لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-12, 06:35 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 




عادتْ لطائرها الذي غَنّاهَا وشَدَا فهاج حَنينَها وشَجاهَا
أيُّ الحظوظ أعادها لوَ فيِّها ونجيِّ وحدتها وإلفِ صباهَا
مشبوبة التحنان تكتم نارَها عبثاً وتأبَى أن يبين لظاهَا
يا إِلفيَ المعبود! سِرّك ذائع نار الحنين دفينها أفشاهَا
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ وعشية كالبرق حان ضحاهَا؟!
يا ويح هاتيك الثواني لَم تقف حتى نسيغ هناءةً ذقناهَا!
حتى يمتع باليقين مكذب عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا
تمضي لها الأبصارُ مُشعلة الهوى وتحول عنها ما تَطيق لقاهَا!
تخبو العواطفُ في الصدور وتنتَهي ويَجف في زهرِ القلوبِ نذاهَا!
وأنا أحسُّ اليومَ بدءَ علاقةٍ وعنيف ثورتها وحزّ مدَاهَا!
لم تُرو منكِ نواظري وخواطري ورجعت أزكى مهجةً وشفاهَا!
مدَّ الخريفُ على الرياض رواقَةُ ومضى الربيعُ الطلقُ ما يغشاها
ما بالرياض؟! كآبةٌ في أرضِها وسحابةٌ تغشى أديمَ سماهَا!
جمدت حمائمُ إيكِها وأنا الذي شاكيتُها فاغرورقت عيناهَا!
كيف السبيلُ إلى شفاء صبابه الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا!!
وإلى نسائم جنة سحرية قرّحتُ أجفاني على مغناهَا!
قضيتُ أيامي أضمُّ خيالَها وأضعت أيامي أقول عساهَا!

ابراهيم ناجي




ساحرة !
لقب جديد يضاف لـ قاموس القابك يا أميرتي ،
أخبريني برب من جعل لنا هذا العيد لـ يتمم علينا فرحة شهر الفرج من أين لك كل ذلك القدر العظيم من الأسر ؟
جئتك و القلب متأرجحا و ملتاعا و تملئه رغبه بإعتصارك بين الاضلع حية علك تحتجزين هناك لفترة قبيل أن تنجحي بـ إكتشاف احدى التعويذات و تهربي مجددا مخلفة وراءك بقايا ضلوع مسننة مـتشبعة بـ دماءك !
و ها انا اجدك كـ عادتك أنتي من إمتصصتي دمي لـ تجعليني بك و بـ دمعك حائرا ، قولي ما العمل مع أنثى كـ أنتي يا أخت أخيك و مليكة قلب رفيقه ؟

فض من على الوجنتين دموعها الحارة ، ليحتمل لسعتها بـ شهامة عاشق ، و من ثم تحدث هامسا لئلا تلامس اقدام حروفه حقل ألغام قد يفجر بها الجنون الذي لا ينقصه هذه اللحظة : حتى بالعيد نبجي ؟

خيرا من علي !
هذا ما جال بـ قلبها وهي تتهجئ الحروف القلقة من بين شفتيه ،
طأطأت بـ رأسها لتسحب عضدها من مسكته نافرة و حاقدة ، هي من أولئك الذين يحقدون !
و لـ ربما يسامحون ، فقط لو يجدون من يقدم لهم كنوز الذهب و الفضة كـ عربون صلح ، و هو لم يفعل شيئا حتى الآن
شهران مرا و لم يفعلها و يخترق جدار صمته رغم اخطاءه المتراكمة في حقها المذبوح امام قبلة الاخوة التي تربطه بـ أخيها ،

: لين ؟

تركته جالسا على السرير لـ تنزل من الطرف البعيد عنه ، متوجهة بـ خطوات متماسكة نحو الباب ، و هي اكيدة بأنه لم يتوقع منها ردة فعل اقل حدة ، فـ هذا الجفاء هو ما اعتاده منها منذ اسابيع ، الهت ذاتها بـ تحرير شعرها من مشده الصغير و اعادة ترتيبه بطريقة لا مبالية لتثبت محلها على بعد خطوات من الباب المرتد حينما شعرت بإقترابه من خلفها و الذي لم يطل سوى ثوان قصيرة ، فـ سرعان ما أدارها نحوه بـ كثير من الحنو ،
مجددا عبثت بـ مشاعره و امتصت منه صبره حينما انعقد حاجباها و هي تسحب بـ ذراعها عنوة ليفاجئها بـ صرخة مكتومة يبست الدماء في عروق رأسها لـ تركز بنظراتها نحوه موسعة حدقتيها بلا إستيعاب : صبررري

والله شعرت بـ قلبها يكاد يققز من هول نظرته و شدة قبضته على زندها ، نطقت بـ مقل تكاد تفيض دمعا : عوفنـ ـي

ظهر الغضب بـ نبرته الجادة : تدرين اليوم عيد ؟ لو بنات البشوااات ما عدهم عيد

إبنة باشا !
هذا ما يراها عليه ؟!
تسمرت مما قاله لـ لويحظات ، لتشيح بوجهها يمينا ثم تحاول مجددا فك أسرها منه ، ليعود هو فـ يستطرق : شغلة وحدة اريد افتهمها ، انتي تعاقبيني على غلط اخوج ؟ قابل اني خليته يعوفج و يروح ؟

تعرف جيدا كيفية زهق روح الصبر بـ صمتها الحقير هذا ، لتجعل شياطين الكون تتجمع من حوله و تتلو فوق أسماعه ابشع ما يحتمله انسان ،
حذرها من المضي في العناد الكريه هذا : كل شوية جايتج وحدة و متقبلين تطلعين تتريقين ، ليش يعني رح اكلج ؟ ترة لعبتي نفسي

إلتفتت برأسها نحوه مسرعة لـ ترتفع نبضاتها قهرا ، و من ثم نطقت بركازة في الحبال الصوتية : ومنو عتب عليك و قلك تعال لي ؟ قلتلكم ما اريد اتزقنننب شنو المشكلة ؟ لو حتى الاكل لااازم غصب ؟ يعني اووكي لفيتني ببيتك خلص تتحكم بية بكيفك ؟

مزق من عليها ثوب الغرور بـ حملقات تشتعل شرا ، فرفع احد حاجبيه ناهرا بـ إحتراق : يعني لااازم تطلعين صوتنا و الكل يعرف لسااانج الطويل ؟

و كإن نظراته إنعكست بـ زمردتيها الملطختان بـ لمحات من البنفسج كـ لون القميص الذي ترتديه ، فـ تشدد كلماتها بـ وضوح : ما اريد اتزقنب ، وين المشكلة ؟ كل واحد و بكيفه يموت يتسمم يحترق و طبه مرض انت شعلييييك ؟

شدد من قبضته و أمنية ولدت للتو من رحم الغضب لـ تطلبه أن يفقأ عينيها الخبيثتين ، بلونهما الاكثر خبثا ، والله تستحق أن تنتف اهدابها و من ثم تقتلع المقل ، فقط كي يتخلص من جنون عشق افقده صوابه ، سحب بها نحوه بحركة سريعة و مغتاضة لترتد بعد إصطدامها بـ صدره مصدرة ' آهة ' نفور و غيظ ،
شتتت بنظراتها بعيدا عنه حالما رأت العقدة المخيفة المكونة بين حاجبيه و تلك اللمعة المنذرة بشر قبيح ، و لكنها لم تستسلم ، فـ همست بعند : صااارلك شقد خلصان مني وخلصانة منك ممكن اعرف هسة شذكرك بيه ؟ لو بس بالعيد الله يحاسبك عالاهمال و ببقية الايام عادي

زفرها نارا لـ يستطرق : إنتي ليش متعرفين تحجين ؟ و بعدين انتي الي خاتلة' مختبئة ' عبالك رح اكلج اذا شفتج ، و قولي هالحجي لنفسج ،، ترة الي دتسويه بعدين تحاسبين عليه ،
و بتشديد للحروف نطق : الصبر رح يخلص لينا ، والله مبقى منه شي ، و اذا خلص ترة والله تشوفين غير عمر

ليرتعش فؤادها المستكين بالصدر حتى رفعت بيدها الحرة لتضغط فوق محله خشية من ان يقع في مكان ما و لا تجده بعد ذاك ، و من ثم بـ وقاحة حدقتين هزأت : على اساااس هسة شلون عمر دا اشوف حتى تهددني انو بعدين تتغير

يا رب ، ألهمني الكثير من الصبر ،
فـ إبنة ابيها تود أن توأد بهذا النهار ،
حاول أن يلف بها و يدور ، فـ يسقطها في خندق إستخدمت كل وسائلها المباحة لـ حفره ، فـ سأل بذات السخرية وهو يحتفظ بها قريبة حد الإلتصاق : ليش الخاتون شلون تريد تشوف عمر حتى يعجبها ؟

همست به خائفة و قلقة ، و التوتر يكاد يهوي بها من شاهقات الجبال : ما اريد شي منك ، انته الي جاي هنا و قلي شتريد مني هسة و فضني

أريد أن اتغلغل بك يا من نحرتي حبال القلب ،
أريد ان أتنفس عبير شعرك الممنوع رغم الحلال الذي يؤهلني لـ تقطيعه من بويصلاته لو شئت
أريد أن اغمس أصابعي في عينيك الأنقى من الخلجان مظهرا و أملح من البحر طعما و من ثم أتذوق ملوحتهما لـ أدمن العطش من بعدهما
أريد أن أفطر بك ، والله اريد ذلك !

: عوفنـ ـ ـي

: هه .. هستوج ' للتو ' تشتكين من الاهمال ، شو غيرتي ؟

: مـ ـ ـ ماريـ ـد شـ ـي ، عوفنـ ـي

كادت ان تخر مغشية عليها و شعور الانجذاب بين جسدها المصير كـ برادة حديد لـ مغناطيسه الشرس يؤلم بالصدر محتوياته ،
ودت أن تهرب من كل ما يشعر به ، و ما يجبرها ان تشعره هي الاخرى ،
ودت أن تقنع نفسها بـ أنه يعيش غريزة رجولية لا أكثر علها تستطيع حينها أن تدفع به بعيدا او أن تهرب عنه حتى اللا مكان و لكن يبدو أن هذا العيد لن يكون فيه تحقيقا لأمانيها ، فـ وجدت نفسها تغرق معه في بحر لا قرار فيه !
لا ربان غيره ،
و لا قارب نجاة يلوح في مكان ما ،
فقـط هو ، و هو فقط
إن تركته سـ تغرق ،
و إن تمسكت به سـ تختنق و تحترق !

ما الجدوى من المقاومة هنا ؟
فـ لتشتعل ،
فـ النار أحيانا تكون أكثر عطفا من غرق البحار ،
دوار عنيف دفعها لـلتمسك بذراعه عله يرحم صغيرها المصدوم من انعدام مقاومته ، بل و جنونا اصابه ليدعوه عنوة أن يغرس نفسه بـ صدر أمامه فيدفع بقلب يسكنه يمينا و يترأس هو جهة الشمال ، و هذه المرة يكون هو الربان !

: ممكن تخلين هالعام يصير خير ؟!

همس بها بتنهيدة مشتعلة عصفت خلاياها الدمعية ليجعل محتوياتها تهرب منها بلا حول ولا قوة ، و هي مغمضة لمحجريها خوفا من هروب مشاعر تمزق بداخل الروح الحنايا فـ يكشفها هو و يتلذذ بـ هدم برج كبرياءها و عنفوانها ،



؛




أكرهها وأشتهي وصلها
وإنني أحب كرهي لها
أحب هذا اللؤم في عينها
وزروها أن زورت قولها
::
عينٌ كعين الذيب محتالةٌ
طافت أكاذيب الهوى حولها
قد سكن الجنون أحداقها
وأطفأت ثورتها عقلها
::
أشك في شكي إذا أقبلت
باكية شارحة ذُلها
فإن ترفــقــت بــهــا أستكبرت
وجررت ضاحــكة ذيلها
::
أن عانقتني كسرت أضلعي
وأفرغت على فمي غِــلــّها
::
يحبها حقدي ويا طالما
وددت إذ طــوقــتـها قــتــلـهــا


نزار قباني






هل يصفعها ام انه يفض سيول الدمع من على الخدين بهذين الكفيين الضخمين المتقدين نارا ؟

: يللا إمشي الكل دينتظرج عالريوق

دفع بها امامه فـ إضطرت لـ إبعاد جفنيها و الكشف عن قزحيتين تلألأتا شغفا بشئ مرفوض ذهنيا لتصرخ معلنة ثورة من اعتراض عل نبرتها تعلو على نبضات القلب فتخرسها : ماشاء الله متعلم إسلووب جديد للتعامل ، عبااالك اني اي وحدة جانت ، اذا الاسلوب يمشى وية غيري وياية ميمشي

كانت توليه ظهرها لتكتسب الثقة ، فرفع هو حاجبا يعلو محجره الايسر بثبات كـ تحدب حجابه الحاجز الذي حرم عليه اطلاق زفيرها و ابعاد عبق انفاسها و طعم لهيبها المتقد ، لو زفر سيفقدهما لا محالة ، ولا يدري متى سيكون موعد الجرعة التالية لهذا الادمان ، لو كان هنالك من جرعة بالاصل !
إهتز كتفاها امامه لـ تستطرق مجددا فتنحر امل الجرع المستقبلية : اني مووو مثل احد و رجاءا بعععد لتسويهـ ـ ـ

ليفقد القلب صبره ،
بل ربما العقل هذه المرة هو من ضرب قفا ذلك الاحمق الهرمي الشكل لـ يقلل من وطأة ضعفه و يشحنه بطاقة سلبية ضد هذه الشرسة ، فـ هددها بـ غضب مكتوم و انفاسه قصيرة جدا ، ما زال يخشى ضياع بقيتها من بين الرئتين و الفم : مو هوة بكيييفج اني اتصرف ، و بعدين انتي شنو يعجبج بالضبط ؟ خليتج على راحتج شهور و داريت خاطرج و وضعج ، بس إنتي فد وحدة متنحمل ، و العجب ميعجبها ، لا زعل لا رضا لا *** كل شي وية جناابج غلط و ميصير ، إنتي بيج انفصااام تدرين لو لأ ؟ ماكو وحدة طبيعية ترفض كل الدلال الي ديعاملوها بيه و تجلب قوة بالعناد .. كل ذيج الفترة تقولين ممهتم و هسة جيت ابين اهتمامي بإعتباره عيـ ـ

لتبتر حديثه بـ نبرة مغتاضة وهي تحاول أن تثبت نظراتها المتوحشة بإتجاه بؤبؤيه مباشرة : لتقووول عيييد ، لإنو مو بس بالعيد اني موجودة ، و بعدين انته متحملت مني شي هذا اتفاق تعرفه من البداية و لتنسى إنوو نهاايته قربت وبعدين حضرتتتك ممقصر مو جانت عندك زينب ؟ ليش عفتها جان بقيتها و اهتميت بيها بالعيد وبغيـره و عوفني بإنفصامي و انانيتي شجاابرك على مرري اذا هيجي اني ما انحمل

بالفعل توجعت لقبضة يده لـ تطالبه بـ ذات الاسلوب المستهتر و لم تزل تواجهه بـ كبرياء فرعوني شعرت بأنه ركل بسبب ما سمحت بحدوثه منذ قليل ، هذا الخبيث رفيق رفيقه لا يستحق ان تتنازل له و إن دق عنقها : دتأذييييني

: طببببج مرررض

و الله فاض منها الجوى و اكتوت حتى خلاياه الداخلية ، متى تنوي الإنقياد ؟ سترهقه حتى أخر رمق له في الحياة ، هه توده تركها و كإن الامر يعود لها ، الرعناء !

إنساقت على وجنتيها دموع المقل بعد شتيمته تلك ، لم تعتد ان يكون معها قاسيا ، إلهي ، بالفعل ستفقد الرجل صوابه !
تعلم بإنها وصلت معه لنهاية دلو الصبر الذي كان منذ سنين مملوءا بخزين لا حصر له ، افعالها الشنيعة استنزفت كل ما به ، و لكنها مصرة بإنه يستحق كل ما تفعله ، أوهمها و إن كان بصورة غير مباشرة بحب يمزق جسده بمشرط طبي حاد الاسنة إن اصبحت لغيره ، و في الحقيقة لم يفعلها سوى واجبا يؤديه لـ رفيق دربه
الكريه ، بليد المشاعر و زير النساء ،
يستغفلها بـشأن ياسمين ايضا ، فهي على دراية بما يحدث بينهما ، مالذي يدعوه للمجئ و إيصالها يوميا الى المشفى و اعادتها لو لم تكن له غاية من ذلك المجئ ؟، كـ رؤية تلك الجذابة و التعرف على والدها ، توثيقا لعلاقة مستقبلية هدفها المهنة المغلفة بالنجاح الباهر فقط مع ارتداء نحره لذلك الطوق الياسميني المزمرد باللؤلؤ !
الحقير يحبها هي و يتلاعب بذيله بكل الاتجاهات ، كـ طاووسا في القرون الوسطى ، ليسلب بألوانه الزاهية لب جميع الاناث فيقعن في شباكه الناعمة بـ ثقوبها لئلئلا تتجرأ إحداهن و الهرب

إرتجفت شفتاها و إقتنت إحمرارا مع أرنبة الانف الصغير ليستغفر جهرا و يقلل من شدة ضغط ساعده و لكن كلامه احتفظ بـ حدته و هو يستصرخ الحاجة العارمة لـ جرعة أخرى ، فالاولى والله لم تبل ريق العشق بداخله ، و لا يعلم إن كان سيبتل ذلك الريق ولو بعد تسعة و تسعون حقنة في وريد الثغر ، و هل في الفاه من اوردة ؟
بالنسبة له فـ بوجود مصاصة دماه تبرز كل شعيراته حتى ارفعها و ادقها لتتحول ذاتيا و وقتيا لأوردة و شرايين مكتنزة بالدماء ،

: سمعيني يا بت الناس ، ورة مهر اية امي حتسويلج حفلة ، و غصبا ما عليج تقبلين و تفضينااا ، تدرين اخوج صاير مخبل اكثر منج و مرح يبقيج وياه ، الله يعلم شوكت يرجع لعقله هذا اذا رجع ، و ترة هاية مو حياة وياج ، كافي هسة اخوج بخير و الوضع تحسن و اني بعد كم شهر اتعين و لوكتها هذا المحل و يشتغل واتوقع طول هالفترة مقصرت لا اني و لا اهلي وياج بشي ؛ يعني ماكو شي يمنعني من الزواج و ...

نظرات الفزع ارغمته على شد قبضته مجددا على مرفقها حتى تعقل و خشي أن يمزق غضاريفها الحبيبة ، فـ جرها بقوة قاصدا الباب المردود ليضرب طرفه بـ مقدمة خفه فيغلقه و مع سماعها صوت ارتطام باب الزنزانة إرتعدت فرائصها و تلون وجهها اكمله بالدماء لتطلب الانقاذ من سيدات المجتمع الفرعوني لترمين لها بـ قوة لا تناسب حواء ، فـ صرخت به بهمس حقود : مو بكيييفك احنة اتفقنا نتطلق ، و اذا ميت عالزواج روح لـ ياسمين خانم و الله تقوم ترقص بس تقللها ، و حضرتك هم تستفااد من منصب ابوهاا و تعينك بالمستشفى و تصير بسنتين احسن دكتوور وعلى فكرة هية تنتظر منك اشاارة بس ، ترة هاي فكرررة ترفعك للسمااا

لمحت توتر نظرته فـ إستساغت الامر لتكمل بأسنان تصطك مع بعضها حالما هيئ لها عقلها الباطن ما يمكن ان يكون قد حدث بينه و بين من بقيت على ذمته شهورا : لو رجع زينب ، هم رح تذبح نفسها من الفرحة ،

و بحرقة صدر شبت نيرانه على حين غفلة رفعت من طبقاتها الصوتية بقهر حريمي مس فؤاده فـ ألجم فك قسوته ليتركها تفرغ ما يدور في خلد رأسها الصغير و الحبيب كيفما تشاء : ما ادري ششايفيييين بيييك حتى هيجي كاتلين روحهم علييك ، ميشووفووك يومية وية وحدة !

هذه المرة توسعت حدقتاه فجيعة ، أ هو من يقال له هذا الكلام ؟
هو من لم يتجرأ و يدنو من خطوط حمراء مع بنات جنسها خوفا ممن يتجرأون و يعبرون حدود شقيقاته تظن به ظن السوء هذا ؟ أفقدت صواب عقلها ؟ أم شئ اخر هو من فقد صوابه ؟

هي لم تزل تفكر بتلك الزوجة الاولى ، كانت اولاه !
رقدت على صدره بالتأكيد مرارا ، لم تنسـى رقصتهما ليلة الخطوبة ، فـ كم من إحتضان لذلك الخصر الريان قد كان بطلاه ساعدا هذا الخائن ؟
أ أشعل جهازها الهضمي بنار اوقدها بها كما فعل معها منذ قليل ؟ أ تمزق الصدر و خارت القوى و إستندت بجذعها الميال فوق رصانته الجدارية ؟ و ما حدث بعد ؟ كم من مرة تذوقها ؟ و هل كانت له لذيذة ؟ اطيب منها مسكا و عنبر ؟ ا كان هو بمعاملته لتلك رقيقا بعكس ما كان معها هي ؟ فـ ما فعله لم يكن سوى إثبات نفس و حشر انف للرجولة في جدالات لا نهاية تحصرها ، كان كمن يود عقابها ، إلا إنه مع تلك فـ بالتأكيد لم يتجرأ إيلامها بقدر هذا الالم و لم يتحدى فيها عنادها و لا حتى يدفع بها لداخله لسجنها ببين الضلوع مؤبدا ، نعم لم يفعل ، فـ عليه ان يكون قد وفي على الاقل بمشاعر المحبة ، فقط كي تشعر بأن ما قيل عنه واقعا و بأنها هي مليكة القلب ،
الاخلاص عقابه ، و عليه و إن اقترب من غيرها ان لا يرى و لا يشعر من دونها و لا فوقها و لا تحتها بـ أي حواء أخرى ،
يا إلهي لا تستطيع فض ذكرى علاقة ربطته بـ انثى في وقت كانت هي تتبختر متسربلة بـ عباءة التكبر ، هي من إبتعدت لـ تتركه يبحث عنها بـ أخرى ،
هل تراها نادمة ؟
كلا ، لن تندم ، إكتشفت بإنه كاذب مخادع حقيييير ،
سحقا لك و لحديثك الغبي يا رسل ، لقد قلبتي طاولة افكاري و جعلتي الجنون و الغباء يسكنانني حتى ضاق من حولي كوني ، منذ متى و اكون انا مجرد كومبارس أنتظر بشغف دورا أؤديه في مقطع ما بـ غيظ يتملكني نحو كل من يدنو من البطل الوسيم الذي من المفترض ان لا يقترب من سوايا ؟!

وجع إستحل صدرها بغير ذي ارادة منها ، محاولات الهاء العقل عما حدث تشبعت بالهزيمة النكراء ،
كيف تجرأ و خانها كيييف ؟ لم لم يكن في عشقه وفيا كما تزعم نظراته ؟ كم تكرهه ،، والله تكرهه

: أني يومية وية وحدة ؟

جاءها سؤاله مهددا ليعيدها لتلك النقطة التي هربت منها بأفكار قادتها بمركبة سريعة نحو الجحيم ، و كما اعتادها ان تكون ، سلطانة لا تهاب السلاطين فـ كيف بالعاشقين اجابت متحدية : إسأل نفسك
لتكمل وهي تدوس قهرا على اصابع قدمه ، بشكل عفوي متعمد و تتمنى حينها لو كانت هذه اقدام علي و رسل ايضا فالجميع يستحق ان يعاقب : أو إسأل بنات كلييتك ، كلهم يعرفون شنو انتـ ـ

ليقاطعها بـ إحاطة خصرها الضعيف المهمل بساعده الايمن و رفعها عن قدمه لـ بضعة انشات لتتشبت بـ قميص بيجامته القطنية رعبا بـ الاخص لقرب فكيه المتصلبين .. نظراته افصحت عن إشتهاءها لـ حقنة اخرى ،
: قد هالحجي إنتي ؟

همس بها مغتاضا و جسدها المرهق كاد أن يعتصر بين جدار الغرفة و جدار جسده ، رغم إنها إستخدمت طاقاتها للضغط على ذراعه التي تحتويها فـ لعلها تؤلمه ولو قليلا ، أردف حائرا و ذلك التركيز المهيب المسلط على رحيق زهرتها كاد يبكيها ، لا تستطيع التخلي عن خجل حواء و حاجتها ، رغم كل الصفات الانثوية البغيضة الاخرى التي نجحت في ان تهمل وجودها كـ إن لم تكن يوما ،
رفت أجفانها لتتابع تصميم زر القميص و طرق حروفه بهذا القرب يؤلم جهازها السمعي : لين لتجبريني أصير مثل أخوج و اسوي الي يجبرررج توافقين على اشهار الزواج غصبااا ما على خشمج العااالي ، لتطلعيني من طوري يا بت الناس و احمدي الله عالنعمة الي انتي بيها

لتشد خيط ازراره فيتضح لها القليل من صدره فتستخدم اظافر سبابتها و الوسطى في خرمشتها بـ دموية : متقـدر

: لتتحدين والله اقدر

رفعت بمقلتيها نحوه و قد غام لونهما اكثر لتعترف بما تشعر به : بس متسويها

: وخري اظافرج

: يوجعك ؟؟ .. حييييل تستاهل

: بلا خبال وخريها ،

ارتسمت ابتسامة خبيثة فوق ثغرها لـ تؤدي بـ صبره نحو حتفه فـ غض بصره ليتنهد قائلا بمحاولة لغرس إسم أنثوي ليفصل إلتحامهما و لكن رجاءه لم ينفع : عجبتني فكرة ياسمين ، و اكيد رح تقبل و ماشاء الله هية واثقة من نفسها ميهمها لو قبلها عشرة مو بس وحدة ، شنو رأيج شوكت اقلها ؟ لإنوو بصراحة مستعجل عالاستقرار اني و على الاقل اضمن انو ارتبط بوحدة مـ رح تخرمشني واني جاي اعايدها ، ادري بيها رح تحسسني انو متزوج مرررة ، مو ....... آخ لينااا إيييدج

عادت لتتم عملها مجددا و نيران عصفت بدواخلها دفعت اللسان لـ لافصاح عن شئ لم يجب أن يعلن عنه و لو طال الامد ، فـ قالت والعين بالعين ، و باديهما اظلم لنفسه من الاخر : و تتوقع رح تقبل بيك هية او غيرها و الكل يعرف انتة تحب وحدة بس و شقد متحاول تعوفها تفشششل ؟

غرس بها بإتجاهه أكثر و ازدراد ريقه بات مفضوحا لها ، ليهمس بأنفاس حرة عصفت وجهها ، فـ لن يوقفه شئ بعد الان عن ملئ صدره بـ جرعات اخرى ولو استقتلت للهرب : و منو هاي بللا ؟

: عـ ـوفنـ ـي

: مرة يومية وية وحدة ومرة احب بس وحدة وما أقدر أعوفها ، فهميني منو هاي الي تعرفيها و ما أعرفها ؟

: إي هواية متعرفها ،، إسـأل نفسـ ـ ..... آه

هي من تطاولت وهي من عليها ان تحتمل عقابه ، و هي من تستحق أن تكون جوابه !
رضاء أو إكراه ، لن يفك قيدها منه ولو بعد مائة عام ، سـ تصمت و تتقبل ولعه بلهيبها اللاسع ، ستكتمل بها إسطورته ، و تخلد معها حكايته التي ظنها ستكون بنهاية مأساوية كـ أغلب أساطير العشق الشرقي العاصف ،
لم يتركها من دون أثر ، بل اثبت لها فعلا كيف بأمكانه أن يجبرها ولو على حساب قلبه ، تأوهاتها لم تهمه و لكن إبتلاع قطرة من دم نبت بطرف خدها هو ما ابعده عنها لاهثا

: عمررررر ، لييين ويييينكم ؟

أفزعتها الصرخة المهددة من قبل الحنون لتسبق حركته خشية أن يلمح ما حل بها من إضطرابات اجبرتها على حبس نفسها في الحمام لـ نصف ساعة بل و يزيد و الجمرات الدمعية تتقد فوق خمار الخدين نتيجة عبراتها الكئيبة المليئة بالإستحسان المشبع بالعمر !




زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوبات جنوني
زيديني غرقاً يا سيدتي إن البحر يناديني
زيديني موتاً علً الموت إذا يقتلني يحيني
يا أحلى امرأة بين نساء الكون أحبيني
يا من أحببتك حتى أحترق الحب أحبيني
إن كنتِ تريدين السكنى أسكنتك في ضوء عيوني
حبكِ خارطتي ما عادت خارطة العالم تعنيني
أنا أقدم عاصمة للحزن وجرحي نقش فرعوني
وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد إلى الصين
عصفورة قلبي.. نيساني ..
يا رمل البحر وروح الروح ويا غابات الزيتونِ
يا طعم الثلج .. وطعم النار.. ونكهة شكي ويقيني
أشعر بالخوف من المجهول فآويني
أشعر بالخوف من الظلماء فضميني
أشعر بالبرد فغطيني وظلي قربي غني لي
فأنا من بدأ التكوين
أبحث عن وطن لجبيني
عن حب امرأة يأخذني لحدود الشمس ويرميني
نوارة عمري مروحتي قنديلي فوح بساتيني
مدي لي جسراً من رائحة الليمون
وضعيني مشطاً عاجياً في عتمة شعركِ وأنسيني
من أجلك أعتقت نسائي
وتركت التاريخ ورائي
وشطبت شهادة ميلادي
و قطعت جميع شرايني




نزار قباني

.
.
.



لقد كنت أعرف أني غريب
وأن زماني زمان عجيب
وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه
وأني سأنشد لحنا جميلا
وأدرك أني أغني لنفسي
وأني سأغرس حلما كبيرا
ويرحل عني.. وأشقى بيأسي..
فماذا سأفعل يا أصدقاء؟
أتيت إليكم بلحن جريح
لأن زماني.. زمان قبيح
فجدران بيتي دمار.. وريح
وبين الجوانح قلب ذبيح

فاروق جويدة



سحب الجهاز ذا الرنين المزعج من اسفل الوسادة بـ حركة بطيئة متمللة ليقلب فمه بـ ضيق مشوب بـ زفرة ارهاق !
فالنوم بات ثامنا للمستحيلات السبع ، و الأرق يلازمه كمرض عضال يتغذى جيدا على خلاياه العصبية و العضلية ، أما الراحة النفسية فـ كانت هي الوليمة الاكبر ، و الأشهى ،
عاد ليغمض عينيه باحثا بعبث عن عقدة في الصدر يستجدي من الله وحده انفكاكها و اصابعه سمحت للمتصل بـ أن يرسل ذبذبات صوته فوق أسماع مثخنة بـ صراخات عدة لم و لن تزل محفورة في الواح الذاكرة بـ نصل ريشة معتقة في محبرة دموية تعود لسنين ما قبل العمر !

: السلام عليكم ، شلونك ابو حسين ؟

بعد صمت مزعج قرر ان يجيب بـ برود مغيم بسحاب هم : وعليكم ، زين

رغم الرغبة الواضحة جدا لإغلاق الخط أصر رفيقه بـ الحديث من دون ان يتطرق لـ ' معايدته ' ، فـ من هم كـ رفيق الطفولة لا يتقبلون حرفا وهم بحالهم الغامض هذا : علاوي ، تفرج وربك ،، بس قول يا الله

زفـرة ، فـ دمعتان تألقتا في محجرين واسعين بـ لون داكن مهيب ، و لكن قانون الرجولة الصادر منذ القرون القبل الميلاد أرغمه على تجفيفهما ذاتيا من دون اثر يذكر ، ليهمس بـ ' يا الله ' قاصدا رب السماوات العالم بـ مقدار وجع نبتت شجرته الاثيرة في اعمق اصول الروح لتسقى ثلاثا كل يوم من دم الفؤاد حتى قاربت على إستنزافه كاملا ، لـ تتركه جسدا خال الوفاض حتى من دمه !!
حينها لن يتبقى من صفاء سـوى اللين ، عنيدته و مدللته ، و كإنه احتضنها لتكون هي باقيته الوحيدة حتى تترأس سلالة العنفوان الصفائي المختزلة رجاله !

: شوكت تجي لبغداد ؟

إستفسر الرفيق ليـجيب بسؤال شارد غير مهتم بـ أداب الحديث : لينا يمك ؟

و كإن إسمها إستنطق في الأخر عضوا عضليا غير اللسان ، و لا حتى الحبال الصوتية ليجعل نبرته تتألق بين نقاوة السحب : هوة مخابرك اريدك تحجي وياها ، علي اليوم عيد ، و من الصبح بس تبجي عليك فهمني قصتك شنو ؟ شسـوت هية حتى متحجي وياها ؟

بذات الاسلوب المحتضر اردف : والله لو بيدي اطلع من نفسي . عوفني لخاطر الله ، و يللا انطينياها دا اخلص

ليأتيه صوت الاخر حانقا و صارما : علي .. لو تحجي وياها عدل و مثل الاوادم لو لتحجي أصلا ، مو كلما خابرت لازم تبجيها و تمرضها يومين ، قوة دنخليها تصير طبيعية و حضرتك بمخابرة وحدة تطيح حظ نفسيتها

صمته طال لبرهة ، بل لـ برهات عديدة !
دوما ما كان متيقنا بإن قلادة الثقة لا تليق الا بالعنق الحنطي العريض لـ رفيق دربه ، و هذا الرفيق رغم إنه قد تشبع رفضا من قبل بقية صفاء إلا إنه لم يرتض لنفسه يوما أن يكون متفرجا في مسرحية اوجاعها ، و ها هو الآن يحذره مبطنا ان يخدش بشرة مشاعرها أكثر أو حتى أن يقترب من لكئ الجروح الغائرة ،!
و لكن هل إن تلك البضعة الباقية من صفاء تستحق كل ما يفعله شبل حسين ؟ أم لا تزال هي ذاتها المتشربة منذ نعومة الأظافر من ينبوع الغطرسة البشرية كما ادركها دوما ؟!
هو أكيد بأن ذلك النبع يعود بـ أصوله لأجداده السرمديين من جهة البروفيسور والدهما ، فـ بما إنه و أخته غرسا في ظلمة رحميين مختلفين ، و لم يتذوقا يوما حليبا واحدا ، فـ أن مصدر الأنفة هو أباهما لا غير !

نيته الشنعاء تراءت له لـ تدفع بلسانه للنطق بشئ كان من المفترض أن يهتم به مسبقا : شلونها وياك ؟

: والله اثنينكم مو طبيعيين

إستشعر ضحكة ساخرة إحتفظ بها العمر لئلا يزعج شياطينه المتأهبة على قدم و ساق إستعدادا لأي طارئ فتقوم حينها بالنجدة الفورية ،

يسأله عن حاله معها ؛
و ليس عن حالها هي كـ فرد وحيد محتاج وسط عائلة كاد رحمها ان يلفظها في بداية شهور حمل المودة ، و لولا رأفة الله لما إشتد حبل المشيمة ليربطها بينهم واحدا تلو الاخر فـ يحتفظ بها ذلك الرحم لحين موعد الولادة الغير معلن أوانه !

الاخر قال ما قاله لـ غاية في نفسه الـ ' غير متزنة ' ، يعلم جيدا بمشاعر رفيقه تجاه اخته ، هو ليس بـ أبله و لا أحمق ،
الحب الذي يسكن العمر لطالما لامس شغاف قلبه ليدفعه يوما لـ سؤاله عن رغبته بها ، بل و إسناده إن كان بحاجة لـ وتد خشن !
و لكن الاخر من كان سلبيا دوما بـ أفكاره ، و لم يشأ أن يكـون في مكان خاطئ لا يليق به ، كما يظن بعقليته الغبية
و لا يعلم بحماقته ان العرش لن يملأ إلا بجثته هو ، و صواع الملك و ثوبه المسربل بالعزة قد صمما لـ مقاسه فقط ، و حتى مقبض صولجانه لا يثبت الا بين اصابع الـ ' عمر ' ،
اصابع ذراع لطالما ظنها تعود له هو ' علي ' ، فـ بكل مصاب و شدة ، يجد ان له من الايادي ستة فـ بالطبع لذلك المسيحي الضلع الطويل في مثلثهم المتساوي الاضلع ، و بها فقط و بعد توفيق من الله يستطيع ان يجدف بـ قارب النجاة حتى يدنو من بر أمان قد يكون سراب من الآن فـ صاعدا !

بترت أفكاره على صوت عمر المتملل : أقلك انته جاي اليوم ؟

اجاب بـ هدوء : إي

: زين لعد عود من تجي تعال لبيتنا و شوفها ، ماكو داعي هسة تحجي وياهه

بـ شئ من ضيق تحدث و نبرته لم تزل مشوبة بـ وجع ادركه عمر : ماريد اشوفها ، اني مرتاح وهية يمك ، خلص ماكـ ـ

: علي لك كاااافي ، والله الي دتسويه حرام ، فهمني حبستك هااي بديالى شنو نهايتها ؟ و شنو يعني كتلت هشام ؟ هذاا حقك الحر بالحر و هو كتل اثنين من خواتك ، و لتحاول تقنعني انو حضرتك حاس بخيانة مهنتك ، لإنو اني اعرفك اكثر من نفسك وادري هالشي مستحيل عندك ، و بعدين فرضااا لو مشينا كذبتك و قلنا اي حاس بتأنيب الضمير فهمني مو همة جانوا حابسيك ؟؟ يعني الي سويته دفاع عن النفس ، و لو مكتلته جان كتلك هوة
علي ؟
الووووو ؟؟
ابو حسيين وينك ؟

: تدري اني نقلت اوراقي لاربيل ؟

: شنووووووووو ؟؟

صدمة عمر دفعته للبوح بـ شئ قد يشتت إنتباهه عن الثرثرة العقيمة التي كان يدوس بها القلب بـ كعبين متشبعين بشفرات امواس حادة : ببغداد بعد ما ابقى ، و شغلة الخطف فادتني و سهلت علية النقل ، قبلوني هناك بمستشفى بـ شقلاوة

استنكار عمر وصله غاضبا : وشلوون رح تتفااهم ويااهم ؟؟ انته طبيب شلون تتعامل وية ناس نصهم ميعرفون عربي زمااال انته ؟؟

اربيل من محافظات الشمال العائدة لاقليم كوردستان ، و الاغلبية العظمى من القومية الكردية و لهجتهم هي الرسمية في الاقليم !

حاول ان يغادر السرير بـ حركة كسولة مجيبا : اتعلم كردي ما بيها شي ، و اصلا هسة نص اهل بغداد راحوا هناك يعني همة هم اضطروا يتعلمون عربي ، و بـ ـ

بـ جدال مستميت إستقتل اخوه الروحي : يمعود دخيل ربك لتخبلني ، لـ تسخف الامور ،، لك انتتته وييين ؟ علييي ويين والله هاي مو تصرفاتك ولا انته

بسخرية صادقة همس و ملامح وجهه تجعدت إثر الالم المزروع في فخذه الايمن : اقلك ميفيد النقاش ، ورة العيد اداوم هناك إن شاء الله ، و يللا انطيني اختي لانو ما رح امر لبيتكم ولا رح اشوفها و تدري بية ما اسويها فـ لتقعد تتحدى و تلوي ايدي و انتة تعرفني زين

نعم ، بالطبع لن يفعلها و يتنازل عن قراره الملكي
الاثنان من ملة متعنفة واحدة ، تبا لكليهما !!
أبتلي بهما بلاءا عظيما بـ حب لا يستطيع السيطرة على كبوة جماحه في نفسه الصادقة ،

: انته خابرها على تليفونها ، على الاقل شوية تحس بأهميتها عندك ، و صدق ترة امي رح تسويلها حفلة ورة العيد ، بس طبعا حضرتك ما الك دخل بالسالفة بس قلت اقلك بلكت تحس على نفسك و تقول اختي خطية ماعدها غيري

تساءل بـ نبرة متوجعة بعد أن عاد ليجلس فوق مخدعه مقاوما كل رغبة لأي قرب بشري عنده : حفلتيش ؟

صمت قصير ثم : مال زواج

بـ ذات التكشيرة همهم : هاا ،
ثم إستطرق : بيبيتي شلونها ؟

ليتحداه عمر بـ غيظ نافر : والله محد قلك اني المخبر السري مال عائلتك ، عندك ارقامهم خابرهم ، قول ماعدهم غيري و بس يسمعون صوتي ترد روحهم ، شوية حسسهم بـ ـ ـ

يحاول هذا الرفيق ان يجرم بحق نفسه ، هو من ودها جنونا .. فـ ليستمتع إذا : عمررررر لتخليني هسة اسبك و اسب نفسي و اسب عشيرتي همييين ، أني ابووو ابووية محترررق ، رووح انته طبطب عليييهم و خاف عليهم اني مالي شغل بيهم بعععد ، و لو يحترقووون تعرررف شنوو يحترقوون اني معلييية و ليناااا خليها يممك ابقى داريهاا لحدما تطلع عينهااا وتركبك

زفرات عنيفة و من ثم إسترسل بـ صب جام الصمت بلهيب منصهر فوق صدر عمر الملتمس له بدل العذر سبعين : خاابصيني حس بيهم و حس بيهم زيين و اني الكلب ابن الكلب منو يحس بييية ؟؟ لو اني الحيوااان الي لازم يتحممل و ينجببب ؟

لهاث متواصل و كإنه به يصفع عمر ليجعل اوداج الاخير تنتفخ الما لحال آل إليه شقيق الروح و عاد هو مستطردا و هذه المرة بجدية سادت على دقة الحروف : هاي الردتهاا ؟ ارتاحيت هسة ؟ إلا أصييح و اعيط يللا تعرف انو بعد صدق روحي وصلت لخشمي وما اتحمل اي احد بيكم ،، و حتى لبغداااد القشررة هم ما ارجع ، و من دنعععل ابو الي يسأل عليييكم بعععد

ثورة بركان كانت سوائله المنصهرة تغلي على اطراف الفوهة بـ مظهر يحفر في النفوس خنادقا من رعب اسطوري ، لينتهي الامر بـ سيل جارف لـ غضب كتم من النهارات اطولها ، و من الليالي أقساها !


لم يجد متنفسا له غير عمر ،
أكيد هو بقدرة خارقة رزقها الاله لـ رفيقه تجعله قادرا على خنق الغيظ في اسبار النفس ، و لربما ازهاق روحه و نثر رفاته بعيدا فلا حتى بقايا له من غيظ قد تواجد يوما ، و هذا ما يجعله دوما بقربه مدللا عند الغضب و عند كل حين !
بـ عكس ثالثهم الذي لم يكن ليحتمل منه كلمة أو أخرى ، بل سيشد حبله هو الاخر و يضيق كل منهما الخناق حول عنق من امامه حتى تسقط بينهما الحرب صريعة ،

أنظاره ثبتت على الجدار المتصدع بـ طلاءه القديم و كيف خدش أكثر بعد أن تهشم رأس الهاتف بـه لينشطر الصغير الى اشلاء مبعثرة تثير شفقة كل من يحمل عضوا لحميا في يسار الصدر يدعى قلبا ، أما أشباهه ممن لا يملكون سوى مضخة تجميع و دفع للدماء ' الموشكة على الانقضاء ' فـ لن يهمهم مظهر الهاتف المغتال بقدر غضبهم المتصاعد من فقدان وسيلة الاتصال الوحيدة في هذا المكان الحقير الذي ينهش به ندما لـ ذكريات ليت له ممحاة سحرية تعينه في إقصاءها بعيدا عن الماضي القريب
و ياله من ماض لم يوشم على صدره و جبينه غير كل عار و عار !!








؛






في باحة المنزل الامامية يقف بـ ساقين متباعدين بـ زاوية حادة كـ حدة نظرات صاحب الجسد حينها و تكاد قدماه تحفر لهما في بلاط الارض مكانا خاصا كـ تذكرة فقط لـ ما حدث
شحب لونه و إزرقت انامله الضاغطة على الهاتف بعد أن اغلق ذلك المجنون الخط بوجهه
لا يدرك علي بأنه يعاني اضطراب عنيف و مرهب ، انه يقترب من إنهيار عصبي هادر قد يؤدي بعقله نحو اللا وعي ، و لـ ربما قد تتأزم الحالة فعليا وحينها لن ينفعهم الندم على وقوف استقاموا فيه عاقدين الاذرع الغبية !


: عمررر يللا ريوق مو موتوناا جوع انته و لينا

إستدار يمينا نحو الصوت الهادئ القادم من حنجرة الـ ميس ليهمس بشرود متحركا نحو باب المنزل الخارجي : ما اريد ، رايح لـ الن بشغلة







.
.
.




يا نَشوتي ..

يا غِنوتي ..

إن الهوى مَلكوتْ

مَن يستطيعُ بأن يُقاوِمَ جذبَهُ

مَن ذا يُقاوِمُ ذلكَ الجبَروتْ ؟

إني امتثلتُ لأمرِهِ

قلبي "كيونُسَ"

والهوى كالحوتْ


عبد العزيز جويدة





كأس من جنون عتق في صدر محموم ، منذ زمن ليس بقريب ، أم إنه قد كان قريبا و لكن تصلب وكرة الباب الموصد عليه جعلته يبدو طويلا بـ ليله و ضحاه !
لم يشأ أن يتذوقه ،
فـ هو الشراب المحرم ،
هو كالـ خمــر الذي يرسل بالعقل نحو اللا إدراك فـ يترك شاربه كـ احد الدواب اللا مفكرة ؛
كـ ذاك الذي حرمهم دينهم الاقتراب منه لحقارة سلوك و نفوس تنتج منه ،
و لكن دينه اباحه !
فـ شرب حتى فاضت المقل و الاذنين و حتى الانف مما هو محرم !!
فقد العقل و التركيز و المنطق ، صار بـ نظر نفسه مجرد من كل كلمة تنسب لـ عاقل ، أقسم أن لا يدنو من دولاب المحرمات و لا ان يقتني زجاجة من حرام معتق ، اقسم و نفذ قسمه لسنين
حتى جاءته هي بـ لا إدراك و لا قصد ، بـ ضحكة شقية ، و نظرة تكاد براءتها تأتيه بـ ذبحة في القلب بل و جلطة تسقطه صريعا محله ، لتصب له بروية من تلك الزجاجات كؤوسا عملاقة ، فيسقط شرف قسمه امامه ، و يرتكب فاحشة الهوى المحرم !
نعم فاحشة ، فـ إن عشق بـ غير ذي عقل و لا منطق
و إن ماشى الجنون فوق جواد يدق الارض بحوافره في طريق خاطئ منذ مفترقه الاول سيكون حينها قد قصد الفحشاء بـ نية مبيتة له من العقاب اعظمه !

و ما أعظم من ان يعيش هكذا ؟ كـ بليد عقل و أعصاب ارهقه التوهان في بحور معتمة ، فـ و إن مزقته القروش لن يرى له دما ، و لن يشعر مابه من ألم !
فعلها مرة و اذنب في الحب و تركته هي مقتنية لـ نفسها شئ اعظم مما في الدنيا حسب رأيها ،
و توعد حينها ان لا يكرر الجريمة و لو اقتضى الامر أن يشيخ وحيدا على مقعد يهتز كـ إهتزاز عقارب الساعة في ليلة شتوية موحشة ، لكن الفرق شاسع بين أعواد ساعته ، و انين مقعده ! فـ تلك العقارب و إن إهتزت فـ إنها تمضي و تجرجر بذيولها إناسا يستجدون بطئها و أخرين يتوسلونها الاسراع ، إلا إن ذلك المقعد و الرابض فوقه لن يكون له شرف الابتعاد من موضع ملتصق في ذات البقعة العجوز ، !
و لكن العاطفة
آه عليها من عاصفة
بل جارفة
و خاطفة
تقابل بقلوب مرتجفة و خائفة !
فـ هي ليست بيد البشر ؛
بل كله بقدر من إله الكون .. مؤلف القلوب و مقسم الارزاق ، هو إن شـاء سيقول لـ أهول الامور كوني ، فـ تصير مذلولة لرب امة لا اله الا الله و الناس اجمعين !
و هو من رمى بدربه تلك الصغيرة لـ تسقيه الممنوع كل يوم لـ 7 ساعات كاملة ، حتى الاشباع ، بل و التقيؤ شبعا !
فـ إن كانت معدته امتدادا لـ خلجان العالم لـ فاض بها الخطأ و تألق على اليابسة ليلوثها هي الاخرى بـ ظلمه !
لا يعرف كيف حدث ما حدث
و الله لا يعلم كم من مرة حاول فيها أن يتمسك بـ خيط من تعقل قد ينقذه من مصيبة تنتظره على قارعة الطريق حاملة بيدها رشاشا يصيب الافئدة المنكرة إلا إن اصابعه المرتجفة شوقا تفلته من خيط متعروج بـ فقدان حيلة و تتركه يركض نحو الساقية مجددا ، من أجل رشفة أخرى ، ولو كان بها موته !!

يشعر بـ إتقاد نيران في نظراته المصوبة على صورة لفتاة إتقنت التلاعب بـ أوتار القلب وترا فـ أخيه ، لتقطع احدهم كل حين بـ حدة مخالبها فيأتي هو و بإستسلام مريض ليربطه مكانه بعقدة صغيرة حتى تشوه الفؤاد بأكمله ، بـ بعثرات مزمومة !

كم تهجأ حروفا نطقتها لوحة مفاتيح هاتفها لتتألق في شاشة خاصته كل وقت وحين ، و كإنه يخاف أن يتغير مزاجها من دون أن يلحظ ذلك !
' و عاد العيد و لم يبق سوى ذكراك يا أبتي ' !
توهمهم الصغيرة بـ تماسك جلل و بـ قدرة هائلة على التلون بأبهج الوان العيد وفي الحقيقة هنالك شرخ في الفؤاد يتفتق رتقه بين فترة و اخرى لتلملم عدتها وتعود فترتقه ،
يا حبيبة !
فقط لو يستطيع أن يكون لها وطنا ، و الله ما كان سـ يتوان عن استخدام شرايين قلبه خيوطا لـ يحفظ لها جرحها من تلكئات مستقبلية ، لا تصدموا و لا تتفاقم الاسئلة فوق أدمغتكم ،
أنا لست كـ رفيقاي ، أنا أعترف و أقر بـ أنني وقعت في بركة العشق الملوث بالنهاية الواقعية الحتمية و مرغت به وجهي رغم أنف العقل ، و الله صرت معها بلا عقل ولا ادراك !
أعمتني عن أمور لابد أن اكون عندها بصيرا ، جرجرت بـ قلبي من يسار الصدر لـ مكان مجهول لم أنجح في معرفته حتى الآن ، و بالتأكيد لن اكون محظوظا بـ سؤالها عنه ، فـ انا على يقين بالاجابة ، الصغيرة التي عشقت تفاصيلها لا تعلم عن شئ ، و لا تدري بـ أن الفؤاد هو من ركض نحوها في غفلة من حراس الاضلع ليهرب لها ، فيضيع خلفها بلا مرشد و لا ربان !
و أنا ها هنا ، إن كنت في المنزل لا اتابع سوى أخبارها في خلسة من جدران الحجرة التي تبدأ بالإستضاقة كلما هممت بفتح ملف جريمتي النكراء و مواصلة الارتشاف من قوارير المحظورات الشهية ، و إن كنت في الشركة ، جسدي من يستضيق على الروح فـ يعصرها ، و توشك حينها أن تغادر انفي كل مرة أراها و أيقن بـ أنها أبعد من ان يكون لها بين الاحلام مقعدا ولو صغر حجمه !
يا شقيقها ، سحقا لك
لم ذبحتني بها ؟
ما الذي جنته يداي بحقك لتأتيني بها فـ تحذرني من الاقتراب ،
عمـر ، سـ أصاب بمقتل في القلب و ربك ،
إرحمني ليرحمك الله مع أخت رفيقك ،
ما هذه السلسلة الغبية ، إذبحا بعضيكما ما دخل لي لتدخلني في دوامة لا ينجمع بها ديني و دينكم يا عمر ، قل لي ما الحل الآن و انا ما زالت غير مسيطر على كبوة جوادي الاخرق ؟

يا عثرة صادفت طريق الحظ لتسقطه فيستسلم للارض و يلتصق بها كئيبا .. أين إختبئتي سنينا و لم تختبئي ؟
أما كنت دوما قريبة ؟ لم الآن قررت حشر حبك بين جوانح الصدر ،
آه عليك و علي و على قلبي التائه بين أروقة الكون المتعرجة ،

إترك الهاتف قليلا ، و إنظر لحالك يا هذا ،
طفلة هي لم تتم الثالثة والعشرين بعد و انت عبرت الثلاثين بخطوة ،
فات قطار الحب منذ زمن ، فـ إتركه لمن يليق بهم ، أما إكتفيت من ماضيك لتكرر ارتداء ذلك الثوب بـ غباء جديد ؟ بل بمصيبة جديدة ؟
فكر فقط لو علم شقيقها بالامر ، لو إكتشف عمر ما بقلبك نحو من أمنك عليها ، هل سيميتك بتأنيب ضمير و إقصاء لها نحو البعيد ؟
قد تحتمل الاولى و لكن الثانية ستكون من العلقم امر ، و لكنك ستجبر على تناول اكوابها المذهبة بدلا من خمرك العشقي الذي ملأت به بطن عاطفتك حتى الشبع ،
ضع لـ ذاتك حدودا قبل أن تجبر على التقيد بأخرى وضعت لك ، و حينها ستفقد حتى رفيقك ، فـ عمر و أنت لستما كـ هو و علي !
الفرق يبعد سبع اضعاف المشرق عن المغرب ، علي اجتاز كل الحدود من اجل نفسه و رفيقه ، اما انت فـ لن يفعلها احد و يدنو من إجتياز المحرمات لأجلك
لا أحد !

تبا لهذا المنزل ،
فقـط لو كان يسكن من قبل ابناء ابيه لـ خفف من مقدار الهوس الهستيري الذي يعانيه ، و لكنه الآن لا ينشغل الا بها و لها و لأجلها ،
يا رب رحماك !

خرج من تطبيق الواتس أب بعد أن تحقق امله في ' عيدهم ' و قرر احدهم العطف على وحدته الكريهة و دق باب الدار الفارغة ، لتتثخن جدران القلب هما ،، و يشيب الرأس شعورا بالذنب حالما استقام امامه ضيفه بـ ملامح مكفهرة ،
كادت الجريمة تقطر من على جبينه مختلطة بذرات رقيقة من العرق توشك ان لا ترى ابدا و قلبه عاد راكضا لموضعه خشية على صدر صاحبه من أن يمزق بقبضة من رفيقه ،
الاخر لم ينتبه لتشنجات من يقابله لـ شدة قلقه على ثالثهم الغبي المغتر بـ كتمان رهيب للمصائب التي اغرقته ، ليتحدث حالما واجهه هذا الاشقر : ها ألن ، أقلك مخابرك علي ؟

في يوم كهذا كان من المفترض أن يبتدئ لقاءهم بـ ' كل عام و أنت بخير ' ، و لكن من يرى التبلد على وجه عمر يعرف بـ أن الخير قد ظل طريقه او ربما تأخرت رحلته و سيـكون عليهم انتظاره لأجل غير مسمى !









.
.
.



نهايَة الإدانة الحاديةِ عَشرْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 08-11-12, 03:21 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 


بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ


أحبةْ حُلمْ ،،
فقـط لو تعلمونْ كيفْ يكون الشُوق لمعآنقة حروفكمْ البهيةْ ،،
ما زلتْ و لم أزل أخجل منكم لـ كرمْ توآجدكمْ
سعيدةْ أنا بكم ، بل أميرة في سعآدتيِ..
و أتمنـى أن أكون لكم أميرةْ ،هدفها نفعكم و بهجتكمْ ،،
كُل كلآمكم له في الحسبآن نصيبْ ، و سآعود له إن شاء الله حآلما أتحين الفرصة المنآسبة ،

الأهم صلاتكمْ حبيبات حُلمْ
و
الآن أدعوكم لـ متآبعة

الإدانة الثآنية عَشَـرْ







هل من طبيب يداوي جرح أمته

هل من إمام لدرب الحق يهدينا

كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا

واليوم نبكي على الماضي ويبكينا

من يرجع العمر منكم من يبادلني

يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا

إنا نموت فمن بالحق يبعثنا

لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا

ليل تخفى طويلا في مآقينا

صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت

أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

* * *

يوما بنينا قصور المجد شامخة

والآن نسأل عن حلم يوارينا

أين الإمام رسول الله يجمعنا

فاليأس والحزن كالبركان يلقينا

دين من النور بين الخلق جمعنا

ودين طه ورب الناس يغنينا

يا جامع الناس حول الحق قد وهنت

فينا المروءة أعيتنا مآسينا

بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت

ونحن في العار نسقي وحلنا طينا

بغداد تبكي وطهران يحاصرها

بحر من الدم بات الآن يسقينا

هذي دمانا رسول الله تغرقنا

هل من زمان بنور العدل يحمينا

أي الدماء شهيد كلها حملت

في الليل يوما سهام القهر تردينا

القدس في القيد تبكي من فوارسها

دمع المنابر يشكو للمصلينا

حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا

باعوا المآذن والقرآن والدينا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنا

ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا

مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا

ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟

أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا

وأودعونا سجون الليل تطوينا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا

والأرض تسبى وبيروت تنادينا

أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا

وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا

قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..

فكيف نأمل في يأس يمنينا




فاروق جويدة




؛






ويحملني الحنين إليك طفلا

وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني

وألقى فوق صدرك أمنياتي

وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني

غرست الدرب أزهارا بعمري

فخيّبت السنون اليومَ ظني

وأسلمت الزمان زمام أمري

وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني..

وكان العمر في عينيك أمناً

وضاعً الأمن حين رحلتِ عني...




فاروق جويدة








و بأي حال عدت يا عيد ؟!
بما مضى ام بأمر فيك تجديد ؟!


آه عليك يا ابو الطيب المتنبي ، رسمت لنا خطى نستوجعها كل عيد ، !
أين هو عيدي و الاحباب و الخلان لن يكون لهم في اي عيد وجود لا في زمان مضى و لا فيما هو آت ؟
من سيحتضنني غير ذراعاي الضعيفتان ؟ من سيربت على رأسي المتدلي من فوق عنقه المذبوح بـ خنجر أعمى نصله ؟
لا أريد أن اتذوق طعما من الدنيا ، حتى من نبت في الحشا لا اريده ، فـ لن يكون الا ساديا و متغطرسا كـ أبيه !
سيقتلني و يأكل أحشائي قبل أن الفظه مني سليما معافى ، سيفعل كما فعل والده ، ألم يقال بـ أن من شابه اباه ما ظلم ؟!
فـ كيف أنتظر منه عدلا و قد تذوقت من جور أبيه ما يكفيني لـ خمسين سنة ضوئية ،؟!
وحدة و هم و ثقل يجثم فوق الانفاس فـ يجعل الصدر مملوءا بعبراته ،

لو إستمرت سجينة لـ مصابها ستفقد البرج الوحيد الراسخ في باحة الجمجمة لـ تبيت بعده بلا جسد و لا قلب و لا حتى عقل !
كم تحتقر ضعفها حينما تفكر بالكره النابت في الصدر للذات ، نجح في غرس بذرة احتقار للنفس في جوف الروح و سقيت جيدا بدماء إبن عمها و دماه مختلطة مع بعضهما البعض ، لتنشأ من تلك البذرة شجرة عريضة الساق بـ جذور قوية مستأصلة في ثنايا الجسد و متفرعة حتى اصغر شعيرات الرأس ،!
كم تتمنى لو لم تعد لـ دار السلام يوما ، و اختارت الاردن ملاذا حتى ان يغطيها الثرى ،، فـ هنالك السلام قد ذبح منذ أمد و حمل فوق نعش من بنادق يرفعونها عساكر متشربين الحرب بـ حليب امهاتهم

لو لم تره مع اخته هنا ، لو لم تقترب من رسل ابدا !
اما الامنية الكبرى للعيد ، فـ مثل أمانيهم كانت ، موءودة منذ ستة اعوام عضال تناولت الروح بـ قضمات جائعة ، تلك التي تدفعها لقول ليتني لم اره يوما !

و لكن يا عزيزة ، لا تفتحي لشياطين الدنيا بابا بـ هذه الامنيات العوجاء ، ربك من كتب أن تلقيه و يحدث ما يحدث ، هو من أمر بـ إرسالك هنالك مكبلة اليدين و معصوبة العينين ، لتعودي بـ رحم يحوي نطفة مرفوضة من قبل الجميع !
نطفة إلتصقت ببيضتك لتكون منكما صغيرا حبيبا ، به منك و من ذلك الحاضر الغائب في كل حين ، شئ صغير سيحمل ضعفك و شراسة والده ، خذلانك و عناد رجلك ، عربيتك و شرقيته !

آه على صغيرها ،
تكره وجوده وحيدا من دون أبيه ،
والله تشتاق لـ لفحة نسيم تحمل معها رائحة عرق ذلك الحبيب ، فقط لفحة واحدة لتختزنها في اصغر حويصلاتها و تغلق عليها بمفتاح سحري و من ثم تبتلعه ليبقى عبقه هناك محتجزا كـ قطعة اثرية تزين اشهر المتاحف العالمية ، فتعود له كل ليلة عندما يعصف بـ كيانها الحنين ، و تنسل من بين الشفاه فرقعات الانين

أ تراه نسيها ؟ أم كرهها بعد كل الذي حدث معه بسبب شهامة دفعته لإنقاذها من بين انياب الوحوش ؟ شهامة لم تفلح بـ جعله الطف من كونه غولا منتقم و هي التي لم تكن سوى اسيرته الحسناء التي اجبرها على تنفيذ كل رغباته بـ ضياع ذهني من قبلها !
لتضيع ايام العمر من بعده ،
إلهي ،
يكاد الشوق يشد حبله فوق رقبتها و معصميها ، يشده حتى يفصل الكفين اولا و من ثم ذلك الرأس المحمل بالذكريات السوداء ،
فقط لو تعلم كيف سـ تمر أيامها دونه ، و مع والدها الغريم الاول له ،
فقــط لو يستطيع القلب أن يطمئن على مضغة الجسد التي تتألق في أسفله ، إنها تخاف اباها ، تخاف ان يكون هدوءه اعصارا مستقبليا يرفع معه صغيرها حتى اللا مكان ليترك حجرها فارغا من كل شئ ، سوى حليبا يدر على فقيد و ابيه !!
آه على دنياها و على نصيبها ،
لم تتجرأ كوابيسها و تحملها ما لا طاقة لها به من رؤى مستقبلية مرعبة ،
لم تظن يوما بأن تلك المغامرة ستكلفها من الثمن أنفسه ، ستكلفها عمرا بـ أكمله !
لتعشق خيالا اقتحم قلعتها الموصدة بفرسه الجامحة ، و مزق طهر ارضها بـ صهيل مجلجل يصهر في الجسد روحه ،
اكيدة هي بأنها لن تستطيع يوما فض الوجع من ذاكرة النسيان ،
الأمر يستعصي على اشد الرجال قسوة و بطشا ، فـ كيف بها هي ؟! وهي التي كثرة المصائب جردت جسمها من كل لمحة استطاعة و طاقة ، سلبت منها قوتها بـ حقنة فارغة و بيد متمرس على سحب القوى فتسربت الطاقة بروية من داخلها لحقنته ، و لعجبها يصر على ان يلكم وجهها بـ تصرفات لا منطقية حين يرمي بمحتوى الحقنة في وحل القذارة ، و يعود ليستل منها ما تبقى ولو قل محتواه !!

تحركت ببطئ خوفا على من ' تكره وجوده بها ' بين المقعد و الباب الذي شرع امامها ، لتقابل بـ وجه والدته الملطخ بـ بقايا الدمع : يللا ماما تعالي طلعي ، ابوج راح

إتبعت خطاها بـ كسل و الشوق جرفها نحو من كانت دارا للسلام حالما تهادت لها النبرة العراقية البحتة المنطلقة من حنجرة أحد الاشخاص المالئين بـ وجوههم شاشة العرض المعلقة في جدار هذه الشقة التي إعتادت ان تكون لها موطنا لسنين ،
من الواجب المقدس أن يسكنها فضولا تسأل فيه عن سبب دمعات من كرمها الله بجنان تحت اقدامها ، و لكنهم جميعا اعتادوا منها الصمت و العزلة ، و إختاروا أن تترك على حال ترتاحه بعد أن قدمت لهم نصائحا نفسية من اكثر من أخصائي عراقي و عربي !

استكانت على اريكة حجرة الجلوس ، لتميل بجذعها رويدا حتى ثبتت رأسها على مركاتها ، لترد بجمود على سؤال والدتها بشأن حالها : الحمد لله

جلست الاخرى امامها متابعة تفاصيلها بـ توتر و المآقي جفت بماها ، لتبادر بعد ان شعرت بـ أن عقل إبنتها غائب عما يتحدث به المذيع الاخباري ، بل و الروح كلها تعتزل الظهور : جلنار ماما تريدين نروح لبيت روشن ؟

: لأ

: زينة هسة ترجع ، أخذت بتها دتشوف شغلة نقل مدرستها شلون عليها ، تريدين اخابرها اشوف شوكت ترجع ؟

: تؤ

كانت ردودها مختصرة و هادئة ، و لم تعط للأسئلة قدرا أكبر مما تستحق ، لتغمض عينيها بعد أن إتخذت لنفسها إستلقاءا تاما على جانبها الايمن مقابلة لـ ظهر الأريكة بحركة رفض اخرس لوجود والدتها في الجوار ، تلك التي حالما رأت فعلتها إستطرقت بـ شئ من فقدان اعصاب مشدودة : ترررة جنت دا احجي وياج

: ماما والله مابية حيل اسمع شي ، عود بعدين

: جلنار اني مو اطلعج يومية و اخاطر وية ابوج حتى تنطيني ظهرج و تندارين

بسخرية عارية تمتمت : تخاطرين على اساس اني المجرمة المطلوبة قانونيا و ما اعرف بيا حيلة طلعت منها سالمة واني كاتلة و ناهبة

: جلنااااار

صمتت احتراما لغضب والدتها الموشك على الانفجار ، تعلم بأن لم تكن لها يد دستها في هذا كله ، و لكن لربما لو ضخمت من قوة قلبها منذ بداية مسيرتها مع والدها و ابت ان ترتدي لجام الصمت و تكون شيطانا اخرسا قرب ظلم المظاليم لتغير حالهم كثيرا ، ربما !
جلنار ، إتركي عنك الـ ' لو ' بربك !
هتفت بـ غيظ من ذاتها : أستغفر الله العظيييم من كل ذنب عظييـ ـ ـ

لتتلألأ في المقل الدموع بعد ان جالت بها ذكرى ترديده لهذا الاستغفار عند كل زفرة غضب ،
يا إلهي إرحمها ، الشوق يدنو بها من الجنون ، يضني القلب و الروح ، و يرمي بصاحب يلازمه في درك من جحيم دنيوي ، فـ يشعله حتى يذوب به الشعور ، و يكره حتى أحب الناس عنده ، يكره قرب ذويه !!
مالذي فعلته بها يا إبن أبيك ، جعلت أميرة الذوق الحسن تقابل كل من يود تقليدها سلسلة الراحة بـ سيف مسنون ، لم جررتها لـ كنفك و إعتديت على حرمة قلبها الطيب ؟ والله تستحق ان تقتص لحق اسرفت في اكله حلالا ،
كانت التفاحة المحرمة و أنت على دراية بذلك ، لم قضمتها إذن و تركت بقيتها للديدان النهمة ؟ هنيئا لك جور قلبك ، هنيئا لك صدك و قسوتك ،، و لكن كن على يقين بـ أن سكينة نحرتها بها ستنحرك يوما ،
لا يؤكل حق مظلوم يا علي في دنيا العدالة الالهية ، و إن تنازلت لك هي عن حقها ، لن يغفر لك الله عذابا اذقتها اياه رغم علمك بـ وجع يستفحل بجسدها المستجدي منك رفقا و طيبا !

شعرت بـ كف حانية تتوسد شعرها الغير مرتب ، فـ غرست بنفسها في الاريكة اكثر مفرغة البعض من المكان لـ والدتها لتجلس ، فـ تناهى لها صوت بكاء الاخيرة و هي تحتضنها من الخلف بعد أن ربضت ارضا ، و كل عنفوان لها قد دمر امام دمار تراه يغزو حياة فتياتها ، و السبب الاول هو والدهم الذي اشقاهم بلا رشة ضمير واحدة !




.
.
.






سيرا على الاقدام توجه لـ أقرب مساجد المنطقة ، ليخلع خفه خارجا ، و من ثم يتقدم بخطى ركيكة نحو الداخل ، كـ لص يتسلل بأرض ليست له ،
وهذا ماهو أكيد ، فـ هو لم يكن يوما ممن يتقنون الصلاة خشوعا و رغبة في رضا الرحمن ، كانت مجرد تأدية واجب إعتاده صغرا من تعاليم أبيه و إرشاداته ،
والده المرحوم ،
فقط لو كان هنا لما توان لـ لحظة عن تمزيق صدره بـ قبضة عصاته المؤرخة من قبل اجداده الكرام ، لم يكن ليرتضي يوما ان يكون ابنه ظالما ، و لكنه إرتضاها لنفسه و ظلم و هتك و عث في الارض فسادا
ربما نكسته الأخيرة بـ فلذة الكبد ، و قطع ساعده الايمن كان له من الصفعات اقساها على خد غطرسته و جبروته الدنيوي ، فـ هنالك في نهاية ظلمة السبيل انير له قبس من أمل يدعوه ليعود تائبا لرب التوبة و الصفح .. به من بذرة أنبتها رجل شاب على الحرث اليدوي و غرس تربة بلاده بـ جذورا اصيلة و سقيها من دم الجسد حتى تفيض شبعا !
لم يفارقه في احلامه في الاونة الأخيرة ، و كل مرأى له كان يدعوه لأن يعود ادراجه راكضا حيث مفترق طرق اظله منذ سنين مضت و إنشق عنها كفن الزمان ، و ها هو الآن جاء باحثا عن مصدر ذلك النور الساطع الذي يملئ صدره بـ إحساس عجيب !

هشام قد رحل و اوزاره تسبقه و تلحقه ،
جريمته الشنيعة بإبنة عبد الملك و نحر شرفها كان من خواتيم مصائبه ، و لربما كانت الوحيدة التي لم يكن هو محركه الاساسي فيها ، و لم يكن ليرتضيها لو علم بتخطيط ابن اخيه !
ليس نذلا لتلك الدرجة !
أ لا ترى نفسك من الانذال يا قاسم ؟
لقد سلبت اموال ضعفاء و إستسهلت الامر ،
أقصيت محتاجين عن مراكزهم و لم تعتبر الموضوع جللا ،
قتلت ارواحا عدة بغير ذي سبب و تأتي الآن لتزكي نفسك القذرة من ذنوبها ؟
ظلمت نفسك ورب الكعبة ،
تعلم بـ أن لا حاجة لرب الكون لـ توبتك ، و لكنك انت من تحتاجه ليتوب عليك و يصفح ، كن صادقا و عادلا ،
إرض ربك فقد تكن هذه فرصتك الاخيرة يا إبن أبيك ،
سارع الخطى لتصل الى منبع الطاعة و لترتشف منه حفنات ولو كانت ضئيلة ،
سـ تكبر ذات يوم ، فقط .. إتق الرحمن ، و إستمتع برحمته


إياك و الظلم يا نفسي ،
إيـاك أن تعودي لفسادك و شناعة افعالك القبيحة ،
أرسل لك الرحيم رأفة منه و مغفرة اكثر البراهين المطالبة لك بالتوبة في افضل الاشهر و اكرمها عنده ،
فـ إتق الله يا نفسي ، إتقيه و أجعلي مني قاسما أخر ،

يارب .. جئتك ضائعا ، ظالما لنفسي و لبدني و روحي
جئت بعد فسادي في الارض و زهق ارواحا لأبرياء
جئت ضعيفا مذلولا مكسورا راجيا عفوك و مغفرتك ،
إلهي ، كن لي رؤوفا ،
فـ أنا عبدك الضعيف المتذلل الذي ظلم نفسه ،
لن تغنيك توبتي و لكن تغنيني طاعتك يا رب أمة لا اله الا الله
بحق قول لا اله الا الله إغفر لي
نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
طهرني بـ طهر حبيبك المصطفى
أدعوك ربي أن تصفح على عبدك الضعيف الذي لا حول ولا قوة له ،
انت حسيبي و وكيلي ، فـ تب علي ، تب علي يا رحمن
تب علي يا منان ،
تب علي يا رب الارض و السماء
إغفر لمستضعفك في الارض الذي اشقى نفسه
إلهي ، أتوسلك التوبة و الرحمة ،
خذ بيدي و إرحمني ،
يارب
يارب
يارب








.
.
.





هل عندك شك أنك أحلى امرأة في الدنيا

و أهم امرأة في الدنيا

هل عندك شك أني حين عثرت عليك

ملكت مفاتيح الدنيا

هل عندك شك أني حين لمست يديك

تغير تكوين الدنيا

هل عندك شك أن دخولك في قلبي

هو أعظم يوم في التاريخ

وأجمل خبر في الدنيا

هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي

و بأني من عينيك سرقت النار

و قمت بأخطر ثوراتي

أيتها الوردة

و الياقوتة

و الريحانة

و السلطانة

و الشعبية

و الشرعية بين جميع الملكات

يا سمكا يسبح في ماء حياتي

يا قمرا يطلع كل مساء من نافذة الكلمات

يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي

يا آخر وطن أولد فيه

و أدفن فيه

و أنشر فيه كتاباتي



يا امرأة الدهشة

يا امرأتي

لا أدري كيف رماني الموج على قدميك

لا أدري كيف مشيت إلي

و كيف مشيت إليك

كم كان كبيرا حظي حين عثرت عليك

يا امرأة تدخل في تركيب الشعر

دافئة أنت كرمل البحر



من يوم طرقت الباب علي

ابتدأ العمر


كم صار جميلا شعري

حين تثقف بين يديك

كم صرت غنيا

و قويا

لما أهداك الله إلي

هل عندك شك أنك قبس من عيني

و يداك هما استمرار ضوء ليدي

هل عندك شك

أن كلامك يخرج من شفتي



يا نارا تجتاح كياني

يا ثمرا يملأ أغصاني

يا جسدا يقطع مثل السيف

و يضرب مثل البركان

: قولي لي

كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان

يا ذات الأنف الإغريقي

و ذات الشعر الإسباني

يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان

يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني

من أين أتيت و كيف أتيت

و كيف عصفت بوجداني

يا إحدى نعم الله علي

و غيمة حب و حنان



نزار قباني




بهاء طلتها الليلة لم يكن إعتياديا ،
فـ تألقت كـ أية من الجمال بـ فستان زهري اللون يزينه عقد من السعادة الوهاجة فوق النحر الناصع ببياضه ، و ترتفع فوق كعبين كـ المرمر ، و شعرها النرجسي بلونه يعلو بـ تصفيفة انيقة و رائعة !
مذهلة و الحسن قربها مشكلة كما يقال !!
تستحق ان تكون هي الاسعد ،، و بارك الله لها في حياتها القادمة و البسها ثوب الفرح طيلة العمر ، لطالما كانت الالطف بين شقيقتيها ، شبيهة والدتها بكل شئ ، و مدللتها أيضا

اجواء كهذه كثيرا ما تسبب لها تقلصات معوية مؤلمة ، فـ شعور النقص يظل ملازما لها طيلة فترة التماس مع الحفلات البهية ،

انتظرت بـ شغف صامت إتصالا من اخيها لكنه أبى أن يكون بـ أخر لم تعتاده ، لم تنتظر من أغسطس أمطارا وهي تعلم إستحالة ذلك الأمر ؟
أ تراها تشبعت بحياة الامل و التفاؤل بعد أن عاشت فوق الاربعين يوما مع أهل عمر ، أولئك الذين يصنعون لـ أنفسهم سعادة وهمية و إن لم تكن لها ركائزا حقيقية تثبت جذورها في تربة الواقع ،
و هاهم يبسطـون كل مشاكلهم ، هنيئا لهم والله ، و خيرا ما يفعلوه !
و تبا لأخيها الاحمق ، لم تمزق قلبها كـ نصف ثكلى تنتظر خبر عن نجلها الضائع بين ثرى الحروب ؟ ما زال حيا يرزق فـ لن تهتم بمكالمته ، فـ ليقض ايامه بعيدا كيفما يشاء ، و هو من سيكون يوما نادما لـ كل ما فعله بها
قلبت نظراتها في القاعة المبهرجة بـ أسطع الأنوار الباعثة في القلب بهجة و هي تحاول جاهدة ان تتحدى ضعف القلب الذي يعتصر وجعا لـ نقص تشعره في مثل هذه الأجواء ،
بالأمس أعطت موافقتها لـ والدة الخائن بشأن إعلان زواجهما ، فـ ما تفعله لن يجدي نفعا ، و يقينا يسكنها بـ أن لا صدرا تلوذ به وقت القهر غير صدر عمر ،
كل ما قاله بالأمس كان في محله ، إنها تصعب الامور عليها و عليه ، ما دام إنه عاشقها السرمدي سـ تتعقل و تتبع أوامر رسل و ترمي بنفسها في دوامته أكثر ، ستستسلم لأنها بالفعل تحتاج عائلته !
تحتاج والدته جدا ، لا تعلم إن فقدتها من تلك التي سـ تكون عليها بذلك العطف الاموي الصادق ؟ فـ حتى الجدة من بعد غياب عنيدها باتت تعاني من ازمات نفسية حادة ترغمها على أن تكون صلبة كـ عادتها ، غير سامحة لـ أي عطف ان يتسلل من بين تشققات المشاعر ؛
و أية و ميس ، هما أيضا قد أصبحتا قريبتان للقلب الجامح ، واحدة برقتها و الاخرى بشقاوة تسكنها ، رغم إنها احيانا كثيرة تزعجها بتصرفات قد تكون طبيعية إلا إنها على الاقل أفضل من تلك الكريهة الواقفة قرب شقيقتها الرابضة على منصة السعادة لـ تتهامس معها بـ جدية ،
تلك الوحيدة التي لا تطاق في ذلك المنزل ،
كان الله بعون زوجها المسكين ، !
طلبت الحنون بالأمس أن لا تخبر ولدها بأمر موافقتها الفورية ، و كإنها للتو تعيش جو الخطوبة الطبيعية ، و تلك الانسانة العجيبة كانت لها أما ، بل و أكثر و تفهمت ضرورة التغلي الذي تحتاجه كل فتاة ، قبيل كل خطبة أو هكذا ما ظنت هي !

إستقامت بطولها الفارع و جسمها الممشوق بقوامه الشهي بـ فستان صحراوي مع تداخلات زيتونية خفيفة يعلو الركبتين بـ أصابع عديدة ، ملفوف حول قد مخملي ليتألق عند الصدر بـ فتحة مناسبة ، فيتزين العنق الطويل بـ سلسلة رقيقة نهايتها ميدالية تحمل إسمها بحروف عربية رقيقة و متباعدة ،
تحركت نحو الحنون التي نادتها من موقعها و هي تماشي الخيلاء بـ كعبها العالي الصحراوي ، و ما إن وصلت قرب حماتها عرفتها الاخيرة على مجموعة من النسوة الجالسات بـ جلسة لطيفة مقدمتها لهم بكونها خطيبة نجلها الغالي ،
لا تعلم ما ذلك الشعور الذي داهمها لترفع بيمينها المتألقة بـ خاتم الخطوبة فتتأكد من إنتفاخ مقدمة شعرها بطريقة أرستقراطية بحتة ، و من ثم تعبث بتلك الخصل المتوسطة طولا و التي تتناثر على الكتف العاري ،
نظراتهم التقيمية أزعجتها رغم ثقة تسكنها بكونها الأجمل هنا و لكنها تحتاج أن تطمئن على إكتمال الاناقة ، مع إنها ليست ممن تحببن الإطراءات ، فـ بنظرها معظمها ليست سوى مجاملات فارغة لا تقارب الحقيقة كثيرا !

فزعت فجأة حينما شعرت بـ ذراع تطوق خصرها لتسحبها بـ حماس صبياني و صوت يرتفع من ثغر صغيرة المنزل الذي وافقت ان تكون من ساكنيه لبقية الامد وهي تطالبها بالرقص معها و رفيقاتها ؛
فـ اليوم على الجميع أن يحتفل بـ حب محمد لـ أية !
رفضت بـ ضحكة قصيرة رامية خلف ظهرها علي و عمر و كل رجال العالم ، و لكن اصرار ميس آلق الفكرة بـ رأسها ، لتقرر ان تبرهن لكل النسوة بـ أن خطيبة عمر الحالية هي الأفضل ،
إنها غريزة عند بنات حواء ، لا تكف عنها واحدة و إن أنكرت ذلك دهرا ،!

تمايلت بخجل مع الفتيات ، و شعور بالراحة يغمرها لا تعلم له أصل من فصل ، الا انها تود أن تعيش الأمل كما تعلمت في هذه الاشهر الثلاثة ، و هم في خضم ذلك الرقص المتجانس بينها و بين ميس ، اجبرتها الاخيرة على ان تقابلها مولية باب القاعة ظهرها ،
لم تهتم بـ إبتعاد الفتيات من حولهما ، بل إستمتعت جدا بـ ضحكات نادرة تنطلق منها بوجود الغرباء ، لتتعثر فجأة بكعبها و كادت أن تسقط لولا قرب ميس الذي اسندها ، لتتبادلان ضحكة صاخبة لم يسمع لها حس وسط كل تلك الفوضى العارمة ، و من ثم إتفقتا سويا على خلع الكعبين و التألق حافيتين بـ تمايلات أنثوية رائعة اجبرت كل النسوة على الانفعال الحار فالاميرتين سلبتا لب العقول بهذه الدقة و الحرفنة في الانحناءات المتجانسة !
ولكن هذه المرة أيضا كان التعثر من نصيبها لتضحك ساخرة من نفسها ، إلا إن ميس إقتربت من أذنها لتهمس بمشاكسة لعوبة : عززة اول مـ دخل حسدج ، صدق ميحسد المال الا اصحابه ، بللا قبل شوية صوج ' ذنب ' الكعب هسة صوج عيون عموري اكيييد

تغضن جبينها و بدأت البسمة بالتلاشي تدريجيا ، متبوعة بإختناق الانفاس لـ تستدير حذرة نحو الخلف فتجده مقبلا مع والدته و نظراته تنتقل بينها و ميس تارة ، و بين من على المنصة أخرى ،

تصلب ظهرها و شهقت بغير ذي زفير مرتاعة ، علمت من نظرته السريعة على لباسها بأنه سجل إعجابه بـ رونقها المميز ، رغم البسمة التي اظهرها حالما لمح قدميها !
لترتسم إبتسامة عنيدة فوق ثغرها و هي تلتفت موليته ظهرها ، و لكن قدها لم يتمايل بعد الآن ، بل تخشب و فقط ، إكتفت بإرتداء حذاءها مجددا وهي منحنية بالاستناد على احد المقاعد القريبة !

حالما مر قربهم همس بها ضاحكا لتتيبس اناملها الثابتة فوق مسند المقعد : ما شاء الله طلعتي حتى رقص تعرفين ، يعني فوول اوبشنز ، حغير رأيي بالزواج عليج

رفعت حاجبها غيظا و لكن الامر لم يطل غير برهة لتتذكر بأن كل العيون منصبة عليها ، فـ إغتصبت بسمة كريهة مختالة ، و هذه المرة شعرت بكف أخرى تطوق خصرها لتسحبها نحو المنصة ولم تكن سوى والدته التي تحدثت بـ صدق عفوي : يوووم عيد اشوفج انتي وياه قاعدين عالكووشة ، وج يمممة شلعتوا قلبي واني انتظر

من اين تسلل ذلك الخجل ؟
يا إلهي ،
من هنا يتوجب عليها ان تمر منزل آل صفاء لتتنفس ذلك الهواء المعبق بـ الأنفة ، ذلك هو دواءها حينما يستفحل عليها داء الضعف المقيت الذي تشعره حاليا ،
صعدت المنصة لتجتمع العائلة بـ كاملها عند عروستهم ، و هي لم تكن تراقب غيره و هو يقبل رأس شقيقته و يحتضنها بحنان متدفق ، كم تذوب عند افعاله هذه ،
شعرت بمغص حاد في بطنها و كإنما هي من غرست بصدره و ليست أية ، حاولت الهاء ذاتها بـ النظر للجميلة مينا المتألقة بفستان بلون الدم يبرز بشرتها النقية بوجنتين تتوردان خجلا ، لترتفع أنظارها مع إرتفاع الصغيرة الى الاعلى بعد أن رفعها خالها لتتلاطم شطآن بحيرتها بعد تحريكها لذلك الذنب المذهب ، فترتطم باحجار صدره الشامخ ليبتسم لها بـ شقاوة أخرست نبضات الفؤاد المثخن بمشاعر لم تزل تتراكم فوق بعضها بـ اكوام هرمية ، حتى تكاد تغلق فوهات الشرايين و الاوردة ، لا تعلم حينها كيفية تدفق الدماء للجسد ، و تخاف يوما أن تعاني إنسدادات وعائية لا عملية جراحية تنفع في تثقيبها !






؛




أنتِ المُفاجأةُ الأخيرَةُ

في حَياتي

أنتِ التفاصيلُ الصغيرةُ والكبيرةُ

أنتِ ذاتي

أنتِ المَليكَةُ ، والأميرةُ ..

أنتِ أعظمُ ذِكرياتي

أنتِ المُفاجأةُ التي

سَبَقتْ جميعَ تَوَقُّعاتي

وبها دَخلْتُ إلى عُصورٍ لَمْ تَجِئْ

أنتِ اختِصارٌ للنساءِ جَميعِهِنْ

وبِنورِ حُبِّكِ خُضْتُ

كلَّ تَحَدِّياتي

أنتِ التَّفَرُّدُ بينَهُنْ

مَنْ قالَ إنَّكِ مثلُهُنْ ؟

لَكِنَّني لا أستَطيعُ بأنْ أقولَ

مُبَرِّراتي

أنتِ التي مَلَكَتْ ..

مَنابِعَ دَهْشَتي ،

وبُزوغَ شَمسِ تَجَلِّياتي

ماذا أنا يا مُنيَتي

إن لَم تَكوني

في حَياتي ؟


***

أنتِ المُفاجأةُ التي

لا تُحتَمَلْ

قد أذهَلَتْني ،

أدْخَلَتْني ..

في سَراديبِ التَّرَقُّبِ ، والتَّوَقُّعِ

حينَ يَغدو كلُّ شيءٍ

مُحتَمَلْ

أنتِ القصيدةُ

حينَ تَغتسلُ القصيدةُ

بالرحيلِ ، وبالدموعِ ،

وبالأمَلْ

أنتِ المدائنُ

حينَ تَنفُضُ حُزنَها

وتَذوبُ مِنْ فَرْطِ الخَجَلْ

أنتِ السنينُ

وقد أُضيفَتْ فَوقَ عُمري

صارَ لي ألفا أجَلْ

إنْ مِتُّ في عينيكِ مِيتَةَ عاشِقٍ

فَلسوفَ أٌبْعَثُ

حينَ أحتَضِنُ المُقَلْ

لا تَحزَني

لا تَرهبي ما في الوُجودِ

حَبيبَتي

فالحُبُّ فينا لا يَزالُ ، ولَم نَزَلْ

وإذا أرَدْتِ لِمرَّةٍ

أنْ تَقتُليني

أرجوكِ لا تَتمهَّلي

حتى أموتَ ..

على عَجَلْ


عبد العزيز جُويدة




قال بأنها ساحرة ،
و لكنه لم يقصد المظهر حينها ، فبالامس لم ترتدي سوى بيجاما قطنية ناعمة ، أما هذه الليلة فـ والله سلبت منه لب القلب أكثر بـ هذه الأناقة و الأنوثة المتمردة ، إن كانت لا تخشى أعين الحساد فـ هو يرتعب منها ، لم يزل يعيذها بكلمات الله التامات من شر ما خلق في كل مرة يقابل نظراتها المتألقة ،
سبحان من سواها بهذا الحسن و البهاء ،
يجزم بأنها أجمل من لمحت عيناه يوما ، و بأنها أروع من تمتلك تلك الزمردتين الشرستين المليئتين بالدهاء و الحيلة ، يقرأ بنظراتها غرورها في حسنها الشهي ،
بالله عليكم كيف لا تغتر و هي تمتلك من الجمال اروعه ؟!
لقد أعشت عينه عن كل حواء اخرى تتألق هنا ، فالكثيرات لم ترتدين حجابهن أو حتى تتسترن بعباءة ، لكنه و رب الكعبة لم ينتبه لـ وجودهن ،
أولا لكونه يخاف زنا البصر ، و ثانيا لأن فاخرة الحسن قد أحسنت تربية قلبه الملتاع ، ابحر في عينيها حتى ابعدت أنظارها بتكشيرة أرغمته على رفع حاجبه عجبا ، ها نحن ذا نعود لنقطة الجنون ذاتها ؛
لم يلقها بال و إستمع لـ صغيرتهم المدللة و هي تطالبه بـ إنزال طرف فستانها ، لتفلت منه ضحكة عارمة جعلت ميس تقترب منه لتضربه على كتفه بـ خفة متمتمة بـ شراسة : ييلااا افندي كافي عرضت نفسك قدام البنات و تخبلوااا ، صديقااتي حيموتون عليك شلون بالباقياات ،، فيللا بسرعة تفضل من غير مطرود و خلي العريس يجي خطية

آه !
أ ذلك ما أزعجها ؟
أ إنتبهت لـ نظرات النسوة المنصبة حول الرجل الوحيد المتواجد بينهن ؟
كم هي فارغة العقل هذه الجميلة ، لـ تعود ميس فـ تلكزه من خصره رافعة بحاجبيها بأشارة نحو تقطيبة لينا ، لتقترب من اذنه صارخة : والله جانت متونسة و ترقص بس شاافت عيون البنات عليك غااارت ، نيااالك يا عم ، طلعت تحبك وتغااار ، شوووف و قول ميااسة ما بيها فائدة

لو قيل له هذا الحديث قبل الامس لما إستساغه ، و لكن الحبيبة قد افشت سر قلبها الغيور صباح العيد ، لتتحقق أمنيته الازلية بها ، أنزل الصغيرة بـ بطئ ليتحرك خطوتين نحو والدته و مهجة الروح ، فيسحبها على حين غرة من خصرها ليتعالى الصراخ المنبعث من اغلب المتواجدات ، و هي لمفاجأتها قابلته بإلتصاق لتحاول عبثا الابتعاد عنه قليلا هامسة برجاء حار : النـ ـاس ، عيـ ـب

بـ كعبها العالي جدا أصبحت قريبة من وجهه و لم تتعبه في الانحناء ، بل إكتفى بميلان قصير ليقبل خدها برقة و يهمس بإذنها مذكرا اياها بوحشية ما حدث : شو ماكوو اثر لـ عضة البارحة ؟ لو الله يخلي المكيااج مقصر ويااج ؟

: عمرررر الناس دتباوع

: خلي تباوع مرررتي و بكيفي

إلتصق لسانها بـ قاع الفم و تدلى فكها السفلي قليلا ليرفعه هو بطرف سبابته بحركة ناعمة و الابتسامة تنضح بنظراته : سدي حلقج فضحتينا

رفعت يدها لتلطم كفه لكنها تماسكت مجددا لتتظاهر بترتيب خصلاتها الحرة و عيناها تهدده : يللا اطلع

: ما اطلع قبل مـ تلقيلي عروسة حلوة ، بس ها اريدها احلى منج ، و عيونها ما اريدها ملونة اريد تغيير ، و اريدها طويلة مو مثلج قزززمة بالكعب يللا وصلتيلي

: اني قزززمة ؟ طولي نبعة ريحااان اذا متعرف

: قـ ز مـ ة

لها مخالب ، أنسي ذلك ؟
لكنها لم تنس !
فـ غرست بها في كفه الحرة و إبتسامة محذرة تزين ثغرها المغري : عندك عيون و انتة اختار الي تعجبك ، و هدني يللااا

: آآآخ ، لج شنو هالاظاافر ، توجع

: تستااهل و يللا عوفني و اختار الثالثة لإنو الثانية محجوزة ' دكتورة ياسمين الحلوووة '

ضحكة صادقة فلتت منه من ثم اردف بـ تلاعب : يعني اندار عالبنات عادي ؟ متغارين ؟

رفعت بحاجبها مستسخفة قوله رغم اصابته ام الحقيقة التي صفعتها : نععععم ؟ هه منو تغار ؟ أنيييي ؟ ضحكتني

قبل جانب جبينها ليردد هامسا بعد أن علم بإن الهدنة إقتربت على النفاذ : إقري المعوذات ، رح يحسدووج والله

الم تقل له الجدة من قبل بأنها ' قشمر '
كلمتان فقط تكفيان لـ رفع مزاجها بين النجوم ؟
هاهي تبتسم برقة و تبعد مخالبها الشرسة لتهمس : لا عمر صدق كافي ، و الله الناس كلهم ديباوعون علينا

: قتلج مرتي ، خلي يباوعون و يعرفون منو غريمتهم ، يعني حتى يتحضرون لـ حرب الضراير

نطقت بإستسلام افلت منها ليصدمه حتى توسعت محاجره قليلا : لا همة اكيد بس يشوفوني رح يعرفون إنو إنتة مجرد خاااين ما عندك نظر اذا تبدل القمر بـ تراب و من يمهم يسحبون نفسهم و ميدخلون بحرب محد خسران بيها غيرهم !

تنفست الصعداء و إبتعدت عنه بسرعة ،
كم إنتشت بعد ما افصحت عن تلك الكلمة التي تدور في خلدها كل يوم بل كل ساعة ،
بالطبع خائن و مخادع و غدار ، و عليه أن يعلم جيدا بأنها لن تنسى خيانته ما زالت حية ، لن تنساها و لو قدم لها كنوز الارض قرابينا !

أما هو فـ صنمه حديثها المشير لـ كونها إرتضت أن تكون له عروسا ، لـ يزفها بقلب لن يمزق نفسه مجددا و يدنو من سبيل أخرى ولو ذبحت شرايينه و الاوردة ، أشقته و رب خلق بها من الحسن اروعه ،
و لكن ما أطيب اللذة بعد الشقاء ،
كـ لذة الرطب المحمل فوق شاهقات النخيل ، فـ بمقدار صعوبة الحصول عليه يتضاعف طعمه الشهي و منظره اللامع !
يا حلوته ،
حولته لـ مصاص دماء بـ نهار العيد ، و يبدو إنها إحتاجت ذلك الامر لتعود طبيعية و تقنع بمصير كتب لهما سويا بإذن الباري الواحد الأحد !

: عمووووري يللا يا عيني روح خلي الولد يفوت !

كانت جملة منبهة من الحنون التي ما إن لمحت الهمسات المتبادلة بينه و بين زوجته حتى شعرت بـ أن ابواب السعادة التسعة قد شرعت أمامها ، لا شئ يشغل بالها بقدر عمر و هناءه ، لإنها تعلم تركيبته جيدا و تعلم بأنه على إستعداد بـ أن يضحي بنفسه من أجل من يسكنون فؤاده ، و لطالما آرقها الأمر ، فهي كـ أي أم تكون انانية عندما يتعلق الامر بـ سعادة صغارها .. و ويل لكل من يحاول العبث بـ هناءهم !








.
.
.






.. لم يحدث أبدا

أن أحببت بهذا العمق

.. لم يحدث .. لم يحدث أبدا

.. أني سافرت مع امرأة

.. لبلاد الشوق

.. وضربت شواطئ عينيها

كالرعد الغاضب ، أو كالبرق

فأنا في الماضي لم أعشق

.. بل كنت أمثل دور العشق

.. لم يحدث أبداً

أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

.. غلبتني ، أخذت أسلحتي

.. هزمتني .. داخل مملكتي

.. نزعت عن وجهي أقنعتي

لم يحدث أبدا ، سيدتي

أن ذقت النار ، وذقت الحرق

كوني واثقة.. سيدتي

سيحبك .. آلاف غيري

وستستلمين بريد الشوق

لكنك .. لن تجدي بعدي

رجلا يهواك بهذا الصدق

لن تجدي أبداً

.. لا في الغرب

.. ولا في الشرق





نزار قباني



كـ عادته اليومية ،
ينتظر وصولها في سيارته المركونة في الموقف الخاص لسيارات الموظفين ، فـ لا يهدأ له بالا حتى يطمئن عليها ترتقي السلم المؤدي للطابق الثالث حيث تتشارك بـ مكتب صغير مع إمرأتين و شاب !!

في الحقيقية عند هذه النقطة يتلاشى الاطمئنان و يحل محله انعقاد لحبل المشانق فوق الاعناق الآثمة !
فـ غصات القلب تتعاظم عند رؤيتها تنتقل كـ فراشة ملونة بـ ألوان زاهية في اروقة الشركة حاملة ملفات ما تارة ، و مرافقة لأحدى الموظفات أخرى ، و ثالثة وحيدة باحثة عنه ' هو ' لطلب نصيحة !
و ويله من الثالثة التي تصيبه بـ مصرع في الفؤاد يدوم حتى تتركه فاغرا فاه الروح و تبتعد و كإنها لم تكن بالقرب منذ دقائق و لم تتلاعب بنبضات القلب كـ عازف يتلاعب بـ لوحة مفاتيح البيانو ، و لكن معها الامر مختلف ،
فـ كلما تأتيه تصر على نقر المفاتيح البيضاء فقـط ، فـ تعشي عينه عن كل ذنب محرم ، و حالما توليه ظهرها البرئ تعصف بالاذن اصوات مزعجة للمفاتيح السوداء الداكنة ، فـ تصفع خد الحقيقة التي يحاول جاهدا ان يهرب منها فيجد بـ أنه قد تورط اكثر فـ أكثر !

إحتبست بداخل صدره الانفاس و هو يتابعها برداءها المكون من بنطال رمادي تعلوه سترة من ذات تدرجات اللون و قميص لؤلؤي تحتها ، ليتزين الوجه بهالة ملكية محاطة بـ تاج من الرماد الملئ باللؤلؤ ،

غص بـ نفس غادره حالما لمحها تنتبه له و من ثم تشير نحوه بـ تحية سريعة و الابتسامة الصباحية تلون يومه البائس ، فـ إكتفى بحركة عجولة من يده ليطأطأ رأسه نحو المقود فيسعل مشاعره الحارة بـ قوة !
يارب ،
مالذي يقوم به من ضرب جنون ؟
مجرد تحية يا ألن ؛
تحية من دمية شقية صيرتك رمادا ،،
تبا لك

طرقات على مقدمة السيارة اجبرته على رفع رأسه مستاءا لـ يختنق اكثر برؤيتها تشير له بـ ' ماذا هنالك ' !
فتح باب السيارة ليترجل بغضب و تجاعيد وجهه اثبتت لها الامر فـ بدا الإستياء على ملامحها و هي تبتعد قليلا متمتمة بـ : صباح الخير

أقفل سيارته بـ جهاز التحكم و لشدة ضغطه شعر بإنه قد يتفتت بـ أزراره في كفه الضخمة ، اجابها و عقدة حاجبيه تأبى الانفكاك : صباح النور

تابعها وهي تتحرك بغيظ امامه ، و اشتعل برأسه ألف شيطان حالما تقابلت و امامه مع ذلك الذي يتشارك معها في المكتب ، ليلقي الاخير عليها سلاما حارا ، و مباركات متوالية تتبع عيدهم !!

مر بقربهم لـ يناديها بغير ذي ادراك : ميس تعااالي

قرأ العجب بملامحها لتترك الاخرق و تأتي نحوه فـ اكمل طريقه ليجبرها على مماشاته و هو يتحدث بـ رسمية : كم مرة قايللج لتوقفين وحدج و تحجين وية العالم بنص الشركة ؟

يعلم جيدا بأنها تكره تعسفه الغير مبررة اسبابه حسب وجهة نظرها الغائمة بالبراءة ،
و لكنها تصمت لكونها تراه اخاها الاكبر ، و مرشدها في هذا المكان ، و لكونها تسير بنهج اوامر عمر ، فـ بالتأكيد سيكون لـ رفيقه الدور الاكبر في تقييدها بـ تلك الاوامر و الأحكام

اسرعت خطاها وهي تتحدث بعفوية : اي غير ديعايدني قابل افشله و امشي ؟

لم يكن ينظر نحوها بل مكملا طريقه و سابقها بخطوتين على السلم ليتم قوله بشدة رصينة : مووو وحدكم

لتعجب بـ ضحكة ناعمة : ألن متأكد إنتة مسيحي ؟؟

التفت نحوها بسرعة و قلبه وصل الحنجرة ، ليزدرد ريقه بصعوبة حتى اعاده لمحله الاصلي ، و لكنه يحتاج كأسا ضخمة من ماء مغلي ليصهر انجماده هذه اللحظة ، و هي اكملت بـ ذات الاسلوب البرئ المرح : شو كلشي عندك عيب و ممنوع ، و انتة عود مسيحي و كلشي عدكم فرري ، عززة لو مسلم جان خبلتني !

إنتهى العزف اللؤلؤي ،
فـ وصلت طابقها لـ تبتعد مذيلة حديثها بـ ' يللا بااي ' ، و الآن طرقت اسماعه السمفونيات الكئيبة الموشحة بالسواد !
لو كنت مسلما !!
يارب ،
موجع ،
قلبي يتوجع و كلي يكاد يخر الما !
مالذي فعلته بنفسي ؟؟
كيف سمحت لها بـ إختراقي بهذه الشفافية ؟
كيف إستطاعت تلك الطفلة أن تعصف الوجدان و تظهرني احمقا بعين ذاتي ؟
نعم أحمق و آثم و خائن !!
و لكن الامر لا يعود لي ،
بالله لا استطيع السيطرة على كبوة مشاعري قربها ،
كيف ستكون نهايتي معك يا ميس ،
متى سيدركني الواقع لأتلقى صفعتي منه و أنتهي منك و بك ؟
إخترقت ضفافي بـ قاربك الزهري المتلألأ ،
فـ بنيتي لك من أرضي موطنا لن يسكنه بعدك أحدا و ربك الذي هو ربي ،
لن تصل أحداهن لما وصلته بـ شهرين يا صغيرة ،
و خوفي الاعظم يكمن بما ينتظرني إن لملمت اشياءك و حركت قاربك مبتعدة بعد رحلة الاستجمام التي قضيتها بـ شاطئي الكئيب ،
سيخلو من خلفك كل شئ ،
أكيد أنا بـ ميعاد ذلك الرحيل ،
و أكيد أكثر بـ وجعه !!
و لحماقة قلبي اراني مصرا على التمتع بـ زهوك المحرم ،

تتفوهين بها من دون قصد يا صغيرتي
لو كنت مسلما !!
آه علي لو كنت مسلما ،
لـ كنت حبستك في رمال شطآني و نحت منك حورية لـ طيلة الدهر ، فـ حينها أكون غير آثم !
و لكني مسيحي يا ميس
أنا مسيحي !!
و قلبي تلظى بـ عشق مسلمة !
غادريني يا شفافة ، أتوسلك ان تشدي الرحال عاجلا و تنهي لي عذاباتي ،
فـ كلما طالت فترة إستجمامك في شطآني زدت ولعا و شوقا و خطيئة !!
فـ إرفقي بـ المسيحي يا مسلمة ،
إرفقي به !





.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 08-11-12, 03:30 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 











ما إن وصلوا المنزل المهجور منذ مدة نزلت هي مسـرعة قبل والدته ، لتقف بالقرب من السيارة بـ تيه !
لم تدخل هذا المنزل سوى ثلاث مرات ، في أيام عزاء أختي اخيها رحمهما الله ،، لا تعرف به احدا و لا تنوي ان تتعرف ،، مجيئها خصص لـ رؤية الجدة فقط ؛
إكتسبت ثقة اكبر حالما جاورتها حماتها بـ بسمة بشوشة تنير وجهها السمح ، ليترجل هو من مكانه بعد أن أطفأ محرك السيارة فيملأ الفرع السكني بحضوره بالنسبة لها ، حبست أنفاسها بداخل الرئتين ناقمة ، تكاد تجن من هذه المشاعر الغبية التي لا تكاد تتركها من دون تدخلات أغبى في اعظم المواقف !

تقدمهم ليضغط فوق جرس باب المنزل العظيم ببنيانه ' و العظمة لله وحده ' ، و لم يطل الامر كثيرا حتى سمع نبرة رجولية شديدة تتحدث في الـ ' إنتر فون ' متساءلة عن القادم ، رغم كرهه لهذا المنزل و ساكنيه إلا إنه يحب الجدة بالفعل و يود رؤيتها و الإطمئنان عليها ، و الحبيبة ايضا تكاد تحترق شوقا لمقابلتها و بالطبع لن يبخل عليها بتحقيق هذه الامنية ؛
كان في نيته أن يأتون سلفا ، و لكن إنشغالهم في خطوبة شقيقته حال دون مجيئهم في ايام العيد ، ليقرر اليوم إصطحابها مع والدته ، لم يطل الانتظار اكثر من دقيقة ليشرع الباب الالكتروني و يظهر من خلفه احد الحراس الامنيين الذي ما إن رأى الضيف تعرف عليه فقد زارهم من قبل مشبعا بالجنون مع الجدة و رجل اخر !
سأل عن نساء المنزل ، ليزف له الاخر خبرا غريبا بـ أن لا احد هنا فالجميع في المحكمة ،
محكمة !
إستدار نحو الامرأتين لتتدخل والدته محدثة الرجل الامني : يوووم يا محكمة ؟

لم يشأ أن ينشر غسيل أهل المنزل ، فـ ليس هذا واجبه بل إكتفى بقول : الحجية بس موجودة اذا تريدون تفضلوا يمها !

مجيئنا من أجلها يا هذا ، !
فكر هو في طريقهم للداخل عما يفعله الجميع في المحكمة ، لا يعلم إن كان موعد جلسة عبد الملك الرجل الفاسد هو اليوم ، فـ ما زال الوقت مبكرا ، بالإضافة لإن سرمد لم يزل راقدا في المشفى ، إذن من بقي من اصحاب المنزل غير والدة رفيقه و إبنة زوجها ،
يكاد التفكير يصدع رأسه !!
من المفترض أن لا يدخل منزلا لا رجل فيه ، و لكنه لا يأمن من هم هنا ، و لو لا إتصاله مسبقا على الجدة و تأكيدها بـ تواجدها لما جازف و أتى بأهله لهذا المكان المشوب بالجرائم ، و كإن جدرانه تضيق على من لا يعرف معنى الظلم و التجبر !

حينما دخلوا الصالة الرئاسية الفخمة وجدوها في الانتظار جالسة على الاريكة و أناملها المجعدة تتلاعب بـ غرز سبحتها الطويلة جدا ، تلك المكونة من ألف حبة !
لينا سبقت من معها لتتقدم لها بـ لهفة محتاجة : بيييبي

في محاولة لإستقامتها واقفة ثبتتها لين بكف حانية فوق كتفها لتردعها بلطف : لتقومين عيوني ،
ثم إنحنت قليلا لتعانقها بشوق حقيقي و ابتسامة لطيفة ترتسم بنظراتها بسبب الوجوم الواضح و المعتاد جدا من قبل هذه الصارمة ، تبادل الجميع سلاما و تهاني هادئة بـ عيدهم الغريب ، ليجلسوا بجلسة حميمية يفتقدها سكان هذا المنزل حتى بادر عمر بـ سؤاله عن صحتها : شلونج حجيية ؟ إن شاء الله زينة

زفرت بغيظ ثم إلتفتت نحو اللين لـ تجيب بصرامة : منين زينة ' من اين ' و اخوها الادبسززز ميجوز من سوالفه

هفا القلب حنينا لـ ذلك الـ مجرم ، لكنها تمالكت نفسها و تظاهرت بعدم الاهتمام ، فـ هو لم يهتم ، و لن يفعلها و عليها أن تفعل المثل !
لن تسامحه بعد ان قرر اللجوء بعيدا عن ارضه تاركها هنا وحيدة و كإنها لم تكن شيئا في حياته ، لن تفعلها !
و ان استغبت و سامحت فـ سوف تتذكر كل عيد فطر بأنه لم يتصل و لم يرد أبدا على إتصالاتها ، و هذا كفيل ببناء سد حصين فوق مشاعرها الاخوية المحمومة ، تذبذبت بها الحاجة نحـوه و لكن بوجود طوق عمر و والدته لن تحتاجه بعد الآن ، الكريه !

تدخلت الحنون بـ عطف بمحاولة بائسة لفك عقدة حاجبي العجوز : يا عيوني يا ام سلام ميخالف طاايش يجي يوم و يعقل

صرحت بـ ذات الغيظ : يا طااايش ام عمر فدوة لعينج ، إلي بقده جهالهم يركضون وراهم ، وهوة فايت بمشكلة طالع من اللخ

جملتها الاولى لم تكن كالكرام بمرورها ، فـ إقشعر جسد اللين حالما شعرت بـ إستقرار نظرات عمر عليها لـ أجزاء من الثواني ، لـ يتحدث هو باعدا عن الجو توتره : بيبي يمعودة عوفيه خلي يولي ، شيسـوي خلي يسوي فترة و يرجع لبغداد و ينجب

: لا ميرجع ، مو متعرف مصيبته الجديدة !

صمت ران في المكان حالما القت وابل قنبلتها بـ حدة : هوة هنا هسة و اخذ امه و بت عبد الملك للمحكمة ، رح يعقد على سارة و ياخذهم و يروح يستقر بأربيل

: شنووووو ؟؟

لا تعرف ا قدماها من ساعداها على الاستقامة ام ماذا ؟
جف حلقها رعبا و هي تلتفت نحو عمر متوسلته ان يقول شيئا ما ، أن ينكر قول الجدة ، هو هنا و لم يكلف نفسه عناء زيارتها او حتى مكالمتها هاتفيا ؟
يالـ قسوة طينته !
و ما الذي تقوله الجدة بشأن إبنة عبد الملك ،
لم يتزوجها ؟ بـ أي حق يفعلها وهو حتى الان لم يفك وثاق جلنار ؟ أم إنه قد فعلها و هي لا علم لها بالموضوع ؟
يا إلهي !
داهمها الصداع على غفلة لتستند على مركى الاريكة و من ثم تعود لتربض فوقها بـ عينين غائرتين بالمفاجأة التي عبر عنها عمر بـ : لا بيبي والله ؟ هااي شوكت ' متى ' هالحجي ؟ شوو مـ قال مـ حجى ؟ و شوكت اجة لبغداد ؟

بنبرة مغتاظة ردت : الصبح ، و رأسا اخذهم و راحوا ، هسة على جية ،
لتستطرق بسخرية مرة : إبقوا هلهلوا للعريس ' الهلاهل هي الاهازيج المنطلقة من النسوة اثناء الاعراس '

تدخلت ام عمر بـ تساؤل : زين هوة مو متزوج بت قاسم ؟

فعلا شر البلية ما يضحك !
إبنتا قاسم و عبد الملك ترتبطان بـ رجل واحد !!
يالسخرية الحال ، و كإن الشياطين تخر ارضا لشدة الضحك لكل ما يدور بـ حياة ذلك المندفع ،
هو من جمع بين عدوين ، بـ رباطين مقدسين !

علق عمر مجيبا والدته : والله شمدرينا يوم هسة يطلع مطلقها واحنة مندري

لـ تردف الجدة بلا رضا : لا ممطلقها ، ما ادري شديسوي بنفسه هالولد

لتعلق اخته بـ قهر : زيييين ليييش يريد يتزوج هااية ؟؟

بشفتين مزمومتين غيظا اجابت الجدة : يقول ابوها رح ياخذ الاعدام ياخذه ، و اخوها بالمستشفى و مطلوب هوة هم ، بس يقعد ياخذوه ، فالبيت مبيه رجال و ياخذها هية و امه و يروح

: و إنتتتييي ؟؟

هتفت بها لينا حائرة وجلة ، لتجيب هي بـ ذات القهر : أولي وياهم وين اروح لعد ، ما اعوفه وحده وهوة صاير نص مخبل ، دنشوف اخرتها وية ابن سعاد !

إلتف حول حنجرتها حبل سميك لتشعر بإختناق رهيب دفعها لطأطأة رأسها أرضا و فض الدموع التي تألقت في موقف حساس كهذا ، لم لا يشعرها احدهم بكونها من بني البشر المرتبطين بحياتهم سواء اعجبهم الامر أم لم يعجبهم ؟
لم كل ذلك الاهمال ؟
والله لم تخطأ حينما إختارت البقاء مع عمر و أهله !
فـ هم فقط من مدوا لها يد العون و صدر المحبة ،

شعرت بـ نبرة عمر تتضخم و كإنه يقاوم شيئا بداخله وهو يستطرق محدثا الجدة : و شوكت تروحون ؟

لـ تسخر الاخيرة بصدق : فد شووية ، هه مو دا اقلك تخبل رسمي انتوو مدتفتهموني

ضغطت بجسدها على الاريكة اكثر و هي تود أن تشق الارض و تبتلعها ، ما زال يرخصها بعين ذاتها ، الحقير ،
لو كان هنالك مخلوقا بلا قلب في هذه الدنيا لكان هو ،، سيفقدها صوابها ، يا إلهي

: وصل العريس !

إستدارت بسرعة نحو دبيب الاقدام القادمة من الرواق بالإضافة لـ إزعاج مصدره احتكاك العكاز في رخام الارضية ، لتقف عجلة فتتحرك نحو الاريكة المنفردة التي تجلس فوقها الجدة و تستقيم قربها رافعة برأسها في خيلاء مغرور و نية تسكنها لتهشيم انف الاخوة التي تجمعهما ، و بالفعل ماهي الا ثوان حتى ظهر من خلف الباب العريض لـ ترتسم الصدمة بأبشع صورها في الوجوه !
ليس وجهه بالتأكيد ،
حاله مرهب بذلك الرأس الخالي تماما من اي بروزات شعرية و العينين الغائرتين اكثر ترهيبا بالاخص بوجود تلكما الهالتين الرماديتين حولهما ،
إكتفى هو بـ نقل انظاره الساخرة بينهم ، توقع أن تتصل بهم الجدة فتطالبهم المجئ ، بل ارتفع عداد التوقع ليظن بـ أنها ستطلب من رفيقيه ان يوقفا امر زواجه المتهور حسبما تعتقد هي ،
نطق بالسلام هادئا ، متحاشيا النظر نحو جدته و من تقف قربها بـ كبر ، هي الاخرى لم تلقيه بالا ، بل انحنت نحو الجدة لتعانقها مودعة بـ همهمات هامسة و من ثم نقلت بـ أنظارها نحو الحنون لـ تستطرق بـ وجوم : ها خالة نروح ؟

صار الكون اضيق من ثقب ابرة ، و لم تجد ام عمر إجابة لها ، تعلم بإنها كقطعة كريستال تشوهت لكثرة الخدوش و الان فقط قد تهشمت بأكملها لتملأ الأرض بـ شفراتها الحادة ، لتكون مستعدة في تمزيق اقدام كل من يمر فوقها ،
و لكن ذلك الوضع لا يماشي ما ربت عليه ابناءها ، إن شد احدهم لابد ان يرخي الاخر كي يستمروا على نهج المحبة الاخوية ، فـ إكتفت بـ نظرة منها تذكرها بوجود اخيها ،
لـ تعلق الجدة : اوقفي .. دنشوف العريس مناوي يسلم على اخته ؟

لم تضعف لـ أي شئ ، بل تحركت مبتعدة و صوت نقير كعبها على الرخام ازعج الجميع : بيبي اني ما عندي أخ ، هوة واحد والله اخذه من زمان ، يللا خالة اني برا انتظركم !

و كإنه إهتم ؟
لا أحد يعلم !
إكتفى بالاحتفاظ بـ صمته ليجلس ببطئ على الاريكة مادا بـ ساقه اليمين حتى ابعد نقطة يصلها لـ يريحها من شد الحركة بهذا اليوم ، ليتلقى الاحاديث اللوامة من قبل الثلاثة المتبقين ،
لم يشأ أن يصرخ بهم ليصمتوا ، فـ يكفيه والله كل ما حدث بهذه الساعات ، لإنهم لا يدركون شيئا ، يظنونه ساديا متغطرسا و بلا قلب !
و هو بالفعل كذلك ، صقلت مشاعره بـ حجر صوان حتى صار كـ قطعة جمادية متحركة ، أو كـ روبوت آلي ينفذ ما تأمره به خلاياه العقلية من دون تردد او انصياع لأمر أخر ،
اليوم قدم نفسه قربانا لـ ستر فضيحة اهله ،
قربانا بمعنى الكلمة !!
هنالك و هو ينطق بالـ ' نعم ' داهمته رغبة مجنونة بالتقيؤ دما ، و لـ ربما لو فعلها لتقيأ أحشاءه كاملة بلا إستثناء ،
غطا المصيبة بـ ثوبه ، و إحتفظ برائحتها الكريهة في فوهات انفه ، لتلتصق بالشعيرات الصغيرة فيستنشقها بلا زفير حتى تتكوم في داخل الجسد و لربما ستفيض يوما !
الشئ الوحيد المؤثر في مشاعره هو حال تلك المغلوب على امرها ، ماشته في كل شئ خوفا و رعبا من غضب قد يفجره بوجهها فيسحقها به ، كانت مكسورة و ذليلة ، و الجرم يحيطها بهالة داكنة بسوادها
فـ حسبها الله وحده !

: علي قوم وراها لتخليني هسة اعوفلك البيت و امشي

صمت قليلا ثم أردف قاصدا رفيقه من دون ان يلقي بالا لتهديد جدته : مرتاحة يمكم ؟

لم يجيبه عمر و هو إسترسل : اني متأكد مرتاحة فـ يللا روحوا الله وياكم إحنة هم ورانا روحة !

يالوقاحتك !
بل قسوتك و عنجهيتك !!
ألم يفكر بـ أنها لربما اغشيت لشدة الجفاء الموجع ؟



؛



عجبي على حرفين قد سلبا وقاري
حاء حريق، باء، بتُّ في ناري
ماذا جرى لي نحول، غيرة، قلق
سهر، عذاب، جنون هز أفكاري
يا كاتم السرِ، كيف الحب أكتمهُ
فالطفلُ والشيخُ والجيرانُ والبلدُ
والشرق والغرب عرفوا كلَّ أسراري


كريم العراقي



رن هاتفه الذي اقتناه حديثا ليجده رقما مجهول الهوية و من خارج القطر ،
لو كان بمفرده لما فعلها و اجاب و لكنه يود الخلاص من كل هؤلاء عديمي الرحمة ، فـ قرر الانسحاب من دوامتهم من دون ان يعلم بأنه قد القى بنفسه بدوامة اكبر ،
فـ ما إن اجاب وصلته تحية من نبرة رجولية ليست بالغريبة ،
قليلا و اكتشف صاحبها لـ يختنق صوته بلا إدراك منه !!

ما الذي ارسلك الان يا هذا ؟
أ جئت تنبش بالمواجع بمحراثك الضخم ، إستبشر شرا فـ مواجعي لم تزل تحرث ذاتيا كل يوم !

: شلونك علي شخبارك ؟

: زين !

: احم ،، أدق عليك هواية متشيله ، خو ماكو شي بيك لو بالاهل لا سامح الله ؟

: لا

تنهيدة فقدان حيلة و من ثم : علي مخابرك و ادري انتة متريد تعرف عننا شي و لا تريد بيننا ارتباط ، بس والله العظيم اني اشوف الي دتسويه غلط ، علي مرتك يمناااا ، لازم تتخذ موقف ، لو تطلقها و تريحها لو ترجعهـ ـ

بحدة اجابه : أبو ليث هاي حياتي و محد اله حق يتدخل بيها

ليعلق الاخر بتفهم .. فهو على وعي تام بشدة مصاب هذا الرجل و هو اكيد بأن كل ما يفعله لا يستحق لومة اللائمين : أعرف ، والله اعرف ، بس لو مدنشوفها دتموت بين ايدينا جان مخابرتك ولا قتلك

إشتعل به موقدا من جمرات لظت بطانة الجوف ،
هربت منه زفرات محترقة و نظراته تشيح نحو الارض ليبتلع ريقا ممتلئا بـ طعم العار ، مالذي يفعله ؟ أ يفكر بها الآن و بحالها ؟
فـ لتمت او لـ تحترق ،
لا شأن له بها !

حقده السرمدي لم يخبو ، و لم يأفل نجم الكره من سماءه المعتمة بـ ادخنة الشر ، ليستنطقه الثأر الموءود فـ يجيب بحدة : أحسن حتى تذوقون الي ذقناه !

ويل قلبك يا حجر الصوان !
تود لهم أن يتذوقوا وجعك بها ؟
تريد لها الموت و انت من تدعو لها برحلة ابدية ؟
هل سـ يرتاح ثأرك حينها ؟
أ ستنحر رغبتك بالانتقام لو ماتت من اجلك شوقا ؟

أما إكتفيت بـ إمتصاص رحيقها باكمله حتى أذبلت اوراقها اليانعة ؟
ألم يقلل من حدة حقدك إنها من بعدك لم يتبق منها سوى حبيبات جافة مريضة من الرمان الذي كان بقربك أشهى الثمر و أعذبه طعما و لونا ؟

: هذا حجييك النهائي ؟؟ اذا مرايدها لعد بلا زحمة عليك ماكو داعي نطول السالفة ، احنة هسة بالاردن اني اسبوع الجاي راجع لبغداد عندي كم شغلة نتشاوف و عود نروح للمحكمة ثبت الزواج و بعدين طلقها و خلص الموضوع يا اخي

هبط شئ ما كان يستكين بـ مكان ما إلى بقعة ما ليست سوى الارض ،
الأردن ؟!
همس بـ إضطراب أنفاس و هو يحاول الوقوف بعسرة مؤلمة : كلكم هناك ؟

لم يجيبه لوهلة و من ثم اردف : أتوقع ميهمك هالشي ، و ما الومك و حقك ، صدق محد يقدر يلومك بس احنة هم محد يقدر يلومنا من نريدك تطلقها ، خوما تبقى طول العمر على هالحال ؟ هالشي مـ يرضي الله و بعدين كل واحد يشوف حيااته بعيد احسنلكم ، بس رجاءا دكتور سرع بالموضوع لإنو منريد عمي يتدخل تعرفه اذا تـ ـ

: مو بكيفك ولا بكيف عمك ، أعذرني بس قتلك هالشي خاص بية و محد اله حق يتدخل

أثار حنق الاخر ليردف بـ غضب : يعني شلووون ؟؟ تبقيها معلقة طول عمرها لا بسما و لا بقااع ؟ ترضااها لاختك ؟ اذا انته ترضاها فـ أحنة منرضاها لبتنا ، أعتقها و خليها تشووف حياتها

أي حياة تلك التي يتحدث عنها كل حين ؟!
أ تدخل طرف ما في حياتها ليجعلهم يودون انفكاكها منه بسرعة ليربطوها بـ أخر ؟
لم يمض سوى شهران !!!
هل أسرع الحقير بإستبدال ساعده الأيمن بأخر اكثر اعوجاجا و يودها أن تكون خاتما في احد اصابعه ؟
أم إنها هي من شفيت منه في ستين يوما و جاء وعد الخلاص ؟
منذ متى وهي هناك ؟
أوجدت ظالتها بعيدا عن ارض الوطن ؟
أ إستطاعت أن تبيع قلبها لـ أخر بعد كل ما مضى بينهما و حدث ؟
لن تتجرأ و تفعلها ، لن تتجرأ !
يعرفها غبية و هائمة في بحره هو ، و إن مر ستون عاما و ليس يوما لن تفتأ أن تنتظره هو ، و إن قررت التوقف عن الإنتظار سيكون حينها موعد الاجل ،

ما هذه الثقة التي تملأ رؤوسكم يا أبناء صفاء ؟
أ تعتقدون بـ أنهم خلقوا بعد عبادة الله لـ يكونوا لكم مجانينا ؟
أ تظنون بـ أن في دنياهم تتمركزون في اعالي الاهرام من دون منازع و لا منافس ، ؟
تبا لقلوبكم العنيدة ،

يود ان يخرج من هذا المكان حالا عله يستطيع حينها استيعاب الاقاويل السخيفة هذه و مجارات حقارة عبد الله !
و لكن الحركة بالنسبة له عصية الا بـ إستخدامه لـ عكازتين ، فـ أجبر على الرضوخ لـ حاله المعيق لكل عمل ينويه ، إستغفر بحدة لـ ينبه عليه الجميع ، علهم يفهمون و يرحلون !

قرر من على الطرف الاخر ان يتلاعب قليلا بـ أعصابه ، فـ نبرة متوجسة هربت منه بعد علمه بأمر السفر قد نورت سـراجا خفيفا وسط العتمة : بصراحة علي و بدون زعل البنية جاييها ناااس ، و إنته تدري موضوع زواجكم محد يدري بيه ، فيعني احنة فهمناهم انو هية متزوجة ببغداد بس منفصلة عن زوجها و حتتطلق بهاليومين و همة ماعدهم مشكلة ، لهذا خابرتك حتـى تستعجل علمود اول مـ العدة مالتها تخلص يتـ ـ

بطباع إحتدت لتصير بنهايات مشفرة تنحر رسغ العقل فـ تسيل أفكاره حتى يخلو من كل شئ سوى بقايا متيبسة توجس مهابة : شنووو هوة بكيف الخلفووكم تتصرفون ؟؟ هييية وينهااا ؟؟ يمممك ؟

: لا اني ببيتي

تريد أن تعتــد بعد طلاقها لتقترن بأخر ؟
أ يصدق هذه التفاهة ام يحرقها ؟
: هييية وين لعععد ؟؟

: ببيتهم

و كإن الاية قد قلبت ،
في بداية الاتصال كان هو من يستقصد تجريد حديثه من اي ذوق ، لتقلب الطاولة فوق رأسه و يتلاعب به عبد الله بطريقة قذرة !
تبا لهم !!
بـ زئير نطق غير مبالي لو كانت محاجر العالمين اجمع محملقة به ، فـ الآن هو لا يستنشق هواءا ، بل دخانا يتسرب من اذنيه ليعود فوريا لـ فتحتي انفه فيستقر بوسط الصدر : قللهاا خلي تشييل هالموضوع من بالها ، لإنو و الله العلي العظييم طلاق مرح اطلللق ، و عود خلي الكلب ابن الكلب ابوها يجي يكتلنييي و يرملها و بعدين خلي ينطيها للي يريده !

ثم اغلق الخط بوجهه و الصدر يعلو فيهبط بـ طريقة مرعبة ،الامرأتين تظاهرتا بالانغماس في حديث خاص بينهما ، رغم ان صدر جدته اشتعل رهبة !
لـ تهمس محدثة والدة عمر : هذولا اهل بت قاسم يمكن

: الله يهديه علي حيل عصبي

: قولي الله يعقله ، والله حيخبلني هالولد ، شيريد من البنية ليش ميطلقها مشبع منها مصايب و ظييم !

: حجية عيوني على كيفج لتعصبين انتي صحتج بلا شي هالله هالله ، عوفيه هسة بس تبرد ناره هوة وحده يطلقها

بتنهيدة احرقت جدران الحنجرة همهمت : إن شاء الله ، ياااارب ان شاء الله تهديه و ترجعله عقله

بينما رفيقه فـ إقترب منه حالما انزل الهاتف ليعلق : شكو ؟

: ماكو شي ، يللا روحوا عاد دنولي احنا هم

ثبتت نظرات عمر عليه لفترة ليست بالقصيرة ثم تنهد فاقدا لـ صبره : قوم امشي لبيتنا ، بس تغدا يمنا و الن هم يجي و عود بعدين اني ارجعك ، على الاقل شوية تغيير جو و تطلع من الي انته بيه

: ليييش منو قلك اني بيه شي

: علي اعصااابك

: الله ياااخذ علي و اهل علي و السااعة الـ ـ

: أستغفر الله العظييم ، إنتتتة شنو مـ تشبع عيااط و صيااح ؟؟ تدري فد يوم رح تنجلط

: يوووم عيد و اخلص منكم اي والله يصير عييد

نطقها وهو يستخرج من جيب قميصه علبة سجائره لـ يحرق شيئا ما غير نهايات خلاياه العصبية
ويلا لها لو فعلتها و انطلقت لـ تكمل حياتها حرة !
ليس هو من يدمروا له مستقبلا ليتموا ايامهم هانئين ،
كما حطمت حياة سارة و ستبقى معلقة بلا مصير طبيعي ستتعلق هي الاخرى بين جحيم و سعير ؛
لتصلى بالاول فـ تلظى بالاخر ،!
تبا لها و لابيها و لـه !

: زين قوم شوف اختك

: عمرررررر دخييييل الله عوووفني بحااااالي ، شلووون انتووو زمااايل متفتهموووون ؟؟؟ دا اقللكم ما ارييييد اشووف اححد و لاا احجي وياااكم اعتبروووني متت و فضووني من *** بروووحي اذا امووت !!


غضب يستعر به دفعه للانفجار بما لا يجوز
ليبتعد الجميع تاركيه بمفرده يلتهم اسطوانات السجائر احداها خلف الاخرى ، و غيظه لم يكبت و لم يقل وطأه !
لم يشعر الا و يده تمتد لاحدى العكازتين لـ يرفعها فيلقيها بقوة نحو النوافذ الواسعة امامه بعد ما تراءت له لمحة من ذات الشعر الشرقي ،
الحقيرة !
ترتحل هنا و هناك بلا خوف و لا قلق من جنونه ،
تقرر اتمام حياتها بعيدا عنه ؟
سـ يذبحها لو فعلتها ،،
إعتاد القتل و اصبح بالنسبة له امرا اعتياديا ،
و ما زال له في رقبة قاسم دين ، ما زال يطالبه بـ ابنته ، فـ هو من قتل له اثنتين
و لو استعسر الامر سيجعلها هي الحرة الاخرى ؛

لم يطفأ لهيبه بعد ،، إنتهت الاسطوانات جميعها و القلب ما زال محموما بالغيظ ، فقط لو يستطيع الوقوف بحرية و الانتقال لهدم بنيان هذا الراسخ بأموال من جحيم !
لربما احراق غرفته القبلية سيفي بالغرض ،
فـ بها قد رآها اول مرة لتقلب هناء حياته لـ جحيمها
اين هي منه الآن ،، تبا !
يود خنقها .. و الله يود خنقها و اشعال ما به من مواقد غل في كافة اجزاءها حتى تخر بين يديه خردة بالية متوسلته الرفق ،
اسند نفسه على عجل و الانفاس تتسابق فيما بينها و شعر بوخز عنيف بسبب شد خيط العملية و لكنه لم يهتم لو تفتق الجرح الغائر ، كل ما يهمه ان يصب بها جام غضبه و الآن و الا سيفقد صوابه !!

اعاد الاتصال على الرقم الاخير ليجيبه عبد الله بـ هدوء متفاديا اي احتكاكات شرانية ، ليبدأها هو حربا : اريد احجي وياهة و هسسسة

تنهد الاخر ثم اجاب : علي اسمعني ترة الشغـ ـ

: لا شغلة و لا *** .. قتلك اريييد احجي وياهة بسرررعة ، و لتقلي انتة مو يمهم بسرعة انطينيااها

: بس على كيفك وياهة ' عاملها بروية '

: عبد الله بسـرررعة

: انتظر شوية

و الـ ' شوية ' طالت لـ خمس دقائق كاد بها ان يلتهم لسانه لشدة الغضب ،، لا يحتمل
ما يشعر به والله لا يحتمل ، اليوم لم يكن اعتياديا البتة
العودة لبغداد
زواجه من امرأة شهدت جبنه و وضاعته
رؤية اخته بـ ذلك اللقاء المتكتل بجبال صمت و جمود
و اخرها رغبة تلك الحقيرة بالابتعاد !!!
و الله ليبعدن روحها عن الجسد لو حاولت عناده
سيصلها و ان هربت المريخ و ليست الاردن فقط !

تأوه بشدة لـ وجع فخذه المستجدي منه رحمة ، ثم عاد ليربض على مقعد كان قد ملئ بجسد عمر منذ قليل و الانتظار ما زال يقيد الصراخ بين طيات الحنجرة ،
فجأة شعر بـ أنفاس لاهثة تأتيه من مكان ما و تملئ الاجواء من حوله ، لا يعلم أ أنفاسها هذه ام انفاسه ؟
لا يعقل ان يحترق كله بسبب حرارة تصله عبر ازاحة شاسعة بين بلدين
من غير المنطقي و لا المعقول ابدا ،!

همس بـ حدة مستشيط الروح غضبا : تسمعيني ؟

لـ تتوالى الرصاصات الدامية لتخترق طبلته اليسـرى فـ قناته السمعية حتى تتسرب بـ استهتار لتصل ذلك المكان الغريب في اواسط الصدر ، بل يساره !
بكاء حاد و عويل امرأة ثكلت إبنها توا !
أفجعته و اخرست الكلام من بين شفتيه ،
إصطبر صمتا بليغا و الرغبة تكاد تكتم انفاسه لـ مواساتها على فقدانها لـ نجلها المفقود ، أو لـ قلبها المفقود بمعنى اصح ،
الم يكن يشتعل غضبا منذ دقائق ؟
ماذا حدث اذا ؟؟
أين تسربلت نيرانه ؟
أ صب احدهم دلوا من تراب في صدره و كتم حريقه ؟
أم إن دموعها الاخرى اخترقت المسافات لتأتيه بفيضان أخمد براكيينه المستعرة ؟

: عليييي ويييينك ؟

لا يعقل ان يضعفه صوت إمرأة ،
لم يحدث له أبدا أن يغور هكذا في الضياع لمجرد سماعه عويل حريمي ،
لم تفعلها واحدة و تجرده من مقاومته كما تفعل ابنة قاسم !
كيف أتته و عصفت بكل شريان و وريد له ؟
كيف إحتلت ببيادقها الحربية مراكزه الحيوية كافة لـ تترأس إمارة المملكة في الكبد ؟
نعم في الكبد !!
هاهو يشعر بها تتزحلق بين خلاياه بـ حرية و دموعها تغسله من دماه لتكون هي محوى مصبه و منبعه !
أين انا ؟
أو تسألينني يا إبنة قاتلي بـ اي ارض اكون ؟!

: عليييي تسمعنييي ؟

فقط كفي عن مناداتي ، كرهت اسمي و ربك !

: انتي وين ؟

قالها بهدوء لـ تصرخ به منتحبة من جديد ، و كإنها للتو صدقت بأنها تحادثه ، فـ عاد ليكرر بحدة : إنتي بالاردن ؟؟

: إيـ ـ ـي

: تريدين تتطلقين ؟

: علـ ـ

: جاوبييييني

: شصـ ـ ـايـ ـ

: إلي صاااير حضرتج نااوية تكملين حيياااتج الحقييرة و ناسية المصايب الي وقعت فوق راسي من وراج و ورة ابوج ، بس سمعيني يا بت قاسم الكلب ،
طلاااق ما رح اطلقج لو تموتين ، مثل مـ ابن عمج الله يحرقه بجهنم دمر سااارة فـ أني مستعد ادمرج ، و حدمررج و انسي شي اسمه حيااة ، إبقي طول عمرج هيجي ، و اذا متتي فبعد احسسن تخلصيني ، انسيني و لتنسيني ، تعرفين شنو يعني هالشي ؟ يعنيي بععععد لو تحترقين تموتين تنتحرين ما اريد اعرررف ، و نفس الشي لو اشتعل محد يقلج ، بس بنفس الوقت تنجبيين و تبقين بذمتي طوول عمرج ، سمعتتتي ؟؟

بنبرة ميتة وصله توسلها فـ خنق القلب بعقد شرايينه : تعااال اخذنـ ـ ـي !

كاد ان يفلت منه الهاتف
بل فلت فعلا
رحماك إلهي !!
أ لإمرأة كهذه رغبة على الخيانة و اكمال حياة من دونه ؟
عاد ليرفع بالهاتف من جحره و صدم بقطرات العرق التي تألقت فوق الشاشة ،،
جسده يدر عرقا !
بل يدر رغبة بـ تنفيذ طلبها
لكنها إبنة قاسم ،
انها ابنة قاتل اختيه
ابنة عم ناحر شرفه
ابنة الاعداء !
دماها ملوثة بهم ،
تفجر شئ ما بـ قمة رأسه ، ليعبر عنه بـ خيط رفيع أبيض لا يكاد يرى و لن يرى حتى وقت أخر !
شئ سيملأ صدغه قريبا ، فـ الهم إن تكوم سيتفجر لا محالة ، و الخيوط البيضاء أفضل من الحمراء على كل حال !

: عليييي تعااال اذا مو لخاطري لخاطـ ـ ـ

: لخااطر الله عوفيييني بحاالي ، لتنتظرين مني شي ، علي مـ رح يقدملج شي للموت ، لتلعبين علية و لا على نفسج ، إحنة بيناتنا ماكوو حيااة ، تبقين بنظري بت قااسم ، قاسم الي كتل خوااتي ، تبقين بت عم النقس الي اغتصب شررفي ، فكري بيها و تعرفين انو بيني و بينج كل شي مستحيييل ، بيني و بينج الحياة تمووت

: أكووو والله اكو بييناا اكبرر من الحيااة ، علييي بيناتنـ ـ

يجب أن تصمت قبل أن يغرق بعرقه ، عليها أن تخرس قلبها قبل ان تستنطق كبده المغروس بانصال مسننة من مئة سهم و رمح ، و إن كان لابد أن يمزقها بـ أحد السهام ، فـ مرحبا بها لتكون ضحية لـه من جديد : اني تزوجت !!!









طِالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ

ما عادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ

لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا ..

طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ

ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي .. و

هَزَّتْ كِياني ، كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ

وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ

مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا

لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا

إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ

لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ

ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ

كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا

أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا

لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي

بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ


عبد العزيز جويدة



.
.
.


لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍيات غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

نزار قباني






؛

إن كنت ذات بطش ، ما كنت ناحرا عنقي ؛
و لكن ضعف حواء
عشق حـواء
قلب حـواء مأسـاة
!!

تبعثرت الاحرف من خلف قضبان فولاذية لـ زنزانة فردية و موحشة اطبقت فجأة امام اظلعها ، لـ تحتجز قلبا مكللا بالجراح المستهدفة كل زواياه ، فـ يترك من بعدها كـ مهووس قد دلف توه خنكة المجانين ،
ثقلت أنفاس العمر ، و إنعدم هواء الفضاء أكمله ، فـ لم يتبق ما يذكر منها ، سـوى جسدا قد فورق من قبل بقية الأمل الذي كان يملؤه بإنتصاف مع الروح !
لم تزل الروح قابعة في محلها ، فـ لم يعد بعد وقت الرحيل الأبدي ، و لكن الامل يعاني إحتضاره قريبا من أنفها ، يود أن يلاقي دفعة إصبع كي يعود لها من جديد فيزيح الروح قليلا عن موضعها و يتخذ تشعباته في الجسد الخائرة قواه عله يبث به تمسكا في الإنقياد للحياة !
هذه حواء ،
مكسورة و ضعيفة ، و ما زالت تنتظر منك تتمة لـ غرسك السكينة في خاصرتها ، يا أدمها .. بل تنتظر منك تراجعا !
كـ إخراج نصلك مثلا و الاعتذار بقبلة على الجبين
أو من دون إعتذار ، لا يهم .. يكفيها أن تقول إنتظري
لم أنوي أن تكوني أنتي المغتالة
أردتك ان تشهدي قتلي لـ أبن عمك و فقط !!

' آه '

هاهو رحمها يتقلص فـ ينقبض بإستماتة ، لتهرب من فاها المنتفخ بعبراته حـروفا تتعثر بين الشفتين : شنـ ـ ـو ؟

بعد صمت طال و طال ،
وصلها رده الهادئ الساخر و كإنما هنالك زر ما قد ضغط ليطفئ به إشتعالا كاد يشوي اعصابه منذ ثوان طوال ! : تـزوجت

: شلـ ـون ؟

: مثل ما العالم يتزوجـ ـ

: شنوووووو يعني تزووجت ؟؟؟

: يعني تزوجت !

: علـ ـ ـي

فجوة كبيرة تلك الفاصلة بين الصمت و البوح ، ليعترف بـ نبرة مبحوحة : قتلج .. كل الي بيننا غلط في غلط ، و الي ردته حصلته منج و حوبتج طلعت بية بسـرعة .. و اعتبريني موافق على الي تريديه ، حتى اذا تريدين تتطلقيـن فـ ـ ـ

: تزوووووجت شنووو يعننننيييي ؟؟

: صوووتج لـ تعليييه

: انتتتة مو بشررر طبيعي ، أصلااا مو بشرر ورة كل شـ ـي صـ ـار و سـ ـ ـويته بيه حتكمممل حيااتـ ـك

آه على تلكما غصتين احتجزتا قهرا بين حبال مشتدة لتقترب من الانقطاع ، شهقاتها مرة ؛ كـ مرارة زقوم دنيوي فاخر الصنع و الجودة ، شاء تعذيبها فـ فعل
ود تمزيقها فـ ابهرها في العمل
و ها هي مصيبته تكتمل بـ زواجه من اخرى
والله يا علي لـ أذيقنك من ذات زقومي ،
تبا لك و لـ قلب أخرس العقل و اعماه !
سحقا لـ كل قول يمتهن الكرامة في سبيل الحب ،
فالحب يا سيدي و إن عظم لابد أن يرتدي وشاحه الكبريائي و إلا سـ يصيره الصعيق لأشلاء مبعثرة !
و أنت بعثرتني ، و شتتني و تركت بي جسدا مشوها بك ،
آه يا سمي الغالي ،
ذاك الفريد و الغير متوافر في أي معجم غير معجم ضعفي !
ذاك الذي لطالما إنتشر بأجزائي من منابت الشعر حتى مواطئ القدمين !
لم تعد ترويني و لن تفعل ، و سترى منذ الآن كيف يكون هدم ناطحة سحاب الضعف الذي بنيته بيديي هاتين لأجلك
و إستبداله بـ ناطحات كواكب و أقمار ، ادوارها تتناوب بين عزة و خيلاء فـ كبرياء !
فـ طابوقي سيكون اشلاءا من كرامتي التي هدرتها لاجلك مرارا
و مياهي سـ تكون دموعا لن افصح عنها إلا خفاءا فـ لن اعدك بعدم الانتحاب ، فـ أنا أضعف من ذلك و اعترف ، و لكني سـ أرثيك سرا يا غالي ، سرا بيني و بيني
و عجينة البنيان ستكون سنينك يا علي !!
لم تقدر إستسلامي رغم حيلتي
و لا عشقي رغم كيدي
لم تقدر يوما زهرة رمان كانت حبيباتها تتناثر منك اثناء تناولك إياها بنهم ، لتعتصرها بين فكيك فـ ترتوي بماها ، ثم تبصق بقاياها بـ إزدراء !
كإن مهمتها بـ سقي جفاف ريق الانتقام قد هلت و افلت !
و ها هو نجمك عندي بات يهدد بالافول و بت أنا و امنيات الفؤاد نراقب من على شرفة الجراح ذلك السقوط المبهج ، ذاك الذي يهبط بك قاع القلب ، و يرفع برأسي حتى سقف الإعتزاز بالنفس
و لو بعد اوان قد فات و ولى !!


لا تعلم من اين جاءت بطاقة جعلتها تستسهل الاستقامة قرب نافذة غبية ، كانت يوما ما سببا في مراقبته ، و كشف ستر فضيحة العشق الممنوع من رؤية الجماهير ،

: انتظر منك طلاقي ، حتى تخلص من بت قاااسم ، و تخلصها منك .. و انتة ادرى انو اني اقدر اتطلق ببساطة بدون علمك ، بس ...... حطيت تقدير للعشرة الي بيننا

نطقـت حبيباتها المتقاذفة من دون تلكأ أو توتر ، لكنها لم تفتأ أن تتصاحب بـ عبرات منقطعة تارة ، و متصلة أختها لا علم لها ما هي فاعلة بـ صدر رجل إعتاد أن يكون مركزا لـ قوات جيش من المرتزقة ، محتجزين خلف ظلوع عوجاء كادت ان تتكسر لقبضات الاعتراضات المندفعة من قبل أجسادهم الضخمة ، أعلنوا العصيان و التمرد عليه !
و هو لم يكن امامهم سـوى السامع الاصم !!
فـ ليعصوا و لـ يصرخوا و لـ يرفضوا ،، فبالنهاية لا غيره مسؤول هنا ، و لا افراج سـ يصدر بحقهم و إن تناول احدهم الاخر بشراسة رباهم عليها

حطمت ذلك الصمت الرصين الذي اتبع جملتها بـ حسرة أنثى مغتالة بـ زناد حبيبها : علي طلقني دخيل الله ، حيـ ـ ـل بعـ ـد ما بيـ ـ ـة

: هه حيل ما بيج لو حضرتج ناوية تجددين حياتج وية هذا الي خااطبج

تغضن جبينها لتكفكف دموعها مصدرة أنات لها من الأثر أعمقه في نفسه المصلوبة في ساحة اعدام الذات منتظرا منها ما يقال لـ ينزل ثقله ارضا مرتبط العنق بـ وثاق من مسد !!

لكنها كما هي دوما ، له و لأفكاره السلبية صادمة ، فـ أفحمت فيه رغبة في التقيؤ حالما إستجابت لسخريته بـ أكبر : لا أبشررك ، الرياجيل الي شفتهم بحياتي خلوا عندي مناعة حصينة ضد كل رجال بالدنيا ، هذا اذا بعد اكو رياجيـل

لا يتناهى لها منه سوى انفاسا غير منتظمة !
و من ثم تنهد بـ طولة بال ليست من شيمه البتة ، ليردفها بـ : ابو ليث قال رح تجون لبغداد

: بس هوة يجي

: تعالي وياه

تقوس فمها اسفلا و تقطرت منها الدمعات اللؤلؤية لتتماسك قهرا و نبضاتها تكاد تفجر بها ذلك المسكين الممزق من كل جانب ، ليكمل هو بذات الاسلوب : لازم نثبت العقد اول حتى نتطلـ ـ

بالتأكيد يجب ان يحدث هذا الامر ، ليس من اجلها و انما من اجل بضعته النابتة بين احشاءها ، يجب أن يكون وجوده مشرفا ، لكنها استسهلت ان تتلاعب به ولو قليلا ، فـ تلميذة كسولة هي في حضرة استاذيته القهرية : ميحتااج نثبته ، طلقني بكلمة وهاهية ، قتلك .. مناوية اذب نفسي بمصيبة رجال ثاني ،، اناني و حقيييير و نذل ، لإنوو الرياجييل كلهم انذااال كلهم حقراء و انانييين !

لم تكن يوما هكذا ،
لتعصف به وجدان القلب من خلف مساحات البعد ،
ود لو بإستطاعته إختراق سماعة الهاتف فقط لـ يحتضن بها وجعا إستنطق منها حروفا بائسة حد الانهيار بعد ان عادت لتتوسله : مـ تزوجت انتة ،، أني متأكدة !

عودتها لذات النقطة اكدت له بأنها قد تعيش اوهاما من اللا اعتراف ، نحرت به حبل الصبر ، ليـدر عليها بـ كلام نادر ، كعادة هذه المكالمة المحملة بالمفاجئات : قتلج ماكو بيننا حيـ ـ

لتصرخ به بحدة فتقاطع ما ينويه من إستغلال لعطف امومتها و انوثتها تجاهه : اييي اعررف ماكووو ، و لا رح يصييير ، و لو بعد ميية سنننة تبقى انتة كتاااال ابن عمييي
تبقى سبب الجفااا الي بيني و بين ابوييية ،،
تبقى تربيية عبد الملك ،
تبققققى حقيييـ ـ ـ
آآآآآآآه علييييييي اكرررررررررهك
اكرررهك حيييل ،،اكرررهك لاانووو وجعععت قلببيييي
ذبحتنننييي ،، ليييش هييجي تسووي بيية انيي شسوويتلك ؟
فهمننييي شسوويييتلك ؟؟
عليييي والله حراام علييك ، رح تتأذى ، عمررك كله رح يصييير اسوود لانوو ظلمتتنييي ،، حييل ظلمتتنييي .. و هسسة غصبااا ما علييك تطلقنيي و تعوفني افتهم حيااتي الباقية و اعيشها مثل ما ارييد ، أتزوج احترق انتحررر انتة معلييك
مو تزووجت انتة ؟ خلص اني هم يحقلي
و قتلك .. اذا مسويتها انتة و طلقت فـ أني ما ابقى على ذمتك و اتطلق منننك غيااابييي و تدري هالشي اقدر له

ران صمت طويل ، ليبتر بـ نبرة ليست بنبرته ،
و إنما بـ صوت إنقطاع الخط بوجهها ، لتعبس بشدة و الدمعات تنهمر على الخدين لتفلت الشهقات متصلة بغير ذي انفكاك فيما بينها ، حتى تسلسلت اعراضها الكريهة التي لا تفتأ أن تذكرها بـ حقارة رجل اصبح لها بين العالمين الكون بأسره ،
فـ دوار و غثيان إن إجتمعا مع صراخ و عويل ،
لن تكون حينها النتيجة مرضية البتة
أبدا !!
ستنساه ، ستقتله بها و إن اضطرت لقتل جميع المشاعر البشرية التي تملأها ، ستستل منها السم ،
لتنقي تلوث جسدها من مصائبه بـ عملية غسيل دموي و عضوي ، ستتنقى منه إن شاء الله ، فـ لا تحتمل ان تبقى ملطخة بأثاره بعد ما فعله !
علي لا يستحق ان يكون مالك عرش القلب و مدبر شؤون توزيع الدماء على الاعضاء ، تلك الدماء المسمومة به ، فهو غير عادل ، لطالما كان بحقها ظالم متجبر و متعد ، و لطالما عفت و غفرت و قدمت ذاتها فداءا !
و لكن هيهات أن تعفو او تغفر او تصفح بعد أن إختار لها بديلة في غضون شهرين ،
هيهات أن تكون طعنته هذه المرة مقبولة !
هيهات أن تبقى هي ذاتها




إن كنت صديقي ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

*

إن كنت تقياً .. خلصني
من هذا السحر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..

نزار قباني



.
.
.








تَرْحالُكِ شَيءٌ يَتَجَدَّدْ
ولِقانا شَمسٌ غائبةٌ
في رَحْمِ الغَيبِ ولَمْ تُولَدْ
أنا قَلبي مَوْقِدُ أحزانٍ
ودُموعُكِ زَيْتٌ تَسكُبُهُ ..
عيناكِ على نارِ المَوْقِدْ
قد عِشتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
أو يوَمًا حُلمي يَتَبدَّدْ
وبِرَغمِ الخوفِ تَفَرَّقْنا
ورَحَلْتِ أيا حُبي الأوحَدْ
مازِلتِ حَريقًا في قلبي
حُبًا ومَشاعِرَ تَتوقَّدْ
لِمَ لا تَبقينَ وأنتِ العُمرُ
وحُبٌّ في قلبي غَرَّدْ
يا أعظمَ حبٍّ أعطاني
قلبي وهَواكِ على مَوْعِدْ

***

تَرحالُكِ ضَيَّعَ أيَّامِي
إن ضَاعَ العُمرُ فَهلْ يَرجِعْ ؟
أنا أسألُ نَفسي أحيانًا
مَنْ فينا ضَاعَ ، ومَنْ ضَيَّعْ ؟
أنا بَعدَكِ حُلمٌ مَجروحٌ
أنا نَهرٌ تاهَ عَنِ المَنبعْ
سُفُني في عَينِكِ راحلَةٌ
تَنتظرُ وَداعَكِ
كي تُقلِعْ
مازلتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
وأخافُ عُيوني
أنْ تَدْمَعْ
قد يُطفئُ دَمعي نِيرانًا
تأكُلُ في القلبِ وفي الأضْلُعْ
أو يَغرَقُ طيفُكِ في دَمعي
أخشى إنْ راحَ
فلا يَرجِعْ

***
تَرحالُكِ شيءٌ يَتجدَّدْ
ولقاؤكِ حُلمٌ أرصُدُهُ
في أٌفْقٍ تاهَ عنِ المَرصَدْ
يا وجهًا يَسكنُ في قلبي
يا ألفَ حِصارٍ في دَربي
أنتِ الأيامُ بأجمَعِها
أجملُ أُغنِيَةٍ أسمَعُها
وحديقة ُحُبٍّ أزرعُها ..
بمَشاعِرِ شَوقٍ
تَتولَّدْ
قد نَرحلُ يا عُمري الأوحدْ
أو نُصبحُ في يومٍ أبعَدْ
لكني مازِلتُ أُؤكِّدْ
إنْ نَفَدَتْ أنهارُ الدنيا
حبِّي أنهارٌ لا تَنْفَدْ




رمى بالهاتف على الاريكة بقربه ، لياخذ من مسندها مركى لـ رأسه المثخن هما و غضبا فـ ضيق !
حمامة حياته قررت أن تتخذ من الفضاء موطنا لها بعد ان وجدت ان قفصه المتعفن برائحة الدماء لا ينفع لـ معيشة الاوغاد ، فكيف بها وهي الباحثة عن السلام ؟!
فـ لا إهتمام و لا عناية بل فوق تلك اللا ،، كل انتقاص للانسانية ،
أشقاها لأنهم اشقوا به الروح
نحرها لـ نحرهم عرضه امام عينيه الحقيرتين !
شق جيب قلبها و إستخرج منه دماءه لحقد يسكنه منهم !!
كبش فداء لهم كانت
و مصدر تنفيس له !
حتى حان وقت الرحيل ،
عليه ان يفك قيدها و لترتحل بذكراها بعيدا ،
هي محقة ،،
و عبد الله محق ايضا !
بل الجميع محق ، فـ هم يفكرون بـ عقولهم الحاضرة ،
أما هو فـ ذهنه ما زال متوقف هناك ، حيث انتحار العزة
كل ما يفعله هو تكبير كرة الاخطاء يوما فـ أخر ،
آه على وجود لـ أنثى هزمت له رصانته الجدراية !
جعلته يخشى أشياءا ما كانت بحسبانه ابدا ، يخشى ان يفقدها ، نعم يعترف ،
لا يريد ان يمتنع عن حز سكين الحنين و قطع عنق الشوق !!
متعة و لذة لا يجدها الا حينما تراق دماء الشوق السالب لإعتزاز الرجال .. و عقول النساء !

إن ودت الانفكاك كما تزعم ، سيفعلها ،
سيتركها ،
ليس من اجلها هي ، فـ ليس هو من يقدم غيره على ذاته
بل من اجل أن تحزم حقائبها و تغادره بأسرع وقت ممكن ،
فـ مكوثها أرق
و وجودها البعيد اشبه بالحرق
لكم يشتاق أن تكون امامه ، يحيطها بذراعيه و يكون لها موطنا نفاها منه بغطرسة شرقية !
ليصفع وجهه ندما على ذلك الشوق
فيطأطأ الحب رأسه معلنا ضعفه ،
لـ يلكز خاصرته بأنامل العشق المكتوم ، ذاك الذي لا يقاوم ، و لكن هو الاخر لا يأت بنتيجة ترجى مع متصلب الرأس و العقل !
فهو لن يزل متأكدا بـ أن البعد هو الافضل
و الانسب
و الأجمل !
فـ لا حكايا تجمع بين الـ علو و الدناءة !
لا رابط بين علي و قاسم ،
سيمزق صدره إن عادت له امنيات الشوق تلك ، حتى يستبيح دم الذكرى ، فيدفنها بقعر الروح
و ينساها هناك .. حتى ان يحل الأجل المنتظر !






تغيبين عني..

وأمضي مع العمر مثل السحاب

وأرحل في الأفق بين التمني

وأهرب منك السنين الطوال

ويوم أضيع.. ويوم أغني..

أسافر وحدي غريبا غريبا

أتوه بحلمي وأشقى بفني

يولد فينا زمان طريد

يحلف فينا الأسى.. والتجني..

ولو دمرتنا رياح الزمان

فما زال في اللحن نبض المغني

تغيبين عني..

وأعلم أن الذي غاب قلبي

وأني إليك.. لأنك مني

* * *

تغيبين عني..

وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟

بعاد المكان.. وطول السفر!

فماذا أقول وقد صرت بعضي

أراك بقلبي.. جميع البشر

وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى

وألحان عمر تجيء وترحل

وإن طال فينا خريف الحياة

فما زال فيك ربيع الزهر

* * *

تغيبين عني..

فأشتاق نفسي

وأهفو لقلبي على راحتيك

نتوه.. ونشتاق نغدو حيارى

وما زال بيتي.. في مقلتيك..

ويمضي بي العمر في كل درب

فأنسى همومي على شاطئيك..

وإن مزقتنا دروب الحياة

فما زلت أشعر أني إليك..

أسافر عمري وألقاك يوما

فإني خلقت وقلبي لديك..

* * *

بعيدان نحن ومهما افترقنا

فما زال في راحتيك الأمان

تغيبين عني وكم من قريب..

يغيب وإن كان ملء المكان

فلا البعد يعني غياب الوجوه

ولا الشوق يعرف.. قيد الزمان




فاروق جويدة
.
.
.


نهايةْ الإدانَة الثآنية عَشرْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 14-12-12, 12:22 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



بسم الحي القيومْ
صلوات الله و سلامه على اشرف الخلق حبيب الله محمدْ
أهديكمْ إدانة .. غير !
أتمنى أن تكون سببا في إسعادكمْ بعد طُول الغيابْ
أرهقتكم بالإنتظار . و أدري !
و أدري أن الشوق مُضنيِ .. فإعذرونيِ ،
و إستمتعوا معيِ بـ


الإدانة الثآلِثة عَشَـرْ



،



غنائي الحزين..

ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟

وماذا سأفعل..

قلبي حزين

زماني حزين

وجدران بيتي

تقاطيع وجهي..

بكائي وضحكي

حزين حزين؟

* * *

أتيت إليكم..

وما كنت أعرف معنى الغناء

وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..

وحلقت بالحلم فوق السماء..

حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا

وما جئت أصرخ بالمعجزات

وما كنت فيكم رسولا نبيا

فكل الذي كان عندي غناء

وما كنت أحمل سرا خفيا

وصدقتموني..

فماذا سأفعل يا أصدقاء

إذا كان صوتي توارى بعيدا

وقد كان صوتا عنيدا قويا؟

إذا كان حلمي أضحى خيالا

يطوف ويسقط في مقلتيا؟

وصار غنائي حزينا.. حزين

* * *


فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

ما زلت أعرف ماذا أريد


فاروق جويدة




ما زال الصيف يلفح السنة بصفعاته المتقدة حرارة ، فتتوسـط شمس الوجوم كبد الوجوه ، لتجعلهم اشبه بتركيبات الكترونية ، تعمل بـ أزرار مثبته فوق الواح تحكم تتصل بأسلاك مرنة في نهايتها بـ مركز الدماغ ، لتكون الخلايا هنالك هي الممول الرئيسي لـ ذلك التعنف !
و كيف لا تأمر بذلك و كل ما حولها يحز قربها سكين الوجع مهددا إياها بنظرة تحمل من الخبث ابشع صفاته ،؟ متألمون هم حد اللا شعور ،
حد الهذيان
بل حد الصمت !
فـ البوح يمزق بطانة الحنجرة بـ نتوءات الحروف المتصلبة ، !
شهر مضى منذ أن ألصق إسمها بإسمه من دون حول لها و لا قوة ، فـ توفت الروح بداخلها ، لتحرث لها في ثرى الوجدان بيتا ابديا فـ تقتبر به و إن كان الجسد طليقا فوق ارض شهدت إغتصاب بقية العمر على مرأى من رجل المهمات الصعبة !
تكاد تتقيأ بـ ذكرى لم تفارقها لحظة ، و لكن رعبها من حضرة تواجده يجبرها على أن تتماسك و تحتفظ بـ قيئها العفن في ذات الحنجرة لتتقرح مرضا فوق وجعها ، الألذع مرارة يكمن في تعاملهما مع الامرأتين المتواجدتين معها !
كلاهما على يقين بـ أن خطب ما هنالك ، فـ لا زوج و زوجة يكونان بهذا الشكل حتى و إن كانا ينتظران أمرا بـ خنق روح والدها ، فـ هو لم يشاركهم المعيشة بذات الشقة ، بل إكتفى بـ حجز نفسه بـ أخرى مقابلة لـ شقتهن ، و قد حرم عليهن مرارا الدخول لها ان لم يسمح هو !
ولكن تلك المسنة لم تكن يوما ممن للاحكام ينفذون ، فكانت كثيرا ما تدلفها جبرا او رضاءا منه ، ليكتفي هو بالاستسلام لها فقط !

كم هي ساخرة اقدار هذه الدنيا ،
بل موجعة !
علي كان حلمها الاول ، ذاك الحلم الوردي الذي تتمسك الصبية باذياله بكل طاقتها المراهقة ، لتبني لهما قصرا من اوراق الزيتون ، و تستمتع بتسمية صغارهما و اللهو معهم ،
جاذبية الارض دعت تلك الصورة المبروزة التي كانت لا تفارقها كل ليلة ، بل كل غفوة ، عن كونها هي و هو و ثلاثة صغار يتأرجحون فوق كتفه لتسقط فوقها فتحتضنها رغم خدوش سببتها إثر تحطم زجاجها الشفاف ، لتتشوه معه و الصغار ، بل ها هي ترى دماهم جميعا تغطي الرخام المجروح !!
خيرا فعل حينما اختار ان يكون بمفرده ، فهي لا تقوى على تنفس هواءا قد تلطخ بقصيباته ، عار و ذل و هوان سيظل لهما دوما الاسبقية في الشعور ،
هي أخزيت تحت انظاره !
مابه من اعاقة كانت بسبب ثورته لشرفه المستباح ،
ما به من هروب و شرود من واقعه المر تختبئ خلفه هي ،
برغم إنها الأخرى ليست سـوى ضحية للجميع ، كـ تلك !
سبحان من يمهل و لا يهمل ، قد اوجع والدها و والد الاخرى بذات العقاب ،
أجبرهما على تذوق بذور العلقم في طعن الشرف و هدر العرض ، فـ علي قد أخبر والدها المرمي خلف قضبان السجون عما حدث لها !
استطاع ان يغرس بها بذرة الكراهية و الحقد لشهامته المبتذلة ، تلك التي لم تنجح بـ منعه عن طعن والدها ، بل أراد الإنتشاء برؤية الفجيعة الخرساء بملامح من صار للاعدام ضحية !!
ود إعدامه بها اولا و نجح ، فهي اكيدة بـ أن إمبراطورية عبد الملك قد سلبت منه حالما علم بـ طهرها الذي لوث بسببه ، !

صوت إرتطام الصحن بـ أقرانه افزعها لتعود لواقعها الاصم فتجد نفسها قد حطمت الثلاث اواني لتتكدس بقاياهم في حوض المغسلة و مياه الحنفية تأبى إلا أن تغرقهم ، إبتل خدها بـ شئ مشابه لتلك المياه ، و لكنه اكثر ملوحة ، و هبوطه يحمل الكثير من الحرقة ، لتفضه بيمينها متمتمة بالكثير من السباب !!
رفعت حطام الصحون لترميه في سلة النفايات و دموع المقل ما زالت تغشي البصر و تعسره ، قطع عليها إندماجها بالوجع صوت والدتها ، بل والدته ، و لكنها لم تشعرها يوما بالكنية الثانية ، فدوما ما كانت ' أم سرمد ' !

: إسبوع الجاي هيج وكت تنفيذ الحكم

لتتمتم بضياع مذبوح و العين هلت ماها فتتشاطر معها الكبيرة وجبة إلتهام الذات بـ نهم متوجع : يعني حيعدموه !

و الدها قد اوصل نفسه لأسفل درك للسالفين ، و جميعهم كانوا كـ قطيع غنم يتبعون خطاه بـ لا تفكير ، كل منهم يستحق أن يكون بمحل هو به الآن ،
حتى ذلك المكنى بزوجها ، يستحق الالم الذي ينبت بـ روحه ، يستحقه !
فـ ليس هو بالقديس بينهم ، قد يكون نسخة مصغرة عن عبد الملك و قاسم ، نسـخة طبعت بـ محبرة احدهما ، و ريشة الثاني ، ليتخذ هو الأخر من النساء سبيلا لـ رد مكائد ذلكما ،!
لـ ربما الفرق الوحيد بينه وهما ، هو أن يكون لـ صفاء أثر ما يعود لكون الجلـد المطبوع فوقه هو له !!
و لكن يبدو أن المحبرة و ريشتها تكاتفتا لتجعلا منه شر ساخرا ، هازئا يستحق أن يقضم أنامل الندم ، و يشبع جوع معدة الذنب !
أخر مرة رأته كان يوم الجلسة النهائية .. حينما جاء شامتا بحال وصل له زوج والدته ، يشمت بوالدته !!
أي رجل هو ؟! و هل يوجد من هم على شاكلته المنعدمة الاحاسيس البشرية ؟ و إن كان كذلك .. لم يطفح من مسامات جلده شئ ما يغرق الكون من حولهم لو ذكرت جدته إسم تلك المرأة ؟!
الحقيرة ، رأس المصائب و أخمص قدميها .. تلك التي لولا وجودها لما حل بهم ما حل ، هي من أتت لتختطفه فـ تعيق حياته بعيدا عنها ، هي من لوثت بوجودها طهر أيامهم ،
هي من لها دماءا تربطها بـ خنزير يتبرئ منه الدين و ينحره خنجر المراجل ، حسبها الله عليه في كل يوم و ساعة !!
بل حسبهم الله على قاسم و اهله اجمعين ، هم من دمروا حياتهم ، حياتها هي بالاخص ، فقدت لأجلهم عرضا و كرامة و شقيق فـ والد ، و فوقهم حبيب !
ذاك الذي اختار قلبه أن يربى في حقول الدماء ، ليتنفس العشق مع إبنة قاسم ، هذا ما تردده الجدة مرارا فوق رأسها ، و كإنها تنتظر منه شيئا غير خنق رائحة الفضيحة النتنة ، و التخييم على شق الستر المباح ..و كإنها تنتظر حياة لتعيشها !! ، لا تعلم هذه العجوز و لا بشر ما يعتمل بالنفس من تصدءات تأكل في جوف الحشا بـ وحشية و حيوانية ، و كإنما إعتزل الحزن الناس أجمعين ليتكاثف على سقف قلبها ، فيعود ليتقاطر بـ حبيبات للجمر أشبه ، فتلسع الجدران فالأرضية بما لا يحتمله بنو البشر !

تركت ما بيدها لينزلق نحو الحوض الغارق بماءه ، ثم مال جذعها نحو الامام مستندة بـ ساعداها المرتجفان على طرف المغسلة ، فـ إندفقت من بين حشائش الاهداب كريات ثقيلة ، وكإن شدة المصائب كالتها من الوجع أكبره و من التيه أعظمه !
إنتحابها بات يعلو و الجسد ينحني أكثر فـ أكثر لتتلاطم أمواج المقل ، فـ تفيض حرة عنيدة حتى بات التنفس عسرا و مؤلما ! ، تركت لمركز الأرض حرية جذبها نحوه ، متمنية أن يكون الجذب أعمق حتى تستكين هناك ، في غرفة مظلمة موحشة ، من هنا حتى الإسبوع القادم ! حتى يحين موعد مغادرة شديدهم ، عبد الملك .. سيرحل من دون أن يترك له أثرا ، سيرحل و قلبه يشيب بـ مصيبتها ، و الروح تسعل مشمئزة من قذارة وحل الطهر الملكوم ، و الشرف المذبوح .. سيرحل بلا وداع ، و لا لقاء !
إلهي ،
جلبات تفرقع بين ثناياها لا يمكن أن تصطبر عليها و لو حاولت بجهد طاقاتها ، ضعيفة هي ، جسدا و تقوى ، تعترف .. فـ هي لم تشعر يوما بـ ذلك الرباط المقدس بينها و بين بارئها ، لم تدنو من عتبات الخشوع ، بل و لم تطرق بيبانها الملكية ، و من مثلها لا يجرئ على المقاومة ، و سرعان ما ينجح اليأس في الجثم فوق أنفاس الشعور ، ليقتل كل شئ إلاه !

: قومي حبيبتي ، قولي يا الله قومـ ـ ـ آآآآخ


تطلبها هذه الإمرأة بإن تتماسك وهي الأخرى تنهار إثر قيد إنتظارها لميعاد توثيق ترميلها ، فـ تتكوم قربها كـ كيس ثقيل يحوي ارطالا من البؤس و اليأس !!
أيام هي .. تلك الفاصلة بين الموت و اللا موت ، حالما تأفل بنجمها المثقوب لن يطيل الوقت كي تغيم سماهم بـ سحب كثيفة مثقلة القوام بـ تكتلات غيث من يحموم ، مرارة الموت تلتصق بـ حليمات لسان العمر ، لتتركه يبتلع الزقوم عند كل بل ريق ، حتى يجف لعاب السنون المسموم !









.
.
.




عادت أيامك في خجل

تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران

الطفل العائد أعرفه

يندفع ويمسك في صدري

يشعل في قلبي النيران

هدأت أيامك من زمن

ونسيتك يوما لا أدري

طاوعني قلبي.. في النسيان

عطرك ما زال على وجهي

قد عشت زمانا أذكره

وقضيت زمانا أنكره

والليلة يأتي يحملني

يجتاح حصوني.. كالبركان

اشتقتك لحظة..

عطرك قد عاد يحاصرني

أهرب.. و العطر يطاردني

وأعود إليه أطارده

يهرب في صمت الطرقات

أقترب إليه أعانقه

امرأة غيرك تحمله

يصبح كرماد الأموات

عطرك طاردني أزمانا

أهرب.. أو يهرب.. وكلانا

يجري مصلوب الخطوات

* * *

اشتقتك لحظة.. و أنا من زمن خاصمني

نبض الأشواق

فالنبض الحائر في قلبي

أصبح أحزانا تحملني

وتطوف سحابا.. في الأفاق

أحلامي صارت أشعارا

ودماء تنزف في أوراق

تنكرني حينا.. أنكرها

وتعود دموعا في الأحداق

قد كنت حزينا.. يوم نسيتك..

يوم دفنتك في الأعماق

قد رحل العمر وأنسانا

صفح العشاق..

لا أكذب إن قلت بأني

اشتقتك لحظة..

بل أكذب إن قلت بأني

ما زلت أحبك مثل الأمس

فاليأس قطار يلقينا لدروب اليأس

والليلة عدت ولا أدري لما جئت الآن

أحيانا نذكر موتانا.. و أنا كفنتك في قلبي.. في ليلة عرس

* * *

والليلة عدت

طافت أيامك في خجل

تعبث في القلب بلا استئذان

لا أكذب إن قلت بأني

اشتقتك لحظة..

لكني لا أعرف قلبي

هل يشتاقك بعد الآن؟!




فاروق جويدة





وهل يستوي الحب مع اللا حب ؟
أ يجـوز أن تعربد رغبتان متناقضتان في حلبة الشعور لتتقاتلان كل حين و بـ كل بأس ؟ فـ تتقلد أكثرهما شجاعة وسام التميز و الغلبة ، و لكن لا يطول الفرح الملكوم بعد قضم وجبة النصر حتى يغص البلعوم إثر ركلة تسدد في معدة تقلدت الخسارة هذه المرة ، فتعود المعركة للإندلاع بعد إشعال فتيل المأساة مجددا
و هناك ، حيث الارض المهتزة تحتهما ، صدر تتشقق به طياته ، ليصبح التماسك فوقه مستحيلا ، يحاول أن يبتلع أحدهما حال سقوطه و لكن ما أن يحين له الإمساك بطرف قميصه يقف الأخر بعجل متعثر .. فيكمل حرب طاحنة مع غريمه المشابه له في توزيع الجروح على ملامحه المكفهرة !

هذا حال الصـدر المكبوت ، فاللسان يأبى البوح و لو قطع من أقصاه .. ليس هو من يبوح بما يعتمل بجسد صاحبه من طواحن حروب ، فـ لتتحطم اضلاعه و لتتشقق جنبات روحه ، بل و يتمزق شغاف القلب تاركه يرتجف وسط صواعق البرد !
ليس فصل الشتاء هو السبب ، والله ليس هو ، بل فصل من نوع أخر ، فصل حنين يهز الوجدان ، يمتد طويلا جدا ، حتى نهاية الأزمان ، و إن تبدل و دار كوكب الشعور ، لن يكون القادم أفضل .. فـ شوق هو لإحتضان شيئا مفقود .. شئ ما عاد له في بقية العمر من سطوع !

شئ كـ شمس تتوسط كبد خيمة زرقاء تغطي تحت جوانها أرض مخضبة تربتها بدماء الأحبة ، فـ تارة ولد و أخرى أب و ثالثة عروسا ، فشيخا و طفل !
تشرق رغم سخطها على هوان أبناء تلك الأرض ، فقط لتقدم حفنة من أمل لأولئك الثائرون ، صمتا و علانية ، دافعا هم بحاجته يتمثل بـ أشعة ذهبية تغلي الأفكار بـ رأس الرجولة .. و لـ يتفيئ بعيدا عنها كل منافق ضعيف .. تعسا له بأرضه أينما كان !
أما أصحاب السواعد الخشنة ، فهم لـ رب أبدع في تصويرها شاكرون ، و آملون أن ينزل منه عطفا و غفرانا فـ سلام قول منه رب رحيم !!
بـ عقارب متفاوتة الأطوال يتخطى الزمن لحظاته ، جرجة أذيال تمتاز بالبطئ ممل ، و يكون هنالك الكثير ممن لا هم لهم سـوى متابعة تلك الخطوات بشئ من سخرية ، و جمود .. ليكون هو أول الساخرين ، و أقساهم نظرة فـ قلب !
يجلس متكئا برأسه على مركى المقعد البسيـط ، ساقاه تمتدان بـ تقاطع بينهما لتتوسدا طاولة صغيرة أمامه ، لا شئ يبعث الحياة في المكان سـوى خيط دخان ، بل يبعث على الموت !
يعلم .. و لكن ما الذي قد تفعله سيجارة صغيرة برجل قد إنتفخ جسده بالسموم ؟ لا شئ ، للأسف تلك القاتلة لن تنفع بـ شق جيب الصحة و دهورتها أكثر .. فـ به ما يكفيه من هموم ، و أخر ما قد يفكر به يوما هو كيف يكون الإصطبار الصامت ، !
ظن الوضع سيكون هينا !!
و الله ظن إنه سيفلح في هدهدة الوجع عله يغفو لبرهة ، و لكن ظنه لم يكن سوى إثما ، فـ بنكاح أرغمها و أرغم ذاته عليه كان قـد قدم للـ مصاب دلوا من القهوة الثقيلة ، فـ صحصح ، و إستأنف العمل الجاد في تمزيق العقل برؤيا الطهر المستباح !
إعتاد دوما أن يرتق جروحا بإبرة و خيط طبي رفيع ، إعتاد ذلك حتى غامر بـ رتق ثقب العار الذي سمح له بالحدوث ، لكنه لم يصيب حتى الآن ، أو إنه قد أصاب ، إلا إن أصابعه قد تشققت بفعل الإبرة تلك ! تشققت ليرش فوقها ملحا عند كل خاطر يسحب بعقله من عمق الحاضر ، حتى أعماق الذكرى ، ذلك القهر الذي أحرق له رأسه ، فقط لو يضعف وهجه قليلا ، قليلا فقط و سيكون هو حينها بألف خير ! هنالك شئ شبيه بالسراج في عتمة ليل شتاء قارص البرودة يملأه أملا بـ أن هروب حمامة السلام من تحت جناحه لهو مستحيل ، فـ لا طلاق بأمكانه أن يحدث من دون رأيه ، فـ ذلك الغيابي يختص بـ عقود المحاكم ، وهو حتى الآن لم يثبت إمتلاكه لها قانونيا ، و هي ما زالت ترفض المجئ لإتمام عقد بيع الذات و شراءها ، فقط لو يراها لربما حينها سيخف ذلك الحرق المتغذي على خلاياه الدماغية ،!
أفصح عنها محمود درويش ، و هاهو يشعرها للمرة الأولى في حياته !
"بَعضي لديّ، وبَعضي لديك ..
وبَعضي يَشتاقُ لِبَعضي، فهلا أتيتْ ؟! "


جر من مقصلة جلد الذات إثر نداء متكرر مذيل بإسمه ، من خلف باب كانت تقف و تنتظر منه عطفا و راحة لروحها النصف ثكلى ، هو ، يعلم ذلك جيدا .. و لكن لا حيلة بيده كي يكون لها ما تريد ، صغيرها ذو الرأس العنيد قد دق جبروته بمسمار عملاق ، نخرت جمجمته و إستحال قوامها هشا ، لـ نفخة مليئة بـ دخان سيجارته قدرة على تفتيتها لتطير مع الكرامة التي طارت هي الأخرى !

إستقام واقفا من مقعده بـ ملل تجسد بخطى تبطئ كل حين ، و كف تمسح فوق الملامح رغم يقينها بعبث محاولات النسيان تلك ، ليصل الباب فيدير وكرته و تضاريس وجهه يابسة ، بل ميتة ! ، و هذا ما إعتاد أن يراه به الجميع ، إلاه ،، فمنذ أن نحر ذلك الخسيس عرضه ، إعتزل النظر لـ وجهه عامدا متعمدا ، فـ لن يصطبر أن تلتقي نظراته بـ نظراته ، فتعكس له خيبته من ذاته ، يعلم بإنه بات يسلخ جلده بذلك التأنيب أكثر مما يستحق ، فهو لم يكن حرا ليلام ، و لكن أحيانا يكون تعليق الذنب على عنق أحدهم و شده رويدا حتى الخنق لهو أفضل رثاء ، و إن كانت ذاته هي المعذبة ، و إن كان تعذيبها ظلما و بهتانا ، لا يهم .. بالأصل لم يعد هنالك ما يهم !

دلفت الشقة حالما رحم قلبها الملكوم ، لتنهره بحدة طباعها مغلقة الباب خلفها من دون أن تستدير : نعلعلاا قلبك صار ساعة واقفة برا ، متقول رجلية مكسرة و مابية حيل اوقف ' لاطاقة لي '

تنهيدة تعب زفرتها وهي تتابع قسمات وجهه الحبيب وهو يتركها ليقترب من أحد المقاعد فيجيب : إنتي ليش مـ تملين ؟ يومية لازم تجين ؟ احد قلج زعطوط اني و لازم تشوفيني كل شوية اخاف *** على روحي !

القدرة على الضحك تتناسب عكسيا مع تقدم العمر ، قانون ' واقعي ' يحكمه المنطق و أثبتته جميع الدراسات العالمية ، لكن لكل قاعدة شواذها ، و لكل منطق إنحرافاته ، فـ هذه المرة لم تستطع العجوز كبت بسمتها محدثته بـ لوم و قدماها تجرانها نحو المقاعد : مو صوجك صوج قلبي الخايف عليك ، بس آخ آخ ، لو بيدي اعوفك شتسوي بنفسك سوي ، يا ادب سز ' بلا ادب '

ليتابعها هو بـ نظرة هادئة ، وهي تجلس بـ صعوبة على الاريكة فـ يأتيه صوتها مجددا : سبت اللاخ ترجع لبغداد ؟

زفر بـ نفس ضخم ، لو لم يخرجه لـ غص به ، و من ثم تحدث : إي ، بس حتى لو رحت جثته ميسلمولنياها

لتفقد هي زمام قوتها ،
بل دك قلبها بمطرقة فوق سنديان ، تثقب و غدا خرقة بالية ، قريبا سيعدم عبد الملك ، سيفارق الحياة إن كتب الله ذلك ، ستترمل إبنتها لتتقلد لقب الثكلى و الأرملة ! ، يارب ، مرهب هو الموت ، فكيف بـ معرفة أحدهم بـ دنو موعده ؟
و كيف لو لم يكن مستعدا بعد لملاقاة وجه الكريم ؟
لربما سيتوافاه الأجل إثر الرعب المسيطر على خلايا الدماغ ،
إرتجفت يديها و تقوس فمها اسفلا ، لتتكتل التجاعيد البسيطة فوق بعضها بخطوط متعروجة ، ليفاجئها هو بـ إهتمام طفيف : ما اوصيج على أمي و ... بته !

لتجر بنظرها نحوه فتهمس بحيرة عارية : ليش تزوجتها ؟ اذا انتة اسمها متريد تقوله فهمني ليش اخذتها ؟ ' لم يبد إستجابة فإستطردت ' صدق اني البنية ما احبها بس الحق يقول انته هواااية استهترت بحياتك ، بللا بت قاسم عفتها قلنا حقك ، فهمني هسة وين الحق ؟ بت عبد الملك شبيها حتى لا تسأل عليها و لا تحجي وياهه ؟ حتى شوف مثل الاوادم متشوفها ، و من اقلك تريد ترجع بت قاسـ ـ

كانت الاوتار المغتاظة تشتد لتعلن عن قرب إنقطاعها ، ليتحدث مقاطعا بعد أن هيجت به شياطين الغضب : و إنتي كلما حجينا لازم تفتحين هالموضوع ؟

: إي غير خااايفة عليك ؟ شوف روحك صاير نااار كبرة ، محد يقدر يحجي وياك حجاية .. ذااب ' رامي ' روحك عالشغل فد ذبة و ناسي نفسك ، كاااتم بقلبك و متقبل تحجي و عايفلك اخت مثل الورد بلا شوفة و لا تليفون ، هيج تايه متدري وين تروح لو شتسوي ، قلي شلووون ما احجي واني اشوف قطعة من قلبي معلقة لا هية بجنة ولا هية بنار

لم يقاطعها ، و لم يعقب أيضا عما افصحت به ، لتتحدث مجددا و تنهيدة حارة إنبعثت من الجسد الهزيل : يووم فدوة لعمرك على كيفك وية نفسك ، شوف وجهك شلون صاير ، ذبلان وتعباان من سودة على امك ، يا يمة مو زين هيجي منو يفيدك باجر عقبة لو وقعت ؟ شو متزوج اثنين و عبالك ممتزوج ، منو يداريك منو يخاف عليك واني مرة قضيانة رجلي و القبر ؟
على غفلة اموت و تبقى وحدك لا انيس و لا ونيس ، غير اريدك تستقر و تقعد و تلقى الي تداريك و تنتظرك .. تحضرك الهدمة ' اللبسة ' ، الاكلة .. خوما تبقى طول عمرك هيجي ؟ على الاقل يجيك جاهل يشيل إسمـ ـ ـ

: مو كافي ؟ ترة راسي يوجعني و مو مال اسمع هالموشح مال كل يوم ، و ما شاء الله اليوم زايد عن حده همين

حالما قاطعها إكتفت برمقه بـ شرارات عتاب اجبرته على الاشاحة ببصره خوفا من ان يسمح لها بمواصلة النحر بنصلها الحاد ، لتعود هي فتردف : ليش تسكتتي ؟ قلت شي غلط ؟ هوة انتة الغلط راكبك من سااسك لرااسك ، و لإن تدري بنفسك غلطان و تدري الي دتسويه حرام فسااكت ، و لا انته لساانك هالطوووله منو يقدرلك .. اويييلي على قلبي

شخر هازئا من دون تعليق ، لتعود فـ تطرق بنواقيسها قرب أذن حرقته : ترة مو عبالك السالفة تايهة ، خلي شغلة عبد الملك تخلص غصبااااا ما عليك تاخذ بته و تعيش وياها مثل الاوادم ، فرح قلبي فد يوم و قلي زين يمة ميخالف ، لو ابن الخايبة سعييدة ميقول ' اي ' لأحـد

يكفيك يا حبيبة ،
الم تختنقي برائحة العفن الصادرة من جوف صدري ؟
أم إن حواسك قد فقدت مع السنين الغابرة ؟ ألا تشعرين بـ أنني أشتعل باحاديثك هذه ، أخبريني بربك كيف اكمل حياة أولها موت ، و اوسطها استباحة شرف ؟
و هل أستطيع أن أقابل عينيها بعد ما رأته مني من خذلان ؟
لا أفعل يا أماه ، و ربك و ربي و رب الخلق اجمع حفيدك لا يستطيع !
قوتي التي تظنين إني أتسلح بها ليست إلا وسيلة للهرب مني ، فما عدت اعرفني ، ما عدت اميز بيني و بيني ، أشهر أضخم أسلحتي المنفرة لمن هم حولي رغم إنحناء كتفي المصوب برشاش العدو !
أنا متعب ، بالله عليك إعتقيني لوجهه الكريم و دعيني أمضي بقية العمر كما يجب ، فما يريده عنيدك و راحة تنشدينها له ليست سـوى حلما مؤلفا من غمامة بيضاء محملة بأمل لا وجود له هنا في غرفة مليئة بـ دخان حمم بركانية ! هنا تذوب تلك الغمامة و ينقطع خيط الامل الوهمي المرتبط بها ، هنا تختنق الأنفس ، فكيف لك ان تطلبي المستحيل ؟!
آه فقط لو تعلمي ما حدث !! والله لن تلومي الـ علي إن إمتطى جواده و غادركم حتى الجحيم ليلقي بنفسه هناك !

: علي ؟ يممممة تسمعنييي ؟

: هممم ؟

: اختك خابرتها ؟

إلهي ، يبدو إنها اليوم لن تكف عن النبش في كومة الأوجاع ، باحثة عن أي إبرة لوخز عنق الزمن ، لتعود هي فتستطرق بجدية : مو كااافي شامرها ببيت العالم صار شهور ؟ و هسة حتى بعرسها مناوي تروح ؟

إنبثق منه بارد الحديث محملا بالسخرية : وين اكو رجال يروح لعرس اخته ؟

تمتمت بغيظ : شقد عياااار ، هسة صرت تهتم للتقاليد و للعيب و الـ مو عيب ، و إنته كل شي تسويه لا يرضي الله و لا عباده

زفر حانقا ، فـ جرعات التأنيب قد فاضت بمكيالها ، امال برأسه قليلا لـ تتغير نبرته لشئ من لطافة يود بها إمتصاص حنق العجوز : انتي شبيج علية اليوم ؟ حلمانة بية لو حظي جايبج بس تصيحين و تعيطين ' تصرخين ' ؟!

لتصارحه بـ نظرات متقدة و حاجباها المكحلان شيبا يرتفعان فيضيع كل منهما بين تجعدات الجبين المسن : لك والله العظيم إنته متستحي ، هي ادب سززز اكو واحد يحجي وية بيبيته هيجي ؟

لترتفع وتيرة قلة أدبه ، فتعلو نبراته اكثر متقدما قليلا في مقعده : أستغفررر الله العظييبم من كل ذنب عظيييم ، هســـة شرااايده ؟ ' ليستطرق مشيرا بيده ' قولي و فضيني اني ابوو ابووية محترق و رووحي واصلة لخشمي ، فضيني يلللااا

و كإنها ستهتم ،
لن تتركه حتى يعود خطوة واحدة نحو الصواب ، خطوة قد تكون الأولى في سلم الارتقاء نحو الفرج ، لتحتد نبرتها مشيرة نحو هاتفه الملقى فوق إحدى الطاولات : بســررعة اخذه و خابر أختك ، عرسها باجر و إنتة معاااند و راكبك مية جني ، و الله ما اعوفك لحدما تخاابرها و تريح قلبها المسكينة ، سمعتني زين ؟ ما اعوفك !

ما الجدوى من مقاومة أنثى ؟
ما دام الامر يتعلق بقابلية اللسان الوظيفية فـ هن الأسبق بـ النصر ، قدرة لاذعة تمتلكها إبنة حواء تجعل منها الاولى في الثرثرة ، رغم أنه مهما طالت مدة ثرثرتها ، و عظم حديث لسانها فـ هي تخبئ بين طيات تلك الحروف أسرارا تنفخ أوداج قلبها ! و لا تستنطقها رغم ذلك !
إستسلم اخيرا ليقرر الاعتلاء بأول درجة نحو العودة لـ حياة إفتقدها و باتت ذكراها رمادية ليست إلا !









.
.
.






ثلاثون يوما منذ أن تم تأبين الإباء العنيد ، بعد حفل توديع لـ حضرة سموه ، بحضور كافة افراد الأسرة المالكة المتغطرسة ، دفن في أحد أنفس بقاع الروح ، بعد إغتساله بطاهر الماء و تكفينه بـ ناعم الملمس .. و من خلفه هي ، بقيت كـ أم ثكلت !
لا بل كـ طفلة يتمت ، فكان ذلك الشموخ هو الزي الرسمي للعناد و للقدرة على المواصلة من دون ' أب ' ، و لكنها فقدته هو الأخر من دون قصيدة رثاء حتى ، إلا أنها هذه المرة وجدت من يحتضن يتمها و يكون لها أسرة بكاملها ، قضت أياما في عتاب الأنف العنيد ، لم لم يتنازل سلفا عن علياءه ؟ أكان إدمانه لعطر الغيث في السحابة أهم من الراحة التي تسكن قلب صاحبته الآن ؟
أكيدة هي بأن الله تعالى قد أبدع في رسم سير خطاها ، لتكون هذه المرة مخيرة في تقبل الواقع بل و الرضا به !
لا تعلم كم من الوقت قد مر و هي مع شقيقات زوجها يرتبن ' عش الزوجية ' ، لم يخلو الامر من تعليقات محرجة من قبل الصغيرة ، فالوسطى تكتفي بالخجل ، فهي الاخرى على موعد قريب لمثل هذا الإحراج ،!
مرات عديدة تلك التي كادت أن تفقد بها توازنها ، فتشعر بإنها ستقع مغشية كما إعتادت لـ أيام مضت ، لكنها تتماسك و تعزي الأمر لـ فقر دم حاد جدا قد أصابها منذ أسابيع ؛
: ليييين باعي هنااا عود خلي التيبلام ' الأبجورة ' إلي أني جبتلكمياها البارحة ، ترة تجننن و حيل تلوق وية لون البردات ' الستائر ' ، و عود من يجي عمر خلي يسحب الجرباية ' السرير ' لـ هنا أحلى ، الغرفة تصير أكبر

ضيقت نظراتها و جسدها ينحني نحو أحد الأدراج المزدوجة العائدة لـ طاولة الزينة ، لتتمتم بعد أن ثبت بـ فكرها الديكور الذي تنشده ميس : هممم ، مو يصير النظام صيفي ، و باجر عقبة جاي الشتا ، يعني تصير بااردة إذا على حجييج

إستقام قدها المائل ، لتستمع بمقلتين مصدومتين لـ قلة أدب ' تجاوزت الحد ' من قبل الشقية التي غلفت جملتها بشيطنة صبيانية : باااردة ؟؟ لتخافين مدام عموري يمج مرح تبردين ، أصـلاا الحماااوة ' الحرارة ' رح تقرة ألــــف

: ميييس و وجججع !

هذه المرة أية من تدخلت و تورد وجنتيها يشير لمدى الإحراج الذي يكتسح حلبة المشاعر ، أما تلك الصامتة فـ إكتفت برمق ميس بنظرة اجادت جديتها و بنبرة تخلو من التلاعب اردفت : إنتي لسانج كولش طويل ، بعد فترة تصيرين بموقفنا و نشبعج من هالاحراجات هاي

تزودت الأخيرة بـ اطنان من المشاكسة لـ تجيب متحدية : مرح أخجل ، أصلا إنتو مخابيل على شنو الخجل ؟ فرحوا عيني فرحوا ، شو عرايس و عراريسكم ميتين عليكم !

: عراريسنا ؟

: يب ، عراريسكم !

إبتسامة كست ملامح اللين لتلتفت نحو الطاولة مجددا و يدها تعبث بـ مجموعة العطور و الكريمات لترتبها كيفما تشاء ، لم تكف ميس عن الثرثرة فوق رأسيهما ، و لم تكف أي منهما عن مجادلتها لتجاوزها خطوطا حمراء ،حتى إنتهى الأمر بتهديد صريح من قبل شقيقتها بجسدها القائم فوق المقعد لتثبت الستارة في مكانها ، بمساعدتها هي ، صاحبة الأفكار اللاذعة : باعي حمارة اذا منجبيتي رح اقول لماما والله !

: ههههااي ، شتقوليلها ؟ يوو هاف نو بروف أكينست مي حبيبي ، إحجي منا لباجر إدانتي مرح تثبت بدون دليل قاطع و صريح

لتتدخل الثالثة من موقعها و هي تتابع التمايلات المستهترة التي تعمدها ميس لإغاظتهما : بس أكو شهود ، فـ سكتي لتصير الشغلة صدق

: إفففف شقد معقدين ، بهذا ' المنزل ' محد يقدر يعبر عن رأييه ، شنو هاي مللتوني ، ترة ماكو هيجي شي

لتهدأ من ثورة الجنون أية برقتها المعتادة بعد أن هبطت من على المقعد لترتب أذيال الستارة ، منهمكة كانت في العمل و الحديث بـ آن واحد : خبالووو ، اذا منزلنا على قولتج معاجبج فالباب يفوت جمل ، رحم الله من زار و خفف يللا خلصينا إلقيلج عريس خل يبتلي بيج و طيري من هالمنزل !

بكسل تحركت نحـو السرير لترتمي فوق الفراش المغطى بـ ملاءة بيضاء مليئة بقطع من الدانتيل الفرنسي الراقي ، ليأتيهما تعليقها ناقما : هوة اني لو لاقية عريس ابقى يمكم ، إففف ، هية المشكلة إنهو فارس احلامي عاااصي بالإزدحام !

ضحكة قصيرة فلتت من الفتاتين ، لتعقب لينا : ليش حتى المزارع مال حصونه ' جمع حصان ' هم إزدحام ؟ الي اعرفه اكو فروع يقدر يفوت منها و يوصل

لتسخر المشاكسة بغيظ منزعج : يعني هسة لازم انقهر لإنو دتضحكون علية ؟ على فكرة احلى الناس همة السنكلز ، و المخابيل المرتبطين امثالكم يجي يوم و يملون و يتمنون حياتنا !

لتتدخل اية بعد دنوها من لين لتتعاونا على تحـريك دولاب الأحذية الى احد جوانب الغرفة : لعد ليش حضرتج بالج يم الحصان مالتج ؟

: وجع انتي الحصان ، إسمه فارس احلام يا متخلفة

: خلينا التطور إلج ، دووولي شقد تااافهة

: محد تافه غيرج ، وعلى فكرة ترة هسة انتي بتجاوزج الاخلاقي هذا خدشتيلي خلية عصبية ، و تعرفين الخلايا العصبية مترجع تتكون ولا تتمايز ، فحاليا انتي سببتي تشوه لدماغي ، لهذا الطفل هالقد متقوليله مخبل او وكيح ' شقي ' صدق يصير مخبل و وكيح

: أها ، و هسة شتريدين ؟

: ترة دا احجي جديات والله ، طلع تقرير من قبل دراسة عالمية تثبت هالشي ، فأنتي هسة لازم تعوضيني عن هالخدش

: إفففف ميس كافي لغوة خليني اشتغل ، اليوم انتي متخبببلة فد مررة

: عززة ، أني شدا احجي صار ساعة ؟ أقلج دتخدشيين مااي برييين

ملل أصاب الأكبر لـ تعلق : دخيل الله قوليلي شلون اعوضج بس المهم سكتي

: إعتذريلي و تغزلي بية و كثري من كلمات العسل و السكر لإن تأثيرها عالخلايا العصبية معاكس لتأثير الكلمات البذيئة

: حبيبتي ، قلبي ، يا عسسسل إنتي .. يمممة شقد حمارة أختـ ـ ـ

: حمارة إنتي و محمد يا حيوااانة ، مو بس دماغي حيتأثر إلا أدمر دماغج وياية

لتعلن الاخرى مع اللين عن مزاج وردي بضحكة لطيفة إرتد صداها على جدران الغرفة : ههههههههههههه

تظاهرت بعدم الاهتمام لتنشغل بـهاتفها ، قليلا و علا صوتها فزعا : عززززززة !!!!

إستدارت الفتاتان نحوها لتتحدث و الخوف ما زال مسيطرا على نبرتها و نظراتها التائهة : واصلني مسج عالواتس ، أكو دراسات أثبتت إنو لازم منسشور شعرنا الا ورة 20 دقيقة من طلعتنا من الحمام .. لإنو أول منطلع تكون مسامات الجلد مفتوحة و الهوا يدخل و يسوي اورام بالدماغ !!

بان التعجب على ملامح لينا ، لتعلق أية متوترة : أها ، همزين قلتيلنا

بـ مشاكسة رغم ان الصدمة ما زالت تاركة أثرها فوق الملامح أكملت عن حديث شقيقتها : ' يا قلبي و عمري وحياتي ' ، كمليها حتى تعوضين خدوش دماغي ، أصلا احتمال من ورة خدوشكم القاااسية و السشوار صار بية وررم و اني ما ادر....!

لتقاطعها اية بحدة : وووجع ميس اسم الله الرحمن شنو هاللغوة السخيفة ،، إسم الله اسم الله ، لتجيبين طاري هالمرض مرة ثانية و تتفاولين !

: ههههههههههههه اي مو من اجيب طاريه هوة رح يسمع و يجي ركض ،، ههههههههههه صدق تخللللف ههههههههـ ـ

: و سسسسم و زقنبوت شقد تاافهة

قطع استرسالهم في تلك المناورات رنين هاتف إحداهن ، فـ صمتن جميعا و كإنما تلقين خبرا أخرسهن عن تحريك ألسنتهن الثرثارة ، لتكون الشقية أول من تفجر فقاعة السكون بضحكة قصيرة ، لتكتفي الاخرتان بـ بسمة تلون الملامح ، تحـركت اللين نحو هاتفها الحبيب ، لترى من ذا الذي تذكرها وهي في خضم نسيان الجميع إلا ذاتها ! ، وصلها تعليق ميس الساخر مغلف بضحكة مشاكسة : هذاا عموري ؟ يمممة أروح فدوة لأخوية الروماانسي دااايخ من الحب !

: ميس إنجبي

نهرتها أية لتتبع جملتها بالإقتراب من السرير و الارتماء فوقه هي الأخرى ، فـ عملها مع زوجة أخيها قد ترقن قيده حتى تنهي الأخيرة مكالمتها ؛ لتواجهها ميس بـ غيظ : سم و قزرررقط بقلبج يااا اييية ،، سسسسم


أما هي فـ حالما تبينت هوية المتصل حتى شعرت بـ إحتقان حاد في الحويصلات ، و كإنما عقد تلك التي تكونت في القصبة التنفسية لتحتجز الهواء بها حتى كادت تخر صريعة من تأثير سمومه ! ، رفعت الهاتف فوسدته اذنها لتصلها نبرة هادئة ، لصوت إشتاقته حتى الإرتعاش ! ، رغم ما تحاوله جاهدة للعبث بأقراص الحنين لذلك الوجه المتصلب تجد إنها تهزم احيانا فتعود لمتابعة تفاصيل تلك الأيام الخوالي ، حينما كانت تستند على ظله و لعجبها تشعر بدفئ إحتضان أذرع ذلك الظل لجسدها الفتي !

: السلام عليكم .. هلاو لينا ، شلونج ؟

شهقة مليئة بالشوق شقت الحنجرة طوليا ، لتتبعها بشق أخر عرضي ، يا الله .. يالقسوتك يا أخا لم تلده أمي ، كيف إستطعت أن تعود بعد كل ذلك الهجران ؟ أ ثقة تملأ رأسك الضخم بأنني ما زلت أنتظرك كـ طفلة متعطشة لـ حجر والدتها رغم تعنيف أصدرته بحقها منذ دقائق لا أكثر ؟
إشتقت ، و ربك إشتقت لغطرستك و لذلك الوجه الأبيض المكسو إحمرارا عند كل إنفعال تمر به ، إشتقت حد البكاء ، بل حد الرغبة بـ الصراخ و التوسل لـ رؤيتك ، و لكنك أحسنت تدريبي يا أنت ، توفقت بـ حياكة ثوب العجرفة الصفائية لأرتديه عند كل حاجة تلزمني ، و ها انا الآن أقف لا أمامك و لا قربك ، و لكني أحتاج ان اختبئ خلف ذلك الرداء الشائك لـ أجعلك ثاني المتضررين بـ خشونته .. بعدي !

استلت من بين الانفاس جزءا صغيرا لتملئه بكم من الحروف الثابتة بقوامها و ركوزها : هلاو بيك

شعرت به يزفر غيظا ، ليدغدغ أسماعها إهتماما فلت منه : شخبارج ؟ .. مشتاقلج !

هبط قلبها بين لفائف الأمعاء ، لتحيطه الأخيرة كـ ثعبان إلتف حول فريسته ، فتعتصرته إعتصارا ينتج عنه شفافية الكرستال الهابطة من برك دمعية ، ماها أنقى من بحيرات الشمال ، فضت من على الوجنتين دليل ضعفها لتستمتع بما يصر على تأكيده : دتسمعيني ؟ قوليلي شلونج ؟ بالي يمج !

: الحمد لله

كادت أن تغص بالنطق ، بل تحرم منه .. سمعته يزفر مجددا ، ثم انخفضت نبرته اكثر عن ذي قبل : باجر عــرسج !

ليست متيقنة بأنها كانت جملة إستفهامية أم أخرى للجزم ، و لكنها إرتأت أن تعقب بـ همهمة ضعيفة ، لا معنى فعلي لها ، شعرت بمغادرة الفتاتين لتتركانها حرة تحادث ذلك العنيد ،
ليفاجئها مرة عاشرة : تريدين اجيبلج بيبي ؟

: لا عادي .. شكرا

تلميذة هي .. و قررت أن تبدع الآن في إختبارها لتقدم كل ما حفظته يوما من قواعد التجريح ، فـ ماكان منه سوى أن يقول حانقا : شنو شكرا ؟ ليش دا انطيج شغلة اني ؟ دا اقلج عرسج و لازم وياج أحـ ـ

: هه ، لا عيني تعلمت ابقى وحدي ، قتلك شكرا

: مشتاقلج حقيرة !

سيلان جارف مصاحب بهزات جسدية نتجت عن إنتفاضة عنيفة مصدرها ذلك الفؤاد الضعيف ، تبا له كم أشقاها في الفترة الأخيرة ، أخبرني برب صور هذا الكون و أبدع في تصويره ما انا فاعلة بشوقك و عطفك لم ينالني ولو لبرهة ؟
أحتاجك أخي .. و الله أفعل و أنت على ما أنت فيه من جبروت قلب و روح .. فقط لو تكون معي و نفسك صادقا لكان حال أبناء صفاء خيرا ، فـ أنا تغيرت .. لم اعد تلك المتيبسة المشاعر ، بت أهذي وجعا و رغبة للإحتواء في كل ليلة ،، و لم اعد أخجل من ذلك الضعف كما كنت سابقا ، تغيرت و آن الآوان لك لتفعل ! من أجل حياة هربت منها ، و بغداد حزمت حقائبك للفرار من دماءها ، من أجل أخت ! أما تستحق اختك خطورة المحاولة ؟

إن لم يحاول هو ، ستكون هي الأجرأ في المبادرة ، ستمزق ذلك الرداء السادي من على قدها الضئيل ، ستكتفي بـ ذاتها التي لم تجدها سوى هنا ، بنبرة راكزة هدفها الرسوخ في ذهن ذلك البعيد إستطرقت : تدري ، لهسة منسيت اخر مرة شفتني شسويت !

لا تعلم لم شعرت بـ أن إرتخاء نبرته و تلك التنهيدة تعبران عن شبه إبتسامة ، ليجيبها فيحبط أملها في الهجوم عليه : أني الي سويت لو إنتي ؟

بـ رفض لحديثه ردت : اني شسويت ؟ إنتة الي عفتني اطلع بدووون لتقول شلونج ما لونج .. عبالك ' كإنه ' مصدقت على الله تخلص مني

لتتحول نبرته للوقاحة ! كما هو دوما : باعي اني مخابر أسأل عليج ، تريدين تتعاركين عندج عمر طلعي عليه خبالاتج تدرين بية ما اتحمممل !

إهتزت الروح بين جوانح حاجتين ، أولاهما قتله ، و الثانية قتله : عزززة ، إنتة مو طبيعي والله ، علييي اني اختتتتتتتك

صمت ران من قبله ، لتتعاظم الانفاس ، و يرتفع شأنها و من ثم يقطع حبل الهدوء بـ نصل رفيع : و شتريد حضرة جناب أختي حتى تسامح اخوها الي راكبه الغلط من سااسه لرااسه ؟

السخرية اللاذعة لم تردعها عن قول ما توده منذ البداية : تجي باجر ، اريد احس ظهري قوي ، ما اريد تكسرني !

و الله شعرت بتصلب عضلاته و كإنما هي ، هو !
ليعلق بعد برهة : ما عاش الي يكسرج واني موجود ، و لا عشت اني لو كسرتج ، جاي إن شاء الله .. بس ما اطول

لم تستطع كبت ضحكتها المتفاجئة و المكسوة بالسعادة ، لتردف مسرعة : و بيييبي هم جيييبها

: إن شاء الله ، بعد ؟

: هاهية ، بس لتتأخرون

: نتأخر ، عندي خفارة اليوم ' دوام إضافي ' و اكيد رح اتكسر منا لباجر

: أهووو ، يللا مو مشكلة المهم تجون ، علييي مو تكـــذب علييية ، إنطيتني كلمة إنتة ، و ترة وعد الحــر دين ؟

: ديللا يللا روحي

: عليييي الله عليك لتكذب

: وجع شنو زعطوط اكذب عليج ، ولي ياللا ، و سلميلي على عمر

: الله يسلمك

: صدق هوة شلونه وياج ؟

: زين

: زين لو كولش زين ؟

لينبح صوتها بلا إدراك : عادي !

: عادي لو زين ؟

: اهووو ، علي شبييك ؟

: أريد اتطمن على اختي شبية يعني ؟

: بعد وكت أفننندي ، صار لي كم شهر هسة قررت تتطمن ؟

: إييي طبج مرررض مو صوجج صوجي أني دا أسأل ، و ترة طول هالفترة ما اسأل لإن متأكد انتي بيدين امينة !

مجرد التبرير هذا ، لـ هو إشارة لـ غيث سماوي ينذر بالهطول قريبا ،! حمدا لك يا إلهي ، الف حمد و شكر لجلال وجهك و عظيم سلطانك ، اتمم علي فرحتي بـ رؤية ملامحه المكفهرة بسبب أو بدون .. يارب







.
.
.



علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
علّمني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور
لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مثلَ العُصفُور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور



نزار قباني





في إحدى المقاهي الرجالية ، يتقابلان بجلسة مريحة ، يستمتع أحدهما بسحب أنفاس متتالية من الـ ' أركيلة ' ، بينما الاخر يكتفي بالتواجد

: لك **** باجر عرسك ، صارت صدق !

إكتفى بإبتسامة طفيفة ردا على قول رفيقه الهادئ على غير عادته ، ليعود الاخر فيردف مشيرا بأنبوبة الاركيلة نحوه : علي رح يجي ؟

أجابه بـ تفكير : ما اعتقد ، خابرته البارحة و قتله بس تعرفه

ليعلق هو مثبتا الانبوبة في مكانها : مو ناقص ، أكو واحد ميوقف يم اخوه بهيج يوم

ما كان منه إلا أن يقول : وراه مصيبة

: أقلك شووكت ينفذون الحكم بعبد الملك ؟

لحظة افصحت عن تأثره اردفها بـ : اسبوع الجاي ، ' ليعقب ' تدري لهذا سرعت العرس لإن لو انتظر شكله ميصير !

بـ هدوء علق : خو قصتك صارت قصة عنتر

إكتفى بهز رأسه صامتا ، ليضيف بعد أن إرتشف من قدح الشاي المحتضن بكفه : تدري ، الضابط مصطفى اليوم خابرني

ليعقد حاجبيه متساءلا عن السبب ، و ليته لم يفعل ، فما نطق به الأخر قد شق القلب لنصفين غير متكافئين : يقول يريد يناسبني !

إهتز ' إستكان ' الشاي بيساره ، ليفضح إرتجافة قلبه الأخرق ، حاول جاهدا التماسك و لكن هيهات ، فها قد حان وقت الجد ، خطوة هي كانت فاصلة بين جنونه و الواقع ، لينتصر الاخير بـ رجاحة عقل و إسلوب ، تاركه يمشي متخبطا كمعتوه لا يدل دربه ، بل لا يدل عقله !

أنزل الـ ' إستكان ' على الطاولة ، بينما حجابه الحاجز أبى أن يهبط ، فـ قد إنتفخت بطانة الصدر بـ وقع المصاب ، لا يارب .. ليس الآن ، ما زلت اغرق ، لم أجد طوق نجاة حتى هذه اللحظة ، لست مستعدا لأن أحرم من مياهها العكرة كـ حوت يبعد عن محيطه المالح !
خطيئة توشم الجبين ، اعلم ! ، أتناولها صباحا فالمساء و لا أشبع ، أتوق للتلذذ بها رغم تحريمها ، و كإنها التفاحة المحظورة ، انا كـ مجنون يتوه في خطى العقلاء ، فـ يصدم بهذا ، ليدفع به ذاك ، لا يتزحزح أحدهم عن إستقامة دربه ، فقط هو من يتقلب بين هنا و هناك بلا مرشد و لا وعي !
لا يرى سـوى طفلة لعنة الله على شياطينها كل وقت وحين ، طفلة أغرقته بغير ذي قصد ، تأتيه فقط لـ فك غلاف دميتها الجديدة ، أو لـ شراء السكاكر ، و أحيانا للتميز عن أقرانها بدلال معنوي !
واحدة أخذت منه الـ كل شئ ، و هاهي تشد الرحال متعمدة الغيبة ، بل غير متعمدة !

: الن يمعوود مو دا احجي وياك !

جر بـ تذليل لقلبه من وحل افكاره لـ يصفع بـ كف ضخمة تدعوه للتماسك ، فقط لدقائق حتى يبتعد عن هنا ،
: ها ؟

: شبيك ؟

: مابية

: زين شقلت عالموضوع مال مصطفى ؟

من تحت الطاولة ، كف تكاد تمزق بعضها لشدة الإنقباضة ، ساقاه مشدودان حتى ظن إنهما إلتصقا أرضا لا محالة ، نار شبت في معدته لتتوزع سفليا و علويا لتكوي السنتها الجسد بأكمله ، حتى هيئ لرئتيه امتلائهما بـ رائحة شي الخلايا !!

: لتنطيه !

نطق بها من دون إدراك ، ليتفاجئ عمر فيستفسر عن السبب : ليش ؟ سامع عليه شي ؟

بربك قف ، أصمت .. أو مت وقتيا حتى ابتلع لقمة الصدمة و من ثم ناقشني ، من ثم سلني عن رأيي بـ خاطب لـ فتاة احببتها ، فقط أمهلني القليل من الوقت مع كأس من الفساد النتن ، ليساعدني على دفع اللقمة عبر المرئ لـ أحتجزها في المعدة المتقدة بنيرانها !
لا يعلم من أين انير قبس من أمل واهي دفعه للإقتتال من أجل البقاء المؤقت ، فعلى كل حال لن يطيل الوقت حتى يحرم الحوت من محيطه الأزرق : لأ ، بس هوة مو كردي ؟ شلون تزوج اختك لكردي ؟ شتفتهم منه و من أهله !

بان الاستهجان على الأخر ليعقب : و إذا كردي ؟ ، شو يحجي عربي احسن مني و منك ، و ما دام مسلم و عراقي و خوش ولد و ... !!

ثرثرة لم تعبر عتبة اسماعه ، فبابه اغلق بعد تلك الكتلة الهائلة التي حشرت عنوة في القناة السمعية لتصمها عن كل شئ أخر ؛
مسلم .. نعم ذلك مسلم ، أما أنا فـ لا ، أنا لست سـوى مسيحي حلت عليه مصيبة بـ عشق نبت بـ فؤاده لـ مسلمة ، لم ينبض احمقه لبنات دينه ، كما يفعل لإبنتهم !!
تلك التي تقتله ببراءتها ، و سذاجتها ، فـ ما زال لها ظلا لا تشعر بوجوده ، رغم إلتصاقه بخطواتها نهارا ، و الولوج لـ داخل تقاسيم جسدها ليلا ،
: بس جبييير ، أختك صغيرة

: ألن هاي شبيك عالرجال ؟

' تخبلت ' ، هذا ما بي يا صديقي .. لقد جننت و شقيقتك هي التي جرت شعرة العقل الرفيعة لتقطعها من جذورها الراسخة في الدماغ ، لتتركني على حالي هذا ، أثير عجبك أنت و اخرين !

: ما بية ،، شبيك انتة كل شوية سائلني ؟

: شبية اني .. ؟! إنتة الي مو طبيعي و كل شوية مطلع للرجال عيب ، و من اقلك تعرف عليه شي تقول متعرف ، زين قلي .. إحتمال الشغلة تسوى حتى ما اقللها ولا اخذ رأيها ، ألن ميس مثل اختك و اكيد تريدلها الصالح ، فهمني سامع عليه شي ؟

ترك للشرايين حرية ضخ محتواها للـ رأس ، ليتشبع الدماغ بحجم عظيم من الدماء الحارة لتسبب غليان عنيف في المخ ، فتختلط اوامره العقلانية بترهات حطت رحالها به بعد رحلتها السريعة من شمال الصدر ، لتستنطقه جورا و بهتانا بحق رجل لا دخل له في لعنة الجنون التي تصفعه بكفوفها
: أعرف أشياء ، قله لا وخلص مو مهم تعرف شبيه

: لا مهم ، مدااام اجا و خطب هوة يدري رح اسأل عنه

: شتسأل واني هسة دا اقلك مو خوش رجال ، بعد ماكو داعي ، و حتى إلها لتقول !

: زين فهمني شبيه ؟

: تدري مرح اقول ،، عوفها للشغلة

ألن متأكد إنتة ؟ ترة الموضوع مو سهل ، ميصير تظلمه و انتة ممتأكد

: إي متأكد !

' إي ' .. متأكد بأنني أغوص في الخطيئة أكثر ، و اتنفس رائحتها العفنة بتراكيز أعلى ، بل و أتناول وجباتها المليئة بالقاذورات بغير ذي شبع ، و يبدو أن بطني ستملأ زقوما دنيويا بغير إدراك حسي
فقط من أجلها هي ، إبنة الأمة المسلمة ،!





.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 14-12-12, 12:30 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

.. كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

.. وفي مياه البحر قد ذوبته

.. كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

.. تلومني الدنيا إذا

.. سميت من أحب .. أو ذكرته

.. كأنني أنا الهوى

.. وأمه .. وأخته

من حيث ما انتظرته

.. مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

.. وكل ما سمعته

.. لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته

.. لو كنت أدري أنه

باب كثير الريح ، ما فتحته

.. لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت ، ما أشعلته

هذا الهوى . أعنف حب عشته

.. فليتني حين أتاني فاتحا

يديه لي .. رددته

.. وليتني من قبل أن يقتلني

.. قتلته

.. هذا الهوى الذي أراه في الليل

.. أراه .. في ثوبي

.. وفي عطري .. وفي أساوري

.. أراه .. مرسوما على وجه يدي

.. أراه .. منقوشا على مشاعري

.. لو أخبروني أنه

.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

.. لما تركته

.. لو اخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

.. لكنت قد طردته

.. يا أيها الغالي الذي

.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائرا

.. بالورد قد طوقته

.. وليتني حين أتاني باكيا

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

نزار قباني




لا عجلة زمن تتوقف من أجل أحدهم ، و لا حتى تبطئ بخطواتها ، فـ عمر يمضي و هم راحلون .. من يماشيه فلنفسه ، و من يعاديه فـ لا قدرة له على غلبة الوقت ، كانت كـ البقية .. تماشيه كرها و إجبارا ، ! ليستفحل هو على ضعفها و قلة حيلة تسكنها من شعيرات رأسها لأخمص القدمين
تجلس في صالة الشقة بجسـد مضمحل ، البشرة يغطيها الشحوب و العينان غائرتان في قرار رمادي ، تستمع لاحاديثهم المتشعبة بـ أذن صماء ، و لسان اخرس ، فلا يهمها التعقيب عن أي موضوع ' تافه ' كما تراه ، ما يجول بخاطرها المكسور أعمق و ذو اهمية أعظم مما تقولانه ، ما يمزق فؤادها المثقل بأرطال السموم الـ 'علية ' هو أكثر وخزا من أن يسمح لها بالاقتراب من دوائر احاديثهم ، هي ليست سوى مجرمة ترتدي الاحمر فيتقيد ميعاد شنقها ، تعاني الإحتضار منذ شهور ، و ها هي حتى الآن معلقة من نحرها الطويل ليجف ريق الهلع بها ،!
لن تنسى يوما فعلته .. و لن تسامحه ، لا اليوم و لا غدا و لا بعد سنة ، لقد إصطبرت شهرا عن الاتيان بذكره جهرا ، أما ما يدور في الخلد لا يعلمه غير رب العرش العظيم ، و كما نجحت لثلاثين يوما ، ستفعلها لثلاثين سنة ضوئية أخرى !
يقولها بـ وقاحة قلب و روح بأنه إختار اعادة بناء حياته بعيدا فمعها لا حياة تربطه ، و كإنه لم يحطمها كـ كأس مرصع بـ ياقوت و مرجان ، ملئ بـ حلال الخمر و لذيذه ، فـ كسرت هي و فاض خمرها الحلال ، بل عشقها المغلف بـ عرس غير إعتيادي .. عرس من دماء !
لربما كانت فعلته خيرا ، فـ هكذا لن تضطر لإن تخبره عما تحمله في رحم العاطفة ، لن يعلم بأنها ستصبح لـ صغيره أما ، لن يعلم بأن ليلة في عمرهما مليئة بـ المجازفة و الجنون و العشق المحظور سببت بـ إنبثاق شعلة أكبر و اعظم لتربطه معها طيلة العمر شاء ام أبى ؛
أي خير ذاك الذي تبحثين عنه يا أنتي ؟! تخفين ما برحمك و تطلبين الخير من الله ؟ لكنه هو من إبتدأ ، و هو من رفض الإستماع لما هو اكبر من الحياة بيننا ، هو من قذفني كـ بقايا خردة إنتهت صلاحيتها ، و هو من إستبدلني بـ أخرى بذات الوقت الذي إستبدلت به أبي و أمي و الناس اجمعين ، يعلم جيدا ما أصبحت عليه به ، و يعلم مدى إنهياري لأجله ، و بكل بجاحة ذكورية يـؤكد لي بأنه إختار أن يكمل النصف الباقي من عمره في أحضان أخرى ليشبعها من رجولته الناخرة لعظيمات قلبي و الخانقة لـ صمامات شراييني ، يحتضنها و يكون لها الموطن رغم إنه لي لم يكن سوى منفى ، يغدقها حنانا و انا التي لم اتذوق سوى قسوته ،، يغطيها بدفئه و أنا التي إحترت أن أشتعل بناره أم أن اتجمد بثلوجه ، فـ عندما كان لي لم يكن هنالك من منتصف بين جحيم و جليد ، أما يشعلني او يدفنني تحت اطنان متثلجة !
لطالما شطرني و بعثر اجزائي ، لطالما نصف قلبي و شق جيوبه ، لطالما تلوثت يداه بدمائي ، أيظن بأن أخرى ستذيقه ما تناوله معي ؟ العبرة ليست بالمدة ، بل بالجنون ، و معي قد شهد أعاصير العشق السرمدي ، و إن لم يحمل لي حبا ، فـ أنا من أغرقته بـ مشاعر لن يجد لـ عطرها شبيه ، أنا من أدخلته مدينة الموت ، و أقسمت أن أشاركه النزهة بين القبور ، أنا من حطمت له حياته ، لأربطه بي بغير قصد ، لن ينتهي مني و لو بعد مائة عام ، و لكنني سـ أفعلها و أفر من قسوة ذكرياته المريرة ، كما هو قلبه ، و كما هو طعم إحتضانه ،!
إلهي .. كيف إستطاع النسيان و التغلب عن حرقة الذكرى و عبقها ؟ لم انا ما ازال اشعره كل ليلة و كإنني بالأمس قد تذوقت جنوني معه ؟ و إن أرخص عمري و لقائنا فـ كيف ترك لـ ضميره ان يموت ؟ و الله لم أعهده هكذا ، دوما ما كان رجلا عن سبعين اخرين ، كيف يدكرني تصديق قوله بأنه نحر كرامته التي هدرت في أرضنا و مضى مع الوقت ؟، ماشاه و لم يعاديه !

آه عليها و على صغيرها المظلوم ، سيجئ هذه الدنيا و لا يعلم ما حدث من قبله ، و لا تعلم هي ما سيكون من بعده ، تبتهل لله ان تصاحب مجيئه رحمة ، لكنها تخاف ظلم أبيها ، لا علم لها عن نية تسكنه تجاه قاتل إنوثتها المأجور و إبنه ، ذاك الخانق لـ عنق العشق بـ يد ضخمة مخدشة !

أطرقت رأسها لبرهة حالما وصلتها نبرة والدها الذي دلف عليهم لتوه ، سيجن جنونه لـ رؤيتها هنا ، فهي قد حرمت من الولوج خارج الغرفة عند تواجده في الشقة ،، بالإضافة للإحتجاز التام المصدر بحقها ، فـ منذ وصولهم هذه البلاد لم تعتب الباب الخارجي ، و لم تقابل أحدا غيرهم هم ، أهليها ،! حتى أمر توثيق زواجها فالطلاق قد رفض من قبله .. بل أجل حتى إشعار أخر ، فـ إن ذهبت سيعلم صهره بأمر حملها و بالتأكيد ستكون له ردة فعل .. لذا يجب ان يكفن الموضوع و يدفن ، و من ثم يعاد إحياءه في الوقت المناسب !

تخشب جسدها محله و كإنما مساميرا عملاقة قد اخترقتها لتثبتها بأرض تبغضها و تطردها ، فـ والله تشعر بقرف والدها و استهجانه من وجودها المنفر لخلاياه العصبية ، قاسم ذلك الرجل الناجح بكل شئ ، حتى في طرد الشياطين من السيطرة على حياته ، ليكون تائبا متعبدا اغلب وقته ، لا يستفزه سوى ذكر رجل واحد ، و إمرأة ، و لسوء الحظ ليس الرجل سوى زوجها ، وهي الإمرأة !
: وين رجلج ؟

محدثا الـ ' متزوجة ' و المعترف هو بزوجها ، روشن ، لتجيبه الاخيرة بتوتر ناتج عن حدة صوته : بالمحل

إبتلعت هي وجع الشعور بعد إنصات كافة حواسها لـ خشونة نبرته التي تشتاقها ، والله يا أبتي إشتقت ان تطئ نظراتي الخجلة عتبات عينيك الساهمة ، إشتقت ان اراك و احدثك ، عقابك لي يكاد يأتيني بـ مقتل بطئ ، أنت تؤلمني و تخنق بي الروح ، كن عادلا يا سيدي و عاملني كإمرأة ، كما استحق !
إبنة حواء ضعيفة يا ابتاه ، وجودي مع ادم شرس أجبرني على تنفس هواءه المذموم ، لا تلمني على إدماني سما تتشربه خلاياي بنهم و عطش ، لا تلمني لكوني اعلنت ضعفي و رفعت رايات إستسلامي للإنحدار من فوق هاوية مشاعر افتقدتها دوما .. سقطت من علوي في عينك .. و ها أنا ادفع ثمن عدم تشبثي بقشة من أجل أن أبقى كما أنا لـ أجلك فقط !
و لكن بربك يا حبيب ، ألا ترى بأن الله قد أرسل مصيبتي لك لـ تعود إليه راجيا و متوسلا عطفه و رحمته ؟ لو لم أكمل انحداري بعيدا عن مملكتك ، ما كنت سـ تكون كما أنت الآن !

: طلعوا برا

أمره التعسفي اجبرها مع شقيقتيها لأن تغادرن ، مقلتاها تكتلتا دموعا حارة ، و تقلصات اسفل البطن بدأت بإيلامها جسديا .. لتجر خطاها خارجة من المكان ، و قبيل أن تخطو العتبة مرها خاطر يدفع بكتفها بأنامل ضخمة لتتوجه نحو الجسد الراسخ فوق مقعد جلدي ضخم ، شعرت بـ تجمد شقيقتيها عن الحراك ، ليصلها منهما اعتراضا صامتا و توسلا لتعود ادراجها ، إلا إنها لم تهتم ، بل أكملت الدرب نحو جرف الجحيم ، لتلظى بناره قبل أن تطأه قدماها ، حرارة الألسنة وحدها تكفي و تزيد ليدركها الرعب من المواصلة ، و لكن تلك الانامل لم تكف عن فعلتها ، لتنهي رحلتها قرب مقعده الضخم ، إنهيار قلاعها الصلدة قد تعاظم وهي تنحني بضعف ، لتستقبلها الارض بكرم ، كان جامدا حد الوجع !
لم يرف له جفن رغم عويلها الذي إرتفعت طبقاته ، صامدا ضد إنكسار صغيرته بـ شموخ رجل مثقوب الكرامة و تملئ نفسه رغبة بالإنتقام من المطرقة التي ثقبته ، و كذلك المسمار ! يسكنه منها غضبا و جورا و حقدا ، يود عقابها على تنكيس رأس رجولته و ثقته أرضا و إن كان الأمر بينه و بين ربه ، يود أن يخنقها فيغسلها بدموع محاجره كي تتطهر .. علها حينها تعود نقية الروح حبيبته ، و لكن هيهات و هي تحمل بذرة قذرة بين أحشاءها يراها تكبر يوما بعد يوم تستل لنفسها عمرا متغذية على صحة إبنته و دماها ، تضعف فتاته و تضمحل ، ليكبر إبنه بها و ينمو !
نطفة ذلك الجرذ تنبت في رحم طفلته ، فتثبت له بأن أملا قد ظل متمسكا به بكون إبنته ' عاقل و لن تخيب ثقته ' قد طار أدراج ريح عاصفة ، لتصفعة التيارات الحارة فيستفيق على حقيقة طعنه بـ خنجر في الكتف ! ، يالفعلتها الشنيعة .. بلهجة شديدة الحدة نطق من دون ان تتزحزح نظراته عن شاشة التلفاز امامه : وخروها من قدااام عيني

إرتعبت بكره من عنف اسلوبه ، لتتقدم صاغرة لأوامره ، فتتوسل صغيرتهن ان تنصت لأمره ، بدأت تجرها من زندها بلطف ، لتفاجئها الأخيرة بتشبث كفاها في ساق والدها فتميل عليه منتحبة و كإنها عجوزا قد وصل لها خبر إستشهاد وحيدها في الحرب !
: جلنااار قومي حبيبتي ، قومي و قولي يا الله

محاولات زينة لتخليصها من غضب والدها لم تعود بنتيجة ترجى ، اذ انها تمسكت به اكثر لـ تستنطق نيران صدرها اللسان فيتوسل الأخير مذلولا : بابـ ـ ـا ، الله يخليييك سـ ـ ـامحنييي ، بعـ ـ ـد ما اتحممممل ، حمـ ـ ـووت والله حمـ ـ ـوت !

: زييييينة وخريهاااا لبت الكللللب قبل لا اخليها تنسى إسمهاااا

: جلناار قومي ياعيني ، إششش قوومي و عوفي بابا ، بعدين تعالي هسة قـ ـ

: وخرررري مني ، عوفييني ، خلي يضرربني ، أني اريييده يضربني و يمووتني ، أريـــده يعاااقبني .. تعبببت بابا والله احس حمموووت الله يخليييك كـ ـ ـااافـ ـييي

: وخــروووهااا

هذه المرة تعاونت كل من زينة و روشن لمحاولة جرها ، و لم تفلحا البتة .. لينتهي الأمر بإستسلامه هو ، و مغادرته المكان تشيعه دموع غاليته و غصات روحها الملتاعة ، فـ لا قلبا من حجر ينتصف في الصدر عند فتياته ، لا يقوى جفاف إحدى زهراته ، بل يقوى .. كما تحمل إنهيار زينة ، سيتحمل إنهيار أختها .. كما ربت بكره صغيرتها بمفردها ، ستربي اخر العنقود طفلها وحيدة .. و كإن العمر قد عاد ليكرر ثرثرته فوق أسماعهم الضجرة ، و كإن الماضي قد مر مجددا إلا إنه متلحفا بـ مصيبة أكبر ، و خسائر أعظم !






.
.
.







حبيبتي إن يسألوك عني يومَا، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياءٍ، يُحبني .. يُحبني كثيرا
صغيرتي إن عاتبوك يوما، كيف قصصت شعرك الحريرَ
قولي لهم أنا قصصت شعري، لأن من أحبه يحبه قصيرا
صغيرتي إذا معاً رقصنا، على الشموع رقصة مثيرة
وظنك الجميع في ذراعي، فراشة تهم أن تطيرَ
فواصلي رقصك في هدوء، واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء .. يحبني يحبني يحبني كثيرًا
حبيبتي يا ألفَ يا حبيبتي، حبي لعينيكِ أنا كبيرٌ
وسوف يبقى دائماً كبيرا



نزار قباني





ياسمينة الحي ،
حبيبة الفؤاد و إحدى نبضاته ،
عوجاء الأضلع و مصاصة الدماء
إبنة السلطان ، و أخت الملك !
اليوم أعلنت عصياني و تمردي على كل وعد قد قدمته ، على اي عهد حانق و تهديد غاضب قد نطقته ، الليلة قررت أن أحط شرائعا جديدة و أشيد مسلة من قوانين منظمة ، عادلة بحق قلبي المتأرجح بين كفي محبوبتي ، إدماني و عصياني ، هي التي جعلتني بالحب كافرا ، لتعيدني به مصدقا و متمسكا ، هي التي أسكنتني في كهوف الهم ، لتعود فتنير لي قبسا بزمردتيها الشهيتين ، هي التي نطقت بحق حياتي الظلم ، لـ أفاجئ بإلتهام ثغرها اللذيذ لـ بقية عمري ، هي التي سكنتني و أسكنتني بها ،
حبيبة عمري الغالية ، سـ تقلدني شرف رؤيتها بالأبيض ، سـ تستدير أصابعي حول خصرها الغظ الملفوف بـ لون اللؤلؤ ، ستكون عروستي ، ستكون فتاتي و زنبقتي ، كم أود إستنشاقها الآن ، بت أعشق عطر الياسمين و لون الياسمين و شكله ، إلا إسمه .. فمن اسماء بنات حواء لا أعشق سوى اللين قلبي ، هي من كانت و ستكون دوما صفة لـ قلب عمر !
عمر من دون لينه كان تائها والله ، لا يود ذكر تلك الأيام ، إلهي كم من وجبات يأس قد اجبر على تناولها مسبقا ، كم من فراغ بـ شمال الصدر شعر به عند كل خبر راح يلقى فوق أسماعه من قبل إبنة أبيها ، كم من نبضة ضاعت بمرور السنين ،! كل شئ قد عاد له الآن حتى هي ، فـ ها هي تنتظره خلف هذا الباب ، ليزف لها عريسا ، لم يفلح بـ أن يحتضن غيرها عروسا ، كانت أولاه منذ الأزل ، و هاهي الأولى تتربع بـ كامل زينتها على عرش العروس ، و كإن عرش الفؤاد لم يكفيها ، و لكن لتتدلل ، فالليلة لها كما هي لي ، سأعوضها .. إن شاء الله سـ أكون لها كما كنت دوما ، عمر يعشق ادق تفاصيلها الحبيبة
إلتفت يمينا حيث يقف أحد ساعديه ، ليشد الأخير أزره بإبتسامة هادئة ، فقول جميل : احمد الله ، على حجيك جان هالشي مستحيل !

همسة من أعماق الروح توزعت بين شفتيه و اللسان : الف الحمد لله و الشكر

تحدث الأخر عجلا وهو يتحرك خطوة نحو الخلف : أقلك ، علي مخابرك ؟ شو لهسة ما إجى ،، لو خلاني اجيب بيبيته وهوة غلس عالجية ' طنش ' ؟

جمدت ملامحه لثوان اعقبها بـ هستوة ' للتو ' خابر .. يقول مرح يجي

: شقد كلب ، و اخته .. مقال خطية ، والله حقها لو انقهرت و ماتت منه ' كرهته ' !

: كلب مو شلون مجان

نقل الإثنان انظارهما بشكل تلقائي نحو الباب الذي شرع ، لتظهر من خلفه الحنون بـ لباس خليجي أبيض اللون و ملئ بـ كريستالات مبهجة من الفضة ، كانت طلتها مبهرة للشابين ، فـ رفيق شبلها لم يرها غير باللباس الأسود حزنا على فقيدها ، أما الحبيب فـ إعتاد رؤيتها بالألوان المعتمة ، بينما الآن فـ لم يستطع كبح جماح رغبة تسكنه لإحتضانها و تقبيل رأسها الغالي ، : هاااي شنوو كفووحة ، ؟ لا لا لا

ليكمل عليه الأخر بـ شقاوة ' هادئة ' : ماشاء الله عيني عليج باردة ، تنحسدين خالة

ضحكـت بخجل غريزي وهي تحتضن إبنها بكامل ما تمتلكه من طاقة ؛ و صلوات على اطهر الخلق واصدقهم تنبعث من قلبها بإندفاع امومي عطوف ، ثم إبتعدت خطوة ليظهر لها من خلف ألن صهريها ، فيبدأها الكبير ، زوج ملك بـ مباركة هادئة : مبرووك خالة ، شايفين كل الخير ، يوم الي تفرحين بجهاله

إبتسم هو بـ هدوء ، بعكس ما يعتمل بين جنبات الصدر من أهازيج و أفراح عمر ، فقط لو يعلمون عنها ، لتركوه حرا لينطلق بعروسه حتى القمر ، فيقضي معها هنالك عمر العسل ، فـ حياته بوجودها ' هادئة ' تعد أطيب من الشهد ذاته ، وصله صوت والدته ترد على نسيبه بـ دعوات متكررة ، ليتحدث هذه المرة محمد ، خطيب أية .. و من بعده ألن الذي علق باسما : يوم الي تزوجين ابنه ان شاء الله

لتعقب هي بـ ضحكة سعيدة : و أزوجك قبله يااارب

غص بريقه الجاف ، ليبتعد خطوات الى الخلف و التوتر بان بحركاته و طريقة اخفاء كفيه في جيوب بنطاله دافعا بالسترة الرسمية بلونها الحبري الى الخلف قليلا ، ليلتفت عمر نحوه متمتما بـ هدوء : كمل حياتك ، و إنسى !

أ تودني أن أكمل حياتي ؟ أن أنسى إبنة عمي كما تظن بأني ما زلت جالسا ارثي حبها على الاطلال ، خذها مني يا رفيق الدرب ، أنا معلق بـ هوى شقيقتك من قمة رأسي لـ أطراف انامل القدمين ، أنا مغرم بـ مسلمتكم ، وربي و ربكم الواحد أريدها لأكتمل ، أريدها بشدة !
حان وقت دخول العريس ، و كما هي أغلب حفلاتنا ، الزفاف يكون مختلطا ، لذا ، كانت ياسمينة حيهم ترتدي فستانا خاص بالمحجبات ، لا يظهر منها سوى الوجه و الكفين ، و ليتها تغطى بالكامل ، فـ جمال طلتها و روعة مظهرها سلبوا لب عقله ،!
كان من المفترض أن تكون في منزلها مع اخاها و الجدة ، و اقاربهم .. و هو و اهله من يذهبون لأخذها من هنالك ، كما هو المتعارف عليه في تقاليد بلادي ، ليذهب الجميع بعد ذلك لـ صالة العرس ، و لكن كل شئ معهم كان فريدا ، و يال روعة ذلك التفرد !

تمت عملية زفه لـ عروسه ، تلك التي إكتمل حسنها بـ إبتسامة صبح بعد حلكة ليل كئيب ، و الله حسنها خلاب ، بل غلاب ، و هو المغلوب على امره امامها ، سيدة الجاذبية و الجمال ، إمرأة من طين معجون بـ ماء من ذهب ؛ أميرة مكتملة المظهر ، و رغم عناد الجوهر ما زال يراها الافضل !
كانت القاعة مليئة بالنساء ، و اصوات الزغاريد تطغي على كل صوت اخر ، عيناه اختارتا طريقهما ، لينتفخ صدره بكما ضخما من الهواء ، يا الله
ها هو يلتمس حبال حلمه الأزلي ، ذاك الذي ظل معلقا بين سحب السماء ليعانق النجوم و القمر ، حلما كان و ظن إنه سيكون هكذا دوما ، و لكن ها هو يقترب منه واقعا خطوة بعد اخرى ، هاهي أمامه ببهاء يخرس الالسن ، !
تغض البصر أسفلا .. و كفاها يضغطان على مسكة الورد بشدة ، لا يرى سـوى صفا من الاهداب المثيرة و شئ من الجبين الناصع ببياضه ، ثبت شفتيه فوق جبهتها ليطبع قبلة رقيقة ، فيتحدث مدغدغا بشرتها بحرارة أنفاسه : مبروك .. يا قلبي !

شعر بتصلبها يزداد ، فـ حاول تخفيف الضغط النفسي و تقليل نسبة الإحراج ، و الحاجة لمن هم تحت الثرى ، و خلف مسافات بعيدة : كل هالجمال إلي ؟

لـ ترفع برأسها هذه المرة فـ شعر و كإنما احدهم إجتث قلبه من بين الاظلع ليعتصره مرة و اثنتين و ثلاثة ؛ و من ثم يعيده محله ليعود فيمتلأ هو بكم هائل من الدماء ،


لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد


آه على سهامك يا نزار .. تخترق القلب بلا تردد فـ تفصح عما ينفخ اوداجه !
عيناها ، لطالما كان لهما دور البطولة في حكايته معها ، لطالما كان العشق متأصلا بين العيون ، قبل القلوب !
كم من مرة قرأها ، و كم من مرات اشتهاها ، سواء لتقبيلهما او تناولهما ، إبتسـم متمتما بـ إنبهار مفضوح : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله و صحبه

شهد رقرقة خلجانها بـ مياه صافية ، ليهمس و كفه تمتد لتضغط برقة فوق كتفها الهزيل و أمنية ترفرف بين ثنايا الروح لإحتضانها و تثبيت أضلعه المتراخية من أجل حبسها بينهم ، فـ عوجاءه هي ما كانت تنقص ذلك القفص المتهالك ليركز ، و الآن إكتملت مواد بنيانه ، وهي يجب ان تنحشر في مكانها بين الضلوع : إششش ، بلا دمووع ، كل شي يصير تمام ان شاء الله بس لتبجين !

: أريـ ـ ـد علـ ـ ـي







؛





فشلت جميع محاولاتي
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبل عشقي على علاته
وتقبل مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي
إن التناقض في دمي وأنا احب
تناقضاتي
ماذا سأفعل يا صديق
هكذا رسمت حياتي
..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي


نزار قباني


بـ بدلة رسمية بلون الكحل ، قميص ببياض السحب ، و ربطة عنق رمادية ، هيئة ملكية و ربكم ، يقف امامي بطوله الفارع و جسده العريض يغطي عن مرآي الكون بأسره ، يسد عيني و يملئها !
والله أشعر بإنصهار ساقاي ، لا شئ يحملني !
كعب حذائي العالي سيتبرأ مني و سيسقطني لا محالة ، قلبي يعتصر عند كل نبضة ، لا أحتمل هذا الضغط .. لا أحتمله ! أقرأ بهمساته مدى عشقه ، و أشعر حينها بذوبان دماغي مع خلاياه العصبية ، دمي يغلي في الشرايين فيخترق الفؤاد بعنف حتى ثقبه الف ثقب ، و من خلف الالف ثقب الفا اخرين ، و يغلي في الاوردة فـ يمزق انسجتي ، فها انا اشعر بالام متعددة في الكبد و المعدة و الكلة و حتى الدماغ الذائب !
عليه ان يتوقف حالا عن الاقتراب ، فـ ليكف عن صفعي بحرارة انفاسه ، ألم يخبره أحدهم بـ أن اللين مجرد واجهة ، بأمكاني ان اعود لـ أجابهه الآن بتمرد ،، كلا لن انجح ، لا عتاد عندي ، و لا حتى جنود .. كل ما املكه اعلن العصيان ، ها انا ارتجف بين يديه ، ها هي خلاياي تتوسله ان يحتويها بكامل إنوثتها و رجولته .. لا يهمني إن اصبحت ' فلما واقعيا ' للحضور ، فما يحرقني حاجة فقط هو أن أحفر كتفه بـ رأسي ، و أنبش صدره بـ أظافري ، كما إعتدت أن أفعلها حين الغضب من تجاوزه حدودي ، من الآن فليتجاوز ما يشاء ، فـ لم يعد هنالك بيننا من خطوط و لا حدود ، أريد أن أكون معه دولة واحدة ، أرضنا تمتد من بغداد إلى الصين !
أقدم له نفسي بـ طبق من ماس ، و ليلتهمني كاملة أو يقضمني أجزاءا ، حتى إن عصرني و جعلني خمرا مسكرا لقلبه لا يهم ، ما يهمني أن أخترقه ، أريد أن أشعر بـ زلزلتي قربه أكثر فأكثر ، تلك الزلزلة التي لم يفلح اي جنس رجل بـ إشعاري بها سواه ، نكرت دوما حطامي قربه .. و ها انا ذا أعترف بـ أنني لا أكتمل إلا و ذراع هذا الرجل تحتويني !!

طالبت بـ أخيها بعدما وصلت لـ هرم حاجتها لقرب العمر ، فـ دماغها السائل ما زال يعمل رغم بطئ اوامرا صادرة منه ، هكذا ستهرب عامدة من ثورة و هيجان الشعور ، و لكن لم يكن بحسبانها أن تشتعل أكثر ، كم ودت أن تغمس بين منكبيه ، و كم توسلته صامتة ، و ها هي الآن تشعر بـ موقدين في طرفيها السفليين يشتعلان ، اغمضت عينيها لـ تنحبس الأنفاس بعد سماعها قوله المتأني : إنسي علي اليوم ، ممكن ؟!

و الله نسيته ، نسيته و لم ينسني إياه غيرك يا رفيقه ، لا اذكر احدا حتى انا فلا اذكرني ، كل ما اوده ان يختفي العالم من حولنا ، لأذكرك وحدك ، عمر مالذي فعلته بإبنة السلطان ؟ كيف إستطعت التسلل من فوق سور قصر أبي و العبث بـ حراستي المشددة ؟ كيف نجحت بـ الوصول لـ غرفة السلطانة الصغيرة بهذه البسالة ؟ لم ادلك على خريطة غرفتي ، و لم أمدد لك ظفائري من النوافذ ، لم أنظر نحوك .. و لم أدعوك لـ خطفي !!
كيف إستطعت أن تصلني بفرسك الجامحة لتربط ساقيي و اليديين بـ إحتضان ، و فمي بـ قبلة ! فتخطفني مني ! كيف سرقت اللين من فوق سريرها الملكي بقصر من العاج ملئ بالحراس من كل مكان لـ تحتجزها في قعر كوخك ؟! أمام شجاعتك أنحنى الفرسان ، فما فعلته يستحق التبجيل ، لم يتجرأ أحدهم لـ إثارة طرف هدبي ، لتأتي أنت فـ تهزني من منابت الشعر في رأسي حتى منابت الاظافر في قدميي ، و ها نحن ذا فوق فرسك ، نتركها لتهرب بنا أينما تريد ، ها أنا أشعر بـ خسارتي مملكة والدي العظيمة ، و رغم ذلك لا أحس بأحزاني ، لا السابقة منها و لا اخاف القادمة ، هل ستدخلني لبلاد السعادة و السرور يا ايها الشجاع ؟ هل ستنسيني كم من فقدت و ما زلت افقد ؟ هل ستكون لي ابا و اخا غير الذين خسرتهم في المملكة ؟ أسـ أعصيك لـ تعيدني مرغمة الى شريعتك منفذة ، و راضية ؟! ،، عمر .. هنيئا لك ، لقد هزمت إبنة الباشا ، هزمتها حتى صارت ترى بإنها قربك إحدى جواري السلطان ليس إلا ! و لكن أسمعت يوما عن مكر الجواري و خبثهن ؟ لا حاجة لك لتسمع ، فـ إن قررت أن تكون سلطانا لغيري ، سـ ترى بحق كيد الحريم ،! كن معي أدم لأكون لك حواء !
فـ أدم خلق له الله تعالى حواءا واحدة ، و أنت خلقك بعد عبادته سبحانه لي بمفردي ، و لتكف النساء عن ملاحقتك فلن يطالهم غير وجع الفؤاد ، لا انثى بأمكانها إشباع لهفة قلبك غيري ، ألا تتفقهن بحبك لي ؟

: ممكن ؟

همس بها ليعيدها لواقع يجمعهما مع الكثيرون من حولهما ، لتحبس أنفاسها الوجلة فتهز برأسها قليلا لـ تثير عجبه بسبب الموافقة السريعة ، تحرك معها حيث ' الكوشة ' بخطوات راكزة و ثابتة ، و تزفهم خطوات شقيقاته من جهة ، و جدة اخيها و بنات اعمامها من جهة اخرى ، أما بجانبه فـ والدته تشاركه المسير ، و هي .. تستمتع بـ مرافقة الحبيبة التي لم تحرمها تتويج سعادتها بوجودها الذي افتقدته منذ ابعد الازمان ، رسل ، جاءت لتقلدها عقد السعادة و الثقة ، تعلم جيدا بكونها تحتاج من يشد على ذراعها ، فكانت لها ذراعا بكاملها هذه الليلة ، لا تعلم لولاها بعد الله ما كانت ستفعل !
ما إن وصلوا العرش اللؤلؤي ، مالت عليها رفيقتها لتحتضنها بـ صدق محدثتها بنبرة شقية تحاول ان تخفي بها تهدج حبالها الصوتية : عمررري و اخيراا فرحتييني ، مليووون الف مبرووك حيااتي ، الله يسعدج يا رووح رسوش ، إن شاء الله تفرحيني بـ كتكوتة لإبني حبيبي

علقت واضعة يدها على بطنها المنتفخة قليلا فقط ، لتضحك الاخرى بتوتر يكاد يخنقها ، لتتوافد بعدها التهاني ، من قبل الجدة و والدته و اختيه ، حتى وصلت عندها الكبرى ، إستعدت هي لـ تقبل حدة الكلام ، لتصدمها تلك بهدوء نبرة وهي تميل لتقبلها برسمية : مبروك ، شايفة كل الخير ، ديري بالج على اخوية .. ترة قلبه مو حمل أذية ثانية ' لا يحتمل أذى '

إكتفت بـ : الله يبارك بيج
و ملامحها جامدة ، بينما الاخرى إبتعدت خطوة لـ تقف بالقرب حيث اختيها ، تصفق بكفيها بحرارة معتادة من قبل شقيقة العريس ، الحل الامثل هو الرضا بما اختاره شقيقها ،، لا تود خسارته هي ، و لا حتى تنغيص فرحته ، حاولت جاهدة لإبعاد إبنة السلطان نعم .. استخدمت الكثير من الوسائل و منها اللعب بـ وتر زينب فأخبرتها بشأن اصل الزواج الخدعة ظنا منها ان هذه المغرورة ستبتعد حالما تعلم بأن تفاخرها لا اساس له و ان اخاها قد قدمها لـ عمر للمرة الثانية و لكنها مع الاسف فشلت !
لذا قررت ان تكف عن النبش عن المشاكل كما يقول لها زوجها ، و لتتركهم يفعلون ما يشاءون و لكنها لن تتدخل لفك ازمة ان حدثت !
راقبت صغيرتها مرفوعة بحضن خالها و بشكل تلقائي همست بينها و ذاتها بـ ' الحمد لله شفناك عريس يا قلبي ' لتستقبل بعدها كلام ميس المتوترة : اقلج القااعة عاليمنة لو على اليسرة ؟

لم تفهم ، اوقفت التصفيق قليلا لترفع من صوتها : شنوو ؟

كررت الاخرى و نظراتها تجوب في القاعة باحثة عن شخص ما : صديقااتي وصلوا ، و دخلوا للنادي وهسة همة بالكراج ، بس مديعرفون القاعة وين بالضبط

إستأنفت التصفيق لتعلق بلا مبالاة : خلي يسألون اي احد و يدليهم

ومن ثم ختمت جملتها بـ زغرودة صمت أذني اختيها لتبتعدان خطوات بشكل تلقائي ، و من ثم شاركتها الزغاريد والدتها و جدة علي ، ليعلو فوقهم صوت المطرب الذي دخل لتوه ، يطالبهم بالهدوء لـ ثواني قبل أن يدخل بعاصفة هوجاء من التبريكات و من ثم الاغاني !






.
.
.





من أنت كيف طلعت في دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة تـفيض يـنبوعا سخيا
وأرى الـوجـود تـلفتا سـمحا وإيـماء شـهيا
ألـممت أحـلام الصبا وخـلعت أكـرمها عليا
مـهلا فـداك الـوهم لا تـرمي بـمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر مـا تـبقى فـي يـديّا
عودي إلى دنياك واجني زهـرها غـضا زكـيا
يـكفيك مني أن تكوني فـي فـمي لـحنا شجيّا


عمر ابو ريشة





لم يكن ينوي الدخول ، و الله لم يشأ ، فهو على يقين بأن قلبه سيتمزق أكثر ، فـ لا طاقة لقلبه كي يتحمل حسن من نوع أخر ، لا يستطيع رؤية تلك الفراشة بـ البنفسج و يصطبر ، سقياه للعشق المحظور ما زال قائما ، و ترفه بمشاعر الأسى قد زاد عن حده ، بالأمس فقط إضطر أن يتهم أحدهم زورا و بهتانا لكي يبعده عن طريقها ؛ و ماذا الآن ؟
هل سيستمر في الادعاء الباطل ضد رجال العالمين واحدا تلو الاخر ليتركها تعاني من الوحدة طيلة العمر ؟ يقيد حياتها من دون علم لها بـ مغرم مفتون ؟ ما ذنبها إن غرق في رغبة وصالها رغم التحريم التام للسباحة في محيطها النقي ؟ ليس لها يد في جنونه ، و عليه أن لا يغوص أكثر فـ يجرها معه من دون علم ، تستحق أن تتنفس هواءا طليقا ، يجب أن يكتم ما بصدره و عساه يموت به و لا أن يصيبها أذى ، لن يجعل منها أنثى بائسة تنتظر من يأتيها ولا يأت ، يجب أن تكتمل بعرس إسطوري كهذا ، لـ رجل يحبها جزء من العشرة لما يحمله هو في صدره لها ، فـ لا يستطيع أحدهم ان يصل المنتصف ، و لا حتى الربع ولو جاب محيطات المعمورة مائة مرة ، بل ألفا !
إن ما به قد تجاوز حدود الطبيعة ، ما به قـد هشم رأسه بضربات متتالية على الجدار الفاصل بينهما ، يشعر بأن امتلاء القاعة بهذا الحشد سيخنقه لا محالة ، و كإن البشر مجرد سموم منتشرة وهو مجبر على استنشاقهم و الاحتفاظ بهم في فوهات القصبات من دون سعال ،! شتان بين شعوره و رفيقه هذه الليلة ، فالأخير قد نال ما إصطبر عليه سنين ، أما هو فـ إن إصطبر قرونا لن ينال ما يتمنى و يحلم ، ستبقى هي الفاكهة المحرمة من الإقتراب ، و لن يكون هو سـوى رجلا شرقيا مبدعا في كبت المشاعر و دفنها في ثرى الوجدان !
دائما ما يمتاز الشرقي بـ قابلية هائلة على أن يكون صامتا ، و يالروعة حبهم الأخرس لو نطق بعد حين ، و يال بؤسه و ضياعه لو مات دون أن يشاع ، لو ذابت شمعته دون ان تضئ ما حاولها !

كان كـ أخ لذلك العريس ، يتحرك هنا وهناك بين الرجال يتأكد من الحضور و بالذات زملاء عمر في المهنة ممن كانوا قبل شهور فقط اساتذته ! ، اصابه قلق من ان يحضر الضابط ، و يبدو أن قلقه قد كان في محله ، فـ سرعان ما لمحه على الكوشة مع بعض الرجال يحيون العريس مع اغداقه بالمباركات الكريمة ، كاد أن يشتعل بـ نار شبت بين اضلعه في هذه اللحظة و هو ينتقل بـ نظراته نحو زهرة البنفسج الخلابة ، ليجدها تتحرك لتهبط من المنصة رافعة بخفة طرف فستانها الطويل بيسار مزينة بـ إسوارة ذهبية ، و اليمين تثبت الهاتف فوق صيوانها ، عاد ليراقب الضابط ، فـ وجد أن الأخير تائه بـين الرجال و يبدو أنه لم يتبين من هي التي خطبها ، شعر بإستكانة قلبه في مكانه بعد ان اوشك على المغادرة نحو المنصة ، حمد الله جهرا و هذه المرة تغضن جبينه و هو يتابع ابتعادها عن المكان بأكمله لـ تخرج من باب القاعة أخيرا ،!
هز برأسه بخفة و كإنما إستوعب للتو مراقبته لها ، لينقل ببصره بين الحضور باحثا عن أعين فضولية تكون قد إلتقطت فضيحته النكراء ، و لكن حظه افلح و كان الجميع مشغولا بشئ اهم ، كالعرسان او الانبهار بكعكة الزفاف المكونة من 7 طوابق ، و بالنسبة للرجال فـ كان اكثرهم مغموسا بالرقص
يعلم إنه ضرب من الجنون و لكنه ما زال يتبعه ، يعلم إنه إدمان ممنوع و مع ذلك يستمر بإستنشاقه ، يعلم إنه الموت الحي و ها هو يركض وراءه صاغرا !
قلبه وجهه بغير ادراك نحو الخارج ، و حالما غادر الصالة شعر بطنين حاد في أذنيه لإختلاف الضغط بين الضجيج في الداخل و الهدوء هنا ، تحرك في الممر العريض بأنواره الخافتة و لا يسمع صوت حذاءه بسبب السجادة البنفسجية التي إختارت أن تكون الليلة بأحلى الألوان ، في نهايته وجد حلوة المبسم و المعشر ، توليه ظهرها و رأسها ينحني اسفلا مغموسة انشغالا في هاتفها ، إنفرجت اسارير القلب ، رؤيتها فقط هو ما يصبو اليه .. و الله لا يود ان يتجاوز الامر ، يكفيه من الدنيا أن يلمحها ، و إن قذفه القدر بـ محادثتها لهو حينها ذو حظ عظيم !

،


ونسيت دائي، حين جاء دوائي
من ذا يقام نظرةَ السمراءِ ؟!
صادتْ فؤادي والفؤاد ضعيفٌ
والآه أصل الآه، من حواءِ



كريم العراقي




تقدم حتى وصلها و من ثم تجاوزها ، فـ قالها منذ برهة لا يود لها الغرق ، عليها أن تبقى حرة ، فهي عصفورة صغيرة ، تبحث عن الحرية ولن يقيدها هو بـ محيط ازرق ، لن يفعل ! تظاهر بـ إنشغاله في إخراج مفتاح سيارته .. و قبل أن يبتعد كثيرا ثبتت قدماه ارضا لسماعه نبرتها المستنجدة و كإنما قد رأت ' بابا نؤيل ' ، خرافة هي
نصدقها و نكذبها كيفما و متى ما نريد ، إستدار بـ خفة ليلوح له حسن وجهها الملفوف بـ حجاب أسـود متداخل مع البنفسج ، و الوان خفيفة تلون البشرة السمراء ،
آه عليك يا قلبي ، خذ .. تفضل .. و تناول اقداح الحرام ، هيا إشرب ببطئ ، و إخدر كما شئت ، إخـــدر و اهذي كيفما تود ، سيأتيك وقت الصحوة .. سيأتيك و حينها فقط ستندم !
شعر بتوترها و هي تتقدم نحوه و كإنما حالما رأته قد وجدت ما تطمح إليه : ألن بس دقيقة حبااب ، صديقاتي جايين و مديندلون القاعة !

إزدرد ريقه لمرة .. و حاول الثانية و لكنه فشل .. فلا ريق يبتلع مرتين متتاليتين ، حقيقة علمية حاول إنكارها في هذه اللحظة كما هو منكر لكل شئ سوى هذه السمراء ، كيف لا ينكر وهي بنظراتها البريئة تطلبه أن يكون مرشدها ، تقف بقربه و تتشجع لوجوده ، لا تهتم بكونه رجلا ، فهي تراه أخا مسيحيا ليس إلا ،!

بإنفال فتي شق روحه هتفت به : حباب بس انتة طويل شوووف سيارة دوج رصاصي

إبتسامة رسمت فوق ثغره تلقائيا بعد سماعه تعليقها بشأن طوله ، هز برأسه موافقا ثم أشار لها للعودة ، فـ عديد من العيون تلك الموجهة نحوها من قبل العاملين في المكان و كذلك ضيوف القاعة الاخرى : دفوتي إنتي جوة

: شلوون افوت مرح تعرفهم ،

: ميييس قتلج فوتي

لتأتي بمصرع انفاسه نظرة تتقد بـ بريق مشع ، فتعقب بـ هدوء : أوكي ، العفو ،

إلتفتت للعودة و لكن قبل أن تخطو مبتعدة سمعته ينطق : هياتهم جوي !

عادت لتدير جسدها بإتجاهه بسرعة و حماس و معه إلتف طرف فستانها و كانت على وشك أن تعثر لولا تماسكها بصعوبة ، لتفلت ضحكة شقية أنستها سخطها من الماثل امامها ، هو شعر بقلبه من يلتوي و على وشك ان يخر بين القدمين ، زفر براحة حالما تماسكت ليعلق معاتبا : غير تديرين بالج ، جان وقعتي

لم تهتم ، بل تقدمت لتقف قربه عجلة و الابتسامة تشق ملامحها الجميلة ، يتابعها و هي تشير لـ رفيقاتها بـ سلام منفعل و وجهها يمتلئ بالسعادة ، شعر بغشاوة فوق عينيه تجر به نحو العبث بالمحظور اكثر ، ليتنهد بغير شعور ، لم يدرك بأنه قد قضى دهرا في الاستمتاع ببهجة قلبها الحبيب حتى إلتفتت نحوه لتتكلم بمكر : ألن شوووف هذيج صديقتي ام الاحمر و شعرها اشقر ، إسمها اماندا ، مسيحية و تجننن و خوش بنية ، اذا عجبتك قلي رأساا اخطبلكيااها

جمدت ملامحه ، لتنقشع تلك الغشاوة فتصير عينيه بركتين من إحمرار ، لولا تأخر الوقت و قلة الاضاءة لـ كانت ارتعبت من توسع الشعيرات المنتشرة في القرنية لتتقد نظراته دما ، تركته لتتقدم نحو رفيقاتها الثلاثة ، تبادلن سلاما حماسيا امام انظاره الهازئة من ذاته ، يصله تبادلهن المديح بشأن اطلالاتهن ، و يكاد قلبه يستصرخهن بأنها هي الاجمل و الاروع و الاكثر بهاءا ، إذن يبدو إن الغشاوة قد عادت !!
مررن بقربه و كإنه اخيلة فارغة ، لم تقول له شيئا ، حتى ذكرنها رفيقاتها ، فـ سمع احداهن تعلق بشئ قد مزق شرايين الفؤاد ، إلا واحدا عطفت بشأنه و تركته سليما : لج ميوو الكلبة منو هالحلوو هذا ؟ ها هااا ؟ إعترفي و شعندج وااقفة وياه ؟

لتكمل اخرى بمشاكسة : إيييي جدياات يجنن هيبة و جماال ولاااايقلج يللا ان شاء الله مرة اللخ نجي لخطوبتكم

كانت لا تزال موليته ظهرها ، لتستدير فتلمحه و من ثم تعود لهن فتجيب رافضة افكارهن : صديق اخوية ،، ووووو قبل لتقولون تعليق سخيف فهوة مسيييييحي

نطقت كلمتها الاخيرة و هي تميل بجذعها ضاحكة نحو ذات الفستان الناري و الشعر الاشقر ، فكاد فؤاده ان يميل معها هو الاخر لكنه استطاع السيطرة عليه و الحفاظ على تماسكه بعد مقاومة ، بعد كل هذا الكم الهائل من العنف المشاعري يستحق أن يلتهم الهواء لساعات كي يستعيد القليل من سيطرته على الذات ، إلتفت بسرعة حالما شعر بـ دنوها منه مجددا ، ليستقبل منها أجمل إبتسامة و أصدق نظرة لها القدرة على ان تلجم أقسى القلوب و تليينها : شكرااا ألن ، أوقفلك بيوم عررسك ان شاء الله !

بل تفتيت اقسى القلوب و دعس فتاتها بكعب حذائها و من ثم النفخ على بقايا الرماد ليطير و يضيع ! لا اريد منك شيئا ، فقط إبتعدي .. إبتعدي حتى أخر الدنيا و إتركيني أقضم بعضي بعضا ، رجاءا إجعلي مني خيالا و لا تقتربي حدوي كي أحاول أن أنسى .. أو أتناسى فقط بالأحرى ،!

: تتدللين !

نطق بها بريق جف و يبس ، لتعود هي فتغرس بصدره اناملها و تحط كومة الرماد التي كانت قبل قليل قلبا ، تعيد بقاياه محلها مدعية البراءة و اللطافة ، : شعندك باقي هنا ؟ ألن اخاف اكو نقوصات حباب تعال ترة كل الامور انتة تعرفها

: ماشي ، هسة جاي

بـ جفاء نطق كي تبتعد ، فصار يحفظها و يعلم جيدا انها لا تحتمل ان تعامل بـ برود و سرعان ما تستل نفسها من موقف كهذا ! و بالفعل لم تخيب ظنه الصغيرة و ابتعدت بملامح منزعجة نوعا ما ، قليلا و وصله صوت ضحكات رفيقاتها و هي معهن قبل أن يختفي كل همس لدخولهن القاعة ، زفر بـ غيظ ذاتي بشكل متكرر و التفت حيث المواقف ، إحدى يديه بجيب بنطاله و الاخرى يمسح بها ذقنه المشعث .. والله لن تكفيه ساعات بل يحتاج دهرا كي يستعيد ذاته ، على حين غفلة منه أتاه صوتا قويا خشنا من الخلف ، بحدة و شراسة اعتدها و لم يعتدها : ألــــن ، شعــندك ويية البنيييية ؟؟!!





.
.
.


نهآيةْ الإدانة الثآلِثةْ عَشرْ

.[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]

إن تأخرتْ فإلتمسوا ليِ عُذراً أحبتيِ أرجُوكمْ
و أعدكمْ بمحآولاتٍ شتى َ لأكونْ بالقُربِ
إن طالَ الإنتظآر لنْ يُدرك أحبةْ حُلمْ المَلل و لا اليأس
أثقُ بِكمْ أنا

حُلمْ[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189827.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 05-10-14 12:13 PM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 18-08-14 03:21 AM
ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 01-08-14 12:45 PM


الساعة الآن 11:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية