن لا طاقة لها لمقاومة الحاجة الجسدية للاوكسجين فأطلقت زفيرا حارا لتعقبه بـ شهيق ممتلئ بعطر رجولي مخدر لبويصلات شعر الرأس و الأهداب ! ، فإنسدلت اجفانها بلا وعي ، لتعود فـ تأخذ نفسا أخر و كإن إدمان هذا الذي بدأت تعانيه ، !

؛



عندما انظر في عينيك
ارجو فيها
امان ابي
وحنان امي
وعزوة اخي
ارجو فيها الحب والعشق
ارجو فيها احلامي
وشبابي وقدري
كلها اسلمك هي
بنظراتي
عندما امد يدي
وارجو حضنك
هناك حيث اعلم ان لا مصاب
سيلحق بي
بعد كل ذاك الرعب
هناك الامان
تقول بأني اقتلك بتلك النظرات
التي تشعل فيك رجولتك
اخبرني اليس الحب نظرات
هل تقرأ لغة الاعين
عندما احرك لؤلؤتي السوداء
واحبسها في سجن نظراتك
هناك انا ارجوك بأسم ملك السموات
ان لاتخذلني
ارجوك
هناك سأدفن قلبي
وروحي
واملي
وخوفي
في ثناياك
في ثناياك
في ثناياك
حبيبي
لاتعبر الكلمات ولا الحروف
ولا قواميس العرب عن تعلقي بك
يخذلني لساني امام هيبتك
لذلك امد نظراتي واعلقها
بهامتك الطويلة
سأختبئ في ظلك الذي لايخفيه الظلام
سأختبئ بداخلك بين شرايينك
داخل اوردتك
سأبعثر روحي هناك
في ثناياك....


بقلم الغالية راقية الحرف ' انثى دكتاتورية '







كـ كوكب الزهرة حبيبته ، متفردة في كل شئ ، فـ هو يدور بعكس بقية الكواكب فتشرق الشمس من غربه و تغيب من الشرق ، بنظام إلهي كوني يعجز البشر عن الإتيان بتفسير منطقي له ، كما هي هذه الزهرة ! فـ و الله عاجز هو عن شرح تفاصيلها المحببة و ردات افعالها المتناقضة ، ما الذي يحدث مع هذه الصغيرة العنيدة ليجعلها تود إختراقه كما تفعل ؟ ألا تشعر بأن جلده إقترب من الإشتعال لـ حرارة أنفاس صادرة من رئتيها الحبيبتين ؟ ضغط على خصرها المغري بأنامله ، ليستجيب له دماغها فيأمر الرأس بالإرتفاع حتى تقابلت الاعين و إمتزجت الأنفاس ، حتى صدريهما فار تنوريهما بذات الوقت ، لم تستطع أن تشيح بنظراتها ، فإن عيناه تهذي بالكثير ، والله و كإن بها تنصت لجلبة ثرثرتها الصامتة ، إنه يتغزل بها صمتا ، ها هو يخبرها بمقدار حب أحرق قلبه لـ أعوام !
إنه يشتعل ، كما هي بل و اكثر ، فـ إن كان نصف شعورها بسبب الخجل فهو كل ما يحسه سببه عشقها السرمدي فحسب ، كادت ان تكتفي بإعتراف المقل و تستسلم ، لكن العناد تفعل في اللحظة الاخيرة قبيل اعلانها السلام .. حالما شعرت بمحاصرتها بدفئ أنفاسه الثائرة أغمضت عينيها بعجل و جفنيها تكوما كـ كتلة من النار ، حتى لون الـ ظلال قد تغير لتغير البشرة للأحمرار القان ، نطقت برجفة شفاه على وشك أن تذوي صاغرة له : قـ ـو .. ل !

: همممم

كان قريبا منها ، و كإنه يقترب للمرة الأولى هكذا ، أ لإستسلامها له و لـ شغف يثور في عينيها سببا لذلك الشعور الفريد ؟ ربما .. حالما طالبته مجددا بالإعتراف لم يستطع الإنكار ، لا يدري مالجدوى من سماعها حروفا هي اكيدة بأنها معجونة به مع الدماء و الانسجة ، و لكن ما دام هذا ما يؤرقها قبل أن تتوج ملكة في مملكة إنتظرتها من الليالي اطولها ، فـ سيكون كـ عادته بكرم حاتمي مع عنادها اللذيذ
نطـق بـ همس غير واضح ، فهي لم تسمعه بقدر ما قرأته بـ أنفاسه القريبة و بـ ملامسة ثغره لـ شفتها السفلى : إنتي عمري ، روحي ، لين .. والله أحبج

كادت أن تهوي لولا إنه ممسك بها كما اعتادت منه ، لتستند على صدره بكفين مضمومين سوية ، و رغم ذلك شعرت و كإن ضربات قلبه ستدفع بها بعيدا عنه ، أخرس بها اي رغبة للمقاومة .. رغم إنها لم تكن تنوي أن تفعل ! همسـت من بين رفقه و عشقه : عمـ ـر ، لـ ـ ـتأذيني

و كانت همسة ضعيفة طارت بـ دفء أخر ، يتبعه جنون اعظم ! لتتلحف به كمعطف ثقيل يقيها من الدنيا كل بأس ، بردا كان ام حرا ، ستظل ترتديه أبدا ، فمنذ هذه الليلة و ما عاد لها القدرة على ان تبقى عارية بدونه ، هو سترها ، و رجلها ، هو عمر !



من علمني
كيف أحب امرأةً حتى حد الهذيان
من علمني
كيف بوسع امرأةٍ ـ دون سواها ـ
أن تتحرك مثل السمك الأحمر داخل شرياني
من علمني
كيف بوسع امرأةٍ ـ دون سواها ـ
أن تخترع الشعر
وترسم شكل الأزمان ..
من علمني
كيف تصير امرأةٌ ـ دون سواها ـ
أقوى نوعٍ من أنواع الإدمان
من علمني ما لا أعلم
كنت له دوماً عبدا

نـزار قـبـانــي



.
.
.




مدينة الحب أمشي في شوارعك
و أنا أرى الحب محمولا بأكفانِ

صبوا العذاب كما شئتم على جسدي
فلا شهود على تعذيب سجاني

رجعت للدار أمشي فوق نيراني
كفاً لكف يقود خطاي حرماني

هل من مجيب؟ أنا في الباب منتظر
لا أحمل الورد أحمل طوق أحزاني

ذهبت مع الريح فأصحو يا مددلها
كأس هي الان بيدي عاشق ثاني

عينايَ .. شفتايَ .. أعصابي .. خيالي .. دمي
يبحثون عنها بين أحضاني

قلبوا الاثاث و ضجوا حول صورتها
متظاهرين كشعب خلف قضبان

نريدها اليوم شمعتنا.. حبيبتنا
لا زاد لا نوم.. عصيانا كعصياني

يا أيها القوم يا جسدي و عاطفتي
كفى ملاما! فجلد الذات أدماني

صفعت وجهي.. أهذا يا زمان أنا
أذلني الحب أخرسني و أعماني



بعد الفراق رايت الصبر شيعني
في صحوة الفجر أمشي مشي سكران

يخيفني الليل و الذكرى تعذبني
و حارب النوم ذاكرتي و أجفاني

صفعت وجهي أهذا يا زمان أنا
أذلني الحب أخرسني و أعماني



كريم العراقي



ما زال يهيم على وجه الشرود ، يدير مقوده حيث يسوقه الضيق ، بقميص مفتوح الازرار العلوية ، و أكمام مطوية حتى المرفق ، الرأس محتشد بحشائش من الشعيرات القصيرة و العبوس يبعث شعورا بالنفور لمن حوله من اللا بشر ، و كإنه ليس ذات الرجل الانيق الذي سلب لب القلوب منذ وقت ليس بالطويل ، فهذا لا يدرك للترتيب و الاناقة معنى و هو يرمي بسترته و ربطة العنق في المقاعد الخلفية بإهمال و عدم إنتظام ، ملئ خزان الوقود لمرتين ، فـ مركبته أصبحت فجأة شديدة الطمع ، و الجشع .. و العطش ! و كإنها أخذت منه صفاتا بشرية ، فهو عطش ، كثير العطش .. يحتاج أن يبل ريقه بشئ مشتعل ، أو أن يبل محجريه بـ نظرة واحدة لا سواها ، تعادل الكون بمصائبه .. ساكنا كان ، كما كل شئ حوله ، فـ حتى الشوارع قد إنطلقت لعالم اخر بعد نوم سكانها ، لا يسكن الارصفة بشرا ، إشارات المرور تعمل لـ ' لا أحد ' ، و أضواء الاعمدة المتعطلة معظمها لا تغني عن حاجة بنفسه للنـور ، فهو لا يحب الظلام ، يؤرقه و يحرق به القدرة على التماسك ، حالما تنسدل الستارة الالهية في كل ليلة ترتفع عنده ستارة أخرى ، تنبئ عن مسرح بـ مقطعين ، أحدهما محشو بالمصائب ، و الأخر بالحنين !
و كلا الوجعين يوقظا به رغبة بالجنون ، لم لا يستطيع نسيان ما وصمت به الذاكرة ولو قليلا ،؟ ساعات يسهو بها ستكفيه و ربكم ! ساعات فقط من الراحة يستجديها عقله الباطن ، أ ليس لديكم عقار أكثر فعالية ؟ أو مصل لـ سم باتت تشرأب له الأنسجة فـ تمتصه من الدماء الراكضة بين الانابيب الوعائية ! ما زال يختنق رغم نعمة من الله حلت عليه .. الليلة قد تحقق حلمه الازلي بـ أن يجتمع رفيقه و أخته تحت جناح عرس إسطوري ، الليلة تخلص من عبئها ليسلمه لأخر ، رغم إنه قد سبق العالمين و تخلص منها منذ زمن .. عليه ان يخدر قليلا لـ روعة ما حدث ، و ما لم يظن بأنه سيحدث ! يذكر جيدا حينما رفضت العنيدة أن تثبت الزواج قانونيا منذ أشهر مضت ، و ها هي الان تستسلم لكونها زوجة لـ عمر في الشريعة و القانون ! ، آه على ذلك اليوم و ما قبله بـ ليلة ، ليلة تهوره الحقير ، ليلة بها عاش عمرا كاملا ليس من بعده عمر ، تسأله جدته أن يعيش مع إبنة عبد الملك كـ زوجين طبيعيين ، و كيف يفعل وهو من إعتاد اللا طبيعية في شتى امور حياته .. بغض النظر عن جبنه أمام الثانية ، فـ هو لن يتجرأ و يبدل ليلة من الخيال بأخرى واقعية ، لن يفعلها و يعيد ترتيب حياة له و حتى الآن لم ينسلخ بعد من تلك التي إمتلكت المتبقي من أيامه ، ما زال يستنشق أشياءا و يحلم بأخرى ، ما زال يرى ببغداد جرحه الغائر ، ما زال فارا من عدالة القدر ، و من عقابه !
لا لم يفر ، فهاهو يصلب بعيدا عن أرض ترعرع بها ، و أخت حارب للحفاظ عليها .. و رفاق لو دار الكون مرتين لن يجد لهم بدلا أو شبائه ، إنه يتلقى شر أعماله بـ عذابات مستمرة .. ملكه العجب عندما إستوعب وجهته ، ليكمل طريقه بـ شوق خفي حتى منتصف الفرع السكني ، كان قد إعتاد إستخدام قدمه اليسرى في الضغط على دواسة الوقود منذ شهر مضى ، فاليمنى تشوه عملها و إنتهت الكثير من صلاحياتها .. قبل أن يطفأ المحرك جال ببصره على الشكل الخارجي للبناء المشيد بسواعد ابناء مدينته ، زفر هواء صدره بملل .. لينقل انظاره الى الساعة القابضة على معصمه ، الوقت يقترب من الثالثة صباحا ، 6 ساعات قضاها بين الشوارع متنقلا ، غير مهتم بـ تزايد خطورة المصائب البشرية كلما عبر عقرب الساعة الـ 12 و ما فوقها ، هذه الساعة تبا لها !
لا تتعطل و لا تتأخر عن عملها الممل ابدا ، تكتفي بدورانها و جرهم وراءها صاغرين لحكمها الأبي ، لها عقارب غير حية و لكن قدرتها على اللدغ عظيمة ، تستطيع بث سم الحنين و الشوق جيدا في أجسادهم المريضة ، حتى تتمكن من إذابتهم ببطئ يكتم الانفس !
ركن سيارته خارج المنزل ليترجل بـ تكشيرة ألم ، حالما اعتدل واقفا مال بجسده للداخل ليجر عكازه الملازم لحركته في الفترة الاخيرة ، و من ثم رفع هاتفه و علبة السجائر ، ليغلق الباب بهدوء و من ثم يدلف منزلهم بـ خطى هادئة متفحصة ، الليل يخيم عليه ، توجع لمظهر المنزل المهجور و كإنما عقد من الزمن قد عاشت الجدران به وحيدة ، لا يؤنسها صوت بشر ! ، لا يدري كم قضى من وقت وهو جالس في الارجوحة الخاصة بأخته ، يتابع تفاصيل المنزل ، و ذبول اوراق الاشجار و تصلب جذعان النخيل ، و لكن عدد اعقاب السجائر المرمية قرب قدمه اثبت له بأن زمنا ليس بالقصير قد مر و هو هنا يحاكي الضمير به ، يحاول ان ينصف نفسه و يجنبها من الاستمرار في الاعدام الذاتي الصامت ، فهو والله لا يستحق أن يؤثم بلا ذنب إرتكبه !
أراد أن يقتص لدم أختيه فـ أقتصوا منه عمره ! .. شعر بـ شئ ما يداعب طرف شفتيه ، و كإنما ببسمة سخرية لحال آل إليه ، يجلس هنا كـ ضعيف أغبر دمر حصونه الشوق ، فيسهر ليلا يسامر اطياف محبوبته على الاطلال المحطمة ، كم هو مقيت أن يشعر بحاجته لـ ذكرى صاحبة تلك الطيوف .. و عودته لمنزلهم الكبير قد فاقمت تلك الحاجة ، فـ هاهي ذكرى وجودها المؤقت معهم بليلة منذ خمسة أعوام ، و أمسية منذ خمسة أشهر تعود لتهز به حبل التماسك ، فيتدلى هو من فوقه ، تارة يمينا و أختها شمالا ، لتصليه نار بـ ألسنة وقحة !
يا الله ،
لم يعتقد يوما بـ أنه قد يحتاج لوجود إمرأة في حياته كما هو فاعل الآن ، و المصيبة العظمى تكمن بأن من اختارها بغير قرار تقع ضمن المحضرورات ، فـ وجود لها بحياته البغيضة لأمر يتعدى المستحيل بـ أميال عدة ، هاهو يرى تلك الليلة بكل تفاصيلها و كإنما بالأمس فقط كان يرد الثأر و يقطع اوردة الوصل ، بل يمدها و لكن بشكل مؤقت ، فسرعان ما تقطعت لتسقط تلك الانثى بين اودية الجبال الشاهقات ، هناك حيث لا عين تبصرها و لا أذن تسمع أنينها كما كان يسمعه هو !
آه على ذاك الانين ، أما زالت تستخدمه كـ أداة انثوية ماكرة عند كل حاجة في نفسها ؟ أم إن مابها يدعوها لـ أنين متواصل لا حدود له ، ما حالها اليوم ؟ أما زال والدها مصرا على فكاكها منه بالطلاق ؟ إذن لم هو صامت حتى هذا الوقت ؟ لم لا يأتي بها لفض كل شئ ؟ لم هم خامدون من دون جلبة تستحق أن تنشأ ؟ حزينة هي ، أكيد هو بأن حزنها بات يتلوى بين اضلعها ، فـإعتقادا أسكنه في عقلها بأن له من الانثيات زوجة أخرى ، سكنى له ! و كإن بإستطاعته أن يتخذ حياة طبيعية ، و كإنه من الممكن أن يتخذ غيرها له شريكة في الاعاصير الجنونية ! ماذا لو قررت أن ترد له الصاع بعشرة و تفعل مثلما فعل فتستل نفسها من بين ذراعيه لـ ترتمي بأحضان اخر يوفر لها السقيا لتعود زهرة جذابة يفوح منها عطر الجمال ، أيعقل أن صمتهم سينتهي هكذا ؟ و مالذي سيفعله حينها ؟ أسيفك قيدها لترتحل و يبقى هو كما هو ؟ يؤرقه الحنين بفترات ليجئ حيث ذكراها تتركز؟ وهي تكون بذات الوقت تتقلب بين ذراعي رجل أخر ؟
رباه .. يشعر بـ شئ غريب ، رائحة إحتراق غزت خلاياه الشمية و لكنها و بعد التعرف عليها وجدت بأنها لا تمت لإحتراق النيكوتين بصلة ، بل إنها أشبه بـ إشتعال عضو حي ، لربما هي الاضلع ، نعم فيبدو أن مظاهرة عنيفة قد ثارت به ، شاعلين الاضلاع لتتوهج كـ السراج في وسط عتمة المكان ، إنقلاب لأجزاءه الحية على نظام حكمه التعسفي حل عليه ، فـ هاهو الجسد بكامله يرفضه و يلفظه بعيدا عن مملكته ، و كإنه الحاكم الجائر الذي صم اذنيه عن حاجات ابناء شعبه ، و اعمى بصره عن دمار حل بهم .. بل وصل به الامر لـ دعس التراب في افواههم ليصمتوا و ليكتفوا من الثرثرة التي لن تأتي لهم بنتيجة !
تبا ، ما الذي يهذي به العقل في هذه الساعة ؟ يبدو أن مفعول التبغ قد تركز في الدماغ و سد اروقة الاعصاب ، و وسع اقطار الشرايين ، ليأتي الدم الفاسـد من القلب محملا بترهات غبية تنافي ما إعتاد أن يثرثر به ، و هاهو اللعين المسمى بالتبغ يسيطر أكثر حتى إمتلكته رغبة عارمة لإطفاء القليل من الالسنة ، ولو بحفنة ترابية واحدة ! من كف أنثى قلبت نعيمه لـ جحيم فاخر .. وجد نفسه من دون إدراك يمد بـ رجله امامه ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ، و بحركة متهورة فتح رمز القفل و من ثم لامس الشاشة حتى بات رقم زوج شقيقتها أمامه ! و كإنه قرر أن يستمع لطلبات الثائرين حتى يحافظ على عرشه ؟ لا يدري ما ضرب الجنون الذي اصابه في هذا الوقت المتأخر ، و كإن شياطين الجن قد تجمهروا حوله بعدما تقلص عدد البشر إثر غيبوبتهم الوقتية ، ليتهم ينهضون و لتلهى بهم الشياطين فتتركه بحاله البائس وحيدا ، تعوذ بصوت مسموع من الشيطان الرجيم ، و بزفرات متتالية .. نهى نفسه عن الخوض في منكرات المنطق ، ليغلق الهاتف بأكمله ثم يعيده في جيبه بكسل ، و كأنه إن بقي أمامه سيتهور و يفعلها !!





سألتكِ يا صخرةَ الملتقى متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!
فيا صخرة جمعت مهجتين أفاءا إلى حسنها المنتقى
إذا الدهر لج بأقداره أجدا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة وفض الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب وننتظر البدر في المرتقى
إذا نشر الغربُ أثوابَه وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته وخلت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح له طلبة عز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب رأينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير يراها الفتي كلما أطرقا
يرى صورة الجرح طي الفؤاد مازال ملتهبا محرقا
ويأبى الوفاء عليه إندمالا ويأبى التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت أليك وقد مزق الشمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوى وود علي الله أن يعتقا
فلما قضي الحظ فك الأسير حن إلى أسره مطلقا


إبراهيم ناجي



.
.
.






أموت إشتياقـا
أموتْ إحتراقاْ .!
و شَنقـا أموووت ،
و ذبحـا أموت ،
و لكنني لا أقُولْ مضـى حُبنـا
و إنقضـى
حُبنـا لا يمُوتْ


محمودْ درووويش





فزعت من نومها مرعوبة ، إنتفاضة هزت لها الجسد المستلقي على طوله ، حاولت أن تزدرد ريقها و لكن الجفاف اوجع لها حلقها ، ظلت تردد ' أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ' مرارا وهي تنفث على يسارها برأس يهتز ، شعرت و كإنها على وشك ان تموت ، وكإن مابها من روح قد استلت لتقف قرب الانف منتظرة الامر الالهي لإكمال المهمة و المغادرة ! الام جسدية عظمى سيطرت على كافة عظامها و العضلات ، لا تعلم كم مر من الوقت و هي تستلقي بإنتصاف على سريرها المنفرد .. صارت تدلك صدرها بشئ من شرود ، و هيئة لـ رجلها تتشكل امام انظارها في هذه الحجرة المنيرة ! و كإنها تراه حتما ، كم إشتاقته ، و الله تشعر بأن الحنين لـ عنجهيته و إكفهرار وجهه الصلب بات يعصرها بين كفيه الفولاذيتين لتسيل منها دماءا مشرئبة بسمه ! إحتضنت بطنها بحركة غريزية لتهمس من دون وعي : لو يعـ ـرف بيك بابا ، جان مخلاك ، جان اجى ، حبيبي لتنقهر ، هوة ميدري بيك ، بس يحبك .. إذا عرف رح يحبك ، بابا حباااب بس عصبي ، لتضوج منه ، رح يجي ، فد يووم يجي صدقني ماما ، حبيبـ ـي إنتتة

كانت تهذي و تهذي بـ كلمات لا يمكن لها ان تعتب شفتيها عند اي بشر غير نطفة من ذلك المتعجرف نمت بين أحشاءها لتكون منه و منها ، صغيرها الذي تنتظره بجنون هو وحده من ستسكب له من غالون الشوق كؤوسا .. و تتناوله معه ! هو ثمرة الجنون الحقيقي ، جنون اختتم بـ حفل تأبين من دماء متناثرة حول الاجساد و منها ، طفلها سيكون شجاعا ، و قد تفوق شجاعته تلك التي لأبيه ، فـ هو قد تكون في زمان القهر و الظلم و الجبروت ، خلق في قلب حمامة رغم عراك الصقور في الفضاء ، بطل هو حبيبها الصغير و إبن حبيبها الذي إختار أن يمضي بعيدا مع أخرى ، و لربما الآن أخراه تحمل نطفة منه ثانية ، لا .. إلهي ، أرجوك ، إلا إياه .. لا أريد أن تكون لي معه أنثى مشاركة ، و لكن كيف هذا يا أنتي ؟ أخبرك بأنه مضى فمالذي تفعلينه بنفسك ؟ لم لا تكفين عن إنتظار المستحيل ؟ تعلمين بأن رجلك رجل شديد و بالتأكيد لن يكتفي بواحدة لم يعش معها سوى ليلة ، ليلة نعم ، و لكنها والله ساوت قرنا بما حملته خلفها من مصائب ، و معجزات .. كـ صغيرها الحبيب !
ضمت وجهها بكلتا كفيها لتجهش على حين غرة ببكاء مرير ، تشعر بالإختناق ، يسكنها الجنون لجرعة منه ولو كانت بكلمات خبيثة تشق الروح لنصفين ، بل عشرة .. لا يهم ان مزقت ، و لا تهم إدعاءاتها بالمقاومة ، فهي لا تستطيع ، هي أضعف من أن تنساه و ما بها من جسد و روح لا ينفكان عن تذكيرها بكل تفاصيله ، لا ينفكان عن تمزيق فؤادها بشوق يسكنهما لـ إحتضانه ! فقط لو تراه ، ستبكيه و تبكيه و تبكيه حتى ذبول كافة الخلايا الدمعية و ليغيب بعدها لا يهم ، فـ حينها لن يكون لها من الدمع من مخزون ، و سيظل الحزن مالئا احداقها الجافة !
يارب ، صبرك ، عاودت الاستلقاء التام في محاولة عاقر لملامسة اجفانها لبعضها و تقليص القليل من ساعات الغياب ، فالنوم هو هروب مؤقت لمر الحال ، و هي تود الهروب ، لم لا يساعدها عقلها للغوص في تلك الغيبوبة ؟
يقال إن من يفزع من نومه و يفقد القدرة على العودة ، له من بني البشر شخص يفتقده حتى الوجع ، و بتلك اللحظة بالذات ، ألها هي ؟ أ يعقل أن يكون ما توده واقعا و يكون هو بهذه الليلة ساهرا يعتصر القلب شوقا لذكراها ؟ أم إن أحضانه مملوءة بغيرها ، فلا اسم و لاعنوان لها يمر بباله ، يا إلهي و الله تشعر بإنقباض احشاءها اجمع ، التفكير بأنه يفرغ بأي أنثى مشاعره و رجولته يكاد يجعل رحمها يلفظ طفله خارجا لشدة الهلع ! و لكن لا ، إلا هذا الطفل يارب .. دعه لي ، فـ بشدة أحتاجه أنا ، أحتاجه حتى الموت ، مادمت لن احظى بوالده ابدا ، فإتركه لي يارب .. أتوسلك يا رحيم !
البرد بدأ يدق الابواب في هذه الليالي الموحشة ، سيحل الشتاء قريبا .. و سيتراكم حينها الجمود فوق قلبها بكتل جليدية ، تحتاج للدفء ، و لن تحصل عليه و لو شاب القلب و جفت مياه المقل ، لن يمسسها دفئا يوما ، فـ هي لا تود غير صدر الـ علي ليشعلها ، و هذا الرجل أقصيها من حياته كما يقصى المريخ من ساكنيه !






مازال في قلبي بقايا .. أمنية

أن نلتقي يوماً ويجمعنا .. الربيع

أن تنتهي أحزاننا

أن تجمع الأقدار يوماً شملنا

فأنا ببعدك أختنق

لم يبقى في عمري سوى

أشباح ذكرى تحترق

أيامي الحائرة تذوب مع الليالي المسرعة

وتضيع أحلامي على درب السنين الضائعة

بالرغم من هذا أحبك مثلما كنا .. وأكثر

مازال في قلبي.... بقايا أمنية

أن يجمع الأحباب درب

تاه منا .. من سنين

القلب يا دنياي كم يشقى

وكم يشقى الحنين

يا دربنا الخالي لعلك تذكر أشواقنا

في ضوء القمر

قد جفت الأزهار فيك

وتبعثرت فوق أكف القدر ..

عصفورنا الحيران مات .. من السهر

قد ضاق بالأحزان بعدك .. فانتحر

بالرغم من هذا

أحبك مثلما كنا .. وأكثر

في كل يوم تكبر الأشواق في أعماقنا..

في كل يوم ننسج الأحلام من أحزاننا..

يوماَ ستجمعنا الليالي مثلما كنا ..

فأعود أنشد للهوى ألحاني

وعلى جبينك تنتهي أحزاني..

ونعود نذكر أمسيات ماضية

وأقول في عينيك أعذب أغنية

قطع الزمان رنينها فتوقفت

وغدت بقايا أمنية

أواه يا قلبي ..

بقايا أمنية


.
.
.

فاروق جويدة


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 04-01-13, 10:17 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



أحبك فوق ما عشقتْ قلوبٌ ولا أدري الذي من بعدِ حبي
وأعلم أن كُلِّي فيك فانٍ وعيني فيك ذائبةٌ وقلبي
وأعلم أن عندك من يُنادي خفيّاً هاتفاً وأنا الملبي
وأعلم أن حبي ليس يشفى وبعدي ليس يُجديني وقربي
ولما لم أجدْ للحبِّ حلاّ هتفتُ به كما. يرضيك سِر بي!
وخذني حيث هي لا تسلني لأية غايةٍ ولأيِّ دربِ!


إبراهيمْ ناجيِ





إستحضارك في الذاكرة خطيئة بريئة ، خطتها غادة السمان ، و أدركها هو حينما صار يفيض بالخطايا ، تلك التي قد تكون إسم على غير مسمى ، فـ بربكم يا أنتم إنصفوه و إخبروه إن كان ما يفعله بلا ارادة منه يعتبر من الظلمات أم إنه برئ ، إعدلوا بحق لوعته و حرمانه ! إعدلوه بإنسانيتكم و إنسانيته ، !
كم كان حقيرا حظي ، حين رماك القدر يا عمري على شاطئي ! كم كنت تعيسا و بائسا و ميت ، ليدركني التعلق بـ امواج قادمة من جزيرة مسلمة ، تمر الأيام راكضة و تهرول معها العواطف نحو هاوية الضياع أكثر فأكثر ، إقترب كثيرا من المنحدر ، بل هو قد تاه من قبل أن يتدحرج من علوه ، منذ أن قوبل بـ تحقيق رفيقه الاخرق قبل ثلاثة أشهر من الآن و هو يعيش بحالة مستعصية من الكتمان المتغذي على الروح بداخله .. يحاول صدقا أن لا يسمح لها ان تطئ صخوره اللينة بـ مياهها الهائجة كمن يستقصد ان يذيب تلك الاحجار و يساويها مع رمال البحر ، لتجرها معها بعودة تلك الامواج سريعا من حيث مصدرها من بعد أن تنتهي مهمتها بـ الخلاص من مقاومته .. تنفس بعمق و هو يجاهد بتركيز انظاره على الشاشة الالكترونية الماثلة أمامه ، عمل طويل بإنتظاره اليوم ، وعليه السلوى قليلا عن جنون القلب !
و هو على حاله ، يسترق من عقله القليل من الاهتمام لـ ترتيب الجداول التي بين يديه ، شعر فجأة بتقلص عضلات صدره ليغص بالنفس بشكل عنيف ، فينفلت منه سعالا حادا ، كل هذا إثر رؤيتها تتمخطر من امام مكتبه مع ذلك الابله و ترافقهما فتاة أخرى .. اليوم فقط كره أن يكون لغرفته نوافذا تطل على الرواق ، تبا للمهندس التعيس ، بل سحقا لهذه الشركة بأكملها ، فـ لولاها ما كان سيهبط نحو قاع الخطيئة البريئة كما هو الآن
نقر على بابه جعل رأسه المطرق يتابع لوحة الجهاز المحمول يرتفع ليقابل بطلتها البهية ، مالذي تفعله هنا ؟ أما إكتفت بالاوردة و الشرايين و حجرة القلب ، و فوقهم اروقة الشركة لتأتيه هذه المرة فتضيق عليه مكتبه ؟ يا إله السماوات ، إرفق بي !
كانت تقف قرب الباب الذي شرعته بيديها الخبيثتين ، لتمسك وكرته مميلة برأسها قليلا بحجة المشاكسة ، و لكن ما إن رأت الجمود بنظرته المنصبة نحو ما بيدها إعتدلت و حاولت أن يبدو صوتها رسميا : هممم ممكن أدخل ؟

هز برأسه موافقا ، لتفعل تاركة الباب خلفها مفتوحا ، فتقترب من مكتبه حتى إستقامت امامه كـ طفلة صغيرة تنضح من نظراتها البراءة و الذنب : عفية الن عندي طلللب ، و أدري رح تقول هاي شقــد استغلالية بس حبااب ماعندي غيرك هنا ، و إنتة دائما تقلي شتريدين قـ ـ ـ

: إحجي شتريدين ؟

جف حلقها و اكيد هو من ذلك ، أطرق برأسه ليرفع هاتفه من على المكتب متظاهرا عن خيبتها بالانشغال ، كان يختلس نحوها نظرات صغيرة كل حين ، ليشاهدها تتراجع بخطواتها نحو الخلف ، ثم أتاه صوتها المهتز معبرا عن حالها المصدوم : إحم ، لا هيجـ ـ

هذه المرة عاد ليتابعها بدقة و نظرة حادة بلا إرادة منه تشتعل بمحجريه بعد أن رمى بالهاتف امامه ناطقا بـعد تنهيدة : قولي شتريدين وفضيني .. عندي شغل اريد اكمله

كان صارما يعترف ، و لكنه يودها ان تبتعد ، قربها يكوي به الخلايا ، ماعاد به صبر ، و وجودها مع ذلك الاخرق الغبي قد أحرقه اكثر ، هو رجل و يستطيع بنظرة واحدة ان يكشف معاني النظرات الرجولية .. و يسكنه اليقين بأن ذلك الشاب المندفع يحمل لها بذرة من إعجاب ، بذرة عليها أن تموت من دون ان تزهر ، يارب .. مالعمل ؟ لن يفعلها و ينحر شرف هذا الاخر ، يكفيه ظلما نطقه بحق الظابط من أجل أن يبعده ، مالاجدر لفعله الآن ؟

: هيجي ما اريد ، اصـلاا الشغلة مو الي ، سوري اخرتك على شغلك

أوقفها بـ حدة و أعصاب تشتد لتغتسل بـ دم مغلي ، لو كان الامر بيده لإعتصرها الآن على مدى الغباء الذي يملأ رأسها هذه الصغيرة : مييييس

كانت توليه ظهرها ، لتقف احتراما بعد اذ ناداها ، و من ثم إستدارت بشئ من ضيق يطفح من الملامح العابسة ، ابتلع ريقه بخفوت لينطق : شتريدين ؟

: ما اريد

: خلص أني أسف ، جنت معصب من شغلة ، هسة قوليلي شعندج

: ما عندي شي صدقني ، هاهية ميحتـ ـ ـ

: ميييييس

شعر بأن الدموع على وشك الهطول من حلوة المآقي ! تبكي بسببه !! وخزه قلبه ليهمس بغير ذي مقاومة : شبيج يمعودة ؟ دا اتشاقة وياج ، والله أسف

جيد ، بل ممتاز .. هاهي البسمة الخفيفة ترتسم فوق شفتيها ، إبتلع ريقه مرة أخرى ليغض ببصره و الدم فار برأسه و القلب ! كح بخفة كي يتمكن من إستنطاق اللسان بشئ منطقي : يللا خاتون شعندج ؟

اتسعت بسمتها لتغمره راحة لا تصدق ، لتتقدم مجددا بالخطوات الرتيبة .. و من ثم تطلب طلبها المشؤوم : اليوم حسن إشترى سيارة جديدة و يريد ياخذنا كلنا لـ صاج الريف ، أني والبنات كلنا خابرنا اهلنا و قبلوا نروح ، لإنو رح تجي ويانة ام محمد ، بقى هسة بس المديييير ، حباااب قله انتة نريد اجازة زمنية ساعتين و نرجع الله يخليييك

ليته تركها تبكي ، و الله افضل !
توترت لطول صمته ، لتتدارك رغبته بالرفض بـ إستجداء طفولي : الله يخليييك ألن والله ضايجين .. و بعدين حتى شغل ما عدنا ، و خالة ام محمد همين جايبة جهالها يعني الطلعة حتصير حلوووة

نعم حلوة ، مادام الاحمق حسن هو الحملدار فبالتأكيد ستسعدين يا صغيرتي .. تبا لعمر كيف اعطاك الموافقة ؟ الغبي .. و لكني لست هو ، لن أسمح لك و إن غرقت ببحر ادمعك يا مدللة
بإقتضاب رفض و عاد وجهه ليتجلد بـ غطاء من نحاس : مرح يقبل .. لو طلعتكم ضرورية جان حجيت وياه بس شأقله هسة رايحين مطعم ؟ إنتو بدوام رسمي و المفروض محد منكم يفكر يطلع لحدما يخلص الوقت ، أبقو لـ 3 وراها بكيفه خل ' ياخذهم ' وين ميريدون

هجومه اخرسها ثواني ، ثم علقت بتوتر واضح : زين حاااول ، قله انو رايحين لابو محمد رجله مكسورة و دنسوي واجب ، حباب اني قلتلهم عندي واااسطة و وااسطة .. لتخذلني

: ما شاء الله و معلميج حتى الحجة

لتبتسم بـ شقاوة محببة لقلبه و من ثم تردف : و على فكرة اني كاااتلة روحي عالطلعة لإنهو متفقة وية صديقاتي هم كل وحدة رح تطلع من دوامها و تروح للمطعم حتى نتشاوف هنااكة .. و الله صار زمان ممتشاوفين
لتستدرك بمشاكسة : و ها اي صدق ، ترة اماانداااا هم موجودة ، إذا تريد تعاال ويانة ههههـ ـ

: ميس طلعي و سدي الباب

إستغربت و تلاشت البسمة من على ملامحها ليحل محلها إستغراب طفيف : أها اوكي ، سوري

و قبيل أن تخرج طلت عليهما المدعوة بأم محمد ، لتحاكيها بـ مرح : هاا هسة واسطة منوو فاادت ؟ إنتي قلتي تقولين لالن و اني قلت لقول للمدير ، و الرجاال مقال لأ ، فـ هاهية غداية ' غدائي ' عليج

لتستدرك محدثة ألن الصامت بوجه ينذر بشر مكتوم : هلااووو ألن شلونك عيني ؟ مشفتك اليوم

هز برأسه من دون أن ينبس ببنت شفة ، لتدلف الاخيرة ذات العمر الخمسيني الى المكتب فـ تستفسر عن ضيقة ملامحه : خير خوماكو شي ؟

شعر بأن الصغيرة على وشك ان تشكيه لتلك المرأة اللطيفة ، و لكنه قطع الاحتمالات بأن أجابها بإقتضاب : ماكو شي ام محمد بس دايخ بالاضبارات

: يووو الله يسااعدك ، والله يا امي جان قتلك عوفهم اسويهم بس قلتلك مياسة نريد نطلع ، و مكاانك رح يخلى صدق ، إذا تريد عوف كلشي و تعـ ـ

: روحوا الله وياكم ، و ديري بالج على البنات

: البناات بعيوننا لتخااف ، و إذا قصدك على مياسة فهاي بالذاات لتخاف عليها اذا مو عيني تشيلها فـ اكو عيون كااتلة روحها عليها هههههه

جمد محله لينقل بصره نحوها بحدة ، فتفاجئه نظرتها المستغربة الثابتة على ملامح المرأة ، كاد ان يختنق ، فـ قرر أن يحفظ أنفاسه من التلاشي : ديللا الله وياكم ، بس ميس ابقي انتي رايدج بشغلة

فهمت منه ام محمد بأنه يود التفرد بـ الشابة لإلقاء بعض النصائح على اسماعها ، فهي شقيقة رفيقه ، تركتهما بناءا على طلبه ، و حالما اختفت تحدث هو بإقتضاب : إنتي لتروحين ، عندي مية شغلة و اريدج تساعديني

صمت ران على المكتب ، لا يتبدد سوى بحركة عقارب الساعة الجدارية ، لتتحدث بعد برهة : بس أني ما اعرف شي بشغلك ، أصلا اني بغير طابق شلون اساعـ ـ

بتر اعتراضها بـ نظرة استنكار اصطنعها : يعني كل مرة تطلبين مني مساعدة اسويها ، و هالمرة الوحيدة الي طلبت منج تعتذرين ؟ و بعدين شغلي مو صعب تعرفيه

: بس أني اريييد اروووح

: ماكو روحة !

: زين لييييش ؟؟؟ خابرت ماما و قبلت و الله .. حتى ما رح نتأخر

: قتلج ماكو روحة و بلا نقاش ، عندي شغل لتأخريني
قالها وهو يستدير بجسده على المقعد الدوار لتعود انامله لتتلاعب بالازرار المثبتة امامه .. و كإنه هكذا رفض اي نقاش في الموضوع ، يعلم بأنه تمادى ، و بأنها تستنكر و بشدة ما يفعله ، فهو ليس بقريبها ، و لا حتى مديرها ليمنعها من الخروج ، شعر بأنها اطالت في مدة صمتها ليعلق من دون ان يعيد انظاره نحوها : جايبة وياج فلاش ' فلاش رام ' ؟ حتى احطلج الاشياء الي تحتاج تعديل و أعلمج شتسوين

اجزم على بقاءها و عملها معه ! فلتبك او تصرخ او حتى تمت ، لن تخرج مع من سيضعها نصب عينيه إهتماما ، لن يفعلها ! كان قد سخر بجملته الاخيرة بتعليق مبطن على احضارها حقيبتها معه و كإنها كانت على ثقة مسبقة بأنه سيقنع المدير بخروجهم !

: زين و صديقاتي ؟

: خابريهم قوليلهم خلي يروحون للمطعم عالعشا ، و اني اقول لعمر ياخذج بالليل مو مشكلة ، على الاقل طالعة وية اخوج مو وية من هب و دب

: ترررة الولد خوش ولد و احنة كومة رايحين قابل بس اني

: ميييييييس ، قتلج بالليييل روحي وية اخوج

: بس اني اريد هسسسة

هذه المرة كاد ان يصهرها بنظرة سريعة وتحمل من الحدة مفهومها الكامل و هو يعتدل بجلسته ليواجهها : ليش يعني ؟

قبل ان تجيب تدخل شخص اخر ، و لم يكن غيره ، ذلك الابله ، حسن ! : يللا ميييس دنروح ، ها هلاو الن شلوونك ؟

: زين

راقب تمللها في الوقوف فصارت انفاسه مسموعة لكليهما و هو يأمرها بإسلوب شديد : يللا بسرعة جيبي الفلاش ، ساعة و اريـ ـ

ليقاطعه الشاب مستغربا : شنو الن ؟ مـ قلتلك عدنا طلعة ؟

بإقتضاب اجاب متظاهرا بالعودة لشاشته ، و بنفسه قهرا يود الافصاح عنه بتحطيمها او بتحطيم رأس ذلك الاحمق : اخوها ميقبل تطلع ، روحوا انتوا ، توكلوا

: بـ ـ

هذه المرة حرك رأسه نحوه ليرفع حاجبا و بتحدي نطق : بس شنو ؟

: هية خابرت امها و قـ ـ

: أمها قبلت بس اني خابرت اخوها و قال لأ ، يللا انتو الله ويااكم

كانت تقف بقدمين تلتصقان ارضا لشدة المفاجأة ، إنه يتفنن في العبث بهم بـ أكاذيب ليس إلا ، ما باله اليوم ؟ كل دقيقتين يتبدل حاله لأخر و تنعكس تصرفاته بطريقة مريبة ، و لم لا يرتضي لها المغادرة ؟ أ يعقل أنه يعلم سوءا بحق حسن ؟ و لكن الاخير شاب مستقيم و لطيف ، لا يمكن ان يحمل ذرة من الافعال الشائنة التي قد تكون سببا في الجفاف و الحرص المتبع من قبل ألن !
الانزعاج ظهر عليها جليا و هي تتحرك نحو مكتبه لتعبث في احد جيوب حقيبتها حتى اخرجت ما اراده ، لتقدمه له بحاجبين متعشقين حنقا ، لم يهتم لغضبها ، بل زفر راحة حينما خلا المكان من ذلك المندفع ، لم يحاول ان يبادلها الاحاديث ، اتمم نقل المهام ' البسيطة ' التي يود ان تساعده بها ليسلمها الـ ' فلاش ' بعد ان شرح لها بشكل مقتضب ما يحتاجه !
دقائق فقط مرت على خروجها ، ليفاجئ من جديد بإزعاج أخر ، كان سببه الاحمق ذاته الذي دخل عليه بهيئة جادة ،و سحنته متشبعة توترا ، بادر بسؤاله حالما اتخذ الاخير مقعدا له : شو مـ رحتوا ؟

ليأتيه صوت الاخر بربكة واضحة للعيان : بصراحة ، أني الطلعة كلها مسويها لخاطر ميس !

: نعععععم ؟؟

ليتدارك حسن اي اعصار قادم بهوجاءه : لحظظظة على كيفك ألن ، أني ناوي على شغلة جدية والله شاهد
اكمل بـ هدوء متذبذب : ألن دخييلك همتتك وياية .. أريدك تقول لاخوها و تجسلي نبضه ، ترة اني شاااري والله العظيم شاريها للبنية ، هية اخلاق و تربية ما شاء الله الشركة كلها تحجي بأدبها و بصراحة اني عاجبتني بس اريد الوقت المناسب حتى اتقدم ، و هسة دا اشوف انو انتة علاقتك بأخوها قوية فياريييت توقف لاخوك حسن و تبشرني بخير ،و إنتة تعرف عني كل شي و اذا رادوا يعرفون شي ثاني يتدللون من عيني ، و ياريت مـ تتأخر بالرد ، لإنو جديات مدا اقدر اصبر بعد !


ويلات لقلبك ايها المسيحي ، وابل من الكرات المشتعلة تضرب بجسدك الراسخ بأرض الاستسلام ، تتحمل منهم كدمات صخور و حروق من اللهب ، و عليك أنت تصمت ، فإبنة حيكم و شقيقة رفيقك مسلمة يا ولدي ، و طريقك نحوها مســدود وربك ، فـ كف عن النبش في ارض الاوجاع و غرس اصابعك في تربتها ، فلا خاسر غيرك هنا !


جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيدا
من مات فداء للمحبوب
يا ولدي
بصرت ونجمت كثيرا
لكني لم أقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيرا
لكني لم أعرف أبدا أحزانا تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبدا في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجونا بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه
وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح .. وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
يا ولدي
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود .. مفقود
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحارا وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان.



نزار قباني



.
.
.











تحركي خطوةً.. يا نصفَ عاشقةٍ

فلا أريدُ أنا أنصافَ عشاقٍ

إن الزلازلَ طولَ الليل تضربني

وأنت واضعةٌ ساقاً على ساق

وأنت آخر من تعنيه مشكلتي

ومن يشاركني حزني وإرهاقي

تبلّّلي مرةً بالماء .. أو بدمي

وجرِّبي الموتَ يوماً فوق أحداقي

أنا غريبٌ.. ومنفيٌ.. ومستَلَبُ

وثلج عينيكِ غطّى كل أعماقي

أمن سوابقِ شعري أنت خائفة

أمن تطرُّفِ أفكاري، وأشواقي

لا تحسبي أنّ أشعاري تناقضني

فإنَّ شعري طفوليٌّ كأخلاقي...




نزار قباني



إنتهى اليوم المتعب ، و معه الإسبوع ، و هكذا أتمت الثلاثة أشهر منذ أن أحتجزت في القفص الذهبي ، لم تظن يوما بأن غذاها في ذلك القفص سيكون من أشهى و ألذ الموائد الدنيوية ، فـ خليط من مقتطفات أروع الأشجار بأطيب الثمار و احلاها كانت تملأ بطن جوعها للعناية اكثر من الثلاث وجبات يوميا ، أما السقيا فـ كانت كـ مياه أصفى الخلجان و الينابيع ، يغرفها لها خاطفها بكفه الكبيرة ، و قلبه الأكبر ! من أجمل فصول حياتها تلك الشهور كانت ، بأدق تفاصيل العروس الشرقية تزينت ، و بـ أعظم صفات العاشق العراقي اكتملت ، نجح شبل والدته بـ دق عنق غرورها بعد كفاح دام لسنين ، إصطبر لينالها اخيرا راضية و قانعة .. و فوقهما سعيدة !
لا يكدر صفو جوها سـوى هذا التوعك الغريب ، لا تود تصديق ما تظنه والدته أبدا ، فـ ما زال الوقت صبيا لأن تنتفخ بطنها بـ شقي يشابهها و أبيه ، ما زالت طفلة على ان تكون اما ! كانت قد أحكمت اغلاق ازرار البالطو الثقيل على جسدها النحيل ، لترفع حقيبتها من على احد الرفوف بعد أن تلقت إتصالا من شبل كفاح خانم يخبرها به بأنه قد وصل ! حملت حقيبتها على الذراع لتدخل كفيها في جيبي البالطو فتنفخ من فمها بخارا باردا ، ما زال الوقت مبكرا على هذا التجمد ، و لكن يبدو أن شتاءنا هذه السنة محملا بأعاصير من البرد المثلج .. القت تحية الوداع على دكتور صادق ، الصيدلاني ، ليلقنها الاخير سلاما يبعثه لـ ' زوجها ' ، لم تستطع دفن خجلها حتى هذا الوقت ، فما زالت بنظر الجميع عروسا !
تحركت خارجة من البناية بـ خطى بطيئة ، فـ تفاقم شعورها الغريب بالتوهان ، لتكشر ملامحها إثر غثيان مفاجئ شعرت به .. و لكنها نجحت اخيرا في التماسك ، في طريقها الى الشارع الفرعي حيث إعتادت أن ينتظرها عمر فوجئت و جدا بـ وقوفه خارج السيارة ، برفقة مدللة أبيها ، يارب ، إن هذه الغبية لا تكف عن ملاحقة المستحيل ، كم من المرات عليها أن تراهم سويا لتدرك خسارته ؟ و لكن من مثلها يسكن رأسها العناد ، و تعيش حياتها كيفما تود دوما ، فـ كل أمر ترغبه لن يستعصي عليها بوجود من يتذيل إسمها بإسمه ! يال سخافتها ، إن ظنت بأنها ستفلح بـ عمر و لو بعد مائة عام .. و لكن ما هذه الثقة يا لينا ؟
قد تكوني مخطئة و قد يغرر الشيطان بـ زوجك ليوقعه في وحل الخيانة ، فـ بوجود أنثى كـ هذه الياسمين اشد الرجال عشقا لنساءهم قد يتلاعبون بذيلهم عبثا .. إلا إياه ، و من مثله ممن يخافون الله و يزهدون في دنياهم قبل مخافتهم من بنات حواء ، ثقتها به تكمن بثقة تسكنها لـ إيمانه ، تعلم جيدا من هو عمر ، و لن تستطيع شياطين الدنيا من ان تشوش صورته النقية بعينيها ، و لكن بالطبع هي كأي أنثى غيرها ، و رؤيتها لـ لبوة جذابة قرب أسدها يعتبر خطرا فادحا ، و خدشا لكرامة لا ترتضي لها الميلان !
أخرجت كفها من جيب معطفها لـ تبطئ سيرها بـ قصد ، عبثت قليلا في حقيبتها لتخرج هاتفها و تتصل بعجل في احد الاسماء الموجودة بـ كرم في سجل المكالمات ، دقائق قصيرها و من ثم وصلها صوت رفيقتها الحبيبة ، لـ تهمس بها غيظا : هلاو سوسو ، بسررررعة احجيلي نكتة

: نعععم ؟ لييينا شبيج حبي مصخنة ؟

: ووجع رسل الغي ؛ قولي اي نكتة اريد أضحك

: ههههههه تضحكين على شنو ولج ؟ لييين قلبي شكوو ؟ ترة دا اشك بسلامة عقلج من يوم عرسج و انتي مضيعة الاول من التالي ، فهميني شـو بكي ؟

: الحمارة الي اسمها ياسمين مناوية على خير

: ههههههههه وبدينا نغاااار ، نيااالك يا عم عمررر

: وووووجع و سم و زقنبوووت ان شاء الله بقلبهاااا كافي ضحك انتي اللخ بلا سخاافة و فهميني شأسووي هســة ؟

: ههههههه لج عزززة صرتي نصبة ' مسخرة ' ، ولا انتي لينا العاقلة الثقيلة أخر عمرج تصيرين هيجي مااايعة ' ذائبة ' بعمر و بحب عمر

: حبتج حيية .. هذا مو حب ، بس أنانية و تملك ، غصبا ما على هاي ام كفشة تقتنع انو هالانسان مو الها ، و أخاف عبالها اني اسكت قدامها يعني ممفتهمة حركاتها الئررعة

: هلاو عيني صايرة مخيفة الاخت ، سمعيني حبحب ، أني حاليا وااقفة بالحمام لأنو الوحااام موتني و كل شوية اذب من راسي ' أتقيأ ' ، فتوقعي حالتي هسة ، يعني ابدااا ما اقدر افيدج بالمخمخة حاليا ، بس قوليلي إنتي حضرتج ليش تريديني اضحكج ؟

: حتى ابينلهم انوو مدايرة بال ' غير مهتمة '

: همممم ، اوكي خطوة حلوة ، بس ياثووولة لازم تبينين هالشي بس الها .. يعني شوفي هسة تروحين توقفين يمة و تذبيله كم حجاية حلوة تخليه يدووخ و ينسى اسمه ، هاي قدامها بس ، انما اول متصيرون وحدكم ما اوصيييج

: لا عيني لتوصيني ، خلي يصطبرليييي الادبسززز ' قليل الادب '

: ههههههههههه لا لا لا الغيرررة مموتتج حياتي

: أكلي *** .. يللا قربت يمهم ، ولييي و صدق عيني عليج باردة بس هاي دتذبين من راسج وعقلج هيج يشتغل لعد ليش بالحالة الطبيعية مجيم ' مغلق '
لم تستوقفها ضحكة الاخرى بل اتمت حديثها بملل : بعد كلما اريد شي اخابرج و انتي فوتي للحمام و اتحفييني

: هههههههههه يا حيواانة ، يارييت لعد يحترق قلبج اليوم من الغيرة

: هم اكلي ***

: و تقول ما احببببببه ههههههههه ، إييي جدااا متحبيييـ ـ

أغلقت الخط قبل ان تتم رفيقتها جملتها لتتمتم بقهر واضح : شقد سخيفة

ما إن دنت حتى إلتفت حدوها لـ تتلافى التقاء انظارهما ، إكتفت بـ التحية ببسمة خفيفة حالما استقرت واقفة بجانبه : مرحبا .. همم هلاو عمور

شعرت بتنهيدة افلتها بلا ادراك و من ثم داعبت اسماعها حروفه الجميلة بهمس اجمل وهو يلتفت بكامل جسده نحوها : هلاو عمري ، اليوم تأخرتي !

أ جبرها على ان تجر بنظرها نحوه ، و لكن التجهم غطى ملامحها لترفع حاجبها بتهديد ، أشعل موقدها اكثر بضحكته المشاكسة وهو يغمز بيسار عينيه و غضبها يستنطق به الضحك فقط ، عضت شفتها السفلى بـ قهر لتسكته بقرصة على ساعده فـ سحب يده بعيدا و الضحكة الرجولية ما زالت سببا في ذبول اوراق الياسمين ، تلك التي قرأت الغيظ الانثوي بـ حركات اللين ، لتكتفي بجرعة اليوم من العقار المجهض لكل انثى من حياة عمر : أوكي عمر ' عيوني ' ، اليوم اسأل لك بابا و نتخابر ان شاء الله ، بس انتة هم إسأل و انطيني خبر عن اي شي وصلتله حتى اعرف شلون ارتب الشغلة ، يللا اروح اني ، سلملي هواية على خالة و البنات !

كانت تتابع حركاتها المغرية بـ حاجبان يقتربان من الالتصاق بـ مقدمة الحجاب ، إن هذه الغبية بدأت تتمادى فعليا ، و عليها ان تستخدم مكابحها فورا لئلا تصطدم بواقع يجعل منها بقايا من انوثة مشوهة ، تودها حرب اناث تلك الحمقاء ، و كإنها ستنجح في الفوز عليها ، و النبل بـ سدس إهتمام من قبل عمر ، لم تستمع لرده ، فبالفعل كانت صامتة و مصدومة من دروب الوقاحة العارية التي اصبحت تسلكها ابنة مدير المشفى !

ما إن اولتهم ظهرها لتبتعد ، جرت بأنظارها نحوه ليبتسم لها مداعبا : شلوونه الحلو ؟

لم تجيبه بشئ ، و اكتفت بالاستدارة حول مقدمة السيارة لكي تصعد في مقعدها المجاور للسائق ، شعرت بملاحقته لها بتلك النظرات الطويلة ، و لكنها اكتفت باللا اهتمام ، و حالما استقرت في الداخل تبعها هو ليتحدث و الابتسامة تضيف لمستها البراقة على حروفه : زعلان الاشقر ؟
ي حلووو على كيفك ويانة !
يمعوود ابو الغيرة .. يعني متعرف مكانك بالقلب ؟
ألوووو ، حبيبي موجود ؟
هههههههههه ، مو كااافي ؟
لج مشتااااق لصووتج احجي
لييين قلبي .. حبيبي ؟ عمري ؟

بتنهيدة صدرت من اعماقها التفتت لتتحدث بجدية : ممكن تسكت ؟

آثر امتصاص ما بها من غيظ بشقاوة عاشق : لأ مو ممكن .. انتي الي ممكن تحجين ؟

لتقلده : لأ مو ممكن

إبتسم فنطق : زين مو كافي دلع

بذات الاسلوب اجابته : لأ مو كافي

ليرفع حاجبه بإستنتاج باسم : يعني هذا دلع ؟

زفرت غيظا لتستدير حدو النافذة : لأ ،

بذات الابتسامة اكمل لعبته : لعد شنو ؟

: مو شي

: لعد شبيه الحلو زعلان ؟

: ماكو داعي تسأل و انتة تعرف الجواب

: فدوة للغيراان

: مووووو غيراااانة

: لج اموووت علييج والله
الوووو ؟ رجعنا حولنااا عالصاامت ؟ زين ماكوو امووت عليك اني هم ؟ زين يابة بعيد عن الموت ماكو احبك ، ؟ زين اعزك ؟ أي كلمة منا منااا ،، راضين بحكمكم احناا

: أكرهك

: ههههههههههههه

: عمرررر كاافييي ضحححك ، جديااات اكرررهك ، و لاااازم تحط حد لهاي اللوقية الادبسززز لأن بدت تنرفزنيييي

: هههههه ، أوكي اسف اسف ، بس دقيقة اذكرج مو انتي جنتي حاجزتلها الرقم الثاني ، يعني ضرتج الثانية

: والله رااسي يوجعني ما اقدر اتعاارك

: إي الحمد الله يعني اليوم رح اقدر للسانج الطويل

: الحمد لله راسي يوجعني ؟

: ههههههه شقد خبيثة

: تضحك و اني احتمال امووت !!

: ليييين ، لتصيرين سخيفة ، دنضحك و نتشاقة لتقلبيها نكد

: لا عيني ليش تتنكد وهستووك ' للتو ' شايف بنت المدير

: لج والله اموت عليج من تغارين

: مووووووووو غيررررررة

: مااااشي مااشي مو غيرة بس حب ،
رجعنا سايلنت ، ههههههههه

: إمشييي الناس كلهم هسة يقولون شبيهم ذولا واقفين !!

: ما امشي قبل متكوليلي شقد تحبيني

: قتلك اكرهك

: أني هم اكرهج على فكرة
جديات اكرهج
قررت احب غيرج
عرفتي منو ؟

: عمرررررر امشييييي

: هههههههههههههه هاي الي راسها يوجعها و متقدر تتعارك ، والله لسانج اطول منج

: بعدني اكرهك

: و اني بعدني اموت عليج ، ههههههههه لج والله تخبلين من تطنقرين !




.
.
.







صرخات متتالية تنبعث من الغرفة الموصد بابها ، فـ شقيقتان و والدة تتناوبن في الدخول و الخروج مهرعين طلبا لتوافد الممرضات بأمر من الطبيبة ! يقف هو قرب احد النوافذ يولي الرواق و من فيه ظهره ، يشد بيده خيط المسبحة السميك مع كل صرخة يستنطقها وجع هشم عظام صغيرته .. المدللة تتعذب من أجل ذلك الجرذ و ولده ، حبيبته لم تحتمل بطنا منتفخة و صغيرا خبيثا ينبت بها سوى سبعة أشهر ، أنينا تصدره لقسوة الالم و شدة الارهاق .. ثوان و تعود الصرخات لتعلو من جديد ، هذه اولى الولادات التي يحضرها ، لم يحتمل يوما أن يعيش هذا الوجع و الرعب ، ماذا لو حدث لطفلته شئ ؟ ماذا لو لم تجتاز وقع الوجع ؟ ماذا لو ادركها الموت من دون أن يحتضنها حية ؟
لا يارب .. أطل بعمرها ، يسر عليها ولادتها يا ميسر ، قها من الالم يا رحمن .. إرحمها ! إنعكاس صورته في الزجاج الذي يقابله اكد له بجدية بأن الرطوبة التي يشعر بها فوق ملامحه لا تعزى لبرد الاجواء ، بل هي دمعات هلت خوفا و الما لحال اخر عنقوده ، و كيف له أن لا يتألم لأجلها ؟
تبا له ذلك الجرذ الحقير ، سلب منها كل شئ .. دمر لها حياتها و احلامها و نفسيتها ، و ها هي الآن تعيش أعظم انواع الوجع الجسدي لاجله ايضا ، سحقا لمن كان سببا في إنزال دمعة من احداقها ، تعسا للجميع وهو من ضمنهم ! رفع كفه المرتعشة حتى وجهه ليكف من على قناعه البارد اثار الانصهار الابوي ، و لكنه لم يستطع المقاومة أكثر ، شعر بدموعه تهطل اكثر عن ذي قبل .. حتى غص ببكاء صامت ، حاول جاهدا ان لا يصل أثره لـ صهره الجالس على بعد مترات منه ، و بغفلة من إنتباهه لـ صراخات بنيته ، تعالى صراخ من نوع اخر ، بكاء لـ طفل أتى الدنيا لتوه ، ليفاجئ من كونه وحيدا من دون أب !
لا ما زال الوقت مبكرا ليفهم معنى الاب ، فيفتقد وجوده ، و لذلك الحين ، كان الله بعونه و والدته ، إستدار الرجل الكبير بسرعة بعد ان ارهف السمع للجلبة الحاصلة في الداخل و الخالية من صوت إبنته ، ليزأر بـ غضب و قدماه ثبتتا مكانهما لشدة الرعب : سوووســـــن

ظهرت امامه الوسطى اللاهثة ، لتضحك بين نحيبها الواضح : جااابت بابا جاابت بنيـ ـ ـ ـ

هاج بها ثائرا : شعليييية ببت الكلللب ، بتتتي شلووونهااا ؟ ليييش سكتتت ؟

: ما بيها بابا لتخااف ، بس تعبت و هدأت ، لتخاف ، بس بابا الطفلة لاااازم تبقى بالمستشفى لازم يدخلوها بالحضانة .. والله ميصير نرجعها للبيت و هية بت 7 شهور

: وين متبقوها بقوووها .. و اذا ماتت و خلصتنا من همها بعد أحسن !

: عمو قووول يا الله

كان عبد الله من نطق معترضا وحشية هذا الرجل ، و كإن به عودة لزمان الوأد الحي للبنات ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، رغم طريقا مستقيما بات يسلكه قاسم .. إلا إن شياطين الجن جميعا تتراصف بكتائب من جيوش حقيرة لتغزو عقله حالما يذكر علي و مصائبه !
تحرك قاسم من امام ابنته و زوجها عندما خرجت الطبيبة من الغرفة ، ليأمرها بـ تفاوض : دكتورة مو تنسين اتفاقنا

لتجيبه تلك بلهجة اردنية : لا ، ما تخاف ابو زينة ، كلشي بدو يصير متل مبتريد ، بس انتة اصبر عليي كمن يوم ! بتعرف انتة الي طلبتو كتير صعب

لاقت اعتراضا شديدا من قبل عبد الله و زوجته ، ليسكتهم بجدية : باعو ، كلممممة وحدة زايدة و اخذها لبت الكلب منكم و تحلمون بعد تشوفوها ، فـ إحترموا نفسكم و انجبوا ، و قولولها للي سودت وجه ابوها هالحجي ، إذا تريد بتها تبقى بحضنها تنجب و تسكت و ترضى بالي قلته لا والله العظييم تحلللم بشوفتها






.
.
.





: إسم الله .. خير دكتور خييير ، رآح الشر !

امسك باسفل قميصه الثقيل ليبعده عن ملامسة بطنه و تبليلها ، فيأتيه تعليق زميله : لتعصب ابو حسين .. المي خير ان شاء الله

لم يجبه ، فما زالت الرجفة تسيطر على كافة خلايا جسده ، حتى يمينه الماسكة للقميص كادت ان تصرخ هلعا من ان تفقد الانامل المرتبطة بها ، إستخدم اليسار بدلا منها وهو يزفر بـ إختناق ، و كإن الروح بدأت للتو رحلتها في مغادرة الجسد ، منذ زمن لم يشعر بهذا الالم !
وخزات شديدة انطلقت من موقع اصابته لتشل رجله اليمنى بأكملها عن الحركة ، سعل بـ ضيق ثم أشار لأحد الطبيبين بتوعك مفاجئ : أريد كرسي ، مدا اقدر اوقف






.
.
.



نهَايةْ الإدانةْ الرابِعةْ عَشرْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 06-02-13, 04:45 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 


بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ

مسَاء الشُوقْ لمنْ أحبهمْ في اللهِ
أعودْ و شوقيِ يسبقنيِ ، لأتبآدل معكمْ عبقْ التحآيـآ
أعتذرِ تأخيرا ، و بدُونْ تبريراتْ .. و إطآلة حديثْ .. أقدمْ لكمْ إدانة إستنزفت منيِ الكثيرِ
كنتْ سـ أنزلهآ بالأمس .. لكنْ خيرةْ الله كانت الأفضل وله الحمدْ .. فإضافات اليُومْ كـانت الأروع !
أحبكمْ .. و أنتظركمْ بشغف لا يمكنكمْ تخيله



الإدانة الخآمِسةْ عَشرْ








وأتيت تسأل يا حبيبي عن هوايا

هل ما يزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟

هل ظل يكبر بين أعماقي و يسري.. في دمايا؟

الحب يا عمري.. تمزقه الخطايا

قد كنت يوما حب عمري قبل أن تهوى.. سوايا

* * *

أيامك الخضراء ذاب ربيعها

وتساقطت أزهاره في خاطري..

يا من غرست الحب بين جوانحي..

وملكت قلبي و احتويت مشاعري

لملمت بالنسيان جرحي.. بعدما

ضيعت أيامي بحلم عابر..

* * *

لو كنت تسمع صوت حبك في دمي

قد كان مثل النبض في أعماقي

كم غارت الخفقات من همساته..

كم عانقته مع المنى أشواقي

* * *

قلبي تعلم كيف يجفو.. من جفا

وسلكت درب البعد.. والنسيان

قد كان حبك في فؤادي روضة

ملأت حياتي بهجة.. وأغاني

وأتى الخريف فمات كل رحيقها

وغدا الربيع.. ممزق الأغصان

* * *

ما زال في قلبي رحيق لقاءنا

من ذاق طعم الحب.. لا ينساه..

ما عاد يحملني حنيني للهوى

لكنني أحيا.. على ذكراه

قلبي يعود إلى الطريق و لا يرى

في العمر شيئا.. غير طيف صبانا

أيام كان الدرب مثل قلوبنا..

نمضي عليه.. فلا يمل خطانا


فاروق جويدة


؛






نستعمر الأرض ببيادقنا .. فمنا من كان خير معمر ، و أخر مستعمر ! نتناوب الأفراح و الاحزان فيما بيننا ، القوة و الضعف ، الحياة و الموت ! إلا الحب ، فـ من تذوقه مرا ، محال أن يستجيب لـ أعصاب الـ لاحب تلك التي تتحفز إثر غرسهم رمحا في خاصرة الجسد ! يقال بأن من يحب بشدة ، يمكن أن يكره بذات الشدة بل و أكثر ، و إتفقت الاراء على ان لا تتفق ، و إقحمت وجهات النظر من كل صوب لتدس بأنفها بين جوانح معتقداهم ، حقيقة تدركني ، و اعلنها بعصيان .. من أحب يوما .. و صار اجوف الصدر من القلب و فارغ البطن من الكبد لن يتمكن وهلة أن يدنو حدو اللا حب ، و إن تاه القلب و اشتعل الكبد خوفا باحثا عن قرينه في ذلك المكان الغريب لمن لا يهمه أمر خوفه و توهانه !
بشعوذة و تعاويذ ، لهم قدرة على إستلال سجين الأضلع ، و إتهامه زورا و بهتانا بالجرائم ، ليدحضوا كل اعراف الرحمة و الإنسانية ، و ينفذوا به أحكامهم الجائرة ! بإعدام حينا ، و تأبيد الأسر اخر ، من أين لأولئك الجبابرة تلك الكروت المميزة التي تجعلهم قوامين على قلوب البعض ؟ أم حقيقة لا نستطيع إدراكها تكمن بأن لهم عصايا محتقنة النخاع بالتعاويذ الهيروغليفية تجعلهم اسيادا في السرقة و قصاص المسروق بقطع كف التخاذل ؟!
تبا .. أما آن الآوان ليعترض احدهم ؟ يشعل الحماس بأقرانه فـ يقلبوا فوق رأس الممكلة أراضيها ؟ ألم يكتفوا من سقم الحب و أوجاعه ؟ لقد أرهق بهم الارواح قبل الأجساد ، و ما زالوا لـ عنجهيته صاغرون !



؛








بـ صدر غائر أجوف ، خال من الانفاس ، تستلقي و جسدها ينضح بها الما ، و كإن بها قد خرجت للتو من حلبة مصارعة تحوي ثورين هائجين و هي لم تكن سوى المدرب الفاشل ! لتداس بينهما حتى تفككت العظام و تراخت العضلات ! لم يتركنها وحيدة ، و حاولن مرارا ان يثنين بها رغبة العويل ، و لكن لم تتمكن احداهن من مواساة حطام إنثى و الربت على كتف جراحاتها ، قواها متلاشية فلا طاقة تملكها لفض السيول المالحة تلك التي اغرقت الوجه و النحر ، بل و إمتدت بإستهتار لتصب في تلك البقعة الجوفاء في شمال صحرائها القاحلة ، تلك التي تنبإ بـ نبع من زلال أبيض ، يعمل عمل المشيمة ، فتلك كانت حبلا يربط بها جنينها ، و هذا ليس سوى عمرا تفنيه لتلك الحبيبة !
فلتت من بين شفتيها المنتفختين لشدة النحيب شهقة مرة كـ علقم مغموس بالزقوم ، إثر شعورها ببرودة الماء المالئ لذلك النسيج القطني الذي يتحرك بـ روية بين مدن ملامحها المستعمرة من قبل جيوش الحزن و الوجع ! ، همسـت بضعف و مقلتاها قد اختفت بـ إسدال جفونا متورمة بعد عرضها الكئيب للوجع بكافة أنواعه : ماما ، جيبـ ـ ـوها ، الله يخليييكم لتخلون بابا ياخـ ـذها

: إشششش عيون امممج ، فدوة اروحلج سكتي ، والله ميااخذها ، سكتي عيوني ، هية بالخدج ماما ، جوج حبيبتي كافي !

لتفقد خيط التعقل ، فتترك خلفه الجنون ليتلاعب بحرفنة في لوحة التحكم المتآكلة ازرارها : مووو كااافييي ، جيبووولي بتتتي ، ماما عوفيني .. عوفيني و روحي لبابا الله يخليييج ، رووحيييله و ابقي يمه حتى مياخذها

لتتقدم الكبرى ، فتمد بيدها فتستل من والدتها تلك المحرمة المبللة بالمياه و الحاملة لافرازات صغيرتهم العرقية و الدمعية ، اتمت المهمة عن امها و كلماتها تتقن اتباع مراسيم تشييع الآسى : لج جووج ، بيج بسطة ' تستحقين الضرب ' ، هستووج ' للتو ' جاييتج بنية تجتن فدوة لعينها بقد جف ايدي و إنتي تبجين ؟ ولج فرحي و حمممدي ربج

تلك المستلقاة كانت تكتم بداخلها صرخات الالم الجسدي ، فـ برغم إنعصار الرحم تحت وطإة التقلصات و الانقباضات المستمرة كان لها من مقومات التوجع ماهو اعظم و أضخم ، تحدثت بشبه إنقطاع ، لشهقات تتكرر فتجرح اخاديد الحنجرة : شلـ ـون افررح و أبـ ـوج يريد ياخذهاااا ، زييينة الله يخلييج روحوا جيبووها و ضموها ' خبئوها ' هنا
لتردف بهستيريا : لا لا لا ،، أبقوا هناكة يمها ، لإن ميصير تطلع من الخدج ' الحضانة ' .. إي إي ، حبيبتي بعدها صغيرة

لم تع إلا و رأسها يغمر بـ مكان ما ، لتغمض عينها و تبقي جميع حواسها متفعلة و متأهبة ، انفاسها الوجلة جعلت جسد والدتها ينتفض بقهره ، ما تقول ؟ كيف تواسي صغيرتها ؟! أي ام بائسة هي ؟ عار اكل رأسها بـ حدة انيابه و هي تستشعر الوجع الكامن في قلبها الحبيب ، كرهت ذاتها و ضعف يلم بها كل حين ، الى متى يتملكها التخاذل امام اوجاع إبنتها ؟ زهرتها باتت تذبل يوما تلو يوم ، و لا سقيا تدكرها منهم !

: ماما ، ليااخذهاا بابا .. الله يخليج لتخلووه

همهمات انهمرت على خد الحزن ، ليأتيها الجواب شديدا من نوعه ، صارما و مرهبا : خااايفة من ابوج يا بت الكلللب ؟ لعد مخفتي من صخمتتتي وجهه

إنتفضت و فرائصها امست ترتعد كورقة خريفية على شفا السقوط ، شعرت بإنغمار وجهها في صدر والدتها اكثر لتتحدث الاخيرة وهي تشد على ابنتها بـ غريزة حماية امومية : قااااااسم .. كاافي فضايح احنا مو بالبيت ، و عوف البنية بحالها هستوها جايبة و جانت بحلق الموت

: لو ميتة و مخلصتني من سوااد وجهها

لطالما كنت قاسيا ، و جائرا متجبرا ، إلا علي يا ابتي ، لم تقحمني يوما في خضم نزاعاتك مع احدهم ، غنجتني فصيرتني لينة هشة ، لا أحتمل منك وخزة إبرة ، فكيف بصدري أن يستقبل منك سهما محشوا بالموت ؟ آه علي و على جرحي الغائر بك ، ها أنا أرى دمي يتقاطر فوق جبينك الغالي .. أبتاه .. أعتذر ، لقد خذلتك .. و ذبحتك ، سددت دينا برقبتك لمن ظلمتهم بغير ذي حق ، رد كيدك بي ! فأعذرني و سامحني .. و إحمني منك يا حبيب ، إحمني من جورك فما عاد في معدة الصبر من متسع لتناول حقدك ، أنا تائهة العقل و القلب ، و حتى الجسد ما دامت بضعة منه هناك ، بين يديك تعتصر !

: قاااسم قوول يا الله ، خااف ربك ، يعني الليل كلله قاعد تصلي و من يوم تبت لليوم مقضيه صيااام و تريد الله يسامحك ، زين انتة ليش متسامح بتـ ـ ـ

بصوت غليظ يقشعر له جلد الحجرة الصغيرة زأر : وووجع و سم ان شاء الله ، صخاام وجه بتج ميتساامح ، و انعععل ابوها و ابوج اذا بعد حجيتي بهالموضوع ، و يللا بسرعة طلعي جنسيتج و انطيها لعبد الله !

خفت صوتها خوفا من أن تعتلي المنابر فضيحة هم بغنى عنها : شتسوي بيها ؟

: بت الكلب الـ **** رح تتسمى بأسمي لإن رجل بتج كلب ابن كلب و جبان ابن 16 جباان ادري بيه رح يروح يقول لهذاك النااقص .. و الله العلي العظيييم .. إلي اسمع منه حجاااية وحدة اخليه ينسى اسمه ، و اذا تريدون بنت القندرة تبقى يمكم و تربوها انتوو تنجبون و تسكتوون ،، إفتهمتوا ؟

شدت اناملا ترتجف على أزرار معطف والدتها ونشيجها الصامت المرعوب يرتفع بعري ، سيسرق منها اجمل حلم ! والدها سيكمل مسلسل اوجاعها بـ شق جيب صدرها و وأد أمومتها في المهد ! يتوب ، و يعود فـ يجرم و يذنب و يتغطرس ! مصيبة سيفتعلها ، يا رب .. رحمتك ، إهتز جسدها بكنف والدتها تلك التي اخرسها التعسف الجاري ، شيئا فشيئا حتى تمالكت شتات النفس و بعثرتها لتهمس به غير مصدقة : قاسم ؟ يمعود قول يا الله .. حرام ،، و الله حرا......

: أنعععل ابوج لابو حتى قاسم ويااج .. قتلكم حجاية وحدة و تنسون البنية
: زيييين بالعقل ، فكر بيهاا عمرري عمر وحدة تجييب ؟ فهمنييي شلون الناس تعقلها و اكبر بناتي عمرها بالتلاثيين ، قلييي شلـ ـ ـ
: سووووسن طلعي اوراااقج لا احررقج و احرق بناتج وحدة ورة اللخ

آه !
خسرتك صغيرتي ،
بالضبط كما تفعل أمي ، ها هي تتمزق وجعا بفقدانها لإبنتيها .. و أنا بت أشعر بفقدانك ، يارب ، فقط لو تركتها تغور بي طيلة الأمد ، لو صيرتني وهي جسدا واحدا حتى يتلقفنا اللباس الابيض و ننغمر في اعماق ارض عجاف ، فقط ، لا .. يا إلهي إني أستغفرك أن أفتح للشياطين بيبانا موصدة ، سامحني .. لكني أنا مخلوقة مرهقة و مملوءة بالوجع و الألم ، كن معي و إنصف عبدك الضعيف يا رباه ، إلهي أستودعك نفسي و إبنتي ... و والدها ، إحفظنا و إرحمنا ، يارب .. يارب ، يارب !








.
.
.










تتقاذف الأفراح كوابل من ابتهاج فتضرب بصدر هذا المنزل بساكنيه .. أشرقت شمس السعادة الشاردة بأشعتها المبهجة بأحد زوايا الغرف لتملأ الاركان بضحكات يتردد صداها على الجدران والاسقف ، فتتكاثف بينها بوجود الرقصات المتغنية بأعذب الحان الكلمات ، منذ نصف ساعة فقط حل الهدوء ' النسبي ' على المكان ، بعد مغادرة الضيوف لـ يتفاقم عند ساكني المنزل الجنون الفطري ، فالليلة هي الأخيرة لوسطى الفتيات لتقضيها تحت هذه الاجنح ، و بين قلوب اجسادهم الطاهرة !
حفلة الحناء هي احدى العادات و التقاليد السائدة ، لترتدي بها العروس ما تشتهيه من اللباس ، و تتصرف بحريتها قبل أن تخنق بـ زنزانة الخجل حتى ان تعتاد على السجان ، منذ قليل غادرن شقيقات العريس و والدته ، بعد أن اتمت الاخيرة المهمة الرسمية لها بـ وضع الحناء بين كفي عروستهم الجميلة ، و لم تنس أن تغمس بها قطعة معدنية لم تعد تصلح إلا أن تكون من اثار النقود ، فكما يقال إن إتيان ذلك الدرهم و الرمي به حتى يلتصق ببقايا الحنة في سقف المنزل هو تقليد أزلي يبعث الرزق بعد اذن الرزاق !
كانت كنتهم تتابع ما يحدث حينا ، لتشارك في تهيئة نواقص العروس احيان .. غادرت الصالة التي تضم الحنون مع بناتها الثلاث و حفيدتها ، لتتوجه الى المطبخ باحثة في ارفف الثلاجة عن ' مسكن سريع المفعول ' لـ ألم رأسها الغامض ، لم تشأ أن تنقضي الليلة من دون ان تشاركهم ضحكات و صخب نسائي ، لذا لم تطل من مدة استرخائها ، فإذا بها تتحرك حاثة الخطى لتعود حيث اصوات الأغاني ترتفع ، مكللة بترديدات مبعثرة من قبل الفتيات .. إبتسمت قبل ان تخطو العتبة مستقبلة بـ شقاوة و خبث ميس التي اختارت ان تكون الاغنية خاصة جدا بـ شقيقتها ، و لم تهتم بـ نهر والدتها لها بسب الخجل البادي بكافة صوره على ملامح الوسطى !
حالما دخلت تقدمت منها اخر العنقود بـ خطى عجولة متمايلة و صوتها يعلو مع المطرب ، لتردد متحمسة ' و ي محمد خوووية محمد ، مدري ليش تتعند ؟ آآه .. و ي محمد خاف من الله ، ي محمد مو هذا الله ،، عيوووني محمــد '

تقابلت اكففهما لتتمايلان بحركات متناسقة اعتادتاها في هذه الفترة ، لتشاركهما الشقية مينا داسة بجسدها الغظ بينهما ، فتعترض ميس بـ ' عناد مدللة المنزل ' ، و لكن ما كان من الاخرى سـوى أن ترحب بوجودها و تشجع حركاتها البطيئة بضحكات و تصفيق ، كانت تتحاشى عمدا اي اصطدامات مع والدة هذه الصغيرة ' الحلوة ' ، و الاخيرة و كإنما اعتادت على وجودها و رضيت به واقعا مرا لابد من تجرعه و الابتسام .. بكل حال هي و بطنها المنتفخة بـ صغيرها بوضع لا يعينها على شهر اسلحة الكبر و الرفض !
[COLOR="rgb(47, 79, 79)"]
و هااي ويين جانت لي !
ااه ولفي و يدوور جتلي
و ي محمد خااف من الله
لك ي محمد مو هذا الله
عيووني محمد رووحي محمممممد

لشدة اهتمامهما بترديد اسم محمد اجبرتا الثلاثة الساكنات على الارائك ان تبتسمن ، و كل بإبتسامتها محوى يختلف ! تقدمت لينا نحو عروستهم لتجر بيدها فتستقيم الاخيرة بردة فعل تلقائية ، و بعد اعتراضات عدة منها سمعتها لينا بالاذن المغلفة بالاغشية اجبرت اية ان تماشي رقصهما بحركات خجلة و متكللة بعقود من افخر سعادات الدنيا ؛ أعادت ميس تشغيل الاغنية ، و انقلبت الصالة لـ حلبة تتسابق بها الاجساد لتتمايل بـ رقي و جاذبية اكثر ، و كإن بحماس نفثته ميس بحروفها المتلهفة اشعل بهم الرغبة في الجنون اكثر : باعووا باعووا ، خلي نرقص و ماما و هاي ام كرش يقولون منو الاحلى .. و الاحلى باجر هية تروح وية العروسة للصالون !

لتضحك لينا ومن ثم تعلق ناقمة : هاي جائزة لو عقاب ؟
إعترضت اية بقهر : ليناااا ؟ ليش يمة الجية وياية عقااب ؟
: هههههه دا اتشااقة حبي ، تتدلين اجي وياج بكل الحالات
ليأتي ردها مغتاظا : غصباا ما عليكم كلكم تجوون
تدخلت الكبرى بـ إبتسامة ساخرة تحمل شئ من اللطف : إي حتى ام الصالون تطردنا ، شايفتنا مخابيل لو مشايفين ، هية وحدة بس تروح وياج
: و الي هيية رح تفوووز بلقب احلى ' رقاااصة '

كان تعليق الصغرى كـ كف مدغدغة لخلايا الاعصاب ، فترى الصالة بنسائها انقلبت ضاحكة ، لتقاطعهم بجدية بعد أن غيرت الاغنية لـ أخرى تساعد على أن تتراقصن بأنغامها طربا : يللا يللا خلي يسحركم حلاياااا

لا تعلم إحداهن بأن من سحر حقا كان يتابع مجهود حبيبته وهي تستقل لنيل لقب الـ ' راقصة ' ! ، إهتم ان يخبأ وجوده قليلا و هو يستند بـ كتفه مائلا على جدار الرواق الواصل بالصالة ، و مقلتاه تتمركزان بحملقتهما نحو نقطة واحدة ، بل مستقيم واحد يحوي على تعرجات انثوية رائعة ! تكاد تهوي بعقله نحو قاع الجنون ، يا الله ، ما زال ادراكه بالواقع يتضاءل حتى اللا وجود حالما تقع عيناه على مليكة الفؤاد ، كم هو ذو حظ عظيم ، رزقه الله بها حلالا ، حمدا لك حتى ترضى يا رحمن ، و إن رضيت فحمدا لك على رضاك !
ما إن انتهت الاغنية إعتدل واقفا و بنيته الولوج ليتذوق قليلا ممن ' سحره حلاها و قلبه هواها و إبتلى ! ' ، و لكنه اجبر على التسمر محله ، بعد أن إبتدأت أخرى و حبيبة قلبه عادت لعملها الاول و كإن بها ماكنة بجودة عالية ، ضحك صامتا و غير مصدقا للكم الهائل من التصرفات التي انكبت بكرم على شخصها العنيد ، فها هي اليوم تثبت لهم إنها منهم و كفى ! تحرك ليدلف بعد أن سخر بإبتسامة من كلمات الاغنية التي تدعو لإشعال فتيل الحرب بين ' الكنة و حماتها ' ، و كانت الاخيرة أول من إنتبهت لوجوده ، لتحييه بـ نبرة حنون يعشق ترددها بين طبلتي اذنيه : هااا يووم اجييت ؟ فدوة لطوولك تعال شووف اختك شلون اغنية مطلعتلنااا

و كعادته غمز لها مشاغبا ليضخم صوته : لا بعدني كفوحة ، الطريق إزدحااااام
ثم اردف ساخرا : يووم شنو هالاغنية التافهة ، هاي ميس تريدج تتعاركين وية مرتي !

نطق كلمته الأخيرة و هو يقترب من زوجته تلك التي شعرت بشهقتها تقطع بلعومها متفاجئة من حضوره الصادم و جرأته الوقحة ! ازدردت ريقها خجلة باعثة بنظراتها هنا و هناك هربا من عينيه الشريرتين ، يستمتع هذا الرجل بقراءة تفاصيل الخجل في حركاتها و توترها الانثوي ، استقبل ابنة شقيقته تلك التي ركضت لتتعلق بساقه .. رفعها بذراع واحدة مرحبا بمرح و كاف عن لينا اذى احراجه : هلاااا بالدبدوبة هلاا بالي كسرت ظهر خالها ! آخ ، لج لتضربين

عنفها بحاجبين متعشقين بعد ان صفعته بحركة سريعة معترضة على قلة ذوقه ' أنييي مو دبدووبة ' ، لتضحك النسوة و تصرخ ميس مؤنبة بغضب حقيقي يملأ عقلها المقارب عمرا لعقل هذه الصغيرة : وووجع يا حيواانة ليش تضربيه ؟

: ميوووس ولج على كيفج وية الطفلة
كانت والدتها من نهرتها ، لتكمل البكر : وجع بقلبج انتي ، شبيج على بتي ، حمااارة ، ماما منوشة معليج بخالتج مخبلة هاي

تغنجت المدللة اكثر : والله مخبلة بتج ، إففف ماماااا شووفي بتتتج و بتهااا ، خلصوا من اخوية حولوا عليية
لتردف مستديرة نحو عمر و يدها تتوسد خصرها : وصــدق عمممر عوود لييش متدافع علييية إنتتة ؟
: شلون اداافع وهستوج تريدين تشعليها بين امي و مرتي ؟
و لكم يتلذذ بنفث حروف تلك الكلمة الحلم !
: هههههههه الله عليك مو حلوة الاغنية ؟
لتردد مع المطرب بـ خبث :[COLOR="rgb(47, 79, 79)"] هااجنة و هااجنة مارييده جزت منه
و اخــذنه و اخــذنه انطووني ربااي و اخذنـه
و الجنــة و الجنـة كلــه صاار للجنـ ـ ـ
[/COLOR]
صمتت تلقائيا لإختفاء صوت المطرب بعد أن ضغطت الـ ' كنة ' على زر كتم الصوت ، لتستدير الاخيرة نحوها متحدية بـ نظرات لطيفة : صدق هالاغنية تااافهة ، و اصلااا محد يقدر يشعلها حرب بيننا موو خاالة ؟

ضحـكت حماتها و هي تدعوها للمجئ قربها : لا والله يا امي معلييج بيهم يريدون يضوجوج ، و بعديين انتي مو جنتي انتي بتتتي الله شااااهد

: حبيبتي خاالة على عناد العوااذل

اخرجت طرف لسانها نحو ميس لتهزأ الأخرى بعناد و كإن بها تصارع شقيقها بزوجته : بااجر عقبه تقب بينكم العيطة ' تتعاركان ' ههههههههه والله عمور ليشيبون رااسك !

: ههههههه انجبي ميس

قالتها لينا ، ليكمل هو و متابعته لتصرفات السلطانة تفضح ما به من شوق لإمتصاص رحيق غصنها الميال : هاي بعدها تغار لإن بس هية بقت عنووسة ؟

حذرته اللين من الاستمرار بالرقص على اعصاب المدللة ، و ذلك بـ اتساع خفيف في أجفانها ليعشى قلبه بـ سراجين منها ، لكنه اردف جارا بنظراته نحو الصغرى و بنبرة تلحين عنيدة و ذراعه ترقص بإبنة اخته المتعلقة برقبته خوفا من السقوط : عنوسة ججي ، كل البناات تزووجن بقيتي انتي

تعالت ضحكاتهن عداها والدتها التي اختارت ان تقف بصف اخر عنقودها اليانع : عمر لتزعلهااا يووم ، ميوس معليج بيه يريد يقهرج متعرفين اخوج
لـ تستطرد قاصدة ولدها : و بعديين عيني ترة بتي مووو بايررة .. يومييية خابطيها مني بس اني الي ما اقدر افاارق حبيبة امهاا

حثت خطاها نحو والدتها لتحتضن وجهها ثم تغدقها بالقبلات بعنف : اوووووووي فدووة ارووح لمامااتي حيااتي

: إسسسم الله علييج يووم اني الي ارووحلكم فدووة

لتتدخل ملك ناقمة : اووووي اسم الله عليكم كلكم ، شنوو هاي اليوم حنة البنية وانتوو تتناقرون !

استقامت واقفة لـ تتخصر : انتوو ليش تغارون مني ؟ اصلا كلكم متحبوني بس ماماتي ، حتى عمور افندي صاير ميحبني

بنبرة خبيثة علق و حاجبه الايسر يرتفع بعد أن عض الصغيرة بكفها الجانية و من ثم انزلها من حضنه يصطنع الزعل الماكر : مو مهم عموور يحبج ، اجـا الفارس المقدااام الي رح يحبج و يدافع عليج لحدما يتعب

تحدثت والدته بـ عجل : صدق والله ؟؟ خطبوها منك؟

جلسـت هي بلا اهتمام على الاريكة المنفردة لتعقب متمللة و عينها تراقب نظراته الملتوية : قله طلبه مرفوض ، يعني صحيح اني اكرهكم واكره منزلكم بس ما اريد اعوفكم !
: هههههههه خرببليسج
نطقتها اية ليعلق هو بذات الخبث : متأكدة راافضة ؟ مو بعدين تقومين تتبجبجين من تبقين على قلبنا

بنرفزة حاولت كتمها عنوة وهي تثبت قدما فوق الاخرى بمحاولة بائسة لإزعاج هذا المزعج : لا حبيبي مو ميـ ـ
: وووجع قعدي عدل
: أأأأفففف ، حتى حرية جلوس ماكو هنا .. حقي اكره هالمنزل
لتضحك اللين بمرافقة العروس ، و تعلق ملك : ميس ملاحظة انو انتي هالايام متخبببلة اكثر من اللازم يعني جديات صايرة عندج لحية الشيخ مكناااسة

لم تجد بدا من الإستمرار بالضحك ، ليتحرك نحوها رجلهم الوحيد و الحبيب ، بنظرات خبيثة و كإن به يعريها من كل شعور أخر غير الاحتراق به : شنوو هاي يابة ؟ كل هالضحك علموود ميووسة ، اذا هيجي متونسة على سوالفها منزوجها نبقيها قرقوووز هنا حتى تضحكج

جرها من المرفق حتى ارتطم جانب جسدها بصدره لتشعر بإهتزاز تام بكافة عضلاتها ، مدت السبابة و الابهام لتقرص بطنه بالخفاء ، ففضحها بـ ضحكة رنانة : آآآخ ، شبييكم اليوم علية انتو ؟ وحدة تضربني اللخ تقرصني

همست بـ ( تستااهل ، أقعد راااحة عاااد ' إعقل ' ) و كادت ان تلظى انفاسه بحرارة حروفها الخجولة !
استقامت شقيقته و اعصار ينذر بالهبوب : عمررررر شبيييك عليية اليووم ؟ والله دا اكرررهكم ،، مسويني مضحكة فد مررة ، شووف عمر بيييك اذااا بعد حجييت وياك اطلع موو ميس زيين ؟ و بعدين ماكو قرقووز غير مرتتتك

: ههههههههههههههه

افلت اللين المصدومة من اندفاع الصغيرة بالغيظ ، ليتحرك عجلا حدوها تلك التي هربت بخطى غاضبة ، و لكنه نجح في امساكها ليجرها بقوة نحوه فيحتضن قدها الطويل وهي امست تتلوى للهرب منه : لج دا اتشااقة ويااج لتصيرين زعطوطة

: وخرررر ، عوفني رووح لحبيبااتك

: ههههههههههه ، ترة دتتعبوني ، كل شوية وحدة زعلانة و ' غيراااانة ' وتعال صالحها ، لعد اني منووو يصالحني ؟

اضاف تساؤله الخبيث و نظراته تنصب على ذلك الجسد الشهي الملتف بـ الأصفر الغيور ، رغم برودة الجـو من حولهم ، أشعرها بالإحتراق و كإن بنظراته اشعة قادمة من خارج حدود المجرات ، و كإن رجلها إستعار من شمس السماء القليل من قدرتها على إشعال خلاياها ، لتذوي بها المشاعر ، و تذوب قدرتها في متابعة السيطرة على الذات !

خطت كمن خطوة حتى إحتضنتها الاريكة الطويلة ، ليأتيها بـ مشاكسة و يرمي بجسده قربها فيتخذ كتفها وسادة لـ رأسه ، غير آبه بـ خجل الفتاتين و لا انزعاج الكبرى ، جر من يدها جهاز التحكم ليغير القناة قاصدا الاخبار المحلية ، و نبرته تشتد بإصطناع : يللا هوااانم خلصت حفلتكم قوموا صبوا عشا لإن مييت جوع !

: معليناااا ، قووم اصعد فووق و خل مررتك تجيبلك العشاا احنا عدنا حفلة نريد نكملها

تذمرت الصغيرة و هي تراقب حركاته المثيرة للنرفزة ، لقد تغير هذا الانيق من بعد زواجه ، صيرته السعادة كتلة من حماس و إنفعال شبابي مرح ، كان هادئا أغلب الاوقات ، فألبسته حبيبته طوق الجنون منذ أن قلدها لقب عروسته !

عارضتها والدتها بـ جدية : ميااااسة ، ولج شووية عقلي ، الولد جاي تعبان و متكسـر ، يا حفلة هاي ؟ أخذوا اختكم و روحوا احتفلوا بيها بغرفتكم

انزعجت لتفصح عن ضيقها بـ : إلهي مولااااي ، شلوون بيكم اني ، و بعدين فوق بااااردة ، هنا احسن مفتوحة الصوبة ' المدفئة النفطية ' و مدنحس بشي !

استقامت الحنون و من ثم تكلمت بـ صبر : روحوا لبسوا بجايمكم الثقيلة .. إذا كل وحدة لابستلي فستان شخفاته ' خفيف ' ، عاايزة متبردون ، و فتحي الصوبة فوق يللا

لتلتفت تلك نحو عمر الصامت ، لا يهتز به سوى بؤبؤيه وهو يتابع الشريط الإخباري بإهتمام : كل هاي علمود حضرتك متصعد فووق ، شفت خرربت الحفلة !

بلا اهتمام جاءها رده : إي اي ، ديللا ولي
: ماما شوووفي ابنننننج
بغيظ تدخلت ملك : ميس كااافي دلاال ترة ضوجتينا و لعبببتي نفسنا ' اصبنا بالغثيان '
: إنتي معليييج
: وووجع
: بقلب بتتتج
قاطعهم بـ حدة ضاغطا برأسه فوق إحدى أجمل وسائد الدنيا : إشششش بلا لغوة خل نسمع ، و ميس روحي ساعدي امج احسن لج من هالسخافة
: متقووم مرتك
: مرتي اريدها يمي ، إنتي شعليج تغارييين
: أستغفررر الله ، شقد اكرررهك
: والله اني احبج ، بس اذا تعقلين ، و اششش كافي صدق دوختيني

من كانت تستكين بقربه ودت لو كانا بالاعلى ، لقلعت شعيراته من جذورها الرفيعة ، كي لا يتجاوز مجددا على حدود مملكتها الانثوية ليدس بين جنودها الكثير من الجواسيس فيكشفوا له ما يعتمل بها من مصائب سرية و خطط هامة ! ، يعلم جيدا إن قلبها ينتفخ بحضوره و بتصرفاته العفوية أمام أهله و كإن به زوجا لها منذ عشرة اعوام ، ألا يدركه إنها حتى هذه اللحظة تفشل في البوح صدقا عما يصفع بـ خد وجدانها فقط عند مداعبة ترددات صوته لأوتار قلبها المتورم ؟!
همست بغيظ و هي تتملل جالسة فتزعج سكينة رأسه : عمرر عييب

: ههههه لا مو عيب

: عيب

: لا

: والله عيب

: و الله مو عيب

: إفففففف

على حين غفلة استدار بوجهه نحوها لتختنق بأنفاسه البطيئة ، و تأسرها تلكما العينين ، له أسفل حاجبه الايسر حبة خال مجنونة ، تشد نظراتها رغما عن انف الخجل ، كم من ليلة إسترقت لنفسها ملمسا ناعما من تلك الحبة السوداء ، و كإن أسمرها ينتقص للجاذبية فتأتيه هذه النعمة و تزيده وسامة ! ، شتتت نظراتها و صدرها يعلو و يهبط بتسارع .. حتى الآن لم تستطع ان تنجح في كف الاحراج بعيدا حينما يتقاربان جسديا ، مدة لا بأس بها كانت لتكون كافية لغيرها للإعتياد ، إلا إنها لم تبرح ان تتناول أطباق الخجل أكثر فأكثر

تساءل مهددا : إفففف ؟

: آ .. آ آ ايي لأنهو عييب !

عادت انفاسها لسابق عدها حينما ابتعد عنها معتدلا في جلسته ليعلق : عقب باجر رح تمطر مطرة محترررمة ، يقولون تطول تلاث ايام !

: لا والله ؟

تساءلت ملك ليجيبها : اي والله ، ما شاء الله هالسنة المطر ميووقف

: اي صلوات عالنبي ، بس مشكلة والله ، إحنة السطح مالتنا مليان غراض لازم افرغه لعد ، بس شوكت الحق و باجر عرس الخاتون !

انزعجت اية لتستطرق : لتجين للعرس عيني لتجين ، روحي لملمي هوسة بيتج اهم ، ام كررررش

ابتسم كـ طفل شقي ، و من تجاوره ودت لو قبلت خده المتعروج بإبتسامه : لالالا .. مو حلوة منج ملك
ليستطرق محدثا اية : أني لو منج باجر ما استقبلها ، هية هاي هم اخت
فيلتفت نحو ملك هذه المرة و يكمل : إستحي على نفسج شوية اختج هاي شعدها غيرج تبدين غراضج عليها ؟ مع الأســف ، آآآخ .. خرررب

التفت ليحدق بتلك المجرمة ليجر يدها من الرسغ و بـ غيظ ثبت سبابتها بين فكيه ليضغط عليه بشدة حانية

: آآآآي ، عمررر يأذي

تلوت لتسحب يدها لكنه احتفظ بأناملها ليهدد : تستاهلين ، و اذا قرصتيني مرة لخ اكسر اصابعج !

: اي لعد شنوو قاعد تشب بينهم الحرب

: إنتي شعليييج اخ و خوااته ، حلووة هاي !!!!!

هدئ صوتها كمن تلقى صفعة ، شعرت بجفاف حنجرتها مما المها بحق : ديللا عوفني

ادرك ما تحسه ، و ما كان ذلك مناه ، لكن لم يكن بمقدوره شيئا ليفعله امامهن ، فإحتفظ برقة اعتذاره لـ حين استفراده بها ، و حرر كفها بعد ان مسح قليلا اثر عضته ، تهادى له صوت رقيقة المنزل مناصرة لحبيبته : هااي شنوو عمرر ؟ إنتة اليوم مو طبيعي ، جديااات مو طبيعي ، و بعدين لينا مقالت شي غلط انتة تريد تشيشنا ، و لا عباالك هاي اخر ليلة الي ويااكم

استطرق منزعجا : هااي شبيكم انتوو ؟ مو صوجكم صوج الي يتشااقة وياكم ، و اذا سكتت و طنقرت تبقون تحجون ، نسوااان محد يدري شيريدون

صغيرة النسوة ،فتاة الـ سبعة اعوام تقدمت منه لتتدلل بـ براءة : بس اني مو مثلهم خالو صح ؟ أني مو نسواان ؟

: ههههههههه لا قلبي انتي رياجيل ، إختصاصج راجديات ' صفعات ' ، قاعد بنص وحوش اني وحدة قرص و وحدة راجديات و الخ لسانها هالطولة

عقدت حاجبيها لتقف بمنتصف الطريق و تثبت كفها اسفل خصرها : اني مووو رياجيل ، و لاا وحش

حادثها بذات اسلوبها الطفولي : لعد انتي شنوو يمة ؟

: أني انسة

: هههههههههههههههههههههههههههه ، هلااااو يااابة ، اكو انسة حبابة تضرب خالها ؟

ادرك حرجها بعودتها راكضة لجحر والدتها لتعلق الاخرى بإبتسامة : حبيبي عمر اليوم مزااجك حيييل وردي ، شبيك ؟

: ههههههههه وردي ؟ والله لو مو اكبر مني جان حجيتلي حجاية بقد راسي ، إمشي مخبلة

' شارب ايثانول ' !
همست السلطانة ليلتفت نحوها بإبتسامته الودودة : هههههه لا عمري خلينا الايثانول لاهله

بذات الهمس تحدثت محملقة بشاشة التلفاز من دون ان تفقه جنس المذيع ان كان رجلا ام امرأة ، لأي توهان اوصلتها يا انت : لتحجي وياية زعلت

: دوري احد يصالحج

التفتت لتتسع نظراتها مذهولة ، فيقابلها بذات الوجه البشوش و بحاجب يرتفع تحديا ، وصلهم صوت ميس الواقفة قرب الباب : يللا افندي تعاال تعشى ، ماادري اليووم انتة المن شاايف و مرووقلك مزاجك
لتحاكي اللين هذه المرة : لييناا لحقي على بيتج قبل ليفوت عليج بعروسة و يخليج تغنين ' جووزي تجوز عليااا و انا لسة الحنة بيدياا '

: هههههههههههههههههه ، لا حبي لتخاافين ميسويهااا عمووري

بإبتسامة فقط بإمكانها أن تسرق من القمر إسمه ، و من الورد عطره .. و من العمر بهجته .. فكيف لو طال اسماعه رنين ضحكتها اللعوب ؟ تفاخر بكبر : شنوو هالثقة ياابة ؟ على كيفج ويانة

رفعت حاجبا لترمقه بإبتسامة شر واضحة ، استقامت من محلها لتردف محدثة ميس : ميووس ، تدرين الصيادلة الوحيدين الي يدرسون مادة السموووم ؟

: ههههههههههههههههههههه .... آآآخ ياااابة .. خوووش تهديد والله ، بس ترة اني طبيب و رأسا اخذ ' أنتي دوت ' ، فمتفيد شغلتج

: اوكي جرب و نشوف تفيد لو لأ

: عفيييييية ليووون لج عفييية بردتي قلببببي

: ههههههههههه ميس والله عاجبني اضربج

اعتدل قائما ليشير لها بـ طرف كفه و يكمل : إمشي امشي للمطبخ اريدج

بخيلاء تحركت امامه ، وهي تستكشف ماهية الموضوع ، فهو قد افصح عنه مسبقا من دون التطرق للتفاصيل ، و ما إن باتا في المطبخ بوجود الحنون ، إتخذ لنفسه احد مقاعد طاولة الطعام و قبل أن يبدأ بتناول طعامه تحدث : يوم اليوم ألن قلي خاطبين ميس منه

: ههههههههه شوف و تعيب علية ، فدوة لقلبي وين ما اروح يخطبوني

ابتسم ثم استعاد جديته قاصدا والدته : الولد قايله من كم يوم ، و هوة يقول خوش ولد
التفت نحوها معلقا : حسن .. وياكم بالدوام

رفعت حاجبيها صدمة ، و من ثم تسلل الخجل من حيث لا تدري فإحتقنت وجنتيها السمراوتين بكم هائل من الدماء ، اكمل بخبث : هااا اقول لالن يقله انتي رافضة

: لالا امي شراافضة خلي نسألها عن الولد نشوفه شلونه ما لونه

: لا يوم هية قبل شوية قالت متريد تتزوج ، أني هيج بس دا انطيكم خبر

: ههههههه عمر يوم سمي بالرحمن و اكل اكلك ، اكل الف عافية

: و الله يوم حرامات ، ألن يقول خوش ولد ، بس يللا نصيب

: ههههههههههه اكل امي اكل ، الله يديييم حس ضحكتك يارب




[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 06-02-13, 05:38 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 




يا سآكنة حينا والله قتلتيني
خافي من رب السما وحدي لا تخليني
إنتي على دينكِ و أنا على دينيِ
دصُومي ثلاثينكِ و أصُومْ خمسينيِ

.

فلكلور !





يا ساكنة حينا ، و مالكة فؤادنا .. أما آن الأوان لتشدي رحلك و تتركي مليكك حرا طليقك من طيفك الآسر ؟! ، تجودين بـ قتلي وربك ، لـ أتكرم بموت يذبح بي الأوردة ، تلك الواصلة بي لمسكنك ، و رب السماء ما عدت أصطبر بك بعدا ، و لا شوقا ! بل أمسيت غريقا متعلق الكفين بقشة ، ينتظر حتفه الرحيم ، أسمعتي يوما عن الموت الرحيم ؟ قتيلك في الهوى ينتظره بـ شغف ، تتلكأ الكلمات على شفا البوح ، كدت أخر معترفا لأخيك بأن لك من العالمين عاشقا ، مجنونا ، و عاصيا لمناسك العبودية ! كدت أخفق في التماسك ، كدت اذبح عنق رفقة دامت من العقود ثلاثا بلحظة طيش قلب ! أسألك بالله هل راودك يوما ذلك الطيش ؟ أم إنه تكتل بي و فقط ؟
حللت وثاقي الذي احكمته على عنقك بأنانية منقطعة النظير ، حللته و معه الشرايين ، ها انا اشعر بتدلي قلبي بين جوانحه و كإن به سقطة شنيعة في اقاصي الحشا ، فعلت خيرا بـ أنفاقي كل مدخرات الصبر و القوة ، و خطبتك لغيري !
اقدمت على سحب أوكسجيني و تكثيفه في علبة مؤصدة لـ أزينها بقبلة على العنق و من ثم أقدمها لـ من يستحق أن يستنشقها فجرا فالغروب ، أنا تائه ، بل ضعيف ، مجنونك أحمق ! و قلبه أغبر ، علي التحلي بالتعقل و لو قليلا ، ما فعلته هو الأصح و هذا امر يتفق عليه العقلاء و ينحرف عن مساره المجانين امثالي ، لأنني ومنذ أن وقعت في حفرة جحيمك ما عدت عاقلا و ربك و ربي .. لم أحسب يوما أن أتنفس الحب مع الهواء كما فعلته معك ، لم أظن بأنني سـ أفقد العقل بسبب ' صغيرة مسلمة ' ، كان القلب رهينا لـ غيرك منذ الأزل ، و منذ أن سقطت نظراتي على هالتك المشعة و أنا أكاد أجزم و أقسم بأنني لم أكد أعتب أبواب الشوق يوما ، فلم ينتابني الوجع كما أوجعتني بـ قربك ، فـ كيف ببعدك يا جميلة ؟ كيف ؟! البعد الذي أنا من جلبه إلي ، لأنه الأصح ، و الأسلم !
آه على قلبي ، معذب و ممزق بك ، و كإن بي قد تغنى الساهر مرددا ' يا ساكنة حينا والله قتلتيني ، خافي من رب السما وحدي لا تخليني !

صومي ثلاثينك ، و أصوم خمسيني ، فـ أنا من عبثت بالمحظور من الأسلاك و أنا من إرتشفت من جحيم الزقوم ، بئسا لي مما جنته يداي ، و ازدرده بلعومي !
و كإن برئتيه قد إنتفختا حد الإنفجار بـ هواءهما الفاسد ، سموما باتت تتشرب بها الانسجة ، بدأ الإدراك يتضاءل عنده حتى الإحتضار ، أنفاسه ثقلت و اجفانه تنطبق لـ دقائق طويلة ، فتعود فتكشف عن مقلتين متوهجتين بالإحمرار القان ، صار اللسان ثقيلا على البوح ، و الجسد يرتخي تارة لينقبض اختها !
جالسا على ارضية الرواق ' العارية من السجاد ' ، و البرد يتخلل جلده المغطى بالشعر الكثيف الأشقر ، حتى يدق بيبان العظم و من ثم ينخرها ! يساره ترتخي قربه ، و اليمين تحتضن تلك القارورة المملوءة بالسم المحرم لتتوسد بطنه ، صدره يخبو بأنفاس ضعيفة و حجابه الحاجز بالكاد يستطيع أن يرفع الرئتين ، غياب الوعي الادراكي يجعله جاهلا بما قد يحدث لو إستمر بقذف السموم لبطنه ، عواقب فعلته شنيعة ، وحيدا بين جدران هذا المنزل ولو طرح صريعا ما من بشر سيأتيه بالنجدة ، رأسه يميل يمينا ليهزه بهدوء متمتما و العقل شريد : هممم ياا ساكنة حينااا و الله قتلتيني ، خافي من رب السما وحدي لتخليني .. دصـوومي خمسينك لا لا لا دصومي ثلاثينك و أصوم ثلاثـ ل
الالا لك لاا الن .. هية تصـوم تلاثيين و انتة تصوم خمسييين يوم !
يووم ليك و يوم عليـك مش كل يوم معـ ـ هههههـ آآخ قلبي ، قلب قلب ويين ويــن غايب عليييـ ـ ـ هههههههههههااااااخ

أعقبت تلك الدندنة الغبية بـ صرخة خشنة متوجعة من أعماقه ، رفع القارورة ليبث مغيب العقل و الحس في بطنه أكثر ، حتى سال من طرف شفتيه ليتساقط ببعثرة على صدر البلوزة الصوفية السوداء ، رفع يساره ليمسـح ما التصق بوجهه من السائل ' البارد ' ، لـ تلسع يده قطرات حارة تنبثق من مقلتين متورمتين ، إستخدم كفيه برفع عبوة المحرم الفارغة ليصوب بها نحو نهاية الرواق ، حيث الجدار الحاوي على مرآة كبيرة تغطي معظمه ، إنه يرى ذلك الضعيف ، ذلك المنتحب الأحمق ! يراه و يمقته و تشمئز منه النفس ، عليه قتله ، فلا حياة لضعيف بيومنا هذا ، إهتز جسده إثر الصوت المرعب لإنفجار المرآة و الزجاجة ، ثبتت نظراته الحائرة على الفوضى القريبة ، لتتسمر على احدى الشفرات الحادة الساقطة قرب قدمه الحافية ، هه .. كاد أن يتمزق إربا !
ترك لـ جسده حرية الإنبطاح أرضا ، بعد ان دفع بطرف ساقه تلك القطعة المثلثة و تحاشى ما بها من موت ، و بقيت نظراته معلقة في السقف البعيد ، لا بل قريب .. نعم إنه يقترب بـ ميلان ، رويدا حتى اطبق جفنيه حينما شعر بثقل البيت يهوي فوق صـدره !
أوه ، ما هذا ؟ يبدو أن المنزل قد تحطم ببنيانه ، و بات هو جثة تحت الانقاض لمدة لا علم له بها ، و لكن هاهي فرقة الانقاذ من المسعفين يجرونه من تحت الاكوام الثقيلة بـ عنف و بطش ، أه .. حركاتهم الشديدة قد تفصل منه الكثير من الاجزاء ، إنهم و كإن بهم يعاقبونه لا ينقذون به الحياة ، حاول ابعاد جفنيه عن بعضهما متمتما بـ ثقل : آآخ ، علـ ـى كيـ ـفـ ـك

تناهى له صرخة ما ، لكن ما قيل لم يدرك به العقل ، عاد ليغمض اجفانه من دون ان يلمح من ذا الذي أتى ليجر به من بين الاكوام الصلبة ، بات يشعر بخفة جسده و كإنما هنالك من حمله من تحت الأرض ، قليلا و شهـق بعنف باحثا عن الهواء ، فإقشعر جلده بأكمله حتى تلك الفروة المغطية لرأسه المغيب عقله لشدة البرد الذي احاط به ، : آآآآح ،

حاول ثني ذلك المجرم عن اغراقه له بلا جدوى فطاقته الجسدية تقترب من المؤشر الصفري ، هذه المرة غمر صدغه كاملا في بركة منجمدة ، ليرن جرس الوعي فجأة في خلايا المخ ، فيضطرب به النفس و يلزمه صداعا لزج القوام !
تحركت يداه حتى إستند على طرف ما ، و الآن فقط احس بـ ثقله فوق قدميه ، لترتبك وقفته بعد أن تركه الغريب ، فثبت نفسه بالإستناد على الشئ النصف دائري ، محاولا ان يحرر رأسه من بين تلكما اليدين الضخمتين .. و لكن لا مفر !
ما إن شعر بإسترجاعه الوعي شبه كاملا صرخ و هو بالكاد يلتقط انفاسه بسبب المياه : آآح كاافـ ـ كــح
سعل مرارا حتى رأف به الرجل الخفي ، ليرفع رأسه بقوة مجاهدا في سحب انفاسا نقية ، فـ قد كان على شفا خطوة من ازمة تنفسية حادة بالربو المزمن ! مغمض العينين مشتعل الجسد ، و صدره يعلو فيهبط بلا هوادة ، هذه المرة استطاع تمييز الحديث و صاحبه بل و النبرة الصارمة به
: يااا حيوااااان ، لوو مجااي اني جااان متت بمكاانك مثل الجلب ، زماال انتتة ؟ فهمنني زمااال ؟؟؟؟
أكوو واحد يسووي سوايتك ؟
من طييح الله حظظك يا **** ..
مرررة ؟ علموود مررة هيج تسووي بنفسك ؟ و هم مو مرة وحدة زعطووطة بت البارحة تخليك مثل الـ **** تااكل بنفسك ؟
فهمنــي انتتة مخببل عااقل حتـ ـ

: اطللللع برااا

: حتى ترجع تشرب مثل الـ ****** ؟ طااح حظك و حـ ـ ـ

استدار ليقابل ذلك الغريب و أدرك أن منزله لم يتزلزل فوق رأسه ، بل هو من صار متزلزلا من علياء تماسكه : عوفني بحالي ، محد قلك تعنتر وتعاال ، يللا ولي

: أكل *** يا نااقص ، مو صووجك صوجي اني جااي من تلفات الدنيا ' أخر الدنيا ' حتى اشوف شكوولك الزفـررة ، من طااح حظظك
صييير رجاال و بطل سوالف المزعطة ، تدري انتة اذا اخوها عرف رح يطيح حظك و حظ الـ خلفوووك

: واذا مطلعت هسة اني اطيح حظك وحظ الخلفوووك

ليخرج الاخر من الحمام فقط معلقا : احمد ربك عندي مفتاح بيتكم من جنت قاعد يمك ، ولا جان تعفنت محد يدري بيك

نعم ، يعلم جيدا صحة قوله و لا داعي لـ حرث تربة الاوجاع ، تحرك خطوتين حيث الفوطة المعلقة ، ليجرها بعنف تتهتز على اثره التعليقة ، فيمسح وجهه بقوة من بقايا الماء البارد الذي اعاد تشغيل القليل من الخلايا العقلية ، حث الخطى خارجا من الحمام ، و منه الى الرواق ليتابع ساخرا ما جنته يداه بلا عقل ! فيدرك تائها مصائبا يحملها الشر المخمر ، اعتق رقبته من جلد الذات ليقربها من الجلاد الاقسى ، ذاك الذي يملأ المطبخ بجثته المائلة نحو اليمين بإستناده على عكازته الملازمة له ، شارد الذهن يراقب الدلة الرابضة فوق الموقد ، لا يعرف كيف إستطاع حمله و هو بالكاد يحمل ثقله !!!
ما إن شعر الأخر بدخوله علق هازئا : شرف العاشق

لم يشأ أن يدخل بمعركة بلا عتاد ، فآثر الصمت ليتحرك نحو طاولة الطعام و يستكين فوق احد المقاعد و ما زالت يده تجفف شعره و العنق المتضرح بالإحمرار ، جاءه حديث ذلك المتمكن من التجريح بـ صرامة : فهمني شبيك ؟ من كل عقلـ ـ ـ

: إنتة شجابك ؟
: حظك الفقر جابني ' التعيس '
: و شتريد هسة ؟
: أريد ارجعلك عقلك
: بالبداية اعقل بعدين تعال عقلني
: هههه ضحكتني ، ليش قابل اني الي طيحت حظ نفسي علمود مرة ؟
: لا .. و لا اني الي نسيت دم خواتي علمود ' مرة ' !

راقبه جيدا ، و أدرك مفعول جملته الحارقة على رفيقه ، فـ تصلب كتفيه المقابلان له كان كافيا لـ كشف مستور الأوجاع ، ليأتيه تعليق الاخير ساخرا ناقما
: هالحجي يفيدك ، خلينا بموضوعك
: طبعا يفيدني ، بس حتى اذكرك إنو انتة مو احسن مني ، أني حبيتلي مسلمة و انتة حبيت بت مجرم ، نفس الشي

ليستدير الاخر فيقابله هازئا بحق : شو انتة كذبت الكذبة وصدقتها ، منو قلك احب بت الكلـ ـ
: عييب ترة بعدهااا مرتك
و كإنه يوضح له مستندا لـ شكوكه ، هو لم يتخلى عنها ليس رغبة في تعذيب والدها ، بل رغبة بها !
: هه ، مرات تحسسني بغباءك .. عبالك متعرف منو علي ، تتوقع اني اضعف لمثل هالشغلات التافهة ؟ و بعدين تعال هنا
تعتقد شنو ردة فعل عمر اذا عرف ؟ تريد تخسر صاحبك ؟ و أهلك شراح يسوون اذا شموا خبر بالسالفة ؟ فهمني إنتة على يا صخام وجه لازق بالبنـ ـ
: أحبها
و إرتفع صوت غليان القهوة في دلتها مع تفجيره لمكنون صدره بـ صوت مرتفع لتضرب بطبلة اذن بشري بدلا من طبلات اذان الجدران التي اعتادت تلك الاسطوانة بل وحفظت محتواها ، قبيل ان يحتج رفيقه اكمل : و لتقلي ليش وما ليش ، مو بيدي ، إلي صار موو بيدي .. ما اتوقع اكو عاقل يريد يأذي نفسه ، و اني هسة دا احترق ، تعرف شنو يعني دا احترق ؟
تدري ليش خابرتك و قتلك تعال ؟ لإن فقدت ، من اجا عمر و قتله على هذا الي خطبها مني حسيت روحي راح تطلع ، أدررري مو حقي ، بس موووو بيدي ، والله لو بيدي جان قطعتها
صمت ران على المكان لا يتخلله سوى انفاسهم المتعثرة ، و صوت حركة العنيد وهو يصب القهوة بـ كوب متوسط الحجم ، ليتحرك به نحو المسيحي فيقدمه نحوه متمتما : إتزقنب ' إتسمم ' حتى تصحصح و تنسى هاللـ إكلان ***

اخذه ألن و صار يحتسي قهوته بهدوء ، شارد الذهن ، و عينه تحملق في الفراغ ، يشعر بتصلب جسد الرابض على المقعد الاخير من الطاولة ، ليستطرق منبها : علي .. أخذها من اخوك ، إذا تريد بت قاسم رجعها ، شوف حالتي ، حبيتلي وحدة لو امووت ما اخذها ، فـ حالتك ابسط مني و ....
: الن انسى البنية
: ما اقدر
: تاكل *** و تقدر
: اذا قدرت تنسى بت قـ ـ
: أريييد افتهم انتة منيلك ' من اين لك ' هالفكرة الجاايفة ؟
: انتة فاضح نفسك
: لو اريدها جان اخذتها من زمان
: تخاااف تاخذها و تأذيها لإن لليووم بعدك مناسي سواية ابوها
: انســـى ميس
: إذا إنتة نسيــت بت قااسم ميخالف
: ههه عود دتلوي ذراعي ؟ زين يابة اذا هيج كاتل روحك عليها ، إستسلم واخذها ! هاي اذا اهلك خلوك عايش ، و إذا اخوها انطاكياهه
و كإنه يقر له بـ مصير يحاول الفرار منه بـ لا إهتداء !






.
.
.





محفورة أنت على وجه يدي


كأٍسطر كوفية


على جدار مسجد


محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي


وفي ذراع المقعد


وكلما حاولت أن تبتعدي


دقيقة واحدة


أراك في جوف يدي

*
حين أكون عاشقا


أجعل شاه الفرس من رعيتي


وأخضع الصين لصولجاني


وأنقل البحار من مكانها


ولو أردت أوقف الثواني


*
حين أكون عاشقا


أصبح ضوءا سائلا


لاتستطيع العين أن تراني


وتصبح الأشعار في دفاتري


حقول ميموزا وأقحوان


*
حين أكون عاشقا


تنفجر المياه من أصابعي


وينبت العشب على لساني


حين أكون عاشقا


أغدو زمننا خارج الزمان



نزار قباني




بعد أن تناول عشاءه غادرهم هاربا من أمسيات النسوة المليئة بتحريك عضلة اللسان بغير ذي ملل أو تعب ، و كما إعتاد منها لم تتأخر بعد ارتقاءها سوى دقائق معدوة تقضيها برفقة قطتها الأليفة ، و من ثم كانت عنده لـ تملأ موقد الصدر بالحطب اللازم للإشتعال ، كان مستلقيا على السرير يتابعها وهي تتحرك هنا و هناك ، ترتب فوضى الملابس التي افتعلها فقط كي ينتشي بـ حرب قصيرة الامد تنتهي بـ إنتصارها و حصولها على ما تريد بما ' يشتهي ' ! و لكن على غير العادة كانت الجميلة هادئة ، يبدو إنها ارهقت في الاسفل بما يكفي .. ناداها و بنيته راحتها فقط .. يقسم : ليين عمري تعالي ارتاحي ، أعتذر على الهووسة

استقامت هي لتتابعه بنظرات قاتمة : أولا ماااا اجي ، و ثانيا وين اصرفهاا هاي الاسف ؟

فهم ما تصبو إليه ، و حقق رغبتها بـ ' شهامة عاشق ' قلما ترى عند شرقيينا ، نزل من السرير ليتحرك معها رافعا القطع المرمية بإهمال على طاولة الزينة فأتاه تعليقها المشبع بالغرور الجميل : يعني انتة ليش مسوي هوسة ؟
: دا ازعج حضرتج ؟

ببسمة شقية داعبت خد قلبه : كووولش

إلتفت بعد ان رمى بالكومة بلا اهتمام في احد ادراج دولاب الملابس : لا والله ؟

تخصرت : إي والله

نطق بسخرية وعينه تصر على التهام عودها الرشيق : طلقيني يابة اذا معاجبج

لتبتسم له بـ التواء : هممم افكر ؟

رفع حاجبيه و انتفخ صدره منزعجا بحق : شنو عيني ؟

ضحت برقة لتردف : أفكر افكررر يعني مو اكيد

و من ثم تقدمت عنده بـ عجل لتضرب كتفه مغتاظه فتحاول دفعه من امام الباب المشرع قائلة بـ ضيق : يعني هااي عود دتساعدني ؟ شلتهم كلهم و شمرتهم مرة وحدة ، يا الله شنووو هالبهذلة

ضحك مستمتعا ثم أبتعد خطوة واحدة ليسمح لها بحشر جسدها اللذيذ بينه و الدولاب ، و قبيل أن تستدير نحو الاخير كانت قد وقعت بقبضة القط ، ليخرمش قلبها بـ أظافره ، ضحك بشرانية و هو يعتصر غصنها الميال بـ يساره و اليمين تثبت ذقنها ليبقى وجهها البدري مقابلا له : تفكرين بشنوو ؟

همست مشاكسة : أطلقك

و بذات الطبقة الصوتية جاء رده : إي يابة ، و بعدين شتسوين ؟

لتضغط على الحروف بخفوت : أتزووج غيرك ، واحد مرررتب ' إرتفع صوتها مستنكرة و متوجعة ' آآآآي .. عمررر لا جديات يوجع الله علييك كافي

حاولت تحريك رأسها و الأذرع رغبة بالفلات من قبضتيه إلا إنه أصر بل و عصرها و كمن يعتصر ليمونة ، فيجيئه منها أنة وجع يعقبها توسل : حبااب عوفني

طالبها : إعتذري ، و عوضيييني

لتبتسم بغنج : ماا

همس مهددا : لعد ابقى اعصرج لحدما اسويج عصير

توسعت نظراتها بصدمة مفتعلة : وييييع عصير كله دم

فهز برأسه بميلان رنت له اجراس القلب : عادي اني احب الدم ، متدرييين مو وكت الليل اتحول ؟ مرات اعض الناس الي يضوجوني و اشرررب دمهم

ازدردت ريقها لتحاول التماسك رغم رجفة سطت على كامل الجسد .. هذا الرجل ، ويل له ما فعله بها ، إنها تخسر أجزاءها فتفديه بها : تؤتؤتؤ .. و يتحولون فامبايرات مثلك ؟

هو لم تفت عليه رعشتها و توتر صوتها الحبيب ، فإبتسم منتشيا بتلاعب : على حسب اكو يموتون ، هذولا الي اعصرهم

جرت من عمق الخجل لـ منتصف المتعة : ههههههههههه ، زين و اذا متت شتسوي بعدين و حياتك ما بيها لينااا ؟

اشتدت قبضته على خصرها فتأوهت ، و استنشقت من انفاسه عبيرا متقدا ، ثم قرر إتمام اللعب : أتزوج .. الي خلق لينا خلق غيرها

تماسكت لتتحدى قلبه : هه ضحكتني ، حبيبي ماكو مثل لينـ ـ آآي

اطرق برأسه نحوها اكثر و ثبتت نظراته على ثغرها حتى عضت شفتيها توترا : شنو عيدي الي قلتي

بـ تثعلب أنثى قررت التنفيس عن مشاعر باتت تعصف الكيان : حـ بـ يـ بـ ـي ماكو مثل ليـ ـ آآآهممم

أنفاسها تعالت و دوار اصابها بغير ذي موعد ، فإستندت عليه بكامل جسدها و تسكنها رغبة بالاستلقاء ، لكنه لم ينتبه لشحوبها ، فـ أكمل إمتصاص رحيقها الثمين ، بعد مدة ابتعد متأوها و مصابا بالحمى اللينية ، ليسند جبهته على جبينها المتقد بحرارته و انفاسهما تتخالط بـ زفرات عجلة متتالية ، و لكم تحب أن تتنفس منه .. بعد صمتهما زارها طيف كريه ، بات يظهر نفسه لها بين فترة واخرى ، لتقطع الصمت و اناملها ترسم دوائر مشتتة على كلا كتفيه : عمـ ـر ؟
: همممم ؟
إبتسمت لـ تأثيرها عليه و من ثم قدمت بنفسها أكثر لتدس بجسدها بين ذراعيه بمكر طفيف : لوو متت ، صدق تتزوـ ـ آييي عمررر يعووـ ـ آآح ، خرررب ، شنوو هالعنف ؟ رح اشتكي علييك

بنبرة ذائبة اجابها : إي اشتكي قليلهم رجلي يعضني لما يتحول باللييييل

بسبابتها صارت تمسح إثر عضته و جبينها متعروج بغيظ : إيييي حتى يدخلوك للسجن .. بااوع شفتي كلها عورات من ورك

لتبرق عيناه لذة : والله من وراج انتي ، محد قلج تحجين هيج حجي وانتي قرييبة اكييد رح اشتهي

جف ريقها هلعا لهذه الوقاحة : شقد متستحي

ففاجئها بـ نعومة حرفه : و انتي شقد حلوة ؟

إشتعلت وجنتاها خجلا و صارت انفاسها تتعالى بـ جنون ، لتتلعثم هاربة من رقة غزله : هسة مقلتلي .. شقد تبقى و تتزوج ؟

ضغط بأصابعه خصرها و رنت ضحكته الشقية : هههههههه هاي شنوو ماكو ثقة ابببد ؟ قبل شوية تتزوج هسة شقد تبقى و تتزوج

بـ نبرة منزعجة صادقة باحت عن مخاوفها : إييي إنتو الرياجيل ماالكم اماان و متتحملون .. ' بسخرية مقهورة اردفت ' خطية

ليناصر ابناء جنسه فيرقص على اعصاب قلبها بدراية منه : من حقنا

فضحتها جديتها : عمر مدا اتشااقة فهمني

ليتهرب : بللا اكو وحدة عاقلة تسأل هالسؤال ؟

فـ اتبعت خطاه الهاربة : أني مخبلة .. جاوبنيييي

لم كل هذا الخوف يا سلطانتي ؟
أما تعلمين من هو عمر ؟ رفقا بقلبي مولاتي رفقا ، فإني أتنفسك عشقا ، و الله اتنفسك ! : أحبج

شعت وجنتيها بالاحمرار : عمر

كرر تائه النظرات بين زمردتيها سبحان من خلقهما بهذه الروعة : أ ح ب ج

فـ اتخذته استاذا لها بفن الهروب : هئ ! و من اموت هم تقول لغيري هالحجاية ؟

تنهد ليجر من وسط بحر غزله ، و يعود لـ بركة المشاكسة اللذيذة : منية ؟ عروستي الجميلة ؟ لا قلبي اقوللها غير حجي خوما اقول حجي مستخدم

قرصت كتفه بخفة و الحاجبان يتعشقان بـ اجرام : حتى اجيييك بالحلم و احرقك ، و ابقى ادعييي عليييك واني ميتة

بسم الله يحميك ، و يحرسك و يحفظك لقلبي ، جميلتي ، حبيبتي إلا الموت ، لا تتحدي عاطفتي به ، سأموت حيا لو خدش قلبك الطاهر ، سأختنق إن خسرت انفاسي ، فإرفقي ثم إرفقي ثم إرفقي بعاشق لم يظنيه العشق كما قال درويش ، بل هو من اظنى قواميس المشاعر ، و بجنونه بات يقترب من عنترة و قيس و زهير ! تعلم منهم الكثير مجنونك ، الكثير يا حلوتي !

اعاده للواقع صوتها المنزعج : ببيش دتفكر افندي ؟ بمنو تختار تاخذ مكااني ؟ ترة ولا وحدة تقدر توصلني بـ قلبك فـ لتحاول

و بـ غيظ ذكرته بما لم تنساه منذ مدة : موو عبالك تمسح خطي من كتابك يعني خلص حتنسااني !

إبتسم منتشيا من هذه الثقة الممزوجة بأنانية صرفة : مو سدينا الموضوع ؟ شو بعدج منسيتي ؟

رفعت حاجبها لتستطرق بـ حقد : طبعا منسيت ولا حنسى على فكرة

ثم اردفت : يعني دا اقلك لتحاول لإن مرح تنسى ليناا لو تموت !

قرر ان يشغلها عن موضوع الكتاب الذي ظل لإسبوع سببا لخلافاتهما : ترة ظلم هذا ، لعد تريديني اقضي عمري وحدي ؟

لوت شفتيها بكيد انثوي : إي ابقى عايش على ذكرياتي ، ترة تكفيك العمر كله

حاول ان يغلب به نقطة الضعف الا وهي ' هي ' : لا عيني لا .. اشوف حياتـ ـ آآآآخ لج لج لج

حررها واضعا يديه على ثغره بعد ان قرصته بـ قوة و حقد ، جحدها بنظرة غضب و هو أكيد بأنه سيحصل على بقعة شديدة الاحراج ، تبا لجنون النساء

شعر بتوترها خوفا ، و لكنها كما العادة بل و اكثر عندا تخصرت لـ تهدد : حتى بعد تفكر تتزوج علية

كان مشغولا بـ فرك موضع الألم ليرد معنفا : إمشي مخبللللة

رغم خوفها تقلدت الشجاعة الوهمية لتصارعه : مخبلة ولا خااينة و بلا وفا

نطقت جملتها بتعالي و هي تتحرك من امامه بعد أن افسح لها المجال لتقف قرب السرير ثم تستدير محذرة : بس زييين قلتلي نيتك حتى اني هم اشووف حياتي

انكمش جسدها رعبا و كادت ان تصرخ فتفضح مسلسهم الشقي ، لكنه اشار بيده لتهدأ و هو يتقدم منها بخطى بطيئة كأسد متحفز للإنقضاض على فريسة مرتعدة الفرائص : تشوفين شنو ؟

إبتسمت و برقت نظراتها بشغف رغم خوفها : ح ي ا ت ي

عنيدة ، و يعشق تفاصيل ذلك الـ ع ن ا د !

صعدت مخدعهما لتزحف فوقه قاصدة الهرب الى الطرف الاخر فينجح هو بإمساك ساقها و جرها نحوه ، كانت تستلقي على بطنها على عرض السرير فغمرت وجهها بالمفرش بضحكات مدللة ، بعد مصارعة كان قد قلبها لتواجهه ، فجلس بالقرب و ما زال ممسكا لها بقوة : باعي ولج

توسعت نظراتها قهرا : لتقول ولج

داعب ارنبة انفها بفمه ، و اصر : ولللللج

حركت رأسها لتبعده و علا صوتها نسبيا : لتقوووول

رفع يمينه حتى ذقنها ليثبت رأسها نحوه : باعيييني ، إذا بعد استهتري بهالموضوع اذبحج .. صدق اذبحج مو شقة

انكمشت ملامحها و شعت نظراتها تبوح عن نصف ما يغلي بها : إي عيني اذبحني و تزووج ، و بعدين انتة حلاال تلعب بأعصابي

صار يمسح بسبابته ذقنها و الشفتين رغبة في تخدير جنونها : ان شاء الله طبعاا طبعاا ، و ترة انتي الي دتلعبين بأعصابج اني شعليية

شعر بها تود رفسه ، لكن اسلوبه الذي اعتاده معها قد نجح و فجأة هدأت شياطينها ، لترتخي تحت قبضته فـ تحاكيه بنبرة حائرة ناعسة : ديللا هاهية ' يكفي ' وخر ، عووفني

إستفزها برقة : و اذا معفتج ؟

فـ جنت و كإنما انتهى مفعول البنج : مااا عوفنييييي اكررررهك هسة والله ، فعوفني احسن

الله من دلع النساء و كيدهن ، و من جنونك يا حياتي ! : كل هاي لإن قتلج اذااا متي اتزوج ؟ زين انتي ليش تغارين ؟

بإنكار شديد اللهجة علا صوتها : ما اغاااار ، لتقووول اغاار

ليصر : تغارين

فتعند : ما اغار

بمشاكسة عاشق اكمل اللعب على اوتار اعصابها : تغارييين

فاجئته بهدوءها لتتحداه : إنتة هم تغاار

ابتسامة نقية رسمت بإتقان فوق شفتيه ليعترف : طبعا اغاار .. و قتلج اذبحج ممكن من غيرتي

ابتسمت فعضت شفتها السفلى بقوة ، انزل جبينه ليحط به فوق جبينها فـ يصلها صوته مرهقا :[COLOR="rgb(112, 128, 144)"] الله من دلع النِسـاء و من جنونكِ يا حياتي
مالحل ؟ يا مشكلة يا مدللة مالحل؟
يا مشاغبة يا متعبة مالحل ؟ تتسرعين فتغضبين ، فتندمين .. فتطلبين مغازلاتي !


إحتبست إبتسامتها بـ صبر لتهمس مغمضة المقل : مـ ندمت !

إبتعد عنها قليلا ليرد ضاحكا : أها ، يعني دتطلبين مغازلاتي ؟

عقدت حاجبيها لتستدير بجسدها و تخبئ مجددا حلو ضحكتها في اللحاف المفروش على السرير ، مال بجسده نحوها ليقبل طرف صيوانها فتتدغدغ بأنفاسه العجلة ، إعتدل ليدفع بها قليلا : ناامي عدل يللا ، مشكلة الي متزوج وحدة مثلج ، حتى النووم ميناامه مثل الاوادم

سحبت جسدها لتتلحف بـ سرعة و صوتها يعلو بحدة : أووكي شووف بعد منو يحجي ويااك ، و عود ناام من وكت ' مبكرا ' و شقد متريــد

ببشاشة إتخذ محله بجانبها ليعلق : الله من كرم النساء و فضلهن على إفتعال المشكلات

: محد مشكلة غيييركم ، شنسوي ميعجبكم

: هلاو عيني رجع لساانها طوول

رفعت حاجبها مهددة ثم إنقلبت الى الجهة الأخرى موليته ظهرها ، و أكيدة هي بمحاولاته لإجتذابها من جديد ، فـ بالتأكيد لن يتمكن من النوم من دون إحتضانها ، و لكن طال إنتظارها المغرور حتى شعرت بـ الوجع يدب كدبيب نمل في صدرها ، و كإن بها تسمع وقع اقدام جيوشهم الصغيرة المحاصرة قلبها المتضجر بالـ زعل ، بلا شعور حركت كتفيها لتفلت منها تنهيدة متبوعة بشهقة ضيق ، عضت شفتها العليا قهرا ، ما باله ؟ تكره تلك الإزدواجية بالتصرفات للحظات مضت كاد معها ان يلتهمها ، لم الآن كف عن مشاغبتها ؟ أجبرت نفسها على تنظيم انفاسها السريعة لئلا ' يظن إثما ' بأنها لا تقوى النوم بوجوده البعيد هذا ، و لكنها سرعان ما لانت لتعود فـ تفصح عن حاجتها له بـ حركة او تنهيدة ، أو دمعة !
على غفلة من ادراكها تهادى لها صوته الرخيم : مو كافي عناد ؟ تدرين مرح تنامين هيجي ، تنازلي شوية

لم تفكر بالمقاومة حتى ، دفعت بجسدها للخلف قليلا من دون ان تستدير و إبتسامة حلوة زينت ملامحها بوجود بريق دمعة تتلألأ بين اصفاد الاهداب ، شعرت بيده تلتف حولها لتحتضن بطنها ، فما كان منها سوى الانقياد لعاطفة الانوثة بها و التشبث بهذه الذراع الاغلى على نفسها منها ! الآن فقط ستبيت دافئة القلب و الجسـد ، و قريرة العينين ! و ما احلاه من مبيت وهي تشعر بـ قبلاته تنتشر كل ذي حين على خصلات شعرها المفرود تارة و أذنها و العنق الطويل اخرى !
كان النوم على وشك مداعبة اجفانها الخجلة من الأنفاس المتغزلة بها حينما علا رنين الهاتف مزعجا لخلوتهم النفسية ، تلحفت البرد من جديد حينما تركتها ذراعه لتستدير مستلقية على ظهرها تتابعه و هو يراقب اسم المتصل بـ حاجبين معقودين ، همست بوجل : علي ؟
و كإن الكون يخلي من البشر إلا علي ، لتخاف أن يقدم على خطوات مجنونة اخرى تخطف قلبها من موضعه ، أجاب بـ شرود : لأ ، ياسمين .. شتريد هاي !

إعتدلت جالسة كـ هو لترفع حاجبها بـ تهويل للموقف ، مالذي يدفع فتاة ' خلوقة ' أن تتصل بعد منتصف الليل بشخص متزوج ؟ حتى و لو كانت على قيد الوفاة ! ما دخله هو لتتصل به بهذه الوقاحة الفريدة ؟


فتحت فمها لـ تتحدث رافضة أن يجيبها لكنه أشار لها بالصمت ثم تحدث مادا بالهاتف نحوها : جاوبيها

جرت منه الهاتف بشئ من العنف و دفعت اللحاف عن جسدها بنية للهبوط من على السرير و الولوج لـ حلبة القتال من اجل البقاء ، لكنه اجتذبها من اعلى زندها قائلا : وين رايحة إبقي

رفعت الخط وهي تهدده بنظراتها الحانقة ، فيرد غيظها بإبتسامة ودودة ، يعلم بأنه مخطئ ، كان عليه أن يستوقف تلك التصرفات الوقحة قبيل أن تتفاقم ! هو من ترك تلك تمرح و تخطط لتخريب علاقته بهذه السلطانة ، و كإن لها القدرة على تنحية مليكته من عرشها الازلي و هي الوريثة الشرعية و الوحيدة للمملكة !

راقبها وهي تنصت من دون أن تبادر بالحديث ، لحظة و تحدثت : وعليكم ، أني مرته .. خير ؟

توسعت إبتسامته فتغضن جبينه لإخفاء لذة متعته ، لا يعلم ما قالته تلك لترفع سلطانته حاجباها بـ حقد : لا طبعا مو ممكن ، بس تعرفين ، جديات عمري مشايفة وحدة بوقاحتج

اسرع في محاولة سحب الهاتف منها ، لكنها ابعدته نحو اذنها الاخرى و افلتت جسدها منه لـ تنزل من على السرير مبتعدة بخطوات متعثرة نحو الباب ، شحب لونها فـ قلبه خوفا !

تحرك تابعا خطاها وهو ينصت لما تقوله بهدوء بارد : اول شي انتي احترمي نفسج حتى الناس تحترمج ، و لا أكو وحدة محترمة تدق على رجال ' متزوج ' ساعة وحدة بالليل ؟ إن شاء الله دتموتين رجلي شعليـ ـ

ادارت رأسها نحوه حانقة و حاولت بـ إرهاق واضح ان تأخذ الهاتف منه لكنه منعها و بذات الوقت ظل ممسكا بها فـ حالها غير مطمئن لفؤاده ، وضع هاتفه على صيوانه ليصله صوت تلك مشتعلة : شووفي يا انتـ ـ

: إنتي الي شوفي ياسمين ، الظاهر اني غلطت من اعتبرتج اخت ، و ما اتوقع انتظر من اختي تخابر رجال غريب عليها بنصاص الليالي !

: عمـ ـر ؟

: إي عمر

: سمعت مرتك شقـ ـ

: انتي قلتيها ، مرتي ، و من حقها تقول الي تقوله ما دام شافت انو اكو شي يزعج راحة بالها

: بس هاي مووو اخلااق

: ما اتوقع الاخلاق همين انو تخابريني هالوكت !

: عمرررر شنو هالاسلووب هذااا ؟

: إنتي جبرتيني ، و اذا متوقعة علمود شغلة دوامي بمستشفى يديرها الوالد رح تخليني اسوي اشياء غلط فأنتي غلطانة .. مع السلامة

و قبيل ان يغلق الهاتف إهتم ان يصل تلك جملته المهتمة محدثا بها الحبيبة ' لين عمري اهدي ! ، متسوى والله '

دفعت بيده الممسكة بها لـ تصرخ غاضبة : والله العظيييم اذااا مـ خليتهااا تنســى عمرهااا ما اكـ ـ

: إششش قلبي اعصاابج ، خلص ، خلي تولي ، انتي عرفتي شلون تجاوبيها خلص بعد

: لأ موو خلص اذا حضرة جناابك مرخيلها الحبل يومية تخاابر الادبسززز .. و لا اكو مؤؤدبة تخاف الله تخابر بنص الليل ؟ و بعديين مـ تمل ؟ خلصوا الريااجييل مبقى غيرك ؟ زمااالة هااي زمااالـ ـ

شعر بإنها ستفقد توازنها ، و لإنها ترفض ان يقترب منها اكتفى بمتابعتها مهتما حتى حطت على مخدعها بسلام ، ليقاطع حديثها بجدية : خلللص لينا كاافي عيااط ' صراخ ' ، قلنااالج ختولي ، و تدرين انتي الشغل بالمستشفى اني رايده علمودج انتي

رفعت رأسها بإتجاهه لـ تسخر : إي كولش علمودي
هددها حانقا : لينااااا

تدثرت باللحاف بكاملها هاربة من وجوده و من صدقا ينبعث من شفتيه ، ضغطت على صدغها بـ توتر ، و مئات من الهواجس صارت تتراقص في مخيلتها ، منذ زمن و لم ترحل عنها تلك الاعراض التي اعزتها لـ ' نفسية تارة ، و فقر دم تارة اخرى ' !

شعرت بثقله يحط بجانبها ، فـ أحست بالدفء مجددا يحيط جسدها المتكور على اجزاءه ، دقائق فقط قضتها في حرب نفسية مع الكبرياء ، لتكسر أنف الاخيرة و تلتفت نحوه و تغمر رأسها أسفل عنقه ، ليحيطها هو بـ هدوء مقبلا رأسها و معقب : حبيبي تعرفين شنو انتي ، فـ عوفي هالسوالف مال جهال !

رفعت برأسها قليلا لتستمتع ببروز تفاحة ادم القريبة من انفها .. مدت عنقها حتى وصلت لها فـ طبعت فوقها قبلة برقة رذاذ المطر ثم عادت لتطرق رأسها و تختفي بصدره ، متلذذة بـ الإنصات لـ عنف نبضه !

لترتسم أحلاها من بسمة صفا عندما دغدغدت طبلة اذنها حروفه المحفوفة بدفء أنفاسه : [COLOR="rgb(112, 128, 144)"]لما رآني في هواه متيما ، عرف الحبيب مكانه فـ تدللا [/COLOR]

همهمت بـ كسل : إي عيني عود صاير كله اشعار و اغاني ،. حنيت لأياام العزوبية و الغزل بالبنات ؟

ضحـك ليعلق مغمض العينين .. فقط شدها له أكثر : حرام عليج والله اني خووش ولد

بـ ضجر تحدثت لتخفي شيئا بالصدر .. لكنه بات مفضوحا عنده : إي خوش ولد مـ قلنا شي .. بس أبووو بناااات

تمتم متسائلا و البسمة ما زالت تعلو شفتيه : ما ادري منين جااايبة هالفكرة علية .. يابة والله ماعندي هالسوالف

حاولت أن تجذب نفسها منه إلا إنه منعها بإحتضان رصين .. زفرت بـ غيظ أنثوي : والله من مصاايبك جبت هالفكرة .. بنصاااص اللياالي يخابرون عليك البنات و إنتة متزوج لعد قبل شجنت تسووي ؟

علت ضحـكته أكثر ليـجيب محتفلا بـ غيرتها المنكرة : [COLOR="rgb(112, 128, 144)"]حرامٌ عليكِ فأني برئ و زيفٌ جميع الذي قلتي عني
لـ غيركِ لا أتمنى إنتماءا و إنكِ عندي إختصار التمنيِ[/COLOR]

رفعت رأسها لـ تدغدغ ذقنه بأنفاسها : أهااا شووف ؟ مو دا اقلك حنيت للغزل ؟ فوقاها تلوومني من أشك بيك

ليكمل و نظراته تسـقط عليها بـ متعة لذيذة : وكيفَ تصرينَ أنْ تذبحينيْ؟
وتجري دمَ القلبِ كي تتحني؟





×





تقولينَ عني.. بأني أغني..
لغيرِكِ أنتِ.. فيا للتجني..

ظلمتِ غنائيْ.. وزدتِ عنائيْ
بزيفِ اتهام ٍ.. وشكٍ و ظن ِ.

حرامٌ عليكِ.. فاني برئٌ
وزيفٌ جميعُ الذي قلتِ عنيْ

لغيركِ لا أتمنى انتماء
وانكِ عندي اختصارُ التمني

وكيفَ تصرينَ أنْ تذبحينيْ؟
وتجري دمَ القلبِ كي تتحني؟

*

شريكة عمري ونور حياتيْ
بربكِ ماذا تريدينَ منيْ؟

عرفتِ ولائي وصدقَ وفائيْ
فكيفَ الى الآنَ لم تطمئنيْ؟؟


وكيفَ تصرينَ أنْ تذبحينيْ؟
وتجري دمَ القلبِ كي تتحني؟

حرام..حرام ..حرام
حرام

تقولينَ عني.. بأني أغني..
لغيرِكِ أنتِ.. فيا للتجني..

د. مانع العتيبة



.
.
.
[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 06-02-13, 05:49 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 





تنفس عبق بغداد مجددا رغم ظنه بأنه سيجيئها بعد أن يرتق جرحه الغائر ، لكنه و لشديد المنطق أكيد بأن لا جراح بإمكانه سل ابرته و الخيط النحاسي لترميم ما حطمته الذكورة المزيفة لمن لا رحمة من الله تحل على قبره !
مجيئه هذه المرة لأرض شهدت جبنه كان من أجل أمرين ، أولهما ذلك الرفيق الأحمق الذي قرر ان يتلاعب بـ ألسنة الجحيم متحديا أن لا تنصهر يداه كاملة ، و الأخر كان من المفترض أن يأتيه غدا ، فـ موعدا إتفقا عليه قد اضحى قريبا ، و بدنوه يدنـو شئ ما له رائحة شبيهة بتلك التي للموت ! لم يبرح أن يغوص في عمق افكاره حتى عاد للشاطئ القريب عند رؤيته نسيبه و رفيق عمره الماضي ، قابله الأخير بإبتسامة مرحبة و الراحة تبدو جلية على ملامح وجهه الودودة : لك هااي منوو ؟ أبووو حسين الورد .. شلوونك ؟
بهدوء أجابه : الحمد لله ، إنتو شلونكم ؟
: بخير والله
تبادلا الأحضان عند عتبة الباب ، ليدعوه صاحب المنزل لأن يدلف : تفضل ياابة تفضل ، جيت والله جاابك ، كلهم مخبوصين اليوم عرس اية و اني تايه بالمعمعة
: ههه ، بس لا تريدني اتيه وياك
: لعد بس بالاسم اخوو ؟
: إي بس بالإسم !
: هههههه حيوان مو بيدك
إستطرق ' أبو حسين ' بـ هدوء : يعني ليناا مو هنا ؟
: لا والله رايحين للصالون ، فد ساعتين و اروح عليهم ، انتة قايللها رح تجي ؟
: لأ
: تفضل تفضــل
دلفـا الصالة ليتقدم الضيف أولا بخطى ' عرجاء ' و مستندة على العكاز ، مجيبا على تساؤلات رفيقه عن سبب الزيارة المفاجئة : عندي شغلة
: انتة شغلاتك متخلص ، بس لتقول مصيبة جديدة ؟ لإن انتة تغط تغط و تطلع بمصيبة
رفع حاجبه ببرود ليرد ساخرا : محد عيينك ولي امري ، المهم اني جاييك بشغلة
ضحـك الأخر بخفة ليعلق : عيوني إلك ابو حسين صدق كذب
جلس على احد الارائك الطويلة ليشخر هازئا : هه حبيب قلبي ابو خطاب خلي عيونك الك ما اريدها ' ثم اردف جادا ' بس إسمعني
: أبوو خطاب ؟ و أخيرا إستسلمت انو اسمي ابني عليك ، بقى ألن هم يعرف قيمته
على ذكر ذلك المسيحي تصلب عموده الفقرة لـ ثوان ، ثم أردف : أقلك ، اختك بعدها تشتغل وية ألن ؟
: إي ، محتااج شي تسويلكياه ؟
: لأ .. بس سمعت مو خوش حجي !
لمح الاستغراب بـ نظرات عمر ، و صوته : شنو ؟ شنو مو خوش حجي ؟ على منو ؟
حاول تهدأته قدر المستطاع : إسمعني ، أني ما ادري الن الاثول شلون مـ سامع بالموضوع ، بس قبل كم يوم باربيل اجاني مراجع و افتهمت منه انو اكو شخص بالشركة شغله مو تمام ، و سمعته زبالة .. يقولون ياخذ بناات !
إستقام عمر مرتعبا من سماع هذه المصيبة : شنووووووو ؟
: إصصص على كيفك ، أكيد الن داير باله على اختك ، بس قلت اقلك حتى تبطلها
: علي انتتتة متأكد ؟
: إي ، دا اقلك واحد جان يشتغل وياهم و بطل ، حتى اريد اشوف الن و اسئله عنه أذا يعرفه
: زين منو هوة ؟
: ماا ادري مـ قبل يقول ، يقول الله يستر عالرجال ، بس هوة مبين مو شي
: أقلك ميس صارلها كم شهر تداوم ابد مـ قالت شي
: يمكن تخاف
: شـ تخاااف ؟ أني صاير صديقهم مو اخوهم ، و بعدين ليش تخااف قابل شمسوية ، هوة اذا اكو واحد مو تمام هذا الخوف الصدق
: ما ادري بعد اني قتلك حتى تبطلها ، لأن مو حلوة اسمع هيج حجاية على المكان الي تشتغل بيه اختي
: علللي ، اخاف هذا الي قلك يشتغل بغير مكان و يريد يشووه سمعتهم ؟ يمعود قول يا الله ، يعني بالعقل تتوقع الن يدري و يخليها تداوم ؟
تنهد مراقبا له وهو يستعيد جلسته الاولى : احتمال ميدري ، و الافضل مـ تقله لإن هاي سمعة ناس ، إنتة بطل اختك و قله هية مـ تريد بعد تداوم
: زين دقيقة .. هوة البارحة الن قلي انو اكو ولد خاطبها منه

صمت طويلا و إشتغل مخه بسرعة الضوء ، وكإنه أخبر بالأمر أمسا ! ولكنه حينها لم يستطع التركيز ، إذن حال كان به ذلك الأحمق هو بسبب تلك الخطبة ! ألن ويل لك .. مالذي اقحمت انفك فيه ؟ ألم يدركك التعقل لحظة و إنت تتعمق في هذا البلاء ؟ تود قتل نفسك بمن لن تكون لك و لو شاب رأسك و رأسها ؟!

إنتبه لمن امامه يسأله بفطنة : زين اذا على قولتك اكو هيج سمعة عالشركة هالولد شلوون يخطب ميس ؟
: إحتمال ميدري
:: هوة ميدري و الن ميدري ، بس هذا الي شفته انتة يدري
تملكه الغيظ ليستفسر : إنتة شنوو ممصدقني ؟ إي طبببك الف مررض ، قتلك الشركة عليها سمعة طاايح حظها ، تريد سمعة اختك تضيع طبك طووب ' مدفع ' ، بس اني ما اسكت ، هسة اصيح امك و اقلها و هية تخاف على بتها
: علي انجب يعني الـ مخايف على اختي ؟ بس حجييك مو منطقي
: و من شووكت هالسوالف منطقية ؟
: أستغفر الله العظيييم ، يعني هسة شلون ؟
: واافق على الولد و خليها تبطل !
: أوافق ؟ ليش منو قال هوة خوش ولد
: شمدريني غير تسأل عليه ، بس اهم شي تخليها تبطل
بـ بديهية نطق مستجوبا : علي شنوو قصتك ؟
لـ يكون الاخر فنانا في تمويه الحقائق : ما بية شي ، بس خايف على عمة جهال اختي

عرف جيدا كيف يتبخر غيظ رفيقه ، و بـخره !



.
.
.










أترى ستجمعنا الليالى كى نعود .. ونفترق ؟

اترى تضى لنا الشموع ومن ضياها .. نحترق ؟

اخشى على الامل الصغير بان يموت ..ويختنق ؟

اليوم سرنا ننسج الاحلام

وغد سيتركنا الزمان حطام

واعود بعدك للطريق لعلنى اجد العزاء

واظل اجمع من خيوط الفجر

احلام المساء

وأعود اذكر كيف كنا نلتقى

والدرب يرقص كالصباح المشرق

والعمر يمضى فى هدوء الزئبق

شيء إليك يشدني

لم أدر ما هو.. منتهاه؟

يوماً أراه نهايتي

يوماً أرى فيه الحياه

آه من الجرح الذي

يوماً ستؤلمني.. يداه

آه من الأمل الذي

مازلت أحيا في صداه

وغداً .. سيبلغ منتهاه

**

الزهر يذبل في العيون

والعمر يا دنياي تأكله.. السنون

وغداً على نفس الطريق سنفترق

ودموعنا الحيرى تثور .. وتختنق

فشموعنا يوماً أضاءت دربنا

وغداً مع الأشواق فيها نحترق



فاروق جُويدة







و كإن بها ضريرا ما ابصر شيئا مما يحيطه منذ أشهر ، و هاهو الامل يعود ليندفع في حياته فجأة ، فتراه مستلقيا على سرير العمليات ، ملفوف العينين بـ ضمادة أمل و ألم ! ينتظره مصيرا من إثنين ، فـ إما الإبصار ، أو الموت الاعمى ! و لما كانت لكل هبة ضريبة ، تكون ضريبة الإبصار شلل كلي يصيب حتى اصغر خلايا الجسد ، بل الدماغ ، فيصير بعدها بلا حواس عاملة ، فـ لا بصر و لا سمع و لا حتى نطق !
تتدلى بين نارين ، أرأفهما تلسع ! تميل تارة يمينا ، لتعود فتختار الميل نحو الشمال ، تبكيها الشوارع و الأرصفة ! حتى السماء ، فـ ها هي السحب المثقلة بالمياه تغطي الخيمة الزرقاء بـ كثافة عظمى ، و تبشر بـ هطول خيرات الغيث .. تجلس في المقعد الخلفي لسيارة زوج شقيقتها ، ذاك الذي اصرت على مرافقته لهم لثقة تسكنها نحوه ، ثقة فقدتها بوجود الضرغام الساكن بـ خيلاء على المقعد الامامي بجانب مقعد السائق !
تشعر بإرتفاع ضغط دمها لما يقارب العشرين ، بل و يزيد .. و نبضاتها اكيدة هي بـ أنها عبرت الـ مئة بعشرات ، فـ موعد لقائهما اصبح يدنو ، و يصهر بها قوى التماسك الوهمي ، تضم جسدها المغطى بـ معطف أسود ثقيل يصل حتى الركبة ، و من تحته بنطال من ذات اللون الملكي الكئيب ، خمارها من الرمادي الغامق ، يحيط بـ ملامح باردة ، جافة ! من يراها للوهلة الاولى و يعلم وجهتها يسكنه يقينا بأنها ذاهبة لفك قيد و وثاق .. و صدقا ، أليس هذا هو ما سيحدث عاجلا ، و القصد بالعاجل هو مستقبل قريب يتلخص بالغد او بعده ، أو ربما لشهر من الآن !

ما إن توقفت السيارة و أطفأ زوج شقيقتها المحرك حتى إشتغل زر ما بين طيات خلاياها الدمعية ، لتدر مكنونها من المياه المالحة فوق خدين و كإنهما الثلج ببياضهما ، صارت تدفع بالسيول الجارية و التي سببت توهجا للملامح فـ لونتها بفرشاة الأسى .. فصيرتها حمراء يشفق على حالها الناظرون !
ترجلت من السيارة بعد أن جاءها الأمر الشديد اللهجة من قبل ابيها : حجااية وحدة لإبن الكلب و اعووفج هنا و ارجع لعمان ، و قتلج والله بجلاالته مـ تندلين لبت الكلب بتج طريق
عبست أكثر و كفت من على الملامح بؤسها ، و لكنها لم تبرح ان تفشل مرارا ، خطت خلف والدها ، ليتماشى بموازاتها من تأمن له ، و من خلفهما إثنين من الحرس ممن يتقيد عملهم هنا فقط ، فـ طيلة بقائهم في ' عمان ' لم يكونوا يتتبعون بمثل هذه الجثث البشرية !
ترفرف اهدابها شوقا لا ينتهي ، و هي تبحث بنظرات وجلة عمن تبكيه ليلا و تشكيه نهارا ، أين هو ؟ ألن يأتي ؟ ألم يكتف بـ تعذيبها ؟ علقت به دهرا بأكمله ، و لو شاءا فك القيد لن يتمكن أحدهما من حز سكينه و بينهما عنق طفل لا خيط ! أيذبحان بضعتهما ؟
تلاحظ اهتمام كل من حولهم بـ تواجد والدها المهيب ، فـ شعرت بـ أملها يذبح على غير قبلة الإسلام ، فـ لن يجيئها الفرج و كل من هنا يقف كـ جند مصطفون لخدمة والدها و تنفيذ اوامره رغم استلاله رسميا من السلك السياسي ! عنفت نفسها مذكرة بأن هنالك من هو عظيم و جبار و بيده ان يقلب بهما الحال لأحسنه ، هو فقط من عليه نتوكل و نقدم لـ جلاله مصائرنا واثقين بأن لنا ما نستحقه من نهاية ، دام من يحيكها لنا هو رب الكون العظيم العالم بأمور خلقه فرادا ، فحمدا له بالضيق و الفرج ، حمدا لسلطانه في السعة و الوجع ، حمدا لك يا رحمن في كل وقت و حين !

بطئت خطواتها لتهمس محدثة الساند الوحيد لها هنا : عبـد الله ، دخيلك دير بالك عليه اذا اجة ، الله يخليك
ليهز الاخر رأسه بـ تفهم فيجيبها واثقا : لتخافين ان شاء الله ماكو الا كل خير ، و علي سبع .. مينخاف عليه

بل على العكس ، لأنه ' سبع ' لا يرتضي لنفسه خدش ، سيكون الخوف عليه ابشع و اعظم !
اتبعت تعليمات عبد الله بالجلوس على احد مقاعد الإنتظار المميت ، تنتظر بداية نهايتها محتومة و قريبة ! تشتد وتيرة الترقب لتوشك على الانفلات البطئ ، فتنفك معها حبال القلب فيصير غائرا بلا مقر في منتصف الحشا ، تتوجع صمتا و لا حيلة لها على البوح ، أطرقت رأسها تتسلح بالجمود ، لدقائق ، لترفعه اثر رنين هاتف عبد الله ، باغتها النبض المتسارع على حين غفلة ، لتتمنى سرا ان يكون هو ، والله ما عادت تطيق صبرا لفض عقدة خنقت كليهما !
راقبته وهو يتحرك مبتعدا عنهم ليجيب المتصل ، لمحت نظراته الفارة نحوها تارة ، و حولهم اخرى ، ليثور بها النبض اكثر ، فصارت تراقب المكان بذات الطريقة باحثة عنه ، ليعود نحوهم عبد الله مادا بالهاتف نحوها و بنظرة من عينه ايقنت توجب الاهتمام بأدق تفاصيل المسرحية لئلا تقطع رقابهم بـ سيف والدها !

: هاي روشن دتسألج على هدوم ' جود ' وين
إرتسمت البسمة الخفيفة على ثغرها لـ ترفع الهاتف نحو سمعها و هي متيقنة تماما بـ إبصار حركاتها من قبل عيون ' قاسم ' الحادة ، نطقت بـ : الوو ؟
: بسرعة قوليلهم اريد اروح للحمام و تعالي ، دا انتظرج

آه
و ألف آه و آه !
صوتك يا سيدي ، يؤلمني ، يحملني فوق اجنحة الصقور ليرميني بـ سطوة بين اودية الثعابين فتتلقفني الاخيرة جائعة ! علي ، يا من سرقتني مني ، هب لي قوة و صبر أتسلح بهما لأكون على قدر من التحمل و التماسك ، اعرني قليلا من سلطانك و عنجهيتك ، قليلا فقط ! لأجل عمرا موجعنا لـ كلينا ، لأجل قلبينا ، بل لأجل صغيرتنا .. حبيبتي و طفلتي التي لن تدري عنها حتى يشاء الله !

تهدج صوتها لتتماسك بضعف مكشوف : إحم ، اي ، يمكن حطيتهم بالمجر ' درج '

: بسـرررعة

آه أخرى ، يامن هواك أعزني و أذلني .. كيف السبيل الى وصالك دلني ، أتوسلك أن تدلني ، دلني .. فالوصال منيتي و تعلم ، فإن كنت تائها عنه فـ صف لي طريق الموت ، فأنت خبير به !

انقطع الخط و معه ضاع منها نفس و نبضتين ! ، لتهمس مطرقة الرأس بـ عبوس ، حاولت اتمام الدور الغبي بإسلوب اكثر غباوة : زين ، بس روشن ديري بـالج عليها عفية ، ترة باااردة فـ دفيها ، ديااللا الله وياج

مدت بالجهاز نحو عبد الله ليستلمه منها ، و بنظراتهما تحاورا ، ليشيح بصره نحو عمه الـ ' داهية ' ، فإبتسم الأخير ساخرا : هاي روشن ؟
: إي ، ما ادري شبيها البنية
: سسسم ما بيها

أبتاه يكفيك ، أتوجع ، و ربك إني أتوجع ! كفاك دعوى على من حملتها بين جوانحي نطفة لتتغذى علي فتصير بضعة مني و من ذلك الغائب المتوحش ، نهيت مني ابيها ، فإتركها لي لعلي أسلى بحياتي برهة ، أرجوك الرحمة يا حبيب ! قضت من الوقت بعضه لـ تتجنب السقوط في مكيدة والدها ، حتى إستوت واقفة ، ليقترب منها زوج شقيقتها بـ تمثيل متقن : ها جلنار ؟
همست متوترة : علي ينتظر يم الحمامات
: أدري
إستدار نحو حماه ، ليحادثه بهدوء : عمو بس جلنار تريد تروح للحمام
رفع حاجبه : و إنتة تريد تروح وياها ؟
: إي ؟
: لا أبقى .. أني اوديها !

جف حلقها و بان الارتياع بإرتعاشة جسدها الذي ضمته بـ إرتجاف ، إبتسم والدها محتفلا بـ دهاءه ، ليتحرك معها و نظرات متوسلة ارسلتها لعبد الله ، إنعكست بأخرى مطمئنة من عينيه ، فـ تمالكت نفسها قليلا ، و هي اكيدة بأنه سيتصرف خيرا !
ظلت تبحث عنه بزاويتي عينيها المرتعشة أهدابها ، و لكن لا اثر يذكر ، توقفا عند الرمز المشير للحمامات النسائية ليزأر بها أبوها : ياللا فوتي بسرعة ، و هذا الكلب ابن الكلب شو ما اجا لهسة ؟
توتر فمها لتهمس : مـ ـا اعـ ـ ـرف
: شوفي بشلوون ناس نقسة ورطتينا ، الله ياااخذج وياه ، فوووتي يللا !

خطت بـ رجفة الى الداخل و قبل أن تمد يدها لتغلق الباب ، إنغلق ذاتيا و شعرت بشئ يجذبها بقوة فـ ترتطم به ، كادت ان تصرخ بـ فزع لولا جزء من ذلك الشئ غطى فمها حتى قاربت على فقدان الوعي هلعا ، تناهى له همس رفيع قرب أذنها : إصصصص هاي اني .. لتخافين
: هئ !!!
إستدارت نحوه مرتعشة الأطراف و القلب ، لتتمسك يمينها بـ بعثرة بـ قميصه الصوفي و اليسار تشبثت بجانب السترة الثقيلة ، رافعة برأسها نحوه و تكاد تغشى منه شوقا ! تأوهت حنينا لـ شهورا قد مضت ، آه فقط لو تعلم ما حل بي من بعد مصائبك ! فقط لو رأيت أثارك الجانبية علي يا طبيبهم و مرضي ! ، يا سمي و تعبي و إرهاقي ! بليت بك و يقينا يدركني بأنك لن تعود علي بـ قلبك يوما ، لكنني بليت و إنتهى ، و هل للمبتلى شيئا سوى دعوى يغلفها بـ سجدة خشوع و يرسلها لـ تطرق ابواب الرحمة الالهية ؟!

يا شوقا يقطن بي لـ قلبك ، لم لا تكف عن الانانية ؟ ألا تكتفي بـ بقاياي التي تراها ؟ أ تريد أن تصيرني رمادا ليس إلا ؟ يا حبيبي .. كم أشتقتك ، شعرت بكفاه الكبيران تتوسدا خديها لتكفا من عليها الادمع ، مال برأسه نحوها ليبث بها الروح الهائمة مجددا ، فقط بقبلة على الجبين ! كم تكبدت من عناء لتفعلها يا سيدي ؟ ما الذي دفعته لتنزل من علياءك المبجل و تقبل جبين إبنة الأعداء ؟
تأوهت مجددا عند سماعه يهمس بها محذرا : صووتج اصصص ليسمع ابوج
تقوس فمها أسفلا ، فعضت شفتها منتحبة : علـ ـ ـي
عاد ليكفكف دمعاتها ، فـ إستفسر بـ أنفاس اضحت تتسابق فيما بينها : شلونج ؟
هزت رأسها رافضة ، لتجيبه مرعوبة و بذات الهمس : مـ ـو زينـ ـة ، مـ ـوووو زيـ ـ ـنة ابببد .. إنتـ ـ ـه شلونـ ـ ـك ؟ رجلـ ـك ؟

سألته لتبتعد عنه بسرعة باحثة عن دليل يسرها ، لكنها لم تجد سوى جسدا مائلا مستندا على عكاز طبي ، تقوس قلبها ذات اليمين و ذات الشمال ، لتعود فترتمي فوق صدره باحثة عن امان قد ضاع منها بين ذويها ، و ما السبب إلا هذا الشرس الجائر !
تهدج قلبها حين نطق بنبرة حنين لامست بها الروح التائهة : جلنار
لتغمر رأسها بمنكبه ' تملكا ' : هممم ؟
حرك ذراعها قليلا ، و تكلم : رفعي راسج ، باوعيني
لم تستجب له ، بل غاصت به حتى مال بموضعه اكثر ، طوقت خصره بجنون ، لتفقد جزيئات العقل بـ ريح عاتية ! : علي ، لتطلقني ، ما اريييد اتطلق
جمدت نظراته و احست هي بالامر ، فـ بررت تسرعها خوفا من ان يستشف سببا يباعد الحقيقة بأميال : إذا تطلقت رح يزوجني ابوية .. أني متأكدة ؛ و ما اريييد ، ما ارييييد




؛


وقفت أعاتب فيك الزمان
لماذا بخلت بهذا الحنان؟
عرفتك خوفا وليلا كئيبا
وفي ظلمة اليأس جاء.. الأمان
حرام حرام.. وربي حرام
إذا جاءنا الحب بعد الأوان


فاروق جُويدة





جاءت معذبتي في غيب الغسق
كإنها الكوكب الذي في الافق !

شعر بإنقباضة قلبه و تورمه ، لقد عادت لـ بهجتها الاولى هذه الزهرة ، عودها عاد ليكون ريانا ، و وجهها ينتفخ بالاحمرار الشهي ، و كإنما هي ذاتها ، العنيدة صاحبة الشعر الغجري ، آه و لكم إشتاقه !
ظن إنه سيلاقيها ، و سيهدأ به الفؤاد ، لكنه ثار اكثر ، و كإنما فجر بشئ ما مزقه شظايا ، ليمتلأ فمه ببقايا القلب ، و يتجرع ترهاته السامة !
لذا وجد نفسه يهمس معترفا بغير ذي وعي و غير آبه لتوسل باحت به : مشتاقلج

شعر بـ تيبسها بين يديه ، ليخفي بـ براعة بريق نظراته ، و لكنه و لشديد الاسف لم ينجح ان يخبئ نبضة واحدة من نبضاته المتسارعة ، طبيب قلب هو ، و فاشل و بشدة في السيطرة على خاصته ، ضربات معدته زادت لتمارس عمل القلب المتلاشي ، و توترت انفاسه حالما نطقت به متعجبة : يعني شنـو ؟

تسألينني عما اعنيه و انا و ربك لا أعلم مالذي يهذيه قلبي ! فأنا أكيد من رجاحة لساني ، يا الله .. مالـ هذا البياض الملون يديك ؟ إنه يشابه بياض غيابنا .. يشابه ثلوج أربيل التي تذكرني بك رغم إننا إلتقينا و إنتهينا صيفا ، و ها انا اكتشف الآن سبب ذكراك هناك ، تشبهين الصبح ، و العاج ! تشبهين كل نقاء الكون ، يا إبنة أبيك مالذي فعلته بي ؟ من أنا امامك ؟! فـ من دونك أعرفني ، و لكن بوجودك اواجه طامة إنكار ذاتي !
تماسك عنوة ليغلف همسه بلا مشاعر عارية ، يكفيه تعرية لـ احاسيسا تضطرم كمن خيول اصيلة في مضامير السباق : مـ يعني شي
فجأة جرت بجسدها منه ، لتطرق رأسها أرضا و كإنما إعصار ما صار يفتت اجزاءها ، لترفع رأسها اخيرا و الدمعات تتلألأ على الخدين القرمزيين و الشفتين المتوهجتين دما ! ، فتضغط بقوة فوق صدغها نافرة من ضعفها الاخرق ، نطقت حائرة : شتريد ؟
ثبت نظراتها على عينيها هاربا من الثغر المنادي صمتا ، مد يمينه بإتجاهها ليجرها فجأة فتتأوه بقـوة متألمة و بلا وعي إحتنضنت بطنها الفارغ منذ اسبوع فقط !
صار يراقب عينيها الشرقيتين بـ حرص و تهور ، يا إله الكون ، كيف لي أن أصطبر بها بعدا بعد أن امست بهذه الأهمية لي ؟ بعد أن صرت ألتمس جاذبيتها و إنوثتها ، إمرأتي ! أيعقل إنني لم أدرك بأن لها عينان تذهب العقل شرعا و فطرة ؟! أ يمكن بأنني إلتهمتها من دون أن أستمتع بـ تفاصيلها ؟ شعر بها و كإنما قطعة حلوى من الحليب النقي قد إنصهرت بالموقد و كفى !

همس مكملا معها حديثا سـ يصارع أجله قريبا : شريد ؟
و بإنصهارها ذاك لسعت اطرافه ، لكنه إحتفظ بها رغم إستقتالها للهرب ، لتجيبه ثائرة و لكن بخفوت : إي شتريد ؟ و لتتوقع انو رح تسيطر علية مرة لخ ، إنتة اختاريت حياتك و قررت تكملها بعيـ ـ

قال بأن عيناها قد اذهبتا عقله ، و صار كـ رفيقه المسيحي ، إلا إنه قد فقد وعيه بطريقة مشروعة ، فـ أخذ ينفث عن خبايا ارغم نفسه على اخفاءها عنها ، سابقا .. عندما كان ' به ادراك و وعي '
: سارة !

لتتساءل حائرة و انفاسها صارت تعلو فترسم دخانا أبيض بينهما ، حتى دخانك هو الاخر أبيض يا زهرته ، يكيفك رقصا على رجولته ! يكفيك : شنو ؟

أطرق برأسه للحظة ، فأخذ انفاسا اصر ان تكون ملوثة بها ، ثم اردف بعد ان رفع عنقه الطويل ، فـ إهتزت أهدابها لهيئته الخشنة الجذابة : سارة ، عقدت على سارة ، عقدت عليها حتى اضم مصيبة الكلب ابن سطعش كلب ابن عمج ، شايفتني نااقص اكمل حياتي هيجي عبالك مصاير شي

شهق قلبها فزعا .. لتثبت اناملها الرفيعة على ذلك الفم القرمزي و تخفيه عن عينيه الجائعة ، فتتبلل يدها بشدة الدموع المهدورة بإسراف يجب ان يعاقب عليه القانون : يعنـ ـي مـ تزوجت حتى تعيـ ـ ـش طبيعـ ـي ؟

أ ليسوا بمحكمة ؟ أ يذهب ليشتكي لها ظالمها ؟ أيشتكيها نفسه ؟ لـ يحق حقها و يسجن حتى تجف دمعاتها هذه ؟ لكنه و لسخرية الامر يدرك يقينا بأنها إن غاب ستفقد نظر مقلتيها و ليس ماها فقط ، هذه الانثى ابتليت به منذ الأزل ، و ها هو يذوي بـ ذات دوامة البلاء العظيم ، فـ والله ليس هو من يكفكف دمعا لـ أنثى ! ليس هو : تتوقعين الي مثلي يستاهلون يعيشون ؟

ختم جملته بـ مصيبة فعلية ، حيث مال نحوها ليلثم أطراف الانامل المغطية ثغرها ، فيمس أجزاءا منه !
كادت ان تغشى بين يديه وهو اكيد من ذلك ، يعرف بأنها تعاني من صدمة عظمى تجعلها تشك بإصابتها بإرتجاج في المخ ، و لكن عليها الاطمئنان ، فهي سليمة ، لا شئ غير قلبه يرتج في جوف الحلق و يسيل سخافاته : علـ ـ

ويالـ سخافة تأتي بمصرع للكبرياء ، و للشرخ العميق المنصف لـ ذاكرة رجل ، إن عيناها صارت تؤرق به التماسك ليتذبذب بـ أحاديث و افعال لم يكن سيرتضيها يوما و لو علقوا رقبته على المقصلة !
أصابته حمى ما نتيجة لـ بكتيريا شرسة ، فجعلته يتقيأ بإستمرار مرضا يهتك بـ معدته و الكبد ، صار يهذي بلا وعي بما يوده العقل الباطن ، لا الواعي ، هذيانه كان بطيئا ، و الجبين مزين بحبات من عرق رغم برودة الجو القارصة ! : تعااالي ويااية
هسة نعقد محكمة و تعالي وياية لأربيل
أبوج ما رح ينسالجياها
و اني ... أني ما اقدر اعيش بحياة طبيعية ، إنتي تتحمليني
ليشتد صوته بخشونة ضاعت منه لبرهة : تتحملين غصبا عنج لإن انتي و اهلج وياية بالمصيبة

فاجأته بإندفاعها بالبكاء لتهز رأسها رافضة و كل ما بها يرتعش : مـ ـا اقـ ـ ـدر ، علييي لييش هسسة تقوول ليييش ؟

لم يفهم مالهذا الإنفجار من مسببات غير منطقية ؟ تساءل ببرودة حلت بقلبه فجأة ، و هو الذي ظن بأنها ستخر ساجدة تحمد المولى لإنه جعل قسوته تضمحل فـ غير رأيه ، و أدرك اهمية وجودها : ليش ؟

حررها لتبتعد و تمسح دموعها المنهارة ، و كل حين تراقب الباب خوفا من ان يداهم المكان والدها او احد رجاله ، نطقت تعبة من هذا الإختبار القاسي .. أما هو فصار به مس من جنون و لكن صامت : لإن ميصير ، ما اقدر ، أبوية ما رح يعوفك بحالك

و مرة اخرى خرج من جلده السابق ليتحدث منفعلا : ميقدر يسوي شي و يجيب شبهة لنفسه ، بالقوة فلت ' خلص ' منها قبل !
بإنهيار تام خرج نشيجها فبنت بداخله ناطحات من اوهام و مخاوف : علي حرراام عليك ، صدقني حرام ، مـ شبعت من أذيتي ؟ من ظلمي ؟ عبالك اني الي كتلت خوااتك ، عاقبتني بأهلي ، بنفسي و بيك ، علي خسرتهم ، خسرتهم كلهم ، هسسسة جاي ؟ هسة تقول انتة ماخذ سارة ؟ ليش مو من البداية ، ليش من خاابرت قلتلي تزوووجت ، جنت مستعدة اجييك ، بس هسة بعد ما اقدر ، عندي الاهم ، صار عندي الاهم

إزدرد ريقه بـ الخفاء ، ليستفسر قلقا : منو ؟
صمتها طال ، و به الشياطين ثارت تطالبه ان يستجيب لها ، لكنه اخمدها عنوة ، و قبل الاستسلام لها إستدار كلاهما حيثما الباب الذي طرق ، و ارتعدت فرائصها لـ زمجرة والدها العالية و كإن بالمكان يعود له : يللاااا وييينج ؟
: جـ ـاية بابـ ـ
: بسـررررعة

ببكاء تحدثت و هي تستدير لتفتح ازرار معطفها بـ فكرة سريعة داهمت عقلها و اثارت كشفها من دون البوح : امي
سخر بـ تعالي مراقبا رعبها من ذلك المجرم : ليش هاي اول مرة تعوفيها ؟
جمد بها الدم لترجف شفاهها فـ ترسل حديثها الموجوع بخفوت و ما زالت توليه ظهرها : شفت ؟ مو اقلك انتة ظالم ، و اني انظلمت هواية و بعد ما بية حيل

توترت وقفته ، و شعر كإن بيدها غرست خنجر بخاصرته ، بل بـ فخذه حيث ' سبب عرجه ' ، ليزداد وجعا و عرجا ! نبض برقبته احد الاعراق و هو يتابعها تنتزع جسدها الممتلئ نوعا ما من حضن المعطف ، ليستجيب جلدها للبرد المحيط بهم فـ تنتفض بلا شعور ، و تهرب منها همسة عفوية : آشششة ، باردة !

أغمض عينه لكي لا يبصر الـ عقل ما ينويه ، و ترك للجنون حرية قيادته ، فاليوم اضحى يشعر بها تتسلل لـ داخله كـ لصة محترفة ، تمشي على اطراف الاصابع ، حتى تصل الدماغ المتعروج بدهاليزه ، و تبدأ هناك بـ التلاعب و الرقص على خيوط اعصابه بـ مهارة و فن ' سارقة ' ، والله صار يحس بها تتغلغل به كـ ما الدماء الى الرأس ! لم تكتف بالقلب و الكبد ، لـ تتزحلق حافية القدمين ، حاملة كعبها العالي بيديها بين اروقة العقل ، لتثير به جنونه !
إستدارت هذه المرة و حبست انفاسه ، لم يفكر بشئ ، غير إن شهورا ابعدتها عنه زادتها إنوثة و إثارة فـ جاذبية ! كيف ذاك يحدث ؟ أليست تهواه ؟ كيف يصبح عودها ريانا بفراقه إذا ؟ لم يشعر بأن هنالك ما يخفى عنه ؟ لم يحس بـ زحلقتها المثيرة تلك تخبئ أمرا اكبر ؟!
خطوة واحدة لو مشيها سيـجر فاتنته لـ وكره ، و لم يهتم حينها بشئ أخر غير أن تكون معه ، و لو حمله الامر لـ إختطافها ثانية ! اغدق على نفسه بكرم تحقيق مناه ، فجرها من المعصم حتى عثرت بخطواتها قبل أن تسقط بـ أحضانه ، كان معطفها الذي تحمله فوق ذراعها يضيق من تماسهما للإندماج ، همسـت به توقظه من سبات الوعي الادراكي مرتعبة : علـ ـ ـي شبيـ ـ ـك ؟

تعالت انفاسه و يمينه تنتقل بين ملامحها و كإنه بالفعل فقد البصيرة و يود نحت تفاصيلها المثيرة بإحساسه فقط ، كان كمن هو دوما ، غير آبه بـ مكان او زمان ، أو حتى لا منطقية تجمعهما ، إكتفى بالهمس شوقا : أريد أدفيج ، مو بردانة ؟
: آه .. علـ ـ
: جلنار ، بعـدج ؟ بعدج لهسـة تحبيني ؟



قل للمليحةِ بَ القميصِ الأبيضِ ..
مطرٌ و بردٌ حلوُتي لا تمرضي ،
هل تسمحي لي أن أعُيركِ مِعطفي !

و الرأيُ رأيكِ إنمّا لا ترفُضي .*


نزار قباني


؛



متى ستعرف كم اهواك يا أملاً ابيع من اجله الدنيا وما فيها
لو تطلب البحر في عينيك اسكبه او تطلب الشمس في كفيك ارميها


انا احبك فوق الغيم اكتبها وللعصافير والاشجار احكيها
انا احبك فوق الماء انقشها وللعناقيد والاقداح اسقيها

انا احبك... حاول ان تساعدني
فان من بدء المأساة ينهيها
وان من فتح الابواب يغلقها
وان من اشعل النيران يطفيها

يامن يدخن في صمت ويتركني
في البحر ارفع مرساتي والقيها

الا تراني ببحر الحب غارقة
والموج يصنع آمالي ويرميها


كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيباً سترسلها واسعدتني ورود سوف تهديها

وكم ذهبت لوعد لا وجود له وكم حلمت بأثواب ساشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي اين القيها؟

ارجع الى فان الارض واقفة
كأنما الارض فرت من ثوانيها
ارجع فبعدك لا عقد البسه
ولا لمست عطوري في اوانيها

لمن صباي .. لمن شال الحرير
لمن ضفائري منذ اعوام اربيها

ارجع كما انت ... صحواً كنت او مطراً
فما حياتي انا ... انا لم تكن فيها


نزار قباني




ماذا أقُول لهُ لو جـاءَ يسألُنيِ .. إنْ كنتُ أكرههُ أو كنتُ أهواه !
قالها نزار قبلي يا سيدي .. عبر عما تعانيه بنات جنسي إنت جئتم تطالبونا بالبوح ، ماذا أخبرك عنك و أنت على دراية و علم بأنك كل شئ ! جرحت ، و تجبرت ، و ظلمت لكنك ما زلت الأقرب لـ قلبي من اوردته ، إني أحبك ، فوق ما تتصـور ، أراك غير ما أنت عليه و أتوق لـك أكثر من كل شئ ، و ربك يا علي إن الفراق أهلكني ، صار كـ دودة مرضية تتغذى على جسدي ، كـ كائن طفيلي بلا منفعة ! صرت أخافني ، أخاف أن افقد صوابي بك ، لطالما كنت مندفعة بكل شئ صمتا ، و ها انا اندفع بحبك و كإنك قد بنيت لي قصورا من الشوق !
مالي أراك تطلبني الفصح عما يجول بي ؟ مابالك يا حبيبي ؟ لم التمس فيك وجعا ؟ أتراه شوقا صار يسكنك ببعدي ؟ أ أصدق اماني قلبي الملكوم ؟ أم أخرسه و أمضي فأتركك تصارع ذاتك بحثا عن الجواب ؟ أين ثقتك بي و بنفسك ؟ كيف يسكنك شكا بحبي ؟ ألا يكفيك أني إخترتك من بين رجال العالمين رسولا لقلبي ؟ إخترتك رغم رفضك و صدك ، أجبرتك على أن تحب ! و تأتي الآن لتسألني !!
آه عليك ، ماذا اقول له لو جاء يسألني يا نزار ، إن كنت اكرهه أو كنت أهواه ! هب لي من فصاحتك جملة تشبع غرور رجلي ، و تهدأ جنون النبض فيه ، أعطني من قصائدك بيتا أسكن فيه أسدي حتى ارضيه ، و أرحل !

و قبل أن تستعير من نزار حرفا ، تسمرت و يبس الدم بها إثر صوت وكرة الباب التي اديرت ليفتح ! إلتفتت تنظر لـ سجانها بفزع ، فـ أدارها الأخير بسرعة محيطا عنقها بـ ذراعه و كإنه ينوي خنقها ، إرتجف بها النبض و تخلخل توازن المخيخ و إحتبست الانفاس الجافة ، لتغمض عينيها مرتعبة من النهاية الحتمية ، شعرت بتدفق سائل مغذي لطفلتها البعيدة بـ لا ارداة .. تبللت رعبا و موتا لتضم صدرها مرتعدة الفرائص ! بوسط تدرحج الشعور نحو الهاوية ، شعرت بذراع تحتضنها لتمنع نجمها من الإفول ، همسة منه بلسمت جراحها ، همسة فقط يا علي ، لم تبخل عليها بالقليل ؟

: إصصص لتخافين محد يسويلج شي واني وياج



.
.
.



نهآيةْ الإدانةْ الخآمسَة عشرْ

و ما زلتُ حُلمـاُ !

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 09:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية