لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-12, 08:59 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 






,,

لم تكن تشعر بالجوع فاخذت غفوة قبل صلاة العصر .. تاركة خلفها ابنها وزوجته وابنيه الصغيرين .. واصوات شجارهما المعتاد .. فهو لا يطيق شيء منها .. وهي تتنمر من تعامله معها .. وتلك العجوز تعبت بينهما .. وضعت رأسها تطلب اغفاءة تريحها .. ولكن تاتي الرياح بما لا يشتهي السفن .. قامت فزعة من مرقدها .. تعود لها تلك الكوابيس الحارقة لها .. هي تعلم بان ذاك الذي تخفيه كفيلا بان يلقيها في نار جهنم التي تراها تعبث بجسدها في منامها .. ووجوه ارتحلت تتفرج عليها وهي تصرخ .. قامت تستعيذ من الشيطان .. وتنفث على يسارها .. وتردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. كله منه ما سمع رمستي .. كله منه ..


وبعدها قامت فصوت اذان العصر صدح في غرفتها .. ستصلي وستذهب لزيارة ام شبيب هذا ما قررته مسبقا .. وهي على سجادتها دعت ربها كثيرا ان يعفو عنها .. ويصفح عنها ما كان .. ولكن سكوتها مقبرة لها هذا ما تشعر به .. خرجت من غرفتها لترى زوجة ابنها جالسة في الصالة مع ابنيها .. هما يشاهدان التلفاز وهي تقلب اوراق مجلة اسبوعية قديمة .. تنظر الى تلك الازياء التي تتمنى ان ترتدي يوما مثلها .. ولكن وزنها لا يعطيها ما تريد ..


انحنت ام سالم لتلتقف " دلة " القهوة ذات القاعدة الذهبية : بروح لام شبيب اسلم عليها واسالها عن ولدها وعن ام خالد .. ما رحتلهم الا اول ايام العزى .. ما بتيين وياي .


رفعت رأسها : سلمي عليهم ..


تشدقت .. لتبتعد بقدميها عن المكان .. منزل ام شبيب ليس بعيدا .. فشارعان فقط يفصلان بين المنزلين .. سارت في طريقها متخطية المنازل .. تشق طريقها بين الازقة الضيقة .. حتى ما ان وصلت استقبلتها ام شبيب في مجلس النساء : شو يايبنج فهالبرد يام سالم .. ووين سالم عن يوصلج ..


تضع الـ" دلة " من يدها وتجلس وهي تسحب " صينية" التقديم التي تحمل وعاء به تمر وفناجين القهوة .. وتفتح الوعاء لتقضم لها تمرات وهي ترد على ام شبيب : بيقولي ما يقدر ادريبه .. وبعدين ما شيء برد ذاك الزود .. السيل اللي يانا من يومين شكله بييب الحر وياه ..


جلست بجانبها لتسكب لها فنجان قهوة : الا البرد زايد .. بس ما شاء الله الشحوم اللي عليج ما تخليج تانسين( تحسين) البرد .


" اعوذ بالله " قالتها ام سالم وتلك تكتم ضحكتها .. لتردف : شو اخبار شبيب .. ان شاء الله يبتوله حد يقرا عليه ..


انزلت الفنجان من يدها واجابت : الحمد لله ع كل حال ..


" وكنه " قالتها ومن ثم بعد صمت من ام شبيب اردفت : شخبار الحمل وياها ..


تدرك بان ام سالم لم تنسى يوما انهم رفضوا ابنها حين تقدم خاطبا لكنّه .. حتى انها قاطعتهم شهورا طوال .. وعادت بعد وفاة ابو شبيب .. ولسانها دائم السؤال عن ابنتها .. الا يزال ذاك السالم راغبا بها وهي على ذمة رجل يعشقها حد الجنون ..


ارتشفت من فنجانها : الحمد لله بخير .. ما فيها الا العافية ..

- الحمد لله ..


كانت جملة انهت الحديث في الموضوع .. لتبدأ الحديث عن ام خالد وعن ما حدث له مع شبيب : الله ياخذهم بيدمرون عيالنا .. وبعد ما سدهم قتلوا خالد وكانوا ناوين ع شبيب .. ربج ستر ويت فريله ما فمكان ثاني ..


اردفت بعد صمت من الاخرى : وبعدين ليش ما يتاكدون قبل ما يروحون للحراميه بريولهم .. زين الحين اللي صار .. ترا الغلط من الشرطة يوم ما خذت الحذر .. وولدج حشا مب فعقله يوم يخلي الدختر ( المستشفى) ويروح المقبرة ..


-
مكتوب يام سالم .. مكتوب – تمد يدها – اصبلج قهوة ..


مدت يدها بالفنجان : صبيلي من قهوتي .. قهوتج باردة ..


لتدخل الجدة وعصاها تسبقها .. فتقف تلك ترحب : حيالله ام منذر .. زين اللي شفناج ..


لتتجهم تلك العجوز وتبان تجاعيد وجهها من تحت " البرقع " : ام شمسة مب ام منذر يام سالم ..


تشدقت وهي تعود للجلوس بعد ان قبلت رأس العجوز : ومنذر ولدج بعد .. انتي اللي ربيته من بعد امه .. ينقاله ولدج ..


كانت ساعات ثقيلة لا تحبها تلك العجوز .. فام سالم ثقيلة لا تستطيع استساغة مجالستها .. واذا بضحكاتهما تصل اليهن .. لتقف ام سالم وهي تردد : انا بقوم ارد البيت ..


ليدخلان ويلقيان السلام .. وما ان رآها واقفة حتى قال : وين يا خالتي .. والا اذا حضرت الملائكة ..


ليزيد ضحكاته على ضربت تلك العجوز بعصاها الارض : يا مسود الويه .. هذي رمسة تقولها ..


ينحني ويقبلها : ما يرضيني زعلج يالغالية .. وترا كلها مصخرة ومزح .. لا تاخذين فخاطرج يا خالتي ..


-
انت مثل ولدي .. وما بشره عليك .. الحين رخصولي ..


وولت مدبرة من المكان .. ليدخل جابر يقبل رأس ام شبيب ومن ثم رأس والدتها .. ويجلس بجانب منذر .. لتتهكم الجدة : ع شو الضحك وربيعكم طايح للحين ما قام ..


يعتدل في جلسته وهو يقترب قليلا منها : نضحك ع المطاوعة اللي قالولنا نييبهم .. سمعي يام شبيب – ينظر لجابر- عندك ورقة وقلم ..


تجهم ذاك : عشان شو ؟


قهقه ليردف : عشان اقولهن طلباتهم ..


تلكزه بعصاها : لا تتمصخر علينا .. بتتكلم والا شو ..


يؤشر بيده ويبعد العصا بيده الاخرى : بتكلم بتكلم بس بعدي هالمشعاب ( عصا غليظة ) عني .. حشا مب عصا قب ..


صرخت به اخته معنفة : بتتكلم والا شو .. ترا ما قادرة اتحمل اكثر .. شو قالكم المطوع ..


نظر لجابر الذي سكب لنفسه فنجان قهوة .. ونطق : واحد قال يريد تيس اسود .. نذبحه ونصب دمه فطاسه (وعاء معدني صغير ) ونطمس صبوع شبيب فيه – يفتح كفيه في وجه اخته – العشرة .. والثاني يقول نسوي خبز بدون ملح ونشله المقبرة ونحطه وين طايح ولدج .. ونروح .. وع هالموال اسبوع كامل ..


قاطعته الجدة : وشو اللي تترياه .. اذا ما عندك فلوس بعطيك .. واشتر التيس وذبحه ..


بغضب نطق : انتي صاحية والا شو ..


" ما غلطت " قالتها ام شبيب ليردف هو : شو ما غلطت .. تقولج اقوم اشتري التيس ولو ما عندي تعطيني .. والله ماشيء يغلى ع شبيب .. بس هذا سحر ودجل .. كفر – يوجه كلامه لام شقيقته – كفر .. تدرين شو كفر .. يعني طرد من رحمة ربج .. وتقوليلي اروح اشتري .. والله لو ما بقى الا هالشيء ما سويته ..


ليردف جابر : صح كلامه .. مب زين هالشيء .. وانا ان شاء الله باكر بدورله مطوع يقرا عليه ويعالجه بالقرآن .. بلا تيوس وبلا خبز ..


ارتفعت قهقهات منذر لتصاحبها ضحكات جابر ..


-
من حر ما في .. صارله اسبوعين ع حالته ..


تحوقل جابر ليردف : ما عليه .. كل شيء قدر وان شاء الله بيقوم – تلفت – الا شامة وين صارلي كم مرة ايي وما اشوفها .. حشا ما تقول اخوها وامها مرضعتني الين خلصت كل الحليب عن شبيب ..

ضحكت شمسة ( ام شبيب ) : الله يقطع بليسك يا جويبر .. شامه راسها يعورها خذت حبوب ورقدت .. و


لتقاطعها امها : والحين ما بتسون اللي قالوه .. وولدي شبيب متى بشوفه وتقر عيني فيه ..

,,


الحديث يعود ليكون ذاك النائم المحور الاساسي فيه .. وهي التي ذُكرت في وسط الحديث ونُسيت عزمت العزم على الابتعاد عن المنزل في غفلة منهم .. فهي موقنة بان جابر سيبقى حتى ساعة متأخرة .. فخالها لا يمل من مجالسته كعادتهم دوما .. الا ان جلساتهم باتت ناقصة دون شبيب وخالد .. ابتعدت عن المنزل لتستقل سيارة اجرة متوجهة حيث اخيها .. تسأل عن ذاك الطبيب بخوف حتى ما ان علمت مكانه حتى حثت الخطى اليه .. الخوف يلعب في ملامح وجهها من تحت طرف " شيلتها " الذي خبأته به .. وساقاها تشعر وكأن بهما سيتوقفان وينهاران قريبا .. طرقت الباب لتلج بخجل يصاحبه خوف وارتعاب شديدين .. وقفت ليرفع ذاك ظهره ويستقيم متجهم الوجه .. عاقد حاجبيه .. يطلب من تلك الممرضة المغادرة .. فرائحتها يميزها من بين مليون رائحة .. وجسدها الممتلئ قليلا يعرفه بحق .. ليدنو منها : شامة ؟


انزلت الغطاء واذا بدموعها تنساب دون رادع .. ليردف بخوف : صاير شيء ؟ منو اللي يايبج ؟


يتحرك لجهة الباب لعله يعرف مع من جاءت .. لتستوقفه : ييت بروحي ..


يلصقها في الجدار بعنف .. يكبل ذراعيها باصابع كفيه .. ارتعبت من تصرفه .. لينفث الغضب في وجهها : بروحج .. وفهالليل ..


-
حارب عورتني ..


ارخى كفيه .. لتحرك كفيها بالتبادل على ذراعيها حيث انغرست انامله : حارب انا محتايتلك .. حارب انا حامل .. وبطني ..


قاطعها يرص على اسنانه : شو اللي قلتيه .. عيدي ما سمعت ..


" حامل " .. ما ان نطقتها حتى عاد يثبتها بعنف على الجدار : ومنو ولد الحرام اللي سواها فيج .. منو هذا اللي سلمتيه عمرج وانتي ع ذمتي – صرخ – تكلمي ..


اهتز فيها بخوف .. وباهتزاز قالت : انت ..


لترتخي ذراعيه : شو ..


تشدق مبتسما بسخرية : انا؟ - يده تعانق نحرها – منو اللي حملج ويايه تتبليني بولده ..


صرخ بها وهي تحاول بكفيها الضعيفين ان تفك قبضته : تكلمي ..


ليعتقها .. وتسعل سعالا مرا .. وتصرخ بدورها : انت انت .. يوم كنت فبيتك .. انت اللي سويتها في محد غيرك ..


سبابته تقف على فيه بغضب عارم : شب.. شب ولا كلمة ثانية .. حارب ما يخون الريال اللي أأتمنه ع اخته .. يايه تتبليني بسواياج الشينة .. لانج عارفه اني ما بقدر اقول لا لشبيب .. بس بقول لا وستين لا .. وخلي اللي سواها يتزوجج – طوح برأسه ضاحكا – الظاهر متعوده ع الهياته بنص الليالي ..


يدها ترتفع بغضب ليمسكها هو قبل ان تقع على وجهه .. لتصرخ : نذل .. حقير


لينطق : ما عاشت اللي بتمد ايدها علي يا شامة .. ما عاشت ..


واذا بصوت خافت يصل اليه ليقطع اتمام الحديث : حااااارب .


,,

اتمنى ان ينال على استحسانكم ..
موعدنا في نهاية الاسبوع باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 05-01-13, 10:41 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,
,


الابتعاد لم يرتجيه يوما في تلك الظروف .. ولكن عقله كان يبتعد شيء فشيئا .. يسمعهم ويشعر بهم .. وكثيرا ما يشعر بصوت صاحبه الذي ارتحل عن الدنيا .. واحاديث قديمة وضحكات شبابية متداخلة .. وعيناه تطبقان الجفون بقوة .. تتمسكان بالظلام بعنف .. كم كانتا قاسيتين لتبعده عن عزاء خالد .. وعن عمه الذي هو سند له من بعد ابنه البكر .. لو تمنى شيء واحد الآن لتمنى السقوط بعد العزاء لكان ارحم وارحم .. انتفض جسده بعنف .. او كأن عظامه هي التي تنتفض .. تعلن العصيان على عقله النائم .. تريد اشعال ثورة توقظه من سباته العقيم ..


وصوت بعيد يقترب .. بل هي اصوات ممتزجة بالبكاء والغضب .. وحارب قريب .. شعر به بجانبه وشعر به وهو يبتعد .. لتتردد همهمات لا يعيها .. وشيء من بكاء وصراخ .. ورائحة عطر نسائي ليس بغريب عليه يغزو رئتيه وينتشر في خلاياه .. يجبره على الاستيقاظ .. لكن لا تزال الجفون تهوى الارتخاء ..


سحب الهواء بنهم غريب .. لتشرع عينيه ابوابهما .. ويزفر ويزفر ويزفر .. زفرات متوالية .. وكأن به غريق التقط الاكسجين بعد عناء غوص .. ليصله صوته الاجش وينطق هو باسمه : حااارب ..


صوت خافت ولكن كان كفيل بان يصل الى اذآنهما .. هل سمع كل شيء ؟ هل فُضح امرها ؟ .. ترك يدها بعنف .. لتسرع على فيها .. تخنقه بقسوة .. لعلها تعاقبه لانه تكلم في هذا المكان .. عيناها تتبعان حارب الذي وقف ينظر لاخيها بابتسامة وتسمعه يتحدث ولكنها لم تعي شيء ..فدقات قلبها غطت على فهمها .. تشعر به سيخرج من صدرها .. سيهرب ويبتعد بعيدا .. ظلت واقفة لدقائق لتنسحب بعدها دون ان تعي اي شيء .. خوفها يحملها على العودة للمنزل .. مؤكد ان الجميع سيكونون هنا في ظرف ساعات .. مشت ومشت واذا بها تهرول في ذاك الممر .. لتنتبه لنفسها فترفع طرف " شيلتها" على وجهها الباكي وتتابع الهرولة .. لو بيدها لطارت وحطت في غرفتها وتدثرت ببطانيتها .. لو بيدها لاعادت عقارب الساعة للوراء شهرين .. لو بيدها لما وافقت على ذاك الذي اكتشفت نذالته منذ دقائق خلت .. كل ما ترغبه الآن هو سريرها .. منزلها وكل شيء هناك ..



,,

وهناك ارتجفت فرائصها وهي تستمع له حتى رددت : اعوذ بالله منك يا نويذر .. اعوذ بالله منك ..


ليغرق في ضحكة غير متناهية .. ليقفز بعدها حين ضربته بعصاها على ساقه .. ومن بين وجعه لا يزال يضحك وهو منحني يمسك ساقه : اعوذ بالله من هالعصا يا ام شميسه .. اعوذ بالله من هالعصا ..


ليغرق الجميع في الضحك الا هي .. لتزفر بغيض مرددة : تريد توسمه ( تكويه ) تريد تشوهه يا ولد ام منذر ..


جلس وهو يحني رجله ولا تزال كفه على ساقه .. ولكن هذه المرة ابتعد عنها في جلسته .. فتلك العجوز لا يؤتمن قربها وهو يحب المزاح وجدا .. همس : ااح تعور ..


لينظر له جابر : تستاهل محد قالك تيلس قربها وانت تعرف سواياها ..


نظرت اليهما بغضب : شو فيكم تتساسرون .. تكلموا .. الحين ما لقيتوا الا الوسم (الكي ) ..


تحوقل ليردف : ترا قالوها قبل .. آخر الدواء الكي .. وفي قصص عن الصحابة رضوان الله عنهم تتكلم عن الكي .. اللي هو الوسم يا ام شمسة ..


وقفت شمسة : بروح اسويلكم عشا .. ولا تكثر كلام يا منذر ..


تحوقل من جديد وهو يتبع اخته بنظراته : ترا ما عرفنالكم .. اذا ما تكلمنا ما عيبكم واذا تكلمنا بعد مـ ...


لم يكمل بسبب رنين هاتفه ليقف بوجه متجهم .. وذاك ينظر اليه : ع وين ؟


لم يرد عليه ليردف : منو اللي متصل ؟


لتنطق العجوز وهي تقلب حبات المسبحة في يدها : اكيد وحدة من الخياس اللي يكلمهن ..


لتجحظ عينا جابر وكأنهما ستخرجان من محجريهما .. ويرمش مرارا وهو يتجهم من قولها .. فـ منذر ليس من هذا النوع من الشباب .. ولكن تلك العجوز تقول كلمات تأتي بالريبة للسامع .. تنحنح ليقف : بروح اشوفه .. سمحيلي ..


اقتربت خطواته من ذاك المستتر بالجدار حتى لا تعصفه نسمات الهواء الباردة .. يراه مبتسم .. وعيناه تلتمعان فرحا .. ليغلق الهاتف ناظرا للواقف امامه : قام ..


لتنفجر الشفاة عن اسنانه .. وينطق وهو يعانق كتفي منذر بكفيه : احلف ..


امسكه بيده ليجره معه للخارج : خلنا نروحله ..


ولا تزال الفرحة متمسكة به وهو يقف ليمنع منذر من التقدم : خلنا نبشرهم ..


هز رأسه بمعنى لا .. ليردف : حارب يقول قام .. بس ما يرد عليه .. يكلمه ولا يرد .. عيونه لفوق وبس ..


تحوقل .. ومشى معه يستعجله وما ان وصلا للبوابة الحديدية حتى اصتدم جسدها بجسدجابر .. ليسحبها منذر اليه .. صارخا باسمها .. يضغط على ذراعها وجدا .. ليصرخ : انتي من وين يايه ..


بكاء فقط وحشرجة صوت لا يريد الخروج .. وشهقات وصمت عن الجواب .. لتعانق يده اليمنى ذراعها الاخرى يهزها وهو يكاد يخترق عظامها بانامله الشديدة : تكلمي يا بنت شمسه ..


سقطت " شيلتها " جراء حركة جسدها المتطوح بين كفيه .. ليمسك الاخر برسغيه : خلها .. منذر خلها مب وقته ..


يعرفه حق المعرفة .. فعند الغضب لا يرى امامه قد يضربها .. يركلها .. ويشتمها .. نفضها بعيدا لتجري .. ويلتفت اليها وهي تهرول لداخل : بتشوفين شغلج بعدين يالخايسة .. بتشوفين ..


ليسحبه جابر من ذراعه ليخرج به : خلاص يا منذر .. امشي نشوف شبيب الحين ..


" وين رايحين " نطقتها شمسة وهي تقترب منهما : وشو بلاه شبيب ؟


بابتسامة اجابها : اتصلوا علينا عشان سيارته للحين عندهم ورايحين نييبها .. ما بنطول .. وبنرد وبنتعشا لا تاكلون العشا عنا ..


" زين ".. قالتها واردفت : ديروا بالكم ع اعماركم .. وهاللا هاللا فالشارع .. زلق ولا ينضمن ..


بارد جدا .. قليل الكلام نعم .. ولكنه يستطيع ان يخرج نفسه من اي شيء بسهولة .. وملامحه تلك لن تشكي اي تغير .. بعكس منذر .. الذي لا يزال الغضب مرتسما على وجهه .. ولم يستطع النظر في وجه اخته ففضل المشي تاركا الامر لجابر .. جلس والغيض يفترسه افتراسا .. كيف لها ان تكون خارجا وامها تخبرهم انها نائمة ؟ .. قبضة يده على فخذه وانفاسه الثائرة اجبرتا جابر على الالتفات له لبرهة .. ويرجع نظره لطريق .. ليردف بهدوء : هدي عمرك .. واكييد لها اسبابها .. العصبية والضيجة ما بتييب فايدة ..


لم ينطق وفضل النظر جانبا .. فتلك ستجلب لهم فضيحة ما بما فعلت .. ماذا لو رأوها الجيران ؟ .. وماذا ان حدث لها شيء وهي بالخارج .. انتفض جسده على تلك الفكرة التي راودته .. ليعود له وجهها الباكي .. لم تبكي لوجودهما وكشفهما امرها .. بكاءها كان قبلا .. تمتم بالاستغفار .. ليلتفت له جابر من جديد : ان شاء الله ما يكون فيها شيء ..


التفت له بجزع .. منذ المراهقة وهو يستطيع ان يقرأ ما يدور في رؤوسهم .. هو وخالد .. اما شبيب فلم يكن يوما يستطيع معرفة ما يفكر به .. زفر بعنف : يا ويلها مني اذا صارلها شيء فهاليل .. والله ما اخليها وانا ولد ابوي ..



,,

نظره كان متسمرا في السقف .. وذاك يسأله عن حاله .. وسرعان ما تركه ليخرج خلفها ويقف عند باب الغرفة من الخارج .. ينظر اليها لتختفي بعدها .. لا يفهمها .. كيف بمقدورها ان تتهمه بذاك الاتهام .. الأنه فقط صديق شقيقها منذ ايام طوال .. منذ ايام اللعب بين بيوت " شعبيتهم " القديمة .. منذ ايام " الدكان " الذي جمعتهم عتبته مرارا ..اقترب منه من جديد .. يحدثه .. ويقيس نبضه .. نظره شاخص للبعيد .. ايعقل ان يكون سمع كل شيء .. سمعها تتهمه وسمعه يعنفها .. مصيبة ان فعل .. فالا اخواته لا يرضا ان يمسن بسوء .. تنهد ليقترب منه ينحني بجذعه .. قريبا من وجهه : شبيب انت بخير ..

وانامله المرتجفة تمسك رسغه لتسري رجفته لشبيب .. وينطق بهدوء : منو كان هني ؟


بلع ريقه .. لينظر ذاك اليه ويعيد سؤاله بهدوء : منو كان هني يا حارب ؟


ابتسم .. ليردف بكذبة : محد .. بشو حاس ؟


اغلق عينيه ليسحب الهواء بوجع ارتسم على حاجبيه القريبان من بعضهما بشعيرات ارتسمت كجسر واصل .. ويفتحهما بتعب : احس جسمي مكسر .. آآه

تأوه .. واردف : ريلي تعورني .. احسها متيبسه ..


-
شيء عاادي .. صارلك اسبوعين ع الفراش .. لا تخاف جسمك ما فيه اي شيء .. ونبضك الحمد لله اوكي .. يبالك بس تتحرك شوي شوي وبترد مثل قبل . .


ابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه .. لم يفهمها حارب .. ليمتعض منه .. ويعقد حاجبيه اكثر .. فذاك يحاول الجلوس بارهاق جم .. اسنده وساعده : لازم ما تتعب عمرك .. صح ما فيك شيء والحمد لله .. وكل الفحوصات تأكد هالشيء بس لازم نحسب حساب انتكاسة يمكن تصـ


قاطعه : شخبار عمي ؟ وعيال عمي ؟ - بلع غصة استوطنته ليردف – وام خالد ؟


" بخير .. كلهم بخير " .. ما ان انهى جملته حتى ولج منذر يتبعه جابر .. وسلام حار .. واحضان شوق من خال لابن اخت ورفيق درب .. وسلام آخر من شقيق روح واخ رضاعة .. ليمسك معصمه تحت حديث منذر الصاخب لحارب : خوفتنا يا ريال .. تقول ما يتكلم .. وعيونه فوق .. هذوا مثل التيس قدامنا ..


ليغرق بعدها في ضحكة وكانها تخبر شبيب عن الشوق القابع في صدر ذاك المنذر .. ويتمتم بعدها : بخبرك بعدين سالفة التيس ..


وعاد يضحك مع مناوشات صغيرة لابن اخته .. وذاك يبتسم وهو يشعر بقبضة شبيب على رسغه تحاول ان تشتد ولا تقوى .. ليربت عليها بيده الحرة .. ويبتسم أكثر .. لينطق منذر : اموت واعرف شو اللي بينكم ..


اعتق يد جابر ليضحك بتعب ضحكة قصيرة : ما بينا الا كل خير ..


" عن اذنكم " اطلقها حارب ليغادر بعدها .. يشعر بنظرات شبيب تخترق جسده .. لا يقوى على الكذب امامه .. مائة بالمئة سيكتشف تلك الكذبة التي قالها عليه سابقا .. وقف خارج الغرفة وهو يسمع ضحكات منذر وحديث خافت من جابر .. سيتعبونه بالحديث .. انعقد حاجبيه .. فقد ينتكس وهو لم يحذرهما .. هو لا يقوى على الرجوع .. اطلق قدماه للمسير .. عدنان كفيل بافهامهم ما يتوجب عليهم فعله .. سيتعذر باي شيء .. ربما بمريض يحتاج مراقبة اكثر .. او بحالة طارئة .. لا يهم ما نوع العذر .. المهم ان لا يبقى مع شبيب هذه الليلة ..


دخل عليهم وهو يتحمد له بالسلامة .. ويقترب منه يقوم بعمله .. لينطق جابر : دكتور عدنان .. وين حارب .. معقوله يخلي مريضه اللي يشرف عليه من اول ما انصاب ويروح ..


اجاب وهو يرفع جذعه : مشغول شوي .. عندو كم مريض .. معافاي باذن الله ..


-
الله يعافيك ..


خرج ليحرك ذاك جسده ليتبعه .. ويمنعه شبيب : جابر .. خلك ..


يشعر بانه في موقف حرج جدا .. لا يريد ان يترك منذر لوحده فان عاد الى منزله بمفرده سيحدث ما لا يحمد عقباه .. ولا يرغب بترك شبيب لان هناك رجاء منه للبقاء معه .. محاصر جدا .. الرنين المتواصل لهاتف منذر اخرجه من تلك الحيرة .. لينظرا له وهو يتحدث بكلام مبتور : انزين اهدي .. كنه لا تصيحين .. الحين بكون عندج ..


بخوف الشقيق نطق : كنه شفيها ..


-
فارس تعبان .. تقول مب قارد يقوم من الفراش .. بروحلهم ..


اسرع واذا به يعود : جابر السويج ( مفتاح السيارة) – التفت لشبيب - شبيب ترا للحين محد يعرف انك قمت .. فلا تتهور وتتصل بامك فهالليل .. والله ما ترقد للصبح ..


التقف المفتاح الذي رماه له جابر .. وخرج وهو يضحك .. هو هكذا يعشق الضحك امام الجميع حتى وان كان صدره مليء بغصة ما .. كفعلة شامة التي لن يغفرها لها ..


سحب كرسي وجلس عن يمينه : لا تفكر بشيء . توك قايم خل كل شيء لوقته ..


هز رأسه بالايجاب : حاس بوهن ..


" ارقد " .. قالها وصمت .. صمت موحش مع دفء الغرفة البيضاء .. يراقبه بصمت وهو يغلق عينيه ويتنهد .. خلف ذاك الرجل اسرار كصاحبه الذي توفاه الاجل .. والاسرار على كاهل القابع امامه اضحت اثقل واثقل .. بحجم جبل " حفيت " .. او اكبر .. لا يحق لاحد ان يلوم عقله ان فكر الابتعاد .. الابتعاد للراحة .. والعودة من جديد ..


حفيت: جبل في مدينة العين يحتل المركز الاول في الارتفاع في امارة ابوظبي والمركز الثاني في دولة الامارات ككل .



سحب نفسه للامام ليسند ظهره ويربع ذراعيه على صدره ..يحمد الله بان ما حدث لفارس قد يكون سببا لتهدأت منذر .. قدر جميل حدث .. ابتسم.. يتخيلها فيغمض عينيه .. اسبوعان واكثر هي بعيدة عنه مع اهلها .. لم يكن يعلم حين اقترن بها بانه سيعشق تفاصيلها بهذا الشكل .. الغياب جعله يدرك ما معنى رائحة عطرها في غرفته وعلى السرير و في كل مكان .. وجعله يدرك انها تحب ترتيب المناشف باتقان في دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وايضا جعله يعلم بأن ذراعه خفيفة جدا في لياليه الطويلة .. ابتسم لتنتظم انفاسه بعدها ..ويغفو ..


,,

يـتـبـع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 05-01-13, 10:43 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

اما هي فلا تنكر بان شوقها له يضاعف شوقه لها .. فعلى الغداء تشتاق ليده التي تمتد لفيها بلقمة صغيرة بحجم فمها الصغير .. وعند المساء تشتاق لقرب انفاسه .. التحفت شالها القطني وحثت الخطى خارجة من غرفتها .. عليها ان تطمئن على مبارك .. وايضا على مطر .. فهي خائفة عليهما وجدا .. وكذلك والدتها .. فما حدث على مائدة العشاء ارعبها .. قالت لها وهي تضع الطعام للجميع " لا تنسين تحطين عشا خالد ع صوب " .. هل لا تزال تعتقد بانه على قيد الحياة .. ام انها اعتادت هذه الامور .. اعتادت على قبلته الصباحية .. وعلى عودته المتأخرة في كثير من الليالي .. تنهدت لتسحب الشال على كتفيها اكثر .. وتضمه على صدرها كعاشقة تحتضن حبيبها .. عانقت اناملها مقبض الباب وولجت بهدوء ..

تمشي على اطراف اصابعها .. لتبتسم له .. متدثر بالكامل بذاك الغطاء الثقيل .. لا يزال طفلا وغدا سيبدأ دراسته من جديد من بعد انقطاع دام اسبوعين .. حقيبته المدرسية السوداء تستند على الجدار .. ومقبضها قد ارتفع للاعلى .. وعجلاتها الصغيرة كالحة اللون .. دنت منه اكثر تحاول ان ترفع الغطاء عن وجهه قليلا .. حتى تجد انفاسه الحرية بعيدا عن ذاك الغطاء .. تحرك لينقلب على ظهره .. مسحت على شعره وانحنت تقبله .. رددت في نفسها : الله يحفظك ..



خرجت لتتوجه لغرفة مطر .. وهالها ما رأت .. لم يعد للمنزل بعد .. معصمها يرتفع لتنظر الى ساعتها .. ستصل الحادية عشر والنصف .. زفرت فلا حيلة لديها لتحتالها .. هو عنيد لن يستمع لنصائحها .. ستخبر والدها هذا هو الصواب .. نفضت رأسها لتهمس لنفسها : ما بيسمع منه .. استغفر الله العظيم ..



تديره ولا يستجيب لها .. اغلقته مجددا .. هل باتت تخاف من بعد خالد .. ممن ؟ .. فمطر صغير ..نفضت رأسها فمطر لم يضحى صغيرا سيكمل السابعة عشر قريبا .. وقفت طويلا عند باب مها .. تحاول ان تجد تفسيرا للباب المغلق .. هل غيابه السبب ؟ اضحت انطوائية .. وهي التي كانت دائمة الحضور في زوايا المنزل .. تلفتت لتقع انظارها بعيدا هناك حيث مكانه الخالي .. حقا المكان مخيف .. الجميع نائمون الا هي .. لم تعد تستلذ النوم بعيدا عن بعلها .. هنا تشعر بانها مسئولة عن الجميع .. خطاها الثقيلة تنزل الدرجات رويدا .. وصوت الاشجار في ساحة المنزل بسبب الريح الباردة كفيلة بان توقع الرعب في قلبها .. لا تعلم لماذا قادتها قدماها للخارج .. للصالة القريبة من المجلس .. هناك كان يأتي ويجلس معها بالساعات .. تحكي له .. وتشكي .. وقفت وهي تستمع لكلمات تخرج من هناك .. كلمات باستطاعتها ان تصعقها كقوة كهربائية مميتة .. الجمتها عن الحراك .. فذاك مطر .. وحديثه لا يبشر بخير .. فتحت الباب بعنف ليقف بغضب يغلق هاتفه ويصرخ : انتي شو اللي يايبج هني .. وبعدين كيف تدخلين بهالشكل .. لو كان وياي ربعي؟ .. صدق ما تعرفين السنع ..



دنت منه بغضب غير مكترثة لحديثه المنافس لغضبها .. رفعت سبابتها امام وجهه : والله يا مطر ان سويتها ما بتلوم الا نفسك ..

ضرب ذراعها ليعطيها ظهره : محد له خص .. فاهمه – التفت لها – واللي فراسي بسويه .. واذا فيج خير تكلمي ..


اخافها بل ارعبها .. مطر مختلف بحق .. ناقم بل اشد .. اتخبر عنه ام تحاول معه من جديد .. خطر على فكرها جابر .. وسرعان ما ابعدت تلك الفكرة عنها .. هو تحملها كثيرا .. تحمل شكواها الدائمة .. لم تعد تسمعه الكلمات التي يعشقها .. و لم تعد تُريه ابتسامتها التي يحبها .. لم تعد تريه الا دموعها وحال اهلها .. وصمت .. بل انه صبر عليها .. جلست على الارض بارهاق مميت .. والجو بات حارا جدا .. وكأن بها حمى لا تريد ان ترحل .. حمى حارة تتصبب معها عرقا ..

,,



قال لها بانه سيستلقي فغادر من المكان بعد ان عاد من المسجد القريب مصليا العشاء .. فجلست تجهز العشاء بفرح .. لم تنتبه له .. ولوجهه المتعب .. اعدت تلك المعكرونة التي يعشقها من يديها بحب جم .. وبعدها استحمت وارتدت ثوبا ناعما .. ووشاح يقيها البرودة المتسربة .. نظرت لساعة الحائط الدائرية .. لتقرأ دقائقها وساعاتها .. على الحادية عشر تشير .. ابتسمت وسحبت نفسها لتناديه للعشاء .. لا يعقل انه نام .. اشعلت الانوار واقتربت من السرير لتجلس على طرفه .. حاولت ان تنحني لتفعل فعله بها .. فلم تستطع فتمتمت بهدوء وهي تحرك يدها على بطنها المتكورة : كله منك ..


ابتسمت وهي تعض على شفتيها .. فلقد وجدت طريقة اخرى .. مدت كفها لتعانق انفه بسبابتها وابهامها .. ويدها اليسرى استقرت على جانبه اليمين تستند عليها .. ما ان لمست انفه حتى جفلت .. حراراته مرتفعة جدا .. هلعت فاقتربت منه .. تعانق كفيها وجهه : حبيبي .. فروس قوم ..



خوفها يكبلها .. لا تعلم ماذا تفعل .. تهدج صوتها وهي تمسح على وجهه .. نومه خفيف سيفيق من اقل لمسة منها : حبيبي الله يخليك قوم ..



تأوه بتعب ليبتسم نصف ابتسامة متعبة : لا تصيحين .. انا بخير ..



ليغلق عينيه بعدها .. بكت .. وقامت تتلفت لا تعلم ماذا تفعل : فااارس شو اسوي .. فارس قوم



ضربت برجلها الارض كطفلة غاضبة .. وسرعان ما حثت خطاها تبحث عن هاتفها .. هناك في المطبخ كان قابعا .. لم تتذكر بانها كانت هناك .. فعادت اليه تجلس بجانبه ترفع رأسه لحجرها .. وتربت على وجنته : فارس رد علي الله يخليك ..



شعرت بانها ستفقده .. لم تره يوما هكذا .. انتبهت لهاتفه على الـ" كوميدينة " فسحبته .. ليصلها صوت منذر .. وتترجاه بان يكون معها .. ها هو يقف يسند ذاك المتعب بجسده .. وينتظرها لترتدي عباءتها .. فلن يتركها بمفردها في هذا المنزل وفي هذا الليل الموحش .. اسرعت معهما للخارج .. اجلسه في الكرسي ليعدله له بحيث يستند بظهره جيدا : بوصلج البيت عند امج وعقبها بشله الدختر ..



ركبت في الخلف لتنطق حين ركب هو : منذر بروح وياكم .. الله يخليك ..



يحرك السيارة وينطلق .. لم يرد عليها .. ينظر الى وجهها في المرآة الامامية .. خائفة بحق .. اهكذا يفعل الحب .. يمسح وجود الغير ويبقى فقط الحبيب .. ينظر ليدها على كتف فارس وكأنها تخبره بانها بجانبه لن تتركه .. قال وهو يسمع شهقاتها : الا حمى .. لا تسوين بعمرج جذي .. شكلها حمى قوية – اوقف السيارة – ياللا نزلي ..


التفتت ليظهر لها منزل عائلتها .. وتطوح رأسها بعنف : ما بنزل .. بروح وياه ..


تحوقل وترجل .. ليفتح بابها ويمسك يدها : كنه حبيبتي بشله الطواري وانتي بتتعبين ويانا .. ياللا نزلي ولا تاخرينا .. ولا تنسين اني ياي فسيارة جابر اكيد يريدها الحين .. نزلي فديتج ..



نزلت بعدم اقتناع لتمسك منذر من يده قبل ان يغادر : اتصل في الله يخليك ..

وقفت تنظر الى تلك السيارة وهي تختفي .. وكأن قلبها يختفي معها .. شكله المتعب اخافها بحق ... تذكرت ضحكاته معها قبل ان يغادر المنزل عصرا .. دمعت عينيها .. لتنتشل طرف " شيلتها" تمسح دموعها .. وتحث الخطى للمنزل .. الانوار مضاءة في تلك الصالة .. لا بد ان والدتها هناك .. وقد تكون جدتها معها .. فتلك العجوز اضحت لا تنام مبكرا .. حثت خطاها لتقف تسحب الهواء .. لن ترعبهما .. وستخبرهما بكل شيء بهدوء ..




,,

ضحكاتها تصدح في ارجاء غرفتها في هذا الصباح الشتائي .. وسماعة هاتفها تتطوح بين اناملها .. من يسمعها لن يصدق بانها هي مها التي كانت منذ ايام .. ارتمت على سريرها وعيونها لسقف غرفتها المنقوش بـ"الجبس " : الله يعين حتى بنات الين (الجن) ما سلمن منه ..



وعادت لتضحك .. فسوسن قد اسرت اليها بحديث تناقلته النساء عن شبيب .. بان هناك جنية تسكن جسده .. يقولون بانها تعشقه فتلبسته .. لتنفجر مها ضاحكة .. وترد الاخرى : انتي شفيج .. بسم الله الرحمن الرحيم .. ليكون الينيه لبستج انتي مب هو ..



انقلبت على جانبها الايمن .. وذراعها تسند رأسها .. وسبابتها اليسرى تلعب بهاتفها .. تديره وتعيده لموضعه من جديد : تراها رمسة تضحك .. والا يقولون ينيه تحبه ..



قهقهتها اثارت غضب في نفس صاحبتها .. لتزفر بحنق وترد عليها : مها انتي وايد متغيرة .. يعني اوكي .. آمنا بالله انج ما تحبينه .. بس ابد ما عندج اي شيء تجاهه .. ما تتعاطفين معه .. ما تحسين باهله .. ليش صايره جذي متبلده .. اذا ما تبينه رفضيه وبعده القرار فيدج .. ولا تقوليلي عشان خالتج وريل خالتج .. هذا شيء مب مقنع .. ولا بيقنعني .. لاني اعرف انج قوية وتقدرين تقولين لا والف لا ..



جلست لتتدلى ساقيها عن السرير : ما اقدر .. احس اني مديونة لهم .. احس اني لازم ما ارفض لهم شيء والا بكون قليلة اصل .. فوق هذا يحسسوني انهم مركبيني يميل (واجب) لانهم ربوني ..



صرخت بها لتقف ويقع الهاتف ساحبا السماعة معه : هذا اللي قدرج عليه ربج يا مها ..



استدارت لها لتبلع ريقها : خالتي مب قصدي .. بس ..



لا تزال تقف عند عتبة الباب : لا بس ولا شيء .. احنا يوم دقينا الصدر وخذناج من اعمامج ما كنا نريد شيء من ورى هالشيء غير الاجر .. يوم اني احطيج فمكانة عيالي ما اريد شيء ..



وقفت ليلى خلف والدتها مشدوهة لا تعلم مالذي يحدث .. وتلك نظرها على ام خالد ووجهها متجهم .. وتتابع حديثها : يوم ياني خالد يقولي شبيب حاط عينه عليج .. وكلمتج ما ضربتج ع ايدج عشان توافقين .. ومنزلة شبيب من منزلة خالد عندي .. واللي ما تبي ولدي مب مجبورة عليه ..



وابتعدت حتى دفع كتفها كتف ليلى .. نظرت لوالدتها حتى اختفت .. ومن ثم نظرت لمها التي طأطأت رأسها خجلا ربما .. لتتقدم تلك منها فتصرخ بها : طلعي ما اريد اشوف حد ولا اسمع حد .. طلعي ..



تسمرت في مكانها لدقائق وبعدها ابتعدت .. لتمشي تلك بخطى غاضبة تغلق الباب بقوة .. وتستند عليه : ما بتفهمون .. محد بيفهم ..



وتنسحب لتجلس على الارض الباردة .. وتفرد ساقيها رافعة رأسها ومغمضة عينيها .. وتنطق بهمس لروحها : شو فيها اذا عطيته فرصة .. ع الاقل هو يحبني .. عاادي – بكت فانزلت رأسها – عاادي .. الا حياة هي ما بتفرق ..

,,

اتمنى ان يكون نال على استحسانكم ..
انتظروا تغير الاحداث في الجزء الرابع باذن الله ..
ولا تزال زفراتنا في بدايتها ^^

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 12-01-13, 11:42 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

يسعد صباحكم حبايبي

الكاتبة تعتذر ماراح تطرح الزفرة الرابعه الليله

تحيتي

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 16-01-13, 06:50 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,
,


ارتجف كرجفة جسد عاري في يوم شديد البرد .. ودموعها تنسكب وهي تسمع ذاك الطرق وتلك الرجفات المتتالية على باب غرفتها .. تكورت على نفسها في تلك الزاوية البعيدة .. وهي تدعي رب العباد ان يرحمها .. صراخه الغاضب يصل اليها مع الطرقات المتوالية : فتحي الباب يا شامة .. فتحي بالطيب والا والله اكسره .. فتحيه ..


هرولن على صوته الهادر .. الوقت لا يزال باكرا .. حتى الشمس لم تستيقظ من نومها .. تركت كل شيء من يدها .. وابريق الشاي بدأ يهيج ويهيج .. لتجري مع خروج والدتها من غرفتها بخطوات واهنة وتلك العصا تتقدمها .. امسكته من ذراعه تحت انظار ابنتها كنّة وهاشل الذي استعد للذهاب الى مدرسته .. وذاك الجاكيت الاسود يقي نصف جسده برد هذا اليوم .. فينفض يدها بعنف .. بعد ان سألته : شفيك ؟



بعيون تكاد تخرج من مكانها .. وحاجبان منعقدان .. وانفاس متتابعة اجابها : بنتج .. اللي تقولين انها راقدة .. البارحة يايه من برع نص الليل .. وتسأليني شو في ..


عاد يطرق الباب بعنف .. وكلمات التهديد والوعيد تصدح في المكان .. حتى انكمش ذاك الصغير على نفسه ملتصقا بالجدار الذي خلفه .. تقدمت بخطوات ثقيلة لتقف بجانبه : حبيبي منذر اهدى .. اكييد انتوا فاهمين غلط .. كانت ...


قاطعها وهو ينظر اليهن : اي غلط يا كنه اي غلط .. وانا وجابر متلاقين وياها عند الدروازه ( بوابة البيت الحديدية ) داخله من برع .. وتقوليلي غلط – ضرب براحة يده بعنف – فتحي ..


انتبهت كنة لاخيها .. فاسرعت اليه تبعده عن المكان وتلك العجوز تبتعد خلفهما وهي تثرثر : اخوج تخبل يا شمسة .. الله يجيرنا بس ..


تسكب له كوب شاي بالحليب بعد ان اتمت عمل امها على عجل .. وهو جالس ونظره ينسرق بين الفينة والفينة الى صوت خاله الغاضب : شو فيه خالي .. بيقتل شامة ؟


تمد يدها بكوب الشاي : حبيبي هشول .. خالك زعلان منها لانها طلعت بدون ما تقوله بس هذي السالفة ..


انتفض واقفا : وهي ليش تسوي هالشيء .. يعني ما تعرف خالي .. وشبيب لو عرف والله ما يسامحها ..


اناملها تحيط برسغه : ايلس تريق الحين بيي الباص ..


-
مابي ..


قالها وخطف حقيبته يجرها خلفه .. وهي في حالة اندهاش من تصرفه .. حتى توقف قبل ان يخرج ويلتفت لها : والله بعلم شبيب عليها ..


وبعدها خرج مسرعا .. وكأنه خائف من ردة اخته .. لم يلحظ ابتسامتها مع ارتفاع حاجبها .. واذا بوجهها يكفهر .. على صوت منذر الذي لم يهدأ مع رجاء شمسة .. واذا بها تشهق .. وتقف تهرول للمكان ..


كسر الباب برجله .. واندفع اليها لتقف مذعورة تكاد ساقاها لا يحملانها .. واخته من خلفه لعلها تمنعه .. سحبها من ذراعها حتى دارت لتقف امامه : وين كنتي البارحة يالخايسة .. تكلمي ..


اسرعت وهي تحدثه : منذر الله يخليك ..


ليرفع كفه الحرة في وجهها : شمسة لا تدخلين ..


كانت ترتجف ليس بردا بل خوفا من ذاك الهائج كثور مصارعة ادمته الرماح .. شفتاها لا تريدان اخراج الكلام .. وعيناها تهلان الدمع بكرم غريب .. لم ينتبه الا وهي تقف بينه وبينها .. تمسك رسغه : منذر اهدى وخلنا نفهم شو السالفة ..


تعرف اختها لن تتحمل تلك العصبية التي فيها خالها.. وغير مستبعد ان يغمى عليها .. سحبتها والدتها حين ارخى كفه .. لتختبأ خلفها وتسمعه يردد : شامة تكلمي وين كنتي ..


نطقت كنة : شامة حبيبتي خبرينا وين كنتي ؟


لتصرخ بها والدتها : تكلمي .. والا تبينه يكسر راسج بالضرب ..

ضربتها على كتفها : تكلمي ..


يدها تعانق مكان ضربة والدتها .. لا تعلم لماذا جاء اسمه على شفتيها .. لتنطق : كنت بالمستشفى .. سألوا حارب ..


سحبت خطواتها للخلف حتى صدها جدار غرفتها وردي الطلاء .. وعيونها تنكسر للارض بسبب نظرات منذر لها .. يحاول اخارج هاتفه النقال من جيبه : بنعرف الحين صدقج من كذبج – يضغط على الاتصال – بس والله ان كنتي تكذبين تحملي اللي بييج مني ..


يرن ويرن .. الجميع يستمع .. ليردف : ما اريد اي صوت .. خلكم تسمعون بذنيكم ..



لماذا تستنجد به ؟ ولماذا حتى الوهلة تثق به ؟ اوليس هو من انكر فعلته امامها .. اوليس هو الذي كان سيقتلها هناك بيديه ؟ والآن تقف ترتجف تريد الجلوس ولا تقوى .. ولا تقوى على الوقوف ايضا .. معلقة بين هذه وتلك .. ونبضات قلبها تسابق رنات الهاتف المتوالية .. حتى توقف الرنين .. ليعيد الاتصال بالرقم الثاني لذاك الحارب .. ولكن الهاتف لا يعمل .. والصمت يسيطر على الجميع .. ونظرات شمسة لابنتها كسهام تطعن جسدها .. لعل تلك الام وجدت الاجابات على حال ابنتها المتغير في الاونة الاخيرة .. تراقبها حتى وكأنها جردتها من ملابسها بتلك النظرات .. لتزدرد تلك ريقها بصعوبة .. ويعود الرنين من جديد .. لن يخرج حتى يأتيه صدقها او كذبها ..




,
,

تقلب كثيرا وهو منزعج من رنين هاتفه .. ليصرخ وهو يبعد الغطاء الثقيل عن جسده : واللعنة .. حشا ما يخلون حد يرقد ..



ترك الفراش ليختطف هاتفه القابع بجانب زجاجات العطر على ذاك السطح الخشبي .. وبصوت عالي : الو .. خير ويا ويهك .. يعني ما تعرف اني ..


ليقاطعه الاخر بصراخ لا يقل عن صراخه : شفت شامه البارحة ..


رفع حاجبه مستهجنا ذاك السؤال .. لعلهم افتضحوا امرها .. هذا ما جال في خلده .. ليعود الى واقعه على صرخة منذر : رد .. شفتها البارحة والا لا ..


تتعلق بكلمة منه .. فقط كلمة قد تنتشلها من نيران خالها .. ليأتيهم رده : هيه كانت فالمستشفى .. سالتها منو يابها قالت بروحها ..


نظراته عليها وعلى وجهها الشاحب : وشو رايحه تسوي ؟


اصابعه تنغرس في شعره الكثيف الاسود .. ويحك فروته باحباط : بالله شو رايحة تسوي .. يايه تزورنا مثلا .. تراها خايفه ع اخوها ..


وكأنهم في جلسة استجواب .. الشاهد حارب والمتهم هي .. انفاسها بدأت تضيق .. لعله يجيبه الآن عن كل شيء .. سيخبره بما اخبرته هي به .. سينكر وسيصدقونه لانه صديق طفولتهم .. سيرمي عليها بعدها ثلاث كلمات تحيلها لمطلقة لم تصل العشرين بعد .. رفعت رأسها على سؤال منذر له : وليش ما وصلتها البيت ؟


ايقنت انها ستعدم الآن .. سيقول بانها ساقطة عديمة الحياء .. وخائنة .. وهو لن يتكفل بها بعد اليوم ولا تهمه .. سيقول بانها تحمل في احشاءها علقة صغيرة لا تمت له باي صلة .. سيقول وسيقول .. وساوس كثيرة عصفت بها في تلك ثواني الانتظار المُرة .. لتبتسم حين اجاب : لان وقتها شبيب قام ولا قدرت اخليه ..


يغلق الهاتف في وجهه على صوت اخته المقتربة منه : شبيب قام يا منذر ..


الاصوات تتداخل .. بل انها تتوه في مسامعها .. لا تعي الا همهمات .. واصوات تبتعد .. صوت اختها وخالها وامها .. قدماها اعلنتا الوفاة والاستسلام .. ليخر جسدها على الارض ساقطا ..


برودة على وجهها .. وكأن بها تحت قطرات المطر في هذا الشتاء .. ارتجفت واذا بصوت حنون يصلها : حبيبتي قومي ..


انتفضت بخوف : انا وين ؟


تتلفت في المكان حتى ادركت بانها في غرفتها .. وعلى سريرها .. وكنة بجانبها .. كيف ؟ وماذا ؟ ولماذا ؟ اسئلة بانت في عينيها المغرورقة بالدموع .. تمد لها كوب الماء : شربي ..


امسكته بايدي مهتزة .. لتردف تلك : ما بتتغيرين .. ما تتحملين شيء .. طحتي علينا وشلج منذر وحطاج ع فراشج .. كان يريد ياخذج للمستشفى .. بس اختي واعرفج ..


اسندت جذعها على ظهر سريرها .. ونظرها يتابع تلك التي اخذت كوب الماء ووقفت : ما قدرت اخليج بروحج .. كلهم راحوا لشبيب ..


اناملها فجأة سقطت على فيها .. لتخرج منها شهقة مع وقوع الكأس وتهشمه .. لتسألها الاخرى ما بها بخوف واضح على وجهها بعد ان رأت دموعها .. فتجيبها وهي تمسح دموعها : ما شيء .. ما شيء ..


وابتعدت من الغرفة .. تجر خطاها الى غرفتها .. تلتقط هاتفها من على سريرها .. تتصل به وتمشي ذهابا وايابا وهو على اذنها .. ولسانها يردد : سامحني نسيتك .. سامحني ..


ليأتيها صوته المتعب : هلا حبيبتي ..


لتنفجر عينيها بالدموع : سامحني يا روح كنة .. لهيت عنك .


ابتسم وهو يرفع جذعه قليلا : كنونتي لا تصيحين .. ما في شيء الحمد لله .. والعصر ان شاء الله بيطلعوني ..


ربضت على السرير : والحمى .. ان شاء الله راحت .. خبرني شو سوالك .. وشو قالولك ..


ينظر الى ظهر كفه .. وذاك الانبوب الممتد حتى اعلى رأسه : حطولي سقاية (المصل) وللحين فيدي .. والحمى خفت .. قلتلج بيطلعوني العصر ان شاء الله ..


تنفست الصعداء .. ومع هذا فهناك خوفا لا يزال بين ثناياها : ياليتني يمك ..


-
لا يا روحي .. خلج مرتاحة ولا اتعبين عمرج .. اوكي ..


هزت رأسها مجيبة له : ان شاء الله .. بس بسبقك لبيتنا .. بخلي منذر يوصلني ..


صمتت وصمت هو .. فانعقد حاجبيه : حبيبتي وين رحتي ..


بارتباك واضح في صوتها : هني ما رحت مكان ..


تسلل اليه الخوف حتى قبض قلبه وحاله الى نبضات تطرق عظام صدره وكأنها تنشد الهروب : كنة انتي بخير ..


ردت بسرعة فرائحة الخوف قد داهمتها .. تسعد لذلك وجدا : بخير يا قلبي والله بخير .. بس تذكرت ان منذر مشغول .. لان شبيب قام ..



,
,

شبيب قام .. وكأنه ميت بُعث من قبره .. كانت فرحة من سمعوا بالخبر لا توصف .. وحتى تلك العجوز رفضت وبشدة ان تترك تلك الغرفة حتى يتركها هو .. وهي التي تكره رائحة الاماكن البيضاء .. يدها على رأسه .. تتمتم بايات قد حفظتها منذ امد طويل .. وتنفث على رأسه تكرارا .. يده الخشنه تقع على يدها المجعدة .. يقربها من فيه ويلثمها مرات : الله لا يحرمني منج ياميه العودة ( بمعنى امي الكبيرة اي الجدة)



والاخرى تقترب لتمسك بكفه الاخر .. يبتسم لهما فهو لدية والدتين .. ليس كغيره .. الاولى عن يساره والاخرى عن يمينه على ذاك " الكنب " الجلدي .. وساقه ممدودة امامه .. فتلك الاصابة لا تزال تؤلمة بعض الشيء .. ليدخل ذاك المرتدي " البدلة " العسكرية .. يقبل رأس تلك العجوز ومن ثم رأس والدته بالرضاعة .. ويصافح شبيب وينحني بعدها ليلامس انفه انف الاخر : شو صحتك يا بطل ..


قالها ليبتسم شبيب على مضض : الحمد لله .. بس البطل الله يرحمه ..


التفتت له شمسة : شو اللي استوى وياكم ذاك اليوم .. محد طايع يخبرنا بشيء ..


يربت على يدها بكفه : لا تحاتين ما صار شيء ..


وقفت جدته ليمسك كفها : وين .. تراني ما شبعت من ريحتج ..


سحبت يدها : بروح اصلي الظهر .. ترا ريحتي ما بتنفعني ..


تحوقلت ابنتها وضحك هو .. ليرفع صوته : الله يتقبل منج يالغالية .. وادعيلي لا تنسيني ..


توارت عن انظارهم حين ولجت للصالة .. لينظر للواقف الذي تحدثه والدته بان يجلس ليستريح .. ابتسم حين تلاقت الاعين .. ليبتسم جابر ويردف : الربع ( الزملاء) بيزورونك اليوم العصر – يلتفت لشمسة- والاحسن تردن البيت .. وباكر شبيب بيكون عندكن هناك ..


-
كلمت عدنان ؟..


-
هيه .. وعمي بعد بيزورك العصر ..


عقد حاجبيه واردف وهو يمد كفه ناحية عكازه المستندة بجانب السرير : عطني العكاز ..



خطواته تبتعد لتعود وبيده ذاك العكاز ذي المتكأ الجلدي .. وقف بمساعدة جابر على صوت والدته : شو بلاك ..


يعانق العكاز ابطه : عمي له الحق بالزيارة مب انا – يوجه كلامه لجابر- قول لدكتور عدنان يسمحلي بالطلعة ع مسؤوليتي ..


تحوقلت والدته : ياولدي اركد .. شفت شو صار المرة اللي راحت .. انت ناوي ع عمرك ؟


مشى خطوتان ناحيتها ليقبل رأسها : دامني طالع باكر ما شيء فرق .. وان شاء الله الكل بيزورني فبيتي .. جابر اتصل بمنذر خله ياخذ امي ويدتي وانت وصلني بيت عمي ..

,,

يــتــبــع|~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 09:03 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية